افتتاحية صحيفة الأخبار:
«موفد إسرائيل» غادر ... وانقطع الاتصال!
بأسرع مما كان متوقعاً، خفتَ وهج زيارة المُوفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت، حتى لدى المتحمّسين له باعتباره "عرّاب التفاهمات الكبرى". المحسوم أن الرجل لم يحضر تلبيةً لدعوة "أصدقائه" من اللبنانيين، ولا انطلاقاً من سعيه الدائم لإثبات نفسه "كرجل الاتفاقات المستحيلة"، وإنما جاء حاملاً طلباً أميركياً واضحاً: "عودة الأمن إلى شمال إسرائيل وإعادة المستوطنين إلى منازلهم".وبأسرع مما كان متوقعاً أيضاً، توقف تبادل الرسائل مع هوكشتين رغمَ الاتفاق على إبقاء باب النقاش مفتوحاً. ومنذ مغادرته بيروت إلى الولايات المتحدة، لم يُسجّل له أيّ اتصال رسميّ مع أيٍّ من الوسطاء لنقل رسالة أو للحصول على جواب. لذا، فسّر كثيرون الخطوة بأنها قد تكون "التحذير الأخير قبل التصعيد الكبير".
الغارات التي نفّذها العدوّ الإسرائيلي، أول من أمس، على مناطق في الجنوب لم تكُن نسخة مكررة من يوميات التوتر على الحدود، بل حملَت إشارات. فهي أتَت بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي تضمّن رداً واضحاً على التهديدات الإسرائيلية وزيارة هوكشتين التي هدفت إلى الفصل بين جبهات الإسناد وما يجري في غزة.
قبلَ زيارة الموفد الأميركي، نُقلت عنه "دردشات" حول نقاط من شأنها أن تكون سبباً لوقف إطلاق النار في الجنوب، وتحديداً حول تثبيت الحدود، وانسحاب إسرائيل من 13 نقطة متنازع عليها بما فيها نقطة الـ B1 عند رأس الناقورة. لكن يبدو أن هناك من أعطى "هذه الدردشات" قيمة أكبر من حجمها الحقيقي، معتقداً أن ذلك من شأنه أن يحرج حزب الله داخلياً، ويتحوّل الى ورقةٍ تُرفَع في وجهه من باب الضغط لدفعه إلى "صفقة" هدفها الوحيد "نأي لبنان بنفسه عمّا يجري في غزة".
لكن هوكشتين خيّب آمال "المُراهنين" عليه، وخصوصاً بعدما اتّضح بأنّ الرجل حينَ حطّ في لبنان لم يتحدث سوى عن بعض الأفكار التي تصبّ في تهدئة الجبهة بهدف إراحة الكيان. وفي الحالتين، كان الجواب عند حزب الله في مكان آخر، وظلّ مرتبطاً بوقف العدوان على غزة، قبل أيّ نقاش. وفي كلمته الأخيرة، الأحد الماضي، أرسى السيد نصر الله معادلة أن "أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهونٌ بوقف العدوان على غزّة. أوقفوا العدوان وبعدها لكل حادث حديث".
لم تكُن المرة الأولى التي يسمع فيها هوكشتين أو أيّ موفد أميركي أو أوروبي أو حتى وسيط عربي هذا الشرط. وحين قال الموفد الأميركي ما قاله، سمِع جواباً إضافياً مفاده أن "لا ضرورة للبحث في اتفاق جديد. القرار 1701 موجود، اذهبوا وطبّقوه واضغطوا على إسرائيل لتنفيذه فتحلّ المشكلة…ولكن بعد وقف العدوان على غزة"، تكررت الجملة التي فهم منها هوكشتين أن مقاربته الماكرة "لن تنفع".
حتى يوم أمس، حاول مواكبون للملف التأكيد أن "الاتصالات لم تتوقف"، وهذا ما لا تبدو عليه الأمور فعلاً، إذ علّق بعض العارفين بالقول: "call was disconnected". وقرأ هؤلاء زيارة هوكشتين من زاويتين لا ثالث لهما: هي تمهيد صريح لما يهدّد به العدوّ الإسرائيلي، من أنه سيشن حرباً على لبنان في حال استمرار تهديد أمن المستوطنين وإلحاق الضرر بهم على الحدود. كما تمثّل الزيارة اعترافاً ضمنياً بأن الولايات المتحدة توفّر التغطية لأيّ عدوان سيحصل، لذا تحاول واشنطن أن تقوم بدور "الناصح" للبنان بعدم الغرق في حربٍ جديدة تستنزفه بشرياً ومادياً وسياسياً، علما أن الأميركيين يعرفون جيداً أنّ أيّ معركة ستُفتح ضد لبنان، ستكون نتائجها على إسرائيل كبيرة جداً، ولا يمكن مقارنتها بحرب تموز عام 2006. مع فارقٍ إضافي، وغير بسيطٍ هذه المرّة، ألا وهو تعدُّد الجبهات والصفعات التي ستنزل على الكيان. ولهذا الغرض، لا تزال واشنطن تتوسط بين لبنان وإسرائيل لفرملة التصعيد.
لكن الموفد الأميركي لم يجِد بين يديه ما يُقنِع المقاومة بما يريده، مكرّراً مرات عدة الحديث عن المرحلة الثالثة في غزة ولم يفلح. حتى الوسطاء الذين التقوا به، وكذلك المسؤولون الرسميون فقد شكّكوا بما تعنيه هذه المرحلة، متسائلين عن ضمانات التزام إسرائيل بها من دون أن تعود لتوسعة الحرب. ومن جملة الأسئلة التي طُرحت عليه، كان عن الضمانات بعدم استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال في لبنان لقادة فلسطينيّين قد تسهِم في تصعيد المواجهة.
لم ترُقْ هوكستين هذه التساؤلات لأنه لم يكن يملِك جواباً عنها. هذا ما أوحى للقوى المعنية في لبنان بأن الرجل آتٍ لتكرار الرسائل التي حملها زملاؤه في الإدارة الأميركية، بما يتحقق مع المصلحة الإسرائيلية من دون زيادة أو نقصان. وهذا ما جعله يغادر one way إلى بلاده مجدداً من دون أن يعرّج على كيان الاحتلال بعدما سمِع الردّ الأولي، الذي قال مطّلعون إنه "أحبط هوكشتين وجعلته يقتنع بأن لا فائدة من مجيئه".
غضب أميركي على ميقاتي وبوحبيب
أثار البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية حول التطورات في البحر الأحمر، استياء الأميركيين الذين عبّروا عن سخطهم وانزعاجهم من خلال رسالة نقلتها السفيرة الأميركية الجديدة في بيروت ليزا جونسون إلى وزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وكان البيان قد عبّر عن "قلق عميق إزاء تصاعد التوترات في مياه البحر الأحمر"، كما نقل دعوة لبنان "المجتمع الدولي وجميع الأطراف في المنطقة إلى العمل معاً من أجل تخفيف حدّة التوترات والحفاظ على الاستقرار الإقليمي وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر". من جهة ثانية، علمت "الأخبار" أنّ هناك انزعاجاً أميركياً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على خلفية كلامه في الجلسة الأخيرة للحكومة، عن أن "التهدئة في لبنان غير منطقية دون وقف إطلاق النار في غزة"، حيث يعتبر الأميركيون أن هذا الكلام مخالف للجهود التي تقوم بها واشنطن من أجل وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية.
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان أسير”الميدان” ونصرالله شلّ “وسطاءه”
من دون التقليل اطلاقا من أهمية ودلالات “عشاء كليمنصو” العائلي” في هذه الظروف والذي جمع مجددا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا #وليد جنبلاط ونجله رئيس الحزب وكتلة اللقاء الديموقراطي النائب #تيمور جنبلاط ورئيس “تيار المردة” المرشح لرئاسة الجمهورية #سليمان فرنجية ونجله النائب #طوني فرنجية، فان المفارقة الأخرى التي رسمها العشاء – اللقاء تتمثل في ان المشهد الداخلي المصاب بتصحر الجمود السياسي القاتل، صار ينتظر لقاء زعيمين كحدث نادر في لبنان الذي كان قبلة العرب في حيويته وديموقراطيته ولعبته السياسية والدستورية وحرياته !
في أي حال، فان اللقاء اذا كان اخترق رتابة داخلية، فانه لم يحجب استمرار ترددات المواقف الأخيرة للامين العام لـ”الحزب” السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه داخليا ليس لجهة إعلانه استعداد حزبه وجهوزيته للحرب الواسعة مع إسرائيل فحسب، علما ان هذا الموقف يتسم بطابع تعبوي ونفسي وإعلامي بعد مئة يوم على مواجهات “المشاغلة” التي تركت خسائر بشرية كبيرة ودمارا واسعا ونزوحا ضخما في الجانب اللبناني يجري التستر عليه وحجبه من جانب الحزب وحلفائه كما من الحكومة والسلطة الرسمية، بل أيضا لجهة تداعيات ما اعتبر مسارعة نصرالله الى اقفال الطريق على وساطة التهدئة في الجنوب وقطع دابر أي احتمال للفصل بين جبهتي غزة والجنوب.
في هذا السياق ثمة معطيات ودلالات إضافية تسوقها أوساط ديبلوماسية معنية تعتقد ان موقف نصرالله جاء منسجما تماما مع ترددات انفجار المواجهة بين الاميركيين والبريطانيين والحوثيين في اليمن عقب شروع الولايات المتحدة وبريطانيا في شن الهجمات الجوية على قواعد الحوثيين. وتقول هذه الأوساط ان المهمة السابقة قبل الأخيرة للموفد الأميركي آموس #هوكشتاين في بيروت شهدت “مرونة” اكبر في تعامل “الحزب” معها، الامر الذي شجع “الحلقة الوسيطة” الحليفة للحزب والتي يتقدمها طبعا رئيس مجلس النواب نبيه بري وينخرط فيها نائب رئيس المجلس الياس بو صعب بفعل علاقته بهوكشتاين، على المضي قدما في التهيئة للمهمة الثانية التي قدم عبرها الموفد الأميركي إلى بيروت قبيل نهاية الأسبوع الماضي. غير ان ما تلفت اليه الأوساط نفسها ان من جملة “المتغيرات” الأساسية التي واكبت الزيارة الثانية لهوكشتاين ان “الحزب” كان مني بضربتين قاسيتين من خلال اغتيال إسرائيل الرجل الثاني في “ح.م.ا.س” صالح العاروري في قلب معقل الحزب و”عاصمته” في الضاحية الجنوبية لبيروت، والقائد الميداني البارزفي “الحزب” وسام حسن طويل، كما تزامنت مع الضربات الأميركية – البريطانية للحوثيين في اليمن. تبعا لذلك تضيف الأوساط الدبلوماسية ترك السيد نصرالله للموفد الأميركي ان يفرغ ما في جعبته بعدما كان وضع نصرالله مسبقا في أجواء ما سينقله هوكشتاين الذي كان التقى بو صعب في روما اول الأسبوع الماضي ونقل الأخير ما تبلغه منه الى بري الذي يتولى بديهيا نقل المقترحات الأميركية الى “الحزب”. وترك نصرالله الجواب عن مقترحات هوكشتاين إلى كلمته الأحد في ذكرى أسبوع طويل المتزامنة مع مرور مئة يوم على حرب غزة ومواجهات الجنوب، فأسقط علنا و”رسميا” كل ما ادرج في اطار وساطة التبريد والتهدئة والحل الموقت، واعلن “نفير” الاستعداد للمواجهة الأوسع بصرف النظر عما اذا كانت ظروف حرب واسعة قائمة ام لا تزال مستبعدة. وهذا الامر شل في اعتقاد الأوساط الديبلوماسية نفسها شللا تاما الوسطاء اللصيقين بالحزب أيضا ولم يسقط فقط وساطة هوكشتاين في شقها الأول المتعلق بالتهدئة الميدانية . ويترتب على هذا الواقع تصاعد المحاذير والمخاوف ان يبقى لبنان بمجمله تحت وطأة التطورات الميدانية بل “تحت رحمة الميدان” فيما لا موجب للسؤال عن وجود الدولة والسلطة لان مواقف كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي في ربط التهدئة في الجنوب بوقف الحرب على غزة ليس الا رجع صدى لموقف “الحزب” .
ومع ذلك، فان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب تحدث بعد لقائه الأول مع القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة السفيرة ليزا جونسون في قصر بسترس امس عن “تلقيه بإرتياح جهوزية الولايات المتحدة الاميركية للتوسط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب”. وقال “نتحاور مع الجانب الاميركي بإنفتاح وروح ايجابية للوصول الى حلول مستدامة تحفظ سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتضمن الحقوق والأمن والاستقرار بالأخص لأهالي الجنوب”.
وفي المواقف الديبلوماسية البارزة، أكد السفير السعودي وليد بخاري امس “أن المملكة العربية #السعودية مع لبنان شعبا ومؤسسات ولن تألو جهدا في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة”، معلنا “وقوف المملكة مع القضايا العربية والإسلامية كافة، وبخاصة ما يعانيه قطاع غزة والشعب الفلسطيني من عدوان مستمر على أرضه ومقدساته وشعبه”. وجاء موقفه بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، حيث شدد المفتي على “ان دور المملكة أساسي في نهوض الدولة ومؤسساتها، ودار الفتوى حريصة باستمرار على التعاون مع الأشقاء العرب وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الحاضنة للبنان وشعبه وللقضايا العربية والإسلامية”، آملا “أن تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في إيجاد حل في أقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية لتكون هذه الخطوة الأولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها”.
وبالعودة الى عشاء كليمنصو فقد اسبغ عليه طابع عائلي بعيدا من الإعلام ولم تصدر أي تصريحات عن المجتمعين فيما نقل عن مصادر اشتراكية ان جنبلاط لم يبدل موقفه من رئاسة الجمهورية وزيارة فرنجية عائلية .
وقبل عشاء كليمنصو مساء كان فرنجية قد زار قائد الجيش #العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة مقدما اليه تعازيه بوفاة والدته وكانت فرصة للبحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وافادت معلومات “ان الزيارة فتحت بابا للتواصل واتسمت بأجواء جيدة جدا وإيجابية”.
الوضع الميداني
على الصعيد الميداني في الجنوب، استمرت العمليات العسكرية المُتبادلة بين “الحزب” وإسرائيل وطاول القصف الإسرائيلي تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون كما قصفت المدفعية الاسرائيلية أطراف بلدات الضهيرة، الجبين، طيرحرفا، عيتا الشعب، وحانين وشيحين.
وفي المقابل، اعلن “الحزب” انه استهدف تجمعًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة ميتات كما استهدف موقع بركة ريشا ومرة ثانية موقع بركة ريشا بصواريخ بركان ومن ثم انتشاراً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع حانيتا .
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تتحدث عن إبعاد “الحزب” عن الحدود وقادة “ح.م.ا.س” عن لبنان
“الخماسية” لتجنيب لبنان الحرب وعشاء كليمنصو “سَلَطَة” ولا “دَسَم”
عودة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري الى مزاولة عمله، أعادت تحريك المسارات الديبلوماسية المرتبطة بالاستعصاءات اللبنانية وأبرزها الاستعصاء الرئاسي. وفي الوقت نفسه، علمت «نداء الوطن» من مصدر واسع الاطلاع، أنّ حراك البخاري هدفه الأساسي الدفع الى تحصين الوضع اللبناني والتأكيد على المظلة العربية والدولية التي لا تريد انزلاق لبنان إلى أزمات خطرة أو حرب لا أحد يعلم نتائجها وتداعياتها المدمرة.
وقال المصدر إنّ عودة البخاري تستبق الاجتماع المرتقب للجنة الخماسية العربية والدولية الذي يرجح عقده خلال الأسبوعين المقبلين في جدة. وسيكون منطلقاً لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت للعمل مجدداً على تشجيع الحوارات الثنائية لتأمين تقاطع وطني واسع على كيفية انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وكشف المصدر أن اجتماع «الخماسية» لن يبحث في الأسماء، إنما سيعيد التأكيد على المواصفات التي تؤمّن عهداً رئاسياً سلساً ومستقراً داخلياً ومسانداً عربياً ودولياً بعيداً من أي اصطفاف أو تمحور ثبت أنه يعمق الأزمات في لبنان.
وشدّد المصدر تكراراً على «أنّ أولوية اللجنة الخماسية هي منع تمدد الحرب الى لبنان وإبقاء الأمور تحت السيطرة، على الرغم من كل المحاولات التي لم تسفر حتى الآن عن نتيجة، كما حصل أخيراً مع المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين. وتهدف هذه المحاولات الى الاتفاق مع «الحزب» على عدم توسيع نطاق الحرب».
ويقول المصدر نفسه إن «الحزب» يشترط انتخاب مرشحه لرئاسة الجمهورية ويريد بيع الملف الرئاسي لـ «الخماسية»، لكنه في الوقت نفسه لا يريد انتخابات إذا لم يحصل على مكاسب تتعلق بدوره العسكري والسياسي في الجنوب، ما يعيد الاوضاع الى ما قبل 7 تشرين الأول الماضي. ما يعني أنّ الاستحقاق الرئاسي مؤجل الى ما بعد حرب غزة، كون «الحزب» لن يحصل من المجتمع الدولي على أي وعد بمكسب».
وفي سياق غير بعيد، لبى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أمس دعوة الى العشاء أقامها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دارته بكليمنصو، في إطار عائلي من الجانبين. وأفاد بيان «التقدمي» أنّ البحث تناول «مختلف الشؤون العامة».
ورأت أوساط مواكبة للعلاقة بين الاشتراكي و»المردة» أنّ جنبلاط أراد من اللقاء «أن يقول أنا هنا، وأنه جزء من المشهد السياسي، ويبعث رسالة الى «الحزب» يقول فيها إنه منفتح على الجميع بمن في ذلك مرشحه الرئاسي، لكن من دون ان يبدل موقفه. أما فرنجية، فمن مصلحته ان يضع نفسه في الصورة مؤكداً أن حظوظه قائمة وباتت أقوى بموازاة حرب المشاغلة».
وبدا أنّ العشاء، وسط الأضواء المحلية الذي استقطبها بمثابة طبق «سَلَطة» تضمّن إضافة الى تبادل العلاقات العائلية، مزيجاً من شؤون رئاسية وشؤون المؤسسة العسكرية، ولا سيما ما يتصل بتعيين رئيس للأركان، لكن من دون أي «دسم» يتمثل بنتائج فعلية.
ومن التطورات السياسية الى التطورات الميدانية. فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت «أن «الحزب» يدفع ثمناً باهظاً والنتائج التي يسجلها الجيش في الجنوب واضحة»، ومنها بدء ابتعاد «الحزب» عن الحدود. وقال في مؤتمر صحافي أمس: «إما أن نتوصل لاتفاق في الجبهة الشمالية أو سنقوم بعملية عسكرية على لبنان» ما سيعيد سكان المستوطنات الشمالية الى منازلهم.
وفي السياق ذاته، ذكر الإعلام الاسرائيلي أنّ «معظم قادة «ح.م.ا.س» العسكريين المتمركزين في بيروت غادروها بسبب المخاوف من أن يكونوا أهدافاً للاغتيالات». وأفاد هذا الاعلام «أنّ مسؤولي «ح.م.ا.س» في لبنان انتقلوا الى سوريا وتركيا، وأنّ القيادي البارز غازي حمد سافر إلى قطر».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تراجع القصف في جنوب لبنان غداة تصعيد كبير
تراجعت حدة المواجهات في جنوب لبنان، الاثنين، بعد ليلة تصعيدية استخدم فيها الجيش الإسرائيلي قوة نارية كبيرة بين منطقتي جزين والنبطية، أسفرت عن انقطاع الكهرباء في المنطقة، بينما تبنى «الحزب»، الاثنين، استهداف 8 مواقع إسرائيلية، تنوعت بين قصف تجمعات للجيش الإسرائيلي أو تجهيزات إلكترونية مستحدثة في المواقع العسكرية.
وتبادل الطرفان إطلاق النار في المنطقة الحدودية في الجنوب، من غير أي إفادة عن أي إصابات بشرية في المنطقة. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن القصف الإسرائيلي طال تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون. واستهدف قصف مدفعي بلدة رب ثلاثين، وأدى إلى اندلاع حريق في أحد المنازل. كما مشط الجيش الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة وبالقصف أطراف بلدة عديسة، وذلك في القطاع الشرقي.
وفي القطاع الغربي، قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات الضهيرة والجبين وطيرحرفا وعيتا الشعب وحانين وشيحين، بالتزامن مع تحليق كثيف للطائرات المسيرة.
وفي المقابل، أعلن «الحزب» تنفيذ 8 عمليات عسكرية، وقال في بيانات متعاقبة إن مقاتليه «استهدفوا تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية»، كما استهدفوا موقع بركة ريشا بصواريخ بركان، كما استهدفت «التجهيزات التجسّسية المستحدثة في محيط موقع المطلة»، كما استهدفوا محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية.
وجاءت هذه العمليات غداة تصعيد كبير، حيث قال الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، إن مقاتلات إسرائيلية وجهت سلسلة من الضربات لأهداف لـ«الحزب» في جنوب لبنان، شملت مناطق في وادي مرجعيون مقابل كفار يوفال – حيث قتل بارك إيلون، عضو في فرقة إنذار محلية، ووالدته ميرا، وكذلك في يارون وكفركلا ومنطقة صور في القطاع الغربي.
وكانت السلطات الأمنية الإسرائيلية قد أفادت في وقت سابق بمقتل الإسرائيليين جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات من جنوب لبنان. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن «طائرات سلاح الجو أغارت على بنيتين تحتيتين ومقر عملياتي وهدف عسكري لـ(الحزب) في الأراضي اللبنانية»، بينما ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على منطقة جبل الريحان الواقعة بين النبطية وجزين، وتبعد نحو 25 كيلومتراً عن الحدود، ما أدى لانقطاع الكهرباء في المنطقة بعد تضرر محطات تحويل الكهرباء.
كما أظهرت صور، الاثنين، دماراً هائلاً في منزلين أحدهما في بلدة كفركلا، والثاني في بلدة صديقين القريبة من مدينة صور.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
واشنطن وباريس: أولوية التهدئة والرئاسة… ورهان على المسعى القطري
يتقلّب الواقع اللبناني بين برودة عاصفة مناخية مصحوبة بأمطار غزيرة وسيول جارفة كشفت إهمال السلطة الفاضح، وسوء ادارتها وعجزها على احتواء طوفانها، الذي حوّل الشوارع بحيرات وأنهاراً… وبين عاصفة عبث سياسي متواصلة منذ سنوات طويلة، تتشارَك فيه مكوّنات فاسدة وطنياً، ملقّحة ضد مصلحة لبنان أتعبت كلّ اللبنانيين، وجمّدت الملفات الداخلية الأساسية، وفي مقدمها الملف الرئاسي في برّاد الانقسام والتعطيل، حيث ليس في أفق هذا الملف ما يبشّر بانفراج في المدى المنظور… وبين سخونة متزايدة على الجبهة الجنوبية تتراكم في أجوائها احتمالات تطوّرها في أيّ لحظة الى عاصفة حربية ومواجهات بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي أقسى وأبعد من خط الحدود. وفي موازاة ذلك يتفاقم إعصار الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، في الوقت الذي بدأت تلوح نُذر إعصار كبير في البحر الاحمر، ربطاً بالتطورات العسكرية التي توالت في الايام الاخيرة، بعد الضربات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية لأهداف في اليمن، واتخذت بالامس منحى جديداً مع الاعلان عن إصابة سفينة أميركية بصاروخ أطلقه الحوثيون.
اذا كانت الطبيعة قد عبّرت عن غضب شديد في هذه الفترة الشتوية، ونفّسَت عنه بأمطار غزيرة وثلوج وبرد قارس، الا انّها في مكان ما تحمل الخير معها، وتبقى بقساوتها أرحَم على اللبنانيين من العاصفتين؛ السياسية والحربية اللتين تهددان مصير لبنان بمخاطر كبرى، وتضعان شعبه على منصة تلقّي الصدمات والكوارث.
في السياسة، الوضع الحكومي حَدّث ولا حرج، مقاطعات وارباكات والتباسات وخلافات على تعيينات، ومع كلّ اجتماع لحكومة تصريف الاعمال اشكالات وسجالات حول القانون والدستور والصلاحيات، واتهامات بتجاوز موقع رئيس الجمهورية ومصادرة صلاحياته، وفي تصريف الاعمال كما هو مطلوب من الحكومة بالكاد تقارَب أعمال جدية. امّا الوضع المجلسي، فإن العبث السياسي الذي حرّم عليه الإنعقاد والتشريع في غياب رئيس الجمهورية، صار فجأة، وعندما اقتضَت المصلحة خلاف ذلك، كُسر التحريم، وصار المحرّمون مع التشريع وضده في آن معاً، وإن دلّ ذلك على شيء فعلى انعدام المبادىء وزيف الشعارات والادعاءات.
وفي سياق حكومي متصل، يشارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في سويسرا في الاجتماع السنوي لـ»منتدى دافوس الاقتصادي»، حيث قد يلتقي وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، ويجري لقاءات ومشاورات مع عدد من المشاركين في المنتدى.
الرئاسة… العلم عند الله
امّا ملف رئاسة الجمهورية فقد بات السؤال عنه مُملاً، حيث لا يجد المعني به ما يقوله، ويعبّر عن ذلك بوضوح مسؤول كبير بقوله: «العلم عند الله.. لا مبادرات ولا من يحزنون، لا يوجد شيء يُبنى عليه على الاطلاق لا عِنّا ولا عند غيرنا». فيما تبرز في الداخل محاولات لتحريك هذا الملف، عبر مبادرة رئاسية يسعى النائب غسان سكاف الى تسويقها مع الاطراف السياسية لإنهاء ازمة الشغور في رئاسة الجمهورية، وكذلك عبر حراك لتكتل الاعتدال النيابي ونواب اللقاء النيابي المستقل. وقال عضو تكتل اعتدال النائب سجيع عطية لـ»الجمهورية»: انّ الحراك الرئاسي سيبدأ باجتماع تشاوري لنواب هذا اللقاء لوضع خطة عمل للتحرك لاحقاً نحو مختلف الكتل النيابية لتحريك لملف الرئاسي. واوضح انّ التحرك ما زال في بدايته، وبالتالي لا يمكن الحديث عن مبادرة جاهزة لدينا لنطرحها على الكتل النيابية، لكن بعد اجتماعنا نقرر الخطوات اللاحقة، على امل ان نستطيع تحقيق خرقٍ ما في هذا الملف تمهيداً لانتخاب رئيس للجمهورية يواكب المرحلة الاقليمية المقبلة في حال انتهت حرب غزة.
رهان على القطريين
على انّ التعويل في هذا الملف يبقى على وساطة الدوحة، حيث تؤكّد مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» انّ هذا الامر وارد في المدى المنظور، من دون أن تحدد موعدا معينا لاستئنافه، مشيرة في هذا السياق الى أن الرئيس نبيه بري عَبّر بوضوح، خلال لقائه الاخير بالسفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، عن رغبة شديدة في استئناف المسعى القطري الذي كان يقوده الموفد القطري ابو فهد جاسم بن فهد آل ثاني، وكاد في فترة ان يقترب من تحقيق خروقات في الجدار الرئاسي لولا أنّ تطورات الحرب الاسرائيلية على غزة وامتدادها الى جبهة لبنان قد عطّلت هذا المسعى.
واشنطن وباريس… والرئاسة
واذا كان الملف الرئاسي يشكل بندا اساسيا في حركة الموفدين الدوليّين الى بيروت، حيث يقارب من باب التمني والنصح للبنانيين بالتعجيل بحسمه والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ مصادر موثوقة لاحَظت عبر «الجمهورية» ما سمّتها «زيادة في الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي اللبناني»، حيث كشفت «أنّ ثمّة معلومات ديبلوماسية غير مؤكدة حتى الآن عن دخول أميركي أكثر فاعلية على الخطّ الرئاسي، ترجّح ان يكون للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين دور مباشر في هذا الملف»، مشيرة الى انّ «الملف الرئاسي كان بندا اساسيا في محادثات الوسيط الاميركي في زيارته الاخيرة، والتي تمحورت بشكل اساس على تهدئة الجبهة الجنوبية، حيث طرحَهُ هوكشتاين كاستحقاق بات مُلحّاً جداً وينبغي حسمه سريعاً».
وكشفت المصادر عينها «انّنا تلقّينا اشارات في الفترة الاخيرة تشير الى أن باريس بصَدد الحضور مجدداً على الخط الرئاسي في وقت قريب، وقد سبق للسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو أن لَمّح الى ذلك، ولكن لا شيء ملموساً او واضحاً حتى الآن».
واستفسَرَت «الجمهورية» مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية حول الحراك الفرنسي المرتقب، فأكدت انّ الجهد الفرنسي متواصل مع لبنان، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، لمساعدة الاطراف في لبنان على إنجاز استحقاقاتهم الدستورية، من دون ان تؤكد ما قيل عن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان.
وحذّرت المصادر الفرنسية من عامل الوقت الذي بدأ يضغط بقوة، وقالت: لسنا نرى ما يبرّر المزيد من تأخير حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس، فالوقت بات يعمل في غير مصلحة لبنان. وتبعاً لذلك امام الاطراف السياسية في لبنان تحديان اساسيان يتوجّب عليهم تجاوزهما على وجه السرعة، الأول هو المسارعة إلى بحث آليات جدية لانتخاب رئيس للجمهورية حيث ينبغي على السياسيين أن يدركوا انّ مصلحتهم اولاً واخيراً تكمن في التوافق على خيار رئاسي كمقدمة لإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان».
امّا التحدي الثاني، تضيف المصادر، فهو «السعي بكلّ جدية لعدم دفع الامور في الجنوب الى تصعيدٍ واسع ومنزلقات خطيرة، وهو ما تؤكّد عليه باريس. وانطلاقاً من حرصها البالغ على عدم الانزلاق الى مخاطر، وقناعتها بأن لا مصلحة لأي طرف بتوسيع دائرة الحرب، وجّهت رسائل مباشرة الى الجانبين اللبناني والإسرائيلي لاحتواء التصعيد وتبريد الأجواء، والسفير ماغرو يعبّر عن هذا التوجّه في لقاءاته المتتالية في بيروت».
ورداً على سؤال، كررت المصادر التأكيد أن لا مصلحة لأيّ طرف في توسيع دائرة الحرب، كاشفة انّ ثمة توجهاً دولياً مؤيداً لصياغة ترتيبات جديدة في منطقة عمل القرار 1701، الا انها تَجنّبت الدخول في تفصيل هذه الترتيبات وماهيتها، مُكتفية بالقول «انّ باريس تتواصل مع كل الاطراف لتهدئة الاجواء، وتعتبر ان ثمة ضرورة ملحّة للتطبيق الكلي للقرار 1701، وتمكين قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) من القيام بواجباتها.
التطبيق من الطرفين!
وفي سياق متصل، وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية»، فإنّ بعض الموفدين الدوليين، وآخرهم آموس هوكشتاين، ركزوا في محادثاتهم على اعادة الهدوء والإستقرار إلى منطقة الجنوب، وهذا يعني حَمل «الحزب» على وقف هجماته على الجيش الاسرائيلي، والتزام مُندرجات القرار 1701. حتى أن احد الموفدين قال ان اسرائيل لا تستطيع ان تعيد «مهجّري» المستوطنات الشمالية اليها جراء تصاعد العمليات الحربية. واما الجواب على ذلك فجاء على صيغة سؤال اولاً: كم هو عدد المستوطنين المهجرين؟ فردّ الموفد: عددهم 80 الفاً. فقيل له ما مفاده:… أمر جيد أن يذوق الاسرائيليون طعم التهجير، ونحن ايضاً لدينا 79 الفاً وكسور من مهجّري البلدات الجنوبية يريدون العودة الى بلداتهم. ثم لماذا تغفل عامل التصعيد الاسرائيلي؟ مصدر التصعيد والتوتير من اسرائيل وليس من لبنان، وبالتالي فإنّ المطلوب اولاً وقبل كل شيء أن توقِف اسرائيل تصعيدها واعتداءاتها على لبنان، عندها يسود الامن والاستقرار. وانتهى الجواب اللبناني الى خلاصة حرفيتها: «لا استعداد لدى لبنان للبحث في أيّ إجراءات قبل وقف العدوان. واذا كان ثمة من بدأ يتحدث عن ترتيبات جديدة في ما خَص القرار 1701 الذي تعلمون قبل غيركم انّ لبنان ملتزم به واسرائيل خَرَقته آلاف المرات، فعليكم اولاً إلزام اسرائيل بالقرار 1701. ثم إنّ هذه الترتيبات إن كانت ستحصل – وهذا الكلام غير رسمي حالياً – ينبغي أن تتمّ على الجانبين، وعلى الطرفين، وليس على طرف واحد، فما يَسري هنا يسري هناك».
يُشار في هذا السياق الى ان الرئيس بري قد اكد امام زواره انه عندما تتوقف حرب الابادة في غزة، تتوقف الجبهة اللبنانية تلقائياً، وتعود الامور الى ما كانت عليه قبل العدوان. امّا وانّ العدوان مستمر، واسرائيل تواصل اعتداءاتها وتوسع نطاقها في العمق اللبناني، فلا بحث على الاطلاق في وقفٍ لإطلاق النار من الجانب اللبناني. كما لا حديث مسبقاً بأيّ تفصيل مرتبط بترتيبات ما بعد الحرب.
السفيرة الجديدة
ملف الحدود الجنوبية، ركّزت عليه السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون، التي باشرت مهامها في بيروت أمس بوصفها قائمة بأعمال السفارة الاميركية حتى اعتمادها رسمياً، بزيارة بروتوكولية لوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، الذي قال: «تلقّينا بارتياح جهوزية الولايات المتحدة الاميركية للتوسّط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب. ونحن نتحاور مع الجانب الاميركي بانفتاح وروح إيجابية للوصول الى حلول مستدامة تحفظ سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتضمن الحقوق والأمن والاستقرار، وبالأخَصّ لأهالي الجنوب.
وعلمت «الجمهورية» من مصادر وزارة الخارجية «انّ تصريح بوحبيب جاء بعدما أبدَت جونسون رغبة الادارة الاميركية بتأدية دورٍ لتخفيف التصعيد العسكري على جبهة الجنوب، وعرضت افكاراً محددة تخدم هذا الهدف لا يمكن كشفها الان قبل ان تتبلور جدّياً». وقالت المصادر: «انّ لبنان يرحّب بهذا الدور نظراً لإمكانيات اميركا في التأثير على الموقف الاسرائيلي، وحتى لا يقع ما ليس في الحسبان وتتدحرج الامور الى الأسوأ».
الميدان العسكري
ميدانياً، عاشت منطقة الحدود الجنوبية، أمس، أجواء توتر شديد على طول الخط الممتدّ من الناقورة الى جبل الشيخ، وتخلله قصف اسرائيلي عنيف بالمدفعية والغارات الجوية على البلدات القريبة من خط الحدود، فيما أعلن «الحزب» ان المقاومة الاسلامية استهدفت موقع بركة ريشا مرتين بصواريخ بركان، وتجمعاً للجنود الاسرائيليين في ثكنة راميم، وانتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع حانيتا، وتجمعاً للجنود في محيط ثكنة ميتات، وموقع المالكية، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المطلة.
ماذا في الجانب الإسرائيلي؟
الى ذلك، اعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر أمس، انسحاب الفرقة 36 من قطاع غزة، وهي تضم لواء «غولاني»، اللواء السابع، اللواء 188، اللواء السادس، وسلاح هندسة. وكانت معلومات اسرائيلية قد اشارت سابقاً الى انّ جزءاً من القوات التي يتم سحبها من غزة سيتوجه الى الجبهة الشمالية مع لبنان. وستتوجّه وحدة «دوفدفان» الى الضفة الغربية المحتلة لمواجهة الانتفاضة القائمة هناك.
وكشف الاعلام الاسرائيلي انه «بعد النتيجة القاسية لإطلاق صاروخين مضادين للدروع على منزل في «كفار يوفال» ومقتل اثنين، أحدهما عضو في الفرقة الاحتياطية للمستوطنة، فإنّ إسرائيل تواجه معضلة كيفية الرد على العواقب الناجمة عن استمرار إطلاق الصواريخ المضادة للدروع تجاه المستوطنات مع لبنان». ونقل عن رئيس مجلس الجليل الأعلى قوله: «انّ الوقت يعمل ضدنا في الشمال، كل يوم يمرّ من دون أن تحدّد الحكومة الأهداف وتعمل من أجل تحقيق الأمن في الجليل، يَتسبّب في أضرار لا يمكن إصلاحها». كما قال رئيس المجلس الإقليمي «ميتا آشر» في الجليل الغربي ورئيس «منتدى خط الصراع» تعليقًا على هجمات «الحزب» والنيران المضادة للدبابات: مئة يوم من الحرب، لقد حان الوقت للقول إنّ الحكومة الإسرائيلية فشلت في التعامل مع الشمال. مئة يوم يهاجم فيها «الحزب ونحن نرد، مئة يوم لا ينام فيها مَن بقي هنا عند الحدود». فيما نقلت صحيفة «اسرائيل اليوم» عن احد المستوطنين قوله لرئيس واعضاء الحكومة الاسرائيلية وجنرالات الاركان: «إسالوا أفراد عائلاتكم اذا كان احدهم على استعداد للانتقال للعيش عند الحدود مع لبنان». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية: انّ المزارعين في الجليل الأعلى يطالبون الحكومة «الإسرائيلية» بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بمزارعهم جرّاء صواريخ «الحزب»، ولكنهم يشككون بإمكانية حصول ذلك».
وأفرَدَ الاعلام الاسرائيلي مساحات لتقييم الخطاب الاخير للامين العام لـ»الحزب» السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، حيث اعتبر «انّه ماهِر جداً في هذه الحرب، وهو يحاول استغلال ما يجري في إسرائيل من ناحية الرأي العام ومن ناحية الحرب والأسرى، وكل الجمهور في إسرائيل يسمع أقواله، وما يقوله فيه الكثير من الشجاعة ويثير صدمة لدى الرأي العام الاسرائيلي، كَون رسائله ما تزال ثابتة: «أنا مستمر في هذا القتال طالما أنّ الحرب في غزة مستمرة».
وتحت عنوان «لا تقولوا لنا إنّ «الحزب» مَردوع»، تحدث تقرير في صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية عن الأزمة المستمرة التي يعيشها مستوطنو المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة، وطالبَ مراسل الصحيفة في الشمال الوزراء وأعضاء الكابينت وألوية الأركان العامة بأن يسألوا أبناء عائلاتهم عمّا إذا كان أحدهم على استعداد للانتقال للسكن على الحدود الشمالية. وقال التقرير انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين تنقّل بين لبنان وإسرائيل لضمان عدم قيام «الحزب» بإطلاق النار على السكان العائدين إلى منازلهم، وذلك بعد أن وضع «الحزب» منازل السكان على الحدود الشمالية هدفاً له في الأسابيع الأخيرة وهو ما تحوّلَ بالفعل إلى لعبة روليت قاتلة». ولفتَ التقرير إلى أنه «بعد أيام من الضباب وانخفاض وتيرة العمليات في الشمال خرجَ من يقول إنّ «الحزب» مَردوع، ولكن بمجرد انقشاع الضباب ظهرَ «الحزب» مرة أخرى.
ونقل موقع «بلومبرغ»، عن مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي السابق إيال هولاتا، قوله: «إنّ أي حرب مع «الحزب» ستكون أكثر فتكاً من الحرب الأخيرة في العام 2006، وإنّ عدد القتلى في إسرائيل قد يقترب من 15 ألفاً هذه المرة».
وأشار هولاتا إلى «أنّ المسؤولين الأميركيين حذّروا الجنرالات والوزراء الإسرائيليين المتحمّسين لحربٍ على جبهتين ضدّ «الحزب» و»ح.م.ا.س»، من الضغط الهائل الذي قد يفرضه مثل هذا السيناريو على موارد إسرائيل واقتصادها، ووصَفَه البعض بأنه «سيناريو كابوس لإسرائيل».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قد نشرت تقريراً قبل أيام قليلة قالت فيه «إنّ إسرائيل تنظر إلى «الحزب» بشكل مختلف عن «ح.م.ا.س»، باعتباره «يملك جيشاً مع تدريب متطور وترسانة من حوالى 150000 صاروخ، بينما يخشى العديد من الإسرائيليين أن تستخِفّ حكومتهم، مرة أخرى، بالتهديد المُميت الذي يمثّله الحزب».
***************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ترقُب لبناني لتحريك المسار الرئاسي.. وارتياح لخفض التصعيد جنوباً
المفتي دريان ينوِّه بمبادرة السعودية تحريك الملف الرئاسي.. وفرنجية يزور اليرزة عشية عشاء كليمنصو
اتجهت الانظار الداخلية والاقليمية الى منتدى دافوس في سويسرا، حيث يجتمع قادة سياسيون ورؤساء حكومات وشخصيات، ويشارك الرئيس نجيب ميقاتي، الذي غادر امس بيروت لهذه الغاية، وعلى جدول اعماله لقاءات تشمل وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن.
وعليه، تغيب الانشغالات الداخلية على مستوى المعالجة، ويرجح عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، لاسباب لا تتعلق فقط بغياب رئيس الحكومة، بل ايضاً بعدم جهوزية جملة من المواضيع الملحة للحسم في الجلسة، سواء في ما خص تعيين رئيس للاركان او البت بنسب الزيادات المقترحة على الرواتب.
الا ان المعلومات التي كشفت عنها «اللواء» في عددها امس شغلت الاوساط النيابية والسياسية، لجهة عزم المملكة العربية السعودية تحريك اللجنة الخماسية التي تشارك في عضويتها للملف الرئاسي، والاسراع بانهاء الشغور الرئاسي.
وفي اليوم الاول لعودته من المملكة العربية السعودية، زار السفير وليد بخاري دار الفتوى، والتقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، وجرى التداول في القضايا العامة التي تخص لبنان والعدوان الاسرائيلي المستمر على غزة والشعب الفلسطيني.
وجدّد السفير بخاري ان «المملكة مع لبنان شعباً ومؤسسات ولن تألوَ جهداً في تقديم اي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من ازمات متعددة.
واعرب المفتي دريان عن امله في «ان تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في ايجاد حلّ في اقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة اولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها».
بعد ذلك زار السفير بخاري رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في منزله باليرزة، وجرى عرض للوضع في لبنان والمنطقة.
عشاء كليمنصو
وعشية العشاء السياسي الذي يجمع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية مع الزعيم الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، زار فرنجية قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث في موضوع المؤسسة العسكرية، والمخرج الممكن لتعيينات المجلس العسكري او اقله رئيس الاركان.
وحسب بيان للحزب التقدمي الاشتراكي فإن العشاء العائلي، تناول مختلف الشؤون العامة.
وكان النائب جنبلاط وعقيلته نورا جنبلاط استقبلا في كليمنصو النائب فرنجية وعقيلته ريما فرنجية والنائب تيمور جنبلاط وعقيلته ديانا جنبلاط.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن العشاء العائلي بين آل جنبلاط وآل فرنجية شكل مناسبة للخوض في البحث في عدد من الملفات ووضع إطار لتبادل الرأي وأشارت إلى أنه لا يجوز تحميل هذا العشاء اكثر مما يجب لاسيما بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي لاسيما ان المجتمعين ركزوا على أهمية إنجاز الاستحقاق الدستوري ولا يمكن إدراج الاجتماع في سياق تبني كتلة الإشتراكي ترشيح فرنجية للرئاسة وفي الأصل لم يكن هدفه الحديث في هذا السياق.
وقالت المصادر أن خشية جنبلاط من اندلاع الحرب حضرت في الاجتماع واعلنت أن موضوع تعيين رئيس هيئة الأركان قاربه الفريقان من ضرورة حسمه ولم يُبدِ رئيس تيار المردة أية ممانعة في هذا الأمر.
إلى ذلك، اعتبرت المصادر أن تمرير هذا الملف وحده في مجلس الوزراء قد يؤدي بالنسبة إلى البعض إلى إشكال، ولذلك يحتاج إلى المزيد من الاتصالات فضلا عن أنه إذا اقرته الحكومة فسيعرضها إلى المزيد من الانتقادات هي بغنى عنها.
ارتياح لجهوزية خفض التصعيد
دبلوماسياً، سلمت السفيرة الاميركية الجديدة في بيروت اوراق اعتمادها لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال، على ان تبدأ زيارات التعارف على المسؤولين بعد ذلك.
وحسب ما صرح بو حبيب فإن جونسون ابلغته جهوزية بلادها للتوسط في تخفيض التصعيد واعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب.
تعديلات جذرية على الموازنة
مالياً، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة طويلة على فترتين، كشف بعدها رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان تعديلات أُدخلت على الموازنة لجهة رفض الضرائب المستحدثة ورفض الرسوم المستحدثة والعشوائية، متطلعاً الى ايجابيات تتعلق بالقطاع العام والقطاع الخاص، كاشفاً عن مؤتمر صحفي يعقده اليوم او غداً للكلام عن التقرير النهائي حول الموازنة.
إضراب لا إضراب؟
تعليمياً، قد تعلن نقابة المعلمين في المدارس الخاصة الاضراب اليوم في ضوء نتائج الاجتماع الذي يعقد في وزارة التربية ويشارك فيه نقيب المعلمين نعمة محفوظ، في حين رحب مجلس الاهل في المدارس الخاصة برد القوانين التي يحتج على ردها المعلمون.
وينفذ الاساتذة المتقاعدون في المدارس الخاصة اعتصاماً عند الواحدة من بعد ظهر اليوم امام وزارة التربية في الاونيسكو، بالتزامن مع الاجتماع الذي دعا اليه وزير التربية عباس الحلبي في مكتبه امين العام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر والنقيب محفوظ، والمعروف ان المطلب هو زيادات على الرواتب في صندوق التقاعد أسوة بالمتقاعدين في المدارس الرسمية.
100 يوم من الإسناد
وسجلت جبهة الجنوب امس مائة يوم على اسناد غزة، مع تسجيل اشتداد ضربات المقاومة وتوسع اسرائيلي في استهداف مناطق بعيدة عن نقاط الحدود، كضرب جبل صافي في اقليم التقاح ومناطق اخرى.
وقالت المقاومة الاسلامية ان «مجاهديها استهدفوا انتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالاسلحة الصاروخية وحققوا فيه اصابات مباشرة.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن تنفيذ غارة على خلية تابعة للحزب اطلقت صاروخاً مضاداً للدبابات من لبنان على موقع المالكية العسكري.
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
فشل ديبلوماسي أميركي وتخبّط داخل حكومة العدو… المنطقة أمام «مُفترق طرق»
«عقم» سياسي داخلي يُـمدّد الفراغ… وقلق من تصعيد دون «قواعد اشتباك» جنوباً
«هآرتس الاسرائيلية»: نخشى طائرات «مرصاد واحد» التي طوّرها الحزب – ابراهيم ناصرالدين
السياسة الداخلية في اجازة حتى اشعار آخر، والعقم الرئاسي مستمر الى ما بعد انتهاء الحرب الدائرة في المنطقة، وكل كلام آخر ليس سوى «ثرثرة» لملء الفراغ. فالعواصم الكبرى ودول الخماسية، تعد العدة لجولة جديدة من المباحثات، وقد يعود الموفد الفرنسي وكذلك القطري الى بيروت قريبا، لكن لا تعويل جدي على هذا الحراك، الذي يدور في حلقة مفرغة، كما يدور الحراك الداخلي ايضا، فلا السجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع سيؤدي الى نتيجة رئاسيا، ولا لقاء التعزية بين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، يمكن ان يصرف في اي مكان، ولا اللقاء العائلي في كليمنصو بالامس بين النائب وليد جنبلاط وفرنجية يمكن ان يكسر دائرة المراوحة، لان الرئيس السابق لـ «الاشتراكي» لا يزال يشترط دعم احدى الكتلتين المسيحيتين، ورفع «الفيتو» السعودي لدعم «زعيم زغرتا»، وهذا الامر غير متاح راهنا. ولهذا كل ما يقال «جعجعة من دون طحين»، بانتظار التحولات الكبرى في المنطقة، فيما الدولة التي تغرق «بشبر ماء» في موسم الامطار، تعالج مشاكلها بالترقيع.
المنطقة على «مفترق طرق»
على المقلب الاكثر جدية وخطورة، تبدو المنطقة على «مفترق طرق» بعد نحو مئة يوم على «طوفان الاقصى» وفتح جبهة لبنان المساندة للشعب الفلسطيني، فحكومة الاحتلال منقسمة على نفسها امام خيارات احلاها مر، فاما الذهاب الى صفقة شاملة مكلفة توقف الحرب، او تواصل حالة الانكار التي تبناها معظم الوزراء بالامس، ما يدخل الجبهات المشتعلة في دورة جديدة من العنف، يرتفع فيها النسق كمّا ونوعا، دون التزام بقواعد اشتباك محددة، خصوصا على الجبهة اللبنانية التي يدعم 63 في المئة من «الاسرائيليين» توسيع العمليات العسكرية فيها ضد الحزب، وذلك على الرغم من اقرار قيادات امنية وعسكرية في الكيان، بانه يملك ترسانة ضخمة من المفاجآت العسكرية، وفي مقدمتها الطائرات المسيرة التي ستشكل تحولا استراتيجيا في الحرب اذا ما توسعت.
وفي هذا السياق، اقرت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» ان عالماً بدون السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، وإن كان أفضل، لكنه سيكون باعثاً على بعض السأم أيضاً. وقالت «في سن 63 وبعد أكثر من 30 سنة في منصبه، بدا الأمين العام للحزب الأذكى بين زعماء المنطقة، خطاباته مهمة محسوبة للفهم السياسي والحزبي، إلى جانب تنوع التفاصيل والأفكار التي نجح في خلالها تبرير دخول الحزب الى الحرب».
افكار غامضة ووضع دقيق
ولهذا، تبدو المنطقة امام تحديات كبيرة في هذه المرحلة، لان على «إسرائيل» الاختيار بين مسارين متعارضين، اما الذهاب الى تسوية او الاستمرار في القتال في الشمال والجنوب. وقد وصفت صحيفة «يديعوت احرنوت» حالة التخبط داخل «الحكومة الاسرائيلية «بالقول» يجب الحذر من أوضاع مركبة غريبة عن المعايير المتبعة في الشرق الأوسط، وتفضيل القرارات الحاسمة حتى وإن كانت ثقيلة الثمن على قصص مفتوحة لا تنتهي، لان «الجمهور الإسرائيلي» لم ينتقل بعد من مرحلة الصدمة إلى مرحلة ما بعد الصدمة، في ظل علامات استفهام أمام أصحاب القرار، وبخاصة حين يطرح هؤلاء أفكاراً عامة وغامضة، لا تبعث على التفاؤل في ظل وضع دقيق ومعقد في المنطقة».
«خطر» التخبط «الاسرائيلي»!
والتخبط في الشمال، يوازيه تخبط في الجنوب. وفي هذا السياق، كشفت وسائل اعلام «اسرائيلية»عن وجود انقسام داخل القيادة الأمنية والسياسية العليا في الحكومة، ولفتت الى انه على عكس ما يقال امام وسائل الاعلام، فان عددا من الوزراء مقتنعون بأنه لا مناص من دفع الثمن بعد مئة يوم من الحرب، لان الفشل الذريع «لاسرائيل» في 7 أكتوبر يلزم أخلاقياً بإصلاح كهذا، حتى بثمن الاعتراف بالفشل الذي معناه العملي الموافقة على انتصار «مؤقت» لح.م.ا.س في الحرب. لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيجد صعوبة في الموافقة على مثل هذه الصفقة: أولاً لأنه سيكون هناك تنازل غير مسبوق إلى جانب الاعتراف بالفشل في الحرب. ثانيا ستؤدي هذه الخطوة وبمستوى كبير جدا، إلى انهيار الائتلاف وانسحاب الشركاء المتطرفين بن غفير وسموتريتش وحزبيهما، ولهذا يتملص نتنياهو ويطيل الوقت، ويوزع وعوداً عبثية عن الحرب حتى الانتصار كل يومين، فيما يرسل عبر الوسطاء رسائل ضبابية لح.م.ا.س، تسمح بإبقاء مظهر من المفاوضات بدون أي تقدم حقيقي من أجل التوصل إلى صفقة، وهذا ما يضع المنطقة برمتها امام دورة عنف جديدة!
الاخفاق في تحديد «قواعد الاشتباك»
وفي سياق متصل، اكدت اوساط ديبلوماسية ان فشل مستشار بايدن لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين في مهمته الاخيرة في بيروت، والتي انتهت الى تأجيل البحث في اي تسوية الى ما بعد وقف الحرب، ليس مكمن الخطر، وانما الاخطر يبقى فشله في الزام الطرفين «بسقف» محدد من التصعيد، اي رسم «قواعد الاشتباك» ضمن خطوط معينة تضمن عدم التوسع في الحرب الدائرة الآن، وهذا الامر معطوف على فشل وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في اقناع «الحكومة الاسرائيلية» بوضع استراتيجية «لليوم التالي»، اي استراتيجة الخروج من الحرب، وهذا ما شكل احباطا في البيت الابيض، وانسحابا مؤقتا للجهود الديبلوماسية، وهذا الامر مقلق، براي تلك الاوساط، يضع المنطقة ومنها الجبهة اللبنانية امام جولة جديدة من العنف غير المضبوط، قد لا تصل الامور الى حرب واسعة وشاملة، لكن ثمة مخاوف جدية من ارتفاع نسق القتال الى عنف شديد يتجاوز ما هو قائم حاليا، بهدف خلق وقائع ميدانية جديدة لمحاولة احداث خرق ديبلوماسي، وهو خطر استشعر به الامين العام للحزب السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، ولهذا تعمد رفع سقف تهديداته عبر اعلان الجهوزية لحرب دون «سقوف»، اذا اختارت «اسرائيل» طريق التصعيد.
لماذا فشل هوكشتاين؟
ووفقا لاوساط سياسية بارزة، فان هوكشتاين كان قبيل وصوله الى بيروت، مقتنعا ان لا امكانية للتوصل الى تفاهمات حدودية قبل وقف الحرب في غزة، ولهذا لم يطرح اي مقترح محدد ازاء الحدود البرية، لكن البحث تركز على صيغة يحاول الجانب الاميركي الحصول على اجابات حولها، وتتعلق «باليوم التالي» لانطلاق المرحلة الثالثة في «الحرب الاسرائيلية» على غزة. وفي هذا السياق، طلب اجابات محددة من الحزب عن الظروف التي قد تدفعه الى وقف النار جنوبا، وعما اذا كان يقبل صيغة مماثلة لوقف الاعمال العدائية، في القطاع، كما حصل بعد حرب 2006 على الجبهة مع لبنان.
لكن الثغرة الرئيسية كانت في عدم امتلاكه جوابا محددا وتفصيليا عما تعنيه المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وعما اذا كانت شبيهة بما حصل بعد حرب تموز؟ ام انها مجرد «خديعة اسرائيلية» للتخلص من عبء الجبهة مع الحزب. ولانه لم يملك الاجابات جاء الرد علنيا وواضحا ومحددا من السيد نصرالله، قاطعا الطريق امام اي «مناورة» اميركية – «اسرائيلية».
واقع غامض على الساحة الشمالية؟
وفي هذا السياق، قالت صحيفة «يديعوت احرنوت الاسرائيلية» ان «المطلوب نظرة مباشرة إلى الواقع إزاء الساحة الشمالية، التي بقيت ثانوية على الأقل حتى هذه اللحظة، ولفتت الى ان احتمال إخلاء جنوب لبنان من قوات الحزب حسب قرار 1701 بتسوية سياسية، مشكوك فيه. وبرأيها فان الاوضاع هناك مفعمة بعلامات استفهام، وتنطوي على تهديد ببناء واقع غامض تتواصل في إطاره مناوشة عسكرية، تمنع عودة السكان «الإسرائيليين» إلى بيوتهم.
فقدان الردع وجرأة الحزب
في هذا الوقت، وفيما لا يزال كيان العدو يفرض تكتما شديدا على الأضرار التي لحقت بقاعدة «ميرون» الاستخباراتيّة، الواقعة على جبل الجرمق، والتي تعرّضت السبت قبل الماضي لهجوم نوعي من الحزب، في سابقة لم تشهدها «إسرائيل» منذ إقامتها في العام 1948، اعترف الجنرال «الإسرائيليّ» في الاحتياط نوعام تيفون، في حديثٍ أدلى به للقناة الـ 13 «الاسرائيلية»، إنّ «قوّة الردع الإسرائيليّة دُمرت نهائيًا، قبل هزيمة السابع من أكتوبر وبعد اندلع الحرب»، لافتًا إلى «أنّ أعداء إسرائيل على جميع الجبهات لا يخشون من قوّة الجيش الاسرائيلي وقدراته»، وتحدث عن جرأة الحزب، الذي حقق، حسب قوله، انتصارًا استراتيجيًا مهِّمًا، بطرده سكّان الحدود الشماليّة، حوالى مائة ألفٍ، وإقامة منطقة آمنة داخل «اسرائيل»، وليس في جنوب لبنان.
ما هو التهديد الاستراتيجي؟
من جهته، تحدث مؤسس مشروع منظومات الدفاع الجويّ «الإسرائيليّ» الجنرال احتياط عوزي روبين، عن خطر الطائرات دون طيّار التي تنتجها إيران، والتي يملكها الحزب، وقال انها قلبت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وباتت تهديدًا استراتيجيًا يماثل تهديد الصواريخ الباليستية، وقد عمل الحزب على تطويرها ما يزيد من خطورة تهديدها، والخطر يكمن في إمكانية شنّ غارات جماعيّة بأسراب متزامنة من مئات الطائرات، إنْ لم يكن الآلاف.
تغيير «قواعد اللعبة»
ولفت روبين الى انه لم يعد من الممكن النظر إلى الطائرات دون طيّارعلى أنّها أنظمة أسلحة ثانوية تُستخدم لـلمضايقة وجمع المعلومات الاستخبارية والردع، بل على العكس من ذلك فقد اصبحت نظام سلاحٍ رئيسي يُغيّر قواعد اللعبة من تلقاء نفسه، يضاف اليها بقوّة الجيل الجديد من الصواريخ والقذائف الايرانية الدقيقة.
ما عدد الطائرات لدى الحزب؟
ونقل عاموس هارئيل، المحلل العسكريّ لصحيفة «هآرتس الاسرائيلية»، عن مصادر في القيادة العسكريّة العليا «لإسرائيل» قلقها من انتشار قدرات الطائرات دون طيّار الإيرانيّة، وأفاد موقع «القناة الـ 12» في التلفزيون العبريّ، بأنّه اضافة الى خطر الصواريخ المضادّة للدبابات وإطلاق الصواريخ، يتزايد تهديد آخر من الطائرات دون طيّار لدى الحزب، اخطرها تعرض قاعدة القيادة الشماليّة لهجوم جوي. ونقل الموقع عن مصادر أمنيّة مطلعة في «تل أبيب»، ان الحزب لديه أكثر من 2000 طائرة دون طيّار من جميع الأنواع، لأغراضٍ انتحاريّة وهجوميّة واستخباراتيّة، ومنها طائرات دون طيّاٍر صينية الصنع لجمع المعلومات الاستخبارية.
«مرصاد واحد» الاكثر خطورة
وأشارت المصادر الامنيّة المطلعة في «تل أبيب»إلى أنّه في البداية كان الأمر يتعلّق بالطائرات دون طيار التي تجمع المعلومات الاستخبارية، ولكن الآن، ولأوّل مرّةٍ، يعمل الحزب أيضًا ضدّ «إسرائيل» كطائراتٍ دون طيّارٍ انتحاريّةٍ، ويتم تشغيلها ضدّ قواعد وتجمعات القوات الامنية والعسكرية. ولعل اخطرها مرصاد 1 يصل مداها إلى 120 كيلومترًا، وهي قادرة على حمل 40 كلغ من المتفجرات، وسرعة طيران تصل إلى 250 كم في الساعة. إضافة الى ذلك، هي قادرة على التحليق لارتفاع يصل إلى نحو10 آلاف قدم.
الحرب مستمرة جنوباً
ميدانيا، نفذ الحزب 8 عمليات عسكرية ضد مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي التي واصلت الاعتداء على القرى الجنوبية، وقد استهدف القصف امس تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون. كما قصفت المدفعية «الاسرائيلية» أطراف بلدات الضهيرة ، الجبين ، طيرحرفا ، عيتا الشعب ، وحانين وشيحين، وعلما الشعب. واستهدف القصف المدفعي ايضا، بلدة رب ثلاثين وأدى إلى اندلاع حريق في أحد المنازل. كما مشط جيش الاحتلال الاسرائيلي بالأسلحة الرشاشة وبالقصف أطراف بلدة عديسة. الى ذلك رفع «الجيش الاسرائيلي» منطادا تجسسيا فوق موقع الضهيره، وهو مجهز بكاميرات مراقبة واجهزة رصد، وذلك بهدف تغطية منطقة الجليل الغربي بالمراقبة بعد الاضرار الجسيمة والفادحة، التي لحقت بمنظومته التجسسية المنصوبة في المواقع المقابلة للمنطقة المذكورة جراء صواريخ المقاومة التي عطلت مهمتها، وسمع دوي انفجار صاروخ اعتراضي معاد فوق الغندورية وصريفا ليلا.
المقاومة تستخدم مجددا «البركان»
وقد استهدفت المقاومة، تجمعًا لجنود «إسرائيليين» في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية، وموقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة، وأصيب اصابة مباشرة. واستهدفت المقاومة ايضا موقع المطلة وحققت فيه اصابة مباشرة. وبعد الظهر، استهدف الحزب مرة جديدة موقع بركة ريشا بصواريخ بركان، وحقق فيه إصابات مباشرة. كما استهدف موقعي المالكية والسماقة بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة. ولاحقا استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية، وحققت فيه إصابات مباشرة.».
تعديلات جوهرية على الموازنة
ماليا، عكفت «لجنة المال والموازنة» على انهاء البت بالمواد المعلّقة من موازنة 2024 وتجميع الأرقام التي أعادت اللجنة النظر بها. واكد رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان التعديلات ستؤدي الى نتائج تختلف عما ورد من الحكومة، والتعديلات على الموازنة تأخذ بالاعتبار رفض الضرائب المستحدثة، ورفض الرسوم المستحدثة، والتعاطي بمسؤولية مع انهيار سعر الصرف. ولفت الى انه ستكون هناك بشائر جيدة تتعلّق بالقطاع العام، كما الضرائب الملحوظة على القطاع الخاص، وسيكون هناك مؤتمر صحافي في اليومين المقبلين عن خلاصة التقرير النهائي. واضاف : نعيد توزيع الاحتياطي لأنه كما ورد من الحكومة ب 78 ألف مليار لا يجوز أن يبقى ، ونأخذ بالاعتبار إعادة توزيع اعتمادات وزارة الصحة على سبيل المثال بإضافة 10 الاف مليار على بند الأدوية ليذهب تحديداً الى أدوية السرطان».
هل يعلن الاضراب في المدارس؟
تربويا، اعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض تأجيل البت بقرار الاضراب الى اليوم، وقال ان الجمعيات العمومية في كل محافظات لبنان صوتت بالاجماع بنسبة 99 في المئة على توصية المجلس التنفيذي، والتي يفوض المجلس التنفيذي بإعلان الموقف المناسب اليوم، بعد الاجتماع مع وزير التربية بما فيه الاضراب. واشار محفوظ الى انه اذا لم يكن الاجتماع اليوم مفيدا ولم يعط نتائج وضمانات، بعد ان «مضت سنتان وأنا أسمع كلاما معسولا، وسنتان وأنا أعقد اجتماعات ونعقد اتفاقات ثم يعودون ويتراجعون عنها، اذا لم تكن هناك من ضمانات جدية ، فسأخرج من الاجتماع وأعلن الاضراب ابتداء من يوم الاربعاء».
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
تصعيد في البحر الأحمر وإسرائيل تسحب فرقة من غزة
قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إنهم لن يقبلوا الإغلاق الدائم للبحر الأحمر أمام الشحن البحري.
وتطرق شابس، في كلمته التي ألقاها في الحرم الجامعي التاريخي لوزارة الخارجية البريطانية في “لانكستر هاوس”، إلى الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وبلاده ضد الحوثيين في اليمن الأسبوع الماضي.
ووصف الوزير شابس الغارات الجوية بأنها “عمل عسكري لمرة واحدة يهدف إلى وقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر”.
واضاف شابس أنّ الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والشركاء الدوليين يقومون بتقييم ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الهجمات ويراقبون بعناية ما سيفعله الحوثيون بعد ذلك.
وقال الوزير البريطاني: “سنراقب عن كثب. وسنرى ما يحدث. سوف نتحقق من القدرات. سنركز بشكل خاص على رؤية الروابط بين طهران والحوثيين”.
وأفاد شابس أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة أرسلتا تحذيرات “مباشرة وغير مباشرة” إلى إيران بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال الوزير شابس: “بشكل عام، أود أن أقول إنه على الرغم من أن هذا عملا عسكريا محدد الأهداف، إلا أننا لن نسمح بالإغلاق الدائم لممر مائي رئيسي، وهو ممر ملاحي رئيسي. قلنا ذلك بشكل واضح للغاية”.
وبموازاة ذلك، اعلنت القيادة الاميركية الوسطى “نستكوم” ان الحوثيين قاموا امس بإصابة سفينة حاويات أميركية ترفع علم جزر مارشال بصاروخ وذلك في البحر الاحمر.
وكانت وكالتان بريطانيتان للأمن البحري اعلنتا ان صاروخا حوثيا اصاب سفينة مملوكة للاميركيين جنوب شرق ساحل عدن.
ولاحقا، اعلنت القيادة الوسطى الاميركية ان الحوثيين استهدفوا ايضا المدمرة “يو اس اس لايون” بصاروخ مضاد للسفن في البحر الاحمر وذلك ردا على الغارات التي استهدفت مواقع لهم في اليمن.
وأكدت القيادة الاميركية ان المدمرة اسقطت صاروخ كروز يمني اطلق باتجاه المدمرة.
الجيش الإسرائيلي يسحب فرقة كاملة من غزة
إلى الضفة الغربية تحسباً لانفجار وشيك
أعلن جيش الاحتلال أمس الاثنين أنه سحب الفرقة 36 من قطاع غزة، وهي واحدة من أصل 4 فرق دفعت بها إسرائيل في حربها على القطاع المستمرة منذ أكثر من 100 يوم.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه بقي في غزة حاليا 3 فرق من الجيش، هي: 99 و162 و98.
في الوقت نفسه، أوضحت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الفرقة 36 التي انسحبت من غزة تضم ألوية غولاني والسادس والسابع و188 وسلاح هندسة.
ووجهت القوات الجوية تحية لأفراد لواء غولاني أثناء انسحابهم، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت منصات إسرائيلية أن الجيش يقوم حاليا بتقليص قواته، ولذلك سحب الفرقة 36 بأكملها من مهمة الهجوم على مخيمات وسط قطاع غزة لتقوم بالتقاط أنفاسها، وتأخذ فترة من التدريب وزيادة الكفاءة.
وأشارت المنصات الإسرائيلية إلى أن الفرقة 162 تقوم بهجمات في مدينة غزة وشمال القطاع، أما الفرقة 99 فتحتل الممر الذي يقسم القطاع إلى شطرين شمالي وجنوبي، وتقوم الفرقة 98 بالقتال بقوات كبيرة في خان يونس جنوبا.
وكان الجيش الإسرائيلي قد سحب الكتيبة 13 في لواء غولاني من قطاع غزة أواخر كانون الأول الماضي بعدما تكبدت خسائر كبيرة في معاركها مع المقاومة الفلسطينية بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وحدة دوفدفان
وفي وقت سابق، قالت صحيفة “هآرتس” إن إسرائيل نقلت وحدة دوفدفان الخاصة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وسط تحذيرات من أن الوضع هناك “على وشك الانفجار”.
وقالت الصحيفة إنه من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فإن سحب وحدة القوات الخاصة من غزة يمثل تنازلا عن قوة كبيرة في المجهود الحربي، من دون أن تحدد عدد أفراد الوحدة الذين تم سحبهم من القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين حذروا من أنه إذا لم تتخذ القيادة السياسية قرارات بشأن المستقبل الاقتصادي للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة، فإن خطر الصراع سيزداد.
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال قتل أسراه بالصواريخ بدل استعادتهم… وعملية فدائية طعن ودهس 19
اليمن يبدأ بالردّ على العدوان: استهداف حاملة طائرات وإحراق سفينة أميركيّة
آزينكوت: لنتوقف عن الكذب ونتحلَّ بالشجاعة ونتوجه إلى صفقة تبادل كبيرة
من دون تحقيق أي إنجاز في الميدان، وفي ظل تأكيدات أن من يسيطر على شمال غزة هي المقاومة، أعلن جيش الاحتلال مغادرة قواته منطقة شمال غزة، في أول خطوة عملية تتضمن اعترافاً بالعجز عن إخضاع غزة وهزيمة مقاومتها، بينما الانفصام السياسي يسيطر على خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، اللذين يواصلان الحديث عن مواصلة الحرب حتى الانتصار وتحقيق القضاء على حركة حماس وسائر قوى المقاومة.
يحدث ذلك بينما خرجت إحدى الأسيرات في غزة، في شريط مصوّر لقوات القسام تكشف خلاله مقتل أسيرين بصواريخ جيش الاحتلال، ما حرّك الشارع الغاضب أصلاً من أكاذيب القيادات السياسية والعسكرية، حول أولوية الإفراج عن الأسرى من خلال العملية العسكرية، وكل شيء يقول إن العملية العسكرية تقتل الأسرى، بينما كانت تل أبيب تعيش ذعر عملية فدائية نفذها شاب من الضفة الغربية التي تتعرّض كل يوم للانتهاك والإذلال ويذوق أهلها مرارة الاعتداءات التي حصدت مئات الشهداء خلال مئة يوم من الحرب على غزة، وقد أسفرت عملية الطعن والدهس الفدائيّة عن مقتل مستوطنة وإصابة 19 مستوطناً آخر جراح أربعة منهم وصفت بالخطيرة.
على المستوى السياسي كان اللافت الكلام المنسوب لعضو مجلس الحرب رئيس الأركان السابق غادي ايزنكوت الذي خسر ابنه في حرب غزة، حيث أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت أن آيزنكوت قال خلال اجتماع للمجلس الوزاري الحربي مساء السبت: “علينا التوقف عن الكذب على أنفسنا، وأن نتحلّى بالشجاعة ونتوجّه إلى صفقة كبيرة تُعيد المختطفين إلى وطنهم”. وأضاف: “وقتهم (الأسرى) ينفد، وكل يوم يمرّ يعرّض حياتهم للخطر، فلا فائدة من الاستمرار على النمط نفسه الذي يسيرون (السلطات) به مثل العميان، بينما المختطفون هناك. هذا وقت حرج لاتخاذ قرارات شجاعة”.
بالتوازي مع المأزق الإسرائيلي، مأزق أميركي بريطاني بفعل العدوان على اليمن، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة أميركية اشتعلت فيها النيران، رداً على العدوان الذي استهدف اليمن بغارات أميركية بريطانية قبل يومين، بعدما تعرّضت حاملة طائرات أميركية وفقاً لبيان البنتاغون لصاروخ يمني تمّ إسقاطه بواسطة الطائرات الحربية.
لا يزال كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتصدّر المشهد الداخلي ويلقي بثقله على الكيان الصهيونيّ وعلى الأميركيين، لا سيما إعلانه بأن رسائل التهديد الأميركية – الإسرائيلية بشنّ عدوان على لبنان لا تخيف حزب الله الجاهز للمواجهة في أي حرب مقبلة.
وكان لافتاً التصعيد الإسرائيلي عقب خطاب السيد نصرالله بشن غارات مكثفة جديدة على مناطق خارج قواعد الاشتباك.
ويشير خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن السيد نصرالله نجح في الحرب النفسية والإعلامية والمعنوية المزدوجة ضد حكومة الحرب الإسرائيلية وجبهته الداخلية لا سيما المستوطنين، وتحديداً المهجرين من غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة وأهالي الأسرى لدى حركة حماس، بهدف الضغط على “إسرائيل” لوقع العدوان على غزة والبدء بعملية التفاوض حول تبادل الأسرى وفك الحصار عن غزة. وجزم السيد نصرالله الذي تحدّث باسم محور المقاومة بأن الجبهات ستبقى مشتعلة في جنوب لبنان واليمن والعراق حتى يتوقف العدوان على غزة. ولفت الخبراء الى أن حكومة الاحتلال لم يعد لديها خيارات بعد كلام السيد نصرالله سوى الرضوخ لوقف إطلاق النار والتفاوض على تبادل الأسرى ووقف الرهان على استسلام حركة حماس أو إمكانية القضاء عليها تحت ضغط المجازر التي ترتكبها ضد المدنيين من أهل غزة وتهجيرهم. كما أن حكومة بنيامين نتنياهو ستعدّ للألف قبل توسيع العدوان على لبنان، بعد كلام السيد نصرالله الذي حدّد نقاط الضعف لدى العدو ونقاط القوة عند المقاومة بقوله إننا سنخوض الحرب من دون ضوابط وسقوف. كما يشير الخبراء الى أن إسرائيل لا تستطيع خوض حرب واسعة ضد لبنان في ظل غرقها في مستنقع غزة وبعد الضربات التي تعرضت لها ألوية النخبة، إلا أن الخبراء يحذرون من حماقة يرتكبها نتنياهو للخروج من مأزقه الكبير في غزة. ولاحظ الخبراء الهدوء والاطمئنان والثقة الذي طغى على خطاب السيد نصرالله ولغة جسده، ما يعكس وفق ما يقول مطلعون على الوضع الميداني للمقاومة لـ”البناء” بأن من يحمي لبنان ليس الأميركيون ولا الأوروبيون بل معادلة الردع التي أرستها المقاومة مع العدو الإسرائيلي. وهذا ما يمنع الإسرائيلي من توسيع عدوانه على لبنان. ويؤكد المطلعون أن معادلة الردع هذه ثابتة ومحمية وفاعلة ولم تمسّ أو تتضرر. والدليل أن المقاومة ليست مردوعة بل هي من فتحت الجبهة في 8 تشرين الأول الماضي، وأن العدو الإسرائيلي مردوع ويهاب توسيع الجبهة ويبقى ضمن دائرة معينة من القصف، فيما المقاومة تردّ على كل تصعيد.
وواصلت المقاومة قصفها لمواقع الاحتلال، وأعلن حزب الله “استهداف تجمّع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيه إصابات مباشرة”. وأعلن استهداف موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة وموقع المطلة. كما استهدف الحزب مرة ثانية “موقع بركة ريشا بصواريخ بركان وحقق فيه إصابات مباشرة”.
ونشر الإعلام الحربي في الحزب مشاهد من “عملية استهداف المقاومة الإسلامية قوة تابعة لجيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كفر يوفال (إبل القمح المحتلة) عند الحدود اللبنانية الفلسطينية”.
كما نشر مقطع فيديو يحتوي على مشاهد من عملياته العسكرية ضد المواقع الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية الجنوبية، تحت عنوان “مئة يوم… وبيننا وبينكم ما بعدها من أيام”.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، وطال القصف الإسرائيلي تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون. كما قصفت مدفعية الاحتلال المتمركزة أطراف بلدات الضهيرة، الجبين، طيرحرفا، عيتا الشعب، وحانين وشيحين.
وأشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الى أنّ “التضحيات والأثمان التي نقدّمها اليوم هي أقل بكثير مما يمكن أن ندفعه في بلدنا لو ترك العدو الإسرائيلي ينتصر على الشعب الفلسطيني، وأما الذين يقولون سواء في لبنان أو خارجه بأنّ لا علاقة لنا بما يحدث في غزة، ويمكن الاكتفاء بالتأييد السياسي والإعلامي، هم يغفلون عن أن هذا العدو لا سمح الله لو تمكّن من غزة والقضاء على المقاومة فيها، فإن كل المنطقة ستدفع الثمن، وإن بلدنا لبنان سيكون من أكثر البلدان التي تدفع أثماناً باهظة، وإن جنوبنا سيكون هو المحطة التالية للعدوان الإسرائيلي، ولذلك فإنّ المقاومة استبقت الضربة الاستباقية التي كان يخطط لها العدو، وفاجأناهم قبل أن يفاجئونا، وواجهناهم قبل أن يواجهونا”.
وشدد فضل الله على أن “الأولوية اليوم هي لوقف الحرب والعدوان على غزة، وكل الموفدين الذين يأتون إلينا يسمعون هذا الكلام بالواسطة أو مباشرة، وموقف الدولة اللبنانيّة اليوم يلتقي مع هذا الموقف الذي نعلنه، بأن المطلوب أن تقف الحرب في غزة، وإن كنّا نؤكد دائماً أن من يقرر مصير بلادنا هم أهل بلادنا، وأن العدو الذي لم نسمح له في الميدان أن يحقق أهدافه، لا يمكن لنا أن نسمح بتحقيق أي من أهدافه بالسياسة. فهو المعتدي وهو المحتل، ولن يطمئن مستوطنوه لا بالتهديد ولا بالوعيد ولا بدعوات الحرب، فلقد جرّبوا منذ العام 1978 إلى 82 إلى 93 إلى 96 حتى الـ2006، ولم يأتهم لا طمأنينة ولا أمان”.
على الصعيد الرسمي أشار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة السفيرة ليزا جونسون في قصر بسترس الى أننا “تلقينا بارتياح جهوزية الولايات المتحدة الأميركية للتوسط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب”. وأضاف: “نتحاور مع الجانب الأميركي بانفتاح وروح إيجابية للوصول الى حلول مستدامة تحفظ سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتضمن الحقوق والأمن والاستقرار بالأخص لأهالي الجنوب”.
وبرز حراك للسفير السعودي وليد بخاري الذي زار دار الفتوى وبحث مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القضايا العامة التي تخص لبنان والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والشعب الفلسطيني. وشدّد السفير السعودي في تصريح على “أن المملكة العربية السعودية مع لبنان شعباً ومؤسسات ولن تألو جهداً في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة”، معلناً “وقوف المملكة مع القضايا العربية والإسلامية كافة، وبخاصة ما يعانيه قطاع غزة والشعب الفلسطيني من عدوان مستمر على أرضه ومقدساته وشعبه”. من جهته، أمل المفتي “أن تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في إيجاد حل في أقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية لتكون هذه الخطوة الأولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها”.
واستقبل المفتي دريان نواب كتلة “الاعتدال الوطني” الذي زار عين التينة أيضاً، وتم البحث في الشؤون اللبنانية والعربية. وتم “التشديد خلال اللقاء على تحريك الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية والعمل الدؤوب لإنجاز هذا الاستحقاق الذي يتطلب تضافر الجهود لمصلحة لبنان واللبنانيين، وتم التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان والإطاحة بالقرارات الدولية هو من سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني”.
وتحدثت مصادر “البناء” عن حراك سعودي في الملف الرئاسي عبر المسؤولين في لبنان وعلى صعيد اللجنة الخماسية التي ستجتمع خلال وقت قريب للبحث في إعادة تحريك استحقاق رئاسة الجمهورية قبيل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان.
واستقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا جنبلاط في كليمنصو، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وعقيلته السيدة ريما فرنجية، والنائب طوني فرنجية وعقيلته السيدة لين زيدان، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعقيلته السيدة ديانا جنبلاط، السيد جوي الضاهر وعقيلته السيدة داليا جنبلاط، وعضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور وعقيلته السيدة زينة حمادة، و”كان بحث على مائدة العشاء في مختلف الشؤون العامة”، بحسب بيان للتقدمي.
وعلمت “البناء” أن اللقاء لم يكن وليد الساعة، بل سبقته سلسلة اتصالات ووساطات عدة من قبل مرجعيات سياسية رفيعة عملت لعقد هذا اللقاء.. وإن سادت اللقاء أجواء عائلية لكن لا يحجب أبعاده السياسية في تقريب وجهات النظر بين جنبلاط وفرنجية للتمهيد لالتقاء الطرفين عندما تنضج ظروف التسوية الرئاسية. ولفتت المعلومات الى أن أسهم فرنجية لا زالت الأعلى لكونه المرشح الجدّي الأوحد مقابل غياب بقية المرشحين، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحه منذ أيام.
نسخ الرابط :