افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 18 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 18 كانون الثاني 2024

 

Telegram

 


افتتاحية صحيفة الأخبار:

حشد أوروبي في بيروت: اهتمام بمنع امتداد الحرب وبإبقاء النازحين السوريين

 

الهجمة الديبلوماسية الأوروبية على لبنان تعكس، في أحد وجوهها، محاولة لعدم نقل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إليه وتوسّعه الى حرب شاملة. لكنه يعكس، أيضاً، اهتماماً بوضع النازحين السوريين وإبقائهم في لبنان.ومع الزيارتين المنتظرتين لكلٍّ من وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس وإيطاليا أنطونيو تاياني، بعد زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، تتحوّل بيروت إلى خليّة نحل ديبلوماسية أوروبية، بالتزامن مع تنشيط الولايات المتحدة لحركتها الديبلوماسية فيها.
الأميركيون يحصرون اهتمامهم، حتى الآن، بوضع الجنوب وتأمين منطقة حدودية آمنة لإسرائيل. وفيما يتحرك أوروبيون، كالألمان والبريطانيين، بتنسيق مع الولايات المتحدة في ملف الجنوب، يوسّع آخرون دائرة اهتماماتهم. والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً، بحسب المعطيات، أن الملف الرئاسي ليس أولوية لأيٍّ منهم، إذ إن الكلام الرئاسي مجرّد لازمة تتكرر، من دون أيّ أفق أو خريطة طريق واضحة تتعدّى الكلام عن تحديد مواصفات الرئيس، بل إن الأولوية هي لإبعاد شبح الحرب عن لبنان. فالدول المساهمة في القوات الدولية تسعى الى تأمين سلامة جنودها وتحييد قواتها العاملة في الجنوب، وفي الوقت نفسه تحاول تأمين أكبر تغطية ممكنة لتنفيذ القرار 1701، من دون أن ينسى بعضها موضوع النازحين السوريين.
ووفق معطيات جهات على تواصل وثيق مع الزوار الأوروبيين قبل مجيئهم الى بيروت وبعده، أن مهمة هؤلاء الأساسية لا تتعلق بمبادرة محددة، بل يقومون بنقل رسائل واضحة متشابهة عن حجم التهديد الإسرائيلي للبنان. ورسائل هذه الوفود التي تتنقل بين تل أبيب وعواصم المنطقة، سعياً الى عدم توسيع الصراع في غزة، تأخذ في بيروت طابعاً أكثر جدية. وتؤكد هذه الجهات أن لهجة الرسائل لم تتبدّل منذ ثلاثة أشهر، لجهة حدّتها وأهمية ما ينقل عن المسؤولين الإسرائيليين. لكن ما تبدّل هو نوعية الاقتراحات والأسئلة المتعلقة بكيفية مقاربة لبنان للمسائل التي يتم النقاش فيها، واحتمال انتقال إسرائيل الى مرحلة جديدة تتعلق بلبنان، علماً أن هناك اقتراحات لم تقدّم رسمياً، بل طُرحت على شكل استفسارات وأفكار للنقاش، كالكلام عن انتشار ألماني على الحدود بين لبنان وإسرائيل، على عكس النقاش المتعلق بالقرار 1701 الذي توسع النقاش فيه من تفعيله الى توسيع إطار عمله، الى تنفيذه كما كان معمولاً به منذ عام 2006، ولا سيما لجهة تكثيف الجيش وجوده في جنوبيّ الليطاني.
يسأل الديبلوماسيون عن وضع حزب الله وانتشاره بطبيعة الحال، كما يسألون عن استعداد الجيش لتغطية الأمن في الجنوب عملاً بمتطلبات القرار الدولي. وحتى الآن، الجواب واضح بشقّين، عدا السياسي الذي غطّته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بتحديد ضرورة وقف النار في غزة أو رفض تحديد مساحة جغرافية لابتعاد حزب الله عن الحدود في منطقة جنوبيّ الليطاني: أولاً، أن اسرائيل ملزمة بتنفيذ القرار ووقف مخالفاتها له عبر الطلعات الجوية والخروقات المتكررة حتى قبل اندلاع الأحداث العسكرية، والثاني أن لا قدرة للجيش، في الوقت الذي ينفذ فيه انتشاراً أمنياً داخل لبنان، على سحب ألوية وأفواج من الداخل الى الجنوب، أو على رفع عديده جنوباً من 4500 عنصر الى ما فوق العشرة آلاف، ليتلاءم مع المتطلبات التي تصرّ عليها النقاشات الغربية. فالتطويع اليوم في ظل الوضع الاقتصادي يحتاج الى موازنة غير متوافرة، رغم أن الكلام السياسي الحكومي بدأ يتناول هذا الملف جدياً، علماً أن الجيش لا يزال يعتمد على مساعدات شهرية خارجية لعناصره، إضافة الى عدم قدرته على تأمين الأمور اللوجيستية التي تلحظها الطلبات الغربية، وتحتاج الى تمويل لا قدرة للبنان على تحمّله. لذا تحرّك مجدداً موضوع المساعدات للجيش، من ألمانيا التي رفعت مساعداتها عن السنة الماضية في شكل لافت. وإذ تصرّ النقاشات الديبلوماسية الغربية على توسيع وجود الجيش، تضع في المقابل حماية عناصرها أيضاً على المحك، لجهة التنسيق بين القوة الدولية والجيش وعدم تعرّض القوات الدولية لأيّ مخاطر. لكن الاستحقاق الأساسي يبقى بالنسبة الى لبنان في كل ذلك، وقف الحرب كبداية لأيّ نقاش سياسي تتولاه الحكومة.
ويندرج موضوع النازحين السوريين أيضاً في أجندة الوفود الغربية، مع بعض التمايز. فبعض الدول لا تقارب الموضوع لعدم تأثيره عليها مباشرة كبريطانيا مثلاً، فيما بعضها يتناوله جدياً، ومنها دول متوسطية أوروبية وأممية. وجرت في الأيام الأخيرة محادثات حول وضع النازحين أثارت خلالها هذه الوفود امتعاضاً لبنانياً لرفضها أيّ طلبات لبنانية تتعلق باتخاذ بعض التدابير اللوجستية لجهة ضبط وجود النازحين في بعض المناطق التي ارتفعت فيها وتيرة الأعمال الأمنية، أو لجهة الأموال التي يتقاضونها أو تصنيف النازحين بين معارضين وموالين ونازحين قسراً أو لأسباب اقتصادية، وخصوصاً أن جمعيات أممية وأوروبية تسعى الى تأمين اندماج مجموعات منهم في لبنان، رغم أنهم ممن يزورون سوريا دورياً وليسوا معارضين للنظام السوري. كما ترفض هذه الوفود رفضاً قاطعاً أيّ محاولات لقوننة وجود النازحين، رغم ما يقدّم إليها من معلومات أمنية واقتصادية، وإنّ ثمة تمادياً في فرض إيقاع مدروس تماشياً مع رغبة الدول ولا سيما المتوسطية منها، في عدم تهاون لبنان مع عمليات التهريب بحراً، إضافة الى عدم استهداف النازحين بأيّ إجراءات لتشجيع بقائهم في لبنان. ويتشعب الكلام عن تعامل هذه الوفود مع ملف النازحين من دون الأخذ في الحسبان اقتراحات يقدّمها المعنيّون في لبنان. وقد تكون الفرصة اليوم متاحة لمزيد من الضغط الأوروبي والأممي للتعامل مع ملف النازحين السوريين، في غير مصلحة لبنان، في لحظة حساسة ينشغل فيها لبنان باحتمالات الحرب الإسرائيلية عليه.

****************************

افتتاحية صحيفة النهار

تجدّد التحذيرات الدولية… ولا ربط بالرئاسة

وسط التضارب الشديد بين الوقائع الميدانية التصعيدية التي تشهدها الجبهة الجنوبية والتقديرات الديبلوماسية التي لا تزال تميل الى استبعاد انزلاق طرفي المواجهة، أي #إسرائيل و”الحزب”، الى حرب شاملة على رغم تصعيد إسرائيل وتيرة غاراتها الجوية على المناطق الحدودية وقيامها بمناورات عسكرية تحاكي حربا على لبنان، بدت عودة التحذيرات الدولية والغربية للبنان بمثابة مؤشر جديد الى خطورة إهمال او تجاهل او حتى التقليل من الاحتمالات المتعاظمة لنشوب حرب وسط وقائع إقليمية آخذة في شحن المنطقة بمعطيات بالغة التوتر على امتداد جغرافيا واسعة من اليمن الى #جنوب لبنان.

 

ولعل المفارقة اللافتة التي تواكب عودة التحذيرات هذه تتمثل في ان المشهد الداخلي يتجه قدما نحو توترات جديدة على خلفية تصاعد الاعتمالات السياسية التي تسببت بها المواقف الأخيرة للحكومة ورئيسها نجيب #ميقاتي من ربط التهدئة في الجنوب بوقف الحرب على غزة والتي اثارت ردودا سلبية لدى العديد من القوى المعارضة الامر الذي يجعل الواقع السياسي ينكشف اكثر فاكثر على هشاشة تصاعدية تثير المخاوف من انعدام قدرة لبنان على التحسب والمواجهة امام أي تطورات كبيرة مقبلة. كما ان حيزا من المشهد الداخلي بدأ يتفاعل مع المعطيات التي تتوقع تحريكا للازمة الرئاسية في ظل ما يتردد عن اجتماع في وقت قريب للمجموعة الدولية العربية الخماسية المعنية بملف الازمة الرئاسية في لبنان في باريس على ان يعقب اجتماعها إعادة استئناف الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان تحركه نحو بيروت وهذه المرة مع أفكار واتجاهات جديدة يظللها موقف منسق وموحد للمجموعة الخماسية في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة.

 

وتحدثت مصادر مطلعة عن اتجاه محسوم لدى دول الخماسية لفصل أي ربط بين الواقع الميداني عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن الأزمة الرئاسية لان من شأن ذلك زيادة التعقيدات المحلية والخارجية التي تعترض انهاء ازمة الفراغ الرئاسي فيما أي تحرك جديد للمجموعة الخماسية سينطلق من اقتناع لدى دولها بالضرورة القصوى لانتخاب رئيس للجمهورية لبدء عودة لبنان الى توازنه الداخلي بما يلجم القرارات الأحادية والمتفردة كتلك التي زجت به راهنا في المواجهات الحربية عند الحدود الجنوبية. وقالت ان هذا الاتجاه يجعل موقف السلطة اللبنانية في موقع حرج دوليا وخارجيا للغاية وهو الامر الذي يفترض ان يكون رئيس الحكومة قد واجهه فعلا في لقاءاته مع المسؤولين الدوليين والغربيين في دافوس .

 

مفارقة أخرى داخلية برزت ولو انها لا تتصل بالأوضاع الميدانية وتمثلت في الالتباس الذي أثاره حديث تلفزيوني لميقاتي في دافوس عن الإعداد لقانون لاسترداد الودائع المصرفية يعطي الأفضلية لصغار المودعين تحت سقف المئة الف دولار، ويعلن عنه الاسبوع المقبل. وفيما لم يصدر أيّ كلام عن مصرف لبنان بشأن ما نسب الى ميقاتي عن الودائع، بإعتبار ان الخطوة هي من مهام الحكومة والمجلس النيابي، يستكمل المركزي اجراءاته الهادفة الى انصاف المودعين ومنع التفريط بودائعهم، فيأتي قراره منح المستفيدين من التعميم ١٥١ مبلغ ١٥٠ دولارًا شهريًا، في هذا الاطار، وهو ما اوردته “النهار” السبت الفائت. ورغم ان تلك الخطوة متواضعة، لكنها تبدو مؤشراً يعبّر عن مسار عمل حاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري على طريق انصاف المودعين تدريجياً.

 

غوتيريس وماكرون

 

اما ابرز التحذيرات الدولية الجديدة من اتساع الحرب الى لبنان فجاءت امس على لسان الأمين العام للأمم المتحدة #أنطونيو غوتيريس الذي كان ميقاتي التقاه في دافوس. اذ حذر غوتيريس من أن أي “مواجهة شاملة” بين إسرائيل ولبنان ستكون “كارثية تماماً” في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة ح.م.ا.س. وأكد غوتيريس في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس دعوته إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” في غزة. وقال إن “اتساع رقعة القتال الذي نشهده، وخطر اندلاع مواجهة شاملة في لبنان سيكونان أمراً كارثياً تماماً. علينا تجنّب ذلك مهما كان الثمن”.وأشار إلى أن وقف إطلاق النار سيساعد على تجنّب المزيد من الفوضى .

 

وكان سبقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمره الصحافي مساء الثلثاء في قصر الاليزيه حين تطرق الى ملف لبنان فاكد الاهمية التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب وقال “بالنسبة الى قرارت مجلس الامن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب ان يلتحق الحزب بالحرب ويقوم بتهديد امن اسرائيل وان ينتشر النزاع في لبنان”. واضاف ماكرون “ان فرنسا متمسكة بسلام لبنان واستقراره وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من اجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد انه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه”.

 

وفي غضون ذلك واصل ميقاتي لقاءاته خلال مشاركته في دافوس وشدد خلالها على “أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة” ودعا “الدول الفاعلة الى الضغط على اسرائيل لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية”. وجدد “تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 وسائر القرارات الدولية”، مطالباً “بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949”. وشملت اللقاءات التي عقدها غوتيريس ووزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان .

 

“الميدانيات”

 

في المشهد الميداني تصاعدت المواجهات بعد الظهر بعدما طاول القصف الإسرائيلي صباحا مرتفعات كفرشوبا وبلدات كفركلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة. وأغارت مسيّرة إسرائيلية على منزل بالقرب من المسجد في الحارة الفوقا في بلدة عيتا الشعب ما أدى الى احتراقه . وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على حولا مستهدفا المنازل، الا ان اي اصابات لم تسجل. كما اغار الطيران الاسرائيلي على المنطقة بين راميا ومروحين وطاول القصف الكنيسة الانجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب وأحدث اضرارا كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب . وأفيد عن سقوط قتيل من حركة ح.م.ا.س في غارة إسرائيلية على سهل القليلة ونعته الحركة لاحقا وهو وليد احمد حسنين من مخيم المية ومية – صيدا . كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على المنطقة الحرجية بين بلدات كفرحمام والهبارية وراشيا الفخار .

 

في المقابل اعلن “الحزب ” استهدافه ‌‌‌‌‌‌تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع الراهب كما استهدف موقع العباد ، ونعى أحد عناصره رشيد محمد شغليل.

 

واشارت وسائل إعلام إسرائيلية عصرا الى ان نحو ٢٠ صاروخا أطلقت من لبنان تجاه الجليل الأعلى. وفي وقت لاحق، اعلنت “كتائب القسام” تبنيها مسؤولية إطلاق 20 صاروخاً من جنوب لبنان في اتجاه ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي .

 

وهدّد رئيس الأركان الإسرائيلي مجددا بان “إحتمالات اندلاع حرب في الشمال باتت أعلى من أي وقت سابق ونحن مستعدون بكل قوتنا”.

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الفرنسيون يتحدّثون عن نافذة رئاسية من بوّابة التمديد العسكري

صواريخ “ح.م.ا.س” تُلحق لبنان بغزة وميقاتي يتذرّع بـ”لا جهوزية” الجيش

 

على طريقة «البلاغ الرقم واحد»، أعلنت حركة «ح.م.ا.س» أمس أنّ جنوب لبنان أصبح مداها الأمني مثل غزة. ففي بيانها الذي حمل عنوان «كتائب القسام»، ورد أنّ «قصف ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي برشقة صاروخية من 20 صاروخاً، انطلاقاً من جنوب لبنان»، كان للردّ على ما يحصل في القطاع ضد المدنيين واغتيال صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية.

 

وأتى هذا التطور الميداني لكي يعيد تكرار مشهد الانفلاش الفلسطيني المسلح في سبعينات القرن الماضي، ما أدّى الى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. علماً أنّ الأوضاع في الجنوب وتدحرجها يومياً من سيئ الى أسوأ تنذر بتكرار هذا التاريخ المظلم في تاريخ لبنان. ومن نذر الحاضر، ما أعلنه أمس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وجاء فيه: «نعمل على رفع الجاهزية للحرب في لبنان، ولدينا الكثير من العبر من الحرب في غزة، والعديد منها ملائم أيضاً للقتال في لبنان، وأخرى يجب ملاءمتها». وأضاف خلال تفقده مناورة عسكرية على الحدود مع الجنوب: «في لبنان نريد تحقيق هدف واضح يتمثل بإعادة السكان إلى الشمال – كل بلدات الشمال».

 

وخلص الى القول: «لا أعرف توقيت الحرب في الشمال، لكنني أستطيع أن أقول إنّ احتمال نشوبها في الأشهر المقبلة أكبر مما كان عليه في الماضي».

 

وبدا الموقف الرسمي الذي يعبّر عنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في وادٍ آخر، مقابل هذه الأخطار التي تلوح جنوباً. وفي جديد مواقفه التي أدلى بها إبان مشاركته في منتدى دافوس في سويسرا، أنّ الجيش اللبناني ليس جاهزاً للقيام بما يقع على عاتقه لتنفيذ القرار 1701. ففي مقابلة أجرتها معه أمس قناة «فرانس 24 «، قال: «القرار 1701 يطلب 15 الف جندي لبناني للمشاركة مع القوات الدولية «اليونيفيل» بينما نحن لدينا الآن 4 آلاف عنصر. إننا في حاجة الى ما بين 8 و10 آلاف عنصر آخرين. وليس بإمكاننا إرسال هذا العدد. نقول للمجتمع الدولي: تعالَ نتكلم سوية لتغذية الجيش اللبناني من كل النواحي بالآليات والمحروقات والسلاح».

 

وعندما سئل ميقاتي: هل يضمن امتثال «الحزب» لتنفيذ القرار الدولي؟ أجاب بلازمته المتكررة المماثلة لموقف «الحزب»، فقال: «بعد انتهاء حرب غزة».

 

في التطورات السياسية، علمت «نداء الوطن» من أوساط ديبلوماسية، أنّ فرنسا بدأت تقارب الاستحقاق الرئاسي من زاوية ما أنجز الشهر الماضي من تمديد للقادة العسكريين والأمنيين، وفي مقدمهم قائد الجيش العماد جوزاف عون. ورأت أنّ هذا التمديد يمكن البناء عليه للوصول الى إنجاز مماثل يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

غوتيريش يحذّر من التداعيات «الكارثية» لاندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم (الأربعاء)، من أن أي «مواجهة شاملة» بين إسرائيل ولبنان ستكون «كارثية تماماً» في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «ح.م.ا.س».

 

وأكد غوتيريش؛ في خطابه أمام «المنتدى الاقتصادي العالمي» في منتجع دافوس السويسري، على دعوته إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في غزة. وقال غوتيريش إن «اتساع رقعة القتال الذي نشهده، وخطر اندلاع مواجهة شاملة في لبنان، سيكونان أمراً كارثياً تماماً. علينا تجنّب ذلك مهما كان الثمن».

 

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن وقف إطلاق النار سيساعد على تجنّب مزيد من الفوضى.

 

وتابع: «من المهم للغاية التعامل مع الوضع الإنساني في غزة. التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني أمر غاية في الأهمية».

 

وكرّر غوتيريش دعوته إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة. وقال: «أعتقد أن الوضع الحالي أظهر أن حل الدولتين هو الطريقة الأساسية لحل هذه المشكلة».

 

واندلعت الحرب بعد هجوم «ح.م.ا.س» غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على إسرائيل.

 

وشهدت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية مذّاك تبادلاً يومياً للقصف بين الجيش الإسرائيلي و«الحزب».

 

كما يسود التوتر بسبب هجمات ينفذها المتمردون اليمنيون الح.و.ث.ي.و.ن على سفن في البحر الأحمر يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، وفق قولهم.

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجنوب: غارات… الداخل: تقطيع وقت وإرباكات… الرئاسة: الفرص معدومة

 

حال السياسة في لبنان لا تعدو أكثر من تقطيع وقت، وثمّة تسليم عام لدى المستويات السياسية على اختلافها بأنّ كل الملفات الداخلية مؤجّلة حتى ما بعد جلاء الصورة في المنطقة، ما يعني بقاء هذا البلد محبوساً في مربّع الانتظار الى أجل غير مسمّى.

على انه في موازاة هذا الإنتظار يبدو المشهد الداخلي مضبوطاً من جهة، على إرباكات ضاربة كل المفاصل، وشعور عام بانعدام فرص التفاؤل في بلوغ نوع من الانفراج في المدى المنظور. ومن جهة ثانية، على صورة فاضحة تبرز حقيقة انّ تطورات المنطقة عَرّت ديوك الانقسام السياسي، وأعطَت لكل منهم حجمه الطبيعي وأكدت بما لا يقبل أدنى شك أن لا مكان لهم في القضايا الكبرى، وكشفت حقيقة السياسات والنوايا والغايات التي يُعبّر عنها بالصياح من خلف المنابر وعلى الشاشات وبَث السموم والشحن السياسي وغير السياسي وعوامل التفرقة وإشهار العداوات وتعميق الاصطفافات على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

فرص التحصين معدومة

كان يمكن للواقع اللبناني الّا يُصاب بهذا التحلل، على ما يقول مسؤول كبير لـ»الجمهورية» في معرض توصيفه للمشهد الداخلي، «المخاطر تتراكم على البلد من كل الاتجاهات، والمُفجع انّ المناعة الداخلية مفقودة. فاصِل الخلل، لا بل المرض الذي يعانيه لبنان هو من الداخل، لو نَزلت اطراف السياسة في لبنان الى ارض الواقع، وقاربت اللحظة المصيريّة التي تعيشها المنطقة ومن ضمنها لبنان، بما تتطلّبه من خطوات تحصينيّة عاجلة لوضعنا الدّاخلي. وأولى هذه الخطوات المُسارعة إلى صياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية كمقدمة لإعادة انتظام الحياة السياسية المعطلة، ولكن لا أمل بحل يُرجى مع عقليات يحكمها الحقد على البلد».

 

بري جاهز بشرط …

وسط هذه الأجواء، تؤكد مصادر عين التينة لـ»الجمهورية» انّ رئيس المجلس نبيه بري وجّه دعوة مباشرة الى كل الاطراف المعنية بالملف الرئاسي، بأنّ «الظرف الحالي الذي تمر به المنطقة وما استتبعَه من تطورات على الجبهة الجنوبية، يوجِب ان نَتلقّف الفرصة لتحصين البلد وانتخاب رئيس الجمهورية، وهو على جهوزية دائمة لأيّ تحرّك من شأنه أن يكسر حلقة التعطيل، والشرط الاساس لذلك هو تجاوب كل الاطراف واستعدادهم لحسم الملف الرئاسي والتوافق على انتخاب رئيس».

وتلفت المصادر الى أنّ بري لا «يغيّب الملف الرئاسي عن لقاءاته التي يجريها، خصوصاً في محادثاته مع الموفدين والسفراء حيث يقارب هؤلاء موضوع الرئاسة من زاوية الضرورة المُلحّة للتعجيل بحَسمه وانتخاب رئيس، والرئيس بري يرحّب بأيّ مسعى خارجي يرمي الى إنهاء الازمة الرئاسية، وضمن هذا التوجّه بادرَ الى تشجيع القطريين على استئناف مسعاهم».

 

واذ اشارت المصادر الى وجود مرشح واحد حالياً مُعلن بشكل رسمي، هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما الآخرون لم يحسموا ترشيحاتهم بعد، خَلصت الى التأكيد على جهوزية الرئيس بري للدعوة فوراً الى جلسة انتخابية اذا ما لمس استعدادا صادقا من قبل الاطراف لتأمين نصاب انعقاد الجلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو في هذا السبيل أكد دعمه ومباركته لكل الحراكات التي تسعى الى تحريك المياه الرئاسية الراكدة، سواء عبر تحرّك النائب غسان السكاف الذي قال انه سيتحرّك بمبادرة جديدة، او تحرّك نواب الاعتدال الذين قالوا انهم بصدد تسويق مبادرة في هذا الخصوص».

 

المسعى القطري

الى ذلك، وفي موازاة اللقاء الذي عُقد في دافوس بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكدت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» عَزم قطر على استئناف حراكها حول الملف الرئاسي اللبناني، وانّ الموفد القطري ابو فهد جاسم بن فهد آل ثاني سيقوم بزيارة الى بيروت في القريب العاجل، من دون ان تحدد مصادر المعلومات موعداً معيناً لهذه الزيارة.

يأتي ذلك في وقت لم تبرز فيه أي معطيات ايجابية ملموسة تؤشّر الى امكان حسم الملف الرئاسي، وابلغت مصادر رسمية مواكبة للحراكات الخارجية الى «الجمهورية» قولها: انّ المستويات السياسية في بيروت لم تتبلّغ أي موعد لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت.

 

اضافت: ربما يأتي الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في زيارة جديدة، ولكن بالنسبة الى ما يتعلق بلودريان فقد سمعنا عن زيارته في الاعلام وفق ما نقل عن السفير الفرنسي، وسمعنا ايضاً انّ اللجنة الخماسية ستجتمع، لكنّنا لا نعرف اين ستجتمع، ومتى، كما لا نعرف ما اذا كان في برنامجها أصلاً زيارات لموفدين عنها الى لبنان. في كل الاحوال كل جهد خارجي مساعد مُرحّب به بالتأكيد».

 

ولدى السؤال عن تَرَدّد مبادرة جديدة سيحملها معه لودريان لتحريك الملف الرئاسي؟ قالت المصادر: قبل الحديث عن مبادرات يجب أن نتأكد أوّلاً إن كان سيأتي او لا، وبإسم من سيأتي هل باسم الدولة الفرنسية او ممثلاً للجنة الخماسية او باسمه الشخصي او في زيارة استطلاعية على غرار زياراته السابقة؟ حتى هذه اللحظة، لم نتبلغ رسمياً بحصول الزيارة، وبالتالي لا مواعيد محددة. وبالتالي كل ما يُحكى حول هذه الزيارة ما زال في اطار الكلام.

جبهة الجنوب

اما على الخط الجنوبي، فإنّ اسرائيل بدأت تدفع بالتطورات العسكرية في اتجاه تصاعدي أعنف ممّا كان عليه الوضع في السابق، في ظل كثافة ملحوظة في العمليات العدوانية الاسرائيلية لم تعد محصورة في منطقة الحدود، بل تجاوزتها الى مناطق لبنانية اخرى الى الشمال من نهر الليطاني.

 

وقد سجلت امس سلسلة غارات جوية عنيفة نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي، على بلدة مركبا وحي المرج وحي صبيح وبئر المصلبيات في بلدة حولا، واطراف مروحين وبين راميا وبلاط، وخلة وردة في عيتا، والمنطقة الحرجية بين كفر حمام والهبارية وراشيا الفخار وكروم محيبيب. بالتزامن مع غارات نفّذتها مسيرات اسرائيلية على اطراف الضهيرة ويارين، وعلى منزل في عيتا الشعب، وسهل القليلة، ومحيط دير قانون راس العين بين العلية ومفرق الشعيتية، وعلى منزل في مارون الراس، ومحيط دبل وعيتا الشعب. وتواكب ذلك مع قصف اسرائيلي واسع شملَ سهل الخيام، ووسط الخيام، والعديسة، اطراف طير حرفا والجبين وشيحين، خراج الوزاني، اطراف مروحين، والبستان، اطراف راشيا الفخار والهبارية، خراج دير ميماس، خراج الطيبة، ميس الجبل وعلما الشعب حيث استهدفت الكنيسة الانجيلية الوطنية وألحقت أضراراً كبيرة في منزل القس ربيع طالب.

 

وفي المقابل اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت تجمّعاً لجنود العدو في محيط موقع الراهب، كذلك استهدفت محيط موقع رويسات العالم بصواريخ «بركان»، وتجمّعاً لجنود العدو في تل شعر، ومستوطنة المنارة رداً على استهداف المناطق المدنية، ما أدى الى اصابة احد المباني فيها. ونَعى الحزب الشهيد رشيد محمد شغليل (ذو الفقار).

 

وأعلنت كتائب القسام انها قصفت ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي شمال فلسطين برشقة صاروخية من 20 صاروخاً انطلاقاً من جنوب لبنان، وذلك في سياق الرَد على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة، واغتيال القادة الشهداء واخوانهم في الضاحية الجنوبية».

 

ميقاتي يلتقي بلينكن

هذه التطورات على الجبهة الجنوبية حضرت في المحادثات التي أجراها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي في دافوس، حيث التقى وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، رئيس جمهورية أرمينيا فاهاجن خاتشاتوريان، ووزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، ووزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل الباريس، ووزير خارجية النمسا الكنسدر شالنبرغ، والامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، ورئيس وزراء الاردن بشر الخصاونة، ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء تونس أحمد الحشاني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر ورئيس وزراء هولندا مارك روته.

 

وكرر ميقاتي خلال هذه اللقاءات «تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 وسائر القرارات الدولية»، مطالباً «بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقّعة عام 1949».

 

كما اكد على «أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع تمهيداً للعودة الى البحث في حلّ سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطنٍ آمِن». ودعا «الدول الفاعلة الى الضغط على اسرائيل لوَقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية».

 

تحذير أميركي

وفيما برز امس تحذير اميركي على لسان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الذي اشار الى «أنّ هناك مخاطر كبيرة وواقعية لامتداد الحرب إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط»، تواصلت النار الاسرائيلية في اتجاه قطاع غزة وكذلك على مناطق في الضفة الغربية. امّا على الجبهة مع لبنان فتتوالى الاشارات الاسرائيلية حول استعدادات لعمل عسكري في هذا البلد، حيث أعلن عن مناورة اجراها الجيش الاسرائيلي تُحاكي هجوماً على لبنان.

 

تهديد إسرائيلي

وبحسب صحيفة «تايمز اوف اسرائيل»، قال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين لجنود المناورة: «إنّ التمرين جزء من أهمية زيادة جهوزيتنا واستعدادنا لتوسيع القتال والهجوم على لبنان، نحن أكثر استعدادا لهذا ممّا كنّا عليه في أي وقت مضى، وعلى استعداد للهجوم إذا اضطررنا لذلك».

 

وحول عودة المستوطنين قال: «لا يزال هناك كثير ممّا يجب التعامل معه، من أجل النجاح في تحقيق النتيجة المرجوّة المتمثلة في إبعاد «الحزب» عن الحدود وتحسين الوضع الأمني، حتى نتمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم».

 

وفي سياق التلويح الاسرائيلي بالحرب، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن قائمة مطالب بعثَ بها الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، من ضمنها «تحديد سقف زمني للمفاوضات الدبلوماسية بالنسبة للوضع على الحدود مع لبنان».


 

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «إنّ الصبر الإسرائيلي بشأن جبهة لبنان بدأ ينفد». ولفتت إلى أنه «حتى عندما لا تكون إسرائيل مهتمة بحربٍ مع «الحزب» في هذا الوقت، فإنه من المتوقع أن تزيد كثافة العمليات ضدها». وقالت: «إسرائيل تعتقد أنّ انسحاب جزء كبير من القوات التي قاتلت في غزة من أجل التدريب، يوفّر الآن للجيش مرونة أكبر حتى في القرار الذي قد يؤدي إلى صراع أكثر كثافة، إلى حَد الحرب أيضاً على الحدود الشمالية مع لبنان».

 

وفي حديثٍ عبر إذاعة «راديو نورث 104.5 إف إم»، أعربَ كبير الباحثين ورئيس قسم العالم العربي في جامعة رايخمان الإسرائيلية مايكل ميلستين، عن قلقه إزاء ما يجري عند الحدود مع لبنان، وقال: «إنّ الحرب مع لبنان هي مسألة وقت»، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد «الحل السياسي» بين إسرائيل ولبنان.

 

وبحسب موقع «Middle East Eye» البريطاني، فإنّ اسرائيل، وعلى الرغم من إعلان استعدادها لحربٍ شاملة على الجبهة الشمالية، تبدو أقل رغبة في هذا التصعيد، ومن المرجّح أن ينبع هذا التردد من التزاماتها العسكرية الحالية في غزة والتقييم الرصين لموقعها الاستراتيجي. ويعزّز هذا الموقف تقرير أميركي سرّي صدر مؤخراً، يشير إلى أنه من غير المرجّح أن تحقق إسرائيل نصراً حاسماً ضد «الحزب» على جبهة ثانية».

 

اضاف الموقع: «في حين يُظهِر كِلا الطرفين صورة من الاستعداد والقوة، يبدو أن هناك فهماً متبادلاً للمخاطر الكبيرة والخسائر المحتملة التي ينطوي عليها الصراع الشامل، مما يؤدي إلى اتّباع نهج حَذِر من قبل كليهما».

 

وركّز الاعلام الاسرائيلي على «انّ «الحزب» يدفن عناصره وسط مراسم حاشدة بينما يُدفن القتلى في المستوطنات الشمالية في الظلام وبحضور عدد محدود من الناس»، معتبراً ذلك «صورة تحكي كل شيء عن فقدان شرفنا الوطني وفقدان الردع عند الحدود الشمالية، وهذا إذلال لنا جميعًا». ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن ضابط الأمن في كفار يوفال قوله: إنه «أمر غير مقبول، حتى لا يتخيّله العقل، لا يمكننا حتى إقامة جنازة بشكل صحيح. من المحزن أن تضطر عائلة إلى دفن الأم والابن في مراسم محدودة يحددها لنا نصر الله».

 

وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن «كابوس صواريخ «الحزب» المضادة للدروع»، وقالت: «هناك عدد غير قليل من العائلات الإسرائيلية التي تتعامل مع الدمار الهائل الذي لحق بمنازلها، والبعض منها لن يعود إلى الشمال خوفاً من تكرار السيناريو الذي حدث في غزة». وأشارت صحيفة «معاريف» الى أنّ «الجيش الإسرائيلي فوجىء بالصواريخ المضادة للدروع التي أطلقها «الحزب» على قاعدة ميرون الجوية حيث كان هجومًا ناجحًا، ولكن ما الذي سيمنعه من مفاجئتنا مرة أخرى ويُقبل على إطلاق آلاف الصواريخ على حيفا وتل أبيب»؟.

 

ووصفت صحيفة «هآرتس» ما يحصل في الحدود الشمالية مع لبنان بـ»الصعب للغاية»، وقال محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة عاموس هرئِل: «ما يحدث في الشمال يكفي لخلق وضع لا يطاق»، موضحاً أنّ «الحزب» في الواقع يفرض بالنيران حزاماً أمنياً يمتد عدّة كيلومترات من الحدود، وفي المقابل تَردّ الحكومة الإسرائيلية بخطاب فارغ». وأضاف: «إنّ ضربات الجيش الإسرائيلي، مهما كانت شديدة ودقيقة، لا تحدث تغييراً جوهرياً في الوضع».

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

جهوزية لبنانية للتفاوض.. بعد ردع إسرائيل عن الاعتداءات والتهديدات

برّي مستعد لملاقاة «الخماسية».. ولقاءات ميقاتي تشمل بلينكن وعبد اللهيان

 

ينسحب «الإنكماش» في التوترات الاقليمية – الدولية على خلفية حرب غزة، على لبنان، سواء من الناحية الميدانية او من الناحية السياسية، اذ تكاد السياسة تدخل في «انفاق العجز» وحسابات كي الاذرع، الامر الذي ينعكس، كما بات واضحاً على عمل المؤسسات المصابة بالشلل اصلاً، فلا جلسة بعد لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، ولا امكانية للبحث في تحديد جلسة لمناقشة واقرار الموازنة قبل الاسبوع المقبل، وهو الاخير في شهر ك2، الموعد المتعارف عليه لاقرار الموازنات تشريعياً، بدل اصدارها بمرسوم..

وبانتظار عودة الرئيس نجيب ميقاتي من دافوس، بعدما شارك في المنتدى الاقتصادي العالمي، بقي الوضع يتأرجح بين الترقب والمراوحة، الى درجة نقل عن رئيس المجلس النيابي تشخيصه للوضع في لبنان بأنه في «حالة إعياء شديد على كافة المستويات»، لا سيما الاقتصادية والمعيشية التي بلغت حد الجوع والكفر.. والحل بأيدينا اذا شئنا.

استعداد بري

وفي المحليات اليومية، نقل عن الرئيس بري استعداده لملاقاة اي تحرك خارجي، لا سيما تحرك اللجنة الخماسية من اجل اتمام الاستحقاق الرئاسي، نظراً لحاجة لبنان الى رئيس يتولى التفاوض، عندما تضع الحرب اوزارها..

لكن مصادر سياسية مطلعة قالت لـ«اللواء» أن ما من مؤشرات تدل على أن هناك دعوة قريبة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فالمسألة لا تزال تشهد مراوحة على الصعيد الداخلي، في حين يسود الترقب لأي حراك جديد يخرق هذه المراوحة الممتدة منذ أشهر، لافتة إلى أن الحديث عن هذا الملف يتراجع أمام الأحداث في الجنوب. وفهم من المصادر أن زيارة الموفدين من الخارج إلى لبنان ليست بالضرورة أن يكون محورها الاستحقاق الرئاسي، لأن هاجس توسع الحرب لا يزال هو الدافع الأساسي لأي تحرك سواء كان أميركيا أو فرنسيا أو غير ذلك.

وتحدثت المصادر ان أمام مجلس النواب والحكومة ملفات مالية وغيرها تتحول إلى ضاغطة مع مرور الوقت وتتطلب معالجتها، في الوقت الذي تلوح في الأفق مرحلة لن تخلو من الصعاب على صعيد ارتفاع الأسعار والانقسامات السياسية.

وفي السياق، ‎لاحظت مصادر ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خرج منذ مدة من حالة السكينة السياسة التي التزم بها منذ تبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية من قبل الثنائي الشيعي قبل مايقارب العام، باستثناء اختراقات محدودة واطلالات نادرة، لاتتلاءم مع كونه مرشحا للرئاسة، وبادر بانتهاج حراك سياسي جديد، ميزّه عن باقي السياسين، كانت باكورته تلبية دعوة العشاء الى مائدة قائد الجيش العماد جوزيف عون، في ذروة الحملة التي شنّها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد التمديد لقائد الجيش، واتبعها باستقبال وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في بنشعي، وبعدها زار العماد جوزيف عون معزيا بوفاة والدته، وهي المرة الثانية بوقت قصير، وبعدها لبى دعوة وليد جنبلاط إلى مائدة العشاء في منزل الاخير ببيروت.

‎واعتبرت المصادر ان لقاءات فرنجية هذه، وان كانت محصورة بقائد الجيش وجنبلاط، الا انها تحمل في طياتها اكثر من مؤشر ودلالة، أبرزها كسر حالة الانقطاع التي سادت العلاقة بين رئيس تيار المردة والعماد عون، وبين فرنجية وجنبلاط ايضا، وفتح الابواب لمرحلة جديدة من الانفتاح والتلاقي بينهم مستقبلا، ومايمكن ان يؤدي ذلك من تاثير في مسار الاوضاع السياسية عموما، وازمة الفراغ الرئاسي، لاسيما بوجود سليمان فرنجية مرشحا يحظى بحيز من التأييد السياسي من قبل الثنائي الشيعي وحلفائهما،، وقائد الجيش، المرشح غير المعلن والذي يحظى بتأييد ملحوظ نيابيا وخارجيا وخارجيا، في حين يشكل جنبلاط واللقاء الديمقراطي بيضة القباني بترجيح اي منهما للفوز بالرئاسة.

‎وتوقعت المصادر ان تؤدي هذه اللقاءات التي أسفرت بداياتها إلى التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون سنة اضافية في موقعه، ووضع تعيين رئيس للاركان في سلم الاهتمامات، إلى تشكيل نواة تفاهم سياسي، بمواجهة المعترضين على ترشيح فرنجية وعون للرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس التيار الوطني الحر، وبامكان هذا التفاهم اذا استمر ان يدفع انتخابات رئاسة الجمهورية قدما في وقت قريب، ويقرب احد المرشحين منهما، اي فرنجية او عون للرئاسة، باعتبار انه بالامكان إزالة معظم الاعتراضات التي تحوول دون انتخاب اي منهما وخصوصا الاقليمية والدولية وان كانت مؤشراتها تنحاز لقائد الجيش قبل تطورا ت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

لقاءات دافوس

وفي دافوس، التقى الرئيس ميقاتي الامين العام للامم المتحدة غوتيريش وكُلاًّ من وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انطوني بلينكن والخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان.

وفي معلومات «اللواء» ان ميقاتي ابلغ غوتيريش جهوزية لبنان للسير بتطبيق القرارات الدولية، بما في ذلك سائر مندرجات القرار 1701، ولكن بعد نجاح الضغوط بوقف الاعتداءات الاسرائيلية والتهديدات التي تطلق بين الحين والآخر بتوسيع الحرب على نحو ما هو حاصل في غزة.

ودعا ميقاتي «الدول الفاعلة» الى الضغط على اسرائيل لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية، مجدداً «تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار 1701 وسائر القرارات الدولية، مطالباً بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرار 1701».

جنبلاط وإرسلان

سياسياً، استكمل اللقاء الديمقراطي تحركاته، ضمن توجه لتقريب وجهات النظر، فزار وفد منه برئاسة رئيسه النائب تيمور جنبلاط خلدة، والتقى برئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب السابق طلال ارسلان بهدف تقريب «اواصر الوحدة الوطنية لحماية البلد من الوضع الخطير الذي تمر فيه المنطقة».

اشتباك كلامي

في المقلب الآخر، تجدد الاشتباك الكلامي بين رئيس حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وقال جعجع في بيان: ما ليس مفهوماً ان تقوم الحكومة اللبنانية بتجيير القرار الاستراتيجي العسكري والامني الى الحزب، وان تضع الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا في مهب رياح المنطقة.

واشار الى أن القوى السياسيّة المكوّنة لهذه الحكومة، وتحديدًا محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن «خنفشرياتهم» الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها لموقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط.

لم يتأخر رد التيار العوني على رئيس «القوات» فاتهمه بأن «الحقد اعماه لدرجة انه لا يستطيع ان يرى ان التيار غير مشارك اطلاقاً في اعمال الحكومة، بل هو الوحيد المعارض بين القوى السياسية افعالها غير الميثاقية وغير الدستورية، في حين ان رئيس حزب القوات يغطي علناً جلساتها غير المقبولة ومراسيمها غير المسموحة».

قضائيا، قرر مكتب الادعاء في ملف تفجير المرفأ تقديم طعن في قرار استرداد مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السّابِق يوسف فنيانوس أَمام محكمة التمييز.

هاليفي: احتمال الحرب أكبر مع لبنان خلال الأشهر المقبلة

على جبهة الحرب، في موقف يعكس تنامي التهديدات قال رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي ان احتمالات نشوب حرب في الشمال (اي المنطقة الحدودية مع لبنان) اكثر احتمالاً في الاشهر المقبلة من السابق.

اضاف: نعمل لرفع الجاهزية للحرب في لبنان، ولدينا من العبر في حرب غزة ملائمة للقتال في لبنان، مشيراً الى ان الهدف واضح يتمثل باعادة السكان الى الشمال.

ووصفت الغارات الاسرائيلية على اطراف القرى الحدودية المتاخمة بأنها من الاشد عنفاً.

وقال الجيش الاسرائيلي انه تم استهداف مجموعة خلال اطلاق صواريخ باتجاه مستوطنة روش هنكارا، بالاضافة الى قصف منصات لاطلاق الصواريخ، ومساءً تعرض سهل القليلة لقصف عنيف، بعد ان كان قصف عصراً.

واستهدفت صواريخ المقاومة الاسلامية تجمعات العدو في اكثر من مستوطنة وابرزها مستعمرة المنارة رداً على الاعتداءات على المدنيين.

واعلن الحزب عن استهداف انتشار لجنود الاحتلال في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا، بصواريخ بركان.

واعلنت كتائب القسام عن رشقات طالت ثكنة ليمان في الجليل رداً على استهداف الشهيد الشيخ صالح العاروري ورفاقه.

ونعت «القسام» الشهيد وليد احمد حسنين (من مخيم المية ومية) الذي استشهد مساء امس في الجنوب.

وتحدثت مصادر اعلامية عن تلقي المستوطنين الاسرائيليين رسائل على «الواتساب» و«التلغرام» من ارقام مجهولة، تحدثت الميادين عن انها من «الحزب»، وفيها مشاهد سقوط الصواريخ وحرائق وكتابات: هل تريدون عودة الحرب؟ اذا حدثت فلن يكون لديكم مكان تعودون اليه.

***************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لبنان بانتظار اللجنة الخماسية… الاجتماع بداية شباط؟

 ميقاتي يصف الحزب بالعقلاني ووقف إطلاق النار في غزة هو الحل

جنبلاط يُصرّ على تعيين رئيس للأركان… سليم: ليس قبْلَ انتخاب رئيس للجمهورية – رضوان الذيب

 

حركة الموفدين الدوليين والعرب الى لبنان للصورة فقط، وتصب كلها في مصلحة «إسرائيل» وراحة المستوطنين شمال فلسطين المحتلة، فهوكشتاين «يهودي الهوى حتى العظم»، وهو فهم من خلال اتصالاته في بيروت والرسائل التي تلقاها ردا على طروحاته التهديدية، ان المسار واحد بين الجنوب وغزة، كما فهم، انه لو جاء العالم كله بدبابته وصواريخه واساطيله الى لبنان والمنطقة فان جبهة الإسناد في الجنوب لن تتوقف حتى اعلان وقف اطلاق النار في غزة، هذه هي المعادلة لدى الحزب حاليا والباقي تفاصيل، وكل الكلام الاخر «ثرثرة لا قيمة لها في صالونات بيروت».

 

وحسب المصادر العليمة، فان موفدين مصريين واردنيين وعمانيين وقطريين وفرنسيين وبريطانيين واميركيين وامميين ومن جميع اصقاع العالم وصولا الى « هونولولو» نقلوا تحذيرات إلى لبنان من أن «إسرائيل» ستعيده إلى العصر الحجري اذا لم يوقف الحزب جبهة الجنوب، والحكومة الإسرائيلية مقسومة حول استمرار الحرب على غزة وموحدة حول لبنان وتوجيه ضربة له، وكان الرد « روحوا بلطوا البحر» « إسرائيل» ستعود الى العصر الحجري وليس لبنان، وصواريخ المقاومة الدقيقة قادرة على الوصول إلى كل المراكز الاستراتيجية والبنى التحتية والمطارات ومنصات النفط وغيرها، ورسالة السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه واضحة « اذا وقعت الحرب نحن لها «، وحسب المصادر العليمة في بيروت، اذا انفجرت الحرب من يضمن عدم تدفق الاف الفلسطينيين من المخيمات والاحزاب اللبنانية الى جبهات الجنوب وعودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل عام 1982، خصوصا ان منظمات مجهولة تعلن لأول مرة تنفيذ عمليات تسلل من الجنوب « كتائب العز الاسلامية» بالإضافة إلى قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية، وهناك العديد من القوى نفذت عمليات في الجنوب بقيت سرية لدواع أمنية، كما أن عشرات الالاف من المتطوعين العرب والإسلاميين جاهزون للتحرك نحو لبنان باعداد كبيرة، وهم ينتظرون في سوريا الإشارة، ومن يمنع انفجار الجبهة السورية وتحديدا جبهة الجولان التي ينتشر عليها الالاف من المقاتلين الفلسطينيين مع وحدات الجيش السوري ؟ وكانت تسريبات قد اشارت الى ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت قياديين من ح.م.ا.س داخل سيارتهم منذ اسابيع في الجنوب قتل فيها شخصان تركيان تردد انهما ضابطان من المخابرات التركية يعملان مع ح.م.ا.س وتم التكتم على الموضوع، هذا ما يؤشر الى فلتان الامور والتأسيس لفوضى شاملة اذا وسعت «اسرائيل» نطاق الحرب في الجنوب.

 

وكان لافتا تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون، ان بلاده لن تنضم الى التحالف الدولي الذي تسعى اليه واشنطن لمواجهة ا.ل.ح.و.ث.ي.ي.ن وتأمين الملاحة في البحر الاحمر لانه يزيد التوترات العالمية، وانه يعمل كيلا تتوسع الحرب في لبنان ولا ينضم الحزب الى النزاع، وكشف انه وجه رسائل الى الدولة اللبنانية في هذا الاطار، كما حذر الامين العام للامم المتحدة غوتيريش، من ان اي مواجهة بين لبنان و «اسرائيل» ستكون كارثية، كما طالب بوقف انساني لاطلاق النار. اما وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، فاكد ان محور المقاومة سيوقف كل عملياته العسكرية على «اسرائيل» ومصالحها بمجرد وقف العدوان على غزة.

 

وحسب المصادر العليمة، هذه التطورات تضعها الولايات المتحدة في حساباتها وتعرف خطورة انفجار الأوضاع الشاملة في لبنان على المنطقة برمتها، وقد تكون عندئذ مضطرة الى التورط في الحرب بشكل مباشر عبر اساطيلها وجيشها والغرق في رمال المنطقة، وهذا لا تريده على ابواب الانتخابات الرئاسية وتصاعد التحركات الشعبية المناوئة للحرب على غزة والعمليات ضد القواعد الاميركية في سوريا والعراق، وما زاد من حجم المخاطر الكبرى في المنطقة، التوتر بين ايران وباكستان وامكانية تدحرج الامور الى مواجهات ستنعكس على الشرق الاوسط كله بعد القصف الايراني على مواقع ارهابية داخل باكستان التي ردت باستدعاء سفيرها من ايران والطلب من السفير الايراني الموجود في بلاده عدم العودة الى باكستان، كما استنكرت جامعة الدول العربية القصف الايراني على مواقع كردية في كردستان – العراق، وعقدت اجتماعا للغاية نفسها.

الاشادة بمواقف ميقاتي

 

وفي ظل هذه الاجواء، تشيد المصادر العليمة بمواقف الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ودفاعهما عن مواقف الحزب أمام هوكشتاين ورفض اتهامه بالارهاب ووصف مواقفه بالعقلانية، وطالب ميقاتي بوقف الحرب على غزة كمدخل لوقف الحرب في الجنوب وكل المنطقة، وبان لبنان لا يستطيع ان يعزل نفسه عما يجري في غزة والمنطقة، وبالتالي الاوضاع ستبقى على حالها حتى اواخر شباط موعد انتهاء المرحلة الثالثة التي منحتها واشنطن لنتنياهو لانجاز نصر عسكري على ح.م.ا.س لم يتحقق خلال الـ 100 يوم الماضية.

اسلوب الاغتيالات

 

وفي ظل الفشل الاسرائيلي في الميدان، فان العدو لن يتخلى عن اسلوب الاغتيالات واستهداف القادة بالمسيرات والطائرات والسيارات المفخخة وارسال العملاء وتحريك الشبكات النائمة للتعويض عن هزائمه في ميادين القتال، وبالتالي الحرب الامنية بين العدو وقوى محور المقاومة لا تقل شراسة وخطورة عن المواجهات العسكرية، ورغم نجاح العدو في بعض عمليات الاغتيال، لكن المقاومة تفوقت عليه في العديد من المواجهات، وتحديدا في الجنوب من خلال حجم المعلومات التي تملكها عن المواقع الاسرائيلية على امتداد شمال فلسطين المحتله من خلال الدقة في قصف المواقع الاسرائيلية وتدميرها، هذه الانجازات تحتاج الى جهود امنية استثنائية. وذكرت القناة السابعة الاسرائيلية، ان سكان الشمال في فلسطين المحتلة تلقوا رسائل واتساب من الحزب تتضمن مقاطع فيديو مرعبة عما فعلته صواريخ الحزب في مناطق الشمال بعد ان حجبت الرقابة الاسرائيلية هذه الصور. كما واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم في استهداف المواقع الاسرائيلية بمختلف انواع الصواريخ، وبلغ القصف مستعمرة المنارة وتم تدمير احد المنازل ردا على قصف المدنيين في الجنوب، واستهدف قصف العدو العديد من البلدات جويا وبريا، وسقط في سهل القليلة الشهيد من حركة ح.م.ا.س وليد احمد حسنين واصيب مقاتل اخر بعد غارة اسرائيلية كان قد سبقها سقوط صواريخ على الجليل الاعلى.

الملف الرئاسي

 

وحسب المصادر عينها، الملفات واحدة في المنطقة من لبنان الى غزة واليمن، والاهتمام الخليجي منصب على غزة اولا ووقف الحرب وتخفيف التوترات في البحر الاحمر، والموقف السعودي واضح لجهة رفض الدخول في اي تحالفات دولية في الخليج ضد ال.ح.و.ث.ي.ي.ن والاصرار على وقف الحرب، والتنسيق السعودي الايراني مفتوح حول كل الملفات الاساسية ولم ينقطع، والتركيز على اليمن وغزة وجنوب لبنان، كما عادت الاتصالات السعودية السورية بقوة، وسيتم فتح السفارة السعودية في دمشق قريبا، ويتولى القائم بالاعمال السعودي شؤون السفارة حتى تعيين سفير اصيل في الاسبوعين المقبلين، وكانت الاتصالات بين الطرفين قد توقفت منذ اشهر بسبب التباينات العديدة بعد مؤتمر القمة العربي وبضعط اميركي، وعادت الاجتماعات بين مسؤولي الدولتين منذ اسابيع …

 

وتؤكد المصادر العليمة، ان اهتمامات الدول تضع ملف لبنان الداخلي في اسفل اهتماماتها، حتى الذين زاروا بيروت من موفدين عرب وأجانب لم يتفاءلوا كثيراً باجتماع للمجموعة الخماسية في شأن الرئاسة اللبنانية اوائل شباط، واشاروا الى ان الأفكار المتداولة فرنسية حتى الان، كما ان عودة لودريان الى بيروت في شباط مرهونة بالاتصالات التي سيجريها، فيما الموفد القطري موجود في لبنان بشكل دائم ويلتقي المسؤولين و يتداول معهم الملف الرئاسي.

 

وفي الداخل، افادت المصادر العليمة ان لقاء جنبلاط – فرنجية، اصاب معراب والرابية بقلق «فوق العادة» وردا عليه برسائل حادة وصلت للمعنيين مباشرة، فباسيل جدد خلال الساعات الماضية وامام شخصيات في 8 اذار رفضه لفرنجية والعماد عون، والتفاهم مع الحزب استراتيجيا والوقوف معه ضد الاعتداءات الإسرائيلية فقط، فيما شكك جعجع في النتائج داعيا بري الى العودة الى الجلسات المفتوحة في مجلس النواب حتى انتخاب الرئيس، ويبقى اللافت، ان القوات والتيار منزعجان جدا من تحركات بعض الكتل النيابية مع عدد من النواب المستقلين المسيحيين والنقاش في المرشح الثالث.

رئيس الاركان

 

ظهر من خلال التحركات الاخيرة اصرار وليد جنبلاط على تعيين العميد حسان عودة رئيسا للاركان في جلسة مجلس الوزراء المقبلة واعلان الاشتراكي ان الكرة حاليا في ملعب ميقاتي. وفي المعلومات، ان المهلة التي اعطاها ميقاتي لوزير الدفاع لتقديم اقتراح بتعيين رئيس للاركان انتهت، وقد حسم وزير الدفاع موريس سليم موقفه وابلغ ميقاتي رفضه التعيين في غياب رئيس للجمهورية. وفي المعلومات، ان جنبلاط ينتظر موقف ميقاتي واعلان التعيين في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء التي لم يحدد موعدها بعد، وقد تلقى تطمينات من بري والمردة انهما لن يغادرا الجلسة اذا طرح الملف الذي بات في عهدة ميقاتي، بالمقابل نال جنبلاط دعما ارسلانيا في مسألة تعيين رئيس الاركان والتوافق على اسم العميد حسان عودة خلال زيارة اللقاء الديموقراطي الى خلدة والاجتماع بالحزب الديموقراطي.

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الرئيس الفرنسي ينصح بتجنّب توسيع رقعة الحرب

ميقاتي يلتقي غوتيريش وبلينكن وعبد اللهيان

 

بالمواقف والزيارات وبالرسائل والمؤتمرات يتصدر امن لبنان اهتمام الدول الخماسية الضاغطة والدافعة في اتجاه ابعاد كرة النار الاسرائيلية عن ميدانه، وجديدها امس رئاسي فرنسي على لسان الرئيس ايمانويل ماكرون، فيما تقبع حكومة لبنان في موقع رفض فك ارتباط امن لبنان بوقف النار في غزة، وقد شدّ الرئيس نجيب ميقاتي حزام الربط من دافوس بالتذكير لمن فاته “أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة، مشددا في المقابل على حتمية تنفيذ القرارات الدولية والتزام لبنان بالقرار 1701”.

 

فرنسا ولبنان

 

المجتمع الدولي لا يزال يسعى اذاً الى منع تمدد رقعة الحرب نحو لبنان. وهو ما شدد عليه الرئيس ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده في قصر الاليزيه، اذ اكد على الاهمية التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب وقال “بالنسبة الى قرارت مجلس الامن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة، وتجنب ان يلتحق الحزب بالحرب ويقوم بتهديد امن اسرائيل وان ينتشر النزاع في لبنان”.

 

واضاف ماكرون “ان فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من اجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد انه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية، وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه”. وذكّر ماكرون بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلاً “نحن متمسّكون مع الامم المتحدة بمهام القوة وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد”.

 

لقاءات ميقاتي

 

في المقابل، يواصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الربط بين التهدئة في الجنوب والتهدئة في غزة، وواصل اجتماعاته ولقاءاته الديبلوماسية الدولية والعربية خلال مشاركته في أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” في دافوس في سويسرا فإجتمع  مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وعقد اجتماعات مع كل من رئيس وزراء الاردن بشر الخصاونة، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر ورئيس وزراء هولندا مارك روته. والتقى كلا من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية انتوني بلينكن، وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس ووزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرغ.

 

وقف النار

 

من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه زعيم “فرنسا غير الخاضعة” جان لوك ميلونشون على رأس وفد نيابي من الحزب: “نثمن تضامن كلّ الشعب الفرنسي مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه”. أضاف: “إتفقنا على أهمية وقف إطلاق النار في غزة وعدم توسع الحرب”.

 

غارات

 

ميدانيا، طاول القصف الإسرائيلي صباح امس مرتفعات كفرشوبا وبلدات كفركلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة. وشنت مسيّرة معادية غارتين متتاليتين على أطراف بلدتي الضهيرة ويارين. وأغارت مسيّرة معادية على منزل بالقرب من المسجد في الحارة الفوقا في بلدة عيتا الشعب، ما أدى الى احتراقه. وعلى الأثر، توجهت فرق الاطفاء الى المكان للسيطرة على الحريق. ولم يبلغ عن خسائر بشرية. وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على حولا مستهدفا المنازل، الا ان اي اصابات لم تسجل واقتصرت الاضرار على الماديات. وألقى الجيش الاسرائيلي خمس قذائف دخانية على عمال سوريين كانوا يعملون في بستان عنب في محلة العمرة في سهل الوزاني. كما قصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي سهل مرجعيون. ايضا، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على المنطقة بين راميا ومروحين ولم يستثن القصف دور العبادة، اذ طال الكنيسة الانجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب، وأحدث اضرارا كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب. واستهدفت المنطقة الواقعة غرب خراج بلدة ديرميماس لجهة بلدة الطيبة بثلاث قذائف مدفعية. واستهدف القصف المدفعي اطراف بلدة البستان. وحلقت مسيرة اسرائيلية في اجواء قرى وبلدات قضاء صور.

 

من جهته، اعلن الحزب “اننا إستهدفنا تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب بالأسلحة المناسبة”. ونعى الحزب في بيان صادر عنه صباحا أحد عناصره ويدعى رشيد محمد شغليل الملقب بـ”ذو الفقار”.

 

رواتب الديبلوماسيين

 

حياتيا، أعلنت وزارة المال في بيان انها “بعدما استحصلت من وزارة الخارجية على المستندات التي تحتاجها بحسب الاجراءات الادارية والمالية الملزمة، للتمكن من صرف رواتب الديبلوماسيين في الخارج، فإنها ستباشر بتحويل هذه الرواتب الى مصرف لبنان في غضون الـ ٤٨ ساعة المقبلة”.

*****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

واشنطن تلجأ بعد فشل غاراتها بردع أنصار الله إلى حرمانهم من الفيزا والحسابات المصرفية!
الحرس الثوري يكمل الضربات الصاروخية ويكشف عبر "الميادين" عن استهداف سفن "إسرائيلية"
نتنياهو أمام اللحظة الحرجة: انتهت مهمة هوكشتاين دون إبعاد المقاومة… وبرّي: نقل الليطاني أهون

 كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن فشل عملياتها العسكرية في ردع اليمن وأنصار الله عن مواصلة إجراءات منع عبور السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، وجاء الاعتراف الأميركي بالفشل بعدما قام اليمن باستهداف سفينتين واحدة منهما أميركية، وأصابهما إصابات مباشرة. وجاء الرد الأميركي على الفشل في الردع بقرار تصنيف حركة أنصار الله جماعة إرهابية، وهو ما يترتب عليه حرمان قادتها من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأميركية وحرمانهم من فتح حسابات مصرفيّة. وقد سخر اليمنيون من القرارات الأميركية، وتداولوا الطرائف في التعليق على القرار الأميركي.
في تطوّر لافت نقلت قناة «الميادين» عن مصادر موثوقة أن الحرس الثوريّ كان وراء استهداف سفينتين إسرائيليتين في المحيط الهنديّ على مسافة 3000 كلم من الأراضي الإيرانيّة، محدداً المواقع التفصيلية لكل من السفينتين، ويأتي الكشف عن العملية بتوقيت لاحق للضربات الصاروخيّة التي وجّهها الحرس الثوري للجماعات الإرهابية التي تشغّلها واشنطن وتل أبيب والتي استهدفت إيران خلال إحياء ذكرى استشهاد القائد قاسم سليماني، بما بدا أنها رسائل إيرانية أعقبت التورط العسكري الأميركي المباشر في حرب غزة، من خلال المواجهة في البحر الأحمر مع اليمن، وكأن إيران ترسم خطوطها الحمراء، حول سورية والعراق، بما يكمل ضربات المقاومة العراقية للقوات الأميركية ويحفّزها نحو المزيد تسريعاً لفرض الانسحاب الأميركي من البلدين. على جبهات القتال مع الاحتلال، تستمرّ المقاومة في غزة بتسجيل المزيد من الإنجازات بعمليّاتها الممتدة على طول قطاع غزة وعرضه، فيما الانقسامات تصيب القيادات السياسية والعسكرية في الكيان وجنود الاحتياط يتمرّدون على دعواتهم للقتال في غزة، بينما على جبهة لبنان ارتباك إسرائيلي أمام تصاعد عمليات المقاومة والفشل في مساعي الضغوط التي تبنتها واشنطن على لبنان لتلبية الطلب الإسرائيلي بإبعاد وحدات المقاومة الى جنوب الليطاني. ودقت ساعة الحقيقة أمام بنيامين نتنياهو بعدما أعلن ومعه قادته العسكريون وأركان حكومته، أن فشل المساعي الدبلوماسية يعني الانتقال لفرض الانسحاب على المقاومة بالقوة. وهذه هي اللحظة الحرجة أمام نتنياهو في ظل تهالك وضع جيشه وضعف جبهته الداخليّة، بعدما كان الرهان على نجاح مساعي المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين قد جعله يصعد إلى أعلى الشجرة، وهو الآن بين النزول مهزوماً أو الذهاب الى التصعيد. ونقلت مصادر سياسية متابعة عن ما سمعه هوكشتاين خلال زيارته لبيروت، فقالت إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال له لا نستطيع البحث بأي مبادرات لترتيب وضع الحدود قبل وقف الحرب في غزة، بينما نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، إن نقل الليطاني الى الحدود فيصبح المقاومون جنوب الليطاني، أهون من نقل مقاتلي المقاومة الى جنوب الليطاني حيث هو.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها على وقع التهديدات الإسرائيلية للبنان، وارتفاع وتيرة المواقف الدولية المحذّرة من توسّع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي توقع الأمين العام للأمم المتحدة بأن تكون «كارثية»، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين. وعلمت «البناء» أنه وبعد مغادرة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لبنان، تلقى مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى رسائل إضافية من دبلوماسيين أوروبيين ومن السفيرة الأميركية في بيروت تحذّر من تصعيد «إسرائيلي» لضرباتها على الجنوب وضرورة الإسراع في تهدئة الجبهة وتطبيق القرار 1701 كمرحلة تمهيدية لبدء عملية تفاوض على ملف الحدود للتوصل الى تسوية شاملة. فيما واصل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي إطلاق التهديدات بحرب على لبنان، فأعلن أمس أن «احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار أعلى بكثير»، لكنه قال: «لا أعرف متى ستبدأ الحرب في الشمال، أستطيع أن أقول لكم إن احتمال حدوثها في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي».
ويشير خبراء عسكريون لـ«البناء» إلى أن العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية هي حرب حقيقية، لكن ضمن مستوى معين يتخطى قواعد الاشتباك أحياناً لكن ضمن نطاق جغرافي محدد وأهداف محدّدة ومدروسة من كلا الجانبين لوجود توازن ردع حقيقيّ يمنع أياً من الأطراف توجيه ضربة تخرج عن الإطار القائم تؤدي الى حرب شاملة لا يريدها الطرفان. ويلفت الخبراء الى أن الجيش الإسرائيلي منهك ومستنزف وكذلك كل مفاصل وقطاعات «إسرائيل»، ومن الصعب خوض حرب جديدة مع لبنان ومع قوة كحزب الله تملك مقدرات عسكرية هائلة كشف الحزب عن بعضها خلال شهور الحرب، لكن ما خُفي من قدرات ومفاجآت قد يكون أعظم ويغيّر المعادلات في المنطقة. لذلك يتهيب قادة الاحتلال العسكريون الحرب الشاملة مع لبنان في ظل الواقع العسكري والاقتصادي والسياسي في «إسرائيل» والتصعيد في المنطقة بعد دخول إيران بقوة في توجيه ضربات للموساد الإسرائيلي في سورية والعراق وباكستان، إضافة الى تحوّل الرأي العام العالميّ ضد حكومة بنيامين نتنياهو، لكن العامل الأهم وفق الخبراء هو استنزاف الجيش الإسرائيلي في غزة ما يجعله غير قادر على خوض حرب جديدة على الجبهة اللبنانية قد تطول لأشهر أيضاً وبالتوازي مع استمرار جبهة غزة وطوق ناري من جبهات عدة من العراق واليمن والجولان في ظل التوترات الأمنية على الحدود مع مصر. إلا أن الخبراء لا يستبعدون ارتكاب حكومة الحرب المأزومة في «إسرائيل» حماقة بتوسيع العدوان على الجنوب لأسباب سياسية داخلية وتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من المستوطنين المهجرين من شمال فلسطين، ووسيلة لحجب الهزيمة في غزة وتوريط المنطقة بحرب إقليمية.
ولفت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب في تصريح تلفزيوني إلى أن «الحرب على لبنان ليست سهلة على «إسرائيل» والصواريخ ستسقط عليها من الجهات كافة»، معتبراً أن «الحوثيين يلعبون دوراً دولياً وما قاموا به مرتبط بغزّة وموقفنا منسجم مع الموقف العربيّ وما نريده عدم توسّع الحرب». وأكد أن «الحرب الداخلية تخرّب البلد وإذا خيّرنا بين حرب إقليمية وبين حرب أهلية سنختار الإقليمية لأنها تنتهي بعكس الأهلية». وشدد على أن «هناك واقعاً قائماً في الجنوب وحزب الله جماعة لبنانية تعي مصلحة البلد ونحن نعارض ما تقوم به بعض التنظيمات غير اللبنانية من عمليات إطلاق صواريخ».
في المواقف الدولية، برزت إشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده في قصر الاليزيه، على الأهميّة التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب، وقال «بالنسبة الى قرارت مجلس الأمن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب أن يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد أمن «إسرائيل» وأن ينتشر النزاع في لبنان». وأضاف ماكرون: «فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدّمنا مقترحات عدّة في الأسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للإسرائيليين من أجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد أنه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً أن تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا أمر لا غنى عنه».
وذكّر ماكرون بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلاً «نحن متمسّكون مع الأمم المتحدة بمهام القوة وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد».
وعلمت «البناء» من مصادر دبلوماسية أن دولاً أوروبية تتوقع ضربة عسكرية إسرائيلية كبيرة للجنوب خلال الأسبوعين المقبلين، وكشفت معلومات «البناء» أن قوات الأمم المتحدة «اليونفيل» اتخذت منذ أيام إجراءات احترازية إضافية في كافة مراكزها تحسباً لتوسيع جبهة الحرب.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من «أن أي مواجهة شاملة بين «إسرائيل» ولبنان ستكون كارثية تماماً، في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزة بين «إسرائيل» وحركة حماس».
وكانت جبهة الجنوب شهدت قصفاً متبادلاً بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب، وقصفوا انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ بركان وتحقيق إصابة مباشرة. كما استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في تل شعر بالأسلحة الصاروخيّة وحققوا فيه إصابات مباشرة.
وفي عملية أخرى، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع العباد بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة.
وردًّا على اعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة ما أدّى إلى إصابة أحد المباني فيها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن «صفارات الإنذار تدوي في رامات دالتون، دالتون، كيرم بن زمرا، علما، الريحانية في الجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة».
في المقابل أغار طيران العدو على المنطقة بين راميا ومروحين ولم يستثن القصف دور العبادة، اذ طال الكنيسة الإنجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب، وأحدث أضراراً كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب. واستهدف العدو المنطقة الواقعة غرب خراج بلدة ديرميماس لجهة بلدة الطيبة بثلاث قذائف مدفعية، وأطراف بلدة البستان. وحلقت مسيرة اسرائيلية معادية في أجواء قرى وبلدات قضاء صور.
الى ذلك، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته ولقاءاته الديبلوماسية الدولية والعربية خلال مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس في سويسرا، وشدّد خلال هذه الاجتماعات على «أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع تمهيداً للعودة إلى البحث في حل سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطن آمن».
ودعا ميقاتي «الدول الفاعلة الى الضغط على «إسرائيل» لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية». وجدّد «تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 وسائر القرارات الدوليّة»، مطالباً «بالضغط على «إسرائيل» لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949».
وكان رئيس الحكومة اجتمع في هذا الإطار مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وعقد اجتماعات مع كل من رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر ورئيس وزراء هولندا مارك روته. والتقى كلاً من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية انتوني بلينكن، وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس ووزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرغ.
وبرز سجال بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على خلفية هجوم رئيس «القوات» سمير جعجع على أطراف الحكومة ومن ضمنهم «التيار»، بقوله: «إنّ القوى السياسيّة المكوّنة للحكومة، وتحديدًا محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن «خنفشرياتهم» الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها لموقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط».
ورد «التيار» في بيان على تصريحات جعجع، ولفت الى «أن الحقد أعمى السيد سمير جعجع لدرجة أنه لا يستطيع أن يرى أن التيار الوطني الحر غير مشارك إطلاقاً بأعمال الحكومة لا بل هو المعارض الوحيد بين القوى السياسية لكل أفعالها غير الميثاقية وغير الدستورية واللاشرعية أو القانونية، فيما هو يغطي علناً جلساتها غير المقبولة وقراراتها ومراسيمها غير المسموحة. قليلاً من الحكمة يا «حكيم».
على صعيد سياسي آخر، استقبل رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان في دارته في خلدة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد من اللقاء.
ورداً على سؤال، قال النائب هادي أبو الحسن بعد الاجتماع «تم البحث في موضوع رئاسة الأركان ضمن الإطار العام وهو ليس مطلباً فئوياً بل عاماً، وعندما كنا نطالب بتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية، كنا نطرح هذا الأمر، وكنا رأس حربة في تأكيد أهمية تلافي الفراغ وحسناً أنه حصل التمديد لقائد الجيش، ونحن اليوم نطالب بملء الشغور في المجلس العسكري ورئاسة الأركان من ضمن المواقع الأساسية والضرورية، ولم نتداول موضوع الأسماء، كما وأن هناك رأياً لقائد الجيش في هذا الموضوع واحتراماً للأقدمية أيضاً». بدوره، ورداً على سؤال، أوضح الوزير السابق صالح الغريب «انه ليس من المفروض أن يكون هناك ارتباط بين استحقاق رئاسة الجمهورية والعمليات العسكرية على غزة وجنوب لبنان، إنما واقع الحال اليوم يشير إلى ارتباطهما بكل أسف».

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram