لفتت صحيفة "هآرتس" الى ان "الجيش الإسرائيلي ينشر الآن يومياً صور استسلام لفلسطينيين في شمال قطاع غزة. ليس كل من يتم تصويره ويرفع يديه أو معتقل هو بالضرورة أحد رجال حماس. يبدو أن معظمهم مدنيون وجدوا أنفسهم عالقين في هذا الوضع. إن الصور التي لم يشاهد مثلها في الشهر والنصف من القتال على الأرض تعكس بداية التغيير. في مخيم جباليا تم تحقيق تقدم أكبر، وفي الشجاعية ما زالت المعارك قوية. ولكن بالتدريج هجمات إسرائيل الكثيفة تنهك كتائب حماس المحلية. جزء من رجالها يحاربون حتى الموت، وآخرون يستسلمون إذا لم ينجحوا في الهرب من المنطقة بواسطة الأنفاق".
وذكرت بان "ضابط رفيع في قيادة الأركان قال أمس إنهم يلاحظون “علامات على تآكل حماس”. حجم الأضرار والدمار يخلق مشكلات في القيادة والسيطرة. هناك مناطق في القطاع لم تعد حماس مسيطرة فيها عسكرياً. تعريف أكثر حذراً ومنطقية سيظهر كما يبدو علامات تآكل وليس انهياراً. ومثل الجيش الإسرائيلي، حماس تحارب منذ شهرين في ظروف قاسية، وخلافاً للجيش الإسرائيلي، فقد سجلت حماس لصالحها إنجازات عسكرية كبيرة في بداية الحرب، في المذبحة الفظيعة في 7 تشرين الأول".
واشارت "هآرتس" الى انه "منذ أكثر من شهرين والقتال يجبي ثمناً عاطفياً لا بأس به حتى من الجنود وعائلاتهم. أمس، خرجت من القطاع قوات احتياط تم تجنيدها في بداية الحرب في الطريق للتسريح، وتم استبدالهم على الفور بوحدات أخرى من الاحتياط. في الأسابيع الأخيرة، بدأ الجيش الإسرائيلي في محاولة لإخراج رجال احتياط إلى إجازة انتعاش قصيرة في البيت".
ولفتت الصحيفة العبرية الى ان "الجيش الاسرائيلي لا يتصرف بهذا النحو مع الوحدات النظامية، جزء من الجنود في الخدمة النظامية والخدمة الإلزامية لم يصلوا إلى بيوتهم منذ بداية الحرب. في بعض الوحدات تم إخراج القوات للتنفس، لكن في أراضي إسرائيل القريبة من حدود القطاع. في بعضها لم يسمح للوالدين بالمجيء والالتقاء مع أبنائهم حتى عندما خرجت الوحدات من القطاع. كانت هناك وحدات اتبع قادتها خطاً ليبرالياً أكثر بقليل وسمحوا بلقاءات قصيرة".
وذكرت الصحيفة العبرية بان "لواء المظليين فعل أكثر من ذلك؛ إذ سمح لهم بصعوبة بالاتصال مع عائلاتهم منذ بداية العملية البرية في نهاية تشرين الأول، بل ولم تصلهم أي رسائل أو رزم من العائلات خلافاً لما حدث في معظم الألوية النظامية الأخرى. كل مراسل عسكري عرف عن هذه المشكلة من خلال شكاوى يقدمها الآباء. وتعرف هيئة الأركان ذلك، وقد وعدوا بحل المشكلة. ولكن لا يوجد أي تغيير حتى الآن. الحرب الحالية هي استثنائية بكل المقاييس، وبالتأكيد من حجم التجربة القاسية التي مرت على جنود شباب. هناك شك إذا كانت هناك حاجة إلى الإثقال عليهم أيضاً بفصلهم عن بيوتهم بدون إمكانية للاتصال وحتى بدون إبلاغ عائلاتهم بشكل يومي عن القتال كما حدث مع وحدات كثيرة في القطاع".
واردفت "لواء المظليين يحارب بشجاعة ومهنية في القطاع، وفقد الكثير من الجنود في المعارك. لدى المظليين ميل بين حين وآخر في محاولة الإثبات بأنهم أكثر صلابة من الجنود الآخرين. وحتى الآن، يبدو أن الوقت قد حان ليقوم شخص بالغ ومسؤول، ربما ضابط رفيع يرتدي القبعة الحمراء، ويأخذ قادة اللواء جانباً ويقول لهم بأنهم تسلقوا شجرة عالية جداً. إن التصميم على أمر تافه لشهرين لا يجعله أمراً حكيماً. القتال صعب جدا بحد ذاته".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :