لم يخرج رئيس مجلس النواب نبيه بري في إشارته للإستحقاق الرئاسي مجدداً وإعلانه عن أن سليمان فرنجية هو المرشح العلني الوحيد بالصدفة.
ما فعله بري هو عبارة عن التقاط إشارة واضحة من الخارج، من الأميركيين كما من غيرهم، حول الحاجة الدولية لانجاز الإستحقاق الرئاسي وإعادة تكوين السلطة في لبنان.
فهذه السلطة هي التي ستكون مولجة بالعمل على إبرام التفاهمات وما يتصل باتفاقات ترسيم الحدود البرية وإرساء التهدئة والإستقرار.
أحسن بري التقاط الإشارة، على وقع استعداد دولي لإعادة الدفع باتجاه تحريك الملف الرئاسي، خصوصاً أن هذا الملف، من وجهة نظر عدد من الدول، سيسهم في تخفيف التوتر في الجنوب ولا يُبقي الأنظار مركّزة فقط على التصعيد أو المواجهات بين حزب الله وإسرائيل.
*ملفات هوكشتاين وبري*
أحسن بري، أيضاً، في التقاط أكثر من إشارة من آموس هوكشتاين، الذي أصبح عملياً المولج في متابعة الملف الرئاسي اللبناني إلى جانب مهمته الحدودية براً، بعد نجاحه بحراً، إنطلاقاً من اهتمامه بشؤون الطاقة.
ثلاث مهمات يضطّلع بها هوكشتاين أصبحت كلها مرتبطة ببعضها البعض. لذلك لجأ رئيس المجلس إلى تجديد طرحه لسليمان فرنجية، وهو يعتبر أن فرص الرجل قد تزايدت بعد أحداث غزة ولم تتراجع.
خصوصاً إذا ما ارتكز البعض إلى قاعدة أن من كان يطالب بضمانات بعدم طعن المقاومة في الظهر، فأصبح يتمسك بهذه الضمانات أكثر فأكثر للمرحلة المقبلة.
*إستثمار العلاقات الأميركية*
تأتي خطوة بري وهو الذي يعلم جيداً، أن بعض المقربين من فرنجية والذين يتمتعون بعلاقات دولية قوية، تحديداً أميركية قد عملوا على الدفع في سبيل دعم ترشيحه أميركياً منذ فترة.
خصوصاً أن هؤلاء المقربين التقوا بشخصيات في الإدارة الأميركية من بينهم من ينسق مع هوكشتاين كبريت ماكغورك، الذي عملت قنوات فرنجية على فتح خطوط التواصل معه.
في مقابل ذلك يستمر آخرون في محاولة استثمار علاقاتهم بالإدارة الأميركية للتشويش على قائد الجيش جوزاف عون كمرشح رئاسي تم تمديد ترشيحه بعد تمديد ولايته في قيادة الجيش.
هؤلاء يحاولون إقناع الإدارة الأميركية بأي خيار آخر غير خيار قائد الجيش، ويسعون الى التسويق لمبدأ أن تمديد ولايته لا يعني تعزيز حظوظه في الرئاسة انما لضرورة الحفاظ على الإستقرار داخل المؤسسة العسكرية وفي البلاد عموماً.
*الجنوب: معبر رئاسي؟*
في هذا السياق هناك وجهة نظر ثالثة تفيد بأن قائد الجيش سيكون دوره بارزاً بالإنطلاق من كيفية إدارته ومعالجته لكل التطورات الحاصلة وخصوصاً في الجنوب.
ما يجعل ترشيح الرجل متأرجحاً على إيقاع ما سينتج عن تلك المواجهات وصولاً إلى إرساء الإتفاق.
حزب الله الذي يتماهى بموقفه مع بري حول الإستمرار بترشيح فرنجية، يعتبر أنه أصبح ممتلكاً لعدد أكبر من الأوراق في سبيل فرض شروطه أيضاً.
وأن كل ما يجري يدفعه الى التمسك أكثر بمرشحه خصوصاً في ظل كل الرسائل الدولية والإقليمية التي تصله حول ضرورة التهدئة في الجنوب وعدم الذهاب نحو حرب.
وبالتالي إذا ما كان انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية هو نتاج تقاطع مصالح أميركية إيرانية بعد الإتفاق النووي في العام 2015، وبعد كل التطورات التي شهدتها المنطقة وخصوصاً سوريا والعراق.
فيمكن لفرنجية أن يكون نتاج تقاطعات جديدة يتم العمل عليها لتخفيف التوتر وعدم الذهاب إلى حرب إقليمية.
*خماسية وثنائية*
أمام كل هذه التفسيرات أو التحليلات أو الرهانات، لا تزال قوى خارجية وداخلية تسعى إلى البحث عن مرشح ثالث، إنطلاقاً مما أعلنه المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان.
وسط تحضيرات لعقد اجتماع خماسي جديد أواخر الشهر الحالي أو في الأسبوع الأول من الشهر المقبل وبذلك يكون قد انقضى سنة على أول اجتماع خماسي عقد في العاصمة الفرنسية باريس للبحث في كيفية انجاز الإستحقاق الرئاسي.
وفي السياق، لا بد من انتظار جملة تحركات على الساحة اللبناني، ربطاً بتحريك الملف الرئاسي، ولن يكون أوحدها أو آخرها العشاء الذي سيجمع وليد جنبلاط بفرنجية يوم الإثنين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :