افتتاحية صحيفة الأخبار:
الموازنة: عودة إلى زمن السنيورة
81 ألف مليار ليرة: إنفاق بواسطة سلفات الخزينة
قبل تعديلات لجنة المال والموازنة، كان مشروع موازنة 2024 يعكس رغبة الحكومة بالعودة إلى زمن فؤاد السنيورة حين أنفقت مليارات الدولارات بشكل غير شرعي ومن تحت الطاولة، إذ جرى تضمين المشروع احتياطاً مالياً يوازي 26.5% من مجموع النفقات فيما قُدّمت وعود بالجملة للوزراء بأن يوزّع منه على إداراتهم وفق آلية «سلفات الخزينة» التي أنفقت بواسطتها الحكومة نحو 81 ألف مليار ليرة خلال السنوات الماضية بلا أي مساءلة أو رقابة
بحسب ما ورد في فذلكة مشروع موازنة 2024، فإن المشروع بُني على خطة إصلاح مالي وهيكلي متوسطة الأمد من عام 2024 إلى عام 2027 وفق اعتبار أساسي أن «مواجهة أزمة بهذا الحجم تتطلب سرعة في التحرّك». وحدّدت أهداف السياسة المالية بترشيد النفقات وتعزيز الواردات، وأسهبت في الحديث عن التنمية وعن أدوار القطاعين العام والخاص ومعالجة ما أسمته «آفة الدين العام»، فضلاً عن العمود الفقري المتعلق بـ«توحيد أسعار الصرف» والأهم من ذلك كلّه «تحديث العقد الاجتماعي»، فضلاً عن التعاون مع السياسة النقدية من خلال الآليات الضرائبية. وأوردت الفذلكة، في إشارة عرضية، أن «التأخّر في إقرار الاعتمادات اللازمة في ظل التقلبات الحادّة في سعر الصرف، أرغم الحكومة على السير بالعمل بإقرار سلف خزينة خلال العامين المنصرمين، لتسيير المرفق العام، ما يمسّ بعملية ضبط العجز وحسن الانتظام المالي».عندما بدأت لجنة المال دراسة مشروع الموازنة، تبيّن لها أن كل هذه الأهداف تُرجمت في المشروع بشكل مختلف. فالمشروع بُني على احتياط للموازنة بقيمة 78 ألف مليار ليرة، أي ما يوازي 26.5% من نفقات الموازنة المقدّرة بنحو 295,113 مليار ليرة مقابل إيرادات بقيمة 277,924 مليار ليرة وعجز بقيمة 17,189 ألف مليار ليرة. لاحقاً، ومع بدء سير المناقشات ولجوء اللجنة إلى التدقيق في الإيرادات ولا سيما إيرادات الجمارك، تراجع وزير المال يوسف الخليل عن تقديراته السابقة وأرسل كتاباً إلى اللجنة يفيدها بأنه يجب تعديل الإيرادات إلى 320 مليار ليرة، وبالتالي انقلب العجز إلى فائض بقيمة 25 ألف مليار ليرة.
لكن هل هو فائض حقيقي؟ عملياً، لم تُسجّل في الموازنة قيم تُذكر لخدمة الدين بل بحدود 14648 مليار ليرة (164 مليون دولار) فقط، ولا تتجاوز فيها النفقات الاستثمارية 6.7%، ولم يعد فيها عجز الكهرباء بعدما رفعت التعرفات والأسعار وبات التحصيل يوازي تقريباً الإنفاق، وأوقفت منها كل أشكال الدعم. أما الرواتب والأجور، فلم تزد سوى سبعة أضعاف بعيداً جداً عن التضخّم الذي زاد بنحو 55 مرّة، بالإضافة إلى مسألة مستجدّة تتعلق بتهريب النفقات عبر سلفات الخزينة. بهذا المعنى، فإن أي موازنة تقشّفية وغير اجتماعية وتقدّم السلوك «المحاسبي» بوصفه «إصلاحات» يمكن أن يكون فيها عجز ظاهري.
وتبيّن وفق مراسلة رسمية من وزارة المال أن رصيد سلفات الخزينة غير المسدّدة بلغ 41 ألف مليار ليرة، بينما تلقّت اللجنة معلومات مفصّلة بأن قيمة السلفات بلغت 81 ألف مليار ليرة. واللافت أنه «لا يمكن احتساب قيمة السلفات حتى الآن، لأنه لم يتم تصنيفها والتمييز بينها وفقاً لمعايير محاسبة واضحة تشير إلى ما هو مدفوع وغير مدفوع وما هو مصروف وغير مصروف وما إلى ذلك. وهو ما دفعنا إلى إزالة سلفات من مشروع الموازنة لأنها كانت مسجّلة بنحو 3500 مليار ليرة» يقول كنعان.
لا شكّ بأن تقلبات سعر الصرف دفعت الحكومة إلى الاعتماد على سلفات الخزينة لتأمين النفقات، وهي اضطرّت أن تزيد نفقاتها التشغيلية انسجاماً مع التطوّرات النقدية، لكن إذا كان النصف الثاني من عام 2023 قد شهد استقراراً نسبياً، ولو هشّاً، في سعر الصرف، فما هو الداعي لإدراج 78 ألف مليار ليرة كاحتياط في الخزينة؟ يقول كنعان، إن الوزراء صرّحوا أمام اللجنة بأنهم تلقّوا وعوداً بأن يتم تحويل الأموال إلى إداراتهم لتغطية النفقات من خلال السلفات التي ستُوزّع من احتياط الموازنة. «وهنا تبيّن أنه جرى تقليص الاعتمادات من أجل اللجوء مستقبلاً إلى سلفات الخزينة كأداة للإنفاق غير قابلة للرقابة. فالسلفات تُعطى للإدارات والمؤسسات غبّ الطلب ومن دون تبنيدها وفق اعتمادات محدّدة للإنفاق، ما يتيح الإنفاق منها بشكل عشوائي غير قابل للرقابة لا من قبل مراقب عقد النفقات ولا من قبل الجهات الأخرى» بحسب كنعان.
في هذا الإطار، عملت اللجنة على إعادة توزيع جزء من مبالغ احتياط الموازنة. فعلى سبيل المثال، تبيّن أن ما رُصد في اعتمادات الموازنة للصيانة في مطار بيروت الدولي، هو مبلغ 3 مليارات ليرة فقط، بينما وزير الأشغال علي حمية كان يطالب بأن يحصل على ما لا يقل على 250 ملياراً، لذا اقتطعت اللجنة من الاحتياط مبلغ 200 مليار وخصّصته وفق بنود محدّدة للإنفاق على الصيانة في المطار. كذلك الأمر بالنسبة إلى صيانة الطرقات التي كانت تحتاج وفق تقديرات حمية إلى 10 آلاف مليار ليرة، فتمّ نقل نحو 3 آلاف مليار ليرة من الاحتياط إلى هذه الاعتمادات.
تكرّر الأمر نفسه في وزارة الصحة التي أُدرجت فيها اعتمادات بقيمة 7,000 مليار ليرة لكل الأدوية باستثناء الأدوية السرطانية والمستعصية. وزير الصحة فراس الأبيض أبلغ اللجنة بأن كلفة الأدوية المستثناة تبلغ 12,000 مليار ليرة وأن رئيس الحكومة وعده بأن يحصل على المبلغ بواسطة سلفات الخزينة. اللجنة اقتطعت مبلغ 10,000 مليار ليرة من الاحتياط لهذه الأدوية.
في وزارة الطاقة حصل الأمر نفسه، إذ كانت اعتماداتها الإجمالية تبلغ 900 مليار ليرة، ثم رُفعت وفق الاعتمادات المخصّصة لنفقات محدّدة إلى 5,174 مليار ليرة منها استكمال شبكات الصرف الصحي في المناطق، ومشاريع كهرومائية ولمعمل نهر البارد وتنظيف بحيرة القرعون...
أيضاً حصل الجيش اللبناني على 5,000 مليار ليرة إضافية في موازنة 2024 من أجل زيادة نفقاته على الطبابة والمحروقات والتغذية، وبنسب ملائمة أيضاً حصلت قوى الأمن الداخلي على جزء من الاحتياط، وانسحب الأمر على سائر القوى الأمنية والعسكرية.
هذه التعديلات تتعلق ببنية الموازنة المالية، وهي جزء من تعديلات أخرى أجرتها اللجنة على البنود القانونية في الموازنة. «هذه البنود كانت بغالبيتها استحداث ضرائب ورسوم جديدة وتعديلات على ضرائب ورسوم قائمة. كانت عشوائية ولا تعتمد سعر صرف واحداً، بل جرت تعديلات انتقائية بلا خلفية أو رؤية اجتماعية واقتصادية، وهي أصلاً مخالفة للمادة 81 من الدستور التي تفرض إرسال مشروع ضريبي متكامل ومستقلّ إلى المجلس النيابي. بعض الضرائب زيدت من 10 أضعاف مثل رسوم السير إلى40 ضعفاً لرسم الطابع المالي و186 ضعفاً على المواد الكحولية المنتجة محلياً، وصولاً إلى رفع رسوم التسجيل التجارية 25 ألف ضعف ورسم تسجيل شركة الأشخاص 50 ألف مرّة ورسم تسجيل شركات الأموال 150 ألف مرّة. واستمرّت محاباة شركات الأموال، إذ تُكلَّف بنسبة 17% على كامل أرباحها، في حين يبلغ معدل ضريبة الدخل على الرواتب والأجور وسائر المداخيل 25% على الشطور التي تزيد على 2.45 مليار ليرة».
في المحصّلة ألغت اللجنة الضرائب والرسوم المستحدثة ثم عمدت إلى توحيد الزيادات الضريبية ربطاً بمؤشر التضخم، فتمّت زيادة الرسوم 46 ضعفاً، وكل ما يتعلق بالشطور والتنزيلات الضريبية جرت زيادته 60 ضعفاً». لكن يبدو من هذا المشروع أن هناك رغبة في العودة إلى زمن فؤاد السنيورة، أي زمن الفوضى المالية عبر الإنفاق تحت الطاولة.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
“الخماسية” تتهيأ مجدداً لـ”حقل الألغام” اللبناني
ملامح حركة ديبلوماسية متجددة بين سفراء دول المجموعة الخماسية المعنية بالأزمة الرئاسية في لبنان فضلا عن معطيات تتصل باستعدادات فرنسية لاعادة “تشغيل المحركات” في اتجاه حقل الألغام اللبناني داخلا وحدودا، حركت الجمود القاتل الذي فرض على المشهد الداخلي منذ اندلعت المواجهات الميدانية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي لا تزال تشكل الهاجس والأولية الأخطر في واقع لبنان الحالي. وإذ حرك تصاعد الانتقادات التي توجهها قوى وكتل المعارضة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي في شأن موقفه الذي يربط عودة التهدئة والاستقرار الى الجنوب بوقف الحرب على غزة سجالا ترجمه رد لميقاتي على ما وصفه بالحملة السياسية والإعلامية على الحكومة ورئيسها، بدا واضحا ان الانقسام الحاد حيال تفرد “الحزب” بقرار الحرب والسلم قد ترك تداعيات سلبية متعاظمة وإضافية في الداخل السياسي، مرشحة لان تخلق مزيدا من التعقيدات والإرباكات والفوضى في المشهد الرسمي والسياسي كلما طال امد زمن المواجهات في الجنوب منذرا بمرحلة مفتوحة على اخطار الحرب الواسعة.
وبدا لافتا في هذا السياق ما أثارته مصادر كتائبية عبر “النهار” اذ أعلنت انه “مع اشتداد الحملات على رئيس حزب الكتائب النائب #سامي الجميل في اليومين الأخيرين فان ثمة تخوفا من ان ما يجري يشي بان الأمور تتدحرج من سياسة تطويع الخصوم وإخضاعهم الى ما يتخطى السياسة عبر التحريض على القتل والتصفية الجسدية”.
وسط هذه الأجواء افاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني في تقرير حول الكلام الأخير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول لبنان ان باريس تحشد جهودها اكثر من اي وقت مضى بهدف حث جميع الأطراف على ضبط النفس وعودة الاستقرار والامن الى الجنوب اللبناني والحدود اللبنانية الإسرائيلية وايجاد حل للازمة السياسية التي تسببت بشلل المؤسسات والدولة. وأوضح في هذا السياق انه على رغم برودة العلاقات بين باريس و”الحزب” بعد قرار فرنسا اولا التوقف عن دعم مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية لمصلحة مرشح توافقي، وثانيا موقفها الى جانب الحكومة الاسرائيلية في حربها مع “ح.م.ا.س”، ما زالت باريس تقيم علاقات مع الحزب للمحافظة على سلامة لبنان ، وتامين الجهود الآيلة الى سد الفراغ الرئاسي. اذ ان باريس تسعى بدعم من واشنطن الى تفعيل قرار مجلس الامن الدولي الرقم ١٧٠١ بكل مندرجاته لنزع فتيل التفجير من خلال اخلاء المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية والاسرائيلية ومجرى نهر الليطاني من السلاح والمسلحين في اشارة بالطبع الى سلاح الحزب وحلفائه .
ولذلك اعادت باريس تحريك محركاتها ويقوم الموفد الرئاسي الى لبنان جان ايف لودريان بالإتصالات اللازمة لعقد اجتماع للمجموعة الخماسية في اقرب وقت من اجل توحيد الرؤية والمواقف بين اعضاء الخماسية لتامين ضغط دولي واقليمي يحث الاطراف في الداخل على انهاء الشغور الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة تقوم بالاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي.
..وحركة بخاري
وفي انتظار بلورة الاتصالات لاجتماع مجموعة الدول الخماسية برزت الحركة الناشطة التي باشرها السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في الأيام الأخيرة خصوصا لجهة لقاءاته مع سفراء دول المجموعة الخماسية. والتقى امس في هذا السياق السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وافيد انه جرى خلال اللقاء “البحث في أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة”. كما التقى بخاري السفير المصري علاء موسى “وناقش الجانبان تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة”.
ميقاتي والمعارضة
غير ان المناخ الداخلي لا يزال بعيدا عن تلمس أي معطيات عملية جديدة حيال الأزمة الرئاسية فيما تزداد الهوة اتساعا بين السلطة وقوى “محور الممانعة” من جهة وقوى المعارضة من جهة أخرى اتساعا بسبب مواجهات الجنوب. وفي هذا السياق رد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي على ما وصفه “حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعلى دولة الرئيس شخصيا على خلفية الموقف الذي أعلنه في #مجلس الوزراء. وتراوحت الاتهامات كالعادة بين تجيير الخيار الاستراتيجي للدولة لاطراف داخلية وخارجية، او الحديث عن انقلاب على إتفاق الطائف أو رهن لبنان لمحاور خارجية ، وما شابه ذلك من اتهامات أيضا”. واعتبر ان ” مطلقي هذه الحملة تجاهلوا مسألة أساسية وهي أن الموقف المعلن لدولة الرئيس كان أبلغه لجميع المعنيين خلال الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الاولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ،وهو موقف ومطلب عربي موحّد. وأضاف ان ميقاتي “يطالب الاطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، او رهانات خاطئة.ويدعو جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها .كما يدعو من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير امور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلا حقيقيا الى المعالجات الجذرية المطلوبة.”.
ولاحظت أوساط معارضة ان رد رئيس الحكومة تناول ما لم ينتقده احد عليه وهو الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة والموقف الحتمي الرافض له ولكنه تجاهل النقطة الأساسية التي اثارت الانتقادات وما سماه الحملة على الحكومة وعليه وهي تماهيه الكامل مع الموقف الخطير لـ”الحزب” من ربط الوضع في الجنوب، بعد اسقاط القرار 1701، بنهاية الحرب في غزة .
وكانت كتلة “تجدد” انتقدت امس أيضا مواقف رئيس الحكومة “حيث غطى من موقعه الرسمي معادلتين هما الأخطر على لبنان، في ظل الحرب الجارية في المنطقة. المعادلة الأولى فتتمثل في الإقرار بأن حكومته لا تملك قرار السلم والحرب، وفي الإعلان عن أن “الحزب” هو من قرر فتح جبهة الحدود، في حين أن المعادلة الثانية ذهب بها إلى حد ربط وقف المواجهة العسكرية في لبنان، بوقف الحرب في غزة، بما يعني تواطؤاً وتغطية حكومية لشعار وحدة الساحات، الذي تدّعيه الممانعة للمفاوضة على مكاسب لها على حساب لبنان واللبنانيين، ما يضع لبنان في عين عاصفة التهديدات الاسرائيلية ويعرض اللبنانيين للخطر المحدق”.
في الجنوب
في الواقع الميداني شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية امس غارات على أطراف رب الثلاثين- الطيبة واطراف العديسة لجهة تلة العويضة واستهدف القصف المدفعي من مستعمرة المطلة وسط سهل مرجعيون ومحيط حمامص وكفركلا. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة مستهدفة محلة سمخيا في بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل وغارات أخرى على بلدة العديسة، وبلدة رب ثلاثين قضاء مرجعيون. واستهدفت المدفعية حي الزيتون عند الاطراف الجنوبية الغربية لبلدة ميس الجبل، وخلة الخشب عند الاطراف الغربية، ومنطقة مسحب الخاروف عند الاطراف الشمالية للبلدة. واستهدف القصف المدفعي المنطقة الواقعة ما بين الضهيرة ويارين. وتعرضت وادي حامول -الناقورة للقصف، واستهدفت المدفعية اطراف حولا بعدد من القذائف، وطاول القصف اطراف منطقة خلة بيناس ووادي السلوقي.
في المقابل، اعلن الحزب انه “استهدف موقع بركة ريشا كما استهدف تجمعًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة أدميت وموقع السماقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا .
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه “لا يوجد حل كامل لما يحصل في قطاع غزة وعلينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان”. وأضاف: “لا نرغب في الوصول إلى حرب في الشمال ونريد إعادة مواطنينا إلى هناك بأمان”. وختم: “الحزب ولبنان سيدفعان ثمناً باهظاً في حال تدهور الأوضاع”.وفي سياق متصل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية أن إسرائيل تتحضر لحرب مع “الحزب” مستدلة على ذلك بـ”طرود الغذاء”. وقالت القناة إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحضير طرود غذاء لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، في حال اندلعت حرب مع “الحزب”.
********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تعلن الاستعداد لتدهور الوضع على الحدود مع لبنان
“الحزب” يرفض طلباً أميركياً بالانسحاب وميقاتي يؤازره: “حرب غزة أولاً”
ما أوردته وكالة «رويترز» أمس عن رفض «الحزب» أفكاراً أولية من واشنطن لتهدئة القتال مع إسرائيل تضمّنت سحب مقاتليه بعيداً عن الحدود الجنوبية مسافة 7 كليومترات، أعطى دليلاً جديداً الى من يعود قرار الحرب والسلم في لبنان. وتزامن النبأ مع صدور بيان عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ردّ فيه على ما وصفه بـ»حملة سياسية وإعلامية على الحكومة، وعلى دولة الرئيس شخصياً، على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء». وخلاصة الموقف الذي عاود البيان تبنّيه هو أنّ «وقف إطلاق النار في غزة يساهم في إبقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة». وللتذكير، فإنّ بيان المكتب الإعلامي يشير تحديداً الى جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي، والى الكلام الذي أذيع على لسان ميقاتي بعد الجلسة، وقوله إنه «أبلغ جميع الموفدين أنّ الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي. وانطلاقاً من عروبتنا ومبادئنا، نطالب بأن يصار في أسرع وقت ممكن الى وقف إطلاق النار في غزة، بالتوازي مع وقف اطلاق نار جدي في لبنان».
وفي هذا السياق، أكدت «رويترز» أنّ موقف «الحزب» الرافض للمبادرة الأميركية، هو موقف ميقاتي الذي تبنّى ما ذهب إليه علناً الأمين العام لـ»الحزب» حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه في تشرين الثاني الماضي. وفي هذا السياق قالت الوكالة إنّ «موقف «الحزب» هو مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى التوصل لوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة».
وقال مسؤول لبناني كبير مطلع على توجهات «الحزب» إنّه «مستعد للاستماع»، لكنه يعتبر أنّ الأفكار التي قدمها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي «غير واقعية».
وكشفت ثلاثة مصادر لبنانية ومسؤول أميركي أنّ أحد الاقتراحات التي طرحت الأسبوع الماضي «هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل لتنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة». وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إنّ اقتراحاً نقل أيضاً لـ»الحزب» بأن يبتعد مقاتلوه مسافة سبعة كيلومترات عن الحدود. ولفت المسؤولون اللبنانيون والديبلوماسي الى أنّ «الحزب» رفض الفكرتين ووصفهما بأنهما «غير واقعيتين».
كما كشف المسؤولون اللبنانيون الثلاثة أنّ «الحزب» ألمح إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحاً على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء في شأن المناطق الحدودية محل النزاع، وهو احتمال أشار إليه قيادي في «الحزب» في خطاب ألقاه هذا الشهر.
وقال مسؤول كبير في «الحزب» لـ»رويترز»: «بعد الحرب على غزة، نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة»، لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات محدّدة.
على صعيد متصل، ألمح ميقاتي الى أنه كان على علم بالاقتراحات التي حملها هوكشتاين الى لبنان قبل أيام. وهو صرّح في المقابلة التي أجرتها معه قناة «الحدث» على هامش منتدى دافوس في سويسرا: «انا متأكد من المبادرة الأميركية ومن شروطها التي لم تعلن حتى الآن، ولكن نقلت الينا، والى الرئيس نبيه بري. نحن على استعداد للاستمرار في التفاوض للوصول الى حل ديبلوماسي عبر تطبيق القرار1701 وضمان السلم لأهالي شمال إسرائيل ولأهالي الجنوب اللبناني. لا يمكن إعلان تفاصيل المبادرة الأميركية، لأنها تأخذ دورها الديبلوماسي ولا أريد الافصاح عنها في الوقت الحاضر، وإن شاء الله ستنجح». لكن ما حصل فعلاً، أنّ «الحزب» أطاح المبادرة وسط صمت ميقاتي المطبق على ذلك.
في المقابل، على الجانب الإسرائيلي قال وزير الدفاع يوآف غالانت: «علينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان»، مشدداً على «أنّ «الحزب» ولبنان سيدفعان ثمناً باهظاً إذا تدهورت الأوضاع في الشمال». لكنه استدرك: «نفضل تسوية سياسية تسمح بعودة السكان الى الشمال».
ووفق بيان صدر عن مكتب الوزير الإسرائيلي أمس أنّه أجرى «تقييماً للأوضاع المدنية، وركّز على جاهزية الجبهة الشمالية، لاحتمال توسيع الحملة العسكرية، وعلى سير عملية إعادة السكان إلى منازلهم». وخلص البيان الى أنّ «اسرائيل يجب أن تكون مستعدّة لتدهور الوضع الأمني في الشمال»، وذلك في ظلّ تواصُل التصعيد التدريجيّ على الحدود مع «الحزب».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ميقاتي يستغرب «الحملات» ضده
أكد وقوف لبنان إلى جانب العراق ضد القصف الإيراني
استغرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، «الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة»، على خلفية موقف أدلى به في جلسة الحكومة الأخيرة حول الحرب في غزة، رأت فيه المعارضة «تبنياً لموقف (الحزب)». وطالب «الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد»، معتبراً أن «المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها»، وأنه «ليس في حاجة إلى شهادة حسن سلوك من أحد».
وجاء موقف ميقاتي بعد سلسلة من الانتقادات لموقفه في جلسة الحكومة الأخيرة، قال فيه إنه أبلغ جميع الموفدين الدوليين أن «الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي».
ورأى ميقاتي، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، الخميس، أن «الحملة السياسية والإعلامية على الحكومة وعلى ميقاتي شخصياً قبل أيام قليلة… تجاهل مطلقوها مسألة أساسية وهي أن الموقف المعلن له كان أبلغه لجميع المعنيين خلال الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل إلى وقف إطلاق النار، ومن ثم العودة إلى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الأولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وهو موقف ومطلب عربي موحّد»، فضلاً عن أنه «حذّر من انعكاسات الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية على لبنان».
وإذ ذكّر بمواقفه المتكررة خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، وخلاصتها أن وقف إطلاق النار في غزة يساهم في إبقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة، وتعبيره عن خشيته من «فوضى أمنية في المنطقة في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة»، وتأكيده أن لبنان «يحترم كل القرارات الدولية من اتفاق الهدنة عام 1949 وصولاً إلى القرار 1701»، أكد ميقاتي أن ما قاله «يندرج في سياق موقف متكامل واضح المقصد والرؤية»، مشيراً إلى أن «أي اجتزاء أو تشويه لهذا الموقف لا يلغي الحقيقة الثابتة بأن مدخل الحل لكل أزمات المنطقة، هو في ارساء الحل العادل للقضية الفلسطينية». وأضاف: «ما نشهده من توترات متنقلة بين الأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان والبحر الأحمر وغيرها من الأماكن، يؤكد صوابية ما حذر منه دولته على الدوام ومطالبته بشمولية الحل لكل الأزمات».
واستغرب ميقاتي «الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة»، وطالب «الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، أو رهانات خاطئة». وقال مكتبه الإعلامي في البيان إن ميقاتي «يدعو جميع القيادات اللبنانية إلى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة، والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها، كما يدعو من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير أمور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، إلى القيام بواجبهم الأساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً إلى المعالجات الجذرية المطلوبة»، معتبراً أن «ما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكررة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئاً».
واعتبر بيان مكتب ميقاتي أن «المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، ودولته ليس في حاجة إلى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام إلى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً»، مضيفاً أن كل التجارب الماضية «أثبتت صوابية موقفه الداعي إلى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية بعيداً عن المزايدات».
وكان ميقاتي أكد «الوقوف المطلق إلى جانب أي دولة عربية ضد أي اعتداء تتعرض له»، وقال: «نحن نقف إلى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرض له إقليم كردستان العراق»، وذلك خلال لقائه بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب حيث تطرق البحث بينهما إلى نتائج اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد الأربعاء، والبيان الصادر عن الاجتماع.
****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
سفراء الخماسيّة ينسقون.. وجبهة الجنوب امام «أسابيع حرجة»
الواقع اللبناني على مفترق مصيري؛ حاضره قلقٌ وخوفٌ مستوطنان في نفوس اللبنانيين، ومستقبله غيوم سوداء، وأصل البلاء فيه سياسة قاحلة، واهلها اكلوا بهذا البلد، وشلّوه وسدّوا أفقه، وأفقدوه حتّى الحدّ الأدنى من مناعة تقيه من مصائب وأهوال بركان النار الذي يتحرّك تحت المنطقة بأسرها.
في هذا الواقع المشتّت، لا وجود لخبر يثلجُ قلوب اللبنانيين، بل إفلاس على كلّ المستويات، واما الفضيحة الكبرى فتتبدّى في مكوّنات السياسة القاحلة، التي نحّتها تطورات المنطقة وركنتها في زاوية حجمها الطبيعي، وجهلها بما يجري حول هذا البلد، وما يُحضّر للمنطقة ولبنان. وتغطي إفلاسها بالتلطّي بمقولة “انا اتكلم اذن انا موجود”، تطلق من خلالها كلاماً مستهلكاً غير قابل للصرف، سوى على منابر التوتير الداخلي والسجالات الفارغة.
في هذا الواقع، باتت كل الايام متشابهة، والوقائع تستنسخ نفسها، بل تدور حول نفسها في المتاهة ذاتها. ولا باب مفتوحاً امام اي انفراج على اي مستوى. في هذا الواقع المقفل والعاجز سياسياً، بات المسلّم به أنّ الفرج، إنْ كان سيأتي، فمن الخارج، ولكن أيّ خارج مستعد فعلاً لأن يلتفت الى واقع لبنان، فيما بركان المنطقة يتحرّك؟
لا شيء في الأفق برغم كلّ ما يُقال عن مساعٍ ومبادرات خارجية حول لبنان لمساعدته في إنجاز ملفاته الداخلية وفي مقدّمها الملف الرئاسي، فلا شيء في الأفق حتى الآن، وما استخلصته “الجمهورية” من الأوساط السياسية المعنية، يؤكّد أنّ تلك الملفّات لا مكان لها في أجندة أولويات الدول في الوقت الراهن، فالأولوية هي لتطورات المنطقة وارتدادات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة”. وعلى ما يقول مسؤول كبير لـ”الجمهورية” رداً على سؤال عن المساعي والوساطات الخارجية لتحريك الملف الرئاسي: “لو كانت ثمّة مبادرات جدّية او كما سمعنا عاجلة، حول الملف الرئاسي، لكانت على الأقل ظهرت ملامحها او ممهداتها. وفي مطلق الاحوال، ليس علينا سوى ان ننتظر، ونحن جاهزون للتفاعل الإيجابي مع اي مبادرة اياً كان مصدرها”.
قراءة متشائمة
وتلفت في هذا السياق، قراءة متشائمة للصورة الرئاسية، حيث استبعد مصدر سياسي وسطي حصول انفراج رئاسي في المدى المنظور. وقال لـ”الجمهورية”: “أخشى أنّ الملف الرئاسي قد رُحِّل الى ما بعد الحرب، و”خلّي عباقرة التعطيل يفرحوا”. وحول المبادرات الخارجية وما حُكي عن زيارة محتملة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان قال: “انا اعرف السيد لودريان شخصياً، فهو شخص جدّي وصادق في مسعاه، وليس لديّ علم بأن كان سيأتي. ولكن الآن الأمر مختلف، حيث انّ كل الوقائع تؤكّد أنّ الخارج، كلّ الخارج بلا استثناء، لا فرق عنده الآن إنْ حُسم الملف الرئاسي أو لم يُحسم، وحتى ولو حصلت مبادرات جديدة تجاه لبنان، فإنّ كلّ ما يُراد من لبنان في هذا الوقت، هو تبريد الجبهة الجنوبية، وحمل “الحزب” على وقف عمليّاته ضدّ الجيش الاسرائيلي على الحدود، خوفاً من اتساع دائرة الحرب. وهذا ما اكّد عليه كل الموفدين آموس هوكشتاين وغيره، الذين زاروا لبنان. هم خائفون بالدرجة الاولى على اسرائيل وعلى مصالحهم”. واعرب المصدر عينه عن مخاوف كبيرة من اشتعال الجبهة الجنوبية، وقال: “أشعر أنّ الحرب قائمة وقد لا تتأخّر، ربما يعجّل بها خطأ في الحسابات او خطأ في صاروخ. ومن هنا، كنت وما زلت اؤكّد على “الحزب” الانتباه من الإنجرار الى حرب”. ورداً على سؤال قال: “المنطقة دخلت في مرحلة تحولات خطيرة، وعملية 7 تشرين الاول فتحت على واقع جديد، واضح من التطورات العسكرية والسياسية التي تحصل انّه سيستغرق بعض الوقت، ولكن في النهاية ستتأثر به كل دول المنطقة؛ اسرائيل وغيرها”.
الخماسية في بيروت في موازاة ذلك، وعشية ما تردّد عن اجتماع ستعقده مجموعة الدول الخماسية خلال الاسبوعين المقبلين، لإعادة اطلاق الحراك الرئاسي، علمت “الجمهورية” من مصادر ديبلوماسية موثوقة، “انّ السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بصدد التحضير لإجتماع قريب لسفراء الخماسية في بيروت تمهيداً لإجتماع مندوبيها على مستوى اعلى في عاصمة من عواصم اللجنة، سواءً باريس او الرياض او الدوحة او القاهرة، يكون تمهيدياً لعودة الموفد لودريان حاملاً توجّهات اللجنة المركزية”. واضافت المصادر: “انّ هذا الحراك المستجد يأتي لإعادة إحياء مسار الاستحقاق الرئاسي، بعدما طغى الوضع الاقليمي المتفجّر عليه، وعليه ستبني فرنسا حركتها بالتنسيق مع اركان الخماسية على محاولة فصل المسارين الرئاسي اللبناني عن الإقليمي، حتى لا تزداد تعقيدات الملفين اذا ما بقيا متصلين”. واشارت الى انّ مندوبي الخماسية؛ السعودي نزار العلولا، القطري محمد الخليفي او جاسم بن فهد، والفرنسي جان ايف لودريان، يعرفون الملف اللبناني تفصيلاً، وهم جاهزون للتحرّك مجدداً نحو بيروت بعد انتهاء اجتماع الخماسية، الذي لم يُحدّد زمانه ولا مكانه بعد، بإنتظار جوجلة بعض الافكار التي يتولاها السفراء في بيروت.
تنسيق سعودي – مصري – فرنسي وبالتزامن، برز تحرّك لافت لسفراء الخماسية في لبنان، حيث عُقد في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري امس، لقاء بينه وبين السفير الفرنسي، وبحسب المعلومات الموزعة فإنّ “الجانبين بحثا في أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة”. كما عقد السفير البخاري في دارته في اليرزة لقاءً مع السفير المصري علاء موسى. وناقش الجانبان “آخر تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الاراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظلّ المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
مسعد: لا اسم مشتركاً وفي سياق رئاسي متصل، ابلغ عضو “اللقاء النيابي المستقل” النائب شربل مسعد الى “الجمهورية” قوله: “انّ اللقاء يواصل لقاءاته اسبوعياً لبلورة تصور حول الاستحقاق الرئاسي عدا مناقشة القضايا التشريعية والقضايا النيابية المطروحة امام المجلس النيابي، بهدف التوصل الى قواسم مشتركة حول كل القضايا وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي. وفي الاسبوع المقبل، سيُعقد الاجتماع لدى النائب نعمة افرام لمتابعة البحث. والاتصالات يقوم بها النواب فرادى مع نواب آخرين لأنّ لكل نائب منا هامشاً للتحرك وخصوصيات”.
واضاف: “حتى الان، لا اسم مشتركاً بيننا، لكن هناك مواصفات مشتركة للرئيس العتيد، وإجماع على ضرورة عقد جلسات انتخاب مفتوحة لإنتخاب الرئيس وتطبيق الدستور، و”لبننة” الاستحقاق بدل انتظار المبادرات الخارجية التي لم تصل الى نتيجة حتى الآن. ولتأخذ اللعبة الديموقراطية الداخلية مجراها من دون انتظار إملاءات خارجية، في ظل المشكلات المعيشية والاقتصادية السياسية والاقليمية القائمة”.
اسابيع حرجة وفي وقت تواصلت فيه العمليّات الحربيّة على الجبهة الجنوبيّة، غلّبت تقديرات الخبراء والمحللين فرضية الحرب، وتقاطعت عند التحذير من اسابيع حرجة مفتوحة على كل الاحتمالات، ربطاً بالتهديدات الاسرائيلية، وآخرها ما صدر عن رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي من “أنّ احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي”. وفي هذا السياق، كشفت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية”، انّ تحذيرات نقلها سفير دولة اوروبية كبرى الى جهات لبنانية رسمية، من انّ “الحرب تقترب من لبنان”، منبّهاً ممّا سماها “المخاوف المتزايدة” من خروج الامور عن السيطرة”. وبحسب معلومات المصادر، فإنّ السفير المذكور، اشار الى “انّ المداخلات الاميركية والفرنسية حالت دون توسّع نطاق الحرب في اتجاه لبنان، فباريس بذلت جهوداً كبرى مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لمنع اندلاع مواجهة قاسية وواسعة بين اسرائيل و”الحزب”، وواشنطن، وهذا ليس سراً، مارست ضغوطاً كبيرة على اسرائيل وألزمتها بعدم فتح الحرب مع لبنان. ووزير الخارجية انتوني بلينكن في زيارته الاخيرة الى تل ابيب، انتزع من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو موافقته على عدم فتح الحرب، لكننا بدأنا نشهد تصاعداً خطيراً، وتهديدات واستعدادات للمواجهة من جانب “الحزب” واسرائيل”.
الميدان العسكري ميدانياً، عاشت منطقة الحدود الجنوبية يوماً شديد التوتر على امتداد الخط الحدودي، وسط غارات اسرائيلية مكثفة وقصف مدفعي مكثف على البلدات الجنوبية، فيما صعّد “الحزب” من عملياته منّفذاً سلسلة من الهجومات على العديد من مواقع وتجمعات الجيش الاسرائيلي. في الموازاة، توالت التهديدات الاسرائيلية، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنّه “لا يوجد حل كامل لما يحصل في قطاع غزة، وعلينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان”. وأضاف في تصريح: “لا نرغب في الوصول إلى حرب في الشمال ونريد إعادة مواطنينا إلى هناك بأمان”. وقال: “الحزب ولبنان سيدفعان ثمناً باهظاً في حال تدهور الأوضاع”. وفي سياق متصل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، أنّ إسرائيل تتحضّر لحرب مع “الحزب”، مستدلة على ذلك بـ”طرود الغذاء”. وقالت القناة: “إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحضير طرود غذاء لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، في حال اندلعت حرب مع “الحزب”. الى ذلك، عَكَس الاعلام الاسرائيلي ما سمّاها “حالة إحباط لدى الجيش والمستوطنين”. ونقل عن رئيس موشاف “مرجليوت” عند الحدود مع لبنان: “قبل ثلاثة أيام، قُتل اثنان من عائلة أيالون في موشاف “يوفال” بصواريخ “الحزب”، لكن الجيش “الإسرائيلي” لم يقرّر بعد كيفية الردّ، إما أنّه لا يريد الردّ أو أنّه يخشى الردّ، لن نعود إلى الشمال الضعيف وعلى رأسه “الحزب”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “أنّ ضابطاً من الاحتياط في الجيش الإسرائيلي اختار البقاء في مركز اللواء بعد انتهاء خدمته عند الحدود مع غزة، ورفض العودة إلى مستوطنته “المطلة” لأنّه لا يوجد منزل للعودة إليه”. اما رئيس رئيس مجلس مستوطنة المطلة عند الحدود مع لبنان، فقال: “بدلاً من أن يكون لدينا مزارعون وسُياح، يبدو أنّهم يريدون منا أن نعود ولن يكون هنا سوى الجيش الإسرائيلي، شعرنا بخيبة أمل كبيرة تجاه بنيامين نتنياهو”. اضاف: “عند الحدود مع لبنان، كل يوم نفقد البيوت في المطلة ولا أحد يفعل شيئاً، 7 عائلات إسرائيلية أخذت كل أغراضها وغادرت المستوطنة بشكل نهائي”. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية انّ الخسائر المالية في المجال الزراعي عند الحدود مع لبنان تقدّر بنحو 500 مليون شيكل بسبب المعارك هناك. وأي منطقة في الجليل مكشوفة ويراقبها الجانب اللبناني لا تتمّ زراعتها.
الحزب يرفض افكاراً في سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين لبنانيين قولهم، إنّ “الحزب رفض أفكارًا أولية من الولايات المتحدة الأميركية لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدًا من الحدود، لكن الحزب لا يزال منفتحًا على الدبلوماسية لتجنّب خوض حرب شاملة.
وقال مسؤول لبناني كبير مطلع على تفكير الحزب: “الحزب مستعد للاستماع”، لكنه أكّد في الوقت نفسه أنّ الحزب اعتبر الأفكار التي قدّمها هوكشتاين خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي غير واقعية. وعلى الرغم من الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها “الحزب” دعماً لغزة، قال مسؤول لبناني ومصدر أمني، إنّ انفتاح “الحزب” على التواصل الدبلوماسي يشير إلى رغبته في تجنّب حرب أوسع.. وكشفت ثلاثة مصادر لبنانيّة ومسؤول أميركيّ “أنّ أحد الاقتراحات التي تمّ طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة”. وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إنّ اقتراحاً نُقل أيضاً لـ”الحزب” بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة 7 كيلومترات عن الحدود. ولفت المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي الى أنّ “الحزب” رفض الفكرتين ووصفهما بأنّهما غير واقعيتين. ورغم ذلك، كشف المسؤولون اللبنانيون الثلاثة، أنّ “الحزب” ألمح إلى أنّه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحاً على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع”. وقال مسؤول كبير في “الحزب” لـ”رويترز” طالباً عدم الكشف عن هويته: “بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة”، لكنه لم يتطرّق إلى اقتراحات بعينها.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي ردّاً على سؤال من “رويترز”: إنّ هناك “فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة” لدفع الحزب بعيداً من الحدود.
ميقاتي يردّ في جانب سياسي آخر، ردّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في بيان لمكتبه الاعلامي على “الحملة السياسية والإعلامية على الحكومة وعلى الرئيس ميقاتي، على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء، (حول غزة والجنوب والقرار 1701). وتراوحت الاتهامات كالعادة بين تجيير الخيار الاستراتيجي للدولة لأطراف داخلية وخارجية، أو الحديث عن انقلاب على اتفاق الطائف أو رهن لبنان لمحاور خارجية، وما شابه ذلك من اتهامات أيضا”. وجاء في البيان: “انّ الرئيس ميقاتي إذ يستغرب الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة، يطالب الاطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيّرات ما، أو رهانات خاطئة. كما يدعو كل القيادات اللبنانية إلى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها. ويدعو ايضاً من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير امور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً الى المعالجات الجذرية المطلوبة، وما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكرّرة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئا”.
واشار البيان الى انّ ميقاتي “يعتبر أنّ المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، وهو ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام الى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً. وأثبتت كل التجارب الماضية صوابية موقفه الداعي الى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية، بعيداً من المزايدات”.
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تهديدات «عضِّ الأصابع» جنوباً لم تُسقط خيار الدبلوماسية
بخاري يبدأ المشاورات مع سفراء الخماسية.. ودريان يطالب المجلس النيابي بالتعاون
لم تقتصر التوترات الكبرى على البحرين الاحمر والمتوسط، على بل ضربت آسيا الاسلامية الوسطى، من الغرب الى الشرق، عبر التوتر غير المسبوق بين ايران وباكستان، مما جعل الدول الكبرى كالصين وروسيا الاتحادية وحتى الولايات المتحدة الاميركية تخشى من التداعيات، الناجمة عن عامل خطير واحد وهو التعنت الاسرائيلي بمواصلة الحرب المسعورة على غزة، والتي تدخل اليوم الرابع بعد المائة، مع تهديدات اسرائيلية متصاعدة ضد لبنان والحزب، والايحاء بأن خيار توسيع الحرب على الطاولة، وفقا لوزير الدفاع الاسرائيلي.
ولم يخفِ وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت تهديداته المتكررة من الاعلان ان جيشه قد يضطر الى حرب مع الحزب.
وشدد على «الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الامني تجاه الحزب»، الى حملة واسعة النطاق وعلى سلامة المخيمات وسبل الحفاظ على سير الاقتصاد في حالة التصعيد.
واشار الى أن «الجيش الاسرائيلي يفضل التوصل الى تسوية سياسية تسمح لمستوطني الشمال بالعودة الى منازلهم بعد تغير الوضع الامني على الحدود، تعزز الاستعداد الصهيوني لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية».
بالمقابل ، رحبت أوساط لبنانية بما نسب الى مسؤولين لبنانيين من ان الحزب لا يزال منفتحا على الدبلوماسية لتجنب حزب شاملة، لكنه يرفض ما حمل الموفد آموس هوكشتاين من طلب من الحزب سحب قواته 7 كلم على الحدود الجنوبية، ليتاح المجال لسكان مستوطنات الشمال بالعودة الى منازلهم.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ايلون ليفي ان «هناك فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة» لدفع الحزب بعيدا عن الحدود.
ميقاتي يرد
على وقع التوترات والتهديدات هذه خرج الرئيس نجيب ميقاتي العائد من دافوس عن صمته، ورد على من انتقدوه على خلفية ما أعلنه في مجلس الوزراء الاخير لجهة ربط وضع الجنوب بما يجري في غزة، وما استتبع ذلك من انتقادات وحملات، بدأتها الاحزاب المسيحية ولم تقتصر عليها».
فقرّر رد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على ما وصفه «حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعليه شخصياً»، على خلفية الموقف الاخير الذي اعلنه في آخر جلسة لمجلس الوزراء. وذكر ان الرئيس ميقاتي طالب الدول الفاعلة والمؤثرة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي. طالبا المنتقدين بتقديم حلول عملية، وهو ليس بحاجة الى شهادة حُسن سلوك من أحد.
وكان الرئيس ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وبحث معه في البيان الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
واكد ميقاتي «الوقوف المطلق الى جانب اي دولة عربية ضد اي اعتداء تتعرض لها، وقال: نقف الى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرض له اقليم كردستان العراق».
سجالات أيضاً خلال مناقشة الموازنة
ولم تستبعد مصادر نيابية من اندلاع سجالات في الاوراق الواردة، عندما تعقد الجلسات النيابية لمناقشة واقرار موازنة العام 2024 والمرجح انعقادها الخميس او في الاسبوع الذي يليه، وهو الاخير من شهر ك2 الجاري، لا سيما لجهة الحملة على الحكومة، وانتقاد الاشتباكات الجارية في الجنوب.
رئاسياً، أكد النائب غسان سكاف في حديث لـ «اللواء» أن مسعاه الجديد يحمل عنوان «مبادرة تخفيض السقوف»، وأنه باشر لقاءاته مع القيادات اللبنانية ويستكملها، داعيا الجميع إلى النزول عن الشجرة والوصول إلى اتفاق معين وعدم انتظار الخارج ونهاية حرب غزة والاقليم وربط الرئاسة بالمجهول، معلنا أن موقعه المستقل دفعه إلى إجراء تشاور مع الكتل النيابية وتقريب وجهات النظر لإنتاج رئيس للبلاد سريعا لأن خطوة انتخاب رئيس الجمهورية ضرورية سواء اتجهت البلاد إلى الحرب أو الى المفاوضات.
وكرر النائب سكاف القول انه لا يجوز انتظار تطورات جديدة والمبادرة سريعا إلى انتخاب رئيس الجمهورية وذلك قبل أن تهب رياح إقليمية وأشار إلى أنه «لا يمكن فصل الحراك الخارجي في ملف الرئاسة عن المساعي الداخلية وإن هذه المساعي تتم بالتوازي مع الخارج».
وتحدث سكاف عن تنسيق مع هذه اللجنة ومع الفرقاء في الداخل وإن الأطراف المعنية هي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والقوات ومعلوم أن التقاطع بين الثنائي المسيحي أدى إلى ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، أما المقاربة الجديدة فتقوم على طرح أسماء على الثنائي الشيعي ويمكن استنتاج مع اللجنة الخماسية مجموعة من الأسماء التي تلقى التأييد فيتم طرحها على الثنائي المسيحي، واذا تم التوصل إلى اسم معين يمكن التوجه إلى مجلس النواب وطرح الاسم مع الأسماء المتداولة الأخرى ، وتعقد بعد ذلك جلسة انتخاب ودورات متتالية في مجلس النواب كي تمنح الفرصة للمرشحين.
ورفض الاتيان برئيس تحد لأي فريق أو أن يملي الخارج علينا أي رئيس، فالتحرك يبدأ داخليا ومن ثم نذهب إلى اللجنة الخماسية.
وفي الإطار الدبلوماسي، استقبل السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في مقر اقامته في اليرزة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وتركز البحث على الجمود المبذولة لتحقيق الانتخابات الرئاسية، بوصفها السبيل لاخراج لبنان من ازماته.
بعد ذلك، زار السفير بخاري سفير مصر في لبنان علاء موسى للتنسيق في المواقف تجاه لبنان، والتحضير الجيد للاجتماع المقبل للجنة الخماسية.
دريان لعدم إضاعة فرصة اللجنة الخماسية
وفي الدوحة، التقى المفتي الشيخ عبد اللطيف الدريان وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي الوضع في لبنان والمنطقة.
واشار دريان ان ما تقوم به اللجنة الخماسية بخصوص لبنان خارطة طريق يبنى عليها وعلينا عدم اضاعة الفرصة، موضحا ان خلافات بين اللبنانيين، بل تباين في وجهات النظر، رافضا المزايدات، وداعيا الى الوحدة الوطنية.
الى الاضراب الثلاثاء
تربوياً، اعلنت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة الاضراب الثلاثاء المقبل احتجاجا على تراجع اصحاب المدارس عن الاتفاق الذي تم برعاية وزير التربية، وقضى باعطاء الاساتذة المتقاعدين، ما لا يقل عن 6 اضعاف اسوة بالاساتذة في القطاع العام.
الوضع الميداني
اللافت ميدانياً، كان الغارة بمسيَّرة اسرائيلية على بلدة كوكبا، من دون تحقيق اية اصابات، وهي المرة الاولى التي يستهدف فيها سوق الخان منذ اندلاع الاشتباكات.
واعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا موقع الراهب بالاسلحة المناسبة، كما استخدمت موقع السماقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك تم استهداف تجمع لجنود الاحتلال في محيط ثكنة ادميت بالاسلحة الصاروخية.
بدوره، لم يسلِّم الطيران المعادي القرى الحدودية من رأس الناقورة الى الاطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل ومنطقة هور والعزية في دير ميماس.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
«عقم» دبلوماسي يطيل عمر الحرب والمنطقة «برميل بارود» قابل للانفجار
تصاعد التهديدات «الاسرائيلية» وتحذير غربي من خطر الانقسامات في «ااسرائيل»
بلينكن يبلغ ميقاتي افكارا عقيمة: المطلوب من الحزب خطوات «حسن نية»! – ابراهيم ناصرالدين
يوم جديد من الحرب المفتوحة على كافة الاحتمالات على الحدود الجنوبية التي تحولت الى مازق استراتيجي لدولة الاحتلال الاسرائيلي. ويوم جديد من التهويل تولاه بالامس وزير الحرب يوآف غالنت ووزير الامن القومي ايتمار بن غفير. ويوم جديد من التحذيرات الغربية وصلت الى بيروت من احتمال اندلاع مواجهة مفتوحة في ظل تخبط مقلق على مستوى اتخاذ القرار داخل حكومة الحرب في تل ابيب. ويوم جديد من النصائح «البلهاء» بضرورة اقناع الحزب بوقف اطلاق النار من جبهة لبنان بذريعة ان حرب غزة طويلة ولا جدوى من الاستمرار بحرب الاستنزاف على الحدود الجنوبية. ويوم جديد سمع خلاله «الوسطاء» الكلام نفسه من قيادة المقاومة، «لا كلام الا بعد وقف العداون». لا جديد اذا، انها المراوحة القاتلة والدموية في المنطقة حيث تتزاحم على ارضها، ومياهها، واجواءها، المقاتلات الحربية، والصواريخ ، والقذائف، وباتت «برميل بارود» قابل للاشتعال في اي لحظة في ظل الدعم الاميركي والغربي المفضوح للمذبحة المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المقبلة على انفجار كبير، وفي ظل اصرار مريب على معالجة النتائج لا الاسباب. اما في لبنان، فنقاش من نوع آخر، بعد ان رد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على الحملة المبرمجة التي استهدفته وهاجمت مواقفه الاخيرة التي اشاد بها «بعقلانية» الحزب، واصراره على ان المشكلة تبدأ بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، ووفقا لمصادر معارضة، فان هذه الانتقادات ليست الا انعكاسا لموقف اميركي «ممتعض» من مواقف رئيس الحكومة والذي سيتبلغ من السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون «رسالة» دبلوماسية قاسية على مضمون كلامه الاسبوع المقبل، علما ان اجواء رئيس الحكومة تتحدث عن «رضى» اميركي على مواقفه سبق وسمعه في «دافوس» من قبل وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن. الخلاصة، ان المساعي الدبلوماسية لمنع توسع الحرب نحو مناطقة اخرى في المنطقة، لم تنجح بعد، والامور مفتوحة على كافة الاحتمالات»وكل يوم بيومه».
«رسالة» من بلينكن
في هذا الوقت، كشفت مصادر مطلعة ان آخر «الرسائل» الاميركية للحزب وصلت عبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي التقى وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في «دافوس»، حيث اقترح رئيس الدبلوماسية الاميركية ان يقوم الحزب بخطوات «حسن نية» على الحدود، دون ان يحدد مقاصده عمليا؟! في مقابل خفض التصعيد تدريجيا، وذلك تلافيا لخروج الامور عن السيطرة، بانتظار ان تعد الحكومة اللبنانية نحو10 الاف جندي لنشرهم على الحدود بعد وقف الحرب، على ان تتولى واشنطن تقديم الدعم لهذه القوة مع الشركاء الاوروبيين.
الحزب والافكار الاميركية
وفي هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول لبناني تاكيده رفض الحزب أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليها بعيدا عن الحدود ونقلت عن مسؤول لبناني كبير قوله ان الحزب مستعد للاستماع لكنه يعتبر الأفكار الاميركية غير واقعية. ولا حديث قبل وقف النار في غزة. ورغم ذلك قال مسؤولون لبنانيون إن الحزب ألمح إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحا على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع.
في هذا الوقت، لفتت مصادر دبلوماسية غربية، الى ان القلق الجدي راهنا يرتبط بالانقسام داخل حكومة الحرب في اسرائيل ما يمكن ان يؤدي الى خيارات خاطئة على الحدود اللبنانية، فإسرائيل دخلت فترة مراوحة بسبب عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ القرارات ولم يعد قادراً على المناورة بسبب ضغط بن غفير وسموتريتش. ولا يريد أن يفقدهما بعد الحرب، ولا يمكنه اتخاذ القرارات لأنه مقيد ومحصور سياسياً.
وهو يمتنع عن البحث في مسائل استراتيجية لها تأثير على الحرب في غزة وعلى الوضع الأمني في الضفة ولا يجري اي مداولات عن إعادة السكان في الشمال أو في الجنوب، ولا مداولات مع اعضاء الحكومة حول ما العمل مع الحزب في لبنان. فيما وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن مقتنعون بوجوب اتخاذ قرارات في هذه المواضيع، لكن نتنياهو يرفض ذلك.والقلق ان يتبنى افكار وزراء اليمين المتطرفين.
«تهويل» اسرائيلي
وبعد ساعات على تهديدات رئيس الاركان هارتسي هاليفي، دعا وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالنت الى الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، وقال» لا نرغب في الوصول إلى حرب في الشمال ونريد إعادة مواطنينا إلى هناك بأمان، لكن الحزب ولبنان سيدفعان ثمناً باهظاً في حال تدهور الأوضاع. وفي سياق متصل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تتحضر لحرب مع الحزب، مستدلة على ذلك بـ»طرود الغذاء، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحضير طرود غذاء لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، في حال اندلعت حرب مع الحزب.
من جهته، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إنه لا مفر من بدء حرب حقيقية، إذ من الواضح أن كل تسليح الحزب هو فقط للتحضير للهجوم علينا، وأضاف بن غفير في مقابلة مع القناة السابعة، في لبنان، هناك حاجة إلى هجوم وقائي ضد الحزب، ولن تساعد أي تسوية سياسية، واقر بان الحرب في الشمال يمكن أن تكون الأكثر إيلاما، لكن يجب ألا نترك المهمة للجيل القادم من أطفالنا.
الخيارات الاسرائيلية
من جهته، علق موقع ستراتفور الاستخباراتي الاميركي على تصاعد وتيرة المواجهة على الحدود، قائلا،إنه بالرغم من أن الغزو الشامل للبنان أمر غير مرجح، فإن إسرائيل تدرس اتخاذ تدابير تصعيدية الأسابيع المقبلة تنطوي على عمل أقوى ضد الحزب داخل لبنان، مما قد يؤدي الى خطر نشوب حرب متعددة الجبهات وطويلة الأمد.
ولفت الموقع الاستخباري الأميركي إلى ان وزارة الصحة الإسرائيلية، ابلغت المستشفيات في شمال إسرائيل الاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الضحايا، والتخطيط لاحتمال انقطاع الإمدادات الطبية في حالة وقوع هجوم واسع ضد الحزب.ووفقا للسيناريوهات المفترضة، إذا فشلت الإستراتيجية العسكرية الحالية في إقامة منطقة عازلة قابلة للاستمرار، فمن المرجح أن تصعد إسرائيل هجماتها الأكبر على البنية التحتية العسكرية للحزب لزيادة الضغط عليها، بما في ذلك استخدام غارات برية متواصلة وضربات أعمق خارج المنطقة الحدودية الجنوبية. وإذا فشلت هذه الهجمات الأوسع نطاقا، فسوف تستخدم إسرائيل التوغلات البرية على مستوى الكتائب لتطهير والسيطرة على بعض المناطق في جنوب لبنان .وأضاف الموقع الأميركي أن الخيار الاخير لدى إسرائيل يبقى خيار تكرار الغزو الشامل بمجرد انتهاء العمليات القتالية في غزة، لكن خطر الدخول المباشر لايران ضد إسرائيل يجعل هذا الأمر غير مرجح. الا إذا حصلت على دعم دبلوماسي كامل من الولايات المتحدة، وأكملت أهدافها العسكرية الرئيسية في غزة، وكان لديها وحدة سياسية داخلية ودعم للعملية.
«عقم» الاستراتيجية الاميركية
وفي اشارة الى «عقم» الاستراتيجية الاميركية التي قد تسبب باشتعال المنطقة ، قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان العقل يقول إنه لولا انضمام الحزب والح.و.ث.ي.ي.ن لهذا «الاحتفال» لما كان وزير الخارجية الأميركي يقضي وقته في جلسات الكابينت في تل أبيب وفي رحلات مكوكية بين لبنان وقطر.الإدارة الأميركية بدأت تدرك، سواء أعجبها هذا الأمر أم لا، بأن الولايات المتحدة طرف كامل في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. والتصعيد على الحدود الشمالية وفي البحر الأحمر ذكّر الأميركيين بأن المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين ليست مجرد زكام مزمن. ولفتت الصحيفة الى ان خطة أميركا لنقل قطاع غزة إلى يد سلطة فلسطينية «محدثة» هي خطة ملتوية قادمة في الطريق إلى مزبلة تصورات خاطئة للولايات المتحدة. منع كارثة 7 تشرين الأول والتدهور إلى حرب إقليمية، يمر عبر الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية، المبادرة التي تنتظر الطرف الأميركي منذ كارثة 11 أيلول.
لا حراك دبلوماسي جدي
وفيما، شهدت الساحة الداخلية حركة «رئاسية» و»عسكرية»، منها الدبلوماسي السعودي –الفرنسي والسعودي- المصري ومنها المخابراتي القبرصي- اللبناني. وفي انتظار اجتماع مجموعة الدول الخماسية المتوقع خلال اسبوعين، لفتت مصادر سياسية بارزة الى ان تزخيم كل من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية وقطر نشاطها واتصالاتها قبل الاجتماع الخماسي لا جدوى منه وحركة «دون بركة» لان منع الانزلاق الى حرب شاملة يبدا بوقف الحرب على غزة، ولا امل في اختراق في الملف الرئاسي في ظل الحرب الدائرة، وهو امر يدركه الاميركيون جيدا وبالتالي فان ربط مصير الجبهة اللبنانية بجبهات المنطقة بات امرا واقعا، وليس لدى الخماسية اي مبادرة مشتركة جديدة يمكن ان تخرج لبنان من النفق الحالي. وكل ما يحكى عن حراك تضييع للوقت «ولعب» في الوقت الضائع.
ميقاتي يهاجم منتقديه
وردا على الحملة السياسية والاعلامية الممنهجة على الحكومة وعلى رئيس الحكومة شخصيا، رد مكتب ميقاتي بالتاكيد أن الموقف المعلن لدولة الرئيس كان أبلغه لجميع المعنيين في خلال الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الاولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.. ودعا ميقاتي جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها . أن المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، ودولته ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد.
الاعتداءات مستمرة جنوبا
ميدانيا، قصفت مسيّرة اسرائيلية سيارة في سوق الخان قرب كوكبا امس، وأطلقت مسيرّة اسرائيلية صاروخًا على حديقة منزل وسط البلدة، مخلفة أضرارا جسيمة في المنزل دون وقوع إصابات. وسقطت قذيفة بين المنازل في بلدة حولا مفرق حي المرج. وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على أطراف رب الثلاثين- الطيبة واطراف العديسة لجهة تلة العويضة. واستهدف القصف المدفعي من مستعمرة المطلة ، وسط سهل مرجعيون ومحيط حمامص وكفركلا. واستهدفت قذيفة فوسفورية طريق الطوايل في بلدة برج الملوك. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثانية الا ربعا غارة مستهدفة محلة سمخيا في بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل بصاروخين جو- ارض . وتعرضت اطراف بلدة مروحين وجبل بلاط واطراف بلدتي يارين والضهيرة لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وشن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة العديسة، واخرى على بلدة رب ثلاثين قضاء مرجعيون. واستهدفت المدفعية الاطراف الجنوبية الغربية لبلدة ميس الجبل، كما سقطت ثلاث قذائف مدفعية قرب قلعة دوبيه بين بلدتي شقرا وتعرض سهل مرجعيون لقصف لمدفعي. في المقابل، اعلن الحزب انه استهدف موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة. واعلن ايضا انه استهدف «تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة أدميت بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيه إصابات مباشرة.
المدارس والعودة الى الاضراب؟
تربويا، عودة على بدء، مع اعلان المجلس التنفيذي للنقابة البدء بالاضراب اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل المقبل، بعد اعتذار اتحاد المؤسسات التربوية عن الحضور الى اجتماع بالامس من دون أيّ تبريراحترامًا لموقفهم والتزامهم أمام الوزير والعائلة التربوية والرأي العام، وإزاء ما تقدّم، اعلن المجلس التنفيذي الإضراب ابتداءً من يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني 2024 في جميع المدارس الخاصة في لبنان في حال لم تتراجع المؤسّسات عن قرارها قبل هذا التاريخ وإفساحًا في المجال للمبادرات التي يقوم بها وزير التربية القاضي عباس الحلبي ، وذلك اعتراضًا على المسار الذي تنتهجه هذه المؤسسات في الاستمرار بحرمان أكثر من 4000 أستاذ متقاعد من لقمة العيش، وتركهم لمصيرهم بتقاضي مليونين وثلاثة ملايين ليرة في الشهر، كراتب تقاعدي، بعد ٤٠ سنة من التفاني في خدمة التربية والتعليم. وإنّ ما حصل يؤكد أنّ المؤسسات التربوية لا تريد أي حلّ لموضوع الأساتذة المتقاعدين.
وأشارت المعلومات الى ان اتحاد المدارس الخاصة لم يحضر الاجتماع الذي كان متفقاً عليه اليوم مع نقابة الأساتذة في التعليم الخاص والذي كان من المنوي في خلاله التوقيع على البروتوكول الذي اتفق عليه في الاجتماع التربوي الأخير في وزارة التربية. من جهته، بررت المدارس الخاصة عدم حضور الاجتماع ببيان قالت فيه، ان ميثاق الشرف يحتاج الى المزيد من الوقت لاستكمال دراسته.!
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
اشتعال الجبهات من غزة الى الجنوب الى البحر الاحمر وأربيل وإيران وباكستان
في اليوم الـ104 من الحرب على غزة، شهدت جباليا شمالي القطاع اشتباكات بين عناصر القسام والقوات الإسرائليية، كما “دارت معارك ضارية في خان يونس جنوبا.
وبينما أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 163 فلسطينيا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 24620، فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي المبنى الرئيسي لجامعة “الإسراء” جنوب مدينة غزة، بعد نحو 70 يوما من اقتحامه”.
ميدانيا أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س)، أنها أوقعت عشرات الجنود الإسرائيليين (٣٠ جنديا) قتلى وجرحى في كمائن عدة ودمرت آليات، في وقت دارت فيه اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في عدة محاور من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
كما استهدف مقاتلوها قوة إسرائيلية متمركزة بأحد المنازل شرق خان يونس بقذيفة مضادة للتحصينات وأوقعوا 5 من أفرادها قتلى، بحسب ما ورد في بيان منفصل.
وفي عمليات أخرى متزامنة بخان يونس، استهدفت الكتائب ناقلة جند ودبابتي ميركافا و3 جرافات عسكرية بقذائف وعبوات مضادة للدروع.
وفي محاورالمواجهات بمدينة غزة، أكدت أنها استهدفت ناقلتي جند إسرائيليتين في موقع الخليل العسكري وجبل الريس شرق حي التفاح بقذائف “الياسين 105”، مشيرة إلى أن مقاتليها اشتبكوا مع جنود كانوا حول إحدى الآليتين وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وفي محاور القتال شمالي القطاع، أكدت الكتائب أن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة من 12 جنديا وقتلوا 4 منهم قرب المقبرة الشرقية شرق جباليا. ومساء امس اعلنت القسام تفجير فتحة نفق بدورية راجلة للاحتلال شرق حي التفاح في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأربعاء مقتل 4 عسكريين -بينهم 3 ضباط- في معارك بقطاع غزة.
بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم شرق جباليا.
كما أعلنت “كتائب المجاهدين” أن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة شرق جباليا وأكدوا وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
من جهته، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش الإسرائيلي شهد إطلاق صواريخ من خان يونس باتجاه مناطق في غلاف غزة.
وقال المتحدث إن الجيش قتل 40 مسلحا في منطقة خان يونس ومسلحين اثنين شمالي قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
على صعيد آخر، كشفت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن عددا من جنود قوات الاحتياط رفضوا الامتثال للخدمة العسكرية والمشاركة في القتال داخل قطاع غزة.
وأضافت الإذاعة أن الجنود فوجئوا خلال عمليات التدريب والتجهيز بإبلاغهم أنهم سيدخلون إلى غزة للمشاركة في أعمال قتالية تشمل ما يصفه الجيش بتطهير المنازل من المسلحين والبحث عن وسائل قتالية وأسلحة وأنفاق، وذلك من دون الخضوع لتدريبات ملائمة لهذه المهام.
تركيا والصين تتوسطان لمنع التصعيد بين البلدين
باكستان تقصف بالصواريخ مناطق داخل إيران ومقتل 9 وتؤكد على حل عبر الحوار لمشكلات الا.ر.ه.ا.ب
سُمع دويّ انفجارات عدّة صباح أمس في جنوب شرق إيران المضطرب، بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضدّ “أهداف إ.ر.ه.ا.ب.يّ.ة” في باكستان.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان قوله إنّ دويّ “انفجارات سُمع في مناطق عدّة بمحيط مدينة سارافان”.
وقالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إنّ “باكستان نفّذت سلسلة ضربات عسكريّة منسّقة جدا ودقيقة ضدّ ملاذات إ.ر.ه.ا.ب.يّة في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانيّة”، مضيفةً أنّ “عددا من الإ.ر.ه.ا.ب.يّ.ي.ن قد قُتِلوا”.
وأعلن مسؤول استحباراتي باكستاني أنّ الجيش الباكستاني نفّذ ضربات خلال الليل في إيران.
ونقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء عن مسؤول أمني في سيستان بلوشستان أن صواريخ عدة أطلقت من اتجاه باكستان أصابت قرية حدودية، وقتلت 7 أشخاص.
وأضاف المسؤول أن ثلاث نساء وأربعة أطفال على الأقل لقوا حتفهم في أحد الانفجارات، موضحا أنهم لم يكونوا مواطنين إيرانيين.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية إرنا لاحقا نقلا عن مساعد المحافظ علي رضا مرحمتي أن “رجلين قتلا أيضا في الهجوم الصاروخي صباحا في إحدى القرى الحدودية في سراوان، ما يرفع حصيلة القتلى إلى تسعة”.
بدورها، استدعت إيران الخميس القائم بالأعمال الباكستاني في طهران إلى مقر وزارة الخارجية لتقديم تفسير”.
وقال الرئيس الباكستاني عارف علوي، الخميس، إن بلاده وإيران دولتان شقيقتان، ويجب حل المشكلات بينهما عبر الحوار والتشاور المتبادل.
جاء ذلك في بيان صادر عن علوي، تطرق فيه إلى تنفيذ بلاده ضربات عسكرية ضد مخابئ إ.ر.ه.ا.ب.ي.ي.ن في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية
وأكد أن بلاده لن تتنازل عن أمنها الوطني وسلامة أراضيها، مشيدا بهجوم الجيش الباكستاني على “مخابئ الإ.ر.ه.ا.ب.ي.ي.ن” في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
ولفت علوي إلى أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات للدفاع عن أراضيها.
وبيّن أن الإ.ر.ه.ا.ب يُشكّل تحديا مشتركا، وأن القضاء عليه يتطلب بذل جهود عالمية.
وتابع أن بلاده تحترم سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها وتتوقع ألا تنتهك الدول الأخرى القانون الدولي.
وبحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مع نظيريه الباكستاني جليل عباس جيلاني، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، التطورات في المنطقة.
ودعا فيدان الجانبين إلى ضبط النفس، مشددا على وجوب عدم نشوب مشكلات جديدة في المنطقة.
وفي المقابل، أكد جيلاني وعبد اللهيان أنهما لا يريدان تصعيد التوتر.
وقد أعربت الخارجية التركية، قبلها في بيان عن قلقها إزاء التطورات المتصاعدة مع الهجمات الإيرانية على الأراضي العراقية والباكستانية.
من جانبها، أعربت بكين عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران بعد تبادل للقصف عند الحدود بين البلدين، بما في ذلك ضربة قالت طهران إنها أودت بحياة 9 أشخاص.
البرلمان الأوروبي يتبنى قرارا بوقف “دائم” لإطلاق النار بغزة
صوت البرلمان الأوروبي، الخميس، على قرار “غير ملزم” يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإدخال مساعدات إلى القطاع.
وذكر موقع “يورو نيوز” الإخباري، أن البرلمان الأوروبي أقر مشروع قرار “غير ملزم” بأغلبية 312 صوتا مقابل 131، وامتناع 72 عضوا عن التصويت، في جلسة عامة للبرلمان في ستراسبورغ.
وفي القرار، دعا البرلمان للمرة الأولى إلى “وقف دائم لإطلاق النار”، مشترطا أن يتم ذلك بـ”إطلاق جميع الرهائن في غزة وتجريد ح.م.ا.س من السلاح”، وفق الموقع.
غارات جديدة أميركية وبريطانية على مواقع للجماعة
الح.و.ث.ي: تأثير الضربات على قدراتنا العسكرية مجرد وهم ودعاية ولن نتراجع عن دعم الفلسطينيين
قالت جماعة الح.و.ث.ي، الخميس، إن “العدوان الأميركي – البريطاني لن يؤثر على قدراتنا العسكرية”، واعتبرت الترويج لذلك “مجرد وهم ودعاية إعلامية”.
جاء ذلك على لسان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، ردا على نقل وسائل إعلام عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بأن حوالى “ربع ترسانة الحوثيين تم تدميرها” بفعل الضربات الأميركية والبريطانية.
وقال الحوثي إن “العدوان الأميركي البريطاني لن يؤثر على قدراتنا العسكرية وهذا مجرد وهم ودعاية إعلامية”، بحسب ما نقلت قناة “المسيرة”.
وتوعد زعيم الجماعة اليمنية بتنفيذ مزيد من الهجمات في البحر الأحمر، مؤكدا أن “عملياتنا ستشمل السفن الأميركية والبريطانية والعدوان لن يغير شيئا من موقفنا”.
وتساءل مستنكرا: “إذا كان الأميركي يعتبر أن عليه أن يأتي من بعد أكثر من 9 آلاف كيلومتر إلى منطقتنا فكيف لا يحق لنا أن نقف مع الشعب الفلسطيني وهو جزء منا؟”.
وفي وقت سابق أمس، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤول في البنتاغون (لم تسمه) قوله: “تقديراتنا أن حوالى ربع ترسانة الحوثيين قد تم تدميرها الآن”.
وفي وقت سابق، أعلنت جماعة الحوثي، أن القوات الأميركية والبريطانية شنت قصفا طال عددا من المحافظات اليمنية.
وقالت قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين، إن “العدوان الأميركي البريطاني استهدف جبل الصمع ومنطقة طخية في محافظة صعدة شمالي البلاد”.
كما استهدف القصف، بحسب القناة، “جنوب مدينة ذمار (شمال)، ومنطقة الصليف بمحافظة الحديدة (غرب)، ومديريتي التعزية (بمحافظة تعز/ جنوب غرب) والصومعة (في محافظة البيضاء/ وسط).
وبالتزامن، اعلن الجيش الاسرائيلي اعتراض دفاعاته الجوية طائرة مسيّرة في منطقة البحر الاحمر كانت في طريقها نحو المجال الجوي لـ”إيلات”.
*****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
أنصار الله يتسبّبون بإحباط في واشنطن مع تصاعد ضرباتهم ضد السفن المخالفة
هآرتس: 50 ألفاً من الجيش خارج الخدمة… ورئيسة بلدية حيفا: الآلاف سيُقتلون واشنطن تنتظر كلمة الفصل لجيش الاحتلال لصفقة تنهي الحرب برأس نتنياهو
تبدو المنطقة وقد وصلت إلى مفترق الطرق الحرج بين ما قد تفرضه مواصلة الحرب وصعود السلم الذي يؤدي الى التدحرج نحو مواجهات تخرج عن السيطرة، وبين ما يستدعي وقفها من أثمان لا يبدو الكيان جاهزاً لتحمل تبعاتها. وبالرغم من المحاولة الأميركية للاستجابة لتحديات البحر الأحمر والعراق بجرعات عسكرية تريدها تحت سقف عدم التورط بحرب كبرى، فإن الضربات الإيرانية الصاروخية ونجاحها في احتواء التوتر مع العراق وباكستان، قالت إن مخاطر الخروج عن السيطرة باقية ما بقيت الحرب.
في البحر الأحمر مزيد من الإحباط لواشنطن مع قيام أنصار الله بتصعيد ضرباتهم للسفن الأميركية وتلك المتجهة الى موانئ كيان الاحتلال، بعد الضربات الأميركية والبريطانية التي روّجت واشنطن لنجاحها بإخراج ثلاثة أرباع القدرة الصاروخية لليمن من الخدمة، لتعود بعد هذا التصعيد وتصحّح، فتقول يبدو أن الضربات لم تحيد أكثر من 20 % من قدرة اليمن، وأن الردع لم يحقق أهدافه كما كان مرجواً، وكان السيد عبد الملك الحوثي قد توعّد الأميركيين بالمزيد من الردود القاسية.
في كيان الاحتلال مقاربات مستوحاة من حرب غزة ومخاطر حرب لبنان، تقول إن التداعيات الخطيرة تفعل فعلها على الصعيد السياسي، وتشكل بيئة لنمو تيار وقف الحرب، سواء في البيئة الاستيطانيّة أو في الجيش. وكان لافتاً المقالة الافتتاحية التي نشرتها صحيفة هآرتس للمحلل العسكري عاموس هرئيل الذي يحظى باحترام النخب العسكرية والسياسية في الكيان. ويقول هرئيل في مقالته مراعياً شروط الرقابة العسكرية حول الجيش وخسائر الحرب، إن عدداً متساوياً مع المصابين بإعاقة تزيد عن 20 % تتسبب بمنع عودتهم إلى الخدمة، يبدو متساوياً مع عدد الجرحى، وإن عدداً مساوياً للجرحى هو عدد زوار العيادات النفسية الذين لا يصلحون للخدمة، وإن عدداً متساوياً لهؤلاء هو عدد الجنود الاحتياط الذين تسرّبوا من الجبهات ولن يعودوا، ومعلوم أن عدد المعوّقين الذين لن يعودوا الى الخدمة وفقاً لتصريح المؤسسة المعنية برعايتهم في الجيش هو 12500 جندي، ومرشح لبلوغ الـ 30 ألفاً، كما قالت المؤسسة إذا استمرت الحرب مئة يوم أخرى، ما يعني أن مجموع المعوقين والمصابين بالصدمة النفسية والجرحى والمتسرّبين الذين لن يعودوا الى الخدمة هو أربعة أضعاف الـ 12500 جندي أي 50 الفاً، والعدد مرشح ليصير 120 ألفاً إذا استمرت الحرب لمئة يوم أخرى.
في سياق موازٍ، قالت رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش روتيم بضرورة التصرف بمسؤولية مع مخاطر الذهاب إلى حرب تكون مناطق الشمال خصوصاً حيفا مسرحاً لها، وأشارت إلى أنه في حال نشوب حرب واسعة مقابل حزب الله، «ستدفع حيفا ثمناً باهظاً. ونحن لا نتحدّث عن 1400 قتيل سقطوا في 7 تشرين الأول، وإنما عن آلاف كثيرة، وأضعاف الأضعاف». وأضافت أنه «أعتقد أن القيادة تدرك أن استهداف صاروخي ضد حيفا وخليجها هو حدث كبير جداً. وآمل أنهم يتصرّفون بمسؤولية. ونحن موجودون هنا في وضع معقد للغاية، وأن الكارثة التي حلت بنا في 7 تشرين الأول قد تتسع 100 مرة إذا لم نتوقف ونفكر بما ينبغي فعله ونعيد تخطيط خطواتنا».
على خط واشنطن تل أبيب تبدو الأمور قد بلغت مرحلة الفراق بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليس على خلفية موقف أميركي من مساندة حروب «إسرائيل»، وأميركا متورطة في كل شيء دفاعاً عن كيان الإحتلال، بل لأن أحداً يجب أن يتحمل ثمن الفشل لمنع التداعيات الأشد قسوة على المكانة الأميركية ومستقبل الكيان، وخيار إطاحة نتنياهو يبدو الأمثل لتخفيف الخسائر. وقد نقلت شبكة NBC الأميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس بايدن، كلاماً عن مرحلة ما بعد نتنياهو، وعن التطلع الى تعاون بين الليكود والمعارضة والجيش وإخراج اليمين المتطرف من الحكومة، لكن كل ذلك يتوقف على موقف الجيش والنقطة التي يتموضع فيها من خيار الحرب في ضوء نتائج ميادين القتال واحتمالاته.
ولا تزال الأوضاع الأمنية على الحدود مع فلسطين المحتلة في واجهة المشهد الداخلي مع تزايد المخاوف من الانزلاق إلى حربٍ موسعة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله الذي أكد بأنه غير معني بالرسائل الأميركية – الأوروبية والتهديدات الإسرائيلية. وشددت مصادر مطلعة على موقفه لـ»البناء» على أنه لن يوقف عملياته العسكرية على طول الجبهة إلا بعد توقف العدوان على غزة وقد أبلغ هذا الموقف لكل من حمل الرسائل والعروض وكان آخرها التي نقلها الموفد الأميركي أموس هوكشتاين. وشددت المصادر على أن المقاومة على أهبة الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل، على الرغم من عجز جيش الاحتلال عن خوض حرب جديدة بعد الهزيمة التي مني بها في غزة والانهيار الذي حصل في جبهته الداخلية على كافة المستويات، لكن قيادة المقاومة في لبنان تستعد لأسوأ الخيارات وجاهزة للتعامل مع كافة السيناريوات. وقد أكد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بأن على الأميركيين والغرب أن يخافوا على كيان الإحتلال الذي هو قاعدة عسكرية أميركية، وليس على لبنان.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين لبنانيين قولهم إنّ «حزب الله» رفض أفكاراً أولية من الولايات المتحدة الأميركية لتهدئة القتال الدائر مع «إسرائيل» عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدًا عن الحدود، لكن الحزب لا يزال منفتحًا على الدبلوماسية لتجنب خوض حرب شاملة.
وأفاد مسؤولون لبنانيون ودبلوماسي أوروبي بأن «حزب الله» لم يشارك بشكل مباشر في المحادثات وبدلاً من ذلك نقل وسطاء لبنانيون مقترحات وأفكار هوكشتاين للحزب.
وواصل المسؤولون الإسرائيليون إطلاق التهديدات ضد لبنان وحزب الله، وأشار وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيليّ يوآف غالانت خلال تقييم للوضع في شمالي فلسطين المحتلة، الى أن بلاده يجب أن تكون مستعدّة «لتدهور الوضع الأمني في الشمال»؛ وذلك في ظلّ تواصُل التصعيد التدريجيّ على الحدود مع حزب الله.
وشدّد غالانت وفق بيان لمكتبه على «أهمية الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الأمني تجاه حزب الله إلى حملة واسعة النطاق»، مشيراً إلى «سبُل الحفاظ على سير الاقتصاد، حتى في حالة التصعيد». وأضاف غالانت: «إسرائيل تفضّل التوصُّل إلى تسوية سياسية، تسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، بعد تغيُّر الوضع الأمني على الحدود، لكنها في الوقت نفسه، تعزِّز الاستعداد العملياتيّ لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية».
وواصلت المقاومة في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت عدداً من المواقع أبرزها موقع بركة ريشا التابع للعدو الصهيوني عند الحدود الفلسطينية مع لبنان، وتجمعًا لجنود الاحتلال في محيط ثكنة «أدميت» بالأسلحة المناسبة وحققوا إصابات مباشرة، وموقع الراهب.
في المقابل قصفت مسيّرة إسرائيلية معادية سيارة في سوق الخان قرب كوكبا اليوم، كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذيفتين على أطراف كوكبا. وأطلقت مسيرّة أخرى صاروخًا على حديقة منزل وسط بلدة كوكبا، مخلفة أضراراً جسيمة في المنزل دون وقوع إصابات. وسقطت ٣ قذائف مدفعية على تلة الرويسة في خراح بلدة حولا.
ولاحظ خبراء في الشؤون العسكرية والإستراتيجية توسعاً تدريجياً في نطاق الحرب خلال الأسبوع الماضي في مختلف الساحات، مع دخول أطراف جديدة الى الحرب كإيران وباكستان وأربيل ما ينقل الحرب الى وسط آسيا ومنطقة الخليج والمحيط الهندي، اضافة الى التوتر في لبنان وسورية وفلسطين (البحر المتوسط) والبحر الأحمر، ما يعني أن حرب غزة كانت أشبه بزلزال عسكري وأمني وسياسي واقتصادي ترك تداعيات على أكثر من ثلث العالم، الأمر الذي قد يتدحرج الى حرب إقليمية في أي لحظة إذا استمرت وتيرة التصعيد بالشكل القائم ولم تعمل الأطراف الدولية الفاعلة على الساحة الدولية الى احتواء التصعيد وفتح مسار المفاوضات. وحذر الخبراء عبر «البناء» من أن حرب غزة قد تفجر المنطقة إذا ما استمرت أشهراً اضافية، لأن القضاء على المقاومة الفلسطينية يعني سقوط غزة بالقبضة الإسرائيلية وهذا خط أحمر رسمه محور المقاومة، ولهذا شاهدنا التصعيد الكبير والمتزامن من ساحات المحور، لبنان واليمن والعراق وسورية، ولذلك دخلت إيران لرسم خطوطها الحمر في المنطقة بشكل واضح، وهي حماية غزة من السقوط ومعادلات الردع في المنطقة، وحماية الأمن القومي الإيراني. ويشير الخبراء الى أن الرهان الإسرائيلي – الأميركي على تهجير الفلسطينيين الى مصر أو الى مخيمات على الحدود المصرية – الفلسطينية، بعد تحويل غزة أرضاً غير قابلة للحياة وفاقدة لكل المقومات، ولذلك تهدد حكومة الحرب في «إسرائيل» بالسيطرة على محور فيلادلفيا للسيطرة على الحدود والتحكم بمصير مئات آلاف الفلسطينيين لتسهيل تهجيرهم الى مصر. وتوقع الخبراء تصعيداً اضافياً في مختلف محاور القتال والصراع خلال الأسابيع المقبلة لا سيما في البحر الأحمر وجنوب لبنان والعراق، قبل نضوج تسوية إقليمية تدريجياً كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكل دولة ستستخدم أوراق قوتها لحماية معادلة الردع الخاصة بها، والخطوط الحمر التي رُسِمّت في السابق وخلال الحرب.
وأعرب «حزب الله»، في بيان، عن إدانته «قرار الولايات المتحدة الأميركية بلإدراج حركة أنصار الله على لوائح الإرهاب الاميركية، ويعتبره قراراً ظالماً متعسفاً وباطلاً، وهو استكمال للعدوان الأميركي على اليمن والمتواصل منذ سنوات عدة، وصولاً الى الغارات الأخيرة».
وأكد الحزب أن «الولايات المتحدة الاميركية هي راعية الإرهاب الصهيوني والعدوان الإجرامي على غزة وشعبها الصامد والمدافع عنه في كل المحافل والمؤسسات الدولية، وإنه لمن العجب أن الولايات المتحدة تعتدي على اليمن العزيز وشعبه الشريف والمضحّي ثم تقوم بتصنيف المعتدى عليه على ما تسمّيه لوائح الإرهاب التي تعكس ثقافتها الإجرامية وتسلطها العدواني على العالم بأسره».
ولفت الى اننا «نعتقد أن هذ القرار لن ينال من عزيمة الشعب اليمني العظيم ودوره الفعال والمؤثر لرفع الحصار عن قطاع غزة، بل سيزيده إصراراً على مواصلة أدائه المشرف حتى وقف حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته المحقة والعادلة».
كما أعرب «الحزب»، في مجال آخر، عن إدانته «لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال مدير فضائيّة القدس اليوم الصحافي الشهيد وائل فنونة في اعتداء على مدينة غزة، ويتقدّم من أسرته الكريمة وجميع الزملاء الإعلاميين الفلسطينيين بأحر التعازي والتبريكات».
ولفت الحزب الى أن «استمرار العدو في ملاحقة الإعلاميين وتدمير مقارهم وقتله للمئات منهم يؤكد الدور الهام والأساسي الذي يقوم به الإعلاميون في كشف الجرائم الوحشية المهولة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء».
ودعا «المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية كافة الى إدانة الإجرام الصهيوني المتواصل ضد الصحافيين والمؤسسات الاعلامية، وطالب باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لإدانة العدو أمام المحاكم الدولية المختصة ومنعه من مواصلة جرائمه ضد الاعلاميين».
الى ذلك، رد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان لمكتبه الإعلامي، على ما وصفها بالحملة السياسية والاعلامية على الحكومة وعليه شخصياً على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء. وإذ استغرب الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة، طالب «الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، او رهانات خاطئة».
ودعا ميقاتي «جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها». كما يدعو «من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير أمور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً الى المعالجات الجذرية المطلوبة. وما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكررة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئاً».
وأضاف البيان: «ميقاتي يعتبر أن المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، ودولته ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام الى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً. وأثبتت كل التجارب الماضية صوابية موقفه الداعي الى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية بعيداً عن المزايدات».
على صعيد الملف الرئاسي، برزت الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، إذ استقبل في مقر إقامته في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى خلال اللقاء البحث في أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتان اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، كما جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
كما زار بخاري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى في مقر السفارة في بيروت. وناقش الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها، وبحث آخر تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الأراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفادت أوساط نيابية لـ«البناء» عن حراك سعودي – فرنسي باتجاه لبنان لإعادة تحريك الاستحقاق الرئاسي قبيل انعقاد اجتماع «اللجنة الخماسية من أجل لبنان» وتوجه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت لإعادة استئناف المشاورات، بموازاة تحرك قطري دائم وسيتزخم أكثر خلال المرحلة المقبلة.
ونقلت مصادر إعلامية عن مصادر عين التينة بأن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ السفير القطري الاسبوع الماضي أنه يشجع الحراك الرئاسي القطري كما نقل للسفير الفرنسي دعم الخماسية».
نسخ الرابط :