افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 11 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الخميس 11 كانون الثاني 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

اغتيال الطويل بتفجير عبوة لا بغارة: توقيف عميل قرب منزل بري في بيروت

 

 تستعر الحرب الأمنية بين المقاومة والعدو إلى جانب المواجهة العسكرية، وسط تقدّم سلاح التكنولوجيا إلى جانب العملاء على الأرض. وكان البارز ما كُشف يوم أمس، عن أن اغتيال القائد الجهادي وسام الطويل تمّ بواسطة تفجير عبوة ناسفة زُرعت قرب منزله، ولم يُحسم ما إذا كان تفجير العبوة تمّ من خلال طائرة مُسيّرة أو من خلال جهاز يُفعّل تلقائياً فيها.وكان لافتاً أمس، ما نشرته صحيفة «معاريف» من أن الاغتيال تم بـ«عملية دقيقة من خلال وضع عبوة ناسفة قرب بيته، جاءت لتحديد الرسالة، بأنه ليست قيادة حماس في بيروت فقط مكشوفة ومعرّضة للاستهداف، ولكن أيضاً القيادة الميدانية في حزب الله في جنوب لبنان».

ووسط الاستنفار الأمني السائد، كُشف أمس أيضاً، عن توقيف الأجهزة الأمنية المعنية، لبنانياً مشتبهاً في تعامله مع العدو. وعلمت «الأخبار» أن (م. س. ح) يخضع للتحقيق لدى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي منذ نحو أسبوعين، بعدما أوقفه عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب الذين ارتابوا فيه أثناء تصويره شوارع محيطة بمقر الرئيس نبيه بري في عين التينة في بيروت. وقد عُثر في حوزته على جهاز إلكتروني «شديد التطور» كما عُثر في هاتفه على عشرات الفيديوات بما يشكّل مسحاً لكامل المنطقة.

ولدى استجوابه أمام حرس المجلس، قال الموقوف إنه يعمل لمصلحة شركة أميركية بموجب عقدٍ رسمي. وبعد تسليمه لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أفاد المشتبه فيه بأنه يملك شركة اتصالات وتكنولوجيا تعمل مع شركة «غوغل». غير أن معلومات أمنية أفادت بأن الشركة التي يملكها الموقوف وقّعت عقداً مع شركة أجنبية تقدّم خدمات لمحرّك «غوغل» لإجراء مسح للطرقات في مناطق مختلفة في لبنان، وتبيّن بعد البحث أن للشركة علاقات بإسرائيل. ولدى التوسّع في التحقيق مع المشتبه فيه تبيّن أن الجهاز الإلكتروني الذي ضُبط في حوزته متطور جداً ولم يسبق أن عُثر عليه مع أي من العملاء الذين اعتُقلوا سابقاً. وقالت مصادر قضائية إنّ حجم الداتا التي حصل المحقّقون عليها كبير جداً، إلا أن الموقوف الذي سبق أن ارتبط بعمل مع وزارة الاتصالات، نفى أن يكون على علم بهوية الشركة التي تعاقد معها.

وفي السياق نفسه، وزّعت المقاومة الإسلامية أمس بياناً دعت فيه سكان المناطق الجنوبية للتنبه من نشاط أمني لقوات الاحتلال. وقال بيان المقاومة إن «العدو يستمر في البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في الجنوب، خصوصاً بعد فقدانه قسماً كبيراً من فعالية أجهزة التنصت والتجسس المنصّبة في مواقعه الحدودية بسبب استهدافها وتدميرها من قبل المقاومة». وأشار البيان إلى أن العدو يلجأ إلى الاتصال بالناس «من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخلوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل. وينتحل العدو صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي، وأخرى للأمن العام اللبناني، أو صفة هيئات إغاثية تقدّم المساعدات وغير ذلك. ويسعى المتصل، الذي يتحدّث بلهجة لبنانية سليمة، إلى استقاء معلومات يستغلّها للتثبت من وضعية وجود الإخوة المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها». وتمنّت المقاومة على الناس «عدم التجاوب مع المتصل والمبادرة إلى قطع الاتصال فوراً، والمسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية».

****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

المفاوضات الصعبة: تبريد الجبهة قبل ملف الترسيم

بمقدار كبير من الغموض والشكوك والمخاوف التي تسود الواقع اللبناني في ظل اشتداد الاخطار المتأتية من تحول #الحدود الجنوبية والمنطقة الحدودية مع إسرائيل الى جبهة حرب مفتوحة دخلت قبل أيام شهرها الرابع، يجري المبعوث الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آيموس #هوكشتاين اليوم جولة جديدة من اللقاءات مع المسؤولين الرسميين الذين ترقبوا عودته بانشداد واضح الى ما يمكن ان ينقله من اقتراحات واتجاهات وأفكار يفترض ان تتركز على أولوية خلق الظروف اللازمة لوقف التدهور الميداني على الحدود الجنوبية. وإذ بدا لافتا ان المراجع الرسمية اللبنانية حاذرت الإسراف في التوقعات المتصلة بمهمة هوكشتاين، فضلت التريث في أي تقديرات استباقية لمحادثاته التي ستشمل كلا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس #مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون، وعكس ذلك حالة الحذر الشديد التي تولدت عن تعقيدات إضافية تواجه مهمة الوسيط الأميركي وتجعل نجاحه في احداث اختراق إيجابي راهنا امرا شديد الصعوبة، الا اذا كانت ثمة مفاجأت مرشحة للظهور في كواليس الديبلوماسية الحارة والمكوكية الضاغطة اللتين تتبعهما الولايات المتحدة لمنع توسع حرب غزة الى لبنان والمنطقة. وفي ظل ذلك تجمع المعطيات المتوافرة على ان الشق الأساسي والعاجل من مهمة هوكشتاين يتصل بمحاولة أميركية متقدمة لتهدئة الجبهة الجنوبية اللبنانية وتقليص رقعة خطر اشتعالها وتبريدها تمهيدا للشق الثاني المتعلق باحياء جهود هوكشتاين لاطلاق مفاوضات في شأن اتفاق لبناني – إسرائيلي برعاية اممية وأميركية لانهاء النزاع على الخط الأزرق الحدودي. وتنفي المعطيات نفسها في هذا السياق ان يكون الوسيط الأميركي في وارد اثارة مسالة بت النزاع المعقد على مزارع شبعا المحتلة اقله في اطار مهمته الحالية علما ان الكثير مما تردد أخيرا في لبنان حيال هذا الامر بدا “من صناعة محلية” صرفة ولم يكن الاميركيون وراءه كما ثبت. ولعل ما ينبغي الإشارة اليه ان الاصداء التي يفترض ان تتركها مهمة هوكشتاين قد يتردد صداها في الكلمة الجديدة التي سيلقيها الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله الأحد المقبل في الساعة الثانية بعد الظهر، في مناسبة مرور أسبوع على اغتيال القيادي في “الحزب” #وسام الطويل.

 

وقبيل ساعات من وصول هوكشتاين الى بيروت التقى الرئيس بري امس نائب رئيس مجلس النواب #الياس بو صعب الذي وضعه في أجواء لقائه مع الموفد الاميركي في روما مساء الاثنين الماضي. وقال بو صعب في انعكاس لمناخات المفاوضات الديبلوماسية المتصلة بمهمة هوكشتاين “تعودنا في الأزمات وفي الحروب مع العدو الإسرائيلي أن هناك في نهاية المطاف حلولا يجب ان يعمل عليها، والرئيس بري كان له دائما الدور الأساسي لطرح الحلول لإبعاد شبح الحرب عن لبنان. ونأمل أن تؤسس الزيارة غدا ( اليوم) لخطوة الى الأمام لتحقيق الإستقرار المطلوب للبنان”. ولفت الى ان “الإهتمام من قبل الإدارة الأميركية وحتى المطالب عند العدو الاسرائيلي، هي وضع الإستقرار في منطقة الجنوب وشمال الاراضي الفلسطينية المحتلة من أجل عودة المستوطنين الى مستوطناتهم والحرب لا تعيد المستوطنين الى مستوطناتهم بل تجعلهم يهجرون اكثر الى أبعد من المستوطنات التي يتواجدون فيها، لا بل يمكن لهذا الموضوع ان يمتد ليس لأشهر انما لسنوات، الحرب ليست هي الحل .. فنحن أيضا لدينا هدف هو إعادة سكان القرى اللبنانية الحدودية الى قراهم ومزارعهم، الحل هو في الأطر الدبلوماسية والجهد الدبلوماسي ولا أحد يستطيع التوصل الى حل آخر، ومن يتوهم ان الحرب يمكن ان تحل “شغلة” كهذه طبعا حساباته خاطئة”.

 

الـ 1701

 

في أي حال ظلت ظاهرة توافد المبعوثين الدوليين والغربيين الى لبنان تتصدر المشهد اللبناني وتعكس تصاعد القلق الخارجي من اتساع المواجهات الميدانية الجارية بين إسرائيل و”الحزب” عبر الحدود الجنوبية. وفي هذا السياق كان لقاء وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك امس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وشدد ميقاتي على “ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءا باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان”. وطالب بدعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه”. وقال “حان الوقت لايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف اطلاق النار واطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين”. أما الوزيرة الالمانية، فشددت على اهمية “تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 “.

 

كما اجتمع ميقاتي مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي وضعته في أجواء الاجتماع الذي سيعقد الأسبوع المقبل بين الامين العام للامم المتحدة وجميع مديري ومسؤولي البرامج السياسية للأمم المتحدة في العالم. كما اطلعت فرونتسكا من الرئيس ميقاتي على مضمون رسالته الموجهة الى الامين العام والأمم المتحدة في ما خص القرار 1701 والأوضاع في الجنوب.

 

تحذيرات المعارضة

 

وسط هذه الأجواء تتصاعد تحذيرات القوى المعارضة من تداعيات أي مفاوضات محتملة على حساب السيادة الداخلية قد تندرج في اطار توظيف سياسي لحساب فريق “الممانعة”. وبعد التحذيرات المتكررة التي اطلقها رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في هذا الإطار اكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بدوره على أن “الاولوية حماية لبنان وان لا تحصل اي تسوية على حساب سيادة الدولة”، مشددا على رفضه ان “تكون بيروت جائزة ترضية مقابل الحدود”. وقال الجميّل اثر لقائه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو” نقلنا له هواجسنا بما يتعلق بتطورات الجنوب ولدينا قلق، اذ ان لا احد يتحدث باسم لبنان لان المفاوضات تحصل مع الحزب ولبنان متروك فيما أولويتنا حماية بلدنا وشعبنا”. أضاف “الكل يهمه عودة الفلسطينيين الذين نزحوا من غزة، فيما لا احد يتكلم عن اللبنانيين الذين نزحوا داخل لبنان وعشرات الآلاف الذين تركوا قراهم وللاسف ان الدولة لا تتحدث بالموضوع والخطورة ان هناك اتصالات ومفاوضات والكل بالنسبة له ينتظر الحل بين الاسرائيلي والحزب، فيما لبنان الرسمي غير موجود وهذا ما يخلق قلقا كبيرا لدينا والاولوية ان لا تحصل اي تسوية على حساب سيادة الدولة وما يهمنا تطبيق القرار 1701 لمنع اي اعتداء علينا ولكن يهمنا أيضا تطبيق القرار 1559 الشرط الاساسي لاستعادة لبنان لقراره الحر وتستعيد الدولة القرار وتشرف على الدفاع”.

 

الوضع الميداني

 

اما على الصعيد الميداني وعلى رغم انحسار نسبي في وتيرة المواجهات امس قياسا بالأيام السابقة تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قرى وبلدات الجنوب واستهدف القصف الإسرائيلي منزلاً في كفرشوبا-حاصبيا. وفي وقت لاحق، نعى “الحزب” نابغ أحمد القادري (أبو علي)، من بلدة كفرشوبا. كما تمكنت عناصر من الصليب الاحمر بمؤازرة من “اليونيفيل” والجيش من سحب جثة تعود الى مواطن من صيدا قبالة مستعمرة المطلة. واستهدف القصف المدفعي الاطراف الشرقية لبلدة ام التوت في القطاع الغربي، واطراف بلدة الخيام، وتلة حمامص في سردا وباب ثنية قرب منطقة الشاليهات في الخيام. واغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة واستهدف قصف مدفعي بلدات عيتا الشعب ورميش ويارون. وبعد الظهر افيد عن مقتل المواطن حسن علي طويل الذي كان يقود سيارته على طريق كفركلا ديرميماس .

 

في المقابل اعلن “الحزب” انه استهدف موقع ‏المرج‎ ثم موقع الجرداح .

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

وزيرة الخارجية الألمانية تحضّ على انسحاب “الحزب” فوراً

هوكشتاين يحمل الشرط الإسرائيلي: تطبيق الـ”1701″ قبل أي تفاوض

 

ما سيطرحه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في محادثاته اليوم في بيروت، تحدّدت معالمه في الرسائل التي حملها الموفدون الأوروبيون الذين سبقوه الى لبنان، وآخرهم وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك. ووفق معلومات لـ»نداء الوطن» من مصدر ديبلوماسي، أنّ هوكشتاين سينقل مطلباً إسرائيلياً رئيسياً هو «عودة سكان مستوطنات الشمال أولاً، قبل البحث في أي أمر آخر». وقال المصدر إنّ الجانب الإسرائيلي «يرفض أي اقتراح لا يتضمّن وقف «الحزب» إطلاق النار في الجنوب وتطبيق القرار 1701».

 

وأبدى المصدر خشيته من عدم تجاوب «الحزب» مع التحذيرات التي نقلها الموفدون الغربيون، والتي سينقلها اليوم موفد الرئيس بايدن. وقال: «لا يزال «الحزب» يراهن على الأميركيين كي يمارسوا ضغطاً على إسرائيل كي لا توسّع النزاع على الجبهة الجنوبية، لكن هذا الرهان خاطئ كلياً». وشدّد المصدر على أنّ تل ابيب لن تقبل إضاعة الوقت ما يؤخر عودة سكان الدولة العبرية الى المناطق المحاذية للحدود مع لبنان. وقدّر أنّ هوكشتاين، أياً تكن نتائج محادثاته اليوم في بيروت، يسعى الى التحضير لـ»اليوم التالي» بعد انتهاء حرب غزة لاحقاً.

 

إلامَ انتهت محادثات وزيرة الخارجية الألمانية؟ وفق معلومات خاصة بـ»نداء الوطن»، تركزت محادثات الوزيرة بيربوك على عدة نقاط أساسية، وهي بالتدرج:

 

1 – تنفيذ القرار الدولي 1701.

 

2 – حصر الوجود العسكري في منطقة عمل «اليونيفيل» بالجيش اللبناني والقوات الدولية.

 

3 – رفع عديد الجيش الموجود في منطقة «اليونيفيل» إلى ما هو منصوص عليه في الآليات التنفيذية للقرار 1701.

 

4 – انسحاب «الحزب» فوراً من منطقة «اليونيفيل» (جنوب الليطاني).

 

5 – على لبنان تنفيذ القرارات الدولية بكامل بنودها، ولا سيما القرار 1559.

 

6 – عدم إعادة الهدوء إلى الحدود الجنوبية، يعني تراجع قدرة الضغط الديبلوماسي الممارس على الحكومة الاسرائيلية لمنع توسيع الحرب ضد لبنان.

 

وأخطر ما قاله مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» هو أنّ «احتمالات الحرب تتقدم بسرعة، وأنّ الوزيرة الألمانية نقلت رسالة تحذير بمضمون تهديدي». واختصر المصدر مضمون الضغط الذي مارسته الوزيرة الألمانية بقوله: «جاءت لتقول لنا طبّقوا القرار 1701 او سيدمر الجنوب، وربما لبنان فوق رؤوسكم».

 

وفي سياق متصل، تعهّدت الوزيرة الالمانية ، بتقديم 15 مليون يورو (16 مليون دولار) لدعم الجيش اللبناني. وأوضحت بيربوك أنّ المساعدات التي ستُخصص لشراء وقود واتخاذ تدابير على المدى المتوسط بينها تدريب جنود على مراقبة الحدود، تهدف إلى مساعدة الجيش اللبناني على تأمين الحدود الجنوبية مع إسرائيل بشكل أفضل. وقالت في تصريحات على هامش زيارتها فرقاطة المانية في مرفأ بيروت إنّ على الجيش أن يكون قادراً على ممارسة «سيطرة فعّالة» في المنطقة من أجل «احتواء الميليشيات المسلّحة والمنظمات الإرهابية». وأضافت: «كلما زاد دعم بعثة مراقبي الأمم المتحدة «اليونيفيل» «في هذه الأوقات، وكلما تمكنا من دعم الجيش اللبناني، كلما كانت مساهمتنا المشتركة في خفض التصعيد أقوى».

 

وتابعت: «إنّ الجيش اللبناني المجهّز والمدرب جيداً، والذي يتقاضى جنوده رواتبهم مثل أي جيش آخر، لا يقلّ أهمية عن الحكومة اللبنانية القادرة على التصرف». وحذّرت الوزيرة الألمانية التي عقدت لقاءات عدة في بيروت أبرزها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، من أنّ أي تصعيد للنزاع «سيشكل كارثة بالنسبة الى البلدين».

 

ودعت «الحزب» إلى الانسحاب من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وفق ما ينص عليه القرار الدولي 1701، مشدّدة: «يجب ألا تُستخدم الحرب في غزة ضد «حماس» ذريعة لفتح جبهة أخرى وإثارة حرب إقليمية».

 

في المقابل، يتحدّث الأمين العام لـ»الحزب» حسن نصرالله بعد ظهر الأحد المقبل في ذكرى مرور أسبوع على سقوط قائد فرقة «الرضوان» وسام حسن طويل.

 

أما في إسرائيل، فصرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، أمام قواته في قطاع غزة «أنّ أفعالهم تثبت أنّ الجيش قادر على محاربة «الحزب» في لبنان إذا لزم الأمر». وأضاف: «بعد ما فعلتموه، لا توجد قرية في لبنان، ولا توجد مناطق محصّنة في لبنان لا يمكنكم دخولها وتفكيكها. سنضعكم في الأماكن الضرورية، وستفعلون ما هو ضروري هناك».

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

هوكشتاين أمام مهمة صعبة لتحديد الحدود… فهل يلجم الحرب؟

استبعد إلحاق «المزارع» بوساطته ملتزماً بمضامين «1701»

بيروت: محمد شقير

 

تترقّب الأوساط السياسية ما ستؤول إليه اللقاءات التي يعقدها الخميس الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين مع أركان الدولة اللبنانية، لعلَّه يتمكن من خفض منسوب القلق الذي أخذ يساورهم حيال جنوح إسرائيل نحو توسعة الحرب، امتداداً لتلك الدائرة بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة، في ضوء تهافت الموفدين الدوليين، وجلّهم من الأوروبيين، إلى لبنان، حاملين في جعبتهم التحذير من أن التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى توسعتها، وهذا ما سمعوه في اجتماعاتهم مع رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، وأركان حربه، اللذين يحرّضان على الحرب.

 

ومع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، استبق عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت بإعلانه الاستعداد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام باتفاقية الهدنة والقرار «1701»، على أنه قد يكون تطبيق الحل الدبلوماسي للوضع في الجنوب، ومن ضمنه المرتبط بسلاح «الحزب»، متلازماً مع وقف العدوان على غزة؛ فإن إعلانه في هذا الخصوص هو الأول منذ أن اشتعلت المواجهة بين إسرائيل و«الحزب»، تحت عنوان مساندته لـ«حماس» لتخفيف الضغط عنها.

 

فميقاتي، بإعلانه هذا، أراد تمرير رسالة للمجتمع الدولي؛ بأن لبنان الرسمي هو مَن يفاوض لوقف المواجهة الدائرة بين «الحزب» وإسرائيل، وأن قرار السلم بيد لبنان، بينما تحتكر إسرائيل قرار الحرب، وذلك لتبديد ما كان أعلنه سابقاً؛ بأن قرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة.

 

جاء موقف ميقاتي في أعقاب قول أمين عام «الحزب»، حسن نصر الله، إننا أمام فرصة تاريخية لتحرير كل شبر من بقية أرضنا اللبنانية من منطقة ب – 1 إلى مزارع شبعا، ما يفتح الباب أمام السؤال عن مدى التنسيق بين الحكومة والحزب، وما إذا كان على معرفة بوجود استعداد للدخول في مفاوضات تتعلق بتحديد الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل انطلاقاً من الوساطة التي يتولاها الوسيط الأميركي، رغم أن الحزب استبقها بتأكيد تلازم المسارين بين وقف العدوان على غزة وتهدئة الوضع في الجنوب، استعداداً للدخول في مفاوضات تؤدي إلى تسوية تتعلق بتحديد الحدود.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوسيط الأميركي سيلتقي ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزف عون، على أن يتوّج لقاءاته باجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليغادر ليلاً بيروت، وبالتالي لا صحة لما تردد عن أنه يؤخر زيارته ريثما تصل السفيرة الأميركية الجديدة لدى لبنان، ليزا جونسون، لتسلُّم مهامها ومشاركته في لقاءاته.

 

وكشفت مصادر سياسية أن السفيرة جونسون ستصل إلى بيروت مساء، بعد أن يكون الوسيط الأميركي قد أنهى لقاءاته وغادرها، وقالت إنها ستقوم بزيارات تعارف لأركان الدولة، وستلتقي الرئيس بري، الثلاثاء المقبل.

 

ولفتت المصادر نفسها إلى أن أقصى ما يمكن أن يتوصل إليه الوسيط الأميركي في لقاءاته ببيروت يكمن في أنه يأمل أن يكون وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قد انتزع من نتنياهو وفريق حربه موافقته على عدم توسعة الحرب لتشمل الجنوب، بغية تمديد الفرصة له لمواصلة بحثه مع الحكومة اللبنانية، بإعطاء الأولوية للحل الدبلوماسي على العسكري، وذلك بإيجاد تسوية لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.

 

لكن يبدو، كما تقول المصادر نفسها، أن الوسيط الأميركي يقف أمام مهمة صعبة بسبب التباين بينه وبين الحكومة اللبنانية في مقاربتهما لتحديد الحدود البرية. وبالتالي، قد يكون المخرج الوحيد، حتى إشعار آخر، في تجاوب إسرائيل بعدم توسعتها للحرب واستدراجها لـ«الحزب» إلى مواجهة تتجاوز ما هو حاصل اليوم على الجبهة الشمالية لتصل إلى شن حرب مفتوحة، خصوصاً مع استمرارها القيام بعمليات تستهدف اغتيال أبرز الرموز القيادية الميدانية في الحزب التي تشرف على تنفيذ الخطة التي يتوخى منها مساندته لـ«حماس».

 

وأكدت المصادر أن الخلاف بين الحكومة اللبنانية والوسيط الأميركي في مقاربتهما لتحديد الحدود البرية يكمن في أن لبنان، وإن كان يلتزم بتطبيق القرار «1701»، فإنه في المقابل يلتزم باتفاقية الهدنة الموقَّعة بين لبنان وإسرائيل، في مارس (آذار) 1949، بينما يصر هوكشتاين على حصر تحديدها طبقاً لما هو وارد في القرار «1701».

 

وقالت المصادر إن حصر الوسيط الأميركي تحديد الحدود البرية بمندرجات القرار «1701» يعني حكماً أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليستا مشمولتين بانسحاب إسرائيل منهما، كونه يبقى محصوراً بإخلائها للنقاط الـ13 التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها، نظراً لعدم الانسحاب منها، مكتفية بخروجها من الحدود التي رسمها الخط الأزرق الذي لا تتعامل معه الحكومة على أنه خط الانسحاب النهائي المعترف به دولياً المنصوص عليه باتفاقية الهدنة، وفي الترسيم الحدودي الذي رعته فرنسا وبريطانيا عام 1923.

 

لذلك، فإن ميقاتي (بتمسكه باتفاقية الهدنة) يعني حكماً شموليتها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو يتناغم بموقفه مع ما طالب به نصر الله في خطابه الأخير، ويكون بذلك أخضعهما للسيادة اللبنانية، بدل إلحاقهما بالأراضي السورية، بينما تمتنع دمشق عن إيداع «مجلس الأمن الدولي» رسالة تؤكد فيها لبنانيتهما، وهذا ما يشكل إحراجاً لحليفها (الحزب) الذي ليس في وارد الانزلاق للحرب، ما دامت طهران لا تحبذها.

 

ويبقى السؤال: كيف يمكن لميقاتي الخروج من دائرة القلق حيال الوضع في الجنوب، مع إصرار الموفدين الأوروبيين الذين يتهافتون للقائه، على التحذير من أن التصعيد الإسرائيلي ما هو إلا مؤشر جدي على توسعة الحرب؟ وهل ستؤدي جهود اللحظة الأخيرة إلى إنعاش الوساطة الأميركية؛ بتعهد واشنطن بأن توضع المزارع وتلال كفرشوبا تحت إشراف القوات الدولية (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان؟

 

وأخيراً، هل لواشنطن مصلحة في تفلُّت الوضع في جنوب لبنان واحتمال امتداده إلى المنطقة؟ أم أن لديها القدرة على تبديد القلق اللبناني بالضغط على نتنياهو ومنعه من إقحام لبنان في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً أن الاعتقاد السائد في بيروت أن تل أبيب لن تخوض حرباً بلا ضوء أخضر أميركي، لما لواشنطن من نفوذ في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يمنع إشعال حرب كهذه؟

 

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  هوكشتاين لتسويق حلّ سياسي معقّد.. وإسرائيل تُهدِّد بسيناريو غزة

وقائع الميدان العسكري في المنطقة تؤشّر بما لا يقبل أدنى شك أنّ الحرب الواسعة مشتعلة على جبهات متعددة، بدءًا من جبهة غزة وحرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على القطاع منذ ما يزيد عن 3 أشهر، إلى جبهة لبنان التي تتدرّج فيها العمليات الحربية بعنف شديد بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، الى الجبهة السورية بالاستهدافات الاسرائيلية شبه اليومية للعمق السوري ولا سيما العاصمة دمشق، الى الجبهة العراقية المفتوحة على استهدافات متزايدة ومتتالية للقواعد الاميركية، وصولاً الى الجبهة اليمنية، سواء بالقصف الصاروخي في اتجاه اسرائيل او بالعمليات العسكرية في البحر الأحمر وإعاقة الملاحة البحرية في ما يُعرف بباب المندب.

الحركة الديبلوماسية الدوليّة التي توالت بشكل مكثّف في الآونة الاخيرة على محاور متعددة في المنطقة، لاحتواء التصعيد ووضع ضوابط لتلك الحرب، تسابق النار المشتعلة على امتداد تلك الجبهات، ويعتريها بالغ القلق من خروج الوقائع الحربية عن السيطرة وانزلاق المنطقة بأسرها إلى حرب اقليمية عواقبها كارثية على المستويين الاقليمي والدولي في آنٍ معاً. ولكن على الرغم من زحمة الموفدين الى المنطقة، لا يبدو أفق هذه الحرب مفتوحاً على حلول. وبالتالي، فإنّ الكلمة العليا ما زالت للوقائع الحربية والتصعيد، وعلى وجه الخصوص في غزة وعلى جبهة لبنان.

 

واشنطن: أولويّتان

 

الظاهر في هذا السياق أنّ الديبلوماسيّة الأميركية تتحرّك وفق أولويتين متوازيتين؛ الأولى: وضع ضوابط للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة تقلّل من استهداف المدنيين، من دون السعي الى وقف اإطلاق النار قبل أن تتمكّن اسرائيل من تحقيق الاهداف التي وضعتها لهذه الحرب بإنهاك حركة «حماس» واعادة الاسرى الاسرائيليين. والثانية: منع انحدار الجبهة مع لبنان الى اشتعال كبير.

 

واذا كانت واشنطن، وفق ما تؤكّد مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية»، لا تتحدث او تتبنّى في العلن حداً زمنياً للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، الا انها تكثّف جهودها خلف الكواليس لوضع حدّ للعمليات العسكرية التي تنفذها اسرائيل بوتيرة شديدة في غزة، والانتقال الى عمليات عسكرية خاصة أقل حدة ينفّذها الجيش الاسرائيلي، خصوصاً انّ مسؤولين كباراً في الادارة الاميركية باتوا يعبّرون عن مخاوف كبرى من أن تتدرّج هذه الحرب الى حرب أوسع واكثر حدة وعنفاً بين اسرائيل والدول المجاورة لها «فإنها، أي واشنطن، تنظر في الوقت نفسه، بقلقٍ شديد جداً الى جبهة الجنوب اللبناني. وتبعاً لذلك حرّكت ديبلوماسيتها في غير اتجاه لمنع اشتعالها وانحدارها الى مواجهات قاسية أبعد من منطقة الحدود».

 

وبحسب المصادر الديبلوماسية عينها فإنّ القلق الأميركي مردّه الى ما تعتبره واشنطن «تصعيد «الحزب» لعملياته الهجومية والاستفزازية ضدّ الجيش الاسرائيلي وبلدات الشمال»، ومن هنا هي تتبنّى الطرح الاسرائيلي حول منطقة خالية من عناصر «الحزب» الى الشمال من الحدود الدولية. ومردّه أيضاً الى اعلان المستويات السياسية والعسكرية في اسرائيل بتغيير الوضع القائم على الحدود، سواء بحل سياسي او بعمل عسكري لتمكين سكان المستوطنات الاسرائيلية الذين تم اخلاؤهم منها من العودة اليها بأمان». ويبرز في هذا السياق ما نسبته صحيفة «واشنطن بوست الاميركية الى مسؤولين اميركيين بأنّ خطر شن إسرائيل هجوماً على «الحزب» لم يختف أبداً».

 

جعبة هوكشتاين

 

وسط هذه الاجواء، يحضر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، والمستويات السياسيّة تترقّب ما يحمله في جعبته من طروحات تلبّي الهدف الاميركي المعلن لاحتواء التصعيد. وبحسب معلومات ديبلوماسية موثوقة من العاصمة الفرنسية لـ«الجمهورية»، فإنّ هوكشتاين الذي اجتمع مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في روما، سبق له أن عقد في الايام القليلة الماضية لقاءات في باريس حول الوضع في لبنان، وعلى الحدود الجنوبية بصورة خاصة.

 

ولفتت مصادر المعلومات الى أنّ «الحل السياسي يبدو صعبا ومعقدا»، مشيرة الى أن «لا افكار حلول ناضجة حتى الآن»، وقالت: «ان هوكشتاين لا يحمل حلا جاهزا او مكتملا، وفي اللقاءات التي اجراها في باريس كان كَمَن يحاول البحث عن إطار لحل سياسي وفق القرار 1701، ويقوم هذا الحل على إقامة ترتيبات معينة على خط الحدود، من دون ان تشمل تلال كفر شوبا ومزارع شبعا. على اعتبار انّ اسرائيل قد لا تقبل البحث في مزارع شبعا، كونها مرتبطة بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا».

 

هل يقبل الحزب؟

 

وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ ديبلوماسيين اوروبيين أعربوا امام اعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «عن خوف كبير يَعتريهم من احتمالات التصعيد الكبير المتزايدة على الحدود الجنوبية، واكدوا ان لديهم من الاسباب ما يجعلهم يشكّكون، ليس فقط بنجاح اي حل سياسي تشوبه التباسات، بل بنجاح أي حل سياسي في هذه الفترة، خصوصاً انّ «الحزب» أبلغَ الموفدين الاوروبيين، ومن بينهم فرنسيون وممثل الاتحاد الاوروبي، انه يرفض البحث في اي ترتيبات او اي آليّات أو اي تفصيل مرتبط بمنطقة الحدود بين لبنان قبل وقف اطلاق النار في غزة». على أنّ الأهَم في ما قاله الديبلوماسيون الفرنسيون انهم يستبعدون في أي جهد لحل سياسي أن يقبل «الحزب» بتأجيل البحث في موضوع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا».

 

بري: القرار 1701

 

وسط هذه الأجواء، يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، الوسيط الاميركي الذي يزور ايضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وعشيّة وصول هوكشتاين اطّلع بري من نائب رئيس المجلس على نتائج لقائه بهوكشتاين في روما. ورداً على سؤال حول ما يطرح من حلول لجبهة الجنوب، قال بري لـ«الجمهورية»: لا كلام لا عن تحديد ولا عن ترسيم جديد، فحدود لبنان الدولية معروفة ومحددة منذ العام 1923، لدينا القرار 1701، نحن متمسكون به وملتزمون بتطبيقه، والمطلوب هو أن يلزموا اسرائيل بتطبيقه».

 

الموقف الرسمي

 

وموقف لبنان الرسمي، عبّر عنه ايضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، حيث اكد «ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان». وطالبَ بـ»دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه». وكان ميقاتي يتحدث خلال لقائه في السرايا الحكومية أمس وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك، التي شددت على أهمية تطبيق القرار 1701. والتقت بعد ذلك قائد الجيش العماد جوزف عون.

 

كما جرى التعبير عن هذا الموقف في الشكوى التي قدّمها لبنان ضد اسرائيل لإدانتها على اعتداءاتها، وخلاصته «تأكيد لبنان على سياسته الثابتة في الحق بالدفاع عن النفس والعمل على استرجاع حقوقه بالوسائل المشروعة. والتزامه بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، ويؤكد حرصه على خفض التصعيد وإعادة الهدوء على طول الخط الأزرق».

 

وطلبت رسالة الشكوى من مجلس الامن الدولي «التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة، ممّا قد يفرز أمناً مستتباً واستقراراً أشمل وذلك عبر إظهار الحدود الدولية الجنوبية المرسّمة عام 1923 بين لبنان وفلسطين والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة الموقّعة بين لبنان واسرائيل في جزيرة رودس اليونانية وبإشراف ورعاية الامم المتحدة بتاريخ 23 آذار 1949، والتزام البلدين الكامل والصريح بتلك الحدود. كما شددت على «استكمال عملية الاتفاق على كافة النقاط الـ 13 الحدودية المتنازَع عليها. ويمكن ايضا الاستعانة بالولايات المتحدة وفقاً لما تم سابقاً في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في تشرين الاول 2022، يُضاف إلى ذلك وقف نهائي للخروقات الاسرائيلية، البرية والبحرية والجوية لسيادة لبنان وحدوده المعترف بها دولياً، بالإضافة الى عدم استعمال الاجواء اللبنانية لقصف الاراضي السورية، فضلاً عن انسحاب اسرائيل الى الحدود الدولية المتفق عليها، بدءاً بالنقطة B1 في منطقة رأس الناقورة الواقعة ضمن الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً وصولاً الى خراج بلدة «الماري» التي تشَكّل في جزء منها التمددّ العمراني لقرية الغجر، بالإضافة الى انسحاب اسرائيل الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تطبيقاً للفقرة 10 من القرار 1701».

 

 

وعلمت «الجمهورية» من مصادر رسمية تابَعت الزيارة أنّ بيربوك تسعى كما سائر الدول الاوروبية المعنية بوضع لبنان والمنطقة الى تهدئة الجبهة الجنوبية والحرب في غزة، وضرورة اتخاذ خطوات عملية بهذا الاتجاه. لكنها لم تحمل اي مقترحات سوى النصيحة بعدم توسيع الحرب.

 

ونَفت ما تردّد عن رغبة المانيا ارسال قوات عسكرية الى جنوب لبنان، واوضحت انها لم تكن على علمٍ بالخبر الذي نشر واتصلت بوزير الدفاع للإسستفسار منه عن الخبر فنفى اي توجّه بذلك.

 

إعتداءات وتهديدات

 

الى ذلك، حافظت جبهة الحدود الجنوبية على وتيرة عالية من التصعيد، حيث اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع المرج ونقطة الجرداح، فيما كثّفت اسرائيل من اعتداءاتها على البلدات اللبنانية، حيث سجّل قصف مدفعي لأطراف الخيام، الضهيرة، علما الشعب، الجبين، يارين، منطقة هورا الواقعة بين كفر كلا ودير ميماس، منطقة الطراش قرب ميس الجبل، غارة مسيرة على سيارة «رابيد» في كفركلا أدت الى استشهاد المواطن حسن علي طويل، أطراف طير حرفا، غارة على منزل في حانين، غارة قرب موقع اليونيفيل في بلدة الطيري، غارة على منزل في بيت ليف، غارة على منزل في كفر شوبا أدّت الى استشهاد نابغ احمد القادري، ونَعاه «الحزب» وغارة على اطراف مروحين، غارة على اللبونة في منطقة الناقورة.

 

وتزامنت الاعتداءات مع استمرار التهديدات الاسرائيلية، وآخرها على لسان الوزير في مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس، الذي قال: إننا نعمل في الجبهة الشمالية على تغيير الواقع. وعلى حكومة لبنان ان تحدّد هل تستطيع حماية مواطنيها ام لا». اضاف: اذا أراد لبنان أن يكون مواطنوه درعاً بشرياً لـ«الحزب» وإيران واذا استمرت هجمات «الحزب»، فإننا سنتحرك في جنوب لبنان كما نفعل في غزة الآن».


الى ذلك، اشارت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية إلى أنّ إسرائيل ضاعَفت وتيرة الهجمات في لبنان على نحوٍ كبير وانتقلت عمليًا إلى سياسة الاغتيالات العينية، وهو ما يحمل عدة رسائل إلى «الحزب» بأنّ قياداته مستهدفة ومعرّضة للاغتيال تماماً كقادة حركة «حماس».

 

وقالت الصحيفة إن «الخط الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي بدعم من المستوى السياسي دقيق جداً، وينصَب في إطار الجهود الكبيرة من أجل إبعاد «قوات الرضوان» عن الخط الحدودي، من دون تجاوز حدود المعارك إلى حرب واسعة، وبما يتيح للجيش الحفاظ على غزة كجبهة رئيسية للحرب».

ورأت أنّ هذا «يشكّل تحدياً تبدو كلمة مُعقّد صغيرة لوصفه، لعدّة أسباب، من بينها أن الأمين العام لـ«الحزب» السيد حسن نصر الله أكد أنّ ما يحدث في الشمال لن ينتهي من دون انتهاء الحرب في غزة»، مشيرة إلى أنه «عملياً هذا الوضع لا تحتمله إسرائيل، وتسبّب بإقامة منطقة أمنية عازلة داخل أراضيها، ودفعَ أكثر من 100 ألف من سكان المناطق القريبة من الحدود إلى تَرك بيوتهم».

 

وأشارت إلى أن رَد «الحزب» أمر يجب عدم الاستهانة به، موضحة أنّ «الطائرة المسيّرة التي تمكنت من التَسلّل إلى إسرائيل وهاجمت مقر القيادة الشمالية، أمس الاول الثلاثاء، كان يمكن أن تؤدي أيضاً إلى استهداف قائد المنطقة الجنرال أوري جوردين. وعليه، من الصعب تَوقّع ما قد يقود إليه استهداف ضابط كبير».

 

وخَلصت الصحيفة الى أنّه «لدى النظر إلى القتال في غزة ضد عدو أدنى منه بدرجة كبيرة، يجب وضع الحديث عن تطهير المنطقة في جنوب لبنان في إطار حجمه الصحيح»، لافتة إلى أنّ «مثل هذه المهمّة سيكون لها ثمن وستتطلب وقتاً يجعل من الـ 95 يوماً من القتال في غزة أشبَه بمخيم صيفي، ومن المناسب أن يوضح ذلك من يقترح باستخفاف، إدخال عدة فرق إلى الحرب وإدخال مئات الآلاف إلى الملاجئ».

مجلس الوزراء

 

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم في السرايا الحكومية، لدرس جدول اعمال يتضمن 43 بنداً، بعضها يتعلق بمشاريع لوزارة الطاقة والمياه، والتربية والخارجية، واتفاقية بين وزارة المال والبنك الدولي، ومشروع مرسوم لتنظيم الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة، فضلاً عن اقتراحات وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار بشأن هذا الموضوع.

 

وفيما اكدت مصادر وزارية «انّ ملف التعيينات العسكرية ليس مطروحاً في جلسة اليوم»، كان لافتاً أنّ جدول اعمال الجلسة خَلا من البند المتعلق بالحوافز المالية، وقالت المصادر عينها انه «تبيّن من الدراسات والتدقيق الذي حصل أن الاعتراضات في شأن الهوّة بين العسكريين والمدنيين جدية وتحتاج الى مزيد من التدقيق، فارتأى رئيس الحكومة التَريّث في طرح الموضوع على جلسة مجلس الوزراء، وسيبلغ الوزراء بالامر، مع التأكيد على ما تعهّد به رئيس الحكومة بإعطاء الحوافز المالية بمفعول رجعي ابتداء من الاول من كانون الاول الفائت».

 

منخفض جوي

 

وخلافاً للأجواء الامنية الحارة، فقد وصل المنخفض الجوي حنين إلى لبنان مصحوباً بكتل هوائية باردة، مع عواصف رعدية ما أدى إلى تساقط الثلوج خلال الليل على ارتفاع الف واربعمئة متر. كذلك تساقطت الأمطار على الساحل بغزارة وأغرقت الشوارع بالسيول خصوصاً في جونية والمنارة وبعض ضواحي بيروت، ما تسبب بإغراق بعض السيارات.

 

وتوقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، ان «يكون الطقس ماطراً خلال الايام المقبلة، محذرة المواطنين من سلوك الطرق الجبلية التي تكللت بالثلوج.

**************************

افتتاحية صحيفة اللواء

هوكشتاين في بيروت: خطوة على طريق الإستقرار وربط نزاع حول المزارع

باسيل لن يكون بعلاقة تبعية مع الحزب ويرحب برؤية بن سلمان.. والثنائي متمسك بفرنجية

 

يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، في ظروف عسكرية وحزبية وسياسية ودبلوماسية صعبة التشابك، وفي محاولة لفك الارتباط بين تسوية الوضع في لبنان بصرف النظر عن مسار: اليوم التالي بعد توقف الحرب على غزة الذي لم يكن من مناص امامه سوى اعلان ان الحرب يجب ان تستمر، لأن وقفها الآن يعني انتصاراً لحماس.

وبمعزل عن الاشتراطات التي سبقت وصوله الى بيروت، لجهة طبيعة الحل الذي يحمله او يسعى اليه، فإن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقاط البرية الـ13 العالقة عند الحدود الجنوبية، يتعين ان تكون في صلب مهمة هوكشتاين، إن لم يكن على مستوى العمل، فأقله على مستوى النظر.

 

وحسب مصادر واسعة المتابعة في «الثنائي الشيعي» فإن البحث في اية صيغ لمعالجة الوضع الحدودي، غير قابلة للترجمة، خارج ما يمكن وصفه تلمُّس خارطة طريق اميركية لإنهاء الحرب في غزة.

وفهم ان هوكشتاين يحاول استطلاع المدى الذي يسعى لمعرفته، الامر الذي حوّل زيارته الى «زيارة استطلاع» ومعرفة الموقف من النقاط التي وصلت الى لبنان عبر شخصيات قريبة من اطراف السلطة.

وزار نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب عين التينة، ووضع الرئيس نبيه بري في اجواء محادثاته مع هوكشتاين في روما، معرباً عن اعتقاده ان تساهم الزيارة اليوم «بخطوة لتحقيق الاستقرار».

ولفتت أوساط مراقبة لـ«اللواء» إلى أن اجتماعات الموفد الأميركي تخرق رتابة المشهد المحلي نظرا لما يمكن أن تحمله معها على صعيد ملف جبهة الجنوب في الوقت الذي لا يعول عليها البعض ما لم تأت زيارته بمسعى يتصل بكيفية إرساء الاستقرار، وأشارت إلى أن النقاط التي يتطرق إليها آموس هوكشتين تتركز على موضوع الاشتباكات في الجنوب والقرار ١٧٠١ وكيفية العمل على حل من أجل وقف الحرب على الحدود،  مؤكدة أن ما قد يسمعه الموفد الأميركي هو التشديد الرسمي على أهمية وقف إسرائيل اعتداءاتها واحترام لبنان القرارات الدولية.

 

وقالت لـ«اللواء» ان تكون زيارته خطوة في سياق زيارات متتالية له بعد أن يسمع من المعنيين طروحاتهم، أما إذا كان مصرا على الأسراع في العمل على حل،  فإنه يدرك أن هناك اتصالات تتم مع الحزب.

 

إلى ذلك، توقعت هذه الأوساط أن تشهد العاصمة بيروت زيارات لعدد من المسؤولين الأجانب في سياق العمل على الحؤول دون توسع رقعة الحرب، في حين أن الجانب الانبىكي سيظل يلعب دور الوساطة إلا إذا قرر سحب يده وهذا ليس متطقيا وفق هذه الأوساط.

‎ووصفت مصادر سياسية بدقة الزيارة التي تقوم بها وزيرة خارجية المانيا إلى لبنان، وما إذا كانت تحمل مبادرة ما، او افكار محددة بخصوص الاوضاع الملتهبة على الحدود الجنوبية اللبنانية بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار ان المانيا على صلة جيدة بالاسرائيليين، ولطالما توسطت بالسابق لايجاد حلول لمشاكل بينهم وبين خصومهم.

‎وبالرغم من التكتم الحكومي على فحوى اللقائين اللذين جمعها مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وما اعلن بعدهما من معلومات ومواقف عامة، تترقب المصادر ما إذا كانت وزيرة الخارجية الألمانية ستلتقي احد من الحزب، وعندها لا بد من تقصي مضمون هذا اللقاء ومفاعيله على الأوضاع الجنوبية المتردية، في حين ترددت معلومات مفادها ان الوزيرة الألمانية تسعى لتسويق مبادرة المانية اعدت بروية، وقد طرحت النقاط الاساسية فيها خلال زيارتها إلى إسرائيل، وهي تحاول البحث فيها مع الحزب في الوقت الحاضر، لتذليل اي عقبات يمكن ان تعترض التنفيذ، في حين ان هذه المبادرة لاتتعارض مع فحوى التحرك ألذي يقوم به المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم، لتبريد الجبهة الساخنة جنوبا أولا، ومن ثم الانتقال إلى البحث الجدي لايجاد حل دائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، ضمن مبادرة ما، اومسودة افكار تنتهي إلى ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية.

 

وفي الاطار الدبلوماسي، قدَّم لبنان شكوى لمجلس الامن الدولي رداً على الاعتداءات الاسرائيلية وخرق القرار 1701 مراراً وتكراراً.

وامس، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي وزيرة خارجية المانيا أنالينا بيربون، قبل ظهر امس في السراي الكبير، بمشاركة الوزير عبد الله بو حبيب، التي شددت على اهمية «تطبيق القرار الدولي الرقم 1701»، بدوره شدد ميقاتي على ان «لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان».

الثنائي متمسك بفرنجية

وحول الرئاسة الاولى اكدت اوساط قيادية في الثنائي الشيعي ان هذا الفريق يريد «رئيساً مطمئناً للمقاومة، ولا يطعنها في الظهر، ولا يتآمر عليها، مضيفة: سبق ان قلنا بأن الوزير سليمان فرنجية يحمل هذه المواصفات، وما زال وسيبقى خيارنا الرئاسي الوحيد، ونحن مصرون عليه ومتمسكون به».

باسيل: لا للتبعية

في تطور سياسي لافت، حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل العودة الى «بيت الطاعة» في ما خص دعم المقاومة في العمليات الجارية في الجنوب، معتبراً ان المقاومة عندما تحدثت عن فرصة لتحرير ارضنا، فهذا ثمن دماء الشهداء، وليس حسابات في الداخل، تتعلق بالرئاسة او غيرها..

وأكد اننا لا نكون بحالة عداء مع الحزب مهما كلف الامر، ولكن لسنا بحالة تبعية، مشيراً الى تطوير تفاهم مار مخايل، لانه غير قادر على بناء دولة، موضحاً اننا كنا نرغب برؤية الدور الاصلاحي للمقاومة، ولكننا فشلنا، مؤكداً ان العمل مع الحزب سيكون على القطعة.

وقال ان بعض اللبنانيين يمكن ان يعترضوا على الاستشهاد على طريق القدس، لكن شهداء الحزب سقطوا للدفاع عن حقوق لبنان.

وحول العلاقة مع الرئيس نبيه بري، قال: ان بحبه بالشخصي للرئيس بري، داعياً الى الذهاب الى دولة مدنية كاملة.

وكرر الدعوة الى قيام البلد على الدستور والميثاق وكشف انه جرى التقاطع على انتخاب رئيس، وصوتنا الى جانب الوزير السابق جهاد ازعور، رافضاً ان يكون له اية شراكة في امر لا يقبل به.

وحول الرئاسة، قال تنازلنا عن شرط التمثيل، لكننا لن نقبل برئيس خارج ارادة المسيحيين.

وأكد باسيل المضي في الطعن ضد التمديد لقائد الجيش، محدداً 10 نقاط دستورية تسمح بقبوله الا اذا مورست اساليب معروفة، معتبراً ان التعزية لقائد الجيش جاءت كواجب اجتماعي.

واعتبر ان الاسماء المرشحة لا فرصة لها للوصول الى الرئاسة الاولى.. مكرراً الدعوة الى انتخاب «رئيس توافقي» واذا حصل اجماع على رئيس من الاسماء المرشحة، فلا بد من صلاحيات استثنائية بعدها على عدم توافر شروط اخرى.

ودعا الى الاسراع بانتخاب الرئيس وتوفير الدعم المطلوب له.

ورحب باسيل برؤية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، معتبراً ان للبنان مصلحة في هذه الرؤية الازدهارية، بدل الحروب وسواها، و«نحن معنيون بها ولدينا موقف ايجابي منها».

حياتياً، ظهر تململ لدى الموظفين والمتقاعدين من استبعاد زيادة الرواتب، كما كان متوقعاً، عن جدول اعمال مجلس الوزراء الذي سينعقد قبل ظهر غد، فضلاً عن التعيينات في المجلس العسكري، اما حياتياً، فأعادت مؤسسة كهرباء لبنان «رفع التغذية تدريجياً، كاشفة عن اجراءات احترازية ضرورية تحوطاً في المحظور اواسط شهر شباط المقبل».

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدف قصف الجيش الإسرائيلي فجر أمس منزلاً في كفرشوبا-حاصبيا، وانتشل عناصر من الدفاع المدني بين الساعة ٣:٣٠ والساعة ٦:٠٠ من تاريخ أمس جثة شهيد، زفه الحزب لاحقاً المقاوم نابغ أحمد القادري «أبو علي»، من بلدة كفرشوبا في جنوب لبنان.

وعمل الدفاع المدني على اخماد الحريق الذي شب على اثر الاستهداف.

كما تمكنت عناصر من الصليب الاحمر بمؤازرة من «اليونيفيل» والجيش من سحب جثة تعود الى ع.ب مواليد العام 2006 – صيدا، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى.وتم نقل الجثة الى مستشفى مرجعيون الحكومي.

والى ذلك، قتل مواطن مدني يدعى حسن علي طويل في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدة كفركلا الجنوبية بعد ظهر امس.

واستهدف الحزب موقع المرج ظهر امس بالاسلحة المناسبة.

واحبط الجيش اللبناني خطة اسرائيلية لحرق الاراضي اللبنانية في عيتا الشعب واللبونة، عبر مد خراطيم لضخ مواد حارقة.

ويتحدث الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله عند الساعة الثانية من بعد الظهر الاحد المقبل في مناسبة اسبوع الشهيد وسام الطويل.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

موفدان بريطاني وعربي نقلا تحذيرات عن تحضيرات اسرائيلية لاجتياح واسع

 المقاومة ماضية في الرد وزيارة هوكشتاين استطلاعية و«اسرائيل» ستواصل الاغتيالات

 بري مدد العمل «بالكوستابرافا» ارضاءً لجنبلاط والتعيينات العسكرية «مكربجة» – رضوان الذيب

 

موفدون «بالجملة والمفرق» الى لبنان من اميركيين واوروبيين وعرب «بالسر والعلن» يتوجهم هوكشتاين اليوم في جولة استطلاعية لا تحمل جديدا او مبادرات او تصورات للحل، لان الكلمة للميدان حتى الاعلان عن وقف لاطلاق النار في غزة، وبعدها لكل حادث حديث، وبالتالي ليس في جعبة هوكشتاين الا وعودا سخية للبنان في حال اوقف الحزب حربه جنوبا، هذه التوجهات الاميركية لا تختلف مطلقا عن توجهات باقي الموفدين ورسائلهم عن نفاد صبر اسرائيل من عمليات الحزب في الجنوب، ويوجهون النصائح بضرورة وقف الحرب والا ستقدم اسرائيل على توسعة دائرة عملياتها العسكرية، وحسب التسريبات، ان مسؤولا بريطانيا زار بيروت منذ ايام والتقى مرجعية عسكرية ووضعها في اجواء التحضيرات لشن عملية عسكرية اسرائيلية على لبنان دون ذكر التفاصيل، وقد نقلت المرجعية العسكرية ما تبلغته الى الرئيس بري، كما تلقى قيادي حزبي تحذيرا من مسؤول عربي عن توجه اسرائيلي لاجتياح كبير يطال لبنان وسوريا وتغيير موازين القوى، ونقل القيادي الحزبي ما سمعه الى مرجعية العسكرية، بالاضافة الى الكثير من الرسائل التي لم تخرج عن معادلة « العصا والجزرة « واخرها، نشر قوات المانية في الجنوب تحت الفصل السابع، وكان المانيا لا يكفيها الحرب الروسية على اوكرانيا، وتبين حسب المتابعين لهذه التطورات، ان رسائل الموفدين تنطلق من اعتبارات تراعي المصالح الاسرائيلية اولا «والاسف والحزن» على نزوح اكثر من ١٠٠ الف يهودي من المستوطنات المقابلة للحدود اللبنانية، الذين يرفضون العودة اذا لم يوقف الحزب حربه، علما ان الموفدين لم يتطرقوا الى مسالة وقف اطلاق النار في غزة كمدخل اساسي لوقف الحرب في جنوب لبنان، وجزموا بانه في حال اوقف الحزب عملياته في الجنوب، عندها بامكان دولهم الضغط على اسرائيل للتخفيف من عملياتها في غزة وارتكاب «نصف ابادة ونصف مجازر، وقتل ٥٠ فلسطينيا في اليوم بدلا من ١٠٠ فلسطيني».

 

وسمع المسؤولون اللبنانيون من الزوار الاجانب، ان إسرائيل متمسكة باهدافها حتى القضاء على حركة حماس وضرب الحزب وتحرير الاسرى بالقوة من دون مفاوضات وتدمير قطاع غزة وقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين لكي يكونوا عبرة لمن يجرؤ على التحرك ضد سياسة اسرائيل في المستقبل، وقد استفاد نتنياهو من المواقف الضعيفة لمعظم الدول العربية والإسلامية والغياب الكامل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما دعا الموفدون الى اخذ كلام بعض الوزراء الاسرائيليين على محمل الجد، الذين يطالبون بعودة الاستيطان الى غزة وابعاد سكانه الى خارج القطاع بعد الموافقات الكندية والاسترالية على استقبال قسم كبير من ابناء غزة، كما قامت الحكومتان الاميركية والاسرائيلية باتصالات مع دول افريقية كرواندا والكونغو الديموقراطية لاستقبال واستضافة اعداد كبيرة من اهالي غزة.

 

وتؤكد مصادر سياسية عليمة في بيروت، ان الحرب على غزة تقودها واشنطن مباشرة، والكلام عن تباينات اميركية اسرائيلية لايمت الى الواقع مطلقا، وها هو وزير الخارجية بلينكن يبدأ جولة في المنطقة بعدما وجه رسائل نارية باغتيال رضي الموسوي وصالح العاروري وابو تقوى وتدمير ثلاثة زوارق يمنية في البحر الأحمر وتفجير مرقد الشهيد قاسم سليماني في

 

كرمان في ايران وكانه يطلب من شعوب المنطقة، اما الاستجابة للإملاءات الاميركية او تلقي مثل هذه الضربات، كما سجل مع زيارة بلينكن عودة النشاط العسكري لتنظيم داعش في وسط العراق وبادية الشام وتنفيذ عمليات ارهابية ضد قوى المقاومة والجيش السوري.

 

وحسب المصادر السياسية، فان الخلاف الاميركي الاسرائيلي ينحصر في كيفية ادارة المعركة في المرحلة الثالثة، فواشنطن مع تخفيف عمليات القصف وتجنب المزيد من الغرق في رمال غزة والاستعاضة عنها بعمليات خاصة مركزة واغتيالات واستهداف مواقع معينة، ويبدو ان وجهة النظر الاميركية تقدمت لجهة استهداف قيادات محور المقاومة وبدات باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، وقد نجحت عملية الاغتيال بفضل اختراق سيبراني استخباري للمكتب الذي تعرض للقصف واختراق المجتمعين ايضا، والاغلب ان القيادة الاسرائيلية حددت موقع الاجتماع، ووجهت الصواريخ نحوه، ولهذا اصابت الصواريخ النقطة المحددة لمكان الاجتماع بدقة، علما ان التحقيقات مستمرة لكشف كل التفاصيل.

رد الحزب

 

وحسب المصادر السياسية، فان القرار الاميركي باستمرار الحرب لا تراجع عنه، وتم اعطاء فرصة جديدة لاسرائيل بغطاء عربي واوروبي للقضاء على حماس حتى اواخر شباط بالتزامن مع تنفيذ اغتيالات والقيام بعمليات خاصة وضرب مواقع مهمة، وهذا ما يجعل المواجهة طويلة ومفتوحة على كل الاحتمالات، ومحور المقاومة استعد لكل السيناريوات، وحدد الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير اسس المواجهة، وعدم السكوت على اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، وان «الرد آت لا محالة»، وبعد يومين نفذ الحزب ردا اوليا بقصف قاعدة ميرون في جبل الجرمق وهي مركز اساسي في شمال فلسطين يتالف من اجهزة رصد وإنذار ومراقبة وتحكم للحركة الجوية، وهي تشرف على عمليات المسيرات والطائرات التي تطلق صواريخ على اهداف في لبنان ومن بينها الصواريخ التي استهدفت الشيخ العاروري، كما ان الحزب جاهز لقصف اي قاعدة اسرائيلية تشكل تهديدا على لبنان وشاركت في العمليات العسكرية ضده وحدد بنك اهدافه.

 

والسؤال، هل تتدحرج الأمور الى مواجهة لبنانية اسرائيلية شاملة؟ فالامر ليس مستبعدا، وانطلاقا من كلام سماحة السيد نصر الله وقراره بان المقاومة ماضية في الرد مهما كان حجمه وعمقه، ويعود للعدو الاسرائيلي امر الرضوخ للرد او توسيع دائرة الحرب، ولهذا تبقى المنطقة في مشهد حرب حقيقية تتدرج وتتوسع وتتناغم قوى المقاومة في عملياتها ضد العدو الاسرائيلي وفق ما يتطلبه منها مسرح العمليات الخاص لكل منها.

الملفات الداخلية الى ما بعد غزة

 

وفي ظل هذه الاجواء، الاوضاع في لبنان ستبقى على توقيت غزة والجنوب، والملفات مؤجلة، ونتائج الحرب في غزة والجنوب ستقرر مصير الحلول ومساراتها في المنطقة، وما بعد غزة ليس كما قبلها، والادارة الاميركية لا تملك تصورا شاملا للحل او المبادرات الجاهزة، والتوجه الاميركي قائم على حل الدولتين واجراء انتخابات عامة في الضقة والقطاع ووضع القدس الشرقية تحت اشراف دولي، وهي مبادئ عامة تحتاج لحكومة اسرائيلية جديدة وقيادات فلسطينية « تكنوقراط « كسلام فياض، واشراك قيادات حماس المتواجدة في قطر بالحل وابعاد وتصفية القيادات العسكرية التي بدات مع العاروري والتركيز حاليا على محمد الضيف اولا ويحي السنوار ثانيا ومروان عيسى وابو عبيدة وغيرهم، وقد اجرت مكاتب الدراسات الاميركية استطلاعات تبين لها، انه في حال اجراء انتخابات في الضفة والقطاع، فان حماس تجتاح الشارع الفلسطيني وتتقدم على الجميع باشواط حتى على حركة فتح، وفي المعلومات الاميركية، ان الجناح العسكري لفتح في الضفة الغربية اعلن الولاء لحركة حماس وقياداتها التي طلبت منهم التريث والبقاء ضمن الاطار التنظيمي لفتح مع تصعيد العمليات وبالتالي لايمكن ابعاد حماس عن اية حلول للمنطقة مهما كان شكلها حسب ما ينقل المسؤولون الاميركيون، وبالتالي فان المنطقة ما بعد غزة تسير نحو فوضى وتوترات لاعوام حتى نضوج التسوية الكبرى في المنطقة.

 

وفي المعلومات ايضا، ان مكتب الدراسات الاستراتيجي الاميركي لاحظ ارتفاع نسبة المؤيدين للحزب وحماس في لبنان والعالم العربي، في حين اشارت قيادات لبنانية، ان منظر تشييع الشهيد العاروري في الطريق الجديدة أعاد الى الاذهان منظر السبعينات ورفع الإعلام الفلسطينية والهتافات لفلسطين واطلاق النار امتدادا الى صيدا وطرابلس والبقاع وكفرشوبا ومنطقة العرقوب في جنوب لبنان وعودة «حماس لاند».

الاوضاع الداخلية والرئاسة

 

في ظل الاجواء الدولية والاقليمية المتوترة، الرئاسة في الثلاجة، وكل الكلام «خارج الصحن» وللاستهلاك المحلي وليس له اي صدى داخلي او خارجي، والموفدون لم يتطرقوا إلى الملف الرئاسي في زياراتهم الأخيرة حسب المطلعين على أجوائها، اما المبادرات الاخيرة التي حملت كلاما مختلفا فجاءت متاخرة جدا.

 

اما بالنسبة للتعينات العسكرية، ما زالت « مكربجة» جدا، رغم اللقاءات الاجتماعية بمناسبة وفاة والدة قائد الجيش، وبعيدا عن ملف رئيس الاركان وحسم اسم العميد حسان عودة، واسم المساعد الاول لمدير المخابرات العميد رياض علام الشيعي في منصب المديرية العامة للادارة، فان الخلافات تدور حول الاسم الارثوذكسي الذي سيحل في منصب المفتشية العامة، ويطرح وزير الدفاع اسم العميد منصور نبهان بينما يتمسك قائد الجيش بالعميد فادي مخول.

 

وفي المعلومات، ان الملف لن يطرح في جلسة مجلس الوزراء غدا رغم موافقة المردة والثنائي الشيعي على التعيين، لكن الرئيس ميقاتي ميال الى تاجيل الملف في ظل الرفض القاطع لطرحه الاكتفاء بتعيين رئيس للاركان فقط دون ملء الشواغر في المجلس العسكري انطلاقا من معادلة، ان اجراء التعينات في الجيش يستلزم اجراء التعينات في مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، كما ان ميقاتي غير مستعجل على تعيين رئيس للاركان بعد التمديد لقائد الجيش، وهذا ما اثار انزعاج جنبلاط الذي رمى بكل اوراقه لانجاز تعيين رئيس للاركان.

 

وفي الملف المعيشي، فان رواتب الموظفين تنتظر دراسات الحكومة وتوحيد الارقام، واجتماع اليوم بين حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري والاتحاد العمالي العام وروابط الموظفين سيحسم الكثير من الغموض المحيط في هذا الملف.

 

وفي موضوع النفايات، فقد ادى تدخل الرئيس بري وتجاوب الحزب «كرمى لعيون جنبلاط» بتاجيل قرار بلديات الضاحية الجنوبية عدم استقبال نفايات عاليه والشوف والاقليم وبعبدا في مطمرالكوستابرافا إلى تجنب حصول ازمة نفايات في تلك المناطق، بعد ان بات متعذرا استيعاب كميات اضافية من النفايات في الكوستابرافا، وادت الخلافات حول هذا الملف الى استقالة رئيس بلدية الشويفات زياد حيدر، وقد عقد اجتماع لنواب عالية والشوف وبعبدا شارك فيه الجميع دون غياب اي مكون سياسي لدراسة الحلول السريعة من دون أن تتوصل النقاشات الى حل نهائي بانتظار اجتماعات اخرى.

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

النصائح التحذيرية تتوالى… ألمانيا: طبّقوا الـ 1701‏  

 

لبنان على موعد مع عاصفتين. الاولى مناخية بدأت امس، وعلى ذمة المسؤولين، اتخذت وزارة الاشغال الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار مشهد الطوفانات في ظل توقعات بأن تحمل امطارا غزيرة جدا وثلوجاً وتمتد حتى مطلع الاسبوع المقبل. اما العاصفة الثانية المأمول ان تنجح الجهود الديبلوماسية في تجنيب لبنان تداعياتها، فأمنية – عسكرية ستضرب لبنان بقوة اذا لم تنجح الوساطات الدولية في تفادي انتقال الحرب من غزة الى بيروت، والتحذيرات الاسرائيلية للحزب بالغة الجدية على ما يؤكد الموفدون الدوليون الذين يصلون لبنان تباعا محذرين من نيات اسرائيل وناصحين بعدم منحها الفرصة والذريعة وتطبيق القرار 1701.

 

لتطبيق الـ1701

 

امس، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، قبل الظهر في السراي، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في غزة وجنوب لبنان. شارك في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، سفير المانيا في لبنان كورت جورج سيلفريد والوفد الالماني المرافق، ومستشارا رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. في خلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة الحرص على افضل العلاقات مع المانيا، شاكرا دعمها لبنان على المستويات كافة. وشدد على “ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءا باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان”. وطالب بدعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه”. وقال ميقاتي “حان الوقت لايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف اطلاق النار واطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين”. أما الوزيرة الالمانية، فشددت على اهمية “تطبيق القرار الدولي الرقم 1701”.

 

كما زارت الوزيرة الالمانية قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه، في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية

 

فرونتسكا

 

ديبلوماسيا ايضا، استقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي وضعته في أجواء الاجتماع الذي سيعقد الأسبوع المقبل بين الامين العام للامم المتحدة وجميع مدراء ومسؤولي البرامج السياسية للأمم المتحدة في العالم. كما اطلعت فرونتسكا من الرئيس ميقاتي على مضمون رسالته الموجهة الى الامين العام والأمم المتحدة في ما خص القرار 1701 والأوضاع في الجنوب.

 

هوكشتاين

 

الى ذلك، وعشية وصول المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة، أشار نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، في تصريح من عين التينة، إلى أنّ “الحرب لن تعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، بل تبعدهم أكثر وتجعل الأمر يمتد إلى عام”، موضحًا أنّ “الحل ليس بالحرب بل بالجهد الديبلوماسي”. ولفت إلى أنّ “اللقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان لوضعه في أجواء اللقاء الذي حصل مع المبعوث هوكشتاين في روما”، معتبرًا أنه “في النهاية هناك حلول في الحروب، وبرّي كانت له دائماً طروحات لإبعاد شبح الحرب ونأمل أن تساهم الزيارة غداً بخطوة لتحقيق الإستقرار”.

 

شكوى للامم

 

في الغضون، أوعز الوزير بو حبيب، بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة هادي هاشم بتقديم شكوى بتاريخ 9 كانون الثاني 2024 امام مجلس الامن الدولي ردا “على الشكوى الاسرائيلية الأخيرة حول عدم التزام لبنان بقرار مجلس الامن 1701”.

 

مجلس وزراء

 

سياسيا، يعقد مجلس الوزراء جلسة في التاسعة صباح يوم غد الجمعة الواقع فيه 12/1/2024 في السراي الكبير، لبحث المواضيع المبينة في الجدول الموزع. وأشارت معلومات صحافية الى أن “لا تعيينات للمجلس العسكري في جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة”.

 

غارات واغتيالات

 

في الميدان، العمليات العسكرية الإسرائيلية في قرى وبلدات جنوب لبنان لا تتوقف، إذ استهدف قصف الجيش الإسرائيلي فجر أمس منزلاً في كفرشوبا- حاصبيا. وفي وقت لاحق، أعلن الحزب، استشهاد المقاوم نابغ أحمد القادري “أبو علي”، من بلدة كفرشوبا. ايضا، تمكنت عناصر من الصليب الاحمر بمؤازرة من “اليونيفيل” والجيش من سحب جثة تعود الى المدعو ع.ب مواليد العام 2006 – صيدا، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى. وتم نقل الجثة الى مستشفى مرجعيون الحكومي.

**********************************

افتتاحية صحيفة البناء:

يديعوت: فشل حرب غزة وأيامها الـ 95 مخيم صيفي لما ينتظرنا في حرب لبنان
واشنطن تعترف بالمواجهة المعقدة في البحر الأحمر… والأنصار يهاجمون بقوة
هوكشتاين لـ«الحلحلة»… وباسيل: التهدئة ترتبط باللاجئين وما يحمله أمر صغير

 

 ثلاثة ملفات تتزاحم اليوم، أولها ما سوف يصدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي بصدد الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا وتتضمن اتهامات موثقة ضد كيان الاحتلال لقيامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تطلب بموجبها قراراً إجرائياً فورياً بوقف العمليات الحربية لجيش الاحتلال في غزة وسحب قواته من النقاط التي توغل فيها بعد أحداث 7 تشرين الأول الماضي، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بسلاسة الى المدنيين المهددين بالموت جوعاً ومرضاً بسبب حرمانهم من الغذاء والدواء.

الملف الثاني هو التصعيد في البحر الأحمر تحت ضغط السعي الأميركي لتعطيل قرار أنصار الله بمنع السفن الإسرائيلية والمتوجّهة الى موانئ كيان الاحتلال، وحالة الإنكار التي يعيشها الأميركي تجاه الفشل في فرض بلطجته العسكرية كشرطي غير مكلف بمهام الأمن في البحار. وقد وجد هذا الفشل صداه في امتناع دول المنطقة عن الانضمام إلى الحلف البحري الذي قادته واشنطن لمواجهة أنصار الله بما فيها الحليفان السعودي والمصري لواشنطن، ورفضت دول صغيرة مثل الصومال وجيبوتي المشاركة بتقديم التسهيلات للأساطيل الأميركية. ويوم أمس، رد أنصار الله على قيام البوارج الأميركية بتسيير دوريات في مياه البحر الأحمر لتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية، ورداً على استشهاد عشرة جنود بإطلاق نار أميركي على زورقهم خلال قيامهم بمهام منع السفن الإسرائيلية من العبور، فاستهدفت البحرية اليمنية بعشرات الصواريخ والطائرات المسيَّرة البوارج الأميركيّة. وقد اعترف الأميركيون بالعملية التي وصفوها بالخطيرة والمعقدة، وتحدّثوا عن خمس سفن أميركية وبريطانية كانت في مسرح الأحداث وتعرّضت للنيران، وينتقل الملف الى مجلس الأمن الدولي لمناقشته بصورة منفصلة عن وقف العدوان على غزة وفق الطلب الأميركي، بانتظار معرفة كيف سوف تتصرّف روسيا والصين، بعدما كان المندوب الروسي قد قال قبل أسبوع «إن أصل القضية هو أنها امتداد للصراع بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وانتقد واشنطن لعرقلتها قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار.

الملف الثالث هو التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، حيث شكلت الأيام التي أعقبت اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد الشيخ صالح العاروري، واغتيال القيادي في حزب الله الشهيد وسام الطويل، تطوّرات وضعت الحدود على شفا حالة حرب وسط تهديدات إسرائيلية من مختلف مستويات القرار السياسي والعسكري في كيان الاحتلال بتكرار مشهد غزة في بيروت، وردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالقول إن المقاومة سوف تفعل الشيء نفسه في الكيان إن وقعت الحرب، وفيما يتحدّث السيد نصرالله الأحد المقبل في ذكرى استشهاد الطويل، وصل إلى بيروت المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين حاملاً مشروعاً للوساطة بهدف حلحلة القضايا العالقة في النقاط الحدودية، وقد سحب من بينها قضية مزارع شبعا من التداول، بطلب إسرائيلي، فيما قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني، «لا ننسى سقوط 150 شهيداً من حزب الله وهؤلاء ماتوا دفاعاً عن لبنان وبات يمكننا تحصيل حقوق لبنان، ونحن قدّمنا في ورقتنا خلال الجولة التشاورية نقاطاً ثوابت من بينها تنفيذ القرارات الدولية والـ 1701 واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وأولها مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقنا في موارد الغاز وعودة النازحين السوريين، ولا يقولنّ أحد أن النقطة الأخيرة ليست لها علاقة بالصراع مع «إسرائيل»». واستطرد بأن «رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يريد استمرار الحرب ليبقى في السلطة، والحرب على هذه الحال لا يمكن أن تستمرّ ونتنياهو فشل في القضاء على حماس والإصابة التي تعرّض لها الكيان الإسرائيلي ليست بسيطة، وما يطرحه المبعوث الأميركي الى لبنان أموس هوكشتاين يقتصر على أمر صغير وهو يتطلّب وجود رئيس للجمهورية فمن يفاوض؟ وأنا أحذر من أن السقف قليل نسبة لما نريده وحل النقاط المتنازع عليها غير كافٍ وأي شيء يستدعي اتفاقاً يتطلب رئيساً للجمهورية ورئاسة الجمهورية ليست في سوق مقايضة».

في المشهد الحدودي وقراءته إسرائيلياً تبدلت التعليقات على فرضية الحرب عبر الحدود مع لبنان، حيث كتبت يديعوت أحرونوت، أن «الخط الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي بدعم من المستوى السياسي لإبعاد قوات الرضوان عن الخط الحدودي، دون تجاوز حدود المعارك إلى حرب واسعة، وبما يتيح للجيش الحفاظ على غزة كجبهة رئيسية للحرب، يشكّل تحدياً تبدو كلمة معقد صغيرة لوصفه، لعدة أسباب، من بينها أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد أن ما يحدث في الشمال لن ينتهي دون انتهاء الحرب في غزة»، مشيرة إلى أنه «عملياً هذا الوضع لا تحتمله «إسرائيل»، وتسبب بإقامة منطقة أمنية عازلة داخل أراضيها، ودفع أكثر من 100 ألف من سكان المناطق القريبة من الحدود إلى ترك بيوتهم». وأشارت الصحيفة إلى أن رد «حزب الله أمر يجب عدم الاستهانة به»، موضحة أن «الطائرة المسيّرة التي تمكنت من التسلل إلى «إسرائيل» وهاجمت مقر القيادة الشمالية، الثلاثاء، كان يمكن أن تؤدي أيضاً إلى استهداف قائد المنطقة الجنرال أوري جوردين، وعليه من الصعب توقع ما قد يقود إليه استهداف ضابط كبير». وحذرت من أنّ «مثل هذه المهمّة سيكون لها ثمن وسوف تتطلب وقتاً يجعل من الـ 95 يوماً من القتال في غزة أشبه بمخيم صيفي، ومن المناسب أن يوضح ذلك من يقترح باستخفاف، إدخال عدة فرق إلى الحرب وإدخال مئات الآلاف إلى الملاجئ».

وبعد أيام ساخنة على الجبهة الجنوبية لا سيما في خربة سلم والغندورية كادت تودي الى حرب واسعة النطاق بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، تراجعت حدة المواجهات أمس، وتقدّمت المساعي الدبلوماسية عشية زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت، مع تسجيل تخفيف نبرة التهديدات الأميركية والأوروبية خلال الساعات الماضية ما يؤشر الى أن هوكشتاين يحمل طروحات جدّية للوضع على الحدود الجنوبية قابلة للنقاش ولو أنها غير قابلة للتنفيذ بسبب استمرار الحرب في غزة ورفض حزب الله البحث بأي ترتيبات أو مقترحات للملف الحدودي قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وتشير أوساط سياسية لـ«البناء» أن الموفد الأميركي يحمل مقترحات تفصيلية لحل النزاع على الحدود بين لبنان و»إسرائيل» وناقشها مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب خلال لقائهما في روما منذ أيام، بهدف نزع فتيل التوتر وضبط الحدود ومنع امتداد العمليات العسكرية الى حرب واسعة قد تكون مدمرة. ولفتت الأوساط الى أن الأميركيين يسعون بشكل جدّي الى لجم حكومة الحرب في «إسرائيل» ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل خاص، ويضغطون أيضاً على الحكومة اللبنانية للطلب من حزب الله وقف العمليات الهجومية ضد «إسرائيل» والابتعاد عن الحدود بضعة كيلومترات لنزع الذريعة من نتنياهو بشن عدوان كبير على الجنوب. مع الإشارة الى أن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «خطر شن «إسرائيل» هجوماً على حزب الله لم يختفِ أبداً».

لكن مصادر في فريق المقاومة لفتت لـ«البناء» الى أن «الوضع في الجنوب بلغ مرحلة الخطر والأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات وقيادة المقاومة تأخذ في الحسبان أسوأ الخيارات والمقاومة في كافة تشكيلاتها ومستوياتها على أهبة الاستعداد على امتداد الجبهة لصد أي عدوان اسرائيليّ واسع على لبنان ولو أنها تستبعد قيام العدو بهذه الحماقة لأسباب عدة تتعلق بتشظي جبهته السياسية والمجتمعية والاقتصادية وتمزق جيشه في ميدان غزة واستنزاف قواه بفعل تعدّد جبهات المقاومة المنخرطة في الحرب، وأسباب أخرى تتعلّق بالحسابات الأميركية الانتخابية والمصالح في المنطقة وضغط الرأي العام الأميركي والغربي على حكوماته»، ولذلك تضع المصادر «رسائل التهديد الأميركية الأوروبية اليومية في إطار الحرب النفسية لتحصيل مكاسب عسكرية وأمنية وسياسية لـ«إسرائيل» بالطرق الدبلوماسية لم تستطع تحقيقها في الحرب العسكرية، وهذا ينطبق على زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة للضغط على دولها وحركات المقاومة فيها لانتزاع مكاسب لـ«إسرائيل» تكون مخرجاً لانتهاء الحرب بما يحفظ هيبة الكيان وقوة ردعه وضمانات لأمنه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني».

لكن المصادر لا تلغي احتمال انزلاق الوضع الى حرب كبيرة بحال أخطأت «إسرائيل» بالحسابات وأقدمت على المزيد من الاغتيالات لقيادات في المقاومة ما يدفع المقاومة للردّ بضرب أهداف أمنية واستراتيجية حساسة في قلب «تل أبيب» لا تستطيع تحملها فتبادر باستهداف المدنيين في لبنان ونذهب الى مستويات أعلى من الحرب.

ولفتت جهات مطلعة على الوضع الميداني لـ«البناء» إلى أن الحساب المفتوح مع الكيان الإسرائيلي لم يقفل وهناك دفعات جديدة من الردّ على اغتيال الشيخ صالح العاروري وضرب الضاحية الجنوبية واغتيال القائد في المقاومة وسام الطويل. مشدّدة على أن الاحتلال يعيش أسوأ أيامه في شمال فلسطين المحتلة حيث تسود حالة من الرعب والإرباك والاستنفار في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين الذين لا يزالون في بعض المستعمرات بانتظار رد المقاومة».

وفي حادثة تعكس حجم الإرباك والقلق، تحدث إعلام الاحتلال مساء أمس، عن محاولة تسلل عند الحدود الجنوبية للبنان مقابل مستوطنة دوفيف بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في خراج رميش ويارون المقابلة.

وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن حادثة دوفيف، بأنه «بعد التحقيق، تبيّن أن هناك خطأ في التعرف على قواتنا. يبدو أنه تمّ إطلاق النار على حيوانات اقتربت من السياج الحدودي».

في غضون ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى أسبوع القيادي الجهادي الشهيد وسام حسن طويل «الحاج جواد» بعد ظهر الأحد المُقبل في خربة سلم.

في المقابل يواصل قادة الكيان توجيه رسائل التهديد الى لبنان مع تراجع في حدتها بعد لقائهم بوزير الخارجية الأميركي حيث أفيد عن نقاشات حادة بينهم، إذ ادعى الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس «أننا نعمل في الجبهة الشمالية على تغيير الواقع، وعلى حكومة لبنان أن تحدّد هل تستطيع حماية مواطنيها أم لا»، زاعماً «أننا سنتحرك في جنوب لبنان كما نتحرّك في شمال غزة إذا استمرت هجمات حزب الله». وزعم رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، أنّه «بعد أن حاربنا في غزة سنعرف كيفيّة المحاربة في لبنان، إذا كنّا بحاجة لذلك».

إلا أن الصحافة الإسرائيلية كشفت ادعاءات قادة الكيان الكاذبة والتي تهدف الى رفع معنويات الجيش وتضليل المستوطنين، إذ لفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «الخط الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي بدعم من المستوى السياسي لإبعاد قوات الرضوان عن الخط الحدوديّ، دون تجاوز حدود المعارك إلى حرب واسعة، وبما يتيح للجيش الحفاظ على غزة كجبهة رئيسيّة للحرب، يشكّل تحدياً تبدو كلمة معقد صغيرة لوصفه، لعدة أسباب، من بينها أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد أن ما يحدث في الشمال لن ينتهي دون انتهاء الحرب في غزة»، مشيرة إلى أنه «عملياً هذا الوضع لا تحتمله «إسرائيل»، وتسبب بإقامة منطقة أمنية عازلة داخل أراضيها، ودفع أكثر من 100 ألف من سكان المناطق القريبة من الحدود إلى ترك بيوتهم».

وأشارت الصحيفة إلى أن ردّ «حزب الله أمر يجب عدم الاستهانة به»، موضحة أن «الطائرة المسيّرة التي تمكنت من التسلل إلى «إسرائيل» وهاجمت مقر القيادة الشمالية، الثلاثاء، كان يمكن أن تؤدي أيضاً إلى استهداف قائد المنطقة الجنرال أوري جوردين، وعليه من الصعب توقع ما قد يقود إليه استهداف ضابط كبير». وحذرت من أنّ «مثل هذه المهمّة سيكون لها ثمن وستتطلب وقتاً يجعل من الـ 95 يوماً من القتال في غزة أشبه بمخيم صيفيّ، ومن المناسب أن يوضح ذلك من يقترح باستخفاف، إدخال عدة فرق إلى الحرب وإدخال مئات الآلاف إلى الملاجئ».

وواصلت المقاومة عملياتها النوعية واستهدفت نقطة ‏»الجرداح‎ «‎بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، كما قصفت موقع «المرج» بالأسلحة المناسبة، ‏وأصابته إصابة مباشرة.

وأعلن حزب الله، استشهاد المقاوم نابغ أحمد القادري «أبو علي»، من بلدة كفرشوبا. وتمكنت عناصر من الصليب الأحمر بمؤازرة من «اليونيفيل» والجيش من سحب جثة تعود الى المدعو ع. ب. مواليد العام 2006 – صيدا ، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى. وتمّ نقل الجثة الى مستشفى مرجعيون الحكومي.

في المقابل استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي الأطراف الشرقية لبلدة ام التوت في القطاع الغربي، وأطراف مدينة الخيام، وتلة حمامص في سردا وباب ثنية قرب منطقة الشاليهات في الخيام ومحيط جل العلام، ومنطقة اللبونة. وأغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة واستهدف قصف مدفعي بلدات عيتا الشعب ورميش ويارون. وأغار الطيران المسيّر الإسرائيلي على أطراف بلدة الناقورة.

وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان أن «العدو الإسرائيلي يلجأ إلى الاتصال ببعض أهالينا الكرام من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخليوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل، وينتحل العدو في هذه الاتصالات صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي في مناطق الجنوب، وأخرى صفة مراكز للأمن العام اللبناني، وتارة ثالثة ينتحل صفة هيئات إغاثية تقدم المساعدات وغير ذلك». ودعا البيان «أبناء القرى الأمامية عدم التجاوب مع المتصل في أيّة عملية استعلام تتعلق بالمحيط وحركة الأفراد فيه والمبادرة إلى قطع الاتصال فورًا، ثم المسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية دون تلكؤ».

بدورها، أشارت قيادة الجيش إلى أنّ «العدو الإسرائيلي يعمد إلى إطلاق بالونات حرارية فوق القرى والبلدات اللبنانية، ويَسقط البعض منها قرب المناطق السكنية وبين المنازل دون أن ينفجر، ما يمثّل خطرًا على المواطنين بسبب احتوائها على مواد متفجرة وحارقة»، وحذّرت، في بيان، المواطنين من «خطورة الاقتراب من هذه البالونات أو لمسها لكونها معرّضة للانفجار، كما تؤكد ضرورة إبلاغ أقرب مركز عسكري عن مكان وجودها».

على الصعيد الرسميّ، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، قبل الظهر في السراي الحكومي، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في غزة وجنوب لبنان، بحضور زير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب.

وخلال الاجتماع شدّد رئيس الحكومة على «ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان». وطالب بـ «دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه». وقال ميقاتي «حان الوقت لايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف اطلاق النار واطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين». أما الوزيرة الألمانية، فشددت على اهمية «تطبيق القرار الدولي الرقم 1701».

وأوعز الوزير بو حبيب، بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة هادي هاشم بتقديم شكوى بتاريخ 9 كانون الثاني 2024 امام مجلس الامن الدولي رداً على الشكوى الإسرائيلية الأخيرة حول عدم التزام لبنان بقرار مجلس الامن 1701».

وعشية وصول المبعوث الرئاسي الاميركي أموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة، أشار نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، في تصريح من عين التينة، إلى أنّ «الحرب لن تعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، بل تبعدهم أكثر وتجعل الأمر يمتد إلى عام»، موضحًا أنّ «الحل ليس بالحرب بل بالجهد الدبلوماسي». ولفت إلى أنّ «اللقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان لوضعه في أجواء اللقاء الذي حصل مع المبعوث هوكشتاين في روما»، معتبرًا أنّ «في النهاية هناك حلولاً في الحروب، وبرّي كان له دائماً طروحات لإبعاد شبح الحرب ونأمل أن تساهم الزيارة بخطوة لتحقيق الاستقرار».

وعلمت «البناء» من مصادر رسمية أن الموقف اللبناني سيكون موحّداً أكان من رئيسي المجلس النيابي والحكومة ووزير الخارجية والنائب بوصعب، لجهة الطلب من هوكشتاين الضغط على «إسرائيل» لتطبيق كل القرارات الدولية وليس فقط القرار 1701، وأن المعبر الوحيد لتهدئة الجبهة الجنوبية والبحث في تسوية النزاع الحدودي للتوصل الى حل يمكن في وقف الحرب على غزة، لأن لا يمكن تطبيق أي حلول على أرض الواقع في ظل حالة الحرب القائمة على طول الحدود. كما سيؤكد المسؤولون للموفد الأميركي أن الحرب التي يهدد بها المسؤولون في حكومة الحرب ليست الحل للأزمة التي تواجه «إسرائيل» في الشمال، بل ستزيد الوضع سوءاً وقد تمتد الحرب لأشهر إضافية.

وأكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أننا «متفقون مع حزب الله على حماية لبنان ومواجهة إسرائيل التي تعتدي دائماً علينا لكن ليس أكثر من ذلك، ووثيقة التفاهم لم تتحدّث عن تحرير فلسطين لأن ذلك مهمة الفلسطينيين على أرضهم وهم من يقرّرون كيف يواجهون على أرضهم، ونحن لسنا مع منطق وحدة الجبهات لكن أفهم من يستعملونه للحصول على مكاسب وفي النهاية نحن مع منطق السلام وفلسطين هي التعبير عن التعايش السلمي بين الأديان السماوية، والإسرائيليون يستعملون التوراة في أفظع تعابير الحقد على الآخر لتبرير ما يقومون به».

ولفت باسيل في تصريح تلفزيوني، الى أننا «لا ننسى سقوط 150 شهيداً من حزب الله وهؤلاء ماتوا دفاعاً عن لبنان وبات يمكننا تحصيل حقوق لبنان، ونحن قدمنا في ورقتنا خلال الجولة التشاورية نقاط ثوابت من بينها تنفيذ القرارات الدولية والـ 1701 واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وأولها مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقنا في موارد الغاز وعودة النازحين السوريين، ولا يقولنّ أحد أن النقطة الأخيرة ليس لها علاقة بالصراع مع «إسرائيل»».

ويعقد مجلس الوزراء جلسة في التاسعة صباح يوم غد الجمعة الواقع فيه 12/1/2024 في السراي الكبير، لبحث المواضيع المبينة في الجدول الموزع. وأشارت معلومات صحافية الى أن «لا تعيينات للمجلس العسكري في جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram