أعلن السيناتور الجمهوري، راند بول، أنه سيطلب من مجلس الشيوخ الأميركي التصويت على مشروع قانون قدّمه يدعو إلى سحب قوات بلاده من سورية، لغياب أي غطاء قانوني لنشر تلك القوات في منطقة صراع.
يأتي ذلك فور انتهاء الهدنة في قطاع غزة، وإعلان المقاومة العراقية استئناف هجماتها على قواعد الاحتلال الأميركية في سورية والعراق، وذلك باستهداف القاعدة الأميركية في الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وقبل يومين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن قواعدها في سورية والعراق تعرضت لـ74 استهدافاً، مؤكدة وجود عشرات الإصابات في صفوف مقاتليها، الأمر الذي جدد الحديث في الأوساط الأميركية عن الهدف من وجود قوات بلادهم من سورية، لافتين إلى ضرورة الانسحاب من تلك المنطقة.
وذكر موقع «أثر برس» أن بول أعلن أنه «سيطلب من مجلس الشيوخ التصويت على مشروع قانون قدّمه في 15 تشرين الثاني الماضي، يدعو إلى سحب القوات الأميركية المنتشرة في سورية، لغياب أي غطاء قانوني لنشر تلك القوات في منطقة صراع».
وقبل هذا التصريح بأيام قال بول في منصة «X»: إذا كنا سننشر شبابنا وشاباتنا الذين يرتدون الزيّ العسكري في سورية للقتال وربما التضحية بحياتهم من أجل قضية مفترضة، ألا ينبغي لنا بصفتنا ممثلين منتخبين لهم على الأقل أن نناقش مزايا إرسالهم إلى هناك؟ هل نؤدي واجبنا الدستوري ونناقش ما إذا كانت المهمة التي نرسلهم إليها قابلة للتحقيق؟».
وأضاف: إنه «سيجبر» مجلس الشيوخ الأميركي على التصويت على المشروع الذي يقضي بسحب القوات الأميركية من سورية والعراق في مدة لا تتجاوز ثلاثين يوماً، مشيراً إلى أنه مع «سحب القوات الأميركية من سورية والعراق، فإن الولايات المتحدة لن تضطر للقلق بشأن الانتقام من القوات الأميركية بسبب دعمها إسرائيل».
وتابع: إن «الجمود والجبن السياسي حكما على العسكريين الأميركيين في العراق وسورية بأن يكونوا أهدافاً سهلة لمن يسعون إلى معاقبة الولايات المتحدة في حرب إقليمية كبرى».
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «نيوزويك» الأميركية تقريراً مفصلاً عن الهجمات التي تطول قوات الاحتلال الأميركية في سورية والعراق، بعنوان «لماذا يتم استهداف أعضاء الخدمة الأميركية في العراق وسورية؟»، لفتت فيه إلى وجود تساؤلات في الرأي العام الأميركي عن سبب نشر الولايات المتحدة آلافاً من الأفراد المتمركزين في العراق وبالدرجة الأولى سورية، مشيرة إلى أنه «حان الوقت لتفكر الولايات المتحدة بعمق في تكاليف مكافحة الإرهاب في الخارج والاعتراف بأنها كانت فاشلة، بسبب العنصرية البنيوية. لقد حان الوقت لإنهاء حقبة ما بعد حرب 11 أيلول إنهاء حقيقياً»، موضحة أن بعد هجوم 11 أيلول، نفذت الولايات المتحدة عمليات عسكرية في 78 دولة بعنوان «مكافحة الإرهاب».
وكذلك نشرت صحيفة «أميركانكونزرفاتيف» الأسبوع الفائت تقريراً أكدت فيه أن «إبقاء القوات في العراق وسورية يعد مخاطرة بخسارة كارثية في أرواح الجنود وقد تتصاعد إلى حرب كبرى»، مضيفة: إن «إبقاء القوات الأميركية في العراق وسورية من دون مهمة عسكرية واضحة لا يجعل أميركا أكثر أماناً».
يشار إلى أن القواعد الأميركية في سورية والعراق أصبحت جزءاً من الحرب بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية دعمها العسكري للاحتلال الإسرائيلي، وبالتحديد في تاريخ 18 تشرين الأول الماضي بعد مجزرة مشفى المعمداني التي تسببت باستشهاد مئات المدنيين، إذ أعلنت حينها المقاومة العراقية أن «الأميركيين شركاء أساسيون في قتل سكان قطاع غزة وبالتالي عليهم تحمل العواقب»، مضيفة: «من هذا اليوم نعلن رسمياً أنه لا مكان لقوات الاحتلال الأميركي في العراق، ومن صباح الغد جميع قواعد ومصالح الاحتلال الأميركي هي أهداف لنا
نسخ الرابط :