افتتاحية صحيفة الأخبار:
استعراض قوة إسرائيلي جنوباً: باريس وواشنطن لم تيأسا بعد من «الوساطة»
شهدت المعركة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وقد دخلت في مئويّتها الثانية، تصعيداً واضحاً في الوتيرة والنوعية، مع المحافظة على المساحة الجغرافية المحدودة لتبادل النيران على طرفَي الحدود. ولوحظ في الأيام الأخيرة تعمّد العدو «الاستعراض» في استهداف مواقع للمقاومة بغارات جوية عنيفة على أهداف لا قيمة عسكرية فعلية لها، اعتاد أن يستهدفها بقذائف المدفعية أو بصواريخ المُسيّرات. وهو ما حصل في وادي السلوقي، أمس، عندما شنّت طائرات العدو نحو 14 غارة ألقت عشرات الصواريخ في الوادي، بالتزامن مع قصف مدفعي للمنطقة نفسها. ويبدو أن العدو يهدف من القصف «الاستعراضي» رفع مستوى الضغط على المقاومة، عبر إثارة الذعر بين أهالي المناطق الجنوبية التي لم تدخل بعد فعلياً في دائرة العمليات المباشرة، وتوجيه رسائل بإمكانية توسّع دائرة القصف الإسرائيلي ونوعيّته.في غضون ذلك، دوّت صفّارات الإنذار في عدد من المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، أمس، إثر سلسلة عمليات نفّذها حزب الله على مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدو الإسرائيلي. وفي سلسلة بيانات متلاحقة، أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية استهداف تجمّع لجنود العدو شرقي مستوطنة إفن مناحم، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والمستعمرات في منطقة النبي يوشع المحتلة بصليات صاروخية، وتجمّعين لجنود العدو في محيط موقعَي راميا وبيّاض بليدا وموقع حدب البستان بصواريخ «بركان».
وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات حولا وميس الجبل وعيتا الشعب ويارين والبستان والجبّين وشيحين ومروحين وراميا وبيت ليف. وتعرّضت بلدتا ميس الجبل وكفركلا لقصف فوسفوري مكثّف مع قذائف ضوئية. واستهدفت دبابة «ميركافا» معادية منزلاً في بلدة العباسية الحدودية. وانفجر صاروخان اعتراضيّان أطلقتهما القبة الحديدية الإسرائيلية في أجواء القطاع الأوسط، قبل أن يزعم العدو لاحقاً إسقاطه مُسيّرة أطلقتها المقاومة باتجاه مستوطنة زرعيت. وفيما أعلن جيش العدو أنه «نفّذ عملية برية في الأراضي اللبنانية»، وتحديداً في بلدة عيتا الشعب، نفت المقاومة ادّعاءات العدوّ.الإعلام العبري: هوكشتين أبلغ اللبنانيين أن إسرائيل لن تتردّد في المبادرة بحرب محدودة برية وجوية وبحرية رغم معارضة واشنطن
وفيما تتصاعد، كمّاً ونوعاً، وتيرة عمليات المقاومة وبالمثل اعتداءات العدو، تشهد الكواليس الدبلوماسية مشاورات مكثّفة لتجنّب التصعيد ومحاولة الوصول إلى صيغة مناسبة تعيد الهدوء إلى الجبهة الجنوبية. ونقلت قناة «كان» العبرية عن دبلوماسيّين غربيين اعتقادهم أن «تقليص القتال في قطاع غزة، والحديث عن نقل (إعادة) سكان فلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، وخطوات معينة، من شأن ذلك إيجاد مناخ جيّد، ربّما يؤدي إلى إمكانية الحديث مع حزب الله حول حل دبلوماسي في الشمال». وأوضحت القناة أن «الوسطاء من فرنسا والولايات المتّحدة، يحاولون التوصّل إلى حلّ دبلوماسي بهذا الخصوص»، مشيرة إلى أن «حزب الله يوضح بشكل علني، وأيضاً للوسطاء، أنه يريد وقف الحرب في قطاع غزة قبل التحدّث عن حلّ في الشمال». وأضافت القناة العبرية أن «مستشاراً كبيراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موجود حالياً في إسرائيل، تحديداً للبحث عن حلّ دبلوماسي لهذه القضية». وأكّدت أن «الوسطاء الفرنسيين والأميركيين يعتقدون بأنه يجب تنفيذ وقف إطلاق نار، وبعد ذلك يمكن الحديث عن التفاصيل الصغيرة». ولكن، بحسب الدبلوماسيين الغربيين، يبدو أن «وقف إطلاق النار، وتسوية طويلة الأمد بين إسرائيل وحزب الله، هدفان بعيدان جداً على الأقلّ في هذه المرحلة، إلا أن الوسطاء يعتقدون بأن الشعور بتقليص الحرب (في غزة) قد يكون كافياً للتقدّم بشيء ما».
وكتب رون بن يشاي، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «في مناسبات سابقة، عندما زار عاموس هوكشتين لبنان، أبلغ مضيفيه أن الولايات المتحدة تعارض الهجوم الإسرائيلي، فاستنتجوا من ذلك أن إسرائيل أسقطت خيار التحرّك بسبب خوف البيت الأبيض من أن تتحوّل الحرب إلى حملة إقليمية. هذه المرّة وعلى ما يبدو، بعد طلب غالانت الصريح، رسم هوكشتين صورة مختلفة للبنانيين، مفادها أن إسرائيل لن تتردّد في جرّ الجيش الإسرائيلي إلى حرب محدودة برية وجوية وبحرية رغم معارضة الولايات المتحدة». وبحسب بن يشاي، «أوضح هوكشتين للبنانيين أن ذلك سيحدث إذا استمرّ (السيد) حسن نصرالله في المطالبة بوقف الحرب في غزة كشرط لإجراء محادثات». وبحسب الكاتب، يمكن التقدير أن «هذا ليس تهديداً فارغاً»، إذ إن «قائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، تابع عن كثب، بالأمس (الإثنين)، مناورة تحضيرية للواء احتياطي للمناورة في جنوب لبنان، بل ومنحها دعاية بارزة». ومن المتوقّع أن تُجرى اليوم تدريبات عسكرية في مستوطنة كريات شمونة على الحدود مع لبنان.
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
اليوم الأعنف للغارات: إسرائيل تحمي الأفخاخ
لعل تصعيد إسرائيل امس لوتيرة غاراتها الجوية على المنطقة الحدودية في #جنوب لبنان لا يحتاج الى الكثير من الاجتهادات والتفسيرات بعدما تجاوز التخوف من الانفجار الواسع بين إسرائيل و”الحزب” في الأيام الأخيرة اطار التهديدات المتبادلة الى تجاوز الخطوط الحمر لقواعد الاشتباك على ضفتي خط المواجهة، ووصلت الغارات اول من امس الى تخوم جزين. ولكن، ومع طغيان كفة استبعاد قيام إسرائيل باشعال الحرب الشاملة، حتى مع تصعيد وتيرة تحدياتها واستفزازاتها في الساعات الأخيرة، فان ثمة معطيات لدى جهات ديبلوماسية مطلعة على الاتصالات التي تتلقاها الجهات اللبنانية المعنية تثير الخشية الشديدة لجهة التنبيه ولفت الأنظار الى ان اتساع المواجهات على مستوى المنطقة بعد تطوري انطلاق الضربات الأميركية والبريطانية للحوثيين في اليمن، وقصف الحرس الثوري الإيراني لاربيل في العراق، من شأنهما أيضا ان يضعا الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية في لبنان على صفيح حار للغاية اكثر مما سبق طوال المئة ويومين من عمر “جبهة المشاغلة”. ذلك ان هذه الجهات تحذر من ان الجبهة التي ربطت ربطا محكما بتطورات حرب غزة باتت الان امام تعقيد إضافي هو خطر تحولها الى منصة من منصات المواجهات الخلفية بين القوى الغربية وإسرائيل وايران بما يضاعف المخاطر والمخاوف من انزلاق للوضع الميداني نحو تفجير واسع.
ولذا اكتسب ما نقله احد النواب من زوار عين التينة امس عن رئيس مجلس النواب #نبيه بري دلالات مهمة لجهة كلام بري عن تجنب الأفخاخ الإسرائيلية. اذ نقل النائب طه ناجي عن بري بأن “لبنان لن يقع في الفخ الإسرائيلي الذي يهدف إلى جرنا لحرب شاملة، وهو في الوقت نفسه كله ثقة بحكمة المقاومة ووعي قيادتها في لبنان الى كل هذه الأفخاخ. كما يؤكد الرئيس بري أن إسرائيل التي إرتكبت الخطا الإستراتيجي الأول في عدوانها على غزة، في حال قامت بالعدوان على لبنان فإنها ترتكب الخطأ الإستراتيجي القاتل”.
“الغارات الأشد”؟
في أي حال، فان الوقائع الميدانية على الجبهة الجنوبية اتسمت بخطورة واضحة ترجمتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية التي أوردت ان “غارات اليوم ( امس) على لبنان هي الأشدّ منذ بداية الحرب”. وقد شهدت المنطقة الحدودية كثافة استثنائية في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية عليها بحيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي اكثر من 15 غارة على اطراف حولا، وادي السلوقي، وادي الحجير، وطريق رب ثلاثين الطيبة وحدها من دون المناطق الأخرى التي استهدفتها غارات وقصف مدفعي. وطاول القصف المدفعي كروم الزيتون في محيط منطقة العبارة في بلدة كفركلا. وعملت سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني – الرسالة الإسلامية على سحب الجرحى الذين أصيبوا في الغارات التي استهدفت المنطقة ما بين وادي السلوقي ومجدل سلم وجرى نقلهم إلى المستشفيات في المنطقة . وتعرضت بلدة رب ثلاثين لقصف مدفعي، مما تسبب باحتراق منزل. وعملت فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة على اخماد النيران. وشن الطيران الحربي ثلاث غارات جوية أخرى على أطراف بلدة حولا. وشنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة على بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه. واستهدف القصف المدفعي اطراف علما الشعب كما استهدفت غارة جوية اسرائيلية اطراف البلدة. وزعم #الجيش الإسرائيلي ان “قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب”. الا ان مصدرا في قوات “اليونيفيل” شكك في هذه المزاعم ضمنا حين قال: “لم نتلق أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً”. كما زعم الجيش الإسرائيلي انه “استهدف 150 خلية للحزب جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات”. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “هجوم كبير للجيش في وادي السلوقي جنوب لبنان وعشرات الأهداف تعرضت لهجوم متزامن”. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة تحاكي هجوماً على لبنان. ونقلت عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوري غوردين، قوله: “نحن أكثر استعداداً من أي وقت مضى، وسنواصل تعزيز الاستعدادات والتقييمات”. وأشار غوردين إلى نشر عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود الشمالية، وقال: “ضربنا الكثير من المواقع على الجانب الآخرولا يزال هناك الكثير مما يجب عمله من أجل النجاح في تحقيق النتيجة المرجوة المتمثلة في تحسين الوضع الأمني حتى نتمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
في المقابل، اعلن “الحزب” عن سلسلة هجمات له على مواقع إسرائيلية وقال انه استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين شرق مستوطنة إيفن مناحم كما شن بعد الظهر ومساء سلسلة عمليات استهدف فيها موقع السماقة في مزارع شبعا ومن ثم تجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط موقع راميا وموقع بياض بليدا كما اعلن انه “ردا على اعتداءات العدو على محيط القرى الجنوبية استهدف محيط المستوطنات في منطقة النبي يوشع المحتلة بدفعات صاروخية مناسبة” .
ميقاتي
وترددت أصداء هذا الواقع الميداني المحتدم على اللقاءات التي يجريها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على هامش مشاركته في أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” في دافوس في سويسرا، كما على المواقف الإعلامية التي يتخذها علما انه يستمر في ربط إعادة الاستقرار الى الجنوب بوقف النار في غزة . واجتمع ميقاتي امس في دافوس مع رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتم البحث في الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والمنطقة وانعكاسها على لبنان. كما تطرق البحث الى عمل اللجنة الخماسية العربية والدولية للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان قدما الى الأمام .
وفي احاديث صحافية ادلى بها من دافوس اكد ميقاتي “أننا قلنا دائمًا وأبدًا أننا نسعى للحلول الديبلوماسية”، وقال “سمعنا من الأمين العام للحزب السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه أننا أمام فرصة لإيجاد حل للاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نعمل على ذلك”، مؤكداً الالتزام بالقرارات الدولية بشأن لبنان و”نحترمها كلها”. وشدد على أنّ “وقف إطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات”، موضحاً “قلت أن الحزب يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب ولا يزال ضمن هذا التصرف وقال إنه يضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة ويحاول أن يتفادى أيّ كأس تؤدي للمزيد من الاضطراب في لبنان”. ولفت إلى أنّ “كل الاتصالات التي أقوم بها مقدّرة من كل الدول، وهي تعلم أن لبنان يحاول تفادي التصعيد جراء الاستفزازت الإسرائيلية”. وأوضح “إننا ندعو لتهدئة واستقرار طويل المدى على الحدود مع إسرائيل”. وأضاف:” بدأنا التحضير لاستقرار طويل المدى في الجنوب”، مشددًا على أن لبنان يجب أن يكون بعيدًا عن أيّ صراع.
وشدّد ميقاتي على أن ” قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع”، معتبرا أنّ “قرار الحرب جاء من الحزب وهو يرد على الاستفزازات الإسرائيلية”. ولفت إلى أن “لبنان لا يستطيع أن يتحمل تبعات الحرب الآن”.
وفي اطار الردود المعارضة الرافضة لربط الوضع في الجنوب بحرب غزة حذر المكتب السياسي الكتائبي من أن “العمليات العسكرية تتوسع يوماً بعد يوم لتشمل البلدان المنضوية تحت راية توحيد الساحات واخطرها ما يحصل في اليمن والعراق وسوريا في ما يشبه حرباً اقليمية واسعة تجر العالم بمجمله الى ويلات يبدو لبنان فيها الحلقة الأضعف كونه مخطوف الارادة ومسلوب القرار ومؤسساته رهينة بيد الحزب الذي بات الآمر والناهي وواضع الشروط للمبادرات المحلية والدولية”. وأكد انه “يرفض كلام رئيس الحكومة الذي صدر عنه عقب لقائه الموفدين الدوليين الساعين الى تجنيب لبنان الأسوأ، وقد كرّس بموجبه رسميا ربط مصير لبنان بالحرب الدائرة في المنطقة، راهناً مستقبل الشعب اللبناني بانتهاء الحرب في غزة وبقضايا ليست قضاياه ولا قدرة له على تحمل تبعاتها منفرداً”.
**************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أعنف قصف إسرائيلي على “السلوقي”… وتسلّل نفاه “الحزب”
دولة التناقضات تُطلّ من دافوس: ميقاتي يتّهم “الحزب” ببدء الحرب!
لم يمضِ وقت طويل على الموقف الذي أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي وأثار جدلاً ولا يزال، حتى أطلّ أمس بموقف مناقض لا بدّ من أن يترك تأثيره على المسرح السياسي والخارجي معاً. فبعد أن ربط ميقاتي يوم الجمعة الماضي خلال آخر جلسة لمجلس الوزراء انتهاء مواجهات الجنوب بنهاية حرب غزة متماهياً مع موقف «الحزب»، ها هو يعلن أمس أنّ «قرار الحرب جاء من الحزب». وهذا الإعلان يعيد مجدداً تسليط الأضواء على مستوى التناقض الذي بلغته الإدارة الرسمية لشؤون هذا البلد الغارق أصلاً في بحر الأزمات. فأي دولة يعيش في كنفها مواطنون يرون الممسكين بمقاليد السلطة يستسلمون لقرار حزب جرّ لبنان منذ 8 تشرين الأول الماضي الى حافة حرب اختبر لبنان ويلاتها؟ والى متى يستمر تضليل الرأي العام والتلاعب بالألفاظ خدمة لنهم السلطة والرغبة المشتركة الجامحة بين التعطيليين والرماديين في البرلمان والحكومة للاستمرار بمصادرة دور رئيس الجمهورية؟
وأتى كلام ميقاتي على هامش مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس – سويسرا. وفي حديث الى قناة «الحدث»، أشار ميقاتي إلى أنّ لبنان يدعو الى «تهدئة واستقرار طويل المدى على الحدود مع إسرائيل». وأضاف: «بدأنا التحضير لاستقرار طويل المدى في الجنوب»، مشدداً على أنّ «لبنان يجب أن يكون بعيداً عن أيّ صراع». وأكد أنّ « قرار السلم في يد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع»، وقال: «إنّ قرار الحرب جاء من «الحزب» وهو يردّ على الاستفزازات الإسرائيلية». ولفت إلى أنّ «لبنان لا يستطيع أن يتحمل تبعات الحرب الآن».
وبالانتقال من التناقضات السياسية الى الويلات الميدانية. فقد شنّت إسرائيل أمس غارات كثيفة على وادي السلوقي في القطاع الأوسط من الجنوب. وأفاد مسؤول ومصدر أمني محليان لوكالة «فرانس برس»، أنّ وتيرة الاستهداف تعدّ «الأعنف» لمكان واحد منذ بدء التصعيد مع «الحزب».
وفي المقابل، أعلن «الحزب» في بيانات متلاحقة استهداف تجمّعات لجنود إسرائيليين ومواقع عسكرية.
الى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنّ «قوات اسرائيلية خاصة تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني، وأزالت ألغاماً في قرية عيتا الشعب»، إلا أنّ مصدراً في قوات «اليونيفيل»، قال: «لم نتلقَ أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان، ونفحص الأمر حالياً». كما نفى النبأ «الحزب».
وفي سياق متصل، أعلن الميجر جنرال أوري غوردين قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، حالة استعداد عالية وسط تصاعد الهجمات على الحدود، متحدثاً إلى الكتيبة 5030 خلال تمرين شمل محاكاة عملية في لبنان. وقال: «التمرين الذي نقوم به هو جزء مهم لزيادة استعدادنا لتوسيع القتال والهجوم على لبنان. نحن مستعدون لهذا أكثر من أي وقت مضى، الليلة إذا اضطررنا إلى ذلك».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
جنرال إسرائيلي يختتم التدريبات بتهديد لبنان بحرب فورية «هذه الليلة»
في ظل هجمات على عشرات الأهداف ضد «الحزب»
في ظل أكبر تصعيد بين الجيش الإسرائيلي و«الحزب»، منذ بدء الحرب على غزة، هدد كبير الجنرالات في تل أبيب، قائد اللواء الشمالي وعضو رئاسة الأركان، أوري غوردين، بتقويض قدرات الحزب القتالية، وكشف أن التدريب الذي جرى، خلال الأيام الماضية، كان واسع النطاق وحاكى هجوماً برياً على لبنان.
وقال غوردين، في ختام التدريب، الذي أجري على مستوى الكتائب التابعة للواء 228 (لواء هناحل الشمالي) والكتيبة 5030 لجيش الاحتياط، إن «هذا التدريب يأتي لزيادة جاهزيتنا لتوسيع القتال والهجوم على لبنان». وأشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، جرى استدعاء القوات الاحتياطية لـ«القيام بهذه المهمة الدفاعية». ولم يحدد الجيش الإسرائيلي موقع التدريب ومدته، علماً بأن المنطقة الحدودية مع لبنان والجبهة الشمالية عموماً للجيش الإسرائيلي تشهد مواجهات متصاعدة مع «الحزب» اللبناني، وفصائل المقاومة الفلسطينية، على خلفية الحربب على غزة. وقد بلغ التوتر أوجاً جديداً الثلاثاء، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة 27 هدفاً شملت «مباني عسكرية وبنى تحتية قتالية» للحزب، في منطقة وادي السلوقي الحدودية، وادعى أن «الحزب» يستخدم المنطقة لأغراض عسكرية «حيث زرع في المنطقة الواعرة عشرات الوسائل والبنى التحتية» لمهاجمة أهداف إسرائيلية.
وجاء في بيان الناطق بلسان الجيش، بعد ظهر اليوم، أنه «أنجز غارة مشتركة لطائرات حربية وقوات المدفعية استهدفت العديد من الأهداف الإرهابية في منطقة وادي السلوقي في جنوب لبنان». وأضاف: «استهدف الهجوم الذي أنجز خلال وقت قصير مباني عسكرية وبنى تحتية تحتوي على وسائل قتالية للحزب». وقال قائد القيادة الشمالية غوردين مخاطباً القوات: «نحن أكثر جهوزية واستعداداً من أي وقت مضى. سوف نشن هجوماً الليلة إذا لزم الأمر، وسنواصل عملية تعزيز الجهوزية وتقييمات الوضع للمضي قدماً أيضاً».
ورد «الحزب» بشن عمليات قصف صاروخي باتجاه البلدات الإسرائيلية الشمالية، التي تم إخلاؤها من معظم سكانها. وألحق القصف أضراراً مادية بالغة. وأعلن رفع حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي إلى أعلى الدرجات، علماً بأن حوالي 100 ألف من جنود الاحتياط ينتشرون على طول الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا.
وادعى قائد اللواء الشمالي، غوردين، أن قواته استهدفت الكثير من الخلايا (المسلحة) على الجانب الآخر. وتم ضرب أكثر من 150 خلية، وتقويض الكثير من القدرات التابعة لـ«الحزب». وقال إن الجيش الإسرائيلي «منشغل بتقويض قدرات (الحزب) وتجريده منها ودفعه إلى الوراء»، وتابع: «لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به للنجاح في تحقيق النتيجة المرجوة المتمثلة في تحسين الوضع الأمني، لنتمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم».
************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تصعيد جنوباً وإسرائيل تلوّح بمواجهة شاملة .. وميقاتي من دافوس: لحلّ ديبلوماسي
يبدو أنّ كرة النار بدأت تتدحرج بشكل متسارع على امتداد المنطقة، بما ينذر بانحدار الامور نحو واقع حربي خارج عن السيطرة. فالتطورات الحربيّة الأخيرة التي تتزامن مع استمرار حرب الإبادة الشاملة التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، واحتدام المواجهات على الحدود الجنوبية بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، بدأت ترسم مشهداً جديداً للمنطقة، أقرب ما يكون إلى صندوق بريد لتبادل الرسائل، والصاروخية منها، بدءًا بصواريخ الحوثيين المتواصلة في البحر الاحمر، ثمّ الضربات الجويّة والصاروخيّة التي شنّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية على أهداف في اليمن، وصولاً الى الصواريخ الإيرانية التي اطلقها الحرس الثوري على ما سمّاها مقرّات تجسسية وتجمعات للجماعات الارهابية في سوريا وكردستان العراق، وأخيراً، وربما ليس آخراً الاشتباك اللافت على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
هذه المستجدات، في توقيتها وحجمها النوعي الذي ظهرت فيه في الفترة الأخيرة تثير المخاوف من انفجار واسع. وهو ما عبّرت عنه مراجع لبنانية مسؤولة امام الموفدين الدوليين، بأنّ اسرائيل تسعى في حربها المدمّرة لقطاع غزة، واعتداءاتها المكثفة على لبنان وتعمّد استهداف المدنيين والبلدات الجنوبية الآمنة، توسيع دائرة المواجهات وتوريط العالم وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية، بحرب كبرى، اعتقاداً من مستوياتها الأمنية والسياسية، انّ هذه الحرب تُخرج اسرائيل من مأزقها العالقة فيه في حربها على قطاع غزة، التي تعترف انّها صعبة وتكلّف جيشها يومياً خسائر كبيرة، من دون ان تتمكن بعد اكثر من مئة يوم من الحرب من تحقيق اي من اهداف هذه الحرب، سواءً بإنهاك حركة «ح.م.ا.س» او إعادة الاسرى الاسرائيليين.
الحرب مستبعدة
الّا انّ مصادر ديبلوماسية اوروبية ابلغت الى «الجمهورية» قولها، انّ «المخاوف مبرّرة بالنظر الى قساوة المواجهات التي قد تبقي احتمال الحرب قائماً، ولكن بالنظر الى ما يجري في الغرف الخلفية لهذا الصراع، فإنّ الحرب الواسعة مستبعدة حتى الآن، والولايات المتحدة الاميركية وكذلك فرنسا، لعبتا دوراً اساسياً في إضعاف هذا الاحتمال».
ولفتت المصادر الانتباه الى «أنّ فرص الحرب الواسعة كانت ممكنة بالتزامن مع الأيام الأولى للحرب في غزة، إلّا انّ الأطراف الاقليميين والدوليّين المفترضين لهذه الحرب، ادركوا أهوالها ونتائجها المدمّرة مسبقاً، وتجنّبوها، ومنعوا حتى التسبّب بخطأ في الحسابات يمكن ان يُشعل الحرب».
خوف متبادل
الى ذلك، اكّد أحد المسؤولين لـ«الجمهورية»، انّ «احتمالات الحرب الواسعة تبقى قائمة طالما انّ العدوان الاسرائيلي مستمر على غزة ولبنان»، فيما تحدثت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«الجمهورية» عمّا سمّتها «جدّية اميركية في منع توسيع الحرب»، وكشفت جانباً من لقاء مع موفد اوروبي بارز قبل فترة ليست ببعيدة، اكّد خلاله الموفد المذكور على ما مفاده «أنّ الامور في المنطقة مضبوطة تحت سقف الخوف المتبادل بين كلّ اطراف الصراع، سواءً المنخرطين مباشرة بالأعمال الحربية، أو الدول الداعمة لهم من الخلف، من الإنزلاق إلى حرب إقليمية ليس في مقدور أيّ طرف فيها أن يقدّر حجم تداعياتها الكارثية وكذلك حجم الأضرار الذي ستلحقه ليس بمصالح دول المنطقة فحسب، بل على المستوى الدولي بصورة عامة.
سجال بأوراق القوّة
وتصبّ قراءات المحلّلين في خانة استبعاد فرضية نشوب حرب واسعة، وعلى ما يقول خبير في الشؤون العسكرية رداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول الرسائل الصاروخية التي عبرت سماء المنطقة: «لا الولايات المتحدة تريد الحرب الواسعة، ولا ايران وحلفاؤها من اليمن الى «الحزب» في لبنان، يريدون التوسّع في الحرب، فما حصل مما يسمّى رسائل صاروخية، اشبه ما يكون باستعراض قوة لا اكثر، او يمكن ان نسمّيه سجالاً بأوراق القوة في نهايات اللعبة قبل الانتقال الى مرحلة التبريد، والجلوس على طاولة البحث عن حلول ومخارج وتفاهمات».
وأعرب عن اعتقاده في «أنّ الامور بلغت السقف الذي بات يتوجب النزول تحته. وهنا ينبغي رصد الجهد الاميركي المكثف الذي يُبذل لتحقيق ما يسمّيه الاميركيون «احتواء التصعيد» في قطاع غزة او وخفض التصعيد او وقفه مع لبنان. وفي هذا السبيل صبّت واشنطن جهودها عبر الزيارات المتتالية لوزير خارجيتها انتوني بلينكن والوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل، لتحقيق ما سُمّيت «المرحلة الثالثة»، التي اعلن الجيش الاسرائيلي الانتقال اليها بسحب قوات قتالية اساسية من قطاع غزة، أي الانتقال من العمليّات العسكريّة الواسعة والقصف والغارات المكثفة إلى العمليات النوعية وتخفيف حدّة القتال والحرب. وهي بلا ادنى شك خطوة تراجعية، في موازاة الاهداف العالية السقف التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو في بداية الحرب، ويجب الّا نغفل في هذا المجال انّ اسرائيل، وباعتراف المحللين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين، امام تحدٍ كبير يتهدّدها، بانفجار انتفاضة جديدة في وجهها في الضفة الغربية».
جبهة الجنوب: مخاوف
وفي موازاة فشل كل الوساطات وحراكات الموفدين، ورسائل الترغيب والترهيب في وقف تدحرج كرة النار على الجبهة الجنوبية، فإنّ الوقائع العسكرية المتلاحقة فيها، باتت تنطوي على مخاوف جدّية من انحدار الامور الى تصعيد واسع، ولاسيما أنّ الساعات الاخيرة حملت كثافة غير مسبوقة في العمليات العدوانية الاسرائيلية ضدّ المناطق الجنوبية. حيث أفيد عن 14 غارة جوية متتالية نفّذها الطيران الحربي الاسرائيلي وصفت بالأعنف منذ بدء العدوان، استهدفت منطقة وادي السلوقي بنحو 20 صاروخاً، ترافقت مع قصف مدفعي عنيف للمنطقة، وشمل معظم البلدات الجنوبية المحاذية لخط الحدود. وتزامن ذلك مع منشورات القاها الطيران الاسرائيلي فوق بلدة كفر كلا تحرّض على «الحزب». واعقبت ذلك سلسلة عمليات لـ«الحزب»، استهدف فيها مواقع: حدب البستان، وبياض بليدا، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع راميا، وموقع السماقة، ومحيط المستعمرات في النبي يوشع، وتجمعاً للجيش الاسرائيلي شرق مستوطنة إفن مناحم.
وفيما اعلن الجيش الاسرائيلي انّ قوة خاصة قامت بهجوم خلال الليل، وتمكنت من إزالة تهديد في بلدة عيتا الشعب، نفت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» علمها بذلك، فيما ذكرت معلومات اعلامية بأنّ ما حصل هو انّ ثلاثة جنود اسرائيليين من قوة «ماغلان» الاستطلاعية الاسرائيلية كانوا يحاولون التسلّل من جهة موقع الراهب الى نقطة الحدود وتمّ اكتشافهم، وعادوا الى داخل موقع الراهب خائبين.
ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر في قوات «اليونيفيل»، قوله «إننا لم نتلق أي تقرير عن تسلّل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حاليًا». كما نقلت عن مصدر أمني لبناني، قوله «إننا لم نرصد أي تسلّل إسرائيلي في محيط بلدة عيتا الشعب جنوبي».
ويأتي ذلك، في ظل حديث متزايد في الإعلام الاسرائيلي عن «تأهّب الجيش الإسرائيلي لسيناريو مواجهة شاملة على الحدود الشمالية مع الحزب»، وعن أنّ سحب قوات الفرقة 36 من قطاع غزة، سيبقيها في جهوزية لنشرها على الجبهة الشمالية مع لبنان وتحسباً من اندلاع مواجهة شاملة».
وفيما توالت التهديدات الاسرائيلية «بفرض واقع جديد في جنوب لبنان يضمن أمن المستوطنات الاسرائيلية»، والحديث عن رغبة اسرائيل بحل ديبلوماسي، وضيق مساحة الوصول اليه، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية انّ «الجبهة الشمالية تشكّل ضغطاً كبيراً على الجيش الاسرائيلي». مشيرةً الى أنّ احتمال إخلاء جنوب لبنان من قوات «الحزب» وفق القرار 1701 عبر تسوية سياسية ليس بعيداً، لكنه مليء بعلامات الاستفهام، ويشكّل تهديداً بتشكّل واقع غامض بمرور الوقت».
ونقل الاعلام الاسرائيلي عن رئيس المجلس الإقليمي ميتا آشر في الجليل الغربي بعد اجتماع أعضاء الحكومة الإسرائيلية مع رؤساء مستوطنات خط المواجهة في الشمال قوله: «حكومة إسرائيل ليست معنية بالحدث، لقد خسرنا الشمال، أخجل أنّ هذا هو الوضع وهذا سلوك حكومتي».
واشنطن لحل سياسي
وفيما عكس الاعلام الاسرائيلي مطالبات المستوطنين بإجراءات عسكرية يتخذها الجيش الاسرائيلي لإبعاد «الحزب» وضمان أمن المستوطنات وعودة سكانها اليها، توالت في الموازاة التأكيدات الأميركية حيال عزم الولايات المتحدة الاميركية على بلوغ حل سياسي على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، وآخرها عبر السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون، التي التقت امس الرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. والبارز في حركة السفيرة الاميركية انّها نقلت بصورة مباشرة حرصاً اميركياً على استقرار لبنان، وأعادت التشديد على موقف واشنطن الهادف الى خلق مناخات هادئة على الحدود، تعيد إشاعة الأمن والاستقرار في تلك المنطقة. مؤكّدة انّ واشنطن تضع في اولوياتها بلوغ هذه الغاية، ومنع توسع دائرة المواجهات.
ورداً على سؤال حول مستقبل الوضع على الجبهة الجنوبية، اكّدت مصادر سياسية مطلعة عن كثب على خلفيات الموقف الاميركي لـ«الجمهورية»: «الاميركيون اكّدوا أنّ لا حرب اسرائيلية واسعة ضدّ لبنان، وتحت هذا العنوان تتحرك واشنطن من بداية الحرب في غزة، ورغم تصاعد عمليات «الحزب» فإنّ واشنطن لا تريد ان تتصاعد المواجهات على الحدود الجنوبية، وتردع اسرائيل عن القيام بأي خطوة لتصعيد كبير. والموقف الحقيقي لواشنطن سبق ان عبّر عنه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري الاسبوع الماضي، بأنّ اسرائيل تفضّل الحل الديبلوماسي، ولبنان ايضاً، وواشنطن بدورها ترى انّ الخروج من هذه الازمة يتمّ عبر الحل الديبلوماسي، ومهمتنا هي أن نصل الى حل ديبلوماسي».
بوريل: 3 أولويات
الى ذلك، أكّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنّ «الحل العسكري في غزة لن يكون كافياً إذا لم يؤد إلى مشروع سياسي»، وشدّد في الوقت ذاته على أنّ «هناك ثلاث اولويات هي: منع اتساع نطاق الصراع إلى لبنان بأيّ ثمن، وتحرير الأسرى في غزة وتمهيد الطريق الى تسوية الأزمة».
ميقاتي: الحل الديبلوماسي
في هذه الاجواء توجّه الرئيس ميقاتي الى دافوس في سويسرا للمشاركة في اعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي»، حيث التقى امس رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتمّ البحث في الأوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والمنطقة وانعكاسها على لبنان. كما تطرّق البحث الى عمل «اللجنة الخماسية العربية والدولية»، للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان قدماً الى الأمام.
وفي احاديث صحافية اجراها على هامش المؤتمر قال ميقاتي، «إنّ وقف اطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية للحل في المنطقة، واذا لم يتوقف اطلاق النار فسيكون ذلك ككرة الثلج التي تتمّدد الى كل دول المنطقة».
وإذ اكّد انّ «المطلوب هو الضغط على اسرائيل لوقف التصعيد»، اشار الى «اننا نسعى الى حلول ديبلوماسية، وهذا هو الخيار الأفضل، لأنّ الحرب تعني الخسارة للجميع. اذا كان الخيار هو الحل الديبلوماسي فنحن مستعدون والجانب الأميركي بدأ بهذه الخطوات ولا نزال مستمرين بهذا البحث».
ورداً على سؤال قال: «إنّ الموفد الأميركي اموس هوكشتاين قال إنّه توجد نافذة للوصول الى حل، كما سمعنا من الأمين العام لـ«الحزب» السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه أنّ هناك فرصة ذهبية للوصول الى استقرار طويل الأمد. نحن نسعى الى ذلك وهذا ما نقوم به، وإننا على استعداد للاستمرار بالمباحثات الديبلوماسية للوصول الى حل وتطبيق القرار 1701 كاملاً. نحن نلتزم القرارات الدولية منذ اتفاق الهدنة عام 1949 وصولاً الى القرار الرقم 1701. في المقابل على اسرائيل أن تحترم هذه القرارات وتطبّقها وأن تلتزم الشرعية الدولية».
***************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ميقاتي من دافوس: مفتاح المعالجة وقف الحرب في غزة
«الخماسية» تُطلق آلية رئاسية أوائل شباط.. وتهويلات إسرائيلية بتوسيع العدوان
يسير الوضع في لبنان، على وقع متلازم لمتغيرات الصراع في المنطقة، وتوسع جهات الاستهداف، سواء بالصواريخ البالستية العابرة للمسافات البعيدة من آخر نقطة في غرب اسيا (إيران) الى سواحل المتوسط في سوريا، مروراً بالبحر الاحمر والبرَّين العراقي والسوري.
وعلى هذا النحو، استمرت التساؤلات عن المدى الذي يمكن ان يبلغه المسار الانحداري باتجاه «حرب كبرى» على نقاط التوتر في اقليم الشرق الاوسط او بداية الترجل الحربي باتجاه الخروج الآمن من ممرات الاشتباك.
وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية خافتة وأن التركيز منصب على ترقب التطورات الحاصلة، فيما تبقى جبهة الجنوب في أولويات المتابعة، ولفتت إلى أن ما من تحضيرات محلية جدية في الملف الرئاسي وكل ما يحكى هو استئناف اللجنة الخماسية الاتصالات بشأن تفعيل هذا الملف، وقد يتظهَّر ذلك من خلال زيارة متوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت لكنها لاحظت أن أي مستجد تصعيدي قد يؤدي إلى تعليق هذه الفكرة،ما قد يدفع إلى استمرار الشغور الرئاسي وجعل الملفات عرضة للتأخير او البت داخل حكومة تصريف الأعمال التي توجه لها انتقادات في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكشفت مصادر سياسية عن اتصالات أجراها كبار المسؤولين اللبنانيين مع الدوحة، وعلى هامش مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دافوس لدى لقائه رئيس الحكومة القطرية، لارسال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى لبنان في اقرب وقت ممكن، لاستئناف مهمته مع كافة الاطراف السياسيين لاعادة الحرارة الى ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المتوقف ، واستكمال مساعيه التي قام بها سابقا، انطلاقا من الدور التوفيقي الذي تقوم به الدوحة منذ بداية ازمة الانتخابات الرئاسية وحتى قبل اندلاع حرب غزة قبل ثلاثة اشهر، بدعم من اللجنة الخماسية وتاييد معظم الاطراف السياسيين، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.
إلا ان لبنان الرسمي بقي على موقفه لجهة وقف النار في غزة اولاً، فهو حجر الاساس لبداية نوع من الاستقرار الدائم، والبحث عن حلول سواء في ما يتعلق بالقرار 1701 او حول الموضوع الفلسطيني، مشدداً بعد التحذير، من اننا «ملتزمون بأن نبعد كأس الحرب عن لبنان»، والحرب ستكون كرة الثلج التي تطال الجميع، ولن يكون لبنان وحدة ضحيتها، كاشفاً عن البدء بالتحضير لاستقرار طويل في الجنوب.
ومن دافوس، قال الرئيس نجيب ميقاتي اننا «نسعى الى الحلول الدبلوماسية، وملتزمون بالقرارات الدولية بشأن لبنان»، وقال: قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع، معتبراً ان الحزب يرد على الاستفزازات الاسرائيلية، واصفاً الحزب بأنه يتصرف بعقلانية، ويضع مصلحة لبنان فوق اي مصلحة.
ولم يرَ ميقاتي اي رابط بين ما يجري في الجنوب وانتخابات رئاسة الجمهورية.
اللجنة الخماسية
وتعقد اللجنة الخماسية العربية – الدولية اجتماعاً نهاية الشهر الجاري او الاسبوع الاول من شباط، لمراجعة المواصفات التي ارسلت عبر برقيات حملها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى الكتل النيابية، وحصل على اجابات حولها، وبعد ذلك يحمل لودريان مجدداً الى لبنان خلاصة هذه المواصفات، ويعلن اما عبر بيان او مؤتمر صحافي.
وبعد ذلك، من الممكن عقد جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب الرئيس، من زاوية نضوج الاجواء التفاوضية في المنطقة التي تحتاج الى رئيس من اجل تنفيذ القرار 1701 او الشروع بعملية الترسيم البري للحدود الجنوبية من الغرب الى الشرق.
واشارت مصادر سياسية على تواصل مع تيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي،ان مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية خلال العشاء الذي أقامه وليد جنبلاط على شرف سليمان فرنجية امس الاول،تناولت الملف من خلال تبادل وجهات النظر بين الزعيمين واستعراض موقف كل منهما في كيفية المساعدة على إجراء الانتخابات الرئاسية باسرع وقت ممكن،باعتبار وجود رئيس للجمهورية ضروريات لاعادة انتظام عمل المؤسسات والنهوض بالبلد.
وكشفت انه لم يتم التزام اي طرف بموقف او تسمية اي مرشح ،او تبديل مواقفهما السابقة والتزاماتهما السياسية، ولكن تم التأكيد على اهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والقيام بما يلزم من مساعي واتصالات لتسريع الانتخابات، وانتخاب رئيس ،لا يكون استفزازيا لاي طرف كان، وان يبقى التواصل بينهما مستمرا في المرحلة المقبلة.
تكتل باسيل على رفضه الدائم
سياسياً، وفي اطار تحذيراته اليومية، حذر تكتل لبنان القوي الذي اجتمع برئاسة النائب جبران باسيل من ان «المس بحقوق الشراكة في الحكم يفتح الباب امام كل الاحتمالات»، معلناً رفضه لما يجري من «تجاوز لموقع رئاسة الجمهورية»، واستسهال التشريع وعمل الحكومة وكأن «لا فراغ في البلاد»، رافضاً كذلك استعادة حقوق لبنان في ارضه المحتلة بأي شرط آخر.
تربوياً، تم احتواء الاضراب الذي كان من الممكن ان ينفذه المعلمون في المدارس الخاصة، بعد تعهدات من وزير التربية عباس الحلبي عن زيادة مخصصات مالية لدعم المتقاعدين أسوة بزملائهم في القطاع العام.
اعادة الودائع
مصرفياً، أكد الرئيس ميقاتي أن الحكومة بصدد دراسة قانون يتعلق باسترداد الودائع، الأفضلية لصغار المودعين، الذين تقل قيمة ودائعهم عن 100 ألف دولار، ولن يكون مجحفاً بحقهم كما تردد في الأوساط اللبنانية في الأسابيع الماضية»، مشدداً على أن قانون استرداد الودائع سننتهي من اعداده بـ«أسرع وقت». مستغرباً هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس السويسرية ما أُثير في الآونة الأخيرة من أن القانون المقترح لسداد الودائع المحتجزة في المصارف، سيطال كبار المودعين، وسيظلم الصغار منهم، مشيراً إلى أن الأمر «على العكس تماماً». وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي وضع بعض الشروط المسبقة للاستفادة من برنامج «تسهيل الصندوق الممدد» منها إقرار قوانين في المجلس النيابي، وفي مقدمها قوانين إعادة هيكلة المصارف والفجوة المصرفية. وأشار إلى أنه فور إقرار هذه القوانين، فإن لبنان سيكون على «سكة التعافي الكامل». ولفت الى» ان المصرف المركزي يدرس توحيد سعر صرف العملة»، اخذا بالاعتبار واقع المصارف».
الحد الأدنى للنقل
نقابياً، ربطت لجنة المؤشر التي اجتمعت في وزارة العمل امس ادخال اية اضافات على الرواتب بانتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، واعادة تحريك وضع الاقتصاد.
وكشف وزير العمل مصطفى بيرم انه تم الاتفاق على اقرار بدل النقل اليومي في القطاع الخاص على اساس 450 الف ليرة لبنانية ليكون العاملون في هذا القطاع على قدم المساواة مع القطاع العام.
استعدادات معادية
في هذه الاثناء، بقيت اسرائيل تدق طبول الحرب في الجنوب. ونقلت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي اللواء أوري غور دبنت قوله سنواصل تعزيز الاستعدادات، مشيراً الى نشر عشرات الآلاف من الجنوب عند الحدود الشمالية، وزعم ان جيشه «ضرب الكثير من المواقع في الجانب الآخر».
الغارات الأعنف
ميدانياً، وصفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية الغارات امس على لبنان بأنها الاشد عنفاً منذ بداية الحرب.
وكانت المقاتلات الحربية المعادية شنت قرابة الحادية عشرة صباحا 14 غارة جوية متتالية مستهدفة منطقة وادي السلوقي بأكثر من 30 صاروخاً وترافقت مع قصف مدفعي عنيف استهدف المنطقة نفسها.
وتعرضت تلة المطران في حمامص وأطراف حولا وادي البياض وميس الجبل لقصف مدفعي اسرائيلي معادي صباح أمس. كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف من دبابة ميركافا اسرائيلية معادية بالقذائف الفوسفورية.
واعلن الحزب انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي شرق مستوطنة إيفن مناحم بالأسلحة الصاروخية».
وبعد الظهر استهدف الحزب موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية محيط المستعمرات في منطقة النبي يوشع المحتلة بدفعات صاروخية مناسبة، وكذلك تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع راميا، وموقع بياض بليدا ايضاً.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
التصعيد العسكري على الحدود يُنذر باتساع الحرب… وهوكشتاين غائبٌ عن السمع
إجتماع لـ«اللجنة الخماسية» خلال أسبوعين في جدّة لبحث الملفين الأمني والرئاسي
الاجتماع التربوي أكد على إنصاف المعلمين… ولا إضراب في المدارس الخاصة اليوم – صونيا رزق
في الوقت الذي يتسابق فيه مسار الحرب والديبلوماسية في المنطقة، وتتسارع المعطيات والمعلومات المنقسمة بين الايجابية والسلبية، تبدو الصورة واضحة من ناحية الجنوب اللبناني والقرى الحدودية، حيث يؤكد الواقع مدى تزايد الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على البلدات الجنوبية، والتهديدات «الاسرائيلية» التي لم ولن تصل الى مبتغاها، وكان آخرها ما اشار اليه مسؤول المنطقة الشمالية في الجيش «الإسرائيلي» أوري غوردين، الى استعدادهم أكثر من أي وقت مضى للهجوم على لبنان، مع جهوزية للتصرف حتى في هذه الليلة إذا لزم الأمر»، على حد تعبيره، فيما الحقائق تؤكد العكس، وفق التقارير التي تصدر عن أوضاع ومآسي الجنود «الاسرائيليين» الذين يعانون من تداعيات الحرب، ومن السخونة التصاعدية على الجبهة الجنوبية، واحتمال تطوّرها في أي لحظة الى حرب واسعة مع المقاومة.
الى ذلك، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً ذكرت فيه «انّ إسرائيل تنظر الى الحزب بشكل مختلف عن حركة ح.م.ا.س، باعتباره يملك جيشاً مع تدريب متطور وترسانة من حوالى مئة وخمسين الف صاروخ، بينما يخشى العديد من «الإسرائيليين» أن تستخِفّ حكومتهم مرة أخرى، بالتهديد المميت الذي يمثّله الحزب».
مزاعم اسرائيلية عن تنفيذ عملية برّية على الحدود
وفي إطار الشائعات التي تطلقها قوات الاحتلال، زعم الجيش «الإسرائيلي» يوم أمس، أنه نفذ عملية برّية على الحدود مع جنوب لبنان، لإزالة أي تهديد بعملية تسلل من جانب الحزب باتجاه بلدات الشمال، وقال:» استهدفنا بقصف جوّي منصّة إطلاق قذائف مضادة للدروع للحزب في كفركلا جنوب لبنان»، وادعى الناطق باسم الجيش «الاسرائيلي» أفيخاي أدرعي» أن قوات خاصة بجيشه هاجمت الليلة الماضية نقاطاً للحزب في منطقة عيتا الشعب».
إستمرار التصعيد جنوباً… ورد مناسب للمقاومة
أمنياً، سجّل أمس قصف «إسرائيلي» بالقذائف الفوسفورية استهدف بلدة كفركلا، وقصف مدفعي بلغ بلدات ميس الجبل والعباسية وأطراف حولا ووادي البيّاض وأطراف عيترون، بالتزامن مع غارات اسرائيلية مكثفة اعتبرت الاشدّ منذ بداية الحرب في 8 تشرين الاول الماضي، وليلاً استهدفت المدفعية «الإسرائيلية» تلة الرويسات والحارة القديمة في كفركلا بالقذائف، فأصابت منزلاً ونجت العائلة التي تسكنه بأعجوبة…
وعلى خط مقابل، اُطلقت رشقات صاروخية من جنوب لبنان في اتجاه « راموت نفتالي» في الجليل الأعلى، بالإضافة إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه موقع للجيش «الإسرائيلي» في المنطقة عينها، كما قصفت المقاومة بالصواريخ موقع السماقة، في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وحققت فيها إصابات مباشرة.
ترجيح الصورة السلبية
في غضون ذلك، خفّت حركة الموفدين الغربيين التي كانت ناشطة الاسبوع الماضي، مما يدعو الى ترجيح الصورة السلبية، خصوصاً بعد مغادرة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين بيروت، من دون ان يجري اي اتصال بمسؤول لبناني، او وسيط لنقل المستجدات او الحصول على جواب نهائي، الامر الذي اعتبره المراقبون السياسيون رسالة جديدة من التحذيرات كرّرها هوكشتاين منعاً لانزلاق لبنان في الحرب، مع نصائح بعدم اتساع رقعتها وقواعد الاشتباك، بالتزامن مع» زعل» اميركي من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على خلفية تصريحه في الجلسة الأخيرة للحكومة يوم الجمعة الماضي،» بأن التهدئة في لبنان غير منطقية من دون وقف إطلاق النار في غزة»، وهو كلام لم تتقبله الولايات المتحدة لانه يناقض الجهود التي تقوم بها، من أجل وقف إطلاق النارعلى الجبهة الجنوبية.
«المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس
في دافوس- سويسرا يشارك الرئيس ميقاتي في أعمال» المنتدى الاقتصادي العالمي»، حيث التقى رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتم البحث في الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والمنطقة وانعكاسها على لبنان. كما تطرق البحث الى عمل « اللجنة الخماسية العربية والدولية « للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان.
ويتناول جدول أعمال المنتدى الديناميكيات المعقدة في الشرق الأوسط، ويلقي الضوء على التوترات الأخيرة، كما تُعقد جلسة مخصّصة للأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، لتؤكد الحاجة الملّحة لمعالجة الاضطرابات الإقليمية.
ميقاتي: لخيار حل الدولتين
في المواقف اعتبر الرئيس ميقاتي أن وقف اطلاق النار في غزة، هو حجر الزاوية للحل في المنطقة، واذا لم يتوقف فسيكون ذلك ككرة الثلج التي تتمدّد الى كل دول المنطقة، مشدداً على ضرورة الضغط على «اسرائيل» لوقف التصعيد.
وفي حديث الى «قناة الجزيرة» قال ميقاتي: « نحن نسعى للحلول الديبلوماسية، وهذا هو الخيار الأفضل، لأن الحرب تعني الخسارة للجميع، واذا كان الخيار هو الحل الديبلوماسي فنحن مستعدون، والجانب الأميركي بدا بهذه الخطوت للوصول الى حل، وتطبيق القرار 1701 كاملاً، ونحن نلتزم القرارات الدولية، وفي المقابل على «اسرائيل» أن تحترم هذه القرارات وتطبقها، كما على المجتمع الدولي الضغط عليها لوقف اطلاق النار، للوصول الى حل يقوم على قاعدة خيار حل الدولتين».
حركة ناشطة للبخاري
افيد وفق المعلومات بأنّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، بدأ حركة سياسية ناشطة في بيروت، قبل الاجتماع المرتقب للجنة الخماسية العربية والدولية، الذي سينعقد في جدة خلال الأسبوعين المقبلين، على ان يعود بعدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، للعمل مجدّداً على تشجيع الحوار لتأمين التوافق على الرئيس وإنهاء معضلة الاستحقاق الرئاسي، في حين انّ هذا الاستحقاق وُضع جانباً في الداخل اللبناني، وبات معلقاً بمدى توقف الحرب في غزة، وفق ما قال الرئيس ميقاتي، وتلقى رفضاً لموقفه من البطريرك الماروني بشارة الراعي والاحزاب المسيحية.
لا جلسة حكومية هذا الاسبوع
على الخط الحكومي، ووفق مصادر وزارية، لا جلسة هذا الاسبوع ليس فقط لغياب الرئيس ميقاتي، انما لعدم جهوزية عدد من المواضيع الملحة للحسم في الجلسة، سواء في ما خص تعيين رئيس للاركان او البت بنسب الزيادات المقترحة على الرواتب.
لا اضراب في المدارس الخاصة اليوم
تربوياً، انتهى اجتماع المؤسسات التربوية الخاصة ونقابة المعلمين مع وزير التربية عباس الحلبي ايجابياً مع حسم الأمر، من دون إعلان الإضراب المفتوح.
وبعد الاجتماع اشار وزير التربية عباس الحلبي الى التزام المؤسسات التربوية الخاصة بتأمين مبلغ 60 مليار ليرة شهرياً على الأقل، لتغطية دفع المعاشات التقاعدية مضاعفة 6 مرات لمن يتقاضاها من صندوق التعاقد». كما أكّد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض» أنّ اليوم الاربعاء يوم عمل عادي في المدارس، وإن وقعنا الاتفاق في خلال 48 ساعة فلن يكون هناك مشكلة وإلّا نعود الى الجمعيات العمومية».
بدورها أشارت النقابة في بيان الى أنّ همّها الأول إنصاف الأساتذة المتقاعدين وتقاضيهم زيادات على الرواتب بالتساوي مع زملائهم في التعليم الرسمي، ومن خلال الآليّات الرسمية في صندوق التعويضات.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
تصعيد إسرائيلي كبير في الجنوب والمنطقة تغلي
تزايدت امس حدة التوتر جنوبا مع توسع رقعة القصف الاسرائيلي جنوبا، وتكثيف طيرانه الحربي من غاراته الجوية على القرى والبلدات الجنوبية، والمناطق المتاخمة لها، والاحراج والبساتين والاراصي الزراعية متسببة باضرار كبيرة في الممتلكات.
فقد تعرضت تلة المطران في حمامص وأطراف حولا وادي البياض وميس الجبل لقصف مدفعي اسرائيلي صباح أمس. كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف من دبابة ميركافا اسرائيلية بالقذائف الفوسفورية. كما سجلت سلسلة غارات على أطراف حولا وادي السلوقي، واستهدف الطيران باكثر من 15 غارة اطراف حولا، وادي السلوقي، وادي الحجير، وطريق رب ثلاثين الطيبة، وطاول القصف المدفعي كروم الزيتون في محيط منطقة العبارة في بلدة كفركلا، وتعرضت بلدة رب ثلاثين لقصف مدفعي، ما تسبب باحتراق منزل. وعملت فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة على اخماد النيران، وشن الطيران الحربي ثلاث غارات جوية على أطراف بلدة حولا. وسجل ايضا قصف مدفعي على أطراف عيترون. ونفذت مسيرة اسرائيلية قرابة الواحدة من بعد الظهر عدوانا جويا حيث شنت غارة مستهدفة بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه، واستهدف القصف المدفعي اطراف علما الشعب. ايضا استهدفت غارة جوية اسرائيلية اطراف البلدة. وحلق الطيران الحربي في اجواء القطاعين الغربي والأوسط لا سيما فوق الناقورة وعلما الشعب وصولا لقرى عيتا الشعب، ومروحين، ويارون بالتزامن مع تحليق لطيران استطلاعي في الاجواء. الى ذلك، أشار الجيش الإسرائيلي الى ان «قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب». الا ان مصدرا في قوات اليونيفيل قال: لم نتلق أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً. واعلن الجيش الإسرائيلي «استهداف ١٥٠ خلية للحزب جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات». وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن «هجوم كبير للجيش في وادي السلوقي جنوب لبنان وعشرات الأهداف تعرضت لهجوم متزامن». وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ان «غارات اليوم (أمس) على لبنان هي الأشدّ منذ بداية الحرب». في المقابل، اعلن الحزب انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي شرق مستوطنة إيفن مناحم بالأسلحة الصاروخية». كما صدر عن المقاومة الإسلامية البيانين التاليين: دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 2:00 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 16-01-2024، موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات العـدو على محيط القرى الجنوبية، استهدف ومجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 3:00 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 16-01-2024، محيط المستعمرات في منطقة النبي يوشع المحتلة بدفعات صاروخية مناسبة. وفي بيان آخر قال الحزب: إستهدف مجاهدونا عند الساعة 4:20 من عصر اليوم الثلاثاء 16-01-2024 تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع راميا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، وتابع في منشور: استهدف مجاهدونا عند الساعة 4:20 عصرا موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة وحلق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي طيلة ليل اول من أمس وحتى صباح امس، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وأطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق. وكان الطيران الاسرائيلي المسير قد أغار قرابة التاسعة من مساء اول من أمس، على أطراف بلدة الناقورة وعلى جبل اللبونة وجبل العلام، وترافق ذلك مع قصف مدفعي متقطع على محيط بلدة علما الشعب. وسمعت ليلا، أصوات انفجارات في قرى قضاء بنت جبيل ناتجة عن صواريخ اعتراضية أطلقها الجيش الاسرائيلي لمواجهة صواريخ المقاومة الاسلامية في سماء المنطقة المذكورة.
السنوار على قائمة العقوبات الأوروبية
دبابات إسرائيلية تعاود اجتياح شمال غزة وتكثف القصف جنوباً
والمقاومة تطلق رشقات صاروخية على نتيفوت بالنقب
تعرضت مناطق في جنوب قطاع غزة الثلاثاء إلى قصف إسرائيلي عنيف بعد إعلان إسرائيل أن “مرحلة العمليات “المكثفة في الجنوب ستنتهي قريباً”، وسط تواصل التصعيد في المنطقة.
وقال سكان في غزة إن دبابات إسرائيلية عاودت اجتياح مناطق في شمال القطاع كانت قد انسحبت منها الأسبوع الماضي، في عودة لبعض من أعنف الاشتباكات منذ بداية العام عندما أعلنت إسرائيل تقليص عملياتها هناك ، وشوهدت انفجارات ضخمة شمال غزة عبر الحدود مع إسرائيل، وهو أمر كان نادراً خلال الأسبوعين الماضيين بعدما أعلنت إسرائيل تقليص قواتها في شمال القطاع في إطار الانتقال إلى عمليات محددة أصغر حجماً.
وقصف الطيران الإسرائيلي ليل الإثنين – الثلاثاء منطقة خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تتركز العمليات البرية والغارات الجوية منذ أسابيع.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ “ح.م.ا.س” أن الضربات الإسرائيلية على مجمل القطاع مساء الإثنين وخلال الليل أسفرت عن سقوط 78 شهيدا وكثير من الجرحى، وفي المقابل أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جندياً توفي متأثراً بجروحه بعد إصابته خلال معركة في قطاع غزة.
في الأثناء قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين حول بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة وعثرت أيضاً على نحو 100 منصة لإطلاق الصواريخ،
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة خلال معارك جرت جنوب قطاع غزة، كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر امس غارات على جباليا شمال قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 24285 فلسطينياً وإصابة 61154 آخرين خلال الضربات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من تشرين الأول.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س)، إن مقاتليها استهدفوا آليات للاحتلال الإسرائيلي، وخاضوا اشتباكات من مسافة صفر مع جنوده، في حين أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وجرح 26 آخرين في معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وأعلنت كتائب القسام استهداف دبابتين إسرائيليتين وجرافة عسكرية، وأنها اشتبكت من مسافة صفر مع قوة راجلة جنوب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقبل ذلك، قالت الكتائب إنها قصفت بقذائف هاون تجمعا لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي بخان يونس أيضا.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لـحركة الجهاد الإسلامي– إن مقاتليها استهدفوا بقذائف هاون تمركزا لجنود وآليات الاحتلال بمحيط كلية العلوم والتكنولوجيا جنوبي خان يونس.
وبثت كتائب القسام مشاهد لقصف نفذته مع سرايا القدس بقذائف الهاون على قوات الاحتلال الراجلة شمالي قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا آلية إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” غرب تل الهوا بمدينة غزة، كما اشتبكوا مع قوة مشاة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
كما استهدفت كتائب القسام ناقلة جند إسرائيلية بعبوة “شواظ” وقذيفة “الياسين 105” شمال حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
ونشرت كتائب القسام مشاهد لطائرة مسيّرة إسرائيلية سيطر عليها مقاتلوها شمالي قطاع غزة.
في الأثناء، أعلنت كتائب القسام قصف نتيفوت بالنقب الغربي برشقة صاروخية. وسقط عدد كبير من الصواريخ التي أطلقت من غزة في مدينة نتيفوت بالنقب الغربي، وفي جفعوليم وسدوت نيغيف ضمن الدفعة الأخيرة باتجاه النقب الغربي.
كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في نتيفوت وحدوث أضرار مادية بالغة بالمبنى والسيارات. ودوّت صفارات الإنذار في كل بلدات غلاف غزة والنقب الغربي.
وقالت بلدية نتيفوت إن نحو 50 صاروخا أُطلقت باتجاه المدينة. وقالت مصادر إسرائيلية إن الصواريخ انطلقت من شمالي قطاع غزة مستهدفة نحو 19 بلدة في غلاف غزة والنقب الغربي. ويقصف الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف المواقع التي أُطلقت منها الصواريخ باتجاه النقب الغربي.
في غضون ذلك أدرجت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي رئيس حركة “ح.م.ا.س” في غزة يحيى السنوار على قائمة العقوبات الخاصة بها رداً على الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة على إسرائيل في تشرين الاول الماضي.
“عوائق إسرائيلية أمام المساعدات”
وفيما يتردى الوضع الإنساني في القطاع قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل تضع عوائق كبيرة أمام دخول مساعدات إنسانية كافية للقطاع الأمر الذي يفاقم محنة الفلسطينيين.
وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الأسترالية بيني وانغ أن هذه العوائق تعني أنه لا يغطى إلا 10 في المئة فقط من إجمال حاجات السكان المحاصرين الذي يزيد عددهم على مليوني نسمة.
وقال الصفدي “الواقع أن الإجراءات الإسرائيلية تحول دون إيصال ما يكفي من المساعدات”.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ضربات صاروخية إيرانية في العراق وسورية وباكستان ردا على تفجير كرمان
مجتبى أماني: لا حرب كبرى… ضرباتنا دفاع عن أمننا القومي… ونثق بالمقاومة
هوكشتاين يحذر من الأسوأ… ويديعوت: نفد الصبر… وميقاتي: لوقف حرب غزة
في غزة لا شيء يُخفي الارتباك الإسرائيلي، بين قرار بسحب الوحدات العسكرية المنهكة وبين الخشية من عودة وشيكة لسيطرة قوى المقاومة على الأرض، وسط حضور وجاهزية لقوى المقاومة تظهرها العمليات المتصاعدة وخسائر جيش الاحتلال المتصاعدة مثلها وعلى إيقاعها، بينما أزمة الأسرى الى مزيد من التصعيد داخل الكيان بعد مقتل العديد منهم بغارات وقذائف جيشهم، فيتعلق بنيامين نتنياهو بقشة التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية على إيصال أدوية لبعض الأسرى المرضى، مقابل إدخال قوافل مساعدات وأدوية ومواد طبية إلى غزة فيصفها مع أركان حربه بالإنجاز الكبير.
في البحر الأحمر أظهرت ضربات الجيش اليمني المتلاحقة خلال يومين، سواء على سفينة إسرائيلية أو أخرى متّجهة الى موانئ الكيان او على مدمرات أميركية، أن الغارات الأميركية والبريطانية لم تنجح بإلحاق الأذى بقدرة الجيش اليمني وأنصار الله على إطلاق الصواريخ وفرض التقيد بتعليمات اليمن بعدم التوجه الى موانئ الكيان ومنع عبور السفن الإسرائيلية، رغم الادعاءات الأميركية بالعكس. ولفت انتباه المراقبين أنه بالرغم من حشد المدمّرات وبعضها متخصص بالحرب الإلكترونية فإن الأساطيل الأميركية لم تنجح في إحباط عمليات إطلاق الصواريخ او التحكم بمساراتها لاحقاً، كما كان يرغب الأميركيون وتحدّث قادتهم العسكريون لوسائل الإعلام عن هذا السيناريو لمنع الجيش اليمني من فرض إرادته في البحر الأحمر.
بالتوازي كان الحدث الأبرز هو الضربات الصاروخية الإيرانية، وقد استهدفت مواقع لجماعات إرهابية متورطة في تفجير كرمان الذي وقع خلال إحياء ذكرى اغتيال القائد قاسم سليماني، وتسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى من زوار الضريح، وقد طالت الضربات أهدافاً في العراق وسورية وباكستان، وأصابت بعضها المبنى الجديد للقنصلية الأميركيّة في أربيل وما وصفته وسائل الإعلام العراقية بمقرّ جهاز الموساد هناك، ما وسّع دائرة الرسائل التي حملتها الصواريخ الإيرانية بعد اتهامات من القادة الإيرانيين للأميركيين والإسرائيليين بالوقوف وراء التفجير ورعاية الجماعات الإرهابية التي نفذته.
عن الضربات الصاروخية وأوضاع المنطقة تحدث السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني لقناة «أو تي في» في برنامج «بدبلوماسية»، فقال إن الضربات لا علاقة لها بحرب غزة، مؤكداً أن الحرب الكبرى لن تقع في المنطقة، مضيفاً أن الأمن القومي الإيراني مقدس وأن اليد التي تستهدفه سوف تقطع. أما عن الحرب في غزة والتدخلات الأميركية في المنطقة فقال أماني إن «إسرائيل» هزمت ولن تستطيع استرداد زمام المبادرة وإنها عاجلاً أو آجلاً سوف تضطر للتسليم بالهزيمة، وإن الأميركيين ليسوا من المنطقة وإن عليهم أن يفهموا ان استقرار المنطقة يستدعي رحيلهم لأن وجودهم عامل زعزعة هذا الاستقرار. ووصف قوى المقاومة بالشركاء لا الحلفاء مؤكداً الثقة بقدرة قوى المقاومة على التعامل مع التحديات باقتدار ومسؤولية.
لبنانياً، أنهى المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين زيارته الى بيروت، بعدما جرى التمهيد للزيارة باعتبارها آخر فرصة للدبلوماسية لتخفيض التوتر على الحدود الجنوبية، وقال هوكشتاين في ختام زيارته، إنه يجب «العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ»، بينما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «كل الدلائل تشير إلى أن صبر «إسرائيل» حول الحدود اللبنانية على وشك النفاد، في الوقت الحالي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يعطيان فرصة للجهود الدبلوماسية من خلال مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين للتوصل إلى تسوية سياسية، والذي زار بيروت نهاية الأسبوع»، بينما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن بداية التهدئة تأتي من غزة بوقف العدوان عليها، بينما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد علّق على التهديدات الإسرائيلية بقوله، نحن لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها وإن شنت «إسرائيل» حرباً فسوف نخوضها حتى النهاية ودون ضوابط وسقوف، خاتماً بالقول «يا مرحبا بالحرب».
وبقيت العيون شاخصة على الجبهة الجنوبية في ظل تصعيد إسرائيلي ملحوظ خلال اليومين الماضيين طال القرى والبلدات المحاذية لفلسطين المحتلة وتجاوزها الى مناطق بعيدة نسبياً عن الحدود، ما يؤشر الى نية إسرائيلية مبيتة بالتمهيد لعمل عدوانيّ بعد إقفال الطرق الدبلوماسية بضبط جبهة الجنوب ورفض عروض الموفد الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، وإعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن لا تهدئة قبل وقف العدوان على غزة، والاستعداد لخوض أي حرب إسرائيلية على لبنان بلا سقوف وضوابط. الأمر الذي يفتح الباب على كافة الاحتمالات وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء»، من ضمنها تسخين الجبهة وتوسيع العمليات الحربية والانزلاق الى مواجهات أكثر عنفاً قد تذهب الى حرب شاملة تريدها حكومة بنيامين نتنياهو كوسيلة إنقاذ للهروب من مستنقع أزماتها. ونقلت مصادر «البناء» عن جهات دبلوماسية وأمنية أوروبية ترجيحها أن تتراجع حدة العمليات الحربية الإسرائيلية في غزة خلال الشهر المقبل، وهذا يتلاقى مع التقديرات الأولية للقادة الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين بأن الحرب على غزة تحتاج الى ستة أشهر، أي أن شهر آذار سيكون فاصلاً في وقف إطلاق النار أو وقف العمليات العسكرية والبرية بالحد الأدنى، وفتح مسار المفاوضات بشكل جدي لتبادل الأسرى.
وتنقل المصادر عن الجهات نفسها مخاوف من أن تتوسع دائرة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية خلال الفترة الفاصلة عن وقف الحرب في غزة، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعاني من مأزق كبير في غزة، وضاقت به السبل لتغيير المعادلة الميدانية لصالح جيش الاحتلال بعد الفشل في تحقيق الأهداف والانقسام بين أعضاء فريق الحرب، لذلك من مصلحته نقل المواجهة إلى لبنان والقيام بضربة جوية مفاجئة لقرى في الجنوب لتوجيه رسالة أمنية لحزب الله لجرّه لحرب شاملة، ما لا يسمح بإعادة استدراج الجهود الدولية للبحث عن تسوية تشمل غزة والحدود الشمالية مع لبنان، وإعادة إحياء قنوات التواصل بين الحكومة الإسرائيلية وأوروبا.
وعلمت «البناء» أن التواصل مفقود بين فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي مع الحكومة الإسرائيلية ومع نتنياهو تحديداً منذ حوالي الأسبوعين، بسبب الامتعاض الأوروبي من سياسات نتنياهو وتعنته ورفضه لكل المساعي والجهود لوقف إطلاق النار ومسلسل المجازر بحق المدنيين في غزة، نظراً لما تشكله من إحراج وضغط من الرأي العام على الحكومات الأوروبية، وهذا يتلاقى مع ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين في الإدارة الأميركية بأن الرئيس الأميركي أقفل الهاتف في وجه رئيس حكومة الاحتلال خلال اتصال هاتفي بينهما.
ووفق معلومات «البناء» فقد تلقى حزب الله من دبلوماسيين أوروبيين وغربيين عبر مسؤولين لبنانيين، نصائح بتخفيف حدة العمليات العسكرية ضد «إسرائيل» هذه الفترة، لكي لا يعطوا الذريعة لنتنياهو للقيام بتوسيع الحرب على الجنوب، وطالما أن الاحتلال يتحدث عن وقف العمليات العسكرية الجوية والبرية على غزة والانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب (الأمنية)، وهذا ما بدأ بتنفيذه على أرض الواقع بسحب فرق عسكريّة من النخبة من شمال غزة.
ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الى أن «كل الدلائل تشير إلى أن صبر «إسرائيل» حول الحدود اللبنانية على وشك النفاد، في الوقت الحالي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بوآف غالانت يعطيان فرصة للجهود الدبلوماسية من خلال مبعوث الرئيس الاميركي أموس هوكشتاين للتوصل إلى تسوية سياسية، والذي زار بيروت نهاية الأسبوع».
وفي سياق ذلك، أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى أنّ «الحل العسكري في غزة لن يكون كافياً إذا لم يؤد إلى مشروع سياسي».
وأكّد أنّ «هناك 3 أولويات: هي منع اتساع نطاق الصراع إلى لبنان بأيّ ثمن، وتحرير الأسرى بغزة وتمهيد الطريق لتسوية الأزمة».
وأشارت معلومات لـ«البناء» الى أن الموفد الأميركي هوكشتاين جاء الى لبنان لإقناعه بالضغط على حزب الله لوقف الجبهة الجنوبية، وتطبيق القرار 1701 من دون تقديم أي ضمانات أو مقابل للبنان ومن دون تحديد موعد لتوقف العدوان على غزة، على أن يطرح الأميركيون ملف الحدود الجنوبية وتثبيت حدود لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة بعد انتهاء الحرب في غزة. ولفتت المعلومات الى أن طرح هوكشتاين غير منطقي وغير متوازن وقوبل برفض الحكومة اللبنانية وبطبيعة الحال حزب الله في كلام السيد نصرالله الأخير.
ومن سويسرا أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة مواقف من التطورات في الجنوب، وشدد في حديث صحافي على هامش مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس على «أننا دائمًا وأبدًا نسعى للحلول الدبلوماسية». ولفت إلى أننا «سمعنا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أننا أمام فرصة لإيجاد حل للاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نعمل على ذلك»، مؤكداً الالتزام بالقرارات الدولية بشأن لبنان و»نحترمها كلها». وأوضح ميقاتي أنّ «وقف إطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات»، موضحاً أنّ «قلت أن حزب الله يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب ولا يزال ضمن هذا التصرف وقال إنه يضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة ويحاول أن يتفادى أيّ كأس تؤدي للمزيد من الاضطراب في لبنان». ولفت إلى أنّ «كل الاتصالات التي أقوم بها مقدّرة من كل الدول، وهي تعلم أن لبنان يحاول تفادي التصعيد جراء الاستفزازت الإسرائيلية».
في المواقف أيضاً أكد تكتل «لبنان القوي» حرصه على كل حوار بين اللبنانيين ينتج عنه موقف وطني يحمي لبنان من تداعيات العدوان الإسرائيلي ويعزز صمود الناس في أرضهم. وإذ يؤكد تضامنه مع الجنوبيين الذين قُصفت منازلهم وهجّروا منها، يجدد التأكيد على حق الدفاع عن لبنان ورفض أي عمل مسلح يقوم به أي طرف غير لبناني من شأنه استدراج الحرب.
واكد التكتل أن استعادة حقوق لبنان في أرضه المحتلة أمرٌ بديهي لا يمكن ربطه بأي شرط وأي أمر، وكذلك هو استحقاق رئاسة الجمهورية وفي هذا الإطار يدعو التكتل الى الاستفادة من الوضع الضاغط على حكومة العدو بسبب نزوح سكان شمال فلسطين المحتلة وذلك بربط أي تفاوض بتحقيق عدد من الأهداف في الأرض والموارد والسيادة الكاملة في طليعتها تأمين حقوق لبنان ووضع خريطة طريق لإعادة النازحين السوريين وحفظ حق العودة وحلّ مسألة اللاجئين الفلسطينيين.
وجدد التكتل في بيان بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل، موقفه الواضح المؤيد لمقاومة الشعب الفلسطيني من أرضه وعلى أرضه للوصول إلى حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة. وذكّر التكتل بما قام به رئيسه عندما كان وزيرًا للخارجية دعماً للقضية الفلسطينية وغزة بالذات، حين كان أول من قدّم في 23 تموز 2014 إخبارًا لمدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية خلال العدوان الإسرائيلي على غزّة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وانتهاك اتفاقيات جنيف واستهداف المدنيين والتدمير عمداً.
ميدانياً، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي شرق مستوطنة «إفن مناحم» بالأسلحة الصاروخية.
في المقابل نفّذ الطيران الحربي المعادي سلسلة غارات على وادي السلوقي، هي الأعنف على مكان واحد منذ بداية المواجهات عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
واستهدف طيران العدو الحربي منطقة وادي السلوقي بأكثر من 30 صاروخًا عبر 14 غارة، ترافقت مع قصف مدفعي عنيف استهدف المنطقة نفسها. كما استهدفت مدفعية العدو أطراف بلدتي مروحين وحولا، فيما شهدت بلدة ميس الجبل قصفًا مدفعيًا بالتزامن مع استهداف دبابة ميركافا منزلًا في بلدة العباسية الحدودية. وعمد العدو الصهيوني، إلى قصف بلدة كفركلا، فيما استهدفت دبابة ميركافا بعض المنازل في البلدة.
وزعم جيش الإحتلال أن «قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب». إلا أن مصدراً في قوات اليونيفيل قال: «لم نتلقّ أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً». كما ادعى جيش الاحتلال بأنه «استهدف ١٥٠ خلية لحزب الله جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات».
وأشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني الى أن «خيار الحرب الكبرى غير وارد ومستبعد جدًا. وما يجري اليوم يدل على أن «إسرائيل» غير قادرة على استكمال الحرب». ولفت الى أن «»إسرائيل» في مأزق حقيقي، لا يوجد لها اليوم أي انتصار، وهذه الحرب لن تستمر طويلًا».
ولفت السفير أماني في حديث لـقناة «OTV»، في برنامج «بدبلوماسية» مع الزميلة روزانا رمال، الى أننا «نواجه اليوم إرهاباً كبيراً من أميركا و»إسرائيل» داخل المنطقة، ودائمًا تُتهم إيران بالتدخل ومساعدة حماس وحزب الله والحشد الشعبي، وهذا غير صحيح. والحضور الأميركي بالنسبة لنا مخلّ بأمن المنطقة، ومصيره الطبيعي الخروج من المنطقة». وأشار الى أن «الموقف العراقي مرتبط بتوازنات المنطقة، نتفهم هذا الموقف، ولن نتسامح مع أي تهديد لأمننا».
وأوضح أماني أن «حادث الأمس إطلاق صواريخ ومسيرات على مراكز الإرهابيين في العراق وسورية ليس مرتبطاً بغزة إنما بتهديد أمن إيران. ونحن نحذر دائماً دول الجوار من احتواء الارهابيين، والأمن القومي الايراني لا نتسامح به». وأكد بأن «إيران دخلت هذا الموضوع واليد التي ستتدخل في الأمن الايرانيّ سوف تقطع». وشدّد على أن إيران لا تريد الحرب الكبرى لكنها مستعدّة لها وجاهزة لخوضها إن أرادها الأميركيون والإسرائيليون.
في غضون ذلك، تترقب الساحة الداخلية الحراك الخارجي على خط رئاسة الجمهورية وزيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لاستكمال مساعيه مع الأطراف اللبنانية، وربط ذلك مع مساعٍ سعودية أيضاً باتجاه لبنان ولقاءات تمهيدية بين قيادات لبنانية لا سيما اللقاء بين النائب السابق وليد جنبلاط والوزير السابق سليمان فرنجية.
وأفادت مصادر صحافية من باريس لـ«البناء» عن حراك فرنسيّ باتجاه لبنان في ملف رئاسة الجمهورية، وسيتوجّه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت مطلع الشهر المقبل ويقوم بجولة على المرجعيات السياسية باسم اللجنة الخماسية من أجل لبنان. وقبل وصول لودريان الى لبنان سيشارك في اجتماع اللجنة الخماسية الذي سيعقد في السعودية أو في القاهرة. لكن المصادر قللت من أهمية نتائج اللقاء الخماسي الذي لن يعقد على مستوى الصف الأول، بل ممثلين عنهم، وخاصة أنه ليست المرة الأولى التي تجتمع اللجنة الخماسية، وسبق أن عقدت لقاءات عدة ولم تؤد الى نتيجة، بسبب التباينات بين أعضاء اللجنة ولو أنهم متفقون على الخطوط العريضة، والسبب الثاني هو الخلافات بين الأطراف الداخلية اللبنانية حول مواصفات الرئيس وهويته وخياراته السياسية. وكشفت المصادر عن غياب الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي اللبناني لصالح التركيز على الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها على المنطقة، ومنع توسيع الحرب في جنوب لبنان.
وقللت أوساط نيابية في الحزب الاشتراكي من الأبعاد السياسية للقاء بين الاشتراكي والمردة، مشيرة لـ«البناء» الى أن مستوى الحضور من عائلة الطرفين يؤكد الطابع العائليّ للقاء كليمنصو. وجاءت زيارة فرنجية إلى جنبلاط كردّة «إجر» على زيارة قام بها النائب تيمور جنبلاط الى بنشعي منذ أسبوعين. ولفتت الأوساط الى أن الحزب الاشتراكي منفتح على كافة الأطراف ويتحدّث مع الجميع بمن فيهم حزب الله والتيار الوطني الحر وبطبيعة الحال مع الرئيس نبيه بري، لاقتناع الاشتراكي بأن لا حل للملف الرئاسي من دون التواصل والحوار.
نسخ الرابط :