افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم اليوم الخميس 7 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم  اليوم الخميس 7 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

هل يزور ماكرون الجنوب على وقع المواجهات؟ جهود التسوية السياسية تتقدم فرنسيا وأميركيا

على رغم السخونة الآخذة في التصاعد على الجبهة الجنوبية لاحت مؤشرات ارتفاع الرهانات على تحركات ديبلوماسية تتقدمها الديبلوماسية الفرنسية التي أطلقت أخيرا العنان لاتصالات ديبلوماسية وأمنية بين لبنان وإسرائيل سعيا الى إعادة اعتبار تنفيذ القرار 1701 كما وضع بحذافيره الحل الأسرع والأمثل لتجنيب لبنان حربا مدمرة دأبت فرنسا على التحذير منها. ولعل من ضمن هذه المؤشرات ان إسرائيل بادرت امس على نحو نادر إلى “إبداء الأسف” لقتلها الرقيب الشهيد في الجيش اللبناني عبد الكريم المقداد وجرح أربعة عسكريين لبنانيين اخرين في قصف لمركز عسكري في الجنوب، كما قول وزير دفاعها يوآف غالانت : “سنبعد الحزب وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استنادا لقرار أممي وإذا لم تنجح التسوية الدولية فسنتحرك عسكرياً لإبعاد “الحزب” عن الحدود”. كما ان صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان واشنطن تدرس إمكانية التوصل الى تسوية بين إسرائيل ولبنان في شأن الحدود. ووفق المسؤولين نفسهم، فإن المبعوث الأميركي إلى لبنان اموس هوكشتاين يعمل لإبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد، وتسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية. وقالت الصحيفة إن “الهدف من الاتفاق المحتمل هو إبعاد “الحزب” بشكل دائم عن الحدود”.

 

وفي معلومات لـ”النهار” امس ان وفدا امنيا فرنسيا جديدا سيحضر الى بيروت في اليومين المقبلين بعد الزيارة التي قام بها مدير المخابرات الفرنسية برنار أيمييه قبل أيام . وتم امس تحديد مواعيد للوفد مع المسؤولين الذين طلب الاجتماع بهم .

 

وفي السياق افادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين انه على رغم شدة التوتر التي تسود الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فأن احتمال قيام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام اليونيفيل خلال فترة عيد الميلاد يبدو واردا. فالرئيس الفرنسي يزور سنويا في مناسبة عيد الميلاد القوات الفرنسية المنتشرة في الخارج ومن بين الدول التي يمكن ان يزورها لبنان، علما ان القرار النهائي لم يتخذ بعد وهناك دول أخرى مرشحة لتكون مكان زيارته. اما في الوضع القائم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فتعتبر باريس ان “الحزب” هو الذي يتحمل مسؤولية القصف من لبنان على إسرائيل وليس “حماس”، لذا توجه باريس الرسائل الى “الحزب” عبر القنوات الفرنسية العديدة من كبار المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا لبنان لهذه الغاية. وهذه الرسالة التي تم تكرارها ومفادها ان على “الحزب” التوقف عن القصف نحو إسرائيل وان فرنسا تعتبر انه هو من يخرق القرار ١٧٠١ اذ لا يحق للحزب ان يكون له سلاح ثقيل جنوب الليطاني ولدى “الحزب” حاليا في جنوب الليطاني ترسانة أسلحة ضخمة مؤلفة من صواريخ واسلحة ثقيلة. وتلفت باريس الى ان اسرائيل تستهدف اليوم تدمير ترسانة سلاح “حماس” في غزة ومن المستبعد ان تترك ترسانة “الحزب” في لبنان كما هي في جنوب الليطاني. وترى باريس انه اذا لم يدرك اللبنانيون و”الحزب” ذلك فهناك كارثة تهدد البلد. وهذا هو مضمون كل الرسائل الفرنسية التي توجه الى الحزب والى المسؤولين اللبنانيين. اما زيارة ماكرون للقوة الفرنسية في لبنان فلم تحسم بعد علما انه سبق للرئيس الفرنسي ان اثبت انه مستعد للمخاطرة لانه معني باستقرار لبنان وامنه. كما تكرر باريس ان الوضع الداخلي المتدهور مع الفراغ من دون رئيس جمهورية ودون قائد للجيش ودون حاكم مصرف لبنان يتطلب التمديد لقائد الجيش من اجل امن البلد وهذه قناعة الديبلوماسية الفرنسية .

 

وامس ندّدت الخارجية الفرنسية بالقصف الإسرائيلي الذي أودى بجندي لبناني، وقال المتحدث باسم الوزارة “إن فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل”، داعيا “جميع الأطراف” إلى “أقصى درجات ضبط النفس”. واضاف: “تعرب فرنسا عن قلقها العارم إزاء مواصلة المواجهات على الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وتشجب القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة أحد أفراد القوى المسلّحة اللبنانية. وتتقدم بالتعازي الحارّة لذويه . وتعرب فرنسا مجدّدًا عن دعمها للجيش اللبناني الذي يضمن وحدة البلاد واستقراره. وتذكّر بحرصها على سيادة لبنان وتنفيذ جميع الأطراف المعنية قرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تنفيذًا كاملًا”. وختم:”يتعيّن على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل تجنيب اشتعال الوضع الذي لن يمكن للبنان أن يتعافى منه. وتهدّد هذه المواجهات أمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي يكتسي الحفاظ على قدرتها على العمل وأمنها أهميّة جوهريّ”.

 

المشهد الداخلي

 

اما في المشهد الداخلي فبدا لافتا امس تزامن زيارتين قام بهما تباعا كل من السفير الإيراني مجتبى اماني ووفد من “الحزب” لكليمنصو حيث التقيا الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، السفير بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب #تيمور جنبلاط والنائب #وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي . وضم وفد “الحزب” المعاون السياسي للامين العام لـ”الحزب” حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا . وكان النائب السابق وليد جنبلاط زار رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد وقدم اليه التعازي بنجله.

 

وفي المواقف من تطورات الوضع الجنوبي اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ان بيان حركة “حماس” الاخير “غير مقبول لا شكلًا ولا مضمونًا وهو يمسّ بالسيادة اللبنانيّة كما يحاول من جديد الإساءة إلى العلاقة بين اللبنانيّين والفلسطينيّين” مطالبا الحكومة بوضوح شديد بالضغط على “الحزب” لوقف كل هذه المهزلة” .

 

وحضرت القضية نفسها اضافة الى مسألة الشغور الذي يتهدد قيادة الجيش، في الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة في بكركي . ودان المطارنة ” فتح جبهات جديدة في #جنوب لبنان لأيّ فصيلةٍ من الفصائل الفلسطينيّة لأنّه إنتهاكٌ لسيادة لبنان كدولةٍ مستقلّة. وذكروا بأنّ “قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانيّة وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبنانيّ”. كما اعتبروا “أنّ الدولة اللبنانيّة التي من حقّها الحصريّ أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسّساتها الدستوريّة، وأن يكون لديها أداة ٌ فعّالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسّسة دستوريّة أساسيّة، ويساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة فيه”.

 

وأعربوا عن “خشيتهم أن يؤدّي تغييب رأس الدولة الى مزيد من الإستفرادات بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبنانيّ؛ كلّ ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتّفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان”.

وسيقوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم بزيارة تضامنية إلى الجنوب على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك وسيستهل الراعي زيارته التفقدية من مطرانية صور المارونية على أن ينتقل بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في المنطقة.

 

شكوى وتصعيد

 

الى ذلك، اوعز وزير الخارجية #عبدالله بوحبيب امس الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة بتقديم شكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي ردا على استهداف الجيش اللبناني وسقوط شهيد وجرحى عسكريين، وردا أيضا على رسائل المندوب الإسرائيلي في الامم المتحدة لمجلس الامن.

 

واعلن الجيش الإسرائيلي إنه “يراجع ضربة ألحقت ضررا بقوات لبنانية في جنوب لبنان”، في إشارة الى القصف الذي تسبب في مقتل جندي لبناني . وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “نؤكد ان أفراد الجيش اللبناني لم يكونوا أهداف هذه الغارة . جيش الدفاع يتأسف على هذا لحادث ويقوم بالتحقيق في ملابساته”. وكان أهالي بلدة شمسطار وقرى غرب بعلبك اقاموا امس تشييعا حاشدًا للرقيب الشهيد المقداد .

 

وعلى الصعيد الميداني استمر التصعيد على طول خطوط المواجهة جنوبا حيث نفذ الطيران الاسرائيلي المسيّر غارة استهدف خلالها المنطقة الواقعة بين بلدتي مارون الراس ويارون وتزامن ذلك مع قصف مدفعي على المنطقة نفسها. كما افيد عن سقوط إصابات إثر إستهداف الجيش الإسرائيلي منزلاً في بلدة ميس الجبل. وتحدثت المعلومات عن سقوط قتيل وجريحين جراء هذا الاستهداف. وطاول القصف المدفعي أطراف مارون الراس وأطراف بلدة يارون واطراف بلدات الفرديس- راشيا الفخار – مزرعة حلتا خراج كفرشوبا ومزرعة السلامية خراج بلدة الماري قضاء حاصبيا . وتعرضت اطراف بلدات عيتا الشعب ، كونين ، يارون ، مارون الراس ، و بليدا لقصف مدفعي .

 

في المقابل، اعلن الحزب ” في بياناته استهداف العديد من المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية وهي : موقع الرادار ، رويسات القرن ، مستوطنة ميتات ، موقع الضهيرة ، حدب البستان ، جل العلام ، تل شعر ، الراهب ، المالكية ، راميم، الموقع البحري .

************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

شكوى “الخارجية” إلى نيويورك وباريس قلقة بعد استشهاد الرقيب في الجيش

الراعي اليوم في جنوب “كل لبنان” وإبعاد “الحزب” بين واشنطن وإسرائيل

 

في مرحلة معقّدة يمر فيها لبنان، ولا سيما جنوبه، جاء إعلان زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للجنوب اليوم، على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، للتضامن مع أهله، وللتعبير عن «التعاطف مع الجنوبيين والنازحين»، كما ورد في الإعلان. والزيارة تعني بوضوح وضع الجنوب عملياً «في قلب لبنان»، والتأكيد على أنّ الجنوب هو «لكل لبنان»، وخارج الاصطفافات والتصنيفات.

 

وانطلاقاً من الأبعاد التي تكتسبها زيارة الراعي، أتت التطورات الاقليمية والدولية لتشير الى أنّ الجنوب على مشارف اتصالات سبق لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن المح اليها أول من أمس. فقد أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ «واشنطن تدرس إمكانية التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان في شأن الحدود» بين البلدين.

 

ولفتت الى أنّ المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين «يعمل على إبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد». وأشارت الى أن «تسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية».

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أيضاً، أنّ «الهدف من الاتفاق المحتمل هو إبعاد «الحزب» بشكل دائم عن الحدود».

 

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت، قال «سنُبعد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استناداً إلى القرار الأممي 1701». وأضاف: «إذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية، فإنّ إسرائيل ستتحرّك عسكريّاً لإبعاد «الحزب» عن الحدود».

 

وجاء كلام الوزير الاسرائيلي خلال لقائه رؤساء البلديات والمجالس الواقعة قرب الحدود اللبنانية في الشمال. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، أنّ غالانت «وعد» مستوطني الشمال الذين أجلوا منذ بدء المناوشات الحدودية المتكررة منذ تشرين الأول الماضي، في ظل الحرب ضد «حماس»، بأنهم «لن يعودوا إلى ديارهم حتى طرد منظمة «الحزب» المدعومة من إيران الى شمال نهر الليطاني». وكان غالانت التقى المستوطنين في مستوطنة نهاريا الحدودية، ووصف الإعلام الاسرائيلي اللقاء بأنه كان «متوتراً»، وقال: «لا نريد الحرب». ثم هدّد: «يستطيع كل شخص في لبنان أن يأخذ الخريطة، وينظر إلى الصورة الجوية لغزة، ويتخيّلها على الصورة الجوية لبيروت، ويسأل نفسه، إذا كان هذا هو ما يريد أن يحدث هناك».

 

ومن التطورات السياسية الى الأحوال الميدانية، حيث عرفت المناطق الحدودية الجنوبية مواجهات عنيفة بين «الحزب» واسرائيل. وفي هذا الإطار أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب إلى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن، ردّاً على استهداف الجيش اللبناني وسقوط شهيد وجرحى عسكريين.

 

بدوره، ندّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بقصف شنته إسرائيل على جنوب لبنان وأسفر عن استشهاد جندي لبناني، وقال إنّ فرنسا «تشعر بقلق بالغ» حول ما يجري في الجنوب.

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

تأسيس «حماس» لـ«طلائع الأقصى» خطوة للإمساك بالمخيمات الفلسطينية

مخابرات الجيش اللبناني تواصلت مع قيادة الحركة لاستيضاح الدوافع

  محمد شقير

 

لم تكن قيادة حركة «حماس» في لبنان مضطرة لاستدراج القوى السياسية اللبنانية إلى سجال على خلفية إعلانها تأسيس طلائع «طوفان الأقصى»، وإلا لما بادرت لإصدار التوضيح تلو الآخر، نافيةً أن تكون لديها نية لعسكرة المخيمات الفلسطينية، وأن ما تتطلع إليه يبقى تحت سقف تعبئة الفلسطينيين ثقافياً؛ تقديراً منها لعدم المساس بالسيادة اللبنانية.

لكن مبادرة قيادة «حماس» في لبنان لاستيعاب ردود الفعل اللبنانية الغاضبة من جراء الالتباس الذي ترتب على إعلانها تأسيس طلائع «طوفان الأقصى»، لا تُبدّد تعاطي معظم القوى السياسية مع الخطوة التي أقدمت عليها، وكأنها تأتي في سياق تمرير رسالتين: الأولى بأنها الأقوى داخل المخيمات الفلسطينية، وأنها الناطق شبه الوحيد بلسان الشتات الفلسطيني في لبنان، مستفيدة من احتضانها في حربها ضد إسرائيل. أما الثانية فتتعلق، كما تقول المصادر، بتوجيه رسالة إلى الغرب، وتحديداً إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول الأوروبية، مفادها أنها الأقوى، وأنها تحظى بأوسع تمثيل شعبي فلسطيني، وأن مطالبة هؤلاء بتشكيل تحالف دولي لمحاربة «حماس» كحالة «إرهابية وداعشية» لن تجد أي تأييد، وإلا لماذا يحاورها كل هؤلاء، بعضهم بالوساطة وآخر مباشرةً، للإفراج عن المحتجزين لديها في غزة.

وفي هذا السياق، لفتت مصادر لبنانية محسوبة على قوى المعارضة إلى أن حركة «حماس» أخطأت في توقيت إعلانها تأسيس طلائع «طوفان الأقصى»، فيما يقف السواد الأعظم من اللبنانيين إلى جانبها في تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإن كان يتحفظ على انخراطها بغطاء من «الحزب» في المواجهة المشتعلة مع إسرائيل في جنوب لبنان.

وأكدت المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن مجرد إعلان «حماس» عن خطوتها أحدث قلقاً لدى اللبنانيين من وجود نية لديها من إنشاء دويلة داخل الدولة اللبنانية، تكون بمثابة نسخة طبق الأصل من «فتح لاند» في جنوب لبنان التي كانت وراء إحداث انقسام بين اللبنانيين أدى إلى إطالة أمد الحرب الأهلية.

وقالت إن خطوة «حماس» ارتدت سلباً عليها، وأدت إلى توحُّد اللبنانيين في تصديهم بلا تردد لهذه الخطوة، ورأت أنها لم تحسن تقدير مزاج اللبنانيين، وأخطأت في تقديم خطوتها، وكأنها أول الغيث على طريق عسكرة المخيمات بغية التصرف على أنها الأقوى ولا يمكن شطبها من المعادلة الفلسطينية.

ورأت أن «حماس» تلقت ضربة سياسية من خلال الإجماع اللبناني برفضه تشكيل طلائع «طوفان الأقصى»؛ أسوة بـ«سرايا المقاومة» التي يرعاها مباشرة «الحزب»، وقالت إن الأخير تعامل مع هذه الخطوة وكأنها لم تكن، وهذا ما دفع بتلفزيون «المنار» الناطق باسمه إلى تجاهلها كلياً، وكأن الحزب أراد أن ينأى بنفسه بعدم انخراطه في التعاطي معها؛ لقطع الطريق، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، على من يحاول أن يوحي بأن الحزب يتبناها، وأنها جاءت بالتنسيق معه، علماً بأنه يدرك سلفاً ردود الفعل عليها، ويفضل عدم الدخول طرفاً في السجال الدائر حولها.

وعلمت «الشرق الأوسط» أيضاً أن قيادة الجيش اللبناني بادرت للتدقيق في مضامين الخطوة التي أقدمت عليها «حماس»، وهذا ما تولّته مديرية المخابرات بتواصلها فوراً مع قيادة «حماس»؛ لاستيضاحها حول الدوافع التي أملت عليها الإعلان عن تشكيلها.

وتبين من خلال التواصل مع «حماس» أن لا نية لديها لإضفاء أي طابع عسكري أو أمني على تشكيل هذه الطلائع، مع أنها تبلغت من قيادة الجيش موقفاً متشدداً تحت عنوان أن من غير المسموح تفلت السلاح الفلسطيني الذي كان وراء انقسام اللبنانيين إبان الحرب الأهلية.

كما أن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني برئاسة باسل الحسن تواصلت مع «حماس» التي جددت تمسكها باحترام السيادة اللبنانية وتطبيقها للقوانين المرعية الإجراء، نافية أن يكون للطلائع أي وظيفة عسكرية.

وهكذا بدت «حماس» وحيدة في مواجهة مع القوى السياسية اللبنانية، ما اضطرها إلى نفي أي نية لديها لعسكرة المخيمات، وأن خطوتها تبقى في إعلان التعبئة الشعبية، وبالتالي ليست مضطرة للدخول في مواجهة شبه جماعية مع اللبنانيين، خصوصاً أن «الحزب» يوفر لها الغطاء السياسي للانخراط في مواجهة عسكرية في الجنوب لا تلقى التأييد اللبناني المطلوب.

كما أن «حماس» بخطوتها هذه استعجلت حرق المراحل لإحداث فرز، كما تقول المعارضة اللبنانية، داخل المخيمات بين من يؤيدها ومن يوالي حركة «فتح»، ومن خلالها السلطة الوطنية؛ لأن توقيت الإعلان عن هذه الطلائع ليس في محله لما يترتب عليه من انعكاسات سلبية على الحالة الشعبية داخل المخيمات في مؤازرتها لـ«حماس» في حربها ضد إسرائيل، وبالتالي ليست مضطرة لإقحام نفسها في مغامرة غير محسوبة تؤدي حتماً إلى زعزعة وحدة الموقف الفلسطيني، فيما هي بأمسّ الحاجة إليه، إضافة إلى أنها أحدثت نقزة لبنانية على المستويين الشعبي والرسمي، ولم تجد من يدافع عنها.

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 جبهة الحدود تنذر بمخاطر.. تأخير التسريح: محاولة لمَخرج حكومي قبل الجلسة التشريعية

 

مضى شهران وإسرائيل مطلقة اليدين في حرب الإبادة الجماعية والدمار الشامل التي تشنّها على قطاع غزة، ومستوياتها السياسية والعسكرية تتوعّد بمزيد من القتل والدمار على مرأى العالم ومسمعه. فيما لا أفق واضحاً لهذه الحرب حتى الآن، لا من ناحية مداها، وثمّة لازمة يكرّرها المستويان السياسي والعسكري الاسرائيليان عن حرب طويلة وأكلاف صعبة، ولا من ناحية ما ستنتهي اليه وكيف ستنتهي وأيّ واقع سترسمه.

الثابت الوحيد هو انّ هذه الحرب وبعد شهرين من الفتك بحجر غزة وبشرها، لم تحقق لإسرائيل هدفها بالقضاء على حركة «حماس» وإعادة الأسرى بالكامل، وعلى الرغم من تفوق الجيش الإسرائيلي على اطفال غزة ومستشفياتها وبناها المدنيّة الفوقية والتحتية ، لم يعثر على الانتصار الذي وعدت به حكومة بنيامين نتنياهو، فيما هذا الانتصار ما زال ضائعاً في أنفاق غزة، ويقول إنّه أضعف قدرات «حماس»، التي تقول من جهتها انّ بنيتها العسكريّة لم تتأثر، والمقاومون في ذروة صمودهم وتماسكهم وقدرتهم القتالية، ويثبتون ذلك في الميدان والاشتباك مع العدو من النقطة صفر واستدراجه الى كمائن ومنعه من الثبات في النقاط التي يتوغل اليها.

 

المسلّم به أنّ هذه الحرب هي الأطول في تاريخ اسرائيل، وكل الدعوات الدولية الى وقف اطلاق النار، أسقطها العقل الجهنمي الذي يدير الحرب، فيما بدأ المحلّلون والمعلّقون الاسرائيليون والاميركيون على وجه الخصوص، يُظهّرون الأكلاف الكبرى التي مُنيت بها اسرائيل على كل المستويات وفي كل قطاعاتها، ويتحدثون عن إخفاق الجيش الاسرائيلي في تحقيق انجاز عسكري يعوّض عمّا يسمّونها «مذلّة السّبت الأسود في 7 تشرين الاول». وفي موازاة ذلك يسلّطون الضوء على أمرين:

 

الاول، هو أنّ عامل الزمن بدأ يضغط لغير مصلحة اسرائيل، وبرغم ما يروّج عن تقديرات استخباراتية اميركية بأنّ المرحلة الحالية من الحرب ستستمر حتى بداية العام المقبل، وانّ الجيش الاسرائيلي بحاجة الى شهر لتوليد ضغط عسكري على «حماس» لدفعها الى استئناف المفاوضات حول الأسرى في ظروف افضل، فإنّ الغطاء الدولي، الذي توفّره الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية وغير الغربية الصديقة لإسرائيل في حربها على غزة، بدأ يتراجع في الإتجاه العكسي، مع تنامي الغضب والعداء لاسرائيل لدى شعوب تلك الدول.

 

الثاني، هو ما يسمّونها «جبهة ذوي الأسرى» التي تورّمت على حدّ بات ينذر بانفجار، وتضغط بقوة على المستويين العسكري والسياسي في اتجاه اعادة إحياء صفقات التبادل مع «حماس». وبحسب ما اورده الإعلام الاسرائيلي امس، فإنّ «اللقاء بالأمس بين اسرى محررين، وعائلات أسرى اسرائيليين ما زالوا لدى «حماس»، وبين «الكابينيت»، كان صعباً، وسادته فوضى وصراخ، حيث لم يكن لدى رئيس الحكومة والوزراء إجابات جيدة عن الأسئلة التي طُرحت عليهم، ولم يتمكنوا حتى من القول إنّ الاستراتيجية التي يقودونها تضمن أنّه في نهاية العملية، في مرحلة ما، سيعود الأسرى إلى أهلهم. يجب قول الحقيقة، انّه بعد 61 يوماً من الحرب وصلت اسرائيل الى طريق مسدود وخسرت وقتاً ثميناً في موضوع المخطوفين، قبل أن تدخل في مفاوضات جادة مع «حماس» بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، ثمّ خسرت المزيد من الوقت في محاولة تحسين المخطّط الذي حُدّد، والآن تضيّع الوقت مرة أخرى، معتقدةً أنّ الضغط العسكري سيدفع «حماس» إلى تقديم تنازلات ومساومات». «كان يجب إعادة كل من أمكن، كلما أمكن ذلك انطلاقاً من اعتقاد انّه ربما لن يعود بالإمكان غداً».

 

الجبهة الجنوبية

واما على جبهة لبنان الجنوبية، فإنّ حالة الحرب ما زالت على أشدّها في مسرح العمليات العسكرية الممتد من الناقورة الى جبل الشيخ، حيث واصل الجيش الاسرائيلي عدوانه على المناطق اللبنانية، بغارة جوية على المنطقة الواقعة بين مارون الراس ويارون، وقصف عنيف استهدف امس، اطراف بلدة الخيام، ومحيبيب وبليدا وعيتا الشعب ومنطقة اللبونة جنوب الناقورة، واطراف الناقورة، ومنطقة وادي حسن بين الجبين ومجدل زون في القطاع الغربي، واطراف منطقة الوعرات في أطراف بلدة شبعا، بعد الاعتداء بالقذائف الثقيلة على أطراف ‎الهبارية وبلدة ‎الفرديس، اطراف الهبارية، راشيا الفخار، حولا، وادي السلوقي، عيترون، ميس الجبل، طير حرفا، ومنطقة السلامية في مرتفعات حلتا واطراف كفر حمام وكفر شوبا.

 

يأتي ذلك في وقت اعلن فيه «الحزب» عن انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع رويسة القرن في مزارع شبعا، وموقع الضهيرة وموقع حدب البستان، وتجمعاً لجنود الاحتلال الاسرائيلي في تل شعر مقابل عيتا الشعب، وتجمعاً للجنود في كرم التفاح قرب موقع ميتات، وتجمعاً آخر في موقع جل العلام، وموقع الرادار وموقع الراهب وثكنة راميم وموقع المالكية، وموقع حدب البستان، والموقع الاسرائيلي البحري قرب الناقورة. ونعى «الحزب» الشهيد علي حسن الاتات.

خطر كبير في الأفق

على أنّ وقائع الميدان العسكري في الجنوب، تترافق مع تحذيرات دولية متتالية للبنان من احتمال نشوب حرب، وآخرها على ما كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، تحذيرات فرنسية وردت في الساعات الاخيرة الى مستويات لبنانية مسؤولة، مفادها أنّ «فرنسا يعتريها خوف كبير على لبنان، وخصوصاً انّ منطقة الجنوب اللبناني باتت اقرب من ايّ وقت مضى من أن تنحدر الى مواجهات قاسية تهدّد العمق اللبناني، وعلى لبنان أن يبذل جهداً لكي يتجنّبها».

 

وعلى الرغم من إبلاغ منسقة الامم المتحدة يوانا فرونتيسكا الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بأنّ كل ما يُحكى عن تعديلات للقرار 1701 هو مجرّد تكهنات، إلّا أنّ ذلك لا ينسجم مع ما كشفه الموفدون الدوليون عن توجّه نحو ترتيبات لاحقة للمنطقة ومن ضمنها لبنان، او مع ما تبيته اسرائيل للمنطقة الحدودية، التي تهدّد بفرض وقائع جديدة فيها، وآخر تلك التهديدات ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بـ«أننا سنبعد «الحزب» الى وراء نهر الليطاني، سواء بترتيب سياسي دولي، أو تحرّك عسكري». فيما اعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، أنّ تل أبيب جعلت «الحزب يدفع ثمنًا باهظًا بسبب هجماته ضدّ إسرائيل».

 

وتترافق التهديدات الاسرائيلية المتجددة مع الإثارة الاسرائيلية المتتالية لموضوع ما تُسمّى «قوة الرضوان»، وتركيز الإعلام الاسرائيلي على أنّ مستوطني الشمال «لن يعودوا الى منازلهم إذا لم يتحقق الرّدع مع «الحزب». وهو امر انقسمت حوله تقديرات المحللين، بين قائل من جهة، بأنّ هذه التهديدات جدّية، وخصوصا أنّ اسرائيل التي عجزت بعد شهرين من الحرب في غزة من تحقيق انجاز عسكري بكسر «حماس» وتحرير الأسرى الاسرائيليين لديها، قد يكون لدى مستوياتها السياسية او العسكرية شيء من الاعتقاد بأنّ فتح الحرب مع لبنان قد يمكّنها من تعويض فشل الجيش الاسرائيلي في غزة عبر تحقيق إنجاز ضدّ «الحزب»، وفرض ترتيبات جديدة على الحدود توفّر الأمان للمستوطنين، وتُبعد «قوة الرضوان» الى شمالي نهر الليطاني.

 

وبين قائل من جهة ثانية، بأنّ هذه التهديدات لا تخرج عن سياق التهويل، وحثّ الدول لكي تتدخّل وتمارس ضغطاً على لبنان يُلزم «الحزب» بوقف عملياته على الحدود ضدّ الجيش الاسرائيلي والمستوطنات، وخصوصاً انّ اسرائيل تعرف جبهة لبنان، وانّ المواجهة مع «الحزب» باعتراف كبار الضباط الاسرائيليين، جبهة صعبة وكلفتها على اسرائيل أضعاف ما دفعته من أكلاف في غزة، وحرب غزة مستمرة والأكلاف تتراكم. يُضاف الى ذلك، أنّ إشعال اسرائيل للحرب لفرض وقائع جديدة في المنطقة الحدودية، معناه أنّ النار قد لا تبقى محصورة في هذه المنطقة، بل قد تتمدّد الى ساحات اخرى وتدخل المنطقة في مهبّ حرب اقليمية اول من حذّر منها هم الاميركيون، ومن هنا سعيهم الدؤوب لإبقاء نار الحرب محصورة في نطاق غزة.

 

تسوية اميركية؟!

على انّ البارز في هذا السياق، ما اوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأنّ «واشنطن تدرس إمكانية التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود».

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين بأنّ «المبعوث الأميركي إلى لبنان (آموس هوكشتاين) يعمل لإبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد»، واشارت الى انّ «تسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية».

ولفتت الصحيفة إلى انّ «الهدف من الاتفاق المحتمل هو إبعاد «الحزب» بشكل دائم عن الحدود».

 

لا نأمن لإسرائيل

وتبعاً لذلك، أبلغ مسؤول كبير إلى «الجمهورية» قوله: «منذ بداية حرب اسرائيل على غزة، لم نخرج من حسباننا أن توسع اسرائيل دائرة الحرب، وهذا ما ابلغناه الى الأميركيين والفرنسيين، الذين قالوا لنا انّهم يمارسون ضغوطاً على اسرائيل لعدم توسيع الحرب نحو لبنان. وقلنا ايضاً، نحن من الأساس لا نأمن لإسرائيل، ولا نسعى الى التصعيد واشعال الحرب ومتمسكون بالقرار 1701 وملتزمون بمندرجاته، ولكن إن غامرت اسرائيل بشن حرب فليس أمامنا سوى أن نتصدّى لها وندافع عن بلدنا».

 

شكوى .. وتنديد فرنسي

في سياق متصل، شيّعت قيادة الجيش اللبناني وبلدة شمسطار وقرى غربي بعلبك امس، شهيد الجيش اللبناني في الجنوب الرقيب عبد الكريم المقداد، في موكب رسميّ وشعبيّ، فيما أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة تقديم شكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي ردًا على استهداف الجيش اللبناني وسقوط شهيد وجرحى عسكريين.

 

وندّدت وزارة الخارجية الفرنسية بالقصف الإسرائيلي الذي أدّى إلى استشهاد العسكري في الجيش اللبناني عبدالكريم المقداد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إنّ فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل»، داعيًا «جميع الجهات» إلى «أقصى درجات ضبط النفس».

 

وكان جيش العدو، قد اعلن في بيان «انّ الهدف لم يكن الجيش اللبناني بل موقع لـ«الحزب» قصفته القوات الإسرائيلية «للقضاء على تهديد وشيك». اضاف: «انّه تلقّى تقريراً يفيد بأنّ عدداً من جنود الجيش اللبناني أُصيبوا خلال الهجوم. القوات المسلّحة اللبنانية لم تكن هدفاً للضربة. الجيش الإسرائيلي يأسف للحادث، وسيتمّ التحقيق فيه».

 

الجبهة السياسية

سياسياً، بدا انّ الحركة السياسية الداخلية قد أُصيبت في الساعات الاخيرة بشيء من الزخم، تكثفت فيها اللقاءات على اكثر من صعيد، ولاسيما بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وكذلك بين ميقاتي والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وايضاً بين جنبلاط ووفد «الحزب» الذي ضمّ المعاون السياسي لأمين عام الحزب الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا. والعنوان الأبرز الذي تحرّكت تحته، هو موضوع قيادة الجيش وتبديد العقبات المانعة للحسم النهائي لمسألة تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون.

 

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ مشاورات الساعات الاخيرة، قد أفضت الى توافق على ان ينصبّ الجهد الحكومي خلال الايام السابقة لـ15 كانون الاول الجاري، في اتجاه محاولة بلورة مخرج لهذه المعضلة، واتخاذ قرار في شأن التمديد لقائد الجيش في مجلس الوزراء، على اعتبار انّه صاحب الصلاحية في التمديد والتعيين. وفي حال تعذّر ذلك، ينتقل هذا الملف تلقائياً الى مجلس النواب لدرسه في الجلسة التشريعية التي وعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدعوة الى انعقادها قبل منتصف كانون الجاري.

 

وبحسب معلومات، فإنّ المشاورات السياسية تواكبت مع استمزاج آراء بعض رجال القانون حول اي إجراء يمكن ان تتخذه الحكومة في هذا الاطار، وخصوصاً انّ اسئلة كثيرة تتداول في الأوساط المعنية بهذا الملف حول إمكانية الطعن بأي قرار تتخذه الحكومة امام مجلس شورى الدولة، وما اذا كان مجلس الشورى سيبطل هذا القرار في حال طُعن به. والامر نفسه بالنسبة الى الجلسة التشريعية، حيث انّ جهات نيابية مؤيّدة للتمديد لقائد الجيش باتت تميل الى تجاوز اقتراح «القوات اللبنانية» الرامي الى التمديد سنة لقائد الجيش كونه عرضة للطعن به وكونه محصوراً بالتشريع لمصلحة شخص، وتبنّي اقتراح اكثر شمولية، يستفيد منه ضباط كبار في الجيش وخصوصاً من هم في رتبة لواء فما فوق. الّا انّ هذا الأمر قد يكون عرضةً للطعن، باعتبار انّ عدد من هم في رتبة لواء محدود، ولذلك قد يكون التوجّه الأكثر ترجيحاً هو شمولية تأخير التسريح لمن هم في رتبة عميد ممن تنتهي خدمتهم آخر السنة الحالية او السنة المقبلة.

وقال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: انّ «الحزب» اخذ قراراً امس الاول بالسير بتأجيل تسريح قائد الجيش، ولكن لا شيء محسوماً بعد، فقد كان هناك اتجاه لتعيين قائد جديد للجيش، وفوجئ الجميع في لحظة معينة بالاستغناء عن مبدأ التعيين. وأوضح المرجع، انّ منطلق «الحزب» منذ البداية هو إلّا يحصل شغور في موقع قيادة الجيش سواء بالتعيين او التمديد او بتعيين رئيس للأركان. ودعا المرجع إلى ترقّب هذه المسألة حتى الساعة الأخيرة، لأنّ لبنان بلد المفاجآت ولا شيء يُحسم فيه قبل صدور القرار».

 

المطارنة يحذّرون

هذا الموضوع تناوله مجلس المطارنة الموارنة في اجتماع تشاوري عقده امس، حيث شجب أن «تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأيّ فصيل من الفصائل الفلسطينيّة»، واكّد أنّ «الدولة اللبنانيّة التي من حقّها الحصريّ أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسّساتها الدستوريّة، وأن يكون لديها أداةٌ فعّالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسّسة دستوريّة أساسيّة، ويُساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كلّ الوسائل الضروريّة من أسلحة ومعدّات وغيرها، كي يتمكّن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع، بنشر الأمن والسلام والإطمئنان لكلّ الشعب اللبناني».
وعبّر المطارنة الموارنة عن خشيتهم أن «يؤدّي تغييب رأس الدولة مزيداً من الإستفرادات بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبنانيّ؛ كلّ ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتّفاق الطائف».

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

توسيع أميركي لمهمة هوكشتاين: مفاوضات ما بعد الحرب

انفتاح إيراني على جنبلاط وميقاتي والحزب في كليمنصو .. والراعي إلى الجنوب اليوم

 

وسط حالة من الضياع الداخلي، والترقب المميت لمجرى العمليات الجنوبية، التي باتت على ارتباط، لا يخفي على احد، مع تصاعد او انخفاض الحرب الدائرة منذ 61 يوماً بين اسرائيل وحركة «حماس» كبرى الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال الاسرائيلي على امتداد الاراضي الفلسطينية، سجل انفتاح ايراني على النائب السابق وليد جنبلاط، عبر زيارة للسفير الايراني مجتبي اماني، ارفدت بزيارة وفد من الحزب ضم المعاون السياسي للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا، للتداول في المعطيات ذات الصلة بالمواجهات التي يخوضها الحزب على امتداد قرى الجنوب بمواجهة المواقع العسكرية الاسرائيلية المعادية، على خلفية جبهة مساندة للمعارك الضارية التي يخوضها رجال المقاومة ضد الهجمات ومحاولة اعادة احتلال وتدمير قطاع غزة بتفتيته وتقسيمه وإلحاقه بسلطات خارج الارادة الفلسطينية بموجب التفاهمات والاتفاقيات الموقعة او المعمول بها.

وأتت زيارة وفد الحزب بعد زيارة قام بها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الى النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة لتعزيته باستشهاد نجله في المواجهات الدائرة في الجنوب.

ويأتي هذا الانفتاح في ظل حراك دولي – عربي – اقليمي لايجاد صيغة غير القائمة للعمل بالقرار 1701، والذي يشكل بدوره اشتباكاً داخلياً، اذ ان الاجراءات المقترح السير بها، حسب الدوائر الاميركية والفرنسية والبريطانية تقضي بإبعاد الحزب عسكرياً عن منطقة جنوب نهر الليطاني، وهو احد اهداف حرب 2006، التي لم يكتب لها الفوز بأي من اهدافها.

وفي الاطار، اعلن وزير الحرب الاسرائيلي غالانت ان جيشه يرغب بإبعاد الحزب الى ما وراء الليطاني من خلال ترتيب سياسي دولي او تحرك عسكري، كاشفاً ان اعادة المستوطنين الى المستوطنات القريبة من الحدود لن يحصل قبل «استتباب الامن» على حدّ ما ذكر.

وحسب التقارير الواردة، وما نضج من معلومات، فإن الادارة الاميركية ما تزال على موقفها بتحييد لبنان عن حرب اقليمية طاحنة اذا ما تفاقم الوضع على نحو اشد خطورة في غزة.

ولهذه الغاية، جددت الادارة الاميركية والمستشار الرئاسي لشؤون الطاقة العالمية آموس هوكشتاين بالمضي في مهام الاتصال مع المسؤولين اللبنانيين والاسرائيليين للاحتفاظ بقواعد اشتباك لا تؤدي الى الانفجار الواسع، بانتظار بدء المفاوضات بعد حرب غزة، وشمولها لبنان ودول الجوار.

وكشفت مصادر سياسية النقاب عن انحسار الاهتمام العربي والدولي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان عن صدارة البحث والنقاش خلال التحرك والاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع العديد من الرؤساء والمسؤولين العرب والدوليين على هامش قمة المناخ في دبي مؤخرا، وقبله جولة وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب مع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل وبرشلونة، بينما تصدرها لجم التصعيد العسكري  على الحدود اللبنانية الجنوبية والعمل على منع تمدد حرب غزّة بإتجاه لبنان كله.

‎وشددت المصادر على ان الاهتمام العربي والدولي يركز في الوقت الحاضر على اعادة تفعيل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم١٧٠١، لوقف تدهور الاوضاع والعمل على اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل السابع من ‎شهر تشرين الاول الماضي، عندما قامت حركة حماس بعملية طوفان الأقصى ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة.

‎ وأكدت المصادر ان خلاصة النقاش والبحث مع المسؤولين العرب والدوليين بما يختص بلبنان حاليا، هو ما نقله الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان، تشديد فرنسا على تهدئة الاوضاع في الجنوب والتزام طرفي النزاع، الحزب وإسرائيل، بتنفيذ مضمون القرار ١٧٠١، وحث جميع الاطراف السياسيين على التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لمدة سنة جديدة في قيادة الجيش، لمنع حدوث اي فراغ في سدة القيادة والحفاظ على وحدة الجيش وفاعليته بالحفاظ على الأمن والاستقرار، والدور المرتقب منه لبسط سلطة الدولة اللبنانية على الجنوب لتنفيذ القرار المذكور بالتعاون مع قوات الامم المتحدة المولجة بمهمة حفظ الأمن وتحقيق السلام في هذه ‎المنطقة.

‎واعتبرت المصادر ان تصدُّر موضوع الاهتمام الدولي بتنفيذ القرار الدولي١٧٠١، والتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، مرده إلى وضع ملف الانتخابات الرئاسية جانبا في الوقت الحاضر، لاستحالة طرح هذا الملف موضع التنفيذ الفعلي، لحين انتهاء عاصفة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة ولملمة تداعياتها ومؤثراتها الخطيرة على المنطقة ولبنان من ضمنها، ولان الاطراف السياسيين الأساسيين بالداخل اللبناني، غير قادرين على التفاهم ولو بالحد الأدنى لانتخاب رئيس للجمهورية، بسبب الانقسامات فيمابينهم.

‎ولم تنفِ المصادر بوجود تحرك فرنسي وأميركي مشترك لبلورة مبادرة او تصور لحل مشكلة التصعيد العسكري بين الحزب وإسرائيل على الحدود اللبنانية الجنوبية، واعادة تثبيت الهدوء والاستقرار، وقد تولى الجانب الفرنسي من خلال لودريان وبعده السفير السابق رينيه الا، نقل الشروط الإسرائيلية إلى مسؤولين سياسيين والحزب، وتشمل انسحاب عناصرالحزب إلى ما وراء نهر الليطاني بموجب القرار ١٧٠١، وضرورة اقامة منطقة عازلة على الحدود اللبنانية الجنوبية، بينما ترددت معلومات بأن الاجوبة على المطالب والشروط الإسرائيلية، كانت بضرورة إنهاء الخلاف الحاصل حول النقاط المتبقية لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، وإقامة منطقة عازلة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي نيويورك، تقدمت بعثة لبنان في الامم المتحدة بشكوى ضد اسرائيل، على خلفية استهدافها الجيش اللبناني وخرق القرار 1701.

وحضرت المساعد الاميركية في لقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون مع السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، من زاوية الحرص الاميركي على التمديد لقائد الجيش، والحؤول دون وقوع فراغ على رأس المؤسسة العسكرية.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن حركة اتصالات ولقاءات انطلقت بين القوى السياسية  لبحث عدة ملفات ضاغطة وابرزها التطورات في الجنوب وملف قيادة الجيش وأشارت إلى أن هذه اللقاءات  تركزت على خلق مناخ للنقاش من أجل حسم الاستحقاقات الداهمة وابرزها شغور القيادة وتنسيق المواقف على أن جلسة اللجان المشتركة من شأنها أن تمنح جوابا واضحا حول جو اي جلسة تشريعية تتم الدعوة إليها. .

‎وأكدت أن  صدور قرار التمدبد من الحكومة اضحى من سابع المستحيلات والملف يطرح على مجلس النواب، مشيرة إلى أن لقاءات الحزب التقدمي الأشتراكي والحزب هدفت إلى مقاربة تأجيل تسريح قائد الجيش ومعرفة الموقف منه كما تلمس قرار الحزب وما إذا كان مهتما بالقرار أم لا.

‎ورأت أن الملف الأمني يستحوذ على البحث بين مختلف القوى السياسية وقد اعادت التأكيد على رفض لبنان الانجرار إلى الحرب.

ومن ضمن الصيغ المتداولة لايجاد حل للمناصب الشاغرة في المؤسسة العسكرية من تعيين رئيس جديد للاركان وملء الشواغر في المجلس العسكري، فضلاً عن الحؤول دون وقوع فراغ في قيادة الجيش، والرئيس نجيب ميقاتي في كليمنصو، حيث تداول في ما يجري من صيغ، عرضت في اللقاء بين الرئيس ميقاتي ورئيس المجلس في لقائهما الاخير امس الاول، لا سيما لجهة توفير تأييد نيابي قوي للتمديد عبر رفع سن التقاعد للعسكريين من رتبة «عماد» ولواء..

وتأتي زيارة كليمنصو عشية سعي الرئيس ميقاتي للتوصل الى قرار ينهي اشكالية الشغور في المواقع العسكرية والامنية، ويمكن طرحه، اذا نضج في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة، والتي قد تتناول ما طرأ على الموضوع الفلسطيني في لبنان عبر السعي لانشاء ما يسمى «طلائع طوفان الاقصى» اذ يطالب التيار الوطني الحر بأن تصدر الحكومة موقفاً رافضاً للعودة الى «كيانات فلسطينية» على غرار ما حصل في بداية السبعينات.

ويعقد مكتب رئيس النواب اجتماعاً الاثنين المقبل في 11 ك1 الجاري للتداول في جدول اعمال جلسة مجلس النواب التي وعد الرئيس نبيه بري بانعقادها في النصف الاول من هذا الشهر..

كما تعقد اللجان المشتركة جلسة لها الاثنين، كان الرئيس بري دعا اليها.

وعلى صعيد المساعي لعقد قمة روحية، زار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب دار الفتوى، والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.

وفهم ان المفتي قباني ابلغ الشيخ الخطيب أنه مهتم بفكرة القمة الروحية، وسيوكل للجنة خاصة دراسة الموضوع من جوانبه كافة.

الراعي في الجنوب

ويزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجنوب اليوم، لتفقد الرعية ومن الممكن ان يزور القرى المسيحية الامامية مثل رميش وعين ابل وغيرها، كما يزور الابرشيات في صور ومدن اخرى.

وحسب جدول الاعمال، فالزيارة تبدأ من مطرانية صور المارونية، ثم ينتقل الى مطرانيةالروم، ثم يلتقي ممثلي الطوائف الروحية الاسلامية والمسيحية في المنطقة.

وعشية الزيارة، اعلن مجلس المطارنة الموارنة ان الحق الحصري للدولة هي ان تأخذ قرار الحرب والسلم، داعياً الى عدم السماح للفراغ ان يهدد مركز قيادة الجيش فيه، رافضاً استعمال لبنان كساحة في صراعات عسكرية اقليمية، وفتح حدوده وساحته مجدداً امام السلاح غير الشرعي.

الوضع الميداني

وعلى الارض، نفذت «المقاومة الاسلامية» 11 هجوماً اسناداً لغزة.

وبعد صباح ساده الهدوء، اشتدت المواجهات مساءً، وصوبت المقاومة نيرانها على تجمعات جنود الاحتلال ومواقعه.

واعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت تجمعاً لجنود الاحتلال في موقع العلام وفي كرم التفاح قرب ثكنة ميتات، وفي تل شعر مقابل بلدة عيتا الشعب بالاسلحة المناسبة.

ونعت المقاومة الاسلامية الشهيد علي حسن الأتات من حارة حريك في الضاحية الجنوبية.

**************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  غزة لن تسقط والمقاومة تواصل عملياتها النوعية… الراعي الى الجنوب متضامنا

تهديدات جوفاء بتعديل الـ1701 ومن يمنع التحاق المتطوعين العرب بالجبهات؟

الحزب مع كل الخيارات التي تؤدي الى حل لاستمرار الجيش في مهامه الوطنية

الكلمة للميدان في غزة حتى مطلع العام 2024، بعد ان مددت الولايات المتحدة التفويض للجيش الاسرائيلي بمواصلة حرب الابادة في غزة والقضاء على حماس والفصائل الفلسطينية واطلاق الاسرى بالقوة، على ان تاخذ العملية العسكرية انماطا متعددة وغير ثابتة وقد يتخللها هدن مؤقتة، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان التفويض الاميركي الاول امتد من 7 تشرين الاول حتى اواخر تشرين الثاني واستهدف شمال غزة بذريعة وجود الاسرى في الشمال واطلاق سراحهم، وفشلت العملية العسكرية في تحقيق اهدافها، وتم اطلاق الاسرى المدنيين بالمفاوضات وليس بالقوة، وتمكنت “اسرائيل” من الدخول الى بعض المناطق الرخوة وتدمير المستشفيات ونجحت من خلال عمليات القصف الوحشي في اجبار الفلسطينيين على النزوح الى مناطق خان يونس وجباليا في الجنوب.

التفويض الاميركي الثاني، حسب المصادر الفلسطينية، يستمر حتى اواخر كانون الاول ويستهدف خان يونس وتهجير الاهالي باتجاه رفح، لاعتقاد “اسرائيل” ان مركز القيادة لحماس في خان يونس، والقادة من محمد الضيف ويحيى السنوار ومروان عيسى وابو عبيدة موجودون في انفاق خان يونس ويديرون المعركة من هذه المنطقة.

وحسب المصادر الفلسطينية، “اسرائيل” فشلت في تحقيق اهدافها بالقضاء على قادة حماس ومراكز عملياتهم، وتجري في المنطقة اعنف المعارك باعتراف قادة الجيش الاسرائيلي مع ارتفاع حجم القتلى بين الجنود الاسرائيليين، وفي ضوء نتائج التفويض الاميركي الثاني سيتحدد مسار المعركة وما اذا كانت “اسرائيل” بحاجة الى مدة اضافية حتى شباط لتهجير اهالي الجنوب والشمال الى معبر رفح ومنها الى مصر، وكيف سيكون الموقف المصري حيال هذا التطور ؟ الامور مرهونة بالميدان حتى مطلع العام الجديد.

وحسب المصادر الفلسطينية، المعارك لن تتوقف في غزة، والجسم العسكري لحماس ما زال قويا وصلبا وسليما وممسكا بالميدان وادارة العمليات، ولن يوقفها طالما بقي جندي اسرائيلي في غزة، ولن يتمكن جيش العدو من الانتشار على الارض وسيبقى وجوده مقتصرا على الاليات، وسيتعرض لحرب استنزاف طويلة في مدينة هجر نصف سكانها، وحسب المصادر الفلسطينية، الصراع بات مفتوحا، وليس هناك انصاف حلول “يا قاتل يا مقتول” وهذا يستدعي تصعيدا لكل اشكال المواجهات، بما فيها ضرب المصالح الاميركية والاسرائيلية في كل الساحات، والعودة الى مرحلة السبعينات مع سقوط الخطوط الحمراء.

وكشفت المصادر الفلسطينية، ان التفويض الاميركي الاول والثاني والثالث يحظى بالغطاء العربي الكامل، وهناك اجماع عربي على انهاء حركتي حماس والجهاد كونهما تنظيمين تابعين للاخوان المسلمين، والمطلوب دعم السلطة الفلسطينية، حتى ان قيادات سياسية لبنانية تم توجيه العتاب لها خليجيا لمواقفها من دعم صمود غزة.

وتعتبر المصادر الفلسطينية، ان ما يقوم به الشعب اليمني في باب المندب من قصف يومي للمدن الفلسطينية المحتلة الاستراتيجية كايلات كما حصل امس، وعرقلة الملاحة الدولية عبر ضرب السفن التجارية الاميركية والاسرائيلية، واستهدف المقاومة الاسلامية في العراق للقواعد العسكرية الاميركية في سوريا والعراق، بالاضافة الى عمليات المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان، قد يفرض على الاسرائيلي النزول عن الشجرة والقبول بوقف اطلاق النار. واللافت ان عددا من النواب الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس تقدموا بمشروع قرار الى الكونغرس يطالب بايدن بسحب القوات الاميركية من سوريا، وسيصوت الكونغرس على المشروع الاسبوع المقبل، فيما ابدت دول خليجية استياءها من الموقف الاميركي لجهة عدم الرد على الحوثيين في باب المندب وتعطيل المصالح الخليجية والدولية.

 

عمليات المقاومة في لبنان

تبقى جبهة الجنوب جبهة الاسناد الاولى لغزة والضفة وكل الشعب الفلسطيني، عبر سلسلة من العمليات اليومية النوعية والموجعة لجنود الاحتلال ومواقعه على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، من الناقورة حتى مزارع شبعا وكفرشوبا.

وفي اطار العمليات اليومية، استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية مواقع الرادار والراهب وثكنة راميم والمالكية وتل شعر مقابل بلدة عيتا الشعب، وتجمعا لجنود العدو في كرم التفاح قرب ثكنة مينات، وتجمعا اخر في موقع جل العلام، والضهيرة بالاسلحة المناسبة وحققوا فيها اصابات مباشرة، كما استهدفوا موقع حدب البستان بالصواريخ الموجهة، وتمت اصابته بشكل مباشر، وكذلك موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ موجه.

كما تم اطلاق رشقة من 8 صواريخ باتجاه مواقع الجيش الاسرائيلي في الجليل الاعلى، كما تعرض موقع اسرائيلي في جبل الشيخ لقصف صاروخي من لبنان.

وقد ردت قوات الاحتلال بسلسلة من الاعتداءات البرية والجوية، واستهدفت طائرة مسيرة بصاروخ منزلا قرب مجمع الامام الرضا في ميس الجبل، كما استهدفت منطقة القندولي غرب البلدة بصاروخ اخر، وتعرضت مارون الراس واطراف بلدة يارون واللبونة وجنوب الناقورة ومنطقة وادي حسن بين الجبين ومجدل زون في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدف القصف ايضا طيرحرفا، القوزح، راميا، كما تعرضت اطراف بليدا وعيترون لقصف مدفعي فوسفوري،، بالاضافة الى قصف محيط بلدات شبعا وكفرشوبا والمجيدية وكونين في قضاءي مرجعيون وحاصبيا.

 

حملة تهويل دولية بخصوص الـ 1701

حملة تهويل محلية وعربية ودولية بخصوص تنفيذ القرار الدولي 1701، وتسريبات “على مد عينك والنظر” ليس لها اي صدى داخلي لا في حارة حريك، ولاعند اي طرف من محور المقاومة. هذا التهويل ليس الا “فقاقيع صابون”، الهدف منه الضغط على الحزب لوقف عملياته المساندة لغزة، واشغاله لثلث الجيش الاسرائيلي، كما ان عمليات المقاومة اليومية رفعت من اعداد القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو، بالاضافة الى تهجير 100 الف مستوطن من مستعمرات شمال فلسطين المحتلة التي تشكل الرافد الاول للاقتصاد الاسرائيلي، والذين يرفضون العودة اذا بقي الحزب موجودا في الجنوب حسب التسريبات الاعلامية الاميركية، مع العلم، ان “اسرائيل” لم تلتزم يوما واحدا ببنود الاتفاق وخرقته منذ عام 2006 اكثر من 7000 مرة، وطائراتها الحربية لا تغيب يوما واحدا عن سماء لبنان، وتقوم بقصف الاراضي السورية من فوق اراضيه.

وحسب المصادر نفسها، كل التهديدات والاغراءات فشلت في ثني المقاومة عن قرارها بالدفاع عن غزة ومساندة شعبها. وكل المتابعين رصدوا في الايام الاولى للحرب كثافة حجم الموفدين العرب والاوربيين الى بيروت، حاملين رسائل التهديد الاميركية بقصف لبنان وتدميره بطائرات حلف الناتو والاساطيل التي جاءت الى المنطقة، اذا حاول الحزب فتح جبهة الجنوب ومساندة حماس، ورغم ذلك تحركت جبهة الجنوب اسنادا لغزة وقصفت المستعمرات وتهجر المستوطنون، وماذا حصل ؟ واين واشنطن من تهديداتها ؟ وبالتالي كل ما يثار في هذا الملف ليس الا من باب التهويل والحرب النفسية.

وحسب المصادر المتابعة للتطورات ، الحزب لا يريد الدخول في اي سجالات داخلية مع احد، وعيونه على الجنوب وحماية لبنان، و يقدر الالتفاف الشعبي الواسع من كل اللبنانيين وفي كل المناطق والطوائف حول المقاومة، واللبنانيون يعرفون بدورهم حرص المقاومة على لبنان واستقراره ووحدته وقوته.

 

الحزب: تهديدات غالانت جوفاء ولا قيمة لها

وفي هذا الاطار، قال وزير دفاع العدو “اننا سنبعد الحزب وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استنادا الى قرار اممي، واذا لم تنجح التسوية سنتحرك عسكريا”، علما ان طرح وزير الدفاع الاسرائيلي نقله الموفد الفرنسي ومدير المخابرات الفرنسية.

اما الحزب، فيرى ان متغيرات كبرى قد حصلت، وبعد ان كان لبنان يستجدي الامم المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية من ال 425 الى غيره من القرارات في ظل شعار قوة لبنان في ضعفه، بينما اليوم تغيرت المعادلة واصبح الاسرائيلي يطالب لبنان بالالتزام بالقرارات الدولية، وهذا عائد لقوة المقاومة التي غيرت المعادلات. علما ان “اسرائيل” هي من تقوم بخرق ال 1701، ولو كان غالانت وغيره قادرين على تطبيق ال 1701 عسكريا وابعاد المقاومة، لما كان طلب المساعدة من فرنسا وغيرها لتنفيذ ال 1701، وهذا عائد لقوة المقاومة التي تمثل مصدر القوة والعزة للبنان واللبنانيين، وبالتالي فان كلام غالانت لا قيمة له ولا معنى وتهديداته جوفاء.

 

البطريرك الماروني يزور الجنوب متضامنا

يزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الجنوب اليوم متضامنا مع اهله متفقدا احوال النازحين، على رأس وفد من مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك يرافقهم الامين العام للمجلس الاب كلود ندرة، ويزور الراعي مطرانية صور المارونية، على ان ينتقل بعدها الى مطرانية الروم الكاثوليك. ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الاسلامية والمسيحية في الجنوب.

 

بيان المطارنة الموارنة

وعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الراعي، واصدر بيانا طالب فيه، بانه لا يجب ان يسمح للفراغ بتهديد قيادة الجيش. وأبدى المطارنة خشيتهم من ان يؤدي الاستمرار في الفراغ في رئاسة الجمهورية الى مزيد من الاستفراد بقرار الحرب والسلم واستعمال لبنان ساحة للصراعات وعدم الالتزام بالقرار 1701، كما طالبوا بان يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها لما له من انعكاس على كل اللبنانيين، وعبر المطارنة عن حزنهم العميق للحرب الدائرة في غزة “وكنا قد تبصرنا خيرا بالهدن”.

 

فصائل طوفان الاقصى

رغم التطمينات التي اعلنتها حماس بخصوص دعوتها الشباب الفلسطيني الى الانخراط في المعركة، فان العديد من القوى الداخلية، اخذت من هذه القضية “شماعة” للهجوم على المقاومة والفصائل الفلسطينية، رغم ادراك هذه القوى حسب مصادر فلسطينية في بيروت، ان عهد السبعينات “ولى ولن يعود” وعهد “فتح لاند وحماس لاند انتهى الى غير رجعة، لكن هذه المصادر لا تسقط من حساباتها، ان يؤدي الاجرام الاسرائيلي الاميركي والتآمر العربي الى ادخال المنطقة بفوضى شاملة لعشرات السنين، والقيام بردود فعل على جرائم العدو، في ظل معلومات عن وصول الالاف من المتطوعين العرب والمسلمين الى الحدود العراقية السورية، للالتحاق بجبهات القتال من الاردن الى سوريا وجنوب لبنان. وفي المعلومات المؤكدة، ان اعدادا اضافية من المتطوعين سيصلون تباعا من اليمن وافغانستان وباكستان وليبيا واندونيسيا والعراق للدفاع عن الشعب الفلسطيني، فعندما تغيب الدول العربية عن المشهد ويصر الاميركي والاسرائيلي على القتل، عندئذ ستعم الفوضى كل المنطقة وستسقط كل القرارات الدولية، والكلمة ستكون للسلاح فقط.

 

التمديد لقائد الجيش : الخيارات كلها على الطاولة

لا يمكن لمجلس الوزراء تجاوز قرار وزير الدفاع موريس سليم في اي اجراء يتعلق بتعيين قائد جديد للجيش او التمديد او تأجيل التسريح. هذه هي خلاصة الدراسات القانونية للمراجع الدستورية، واي قرار حكومي دون اقتراح وزير الدفاع وموافقته يتعرض للطعن، والتهديدات التي اطلقها الرئيس ميقاتي باصدار التمديد في جلسة مجلس الوزراء في غياب الوزير موريس سليم المقاطع للجلسات، تم التراجع عنها بعد نصائح تلقاها ميقاتي.

اما موقف الحزب من هذا الملف، فبات واضحا للجميع بعيدا عن التاويلات والتسريبات. فالحزب منذ اليوم الاول لاثارة الملف، ابلغ الجميع انه لا يعارض ايا من الخيارات المطروحة التي تجنب الفراغ في قيادة الجيش، والحزب لا يعارض التعيين او التمديد او تاجيل التسريح او الذي يليه او تعيين رئيس للاركان واعضاء المجلس العسكري انطلاقا من حرصه على تجنب الوصول الى ازمات بشأن قيادة الجيش، والحزب يشجع التوافق والوصول الى حل يحفظ الجيش ودوره وهيبته، ولذلك فانه لا يريد الغوص في هذا الملف حفاظا على المؤسسة العسكرية.

بالمقابل، نقل عن وزيرالدفاع قوله، انه جاهز لتعيين قائد جديد للجيش وملء الشواغر في المجلس العسكري، وهذا ما يرفضه ميقاتي لان التعيين يلقى معارضة البطريرك الراعي والعديد من القوى المسيحية في غياب رئيس الجمهورية، ولن يسير بالامر، كما يرفض جملة وتفصيلا التعيين بمرسوم جوال على ال 24 وزيرا…

وحسب المراجع القانونية التي تمت استشارتها، القانون، يقول: في حال غياب قائد الجيش لاي سبب من الاسباب، تذهب مهام القائد الى رئيس الاركان. وحصل هذا الاجراء مع اللواءين سمير القاضي وشوقي المصري. ومن الممكن تجاوز الخلافات بالتوافق السياسي، ولا حل الا عبر المسار القانوني. اما القول بتعيين ” الذي يلي ” رتبة في المجلس العسكري، فهو بدعة غير قانونية لا يمكن السير بها، وبالتالي الحلول مقفلة حكوميا.

وبعد فشل المسارات الحكومية، تم طرق ابواب المجلس النيابي لان القانون يجيز تمديد سن التقاعد في مجلس النواب فقط او تاخير التسريح، وتقدمت القوات اللبنانية بمشروع قانون يقضي بالتمديد سنة لقائد الجيش. وفي المعلومات، ان طريق المجلس النيابي ليس معبدا، والوزير سليم سيطرح في الجلسة حسب المعلومات، التمديد او تاجيل التسريح ل600 عميد في الجيش اللبناني لسنة، اذا تمت مناقشة اقتراح القوات بالتمديد لعون في الجلسة التشريعية. ومن المتوقع حضور القوات الجلسة لكن القرار النهائي لم يصدر بعد، فيما الكتائب ابدت استعددادها للحضور، علما ان جدول الاعمال يتضمن اقرار 30 مشروع قانون من بينها التمديد لقائد الجيش، وجميع الكتل ينتظرون الموعد النهائي للجلسة ليحددوا مواقفهم.

وفي المعلومات، ان كتلا نيابية ستطرح التمديد سنة للمديرين العامين في القطاع العام، وكذلك لقائد قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للامن العام بالوكالة اللواء البيسري حرصا على العدالة وتطبيق القانون واستقرار المؤسسات العسكرية وتعزيز ادوارها ورفع الغبن. هذه الاقتراحات من رابع المستحيلات مرورها في الجلسة التشريعية، كونها بحاجة الى دراسات وتعديلات في هيكلية الوظيفة العامة وتوازناتها الطائفية، كما ان موضوع رفع سن التقاعد للمديرين العامين في الدولة يتم النقاش فيه منذ سنوات من دون نتيجة، كل هذه الامور قد تعرقل التمديد لقائد الجيش.

وفي المعلومات، ان هناك مواقف غامضة من التمديد حتى الان، ولم يصدر اي موقف عن مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان في هذا الشان، كما ان الاجتماع الاخير بين بري وميقاتي لم يصل الى نتيجة، بالاضافة الى ان القوى المحلية لا تتحكم مطلقا بالقرار وحدها، وهناك تباينات وخلافات بين العديد من الدول العربية وفرنسا وواشنطن حول التعيين او التمديد.

ورغم هذه الصورة المعقدة، فان اي اقتراح لم يسقط حتى الان بشكل نهائي، وحظوظ كل الاقتراحات متساوية، من التمديد الى التعيين او تاجيل التسريح، والحسم الى ما بعد منتصف كانون الاول.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

حرب الإبادة الصهيونية مستمرة والعالم مشغول بال 1701 !

 

في اليوم الـ61 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال هجومه البري وقصفه الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع، في حين تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تكبيده خسائر فادحة في محاور عدة، أبرزها: خان يونس حيث دارت معارك ضارية.

 

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي وفجر  الأربعاء، ارتكبت مجازر جديدة في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا شمال القطاع.

 

واستهدف الاحتلال مربعا سكنيا كاملا بمخيم جباليا، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، وأطلقت وابلا من القنابل الفوسفورية والدخانية باتجاه وسط المخيم، الذي يشهد سلسلة غارات مكثفة.

 

وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة فلسطين غرب جباليا التي تؤوي نازحين، مما أدى إلى استشهاد العشرات، وإصابة آخرين بجروح. كما استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون، في قصف استهدف منزلا في شارع النفق بمدينة غزة، و6 شهداء آخرون في قصف لمنزلين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما ارتقى 3 شهداء وأصيب العشرات بجروح في غارة استهدفت منزلا في المخيم الغربي بخان يونس.

 

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن مستشفى شهداء الأقصى استقبل 73 شهيدا و123 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية، كما أعلنت الوزارة استشهاد 16 ألفا و248 فلسطينيا وإصابة 43 ألفا و616 منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي.

 

وحاصر الجيش الإسرائيلي مدينة خان يونس الكبيرة في جنوب قطاع غزة حيث تجري اشتباكات تُعد الأعنف على الأرض منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية.

 

واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن “قوات الجيش الاسرائيلي تحاصر الآن منزل مسؤول حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار، سنلقي القبض عليه، هذه هي مسألة وقت فقط”.

 

ولفت نتانياهو، بحسب المتحدث الاعلامي باسمه، الى انه “وفقا لمعطيات الجيش الاسرائيلي، تم حتى الآن قتل أكثر من 6000 عنصر ينتمي لحماس”.

 

وأعلنت  (حماس) استهدافها منزلا تحصن فيه جنود الاحتلال بقذيفة أفراد وأسلحة رشاشة في محور شرق مدينة خان يونس، وقنصت 4 جنود، وأصابوهم إصابات محققة.

 

كما قصفت القسام قوات إسرائيلية متوغلة في المناطق الشرقية لخان يونس بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل، وقصفت حشودا للعدو الإسرائيلي في موقع إسناد صوفا العسكري، ومستوطنة نير إسحاق برشقات صاروخية.

 

وقالت القسام -في وقت سابق  الأربعاء- إن مقاتليها تمكنوا من قنص 6 جنود إسرائيليين ببنادق “الغول” محلية الصنع، في منطقة الزنة بمحور شرق مدينة خان يونس، وأصابوهم إصابات محققة، وتمكنوا من الإجهاز على 10 جنود للاحتلال من المسافة صفر بمحور شرق خان يونس، كما استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة مكونة من 8 جنود بقذيفة مضادة للأفراد وحققوا فيها إصابة مباشرة.

 

من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي إنها قصفت تجمعات للجيش الإسرائيلي بمحيط منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس، وأضافت أن عناصرها استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة بقذيفة مضادة للأفراد في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس.

 

كما قصفت سرايا القدس حشودا إسرائيلية بمحيط المركز الثقافي في بني سهيلا بقذائف هاون، وأطلقت رشقات صاروخية على مستوطنة مفتاحيم.

 

في المقابل، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط بكتيبة المدرعات في المعارك الدائرة بقطاع غزة، كما أقر بمقتل ضابط في حادث انقلاب مركبة عسكرية جنوب إسرائيل.

 

ووصل عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية العملية البرية في غزة إلى 85 ضابطا وجنديا، وبهذا يرتفع الإجمالي -المعلن- منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 409 من الضباط والجنود.

 

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن ما تصفها بالمناورة البرية شمالي غزة وجنوبها ستستمر لشهر إضافي وفق تقدير المنظومة الأمنية.

*****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

أميركا وفرنسا تهدّدان لبنان: سحب المقاومة من الجنوب أو الحرب
ما علاقة التمديد للقائد بـ 1559 و1701؟

 يتصرف الغربيون في لبنان على خلفية أن العدو ربح الحرب في غزة، وأن في الإمكان، بالتعاون مع دول عربية، العمل على "إعادة تنظيم الوضع في لبنان، من بوابة محاصرة حزب الله ودفعه الى تنازلات، سواء في ما يتعلق بالمقاومة أو في الملفات الداخلية، وخصوصاً رئاسة الجمهورية".وأظهرت الاتصالات التي شهدتها الأيام العشرة الماضية أن الأميركيين، بالتعاون مع فرنسا والسعودية والإمارات، وضعوا ملف الرئاسة جانباً، ويركّزون على ما يسمّونه إدارة "الفترة الفاصلة"، وهم يصرحون بوضوح بأن ما يطلبونه من إجراءات يخدم مصالح أمنية إقليمية ودولية، تبدأ بإسرائيل ولا تنتهي بسواحل أوروبا ونفوذ دولها في المنطقة.
وقال مرجع معني لـ"الأخبار" إن المشترك في ما ينقله الفرنسيون والأميركيون والسعوديون وغيرهم هو المطالبة بتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، وإن هؤلاء أوعزوا إلى حلفائهم المحليين القيام بكل ما يسهّل التمديد. وأضاف أن الضغوط في هذا السياق بدأت تأخذ مساراً تصاعدياً بعد فشل محاولة التمديد عبر مجلس الوزراء، ما يفرض التوجه الى مجلس النواب.
وأوضح المرجع أن ضغوطاً تمارس على الرئيس نبيه بري لتسهيل المهمة، مع وعود بأن يحضر المقاطعون للمجلس جلسة تشريعية موسعة، شرط إدراج البند الخاص بالتمديد لعون وإقراره. وتهدف الضغوط على بري أيضاً إلى نزع أي عراقيل من أمام الجلسة، مع ترجيحات بأن حزب الله سيكون محرجاً بعدم التصويت لمصلحة التمديد، فيما لا ضير من بقاء التيار الوطني الحر وحيداً في صف المعارضة.
الأسباب الموجبة لطلب التمديد لقائد الجيش كانت صريحة أيضاً في أنها لا تتعلق بجدول أعمال لبناني. وبلغت الوقاحة بالفرنسيين حدّ قول إن التمديد لعون يمثل مصلحة أوروبية ودولية، وإن الغرب لا يثق بأيّ ضابط غيره الآن، وقد سبق أن أظهر استقلالية في تجاوبه مع المجتمع الدولي في ملف منع هجرة النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين الى أوروبا، وصولاً إلى التهديد بأن عدم التمديد له يعني وقف المساعدات المالية للجيش.

1559 و1701
أما الوجه الآخر للمهمة التي يريدها الخارج لقائد الجيش فتتمثل في أن يقوم بدور "لمنع حزب الله من جر لبنان الى حرب واسعة في المنطقة، ولتعديل الوقائع الميدانية جنوباً". ولم يكتف هذا التحالف بالإشارة الى الوضع على الحدود من زاوية ضبط الأوضاع الأمنية، بل تحدث صراحة عن أن "العالم، بعد ما جرى في غزة، لا يمكنه السماح لأحد بتهديد إسرائيل أو تهديد الأمن العالمي، وأن على لبنان المساعدة في إيجاد آلية تسمح بتنفيذ القرارَين 1559 و1701، وإقناع حزب الله بالحسنى، والاستعداد لاستخدام وسائل أخرى إن لم يسحب قواته من جنوب نهر الليطاني، ويترك الأمر للجيش اللبناني بالتعاون مع قوة معززة من اليونيفيل".
ربما يعرف الغربيون وحلفاؤهم العرب بأنهم يعمدون، عملياً، الى تهديد السلم الأهلي في لبنان من خلال هذه العناوين، وخصوصاً أنهم يرفقون مطالبتهم الجيش على القيام بدور خاص، بتحريض قوى سياسية أساسية في لبنان على إطلاق حملة ضد سلاح حزب الله، والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية. وقد أبدت القوات اللبنانية استعدادها لقيادة تحالف سياسي داخلي يتولى هذه المهمة.
وكان لافتاً ذهاب بعض الغربيين الى مستوى التهديد بأن الضغط العالمي على إسرائيل لعدم توسيع حربها لتشمل لبنان قد لا يستمر بصورة دائمة، وأن عدم استجابة لبنان للمطالب بمنع وجود حزب الله جنوب نهر الليطاني، سيقود الى توتر وتصعيد كبيرين، وأن إسرائيل ستجد نفسها مضطرّة لتنفيذ المهمة عسكرياً.
وقد أظهر الموفدون الفرنسيون الذين زاروا بيروت تعاطفا كبيرا يتجاوز الدعم السياسي لاسرائيل، وبرروا الكثير مما يقوم به العدو في غزة. وقال ايمييه "إننا ننظر الى ما حصل في 7 اكتوبر كأنه حصل معنا، واذا اخذت بالامر بالنسبة والتناسب، فان 1400 قتيل في اسرائيل يوازون 16000 قتيل في فرنسا. اذا تعرضنا لضربة ادت الى مقتل 16 الف مواطن فرنسي، ماذا ستكون ردة فعلنا؟ سنرد بجنون وبعقلية ثأر وقساوة، ولن نقبل ان يسألنا احد عما نفعله".
وأورد ايمييه هذه الاشارة في معرض حديثه عن "ضرورة ان يأخذ لبنان في الاعتبار وضع اسرائيل، وان يسعى الى منع حصول تصعيد، لأن احداً لن يقدّر رد فعل اسرائيل على اي تصعيد".
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين في كيان الاحتلال أن الولايات المتحدة بدأت العمل على "تقليص احتمالات التصعيد مع لبنان، وإبرام تسوية للحدود البرية على غرار الحدود البحرية، بهدف إبعاد حزب الله بشكل دائم عن الحدود".
ولوحظ أن قادة العدو ووسائل إعلامه يكثرون من الحديث عن هذه الجهود، في سياق مساعي جيش الاحتلال لإقناع المستوطنين في الشمال بأن عودتهم ستكون سريعة الى منازلهم. كما أن قادة هذه المستوطنات أكثروا في الأيام الماضية من الحديث عن أن سكان مستعمرات الشمال لن يعودوا قبل أن يزول تهديد حزب الله على الجبهة المقابلة.

جنبلاط وحزب الله
وفي هذا السياق، جاء الاجتماع أمس بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والنائب السابق وليد جنبلاط، في حضور منسق وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا والنائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي. وهو اجتماع تقرر بعد سلسلة اتصالات بينَ الجانبين في إطار التشاور حول المرحلة الراهنة، وكان بمثابة تقييم للوضع عبّر جنبلاط خلاله عن قلقه، وتركز النقاش حول نقطتين أساسيتين:
الأولى، الحرب على غزة وانعكاسها على الوضع في الجنوب ولبنان عموماً. وقد شدد جنبلاط على ضرورة "ألا يُستدرج لبنان الى الحرب"، واضعاً وفد الحزب في جو الكلام الذي نقله مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي زار بيروت أخيراً، ونبّه من التصعيد الذي قد يدفع الإسرائيلي الى الحرب. وأكد الوفد أن الحزب يعتبر نفسه أمام ما يحصل في غزة معنياً، وعليه التزامٌ ومسؤولية، وهو لا يخفي هذا الأمر بل يؤكد في كل بيانات العمليات التي تنفذها المقاومة أنها نصرة لغزة، مشيراً إلى أن الحزب لا يقول إنه يريد التصعيد "لكننا لا نستطيع أن نعطي تطمينات لأحد".
الثانية، مصير قائد الجيش العماد جوزف عون الذي قال جنبلاط إنه يؤيد التمديد له نظراً إلى الظروف الحساسة، فيما ردّ وفد الحزب بأنه "لن يترك المؤسسة الأمّ مهما كلف الأمر وهو حريص على استمراريتها وحفظها نظراً إلى دورها الكبير ولا سيما في هذه الظروف"، لكن الوفد لم يعط جواباً حاسماً، بل أشار إلى وجود خيارات عديدة؛ منها التمديد والتعيين وتأجيل التسريح أو تعيين قائد للأركان، مؤكداً أنه "منفتح على النقاش ولا يزال يدرس جميع الخيارات".

************************

افتتاحية صحيفة البناء:

 

غالنت لمستوطني الشمال: لإبعاد حزب الله إلى ما بعد الليطاني سياسياً أو عسكرياً
المقاومة في غزة ولبنان لمزيد من الأهداف… وفي العراق واليمن مزيد من التحدّي
واشنطن تزيد دعمها العسكري لجيش الاحتلال وتزوّده بقنابل قتل النساء والأطفال

 

 أكد الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي مواصلة إرسال الدعم العسكريّ لجيش الاحتلال، تحت شعار توفير ما يحتاجه لتنفيذ مهامه، ووفقاً لأقوال مصادر أميركية عسكرية نقلتها الصحف الأميركية، تضمنت شحنات الأسلحة والذخائر القنابل التي تزن ألفي رطل التي تفجّر مجمعات سكنية، وتلك التي تهدم أبنية كاملة من عدة طبقات، وهي القنابل التي استخدمها جيش الاحتلال في استهدافه للمجمعات السكنية وتسببت بقتل آلاف النساء والأطفال، فيما تطلب من واشنطن من تل أبيب الانتباه لتخفيض عدد القتلى من المدنيين، دون أن تترجم ذلك تغييراً في أنواع وأحجام القنابل.
في ميادين الحرب على جبهتي غزة ولبنان، واصلت قوى المقاومة استهداف مواقع جيش الاحتلال ودباباته وجنوده، ودمّرت عتاده، وقتلت جنوده، وقدّرت مصادر عسكرية خسائر جيش الاحتلال في اليوم الستين من الحرب بثلاثين آلية وعشرين قتيلاً وأكثر من مئة جريح.
في السايسة برز كلام لوزير حرب كيان الاحتلال يوآف غالنت خلال حديثه أمام مستوطني الشمال على حدود لبنان، يعدهم خلاله بالعودة القريبة لأن إبعاد حزب الله عن الحدود الى ما وراء نهر الليطاني سيتم حكماً، إما بالطرق الدبلوماسية أو بالقوة. وترافق كلام غالنت مع تسريب تقارير ومعلومات عن مساع غربية فرنسية وأميركية لتقديم عروض لحزب الله يطال بعضها الاستحقاق الرئاسي وبعضها الآخر يطال مزارع شبعا وسائر النقاط العالقة في تطبيق القرار 1701، فيما قالت مصادر متابعة إن جواب حزب الله معلوم سلفاً وهو أن الأولوية هي للتهدئة في غزة كي يتسنى البحث في أي مقترحات للتهدئة على جبهة لبنان بجدية.
يتّجه الوضع في الجنوب الى مزيدٍ من التصعيد العسكري ويرتفع معه منسوب الخطر من الانزلاق الى حرب موسّعة في ضوء النيات الإسرائيلية العدوانية المبيتة بتوسيع عدوانها على لبنان ليشمل كامل المنطقة الواقعة ضمن جنوب الليطاني وقد يطال بنى تحتية وأهدافاً ومرافق حيوية وفق ما يهدّد المسؤولون في كيان الاحتلال وينقله دبلوماسيون أوروبيون، بخاصة الفرنسيين عن الحكومة الإسرائيلية الى لبنان التي بلغت عشرات الرسائل، وفق معلومات «البناء». ويشكل الاعتداء على مركز معروف ومكشوف للجيش اللبناني في العديسة مؤشراً لانتقال الاحتلال الإسرائيلي الى مرحلة أخرى من عدوانه ورسالة بالنار الى الجيش والحكومة اللبنانية بأنه إذا لم تعمل على تطبيق القرار 1701 وإلزام حزب الله بوقف عملياته العسكرية والتراجع عن جنوب الليطاني، فإن «إسرائيل» ستقوم بذلك بالقوة العسكرية، وفق ما تشير أوساط سياسية لـ«البناء».
ونقلت مصادر إعلامية عن جهات مقربة من مواقع القرار الفرنسي أن «زيارة مدير المخابرات الفرنسية إلى بيروت لم تكن منفصلة بتاتاً عن زيارة لودريان بالعناوين التي حملها والأمنيّة تحديداً»، لافتاً الى أن «لقاء مدير المخابرات الفرنسية مع حزب الله حمل كلاماً عن تطبيق القرار 1701 مقابل انسحاب «إسرائيل» من الأراضي المحتلة». وكشفت أن «وفداً فرنسياً أمنياً سياسياً سيزور «إسرائيل» في الأيام المقبلة لاستكمال المسعى الفرنسي لاستقرار الجبهة مع لبنان، وترجّح المعلومات زيارته لبنان أيضاً للغرض نفسه».
وتنوّعت الرسائل بين التهديد بأن «إسرائيل» ستقوم بعمل عسكريّ لإبعاد قوات «الرضوان» في حزب الله من جنوب الليطاني، وبين الإغراءات للبنان بعرض المقايضة بين سحب حزب الله قوات «الرضوان» من جنوب الليطاني مقابل انسحاب قوات الاحتلال من النقاط الحدودية المتنازع عليها والجزء اللبناني من الغجر. وآخر رسالة تلقاها حزب الله وفق معلومات «البناء» مفادها أن «إسرائيل» لا تريد توسيع الحرب مع حزب الله ولبنان الى نطاق كبير، لكن بحال استمرّ الحزب بتوسيع عملياته في العمق الإسرائيلي فإن «إسرائيل» لن تقف مكتوفة اليدين وستقوم بردة فعل قاسية ضد لبنان.
وفي سياق ذلك، نقلت إذاعة جيش الإحتلال عن وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالنت قوله: «سنبعد حزب الله وراء نهر الليطاني عبر تسوية دوليّة استناداً لقرار أمميّ»، وأضاف غالنت: «إذا لم تنجح التسوية الدولية فسنتحرك عسكرياً لإبعاد حزب الله عن الحدود».
إلا أن مصادر على صلة بموقف حزب الله أكدت لـ«البناء» أن «الحزب لا يعِير أي أهمية لهذه الرسائل والتهديدات الإسرائيلية وهو ماضٍ بعمله ودوره في مقاومته العسكرية للعدوان الإسرائيلي على لبنان وإسناد غزة من الجبهة الجنوبية، وكل الحديث عن تراجع حزب الله من جنوب نهر الليطاني هو هراء ونكات سمجة، فما لم تأخذه قوات الاحتلال في ذروة عدوانها في 2006 لن تأخذه الآن وهي تلملم أذيال الهزيمة في ميدان غزة ولم تستطع تحقيق أي إنجاز عسكري ولا الأهداف السياسية للحرب في الجولة الأولى للحرب وفي الأيام العشرة الأولى من الجولة الثانية»، إلا أن المصادر شدّدت على أن «المقاومة بطبيعة الحالة تأخذ بعين الاعتبار والحسبان أي حماقة إسرائيليّة تقدم عليها حكومة العدو للهروب من مأزقها الداخلي، ولذلك أعدّت المقاومة لهذا السيناريو ومستعدة للمواجهة وللحرب المفتوحة بحال فرضت على لبنان والتي تبقى فرضية قائمة رغم نتائجها الكارثية على الكيان الاسرائيلي والتي يعرفها العدو جيداً ويعرف إمكانات وقدرات المقاومة في لبنان». وأوضحت المصادر أن «العروض الإسرائيلية وغير الإسرائيلية مرفوضة وليس حزب الله من يتراجع ويتنازل عن حقوقه وحقوق شعبه وجيشه في التحرّك على أرضه أكان في جنوب الليطاني أو شماله وفي كل مناطق لبنان، ولن يقبل بالبحث بأي ملف على الحدود قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة».
وتفاعل العدوان الإسرائيلي على الجيش اللبناني محلياً وخارجياً، وأوعز وزير الخارجية عبدالله بوحبيب «الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن الدولي رداً على استهداف الجيش اللبناني وسقوط شهيد وجرحى عسكريين، ورداً أيضاً على رسائل المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة لمجلس الأمن.»
وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أوردته «فرانس برس» عن إدانة فرنسا لاستهداف الجيش. ولفت الى أن «فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان و»إسرائيل»»، داعياً «جميع الأطراف» إلى «أقصى درجات ضبط النفس».
بدوره، زعم جيش الاحتلال أنه «يراجع ضربة ألحقت ضرراً بقوات لبنانية في جنوب لبنان»، وادّعى الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»: «عمل جنود جيش الدفاع يوم أمس لتحييد تهديد حقيقي وشيك تمّ رصده داخل الأراضي اللبنانية حيث تم رصد التهديد من داخل مجمع استطلاع وإطلاق قذائف تابع لحزب الله بالقرب من منطقة النبي عويضة – العديسة على الحدود اللبنانية، ونؤكد أن أفراد الجيش اللبناني لم يكونوا أهداف هذه الغارة وجيش الدفاع يتأسف على هذا الحادث ويقوم بالتحقيق في ملابساته».
وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت عملياتها العسكرية النوعية ضد مواقع العدو الصهيوني وتجمّعات جنوده وحققت إصابات ‏مباشرة، وأعلنت في سلسلة بيانات عن استهداف مواقع الرادار، الضهيرة، حدب البستان، المالكية، الراهب، رويسة القرن، الناقورة البحريّ وثكنة راميم بالصواريخ الموجهة والأسلحة ‏المناسبة، محقّقة فيهم إصابات ‏مباشرة.‏
كذلك استهدف مجاهدو المقاومة تجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في مواقع جل العلام، ومواقع كرم التفاح قرب ‏ثكنة ميتات، وتل شعر مقابل بلدة ‏عيتا الشعب، الرادار، ورويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، الضهيرة، حدب البستان، وتجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في موقع جل العلام ‏بالأسلحة المناسب، وكذلك استهدفت المقاومة مواقع كرم التفاح قرب ثكنة ميتات، المالكية وراميم، الراهب والموقع البحري.
في المقابل واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القرى الحدودية واستهدف خراج عدد من البلدات بالقذائف الحارقة.
على صعيد آخر، برزت الحركة السياسية والدبلوماسية باتجاه كليمنصو، حيث استقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، المعاون السياسي للأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي وأمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر. وخلال الاجتماع، تمّ عرض مختلف المستجدات والأوضاع العامة.
وكان وليد جنبلاط، استقبل في كليمنصو، السفير الإيراني مجتبى أماني، بحضور النائب تيمور جنبلاط، النائب وائل أبو فاعور، الوزير السابق غازي العريضي، نائب رئيس الحزب زاهر رعد، أمين السر العام ظافر ناصر، وكان عرض لمختلف المستجدات والتطورات الراهنة.
إلى ذلك لم يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود حيال أزمة قيادة الجيش في ظل انسداد أبواب الحلول أكان في مجلس النواب أو مجلس الوزراء، وسط تباين وتضارب في المعلومات بين معطيات تفيد بحصول اتفاق على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون لمدة ستة أشهر في مجلس النواب، ومعطيات أخرى مناقضة تشير الى أن خيار التمديد تراجع الى الحدود الدنيا لوجود مطبات سياسية ودستورية وقانونية تحول دون ذلك. وعلمت «البناء» أن «الرئيس ميقاتي سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل بجدول أعمال عادي من ضمنه الإنتاجية للقطاع العام على أن يدرج ملف قيادة الجيش على الجدول».
وأشارت مصادر مطلعة على الملف لـ«البناء» الى أن «المشاورات مستمرة بين القوى السياسية لا سيما بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي للتوصل الى توافق وصيغة للحؤول دون الفراغ في قيادة الجيش إلا أنها لم تفضِ الى نتيجة حتى الساعة»، موضحة أن «العقبات لا تزال نفسها والتموضعات السياسية لم تتغير، الرئيس ميقاتي لا يُحبّذ التمديد في مجلس الوزراء لغياب التوافق حوله، كما يرفض تعيين قائد جديد للجيش في ظل الفراغ الرئاسيّ لعدم استفزاز المكوّن المسيحيّ لا سيما البطريرك الراعي، بينما الرئيس بري يفضّل أن يبتّ الملف في الحكومة وليس في مجلس النواب، أما التيار الوطني الحر فيرفض رفضاً قاطعاً التمديد لقائد الجيش لأسباب متعددة».
وأكد مصدر في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن «التيار لا يقارب مسألة قيادة الجيش من منطلق شخصيّ، بل هو ضد مبدأ التمديد وسبق ورفضه في حاكميّة مصرف لبنان والمديرية العامة للأمن العام وقيادة الدرك وغيرها، ويرفض الإملاءات الخارجيّة والتدخل بالشؤون الداخلية وفرض تعيين موظف في الدولة»، كما لفت المصدر إلى أن «الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي زار لبنان كان واضحاً بالإصرار على القوى السياسية للتمديد لقائد الجيش قِيل إنه لأسباب تتعلّق بالأمن والمصالح الأوروبية والغربية وليس لمصلحة لبنانيّة، ما يرسم علامات استفهام عدة». وعلمت «البناء» أن «التيار الوطني الحر سيقدم طعناً أمام مجلس شورى الدولة في أي مرسوم أو قرار حكومي بتأجيل تسريح قائد الجيش في الحكومة».
في المقابل تشير أجواء عين التينة لـ«البناء» الى أن «الباب لم يغلق بعد في الحكومة والوقت لا يزال متاحاً أمامها لحسم الأمر، أكان بالتمديد للقائد الحالي أو تعيين قائد جديد أو بتعيين رئيس للأركان يتولى مهام القائد كحل وسط، ولا يجوز ترك المؤسسة العسكرية للفراغ». وأوضحت المصادر أن «رئيس المجلس ينتظر الحكومة وبحال لم يبتّ بالأمر فإنه سيدعو الى جلسة تشريعية بجدول أعمال وفق «تشريع الضرورة»، لكن الدعوة إلى الجلسة من صلاحيات رئيس المجلس الذي لا يُشرّع تحت الضغط السياسي».
وأعلن النائب سجيع عطيّة، في حديث تلفزيوني أنّ «حزب الله أعطى موافقته على التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن التمديد حسم، لكن لا نزال ننتظر الآلية لإنجاز التمديد والتشاور يجري مع نواب الحزب، والأرجحية هي لرفع سن التقاعد في حال أنجز التمديد في مجلس النواب، وبالتالي تشمل أكبر عدد من الضباط بينهم اللواء عماد عثمان».
ولفت عطية إلى أنّ «ميقاتي حتى الآن لا يُحب أن يتم التمديد لقائد الجيش جوزف عون من خلال مجلس الوزراء، لأن هذا الأمر يحتاج الى توافق كامل من كل مكوناتها، وهو يقول لحزب الله ان يقنع حليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالتمديد لكي يسير بالأمر، علمًا أن هناك اغلبية في مجلس النواب للتمديد لعون». إلا أن أوساطاً مطلعة على موقف حزب الله أوضحت لـ«البناء» الى أن «الموقف لم يُحسَم حتى الساعة، بانتظار ما سيقوم به مجلس الوزراء أو مجلس النواب والآليات الدستورية المناسبة»، مشيرة الى أن «الحزب لم يضع فيتو على التمديد للقائد الحالي ولا أي خيار آخر، لكن لا يصرّ على التمديد والأهم بالنسبة اليه هو التوافق المسيحي والوطني حول أي خيار وعدم تعرّضه للطعن والأهم عدم حصول فراغ في المؤسسة العسكرية الضامنة الأساسية للأمن والسلم الأهلي في لبنان».

****************************

 

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram