افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 15 كانون الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 15 كانون الثاني 2021

Whats up

Telegram

 البناء:

 

ملاحقة ترامب لما بعد تنصيب بايدن… والقضاء العراقيّ يأمر بالقبض عليه "ترايدر" و"روسوس": النترات للجماعات الإرهابيّة في سورية عبر لبنان المسار الحكوميّ مصاب بلا غرفة عناية... ونجاح الإقفال وفشل الاستثناءات

 

تزامن حسم البدء بالمسار القضائيّ بحق الرئيس الأميركيّ المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي قد ينتهي بحرمان ترامب من حق الترشح مجدداً للرئاسة، ضمن تفاهم مرجّح بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مع صدور مذكرة إلقاء قبض عن مجلس القضاء الأعلى في العراق بحق ترامب في قضية اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، وتحويلها الى التنفيذ ما يعني صدور بطاقة حمراء بحق ترامب عن الأنتربول إذا انتهت الإجراءات الأميركية إلى حرمانه من حصانة الرؤساء، وبذلك يصير ترامب ممنوعاً من السفر عملياً ومعرضاً للملاحقة عبر العالم.


تزامن أيضاً الكشف عن المسار القضائيّ للسفينة "ترايدر" التي كانت تحمل أسلحة ومتفجرات منها كمية من نترات الأمونيوم، نحو لبنان وأوقفتها سلطات اليونان قبل سنوات، وما أظهره المسار القضائي اللبنانيّ من علاقة للسفينة ترايدر بالجماعات الإرهابية المسلحة في سورية، بصورة تلقي الضوء على وظيفة السفينة روسوس التي حملت كمية النترات التي فجّرت مرفأ بيروت، خصوصاً أن التشابه في الشركات الوهميّة والجهات المشترية وصاحبة السفينة، يجعل النموذج قابلاً لتفسير التكرار، بعدما أوحى تحقيق الـ أف بي اي الأميركية بأن الكمية التي تفجّرت كانت اقل بكثير من الكمية المخزنة في العنبر رقم 12، ما يفسّر برأي مصار أمنيّة محاولات الإيحاء بأن المواد مستوردة لحساب الدولة السورية، كما قال النائب السابق وليد جنبلاط. وروّجت بعض التقارير الإعلاميّة، لصرف النظر عن الوجهة الحقيقية المرتبطة تقليدياً باستعمالات الجماعات الإرهابية للنترات وفقاً للتقارير الأميركيّة الدوريّة عن هذه الجماعات وأساليب عملها. وقالت المصادر إن كانت الدولة السوريّة بحاجة للنترات فهي قادرة على استيرادها مباشرة وإلى موانئها، فلماذا تتكبّد عناء هذا الالتفاف، والعبور غير الشرعيّ، والدخول في هذه المطبات؟


تزامن ثالث برز أمس، بين تأزم صحة المسار الحكوميّ وغياب أي غرفة عناية فائقة قادرة على استقبال وعلاج الحالة المتفاقمة، ما يجعل حال الموت السريريّ ممتدة وطويلة، كما تقول مصادر مواكبة للحال الحكوميّة.


في مواجهة كورونا، سجل لبنان نجاحاً في حال الإقفال، في العاصمة والمناطق، سواء على مستوى المؤسسات التجارية أو الشركات، بينما كان الفشل قاسياً في مجال السيطرة على الاستثناءات والأذونات الخاصة بالتجوّل، وما أظهرته من زحمة سير على مداخل العاصمة، وهو ما قالت المصادر الأمنية إنه حظي بمراجعة العديد من التدابير والإجراءات، متوقعة تحسناً جدياً يفترض ان يظهر من اليوم.


ولا يزال الملف الصحيّ في مقدّمة الاهتمامات إن لجهة تقييم اليوم الأول من قرار الإقفال العام والشامل وإن لجهة الارتفاع المخيف بعدد الإصابات في وباء كورونا والذي بلغ أمس 5 آلاف إصابة مع تسجيل حالات وفاة فاقت الأربعين. فيما يعيش اللبنانيون سباقاً مع الوقت بين الصمود في المعركة مع الوباء وبين وصول اللقاح من الخارج والذي ينعقد المجلس النيابي على نيته اليوم لإقرار العقد الموقع مع الشركة مصنّعة اللقاح.


وقالت مصادر صحية لـ"البناء" إن ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير مردّه الى نسبة الاختلاط الذي حصل في أسبوعي عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث خرق المواطنون كل الإجراءات الوقائيّة الصحيّة وكأن الوضع طبيعيّ. وما حصل أن العدوى انتشرت بشكل تلقائي وتدريجي وسببت مزيداً من الإصابات ستظهر يومياً وجاءت حالات الاكتظاظ والاختلاط في المحال التجارية والأسواق قبيل الإقفال التام وحظر التجوّل ليزيد الوضع سوءاً.


لكن المصادر تسلط الضوء على سبب آخر لارتفاع الإصابات وهو انتشار السلالة الجديدة من الوباء التي ظهرت في بريطانيا ودول أخرى. وترجّح المصادر أن تكون هذه السلالة الجديدة وصلت الى لبنان مع دخول أعداد كبيرة من المغتربين والسياح الى لبنان عبر مطار بيروت ومن دون التقيّد بالإجراءات المطلوبة. وفي هذا الصدد علمت "البناء" من مصادر في المطار أنّه وخلال فترة الأعياد شهد المطار تراخياً في الإجراءات الأمنية والوقائية فضلاً عن التراخي من المواطنين في المطاعم والمقاهي ودور السينما وغيرها من أماكن التجمع والاختلاط.


وأعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 5196 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد الإجمالي للحالات المثبتة إلى 237132. وسُجلت 41 حالة وفاة جديدة، رفعت الإجمالي إلى 1781.


وفيما غصت المختبرات بالمواطنين لإجراء الفحوص للتأكد من إصابتهم، غصت المستشفيات أيضاً بجموع المصابين ذات الحالات الحرجة. ما فاق قدرة المستشفيات الاستيعابية لا سيما بعد قرار وزارة الصحة إجبار كل المستشفيات على استقبال مرضى كورونا والتوقف عن استقبال الحالات العادية.


وقرّر مستشفى سان جورج - الحدث تحويل الكافيتيريا إلى مكان مخصص لاستقبال المرضى، وذلك بعد أن امتلأت كل الاسرة في المستشفى وتزايد عدد المرضى المصابين بكورونا. وأوضح المستشفى أنه يتم القيام بالتعديلات المناسبة ليتناسب المكان مع خدمة المصابين بالفيروس، مؤكداً أن العمل مستمر ليصبح أهلاً لاستقبال المرضى.


من جهته، أعلن مدير مستشفى الحريري فراس الابيض أنه في الـ24 ساعة الماضية، أصيب أربعة مرضى "كورونا" بسكتة قلبية ودخلوا غرفة الطوارئ في مستشفى الحريري، وقال إن أحدهم يبلغ من العمر 19 عامًا. وشدّد على أن "هذا أمر جادّ ويجب ألا يفشل الإغلاق".


إلا أن إصابة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الذي كان يقود المعركة مع الوباء ستؤثر بشكل نسبي على أداء الوزارة.


وأكد مستشار الوزير حسن الإعلامي رضا الموسوي، أن حالة الوزير وابنه مستقرة ولا مضاعفات تُذكر "وماشي حالهم".


ويناقش المجلس النيابي في جلسته اليوم موضوع استيراد اللقاح من الخارج، حيث من المتوقع أن يقر صيغة العقد التي وافقت عليها لجنة الصحة النيابية أي توقيع الدولة على تحمل المسؤولية عن أي نتائج سلبية قد يخلفها اللقاح على صحة المواطنين.


وفيما حذر أطباء من خطر الانعكاسات السلبية للقاح، أفادت وكالة الأدوية النرويجية أن المتخصصين في النرويج يحققون في أسباب وفاة 23 شخصًا بعد تلقيحهم ضد فيروس كورونا.


ولم يُعرَف إذا كان القانون سيشير الى حق الدولة اللبنانية باستيراد أي نوع من اللقاحات في العالم ام سيحصر فقط في اللقاح الأميركي فايزر.


وسجلت نسبة الالتزام بقرار الإقفال وحظر التجول في يومه الأول 94% بحسب ما أكد العقيد جوزيف مسلم الذي لفت الى أن "زحمة السير التي انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي نتجت عن حواجز كانت تقيمها قوى الأمن الداخلي". وأضاف في حديث تلفزيوني "أطلقنا المنصة لتسهيل عمل المواطنين وهي تعمل بشكل تلقائي وعلى الحاصلين على الاذونات إبراز المستندات التي أعطيناهم الإذن على أساسها".


من جهتها، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن الفيديو الذي تم تداوله عن ازدحام في سوق خضار في برج البراجنة قرب الجبانة ليس صحيحاً. وأوضحت القوى الأمنية أن السوق خالٍ تماماً من المواطنين.


كما نفى رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور أن هذه المشاهد تعود لأيام قبل الإقفال، مؤكداً أن نسبة التزام عالية جداً.


وبعد الشائعات التي طالت رئيس مجلس النواب نبيه بري عن دخوله المستشفى بسبب تدهور حالته الصحيّة نتيجة مضاعفات فيروس كورونا، نشرت قناة الـ"ان بي ان" صورة لبري من خلال نشاطه أمس في عين التينة. وبدا رئيس المجلس النيابي في الصورة بصحة جيّدة.


على صعيد آخر، لم يسجل الملف الحكومي أي جديد في ظل استمرار الخلاف والقطيعة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمكلف سعد الحريري، فيما تساءلت أوساط سياسية لـ"البناء" عن جدوى السفر المتكرر للحريري الى دول عربية فيما الأجدى به البقاء في لبنان وتحمل مسؤولياته الدستورية والسياسية والعمل في الليل والنهار على إخراج الحكومة من دائرة العرقلة والتعقيد واجتراح الاقتراحات البديلة على رئيس الجمهورية لا التمسك باقتراح وحيد ورمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية وترك البلاد والسفر بجولة سياحية الى الخارج.


وأكد نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لـ"البناء" أنه "وبعد وصول العلاقة بين الموقعين الدستوريين إلى مرحلة مفصلية، لا بد من العودة إلى المجلس النيابي كحكم لا سيما أن المجلس هو من انتخب رئيس الجمهورية وكلّف الحريري تأليف الحكومة". مضيفاً: "في حال تراجعت الكتل النيابية عن تسمية الحريري فسيتجه الأخير إلى الاعتذار لياقة وأدبياً عن إكمال مشواره الحكومي. لكن لا يحق للمجلس سحب التكليف دستورياً. لكن من دون ذلك، فالحريري لن يعتذر"، يقول علوش.


وأوضح علوش بأن حجم التباعد بين عون والحريري بات أكبر من وساطة حزب الله أو أي طرف آخر. ونفى علوش أن يكون هدف جولة الحريري العربية هو حشد قوى عربية للدفع لتأليف الحكومة. مضيفاً أن "الحكومة تتألف في لبنان". لكن الحريري بحسب علوش "يعمل لإعادة بناء علاقات جديدة في المنطقة ودور إقليمي للتوفيق بين القيادات العربية".


بحسب مطلعين على المشهد السياسي، يبدو أن المواقف الأخيرة لرئيس التيار النائب جبران باسيل معطوفة على "الفيديو" المسرَّب لرئيس الجمهورية، تُخفي قراراً من العهد لإحراج الرئيس المكلف لدفعه للاعتذار فإخراجه عن المشهد الحكومي والبحث عن بديل له. وما شجع عون وباسيل على هذا القرار بحسب المصادر هي التطورات الأخيرة التي حصلت في الولايات المتحدة الأميركية واقتراب نهاية ولاية ترامب الذي فرضت إدارته العقوبات على باسيل. لذلك الأخير لم يعد يخشى العقوبات ما عزّز موقعه وحركيته وموقعه التفاوضي مع الحريري. لذلك اتخذت المعركة مع المستقبل أبعاداً جديدة أكثر إيلاماً.


في المقابل، أكدت أوساط مطلعة في التيار الوطني الحر لـ"البناء" أن "الفيديو ليس مسرَّباً عن قصد. فالرئيس عون لا يعتمد هذا الأسلوب. وإن كان مقصوداً فلن نسرّبه لقناة تتهجم على الرئيس ليلاً نهاراً. لكن ما قاله عون هو الحقيقة ولن يتراجع عنه أو يعتذر. فعون لم يُطلِق صفة الكذب على الحريري بشكلٍ مطلق. بل كان يجيب على كلام الحريري بأن عون سلمه أسماء للوزراء المسحيين. والحقيقة أن الحريري سلم عون أسماء لوزراء مسيحيين وليس العكس.


وأكدت المصادر بأن العلاقة مقطوعة كلياً على محوري بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية.


وكشفت مصادر "البناء" أن "عون قال كلاماً أكثر قسوة في القسم الثاني من الدردشة مع دياب والذي لم ينشر. إذ قال عون فيه إن "الحريري لا يريد تأليف الحكومة لأنه يرفض السير بملف مكافحة الفساد لا سيما التدقيق الجنائي ولذلك هو لا يريد تحمل المسؤولية ويرمي الكرة في ملعب الرئاسة الأولى".


وأوضحت مصادر التيار إلى أن التأخير في ولادة الحكومة له أسباب عدة منها الثقة المفقودة بين عون والحريري، ورفض الحريري السير بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وإدارات الدولة فضلاً عن الضغط الأميركي السعودي على الحريري وتريثه لتمرير المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة الأميركية.


وبحسب معلومات "البناء" فإن الرئيس عون بصدد التحضير لخطوات دستورية إذا ما استمر الوضع على حاله وتجاهل الحريري مسؤولياته في تأليف الحكومة، ومن هذه الخطوات مخاطبة المجلس النيابي لتحميله مسؤولية خياره بتكليف الحريري. إلا أن مصادر التيار لفتت لـ"البناء" إلى أن الرئيس عون لديه أوراق عدة، لكنه سيلعبها بالوقت المناسب ولن يفصح عنها، لكنه في الوقت نفسه ليس الجهة الدستورية التي تقرّر بقاء الحريري من عدمه، بل المجلس النيابي وبالتالي على الكتل النيابية تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد. لكن المصادر أوضحت بأن كافة الخيارات مطروحة أمام عون إذا ما بقي الرئيس المكلف على أدائه القائم.

******************************************************************

 الأخبار:

 

النسخة المتحوّرة من الفيروس ظهرت في 60 في المئة من إصابات بعض المختبرات: الفيروس البريطاني يجتاح لبنان؟

 

مطلع كانون الأول الماضي، وقبل الإعلان عن النسخة البريطانية المتحوّرة من فيروس كورونا إعلامياً. لاحظ اختصاصيّو العلوم الجزيئية (متخرّجو الجامعة اللبنانية) في مختبرات كل من مستشفى بهمن ومستشفى الرسول الأعظم، "أمراً غريباً" بيّنته في نتائج هذه الفحوصات الـ pcr. إذ إن جيناً واحداً من أصل 3 تابعة للفيروس يجري تتبّعها لتأكيد الإصابة بالفيروس، "اختفى" من نتائج تلك الفحوصات لدى أحد المصابين. إثر ذلك، تواصل هؤلاء مع الباحثين في الجامعة اللبنانية، الدكتور فادي عبد الساتر (علوم بيولوجية) والدكتور قاسم حمزة (علوم جرثومية)، اللذين أوصيا المختبرين بتتبع الحالات المشابهة. وبالفعل، بدأت حالات مشابهة بالظهور وصل عددها إلى 50 إصابة من النسخة المتحوّرة من "كوفيد-19" في كانون الأول الفائت، قبل أن يشهد الأسبوع الأول من الشهر الجاري تصاعداً جنونياً في هذه الحالات.


بعد الإعلان في بريطانيا عن نسخة متحوّرة من فيروس كورونا، في 20 كانون الأول الماضي، ربط الباحثان النتائج التي بين أيديهما بالطفرة البريطانية. لكن، حتى الساعة، لا يمكن البتّ ما إذا كان هذا التحوّر المكتشف في لبنان هو نفسه النسخة البريطانية أم نسخة مختلفة؟ إذ إن معدات تحديد تسلسل شيفرة الفيروس بشكل متكامل (sequencing) غير متوفرة في لبنان سوى لدى مستشفيين جامعيين وجامعة، ولا قدرة استيعابية لدى هذه المختبرات المتوافرة على تحديد تسلسل الفيروس لعدد كبير من المصابين، فضلاً عن الكلفة الباهظة للـ sequencing خارجياً.
من أصل 1211 حالة إيجابيّة تبيّن أن 475 حالة مصابة بالسلالة الجديدة


يؤكد عبد الساتر لـ"الأخبار" أنه "على يقين" بأن هذه الحالات هي "النسخة البريطانية من كورونا، أو على الأقل سلالة جديدة تتشارك مع السلالة البريطانية بعدد من الطفرات. ويشدّد على أنّ "حالات الإصابة بالسلالة الجديدة لا تختلف عوارضها عن عوارض سابقتها، لكن لها قدرة على الانتشار بشكل أكبر تصل الى 70 في المئة". عبد الساتر وصف نسبة الإصابة بالسلالة الجديدة بـ"المرعبة"، موضحاً أنه في الأول من كانون الثاني الجاري، وصلت نسبة الإصابة بالسلالة الجديدة بين الفحوصات المخبرية اليومية التي أجريت في مختبرَي "بهمن" و"الرسول الأعظم" الى 16 في المئة، وفي الثاني من الشهر الى 20%، وفي 11منه الى 50 في المئة، وبلغت 58 في المئة في 12 من الشهر الجاري! وتم تأكيد ذلك بعدما طوّر عبد الساتر وحمزة بروتوكولاً خاصاً لتقنية PCR، من دون اللجوء الى معدات تحديد تسلسل الفيروس. وبلغ مجموع عيّنات الفحوصات التي اعتمدت 5427 عيّنة أفرزت 1211 حالة إيجابية، منها 475 حالة إصابة بالسلالة الجديدة.


يعرب عبد الساتر عن "خشية كبيرة" مما ستحمله الأيام المقبلة لجهة أرقام الإصابات، لافتاً إلى أن "المشكلة لن تكون في العوارض، بل في قدرة المستشفيات اللبنانية على استيعاب موجة المصابين الآتية لا محالة، كون النسخة الجديدة أسرع انتشاراً.
وبما أن لا قدرة على تحديد تسلسل الفيروس في مجمل المناطق اللبنانية عبر الـ(sequencing)، لتعزيز بيانات عملية الرصد الوبائي، يدعو عبد الساتر الى اعتماد بروتوكول مشابه للذي طوّره وزميله حمزة، وخصوصاً أن بيانات الدراسة هي من مستشفيين فقط، ولا تكفي لتقديم صورة شاملة عما يحدث في بقية المناطق خارج بيروت. يبقى أن هذه الدراسة لا تزال أوّليّة، ويشارك فيها اختصاصيون من متخرجي الجامعة اللبنانية ومن الطلاب الباحثين. إذ لا تزال هناك أسئلة عدة تحتاج الى أجوبة، منها على سبيل المثال: هل هناك اختلاف في نسب الإصابات بين الذكور والإناث وبين الفئات العمرية المختلفة؟
 

*******************************************************************

 الديار:

خطة الطوارىء تحتاج الى "شدشدة": التزام و"إرباك" وحال المستشفيات "مخيف" اسرائيل تلوّح "بمعركة" بين حربين وتحرض على مواجهة داخلية مع حزب الله! الحكومة في "الثلاجة" بانتظار النسخة الجديدة للحريري... إما التفاهم او المواجهة؟

 

 يمكن القول ان اليوم الاول من الاقفال التام، كان مقبولا، لكنه يحتاج الى مزيد من "الشدشدة" كي لا تنفلت الامور ويتكرر مشهد "التذاكي" لدى بعض من استخدموا منصة الاذونات "الفاشلة" للخروج من المنزل الى "ملهاة" و"تسلية"، وفيما بلغت الاصابات والوفيات "بالوباء" ارقاما قياسية بالامس، جعلت لبنان الاول عربيا في الاصابات، تعيش المستشفيات اللبنانية اسوأ اوضاعها لوجستيا وفي طواقمها الطبية، ما دفع مستشفى السان جورج الى تحويل الكافيتيريا الى مركز لاستقبال المرضى، بعدما غصت الغرف بالمصابين. وامام حالة الانهيار في القطاع الصحي لا تبدو المؤشرات السياسية والامنية افضل حالا، فالحكومة في "ثلاجة الانتظار" مع رهان على "نسخة" جديدة من الرئيس المكلف سعد الحريري بعد العشرين من الجاري، قد تسمح بحصول خرق جدي حكوميا، والا ستكون الامور مفتوحة على "كباش" اقسى في البلاد في حال انتقال المواجهة بين "بيت الوسط" و"بعبدا" الى ازمة ثقة مع حزب الله الذي لا يزال يراهن على امكانية تدوير الزوايا داخليا، اذا ما صدقت النوايا... وبانتظار تقطيع مرحلة "الوقت الضائع" باقل الاضرار الممكنة، تزداد المخاوف من ازدياد العدوانية الاسرائيلية التي تترجم غارات مكثفة في سوريا، وتحريض مستمر ومتصاعد ضد حزب الله، وسط تلميح بافتعال مشاكل داخلية، والتلويح "بمعركة" بين حربين باتت ضرورية، بحسب التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية.


"ارباك" والتزام مقبول
فقد، شاب اليوم الاول من سريان خطة الطوارىء الصحية، بعض الارباكات، والاخفاقات، الا ان التجربة يمكن اعتبارها مقبولة، وقد اعلن مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزيف مسلم ان نسبة الالتزام بالاقفال امس وصلت الى 94 في المئة، علما زحمة سير صباحية سجلت على بعض الطرقات الرئيسية بفعل انتشار حواجز القوى الامنية، خصوصا على مداخل العاصمة بيروت الشمالية والجنوبية، في حين لم تغب الحركة عن معظم الطرق والشوارع على نحو "خجول"، اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فشهدت ارباكا عطل "المنصة" بعد وصول الطلبات الى 91000 طلب، وقد وعد المسؤولين باصلاحه اليوم، وقد تم منح تصاريح لاصحاب اسماء وهمية دونوا احرفا متشابهة باللغة الاجنبية في خانة الاسم او المناطق المقصودة، وقد بلغت الاذونات الموافق عليها، ما يقارب 37 الف اذن. وفيما تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط توجه بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة، سجلت الساعات القليلة الماضية ارقاما مخيفة في تفشي "الوباء" حيث اعلنت وزارة الصحة تسجيل 5196 و41 حالة وفاة، ليصل عدد الوفيات في لبنان منذ شباط الماضي إلى 1781 حالة وفاة، وبات لبنان في المرتبة الاولى عربيا في عدد الاصابات.


"الكافيتيريا" لاستقبال المرضى!
وفي دلالة على الوضع الصحي الصعب والخطير غرد مدير "مستشفى رفيق الحريري الجامعي" فراس أبيض على "تويتر" قائلا: "خلال الساعات الـ24 الماضية، تمت إصابة أربعة مرضى مصابين بفيروس كورونا بسكتة قلبية ومن بينهم فتى يبلغ من العمر 19 عاماً". وأضاف "الأمر جاد. يجب ألا يفشل الإغلاق. لا يمكن أن تفشل عملية الإغلاق. وفي هذا السياق، قرر مستشفى سان جورج - الحدث تحويل الكافيتيريا إلى مكان مخصص لاستقبال المرضى، وذلك بعد أن امتلأت كل الاسرة في المستشفى وتزايد عدد المرضى المصابين بكورونا. وأوضح المستشفى أنه يتم القيام بالتعديلات المناسبة ليتناسب المكان مع خدمة المصابين بالفيروس، مؤكدا أن العمل مستمرا ليصبح أهلا لاستقبال المرضى، اما الوضع الصحي لوزير الصحة العامة حمد حسن، فاعلن المستشفى انه جيد وهو يمارس نشاطه وعمله من غرفته.


في الموازاة، وفي حين يأتي الاقفال في ظل ازمة معيشية اقتصادية قاتلة، غرّد وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية على "تويتر"، قائلاً: "إقرار مجلس أمناء البنك الدولي امس القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة.


الحريري "بنسخة" جديدة؟
في هذا الوقت، لا يزال الجمود "سيد الموقف" في الملف الحكومي، وفيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولاته الخارجية في "الوقت الضائع"، تزامنا مع استمرار التصعيد الكلامي بين "ميرنا الشالوحي" و"بيت الوسط"، دعت اوساط سياسية بارزة عبر "الديار" الى انتظار بضعة ايام ريثما يكتمل الاستحقاق السياسي في واشنطن، حيث بات واضحا ان الحريري لن يخطو اي خطوة قبل خروج ترامب من البيت الابيض، وهذا الامر كان واضحا من اليوم التالي لفرض عقوبات اميركية على الوزير السابق جبران باسيل، حيث بات الرئيس المكلف اسير "هواجس" العقوبات، ومن هنا يجب انتظار "النسخة" الجديدة المعدلة من الحريري بعد هذا التاريخ، وحينها اما سنصحو على حل "وسط" يعيده الى السراي الحكومي متعايشا مع العهد في سنتيه الاخيرتين، لانه لا يملك ترف تبني الدعوات الى استقالة الرئيس ميشال عون، واما يختار بعد جولته العربية تبني سياسة التصعيد، ويتمسك بمواقفه وحينها سنكون امام مرحلة طويلة من الفراغ قد تمتد الى نهاية الولاية الرئاسية.
نهاية مرحلة "الاخبار"


لكن تلك الاوساط، تعتقد بان مصلحة الحريري ستكون في تشكيل الحكومة، والامر المطمئن حتى الان، ان علاقته مع "الثنائي الشيعي" وخصوصا مع حزب الله لا تزال ضمن حدود تنظيم الخلافات، وهي علاقة غير متوترة، في ظل الخطوط المفتوحة بين "حارة حريك" و"بيت الوسط"، وهذا الامر سيسمح "بتدوير الزوايا" عندما تتأمن الظروف الخارجية المناسبة، والحزب يتفهم ظروف الحريري ومخاوفه، ولكن هذا التفهم لن يطول، اذا ما زالت الاسباب الموجبة، وتمسك الحريري بتصلبه غير المنطقي حينها، لن يسهل تشكيل الحكومة، وعندها قد تدخل البلاد "بكباش" سياسي قاس ستكون له انعكاسات سلبية في الشارع، وهو امر لا يريده الطرفان، اقله الان، ولهذا فالمطلوب من الحريري بعد العشرين من الجاري تقديم مقاربة جديدة تساهم في ولادة الحكومة العتيدة، والا ستصبح الامور اكثر تعقيدا وتطرح اكثر من علامة استفهام، خصوصا انه سبق ووعد "الثنائي الشيعي" بانه ليس في وارد وضع "التكليف" في جيبه كورقة ابتزاز في وجه احد، وعليه اثبات ذلك، مقابل تدخل حزب الله لتدوير "الزوايا" مع الرئاسة الاولى والتيار الوطني الحر، واذا لم يحصل سيكون "الارتياب" مشروعا حيال النوايا الحقيقية للرئيس المكلف، وتصبح الامور ابعد من ازمة ثقة داخلية، وعندها ستكون البلاد امام مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة.


لا ثقة بين "المعارضة"
في المقابل، لا يوجد اي تصور مشترك او اتصالات جدية "لولادة" جبهة معارضة في مواجهة العهد وحزب الله، وعلم في هذا السياق، ان النائب السابق وليد جنبلاط غير مهتم بالدخول في "مغامرة" غير محسوبة العواقب، خصوصا انه لم يلمس وجود لبنان ضمن اولويات المجتمع العربي والدولي، والاجتماع الذي عقد في دارة رئيس الحكومة السابق تمام سلام في المصيطبة، وحضره نجيب ميقاتي وتمام سلام، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بحضور النائب السابق غازي العريضي. لم يرتق الى مستوى انشاء او احياء تحالفات عريضة تضم كل خصوم العهد، ووفقا لاوساط الحزب الاشتراكي، ارادت المختارة التأكيد على ثوابتها بعدم موافقتها على محاولة البعض "للانقلاب" على الطائف، فالبلاد ليست مهيأة الان لعقد مؤتمر تأسيسي في ظل التوازنات القائمة حاليا، الاجتماع كان مجرد "رسالة" رفض لاي محاولة تغيير لصيغة النظام، وقد اعطي للاجتماع اكثر من حجمه، فاللقاء الديموقراطي لا يزال على موقفه بعدم الاستقالة من المجلس النيابي لانه غير ذي جدوى، لان الانتخابات النيابية المبكرة اذا ما حصلت ليست مضمونة النتائج، والبلاد الغارقة بازمتها الصحية والمعيشية غير مهيئة "لهزة" سياسية غير مضمونة النتائج. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر نيابية بارزة بان الازمة الحقيقية بين "المعارضة" تتعلق بغياب الثقة بينها، خصوصا ان التجارب الماضية غير مشجعة، والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي يلتقيان على عدم الثقة بالرئيس المكلف سعد الحريري، الذي سبق وخذلهما في اكثر من محطة مفصلية.


اسباب التصعيد الاسرائيلي؟
في هذا الوقت، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان اسباب التصعيد الاسرائيلي الممنهج في هذه الفترة مثير للقلق، فالتقديرات الامنية في اسرائيل تشير الى انه بعد فوز الرئيس الاميركي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، ستسعى الولايات المتحدة إلى تقليص تدخلها في المنطقة. وستركز جميع الدول الكبرى جهودها لحل مشكلاتها الداخلية، وبرأيها فان الوضع الاقتصادي والصحي والمواجهة مع الصين تقلق الولايات المتحدة أكثر مما يحدث في الشرق الأوسط، ومن هنا ثمة عنوانان للهجوم الاستثنائي في حجمه نسبياً على سوريا، قبل يومين، الاول عسكري والثاني ديبلوماسي الى إدارة بايدن، وقد أرادت إسرائيل أن توضح للادارة الجديدة بأن ليس هناك ما يمكن الحديث فيه عن سوريا: فإسرائيل ستواصل العمل فيها كما في الماضي. وفي المقابل، تفيد الهجمات الأخيرة بأن طهران ليست مردوعة من الأعمال المكثفة ضدها هناك، ومن ادعى بأنها تتراجع يخيب أمله يوما بعد يوم لأنها مصممة على مواصلة محاولاتها التموضع في سوريا، وتسليم زمام الامور الى حزب الله، كما يعتقد الاسرائيليون.


المعركة بين حربين حتمية
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سابق في جهاز الاستخبارات، كان مشاركاً في جهود عدم تمركز إيران في المنطقة، بأن لإسرائيل مصلحة في التوضيح للولايات المتحدة بأنها لا توافق على الفصل بين الموضوع النووي ونشاطات إيران في سوريا ومساعدتها لحزب الله. ووفقا لذلك المصدر كل ذلك هو تهديد استراتيجي لإسرائيل. فإذا زادت إيران وحزب الله حجم نشاطاتهما في المنطقة، فستضطر إسرائيل إلى شد حدود قدرة الحرب قليلاً بين الحربين للحفاظ على نشاط عملياتي تحت منسوب الحرب"، وقد تطرقت شخصيات امنية وعسكرية رفيعة في إسرائيل مؤخراً إلى حتمية المعركة بين حربين.


تحريض على الفتنة!
وفي هذا السياق، جاء اللقاء "المغطى إعلامياً" في احد مقاهي واشنطن بين رئيس الموساد يوسي كوهين ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حيث تفيد معلومات دبلوماسية انه اضافة الى "الطبق الرئيسي" المرتبط بايران وملفها النووي، حمل كوهين معه ملفا غنيا بالمعلومات الاستخباراتية وصف بان شديد الحساسية، وهو يرتبط بحجم قدرات حزب الله في لبنان والمنطقة، وكان لافتا حجم التحريض الاسرائيلي الداعي الى ضرورة استغلال الوضع الكارثي في لبنان باعتباره فرصة لن تتكرر لاضعاف الحزب، وسط الانهيار الاقتصادي والصحي، وغياب اي مساعدة عربية او دولية لانعاش الاقتصاد، لكن الاخطر في الكلام المسرب ربما عن "قصد"، بان ثمة توافق اميركي- اسرائيلي بعد هذا اللقاء على انه من الضروري ان يدرك حزب الله انه ليس وحده القادر على ادارة مواجهة عسكرية داخل لبنان، اذا ما اخفقت الجهود للقيام بعمل ما من الخارج.!


لماذا استهداف الحدود السورية- العراقية؟
اما اسباب هذا الهجوم الواسع في شرق سوريا، وهو العملية الرابعة في سوريا خلال أسبوعين، شرحته صحيفة "هارتس" التي نقلت عن مصادر استخباراتية تأكيدها أن طهران نقلت معظم نشاطاتها في سوريا إلى منطقة الحدود مع العراق. وأقامت في المنطقة بنية تحتية لنقل الوسائل القتالية والقوات وركزت فيها مقاتلين من دول مختلفة ، وادعت ان حزب الله لعب دورا محوريا في تنظيمهم وتدريبهم. ووفقا لتقدير مصدر في جهاز الاستخبارات فان ايران نجحت بنقل صواريخ يمكنها إصابة كل مناطق إسرائيل، ويمكنها تحريكها عبر محور التهريب إلى مواقع قريبة أكثر. وهي تنشئ أنظمة للطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصناعات العسكرية التي وجدت صعوبة في تشغيلها في منطقة دمشق.
تحضيرات اسرائيلية


ويخشى جهاز الأمن، كما يتبين من تقدير الوضع الذي قدم للمستوى السياسي، من فقدان واشنطن الاهتمام بالعراق بعد تبديل الإدارة في الولايات المتحدة.يضاف الى ذلك إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وبحسب "هآرتس" قال مصدر أمني رفيع في نقاشات مغلقة بأن الولايات المتحدة إذا عادت والتزمت بالاتفاق النووي فإن "الإيرانيين قد يفهمون ذلك كضوء أخضر لمواصلة كل ما هو ليس نووياً. معنى ذلك أنهم سيبدأون بشد الحبل أكثر مما فعلوا حتى الآن، وسيكون حزب الله في مقدمة هؤلاء. وهذا وضع لا توافق عليه إسرائيل، والإيرانيون يعرفون ذلك.


خطط جديدة على "الطاولة".
وفي هذا السياق، أوعز رئيس هيئة أركان جيش العدو أفيف كوخافي، إلى الجهات المختصة بالجيش الاسرائيلي، بوضع خطة جديدة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، وادعت صحيفة "إسرائيل اليوم" ان الخطوة مدفوعة بالتحركات الأخيرة من جانب طهران، التي تشير إلى أنها تخطط لتسريع العمل في برنامجها النووي، وأشارت الصحيفة إلى أن كوخافي كلّف "الدائرة الاستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش"، المعروفة أكثر باسم "مديرية إيران"، بوضع ثلاثة بدائل، لـ"تقويض جهود إيران النووية ولم توضح الصحيفة ماهية هذه البدائل، لان المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تعتقد انه بمجرد إصدار طهران للأمر، يمكن أن تُشكل موقعا نوويا عسكريا يعمل بكامل طاقته في غضون عام واحد.ومن هنا اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس امس أن إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري مطروح على الطاولة، هذا يتطلب موارد واستثمارات، وأنا أعمل على تحقيق ذلك".


الفشل الاميركي؟
وفي مقابل هذا التحريض الاسرائيلي، اعتبرت اوساط اميركية قريبة من مركز القرار التشريعي لصحيفة "الغارديان" البريطانية، ان جهود ادارة ترامب في التخريب الدبلوماسي ستنتهي بالفشل.ففي الوقت الذي تم فيه ضرب الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات المستمرة إلا أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجات منخفضة زاد إلى 12 ضعفا عما كان عليه منذ تولي دونالد ترامب الحكم وخروجه من الاتفاقية النووية في 2018 عندما عين بومبيو وزيرا للخارجية، وهكذا انتهت ولايته دون تحقيق اي نتائج مقبولة. ووفقا لتلك الاوساط، "ما يقوم بوبيو بعمله هو خلق أيام صعبة للإدارة المقبلة، ولكن يمكن التعامل مع الامر، "فالالغام" التي يزرعها بومبيو للإدارة المقبلة سيتم تفكيكها بدون خسارة أي رأسمال سياسي. فالكثير من الضرر الذي تسبب به ترامب وبومبيو تم عبر القرارات التنفيذية وسيتم محوه من خلال القرارات التنفيذية".

 

*********************************************************************

 النهار:

"سكتة سياسية" في عز المواجهة مع الوباء

 

بدأ لبنان امس ما يمكن اعتباره المحاولة الأخيرة الأكبر والأخطر لمنع تكريس واقعه كأحد البلدان النماذج الأعلى كارثية في العالم في مواجهة جائحة كورونا بعدما تجاوزت نسب الإصابات وحالات الوفاة فيه في الأسابيع الأخيرة المستويات العالمية الاسوأ اطلاقا. واذا كانت حالة الطوارئ الصحية التي بدأ تنفيذها امس مع تدابير منع التجول والاقفال العام تحتاج الى أيام عدة للحكم على مستوى الجدية في التزام إجراءاتها سواء من جانب المناطق والمواطنين او من جانب الدولة بمؤسساتها وأجهزتها وقواها العسكرية والأمنية المعنية بتنفيذ الإجراءات والسهر على التزامها بحزم، فان التقديرات الاستباقية المستندة الى المراحل السابقة لا تبدو متفائلة ابدا في اجتراح اختراق حقيقي من شانه خفض مستويات الكارثة الوبائية التي كان من ظواهر تفاقمها ان أدخلت رؤساء الطوائف الى المعترك بقوة لتوجيه نداءات ذات خلفيات دينية الى المواطنين لالتزام إجراءات الحماية وعدم التسبب بالعدوى للآخرين.


ولكن "الفاجعة" الحقيقية لا تقتصر فقط على الاعداد القياسية المحلقة يوميا للاصابات والوفيات او على ما كشفه مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي الدكتور فراس ابيض من ان أربعة مرضى بكورونا أصيبوا في الساعات الأربع والعشرين السابقة بسكتات قلبية من بينهم شاب يبلغ من العمر 19 سنة، بل في السكتة السياسية القاتلة التي ألمت بدولة بدت كأنها اختفت فعلا طبقا للمخاوف المتكررة التي سبق لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان أبداها قبل ان تنحسر الوساطة الفرنسية بدورها تحت وطأة مخطط إفشالها المنهجي الذي تولاه فريق تعطيل تأليف الحكومة الجديدة. فالواقع السياسي المواكب لانطلاق المواجهة اللبنانية الفاصلة مع الوباء المتسع والمنتشر في كل انحاء لبنان لم يكن مرة بمثل هذه الصورة الدراماتيكية والسوداوية حتى في حقبات الحروب. وطبع الشلل الكامل حركة المقار الرئاسية والسياسية باستثناء بعض اللقاءات في عين التينة ربما للرد على موجة الشائعات الكاذبة عن صحة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيرأس بعد ظهر اليوم جلسة مجلس النواب في قصر الاونيسكو لاقرار قانون الاستخدام الطارئ للقاحات.


اما في بعبدا فلم يسجل أي نشاط فيما الرئيس سعد الحريري موجود في الإمارات وسط ترجيحات لقيامه بجولة قد تقوده الى مصر وفرنسا. وعكس هذا الشلل، مع غياب أي مشاورات ووساطات متصلة بالازمة الحكومية، مناخات بالغة السلبية بدأت الكواليس السياسية تتداولها حيال احتمال ان تكون الازمة الحكومية تحولت قسرا وبفعل متعمد من فريق تعطيل تاليف الحكومة الى ازمة نظام من خلال الانقلاب المتدرج على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. وابدت مصادر سياسية بارزة ومعنية بمجريات الازمة لـ"النهار" مخاوف كبيرة من التداعيات التي أفضى اليها الهجوم السياسي والشخصي الحاد بحيث باتت الازمة بلا أي ضوابط وانتفت كل الوساطات وأسقطت الواحدة تلو الأخرى ووضعت البلاد امام ازمة مفتوحة تماما لا افق زمنيا وسياسيا لا داخليا ولا خارجيا من شأنه ان يضع حدا لها بما ينذر بتحلل بقايا القدرة الرسمية الفعلية على مواجهة اخطار الانهيارات والأزمات التي يغرق لبنان في مصائبها. ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان احتواء التصعيد من الافرقاء السياسيين لم يعد يشكل ضمانا كافيا للحد من التداعيات الخطيرة للازمة السياسية بعدما بات اجهاض تشكيل الحكومة الجديدة التي تعتبر باب الإنقاذ الوحيد للبنان من مصير كالح، يحتم خروج جميع القوى من مخابئ النأي عن صراع افتعله العهد وفريقه السياسي ووضع البلاد في ظله امام امر واقع مخيف.


التزام...…ولكن !
اذاً دخلت البلاد امس مرحلة الاقفال التام والشامل لمحاولة حصر تفشي وباء كورونا ومد الجسم الطبي والاستشفائي ببعض الوقت والاوكسيجين ليلتقط انفاسه ويتمكن من الصمود. وفي اليوم الاول من الاقفال الذي يستمر 10 أيام سجلت نسبة كبيرة ومشجعة جدا للالتزام بالإقفال في معظم المناطق اللبنانية بما فيها في المخيمات الفلسطينية وقدر مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزف مسلم نسبة التزام الاقفال بـ 94 في المئة ، علما ان زحمة سير صباحية سجلت على الطرق بفعل انتشار حواجز القوى الأمنية . اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فطبعها تخبّط كبير يوجب اصلاحه وحلّه لتأمين التقيد بهذه الآلية في الأيام المقبلة. ولكن المفارقة البالغة السلبية تمثلت في ان اليوم الأول من الاقفال سجل في نهايته أسوأ الاعداد الصادمة للاصابات مع رقم قياسي جديد للاصابات بلغ 5196 إصابة وأعلى رقم يومي للوفيات سجل منذ وصول الجائحة الى لبنان بلغ 41 حالة. وسجلت وزارة الصحة في هذا السياق ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية للاصابات بكورونا لكل مئة فحص الى 17.6 في المئة. وبات معلوما ان هذه الأرقام والاعداد والنسب التي تتقدم أسوأ النسب العالمية تعزى الى كثافة الإصابات واتساعها على نطاق واسع في كل لبنان كما الى الواقع الاستشفائي الخطير الذي تعانيه المستشفيات جراء حالات الاكتظاظ امام أقسام الطوارئ وفي الأجنحة وغرف العنايات الفائقة.


وفي حين يأتي الاقفال في ظل تفاقم الازمة المعيشية والاجتماعية اعلن وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية ان إقرار مجلس أمناء البنك الدولي القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار "سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة" وشدد على ان "مساعدة الأسر الفقيرة واجب وطني وحقٌّ مكرّس للمواطن على دولته". كما أعلنت الهيئة العليا للاغاثة، في بيان، أنه "استنادا إلى قرار وزارة المال دفع مساعدة مالية بقيمة 75 مليار ليرة لبنانية كسلفة خزينة للهيئة العليا للإغاثة، وتنفيذا للخطة الاجتماعية الهادفة إلى مساعدة الأسر التي ترزح تحت أوضاع معيشية حادة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة كورونا قامت الهيئة بتحويل كامل المبلغ إلى حساب خزينة الجيش، واعتمادا إلى آلية تم وضعها من قيادة الجيش والادارات المعنية في الدولة، واستنادا إلى جداول إسمية يعدها الجيش والادارات المختصة وفق مبدأ الأولوية والحاجة".


قانون اللقاحات
في المقابل، تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم بعد ظهر اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط مطالبات بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة . وعشية الجلسة لفت نقيب الأطباء شرف أبو شرف الى ان لجنة الصحة النيابية كانت قد ناقشت هذا المشروع ووضعت فيه الأطر القانونية والطبية لحماية المواطنين، خصوصا ان الدول الغربية بدأت بإعطاء اللقاحات ضد وباء كورونا منذ شهرين،‏ والمضاعفات السلبية من حرارة بسيطة أو وجع ‏في العضل، قليلة جدا.


وقال في بيان "ان نقابة الأطباء تطالب السادة النواب بربط مشروع قانون اللقاحات بمعايير المواصفات والجودة المتوفرة في بلد المنشأ، وبربطها بالشروط نفسها التي تطبقها الدول الأوروبية، حفاظًا على صحة وحقوق المواطن والدولة" .

 

***********************************************************************

 اللواء:

لبنان يدخل في "الإقفال الجدي".. وخلافات الوزراء تهدّد الأيام العشرة! انتقادات تسبق تشريعات اللقاح.. ولقاء رؤساء الحكومات جنبلاط قبل "فيديو الإهانة"

 

 بالمقارنة، مع الاقفالات السابقة، سجّل اليوم الأوّل من إعلان "الطوارئ الصحية" نجاح، لا يمكن اخفاؤه. إذ تضافرت عناصر عدَّة للخروج من حالة الاستخفاف المجتمعي بالوباء ومضاعفاته: انتظار رجال الامن عند قارعة الطريق، يسجلون المحاضر، من دون ردع أو حتى قمع للمخالفات، وحضر مطر كانون الثاني، في المشهد، فألزم النّاس في التزام منازلهم، والعائدين عبر المطار التزام محاجرهم في الفنادق.


وأكدت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن الانشغال المحلي بملف كورونا هو الطاغي لتلمس ما قد يخرج عن الأقفال الذي دخل إليه البلد أمس، مشيرة إلى أن الملفات الأخرى أضحت مغيبة مع العلم انها تتصدر المشهد اللبناني في وقت قريب لاسيما عندما يتصل الأمر بالحاجة إلى التصدي لها إلا إذا عهد الأمر إلى حكومة تصريف الأعمال.


وهنا لفتت المصادر نفسها إلى أن الملف الحكومي يحتاج إلى أكثر من معجزة في ظل توقف المبادرات مع العلم ان بعض سعاة الخير أو الوسطاء يرفضون تعليق تحركهم ولذلك هم على استعداد للتحرك من أجل أحداث أي خرق.


إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن خطوط التواصل مقطوعة وستبقى لفترة على الأرجح من دون معرفة ما إذا كان هناك من وساطة خارجية ستظهر ام لا.


وأشارت إلى أن المقاربات لا تزال كما هي بالنسبة إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف فالرئيس عون يتحدث عن المعايير الواحدة والتوازن الوطني والرئيس الحريري قال ما لديه.


وتوقعت مصادر سياسية ان تستمر حالة الجمود التي تتحكم بتشكيل الحكومة العتيدة اكثر من المتوقع بسبب الانعكاسات والتداعيات السلبية التي تسبب بها الموقف التصعيدي الاخير لرئيس الجمهورية ميشال عون ضد الرئيس سعدالحريري وعلى الواقع السياسي ككل. وقالت انه لم يسجل اي اختراقات مهمة لحالة الجمود هذه، باستثناء محاولات محدودة لتقصي مواقف الاطراف من امكانية تقبل الوساطات بهذا الشأن،او الاعتراض عليها او رفضها ككل.ولكن تبين من فحوى الاتصالات ان موقف عون الاخير تجاه الحريري مايزال يرخي بمفاعيله الثقيلة السلبية،بعدما تسبب بجرح بالغ في العلاقة مع الحريري وما يمثله ، ولذلك من الصعوبة بمكان القيام بترطيب الأجواء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالوقت الحاضر ريثما يتم تبريد الاجواء تدريجيا من خلال بعض الخطوات والمواقف التي تبدد اتهامات عون للحريري وبالتالي يسهل بعدها الانتقال إلى مرحلة اعادة التواصل بين الرئيسين، الا انه بدون قيام الرئاسة الاولى بالخطوة الاولى ،يبدو انه من الصعوبة بمكان الانتقال إلى تحقيق اختراق جدي في مسار عملية تشكيل الحكومة الجديدة.


الاقفال والطوارئ
نفذ لبنان فجر أمس إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها تتضمن منع تجول طيلة اليوم لنحو أسبوعين في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بفيروس كورونا المستجد ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المنهك. وبدت الحركة محدودة في عدد من شوارع بيروت وضواحيها وأقفلت المؤسسات التجارية والأسواق ومعظم الشركات الخاصة أبوابها. وتضمنت الإجراءات التي أقرّتها الحكومة خشية انهيار القطاع الصحي بعد تخطي مستشفيات رئيسية طاقتها الاستيعابية، حظر تجول على مدار الساعة حتى 25 من الشهر الحالي، مع استثناءات تطال العاملين في القطاع الصحي ومنشآت حيوية وصحافيين.


كذلك، تضمّنت تقليص حركة المسافرين في المطار بشكل كبير، ومنعت دخول الوافدين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية، باستثناء العابرين ترانزيت. ووفق توصيات قوى الأمن الداخلي، على المواطنين الخاضعين لحظر التجول والراغبين بالخروج لسبب ما كزيارة طبيب أو إجراء فحوص أو الذهاب الى المطار، الحصول على موافقة مسبقة بعد توجيه رسالة قصيرة عبر الهاتف أو ملء طلب عبر الإنترنت.


كما يطلب من بعض الفئات المستثناة من حظر التجول الحصول أيضاً على موافقة كالعاملين في شركات الصيرفة وتحويل الأموال. وازدادت حالات العدوى خلال الأسبوع الماضي بنسبة سبعين في المئة عما كانت عليه في الأسبوع السابق، ما جعل لبنان من البلدان التي تشهد حالياً واحدة من أكبر الزيادات في الإصابات في العالم. وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إصابته بالفيروس ودخوله المستشفى. واضطر مصابون خلال الأيام الماضية للانتظار لساعات طويلة في أقسام الطوارئ أو الانتقال من مستشفى الى آخر بحثاً عن أسرّة. وعمدت مستشفيات إلى معالجة مصابين وافدين إليها داخل سياراتهم نتيجة اكتظاظ غرف الطوارئ وأقسام العناية الفائقة والعزل.


بانتظار اللقاح
وتتضمن الإجراءات الجديدة أيضاً إغلاق محال بيع المواد الغذائية أمام الزبائن، على أن تبقى خدمة التوصيل، وهو أمر لا يتوافر في كل المناطق اللبنانية، ما جعل اللبنانيين يتهافتون خلال الأيام الثلاثة الماضية بشكل غير مسبوق لشراء حاجياتهم. وازداد معدل الإصابات بشكل قياسي بعدما سمحت الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة للملاهي والحانات بفتح أبوابها، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتداعي، رغم تحذير القطاع الصحي. وأقرّت السلطات في السابع من الشهر الحالي إقفالاً عاماً تضمن استثناءات عديدة وترافق مع حظر تجول ليلي، بدأ سريانه في اليوم نفسه. إلا أن الإجراءات لم تحل دون استمرار ارتفاع الإصابات. وسجّلت معدلات إصابات يومية قياسية تخطت الخمسة آلاف بينما بلغ عدد المصابين الإجمالي وفق آخر حصيلة الأربعاء 231936 بينها 1740 وفاة.


ويأتي تدهور الوضع الصحي فيما يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر. وأبدت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) قلقها "العميق" من أن يؤثر الإغلاق على العائلات والأطفال الذين يعانون من أوضاع اقتصادية هشّة، ما لم يتم دعمهم بشكل فوري.


على أن الأخطر، ما يجري داخل المستشفيات، إذ غرَّد مدير مستشفى الحريري الجامعي د. فرانس الأبيض عن ان بعض المصابين بالكورونا تعرضوا لنوبات قلبية، (4 مصابين، حسب الابيض).


ووصف وزير الصحة السابق كرم كرم السلطة القائمة بالفاسدة والحمقاء، نظراً لعدم الحصول على لقاح كورونا.. ووصف مجلس النواب بالفاشل.


وقدر وزير الصحة السابق الدكتور جميل جبق ان يصاب ما يزيد عن 500 ألف بالكورونا في نهاية الشهر، مع المعدلات اليومية.


وفي السياق، ان إدارة مستشف السان جورج- الحدث، ذكرت ان الوضع الصحي للوزير حسن جيد، وقالت انه يمارس عمله ونشاطه من غرفته في المستشفى.


إلتزام كبير بالإقفال
وعلى صعيد الاقفال، قال مصدر امني مسؤول لـ"اللواء": انه كان افضل يوم للإلتزام بالاقفال نسبة الى المرات السابقة، ونأمل ان يكون اليوم الاخير في 25 الشهر مثله وان يستمر الإلتزام الكبير في كل المناطق. مشيراً الى ان المواكبة الامنية كانت كثيفة، وتم تحرير محاضر ضبط بالمخالفين لكنها لم تكن مرتفعة كالسابق.


ورداً على سؤال حول عمل المنصة الالكترونية وهل كانت ناجحة ام معقدة وصعبة، اوضح المصدر: ان المنصة تعطي موافقة اولية فورية للجدّيين للخروج من المنزل لقضاء حاجة ضرورية، لكن قوى الامن تواكب على الارض عبر مقارنة الموافقة بالواقع والتأكد هل فعلا ان المواطن خرج من المنزل للسبب الذي حدده، وعليه ان يُبرز مستندات تثبت صحة كلامه كوصل او فاتورة الشراء او ورقة الطبيب او المستشفى او الصيدلية. وقال:نحن حذرنا قبل يومين من سوء استخدام هذه المنصة والتلاعب لأننا سنكون جديين في الملاحقة.


وفي الوقائع، سجلت حركة مرور كثيفة وزحمة سيارات على طرقات خلدة وجل الديب ومناطق اخرى عند مداخل بيروت بسبب حواجز قوى ألامن الداخلي، التي نظمت محاضر ضبط بحق المخالفين.


وسيّرت قوى الأمن مدعومة من الجيش دوريات واقامت وحواجز في العاصمة بيروت والضواحي من بعبدا وحتى ضبية ومناطق الجبل والجنوب والبقاع والشمال، وُسجّل التزامٌ شبه كامل بالإقفال من قبل أصحاب المحال والمؤسسات التجارية.


وشهدت أحياء الضاحية الجنوبية إلتزاماً كبيراً بقرار الإقفال فاقت نسبته 95 بالمئة، وخلافاً للمشهد اليومي من الزحمة، بدت الشوارع الرئيسية والفرعية خالية تماماً إلا من قِلّة قليلة جداً من المشاة والسيارات، والمحلات والمؤسسات غير المستثناة مقفلة بالكامل، والتزمت السوبر ماركت بمنع دخول الزبائن اليها والاكتفاء بالبيع بخدمة الديليفري او عند باب المحل بعد اقفاله بطاولة او شريط معدني. مع التزام بوضع الكمامات والتباعد. فيما تراجعت حركة الاقبال على شراء المواد الغذائية بشكل واسع عمّا كانت عليه قبل يومين.


وشوهدت في بعض احياء الغبيري- الشياح لا سيما في حي الجامع وسوق الخضار، دوريات من الجيش وقوى الامن تنظم محاضر ضبط بالمخالفين على قلة عددهم، وتجبر حتى محلات الخضار وافران المناقيش المستثناة على الإقفال، ما زاد من حجم الإلتزام.


كذلك سيّرت شرطة بلدية صيدا دوريات في مختلف شوارع وأحياء المدينة واقامت حواجز طيارة، للتأكد من ضرورة التقيد بالمقررات وبوضع الكمامة وبالإجراءات الصحية. كما سيرت شرطة البلدية وجهاز أمن الدولة دوريات مشتركة في مختلف شوارع المدينة للتأكد من تطبيق المقررات تحت طائلة تحرير محاضر بحق المخالفين.


ورفع الجيش اللبناني مساء امس على حواجزه العسكرية عند مداخل مخيم عين الحلوة لافتات يؤكد فيها "منع دخول المخيم والخروج منه اعتبارا من تاريخ 14 كانون الثاني وحتى اشعار آخر"، وأبلغ القوى السياسية الفلسطينية والقوة المشتركة واللجان الشعبية، أن "ما يسري على اللبناني يسري على الفلسطيني لجهة حظر التجول والاستثناءات ومنع الحركة من المخيم وإليه". وبالتزامن اعلنت وكالة "الاونروا" اقفال مؤسساتها كافة بما فيها العيادات الصحية في المخيمات الفلسطينية حتى يوم الاثنين بانتظار اعلان برنامج لاستقبال المرضى في حال الطوارىء.


والتزم مخيما عين الحلوة والمية ومية قرار حظر التجول والاقفال العام ولم يسجل أي دخول إلى مخيم عين الحلوة أو خروج منه الا للحالات المستثناة او بتصاريح موافق عليها .


أما في النبطية وصور وبنت جبيل ومرجعيون ، لم يكن الاقفال شاملا صباحاً وسجلت خروقات تمثلت بفتح بعض المحلات التجارية، فيما خلت الشوارع والطرقات من السيارات والمارة، وأقيمت حواجز على المستديرات وسطرت محاضر ضبط للمخالفين فتم اقفال المحلات المخالفة. وكذلك كان الحال في مناطق حاصبيا وراشيا والبقاع الغربي وزحلة والبقاع الاوسط.


أما مدينة بعلبك فالتزمت الإقفال وشهدت الطرق الرئيسية حركة سير خفيفة، وخلت متنزهات رأس العين والمطاعم والمقاهي من روادها، فيما نشطت حركة الدراجات النارية الخاصة بخدمة الدليفري، وكذلك اقفلت مرافق ومؤسسات مدينة الهرمل.


في طرابلس، أقامت عناصر قوى الامن الداخلي حواجز متنقلة في مختلف شوارع المدينة وسيرت الدوريات للتأكد من التزام المواطنين قرار الاقفال، ونظمت محاضر ضبط في حق المخالفين، وسجلت نسبة التزام كبيرة جدا بالاقفال في المدينة وبدت شوارعها منذ ساعات الصباح خالية من حركة السيارات والمارة. كذلك شهدت مناطق زغرتا والكورة والبترون وجبيل وكسروان التزاماً تاماً.


وللمرة الاولى منذ بدء قرارات التعبئة والاقفال العام، سجلت عكار بمختلف بلداتها وقراها الرئيسية أعلى نسبة إقفال تجاوزت الـ 90 في المئة.


الجلسة اليوم
وفي الوقت الذي سجلت فيه اصابات كورونا أعلى نسبة لها في لبنان أمس يعقد مجلس النواب بعد ظهر اليوم جلسة في الأونيسكو وعلى جدول أعماله بند واحد هو اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لكافحة جائحة كورونا، بعد ان ادخلت لجنة الصحة النيابية بعض التعديلات عليه. ومن المقرّر ان يتم التصويت على الاقتراح بمادة وحيدة وبجلسة سريعة، كون ان هذا الاقتراح الهدف منه السماح باستخدام اللقاحات التي تستحصل على موافقات من الجهات الصحية الدولية والأدوية التي تستخدم في معالجة مضاعفات الإصابة بكورونا.


وانتقد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان تأخير إقرار قانون "تنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا".


وذكر عدوان ان "في 21 كانون الأوّل الماضي ارسل العقد مع شركة "فايزر" إلى هيئة التشريع والاستشارات، التي أنهت مهمتها في غضون يومين، ومن 6 أيام فقط حتى ارسل مشروع القانون إلى مجلس النواب. لا اعتقد ان هذه الطريقة التي يجب ان تتبع". واعرب عن اعتقاده انه "لا يوجد فعالية وجدية في العمل على مستوى الحكومة المستقيلة ووزارة الصحة".


وقال: "اللقاح الذي سيصل في بداية شهر شباط المقبل، لن يصل منه سوى دفعة أولى في أوّل ثلث من السنة، أي حتى نهاية شهر آذار سيكون هناك تلقيح لـ10 بالمئة من اللبنانيين كحد أقصى، وبالتالي يجب استيراد اللقاح من شركات مختلفة لتلقح نسبة أكبر من السكان". وشدّد على انه "إن لم يتم استيراد لقاحات أخرى أو اللقاح نفسه من خارج الدولة اللبنانية، فسينعكس ذلك على الصحة العامة"، مفيداً بأن "كل اللقاحات التي طلبتها الدولة اللبنانية تغطي فقط 20 بالمئة من السكان".


سياسياً، لم يُسجّل أي جديد وسط إنكفاء ردود الفعل على شريط الفيديو للحوار بين الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، ونفي مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي للكلام عن إقامة جبهات او تكتلات سياسية جديدة خاصة سنيّة درزية، فيما طغى تحرك الرئيس المكلف سعد الحريري مجدداً بإتجاه دول المنطقة، حيث غادر امس الى الامارات ومنها قد ينتقل الى القاهرة من دون تأكيد ذلك رسميا من اوساطه.


توضيح حول إجتماع رؤساء الحكومات وجنبلاط
وأوضح مصدر مقرب من رؤساء الحكومات السابقين أن الإجتماع الذي عُقد في منزل الرئيس تمام سلام وضم الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة مع رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي، حصل منذ أكثر من إسبوعين، وقبل المؤتمر الصحفي للنائب جبران باسيل والفيديو المسرّب من القصر الجمهوري وما تضمنه من إهانة للرئيس المكلف.


وأشار المصدر أن هذا اللقاء جاء في إطار المشاورات مع القيادات الوطنية لإخراج البلاد من دوامة الأزمات التي تتخبط فيها، وسلوك سبل الإنقاذ قبل الوصول إلى مرحلة الإرتطام.


ملاءة المصارف
مصرفياً، يكاد مصرف بلوم-بنك للأعمال ان يوقع اتفاقية "الاستحواذ" من قبل المؤسسة العربية المصرفية (ABC). وهو مصرف بحريني، مقابل 480 مليون دولار، بالتزامن مع مباشرة المصارف رفع رأسمالها بنسبة 20%.


صحياً، جاء في التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة ان عدد الإصابات سجلت 5196 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و41 حالة وفاة في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد إلى 237132 حالة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2019.
 

*********************************************************************

 الجمهورية:

 

الجمود الحكومي يتعاظم.. وكورونا تتكاثر.. والتأليف ينتظر

 

 تتجه الأنظار اليوم إلى مجلس النواب الذي سيقر اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تنظيم استخدام المنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا، خصوصاً في ظل الانتشار المخيف لهذا الوباء، ودخول الإقفال التام حيّز التنفيذ، وشعور الناس المتعاظم بالخوف بسبب عدم قدرة المستشفيات على استيعاب أعداد الإصابات الهائلة. ومع انسداد أفق التغيير في الداخل، وتعليق الوساطات الرامية إلى كسر حلقة الجمود الحكومي، تبقى الأنظار شاخصة في اتجاهين: كورونا وخطرها المتمدّد وتسريع وصول اللقاحات، ودخول الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض كخطوة يمكن أن تعيد تحريك المياه الحكومية الراكدة لبنانياً.


يطغى الهمّ الصحي على كل ما عداه من هموم، على رغم أهميتها، وتحديداً الهمّ الحكومي الذي دخل في نفق مظلم بعد "الفيديو" الذي انتقد فيه رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري، وأشعَل مواجهة بينهما لم تنطفئ نارها بعد، قاطعاً الطريق على كل الوساطات، ومُرحّلاً التأليف إلى ان تنضج الظروف المحلية والخارجية، في اعتبار انّ اي خرق، وفقاً للمعطيات الراهنة، غير ممكن ما لم تتبدل هذه المعطيات.


وبالتزامن، كثر الحديث عن السعي لإنشاء جبهات سياسية، وبرز في هذا السياق اللقاء الذي جمع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى رؤساء الحكومات نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام في منزل الأخير في حضور الوزير السابق غازي العريضي، وفي خطوة عدّ أنّ الهدف منها يتمحور بين حدّين: حدّ أقصى هو إسقاط رئيس الجمهورية، وحد أدنى هو تحصين موقع الرئيس المكلف سعد الحريري ودوره في مواجهة العهد الذي يضع كل جهده لإحراجه فإخراجه.


وفي موازاة هذه الجبهة، كشفت "القوات اللبنانية" بدورها عن اتصالات تجريها مع القوى المعارضة للأكثرية الحاكمة من أجل تشكيل جبهة سياسية ببند أوحَد عنوانه الانتخابات النيابية المبكرة، كمدخل لإعادة إنتاج السلطة، في ظل المراوحة السياسية القائمة وعدم القدرة، ليس فقط على تشكيل حكومة، إنما على إخراج لبنان من أزمته المالية.


ولكن لا مؤشرات الى نجاح هذه الجبهة او تلك بتحقيق أهدافها، وتحديداً لجهة إسقاط رئيس الجمهورية والانتخابات النيابية المبكرة التي تواجه اعتراض تيار "المستقبل" و"الاشتراكي" على خلفية قانون الانتخابات وأمور أخرى، وذلك من دون الحديث عن الأكثرية التي ترفض تقصير ولاية مجلس النواب، فيما يقف "حزب الله" حاجزاً أمام أي محاولة لإسقاط عون الذي يتعذّر أساساً إسقاطه دستورياً على خلفية سياسية.


قطيعة ووساطة
وفي هذه الأجواء التي غلب عليها الإقفال العام لمواجهة تداعيات انتشار كورونا غابت اي معلومات عن اي اتصال او جهد يُبذلان من اجل معالجة ازمة تشكيل الحكومة العتيدة.


فرئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا يتابع ملفات أخرى، والرئيس المكلف للحكومة سعد الحريري موجود في ابو ظبي، بحسب معلومات غير رسمية. وعلمت "الجمهورية" انّ هناك عدة مساع لإقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدخول على خط الوساطة، في ضوء القطيعة الشاملة بين عون والحريري وانقطاع الاتصالات في شأن الاستحقاق الحكومي، وهذه المساعي تجري في الكواليس السياسية لضمان نجاحها وحمايةً للقائمين بها. لكنّ اي خطوة تؤشّر الى انطلاقها وما يمكن ان تؤدي اليه، تنتظرعودة الحريري في موعد لم يستطع أحد من محيطه او من أي جهة أخرى تحديده.


وتحذير من مخاطرها
وعليه، فقد حذرت مصادر سياسية عليمة من مخاطر استمرار القطيعة بين عون والحريري، منبّهة الى ما هو اخطر بكثير بعد انعكاسات توقفهما عن بذل اي جهد يؤدي الى تنفيذ المهمة على مستقبل البلد، وهو ما سينعكس حكماً على حجم الازمات التي يمكن ان تتطور الى درجة لا يتوقعها اي عاقل.


ولفتت هذه المصادر، عبر "الجمهورية"، الى "التعنّت الذي بلغ مرحلة خطيرة لم تصل اليها اي معادلة سياسية سابقاً. كذلك بالنسبة الى لغة التخاطب التي اعتمدها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الأحد الفائت، قبل ان يقدّم رئيس الجمهورية نسخة ثانية من هذا الخطاب في اليوم التالي.


لقاء قديم
الى ذلك، توقفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" عند الحديث عن اللقاء الذي انعقد في منزل الرئيس تمام سلام وضمَّه الى عدد من رؤساء الحكومة السابقين وجنبلاط، وانه تم خلاله التشاور في ما آل اليه الوضع في أعقاب الفيديو الفيلم المسرّب والمواقف التي سبقته وتلته، فلفتت الى انّ هذا الامر ليس دقيقاً. وقال احد الذين شاركوا في هذا اللقاء لـ"الجمهورية" انه انعقد قبل 10 ايام من عيد رأس السنة، ولم يكن على جدول اعماله مثل هذه السيناريوهات التي رسمتها اوساط لم يتمكن أحد من تحديد هويتها.


واعتبرت المصادر المطلعة انّ ما جرى زرعَ المخاوف من إمكان دخول ما يسمّى "الطابور الخامس" الى مجرى الاحداث في لحظات خطيرة ودقيقة، في ظل التفلت السياسي والاعلامي غير المسؤول ولغايات غير مفهومة بعد حتى اللحظة.


بومبيو وباسيل
في غضون ذلك، نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عبر حسابه على تويتر، صورة لباسيل تحمل عبارة "مُعاقَب"، ضمن سلسلة تغريدات تناول فيها "وقوف" بلاده إلى جانب الشعب اللبناني.


وعلّق بومبيو قائلاً: "ليس مجرد كلام، فنحن قمنا بفرض عقوبات على وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل لتورّطه بممارسات فاسدة".


وأعاد بومبيو نشر رابط للقرار الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول العقوبات على باسيل.


ورأت اوساط ديبلوماسية رفيعة عاملة في واشنطن، في تغريدة بومبيو هذه، "اعترافاً رسمياً بأنّ العقوبات على باسيل هي سياسية بامتياز، وقد فرضتها الولايات المتحدة عليه بهدف الضغط عليه لتغيير سياسته عموماً، وعدم المطالبة بعودة النازحين، إضافة الى تغيير موقفه الرافض للتوطين".


كورونا والاقفال
وكانت إجراءات الإقفال العام قد بدأت فجر أمس، وجاءت أكثر تشدداً من سابقاتها، وتضمّنت منع تجول على مدار الساعة سيمتد لـ10 ايام، في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بكورونا، ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المُنهك.


وشهدت شوارع بيروت وضواحيها والمناطق حركة محدودة، فيما أقفلت المؤسسات التجارية والأسواق ومعظم الشركات أبوابها، وقدّرت قوى الأمن الداخلي نسبة الالتزام بالاقفال بـ94 في المئة، في وقت سَيّرت قوى الأمن وشرطة البلديات دوريات وأقامت حواجز متنقلة للتدقيق في السيارات والتزام الشروط الوقائية.


وقد تضمنت الإجراءات، التي أقرّها المجلس الاعلى للدفاع الاثنين الماضي، حظر تجول على مدار الساعة حتى 25 من الجاري، مع استثناءات تطاول العاملين في القطاع الصحي ومنشآت حيوية والاعلاميين، كذلك تضمّنت تقليص حركة المسافرين في مطار بيروت الدولي بمقدار كبير، ومنع دخول الوافدين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية، باستثناء العابرين "ترانزيت.


وأعلنت إدارة "مستشفى سان جورج" - الحدت، في بيان، أنّ "الوضع الصحي لوزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن جيد، وهو يمارس نشاطه وعمله من غرفته في المستشفى". بينما أوضح المكتب الاعلامي لوزارة الصحة العامة انّ حسن "اطّلع على المعاملات ووقّع بريد الوزارة".


وأعلنت وزارة الصحة العامّة أمس، في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 5196 إصابة جديدة (5184 محلية و12 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 237132"، وكذلك تسجيل 41 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 1781.


المحكمة الدولية
وعلى صعيد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قدّم المحاميان إميل عون وتشاد مير، اللذان يمثّلان حقوق سليم جميل عيّاش ومصالحه في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أمام المحكمة الخاصة بلبنان، بطلب استئناف ضد الحكم بالادانة الصادر عن الغرفة الابتدائية الأولى بتاريخ 18/8/2020 والحكم بالعقوبة الصادر بتاريخ 11/12/2020.


ويُدلي الدفاع بـ"وجود أخطاء عديدة في القانون من شأنها أن تبطل الحكم بأكمله، وأخطاء في الوقائع تُسَبّب في الاستنكاف عن إحقاق الحق".


ويرى الدفاع عن عيّاش أنّ "هذه الأخطاء تقتضي من غرفة الاستئناف أن تبطل كل احكام الادانة الصادرة بحقه"، ويرى أيضاً أنّ "أخطاء غرفة الدرجة الاولى قد أدت إلى فرض عقوبة غير متناسبة مع الجريمة بحق السيد عياش، وهي عقوبة السجن المؤبّد لكلّ من التهم الخمس التي أدين بها والتي تنفّذ في الوقت ذاته".


وفي الوقت نفسه، قدّم الدفاع عن عياش "طلباً إلى رئيس المحكمة بموجب المادة 25 من قواعد الاجراءات والاثبات، طالباً تنحية أحد قضاة غرفة الاستئناف القاضي رالف رياشي في النظر في مسألة صفة محامي الدفاع في تقديم طلب الاستئناف نيابة عن السيد عياش. وتم تقديم هذا الطلب نتيجة لتصريحات واضحة ومتكررة أدلى بها القاضي رياشي في عام 2010، تشير إلى أن لا حق باستئناف حكم إدانة أو حكم بعقوبة حتى يمثل المحكوم عليه أمام المحكمة".

 

*********************************************************************

 نداء الوطن:

 

"حماية الطائف" تجمع الساعين إلى جبهة معارضة قانون "اللقاح" اليوم... الإمرة للوزير!

 

مرّ اليوم الأول من الاقفال على خير. بلغت نسبة الالتزام، وفق قوى الأمن الداخلي، نحو 94%. نتيجةٌ مقبولة نوعاً ما في بلد يصعب فيه تطبيق القانون مع مواطنين يشذون دوماً عن القاعدة ويأبون ملازمة المنازل. العبرة هنا طبعاً في الابقاء على الالتزام عينه لما تبقى من أيام الحجر التامّ المقبلة. وفي الالتزام التام ضرورة ملحّة خصوصاً أنّ عدّادي الاصابات والوفيات لم يسجلا أيّ تراجعٍ بل بالعكس ارتفع عدد الوفيات الى 42 فيما سجلت الاصابات 5196 حالة، أما اللقاح فما زال حلماً بعيد المنال أقلّه في المدى المنظور.


وتشخص الأنظار في اليوم الثاني نحو جلسة يعقدها مجلس النواب لـ"تشريع الضرورة" وإقرار قانون "اللقاح". ويقع على عاتق النواب التعمّق في بنية المشروع الذي أحالته لجنة الصحة إلى الهيئة العامة للنقاش والتصويت عليه اليوم. وفي حال إقراره بصيغته الحالية التي حصدت موافقة 10 نواب، يعطى وزير الصحة سلطتين تنفيذية وقضائية، ويرأس "لجنة متخصصة" يُلزمه القانون بإنشائها بقرار منه ويديرها مدير عام وزارته، ويتألف اعضاؤها من طبيبين متخصصين يختارهما شخصياً، وآخرين تختارهما نقابتا الأطباء، ويكون له حصراً الحكم بقيمة التعويض (المبلغ الذي يُمنح للمتضرر). ويتمتع الوزير بسلطة التحكم بأموال صندوق التعويضات من دون قدرة المواطن المتضرّر على "الطعن" أو "الاستئناف".


ولفت أحد اعضاء لجنة الصحة الى خلل فاضح: كان يفترض أنّ يترأس قاض متخصص اللجنة ولكن "اتصالاً" من وزيرة العدل ماري كلود نجم غيّر الاتجاه بعدما أبلغت اللجنة بأنّ الأمر غير مستحب لحاجة القاضي الى إذنٍ من "مجلس القضاء الأعلى"، فأُسنِد الدور القضائي لوزير الصحة لأنّ وزيرة العدل ومجلس القضاء الأعلى "على زعل"!


خلل آخر يتمثل في أنّ المشروع يمنح شركات كـ"فايزر" و"موديرنا" حصانة شاملة ترفع عنهما المسؤولية وتمتد تلك الحصانة أيضاً إلى القطاع الخاص المستورد للقاح، فلا يجبر الوكيل على التعويض عمّن يعانون مضاعفات خطيرة ولا تحميهم الوزارة. وهكذا يحرم القانون المواطن اللبناني المتلقي للقاح- والذي يدفع ثمنه ويشارك بتغذية صندوق التعويضات المذكور- من حقه الدستوري باللجوء إلى القضاء للمطالبة بالتعويض، علماً أن القانون يستحدث صندوقاً يوضع فيه 1% من الكلفة لتغطية أي أضرار، وتلزم الشركات الخاصة اذا استوردت (وهو مسموح لها) بدفع هذا المبلغ (وتمريره إلى المواطن) لكن من دون تغطية المواطن في حال وقوع أيّ ضرر، وتلك شائبة كبرى لأن ذلك يضع اللقاحات كلّها عملياً في سلّة وزارة الصحة فتخضع لاستنسابية التوزيع.


سياسياً كان لافتاً تسريب معطيات حول اتصالات ولقاءات تصب في خانة حماية اتفاق الطائف، وهي تسريبات انتقلت بين الصالونات حاملةً صفة معارضة أو مجابهة للعهد، لكن الأكيد أن ثمة قاسماً مشتركاً بين الساعين لإنشاء جبهة أو حالة معارضة، قوامها إسقاط محاولات دفع لبنان نحو مؤتمر تأسيسي وتغيير هويته. أما التباينات بين المعارضين فتنحصر في خريطة الطريق المقبلة، سواء خلال عهد الرئيس ميشال عون أو بعده.


وكشفت مصادر مطّلعة لـ"نداء الوطن" ان الاجتماع الذي عقد في دارة الرئيس تمام سلام وحضره رؤساء الحكومات السابقون والوزير السابق غازي العريضي حصل قبل اكثر من 10 ايام، وسبق فيديو رئيس الجمهورية متهماً الرئيس المكلف بـ"الكذب".


واتفق المجتمعون على: التأكيد على حماية الطائف، تنقية السلوك السياسي وتصويبه، اعادة الثقة الى المؤسسات وإعادة دورها الى السابق، ودراسة كيفية الحصول على الدعم المالي.


وأبدى المجتمعون حرصهم على بقاء لبنان "الصيغة" وعدم تغيير هويته. ومن هذا المنطلق يتواصلون مع أكثر من طرفٍ سياسي لتثبيت البنود المتفق عليها. كذلك تطرّق المجتمعون إلى وجوب وضع حد لتجاوزات عدّة تخرق الدستور يقوم بها رئيس الجمهورية و"حزب الله" أو الاثنان معاً أحياناً.


ويحرص المجتمعون على تواصلٍ يشمل الأطراف المسيحية وغير المسيحية، مع إعطاء الاولوية للتواصل مع الخطّ المسيحي، لأن أي تحرك ضد رئيس الجمهورية يستوجب غطاء مسيحياً من الاحزاب الكبرى كـ"القوات اللبنانية" و"الكتائب"، ويبدو أنّ بعض المسيحيين المستقلين منسجمٌ مع هذا الطرح.


وهكذا يكون المحور الموحّد الدفاع عن "الطائف" وعدم الخروج عن المؤسسة والتحوّل إلى فئات تعيش تحت سياسة "الأمر الواقع".


وتقول مصادر "القوات اللبنانية" لـ"نداء الوطن": بدأ "الإنقلاب على "الطائف" منذ العام 1990، وتمثّل بتغطية الاحتلال السوري واستمرار سلاح "حزب الله". لذا ترى "القوات" أنّ أي جبهة معارضة ينبغي أن "تصحّح" الإنقلاب وتستردّ بالتالي قرار الدولة بالحرب والسلم وتقرّ بضرورة تسليم "حزب الله" سلاحه.


وتطرح "القوات" خريطة طريق لجبهة المعارضة تعيد إنتاج سلطة تكون أولويّتها تطبيق الدستور بشقّه السيادي، والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، ووضع جدول أعمال لحوارٍ وطني عنوانه الوحيد العودة إلى الميثاق والدستور والحياد وقيام الدولة.

 

*********************************************************************

 الشرق:

 

جمود رئاسي… الحريري في الإمارات.. وشكوى في مجلس الأمن لبنان محجور... التزام مقبول وفوضى في أذونات الخروج

 

في الحجر القسري يقبع اللبنانيون ومثلهم حكومتهم المخطوفة عن سابق تصور وتصميم ممن يحمل مفاتيح الافراج عنها. الحجر قد ينتهي خلال عشرة ايام اذا اثبت المواطنون التزاما وجدية لكن الحجر الحكومي لا افق له ولا نهاية بفعل المسؤولية المعدومة والتعاطي مع ملف تشكيل حكومة تشكل آخر فرص الانقاذ بمستوى "صبياني" اناني تحكمه الاعتبارات الشخصية ليس الا، ولا من يأبه لمصير الشعب والوطن فالمواقع والحصص والكراسي اولا.


وكما تفشى فيروس "كوفيد -19" بسرعة جنونية بين اللبنانيين فرفع بلدهم الى المرتبة الاولى في عدد الاصابات بين الدول العربية، كذلك رفع الاداء السياسي وممارسات السلطة الحاكمة من رأس الهرم حتى اسفله لبنان الى اعلى مراتب الدول الفاسدة والمارقة التي تكشفت آخر ابداعاتها عن قلة حرفية في التعاطي مع قضية منح اذونات للمواطنين الراغبين بالخروج من منازلهم ان من خلال عقبات في المنصة الالكترونية او عبر منح تصاريح لاصحاب اسماء وهمية دونوا احرفا متشابهة باللغة الاجنبية في خانة الاسم.


التزام مقبول
دخلت البلاد امس رسميا مرحلة الاقفال التام والشامل لمحاولة حصر تفشي وباء كورونا ومد الجسم الطبي والاستشفائي ببعض الوقت والاوكسيجين ليلتقط انفاسه ويتمكن من الصمود. وفي اليوم الاول من الاقفال الذي يستمر 10 ايام، تفاوت الالتزام بين منطقة واخرى لكن نسبة التزام التجار والمواطنين كانت مقبولة جدا، علما ان زحمة سير صباحية سجلت على الطرقات بفعل انتشار حواجز القوى الامنية، في حين لم تغب الحركة عن معظم الطرق والشوارع.


تخبّط في الاذونات
اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فطبعها تخبّط كبير اليوم، من الضروري اصلاحه وحلّه لتأمين التقيد بهذه الآلية في قابل الايام.


الاسر الفقيرة
في الموازاة، وفي حين يأتي الاقفال في ظل ازمة معيشية اقتصادية قاتلة، غرّد وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية على "تويتر"، قائلاً: "إقرار مجلس أمناء البنك الدولي امس القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة. مساعدة الأسر الفقيرة واجب وطني وحقٌّ مكرّس للمواطن على دولته. عسى أن تمرّ هذه المحنة على خير". كما أعلنت الهيئة العليا للاغاثة، في بيان، أنه "استنادا إلى قرار وزارة المالية دفع مساعدة مالية بقيمة 75 مليار ليرة لبنانية كسلفة خزينة للهيئة العليا للإغاثة، وتنفيذا للخطة الاجتماعية الهادفة إلى مساعدة الأسر التي ترزح تحت أوضاع معيشية حادة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة "كورونا"، قامت بتحويل كامل المبلغ إلى حساب خزينة الجيش، واعتمادا إلى آلية تم وضعها من قبل قيادة الجيش والادارات المعنية في الدولة، واستنادا إلى جداول إسمية يعدها الجيش والادارات المختصة وفق مبدأ الأولوية والحاجة".


اللقاحات اليوم
في المقابل، تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط مطالبات بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة.


جمود سياسي
سياسيا، الجمود مستمر، لا نشاط لرئيس الجمهورية في قصر بعبدا في حين غادر الرئيس المكلف سعد الحريري من جديد الى الامارات، وسط حديث عن توجهه في جولة عربية ستقوده ايضا الى مصر.


اطلاق الراعي
على صعيد آخر، شكرت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، الجهود والإتصالات التي قامت بها قيادة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لإطلاق سراح المواطن حسن قاسم زهرة (مهنته راعي) والذي تم خطفه من قبل العدو الإسرائيلي في محلة بسطرة - كفرشوبا بتاريخ 2021/1/12. واعتبرت أن إستمرار الخروقات من قبل العدو الإسرائيلي للبنان، براً وبحراً وجواً، يشكل إنتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701، كما شكل خطف زهرة إعتداءً صارخاً وإنتهاكاً لحقوق الإنسان وإصراراً على الإستمرار بالأعمال العدوانية تجاه لبنان وسيادته. وطالبت وزيرة الدفاع المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة، بحمل إسرائيل على الإلتزام بتطبيق القرارات الدولية، ووقف الإعتداءات المتواصلة على المواطنين والأراضي والأجواء اللبنانية".


شكوى لبنانية
وبعد اختطاف العدو الاسرائيلي الراعي اللبناني حسن زهرة من مزرعة بسطرة، تقدم لبنان عصر الإثنين الماضي، بشكوى إلى مجلس الامن الدولي عبر مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية. ورفعت السفيرة مدللي الشكوى إلى كل من الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ورئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن المندوب الدائم لتونس طارق الأدب، وطالبت الشكوى بإطلاق سراح الراعي فورا، وبموقف حازم بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية.

 

*********************************************************************

 الشرق الأوسط:

 

لبنان أمام تحدّ جديد لمواجهة "كورونا"... والعبرة في التقيّد بالإجراءات بدأ فترة إقفال تام لـ11 يوماً لن تكون كافية للسيطرة على الوباء

 

دخل لبنان أمس (الخميس) مرحلة جديدة ومتشددة من الإقفال التام في إجراءات هي الأولى من نوعها ستمتد على 11 يوما لمواجهة انتشار وباء "كورونا"، على أن يتخذ بعدها القرار المناسب بشأن التمديد من عدمه بناء على نتائج هذه الفترة، وإن كانت غير كافية، حيث يعوّل عليها المسؤولون للتخفيف من العبء على المستشفيات فيما الأمل يبقى محدودا بإمكانية تراجع عدد الإصابات.


وبدا لافتا أمس، وعلى خلاف مرحلة الإقفال السابقة، التزام بنسبة عالية، من اللبنانيين بقرار منع التجول في موازاة إجراءات مشددة قامت بها القوى الأمنية لتسطير محاضر ضبط ضد المخالفين، بعدما فرضت على كل من يريد الخروج من منزله الحصول على إذن مسبق عبر تطبيقات خاصة، والتي شهدت بدورها بعض الفوضى في اليوم الأول.


ومع الارتياح العام الذي تركته خطة "الطوارئ الصحية" هذه، وإن كان قد سبقها فوضى لا سيما في المحلات التجارية، حيث تهافت اللبنانيون لشراء حاجياتهم ما أدى إلى ازدحام يتناقض تماما مع كل إجراءات الوقاية، يقّر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، النائب السابق الدكتور وليد خوري أن هذه الفترة ليست كافية لمحاولة السيطرة أو الحد من انتشار الوباء، حيث أوصت منظمة الصحة بأن تكون ما بين 4 و6 أسابيع، لا سيما أن الإصابات تحتاج إلى ما بين 15 و21 يوما للظهور، لكن للأسف الوضع اللبناني الدقيق اقتصاديا واجتماعيا قد لا يحتمل فترة كهذه، ونحن نعتبر اليوم أن العبرة تبقى في التنفيذ لا سيما أنه في مرحلة الإقفال السابقة لم يكن هناك التزام.


ويتحدث خوري لـ"الشرق الأوسط" "عن المسؤولية المشتركة بين الدولة والمواطن الذي عليه أن يلتزم بدوره بالإجراءات ويقتنع لأهميتها، وهذا لا يزال بعيدا عن المجتمع اللبناني، حيث البعض لا يزال يستخف بالوباء والبعض الآخر لا يرى في الزيارات واللقاءات العائلية مشكلة، علما بأن 70 في المائة من الإصابات هي نتيجة الاختلاط فيما بين العائلات، حيث باتت العدوى تنتقل داخل الأسر أكثر من تلك التي تنتقل في المطاعم وغيرها، وهذا من الأخطر، وهنا يلفت إلى توصية جديدة في لوس أنجليس، حيث طلب من أفراد العائلة الواحدة وضع الكمامات داخل المنازل.


وفيما يشدّد خوري على ضرورة أن يعلم اللبنانيون الذين لا يزال يستخفون بالوباء على آثاره الصحية المباشرة التي تظهر يوما بعد يوم وتؤثر على أعضاء كثيرة في الجسم، من الرئتين إلى الجهاز التنفسي والقلب والخصوبة لدى الرجال، يحذر من تزايد عدد الحالات في لبنان إذا لم يقتنع الشعب اللبناني ويلتزم بالإجراءات، مشيرا إلى أن نسبة الأشغال في أقسام "كورونا" بالمستشفيات تجاوزت الـ90 في المائة. ويوضح "بين كل مائة مصاب بالفيروس هناك 15 منهم يحتاجون إلى الدخول إلى المستشفى و2.6 منهم بحاجة للعناية الفائقة، وبالتالي إذا بقيت وتيرة الإصابات على ما هي عليه اليوم في لبنان بتسجيل بين 4 آلاف و5 آلاف حالة يوميا الوضع سيصبح كارثيا بعد 11 يوما مع انتهاء مرحلة الإقفال، وسيبقى مئات المرضى غير قادرين على تلقي العلاج، في وقت خصص حتى الآن 600 سرير في المستشفيات الخاصة والحكومية لمرضى "كورونا" مع إمكانية زيادة العدد في المرحلة المقبلة إنما بوتيرة محدودة.


ومع توقعه أن يُسجَّل ارتفاع في عدد الإصابات في الأيام المقبلة، يتوقف خوري عند نقطة مهمة، وهي أن هناك عددا كبيرا من اللبنانيين لا يجرون فحص الـpcr، إما لأنهم أصيبوا من دون أن يدركوا ذلك وإما لأنهم علموا بإصابتهم بعد إصابة أفراد العائلة وإنما اعتقدوا أنه لا ضرورة لإجراء الفحص ما دامت الأعراض محدودة، وبالتالي يقدر عدد الذين أصيبوا بالفيروس في لبنان، بحسب خوري، بما لا يقل عن مليون شخص، باتت لديهم المناعة إلى حد ما، من دون أن يعني ذلك أن نسبة وإن ضئيلة من الذين أصيبوا قد يصابون مرة ثانية، في وقت أعلنت وزارة الصحة يوم أول من أمس أن العدد التراكمي المسجل وصل إلى 231936 حالة.


ومع اعتبار خوري أن لبنان اليوم مع هذه المرحلة من الإقفال هو أمام امتحان حقيقي، على أن يحدد بعدها القرار المناسبة لجهة الاستمرار بالإقفال التام أو الانتقال إلى الجزئي، مضيفا "برأيي الوضع الصحي يتطلب التمديد لكن المشكلة تكمن في الوضع اللبناني الغارق بأزماته الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي قد لا يكون قادرا على تحمّل فترة إقفال طويلة".


لا تختلف مقاربة عضو اللجنة الوطنية لمكافحة "كورونا"، الدكتور عبد الرحمن البزري عما يقوله الدكتور خوري، وإن كان أكثر تشاؤما انطلاقا من تجارب الإقفال السابقة التي لم يسجل لها النجاح. ويقول البزري لـ"الشرق الأوسط": "فترة الإقفال هذه هي كالوقت المستقطع الذي لن يكون كافيا لحل المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم. ويوضح "من المفترض أن تكون هذه الفترة لوضع خطة بديلة أو تصحيح الأخطاء لكن السؤال كيف يمكن التصحيح في وضع مثل لبنان يتحكم الوضع السياسي والاقتصادي بالموضوع الصحي؟. ويضيف "من البداية لم يدركوا كيفية الموازنة بين السياسة والاقتصاد والصحة في بلد منهوب مع التأكيد على أن المسؤولية لا تقع فقط على المسؤولين والإرباك في اتخاذ القرارات وعدم الجدية في ملاحقة المخالفين، إنما أيضا على الشعب والمواطنين أنفسهم الذين لا يلتزمون بالإجراءات لحماية أنفسهم. من هنا لا يرى البزري أن الـ11 يوما كافية لحل المشكلة لا سيما إذا ما اعتمدنا على التجارب السابقة، مؤكدا أن العبرة تبقى في التنفيذ، ومحذرا من الوصول إلى مرحلة أكثر سوءا في وقت بدأت فيه المستشفيات تصل إلى كامل قدرتها الاستيعابية بحيث قد لا يستطيع عدد كبير من اللبنانيين الحصول على العلاج.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram