افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 18 كانون الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 18 كانون الثاني 2021

Whats up

Telegram

 البناء :

 

حزب الله و"القومي" يندّدان بالعقوبات ‏على المقداد: علامة على التورّط الأوروبي ‏مع الإرهاب بكركي لوضع الملف الحكوميّ في العناية الفائقة: السرير عونيّ والأوكسجين ‏حريريّ / خبراء كورونا: تمديد الإقفال إلى 15 شباط و5000 سرير من ‏المستشفيات الخاصة

 

 

 تتحوّل‎ ‎واشنطن‎ ‎إلى‎ ‎وجهة‎ ‎اهتمام‎ ‎دوليّة‎ ‎أولى‎ ‎للساعات‎ ‎التي‎ ‎ستشهد‎ ‎تنصيب‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎الجديد‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎وسط‎ ‎آمال‎ ‎معلقة‎ ‎على‎ ‎وضع‎ ‎وعوده‎ ‎بالعودة‎ ‎للتفاهمات‎ ‎التي‎ ‎أخرج‎ ‎سلفه‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎ ‎بلاده‎ ‎منها،‎ ‎وفي‎ ‎مقدّمتها‎ ‎التفاهم‎ ‎النووي‎ ‎مع‎ ‎إيران‎ ‎من‎ ‎بوابة‎ ‎رفع‎ ‎العقوبات،‎ ‎والعودة‎ ‎لاتفاقية‎ ‎المناخ‎ ‎الخاصة‎ ‎بخفض‎ ‎نسبة‎ ‎التلوث‎ ‎البيئي‎ ‎الصناعي،‎ ‎وتجديد‎ ‎اتفاق‎ ‎الحدّ‎ ‎من‎ ‎الأسلحة‎ ‎الاستراتيجية‎ ‎مع‎ ‎روسيا،‎ ‎بالإضافة‎ ‎الى‎ ‎العودة‎ ‎للانضواء‎ ‎تحت‎ ‎راية‎ ‎المنظمات‎ ‎الدولية‎ ‎للصحة‎ ‎واليونيسكو‎ ‎واللاجئين‎ ‎التي‎ ‎أعلن‎ ‎ترامب‎ ‎وقف‎ ‎التعاون‎ ‎معها‎.‎
في‎ ‎أوروبا‎ ‎ارتباك‎ ‎بين‎ ‎الدعوات‎ ‎الموجهة‎ ‎لواشنطن‎ ‎لإحداث‎ ‎التغيير‎ ‎المنشود،‎ ‎وقلق‎ ‎من‎ ‎قيام‎ ‎إدارة‎ ‎بايدن‎ ‎بهذا‎ ‎التغيير‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎منح‎ ‎أوروبا‎ ‎جوائز‎ ‎ترضية‎ ‎فيه،‎ ‎ومظهر‎ ‎الارتباك‎ ‎واضح‎ ‎في‎ ‎مواقف‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الفرنسية‎ ‎جان‎ ‎إيف‎ ‎لودريان‎ ‎من‎ ‎التفاهم‎ ‎النووي‎ ‎مع‎ ‎إيران‎ ‎الذي‎ ‎بدا‎ ‎منتسباً‎ ‎للخطاب‎ ‎الترامبيّ،‎ ‎والعقوبات‎ ‎الأوروبية‎ ‎على‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎السورية‎ ‎فيصل‎ ‎المقداد،‎ ‎الذي‎ ‎وجده‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎والحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎تعبيراً‎ ‎عن‎ ‎التورط‎ ‎الأوروبي‎ ‎مع‎ ‎الإرهاب،‎ ‎بينما‎ ‎كان‎ ‎مستشار‎ ‎الأمن‎ ‎القومي‎ ‎الجديد‎ ‎الذي‎ ‎سماه‎ ‎بايدن،‎ ‎جايك‎ ‎سوليفان‎ ‎يرى‎ ‎في‎ ‎العقوبات‎ ‎التي‎ ‎فرضها‎ ‎ترامب‎ ‎على‎ ‎أنصار‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎اليمن‎ ‎تعقيداً‎ ‎للمساعي‎ ‎الدبلوماسية‎ ‎لحل‎ ‎الأزمة‎ ‎اليمنية‎.‎


لبنانياً،‎ ‎سيدخل‎ ‎لبنان‎ ‎عهد‎ ‎الرئيس‎ ‎بايدن‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎حكومة،‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎للانتخابات‎ ‎الرئاسية‎ ‎الأميركية‎ ‎سبب‎ ‎لتأخير‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة،‎ ‎والجديد‎ ‎الحكومي،‎ ‎تمثل‎ ‎بالكلام‎ ‎الذي‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎بشارة‎ ‎الراعي‎ ‎الذي‎ ‎دعا‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎إلى‎ ‎الاتصال‎ ‎بالرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ودعوته‎ ‎للقاء‎ ‎مصالحة،‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎استكشاف‎ ‎أسماء‎ ‎جديدة‎ ‎وخبيرة‎ ‎يتيح‎ ‎اختيارها‎ ‎تجاوز‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎توقفت‎ ‎أمامه‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للملف‎ ‎الحكومي‎ ‎لجهة‎ ‎ما‎ ‎تضمّنه‎ ‎كلام‎ ‎الراعي‎ ‎من‎ ‎إشارة‎ ‎الى‎ ‎فشل‎ ‎الأسماء‎ ‎التي‎ ‎تضمنتها‎ ‎التشكيلة‎ ‎التي‎ ‎قدّمها‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎توفير‎ ‎المطلوب‎ ‎من‎ ‎شروط‎ ‎نجاح‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎اعتبار‎ ‎الكلام‎ ‎الذي‎ ‎تضمنه‎ ‎الفيديو‎ ‎الرئاسي‎ ‎بحق‎ ‎الحريري‎ ‎سبباً‎ ‎للطلب‎ ‎الى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎للمبادرة‎ ‎للاتصال‎ ‎بالحريري‎ ‎ودعوته‎ ‎للقاء‎. ‎وقالت‎ ‎المصادر‎ ‎المواكبة‎ ‎إن‎ ‎كلام‎ ‎الراعي‎ ‎يعني‎ ‎عملياً‎ ‎بلغة‎ ‎زمن‎ ‎كورونا،‎ ‎دعوة‎ ‎لوضع‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎مجدداً‎ ‎في‎ ‎العناية‎ ‎الفائقة،‎ ‎مقترحاً‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎تأمين‎ ‎السرير‎ ‎وعلى‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎تأمين‎ ‎الأوكسجين‎.‎


في‎ ‎مواجهة‎ ‎تفشي‎ ‎وباء‎ ‎كورونا،‎ ‎ومع‎ ‎النجاح‎ ‎المحقق‎ ‎في‎ ‎الإقفال‎ ‎العام‎ ‎حذّر‎ ‎خبراء‎ ‎كورونا‎ ‎من‎ ‎العودة‎ ‎عن‎ ‎الإقفال‎ ‎قبل‎ 15 ‎شباط‎ ‎المقبل،‎ ‎سواء‎ ‎لكون‎ ‎مدة‎ ‎الإقفال‎ ‎الحالية‎ ‎غير‎ ‎كافية،‎ ‎قبل‎ ‎بلوغ‎ ‎رقم‎ ‎الـ‎ 2000 ‎إصابة‎ ‎يومياً‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎الـ‎ 6000‎،‎ ‎والأهم‎ ‎لخطورة‎ ‎العودة‎ ‎لفتح‎ ‎المطاعم‎ ‎والملاهي‎ ‎والأندية‎ ‎الليلية‎ ‎ليلة‎ 14 ‎شباط‎ ‎كما‎ ‎بدأت‎ ‎توحي‎ ‎استعدادات‎ ‎القطاعات‎ ‎الترفيهية‎ ‎لتنظيم‎ ‎حفلات‎ ‎ستجلب‎ ‎الكارثة‎ ‎التي‎ ‎بدأت‎ ‎مع‎ ‎حفلات‎ ‎عيدي‎ ‎الميلاد‎ ‎ورأس‎ ‎السنة،‎ ‎ويلفت‎ ‎الخبراء‎ ‎الى‎ ‎ضرورة‎ ‎رفع‎ ‎مشاركة‎ ‎القطاع‎ ‎الخاص‎ ‎الاستشفائي‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎الى‎ ‎المستوى‎ ‎الذي‎ ‎دعت‎ ‎إليه‎ ‎منظمة‎ ‎الصحة‎ ‎العالمية‎ ‎والذي‎ ‎يجب‎ ‎ان‎ ‎لا‎ ‎يقل‎ ‎عن‎ 55%‎،‎ ‎وقد‎ ‎سجل‎ ‎خبراء‎ ‎المنظمة‎ ‎العالمية‎ ‎استغرابهم‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎لدى‎ ‎لبنان‎ 18000 ‎سرير‎ ‎منها‎ ‎فقط‎ 5000 ‎مخصّص‎ ‎لكورونا‎ ‎أغلبها‎ ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎الحكوميّة،‎ ‎بينما‎ ‎مشاركة‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎بنسبة‎ 12% ‎أي‎ ‎بما‎ ‎بيعادل‎ 1000 ‎سرير‎ ‎فيما‎ ‎تتيح‎ ‎المعدلات‎ ‎العالمية‎ ‎بلوغ‎ ‎نسبة‎ ‎مشاركة‎ ‎بـ‎ 500‎‎0 ‎سرير‎ ‎إضافي،‎ ‎ويدعو‎ ‎الخبراء‎ ‎المسؤولين‎ ‎في‎ ‎الدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎لعقد‎ ‎تفاهم‎ ‎مع‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎على‎ ‎تسديد‎ ‎مستحقاتها‎ ‎السابقة‎ ‎ووضع‎ ‎آلية‎ ‎للتسيد‎ ‎اللاحق‎ ‎مقابل‎ ‎خطة‎ ‎وضع‎ ‎هذا‎ ‎العدد‎ ‎من‎ ‎الأسرة‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎كورونا‎.‎


تعود‎ ‎المساعي‎ ‎لتنشط‎ ‎من‎ ‎جديد‎ ‎مطلع‎ ‎هذا‎ ‎الأسبوع،‎ ‎مع‎ ‎عودة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎من‎ ‎الامارات‎ ‎العربية،‎ ‎ولعل‎ ‎ابرز‎ ‎الوسطاء‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎حل‎ ‎الأزمة‎ ‎العالقة‎ ‎بين‎ ‎الرئاسة‎ ‎الأولى‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎بشارة‎ ‎الراعي‎ ‎الذي‎ ‎وفق‎ ‎معلومات‎ ‎بكركي‎ ‎لـ‎"‎البناء‎"‎‎ ‎سيسعى‎ ‎مجدداً‎ ‎لعقد‎ ‎لقاء‎ ‎بين‎ ‎الرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎الأجواء‎ ‎تشير‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎يحظى‎ ‎بتأييد‎ ‎سياسي‎ ‎داخلي‎ ‎وشعبي‎ ‎وبالتالي‎ ‎لن‎ ‎يعتذر،‎ ‎والرئيس‎ ‎عون‎ ‎من‎ ‎جهته‎ ‎يدرك‎ ‎أن‎ ‎مطلب‎ ‎الثلث‎ ‎الضامن‎ ‎لن‎ ‎يلقى‎ ‎تأييد‎ ‎حتى‎ ‎حلفائه‎ ‎في‎ 8 ‎آذار،‎ ‎ومن‎ ‎هنا‎ ‎يجب‎ ‎الدفع‎ ‎نحو‎ ‎التفاهم‎ ‎وفق‎ ‎معايير‎ ‎موحّدة‎ ‎ترضي‎ ‎الجميع‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎تقاذف‎ ‎الاتهامات‎. ‎ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎جهود‎ ‎الراعي‎ ‎تحظى‎ ‎بدعم‎ ‎وتأييد‎ ‎من‎ ‎الفاتيكان‎ ‎بشكل‎ ‎خاص‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎ييأس‎ ‎بعد‎ ‎من‎ ‎حراكه‎ ‎تجاه‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎للسير‎ ‎بالمبادرة‎ ‎الفرنسية‎.‎


واعتبر‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎في‎ ‎عظة‎ ‎الأحد‎ ‎أن‎ ‎الباب‎ ‎المؤدّي‎ ‎الى‎ ‎طريق‎ ‎الحلّ‎ ‎هو‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذ‎ ‎مؤلفة‎ ‎من‎ ‎نخب‎ ‎لبنانيّة،‎ ‎وشخصيات‎ ‎نجحت‎ ‎وتفوقّت‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎والعالم،‎ ‎وتتوق‎ ‎إلى‎ ‎خدمة‎ ‎الوطن‎ ‎بكل‎ ‎تجرّد،‎ ‎وتحمل‎ ‎مسؤوليّة‎ ‎الإنقاذ‎ ‎وترشيد‎ ‎الحوكمة،‎ ‎مشدداً‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎المطلوب‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎أن‎ ‎يقدّما‎ ‎للشعب‎ ‎أفضل‎ ‎هذه‎ ‎الشخصيّات،‎ ‎لا‎ ‎مَن‎ ‎يتمتّع‎ ‎فقط‎ ‎بالولاء‎ ‎للحزب‎ ‎أو‎ ‎بالخضوع‎ ‎للزعيم‎.‎
وكشف‎ ‎البطريرك‎ ‎الراعي‎ ‎أنه‎ ‎سعى‎ ‎شخصيًا‎ ‎بحكم‎ ‎المسؤوليّة‎ ‎إلى‎ ‎تحريك‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎مصلحة‎ ‎لبنان‎ ‎وكل‎ ‎اللبنانيين‎ ‎ولقي‎ ‎كثيرون‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المساعي‎ ‎بارقة‎ ‎أمل،‎ ‎قائلاً‎: ‎‎"‎كون‎ ‎الدستور‎ ‎يحدّد‎ ‎بوضوح‎ ‎دور‎ ‎كلّ‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلّف،‎ ‎تمنّيت‎ ‎عليهما‎ ‎أن‎ ‎يعقدا‎ ‎لقاء‎ ‎مصالحة‎ ‎شخصية‎ ‎تعيد‎ ‎الثقة‎ ‎بينهما،‎ ‎فيُباشرا‎ ‎الى‎ ‎غربلة‎ ‎الأسماء‎ ‎المطروحة‎ ‎واستكشاف‎ ‎أسماء‎ ‎جديدة‎ ‎وجديرة،‎ ‎واضعين‎ ‎نصب‎ ‎أعينهما‎ ‎فقط‎ ‎المصلحة‎ ‎العامة‎ ‎وخلاص‎ ‎لبنان،‎ ‎ومتجاوزين‎ ‎المصالح‎ ‎الآنيّة‎ ‎والمستقبلية،‎ ‎الشخصية‎ ‎والفئوية‎".‎
كما‎ ‎تمنى‎ ‎خلال‎ ‎العظة‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎أخذ‎ ‎المبادرة‎ ‎بدعوة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎عقد‎ ‎هذا‎ ‎اللقاء،‎ ‎معتبراً‎ ‎أن‎ ‎الوقت‎ ‎لا‎ ‎يرحم،‎ ‎وحالة‎ ‎البلاد‎ ‎والشعب‎ ‎المأساوية‎ ‎لا‎ ‎تبرّر‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎ ‎أي‎ ‎تأخير‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎.‎
وأكد‎ ‎أن‎ ‎على‎ ‎السلطة‎ ‎السياسية‎ ‎التقيّد‎ ‎بالدستور‎ ‎والميثاق‎ ‎الوطني‎ ‎المجدَّد‎ ‎في‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف‎ ‎واستكمال‎ ‎تطبيقها،‎ ‎وتصويب‎ ‎ما‎ ‎اعوجّ‎ ‎منها‎ ‎في‎ ‎الممارسة،‎ ‎وتعزيز‎ ‎استقلالية‎ ‎القضاء‎ ‎كسلطة‎ ‎رابعة‎ ‎مستقلة،‎ ‎وحماية‎ ‎مؤسسة‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎كرامتها‎ ‎وهيبتها‎ ‎وكامل‎ ‎حقوقها‎. ‎وقال‎ ‎لا‎ ‎حاجة‎ ‎للدعوة‎ ‎الى‎ ‎تغيير‎ ‎النظام،‎ ‎بل‎ ‎للتقيّد‎ ‎به‎".‎

‎الى‎ ‎ذلك‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ ‎مقرّبة‎ ‎من‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎لن‎ ‎يتراجع‎ ‎عن‎ ‎مطالبه‎ ‎بتطبيق‎ ‎الدستور‎ ‎واعتماد‎ ‎المعايير‎ ‎الموحّدة‎ ‎في‎ ‎التأليف‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎اية‎ ‎استنسابية،‎ ‎لافتة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎كل‎ ‎الدعوات‎ ‎الرامية‎ ‎الى‎ ‎وضع‎ ‎العصي‎ ‎في‎ ‎الدواليب‎ ‎وتحميل‎ ‎العهد‎ ‎مسؤولية‎ ‎ما‎ ‎آل‎ ‎إليه‎ ‎الوضع‎ ‎في‎ ‎البلد،‎ ‎لن‎ ‎يدفع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎إلى‎ ‎الاستقالة،‎ ‎فجل‎ ‎ما‎ ‎يطالب‎ ‎به‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎قطع‎ ‎الطريق‎ ‎على‎ ‎مَن‎ ‎يواصل‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎مصادرة‎ ‎صلاحيات‎ ‎الرئاسة‎ ‎الأولى‎.‎


وفي‎ ‎المقابل،‎ ‎جزمت‎ ‎مصادر‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎ليس‎ ‎بوارد‎ ‎الاعتذار‎ ‎عن‎ ‎التكليف‎ ‎رغم‎ ‎كل‎ ‎الدعوات‎ ‎التي‎ ‎تطلب‎ ‎منه‎ ‎الاعتذار‎ ‎وترك‎ ‎العهد‎ ‎يتحمل‎ ‎مسؤولية‎ ‎ما‎ ‎ستؤول‎ ‎اليه‎ ‎الأوضاع،‎ ‎لافتة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎يتصرّف‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎تحمله‎ ‎للمسؤولية‎ ‎الوطنية‎ ‎التي‎ ‎تفرض‎ ‎عليه‎ ‎عدم‎ ‎التراجع‎ ‎خاصة‎ ‎أنه‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎علاقاته‎ ‎الخارجية‎ ‎بإمكانه‎ ‎أن‎ ‎يساعد‎ ‎لبنان‎ ‎مالياً‎ ‎واقتصادياً‎. ‎واعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎الحريري‎ ‎ينتظر‎ ‎موافقة‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎على‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎النكايات‎ ‎السياسية‎ ‎لإنقاذ‎ ‎البلد‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎تحظى‎ ‎بثقة‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎.‎
الى‎ ‎ذلك،‎ ‎أفادت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎لقاحات‎ ‎كورونا‎ ‎الصينية‎ ‎أصبحت‎ ‎على‎ ‎جدول‎ ‎أعمال‎ ‎الرئيس‎ ‎‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎أبو‎ ‎ظبي،‎ ‎لكن‎ ‎اتفاقيات‎ ‎التعاون‎ ‎بين‎ ‎دولة‎ ‎الإمارات‏‎ ‎والصين‎ ‎تفرض‎ ‎الحصول‎ ‎على‎ ‎أذونات‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎منحها‎ ‎الى‎ ‎دول‎ ‎أخرى‎.‎


ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎لا‎ ‎كمية‎ ‎محددة‎ ‎لغاية‎ ‎الآن‎ ‎للقاحات‎ ‎التي‎ ‎سيحصل‎ ‎عليها‎ ‎الحريري،‎ ‎وكل‎ ‎الأرقام‎ ‎التي‎ ‎طرحت‎ ‎في‎ ‎الإعلام‎ ‎مجرد‎ ‎تخمينات‎".‎


الى‎ ‎ذلك،‎ ‎وقّع‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎العقد‎ ‎النهائي‎ ‎مع‎ ‎شركة‎ ‎فايرز‎ ‎لتأمين‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مليوني‎ ‎ومئة‎ ‎ألف‎ ‎لقاح‎ ‎تصل‎ ‎تدريجاً‎ ‎بدءاً‎ ‎من‎ ‎بداية‎ ‎شهر‎ ‎شباط،‎ ‎وذلك‎ ‎بحسب‎ ‎مكتبه‎ ‎الإعلامي‎.‎


وأوضح‎ ‎المكتب‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎العقد‎ ‎يُضاف‎ ‎الى‎ ‎الاتفاقية‎ ‎الموقعة‎ ‎في‎ ‎شهر‎ ‎تشرين‎ ‎الاول‎ ‎الماضي‎ ‎مع‎ ‎منصة‎ ‎كوفاكس‎ ‎العالمية‎ ‎التي‎ ‎ترعاها‎ ‎منظمة‎ ‎الصحة‎ ‎العالمية‎ ‎لتأمين‎ ‎مليونين‎ ‎وسبعمئة‎ ‎ألف‎ ‎لقاح‎ ‎من‎ ‎شركات‎ ‎عالمية‎ ‎متعددة‎ ‎ستصل‎ ‎تباعاً‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎.‎
وأكد‎ ‎أن‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎بالتعاون‎ ‎مع‎ ‎القطاع‎ ‎الخاص‎ ‎في‎ ‎صدد‎ ‎تأمين‎ ‎مليوني‎ ‎لقاح‎ ‎من‎ ‎شركتي‎ Astrazeneca ‎وSinopharm ‎بدءاً‎ ‎من‎ ‎شهر‎ ‎شباط‎ ‎المقبل‎.‎


إلى ذلك يشهد لبنان تفشياً غير مسبوق لوباء "كورونا"، وفي جديد أرقامه الكارثية، أعلنت ‏وزارة الصحة العامة تسجيل 3654 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الـ ‏‏252812. كما تمّ تسجيل 40 حالة وفاة‎.‎

 

*********************************************************************

 الأخبار :‎ "

 

‎إسرائيل" تعترف بعد طول إنكار: حزب الله يملك مئات الصواريخ الدقيقة

 

 بعد مدة طويلة من الانكار، أقرّت استخبارات العدو الاسرائيلي بأن حزب الله تمكّن من امتلاك عشرات الصواريخ ‏الدقيقة، التي تصنّفها "اسرائيل" خطراً استراتيجياً لا يمكن التعايش معه. في السابق، كان العدو يتحدّث في احسن ‏الاحوال عن عشرات الصواريخ، التي يمكنها اصابة المواقع الاستراتيجية والحساسة في الكيان. اليوم، اعترف بأن ‏ترسانة المقاومة من السلاح الدقيق الاصابة، باتت تحوي مئات الصواريخ، رغم مئات الغارات التي شنها جيش ‏الاحتلال في سوريا، لمنع نقل هذه الصواريخ او مكوناتها الى لبنان. اعتراف سيكون له اثر عميق على صانع القرار ‏في تل ابيب، وخاصة لجهة الانكفاء عن العمل العسكري ضد لبنان‎.



أشارت التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية إلى نجاح حزب الله في التزوّد بمئات من الصواريخ الدقيقة، التي عدّت ‏حتى الأمس القريب خطاً أحمر لا يمكن لتل أبيب أن تسمح بتجاوزه. هذا الإقرار جاء بعد إنكار طويل، سعت تل ‏أبيب خلاله عبر وسائل مختلفة وفي أكثر من اتجاه، للحؤول دون تحقّقه، لكن من دون جدوى‎.


هل يعني ذلك اقتراب موعد تنفيذ العدوّ تهديداته والتسبّب بمواجهة عبر استهداف عسكري مباشر لما يعرفه عن هذا ‏السلاح، وخاصة أن المواجهة العسكرية الواسعة كانت محلاً لمناورة ضخمة نفّذها جيش الاحتلال في الفترة ‏الأخيرة؟ أم أن السلاح الدقيق نفسه (وأخواته) الذي سعت "إسرائيل" إلى منع المقاومة من اقتنائه، هو نفسه عاملٌ ‏مؤثر في تعزيز واقع انكفاء العدو عسكرياً عن لبنان، بعدما تحول "مشروع الدقة" المتعلق بصواريخ حزب الله ‏إلى "ترسانة دقة"؟‎


وفقاً للتقديرات الإسرائيلية المنشورة في الأيام القليلة الماضية، والنشر في ذاته لافت (القناة 13 العبرية)، فشلت ‏مساعي "إسرائيل" في منع حزب الله من التزود بالسلاح الصاروخي الدقيق. وهو فشل جاء بعد الضربات التي ‏شنتها في سوريا والتي استهدفت إرساليات صاروخية دقيقة ووسائل نقل تتعلق بمكونات ما تسميه "مشروع ‏الدقة"، وهي ضربات وفقاً للتقدير الإسرائيلي "لم تمنع حزب الله من تطوير قدرة ذاتية على تصنيع وتركيب ‏صواريخ دقيقة متوسطة وبعيدة المدى‎".


الإقرار في ذاته، بعد إنكار، لا يغيّر واقع امتلاك حزب الله هذا النوع من الصواريخ، التي تؤكد التقديرات في تل ‏أبيب أنها قادرة على "شل منظومات استراتيجية في إسرائيل". إذ سبق لحزب الله، على لسان أمينه العام السيد ‏حسن نصر الله، أن أكد في أكثر من مناسبة، في الأشهر الأخيرة، النجاح في امتلاك ما يكفي من صواريخ دقيقة. ‏وفي حينه حاولت "إسرائيل" الإبقاء على إيحائها بأن "دقة الصواريخ" مجرد فكرة وطموح لدى حزب الله لم ‏تترجم ميدانياً نتيجة الجهود الإسرائيلية لصدّه، وهذا هو الهدف من إصرارها على مصطلح "مشروع الدقة". فما ‏الذي تغيّر الآن؟

الإقرار بعد إنكار، من شأنه أن يشير إلى اتجاه ومستويات المواجهة بين الجانبين للفترة المقبلة، وتحديداً من ناحية ‏‏"إسرائيل"، التي باتت في موقع المتخلّف عن وعود أطلقها صنّاع القرار في تل أبيب، وفي المقدمة رئيس حكومة ‏العدو بنيامين نتنياهو، بأن "إسرائيل لن تسمح" لحزب الله بالتزوّد بالسلاح الدقيق، وأن "كل الخيارات مطروحة ‏على الطاولة‎".


وهذا التغيير، أي امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة بالمئات وهو مقبل على مراكمة المزيد منها، يعدّ سبباً في دفع ‏‏"إسرائيل" إلى "اتخاذ قراراتها": إما السعي إلى الصدّ والمنع، ولاحقاً محاولة تدمير الصواريخ مادياً، رغم ما ‏يمكن أن يعقب ذلك من مواجهات يقدَّر بقوة أن تتحوّل إلى مواجهة شاملة؛ وإما الانكفاء، لأن استهداف بعض ‏الصواريخ الدقيقة لا يلغي وجود بعضها الآخر الذي يتعذّر تحييده، ويمكن لحزب الله استخدامه في المقابل رداً على ‏الاعتداء نفسه، وهو قيمة إضافية عسكرية مؤثّرة تضاف إلى القدرة العسكرية "التقليدية" التي كانت كافية في ‏ذاتها لمنع "إسرائيل" من تفعيل خياراتها العسكرية ضد لبنان‎.


عملياً، قد تكون الدائرة مفرغة: الصاروخ الدقيق الذي يدفع "إسرائيل" إلى مباشرة اعتدائها العسكري، هو نفسه ‏الذي يتسبب في امتناعها عن الاعتداء. كانت هذه المعادلة قائمة ومؤثرة بين الجانبين في "السلاح التقليدي" الذي ‏تراكم بعشرات الآلاف، رغم التهديدات الإسرائيلية. وهي معادلة باتت معززة أكثر مع السلاح الصاروخي الدقيق، ‏القادر على الإيذاء المركّز والموجّه، وبما يتيح للمقاومة، كما يرد في التقرير العبري، إصابة مبنى الكريا في تل ‏أبيب (وزارة الأمن وأركان الجيش‎).


ما تقدّم يعني أن العدو الذي سعى طويلاً للحؤول دون امتلاك المقاومة للصواريخ الدقيقة، بات معنياً الآن بمنع ‏مراكمة إضافية عددية لهذه الصواريخ، مع سعي للحؤول دون استخدامها الفعلي. وهو تطوّر من شأنه تخفيف ‏مستوى دافعية "إسرائيل" للاعتداء، وإن كان لا يلغيه. فخيارات "إسرائيل" الواقعية والهادفة إلى منع حزب الله ‏من امتلاك "الدقة" شيء، وخياراتها في منع استخدامه لهذه الصواريخ التي باتت موجودة، شيء آخر. بل إن ‏واحداً من محددات معظم الخيارات المتاحة، بداهة، أن تسعى "إسرائيل" إلى مواجهة هذه الصواريخ عبر امتناعها ‏عن فعل ما يتسبب في دفع حزب الله لاستخدامها ضدها، الأمر الذي يؤدي بالتبعية إلى مواصلة انكفائها عن شن ‏الاعتداءات المباشرة في الساحة اللبنانية‎.


وكان السؤال ليكون منطقياً أكثر، إزاء المواجهة واحتمالاتها، في الفترة التي سبقت امتلاك حزب الله الصواريخ ‏الدقيقة، إذ إنّ ما بعدها مغاير لما قبلها. في التفصيل، يشار الى أن تحمّل "إسرائيل" تكلفة المواجهة المحتملة ‏كنتيجة معقولة ومقدّرة لمحاولة منع حزب الله من امتلاك "الدقة"، أكثر منطقية وأكثر ترجيحاً من تحمل تكلفة ‏حرب عوائدها وفوائدها تقتصر على تحييد مؤقت وجزئي لهذا السلاح. يعني ذلك أن "إسرائيل" باتت الآن معنية ‏أكثر من السابق ــــ نتيجة نجاح حزب الله في تدعيم جهوزيته ومستويات ردوده بالسلاح الدقيق ــــ بتحييد ‏المواجهة ومنع مسبباتها. إذ لا يعقل أن تتسبب في تفعيل سلاح ما ضدها، في سياق مساعيها التي باتت مركّزة ‏أكثر على منع تفعيله. وهو ما ينطبق بشكل كبير جداً على السلاح الدقيق في لبنان‎.
قد يناقش البعض في أن هذا التغيير، أي الصواريخ الدقيقة، من شأنه دفع العدوّ الى فعل ما كان يهدد به، وإن أدى ‏ذلك إلى مواجهة بين الجانبين، فهذه ترجمة فعلية لتهديداته. والإقرار بعد إنكار، مقدمة للاعتداء الإسرائيلي المقبل ‏على هذه الأسلحة، عبر تهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي لتلقّي تبعاتها‎.‎

بالطبع، هذه المجادلة لا تخلو من وجه صحة. فالعدو غير مأمون الجانب، وهو يتحيّن الفرصة لتوجيه اعتداءات ‏حتى في الساحة اللبنانية، وخاصة إن كان هدف الاعتداءات تحييد تهديد استراتيجي على شاكلة وبمستوى السلاح ‏الصاروخي الدقيق لدى حزب الله. لكن في المقابل، العوامل التي من شأنها منع تنفيذ الاعتداءات، أقلّه تلك المباشرة ‏التي تستدعي في أعقابها ردوداً مقابلة وتبادل ضربات، ومن ثم مواجهة واسعة، أكثر ثقلاً وتأثيراً على طاولة ‏القرار في تل أبيب، من العوامل الدافعة لشن الاعتداءات، وإن كانت تلك العوامل الدافعة للاعتداء حاضرة دائمة كما ‏هي حالها منذ سنوات، ومدار تقدير وإعادة تقدير على مدار الساعة‎.


يضاف إلى هذه المجادلة أيضاً، عامل التأثير في القرار الإسرائيلي المرتبط بالانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها ‏في آذار المقبل، وخاصة أن نتنياهو، صاحب القرار السياسي في تل أبيب، مأزوم جداً في معسكره اليميني حيث ‏التنافس على أشده على قيادة هذا المعسكر، ما يعني أنه يحتاج الى رافعة تأثير على الجمهور اليميني للالتفاف ‏حوله في الانتخابات، وهو ما يتساوق مع أفعال عدائية وإنجازات عسكرية، من بينها "إنجاز" تحييد صواريخ ‏حزب الله الدقيقة، وإن كان ذلك عبر اعتداءات عسكرية مباشرة‎.


في الشأن الانتخابي بوصفه عاملاً دافعاً لتحسين موقف نتنياهو انتخابياً، الحديث مكرر جداً وبات عادة متّبعة ‏تلقائية لدى البعض عشية الاستحقاقات الانتخابية في الكيان. وهذه المجادلة بلا دعائم منطقية، إذ لا يعقل لنتنياهو ‏وغيره، إن سُمح له في الأساس بتفعيل خيارات متطرفة في لبنان بناءً على مصالح شخصية، أن يدعم موقفه ‏الانتخابي عبر مواجهة تؤذي "إسرائيل" والإسرائيليين، وإن كانت تؤذي في المقابل الجانب الثاني أكثر. كان ‏ليكون الدافع معقولاً أكثر في ساحات أخرى، حيث يمكن للإنجاز العسكري إن حصل بلا تبعات وردود فعل ‏مقابلة، ومن دون مخاطرة في الانجرار إلى مواجهة واسعة، وهو واقع منتفٍ تماماً في الحالة اللبنانية. ما يمنع ‏‏"إسرائيل" من "المعالجة العسكرية" للتهديدات التي تصفها بالاستراتيجية في لبنان، يمنعها وبشكل أكثر تأكيداً، ‏إن كان الهدف منها تحسين الموقف الانتخابي لهذا السياسي أو ذاك، وإن كان رئيساً للحكومة‎.


الواضح أن "إسرائيل" خسرت، باعترافها، معركة منع حزب الله من امتلاك السلاح الدقيق، الذي كانت وما زالت ‏تؤكد أنه يمثل تهديداً استراتيجياً "لا يمكن تحمّله والتعايش معه". إلا أن التهديد في المقابل منعة للبنان، وخاصة ‏أنه يتكاتف مع عوامل المنعة الموجودة التي دفعت العدو إلى تقييد هامش مناورته العدائية قبالة الساحة اللبنانية ‏وحيّدت بالنتيجة رافعة الضغط العسكرية الموجودة لديها، لفرض إرادتها وأطماعها على لبنان‎.


إلا أن النجاح في معركة الدقة لا يلغي الحرب الدائرة بين الجانبين على تعاظم القدرة العسكرية لدى حزب الله، التي ‏تهدف إلى إشباع الموقف الدفاعي في وجه العدو، المعني في المقابل بأن يسعى لمنع هذا التعاظم‎.‎

 

**********************************************************************

 الديار :

 

لبنان ليس بخير... إنكار شبه كامل للأزمة وعجز فاضح في طرح ‏الحلول الأزمة تخطّت الدولار وأصبحت تطال الكيان... والمطلوب خطّة ‏طوارئ عمادها الشق الأمني والشق الإجتماعي لمنع تفكّك المؤسسات كافة

 

 حكومة الرئيس حسان دياب المؤتمنة تصريف أعمال اللبنانيين بإنتظار تشكيل حكومة، لا تقوم بما ‏يتوجّب عليها كونها حكومة اختصاصيين وبالتالي هي تتحمّل مسؤولية تاريخية لن يُسامحها التاريخ ‏عليها حتى ولو كانت حكومة تصريف أعمال. هذا القول لا يحمل أي خلفيات سياسية بل هو نابع من ‏المخاطر المتوقّع حصولها إذا لم يتمّ وضع خطة طوارئ، والأسطر المقبلة ستؤكّد أحقّية هذا القول ‏وضرورة قيام الحكومة بوضع خطّة طوارئ للمرحلة المُقبلة. التلهي بسعر صرف الدولار وديمومة ‏الدعم لم يعد مجديًا، فالإقتصاد يعاني من نزيف حاد، وصار المواطن غير قادر على إيجاد غرفة إنعاش ‏تحافظ على الرمق الأخير‎!‎


كل المعلومات المتوافرة وتصاريح المسؤولين والمحللين السياسيين تُشير إلى أن لا حكومة في المدى ‏القريب. منهم من ينتظر تغيّرات في المعطيات الإقليمية والدوّلية، ومنهم من يتوقّع أن يكون هناك تغيير في ‏النظام السياسي، ومنهم من يتوقّع أن يكون هناك إنتخابات نيابية مُبّكرة. على كل الأحوال هذه ‏السيناريوهات تعني أن الإتفاق على حكومة يواجه عراقيل كثيرة نابعة من مصالح داخلية وخارجية، ‏والأهم أن هذه الأخيرة أصبحت تتخطّى قدرة الداخل على التوافق على حكومة.‏


الوضع الإقتصادي والإجتماعي في أسوأ أحواله، ويذهب البعض إلى القول أن الوضع لا يُمكن أن يكون ‏أسوأ منذ ذلك. في الواقع السيناريو التشاؤمي يذهب أبعد مما نحن عليه اليوم ويطال الفلتان الأمني الذي قد ‏يشمل عمليات سرقة وتشليح وسطو مُسلّح وحتى تشكيل عصابات مُسلّحة وصولا إلى الخطف والمواجهة ‏العسكرية مع القوى الأمنية. هذا الأمر سيتزامن مع تراجع الوضع الإجتماعي الذي أصبحى يتخطّى ‏إرتفاع سعر صرف الدولار 500 ليرة أو ألف ليرة، ليطال كل الكيان اللبناني. فالمواطن اللبناني، وبغضّ ‏النظر عن سعر صرف الدولار، خاضع لعملية نزف لمدّخراته (من قبل المافيات) وبالتالي سيصل إلى ‏نقطة لن يكون فيها قادرًا على تأمين قوته وهو ما سيؤدّي إلى فوضى نترك للقارئ والأجهزة الأمنية توقّع ‏ما قد تؤول إليه الأمور. وقد تصلّ الأمور إلى حدّ فرض القوى الأمنية لحظر التجوّل في بعض الأحيان.‏


قد يظنّ القارئ أن هذا السيناريو هو خيالي وجدير بأفلام هوليوودية، إلا أن الواقع على الأرض مع إرتفاع ‏عدد الحوادث الأمنية في الأيام والأسابيع الماضية يرجح هذا التصور. فمثلا، إعترض مسلحون مجهولون ‏أمس شخصًا وأخذوا سيارته عند المدخل الشمالي لمدينة بعلبك، ونهار أول من أمس تطوّر خلاف بين ‏عائلتين في منطقة الليلكي إلى إطلاق نار، وفي منطقة النحلة قام مسلحون مجهلون أول من أمس بخطف ‏شخص على طريق سهل بعلبك. كذلك الأمر في المنية حيث قام شخص بإطلاق النار في الهواء قبل أن ‏يتوارى عن الأنظار، ونهار الخميس ليلا الجمعة صباحًا قام مسلّحون بالسطو على منزل نائب سابق، ‏ونهار الأربعاء قام مُسلّحون بإطلاق النار على إثر خلاف على أراضي في مجدل العاقورة#0236 طبعًا ‏اللائحة طويلة ولا يُمكن ذكر كل الحوادث، إلا أن ما أوردناه هو عينة عمّا حصل خلال ثلاثة أيام فقط!‏



لبنان ليس بخير! سعر صرف الدولار أصبح تفصيلا أمام ما ينتظر لبنان إذا لم يتمّ وضع خطّة طوارئ ‏يكون عمادها الشق الإجتماعي والشق الأمني. على الصعيد الإجتماعي، يبقى السؤال الأساسي، كيف سيتمّ ‏تأمين الحاجات الضرورية للمواطنين خصوصًا الذين لا يمتلكون القدرة على شرائها؟ ماذا عن الطبابة ‏خصوصًا في ظل إحتلال وباء كورونا لمساحة واسعة من الإهتمام العام والنقص الحاد في قدرات ‏المُستشفيات على تلقّي الحالات المرضية غير الكورونا؟ ماذا عن المحروقات، هل سيكون لنا القدرة على ‏إستيرادها؟ هل سيتمّ وضع كوتا للناس؟


على الصعيد الأمني، هل وضعت الحكومة خطّة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لمعرفة كيفية السيطرة على ‏الوضع الأمني في ظل سيناريو تطوّر مأساوي للأمور، أم أن الأمور ستكون ‏event-driven؟ هل ‏سيكون لدى القوى الأمنية القدرة على السيطرة على فلتان أمني يطال كل المناطق؟


لم أسمع حتى الساعة بخطّة حكومــية تُســمّى بالـ ‏Contingency Plan‏ لمواجهة التطوّرات ‏الإجتماعية والأمنية في حال سأت الأمور. وهذه الخطّة كان يجب وضعها في الأمس البعيد من حكومة ‏الاختصاصيين فضلا عن ضرورة أخراجها اليوم قبل الغدّ فلا يجب إنتظار الأمور لكي تسوء أكثر ليتمّ ‏بعدها القيام بردّة فعل حديثة قلما تكون مجدية حينها! من هنا نرى أن هناك مسؤولية واضحة على حكومة ‏تصريف الأعمال التي تتحمّل كل التبعيات القانونية والوطنية فضلًا عن الأخلاقية في حال وصلت الأمور ‏إلى هذا الحدّ من دون أن تكون قد إستبقت تطوّر الأحداث!‏


لبنان ليس بخير، وهو اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تنفيذ خطّط فعّالة لكي نتفادى الأسوأ. ‏الأسوأ نقصد به الفوضى العارمة التي قد تُسقط ما تبقى من مؤسسات الدوّلة الواحدة تلو الأخرى. ‏المعروف عن النخبة السياسية قدرتها الإستشرافية التي تسمح لها بالقيام بإجراءات تُخفّف من وطأة ‏الأحداث (‏Risk Mitigation‏)، فهل تخلّت حكومة الرئيس حسان دياب عن دوّرها وتركت المواطن ‏يواجه المصير الذي تسببت فيه بنفسه؟


خطّة طوارئ
خطّة الطوارئ التي نتحدّث عنها تطال، وكما ذكرناه آنفاً الشق الإجتماعي والشق الأمني.‏
إجتماعيًا، يُمكن النظر إلى البوابة الإلكترونية للجمارك اللبنانية لمعرفة السلع والبضائع الأكثر إستيرادًا ‏ومعرفة قدرة مصرف لبنان على تأمين دولارات الإستيراد على أن يتمّ وضع عدّة سيناريوهات تبعًا ‏لأوّلوية تضعها الحكومة على الشكل التالي: المواد الغذائية الأساسية، الأدوية، المحروقات، والكماليات ‏الأساسية.‏


وأما الخطوة الثانية ففيها يتمّ تحديد قدرة لبنان الإنتاجية الداخلية، على أن تُحدّد المصادر الأخرى ‏للإستيراد ويتمّ التفاوض منذ الآن مع هذه المصادر.‏


الخطوة الثالثة تنصّ على وضع تقديرات لعدد السكان الذين سيعجزون عن شراء السلع والمواد الغذائية ‏والطبّية وحتى المحروقات وتحديد مُساهمة الدوّلة في تأمين هذه السلع والبضائع. وتمثل هذه الخطوة تحدياً ‏كبيراً لنقص التعداد الدقيق للسكان والأخطاء الكبيرة التي شهدناها إبان الانتخابات النيابية المنصرمة.‏


الخطوة الرابعة تنصّ على وضع آلية لتوزيع الحصص على الشعب من خلال الجيش اللبناني أو مراكز ‏في المناطق تكون برعاية الجيش.‏


الخطوة الخامسة تنصّ على تأمين أماكن في المُستشفيات الخاصة (بشكّلٍ أو بآخر) وذلك بهدف إستيعاب ‏الأعداد المتزايدة من المصابين بكورونا، وإذا لزم الأمر طلب مُساعدات من أجل إنشاء مستشفيات ‏ميدانية.‏


الخطوة السادسة، يتمّ وضع أولويات في توزيع المحروقات على أن يتمّ وقف التهريب مع العلم أن الحجم ‏الأكبر من الإستيراد يبقى لشركة كهرباء لبنان والبنزين والمازوت والغاز.‏


أمنيًا، المخاوف من تردّي الوضع يفرض على الحكومة الطلب من الجيش والقوى الأمنية خطّة طوارئ ‏أمنية وذلك بهدف تفادي الأسوأ على صعيد السرقة والسطو المُسلّح والخطف والإغتيالات مع فرض حالة ‏حظر للتجوّل إذا لزم الأمر. بالطبع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية قادرة على تقييم الوضع بدّقة وقادرة ‏على إتخاذ الإجراءات المُناسبة شرط أن تكون هذه الإجراءات خاضعة لموافقة مُسبقة من الحكومة.‏


تشكيل الحكومة
لم يعِ لبنان أهمّية عدم حصول فراغ في السلطة كما هي الحال اليوم. فالحكومة التي تُعتبر السلطة ‏الإجرائية الفعلية للسلطة التنفيذية غائبة اليوم بكل ما للكلمة من معنى، وحكومة تصريف الأعمال لا تجتمع ‏بشكل رسمي مع العلم أن المخاطر التي يواجهها لبنان هي الأعظم في تاريخه المُعاصر. إحتمال إنهيار ‏الكيان اللبناني وارد ولا يُمكن لحكومة تصريف الأعمال التذرّع بضيق الصلاحيات لعدم الإجتماع لمنقاشة ‏المخاطر التي يواجهها لبنان وعلى رأسها الواقع الصحي والإقتصادي والأمني.‏
التعقيدات التي تواجه الحكومة وصلت إلى حدٍ يحتاج إلى مُعجزة ولا بُد أن يُؤخذ أمر تشكيل الحكومة على ‏محمل الجد بأسرع وقتٍ مُمكن لكي تتحمّل الحكومة مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني وتسعى جاهدة لإنقاذ ‏لبنان من هذا النفق المُظلم.‏

 

*******************************************************************

 النهار :

 

التعطيل "يستقوي" على كورونا والانفجار يقترب‎!‎

 

 ‎انه اسبوع موعد العشرين من كانون الثاني، بحيث ستنشدّ أنظار العالم الى واشنطن يوم ‏الأربعاء المقبل لمشاهدة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يتسلم مهماته مكان الرئيس ‏المنتهية ولايته دونالد ترامب، مع كل ما سيحمله هذا الحدث من حسابات ورهانات حيال ‏تداعيات تسلم الإدارة الأميركية الجديدة على مختلف مناطق العالم. و#لبنان لن يكون بعيداً ‏ابداً من ارتدادات هذا الحدث، بل ان ثمة أوساطا وجهات سياسية لبنانية عدة ذهبت بعيدا ‏في ربط الازمة السياسية الحكومية الخانقة التي يشهدها لبنان بالاستحقاق الانتخابي ‏الأميركي وتغير الإدارة على رغم المبالغة التي يتسم بها هذا الربط نظرا الى عوامل كثيرة ‏ليس اقلها ان "دور" لبنان في الإهتمامات الطارئة الاستراتيجية داخليا وخارجيا للإدارة ‏الأميركية يصعب ان يكون في الأولويات. وتبعاً لعقم انتظار الاستحقاقات الخارجية لن ‏يحجب العد العكسي للحدث الأميركي من اليوم حتى الأربعاء المقبل مجريات الحدث ‏الدراماتيكي المتدحرج في لبنان سواء على الصعيد السياسي او على الصعيد الوبائي ‏والصحي والاستشفائي. فإذا كانت مجريات الازمة الصحية لم تتبدل بعد خمسة أيام من ‏الاقفال العام بما يرجح على ما يبدو الاتجاه الى التمديد لخطة الطوارئ الصحية بعد انتهاء ‏الأيام العشرة الأولى المحددة لها، فان واقع الازمة الحكومية بدأ يتجه في ظل الشلل ‏المتمادي وترك البلاد فريسة أخطر مرحلة مر بها لبنان في تاريخه نحو مجريات جديدة ‏ستشكل عوامل ضاغطة بقوة للخروج من مرحلة الشلل وتحريك الاتصالات والوساطات ‏والمشاورات من اجل إيجاد مخرج للازمة الحكومية لان المؤشرات الجدية للواقع الداخلي ‏تنذر باقتراب انهيارات اجتماعية مخيفة تحت وطأة الجائحة الوبائية والاقفال العام من جهة، ‏والانهيار المالي والاقتصادي من جهة أخرى. وتؤكد مصادر سياسية بارزة في هذا السياق ‏ان جميع المعنيين وفي مقدمهم الحكم الذي لا يتحمل تبعة اخضاع الازمة الحكومية ‏لأساليب التعطيل ولي الأذرع، وضعوا في أجواء بالغة الخطورة حيال الواقع الاجتماعي ‏والتداعيات التي قد تتفجر في أي وقت ما لم يحصل اختراق سياسي سريع ينهي ازمة ‏التاليف ويأتي بالحكومة الجديدة. وتشير هذه المصادر الى ان لغة المكابرة التي تبرر بها ‏أوساط العهد تعطيل تاليف الحكومة لم تعد تخفي امر العمليات الإقليمي الذي اختبأ وراءه ‏‏"المحور الممانع" لكي يمرر المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة فيما يدفع لبنان الاثمان ‏المخيفة لتوزيع الأدوار بين العهد وحليفه من خلال تعطيل #تشكيل الحكومة الانقاذية ولكن ‏هذه اللعبة بدأت تشارف نهاياتها وسيكون العهد في عين العاصفة المخيفة ان مضى في ‏التعطيل‎.‎
‎ ‎
الراعي مجددا
ولا يبدو إصرار البطريرك الماروني #الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على "ملاحقة" ‏رئيس الجمهورية #ميشال عون والرئيس المكلف #سعد الحريري بمطلب اللقاء والتوافق ‏على تشكيل الحكومة بعيدا من خشيته من محظور الانفجار الاجتماعي بدليل انه انتقد امس ‏‏"تحجر مواقف السياسيين الذي يجعلهم أسراها"، وابرز الواقع القاتم وسط تعطيل تاليف ‏الحكومة معتبرا "ان الباب المؤدي الى طريق الحل لكل هذه الامور هو تشكيل حكومة انقاذ ‏مؤلفة من نخب لبنانيةِ". وبدا لافتا قوله "كون الدستور يحدد بوضوح دور كل من رئيس ‏الجمهورية والرئيس المكلف، تمنيت عليهما أن يعقدا لقاء مصالحة شخصية تعيد الثقة ‏بينهما، فيباشرا بغربلة الاسماء المطروحة واستكشاف أسماء جديدة وجديرة، واضعين نصب ‏أعينهما فقط المصلحة العامة وخلاص لبنان، ومتجاوزين المصالح الآنية والمستقبلية، ‏الشخصية والفئوية. وفي هذه الحالة نتمنى على فخامة رئيس الجمهورية اخذ المبادرة ‏بدعوة دولة الرئيس المكلف الى عقد هذا اللقاء. فالوقت لا يرحم، وحالة البلاد والشعب ‏المأسوية لا تبرر على الاطلاق أي تأخير في تشكيل الحكومة‎".‎
‎ ‎
السباق الى #اللقاحات
وسط هذا الشلل السياسي وفيما تسجل مجريات الكارثة الوبائية والصحية المتفاقمة مزيدا ‏من الفصول المأسوية في ظل الاختناقات التي تعاني منها #المستشفيات، برزت ملامح ‏اندفاعة متعددة الجهات الحكومية والنيابية والصحية نحو استدراك التأخير في استيراد ‏اللقاحات الى لبنان. وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة حمد حسن أنه وقع صباح ‏امس العقد النهائي مع شركة فايزر لتأمين أكثر من مليوني لقاح تصل تدريجا من بداية ‏شباط المقبل، ويضاف هذا العقد الى الاتفاق الموقع في تشرين الأول الماضي مع منصة ‏كوفاكس العالمية، التي ترعاها منظمة الصحة العالمية لتأمين مليونين و700 الف لقاح من ‏شركات عالمية متعددة ستصل تباعا الى لبنان. وقال البيان ان الوزارة وبالتعاون مع القطاع ‏الخاص، في صدد تأمين مليوني لقاح من شركتي‎ Astrazeneca ‎و‎ Sinopharm ‎بدءا من ‏شباط المقبل، وتم حجز لقاحات إضافية من شركة‎ Johnson ‎ستصل بمجرد انتهاء ‏المصادقات العالمية على اللقاح، ولا تزال المباحاث مع شركتي‎ Moderna ‎الأميركية ‏وSputnik ‎الروسية، بمساهمة القطاع الخاص لتأمين كميات إضافية وفق الشروط العلمية ‏العالمية. وتزامن ذلك مع تسليم الوزارة امس 18 قطعة من أجهزة التنفس الكاملة ‏لاستخدامها في أقسام العناية الفائقة للمرضى، وتوزيع أجهزة أوكسيجين بالأنف على سبيل ‏هبات أو إعارة للمستشفيات الخاصة والحكومية. كما أعلنت الوزارة ان رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري بادر إلى الطلب من وزير الصحة العامة تحويل #المستشفى الميداني ‏القطري من صور إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي أو المدينة الرياضية‎ .‎
‎ ‎
من جهته لفت رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي الى أن الإقفال لمدة عشرة أيام غير ‏كافٍ للحدّ من انتشار الفيروس بل يجب #الإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع كما توصي منظمة ‏الصحة العالمية‎.‎
‎ ‎
وأعلن رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد #كورونا عبد الرحمن البزري أن التلقيح سيصل الى ‏لبنان في شهر شباط، على أن تصل 250 ألف جرعة في الربع الأول من السنة، وسيتلقى ‏‏125 ألف مواطن الجرعة الأولى، وأكد انه من الناحية العلمية والتنظيمية اللبنانيون في ‏أيادي أمينة رغم الإمكانات المتواضعة‎.‎
يشار في هذا السياق الى ان وزارة الصحة سجلت في تقريرها اليومي عن الواقع الوبائي ‏امس 3654 إصابة و40 حالة وفاة‎.‎

 

********************************************************************

 الجمهورية :

 

الحكومة تنتظر "لقاح التوافق".. وحركة ‏مـبادرات تنطلق اليوم

 

يطغى الوضع الصحي على كل ما عداه من اهتمامات وملفات، في ‏ظلّ انطباع عام، انّه للمرة الأولى منذ ظهور حالات كورونا في لبنان ‏يشعر اللبناني بالخوف نتيجة عدّاد الإصابات المخيف الذي يكسر يوماً ‏بعد آخر الأرقام القياسية على رغم الإقفال العام، ولكن وسط آمال ‏معلّقة على اللقاح، بغية وضع حدّ لهذه الجلجلة التي تحوّلت مجزرة ‏بشرية. إلاّ انّ العدّ العكسي لهذا الوباء بدأ لبنانياً مع توقيع قانون ‏اللقاحات، وهو الإنجاز الوحيد المضيء في عتمة النكسات والخيبات ‏والفشل. ولو لم يتمنَّ البطريرك الماروني بشارة الراعي على رئيس ‏الجمهورية ميشال عون "أخذ المبادرة بدعوة الرئيس المكلّف سعد ‏الحريري إلى عقد لقاء مصالحة شخصية يعيد الثقة بينهما"، لغاب ‏موضوع التشكيل عن اهتمامات اللبنانيين، كعنوان أساس لإخراج البلد ‏من أزمته المالية والمعيشية. ولكن، هل سيلبي عون تمني الراعي ‏ويدعو الحريري إلى جلسة مصارحة، بعد الفيديو الشهير الذي وضع ‏المبادرة عند رئيس الجمهورية لا عند الرئيس المكلّف، من منطلق انّ ‏الأول كال الاتهامات للثاني الذي ينتظر التوضيح تمهيداً لطي الصفة ‏ومعاودة قطار التأليف؟ وماذا لو لم يستجب عون لتمني الراعي، ‏انطلاقاً من موقفه الضمني الرافض التعاون مع الحريري الرافض ‏بدوره الاعتذار، فهل تبقى البلاد في دوامة الفراغ على رغم فداحة ‏الوضع المالي؟ وهل سيبادر الحريري بنفسه، قافزاً فوق الفيديو ‏المسرَّب، أم سيملأ الوقت الضائع في زيارات خارجية في انتظار ان ‏تستوي لحظة تأليف الحكومة محلياً وخارجياً؟ ولماذا الوساطة ‏الفرنسية مجمّدة بهذا الشكل، وكأنّ باريس لمست عقم محاولة ‏التأليف وقرّرت ترك اللبنانيين لقدرهم ومصيرهم؟


بعدما كان الأسبوع الفائت "أسبوع كورونا" بامتياز، من قرار الإقفال ‏إلى صدور قانون اللقاحات، وما بينهما أخبار الإصابات وحال الناس ‏والمستشفيات، هل سيكون هذا الأسبوع نسخة مكرّرة عمّا سبقه، أم ‏انّ التركيز سينتقل إلى البيت الأبيض لمتابعة مشهد التسليم والتسلّم ‏بين الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن؟ وهل الإنفراج الحكومي يرتبط ‏بهذا الحدث الذي سيدخل معه العالم في إدارة جديدة، ولكن من غير ‏المعروف بعد ما إذا كان جديد الإدارة سينتج سياسة جديدة، ام ‏استمراراً للسياسة القديمة بأسلوب أكثر ديبلوماسية؟
‏ ‏
خطوط الرجعة مفتوحة
وأبلغت اوساط سياسية واسعة الاطلاع الى "الجمهورية"، انّ لبنان ‏يدفع حالياً ثمن الخلاف المستحكم بين الرئيس ميشال عون والنائب ‏جبران باسيل من جهة والرئيس سعد الحريري من جهة أخرى، كما دفع ‏في السابق ثمن اتفاقهم بعد التسوية الرئاسية الشهيرة، مستهجنة ‏‏"ان يصبح البلد رهينة المزاج الشخصي والسياسي للبعض".‏
‏ ‏
واشارت هذه الاوساط، إلى "أنّ فيديو عون ضدّ الحريري، وعلى الرغم ‏من قسوته، لن يكون عائقاً أمام تشكيل الحكومة متى اقتضت ‏المصلحة ذلك وتوافرت شروط الولادة الحكومية داخلياً وخارجياً"، ‏لافتة الى انّ لا الـ"وان واي تيكيت" ولا "الإبراء المستحيل" حالا سابقاً ‏دون أن يحصل لاحقاً التفاهم بين عون والحريري، والذي تُوّج بتسوية ‏أوصلت الأول إلى رئاسة الجمهورية والثاني الى رئاسة الحكومة، ‏وبالتالي لا مستحيلات في السياسة، وخطوط الرجعة تبقى مفتوحة ‏مهما بدا الحائط مسدوداً".‏
‏ ‏
واعتبرت الاوساط، انّ تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ‏السلطة رسمياً الأربعاء المقبل سيخفف الذرائع الخارجية للتأخير في ‏تشكيل الحكومة، "ولن يكون هناك بعد ذلك من مبرّر لدى الرئيس ‏المكلّف للخوف من العقوبات الترامبية، اذا ضمّت حكومته تمثيلاً ولو ‏غير مباشر لحزب الله".‏
‏ ‏
وفي الوقت الضائع، وفيما ينتظر تأليف الحكومة "لقاح التوافق" بين ‏المعنيين بالاستحقاق الحكومي، يبدو انّ بعض هؤلاء تحوّلوا نحو ‏الاهتمام بالشأن الصحي، حيث أنّ الحريري الذي عاد مساء امس من ‏دولة الامارات العربية المتحدة، سعى خلال وجوده هناك الى تأمين ‏دفعة من اللقاح الصيني، فيما يجري باسيل اتصالات منذ ايام في ‏اتجاهات عدة للحصول على ما أمكن من اجهزة تنفس واوكسيجين.‏
‏ ‏
كذلك، دخل الرئيس نبيه بري بقوة على خط تسريع بناء المستشفى ‏الميداني المقدّم من قطر، والذي كان مقرّراً تشييده في صور، قبل أن ‏يتبين انّ هناك صعوبة في ذلك، بسبب تعذّر مدّه بالبنى التحتية ‏والطواقم البشرية الضرورية خلال وقت قصير، ما اضطر بري الى ‏القبول بنقله الى المدينة الرياضية حيث تتوافر متطلبات انشائه ‏واستخدامه.‏
‏ ‏
مبادرة تنتظر الحريري
والى ذلك، وتزامناً مع الإغلاق العام والشامل الذي سيدخل يومه ‏السادس اليوم، بقيت الإتصالات الجارية من اجل تسهيل الولادة ‏الحكومية في العناية الفائقة تنتظر الاوكسيجين الذي يفترض ان ‏يتوافر، بعدما عاد الحريري من ابو ظبي.‏
وكانت المساعي تركّزت في الايام الاخيرة على إستيعاب المضاعفات ‏السلبية للفيديو القصير الذي تسرّب من اللقاء الأخير بين رئيس ‏الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال الاثنين الماضي، وما نُقل ‏فيه صوتاً وصورة من رأي لعون بالحريري، بغية معرفة موقفه وردة ‏فعله، مما يمكن ان يؤدي الى استئناف الاتصالات مع رئيس ‏الجمهورية، بعد اللقاء الرابع عشر الذي جمعهما في 23 كانون الاول ‏الماضي، وانتهى الى التشنج الذي رافق رفض رئيس الجمهورية ‏التشكيلة الحكومية المتكاملة التي قدّمها قبل 12 يوماً، وتحديداً في ‏التاسع من كانون الاول الماضي.‏
‏ ‏
وعلمت "الجمهورية"، انّ الاتصالات قطعت شوطاً بعيداً تحضيراً ‏لمبادرة يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ‏بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبتشجيع مجموعة من ‏الأصدقاء المشتركين، ومبعثها تراجع "التيار الوطني الحر" في بيان ‏صدر عن مجلسه السياسي، تبع المؤتمر الصحافي لرئيسه جبران ‏باسيل الأحد الماضي، عن "فقدان الثقة"، الى دعوته الحريري لتجديد ‏اتصالاته برئيس الجمهورية من اجل استئناف الاتصالات لتوليد ‏الحكومة العتيدة في وقت قريب، وخصوصاً في ظلّ الجائحة التي ‏انتشرت بنحو شامل في معظم المناطق بتداعياتها الخطيرة.‏
‏ ‏
لا إهانة في السياسة
ويقول اصحاب هذه المبادرة، انّهم يدركون ما يعيشه محيط الحريري، ‏والذي يمكن اختصاره بكثير من الغضب من الإهانة الكبيرة تجاه ما ‏حصل. فهو يشعر أنّها ارتدت على جميع الاطراف ما عداه، وانّ التراجع ‏عنها له ثمنه في المرحلة الراهنة، نظراً الى ارتداداتها السلبية على ‏اوضاع البلاد، التي تحتاج الى حكومة في اسرع وقت ممكن، تعالج ‏الازمات التي يرزح اللبنانيون تحتها. ويؤكّد هؤلاء، انّ من الممكن تجاوز ‏هذه العقبة اياً كانت كلفتها، فليس في السياسة ما يُسمّى مستحيلاً، ‏خصوصاً وانّ الازمات التي تعيشها البلاد غير طبيعية، وانّ وضع حدّ ‏لها يبدأ بتأليف الحكومة العتيدة لمعالجتها، لأنّها بلغت الذروة، وانّ ‏التمادي في اهمالها سيقود الى ما لا تُحمد عقباه.‏
‏ ‏
الراعي
في هذه الأثناء، لاحظ البطريرك الراعي في عظة الاحد امس، انّ ‏‏"لبنان هذه الجوهرة الثمينة، بات في حالة تقويض لم نكن ننتظرها ‏في مناسبة الاحتفال بمئويته الاولى". وقال: "انّ الباب المؤدي الى ‏طريق الحل (...) هو تشكيل حكومة إنقاذ مؤلفة من نخب لبنانيةِ، ‏شخصيات نَجحَت وتفوقت في لبنان والعالم، وتَتوقُ إلى خدمةِ الوطن ‏بكل تجرّد، وتحملِ مسؤولية الإنقاذ وترشيدِ الحوكمة. فالمطلوب من ‏رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ان يقدّما للشعبِ أفضلَ هذه ‏الشخصيات، لا من يَتمتع فقط بالولاءِ للحزبِ أو بالخضوعِ للزعيم". ‏وأضاف: "من هذا المنطلق، سعيت شخصياً بحكم المسؤولية، الى ‏تحريك تأليف الحكومة، من أجل مصلحة لبنان وكل اللبنانيين. فلقي ‏كثيرون في هذه المساعي بارقة أمل. وكون الدستور يحدّد بوضوح ‏دور كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، تمنيت عليهما أن ‏يعقدا لقاء مصالحة شخصية تعيد الثقة بينهما، فيباشرا بغربلة الاسماء ‏المطروحة واستكشاف أسماء جديدة وجديرة، واضعين نصب أعينهما ‏فقط المصلحة العامة وخلاص لبنان، ومتجاوزين المصالح الآنية ‏والمستقبلية، الشخصية والفئوية. وفي هذه الحالة نتمنى على فخامة ‏رئيس الجمهورية اخذ المبادرة بدعوة دولة الرئيس المكلّف الى عقد ‏هذا اللقاء. فالوقت لا يرحم، وحالة البلاد والشعب المأسوية لا تبرّر ‏على الاطلاق أي تأخير في تشكيل الحكومة". ورأى انّه "اذا كانت لنا ‏حكومة ولاء وزرائها للبنان فقط دون سواه، عندها نستطيع القول: انّ ‏فجراً جديداً اطلّ على لبنان، ولا حاجة لدعوة الى تغيير النظام، بل ‏للتقيّد به"..‏
‏ ‏
كورونا
وعلى خط آخر، تردّدت اوساط بيت الوسط عبر "الجمهورية"، في ‏تأكيد او نفي امكان ان يكون الحريري عاد من ابو ظبي حاملاً معه هبة ‏إماراتية، هي كناية عن مليون لقاح صيني ضدّ كورونا، وقالت: "انّ امراً ‏من هذا النوع لا يمكن التعاطي معه بخفة وعبر المصادر، ولا يمكن ‏الجزم به قبل ان يعلن الحريري نفسه عن هذه الهبة او اي جهة رسمية ‏اخرى. وهو لم يفاتح احداً به". ولفتت هذه الاوساط، الى "انّ خطوة ‏من هذا النوع ليست مستبعدة. فللحريري مبادرات كبيرة وله باع فيها ‏على اكثر من مستوى، ولو بقيت علاقاتنا على المستوى الذي كانت ‏فيه قبل انقطاعها مع دول الخليج العربي لأختلفت الامور ‏والمعطيات، ولكان الامر طبييعاً جداً، وهو امر لم يفهمه رعاة الحملة ‏على دول الخليج العربي".‏
‏ ‏
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس، ‏‏"تسجيل 3645 اصابة جديدة بفيروس "كورونا" المستجد خلال الـ24 ‏ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط ‏الماضي إلى 252812 حالة". وأوضحت، أنّه "تمّ تسجيل 3640 حالة ‏إصابة بين المقيمين و14 حالة بين الوافدين"، مشيرةً إلى أنّه "تمّ ‏تسجيل 40 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع ‏العدد الإجمالي للوفيات إلى 1865". وذكرت أنّ "عدد حالات ‏الاستشفاء ليوم أمس هو 2014، من بينها 744 حالة في العناية ‏المركّزة".‏
‏ ‏
وعلى وقع إرتفاع عداد الإصابات والوفيات، عاد الحديث عن تمديد ‏للإقفال التام، والذي يشهد هذه المرة إلتزاماً أوسع لدى المواطنين ‏وحزماً أكبر من المعنيين. وفي هذا الإطار، شدّدت قوى الأمن الداخلي ‏في بيان "على ضرورة استمرار المواطنين في التزام منازلهم وعدم ‏الخروج إلّا للضرورة القصوى، كون أنّ نجاح هذا القرار في الحدّ من ‏انتشار فيروس كورونا القاتل، مرتبط بمدى احترام تطبيقه". وحذّرت ‏‏"من عمليات الالتفاف على قرار الإقفال العام"، مؤكّدة أنّها "لن ‏تتهاون في ملاحقة كل المخالفات، وستعمل على تنظيم محاضر ضبط ‏بحق المخالفين منهم، وختم المؤسسات المخالفة بالشمع الأحمر".‏
‏ ‏
وبدوره، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود ‏الأسمر، اعلن عن أنّه "مع ازدياد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ‏في لبنان، ربما يكون التوجّه الى تمديد الإقفال العام"، مشيداً بالتزام ‏المواطنين بالإقفال، حيث أنّ نسبة الالتزام "هي لأكثر من 90 في ‏المئة على الأراضي اللبنانية"، لافتاً الى أنّ ارتفاع عدد الإصابات ‏والوفيّات "شكّل صدمة كان تأثيرها إيجابيًّا ودفع الناس الى إلتزام ‏منازلهم".‏
‏ ‏
ولفت الأسمر في مداخلة تلفزيونية، الى أنّ "هناك أياماً عدة أمامنا ‏لدرس المعطيات، ومن ثم نقرر ما اذا كنّا في حاجة الى تمديد الإقفال ‏التام، والقرار والتنفيذ هو للجنة الوزارية".‏
‏ ‏
وفي غضون ذلك، بدأت بعض الأصوات الحكومية تنادي بضرورة ‏تمديد الإقفال، إذ كتب وزير الصناعة عماد حب الله في تغريدة له عبر ‏‏"تويتر": "مرحلة الطوارئ الحالية تتطلب من الجميع: تمديد الاقفال، ‏والتزام الجميع او الزام دون استثناء بالإجراءات المتشددة، والغاء ‏التجمعات المنزلية..."‏
‏ ‏
‏"بيت الوسط" يحذّر
من جهة ثانية، وازاء بداية حملة تحريض تستهدف المسّ بالعلاقات ‏بين الحريري والمملكة العربية السعودية، صدر عن المكتب الإعلامي ‏للحريري البيان الآتي: "تداولت مواقع إعلامية مقالًاً للسيدين مايكل ‏ايزنر وجاك ستيل (‏Michael Eisner‏ & ‏Jack Steele‏) نشره مركز رفيق ‏الحريري ومبادرات الشرق الأوسط في واشنطن، يتعرض فيه للمملكة ‏العربية السعودية وقيادتها.‏
‏ ‏
يؤكّد المكتب الإعلامي أنّ لا علاقة للرئيس سعد الحريري بالمركز، وهو ‏يأسف شديد الأسف تحميل اسم الرئيس الشهيد أي إساءة للمملكة ‏وقيادتها، وقد تسلّمنا منه أمانة الوفاء للمملكة وشعبها، وتاريخنا ‏مشهود في هذا المجال لن تشوّهه الافتراءات".‏

 

********************************************************************

 اللواء :

 

‎ "‎التأليف" يدخل على خط الكورونا: 3 أسابيع حاسمة‎!‎ الحريري عاد إلى بيروت.. وبري يتحرك والراعي يدعو عون للمبادرة

 

 المعركة المفتوحة لمجابهة هجمة الكورونا وتفشي الوباء في المجتمع اللبناني ماضية، ومفتوحة على تمديد جديد، ‏يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، أو إلى الأسبوع الأوّل من شباط المقبل، في ضوء اجتماعات اللجان المختصة، ‏والموزعة بين العلمية (وزارة الصحة) والصحية (السراي الكبير) والوزارية وصولاً، إلى المجلس الأعلى للدفاع، ‏والتي تبدأ اليوم، متزامنة مع استئناف الجهود السياسية لإعادة وصل ما انقطع بين الرئيسين ميشال عون وسعد ‏الحريري، الذي عاد مساء أمس إلى بيروت، آتيا من ابوظبي، مستجيباً لاتصالات جرت معه، في ضوء دعوة ‏الكاردينال الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للرئيس عون لأخذ المبادرة والاتصال بالرئيس المكف، ‏بعد "شريط الاهانة"، لإعادة احتواء الموقف، والعودة إلى آلية تأليف الحكومة‎.‎


وعلمت "اللواء" ان خطوط الاتصالات ستنشط، مع بداية هذا الأسبوع، على مستويات ثلاثة:
1 - رئاسة مجلس ‏النواب، بعدما لمس الرئيس نبيه برّي إمكانية للدخول على خط حلحلة النقاط المستعصية.


2 - نائب رئيس المجلس ‏ايلي الفرزلي، الذي يتولى الوساطة مع التيار الوطني الحر، ومع بعبدا أيضاً، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ‏إبراهيم، الذي يتولى التواصل مع الرئيس الحريري وبعبدا‎.‎



عودة الحريري انتظار الاتصال


سياسياً، عاد الرئيس المكلف سعد الحريري مساء أمس إلى بيروت آتيا من ابوظبي‎.‎


وتوقعت مصادر سياسية ان تعيد دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس الجمهورية ميشال عون للمبادرة ‏والاتصال بالرئيس المكلف سعد الحريري لإنهاء القطيعة بينهما، الحرارة ولو ببطء لعملية تشكيل الحكومة الجديدة ‏باعتبار ان توجيه هذه الدعوة من سيد بكركي لرئيس الجمهورية تحديدا تحمل في طياتها اكثر من معنى ويجب أخذها ‏بعين الاعتبار. وتضيف المصادر ان البطريرك يعتبر رئيس الجمهورية بحكم موقعه مسؤولاً عن ازالة الموانع ‏والأسباب التي تعيق انطلاق تشكيل الحكومة وان لم يذكر ذلك بالتحديد او لتسببه بالكلام المسيء للحريري. ولذلك ‏عليه ان يبادر شخصيا لتجاوز ما حصل لانه لا يجوز بقاء الأمور على حال الجمود الحاصل وتمترس كل طرف ‏بمواقفه في الوقت الذي تتدهور الاوضاع نحو الأسوأ وتزداد معاناة الناس اقتصاديا ومعيشيا بشكل لا يطاق بالتزامن ‏مع عجز الدولة ككل في ادارة الأزمة المترتبة عن تفشي وباء كورونا وبداية انهيار النظام الصحي في لبنان عموما. ‏واشارت المصادر ان دعوة البطريرك الراعي للرئيس عون قد تتطلب كذلك اتصالات ومشاورات لوضعها موضع ‏التنفيذ، لاسيما التمهيد لازالة تداعيات الفيديو المسيء للرئيس المكلف من قبل رئيس الجمهورية وهذا الامر قد يقف ‏حائلا دون معاودة اللقاءات بينهما الا اذا نجح الوسطاء الذين يتحركون بعيدا من الاعلام بين بعبدا وبيت الوسط بايعاز ‏من البطريرك او غيره، في التوصل الى صيغة اعتذار مقبولة لتجاوز الاساءة التي تسبب بها الفيديو المسيء ‏للحريري وهذا يتطلب بعض الوقت. وختمت المصادر السياسية ان كلام البطريرك سيكون له وقع خاص بعد ان دعا ‏رئيس الجمهورية للمبادرة من موقعه ولذلك لا يمكن تجاهل هذه الدعوة، وتوقعت ان تشهد الاتصالات حرارة لتجاوز ‏الجمود السياسي مع عودة الرئيس الحريري المرتقبة خلال الساعات المقبلة الى بيروت‎.‎


وقد اوضح الراعي في عظة امس بعض تفاصيل مساعيه بين الرئيسين فقال: سعيت شخصيا بحكم المسؤولية الى ‏تحريك تأليف الحكومة من أجل مصلحة لبنان وكل اللبنانيين. فلقي كثيرون في هذه المساعي بارقة أمل. وكون ‏الدستور يحدد بوضوح دور كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، تمنيت عليهما أن يعقدا لقاء مصالحة شخصية ‏تعيد الثقة بينهما، فيباشرا بغربلة الاسماء المطروحة واستكشاف أسماء جديدة وجديرة، واضعين نصب أعينهما فقط ‏المصلحة العامة وخلاص لبنان، ومتجاوزين المصالح الآنية والمستقبلية، الشخصية والفئوية‎.‎


وفي هذه الحالة نتمنى على فخامة رئيس الجمهورية اخذ المبادرة بدعوة دولة الرئيس المكلف الى عقد هذا اللقاء. ‏فالوقت لا يرحم، وحالة البلاد والشعب المأساوية لا تبرر على الاطلاق أي تأخير في تشكيل الحكومة‎.‎


عملياً، تخطت اصابات كورونا، في أقل من سنة ربع مليون إصابة مثبتة بوباء فايروس كورونا، في وقت مضت ‏‏"الاجراءات المتأخرة" في طريقها، الذي تظهر معالمه وتختفي، وفقا لمقتضيات العفوية، والأمور الطارئة، خارج ‏خطة واضحة المعالم، وبروتوكولات تطبيقية إدارية وعلاجية، قادرة على الحد من تدهور الوضع الصحي للبنانيين، ‏مع المفاجآت اليومية، التي تظهر تباعاً، سواء في ما خصت أرقام المصابين المؤلفة، أو "يوم الحشر" في المستشفيات ‏الخاصة والعمومية‎.‎


والارباكات المالية، في ما خص حقوق أصحاب المستشفيات، أو توفير السيولة بالعملة الصعبة لشراء الآلات ‏والتجهيزات الطبية، والتي تحتاج إلى قرار أو قرارات من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، المتوقعة عودته اليوم ‏إلى بيروت‎.‎


فهم من مصادر مطلعة أن تقييم الأقفال العام ينطلق من منتصف الأسبوع المقبل وعندها يدرس القرار المقبل أي ‏التمديد أو الفتح التدريجي. وأشارت المصادر عبر "اللواء" إلى أن موضوع القدرة الاستيعابية للمستشفيات هو ما ‏يؤرق المعنيين فضلا عن موضوع آلات التنفس ومعالجة حاجات المستشفيات وهو ما يفترض أن يبحث مع حاكم ‏مصرف لبنان في اقرب وقت ممكن‎. ‎


ولفتت المصادر إلى أن متابعة موضوع اللقاحات بعد توقيع العقود يستحوذ الاهتمام‎.‎


وشدّدت المصادر إن عدم الاستمرار في ضبط الالتزام يؤدي إلى تفلت الوضع ولذلك يتوقع أن تقوم الأجهزة المعنية ‏بمواصلة التشدد وتحرير محاضر الضبط‎.‎


وفي مواجهة تفشي الالتفاف المجتمعي على مستلزمات قرار الطوارئ الصحية، ردّت قوى الأمن الداخلي بالتلويح ‏بالاجراءات كتنظيم محاضر بحق المخالفين، وختم المؤسسات بالشمع الأحمر‎.‎


ورأى الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمود الأسمر، ان تقارير غرفة العمليات ان الاغلاق الكامل جدّي، ‏ببقاء المواطنين بمنازلهم، بسبب ارتفاع الإصابات والوفيات، وهذا كان له تأثير إيجابي على بقاء النّاس في المنازل، ‏مؤكداً ان الالتزام 90 %‎.‎


‎ ‎وتوقع اجتماع لجنة كورونا قريباً، وان اللجنة الصحية الوزارية هي التي تأخذ القرار لجهة رفع تدابير استمرار ‏الاغلاق لمدة جديدة‎.‎


وحسب الدكتور محمّد حيدر مستشار وزير الصحة، فإن اللجنة العلمية تجتمع اليوم، وإذا بقيت الأرقام مرتفعة 5 آلاف ‏أو أكثر، فإن التوجه، سيكون تمديد الاقفال‎.‎


وستخفض اللجنة تصنيف المستشفيات التي لا تستقبل مرضى الكورونا، من دون اعذار، متهماً بعض المستشفيات ‏بتجاوب بسيط‎.‎


وفي إجراءات المواجهة، وقع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الاتفاق النهائي مع شركة الفاريزر‎ ‎‎(alfezer)‎، لاستيراد اللقاح‎..‎


وميدانياً، تمّ تفكيك المستشفى الميداني، الذي قدمته قطر للبنان، ونقله من قضاء صور الىبيروت، حيث يوضع في ‏مستشفى رفيق الحريري، ويتولى طاقم طبي من جامعة البلمند تشغيله‎.‎


‎252812 ‎إصابة


صحياً، انخفض عدد الإصابات بالفايروس، عن السبت الماضي إلى ثلاثة آلاف وستماية وأربع وخمسين (3654 ‏إصابة) العدد التراكمي حسب تقرير وزاة الصحة، وإلى 252812 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي‎.‎


الطقس


في ما خص الأحوال الجوية، سجل أمس المنخفض اليومي تطوراً نوعياً في تساقط المطر، وانخفاض درجات الحرارة ‏إلى ما يقرب 14 درجة على السواحل من طرابلس إلى بيروت‎.‎


وعليه، توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية أن يكون طقس اليوم (الإثنين) غائما جزئيا الى غائم أحيانا ‏مع انخفاض إضافي وبسيط بدرجات الحرارة وضباب على المرتفعات ورياح ناشطة، تتساقط أمطار متفرقة خلال ‏النهار، يتحول مساء الى غائم وتشتد غزارة الأمطار وتكون مترافقة بعواصف رعدية ورياح شديدة تصل سرعتها الى ‏‏60 كلم/س بخاصة في المناطق الشمالية يرتفع معها موج البحر الى ثلاثة أمتار وتتساقط الثلوج على ارتفاع 1300 ‏متر وما دون ذلك شمال البلاد، نحذر من تشكل السيول، وتساقط حبات البرد، انجراف التربة وتطاير اللوحات ‏الاعلانية على الطرقات‎. ‎


أحوال المناطق


وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة "اللواء" في صيدا ثريا حسن زعيتر بأنّ العاصفة التي تسيطر على لبنان والساحل ‏الجنوبي أدت إلى توقف حركتي الصيد والملاحة البحرية في ميناء صيدا، بسبب الانواء وارتفاع الموج، فيما تساقطت ‏الامطار بغزارة ما أدى الى تشكل السيول على جوانب الطرق وسط تدن ملحوظ في درجات الحرارة، وخلت الشوارع ‏بفعل قانون التعبئة العامة وأحوال الطقس‎.‎


عكار


كما غطت الثلوج المرتفعات الجبلية في محافظة عكار على ارتفاع 1800 متر وما فوق، وسط انخفاض ملحوظ ‏ومتسارع في درجات الحرارة المتوقع أن تنخفض أكثر مع ساعات الليل واحتمال تساقط الثلوج على ارتفاع 1200 ‏متر وما فوق. ونبه رئيس مركز جرف الثلوج في منطقة جرد القيطع خالد ديب، السائقين الى "مخاطر القيادة ليلا على ‏هذه الطرق الجبلية التي باتت بحكم المقطوعة، وإلى إمكان تشكل الجليد ليلا ومع ساعات الصباح"، موضحا أن ‏‏"طريقين باتا بحكم المقطوعين بسبب الثلوج هما طريق وطى مشمش - مرجحين - الهرمل وطريق القموعة - ‏الشنبوق - بيت جعفر - القبيات‎".‎


وتشهد محافظة عكار منذ مساء أمس عاصفة وأمطارا تسببت بأضرار في البيوت الزراعية المحمية في عدد من القرى ‏والبلدات الساحلية وبخسائر في المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب مياه النهر الكبير وأنهر الأسطوان ‏وعرقة والبارد‎. ‎

 

*******************************************************************

 نداء الوطن :

 

فشلُكم يقتل الناس... يا حسن‎!‎

 

سقط القناع، ولا ينفع التنكّر. الموتُ تسلل الى كلّ بناية وشارع وحلّ ضيفاً ثقيلاً على كلّ بيت. ‏ففي حين أقفل معدّل الاصابات التراكمي الاحد الماضي، أي قبل اسبوع، على 219296 من ‏الحالات المثبتة محلياً و3563 للحالات الوافدة، ووصلت الوفيات الى 1606، ارتفع عدد ‏الاصابات التراكمي هذا الاسبوع الى 252812 من الحالات المثبتة محلياً، والحالات الوافدة ‏الى 3639، والوفيات الى 1906. وكأنّ ما عاناه اللبنانيون من شدائد، قتلاً متعمداً في 4 آب، ‏وتنكيلاً اقتصادياً موجعاً، وبطشاً معيشياً دامياً، وسرقاتٍ موصوفة لجنى العمر، وغلاء فاحشاً ‏وتهريباً مقصوداً الى سوريا جعل أهل البلد في عراء تام ونقصٍ فاضح لمواد "الصمود" لم يكن ‏كافياً‎.

كنا نعلم بأننا قادمون على سيناريو كارثي. النشرات الاخبارية والتقارير العلمية المحلية ‏والعالمية وصيحات الأطباء وأصحاب المستشفيات الخاصة كلّها دقت ناقوس الخطر. ووزير ‏الصحة كان عالماً بما هو آتٍ، مهما حاول عبثاً تلميع "صورته"، تماماً كما كان حكامنا الكرام ‏على علمٍ بالنيترات المنبئ بموتٍ وشيك في جوف المرفأ. مشكلتنا مع سلطتنا وأربابها ‏اختصاصهم في تقاذف المسؤوليات أكثر من تحمّلها والاتيان بفعلٍ ناجعٍ. معادلةُ حكمٍ مضحكة ‏مبكية من قبيل "أنا مسؤول ولكنني لست مسؤولاً"، تنفع مشهداً من مسرحيات عادل إمام ‏الهزلية‎.

ولعلّ سكوت الحكم الفاشل على سلسلة الفضائح المتتالية الكاشفة لعورته أفضل ألف مرة من ‏تعداد انجازاتٍ واهية كما فعل وزير الصحة بتنصيبه نفسه "بطلاً قاهراً للكورونا"، فيما أرقام ‏المصابين الى تزايد مقلق والموت يحصد مزيداً من الأرواح. وهل أسوأ من الجلوس بكامل ‏الأناقة على سرير استشفاء ليس بحاجةٍ إليه والتقاط صورة تلو أخرى، فيما عشرات المواطنين ‏مرميون في البرد أمام المستشفيات؟ هل يجوز حضور مأدبة غداء فيما يُطالب الناس بالتباعد؟‎

واجبنا كصحافةٍ تَحمل لواء الدفاع عن المواطن أن نسأل وزيرنا وحكامنا عمّا فعلوه تحضيراً ‏للموت القادم ودرءاً للأسوأ؟ وهل لمسنا وجود خطة طوارئ أصلاً؟ هل الاصرار على ابقاء ‏المطار مفتوحاً لأشهر طوال مع علمٍ مسبق باستقدام مئات المصابين بسلالات متنوّعة انجازٌ ‏يستحق التصفيق؟ أم إبقاء الهبات من أسرّة وأجهزة تنفس مرميةً في المدينة الرياضية حتى ‏اللحظة؟ أم عدم تجهيز المستشفيات بما يكفي من الاسرّة والمواد الطبية؟ أم خفض السقوف ‏المالية لمستشفيات المتن وبيروت بالتزامن مع إعلانهما بؤرةً لأعلى معدلات الاصابات؟ أم ‏المبالغة في الاعانات المالية لمستشفياتٍ محظية؟ أم التباطؤ في اقرار "قانون اللقاح"؟ أم ‏‏"التناتش" على المستشفيات الميدانية وتعطيلها بدلاً من تفعيلها وتوزيعها على المناطق بعدل؟ ‏هل تتفاخرون بكلّ ما نراه من أداءٍ يندى له الجبين؟‎

وإذ نرى الوزير المعني ينأى بنفسه عما تم ارتكابه، وفيما تحوّلت منصات التواصل ‏الاجتماعي كالفيسبوك الى ورقة نعي تعدّد أسماء الضحايا وتدبّ الذعر في النفوس، يتبادر الى ‏الذهن تذكير الوزير حمد حسن بالقول المأثور: "ماذا كنت تفعل وقت "الحصايد"؟ غناء ‏‏"القصايد" ما عاد ينفع وكذلك تقاذف المسؤوليات‎.‎

 

**********************************************************************

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram