افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 25 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 25 كانون الثاني 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

عرض فرنسي جديد إلى حزب الله

واشنطن وتل أبيب تكلّفان باريس بالمحاولة مجدداً: المرحلة الثالثة في غزة تسمح بوقف النار مع لبنان

 

حتى مساء أمس، كان لبنان بجانبَيه الرسمي والسياسي في انتظار النتائج الكاملة لزيارة وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو لتل أبيب قبل أيام، في وقت بعثت فيه الولايات المتحدة الأميركية برسائل إلى لبنان مباشرة، ومن خلال وسيط عربي.

وبحسب ما هو متداول، فإن الوسطاء من الولايات المتحدة الى فرنسا الى الجهات العربية، يركّزون على نقطة واحدة، وهي أن دخول الحرب على غزة مرحلتها الثالثة سوف يفرض وتيرة مختلفة جداً عن العمليات العسكرية، بما يؤدي الى وقف شبه كامل لإطلاق النار، ما يسمح بإقناع حزب الله بوقف عملياته على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.

وقد نقل الوسطاء تقديرهم بأن المرحلة الثالثة سوف تبدأ مطلع الشهر المقبل، وسوف ينسحب بموجبها جبش الاحتلال من معظم قطاع غزة، ويعيد انتشاره ضمن حزام ضيّق على طول الحدود مع القطاع، مع الإبقاء على نقاط تمركز في المنطقة الوسطى، وتحديداً في منطقة وادي غزة، فيما سوف تتوقف العمليات العسكرية الواسعة من اجتياحات الى غارات واسعة، وأن إسرائيل سوف تعلن أنها تحتفظ لنفسها بحقّ «مواصلة العمليات الهادفة الى تحقيق هدف القضاء على حماس واستعادة أسراها».

وبحسب التفسيرات التي يحملها الوسطاء، فإن هذه المرحلة «سوف تعني وقف العمليات العسكرية الكبيرة، وسوف يلتفت العالم إلى صورة جديدة للحرب، وبالتالي، لن يكون هناك مبرّر لاستمرار جبهة المساندة القائمة الآن في لبنان أو في جبهات أخرى».

ويبدو أن العدوّ يعوّل كثيراً على هذه الوساطة لأجل تحقيق سلّة من الأهداف التي تزعجه، وذلك انطلاقاً من قناعة إسرائيلية تقول: «إن حزب الله له دور أساسي وكبير في كل ما يجري ليس في لبنان فقط، بل في سوريا والعراق وحتى اليمن، وإن إقناع حزب الله بالتسوية سوف يفتح الباب أمام وقف كل أنواع الإسناد التي تقوم بها مجموعات مقاومة دعماً للفلسطينيين في غزة».

ويكرر الوسطاء، أن النقاش يقوم الآن على وقف العمليات العسكرية، قبل الدخول في نقاش مختلف حول كيفية إدارة الوضع على الحدود مع لبنان ربطاً بالقرار 1701. وفي هذه النقطة يطالب العدو بأن لا يعود عناصر المقاومة إلى النقاط التي كانوا ينتشرون فيها قبل 7 أكتوبر الماضي، وأن يجري تعزيز وجود القوات الدولية والجيش اللبناني بما يمنع عناصر المقاومة من العودة للظهور عند السياج الحدودي. وبحسب الوسطاء فإن حصول مثل هذا الأمر، يعني أنه بمقدور حكومة إسرائيل الطلب إلى المستوطنين العودة إلى مستعمراتهم القريبة من الحدود مع لبنان، وإعادة دورة الحياة إلى هذه المنطقة بصورة تدريجية، سيّما أن الوسطاء ينقلون وجود أزمة كبيرة نتيجة نزوح أكثر من 125 ألف مستوطن إلى وسط الكيان وجنوبه.

**************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

“الخمسة” يجتمعون اليوم… والموازنة منبريات مزايدة

سواء اصطفوا مع مشروع الموازنة او ضده، بدا نواب المجلس العاجز منذ سنة وثلاثة اشهر عن انتخاب رئيس للجمهورية كأنهم في مهرجان مزايدات ومنبريات باهت كادوا معه يجمعون على تشريح وانتقاد موازنة “تشغيلية وكارثية” ستمر في نهاية التصويت بغالبية حتمية ولو عارضها كثيرون أيضا. “الإنجاز” اليتيم الذي شكله ويشكله يومان من منبريات ومطولات النواب في جلسة مناقشة الموازنة وإقرارها المتوقع وفق التعديلات الواسعة للجنة المال النيابية على مشروع الحكومة، ان الموازنة أرسلت وستقر في موعدها الدستوري هذه السنة رغم المخالفات الجسيمة التي تشوبها واولها الإمعان في عدم إرفاقها بقطع الحساب تبعا لهذه المخالفة المتمادية منذ اكثر من عقد. واما حضور الكتل المعارضة، للحكومة ولمشروع الموازنة بذاته، فبدا مستهدفا بشكل أساسي الحؤول دون تمكين الحكومة اصدار الموازنة بمرسوم ولو ان المشروع الذي اخضع لتعديلات للجنة المال يرجح مروره في نهاية الجلسة المسائية اليوم.

 

ولكن “منبريات” ساحة النجمة لم تحجب التطورات التي تتصل بالتحرك “الطارئ” لسفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية ب#الملف الرئاسي اللبناني والذي برز في الأيام الأخيرة مقترنا بمعطيات تتواتر تباعا عن استعدادات لعقد اجتماع لممثلي هذه المجموعة اما في باريس او في الدوحة، لإرساء توافق ثابت بين الدول الخمس على مبادرة جدية تقود إلى تحريك ملف الازمة الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. والجديد في هذا السياق ما كشفته “النهار” من ان اجتماعا سيعقد اليوم في إحدى السفارات الخمس في بيروت للدول المعنية علما انه كان من المفترض أن يُطلق السفراء جولة على الأطراف السياسيين يبدأونها بزيارة لرئيس #مجلس النواب نبيه برّي، إلّا ان الزيارة التي كانت منتظرة يوم الإثنين تم إلغاؤها. وافادت معلومات بأن التنسيق غائب عن السفراء، وهذا كان السبب وراء تأجيل الجولة، ولهذا السبب سيعقد السفراء الاجتماع اليوم من أجل رفع مستوى التنسيق.

 

واللافت في هذا السياق ان السفير المصري علاء موسى أوضح عقب زيارته امس لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان توسيع #اللجنة الخماسية “غير مطروح إنما اللجنة لا تعمل فقط بمعزل عن أصدقاء وأشقاء ودول في الإقليم وغير الإقليم، إنما هناك تنسيق دائم، وهذا من الممكن ان يعطي الخماسية وزنا وأهمية أن لديها علاقات جيدة مع جميع الأطراف وهي تعمل دائماً على استغلال هذه العلاقات في الخروج بأشياء إيجابية وملموسة في الفترة القادمة ان شاء الله”. وعن المعلومات التي تقول ان هناك اختلافا أو تباينا في الرأي بين أعضاء اللجنة الخماسية؟  أجاب “هذا الامر جرى تداوله فقط لأنه كان هناك اجتماع للجنة الخماسية مع جهات عدة ثم ارجىء، إنما موقف اللجنة الخماسية واحد، لدينا خارطة عمل واضحة للجميع والجميع ملتزم بها وان شاء الله في الفترة القادمة سوف تشهدون ثمرة عمل اللجنة الخماسية وما تسعى إليه من أجل الانتهاء من قضية الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن”.

 

مناقشات الموازنة

 

في غضون ذلك انعقدت الهيئة العامة لمجلس النواب لدرس وإقرار مشروع الموازنة العامة للسنة 2024 بعدما عدلته لجنة المال وطلب نحو 40 نائباً الكلام . وتناولت التعديلات 87 مادة من أصل 133، فألغت 46 وعدّلت 73، وأقرت 14 مادة كما وردت في المشروع، أي أنّ التعديل والإلغاء شملا 90% من المشروع الذي قدّمته وزارة المال.

 

وحفلت الجلسة بسجالات لم يغب عن بعضها الكلام الهابط. وبدأت بسجال بين النائب #ملحم خلف ورئيس مجلس النواب #نبيه بري بعد رفض الاخير إعطاء “الكلام بالدستور” لخلف للحديث عن استحالة التشريع بغياب رئيس. وقال له بري “ما رح أعملك بطل وطلعك برا القاعة”. وقال خلف الذي انحسب من القاعة: “أطلب الشّروع فوراً بانتخاب رئيس للجمهورية والتعطيل المتعمّد انقلاب على الجمهورية وعلى سيادة القانون والدستور والاستمرار في جلسة الموازنة بمثابة انقلاب على النظام ولن أقبل بالمشاركة فيه والاستمرار بهذا النهج سيسقط الجمهورية على رؤوس الجميع وإذا لن ننتخب رئيساً سأخرج كبطل من المجلس لأنني لن أخالف الدستور”.

 

ثم حصلت مشادة بين النائب علي حسن خليل والنائب فراس حمدان، وقد وصفه خليل بـ”التافه” وقال له: “إنتو قرطة مافيات”، في إشارة إلى “نواب التغيير” وارتفع الصراخ والهرج والمرج في القاعة. وردت عليه النائبة بولا يعقوبيان “مطلوب للعدالة وتتحدث عن مافيات”.

 

ووسط طغيان الانتقادات للموازنة التشغيلية الخالية من الإصلاحات والاستثمارات لحظ تقرير لجنة المال “غياب الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لمشروع الموازنة وتدني نسبة الاعتمادات المخصصة للنفقات الاستثمارية وتميّزه بالعشوائية في استحداث الضرائب والرسوم وبالعشوائية في بعض الاعتمادات”. والغت لجنة المال مواد متعلّقة بتعديلات ضريبية واستحداث ضرائب ورسوم جديدة لمخالفتها الدستور وقال رئيس اللجنة إبراهيم كنعان لدى تلاوته التقرير أن “غياب الرؤية يتلازم مع غياب وحدة المعايير في التعديلات المقترحة على الرسوم القائمة فبعض الرسوم رفعت قيمتها 10 أضعاف كرسوم السير، ورفعت قيمة سواها 40 ضعفًا كبعض رسوم الطابع المالي، وتمّ رفع البعض الآخر 180 مرة كالرسوم على المواد الكحولية المنتجة محلياً”. تابع “نفضنا الموازنة كما اتت من الحكومة وقمنا بإصلاحات جوهرية على صعيد المالية العامة”.

 

وغلب الطابع السياسي على المالي في حضور الكتل المسيحية المعارضة لتشريع الضرورة فاعتبر النائب جورج عدوان عن “كتلة الجمهورية القوية”: ” نحن اليوم نناقش موازنة 2024، لكن أي نقاش جدي لا يستقيم من دون إستقرار يريده جميع اللبنانيين يتيح استعادة الدولة مقوماتها، وعن أي استقرار نتكلم وقرار الحرب والسلم خارج مؤسسات الدولة والبعض يربط مصلحة لبنان بمحور خارجي، والبعض الآخر ينتظر الخارج ليؤمن لنا رئيساً للجمهورية”. واكد أن ” هذه الموازنة استمرار للموازنات السابقة ولا تحمل أي استثمارات أو أي اصلاح ضريبي حقيقي، وتشكل الضريبة فيها على الدخل والأرباح ورؤوس الأموال اكثر من 7.2% مقابل 67% من السلع على الخدمات والرسوم على التجارة والجمارك وضريبة على القيمة المضافة ورسوم الاستهلاك، بمعنى آخر 67% تصيب عموم الناس ونسبة قليلة من المقتدرين”.

 

اما رئيس “تكتل لبنان القوي” جبران باسيل الذي ألقى كلمته في الجلسة المسائية فسأل : “ما المقصود من عدم انتخاب رئيس جمهورية والتعايش مع الفراغ، في ظل العوامل المفجّرة للوضع في لبنان من النازحين الى نهب ودائع اللبنانيين والحرب في الجنوب والحروب المتنقلة في المنطقة وانهيار هيكلة الدولة”. ورأى في ذلك “هدما لاتفاق الطائف وضربا للشراكة الوطنية وتهديما للدولة”.واعتبر أن “التسوية في المنطقة لن تغيّر موازين الداخل، فلماذا ننتظر؟” وقال باسيل مخاطبا بري: “سنبقى في الجلسة إذا قبلت اقتراح القانون المقدّم من قبلنا، وإلا سنخرج ويبقى رئيس لجنة المال والعضوان من تكتلنا فيها لمتابعة عملهم التقني على أن يصوّتوا ضد الموازنة”. ورد برّي على ما جاء في كلمة باسيل حول ضرورة إقرار قوانين أساسية وتشريع الضرورة من بينها قانون “الكابيتال كونترول”، قائلاً: “من قاطع الجلسة التي كان على جدول اعمالها الكابيتال كونترول هو انتم”.

 

وعلقت عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب على كلام النائب باسيل خلال جلسة مناقشة مشروع الموازنة  وقالت: “وانقلب السحر على الساحر، من عطل كثيرا جاءنا اليوم يشكو من التعطيل، وكنت أتمنى على من ساهم بضرب الدستور ألا يحدثنا اليوم عن اقتراح قانون لتقديم موازنة باقتراح قانون، أكبر ضربة في تاريخ الجمهورية هي هذه الضربة للدستور اللبناني”.

وفي تصريح له مساء من مجلس النواب اعتبر رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي

“ان المناقشة تحوّلت من مناقشة للموازنة إلى مناقشة عامة وعن السياسات العامة في البلد. نعتبر ما حصل غنى بالنسبة لنا وللحكومة من أجل أن نحسن أي خطأ وما من أحد معصوم عن الخطيئة. انا مسرور جدا بالنقاش الدائر في مجلس النواب لان الهدف هو النهوض بهذا الوطن بعد الازمات المتتالية التي مر بها .الحكومة اوقفت الانهيار الذي كان حاصلا وبدأنا مرحلة التعافي ونتمنى ان تتطور وتكبر بمساعدة النواب. فالحكومة ومجلس النواب فريق عمل واحد والمهم ان نصل الى الهدف”.

 

وعن اقتراح القانون المقدم من “التيار الوطني الحر” لاقرار الموازنة قال: “هذه بدعة ، والموازنة لا يمكن ان تقر باقتراح قانون بل بمشروع قانون من الحكومة، ونحن نظرنا الى تقرير لجنة المال ولا مانع لدينا من اجراء التحسينات على الرغم من ان مشروع الحكومة لم يتضمن ضرائب ورسوما جديدة، بل تصحيح للتضخم الذي حصل”.

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

مواقف تخرق “ضابطة” برّي: الرئاسة أوّلاً

الموازنة على “مَنشَر” البرلمان و”بلطجة” داخلية تقمع النواب

 

«قُرطة مافيا»، ليس أبلغ من هذا «الإقتباس الذهبي» في وصف حال المنظومة السياسية المسؤولة عن هذا الدَرْك الذي وصل إليه البلد، إذ نَضَحَ الإناء بما فيه، ولَبِست «البَلطَجة» ربطة عنق تحت قبّة البرلمان، وعلى مرأى ومسمع الوفود الديبلوماسية المتقاطرة إلى لبنان. يفرض «النظام» منع الكلام، خصوصاً الإعتراض على إنتهاك الدستور بعدم إنتخاب رئيس الجمهورية. السّاحة للموازنة العامة حتى لو كانت بنودها وأرقامها غير متّزنة ومؤسسات الدولة غير منتظمة.

 

وفي السياق، علمت «نداء الوطن» أنّ هناك اتفاقاً عريضاً على إمرار أبرز التعديلات، رغم مناقشة بعضها الذي يثير اشكاليات لم تحسمها اللجنة. وأكدت مصادر نيابية أنّ جزءاً كبيراً من المناقشات هو لزوم ما لا يلزم، لأنّ الموازنة غير مرتبطة بأي برنامج إصلاحي متكامل. فرغم الجهود التي بذلت كي تتساوى النفقات بالايرادات، فإنّ تقديرات وزارة المالية تبقى محل شك، وفق عدد كبير من النواب. لكن الحكومة تبحث بأي ثمن عن غطاء قانوني لنفقاتها بعد سنوات من التخبط والضياع بفعل تداعيات الأزمة التي اندلعت في 2019.

 

وفي اليوم الأول للمناقشة، خَرَقَت مواقف النوّاب «ضابطة» نبيه برّي، وحلّ ملف رئاسة الجمهورية مادّة حامية على وقائع الجلسة التي افتتحت بسجالٍ بين رئيس المجلس والنائب ملحم خلف الذي طالب قبل انسحابه بالشّروع فوراً في انتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أنّ «الاستمرار بهذا النهج سيسقط الجمهورية على رؤوس الجميع. وأذا لم ننتخب رئيساً سأخرج كبطل من المجلس لأنني لن أخالف الدستور». واستكمل السجال بمشادّة ساخنة بين النائبين فراس حمدان وعلي حسن خليل الذي وصفه «بالتافه»، قائلاً «إنتو قرطة مافيات وما حدا قاريكن»، لتردّ عليه النائبة بولا يعقوبيان: «مطلوب للعدالة وعم تحكي عن مافيات؟».

 

وفي المداخلات، وبعدما تلا رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان تقرير اللجنة، كانت الكلمة الأولى للنائب جورج عدوان الذي قال: «عن أي إستقرار نتكلم وقرار الحرب والسلم خارج مؤسسات الدولة؟ كيف نقارب الموازنة اليوم بالطرق التقليدية وكأننا لم نشهد انهياراً نقدياً ومالياً واقتصادياً؟»، وأضاف: «حصلت سرقة العصر في لبنان، وهناك منظومة طويلة عريضة تتشارك مع حاكم المصرف المركزي السابق رياض سلامة المسؤولية في ما حصل».

 

بدوره، أكد رئيس «التيّارالوطني الحر» النائب جبران باسيل في مداخلته خلال الجلسة المسائية، أنّ «الحكومة أقرّت موازنة كارثية من دون رؤية وبرنامج إصلاحي». وقال: «لا خلاف على مبدأ إقرار الموازنة بالصيغة التي طرحتها لجنة المال والموازنة»، وأضاف أن «هناك فوضى دستورية تجعل حكومة تصريف الأعمال تستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية».

 

وعن احتمال انسحابه، توجّه باسيل الى برّي: «سنبقى في الجلسة إذا قبلت اقتراح القانون المقدّم من قبلنا، وإلا سنخرج ويبقى رئيس لجنة المال والعضوان من تكتلنا فيها لمتابعة عملهم التقني على أن يصوّتوا ضد الموازنة».

 

بعيداً عن سخونة البرلمان، شهدت الجبهة الجنوبية أمس، تبادلاً محدوداً للقصف، عزته مصادر مطّلعة، الى أنّ ردّ «الحزب» على الإعتداءات الإسرائيلية كان «شحيحاً» مقارنة بالأيام والأسابيع السابقة. وأفادت أنّ «الحزب» لا يريد إعطاء إسرائيل ذريعة لتوسيع نطاق عملياتها واستهدافاتها.

 

أما على الجبهة الديبلوماسية، فاستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الايطالية انطونيو تاياني في السرايا. وأكد ميقاتي أن «لبنان مع تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، خصوصاً القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل».

 

من جهته، أشار الوزير الايطالي إلى أنه «سيقوم بجولة في لبنان ودول المنطقة للدفع باتجاه التهدئة وإحلال السلام». وقال «إن ايطاليا تساند لبنان في مواقفه وتستمر في المساعدة لبسط التهدئة في الجنوب».

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

عشرات الوحدات السكنية مدمّرة في جنوب لبنان… والطلاب بلا مدارس

قصف إسرائيلي استهدف بلدة مسيحية للمرة الأولى

 

أسفر القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان عن تدمير عشرات الوحدات السكنية، وأخلت عشرات البلدات الحدودية من السكان، كما حرمت الكثير من تلاميذ بلدات المنطقة الحدودية من التوجه إلى مدارسهم وسط تصعيد متواصل، طال بلدة تسكنها أغلبية مسيحية في الجنوب قُصفت للمرة الأولى.

 

وقالت مصادر ميدانية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط»: إن عشرات الوحدات السكنية دُمرت بشكل كامل، تتصدرها بلدات كفركلا التي تعرض فيها نحو 150 منزلاً لتدمير أو إصابات أخرى، وهي بلدة مواجهة لمستعمرتي المطلة ومسكاف عام بشكل مباشر، تليها بلدات ميس الجبل التي تدمر قسم كبير من الحي الغربي فيها، كذلك بلدة عيتا الشعب، وبلدات عيترون، ومروحين والظهيرة، بينما تم تدمير وحدات سكنية أيضاً في بلدات حولا، وبليدا، ومارون الراس والخيام، ولكن بنسبة أقل.

 

وقالت المصادر: إن القصف الذي استهدف المنازل بشكل تدميري تصاعد في الشهر الأخير، حيث أسفرت بعض الضربات عن تدمير أحياء سكنية بالكامل، جراء غارات جوية ثقيلة.

 

وقالت المصادر: إن تلك البلدات باتت شبه خالية من السكان، بحيث لم يبقَ في معظمها أكثر من 10 في المائة من السكان، وهي البلدات الموجودة على الشريط الحدودي مباشرة، في حين تعيش البلدات الواقعة على الخط الثاني من الشريط توتراً كبيراً، وأخليت بنسبة 25 في المائة، مشيرة إلى أن تلك البلدات تتعرض أطرافها لقصف متواصل بالمسيّرات والمدفعية وغارات المقاتلات.

 

ولم تخلُ منطقة حدودية من القصف المتواصل، حيث طال القصف ما يقارب الـ41 قرية في تلك المنطقة، إضافة إلى قصف آخر طال بلدات العمق في الداخل بشكل متقطع. وسُجّل الأربعاء قصف بغارات جوية استهدفت بلدة القوزح في قضاء بنت جبيل التي تسكنها أغلبية مسيحية لقصف، للمرة الأولى، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية.

 

وتتواجد في قضاء بنت جبيل قرى يسكنها مسيحيون مثل القوزح، ورميش، وعين ابل، ودبل، ويارون وعلما الشعب، وكانت الأخيرة، إضافة إلى رميش، عرضة لقصف دائم، في حين لحقت أضرار بكنيسة في يارون جراء الضربات الإسرائيلية.

 

وأعلن «الحزب» الأربعاء استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية، مثل موقع البياض ومواقع أخرى في مزارع شبعا والجليل الغربي، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتراض مسيّرة في الجليل الأعلى. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بقصف إسرائيلي متقطع تعرضت له أطراف حامول، والضهيرة، وعلما الشعب وطير حرفا في القطاع الغربي، فضلاً عن قصف مدفعي لراشيا الفخار. وواصل الجيش الإسرائيلي قصف ذخائر الفوسفور الأبيض على الأحراش الحدودية بغرض إحراقها.

 

إقفال مدارس

 

وحرمت الاشتباكات الحدودية الكثير من تلاميذ المنطقة الحدودية الجنوبية من التوجه إلى مدارسهم مع القصف الإسرائيلي المتكرر للقرى والبلدات الجنوبية، في حين تبحث وزارة التربية والتعليم العالي عن بدائل مع استمرار أزمة النزوح. وتوجهت الوزارة إلى التعليم عن بعد واستحداث مدارس للاستجابة الطارئة للحاجة المتزايدة للطلاب الذين وجدوا أنفسهم في موقف صعب يهدد مستقبلهم. وزار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي إحدى المدارس في صور؛ لمتابعة تنفيذ برنامجي التعلم عن بعد والتعليم الحضوري للتلاميذ المنتقلين قسراً والنازحين من مناطقهم والملتحقين حضورياً في مدارس ومعاهد حكومية. وأكد الحلبي لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن السلطات اللبنانية تبذل أقصى ما لديها وسط الظروف الحالية مع محاولة تأهيل الكوادر لمواكبة التعليم عن بعد لوجيستياً ومهنياً. وقال: «نحن في ظل الظروف الأمنية الحالية، عرفنا حال طلابنا وتلاميذنا، وهذه أهمية الإحصاء والتطبيق اللذين قمنا بهما. أصبحنا نعرف موقع كل تلميذ، سواء نزح يمكننا إلحاقه بمدرسة والبعض التحق بمدارس الاستجابة للأزمة، ومنهم من يقيمون بمنازلهم وبدأنا في تعليمهم عن بعد». وأضاف: «على هذا الأساس زودناهم بالتجهيزات الإلكترونية اللوحية، وللأساتذة حواسيب محمولة. والذي يحتاج إلى تدريب ندرّبه، هذا أقصى ما يمكن القيام به ضمن الظروف القائمة، وإذا تطور الوضع الأمني بشكل أكبر، يبنى على الشيء مقتضاه». والتقى الحلبي خلال زيارته المعلمين الذين أكدوا استمرارهم في أداء واجباتهم نحو الطلاب رغم عدم تأهيلهم على أساليب التعليم عن بعد. وقال حسين جواد، رئيس رابطة التعليم الأساسي: «نحن دائماً جاهزون للقيام بواجبنا التعليمي تجاه طلابنا، ولكن في حالة التعليم عن بعد، فالمعلمون في حاجة إلى التدريب، فليس جميعهم مؤهلون للقيام بهذه المهمة». وأضاف: «ننتظر استكمال الخطوة التي قام بها وزير التربية، بتوزيع الحواسيب المحمولة على المعلمين، وإعداد دورة تدريبية سريعاً على التعليم عن بعد». وجدد المعلمون مطالبتهم في الظروف الحالية برواتب جديدة؛ وهو ما سيساهم في توقف الإضرابات المتكررة من قِبل أساتذة التعليم الرسمي بشكل أساسي، بالإضافة إلى صرف البدلات التي جرى الاتفاق مع الوزارة على صرفها شهرياً.

***********************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

إعتداءات وتهديدات… جلسة الموازنة: قلوب مليانة… “الخماسية”: مواصفات فحوار فتوافق

كل المنطقة تهتزّ وتوشِك أن تزحل من مكانها، بفِعل بركان الحرب الواسعة التي تتهدّدها. وصواعق تمدّدها من قطاع غزة الى لبنان تتراكم بشكل مخيف، والتهديدات الاسرائيلية المتتالية تعكس بشكل لا يرقى اليه الشك بأنّ العقل الحربي الحاكم في اسرائيل بات يتحيّن الفرصة لكبس زر التفجير الواسع في ايّ لحظة، فيما الداخل اللبناني الذي يغلي بالقلق محكوم بمكوّنات من الوزن الخفيف؛ أداؤها مسخرة، وهمّها الوحيد الاستعراض الهزلي والتهريج الأهبل، وتلويث البلد بنشر غسيلها الوسخ.

جلسة درس وإقرار موازنة العام 2024 التي عقدها المجلس النيابي بجولتَيها النهارية والمسائية برئاسة رئيس المجلس نبيه بري، أمس، كان يمكن لها ان تشكّل فرصة لنقاش عاقل، يُقارب ازمة لبنان بأبعادها السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية بمسؤولية وعقلانية، وكذلك أزمته الوجودية ومصيره الجاثم فوق برميل بارود مفخّخ على امتداد الحدود الجنوبية، بإدراك حجم الخطر، وأنّ أقل الواجبات الوطنية كسر اصطفافات الشرذمة والتمزيق، وتنادي المكوّنات السياسيّة على اختلافها، إلى البحث الصّادق والمسؤول عمّا يمكن أن يُنجّي البلد ويوفّر له، ولو الحد الادنى من المناعة الداخلية في وجه العواصف الحربية التي تتكوّن غيومها السوداء في أفق المنطقة. ولكن ثبت للقاصي والداني أنّ هذا البلد مصاب بمرض مُستعص اسمه الانقسام والغربة عن لبنان، وموبوء بطارئين على العمل السياسي والنيابي شعارهم الوحيد: أنا أزايد… إذاً أنا موجود!

جلسة القلوب المليانة

الجلسة من بدايتها، تحدّدت هويتها كجلسة قلوب مليانة، حيث توتّرت من لحظة افتتاحها صباحاً، ودخلت في إشكال فوري تجلّى بعد إصرار النائب ملحم خلف على الكلام بالنظام، فيما أكد بري اعطاءه الكلام بعد تلاوة تقرير لجنة المال والموازنة، حول مشروع الموازنة، تخلله سجال أصَرّ فيه خلف على عدم دستورية الجلسة، ما دفع بالرئيس بري الى مخاطبته قائلاً: “لن أجعل منك بطلا وأخرجك من القاعة”. وتبعَ ذلك هرج ومرج بعدما دخل بعض نوّاب التغيير على خط السجال، وتعالى الصراخ، وكان لافتاً خلاله الهجوم العنيف للنائب علي حسن خليل على نواب التغيير المشاركين في السجال ووصفهم بـ”قرطة مافيات”. واللافت ايضاً أن هذا السجال الذي انتهى على توتر في الهيئة العامة، استكمل بشكل عنيف وواسع وبتعابير ما فوق القدح والذم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ترقّب الخماسية

نقاشات الأمس، التي تقاطعت جميعها على التهشيم بمشروع الموازنة، واعتبارها قاصرة لا ترقى الى مستوى الازمة التي يتخبط فيها البلد مالياً واقتصادياً واجتماعياً، اجتَرّت في الجانب الآخر السجالات والانقسامات الداخلية والعناوين الخلافيّة ذاتها والفوارق العميقة حول كلّ الملفات، بما يسقط الرهان على أيّ احتمال لالتقاء مكونات الداخل في مساحة مشتركة، حول الاساسي او الثانوي من تلك الملفات. لتوجّه من خلال ذلك، رسالة مُحبطة لجهود الوسطاء، ولا سيما المسعى المتجدد الذي بدأته اللجنة الخماسية، بهدف المساعدة على حسم الاستحقاق الرئاسي والتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.

ولكن، بمعزل عن هذه الصورة الانقسامية التي تعبّر بوضوح عن تصادم التوجهات الداخلية، فإنّ معلومات “الجمهورية” من مصادر موثوقة تؤكّد أنّ “الخماسية” ماضية في بناء أسس لما سمّتها المصادر “مبادرة جديدة” ستطرحها في وقت قريب”.

 

وأكدت مصادر المعلومات انّ السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون وكذلك الفرنسية هيرفيه ماغرو على خط المشاورات المكثفة في غير اتجاه، فيما أعادت قطر تزخيم حركة وساطتها في بيروت، وكشفت عن لقاء لسفراء دول “الخماسية” في لبنان خلال الساعات المقبلة، مع ترجيح انعقاده في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اليرزة، وسيكون مُكمّلاً للحراك الديبلوماسي العلني الذي تجلّى في زيارتَي السفير السعودي وكذلك المصري علاء موسى لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

وإذا كانت زيارتا السفيرين السعودي والمصري الى عين التينة قد أكدتا على توجّه “الخماسية” الفاعل هذه المرة للدفع بالاستحقاق الرئاسي الى الامام، فإنّ الترقب يبقى سيد الموقف لما يمكن أن يتمخّض عنه الاجتماع المنتظر للجنة، وبحسب معلومات مصادر مواكبة لمسعى “الخماسية” لـ”الجمهورية” فإنّ هذا اللقاء مرجّح انعقاده في العاصمة الفرنسية، تليه زيارة لموفد اللجنة جان إيف لودريان إلى بيروت في اواسط النصف الاول من شباط المقبل، حاملاً معه أفكاراً جديدة لدفع اللبنانيين الى التوافق على رئيس”.

لا فرض للخيارات

واذا كانت محادثات السفيرين السعودي والمصري في عين التينة قد كشفت عن انّ اللجنة الخماسية في مهمتها الجديدة لن تدخل في لعبة الاسماء، او ما يسمّى الخيار الأول او الثاني او الثالث، او تزكّي مرشحين معينين لرئاسة الجمهورية، بل انّ قاعدة عملها ترتكز على محاولة تظهير المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها رئيس الجمهورية، ومن ثم البناء على ذلك في حركة الاتصالات والمشاورات التي ستحصل مع الاطراف في لبنان لبناء أرضية للتوافق فيما بينهم، فإنّ مصادر ديبلوماسية على صلة بحراك “الخماسية” أوضحت لـ”الجمهورية” أنّ اللجنة في مهمتها الجديدة ليست معنية بفرض خيارات رئاسية على اللبنانيين، بل تتحرّك من موقعها كعاملٍ مساعد للسياسيين في لبنان على اختيار رئيس للجمهورية. ما يعني ان الكلمة الاخيرة لهم. وضمن هذا السياق تندرج مهمة لودريان المقبلة”.

 

وكشف ديبلوماسي عربي لـ”الجمهورية” ان “فكرة إجراء حوار بين اللبنانيين متداولة داخل “اللجنة الخماسية”، سواء في بيروت او في واحدة من عواصم دول الخماسية، مشيراً الى أنّ قطر قد لا تمانع في استضافة حوار رئاسي لبناني، الا أنّ هذه الفكرة ليست ناضجة حتى الآن، لا سيما أنّ بعض أعضاء “الخماسية” يتحدّثون صراحة عن أولوية مواكبة الدول لتطورات المنطقة وتداعيات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، ويفضّلون إن توافقَ اللبنانيون على إجراء حوار فيما بينهم، أن يحصل هذا الحوار في بيروت بمواكبة مباشرة من اللجنة الخماسية”.

 

الميدان الحربي

ميدانياً، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية بالقصف الجوي والمدفعي على مختلف البلدات الجنوبية، حيث شَن العدو غارات جوية مكثفة على يارون واطرافها، فيما استهدف بالمدفعية الثقيلة غابة الصنوبر بين الفرديس وراشيا الفخار وخراج الهبارية، اللبونة واطراف كفركلا. وفي المقابل واصل “الحزب” عملياته ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية وأعلن عن استهداف موقع السماقة وموقع بياض بليدا.

 

الموقف الرسمي

الى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لرئيس الوزراء الايطالي تاياني، الذي استقبله في السرايا الحكومية امس، انّ لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، ومع تنفيذ القرارات الدولية بحرفيتها خاصة القرار 1701. وتزامنَ ذلك مع كلمة لبنان امام مجلس الامن الدولي التي ألقاها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب في الاجتماع الذي عقده المجلس على المستوى الوزاري حول الوضع في الشرق الاوسط، حيث اكد “سعي لبنان لمنع وقوع الحرب التي تريدها اسرائيل”، وقال: انّ قرارنا، وانّ رؤيتنا من اجل تحقيق الامن والاستقرار المُستدام في جنوب لبنان يقومان على التطبيق الشامل والكامل للقرار ١٧٠١، ووقف الخروقات الاسرائيلية، ودعم الامم المتحدة والدول الصديقة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين من المناطق الحدودية التي نزحوا منها بعد ٧ تشرين الاول ٢٠٢٣”.

 

تهديدات

وفي موازاة ذلك، توالت التهديدات الاسرائيلية، وآخرها على لسان وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كاتس الذي قال في تصريح: “اذا لم يتراجع “الحزب” فسيدفع لبنان الثمن ولن نتردد في العمل ضد ايران ووكلائها”. ونقلت القناة 12 الاسرائيلية عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قوله: “كيف وصلنا إلى وضع يتمّ فيه إجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم ولا أحد لديه إجابة متى سيعودون؟”.

 

واعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركيّة انّ “الإشتباكات القائمة على الحدود شمال اسرائيل أدّت إلى تحويل مئة وعشرين ألفاً من سكان هذه المنطقة إلى نازحين، وتحوُّلِ المدن الشمالية إلى مدن أشباح”.

 

ونقلت الصحيفة عن ضباط اسرائيليين في المناطق الحدودية قولهم: “نحن عادةً قوة هجومية تأخذ زمام المبادرة، غير أنّ الدفاع لأكثر من مئة يوم عملية صعبة للغاية”.

 

ووفق الصحيفة فإنّ “الحزب” يمتلك ترسانة من الصواريخ يصل عددها إلى 150 ألف صاروخ يمكنها الوصول إلى أي مدينة في إسرائيل، بما في ذلك ميناء إيلات. وإذا أطلقَ ما لديه من صواريخ، فإنه سيوقِع الكثير من الخسائر رغم قوة الانظمة الدفاعية للجيش الاسرائيلي”.

وفي سياق متصل، ذكر موقع “واللا” الاسرائيلي انه بعد الضربات من لبنان التي أصابت بنية تحتية في القاعدة الجوية في جبل ميرون شمال إسرائيل، تطرّق ضباط في الجيش الإسرائيلي الى حالة التأهب المتزايدة في هذا الجيش أمام ضربات “الحزب” للبنية العسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة. وقال احد الضباط: “لا يمكننا نقل الجبل، ومن جانب آخر لا يمكننا زيادة دفاعات في المنطقة لحماية النشاطات العسكرية. توجَد قيود”.

وكشف الضباط أنّ سلاح الجو الإسرائيلي قام بتحسينات على الدفاع على الجبل، والتي أثبت بأنها فعالة. وقالوا: ” حقيقة أنه لم يتم التسبّب بأضرار كبيرة ولم يصب أي جندي أمس (الاول)، هي نتيجة فعل للتفكير الصحيح والاستعداد المتجدد أمام تهديد الصواريخ المضادة للدبابات باستعداد مباشر”.

 

واشار الموقع الى أنّ سلاح الجو الإسرائيلي ضاعفَ الجهود لتحديد مواقع خلايا “الحزب” جنوب لبنان في منطقة محددة يتم إطلاق الصواريخ منها”، الا انه نقل عن الضباط قولهم حول استهداف “الحزب” لقاعدة “ميرون” الجوية امس الاول: “لا يمكن الاستخفاف بهذا الهجوم، لذلك افترض أنه أقر جباية الثمن من الجانب الآخر. ضرب هدف في الجانب الآخر وإن واصلوا إطلاق النار سيواصلون تكبّد تلقّي الضربات ببنية تحتية حيوية”.

 

تقويم بريطاني

بدورها، توقفت صحيفة “الغارديان” البريطانية حول ما سمّته المحور يواجه إسرائيل والولايات المتحدة، وتقوده ايران. ويضم “الحزب” في لبنان وحركة ح.م.ا.س وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، وال.ح.و.ث.ي.ي.ن في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، مشيرة الى انه للمرة الأولى في التاريخ يُبادر فيها تحالف من الجهات الفاعلة غير التابعة لدولة معينة إلى الدفاع بشكل جماعي عن جهة فاعلة أخرى غير تابعة لدولةٍ ما، وهي ح.م.ا.س على وجه التحديد.

 

وبحسب الصحيفة فـ”إنّ الافتراض بأنّ العمل العسكري “المستمر” ضد هذه الجهات الفاعلة سوف يكسر إرادتها في مواصلة القتال، هو افتراض مضلّل بقدر ما هو خطير. بل على العكس من ذلك، فإنّ الحلول العسكرية التي تعمل على توسيع نطاق الصراع لن تؤدي إلا إلى استجابات أكثر تنسيقاً من كل أنحاء المحور. ويحسن زعماء الغرب صنعاً عندما يفكرون في حقيقة مفادها أنهم لا يحاولون حماية طرق الشحن فحسب، بل إنهم يشنّون حرباً لا يمكن الفوز بها على تحالف متماسك إيديولوجيّاً وعنيد بين جهات فاعلة قوية غير تابعة لدول بعينها”.

 

وتابعت الصحيفة: “لم تؤد الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن إلّا إلى زيادة احتمالات نشوب حرب إقليمية شاملة، بالنظر إلى أنّ ال.ح.و.ث.ي.ي.ن يهددون الآن بتوسيع نطاق حملتهم لتشمل “كل المصالح الأميركية والبريطانية” في المنطقة. ومع ذلك، تظل الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية هي الأكثر قابلية للاشتعال، نظراً إلى أن إسرائيل تسعى جاهدة إلى خَوض حرب مع “الحزب”. وبما أن الأخير هو أقوى جهة غير حكومية في محور المقاومة، إن لم يكن في العالم، فإنّ مثل هذه الحرب ستكون الأكثر تدميراً للطرفين”.

وخَلصت الصحيفة الى التأكيد على أن “لا شيء أقل من وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يمنع المنطقة من التحوّل إلى برميل بارود”.

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الإحتقان النيابي ينفجر في مجلس «الموازنة المثقوبة»

برّي يحشر باسيل وإجتماع لسفراء الخماسية اليوم.. وجبهة الجنوب بين التحريك والتبريد

 

تحت قبة البرلمان، وبعد طول انتظار، أتاحت جلسة مناقشة موازنة العام 2024 للنواب ان تظهر شهيتهم للكلام، الذي بمجمله معروف، سواء في ما خص الرئاسة الاولى، او الموازنة التي عدلت منها لجنة المال والموازنة 87 مادة من اصل 133، والغت 46 وعدت 73، وأقرت 14 مادة كما وردت في مشروع قانون الحكومة الذي قدمته وزارة المال، اي ان التعديل والإلغاء شمل 9/10 من مواد الموازنة.

تعرضت الموازنة للتهشيم على يد اهلها، ولم يسمع وزير المال، الخارج من عملية جراحية ألزمته الفراش او الغياب عن الجلسات ما قيل، وما يمكن ان يقال، واتهم رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الحكومة بأنها تجهل ما حصلت من ايرادات تفصيلية خلال العامين 2022 و2023، وما حققته دولرة الرسوم، ولا سيما رسوم المطارات والمرفأ وغيرها.

قبل ان تهدأ النفوس لتسلك المناقشات مجراها، كان اندلع اشتباك كلامي عنيف بين نواب من كتلة التنمية والتحرير وآخرين من التغييريين، اذ اندلعت الشرارة عندما اصر النائب ملحم خلف على الكلام، والتأكيد عن استحالة التشريع بغياب رئيس الجمهورية، مطالباً قبل ان ينسحب بالشروع فوراً بانتخاب الرئيس، واصفاً التعطيل المتعمد بأنه انقلاب على الجمهورية وعلى سيادة القانون، لكن الرئيس بري خاطبه بالقول: ما راح اعملك بطل وطلعك برا القاعة..

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما شهدته جلسة مجلس النواب من انقسام يدفع إلى السؤال عن كيفية إنجاز تفاهم داخلي في ملف الرئاسة وقالت أنه لا يمكن فصل المشهد الذي طغى في مجلس النواب عن أي مشهد سياسية طالما أن ما من شيء تبدل في ما خص التباينات والاتهامات المتبادلة بين الأفرقاء و الكتل النيابية.

‎ولفتت إلى انه ايا كان هناك محاولة جديدة في هذا الملف والأمر مرهون بتجاوب الكتل مع ما قد يطرح في أعقاب اجتماعات المعنبين، ورأت أن الوقت لا يزال مبكرا لرسم سيناريو بشأن المسعى الذي يعمل عليه، مؤكدة أن نجاحه أو فشله هو بيد هذه القوى التي ما تزال مقارباتها الرئاسية متباعدة.

سفراء «الخماسية» اليوم في السفارة السعودية

وسط ذلك، يستمر حراك سفراء اللجنة الخماسية، الذين يعقدون اجتماعاً اليوم في السفارة السعودية حول آلية السعي للتقريب بين اللبنانيين، والسعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ونفى سفير مصر علاء موسى، بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ضم اي عضو جديد الى اللجنة الخماسية، كاشفاً عن جهد يبذل من اجل الانتهاء من انجاز الاستحقاق اللبناني في اقرب وقت ممكن، نافياً اي خلافات داخل اعضاء اللجنة.

الموفدون لتهدئة الجنوب

دبلوماسياً، كشفت مصادر سياسية ان كبار المسؤولين الاوروبيين الذين يزورون لبنان هذه الايام، يقدمون باهتماماتهم مسألة تهدئة الاوضاع المتدهورة في جنوب لبنان، على اي موضوع آخر، بينما يحضر موضوع الانتخابات الرئاسية عرضا في احاديثهم ومباحثاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، ما يؤشر ضمنا الى ان تراجع اهتمام الخارج عموما بالانتخابات الرئاسية، وان كان تكليف الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بهذا الملف لتسهيل انتخاب الرئيس مع اللجنة الخماسية، يبدو منفصلا عن اهتمامات هؤلاء المسؤولين، الذين يتحرك بعضهم بهدف محدد وهو تسريع تحقيق اتفاق بين لبنان وإسرائيل لتخفيف الضغط عن الجانب الاسرائيلي، يضمن من خلاله عودة المستوطنين إلى المناطق التي هجروا منها، جراء الاشتباكات الدائرة على الحدود.

وتشير المصادر الى ان تبرير اهتمام هؤلاء الزوار بتهدئة الأوضاع في الجنوب،  خشيتهم من تمدد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزّة إلى لبنان، وحرصهم على ابقائه بعيدا عنها، بالرغم من التصعيد العسكري الحاصل بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية. كما اهتمامهم بوقف كل ما يمس بالامن والاستقرار على جانبي الحدود، وبضرورة التزام لبنان تطبيق القرار الدولي رقم١٧٠، كاساس لارساء الامن والسلام في هذه المنطقة.

المناقشة تستأنف اليوم

ورفع الرئيس بري جلسة المناقشة الى الساعة 11 من قبل ظهر اليوم، وقال الرئيس ميقاتي لدى مغادرة الجلسة ان الموازنة لا يمكن ان تقر باقتراح قانون، بل بمشروع قانون يأتي من الحكومة، على ان يحل نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي مكان وزير المال في تلاوة البيان المتعلق بالموازنة وفذلكتها.

وجرى تبادل رسائل عدة بين الرئيس بري ورئيس تكتل لبنان القوي، الذي قال في كلمته: سنبقى في الجلسة اذا قبلت اقتراح القانون المقدم من قبلنا والا سنخرج ويبقى رئيس لجنة المال والموازنة والعضوان في اللجنة لمتابعة عملهم التقني، على ان يصوتوا ضد الموازنة.

وتوجه باسيل الى الرئيس بري بالقول: عدم وجود رئيس للجمهورية جريمة بحق اللبنانيين وليس بحق المسيحيين فقط. لمن يعوّل على التحولات الخارجية لتحديد رئيس للجمهورية هو واهم، ولن نقبل بفرض رئيس لا بالضغوط او بالعروض، فرد بري: «هيدي اول شغلة مليحة بتعملها».

وفي رد آخر، لبري على باسيل الذي تحدث عن ضرورة اقرار قوانين اساسية وتشريع الضرورة من بينها الكابيتال كونترول، قائلاً: «من قاطع الجلسة التي كان على جدول اعمالها الكابيتال كونترول هو أنتم».

وقال الرئيس ميقاتي: الحكومة اوقفت الانهيار، ولا مانع لدينا من اعتماد التحسينات على الموازنة. والحكومة ومجلس النواب فريق عمل واحد، ونتمنى ان نصل الى الهدف، ملاحظاً بعض التحامل على الكلمات.

وشن النائب علي حسن خليل حملة على نواب التغيير، وقال: الصغارالذين تعودوا ان ينتقلوا بمواقفهم حسب المصالح والدفع المسبق، صدقوا كذبة التغيير، التي كشفتها ممارساتهم وصفقاتهم مع اصحاب المصالح في الداخل والخارج.

وحصل تلاسن بين خليل والنائب عن حاصبيا.

وتطرقت مداخلات النواب (النائب ميشال ضاهر وغيره) الى مزاريب الهدر وعدم التحصيل في الموازنة، فضلاً عن الحسابات الخاطئة.

وبدت الكتل المسيحية كمن يغسل يده من التصويت بحلها..

وحده النائب ابراهيم كنعان رئيس لجنة المال فنّد التعديلات الأساسية والبنيوية التي أدخلتها اللجنة على الصيغة المحالة من الحكومة، وفق التقرير الذي أعدّه، قائلا «لقد نفضنا الموازنة كما أتت من الحكومة». وشدد على مخالفات الحكومة، والإصلاحات التي قامت بها لجنة المال والموازنة. واكد أن «لا اصلاح من دون أجهزة رقابة وإلاّ حرير رح نلبس».

أضاف:«المعلومات تقول إن سلفات الخزينة ٨٠ الف مليار لا ٣١ ألف مليار كما وردنا من الحكومة وللحد من المخالفات ضمّنت لجنة المال مشروع الموازنة نصاً يحظر إعطاء سلفات خزينة وتحميل المخالفين لهذه الأحكام تسديد السلفات بأموالهم الخاصة وإحالتهم على القضاء المختص».

ورأى ان دولة بلا حسابات هي دولة بلا ذمة، ودولة بلا ذمة يعني دولة بلا شرف، وهذا الكلام استفز الرئيس ميقاتي الذي انتفض من مكانه محاولا الرد، قبل أن يسارع الرئيس بري الى سحب العبارة من المحضر.


تبقى الاشارة الى انه تحدث في جلسة الامس في الصباح والمساء 17 نائبا».

إضراب الادارة العامة

وسط هذا الصخب النيابي، دعا تجمع موظفي الادارة العامة «جميع الموظفين الى الاقفال التام الاسبوع المقبل بدءاً من الاثنين 29/1/2024 ولضمان عدم اختراع الحلول الظالمة لموظفي الادارة، ودعماً لكل من يفاوض باسمها».

وطالب التجمع بـ«سحب كافة المساعدات والتعويضات الخاصة، بحيث لا يقل الحد الادنى في القطاع العام عن 600 دولار مع اعادة النظر في المساهمات في الصناديق والتدابير الخاصة ببعض الاسلاك التي انهكت خزينة الدولة واحدثت فروقات كبيرة بين العاملين في القطاع العام.

جرى كل ذلك وكأن لا وضع صعباً في الجنوب، ولا حرب ولا من يحاربون، او يحزنون، مع مواصلة اسرائيل اعتداءاتها على القرى الجنوبية وساحل الناقورة الى سهل صور والقليلة، وصولاً الى اطراف راشيا الفخار والهبارية والفرديس، وردت المقاومة باستهداف موقع بياض بليدا بالاسلحة الصاروخية المناسبة في عمليات يغلب عليها بعض المواجهات العنيفة، ما يمكن وصفه بالتحريك والتبرير لمراجعة الوضع الميداني، وتسديد الضربات الموجعة.

وليل امس، اعلن الحزب عن استهداف موقع بركة ريشا الاسرائيلي واستخدمت فيها الاسلحة الصاروخية.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

القرار الاميركي ــ الاوروبي بشطب ح.م.ا.س يفرمل الرئاسة والتهدئة جنوبا

 مصادر عليمة: لم يبحث اي طرف مع طهران الانضمام الى الخماسية

 سجالات شعبوية وغياب النقاش العلمي بارقام الموازنة والعجز والضرائب والحلول – رضوان الذيب

 

نصيحة واحدة نقلها الموفدون الامميون الى الحزب من هوكشتاين الى لودريان وما بينهما زوار بريطانيا وقبرص والمانيا وايطاليا «اوقف جبهة الجنوب ودعم ح.م.ا.س وخذ البلد والرئاسة ورفع العقوبات»، هذه الاغراءات كلها رفضها الحزب واكد على وحدة المسار والمصير مع غزة، عندها اعتمد مسار دولي اخر في الضغوطات والتهديدات قائم على ابعاد الحزب مسافة عدة كيلومترات عن الحدود، لكن الموفدين الدوليين والعرب فوجئوا براديكالية الرئيس نبيه بري وجوابه القاطع «تقريب الليطاني الى الحدود اسهل من انسحاب الحزب عدة كيلومترات عن الحدود» عندها عاد مسار التهديدات الاميركية – الاوروبية للارتفاع بتدمير لبنان واعادته الى العصر الحجري وبث اجواء اعلامية تهويلية على الشعب اللبناني بقصف محطات الكهرباء والماء والبنى التحتية، هذا المسار التهديدي ما زال قائما حتى الان، وكرره المسؤولون الاسرائيليون امس، وطالب رؤساء سلطات محلية من المناطق القريبة من الحدود مع لبنان نتنياهو وكابينت الحرب بتسوية المنطقة الممتدة من الخط الحدودي حتى 10 كيلو مترات داخل لبنان بالارض، من اجل التخلص من التهديد المباشر على البيوت الذي تشكله الصواريخ المضادة للدروع التابعة للحزب، كما حذر وزير الخارجية الاسرائيلية من ان لبنان سيدفع الثمن اذا لم يتراجع الحزب عن الحدود، واستبعد الوصول الى وقف لاطلاق النار.

 

وحسب مصادر سياسية رفيعة، فان مواقف الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والحكومة مجتمعة بالاضافة الى مواقف وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وجبران باسيل والكتل النيابية ومعظم القوى السياسية الداخلية حصن الموقف اللبناني في وجه الضغوط الخارجية ومنع اللعب على التناقضات الداخلية كما حصل خلال حرب تموز، وادى تعامل الحزب الاستثنائي مع جبهة الجنوب والحرص على عدم توسعها والحفاظ على البلد ومصالحه، الى ضبط خطاب المعارضين للحزب نسبيا وابقائه تحت السقف، باستثناء مواقف سامي الجميل الاخيرة وبعض النواب التغيريين في جلسة الموازنة امس، هذا النهج في التعامل المعتدل ترجم اعلاميا ايضا من المحطات التلفزيونية الذين سخروا شاشاتهم لنقل عمليات المقاومة في الجنوب.

 

وفي المعلومات المؤكدة، ان قوى 8 اذار وزعت تعاميم داخلية بتجنب الانتقادات للمملكة العربية السعودية في الاطلالات الاعلامية ودعم مواقفها الرافضة للدخول في احلاف خارجية ضد اليمن وعدم المشاركة في الغارات الاميركية البريطانية على ال.ح.و.ث.ي.ي.ن وهذا ما جعل التحركات ضد اليمن تفتقر الى الغطاء العربي، وقد ابلغ السفير الايراني اماني السفير السعودي البخاري في لقاء الخيمة باليرزة تاييد طهران ودعمها للمواقف السعودية من النزاع الدائر في البحر الاحمر والوقوف الى جانبها في وجه اية ضغوط كما ان الموقفين الايراني والسعودي يلتقيان على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة كمدخل لسحب كل التوترات الحالية في المنطقة وينسقان على اعلى المستويات في هذا الملف، كما ان الرياض رفضت طلبا اميركيا بتاجيل فتح السفارة في دمشق، بعد ان عرقل الضغط الاميركي اعادة الامور الى مسارها الطبيعي بين البلدين منذ القمة العربية.

 

والسؤال، هل تؤدي الاجواء الايجابية بين طهران والرياض الى فتح خيوط التواصل بين السفير السعودي البخاري وحارة حريك؟ وهل يتحرك الاصدقاء المشتركون على خط العلاقة بعد سحب الكثير من الملفات التي ادت الى انقطاع التواصل، رغم ان هذا الامر ما زال من المبكر التطرق اليه وتناوله والسؤال ايضا، هل ينعكس التواصل الايراني السعودي المصري على ملف رئاسة الجمهورية ايجابا؟

الحرب طويلة

 

المصادر السياسية في بيروت تجزم بان الاصرار الاميركي البريطاني الفرنسي على شطب ح.م.ا.س من المعادلة الداخلية الفلسطينية يعرقل الحلول في الملف الرئاسي وكل الملفات اللبنانية والاقتصادية والمالية والنازحين وصولا الى ملفات المنطقة، ومن جاء الى لبنان من موفدين اجانب تجنبوا الاحاديث الرئاسية مطلقا وركزوا على امن المستوطنات وما تعانيه اسرائيل، فالقرار الاميركي الاوروبي واضح ومعلن، لا تراجع عن القضاء على ح.م.ا.س وشطبها وابعاد قياداتها الى الجزائر مع كوادرها العسكرية والامنية او قتلهم اذا رفضوا واصروا على القتال، وما زالت اميركا متمسكة حسب قيادات فلسطينية في بيروت بابعاد ح.م.ا.س عن اي حل مقترح لمستقبل غزة، ونشر قوات دولية واقامة ٤ مناطق عازلة، على ان يتولى الامن على معبر رفح قوات مشتركة مصرية _ اسرائيلية، هذا النهج الاميركي – الاسرائيلي – البريطاني المدعوم فرنسيا يجعل الحرب طويلة وقاسية ومفتوحة على كل الاحتمالات والجبهات «يا قاتل يا مقتول»، ولاخيار امام الشعب الفلسطيني و ح.م.ا.س الا القتال حاليا، وهذا يفرض الابقاء على جبهات الاسناد مشتعلة من الجنوب الى سوريا والعراق واليمن دفاعا عن غزة.

 

وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان محور المقاومة لديه خطوطه الحمراء ايضا بمنع سقوط غزة حتى لو تدحرجت الامور الى حرب شاملة والكلمة للميدان حتى اشعار اخر، والحلول مؤجلة، حتى اقتراح الهدنة لشهرين رفضته ح.م.ا.س مقابل الافراج عن معظم الرهائن.

جلسة الموازنة

 

غابت النقاشات العلمية عن بنود الموازنة واستغل الموالون والمعارضون الذين حضروا الجلسة اجواء النقل التلفزيوني للادلاء بمطولات انشائية حملت رسائل سياسية وغابت عنها النقاشات لبنود الموازنة المتعلقة بالارقام وكيفية تغطية العجز وتمويل المشاريع وحل قضية الودائع والمصارف ومعالجة الازمة المالية والتعامل مع البنك الدولي، واكتفى النواب بملاحظات عامة عن فشل الحكومة وكب الاتهامات. حضر الجلسة نواب القوات والتيار والتغييريون، ومن الطبيعي ان يكهرب ذلك اجواء الجلسة ويفجر سجالات عنيفة وينقل الخلافات الى داخل المجلس النيابي، وقد بدا السجال الحاد بين عدد من نواب كتلة التنمية والتحرير والتغيريين، بعد اصرار النائب ملحم خلف على الكلام في بداية الجلسة واعتبارها غير دستورية قبل انتخاب الرئيس اولا، لكن بري تمسك باعطائه حق الكلام بعد انتهاء ابراهيم كنعان من تلاوة مسودة الموازنة، فرفض خلف بشدة، عندها قال له بري: «لن اجعل منك بطلا ولن اخرجك من الجلسة» رد النائب فراس حمدان «ما حدا بيطلع حدا» عندها ارتفع الصراخ وقال علي حسين خليل «صرنا سنتين متحملينكن، ما بقا بدنا مسرحيات، ارطة مافيات» فردت بولا يعقوبيان «مطلوب للعدالة وعم يحكي عن المافيات» فرد خليل «جماعة تافهين» عندها حصل هرج ومرج، وانسحب ملحم خلف من الجلسة، ولوحظ ان خليل وفراس حمدان خرجا من الجلسة واجتمعا في احد المكاتب وعادا سوية الى القاعة العامة، واللافت ايضا، ان باسيل طلب من بري عبر احد نوابه الكلام في بداية الجلسة، فرد بري «ما عندي مشكل حلها مع جورج عدوان»، كما حصل سجال بين الرئيس ميقاتي ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب حول طريقة تعامل ميقاتي مع وزير الدفاع، وقال لميقاتي «لو كان وزير الدفاع مسلما هل تعامله بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الوزير موريس سليم المسيحي» ورد ميقاتي بعنف على كلام بو صعب . فيما شطب بري من كلام النائب ابراهيم كنعان «دولة بلا شرف».

 

اما الجلسة المسائية، كان نجمها جبران باسيل وكرر مواقف التيار الرافض للتشريع في غياب رئيس الجمهورية منتقدا بعنف الحكومة ورئيسها وتجاوزها للدستور كما طالت انتقاداته القوات اللبنانية، وردت النائبة غادة ايوب على كلام باسيل وحملت التيار الوطني ما حل في البلد، فيما حيا النائب سجيع عطية شهداء غزة والمقاومة في الجنوب وصمود الجيش اللبناني وتضحياته.

اللجنة الخماسية

 

مصادر مطلعة على الاجواء الايرانية اكدت لـ»الديار»، ان انضمام ايران للجنة الخماسية كلام محلي، واعلامي داخلي، وان اي طرف حتى الرياض لم تبحث في انضمام طهران الى الخماسية، والجميع يعرف جيدا ان الولايات المتحدة الاميركية تدير الخماسية فكيف يمكن انضمام ايران اليها، هذا الموضوع لم يبحث مطلقا، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قال اثناء العشاء في السفارة الايرانية «لا يوجد حل للموضوع الرئاسي دون التفاهم مع ايران» ولم يتطرق مطلقا الى الخماسية وانضمام ايران اليها كما اوردت العديد من الوسائل الاعلامية .

 

وقالت مصادر عليمة بالملف الرئاسي، في الحقيقة، ليس هناك تحركات جدية للجنة الخماسية كما نعلم، والاتصالات يقوم بها عدد من السفراء في بيروت وليست جديدة، وكشفت المصادر العليمة، ان واشنطن والرياض تعارضان بالمطلق التوجهات القطرية التي حملها الموفد القطري، واذا افترضنا انه حصل لقاء للسفراء الخمسة في بيروت لم يحدد موعده بعد، و حصل التوافق على ورقة موحدة بعد اجتماعات، وتم رفعها الى وزراء خارجية الدول الخمس، هذا يتطلب وقتا طويلا، والسؤال، هل ستناقش الورقة قبل احداث غزة او بعد وقف النار؟ هذا اذا اتفق الوزراء على موعد محدد للاجتماع في ظل التطورات في المنطقة؟ ولذلك، وحسب المصادر العليمة، ليس هناك تطورات استثنائية في الملف الرئاسي، «ما في شي» وليس هناك اي تطور في القريب العاجل يستدعي هذا الضجيج الاعلامي، والتسريبات محلية بالمطلق واستنتاجات اعلامية، ولاتوجد طبخة رئاسية على النار حاليا.

حركة جنبلاط

 

حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منسقة كليا مع الرئيس نبيه بري، وفي القاموس السياسي لجنبلاط لايوجد نصف استدارة مهما كان حجم من تخلى عنهم في منتصف الطريق، لان شعاره الان «فلسطين اولا» وتحت هذا الشعار تناول العشاء في السفارة الايرانية واطلق المواقف المزعجة للعديدين، وزار فرنجية وكرامي وارسلان، فهل يصل مجددا الى دمشق؟ علما ان اوساط اللقاء الديموقراطي تؤكد ان الزيارات ستشمل جميع الاطراف اللبنانية دون استثناء من اجل تحصين البلد في هذه الظروف، ولذلك يدعو جنبلاط الى الاسراع بانتخاب الرئيس ولا مشكلة عنده في الاسم مطلقا، خصوصا انه وضع جمهوره في اجواء غير مريحة كليا خلال جولاته في الجبل، داعيا الى الوحدة والاستعداد لاستقبال النازحين اذا تطورت الحرب في الجنوب، والاحتمال وارد جدا في ظل حكم المجانين في اسرائيل، مشددا على امكانية تجاوز المرحلة بالتنسيق مع السيد ح.س.ن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه والرئيس بري.

رئاسة الاركان

 

لا جديد على صعيد رئاسة الاركان، بعكس كل الاجواء الايجابية التي سادت خلال اليومين الماضيين، وما زال التيار الوطني متمسكا بانتخاب الرئيس اولا، ووزير الدفاع لن يقدم اي اقتراح بالتعيين، حتى التباينات الدرزية على الاسم ما زالت قائمة مع ميل الحزب الديموقراطي اللبناني الى تعيين العميد باسل الاحمدية، اما الحزب التقدمي الاشتراكي فيعتبر ان الكرة في ملعب ميقاتي لجهة طرح الملف في الجلسة القادمة للحكومة وتامين الثنائي الشيعي والمردة النصاب.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

«القلوب المليانة » انفجرت في جلسة مناقشة الموزانة  

 

في ساحة النجمة، انفجرت “القلوب المليانة، خلال انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب قبل الظهر، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لدرس وإقرار مشروع الموازنة العامة عن العام 2024، بعدما عدّلت لجنة المال والموازنة المشروع الحكومي جذرياً. وتغيب بعذر النواب أحمد الخير، ستريدا جعجع، وطوني فرنجية. وطلب نحو 40 نائباً الكلام. وتناولت التعديلات 87 مادة من أصل 133، فألغت 46 وعدّلت 73، وأقرت 14 مادة كما وردت في المشروع، أي أنّ التعديل والإلغاء شملا 90% من المشروع الذي قدّمته وزارة المالية.

 

خلاف ومافيات

 

بدأت الجلسة بسجال بين النائب ملحم خلف ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد رفض الاخير إعطاء الكلام “بالدستور” لخلف للحديث عن استحالة التشريع بغياب رئيس. وقال له بري “ما رح أعملك بطل وطلعك برا القاعة”. وقال خلف الذي انسحب من القاعة: أطلب الشّروع فوراً في انتخاب رئيس للجمهورية والتعطيل المتعمّد انقلاب على الجمهورية وعلى سيادة القانون والدستور والاستمرار في جلسة الموازنة بمثابة انقلاب على النظام ولن أقبل بالمشاركة فيه والاستمرار بهذا النهج سيسقط الجمهورية على رؤوس الجميع وإذا لن ننتخب رئيساً سأخرج كبطل من المجلس لأنني لن أخالف الدستور”…

 

كما وقعت مشادة في بداية الجلسة بين النائب علي حسن خليل والنائب فراس حمدان، وقد وصفه خليل بالتافه: وقال له: “إنتو قرطة مافيات”، في إشارة إلى نواب التغيير: ليعلو الصراخ والهرج والمرج في القاعة.

 

النائبة بولا يعقوبيان: “حق النواب الحديث بالنظام، وليس كما تريدون تفسرون الدستور والنظام غب الطلب”.

 

وتوجهت الى خليل الذي قال “انكم قرطة مافيا”، بالقول: “مطلوب للعدالة وعم تحكي عن مافيات؟”.

 

قبلان: “لا أحد يأخذنا بنصوص دستورية على مزاجه. الجلسة الحكمية تبدأ عندما تبدأ العملية الانتخابية”.

 

وعندما حاول النائب خلف متابعة الكلام، تدخل النائب علي حسن خليل قائلا: “لا نريد مسرحيات”. فرد فراس حمدان: “صرلك 30 سنة بتعمل مسرحيات”.

 

وحصل هرج ومرج، وقال علي حسن خليل: “ما حدا شايفكم اصلا”.

وتدخل عدد من النواب لتهدئة الاجواء.

 

كنعان

 

في مستهل الجلسة، قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ان “غياب الرؤية يتلازم مع غياب وحدة المعايير في التعديلات المقترحة على الرسوم القائمة فبعض الرسوم رفعت قيمتها 10 أضعاف كرسوم السير، ورفعت قيمة سواها 40 ضعفًا كبعض رسوم الطابع المالي، وتمّ رفع البعض الآخر 180 مرة كالرسوم على المواد الكحولية المنتجة محلياً”. أضاف “خلافاً لما قاله بعض الإعلام فلجنة المال لم تلغ المادة 58 من مشروع الموازنة التي تتعلق بكيفية تحصيل ضريبة 10% من ايرادات الأسهم والسندات والودائع الخاصة باللبنانيين في الخارج بل باتت المادة ٤٢ من المشروع المعدّل من اللجنة”. تابع “نفضنا الموازنة كما اتت من الحكومة وقمنا بإصلاحات جوهرية على صعيد المالية العامة. إن لجنة المال شطبت المادة العاشرة التي كانت تجيز تغطية فوائد القروض الإنمائية بعدما تبين مدى الزبائنية التي اكتنفت منح هذه القروض، وتفرد حاكم مصرف لبنان بتقريرها، وما أدرانا ما القروض المدعومة ومن استفاد منها”. وشرح أن “لجنة المال  خصصت اعتمادًا بقيمة 10 آلاف مليار ليرة للأدوية السرطانية والمزمنة واعتمادًا بقيمة ألف مليار ليرة للانتخابات البلدية والاختيارية وعدّلت الاعتمادات الخاصة ببعض الإدارات حيث تبينت الحاجة إلى ذلك لا سيما ما خص نفقات التغذية والمحروقات السائلة لدى الأجهزة العسكرية والأمنية وسواها”. ولفت إلى أن “الواردات بحسب كتاب رسمي من وزارة المال ارتفعت من ٢٧٧ الف مليار الى ٣٢٠ الف مليار أي بفارق أكثر من ٤٠ الف مليار”.

 

عدوان

 

بدوره، قال رئيس لجنة “الادارة والعدل” النائب جورج عدوان خلال جلسة مناقشة مشروع الموازنة: ان “هذه الموازنة استمرار للموازنات السابقة ولا تحمل أي استثمارات أو أي اصلاح ضريبي حقيقي، وتشكل الضريبة فيها على الدخل والأرباح ورؤوس الأموال اكثر من 7.2% مقابل 67% من السلع على الخدمات والرسوم على التجارة والجمارك وضريبة على القيمة المضافة ورسوم الاستهلاك، بمعنى آخر 67% تصيب عموم الناس ونسبة قليلة من المقتدرين”. تابع “ندرس مشروع موازنة من دون أن يكون هناك قطع حساب وطبعاً لم تنجز الحسابات ضمن المهلة المحددة، وأرقام الموازنة تغيرت حتى اللحظة الأخيرة، فيما وزارة المالية عاجزة عن تقديم أرقام مدققة ونهائية عن إيرادات ونفقات موازنات 2021 و2022 و2023، والأدهى والأخطر أن وزارة المال لا تملك الأرقام لأنها توقفت عن إدخالها منذ عام 2019 على النظام المالي للوزارة”.

 

في اسرع وقت

 

وأعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في مداخلته”ان لجنة المال حاولت قدر المستطاع إجراء إصلاح في الموازنة وفُرِض على المجلس مناقشتها بمختلف العلل ولا صفر عجز فيها”، مشيرا الى ان “هذه الموازنة لا تلبّي مطالب الاستشفاء والتربية ولا المؤسسات ولا القوى الأمنية ولا العسكريين”. وقال: “لو لم نناقش هذه الموازنة لكنا عدنا الى موازنة 2022”.

 

اضاف: “صحيح ان الدستور لا يفرض علينا الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية، الا انه يجب تحكيم العقل وخوفي ان يصبح هذا المجلس شاهد زور”.

ورأى بو صعب ان “الرئيس ميقاتي صبّ الزيت على النار في الخلاف بين وزير الدفاع وقائد الجيش، والوزير يحاول تطبيق القانون”. وتوجه الى ميقاتي بالقول: “لو كان غازي زعيتر وزيراً للدفاع هل كنت تعاملتَ معه بالطريقة التي تعاملت بها مع الوزير موريس سليم؟”.

وقال: إذا لم نتحاور ولم ننتخب رئيساً فالأفضل للمجلس النيابي أن يستقيل ونجري انتخابات نيابية مبكرة”.

 

بري

 

وردا على مداخلة بو صعب وخشيته “ان يأتي العام المقبل ونناقش فيها الموازنة في ظل غياب رئيس للجمهورية”، قال الرئيس بري: “ان شاء الله لا .. وان شاء الله في أسرع وقت.

 

فضل الله

 

وقال النائب حسن فضل الله: رغم كل هذه الأزمة المالية والاقتصادية فإن مزاريب الهدر والفساد لا تزال موجودة في مؤسسات الدولة، ورغم كل المحاولات التي بذلناها ولا نزال فإنَّ في أدراج القضاء ملفات كثيرة أحلناها لا تزال نائمة، وبعض القضاة يحالون على التقاعد وتبقى في أدراجهم، وهذه المعضلة تحتاج إلى حل من خلال إنجاز قانون اصلاح القضاء الذي مجددًا نأمل الانتهاء منه”.

 

معوض

 

واعتبر النائب ميشال معوض “ان هذه الموازنة تشجع غير الملتزم والاقتصاد الأسود، وهي موازنة التشبيح وتجويع المواطن وضرب القطاع الخاص الشرعي لصالح أبطال التهريب، وموازنة ضرب الموظفين في القطاع العام ومؤسسات الدولة لصالح الزبائنية”.

وقال: “بعد “دعوسة” الدستور والقوانين نقع دائمًا بين خيار السيئ والأسوأ ووجودنا اليوم في الجلسة هو لتأمين النصاب كي لا تقرّ الموازنة بمرسوم وكي نحمي المواطن”.

 

راجي السعد

 

واعتبر النائب راجي السعد في مداخلته “ان ما قامت به لجنة المال والموازنة هو الانجاز الوحيد في ظل واقع اخراج لبنان السوق المالي العالمي”.

 

ثم رفع بري الجلسة الى السادسة مساء.

 

الجلسة المسائية

 

في مستهلّ الجلسة، طلبَ الرئيس بري تقليص عدد الكلمات المطلوبة بالنظام وذلك للإسراع في البت بالموازنة الجديدة.

مشيرا اللى انه  في حال استمرّت الكلمات الطويلة، فإنه على النواب تحضير أنفسهم لجلسات جديدة يومي الجمعة والسبت، طبعا بالاضافة الى جلسة يوم غدٍ الخميس.

 

ضاهر:

 

واستهلت اللجلسة بكلمة النائب ميشال ضاهر. الذي قال: “البلد لم يعُد يحتمل وأتمنّى كمسؤولين أن نرفع عنّا السريّة المصرفية لمعرفة مكان الهدر والسمسرات بهدف الحفاظ على أموال الناس وأدعو لتطبيق اللامركزية الادارية الموسّعة”.

 

واضاف ضاهر: “هناك مُشكلة أساسيّة بتحصيل الضرائب وتحديداً الـTVA وهناك مناطق لا تدفع الضرائب من هنا مطالبتي باللامركزيّة الإدارية المالية الموسّعة”.

 

وشدد ضاهر على ان “عجز الكهرباء أوصلنا الى هذا الوضع والمواطن اللبناني يدفع أغلى فاتورة كهرباء في العالم وأقترح تقسيم المناطق وإنشاء محطات كهرباء خاصّة لها”.

 

بري وباسيل

 

أشار رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الى أن “لا خلاف على مبدأ إقرار الموازنة بالصيغة التي طرحتها لجنة المال والموازنة وهناك فوضى دستورية تجعل حكومة تصريف الأعمال تستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية”.

 

وتابع “الموازنة ستُقر خلال اليومين كما أقرتها لجنة المال ان قبلنا بها أو لم نقبل وصحيح أنه تم تصحيحها إلا أننا لا يجب أن نقبل بموازنات غير إصلاحية بعد الآن، ونحن سنبقى في الجلسة إذا قبلت اقتراح القانون المقدّم من قبلنا وإلا سنخرج ويبقى رئيس لجنة المال والعضوان من تكتلنا فيها لمتابعة عملهم التقني على أن يصوّتوا ضد الموازنة”.

 

سجال

 

ورد رئيس مجلس النواب نبيه على كلمة  باسيل حول ضرورة اقرار قوانين اساسية وتشريع الضرورة، بأن “تكتل لبنان القوي هو من عطل جلسة تشريع ضرورة كان على جدول اعمالها الكابيتال كونترول”.

 

ورد باسيل: “لان فيها 119 بنداً”.

 

ورد بري: “لا يوجد اي جلسة فيها 119 بنداً”.

 

وتحدث باسيل عن قوانين اصلاحية مهمة لم يتم اقرارها.

 

ورد بري “هذه القوانين لم تصل الى الهيئة العامة واكثر هذه القوانين في لجانكم”.

 

ورد باسيل: “ملائكتك حاضرة في كل مكان”.

 

بعد ذلك غادر باسيل وعدد من نواب كتلته .

 

مداخلات

 

رأت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب،  أن “الموازنة أتت صورة عن هذه السلطة فهي ضربت الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية”.

 

وأشار النائب زياد حواط، الى أن “إنتخاب رئيس الجمهورية كان يجب أن يكون فعلاً من الماضي مع إحترام المهل الدستورية وكان يجب قيام حكومة تستعيد قرار الحرب والسلم ليكون حيث يجب أن يكون”.

 

ولفت حواط الى أن “الموازنة déja vu وهي موازنة “كيف ما كان وشو ما كان” أساسها تجميع

 

الأرقام وتتضمن مخالفات أبرزها عدم وجود قطع الحساب”.

 

ميقاتي

 

واكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بان “الموازنة لا يمكن ان تقر باقتراح قانون بل بمشروع قانون من الحكومة، ولا مانع لدينا من اعتماد التحسينات التي قامت بها لجنة المال على مشروع الموازنة”.

 

ولفت ميقاتي في تصريح له من مجلس النواب، الى ان “الحكومة أوقفت الانهيار منذ تسلمت مهامها ومرحلة التعافي بدأت، ونتمنى أن تكبر بمساعدة النواب والاهم الوصول إلى الهدف”.

 

وتابع ميقاتي “نريد السلام والاستقرار الدائم في الجنوب وملتزمون تطبيق القرار 1701، ولكن على “اسرائيل” وقف انتهاكاتها”.

*************************

 

افتتاحية صحيفة البناء:

واشنطن وضعت الانسحاب من سورية على الطاولة… وتفاوض على العراق مفاوضات

الدوحة حول وقف الحرب وتبادل الأسرى معقدة… لكنها جدية وتتقدم
نقاش الموازنة يظهر الاستعصاء السياسي وغياب تحالفات نيابية عابرة للطوائف

 

 على إيقاع المواجهات والتضحيات، وبفضل الثبات والصمود، تبدو المقاومة بكل قواها وتماسك محورها، قد بدأت تحدث خرقاً في جدار العناد الأميركي الإسرائيلي، المتمسك بهدف القضاء على قوى المقاومة في غزة كشرط لوقف حرب الإبادة المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني، والمستمر بتجاهل حقائق الموازين الجديدة في المنطقة منذ ما بعد القضاء على تنظيم داعش في سورية والعراق، قبل أن يعيد الأميركيون توضيبه وتشغيله، لإرباك دول المقاومة وقواها، ومنع تعافي سورية ونهوض العراق.
استحالة القضاء على المقاومة، وخصوصاً حركة حماس صارت من ثوابت أي قراءة للمشهد الإقليمي، واستحالة نجاح قدرة الردع الأميركية في فرض الصمت على حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، صارت من الثوابت أيضاً، فلا تل أبيب قادرة على تجاهل الهزيمة اللاحقة بجيشها في غزة وحجم الخسائر المتعاظمة التي تصيبه، ولا واشنطن قادرة على تجاهل التحدي الذي مثله أنصار الله في البحر الأحمر، والتحدي الموازي الذي مثلته المقاومة العراقية في سورية والعراق. وواشنطن وتل أبيب معاً عالقتان عند استحالة لي ذراع المقاومة في لبنان وردعها، وهي ظهير فاعل لسائر المقاومات وعنصر إرباك دائم للسياسات الأميركية والحروب الإسرائيلية.
الخرق في الجدار الذي صمد لأكثر من مئة يوم ظهر مع الإعلان الأميركي المزدوج عن الاستعداد للتفاوض على انسحاب قواتها من العراق مقابل توقف عمليات المقاومة العراقية، والجدية في بحث مسألة الانسحاب من سورية. وبالتوازي الإعلان عن قبول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مبدأ وقف الحرب ضمن صفقة تبادل الأسرى مشترطاً ضمانات موقعة غير قابلة للانتهاك، ورغم الغموض حول الآليات والمهل الزمنية في المواقف الأميركية والاسرائيلية الجديدة، والحاجة للمزيد من الوقت لتوضيح مضامينها من جهة، ونضجها عملياً عبر الضغوط الميدانيّة التي تفرضها قوى المقاومة من جهة موازية، إلا أن الذي يجري لقي صداه في المفاوضات الجارية في قطر والتي قالت مصادر متابعة لها إنها لم تصل بعد الى نقطة تحول، لكنها جدية رغم حجم التعقيد الذي يطرحه عنوان وقف الحرب، وهو الشرط الذي وضعته المقاومة لقبول التبادل.
لبنانياً، كشفت نقاشات مجلس النواب، سواء في القضايا السياسية الداخلية، أو في المداخلات التي تناولت الوضع في الجنوب ودور المقاومة، ان المجلس النيابي يفتقد لتحالفات نيابية عابرة للطوائف قادرة على تحمل مسؤولية إدارة الاستحقاقات الداخلية والتعامل مع التحديات الإقليمية. وقالت مصادر نيابية إن بعض المواقف لكتل كبرى يبدو أقرب الى مدرسة المشاغبين، ومواقف كتل أخرى لا تقلّ عنها وزناً تبدو كأنها تعيش في «لالا لاند».
وتوزع الاهتمام الداخلي أمس، بين ساحة النجمة التي شهدت جلسة نيابية لمناقشة مشروع موازنة الـ2024 وبين الجبهة الجنوبية التي سجلت تراجعاً بوتيرة العمليات العسكرية على الرغم من تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان. ونقل مصدر سياسي مطلع على كواليس السياسة الدولية عن مسؤولين روس لـ»البناء» خشيتهم من توسّع الحرب في المنطقة وفي لبنان، في ظل التصعيد التدريجي والدراماتيكي الذي لم تعهده المنطقة في مراحل سابقة، لا سيما مع دخول أطراف إضافية على الصراع مثل أنصار الله والقوات اليمنية ومنظمات مسلحة في العراق وإيران وبطبيعة الحال حزب الله في جنوب لبنان. وما شهدته المنطقة من «حرب صواريخ» جوية عابرة للإقليم بين إيران والعراق وسورية وباكستان واليمن والبحر الأحمر ودخول أميركي – بريطاني على خط النار، ما يعمّق الحرب في غزة ويعطي «إسرائيل» فرصة لإطالة أمد الحرب وبالتالي تعقيد التوصل الى تسوية للحرب في غزة. وينقل المصدر أيضاً مخاوف روسية حقيقية على الوضع في المنطقة حيث توسيع الأميركيين لحربهم على سورية والعراق وعدم بذل المساعي الجدية للضغط على «إسرائيل» لوقف الحرب على غزة، يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، لذلك على كافة الأطراف السعي لاحتواء التصعيد وتفادي الحرب الشاملة.
وعلى الرغم من تخبّط حكومة الحرب الإسرائيلية في حرب غزة، واصل المسؤولون في كيان الاحتلال إطلاق تهديداتهم ضد لبنان، وزعم وزير خارجية العدو يسرائيل كاتس، أنه «إذا لم يتراجع حزب الله فسيدفع لبنان الثمن ولن نتردد في العمل ضد إيران ووكلائها».
وفي سياق ذلك، ذكر موقع «واللا» العبري بأنه «بعد الضربات من لبنان التي أصابت بنية تحتية في القاعدة الجوية في جبل ميرون شمال «إسرائيل»، تطرق ضباط في الجيش الإسرائيلي اليوم (أمس) الى حالة التأهب المتزايدة في الجيش الإسرائيلي أمام ضربات حزب الله للبنية العسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة». ووفقاً للموقع قال أحد الضباط: «لا يمكننا نقل الجبل ومن جانب آخر لا يمكننا زيادة دفاعات في المنطقة لحماية النشاطات العسكرية، توجد قيود».
وواصلت المقاومة الإسلامية دك مواقع الاحتلال وأعلنت أنّ «مجاهديها استهدفوا ‏موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة، وأصابوه إصابة مباشرة، و‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏موقع ‌‏السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية».
في المقابل، تعرّضت أطراف بلدتي علما الشعب وطير حرفا لقصف مدفعي إسرائيلي، كما قُصفت منطقة اللبونة – الناقورة. واستهدفت مدفعية الاحتلال بالقذائف الفوسفورية بلدة العديسة، كما تعرضت أطراف مناطق حامول، والضهيرة، لقصف متقطع، في وقت حلقت طائرات الاستطلاع من نوع MK فوق القطاع الغربي، لا سيما فوق الناقورة والساحل الجنوبي بين سهل صور والقليلة وإقليم التفاح.
وواصل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب لقاءاته في نيويورك لليوم الثاني في إطار زيارته للولايات المتحدة، وبعد لقائه مع وزير خارجية فرنسا، طلب خلال لقائه بوزير خارجية النمسا الكسندر شالنبرغ، أن تستعمل «صداقتها مع «إسرائيل» لحل عادل وشامل يضمن الاستقرار ويؤسس لحل الدولتين». وقد وضعه بأجواء التحديات الناتجة عن أزمة النزوح السوري في لبنان وضرورة تغيير نهج معالجة أزمة النزوح لكي تتم مساعدتهم في وطنهم الأم».
وعلى وقع التصعيد جنوباً، انعقدت الهيئة العامة لمجلس النواب أمس، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في جلستين صباحية ومسائية، لدرس وإقرار مشروع الموازنة العامة عن العام 2024، بعدما عدّلت لجنة المال والموازنة المشروع الحكومي جذرياً.
وتناولت التعديلات 87 مادة من أصل 133، فألغت 46 وعدّلت 73، وأقرت 14 مادة كما وردت في المشروع، أي أنّ التعديل والإلغاء شملا 90% من المشروع الذي قدّمته وزارة المالية. وتخللت الجلسة سجالات سياسية عدة، فيما حضرت الأوضاع في الجنوب في مداخلات النواب لا سيما نواب القوات اللبنانية من جهة ونواب كتلة الوفاء للمقاومة من جهة ثانية. حيث لاحظت أوساط نيابية لـ«البناء» وجود «تعليمة» لدى فريق القوات وبعض حلفائها، بإثارة موضوع مشاركة حزب الله في الحرب بغزة، واتهامه بالتفرد بقرار الحرب وتحميل لبنان التداعيات، وصوّب النواب على موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اتخذه حيال الحرب في غزة.
من جهته، أكد ميقاتي في رده على الانتقادات، بأننا «نريد السلام والاستقرار الدائم في الجنوب وملتزمون تطبيق القرار 1701 ولكن على «إسرائيل» وقف انتهاكاتها».
وشدد في مداخلة له في نهاية الجلسة المسائية، على أن «الموازنة لا يمكن أن تقر باقتراح قانون بل بمشروع قانون من الحكومة، ولا مانع لدينا من اعتماد التحسينات التي قامت بها لجنة المال على مشروع الموازنة»، ولفت الى أن «الحكومة أوقفت الانهيار منذ تسلمت مهامها ومرحلة التعافي بدأت، ونتمنى أن تكبر بمساعدة النواب والاهم الوصول إلى الهدف».
من جهته، أشار رئيس التيار «الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في كلمته في الجلسة، أن «المقاومة جزء من الدولة ولا تحل مكانها وأن السلاح يحمي ولكنه لا يكفي وحده»، سائلاً «ماذا نقول لأهالي الشهداء الذين سقطوا في الجنوب؟ علينا أن نلاقيهم بالسؤال عن تقرير «ألفاريز وومارسال» وعن قطعات الحسابات التي لم تصدر بعد عن ديوان المحاسبة بالاضافة الى لجنة تقصي الحقائق في موضوع الفساد وانفجار مرفأ بيروت». وسأل أنه «وفي ظل العوامل المفجّرة للوضع في لبنان من النازحين الى نهب ودائع اللبنانيين والحرب في الجنوب والحروب المتنقلة في المنطقة وانهيار هيكلة الدولة ما المقصود من عدم انتخاب رئيس والتعايش مع الفراغ؟»، معتبراً «عدم وجود رئيس للجمهورية هو تغيير غير معلن للنظام وهدم لاتفاق الطائف وضرب الشراكة الوطنية وتهديد للدولة اللبنانية».
ورد الرئيس بري على ما جاء في كلمة باسيل حول ضرورة إقرار قوانين اساسية وتشريع الضرورة من بينها قانون «الكابيتال كونترول» قائلا: «من قاطع الجلسة التي كان على جدول أعمالها الكابيتال كونترول هو تكتل لبنان القوي»، فردّ باسيل: «لان فيها 119 بنداً»، فقال بري: «لا يوجد أي جلسة فيها 119 بنداً. وتحدث باسيل عن قوانين اصلاحية مهمة لم يتم إقرارها. ورد بري «هذه القوانين لم تصل الى الهيئة العامة وأكثر هذه القوانين في لجانكم». ورد باسيل: «ملائكتك حاضرة في كل مكان».
وأشار باسيل الى أن «الموازنة ستُقرّ خلال اليومين المقبلين كما أقرتها لجنة المال ان قبلنا بها أو لم نقبل وصحيح أنه تم تصحيحها إلا أننا لا يجب أن نقبل بموازنات غير إصلاحية بعد الآن». وأعلن خروج التكتل من الجلسة وعدم المشاركة في التصويت.
وتولى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله بالرد على منتقدي مشاركة حزب الله في الحرب، وقال: «الكيان الصهيوني كان يُحضّر لضربة استباقية على لبنان قبل معركة طوفان الأقصى».. إننا أمام حرب ترسم مصائر دول، ونحن لن نسمح بقرى سبعٍ جديدة». ولفت إلى «أننا سنعمل بكل قوة حتى لا يتكرر الاحتلال كما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعندما نكون أقوياء وقادرين نستطيع أن نرسم مستقبل بلدنا.» ورأى أن «قرار الحرب بيد العدو الصهيوني وقرار وقف الحرب بيد الولايات المتحدة». وشدد فضل الله على: «إننا نلتزم بحق الدفاع عن النفس وحق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال وفقًأ للبيان الوزاري للحكومات المتعاقبة، وشعبنا لا يتراجع ولا يخضع ولا يلين في مواجهة الاحتلال».
وكانت الجلسة الصباحية شهدت سجالًا إثر محاولة بعض النواب خرق «النظام العام» وتحويل جلسة إقرار الموازنة إلى جلسة مداخلات. وبدأت الجلسة بسجال بين النائب ملحم خلف والرئيس بري بعد رفض رئيس المجلس إعطاء الكلام لخلف للحديث عن استحالة التشريع بغياب رئيس».
كما وقعت مشادة في بداية الجلسة بين النائب علي حسن خليل والنائب فراس حمدان، وقد وصفه خليل بالتافه: وقال له: «إنتو قرطة مافيات»، في إشارة إلى نواب التغيير: ليعلو الصراخ والهرج والمرج في القاعة.
وشدّد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان في بداية الجلسة على أن «لجنة المال ألغت مواد متعلّقة بتعديلات ضريبية واستحداث ضرائب ورسوم جديدة لمخالفتها الدستور وهدف الحكومة تأمين إيرادات إضافية للخزينة من دون مراعاة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقدرة الاقتصاد على التمويل وقدرة المواطنين على التحمّل». وشرح أن «لجنة المال خصصت اعتمادًا بقيمة 10 آلاف مليار ليرة للأدوية السرطانية والمزمنة واعتمادًا بقيمة ألف مليار ليرة للانتخابات البلدية والاختيارية وعدّلت الاعتمادات الخاصة ببعض الإدارات حيث تبينت الحاجة إلى ذلك لا سيما ما خص نفقات التغذية والمحروقات السائلة لدى الأجهزة العسكرية والأمنية وسواها». ولفت إلى أن «الواردات بحسب كتاب رسمي من وزارة المال ارتفعت من ٢٧٧ الف مليار الى ٣٢٠ الف مليار أي بفارق أكثر من ٤٠ الف مليار».
بدوره، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب: «إذا لم نتحاور ولم ننتخب رئيسًا، فالأفضل للمجلس النيابي أن يستقيل ونجري انتخابات نيابية مبكرة».
ورد الرئيس بري على مداخلة بو صعب التي أبدى فيها خشيته ان يأتي العام المقبل ونناقش فيها الموازنة في ظل غياب رئيس للجمهورية بالقول: «ان شاء الله لا، وان شاء الله في أسرع وقت».
ويستكمل المجلس النيابي مناقشة الموازنة اليوم والتصويت عليها، وتوقعت مصادر نيابية لـ«البناء» إقرار الموازنة مع بعض التعديلات عليها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram