افتتاحية صحيفة الأخبار:
هوكشتين يحمل خطّة لإراحة العدوّ ومستوطنيه: تقليص العمليات في غزّة يساوي وقفها في لبنان
ما الذي حمل المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين على القدوم إلى لبنان، وهو تبلّغ مسبقاً بأن لا مجال لأي بحث حول الجبهة الجنوبية قبل وقف العدوان على غزة؟بحسب مصادر مطّلعة، فإن تل أبيب تضغط بقوة على واشنطن لإقناع المسؤولين اللبنانيين بمنع حزب الله من مواصلة عملياته، وإن ملف المستوطنين النازحين بات يشكل عبئاً ثقيلاً على حكومة الاحتلال. ومع أن نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لم تخرج حتى بوضع إطار زمني للعمليات في قطاع غزة، إلا أن احتمالات التصعيد دفعت الإدارة الأميركية إلى البحث عن مخرج يحقّق الهدف المطلوب. وبناءً عليه، تقرّر إيفاد هوكشتين على خلفية أنه يمكن المحاولة استناداً إلى نظرية "دخول الحرب على غزة مرحلتها الثالثة"، وقد روّج الأميركيون للخطوة باعتبارها تطوراً في موقف إسرائيل، وأنها "تمثل وقفاً فعلياً للعمليات العسكرية الكبيرة". وهو ما حمله هوكشتين معه إلى لبنان بحديثه عن ضرورة "وقف العمليات العدائية" مضيفاً إليه تفسيره المخادع، بأن الوضع في غزة سيتحول من حرب إلى منطقة عمليات عسكرية موضعية. وبالتالي، يعتقد هوكشتين، أن هذا "يمكن أن يُفسر بأنه وقف للحرب على غزة، وبالتالي، لم تعد هناك حجة عند لبنان لاستمرار تغطية عمليات حزب الله على الحدود".
ومع أنه سبق للموفد الأميركي قبل وصوله إلى بيروت أن اطّلع على "رسالة واضحة" تقول: "إن حزب الله غير مستعدّ للاستماع إلى أي كلام قبل وقف الحرب على غزة"، فإنه غامر بالمجيء، وحمل في جعبته "فكرة" تقول، بأنه كما سيتم وقف العمليات العدائية في قطاع غزة، فإنه يمكن الإعلان عن وقف العمليات العدائية من قبل طرفَي النزاع على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وبناءً عليه، اقترح هوكشتين، أن يصار إلى وضع إطار للتفاوض على "آلية مضمونة لتطبيق القرار 1701 بما يسمح بوقف كل الأعمال العسكرية وعودة السكان إلى قراهم على طرفَي الحدود". وقالت مصادر مطّلعة إن هوكشتين حمل "ملفاً كبيراً لم يعرضه على المسؤولين الرسميين، لكن سرّبه إلى من يهمّه الأمر، وفيه تفاصيل عما يفترضه من خطوات عملانية تضمن التطبيق الكامل للقرار الدولي مع ما يفترضه من خطوات تستهدف المقاومة عملياً، ولكنه وضعها في سياق نزع المظاهر والمنشآت المسلحة من منطقة جنوب نهر الليطاني".
ووفق التفسيرات الأميركية، فإن هذه الخطوة، تسمح عملياً بالشروع في مفاوضات مكوكية تهدف إلى البتّ في النزاع القائم على النقاط البرية وإنجاز ما يسميه هو بالترسيم البري. وهو ما أثاره في محادثاته في بيروت أمس، مع التأكيد على أن "فكرته لا تشتمل على مزارع شبعا التي لها وضعها الخاص".
وعلمت "الأخبار" أن حزب الله كان قد أعاد التأكيد أمام كلّ المسؤولين في الدولة اللبنانية والقوى السياسية الأساسية وكل الجهات المتواصلة مع الجانب الأميركي، أنه "لا مجال لأي نوع من النقاش إلا بعد التوقف التام والنهائي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن المقاومة لن تتوقف عن مساندة غزة تحت أي ظرف".
وبعد اجتماعات عدة عقدها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، قالت مصادر مطّلعة إن هوكشتين "أثار عدة نقاط، بينها البحث عن حل سياسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار، أو حصر المواجهة في مساحة محددة في حال لم تتوافر ظروف الحل السياسي، ثم معالجة النقاط العالقة على الحدود بعد وقف إطلاق النار في غزة وانسحاب ذلك على لبنان".
وقالت المصادر إن هوكشتين "لم ينقل رسائل تصعيد من كيان الاحتلال، بل تعمّد الإشارة تكراراً إلى أن هناك ليونة في إسرائيل كتلك التي شعر بها في لبنان، وأنه تحدّث عن إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان دون الدخول في تفاصيل ترسيم الحدود".
وفي هذا الإطار، نقل زوار الرئيس بري قوله إن "هوكشتين لم يحمِل طرحاً محدداً متكاملاً، بل حمل طرحاً تدريجياً مرتبطاً بوقف العمليات العدائية في غزة"، إذ يعتبر أن "وقف هذه العمليات حكماً سينعكس وقفاً لإطلاق النار في جنوب لبنان". وأكد بري أن "الموفد الأميركي لم يتحدث عن انسحاب لحزب الله من جنوب الليطاني"، لافتاً إلى أن "لبنان يؤكد تنفيذ القرار 1701 وإلزام إسرائيل بتنفيذه"، وقال إن "لا كلام عن تثبيت نقاط لأن الحدود البرية معروفة ومثبتة وفق اتفاقيات دولية"، حاسماً أن "لا تفاوض من دون مزارع شبعا"، مشيراً إلى أنه "لم ينقل أي موقف إسرائيلي وهو عائد إلى الولايات المتحدة". وعُلم أن التواصل بين بري وهوكشتين استمر عبر نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وفي وقت لاحق، صدر بيان عن وزارة الخارجية الأميركية قال إن هوكشتين استهدف من لقاءات بيروت "دفع المناقشات لاستعادة الهدوء على طول الخط الأزرق، وأكدت أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تدعم امتداد الصراع إلى لبنان".
من جهة ثانية، وصلت إلى بيروت أمس السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون، خلفاً لدوروثي شيا. وكانت جونسون قد عملت في سفارة بيروت بين عامي 2002 و2004. كما شغلت بين عامي 2018 و2021، منصب السفير الأميركي في جمهورية ناميبيا. ومن أبرز المواقع التي عملت فيها: مدير شؤون الشرق الأوسط في "مجلس الأمن القومي" ومدير مكتب المخدرات الدولية وإنفاذ القانون لأفريقيا والشرق الأوسط. وجونسون تحمل درجة الماجستير في العلوم في إستراتيجية الأمن القومي من "كلية الحرب الوطنية".
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
تسوية هوكشتاين: 1701 ضابط التهدئة الميدانية فالتفاوض
لعلّ الواقعية التامة التي طبعت ما نقله الموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس #هوكشتاين إلى بيروت امس، شكلت مبعث أمل حقيقيا لدى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في امكان احتواء الواقع الميداني والتصعيدي عند الحدود الجنوبية مع #إسرائيل ولو لم يعبروا عن ذلك علنا في انتظار رصد ما ستتركه “اقتراحات” أودعها في لبنان وإسرائيل. اذ انه طبقا لما أوردته “النهار” امس، فان مهمة هوكشتاين تشمل شقين متدرجين على قاعدة تبريد الجبهة الميدانية أولا، ومن ثم الانطلاق في مفاوضات غير مباشرة لحل ديبلوماسي. والمعلومات المتوافرة تشير الى ان هوكشتاين يعمل على الصيغة التي تشكل جوهر حركته ووساطته، وينطلق في تلك الصيغة من القرار الدولي 1701 الذي يريده ركيزة للحل الديبلوماسي، مستبعداً الخيار العسكري، وداعياً في كل لقاءاته إلى ضرورة العمل بأقصى درجات الحذر وضبط النفس لمنع الانزلاق إلى الحرب الموسعة، مؤكداً الضغوط التي تمارسها بلاده في كل الاتجاهات ولا سيما في اتجاه إسرائيل لمنع انزلاق كهذا. هو اكد ان امام لبنان فرصة جدية لبداية حل جدي لتطبيق الـ 1701 والتركيز يجري حالياً على الآليات التي ستسمح بذلك في ظل النقاط الخلافية الأساسية التي لا تزال عالقة.
وعلمت “النهار” ان هوكشتاين لم يحمل عرضا بل مجموعة من الافكار. وسمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري ضرورة وقف اسرائيل حربها في غزة وجنوب لبنان. وسبق لهوكشتاين ان ناقش هذه الأفكار مع الجانب الاسرائيلي.
وفي المعلومات انه جرى التركيز في اجتماعاته على التمسك ب#القرار 1701 وان اي ترتيبات على الحدود في الجنوب مع اسرائيل لا يمكن البحث في تفاصيلها قبل وقف المواجهات العسكرية. وكان هناك تشديد من جانب #الرئيس بري ان تشمل كل عملية تثبيت الحدود في البر ومعالجة كل النقاط من الى b1 في راس الناقورة وصولا الى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وردا على سؤال اذا طرح هوكشتاين ابعاد “الحزب” من البلدات الحدودية، رد بري : اذا كان هذا المطروح فليطبق عندها (اسرائيل) أيضا”.
الزيارة الخاطفة لهوكشتاين بدأت بلقاء قائد الجيش العماد جوزف عون ثم زار السرايا حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وشدد على “ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن”. ودعا الى “العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ”. ثم التقى هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أدلى على الاثر بتصريح قال فيه “نحن في مرحلة ووقت صعب وطارئ يتطلبان العمل بسرعة وأنا مسرور لأنني تمكنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول الى حل ديبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل … أننا نفضل الحلول الديبلوماسية للازمة الحالية، وانا اؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد ان يرى التصعيد في الازمة الحالية لازمة أبعد من ذلك، لذا نحن بحاجة للوصول الى حل يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية، كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في إسرائيل من العودة الى منازلهم والعيش في أمان، هذا هو هدفنا”. وقال:”لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وانهم يفضلون حلاً ديبلوماسياً ، وأعتقد ان هذا هو الواقع نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلا ً ديبلوماسيا وأعتقد ان الجهتين تفضلان الحل الديبلوماسي ومهمتنا ان نصل الى هذا الحل”.
يشار الى ان هوكشتاين التقى في طريق مغادرته لبنان عبر #مطار رفيق الحريري الدولي السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون التي وصلت الى بيروت عصرا لتسلم مهماتها. وفي اول بيان لها قالت جونسون: “انا أقدر أهميّة التحديات التي يواجهها لبنان. وفي الوقت عينه، لدي إعجاب عميق بحيوية الشعب اللبناني والثقة بقدرة لبنان على النجاح. الآن، أكثر من أي وقت مضى، حان الوقت للبنان أن يجد حس الوحدة والهدف في الرغبة المشتركة لجميع أبنائه في السلام والازدهار وفي مستقبل أكثر إشراقا.”
التصعيد المتواصل
هذه الحركة الديبلوماسية لم تخفف من التصعيد الميداني الذي اتسم به الوضع في الميدان الجنوبي والحدودي حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بالقرب من مسجد حانين استهدفت مقر “الهيئة الصحية” واعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني – الهيئة الاسلامية على الاثر “استشهاد عنصرين في الدفاع المدني – الهيئة جراء اعتداء صهيوني مباشر على مركز إسعافي في بلدة حانين هما علي محمود الشيخ علي (رشاف) وساجد رمزي قاسم (عيتا الشعب)”.
في المقابل، اعلن “الحزب” استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين في محيط موقع المطلة، كما استهداف التجهيزات التجسّسية في تلة الكوبرا بالأسلحة المناسبة ما أدّى إلى إصابتها وتدميرها”. ثم اعلن انه “ردا على الاعتداء على مركز الدفاع المدني التطوعي في بلدة حانين واستشهاد المسعفين الشهيدين علي محمود الشيخ علي وساجد رمزي قاسم استهدف بعد ظهر الخميس مستوطنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ وتؤكد المقاومة مجددا انها جاهزة للرد الفوري على أي عدوان يطاول المدنيين”. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن اطلاق “الحزب” صاروخًا دقيقًا نحو منشأة كهرباء في كريات شمونة مما أدى إلى انقطاع التيار في بعض المستوطنات.
و شن الطيران الإسرائيلي عصرا 4 غارات على بلدة الخيام كما شن غارة على اطراف بلدة يارين، في حين قصفت مدفعيته بلدة عيتا الشعب.
تحقيق المطار
الى ذلك تثابر الاجهزة الامنية على العمل منذ الاحد الماضي بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات على كشف ملابسات القرصنة الالكترونية التي احدثت خللا في شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي وتعطيل نظام نقل الحقائب.
ووصف مرجع قضائي لـ”النهار” الخرق الحاصل بانه “ليس بالامر الهين و”مش لعبة” ويحتاج الى مزيد من الوقت للانتهاء من تحليل الداتا من الاجهزة الامنية التي تعمل بتنسيق كامل في ما بينها”. واضاف انه لا يمكن الكلام عن ترجيحات اذا كان هذا الاعتداء الالكتروني من خارج البلاد او من داخله لأن كل شيء وارد، في وقت عادت الامور الى طبيعتها في المطار، جازما “ان ما حصل قصد توجيه رسالة فتنوية من مرفق يكاد يشكل موردا وحيدا في البلاد بدليل اثر الاعتداء على وقف الحجوزات عبر الشركات بعد ما شهده المطار من انتعاش وحركة تدفق في موسم الأعياد”. وشدد على اهمية التعامل بجدية مع الامن السيبراني ولاسيما ان ثمة مبدعين في التعامل مع الاجهزة الالكترونية وكون القرصنة الالكترونية والهاكرز هما سلاح جديد وسلاح المستقبل. وفهم ان الفيروس المعتدية غير محددة لكن ثمة خيوطا تقنية من شأنها ان تساعد الملف.
وقال القاضي عويدات لـ”النهار” ان التعاون والتنسيق بين الاجهزة الامنية جار على قدم وساق لجلاء ما حصل في المطار من كل جوانبه، مشيرا في اطار ما يتم تداوله انه لا توجد توقيفات ،كاشفا انه سيعلن عن تقرير تقني اداري عند جهوزه وهو يجري بالتوازي مع تقرير عدلي سيحال على النيابة العامة التمييزية .
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
واشنطن تُجدّد الدعوة إلى منع امتداد الصراع إلى لبنان
تصعيد إسرائيلي ينسف أي تفاؤل وحلول هوكشتاين… “بَعْد بكّير”
لم يتغير ايقاع المواجهات على الحدود الجنوبية عن سياقها المعهود منذ اندلاعها في 8 تشرين الأول الماضي، بل تميزت أمس باستهداف اسرائيل «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة لـ»الحزب» ما أدى الى مقتل مسعفين، فردّ «الحزب» بقصف مستوطنة كريات شمونة شمال الدولة العبرية على الحدود مع لبنان بعشرات الصواريخ.
وأتى التصعيد فيما كان المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يجري محادثاته في بيروت بحثاً عن «حل ديبلوماسي» ينهي التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل، على أن يساعد هذا الحل في عودة النازحين الى ديارهم في المناطق الحدودية في كلا البلدَين.
كيف بدت الصورة الكبيرة التي تشمل التناقض بين الميدان الجنوبي وبين التحرك الديبلوماسي الأميركي؟
بحسب معلومات» نداء الوطن»، إنّ جوهر ما طرحه هوكشتاين يستند إلى ثلاث نقاط:
أولاً- إنّ التوجه في غزة هو وقف الأعمال القتالية مع الحفاظ على الأعمال الحربية الانتقائية.
ثانياً- ليس من مصلحة لبنان الاستمرار في تسخين الجبهة الجنوبية ما دامت الأمور متّجهة إلى بداية حل على المستوى الفلسطيني.
ثالثاً- إقترح هوكشتاين العودة إلى وقف الأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل على أن يتراجع «الحزب» 8 كيلومترات عن الحدود ما يسمح بعودة النازحين على جانبي الحدود. وهذا التراجع هو مدخل لطرح مشروع حل لنقاط النزاع على الحدود البرية. وفي الوقت نفسه، يجري العمل على نشر 10 آلاف جندي لبناني كي يعملوا مع قوات «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701.
وعُلم أنّ التفاوض على الحدود البرية، لن يكون عبر اللجنة العسكرية الثلاثية، إنما بإجراء جولات تفاوض غير مباشر تقوم على تبادل الأوراق والمقترحات والجولات المكوكية بين بيروت وتل ابيب، وسيتولاها هوكشتاين نفسه.
كما عُلم أنّ هوكشتاين أطلع من الذين التقاهم على موقف «الحزب» وخلاصته: «الخطوة الأولى يجب ان تكون وقف العدوان على غزة، وأي مبادرة خارج هذا الإطار غير جدية وهدفها التغطية على الجرائم الإسرائيلية، وأنّ «الحزب» عندما تتوقف الحرب سيكون مسانداً للدولة في مسألة الحدود البرية، وليس بديلاً منها».
وقبل وصول المبعوث الأميركي الى لبنان، أفاد موقع «أكسيوس» الإلكتروني الأميركي، أنّ البيت الأبيض أعلن أنّ كبير مستشاري بايدن «سيواصل الجهود لتهدئة التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية». وأضاف الموقع ان محادثات هوكشتاين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين اللبنانيين، هدفت الى «دفع المناقشات حول كيفية التوصل إلى تفاهمات من شأنها استعادة الهدوء على طول الحدود». وفي السياق نفسه، قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إنّ هوكشتاين شدد في محادثاته في تل ابيب قبل أيام على انه بمجرد انتقال الجيش الإسرائيلي بالكامل الى عمليات منخفضة الكثافة في غزة، سيساعد ذلك على تهدئة الوضع في لبنان. كما اقترح أن تصدر إسرائيل بياناً عاماً تعلن فيه عن المرحلة الانتقالية.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنّ هوكشتاين، قال لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه بمجرد توقف المناوشات بين إسرائيل و»الحزب»، فإنه يريد بدء مفاوضات غير مباشرة على الحدود البرية، على غرار المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق على الحدود البحرية في العام الماضي. وأفادوا بأنّ إسرائيل لا تعترض على إجراء مفاوضات على الحدود البرية مع لبنان.
وفي هذا الإطار، قالت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس في بيان أصدرته إنّ هوكشتاين اجتمع بالحكومة اللبنانية ومسؤولين عسكريين في بيروت، موضحة أنّ اجتماعاته استهدفت دفع المناقشات لاستعادة الهدوء على طول «الخط الأزرق». وأكدت أنّ الولايات المتحدة أوضحت أنها «لا تدعم امتداد الصراع إلى لبنان».
وبناءً على معطيات «أكسيوس» وما ورد في بيان الخارجية الأميركية، فإنّ الوقت على ما يبدو، لم يحن بعد لشروع هوكشتاين في الوساطة التي تعيد ترتيب الحدود البرية بين لبنان واسرائيل. وهذا يعني أن عودة المبعوث الأميركي مجدداً الى البلدين، ما زال دونها معرفة كيف ستنتهي الحرب في غزة. والسؤال: هل تبقى مواجهات الجنوب ضمن «الضوابط» المعروفة، أم أنّ انفلاتها وارد في حال تبدل الحسابات في إسرائيل أو في محور الممانعة؟
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هوكشتاين في بيروت يُطلق مرحلة إنهاء الحرب وبدء الحلّ السياسي
ما دار في الخلوات كان غير ما بُحث في الاجتماعات، ولذلك جاء المعلن في زيارة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين غير المضمر، لأنّ مهمّته كانت مزدوجة، ظاهرها حدودي وباطنها سياسي يتعلق بمستقبل الأزمة السياسية اللبنانية وما يمكن القيام به من خطوات داخلياً واقليمياً ودولياً، لإنتاج حلٍ لهذه الأزمة، يشكّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي المعبر الإلزامي اليه.
بدا واضحاً انّ عرّاب الترسيم البحري اموس هوكشتاين بدأ مهمّة ترسيم مرحلة إنهاء الحرب. فقد كرّر في لقاءاته المحدّدة في بيروت، انّه يتحرك مولجاً من ادارته الملف اللبناني، لتحضير بيئة مؤاتية للحل السياسي، وهذا ما اكّدته مصادر مطلعة على لقاءات هوكشتاين لـ«الجمهورية»، كاشفة انّ موفد الرئيس الاميركي حمل أفضلية الحل الديبلوماسي الذي يسعى اليه جدّياً، مع قوة دفع زوّده ايّاها الجانب الاسرائيلي الذي أبلغ اليه انّه يفضّل هذا الحل. واضافت هذه المصادر، «انّ مهمّة هوكشتاين هي بداية مرحلة إنهاء الحرب على غزة، وقد تبلّغ رسالة واضحة وموحّدة من المسؤولين اللبنانيين مفادها أنّ مطلب لبنان هو تطبيق كامل لمندرجات القرار الدولي 1701 بما فيها الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية المحتلة». وفي اشارة في غاية من الدلالة قالت المصادر: «يبدو انّ اموس هوكشتاين بات المتابع والمكلّف الملف اللبناني».
تكتّم وفي اي حال، فقد تكتّم الذين التقوا هوكشتاين على ما دار في الخلوات التي عُقدت بينه وبينهم، قبل انتقالهم الى الاجتماعات الموسّعة التي ضمّت اليهم المستشارين والمعاونين. ولم يشأ احد من المسؤولين الذين اختلوا بالموفد الاميركي الكشف لـ»الجمهورية» عمّا دار في هذه الخلوات، وكذلك لم يكشف عمّن طلب هذه الخلوات، أهو هوكشتاين نفسه أم المسؤولون أنفسهم. إلّا أنّ التكتم على طبيعة هذه الخلوات، وتأكيد بعض المعنيين بها أن ليس في إمكانهم كشف ما أُثير خلالها، يدلّان إلى جدّية القضايا التي طُرحت فيها وحساسيتها، وكذلك يدلان إلى حرص المعنيين على نجاح مهمّة الموفد الاميركي التي جاءت من طبيعة مزدوجة عسكرية ـ حدودية، تتعلق بالوضع المتفجّر على الحدود الجنوبية، وسياسية ـ رئاسية تتعلق بما يمكن الولايات المتحدة الاميركية القيام به للمساعدة في تحقيق حلّ سياسي للأزمة اللبنانية، بدءاً بإقامة سلطة جديدة برئاسىة رئيس جمهورية جديد. وكان هوكشتاين زار لبنان أمس لساعات، ناقلاً اقتراحاً بإيجاد حل مؤقت لتهدئة الجبهة الجنوبية إن لم يكن في الإمكان التوصل الى اتفاق مع اسرائيل على حل مستدام، وقد غادر بيروت عصراً عائداً الى واشنطن، إن لم يكن قد انتقل الى تل ابيب. وفي معلومات لـ»الجمهورية» من مصادر موثوقة اطلعت على اجواء محادثاته، انّ هوكشتاين نقل الى لبنان رسالة اسرائيلية مفادها «انّها ليست هي من بدأ الحرب في الشمال بل «الحزب» وعلى عاتقه يقع الحل، وعلى الحكومة اللبنانية إيجاد الحل مع الحزب».
وأوضحت هذه المصادر، انّ هوكشتاين لم يتبنَ الكلام الاسرائيلي بل كان ناقلاً لما سمعه في تل ابيب، لذلك طرح التوصل الى الحل المؤقت او المرحلي، تبدأ المرحلة الاولى منه بتبريد جبهة الجنوب، داعياً الى ايجاد مقاربات جديدة طالما يتعذّر التوافق الآن مع اسرائيل الى حين انتهاء الحرب على غزة، ويبدو انّها طويلة ولن تنتهي قريباً. ونبّه هوكشتاين الى «ضرورة ايجاد الحل حتى لا تتوسع الحرب ويحصل دمار كبير في لبنان»، داعياً الى «عدم ربط الحل بوضع غزة». وعلمت «الجمهورية» ايضاً، انّ الموقف اللبناني كان واضحاً لجهة عدم جدوى الحل المؤقت، بل انّ الحل المستدام هو المطلوب، وذلك عبر تنفيذ اسرائيل كل الاتفاقات والقوانين الدولية، بدءاً من اتفاق الهدنة لعام 1949، وتثبيت الحدود اللبنانية البرية مع فلسطين المحتلة المرسّمة منذ العام 1926، وصولاً الى تطبيق القرار 1701 وما قبله. وعلى هذا ستُجري الحكومة تقييماً لما حمله هوكشتاين ومن ثم ستجري مشاروات مع المعنيين، ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري و»الحزب»، لتحديد الخيارات التي يمكن اعتمادها. في حين سيبقى هوكشتاين على خط التواصل المباشر مع لبنان والكيان الاسرائيلي. وباشر هوكشتاين لقاءاته من السرايا الحكومي، حيث عُقِدت خلوة بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، ومستشارو رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس، السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي، والمستشاران العسكريان العميدان رياض شيا وأمين فرحات، والقائمة بأعمال السفارة الاميركية في لبنان أماندا بيلز والوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين.
وفي خلال الاجتماع شدّد هوكشتاين على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكناً التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن». ودعا الى «العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الامور نحو الأسوأ». بدوره رئيس الحكومة شدّد «على أنّ الأولوية يجب أن تكون لوقف اطلاق النار في غزة، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكرّرة للسيادة اللبنانية». وكرّر القول «إننا نريد السلم والإستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية». ومن السرايا انتقل هوكشتاين والوفد المرافق الى عين التينة، حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور مستشاره الاعلامي علي حمدان. وقال هوكشتاين بعد اللقاء: «نحن في مرحلة ووقت صعبين يتطلّبان العمل بسرعة. وأنا مسرور لأنني تمكنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في سبل الوصول الى حل ديبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وأضاف: «لقد كنت هناك (في اسرائيل) الاسبوع الماضي. وكما رأيتم رئيسنا ووزير الخارجية وانا شخصياً قلنا إننا نفضّل الحلول الديبلوماسية للأزمة الحالية، وأجرينا هذه المحادثات اليوم، وانا أؤمن بقوة أنّ الشعب اللبناني لا يريد ان يرى التصعيد في الأزمة الحالية لأزمة أبعد من ذلك، لذا نحن في حاجة للوصول الى حل ديبلوماسي يسمح لأبناء الشعب اللبناني بالعودة الى منازلهم في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية، كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في إسرائيل من العودة الى منازلهم والعيش في أمان. هذا هو هدفنا».
وتابع هوكشتاين: «لقد أجريت محادثات جيدة، وانا اشعر بالأمل في أننا سنتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول معاً الى حل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش في أمان والتركيز على مستقبل أفضل». ورداً على سؤال عمّا اذا كان يشعر انّ هناك إرادة من الجهتين للوصول الى حل؟ أجاب هوكشتاين: «لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية من أنّ هناك نافذة ضيّقة وانّها تفضّل حلاً ديبلوماسياً، وأعتقد انّ هذا هو الواقع. نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلاً ديبلوماسياً، وأعتقد انّ الجهتين تفضّلان الحل الديبلوماسي ومهمتنا ان نصل الى حل ديبلوماسي». والتقى هوكشتاين أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون، وتركّز البحث على وضع الجنوب ووضع المؤسسة العسكرية. وبعد ظهر أمس ذكر الإعلام الاسرائيلي «انّ قصف «الحزب» لكريات شمونة تمّ بينما كان المبعوث الأميركي هوكشتاين في بيروت من أجل الحل السياسي، لكن الحزب ردّ بطريقته الخاصة».
ما سمعه في اسرائيل وقبل وصوله الى لبنان، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ هوكشتاين «أكّد خلال محادثات أجراها في تل أبيب أخيراً، أنّ من شأن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة العمليات منخفضة الشدّة في قطاع غزة، المساعدة في خفض التوتر مع لبنان». وقال الموقع نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين لم يكشف عن أسمائهم: «إنّ هوكشتاين اقترح على إسرائيل أن تُصدر بياناً رسمياً تعلن فيه الانتقال الى هذه المرحلة».
وأضاف الموقع أيضاً «أنّ هوكشتاين أبلغ الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبته في بدء مفاوضات غير مباشرة حول ترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان فور انتهاء المناوشات الحالية بين إسرائيل و«الحزب»، مشيراً إلى رغبته في إجراء مفاوضات شبيهة بتلك التي انتهت باتفاق حول الحدود البحرية العام الماضي». ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيليين القول «إنّ إسرائيل لا تعارض إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية مع لبنان». ونسب «أكسيوس» إلى متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله «إنّ المبعوث الأميركي سيبحث في بيروت سبل الوصول الى تفاهمات في شأن استعادة الهدوء على الحدود».
ليزا جونسون وتزامناً مع زيارة هوكشتاين، أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية عن وصول السفيرة الجديدة ليزا جونسون التي كانت سفيرة لبلادها في ناميبيا، وشغلت أخيراً مناصب قيادية في المكتب الدولي للمخدرات وإنفاذ القانون لدى وزارة الخارجية في واشنطن. ولدى وصولها، قالت جونسون: «إنّه لشرف لي، وهو من دواعي سروري أن أعود إلى لبنان لقيادة السفارة الأميركية في بيروت، حيث كنت عملت سابقاً من عام 2002 حتى عام 2004. هذا وقت صعب، وأنا أقدّر أهمية التحدّيات التي يواجهها لبنان. وفي الوقت عينه، لديّ إعجاب عميق بحيوية الشعب اللبناني والثقة بقدرة لبنان على النجاح. الآن، أكثر من أي وقت مضى، حان الوقت للبنان أن يجد حسّ الوحدة والهدف في الرغبة المشتركة لجميع أبنائه في السلام والازدهار وفي مستقبل أكثر إشراقاً».
ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين، حديثهم عن تقدير استخباري أميركي بتزايد خطر استهداف «الحزب» أميركيين في الشرق الأوسط أو داخل أميركا، وانّ المعلومات الاستخبارية الأميركية تشير إلى أنّ «الحزب» قد يفكر في استهداف قوات أميركية أو ديبلوماسيين. وانّ فرصة حصول هجوم على الأراضي الأميركية تتزايد أيضاً مع تصاعد التوترات في المنطقة. وانّ واشنطن تعمل خلف الكواليس لتهدئة التوترات وإبعاد القوات الأميركية عن النزاع. وانّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعمت خطة تتيح إبعاد قوات «الحزب» عن الحدود في لبنان، لكن المحادثات توقفت قبل أيام.
جنوباً ميدانياً، في الجنوب، افادت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي أكثر من 10 انفجارات في الجليل الأعلى، وعن إطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه كريات شمونة وسقوطها داخل المدينة وإلحاقها اضراراً ببعض المباني وانقطاع التيار الكهربائي. وقالت انّ «الحزب» أطلق امس صاروخًا دقيقًا نحو منشأة كهرباء في كريات شمونة أدّى إلى انقطاع التيار في بعض المستوطنات. ولاحقاً اعلنت بلدية كريات شمونة أنّه تمّ رصد 7 إصابات جراء الصواريخ من لبنان.
وأعلن «الحزب» امس مقتل مسعفين اثنين في قصف إسرائيلي طاول مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له في جنوب لبنان، وسط خشية من توسّع نطاق التصعيد الذي تشهده الحدود الجنوبية مع إسرائيل منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة. وقال مكتب العلاقات الإعلامية في الحزب في بيان «استهدف العدو الإسرائيلي (…) مركزاً للدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة حانين، ما أدىّ إلى ارتقاء شهيدين وسقوط عدد من الجرحى كانوا متواجدين في المركز». ووصف ما جرى بأنّه «اعتداء صارخ على مركز يقوم على خدمة المواطنين اللبنانيين وإغاثتهم وإسعاف الجرحى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على بلدنا وشعبنا». ولاحقاً، أعلن «الحزب»، إطلاق «عشرات الصواريخ» على مدينة كريات شمونة رداً على «الاعتداء على مركز الدفاع المدني التطوعي… واستشهاد المسعفين». وأكّد جهوزيته «للردّ الفوري على أي عدوان يطاول المدنيين». من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد «عشر عمليات إطلاق صواريخ من لبنان» بعد دوي صافرات الإنذار في منطقة كريات شمونة وجوارها، مشيراً إلى أنّه استهدف بدوره مواقع عسكرية و«بنية تحتية» تابعة للحزب ومناطق عدة في لبنان. وفي غضون ذلك، تعرّض مركز للدفاع المدني تابع لجمعية «كشافة الرسالة» التابعة لحركة «أمل» في وقت لاحق امس «لصاروخ من طائرة حربية معادية»، ولم ينفجر هذا الصاروخ و«نجا» عناصر فرق الدفاع المدني الموجودون في المركز من الضربة التي وقعت في بلدة الخيام، بحسب «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية.
ودانت وزارة الصحة اللبنانية «بأشدّ العبارات الاعتداء الذي تعرّض له بشكل مباشر مركز الهيئة الصحية الإسلامية»، مشيرة إلى أنّ الضربة استهدفت أيضاً سيارة اسعاف.
مجلس الوزراء من جهة ثانية، يعقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة ميقاتي عند التاسعة والنصف قبل ظهر اليوم. وفي هذا الإطار اشار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى انّ «من يطّلع على جدول اعمال مجلس الوزراء غداً (اليوم) المؤلف من اكثر بكثير من مئة بند، يفهم انّهم ليسوا مستعجلين لانتخاب رئيس، لا بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما انّهم يسطون على صلاحياته لا بل يحكمون مكانه. هناك اولاً مسألة عدم نشر قانون وكأنّه يحق لهم تجزئة صلاحية لصيقة بشخص الرئيس، وهناك ثانياً مسألة تسكير بعض سفارات لبنان في الخارج، فيما السفير يمثل رئيس الجمهورية في الخارج، وهكذا يستغيبون الرئيس ويقرّرون الحل مكانه في من يمثله، وهناك ثالثاً مسألة تعيين موظفين في الفئة الأولى ويغطونها بكلمة «تسمية» أعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب». وتوجّه باسيل الى «المرجعيات الدينية والسياسية، الوطنية والمسيحية، وكل من وعد أن لا بنود في مجلس وزراء حكومة مستقيلة»، قائلاً: «الّا تنتبهون انكم تشجعون إطالة الفراغ الرئاسي وتمنعون انتخاب الرئيس؟ والا تدركون، اّنهم عندما يصلون الى هذا الدرك فمعناه انّهم لا يريدون لنا رئيساً في القريب؟ فقط لأذكركم بما نبّهت منه منذ عام ونصف عام، ولأُعلِم الجمهور بما انتم فاعلون، اما بالمشاركة او بالسكوت او بالتغطية او بنكث الالتزامات».
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
هوكشتاين في بيروت: 3 لغات لاستطلاع ما يجري على جبهة الجنوب!
مجلس الوزراء اليوم وسط سجالات وتهديدات بالتصعيد .. وعشاء رئاسي في كليمنصو الإثنين
بالتزامن مع مثول اسرائيل امام محكمة العدل الدولية، متهمة، ومدانة بالابادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 75 عاماً، وليس في حرب غزة الحالية التي تخوضها ضد القطاع واهله، واضطرار وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكي بالاعلان ان انهاء الحرب اولوية لدى الادارة الاميركية، كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يحدد اطار مهمته على نحو متواضع بحصرها بـ “التهدئة” الممكنة، في الجنوب ما دام الامر المسلم به، انه من غير الممكن التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن.
كان للوسيط الاميركي، الذي ذاع صيته بعد التوسط في مسألة ترسيم الحدود البحرية، في زيارته امس ثلاث محطات: في عين التينة مع الرئيس نبيه بري، بوصفه رئيساً للمجلس ولحركة “امل” والنافذة على الحزب، وفي السراي الكبير مع الرئيس نجيب ميقاتي، بوصفه رئيساً للحكومة ولو في هيئة تصريف الاعمال، ومركز القرار في السلطة الاجرائية، وفي اليرزة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، في زاوية قيادة الجيش اللبناني، الذي هو المؤسسة العسكرية الرسمية المنتشرة مع قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني، حيث تدور المواجهات بين الحزب واسرائيل، والذي يعمل ضمن القرار 1701.
وذكر ان هوكشتاين غادر بيروت امس.
وحسب ما تناهى من معلومات فإن هوكشتاين، الذي بات على ما يشبه الالمام بالوضع اللبناني، تحدث بثلاث لغات مع من التقاهم، من زاوية المدرسة التي تختص بها الدبلوماسية الاميركية منذ ايام وزير الخارجية الاميركي في سبعينات القرن الماضي هنري كيسنجر.
وبدأ هوكشتاين اجتماعاته بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد ظهر امس في السراي، وعقد معه خلوة اعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان أماندا بيلز ، الوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين.
في خلال الاجتماع شدد الموفد الاميركي على “ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن”.
ودعا” الى العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ”.
بدوره رئيس الحكومة شدد “على أن الاولوية يجب أن تكون لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية”.
ثم انتقل هوكشتاين والوفد المرافق الى عين التينة حيث التقى الرئيس بري، مكررا تفضيل ادارته الحلول الدبلوماسية للازمة الحالية.
وقال: نحن بحاجة للوصول الى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في إسرائيل عودتهم الى منازلهم والعيش في أمانةهذا هو هدفنا”.
وقال: “لقد أجريت محادثات جيدة وانا اشعر بالأمل أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بامان والتركيز على مستقبل أفضل”.
وحسب ما نقل عن الرئيس بري فإن الموفد الاميركي حمل افكاراً للنقاش وليسلديه رؤية مكتملة او طرح نهائي ناضج، وهو يحاول ايجاد مخرج سياسي يجنب لبنان والمنطقة حربا مفتوحة ستكون مدمرة للجميع.
وحسب زوار عين التينة قال هوكشتاين ربط بطريقة او بأخرى بين التهدئة في لبنان وغزة معا، وان الحل سيكون متوازناي، وهذا ما كان قاله لرئيس نبيه بري منذ اسابيع لجريدة “اللواء.
وعن موقف لبنان من التسوية المحتملة نقل عن هوكشتاين موفقا ثابتا يتعلق بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وتثبيت الحدود اللبنانية التي اودعت لدى الامم المتحدة عام 1923 ولا نقاش في اي طرح من دون مزارع شبعا اللبنانية.
وزار هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وحسبما وزع فإن “البحث تناول الاوضاع العامة في البلاد، والتطورات على الحدود الجنوبية”.
وعلى وقع هذا الانشغال الاميركي لملء الفراغ الدبلوماسي الاقليمي والدولي لوقف العدوان المتمادي منذ 100 يوم ضد غزة والضفة وجنوب لبنان، وصلت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية الجديدة ليزا هونسون الى بيروت لادارة السفيرة التي عملت فيها من العام 2002 الى العام 2004، وكانت سفيرة لبلادها لدى نامبيا في افريقيا.
وتمنت للشعب اللبناني السلام والازدهار.
ووصفت مصادر سياسية زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان، ونقله أفكارا ومقترحات، ناقشها قبل أيام مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لانهاء الاشتباكات المسلحة الدائرة بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، بمثابة استمرار لمهمته الاساس في المساعدة لحل المشاكل التي تعترض ترسيم الحدود الجنوبية والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بخصوصها، ولكن بعدما اصبح انهاء التدهور العسكري الحاصل اولوية يتقدم على هذه المهمة ،وبدون معالجته، بات من الصعب الانتقال إلى استكمال عملية ترسيم الحدود الجنوبية في الوقت الحاضر.
وقالت المصادر ان ما نقله هوكشتاين من مقترحات لتهدئة وتطبيع الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، وتركيزه على الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم 1701، والعودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، قوبل من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم بان لبنان ملتزم بتطبيق القرار المذكور، ولكن لا بد من انهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة ووقف اطلاق النار، لوقف التدهور الحاصل وتهدئة الاوضاع والتزام إسرائيل بتطبيق القرار المذكور والمباشرة بالبحث الجدي لحل المشاكل التي تعترض ترسيم الحدود البرية.
وشددت المصادر على ان ما نقله هوكشتاين من أفكار وطروحات لم يكن بمثابة إنذار إسرائيلي مباشر للبنان، ولكنه يدق ناقوس الخطر وينبه إلى خطورة الاوضاع، وقد بات ذلك يتطلب معالجة سريعة وباقرب فرصة ممكنة، قبل فوات الأوان.
وتوقعت المصادر ان يعود المستشار الرئاسي الاميركي إلى لبنان في وقت قريب، لتسلم ردود الحزب على الافكار التي حملها، والمرتقب ان ينقلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليقرر الخطوة المقبلة في اطار مهمته.
وعلمت” اللواء” ان زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان هي امتداد لزيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى المنطقة، وهي ذات طابع استطلاعي من دون ان يحمل معه اي مشروع اتفاق نهائي حول القضايا المطروحة ربطا بالجبهة الجنوبية وذلك بحسب مصدر دبلوماسي غربي واسع الاطلاع. اذ تبدى اخيرا ان الحزب لن يتيح اي باب للتفاوض قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وهذا ما كان واضحا من كلام امين عام الحزب السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير، وكذلك من المناخ الذي نقله الرئيس نبيه بري واللواء عباس ابراهيم الى الحزب، وهما بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي “المعنيان الوحيدان بالتفاوض الجاري حاليا حول الوضع الجنوبي”.
اما اللقاء الذي جمع نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابو صعب مع هوكستين في روما فجاء بناء على طلب الاول “وكان اجتماعيا” لم يحمل اي جديد لان الموفد الاميركي بالاصل ليست لديه اية مبادرة وسط عدم استعداد الحزب للتفاوض حاليا، بحسب المصدر ذاته.
وفي سياق متّصل كان مراسل قناة “كان” التابعة لهيئة البث الرسمية في اسرائيل عميخاي شتاين قد كشف على صفحته على منصة “أكس” بأن “الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التقى يوم الخميس الفائت بعدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين، وهو مهتم بالحلّ على مراحل: وقف اطلاق النار بين اسرائيل و”الحزب”، ثم التفاهمات والإتفاق. ومن بين المقترحات: إدراج وقف اطلاق النار مع الانتقال الى المرحلة (ج) في القتال في قطاع غزّة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد بحسب الوسيط الأميركي على خلق أجواء جيدة”. ونقل هوكشتاين أن:” في اسرائيل ينتظرون سماع إجابات من الجانب اللبناني، حيث سيلتقي بكبار المسؤولين اللبنانيين، من المتوقع بعدها أن يعود الى اسرائيل”.
وتعتبر الجبهة الشمالية همّا رئيسيا للقادة الاسرائيليين وقد صرّح وزير الدفاع يوآف غالنت بعد لقائه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن: “من الضروري زيادة الضغط على إيران لمنع تصعيد إقليمي. – أولويتنا على الجبهة الشمالية إعادة السكان إلى بيوتهم بعد تغيير الوضع الأمني الحالي”.
أما رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” أفيغدور ليبرمان فصرّح ليديعوت أحرونوت: :” أشعر بالقلق إزاء الوضع في الجبهة الشمالية، متأكد أن كبار المسؤولين الحكوميين هم الذين اخترعوا مفهوم الصمت يجب أن يقابل بالصمت، إنهم لا يفهمون خطورة الوضع، يجب علينا وقف تعاظم قوة الحزب وتفكيك أسلحته وجبي ثمن باهظ منه، فهي مثل الصواريخ السوفيتية التي زرعتها كوبا أمام الولايات المتحدة، إن حكومة الحرب غير قادرة على اتخاذ القرارات، وهي بأكملها، بما في ذلك غانتس وآيزنكوت، كلهم أسرى المفهوم القديم، وهم غير قادرين على الاستيعاب وليس لديهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، يجب إنشاء شريط أمني جديد على الحدود الشمالية، لفترة حتى تكون هناك حكومة في لبنان قادرة على ممارسة سيادتها”.
الرئاسة:بري ينتظر
وبقي ملف الرئاسة الأولى في واجهة الاهتمامات،ونقل عن الرئيس بري بأنه طلب من السفير القطري الجديد تحريك الملف، فالبعض هنا في لبنان لا يعجبهم ما نطرحه داخلياً،ويفضلون الطروحات الخارجية.
والطبق الرئاسي، سيكون على طاولة الزيارة التي سيقوم بها المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية الى كليمنصو الاثنين المقبل تلبية لدعوة عشاء يقيمها على شرفه النائب السابق وليد جنبلاط، وهذا التواصل الثاني من نوعه، على هذا المستوى بعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي بعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الى بنشعي، حيث التقى فرنجية.
سجال باسيل
وعشية مجلس الوزراء كرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل معزوفته المعروفة بأن من يطلع على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم (اكثر من 100 بند) يفهم انهم ليسوا مستعجلين للانتخاب رئيس، بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما يسطون على لاحياته ويحكمون مكانه.
ورد فارس الجميل المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة بالاستغراب لجهة اتهامه باسيل الحكومة بالسطو على صلاحيات رئيس الجمهورية وطالب باسيل وهو المعنى الاول بالملف الرئاسي بكونه يملك اكبر كتلة مسيحية، والمطلوب من المجلس ولا سيما نواب التيار الوطني الحر انتخاب الرئيس.
الادارة العامة: الزيارة أبو التوقف عن العمل
اجتماعياً، لوح تجمع الادارة العام بالتوقف عن العمل ما لم تقر الحكومة في جلستها اليوم الزيادة لموظفي الادارة، شرط ان تقل عما كان مقترحا في المرسوم الموافق عليه من مجلس الشورى بتاريخ 30/11/2023، شرط ان تكون الزيادة موقتة لحين اعداد سلسلة رئيس رواتب منصفة وموحدة وعادلة لجميع الاسلاك.
الجنوب:استهداف المسعفين
ميدانياً، قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي بلدة حانين وقرى اخرى، حيث سقط شهيدان في غارة، على مركز الهيئة الصحية الاسلامية، فردت المقاومة باطلاق عشرات الصواريخ باتجاه كريات شمونة.
وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي ان جيشه يواصل العمل على القضاء على قدرات الحزب لضمان امن سكان الشمال.
واعتبر ان اعادة السكان اولوية الى المستوطنات المحاذية للحدود الجنوبية.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
زيارة هوكشتاين: لا ضمانات بعدم اشتعال الجبهة الجنوبية
رد نوعي للمقاومة على جريمة «الهيئة الصحية»: لا كهرباء في 3 مستوطنات
مصداقية الحكومة ووزارة الصحة امام امتحان تأمين الادوية السرطانية اليوم!
لم تتراجع احتمالات خروج الاحداث عن السيطرة على الحدود الجنوبية بعد زيارة مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين الى بيروت، التي وصفتها مصادر رفيعة المستوى بانها “لزوم ما لا يلزم”، فخطر التصعيد لا يزال قائما، بوجود حكومة يمينية متطرفة لا تأبه لما تعتبره “املاءات” اميركية، غير قابلة للصرف، لان واشنطن، لا تضغط على نحو جدي لوقف “الجنون” الاسرائيلي الذي قد يشعل المنطقة والعالم. وبالامس،ارتكبت قوات الاحتلال جريمة حرب جديدة ضد القطاع الصحي واستهدفت الهيئة الصحية الاسلامية في بلدة حانين الجنوبية ما ادى الى استشهاد عنصرين، ولم يتاخر رد الحزب الذي استهدف كريات شمونة “ومرغليوت” ومسكاف عام، بصواريخ موجهة، ادت الى انقطاع الكهرباء عن المستوطنات الثلاثة، فيما عادت الى الواجهة من جديد التحذيرات الامنية الاسرائيلية من عبور “قوات الرضوان” الحدود باتجاه المستوطنات في اي حرب محتملة، من خلال تاكيد الجنرال احتياط اسحاق بريك ان القوات الاسرائيلية غير مجهزة لرد هجوم مماثل على الرغم من الاستنفار والتعزيزات الموجودة على طول الحدود الشمالية!
“تبريد” الجبهة؟
هكذا جاء هوكشتاين محذرا من “نفاد” فرصة التوصل الى حل دبلوماسي دون ان يقدم اي ضمانة بعدم حصول تصعيد اسرائيلي، وكذلك لم يحمل ما يمكن الرهان عليه لبلورة صيغة مقبولة على جانبي الحدود لاتفاق ينهي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية، بعد ان تبين ان الخلاف لا ينحصر في رفض الحزب اي نقاش حول الملف الى ما بعد توقف الحرب على غزة، وانما لعدم وجود استعداد اسرائيلي للبحث الجدي في اقفال الملف نهائيا عبر الابقاء على مسألة مزارع شبعا خارج النقاش، راهنا، ما حول مهمة المبعوث الاميركي الى مهمة “تبريد” للجبهة، دون ضمانات بعدم اشتعالها في ظل “عجز اميركي” فاضح، والاصح عدم رغبة، في التاثير في حكومة الحرب في كيان الاحتلال.
هوكشتاين “يجس النبض”
هكذا غادر هوكشتاين لبنان مساء امس، تزامنا مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون الى عوكر، دون التوصل الى حل وسط موقت لعدم تطور الامور نحو الاسوأ، ما دام اتفاق الحل النهائي غير ممكن راهنا. ووفقا لمصادر مطلعة، حاول المبعوث الاميركي “جس نبض” الجانب اللبناني عن دور مستقبلي للجيش اللبناني عبر نشر 10 آلاف جندي على مساحة 7 كلم من الحدود مع ضمان انسحاب الحزب، ملمحا الى تولي واشنطن مهمة الدعم اللوجستي لهذه القوات، الا انه لم يحصل على اجابات حاسمة من الجانب اللبناني، وقد ابلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب كما الرئيس نبيه بري وقائد الجيش جوزاف عون عن وجود ما اسماه “نافذة امل” للحل الدبلوماسي مشددا على “ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن”. ودعا الى العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ. فيما شدد ميقاتي على أن الاولوية يجب أن تكون لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية.
“نافذة ضيقة”
وبعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة مع بري قال هوكشتاين “نحن في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل بسرعة للبحث في كيفية الوصول الى حل دبلوماسي للأزمة يسمح للشعب اللبناني بالعودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في “إسرائيل” من عودتهم الى منازلهم. وردا على سؤال اذا ما كان يشعر ان هناك إرادة من الجهتين للوصول الى حل؟ قال هوكشتاين “لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وانهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد ان هذا هو الواقع نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلا ً دبلوماسياً وأعتقد ان الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي ومهمتنا ان نصل الى حل دبلوماسي.
لماذا فشل هوكشتاين؟
وبراي اوساط دبلوماسية، فان تواضع نتائج زيارة هوكشتاين سببها الضعف الاميركي في التعامل مع اسرائيل والتخبط في ادارة الازمة، فقد سبق لوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ان غادر خائبا بعد فشله في اقناع اسرائيل بضرورة ضبط ايقاع المواجهة في غزة والضفة الغربية ومنح السلطة الفلسطينية حصتها من الاموال الضريبية لمنع اندلاع انتفاضة جديدة، وخلص في نهاية جولته في القاهرة الى اعلان “مريب” قال فيه أن التقارب بين الدول العربية وإسرائيل هو “الطريقة الفضلى لعزل ايران ووكلائها الذين يتسببون بالكثير من الأضرار للولايات المتحدة وللجميع تقريبا في المنطقة”، وكأن الازمة الآن في طهران وليس في تل ابيب.
“استخفاف اسرائيلي”
ولعل ابرز مظاهر الاستخفاف الاسرائيلي بادارة بايدن مخاطبة وزير المال بتسئيل سموتريتش لوزير الخارجية الأميركي بالقول عبر منصة “اكس”، أهلاً وسهلاً بك في إسرائيل لكن لن نحول إلى السلطة شيكلاً يصل إلى عائلات “النازيين” في غزة، وسنعمل على فتح بوابات غزة لهجرة طوعية للاجئين مثلما تعاملت الأسرة الدولية مع اللاجئين من سوريا وأوكرانيا. وهو ما دفع صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية الى القول “من غير السهل على الأميركيين جعل إسرائيل تقدم تنازلات تكتيكية في مجال المساعدات الإنسانية أو حجم النشاطات العسكرية، وهم حتى الآن لا يعرفون متى وكيف ستسمح إسرائيل بعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم أو الذين بقوا منهم، ربما تلزم المفاوضات السياسية الأميركيين باتخاذ قرار استراتيجي، وهو مواجهة الحكومة الإسرائيلية؟! ودون ذلك لا مجال للحديث عن اي تسويات”.
انجازات الحزب “بعيون” اسرائيلية
في هذا الوقت، ارتفع نسق النقاش في دولة الاحتلال حول ما يجري على الحدود الشمالية، وفي هذا السياق، اقرت صحيفة “اسرائيل اليوم” بان الحزب حقق في جهد قتالي محدود إنجازاً استراتيجياً غير مسبوق وهو إخلاء كل بلدات خط المواجهة من سكانها، وأصبح المجال ساحة حرب، ويمثل هذا التهجير ذروة ضعفنا، تقول الصحيفة التي تنتقد ايضا المساعي لتحقيق اتفاق سياسي، واشارت الى انه لن يضمن لسكان بلدات الشمال الأمن المطلق حتى لو سيطر الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان، من خط الحدود الحالي وحتى الليطاني، في عملية قتالية ناجحة، وقالت انه ستبقى لدى الحزب قدرات هجومية صاروخية على كامل المجال الشمالي ووسط البلاد أيضاً.
نصرالله “فنان” في ادارة الصراع
ولفتت الصحيفة الى ان “حسن نصر الله كان وسيبقى فناناً عظيماً في إدارة الصراع والقتال حتى النهاية، وفي امتناعه عن التدهور إلى حرب شاملة، يركز أساساً على ضربة معنوية لدولة إسرائيل، وإهانة كرامتها. ويسعى لهذا أيضاً في هذه الأيام، في مطالباته بمزارع شبعا”. اما الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي يسعى لتسوية نقاط الخلاف، يبدو بعيداً عن فهم آلية الابتزاز هذه، فإسرائيل مطالبة بتنازل عن امور حقيقية ودائمة، ومناطق إقليمية، مقابل إنجازات سائلة عديمة القيمة الدائمة، مثل الاتفاقات السياسية، أو إبعاد مؤقت لقوات الحزب عن خط الحدود، وللاسف فان التوقعات الإسرائيلية العابثة ليست جيدة؛ فقد عبر عنها الانسحاب من لبنان في أيار 2000، بفرضية كاذبة تقول إن الحزب سيضع سلاحه مع الانسحاب من كل أراضي لبنان، ومنذ ذلك الحين وتهديدات الحزب تتعاظم.
كيف حصل الخرق الامني؟
في هذا الوقت، تتواصل التحقيقات في الخرق الامني الذي سمح باغتيال القيادي في المقاومة وسام الطويل، ونائب رئيس المكتب السياسي في حركة ح.م.ا.س صالح العاروري، ووفقا للمعلومات، بات من شبه المؤكد ان الخرق الاساسي، وربما ليس الوحيد، الذي سمح بتشخيص وجود العاروري في الشقة المستهدفة تم عبر خرق احد الهواتف الموجود مع احد الاشخاص او الموجود في الشقة او في محيطها. ولم يستثن حتى الان احتمال وجود عملاء على الارض. اما بالنسبة لاغتيال الشهيد الطويل، فبان محسوما ان استهدافه قد تم عبر عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق، وهنا تتجه التحقيقات الى التعمق اكثر في الاحتمالات، واذا كان من المرجح ان يكون التفجير قد حصل عبر تفجير تقني عن بعد، فان عدم استخدام الشهيد للهواتف الخلوية، واتخاذه لاحتياطات امنية مشددة، فتح الباب امام ترجيح استخدام تقنيات تعمل على “بصمة الصوت” في تحديد الهدف. لكن لا شيء نهائي والتحقيقات مستمرة.
المواجهة مفتوحة جنوبا
ميدانيا، ارتكب الطيران الحربي جريمة حرب جديدة من خلال غارة استهدفت مقر الهيئة الصحية في بلدة حانين، حيث استشهد عنصران في الدفاع المدني هما الشهيد علي محمود الشيخ علي (رشاف) ، والشهيد ساجد رمزي قاسم (عيتا الشعب)، كما تم تدمير سيارة اسعاف”. وتعرضت اطراف بلدتي طير حرفا والجبين وحولا ووادي الدلافة لقصف مدفعي. وسقطت قذيقة فوسفورية وسط الخيام في الحي الشرقي. وشن الطيران الإسرائيلي 4 غارات على بلدة الخيام وغارة على أطراف بلدة يارين وقصف مدفعي على بلدة عيتا الشعب بعد الظهر. في المقابل، رد الحزب على استهداف مقر الهيئة الصحية الاسلامية بقصف مستوطنات كريات شمونة، ومرغليوت، ومسكاف عام ، حيث ادى ذلك الى انقطاع الكهرباء، كما استهدفت المقاومة تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية، وكذلك استهدفت التجهيزات التجسّسية في تلة الكوبرا بالأسلحة المناسبة ما أدّى إلى إصابتها وتدميرها، واستهدفت ايضا تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وأوقعت فيه إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
خطر دخول “الرضوان” للمستوطنات؟
وفي اقرار صادم، حول الخلل المستمر في جهوزية جيش الاحتلال، اقرالجنرال احتياط يتسحاق بريك، الذي بات احد مستشاري نتانياهو غير الرسميين منذ السابع من تشرين الاول، ان الوضع في الشمال “هش” ولا يزال الحزب قادرا على اختراق الحدود. وكتب في صحيفة “معاريف” انه قبل خمس سنوات، عندما كنتُ مفوضًا لشكاوى الجنود، مررت على جميع المواقع عند الحدود اللبنانية وهضبة الجولان، على مدار أسبوعين. وزرت كلّ واحدٍ من المواقع لمدة أربع ساعات، ووجدت عدم كفاءة المواقع وغياب جهوزيتها، سواءً للأمن الجاري أوْ للحرب. وأضاف “مرّت خمسة أعوامٍ ولم يحدث أيّ شيء جيِّدٍ. وبحسب تقرير جنود سرية احتياط الذين خدموا في المواقع العسكرية عند الحدود الشمالية، قبل ثلاثة أشهر من نشوب الحرب الحاليّة على غزة، فإنّه ليس فقط لم يتغير أيّ شيءٍ نحو الإيجاب، وإنّما العكس هو الصحيح، حيث استمر التدهور وبكلّ قوة، وهو مستمر حتى يومنا هذا.
الفوضى على الحدود الشمالية
وكشف بريك عن ملخص وثيقة جنود الاحتياط الصادمة. ووفقًا للوثيقة، فإنّ الخطر الأساسي في الجبهة اللبنانية هو محاولة احتلال قوات مشاة تابعة للحزب (قوة رضوان) عددًا من المواقع العسكرية والمستوطنات عند خط الحدود على أنّه إنجاز استراتيجي في الحرب. وأوضح أنّ الأمر لا يقتصر على أنَّ المواقع العسكرية ليست جاهزة بمستوى يتلاءم مع الخطر، وإنّما هي ليست جاهزة للقتال بمستوى مواقع عسكرية في خطوط بمستوى خطورة أقل بكثير. ولفت الى ان الوضع عمليًا في مواقع الخط الأماميّ من ناحية الجهوزية، البنى التحتية والنهج الشامل هو على حدود الفوضى، هناك تنقص أمور تافهة في كلّ موقع عملياتي عند الحدود، بشكل يسمح للحزب بالسيطرة على الموقع مجانًا تقريبًا.
الجيش الاسرائيلي غير جاهز!
ولفت بريك إلى أنَّ مقاتلي الحزب يعرفون مواقع الجيش عند الحدود اللبنانية أفضل من كثيرين منّا، الجهوزية الحقيقية للبنية التحتية والقطاع للحرب، فإنّ الوضع صادم. ولفت إلى أنَّ الجيش الإسرائيليّ يقول لجنوده عند الحدود اللبنانية يوجد خطر حقيقيٍّ لهجومٍ بريٍّ ينفذه آلاف من مقاتلي الحزب، وغايتهم الإستراتيجيّة السيطرة على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للحدود. وحتى الان يقول بريك “ان الجيش الإسرائيليّ لم يفعل الحدّ الأدنى الأساسي من أجل إحباط هذه الإمكانية، بأن يُسلِّح ويُجهِّز المواقع العسكريّة والمستوطنات الموجودة عند الحدود لمواجهة هذا السيناريو بالضبط.”
وزارة الصحة امام “امتحان” المصداقية
صحيا، تبدو الحكومة ووزارة الصحة امام امتحان للمصداقية بعد ان اعلنت الوزراة في بيان قبل اسبوع ان الجلسة الحكومية التي ستعقد اليوم الجمعة ستقر خطة مستدامة تضمن عدم انقطاع الادوية السرطانية وتسمح بتمويل تأمين الادوية المقطوعة عن عدد كبير من المرضى. وفي الانتظار، استبق المكتب الصحي المركزي في “التجمع الوطني الديموقراطي” واللجنة الصحية في “تجمع الأطباء”، الجلسة واصدرا بيانا دعوا فيه وزارة الصحة العامة الى توفير اعتمادات للادوية المستعصية، وخصوصا ادوية السرطان، وطالبا بمواجهة انتشار بعض هذه الادوية في السوق السوداء، حفاظا على جودة الدواء وصحة المريض”، ولفتا الى أن “ملف الأدوية المزورة راوح مكانك، فعدد كبير من الأدوية أكان أدوية أمراض مستعصية، أو أدوية أمراض مزمنة، ما زالت تدخل بشكل غير شرعي إلى لبنان من مصادر عديدة، وأبرزها يكون دواء مزورا أو منتهي الصلاحية أو محفوظا بطريقة خاطئة، وهذا يؤدي اليوم إلى أضرار كبيرة ووفاة المريض. وختما مطالبين الوزارة بـ “اتخاذ قرار حاسم، ووقف تهريب الادوية ومنع دخول الدواء المزور.
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
لأول مرة في التاريخ إسرائيل أمام «العدل الدولية»
في سابقة تاريخية.. محاكمة إسرائيل في “العدل الدولية” بـتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وسط نفي أميركي و”عدم استيعاب” ألماني
في سابقة تاريخية بدأت محكمة العدل الدولية (أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة)، الخميس، المداولات في طلب تقدمت به جمهورية جنوب أفريقيا لإقامة دعوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل أمام المحكمة، بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وبأنها تقوم بارتكاب “أعمال إبادة” في قطاع غزة، واعتبرت أن الهجوم الذي شنته حركة ح.م.ا.س في السابع من تشرين الأول لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة.
وأكد الفريق القانوني لجنوب أفريقيا بقيادة وزير العدل رونالد لامولا، أن “نية إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية متوفرة وهدف جنودها إبادة غزة، وأن الفلسطينيين يتعرضون لقصف لا يتوقف أينما يذهبون ويقتلون في كل مكان يلجأون إليه، وأن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون من الجوع”.
وأشار إلى أن جنود إسرائيل يلتقطون صورا لأنفسهم وهم يحتفلون بتدمير المدن والقرى. وأن مئات من العائلات في غزة مسحت بالكامل ولم يبق منها أي فرد على قيد الحياة. وأن أعمال القتل الإسرائيلية كبيرة جدا وجثث الفلسطينيين تدفن في مقابر جماعية. وبأن إسرائيل تحدد مناطق آمنة للفلسطينيين في قطاع غزة قبل أن تقوم بقصفها”.
ولفت إلى أن إسرائيل ترتكب عنفا جنسيا بحق النساء والأطفال. وأن المصابين في قطاع غزة محرومون من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم. وأن الأمراض والجوع تفتك بقطاع غزة. وإسرائيل تتعمد اختلاق ظروف تحرم الفلسطينيين من المأوى والمياه النظيفة. وأن إسرائيل فرضت عن عمد ظروفا في غزة لعدم السماح بالعيش والتدمير الجسدي للفلسطينيين، حيث إن شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة تخضع إلى 3 مراحل من التفتيش”.
وأكد الفريق أن إسرائيل يتّمت أعدادا كبيرة من الأطفال في قطاع غزة، وأنها تقصف وتقنص النساء والأطفال في قطاع غزة. وأن إسرائيل تستخدم الخطاب الديني لتبرير قتل الأطفال والمدنيين في غزة.
وأشار الفريق إلى أن هناك مؤججين ومحرضين في إسرائيل على ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة، منهم وزراء كوزير الدفاع الذي استعمل تعبير “حيوانات” وحتى رئيس الحكومة. وأن إسرائيل ارتكبت أعمالا وحشية كثيرة في قطاع غزة، وهي مستمرة في استهداف البنى التحتية الحيوية في غزة.
وشدد على أن إسرائيل تحاصر غزة وتمنع الدخول برا وبحرا وهي سلطة احتلال، وقد حولت قطاع غزة إلى سجن مغلق ترتكب فيه جريمة إبادة جماعية. وأن إسرائيل لا تميز بين المحاربين والمدنيين، وما تقوم به يرقى إلى مستوى إبادة جماعية.
واعتبر وزير عدل جنوب أفريقيا رونالد لامولا أن العنف لم يبدأ في 7 تشرين الأول بهجوم ح.م.ا.س، و”أن عنف إسرائيل على الفلسطينيين على مدار 76 عاما، وأن هجوم ح.م.ا.س لا يمكن أن يبرّر انتهاك إسرائيل لاتفاقية الإبادة الجماعية”.
وشدد الفريق على أن أفعال إسرائيل في غزة تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، وأن ما أثبتته الوقائع في قطاع غزة يقتضي تدخل محكمة العدل الدولية.
ويجب على القضاة البت أولا في طلب عاجل من جنوب أفريقيا للوقف الفوري للعملية العسكرية. وقد يستغرق اتخاذ القرار عدة أسابيع، وبعد ذلك فقط سيناقش القضاة اتهامات الإبادة الجماعية.
ورافعت جنوب أفريقيا، التي رفعت القضية لأنها رأت أصداء الفصل العنصري من تاريخها في تصرفات إسرائيل، أولا الخميس. وسترد إسرائيل اليوم الجمعة لكن الحكم قد يستغرق سنوات.
وأنكرت الدولة العبرية ارتكاب “أعمال إبادة”، ووصفت الاتهامات بأنها “تشهير دام”.
واعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أنه “ليس هناك ما هو أكثر فظاعة وسخافة من إعلان” بريتوريا.
وفي رام الله، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن “ما شجع ويشجع إسرائيل وأدواتها المختلفة من مسؤولين حكوميين وعسكرين ومستعمرين على ارتكاب الجرائم وصولا إلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، سببه التخاذل الدولي، وعدم اتخاذ خطوات عملية لمحاسبتها”.
وجددت وزارة الخارجية التأكيد على “استمرار التنسيق والدعم الكامل، بالإضافة إلى شكرها لجنوب أفريقيا قيادة وشعبا على الخطوة الشجاعة والعمل، من أجل تعبئة المجتمع الدولي لتوضيح ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وأبعادها القانونية”.
كما عبرت عن ثقتها بالمرافعة القانونية التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، مستذكرة الإرث المبدئي لنضال جنوب أفريقيا ضد الاستعمار و”الأبارتهايد”، بما يؤهلها لأن تكون الدولة التي تدافع عن رفعة القانون الدولي ومؤسساته، وفي وجه الظلم والعدوان، ولمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
من جهتها، أعربت حركة “ح.م.ا.س”، عن تطلعها لأن تصدر محكمة العدل الدولية المنعقدة في لاهاي قراراً “ينصف الضحايا بوقف العدوان فوراً”.
نفي أميركي و”عدم استيعاب” ألماني
وفي تكرار لتصريحات الوزير أنتوني بلينكن، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن ما سمتها الادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لا أساس لها من الصحة.
وفي سديروت بالكيان الإسرائيلي صرح روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه لا يمكنه استيعاب الاتهام بالإبادة الجماعية الذي توجهه جنوب أفريقيا ضد إسرائيل على خلفية الحرب بقطاع غزة.
وعشية الجلسات، عبر نتانياهو للمرة الأولى علناً عن معارضته لدعوات وزراء ينتمون لتيار اليمين في حكومته ومن بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير للفلسطينيين لمغادرة غزة طوعاً بما يفسح المجال للإسرائيليين لتوسع استيطاني في القطاع.
ورغم أن هذا الموقف هو السياسة الرسمية لإسرائيل، فإن تصريحات سابقة لنتانياهو حول الاحتلال الدائم لغزة كانت غير متسقة وغامضة في بعض الأحيان.
وقال نتانياهو عبر منصة إكس “أريد أن أوضح بعض النقاط بصورة قاطعة: إسرائيل ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين”. وأضاف أن “إسرائيل تقاتل إرهابيي ح.م.ا.س، وليس السكان الفلسطينيين، ونقوم بهذا مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي”.
ولاحقا، قال نتانياهو تعليقا على دور جنوب افريقيا “اننا نرى اليوم عالما مقلوبا ونفاقا من جنوب افريقيا”.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
هوكشتين يسعى إلى «حل وسط مؤقتاً» يجنّب لبنان وإسرائيل الانزلاق «إلى الأسوأ»
ذكّر بعد لقاءاته في بيروت بـ«النافذة الضيقة» الإسرائيلية
سعى مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكستين إلى تخطي «النافذة الضيقة» الإسرائيلية، والتوصل مع القيادات اللبنانية إلى «حل وسط مؤقتاً» يجنب الاشتباكات الحدودية بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي التطور «نحو الأسوأ»، استناداً إلى مبادرة دبلوماسية حملها إلى بيروت التي وصل إليها ظهر الخميس، والتقى خلالها مسؤولين لبنانيين.
وتأتي زيارة هوكستين إلى بيروت، في إطار الجهود الأميركية لتخفيف حدة التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يتصاعد التوتر على الحدود الجنوبية بين الجيش الإسرائيلي و«الحزب». وكان هوكستين زار إسرائيل لإجراء محادثات بخصوص الملف نفسه.
ويرفض الحزب التوقف عن إطلاق النار قبل توقف الحرب في غزة، وسط إصرار لبناني موازٍ على أن يكون أي مقترح للحل يشمل تنفيذ القرار «1701» بما فيه انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا إلى جانب 13 نقطة حدودية أخرى متنازع عليها.
ووصل هوكستين إلى بيروت ظهر الخميس، حيث اجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الخارجية وقائد الجيش ورئيس مجلس النواب خلال زيارة استمرت عدة ساعات. وقال للصحافيين في بيروت: «أنا على يقين بأن الشعب اللبناني لا يريد أن يرى تصعيداً للأزمة الحالية واتساعاً للصراع».
لقاء مع ميقاتي
واستهل هوكستين زيارته إلى بيروت بلقاء ميقاتي، حيث عقد معه خلوة أعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية في لبنان أماندا بيلز، والوفد الأميركي المرافق.
وشدّد الموفد الأميركي خلال الاجتماع على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل إلى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن». ودعا «إلى العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة اللبنانية.
بدوره، شدّد رئيس الحكومة «على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية». وكرر القول: «إننا نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية».
لقاء مع بري
وبعد زيارته قائد الجيش، انتقل هوكستين إلى مقر رئاسة مجلس النواب، حيث التقى الرئيس بري، حيث عرض الطرفان الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة جراء الحرب في غزة ولبنان.
وبعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، قال هوكستين: «نحن في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل بسرعة، وأنا مسرور لأنني تمكنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل».
وأضاف «لقد كنت هناك الأسبوع الماضي، وكما رأيتم رئيسنا (جو بايدن) ووزير الخارجية (بلينكن) وأنا شخصياً قلنا إننا نفضل الحلول الدبلوماسية للأزمة الحالية، وأجرينا هذه المحادثات اليوم الخميس، وأنا أؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد أن يرى التصعيد في الأزمة الحالية لأزمة أبعد من ذلك».
كما أضاف «لذا نحن بحاجة للوصول إلى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني بالعودة إلى منازله في جنوب لبنان، والعودة إلى حياته الطبيعية، كما ينبغي أن يتمكن سكان الشمال في إسرائيل من عودتهم إلى منازلهم والعيش في أمان. هذا هو هدفنا».
وأشار إلى أنه أجرى «محادثات جيدة»، مضيفاً أنه يشعر بالأمل «أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية، ومن جهة أخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
وردا على سؤال إذا ما كان يشعر أن هناك إرادة من الجهتين للتوصل إلى حل، قال هوكستين: «لقد سمعتم ما قالته الحكومة الإسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وأنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن هذا هو الواقع. نحن نعيش الآن في أزمة ونود أن نرى حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي، ومهمتنا أن نصل إلى هذا الحل».
وتخشى واشنطن من امتداد حرب إسرائيل في غزة إلى أنحاء المنطقة، وسط هجمات تضامنية تشنها الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. وتقول إسرائيل إنها تمنح فرصة للدبلوماسية لمنع «الحزب» من إطلاق النار على من يعيشون في شمالها وإبعاد «الحزب» عن الحدود، محذرة من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لتحقيق هذه الأهداف. وفي المقابل، يقول «الحزب» إنه لا يسعى لبدء حرب أوسع، لكنه لن يتراجع إذا شنت إسرائيل هجوماً أوسع على لبنان. ويقول رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن لبنان مستعد لإجراء محادثات بشأن الاستقرار طويل الأمد على حدودها الجنوبية مع إسرائيل.
*****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تحركات أميركية وبريطانية لاستهداف اليمن… وإيران تحرر ناقلة من أميركا
جنوب أفريقيا تقدم مطالعة قانونية مدعّمة بالوثائق لإدانة الكيان بجرائم الإبادة
المقاومة في غزة ولبنان لمزيد من الضربات للاحتلال ولا وساطات جديدة
تراجعت مساعي التهدئة والوساطات الهادفة الى تقديم مبادرات بعدما أصبح كل شيء مترابطاً، والمعادلة الواضحة انه من دون قرار أميركي إسرائيلي بإعلان وقف الحرب العدوانية على غزة، كما بدا أن هناك محوراً متماسكاً هو محور المقاومة، يبدأ من إيران التي قامت اليوم بأول نقلة على رقعة الشطرنج الآخذة بالاشتعال، فأعلنت عن نجاحها في تحرير ناقلة نفط عائدة لها كانت واشنطن قد قامت بالسطو عليها وقرصنتها، بينما سائر أركان المحور الذي يضمّ المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وأنصار الله في اليمن، فكلّ على جبهته يرسم المعادلة ذاتها، لا تفاوض قبل وقف الحرب العدوانية على غزة. وهكذا انتهت مهمة المبعوث الرئاسي الأميركي في بيروت أموس هوكشتاين بخفي حنين، وفشلت الإغراءات المقدّمة لليمن مالياً وسياسياً والتهديدات بالحرب في دفعه للتراجع عن إجراءاته في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال من عبور البحر الأحمر، مسجلا ضربات موجعة للأميركيين والبريطانيين طالت سفنهم وبوارجهم، ووصفها البنتاغون الأميركي بالعمليات المعقدة، وكانت رداً على استشهاد عشرة جنود يمنيين باعتداء أميركي لمنع الزوارق اليمنية من إيقاف سفن متجهة الى موانئ كيان الاحتلال من العبور. وبدت واشنطن ولندن بعد قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة موقف أنصار الله، بامتناع روسي صيني جزائري، متجهتين الى عمليات استهداف لمواقع أنصار الله داخل الأراضي اليمنية، كما قالت كل من وول ستريت جورنال وفاينانشيل تايمز.
على جبهات لبنان وغزة مزيد من الضربات تلقاها جيش الاحتلال، عرضتها تسجيلات مصورة للمقاومة في غزة ولبنان، كان آخرها قصف كريات شمونة وقطع الكهرباء عنها وعن مستوطنات أخرى بصاروخ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه من الصواريخ الدقيقة قصيرة المدى، كما وصفه خبراء عسكريون إسرائيليون.
في لاهاي افتتحت محكمة العدل الدولية جلسات المناقشة في الدعوى المقدّمة من جنوب أفريقيا بحق كيان الاحتلال بتهمة انتهاك اتفاقية منع جرائم الإبادة. وبينما ينتظر أن تستمع المحكمة اليوم للمرافعة الإسرائيلية وتنظر بعدها في القرار الذي سوف تعتمده في التعامل مع الدعوى، قبل إحالته إلى مجلس الأمن حيث مسار آخر من الحسابات لإقراره أو تعديله، وجّهت المطالعة المتميّزة والمتقنة للفريق القانوني لجنوب أفريقيا نجم يوم أمس، وقد حظيت بنقل مباشر لمئات القنوات التلفزيونية عبر العالم، وفيها أفضل ما يمكن تقديمه في حرب العقول من مطالعة ثقافية مكثفة مدعمة بالوثائق لربح حرب الرواية حول الحق الفلسطيني، والعدوانية الاسرائيلية.
وفيما بقي الوضع الأمنيّ على الجبهة الجنوبيّة في واجهة المشهد، انشغل الوسط السياسيّ بزيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة أموس هوكشتاين، الخاطفة الى بيروت الذي عبّر من عين التينة، عن شعوره بالأمل من أن «نتمكن من العمل والمضيّ قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
وأشارت مصادر مواكبة للزيارة لـ»البناء» الى أن «الموفد الأميركي قدّم تصوراً لتسوية النزاع على الحدود على قاعدة الحل الوسط بين لبنان و»إسرائيل» من دون أن يأتي على ذكر مزارع شبعا، لكنه لم يدخل بالتفاصيل ولم يتحدّث عن توقيت التنفيذ، بل أكد على ضرورة تهدئة الجبهة بأسرع وقت ممكن لكي لا تتمدّد الحرب أكثر»، ولفتت الى أن هوكشتاين كان بجو أن الوضع على الحدود ارتبط بالحرب في غزة، ولا يمكن البحث عن مقترحات جدّية قبل انتهاء العدوان على غزة، وهذا فحوى ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، بأن أيّ حل يجب أن يستند على قاعدتين: انسحاب قوات الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة لا سيما مزارع شبعا ونقطة بـ 1 والثانية توقف العدوان على غزة.
وأوضحت المصادر أن «هوكشتاين كان أكثر واقعية بصعوبة الحلول في ظل استمرار الحرب في غزة، وهذا ظهر في تصريحاته، ولذلك هوكشتاين يعمل على مسارين الأول: البحث عن حلول وسطية ترضي الطرفين، والثاني تهدئة الجبهة والتخفيف من حدة القصف والتصعيد المتبادل ريثما يتم وقف إطلاق النار في غزة لتطبيق أي اتفاق. وطالما أن المرحلة الثالثة من الحرب ستنطلق قريباً وبالتالي ستخف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ما يسمح بتهدئة الجبهة الجنوبية».
واستهل هوكشتاين زيارته من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقد معه خلوة أعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الأميركية في لبنان أماندا بيلز، والوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين. خلال الاجتماع شدّد الموفد الأميركي على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكناً التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن». ودعا الى «العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الامور نحو الأسوأ». بدوره رئيس الحكومة شدّد «على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية». وكرر القول إننا «نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية».
ثم انتقل الزائر الأميركي الى عين التينة حيث التقى والوفد المرافق الرئيس برّي.
وبعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، أشار هوكشتاين في تصريح إلى أننا «في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل بسرعة وأنا مسرور لأنني تمكّنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول الى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان و»إسرائيل»». وأضاف: «لقد كنت هناك الأسبوع الماضي وكما رأيتم رئيسنا ووزير الخارجية وأنا شخصياً قلنا إننا نفضل الحلول الدبلوماسية للازمة الحالية وأجرينا هذه المباحثات اليوم، وأنا أؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد ان يرى التصعيد في الازمة الحالية لازمة أبعد من ذلك، لذا نحن بحاجة للوصول الى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في «إسرائيل» من العودة الى منازلهم والعيش في أمان. هذا هو هدفنا». وأضاف: «لقد أجريت محادثات جيدة وانا اشعر بالأمل أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
ورداً على سؤال اذا كان يشعر ان هناك إرادة من الجهتين للوصول الى حل؟ أجاب هوكشتاين: «لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وأنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد ان هذا هو الواقع. نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلا ً دبلوماسياً وأعتقد أن الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي، ومهمتنا ان نصل الى حل دبلوماسي».
كما التقى هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزيف عون وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الجنوبية.
وغادر هوكشتاين لبنان مساء أمس على أن تصله اليوم السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أكد الوزير بوحبيب خلال اجتماعه مع سفراء هولندا هانزبيتر فاندروود، بلجيكا كوبن فيرفاك والأرجنتين ماريا فيرجينيا رويس قنطار أننا «نريد استقراراً مستداماً في الجنوب واحتراماً كاملاً لقرار مجلس الأمن ١٧٠١، بوابته انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا والأراضي اللبنانية كافة التي ما زالت محتلة، والعودة إلى خطّ الهدنة لعام ١٩٤٩، ووقف التهديدات والخروق الإسرائيلية لسيادة لبنان».
في غضون ذلك، وعلى وقع زيارة هوكشتاين الى لبنان، صعد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المدنيين، فشن الطيران الحربي غارة بالقرب من مسجد حانين استهدفت مقرّ الهيئة الصحية، ونقلت سيارات الإسعاف من المقر المستهدف الى مستشفيات المنطقة، ما أدّى الى استشهاد عنصرين في الدفاع المدني – الهيئة هما علي محمود الشيخ علي (رشاف)، والشهيد ساجد رمزي قاسم (عيتا الشعب). كما استهدفت 7 قذائف تلة حمامص في سردا والبساتين، سبقتها رشقة صاروخية من لبنان على مستعمرة المطلة حيث تصدّت القبة الحديدية للبعض منها في أجواء الوزاني. وتعرّضت اطراف بلدتي طير حرفا والجبين وحولا ووادي الدلافة لقصف مدفعي. وسقطت قذيقة فوسفورية وسط الخيام في الحي الشرقي.
في المقابل ردّ حزب الله على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين بقصف مستوطنة «كريات شمونة» بعشرات الصواريخ، مجدداً التأكيد على جهوزيته للرد الفوري على أي عدوانٍ يطاول المدنيين.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية أن مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. واستهدفوا التجهيزات التجسّسية في تلة «الكوبرا»، ما أدّى إلى إصابتها وتدميرها.
وأعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف موقع المالكية وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الطيحات وجبل نذر بالأسلحة الصاروخية وإيقاع إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
هذا واستهدفت المقاومة الإسلامية موقع الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصيب إصابة مباشرة. واستهدفت المقاومة الإسلامية تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في تل شعر بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه اصابات مباشرة. وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع «بركة ريشا» بالأسلحة الصاروخية، محقّقة إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
وفي تصريح يعكس حجم التداعيات على منطقة الشمال، أشار رئيس لجنة مستوطنة «مرغليوت» الى أنّ وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية يوآف غالانت، هدّد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، لكن «مستوطناتنا باتت في النهاية من دون كهرباء، وهي التي عادت إلى العصر الحجري».
ويأتي ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام الاحتلال بأنّ الصليات الصاروخية الأخيرة، التي أطلقتها المقاومة الإسلامية في لبنان، أدّت إلى انقطاع الكهرباء في عدة مستوطنات في الجليل الأعلى، بينها «كريات شمونة» و»مرغليوت» و»المنارة» و»مسكاف عام».
وأشار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن «مَن يطّلع على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً (اليوم) المؤلف من أكثر بكثير من مئة بند، يفهم انهم ليسوا مستعجلين لانتخاب رئيس، لا بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما أنهم يسطون على صلاحياته لا بل يحكمون مكانه. هناك أولاً مسألة عدم نشر قانون وكأنه يحق لهم تجزئة صلاحية لصيقة بشخص الرئيس، وهناك ثانياً مسألة تسكير بعض سفارات لبنان في الخارج، فيما السفير يمثل رئيس الجمهورية في الخارج، وهكذا يستغيبون الرئيس ويقرّرون الحل مكانه في مَن يمثله، وهناك ثالثاً مسألة تعيين موظفين في الفئة الأولى ويغطونها بكلمة «تسمية» أعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب».
وتوجّه باسيل «الى المرجعيات الدينية والسياسية، الوطنية والمسيحية، وكل من وعد أن لا بنود في مجلس وزراء حكومة مستقيلة، الا اذا كان بنداً ضرورياً وعاجلاً وطارئاً، وكل من التزم بعدم إجراء تعيينات فئة اولى بغياب الرئيس، واسألهم الا تنتبهوا أنكم تشجعون اطالة الفراغ الرئاسي وتمنعون انتخاب الرئيس؟ وألا تدركوا، انهم عندما يصلون الى هذا الدرك فمعناه أنهم لا يريدون لنا رئيساً في القريب؟ فقط لأذكركم بما نبهت منه منذ عام ونصف، ولأعُلِم الجمهور بما أنتم فاعلون، اما بالمشاركة او بالسكوت او بالتغطية او بنكث الالتزامات».
نسخ الرابط :