افتتاحية صحيفة النهار
الإشكالية “تستيقظ”: الحكومة “الرئاسية ” تردّ قوانين
لم يكن مستغربا ان “تستيقظ” الإشكالية الدستورية المتجددة في عمل #مجلس الوزراء و#حكومة تصريف الأعمال على خلفية ما اعتبرت سابقة مصادرة صلاحيات غير قابلة للتصرف لرئيس الجمهورية، وتتصل برد قوانين إلى مجلس النواب. ذلك ان السابقة بذاتها ليست امرا عاديا يمكن مروره مرور الكرام خصوصا بعد انصرام سنة وثلاثة اشهر على ازمة الفراغ الرئاسي بما حتم تصاعد صوت الاعتراض المعارض لإقدام مجلس الوزراء على رد ثلاثة قوانين امس بما رأت فيه قوى المعارضة المسيحية خصوصا، كما المكون المسيحي الأساسي في الحكومة “التيار الوطني الحر”، “امعانا في الاستفزاز والاستخفاف بتغييب الرئاسة لم يعد ممكنا السكوت عنه ” كما قالت مصادر متقاطعة لـ”النهار” في هذا الصدد. ثم ان الامر لم يتصل فقط بتمرير خطوة مثيرة للخلاف والتباين حيال تشابك الصلاحيات وسط جدل واسع حيال المخالفات الدستورية المتمادية منذ بدء ازمة الفراغ بل ان الأخطر يتصل باعتمال واحتقان بدأ يتسع لدى معظم القوى المسيحية الأساسية حيال التطورات الجارية في الجنوب ومسألة التفاوض الجارية مع الموفدين الأجانب على خلفية اتساع الخلل الفادح الناجم عن الفراغ الرئاسي و”استغياب” او “اغتياب” أطراف رئيسيين في كل ما قد يؤدي الى رسم مصير البلاد سلما او حربا. وعلى ما كشفت المصادر نفسها لـ”النهار” فان الفترة الطالعة ستشهد مواقف وتحركات واتصالات من شأنها إعادة النصاب بقوة كبيرة الى ازمة الداخل السياسي بدءا بإعلاء أصوات الاعتراض بشكل منهجي وغير مسبوق على واقع التفرد المتمادي في الحكومة والسلطة ومجلس النواب سواء بسواء وتاليا إعادة الاعتبار والأولوية لازمة الفراغ الرئاسي التي يغيبها “تحالف التعطيل”، ومرورا بالخطر الداهم في تفجير حرب على لبنان بسبب تفرد طرف معروف باحتكار سياسات وقرارات تستدرج لبنان الى جحيم المنطقة.
اعتراضات
وحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي احتواء موجة الاعتراض الجديدة على قرار مجلس الوزراء برد قوانين، فقال في مستهل جلسة مجلس الوزراء “لقد سمعنا انتقادات من قبل البعض بأننا نأخذ دور رئيس الجمهورية، وهذا الأمر غير صحيح، لأننا نعمل على تسيير أمور البلد في الوقت الحاضر وهذه الظروف الصعبة. ومن ينتقد عليه القيام بواجبه في إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وهذه هي بداية الحل المطلوب”. ولكنه لم يتطرق تحديدا إلى سابقة رد القوانين. واثر جلسة مجلس الوزراء، اعلن وزير الاعلام زياد المكاري ان المجلس رد ثلاثة قوانين الى مجلس النواب وهي القانون المتعلق بالهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وبتنظيم الموازنة المدرسية، والقانون الرامي إلى إعطاء مساعدة مالية لحساب صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة ، والقانون المتعلق بتعديل قانون الإيجارات للأماكن غير السكنية.
وإذ تفاعلت الاعتراضات على هذه السابقة اعتبر رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان “إن الصلاحية المعطاة لرئيس الجمهورية في رد القوانين إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيها عملا بالمادة ٥٧ من الدستور تنبثق عن منطوق “اليمين” الذي يقسم عليه بالسهر على أحكام الدستور بصفته التحكيمية المولجة به بموجب المادة ٤٩ كحارس للدستور “يسهر على احترام الدستور”. وهذه الصلاحية لصيقة برئيس الجمهورية، كما أكد قرار المجلس الدستوري رقم ٢٠٠١/٤ حرفيا “أي الصلاحية المنفردة المحفوظة لرئيس الجمهورية”. وبالتالي لا صلاحية لرئيس مجلس الوزراء ولا لمجلس الوزراء برد القوانين، كما وأن رئيس مجلس الوزراء ملزم بنشر القوانين”.
وبدوره اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش ان “في رد الرئيس ميقاتي للقوانين مخالفة دستورية فاضحة وضربا لصلاحيات رئيس الجمهورية ومحاولات تطبيع في ظل الفراغ الرئاسي”. أضاف “الرجوع عن الخطأ فضيلة، لا تحرجوا أنفسكم كما حصل في موضوع تغيير الساعة”.
الجنوب وغزة
إشكالية جديدة واكبت الإشكالية الدستورية وتمثلت في ما اعتبرته أوساط معارضة تماهيا حكوميا مع موقف “الحزب” ان لم يكن تبنيا له لجهة ربط التهدئة الميدانية في جنوب لبنان بوقف الحرب على غزة بما يعني ربط الحل اللبناني بالواقع الإقليمي علما ان ذلك يناقض المواقف الحكومية والرسمية التي تردد تمسك لبنان ب#القرار 1701 . هذه الاعتراضات أثيرت على خلفية كلام الرئيس ميقاتي في مجلس الوزراء بقوله “أبلغنا جميع الموفدين أن الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي، وانطلاقا من عروبتنا ومبادئنا، نطالب بأن يصار في أسرع وقت ممكن الى وقف اطلاق النار في غزة، بالتوازي مع وقف اطلاق نار جدي في لبنان. نحن لا نقبل بأن يكون أخوة لنا يتعرضون للابادة الجماعية والتدمير، ونحن نبحث فقط عن اتفاق خاص مع أحد”.
وفي اطار زيارات مسؤولين غربيين لبيروت جال امس وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية المعارضة دايفيد لامي على وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون وتم البحث في الجهود الرامية التى تطبيق القرار الدولي الرقم 1701. واعلن لامي “جئت مع رسالة بسيطة هي أننا لا نريد ان نرى التصعيد والعنف في غزة ان يتمدد ونتطلع الى حل سياسي لما يحصل والى تطبيق للقرار الأممي رقم 1701 ولتهدئة الأمور بدل التصعيد”. وأضاف : “انا سعيد أن زيارتي جاءت في اعقاب زيارة الموفد الاميركي وأملي كبير ان نشهد حلاً لهذه الازمة والى وقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف حمام الدم الحاصل هناك وكما نأمل أن يعود الهدوء الى هذا الجزء المهم من الشرق”.
الوضع الميداني
اما الوضع الميداني في الجنوب فحافظ على سخونته على رغم انحسار نسبي في المواجهات . و تعرضت تلة حمامص كما بلدة الضهيرة وخراج بلدة طيرحرفا لقصف مدفعي إسرائيلي . وحلقت طائرات الاستطلاع فوق القطاعين الغربي والأوسط لا سيما فوق الناقورة والضهيرة ويارين وصولا الى عيتا الشعب، وعلى علو متوسط . واصيب المواطن ياسر مراد بطلق ناري في قدمه اطلقه في اتجاهه جندي إسرائيلي قبالة مستعمرة المطلة ونقله الصليب الأحمر اللبناني الذي توجه إلى المكان بمواكبة من عناصر الجيش اللبناني و”اليونيفيل” إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. ولاحقا، افيد ان ياسر مراد من بلدة بريقع الجنوبية اصيب بطلق ناري اسرائيلي اثناء مروره بسيارته الرباعية الدفع قبالة مستعمرة المطلة. وافيد بان دورية للكتيبة الإسبانية في “اليونيفيل” صودف مرورها في المكان، حمت سيارته بآلياتها من رصاص العدو ، وسارعت عناصرها الى تقديم الاسعافات الاولية ، لحين وصول الصليب الأحمر اللبناني والجيش . كما تعرضت بلدتا ميس الجبل وحولا ومنطقة الطراش جنوب – غرب ميس الجبل للقصف. كذلك أطلق #الجيش الاسرائيلي قذائف مدفعيته على منطقة الشنديبة قرب مستشفى ميس الجبل الحكومي شمال البلدة. وسقطت قذائف على محيط تلة الرويسة ووادي الجمل في اطراف حولا.
في المقابل، اعلن “الحزب” انه استهدف تجمعات للجنود الإسرائيليين في محيط موقع حدب البستان واستهدف بعد الظهر موقعي حانيتا والعاصي .
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
المواجهات جنوباً مستمرّة و”الحزب” يقول إنّ الحوثي “سيُدافع عن نفسه”
ميقاتي “العروبي” يوحِّد الساحات: لا تهدئة في لبنان قبل غزة!
الصورة التي نشرها هوكشتاين عبر منصة «اكس» وظهر فيها مصافحاً السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون التي وصلت الى مطار بيروت عندما كان المبعوث الاميركي يستعد لمغادرة لبنان. وأرفق هوكشتاين الصورة بتعليق جاء فيه: «مرحباً بالسفيرة ليزا جونسون في لبنان. ممتنون أنه سيكون لدينا ممثل استثنائي وذو خبرة وذكي وموهوب في بيروت».
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال أمس خلال جلسة مجلس الوزراء مواقف مثيرة للجدل. فغداة زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين إنطلاقاً من القرار 1701، أطاح ميقاتي دفعة واحدة كل الاقتراحات التي تركزت على استعادة جنوب لبنان الى كنف الشرعية اللبنانية والدولية. وتجلّى موقف ميقاتي بقوله وفق المعلومات الرسمية: «أبلغنا جميع الموفدين أنّ الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي». ودعا «انطلاقاً من عروبتنا ومبادئنا» الى «أن يصار في أسرع وقت ممكن الى وقف إطلاق النار في غزة، بالتوازي مع وقف إطلاق نار جدي في لبنان».
ولم يخفَ على المراقبين، أنّ عبارات ميقاتي هي صياغة منقّحة لعبارة «وحدة الساحات» التي فتح بموجبها «الحزب» ولا يزال مواجهات الجنوب في اليوم التالي لحرب غزة، أي في 8 تشرين الأول الماضي.
وشكّل التماهي مع الموقف الرسمي لـ «الحزب» إشارة الى أنّ مهمة هوكشتاين في لبنان لم تنجح، وهي القائمة على الشروع في مفاوضات تعيد للبنان حقوقه على الحدود الجنوبية مقابل التزام تطبيق القرار 1701، ما يعني ابتعاد «الحزب» عن المنطقة الحدودية.
وفي هذا السياق، بدا لافتاً أيضاً تماهي وزارة الخارجية والمغتربين مع معسكر الممانعة في «ادانة» ما وصفته بـ «العدوان الأميركي على اليمن». وما أثار التساؤلات أنّ موقف الخارجية لم يأتِ في سياق بيان صادر رسمياً عنها، بل أتى على شكل عبارة يتيمة، ما أثار تكهنات حول إرباك في إدارة السياسة الخارجية، وسط معلومات أنّ الحكومة الميقاتية واقعة تحت ضغوط. وقالت أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنه كان أجدر بلبنان الرسمي أن يقتدي بالموقف العربي العام الذي تناول تطورات اليمن من زاوية «أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تُعدّ حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع»، كما ورد في بيان الخارجية السعودية أمس.
وفي الجانب الميداني من التطورات، لم تخرج مواجهات الجنوب عن سياقها المألوف في تبادل القصف بين «الحزب» وإسرائيل. ولم تترك تطورات اليمن بصماتها على المسرح الجنوبي. وترافق ذلك مع بيان أصدره «الحزب» دان فيه «بكل شدة العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن». ورأى أنّ الأخير قادر على «الدفاع عن نفسه وعلى مواصلة الطريق في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لِقضيته المُحقّة والعادلة».
**********************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
ضرب اليمن: مخاوف من اشتعال الجبهات .. ومهمة هوكشتاين: مقاربات متناقضة
خطفت الضربات العسكرية لليمن الأضواء عمّا عداها من تطورات حربية في المنطقة، وأثارت ردود فعل واسعة على مستوى العالم بين مؤيّد لها ومعارض، وأشاعت في الأرجاء الدولية سحابة كثيفة من علامات الاستفهام حول تداعياتها لا سيما على جبهة البحر الاحمر، وأيّ واقع جديد تؤسّس له في الساحات الأخرى المشتعلة بنار الحرب والعدوان الاسرائيلي، امتداداً من قطاع غزة وصولاً الى جبهة الجنوب اللبناني؟
اللافت للانتباه في هذا التطور هو أنّ الولايات المتحدة الاميركية التي قادت تحالف الدول العشرة لضرب أهداف في اليمن، وتشاركت مع بريطانيا في تنفيذ هذه الضربات، قد أشاعت بعدها بأنّ هذه العملية محدودة، وتمّت ضمن ما هو مرسوم لها، الّا انّ ذلك لم يبدّد من احتمالات انهيار عسكري كامل في منطقة البحر الاحمر، بعد تلويح الحوثيين بما وَصفوه «ردّاً حتميّاً قوياً» على هذه الضربات، وإعلانهم في الوقت نفسه الإستمرار في استهداف السفن العابرة من باب المندب في اتجاه إسرائيل، حيث استتبع هذا التلويح في المقابل، تهديد اميركي لجماعة «أنصار الله» في اليمن من مغبّة هذا الردّ.
الاحتمالات مفتوحة
حيال هذا الحدث، تُجمع قراءات المحللين على انّ المنطقة بأسرها دخلت في مرحلة «الاحتمالات المفتوحة» على سيناريوهات دراماتيكية، ربطاً بما قد يلي الضربات على اليمن من ارتدادات في الجبهات الأخرى المشتعلة بالحرب. وهو الأمر الذي حذّرت منه مصادر ديبلوماسية اوروبية، بقولها لـ«الجمهورية»: «يجب الّا تكون الضربات الاميركية لليمن مفاجئة، وكان يمكن ألا تحصل لو لم يبادر الحوثيون الى زعزعة الاستقرار في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة التجارية فيه، وكذلك استهدافهم للسفن الاميركية، فأمام هذا الوضع كان لا بدّ من هذه الضربات».
ولم تنف المصادر الديبوماسية عينها أو تؤكّد احتمال اتساع دائرة الحرب في المنطقة، مؤكدة انّ تطور الأمور مرتبط بما قد تنحى إليه المجريات العسكريّة، لا سيما انّ الضربات العسكرية لليمن حملت رسائل رادعة لأطراف الصراع في المنطقة، وخصوصاً لإيران وحلفائها»، بعدم التسبب بخلق واقع خارج عن السيطرة».
القلق من إسرائيل
على أنّ ما يثير القلق في هذا التطوّر، وفق ما ذهبت اليه تقديرات المحللين، مصدره اسرائيل بوصفها أول المستفيدين من استهداف اليمن، حيث انّ ما يُخشى منه هو أن تعتبر اسرائيل ضرب التحالف الذي تقوده واشنطن لليمن – الذي جاء على مسافة ساعات قليلة من بدء محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدوليّة على جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها، وما زالت ترتكبها في قطاع غزة – غطاء متجدّداً لها، لمتابعة جرائمها في قطاع غزة، وللإقدام على تصعيد أكبر في اتجاه لبنان».
تحذير فرنسي
وسط هذه الاجواء، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، تحرّكت الديبلوماسية الفرنسية في الساعات الماضية للتحذير من انزلاق الامور الى مواجهات واسعة، وفي هذا الاطار نقلت الى كبار المسؤولين قراءات فرنسية قلقة للغاية من التطورات العسكرية، وخصوصا في جنوب لبنان، التي شهدت في الفترة الاخيرة تصعيدا خطيرا من شأنه أن يؤسّس لمرحلة صعبة وتأثيرات صعبة واسعة النطاق، مقرونة، اي تلك القراءات، بتأكيدات متجددة على احتواء التصعيد عبر الإلتزام الكلي بالقرار 1701 بما يضمن اعادة الهدوء في منطقة عمل قوات اليونيفيل، وكذلك على الضرورة الملحّة لحسمٍ سريع لملف رئاسة الجمهورية، والا فإنّ استمرار الحال على ما هو عليه يُنذر بواقع شديد الخطورة على لبنان».
الممانعة: التصعيد قائم
وفيما أعلن الحوثيون انّ الضربات الاميركية والبريطانية طالت 73 هدفا في اليمن من دون ان يشيروا الى نتائجها، تؤكد مصادر حزبيّة مناصرة للحوثيين لـ«الجمهورية» أنّ «التصعيد قائم، والردّ اليمني لن يتأخر، خصوصاً انّ هذه الضربات تشكل فصلاً من فصول الحرب المستمرة على اليمن منذ سنوات، وبشراكة مباشرة من الدول نفسها التي نفّذت هذه الضربات، واذا كان هذا التحالف قد توخّى من الضربات رَدع انصار الله عن مهاجمة اسرائيل وحماية الملاحة التجارية في البحر الاحمر وباب المندب، فإنّ النتيجة السريعة لهذه الضربات هي أنها هدّدت الملاحة اكثر، وأبقت اسرائيل في دائرة استهداف الصواريخ اليمينة».
إنتظار هوكشتاين
وسط هذه الأجواء، انهمكت الاوساط السياسية في تقييم «الافكار» التي طرحها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لاحتواء التوتر القائم بين «الحزب» واسرائيل على الحدود الجنوبية، حيث رَجّحت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» عودته الى بيروت من جديد خلال الفترة المقبلة.
وكشفت مصادر مواكبة لزيارة هوكشتاين الاخيرة انّ المسعى الأميركي لاحتواء التصعيد هو عنوان مبدئي يعبّر عن رغبة الادارة الاميركية في منع انزلاق لبنان واسرائيل الى حرب، وبالتالي لا وجود لما يُسمّى «مشروع حل اميركي»، بل افكار طرحها الوسيط الاميركي ليبني عليها آلية معينة لاحتواء التصعيد، في خلاصة الامر انه يبحث عن حل مفقود».
وبحسب المصادر فإنّ «هوكشتاين اكد حرص واشنطن على عدم الانزلاق الى حرب، وقابَله تأكيد لبناني على التمسك بالقرار 1701 والالتزام به، وعدم السعي الى حرب. الا انّ بلوغ حل ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، فالموقف اللبناني يقول بحل وفق القرار 1701، بما يعني التطبيق الكامل للقرار، والانسحاب الاسرائيلي من النقاط المختلف عليها على الحدود ومن نقطة الـ«b1»، والجزء الشمالي لبلدة الغجر وصولاً الى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، فيما الطروحات المقابلة، والتي تناولها هوكشتاين تستثني مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، حيث انه لم يُشر من قريب أو بعيد إلى موافقة اسرائيل على البحث في ملف المزارع والتلال».
وتقول المصادر ان هوكشتاين تجنّب في محادثاته مقاربة الطلب الاسرائيلي الرامي الى سحب عناصر «الحزب» من شمالي الحدود لتوفير الامن لسكان المستوطنات الاسرائيلية، الا انّه شدد على أنّ الاولوية هي لخفض او لوقف ما وصفها بالاعمال الحربية وتَجنّب فتح جبهة حرب جديدة، وترك للبحث صلة في المستقبل القريب، من دون ان يربط ذلك بحرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل في قطاع غزة».
لا مصلحة بالحرب
واستفسَرت «الجمهورية» مسؤولا كبيرا حول نتائج المحادثات مع هوكشتاين، فقال: تحدث معنا بالعموميات، نَبرته كانت هادئة، وعبّر عن حماسة ملحوظة في نجاح مهمته بين لبنان واسرائيل. ورأيه ان لا مصلحة لأحد في الحرب. وموقفنا كان واضحا لجهة طلب خفض التصعيد او وقف التصعيد، حيث أن هذا الطلب ينبغي ان يوجّه الى اسرائيل بالدرجة الاولى التي تضع اصبعها على زناد التصعيد، وموقف لبنان واضح لجهة الاستعداد الكلي للانخراط في مفاوضات حول تطبيق القرار 1701 وتحقيق الهدف الذي بُني عليه هذا القرار، مع ان لبنان يحترم هذا القرار ويلتزم به، إنما لا تكون هذه المفاوضات تحت وطأة استمرار العدوان، بل بعد توقّفه في غزة ولبنان في آن معاً».
مقاربتان متناقضتان
وفي السياق ذاته، أبلغت مصادر ديبلوماسية لبنانية الى «الجمهورية» قولها: «ان هوكشتاين مُدرك لحساسية مهمته، ذلك انّ العقدة الاساس في طريق المسعى الاميركي الذي يقوده تَكمن في أنّ المقاربة اللبنانية للقرار 1701، التي تقول بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من كل الاراضي اللبنانية التي تحتلها، مناقضة تماما للمقاربة الاسرائيلية التي لم تلتزم بهذا القرار على الاطلاق، بل تدعو الى تطبيقه وفق ما يلبّي مصلحتها، بما يعني فرض ترتيبات في الجانب اللبناني، تلزم «الحزب» بالانسحاب الى شمالي الليطاني، وهو امر يرفضه لبنان، ويعتبره «الحزب» مستحيلاً، فضلاً عن أنّ الحزب اكد على لسان أمينه العام السيد حسن.ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه تحدث صراحة في خطابه الأخير عمّا سمّاها «فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل أراضينا ووضع معادلة تمنع العدو من انتهاك سيادتنا»، الا انه اكد أنّ أي مناقشات من هذا القبيل لن تتم إلا بعد انتهاء الحرب في غزة».
تشكيك أميركي
الى ذلك، كان لافتاً ما أوردته مجلة «فورين بوليسي» الاميركية امس، حيث اعتبرت «انّ احتمالات تحقيق أي اختراق دبلوماسي في محادثات الحدود بين لبنان وإسرائيل ضئيلة»، مشيرة الى أنّ احتمال نشوب حرب كاملة بين «الحزب» وإسرائيل يتزايد مع مرور كل يوم، حيث تعزّز المناوشات عبر الحدود فرصة حدوث حسابات خاطئة أو خطوات خاطئة يمكن أن تتحول إلى حرب»، مشيرة الى انه «في ظل الوضع الراهن، يتّفق الجانبان اللبناني والاسرائيلي على ضرورة تغيير شيء ما على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ولكن لا يعرف أيّ من الطرفين كيفية الوصول إلى هناك. وتبعاً لذلك، فإنّ العديد من الخبراء يشككون في قدرة هوكشتاين على تحقيق انقلاب دبلوماسي كامل ودفع الجانبين إلى التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701، لكنهم يقولون إنّ هناك فرصة أن يتمكن على الأقل من بدء العملية».
ونقلت عن المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق جوناثان بانيكوف، وهو يعمل الآن في المجلس الأطلسي، قوله: «في الوقت الراهن ما من أحد يعلم ما سيحدث في المنطقة. نحن في أخطر وقت للتصعيد إلى حرب أوسع من أيّ وقت مضى منذ بداية الصراع بين إسرائيل وح.م.ا.س».
ميقاتي
الى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء امس: «أبلغنا جميع الموفدين أن الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي، وانطلاقاً من عروبتنا ومبادئنا، نطالب بأن يُصار في أسرع وقت ممكن الى وقف اطلاق النار في غزة، بالتوازي مع وقف اطلاق نار جدي في لبنان. نحن لا نقبل بأن يكون أخوة لنا يتعرّضون للابادة الجماعية والتدمير، ونحن نبحث فقط عن اتفاق خاص مع أحد».
وإذ جدّد ميقاتي التزام لبنان بالقرار 1701 وكل القرارات الدولية، قال: «كل هذه القرارات الدولية لم تنفذ اسرائيل ايّاً منها، في حين أننا نؤكد باستمرار أننا تحت الشرعية الدولية وبياننا الوزاري اكد احترام كل القرارات الدولية. واذا كان المطلوب تحقيق الاستقرار في الجنوب والمنطقة الحدودية، فلتطبّق كل القرارات الدولية، بدءاً باتفاق الهدنة الصادر عام 1949، وكل النقاط الواردة فيه من دون أي تغيير. وعندها يمكن الانتقال الى الحديث عن ترتيبات الاستقرار في الجنوب».
وفي الجانب المتعلق بالجلسة، رَد ميقاتي على «انتقادات البعض بأننا نأخذ دور رئيس الجمهورية». وقال: «هذا الأمر غير صحيح، لأننا نعمل على تسيير أمور البلد في الوقت الحاضر وهذه الظروف الصعبة. ومَن ينتقد عليه القيام بواجبه في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن». وأعلن تأجيل بحث البند المتعلق بالحوافز المالية للقطاع العام الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء مع التأكيد على اعطاء الحوافز المالية بمفعول رجعي ابتداء من الاول من كانون الاول الفائت».
وبعد الجلسة، اعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أن «مجلس الوزراء رَد 3 قوانين صدرت عن مجلس النواب تتعلق بالايجارات، ومطالب الهيئة التعليمية بالمدارس الخاصة والمساعدة المالية لصندوق التعويضات».
واللافت إثر ذلك، صدور مواقف اعتراضية على هذا الرد من حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، باعتبار انّ فيه مخالفة دستورية، حيث لا صلاحية لمجلس الوزراء برَد القوانين بل نشرها، وما حصل في هذا الامر تجاوز واضح وضرب لصلاحية رئيس الجمهورية.
مكاري
وتعليقاً على الردود الاعتراضية، قال الوزير مكاري لـ«الجمهورية»: ان رئيس الحكومة قال خلال الجلسة انه ومجلس الوزراء مؤتمنان على البلد، واذا وجد اي خلل في ايّ قانون، مضطرّ لتصحيحه ورَده للمجلس النيابي وليَقم المجلس بتصحيحه.
وأوضح مكاري رداً على سؤال حول العشاء المرتقب في كليمنصو مطلع الاسبوع المقبل بين الرئيس السابق للحزب التقدمي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، انه استمرار للعلاقة والتواصل بين القوى السياسية لمناقشة كل الامور الوطنية، وبرغم التباينات السياسية تبقى العلاقة الانسانية والشخصية «شغلة مهمة بلبنان لا تَستهونوها».
وعن الاجراء الذي سيتخذه الرئيس ميقاتي بعدما قال انه «ينتظر جواباً من وزير الدفاع على مراسلة أرسلها حول تعيين رئيس لأركان الجيش وذلك حتى الخامس عشر من كانون الثاني، وبعدها يُبنى على الشيء مقتضاه». قال مكاري: «لا ادري بالضبط ما سيفعله الرئيس ميقاتي لكنني اعتقد انّ اي إجراء سيكون وفقاً لفتوى او تخريجة قانونية».
واوضح ان كلام ميقاتي حول تعيين رئيس الاركان جاء بعد مداخلة من وزير التربية عباس الحلبي طالبَ فيها بحسم الموضوع لملء الشغور في مراكز المؤسسة العسكرية.
الميدان العسكري
ميدانياً، أمضت الحدود الجنوبية يوما متوترا تخللته سلسلة عمليات نفذها الحزب» ضد المواقع الاسرائيلية، فيما كثفت اسرائيل من اعتداءاتها بالقصف المدفعي والغارات الجوية على العديد من البلدات الجنوبية.
وأبرزَ الاعلام الاسرائيلي، امس، استهداف المستوطنات الاسرائيلية حيث قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: انّ وابلاً من الصواريخ سقط (مساء امس الاول) على كريات شمونه، صاروخ وراء صاروخ، ما أدى لإصابة البنية التحتية للكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي في المدينة وجوارها، كما تعاملت قوات الطوارئ المحلية مع تسرّب للغاز نتيجة الضربات الصاروخية».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن جندي من الاحتياط في الجيش «الإسرائيلي» يخدم عند الحدود مع لبنان: إنه أمر مُرعب أن تسمع صوت طائرة بدون طيار تابعة لـ»الحزب» تحلق فوقك، لأنك تدرك أنّ هناك شيئًا يمكن أن يؤذيك، أنت تصلي حتى لا تراك وتهرب بجنون للاحتماء تحت شجرة.
وقال أعضاء المجلس المحلي في كريات شمونه في رسالة لرئيس المجلس: «كريات شمونه تعيش أزمة خطيرة، ولعلها أسوأ أزمة في تاريخها، أزمة تقطع كل مقومات الحياة من أمن وتعليم ورفاهية وبنية تحتية وغير ذلك».
وقال رئيس لجنة مستعمري «مرجليوت»: «لقد عدنا إلى العصر الحجري، ووعدنا غالانت بأننا سنُعيد لبنان إلى العصر الحجري، ولكن في النهاية نحن مَن بَقي بلا كهرباء». فيما ذكرت «القناة 12» الاسرائيلية: انّ جزءاً كبيراً من «قوة الرضوان» لا يزال موجوداً في المنطقة الحدودية، وهو يُشكل تهديداً حقيقياً للمنطقة الشمالية.
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان يرسم إطار التفاوض: وحدة مسار مع غزة
المجلس العسكري ينتظر وزير الدفاع.. واستنفار نيابي مسيحي بوجه الحكومة
تقدم السياسي على ما عداه في جلسة مجلس الوزراء امس، عبر تأكيد الرئيس نجيب ميقاتي بأننا «أبلغنا الموفدين بأن الحديث عن تهدئة في لبنان فقط امر غير منطقي، مطالبا بوقف اطلاق النار في غزة بالتوازي مع وقف اطلاق نار جديّ في لبنان».
ورسم موقف لبنان الرسمي الذي حدّد اطاره الرئيس ميقاتي في مداخلة له امام الوزراء.. اذ اعتبر انه انطلاقاً من «عروبتنا ومبادئنا» نطالب بأن يربط وقف النار في غزة بوقف النار في الجنوب، منوهاً بالدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا بوجه اسرائيل على خلفية ابادة جماعية للشعب الفلسطيني.
وكشفت مصادر سياسية ان التكتم الرسمي حول مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين معناه، انه حمل معه اقتراحات او افكار محددة، تصلح للبحث والنقاش لاجل التوصل إلى قواسم مشتركة ،تساعد في حل مشكلة التدهور الحاصل على الحدود اللبنانية الجنوبية، والا لما التزم المسؤولون الصمت عن مضمون المفاوضات التي جرت مع هوكشتاين .ونفت المصادر ان يكون الاخير حمل معه مبادرة او طرح ما للخروج من الازمة .ولكنه طرح خمسة افكار ترتكز على القرار الدولي الدولي رقم ١٧٠١، وتمت مناقشتها، ووضع بعض التعديلات عليها، ويرتقب ان تكون موضع تشاور واخذ ورد مع الحزب ، لانها تشكل مرتكزا لأي اتفاق او تسوية للمشاكل المحتدمة بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
لندن على خطى واشنطن
وما ان غادر الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بيروت، حتى وصل وزير الخارجية البريطاني في حكومة الظل البريطانية المعارضة ديفيد لامي، فزار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ثم السراي الكبير، على ان يزور عين التينة، ويلتقي الرئيس نبيه بري، ثم يزور اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون.
واعاد لامي التأكيد ان رسالته ان بلاده لا تريد ان ترى التصعيد والعنف في غزة يتجه الى لبنان، وتهدئة الامور بدل التصعيد، وتطبيق القرار 1701.
وربطاً بالوضع في الجنوب، وعموم المنطقة، وانطلاق المفاوضات، البعيدة عن الاضواء لاحتواء التصعيد، والتفاوض بعيدا عن النار والدمار.
وحسب معلومات، نقلت الى مسؤولين في بيروت، فإن اللجنة الخماسية الدولية – العربية ستعقد اجتماعاً لها في النصف الاول من الشهر المقبل، لمراجعة ملف الاتصالات في ما خص إنهاء لشغور الرئاسي في لبنان، ربطاً بالمناخات التفاوضية الجديدة في المنطقة، بعد توقف حرب غزة.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ترحيل ملف تعيينات رئيس هيئة الأركان في الجيش والمجلس العسكري إلى جلسة لاحقة لا يعني ان الملف قد يقر في أي وقت من الأوقات، إنما الملف مفتوح على سلسلة اتصالات تتطلب انضاجه، مع العلم أن تعيين رئيس الأركان هو الأسهل بإعتبار أن الحزب التقدمي الاشتراكي هو من يسميه. وقالت هذه المصادر أن الحكومة التي تتعرض لانتقادات حول مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية تحاشت الدخول في قضايا تعرضها للمزيد من الانتقادات، لاسيما أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أكد أن حكومته تواصل عملها ولا تأخذ مكان رئيس الجمهورية.
إلى ذلك لفتت إلى أن موضوع رد الحكومة ثلاثة قوانين إلى المجلس النيابي يخضع للبحث في ظل الكلام عن عدم دستورية الإجراء الذي اتخذ، واعتبرت أن هناك قوى مسيحية بادرت وتبادر إلى الوقوف بوجه قرارات الحكومة.
وعلى الصعيد الرئاسي، فإن المصادر استبعدت قيام أي تطور في انتظار اللقاءات الثنائية التي تعقد وإمكانية طرح مسعى أو مبادرة في هذا السياق.
تعيينات المجلس العسكري
من النقاط العالقة التي يمكن ان تشكل مادة سجالية وخلافية بين الحكومة وفريق وزير الدفاع، من زاوية اقتراب الموعد الذي تنتهي فيه المهلة المحددة للوزير موريس سليم لتقديم اقتراحاته في ما خص التعيينات في رئاسة الاركان (العميد حسان عودة) ومديرية الادارة (العميد رياض علام) وكلاهما مغطى من المرجعية السياسية، التي ينتمي اليها (عودة النائب السابق وليد جنبلاط)، و(علام الرئيس نبيه بري) في حين ان الخلاف ما يزال محتدماً على مرشح المفتشية العامة (وهو ماروني) اذ يتمسك وزير الدفاع بالعميد منصور نبهان رئيس الغرفة العسكرية في وزارة الدفاع، في حين ان قائد الجيش يرشح العميد فادي مخول، من زاوية الضابط الاعلى رتبة.
واشارت مصادر مقربة من سليم ان التعيينات غير ممكنة في ظل الشغور الرئاسي.
اعتراض مسيحي على رد القوانين
وشكلت خطوة مجلس الوزراء رد ثلاثة قوانين الى مجلس النواب، مادة سجالية جديدة، اذ اعلن كل من تكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر) وتكتل الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) رفضه لصلاحية رد القوانين، التي تخص رئيس الجمهورية حصراً.
والقوانين هي: القانون المتعلق بالهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وينظم الموازنة المدرسية، والقانون الرامي الى اعطاء مساعدة مالية لحساب صندوق التعويضات لافراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة والقانون المتعلق بتعديل قانون الايجارات للاماكن غير السكنية.
وعلق رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان ان الصلاحية المعطاة لرئيس الجمهورية في رد القوانين الى مجلس النواب عملا بالمادة 57 من الدستور تنبثق عن منطوق «اليمين» الذي يقسم عليه بالسهر على احكام الدستور وهي صلاحية لصيقة به، وفقا لقرارات المجلس الدستوري.
وتوقعت مصادر عونية عودة الى اضراب الهيئة التعليمية في «المدارس الخاصة» بعد رد القوانين المتعلقة بتنظيم العمل في المدارس الخاصة، وسلفة الحوافز لصندوق التقاعد.
وحذرت نقابة معلمي المدارس الخاصة من خطورة رد القوانين التعليمية.
الوضع الامني
في اليوم السابع والتسعين، استمرت المقاومة في الجنوب بتسديد ضربات لمواقع الاحتلال، لكن حدّة المواجهات تراجعت قياسا الى الايام القليلة الماضية.
واعلن الحزب انه استهدف تجمعات جنود الاحتلال في محيط موقع قرب البستان بالاسلحة المناسبة وحقق فيها اصابات مباشرة، كما استهدف موقع المالكية بالاسلحة المناسبة، وكذلك في موقع المنارة.
وكانت تلة حمامص تعرضت قبل ظهر امس لقصف مدفعي اسرائيلي، كما تعرضت بلدة الضهير، وخراج بلدة طير حرفا لقصف مدفعي، وحلقت طائرات الاستطلاع من نوع M.K في القطاعين الغربي والاوسط على علو منخفض.
تحذير من مخاطر المنخفض
طقسياً، تتجه الانظار الى اشتداد قوة العاصفة الممطرة «حنين» التي تبلغ ذروتها مساء اليوم، وتنحسر بدءاً من ظهر الاثنين المقبل.
وامس، كشف وزير الاشغال علي حمية، ان الكلفة التقديرية لمعالجة الانهيارات التي نجمت عن العواصف الاخيرة (فقط انهيارات الطرق) تساوي مليون ونصف مليون دولار.
وحذرت قوى الامن المواطنين من تشكيل السيول وتجمعات المياه.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يستنفر لتفادي مزيد من الاغتيالات
جواسيس وتكنولوجيا متطورة وإهمال أمني سمح باغتيال الطويل
بولا أسطيح
يتكتم «الحزب» في مقاربة عمليات الاغتيال التي تطال عناصره وقيادييه، وينكب على تحقيقات داخلية مكثفة لتبيان عناصر الخلل ومعالجتها، لتفادي مزيد من هذه العمليات التي تكثفت في الآونة الأخيرة.
فبعد نجاح تل أبيب في اغتيال نجل النائب عن الحزب محمد رعد و4 آخرين من عناصر وحدة «الرضوان» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وجهت إسرائيل ضربة مزدوجة لـ«ح.م.ا.س» والحزب باغتيالها القيادي في «ح.م.ا.س» صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل «الحزب»، في 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، بإطلاق صواريخ على شقة كان يجتمع فيها مع قادة ميدانيين في «كتائب القسّام».
وبعد أيام معدودة، وبالتحديد في الثامن من الشهر الجاري، تمكنت تل أبيب من اغتيال القائد في «الرضوان» وسام الطويل، وهو في طريق العودة إلى منزله في إحدى قرى الجنوب. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن الاغتيال تم بـ«عملية دقيقة من خلال وضع عبوة ناسفة قرب بيته»، إلا أن الحزب لم يؤكد أو ينفِ هذه المعلومات.
وترفض مصادر قريبة من «الحزب» الحديث عن عمليات اغتيال مكثفة لقادة في الحزب، جازمة بأن القائد الوحيد الذي اغتيل هو الطويل، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بمقابل من يستشهدون في لبنان من عناصر الحزب والذين يتم الإعلان بفخر عنهم وتشييعهم بشكل لائق، هناك أعداد كبيرة من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين يقتلون، إلا أن تل أبيب تتكتم عن إعلان أعدادهم، كما يتم دفنهم بعيداً عن الأضواء».
ولا تنفي المصادر أنه «يتم التدقيق بالخروقات التي تؤدي إلى تمكن إسرائيل من اغتيال أشخاص معينين في الحزب، وذلك لتفادي مزيد من العمليات»، معتبرة أن ربط الموضوع بعملاء حصراً فيه الكثير من التبسيط، باعتبار أن هناك تكنولوجيا متطورة يتم استخدامها، كما أن هناك تعاوناً استخباراتياً أميركياً – إسرائيلياً وبريطانياً – إسرائيلياً يساعد العدو في تحديد أهدافه واغتيالهم.
ويتحدث الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا عن «مجموعة من العوامل تؤدي إلى تمكن إسرائيل من تحديد مواقع عناصر وقياديي (الحزب) لاغتيالهم، وأبرزها تحركهم في منطقة محدودة جداً في جنوب البلاد، حيث تجري العمليات العسكرية، كما أنه وبعد قتالهم بشكل علني في سوريا، فقد باتوا معروفين إلى حد كبير»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التكنولوجيا المتطورة والمراقبة الدورية وعمليات التنصت، كما التعاون الاستخباراتي، إضافة بالطبع لشبكة عملاء على الأرض، كلها تساعد إسرائيل في عمليات الاغتيال».
ويشير حنا إلى أن «العنصر الأبرز الذي سهّل عملية اغتيال الطويل كان إهمال الأمن العملاني، عندما قرر الذهاب إلى منزله»، مضيفاً: «إن الكشف أن اغتياله تم عبر عبوة ناسفة يرجح فرضية أن شخصاً من البيئة التي ينتمي إليها هو من زرع هذه العبوة، وإن كان هناك وحدة خاصة إسرائيلية تنشط لا شك في تنفيذ عمليات كهذه».
ويرى حنا أن على «الحزب أن يقوم بعملية إعادة تنظيم بعد هذه الخروق، وأن يُجري تحقيقات موسعة مع كل الأفراد الذين كانوا يحيطون بالطويل، وأن يترافق كل ذلك من حيطة عملانية واتخاذ تدابير مشددة في موضوع التنقل».
وبالتوازي مع التحقيقات التي يجريها الحزب لكشف عملاء في صفوفه وفي بيئته، تقوم الأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة بعمل مماثل، خاصة أنها نجحت في السنوات الماضية في تحقيق الكثير من الإنجازات في إطار القبض على مجموعات تتعامل مع إسرائيل. ويقول مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عمل يحصل بعيداً عن الأضواء؛ لأنه لا شك في أن هناك خرقاً كبيراً حصل، سواءً من خلال العملاء أو من خلال التكنولوجيا المستخدمة. وحين يرى المعنيون الوقت مناسباً، سيتم الإعلان عن أي توقيفات تحصل في هذا المجال».
ويوم الأربعاء، توجه «الحزب» إلى أهالي المناطق الجنوبية الحدودية، منبهاً إياهم من محاولات «العدو الإسرائيلي البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في قرى الجنوب». وأشار إلى لجوء إسرائيل إلى «الاتصال ببعض الأهالي من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخليوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل، منتحلاً صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي في مناطق الجنوب، وأخرى صفة مراكز للأمن العام اللبناني، وتارة ثالثة بانتحال صفة هيئات إغاثية تقدم المساعدات، وغير ذلك».
ودعا الحزب إلى «عدم التجاوب مع المتصل في أي عملية استعلام تتعلق بالمحيط وحركة الأفراد فيه، والمبادرة إلى قطع الاتصال فوراً، ثم المسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية دون تلكؤ».
********************
افتتاحية صحيفة الديار
100 يوم على حرب غزة وجيش الاحتلال عاجز عن تصفية ح.م.ا.س
هل تلزم محكمة العدل الدولية «اسرائيل» بوقف اطلاق نار شامل على القطاع؟ – نور نعمة
نظرت محكمة العدل الدولية بشكوى من دولة جنوب افريقيا التي قدمتها ضد «اسرائيل» بتهمة ارتكاب الابادة الجماعية في قطاع غزة، وطالبت فيها اتخاذ قرار بالزام جيش الاحتلال الاسرائيلي بوقف اطلاق النار شامل في غزة. دولة جنوب افريقيا عملت من خلال فريقها القانوني الذي يرأسه وزير العدل فيها الى لاهاي في هولندا وقدمت وثائق وادلة وقرائن وبراهين تثبت ارتكاب «اسرائيل» حرب ابادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة مما اثار غضب الفريق القانوني الذي يمثل «اسرائيل».
والمحكمة تدرس الان وجهتي النظر التي قدمتها دولة جنوب افريقيا والتي ردت عليها «اسرائيل» بوجهة نظرها ويبدو ان محكمة العدل الدولية ذاهبة الى تبني طلب جنوب افريقيا في التصويت الذي يتطلب ثمانية اصوات من اصل 15 صوتا للقضاة الذين يشكلون محكمة العدل الدولية.
ولكن الولايات المتحدة وحلفاء لها تضغط بكل ثقلها لعدم تبني محكمة العدل الدولية الطلب من جيش الاحتلال وقف اطلاق النار شامل في غزة.
وبانتظار صدور القرار عن محكمة العدل الدولية، فان الصراع حاليا هو بين اللوبي الصهيوني واميركا وحلفائها من جهة وبين الدول الحرة التي ترى انه حان الوقت لوقف الحرب فورا في غزة خاصة ان المنظمة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة اعلنت ان الوضع في غزة كارثي واصبح غير محتمل على صعيد الجرحى والحالة الانسانية بين النازحين الفلسطينيين سواء الادوية او المياه ام قطع الكهرباء ام الطقس البارد جدا وعدم وصول الاغذية التي يحتاجها النازحون. وطالبت المنظمة الدولية لحقوق الانسان بالقيام بجهود دولية فورية لوقف اطلاق النار في غزة.
اما الامر الذي يثير السخرية هو رد رئيس حكومة الحرب «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو بأن دولته تحارب الإبادة الجماعية وهي مظلومة بالاتهام الموجه اليها بانها ترتكب الابادة الجماعية في غزة. وهذه الصيغة معتمدة لدى الكيان الصهيوني منذ تأسيسه حيث يضع نفسه في موقع الضحية بينما اي دولة او حركة حزبية مناهضة له فهي دائما في موقع المعتدي. وما قاله نتنياهو اعاد الى الاذهان قول رئيسة الوزراء «الاسرائيلية» السابقة غولدا مائير عام 1969 «لن نغفر للعرب انهم اجبرونا على قتل اطفالهم».
الضربات الاميركية والبريطانية للحوثيين…تطور كبير في المنطقة
الى ذلك، لفتت مصادر مطلعة بارزة لـ «الديار» الى ان الولايات المتحدة واسرائيل اتخذت كل منهما دولا عربية لضربها حيث ان الاميركيين تولوا ضرب الساحة العراقية واليمنية في حين اخذت «اسرائيل» على عاتقها ضرب جنوب لبنان وقطاع غزة وسوريا.
وتعقيبا على الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا لعدة معاقل للحوثيين في اليمن، رأت هذه المصادر انه تطور كبير في مسار الحرب لافتة الى ان «اسرائيل» لها مصلحة كبرى في جر واشنطن الى مواجهة على مستوى المنطقة. واشارت الى ان «اسرائيل» تسعى جاهدة الى اظهار ان الحروب او الاضطرابات التي تحصل في المنطقة مصدرها ايران وبالتالي تريد «تل ابيب» توريط واشنطن في مواجهة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية. ذلك ان الدولة العبرية تهدف الى اظهار للمجتمع الدولي وخاصة للولايات المتحدة الاميركية انها لا تخوض حربا بوجه ح.م.ا.س في قطاع غزة وبوجه الحزب في الجبهة الشمالية بل انها تواجه المحور الايراني في حين لا تريد واشنطن الوصول الى ازمة اقليمية.
ولكن اليوم وبعد الضربة الاميركية والبريطانية لجماعة الحوثي التي اعتبرها الاخير ضربة همجية ارهابية متوعدا بالرد، اعتبرت المصادر المطلعة ان التصعيد في البحر الاحمر لن يهمد والامور متجهة الى مزيد من التأزم. واضافت ان التطور انتقل الى انخراط مباشر للاميركيين سواء في الساحة العراقية او في الساحة اليمنية في البحر الاحمر.
في المقابل، دعت روسيا لجلسة مجلس امن طارئة لبحث الهجوم الاميركي والبريطاني على الحوثيين في اليمن انطلاقا من ان موسكو تعتبر انها حليفة لمحور الممانعة. ورأت ان الاتجاه التي تذهب اليه الامور هي مواجهة دولية وعليه ارادت دعم حليفتها ايران وعدم تركها وحيدة في هذه المواجهة. ولكن دعوة روسيا لجلسة امن طارئة ستظل محصورة بدعم معنوي لمحور الممانعة طالما ان اميركا ستسخدم الفيتو حيال اي مسألة لا تصب في مصلحة اسرائيل. ويذكر ان الولايات المتحدة الاميركية استخدمت سابقا الفيتو في مجلس الامن حول قرار يقضي بوقف الحرب الاسرائيلية على غزة.
وفي النطاق ذاته، قالت اوساط سياسية رفيعة المستوى لـ «الديار» ان محور الممانعة تمكن من لجم الجيش «الاسرائيلي» في خفض وتيرة عملياته العسكرية بيد ان «اسرائيل» انتقلت الى العمليات الامنية في جنوب لبنان وبذلك تراجعت عسكريا وخففت نسبة التوتر السائدة بينها وبين الحزب كما انسحب ذلك على عملياتها في غزة.
ولكن شددت هذه الاوساط الى ان التطورات التي حصلت لصالح كل الاحزاب والجهات المناصرة لفلسطين لا يعني ان فريق الممانعة انتصر لان «اسرائيل» وخلفها الولايات المتحدة الاميركية يتعاملان مع الحرب الدائرة في غزة على انها حرب وجود وبالتالي لم يتخل الكيان الصهيوني عن هدفه بتصفية حركة ح.م.ا.س في قطاع غزة وهو امر تجمع عليه حكومة الحرب «الاسرائيلية» وادارة بايدن. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل ستتمكن «اسرائيل» من الحاق الهزيمة بح.م.ا.س وقد قاربت الحرب المئة يوم دون تحقيق جيش العدو اي انجاز عسكري؟ من هنا، لفتت الاوساط السياسية الى ان الكلمة لا تزال للميدان الذي سيحدد من هو المنتصر ومن هو المهزوم.
الموفدون الغربيون يطرحون على لبنان حلولا وفقا للشروط الاسرائيلية
وبعد زيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين ولقائه مسؤولين لبنانيين، قال الرئيس نبيه بري ان الاخير طرح افكارا وليس صيغة لحل نهائي بوقف الاشتباكات بين الحزب و الجيش «الاسرائيلي» لعدم اندلاع الحرب الشاملة بين الطرفين. وهنا، تساءلت مصادر ديبلوماسية اذا كان الاميركيون جادين في منع امتداد النيران الحاصلة في غزة الى حرب كبرى في المنطقة. وتابعت هذه المصادر ان الافكار التي بحثها هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين لتهدئة الوضع في الجبهة الجنوبية لا تعد اكثر من «ابر مورفين» تخفف وتيرة القتال لمدة زمنية محدودة ولكن طالما لم يحمل الموفد الاميركي حلا ينص على ضوابط فعلية على «اسرائيل» لوقف حربها على غزة ولعدم تعديها على الجنوب وفي الوقت ذاته اذا لم يلحظ الحل في بنوده تحرير مزارع شبعا فالقتال سيتجدد حتما بين الحزب وجيش الاحتلال.
ووصفت هذه المصادر الديبلوماسية بان الطرح الالماني طرح ساذج يظهر عدم ادراكه للساحة اللبنانية وتحديدا الحزب. وتابعت ان الموفد الالماني الذي طرح بنشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على طول الحدود الجنوبية مقابل تراجع الحزب الى شمال الليطاني ومحاولة «اغراء» لبنان بتقديم مساعدة بقيمة 15 مليون يورو اذا طبق الطرح الالماني هي محاولة دفنت في مهدها. وبمعنى اخر، لا الدولة اللبنانية ستقبل ولا الجيش اللبناني سيقبل والحزب سيرفضها رفضا قاطعا وعليه كل حركة الموفدين الاوروبيين والاميركيين تقارب الوضع اللبناني بشكل خاطئ وفقا للمصادر الديبلوماسية.
وتعقيبا على ما ذكر اعلاه، رات المصادر الديبلوماسية انه طالما الطروحات الاوروبية والاميركية لمنع التصعيد في الجنوب اللبناني مع جيش العدو ليست منصفة وتصب لمصلحة «اسرائيل» مئة بالمئة بما انها تخضع للشروط «الاسرائيلية» فجميعها ستبوء بالفشل. وحذرت هذه المصادر ان التاريخ اظهر ان كل حل او طرح غير عادل ادى الى تهميد الميدان ووقف القتال لفترة ولكن سرعان ما ادت هذه الحلول الى انفجار في المنطقة لان الغرب لم يفهم يوما طبيعة الازمات في الشرق الاوسط والحلول التي فرضها على فلسطين او الدول العربية التي تحتل «اسرائيل» جزء من اراضيها تبينت انها غير قابلة للتطبيق على الارض لا بل تؤدي الى المزيد من الازمات في منطقة الشرق الاوسط الملتهبة.
«اسرائيل» تخرق الاتصالات في لبنان وتنفذ الاغتيالات
بموازاة ذلك، بات واضحا ان «اسرائيل» تخرق شبكة الاتصالات في لبنان الامر الذي يمكنها من تنفيذ اغتيالات وعليه حذر الحزب في بيان المواطنين الى التنبه من المخاطر الناتجة عن الخروقات الاسرائيلية لهواتف اللبنانيين خاصة مواطني الجنوب مشيرا الى ان العدو يتمكن من خلال المتصل به معرفة معلومات عن وضعية المجاهدين في المقاومة في البيوت التي يسعى الكيان الصهيوني الى ضربها. والى جانب ذلك، اتضحت الصورة ايضا حول وجود عملاء لبنانيين تخلوا عن وطنيتهم وباعوا ضمائرهم فيعطون احداثيات لجيش الاحتلال تمكنه من تنفيذ الاغتيالات للمقاومين في الحزب.
الحكومة اللبنانية ترد ثلاثة قوانين وعدة احزاب فاعلة تندد بمخالفة الدستور
داخليا، ردت حكومة تصريف الاعمال في الجلسة التي عقدتها امس ثلاثة قوانين تتعلق بالإيجارات والمدارس في حين لم يُطرح بند رئاسة الأركان حيث قال الرئيس نجيب ميقاتي انه ينتظر جوابًا من وزير الدفاع بشأن تعيين رئيس جديد للأركان. وفي هذا النطاق، اعربت احزاب عدة عن استيائها من قيام الحكومة ورئيسها بمخالفة الدستور وضرب صلاحيات رئيس الجمهورية بعد ان ردت قوانين تم بحثها في جلسة مجلس الوزراء.
القوات اللبنانية: بناء الدولة اولوية وتطوير النظام يخضع لتوافق اللبنانيين
من جهته، اكد مسؤول بارز في القوات اللبنانية للديار ان «اسرائيل» عدوة لجميع اللبنانيين وهذا امر حاسم لا نقاش فيه اما اذا ابدى البعض ملاحظات متعلقة بالحزب فهذا لا يعني انه خائن لان لبنان قائم على حرية الرأي.
وحول بناء الدولة وتطوير النظام التي دعا اليها النائب جبران باسيل من خلال مقابلة تلفزيونية، رأى المسؤول القواتي البارز ان قيام الدولة هو اولوية لا يعلى عليها شيء وتطوير النظام يخضع لاجماع اللبنانيين وتوافقهم.
اما عن قيام الحكومة برد ثلاثة قوانين ،رأى النائب جورج عدوان ان ما قامت به حكومة تصريف الاعمال في ظل الشغور الرئاسي مخالف للدستور واصفا ذلك بانه «تعدٍ صارخ ومرفوض على صلاحيات رئيس الجمهورية». واستند عدوان على الدستور للتأكيد على المخالفة التي حصلت ولتوضيح المسألة للرأي العام حيث كتب على حسابه في منصة «اكس»: «إن الصلاحية المعطاة لرئيس الجمهورية في رد القوانين إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيها عملا بالمادة 57 من الدستور تنبثق عن منطوق «اليمين» الذي يقسم عليه بالسهر على أحكام الدستور بصفته التحكيمية المولجة به بموجب المادة 49 كحارس للدستور «يسهر على احترام الدستور». واضاف :» هذه الصلاحية لصيقة برئيس الجمهورية، كما أكد قرار المجلس الدستوري رقم 2001/4 حرفيا «أي الصلاحية المنفردة المحفوظة لرئيس الجمهورية». وبالتالي لا صلاحية لرئيس مجلس الوزراء ولا لمجلس الوزراء برد القوانين، كما وأن رئيس مجلس الوزراء ملزم بنشر القوانين».وتابع النائب جورج عدوان ان رد الحكومة لثلاثة قوانين امر لن يمر علما ان نواب كتلة الجمهورية القوية يرفضون حضور اي جلسة تشريعية مشددين ان مجلس النواب يجب عليه الدعوة الى جلسات انتخابية رئاسية مفتوحة الى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مع اقتراب ال 100 يوم على حرب غزة 73 غارة أميركية وبريطانية على 5 محافظات يمنية
أعلنت جماعة “الحوثي” سقوط قتلى وجرحى جراء غارات أميركية بريطانية، فجر الجمعة، طالت 5 محافظات في اليمن.
جاء ذلك في تصريح للناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، لقناة “الجزيرة” القطرية.
وأضاف أنه “تم قصف اليمن بـ68 غارة جوية وبحرية، توزعت على محافظات صنعاء وصعدة وحجة (شمال) والحديدة(غرب) وتعز (جنوب غرب)”.
وحول الخسائر المادية أفاد المتحدث أنه “لا توجد أضرار حقيقية لا على المستوى المادي، ولا الإستراتيجي”.
وأفاد عبدالسلام بأن “القوات المسلحة (التابعة للحوثيين) تدرس حالياً خيارات الرد على العدوان الأميركي البريطاني، وسنرد بشكل واسع في القريب العاجل”.
وأضاف: “الرد لا محالة قادم وسيسمعه الجميع، لأن هذا حق مشروع لنا، كونه تم انتهاك سيادة اليمن من قبل العدوان الأميركي والبريطاني”.
وشدد المتحدث على أن “هذا العدوان لن يثني اليمن عن موقفه في دعم فلسطين، ولن يوقف عمليات استهداف السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى إسرائيل من أيِّ بلد كان”.
وقال نائب” وزير الخارجية” بحكومة صنعاء حسين العزي إن اليمن تعرض لهجوم “عدواني واسع من سفن وغواصات وطائرات أميركية وبريطانية وعلى واشنطن ولندن الاستعداد لدفع الثمن باهظا”.
وكان عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي علي القحوم قد أعلن “استهداف” بوارج أميركية بريطانية في البحر الأحمر، رداً على الغارات التي نفذتها واشنطن ولندن على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى. ولاحقا اعلن وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ان قواته جاهزة للرد.
وفي سياق متصل، أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية.
وأكدت على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع.
كذلك، ادانت ايران الهجوم ورأت انه سيفاقم انعقدام الامن والاستقرار في المنطقة، ودعت الصين الى ضبط النفس لمنع اتساع نطاق الصراع. كما ادانت الكرملين الضربات.
كذلك دعت الكويت والإمارات والعراق ومصر والاردن الى ضبط النفس والحفاظ على الامن في المنطقة والعمل على القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعلن أنّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا “نفذتا سلسلة من الضربات الانتقامية يوم الخميس ضد جماعة الحوثي في اليمن لتعريضها حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر”.
وقال “هذه الضربات المستهدفة هي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة والشركاء لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد أهم الطرق التجارية في العالم”.
وأضاف بايدن “لن أتردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية”. وردت اسبانيا على الاعلان بانها رفضت المشاركة في القصف.
وأعلن جون كيربي المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي “على الحوثيين وقف هجماتهم، ولن نتردد في مزيد من الاجراءات لحماية سفننا”.
كذلك قال المتحدث باسم “البنتاغون” باتريك رايدر “ان نتائج الضربات على الحوثيين جيدة جدا، نريد ان نضمن أمن الممرات الملاحية”، وأمل أن تكون الرسالة واضحة.
ورغم هذه التهديدات والضربات، اعلن البريطانيون عن تعرض إحدى السفن للهجوم على بعد 98 ميلا بحريا جنوب شرق عدن.
******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تحركات أميركية وبريطانية لاستهداف اليمن… وإيران تحرر ناقلة من أميركا
جنوب أفريقيا تقدم مطالعة قانونية مدعّمة بالوثائق لإدانة الكيان بجرائم الإبادة
المقاومة في غزة ولبنان لمزيد من الضربات للاحتلال… ولا وساطات جديدة
تراجعت مساعي التهدئة والوساطات الهادفة الى تقديم مبادرات بعدما أصبح كل شيء مترابطاً، والمعادلة الواضحة انه من دون قرار أميركي إسرائيلي بإعلان وقف الحرب العدوانية على غزة، كما بدا أن هناك محوراً متماسكاً هو محور المقاومة، يبدأ من إيران التي قامت اليوم بأول نقلة على رقعة الشطرنج الآخذة بالاشتعال، فأعلنت عن نجاحها في تحرير ناقلة نفط عائدة لها كانت واشنطن قد قامت بالسطو عليها وقرصنتها، بينما سائر أركان المحور الذي يضمّ المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وأنصار الله في اليمن، فكلّ على جبهته يرسم المعادلة ذاتها، لا تفاوض قبل وقف الحرب العدوانية على غزة. وهكذا انتهت مهمة المبعوث الرئاسي الأميركي في بيروت أموس هوكشتاين بخفي حنين، وفشلت الإغراءات المقدّمة لليمن مالياً وسياسياً والتهديدات بالحرب في دفعه للتراجع عن إجراءاته في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال من عبور البحر الأحمر، مسجلا ضربات موجعة للأميركيين والبريطانيين طالت سفنهم وبوارجهم، ووصفها البنتاغون الأميركي بالعمليات المعقدة، وكانت رداً على استشهاد عشرة جنود يمنيين باعتداء أميركي لمنع الزوارق اليمنية من إيقاف سفن متجهة الى موانئ كيان الاحتلال من العبور. وبدت واشنطن ولندن بعد قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة موقف أنصار الله، بامتناع روسي صيني جزائري، متجهتين الى عمليات استهداف لمواقع أنصار الله داخل الأراضي اليمنية، كما قالت كل من وول ستريت جورنال وفاينانشيل تايمز.
على جبهات لبنان وغزة مزيد من الضربات تلقاها جيش الاحتلال، عرضتها تسجيلات مصورة للمقاومة في غزة ولبنان، كان آخرها قصف كريات شمونة وقطع الكهرباء عنها وعن مستوطنات أخرى بصاروخ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه من الصواريخ الدقيقة قصيرة المدى، كما وصفه خبراء عسكريون إسرائيليون.
في لاهاي افتتحت محكمة العدل الدولية جلسات المناقشة في الدعوى المقدّمة من جنوب أفريقيا بحق كيان الاحتلال بتهمة انتهاك اتفاقية منع جرائم الإبادة. وبينما ينتظر أن تستمع المحكمة اليوم للمرافعة الإسرائيلية وتنظر بعدها في القرار الذي سوف تعتمده في التعامل مع الدعوى، قبل إحالته إلى مجلس الأمن حيث مسار آخر من الحسابات لإقراره أو تعديله، وجّهت المطالعة المتميّزة والمتقنة للفريق القانوني لجنوب أفريقيا نجم يوم أمس، وقد حظيت بنقل مباشر لمئات القنوات التلفزيونية عبر العالم، وفيها أفضل ما يمكن تقديمه في حرب العقول من مطالعة ثقافية مكثفة مدعمة بالوثائق لربح حرب الرواية حول الحق الفلسطيني، والعدوانية الاسرائيلية.
وفيما بقي الوضع الأمنيّ على الجبهة الجنوبيّة في واجهة المشهد، انشغل الوسط السياسيّ بزيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة أموس هوكشتاين، الخاطفة الى بيروت الذي عبّر من عين التينة، عن شعوره بالأمل من أن «نتمكن من العمل والمضيّ قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
وأشارت مصادر مواكبة للزيارة لـ»البناء» الى أن «الموفد الأميركي قدّم تصوراً لتسوية النزاع على الحدود على قاعدة الحل الوسط بين لبنان و»إسرائيل» من دون أن يأتي على ذكر مزارع شبعا، لكنه لم يدخل بالتفاصيل ولم يتحدّث عن توقيت التنفيذ، بل أكد على ضرورة تهدئة الجبهة بأسرع وقت ممكن لكي لا تتمدّد الحرب أكثر»، ولفتت الى أن هوكشتاين كان بجو أن الوضع على الحدود ارتبط بالحرب في غزة، ولا يمكن البحث عن مقترحات جدّية قبل انتهاء العدوان على غزة، وهذا فحوى ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، بأن أيّ حل يجب أن يستند على قاعدتين: انسحاب قوات الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة لا سيما مزارع شبعا ونقطة بـ 1 والثانية توقف العدوان على غزة.
وأوضحت المصادر أن «هوكشتاين كان أكثر واقعية بصعوبة الحلول في ظل استمرار الحرب في غزة، وهذا ظهر في تصريحاته، ولذلك هوكشتاين يعمل على مسارين الأول: البحث عن حلول وسطية ترضي الطرفين، والثاني تهدئة الجبهة والتخفيف من حدة القصف والتصعيد المتبادل ريثما يتم وقف إطلاق النار في غزة لتطبيق أي اتفاق. وطالما أن المرحلة الثالثة من الحرب ستنطلق قريباً وبالتالي ستخف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ما يسمح بتهدئة الجبهة الجنوبية».
واستهل هوكشتاين زيارته من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقد معه خلوة أعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الأميركية في لبنان أماندا بيلز، والوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين. خلال الاجتماع شدّد الموفد الأميركي على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكناً التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن». ودعا الى «العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الامور نحو الأسوأ». بدوره رئيس الحكومة شدّد «على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية». وكرر القول إننا «نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية».
ثم انتقل الزائر الأميركي الى عين التينة حيث التقى والوفد المرافق الرئيس برّي.
وبعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، أشار هوكشتاين في تصريح إلى أننا «في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل بسرعة وأنا مسرور لأنني تمكّنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول الى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان و»إسرائيل»». وأضاف: «لقد كنت هناك الأسبوع الماضي وكما رأيتم رئيسنا ووزير الخارجية وأنا شخصياً قلنا إننا نفضل الحلول الدبلوماسية للازمة الحالية وأجرينا هذه المباحثات اليوم، وأنا أؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد ان يرى التصعيد في الازمة الحالية لازمة أبعد من ذلك، لذا نحن بحاجة للوصول الى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في «إسرائيل» من العودة الى منازلهم والعيش في أمان. هذا هو هدفنا». وأضاف: «لقد أجريت محادثات جيدة وانا اشعر بالأمل أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
ورداً على سؤال اذا كان يشعر ان هناك إرادة من الجهتين للوصول الى حل؟ أجاب هوكشتاين: «لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وأنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد ان هذا هو الواقع. نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلا ً دبلوماسياً وأعتقد أن الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي، ومهمتنا ان نصل الى حل دبلوماسي».
كما التقى هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزيف عون وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الجنوبية.
وغادر هوكشتاين لبنان مساء أمس على أن تصله اليوم السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أكد الوزير بوحبيب خلال اجتماعه مع سفراء هولندا هانزبيتر فاندروود، بلجيكا كوبن فيرفاك والأرجنتين ماريا فيرجينيا رويس قنطار أننا «نريد استقراراً مستداماً في الجنوب واحتراماً كاملاً لقرار مجلس الأمن ١٧٠١، بوابته انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا والأراضي اللبنانية كافة التي ما زالت محتلة، والعودة إلى خطّ الهدنة لعام ١٩٤٩، ووقف التهديدات والخروق الإسرائيلية لسيادة لبنان».
في غضون ذلك، وعلى وقع زيارة هوكشتاين الى لبنان، صعد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المدنيين، فشن الطيران الحربي غارة بالقرب من مسجد حانين استهدفت مقرّ الهيئة الصحية، ونقلت سيارات الإسعاف من المقر المستهدف الى مستشفيات المنطقة، ما أدّى الى استشهاد عنصرين في الدفاع المدني – الهيئة هما علي محمود الشيخ علي (رشاف)، والشهيد ساجد رمزي قاسم (عيتا الشعب). كما استهدفت 7 قذائف تلة حمامص في سردا والبساتين، سبقتها رشقة صاروخية من لبنان على مستعمرة المطلة حيث تصدّت القبة الحديدية للبعض منها في أجواء الوزاني. وتعرّضت اطراف بلدتي طير حرفا والجبين وحولا ووادي الدلافة لقصف مدفعي. وسقطت قذيقة فوسفورية وسط الخيام في الحي الشرقي.
في المقابل ردّ حزب الله على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين بقصف مستوطنة «كريات شمونة» بعشرات الصواريخ، مجدداً التأكيد على جهوزيته للرد الفوري على أي عدوانٍ يطاول المدنيين.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية أن مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. واستهدفوا التجهيزات التجسّسية في تلة «الكوبرا»، ما أدّى إلى إصابتها وتدميرها.
وأعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف موقع المالكية وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الطيحات وجبل نذر بالأسلحة الصاروخية وإيقاع إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
هذا واستهدفت المقاومة الإسلامية موقع الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصيب إصابة مباشرة. واستهدفت المقاومة الإسلامية تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في تل شعر بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه اصابات مباشرة. وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع «بركة ريشا» بالأسلحة الصاروخية، محقّقة إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
وفي تصريح يعكس حجم التداعيات على منطقة الشمال، أشار رئيس لجنة مستوطنة «مرغليوت» الى أنّ وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية يوآف غالانت، هدّد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، لكن «مستوطناتنا باتت في النهاية من دون كهرباء، وهي التي عادت إلى العصر الحجري».
ويأتي ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام الاحتلال بأنّ الصليات الصاروخية الأخيرة، التي أطلقتها المقاومة الإسلامية في لبنان، أدّت إلى انقطاع الكهرباء في عدة مستوطنات في الجليل الأعلى، بينها «كريات شمونة» و»مرغليوت» و»المنارة» و»مسكاف عام».
وأشار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن «مَن يطّلع على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً (اليوم) المؤلف من أكثر بكثير من مئة بند، يفهم انهم ليسوا مستعجلين لانتخاب رئيس، لا بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما أنهم يسطون على صلاحياته لا بل يحكمون مكانه. هناك أولاً مسألة عدم نشر قانون وكأنه يحق لهم تجزئة صلاحية لصيقة بشخص الرئيس، وهناك ثانياً مسألة تسكير بعض سفارات لبنان في الخارج، فيما السفير يمثل رئيس الجمهورية في الخارج، وهكذا يستغيبون الرئيس ويقرّرون الحل مكانه في مَن يمثله، وهناك ثالثاً مسألة تعيين موظفين في الفئة الأولى ويغطونها بكلمة «تسمية» أعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب».
وتوجّه باسيل «الى المرجعيات الدينية والسياسية، الوطنية والمسيحية، وكل من وعد أن لا بنود في مجلس وزراء حكومة مستقيلة، الا اذا كان بنداً ضرورياً وعاجلاً وطارئاً، وكل من التزم بعدم إجراء تعيينات فئة اولى بغياب الرئيس، واسألهم الا تنتبهوا أنكم تشجعون اطالة الفراغ الرئاسي وتمنعون انتخاب الرئيس؟ وألا تدركوا، انهم عندما يصلون الى هذا الدرك فمعناه أنهم لا يريدون لنا رئيساً في القريب؟ فقط لأذكركم بما نبهت منه منذ عام ونصف، ولأعُلِم الجمهور بما أنتم فاعلون، اما بالمشاركة او بالسكوت او بالتغطية او بنكث الالتزامات».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :