افتتاحية صحيفة النهار
“إلتحاق” الجنوب بغزة مجدداً والمواجهات تحتدم لودريان: كيف للبنان المأزوم ألا يمدد لقائد الجيش؟
على وقع معادلة “التصاق” مواجهة المساندة والمشاغلة للقوات الإسرائيلية عبر الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل التي اتبعها “الحزب” منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بدعم حركة”حماس” في غزة، لم تقتصر نهاية الهدنة امس على غزة بل طاول سقوطها أيضا الجنوب اللبناني. استعاد الخط الأزرق على امتداد الحدود المواجهات الحادة خصوصا منذ بعد ظهر امس ايذانًا بربط واضح متجدد للوضع على الحدود الجنوبية بالوضع في غزة الامر الذي اثار مجددا التساؤلات الواسعة مقرونة بقلق متعاظم حيال اخطار مرحلة ما بعد الهدنة علما ان هذه الهدنة سرت على الجبهة الجنوبية دون ان تبن علني بذلك لا من قبل إسرائيل ولا من جانب “الحزب”، ومع ذلك فان نهايتها في غزة حيث استأنفت إسرائيل هجماتها المدمرة امس سرعان ما اشعل المواجهات جنوبا بما يثير الكثير من المحاذير الخطيرة حيال هذا الربط القسري ويشرع الساحة الجنوبية وعبرها لبنان بأسرها مجددا لشتى الاحتمالات الخطرة.
الخرق الأول للهدوء الذي ساد الجنوب منذ أسبوع سجل بعد الظهر حين انفجرت صواريخ اعتراضية في أجواء سهل مرجعيون قبالة مستعمرة المطلة في وقت اعلن الجيش الإسرائيلي ان “المنظومة الدفاعية اعترضت جسما طائرا مشبوها اخترق الحدود من جهة لبنان”. وفيما ذكر أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الحدود مع لبنان، اشتعلت المواجهات عصرا واستشهدت ناصيفة مزرعاني ونجلها محمد في بلدة حولا بعد إصابة منزلهما بقذيفة إسرائيلية. وفي وقت لاحق نعى “الحزب” محمد مزرعاني وأعلن في سلسلة بيانات استهداف العديد من المواقع الإسرائيلية ومنها تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام ، وموقع المرج مرتين ، وموقع راميا ، وثكنة راميم . وافيد مساء ان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة اللبونة جنوب الناقورة وبلدة الجبين ما أدى الى قوع إصابات وهرعت فرق اسعاف “كشافة الرسالة” الى المكان . واصدر الحزب نعيا اخر في وقت لاحق لوجيه شحادة مشيك.
على وقع عودة ألمواجهات جنوبا التي دأبت فرنسا على اطلاق التحذيرات من خطورة تشكيلها مؤشرا لانزلاق لبنان الى حرب ، انهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان زيارته لبيروت وعاد الى باريس فيما سارعت وزيرة الخارجية الفرنسية #كاثرين كولونا الى تكرار تحذيراتها من أنّ “أي خطأ في الحسابات يُمكن أن يجر لبنان إلى تصعيد يتجاوز جنوبه” وقالت في تصريح امس : “الوضع بين لبنان وإسرائيل أخطر مما كان عام 2006”.
لودريان ورسائله
ووفق معلومات “النهار” ترك لودريان للرسائل الثلاث التي أودعها المسؤولين والقوى السياسية المتصلة بالملف الرئاسي والوضع في الجنوب والتمديد ل#قائد الجيش العماد جان عون ان تتفاعل عقب زيارته ايذاناً بعودته مجددا الى بيروت كما ثبت ، وفيما ان البعض يسوق لفكرة ان ازمة غزة يمكن ان تدفع بانتخاب رئيس للجمهورية الى امد غير محدد ، ابلغ لودريان من يعنيهم الامر “ان الامر معاكس وان الازمة تحتم ضرورة طارئة وملحة في انتخاب رئيس اذ ان الوقت يلعب ضد لبنان “. وبدا واضحا ان هذا الموقف لا يعكس رأي فرنسا فحسب بل ان لودريان بمروره في قطر ثم في المملكة العربية السعودية فانه عبر في بيروت عن موقف المجموعة الخماسية “على قاعدة ان الجميع على صفحة واحدة او موقف واحد من هذه الرسائل الثلاث وهذه النقطة هي من ضمن الرسائل المضمرة اي توافق دول الخماسية وعدم وجود اي ثغر او تمايزات بينهم”. ومن الرسائل المضمرة عبر الرسائل العناوين الاساسية في موضوع ضبط النفس في الجنوب كان لودريان حاسما في “ان فرنسا متمسكة بتنفيذ #القرار 1701 خصوصا انها ساهمت في انجازه وهي شريكة في تطبيقه وستكون مشجعة لوضعه موضع التنفيذ اذ ربما تكون فرصة راهنا لذلك” . اما في موضوع ضرورة التمديد لقائد الجيش والذي كان سببا للقاء مختصر جدا مع رئيس التيار العوني جبران باسيل انطلاقا من اعتبار لودريان ان باسيل هو من يقود رفض التمديد لاستمرار قائد الجيش في منصبه ما سبب خلافا قويا بينهما ، فان لودريان لم يشعر على اثر الخلاف ان هناك اي فائدة من استمرار اللقاء مع باسيل علما ان موقف لودريان من التمديد للعماد جوزف عون مبني على اقتناع بشقين: “الاول ان هناك قائدا للجيش تنتهي ولايته في 10 كانون الثاني ولا وجود لرئيس للجمهورية من اجل تعيين قائد جديد فضلا عن ان هناك سوابق في التمديد لقائد الجيش. وهذا ليس دفاعا عن الشخص بل هو دفاع عن الموقع . والشق الثاني مبني على قاعدة انه بمقدار ما ان استمرار وجود قائد اصيل في قيادة الجيش مهم لامن اللبنانيين ، اذ لا يمكن تخيل بلد من دون قائد للجيش وفي بلد مأزوم كلبنان، فهي مسألة امنية في ظل وجود جنود فرنسيين من ضمن القوة الدولية العاملة في الجنوب والتنسيق او التعاون بينهم وبين الجيش .وتاليا فان تغييرا مفاجئا من دون خلف واضح في القيادة يثير اسئلة جدية لدى باريس”.
وفي تصريح للمؤسسة اللبنانية للإرسال اكد لودريان ان الرئيس ماكرون أرسله في مهمة “كوسيط وليس كبديل والوسيط يعني أن أجعل اللبنانيين يحاولون معاً الخروج من هذا المأزق لأن العلاقات الداخلية مجمدة بشكل كبير والوضع المقلق المستجد بعد مواجهات غزة يحثنا على الإسراع في المسعى للخروج من المأزق”. وقال: “لا شيء يمنع إمكان حصول تصعيد دراماتيكي للوضع الأمني في لبنان ونحث لبنان واسرائيل على ضبط النفس لأن أي تصعيد سيكون له عواقب مأساوية على الجميع وفرنسا ليست منحازة لإسرائيل”. وشدد على” ان الأزمة الحالية تستوجب المعالجة الطارئة لموضوع الانتخابات الرئاسية لأنه في وقت من الأوقات سيكون هناك مفاوضات ويستحسن أن يكون هناك سلطة لبنانية لتحاور باسم كافة الفرقاء والا فلن يعود لبنان مقرراً لمصيره بل سيخضع له”.
وكان لافتا في موضوع اثارة مصير القرار 1701 ان الناطق الرسمي باسم “#اليونيفيل” أندريا تيننتي علق “على تزايد الحديث عن ضرورة تعديل قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وإنشاء منطقة عازلة” بالقول “إن مجلس الأمن الدولي هو الذي أصدر القرار، ولذلك لا يمكن بدء أي مناقشات حول مستقبله إلا من خلال مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه”. وأكد تيننتي أن “ركائز القرار 1701 لا تزال سارية”، مُشدداً على أن “الأولوية تبقى في منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان أمن حفظة السلام”. ورداً على سؤال عما اذا كنا سنشهد اجتماعاً ثلاثياً قريباً في الناقورة، قال “حتى الآن لا توجد مؤشرات على اجتماعات مقبلة. ومع ذلك، فإن بعثة اليونيفيل، بقيادة الجنرال أرولدو لاثارو، تشارك بنشاط في الجهود المبذولة للحدّ من التوترات، لتجنب خطر نشوب نزاع أوسع. وقد تمت كل هذه الجهود من خلال التواصل الثنائي مع الجانبين من دون عقد اجتماع ثلاثي”.
#الراعي والتمديد
في ملف التمديد لقائد الجيش وفيما يتوقع ان يصدر مواقف حاسم جديد لمجلس المطارنة الموارنة بالتحذير من مغبة عدم التمديد للعماد جوزف عون ، بدا واضحا ان زيارة وزير الدفاع موريس سليم امس لبكركي لم تنجح في اقتناع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالمبررات التي ساقها الوزير لعدم موافقته على التمديد لعون . وفي تسجيل علني لشق من اللقاء قال البطريرك الراعي للوزير : “المنطقة تغلي ونحن بلا رأس وفي الديمان لدينا ارزة كبيرة اصابتها صاعقة فانكسر رأسها ويحاول كل غصن فيها ان يكون هو الرأس وهكذا نحن في لبنان فكيف نحمي وطننا؟”.
واعتبر سليم انّ “التقاعد حكمي بموجب ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني والحالات الخاصة التي ينص عليها القانون لا تنطبق على الاستحقاق الحالي ومن المستحيل تخطيها مهما كانت المبررات”. وإذ شدّد على أنّه لا يريد ترك المؤسسة العسكرية بأي حالة من حالات الشغور، جزم أنّ “التمديد لقائد الجيش لا يسمح به قانون الدفاع والأمر يحتاج الى تعديل القانون وهذا غير متوفر حالياً”. واضاف “التغيير في رأس هرم السلطة العسكرية يؤدي إلى تغيير واسع على مستوى كل القيادات والتعيين في قيادة الجيش لا ينتقص من دور رئيس الجمهورية العتيد”.
وفي هذا الملف أفيد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يستعجل الحكومة الأسراع في بت موضوع المجلس العسكري والتوجه الى التعيين او السير في تأجيل تسريح قائد الجيش ويرى انه من غير السهل على الحكومة نقل كرة النار هذه الى مجلس النواب .
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
لودريان يطالب اللبنانيين بالتعجيل في إقامة “سلطة تحاور في المفاوضات”
“عود على بدء” و”المشاغلة” دامية: سقوط 3 بينهم عنصران من “الحزب”
لم يتأخر أمس وصول انهيار الهدنة في غزة الى الجنوب الذي شهد يوماً دامياً بعد «استراحة» 7 أيام، تخلله سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي، إضافة الى خسائر في الممتلكات. وفي المقابل تبنّى «الحزب» خمس هجمات استهدف فيها جنوداً اسرائيليين وثكنات حدودية. كما نعى عنصرين سقطا في المواجهات.
وفي هذا السياق، قال مسؤول في «الحزب» إنّ «التطورات في غزة قد تؤثر على الوضع في لبنان»، بحسب ما أفادت وكالة «رويترز»، وأكد أنّ «لبنان «مستعد لمواجهة» أي خطر من إسرائيل على الجبهة الجنوبية».
وفي الإطار الجنوبي، علم أنّ عدداً من «أهالي» بلدة وادي الحجير – السلوقي، أوقفوا دورية للقوّات الفرنسيّة العاملة في»اليونيفيل»، بعد قيامها بتصوير بعض المواقع.
ومن الميدان الى السياسة، عكس الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قبل مغادرته لبنان أمس دقة الظروف الأمنية في الجنوب، فلفت الى أنّ الوضع على هذا المستوى هو في «حالة طوارئ» الأمر الذي دفع الرئيس إيمانويل ماكرون الى ايفاده الى بيروت. وقال: «أرسلني الرئيس ماكرون في مهمة كوسيط وليس كبديل، والوسيط يعني أن أجعل اللبنانيين يحاولون معاً الخروج من هذا المأزق، لأنّ العلاقات الداخلية مجمّدة بشكل كبير والوضع المقلق المستجد بعد مواجهات غزّة يحضنا على الإسراع في المسعى للخروج من المأزق».
وشدّد على أنّ «الأزمة الحاليّة تستوجب المعالجة الطّارئة لموضوع الانتخابات الرئاسية، لأنّه في وقت من الأوقات ستكون هناك مفاوضات، ويُستحسن أن تكون هناك سلطة لبنانيّة لتحاور باسم الأفرقاء كافّة، وإلا فلن يعود لبنان مقرّراً لمصيره، بل سيخضع له».
وربط لودريان المخارج بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون كي يبقى على رأس المؤسسة العسكرية، وحذّر من أنّ الحدود الجنوبية في وضع «الحرب على الأبواب»، متخوفاً من « خطر اندلاع حرب مدمرة».
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
جبهة جنوب لبنان تتحرك مع انتهاء هدنة غزة
القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل مدنيَين في منزلهما
استأنف «الحزب»، الجمعة، قصف أهداف إسرائيلية في المنطقة الحدودية، جنوب لبنان، ما استدعى رداً إسرائيلياً بالقصف المدفعي وغارات نفذتها المسيرات، فقُتل مدنيان، هما أم وابنها، في استهداف منزلهما في بلدة حولا بقذيفة مدفعية، حسبما أفاد ناشطون ميدانيون.
وكانت المنطقة الحدودية في الجنوب شهدت هدوءاً حذراً منذ يوم الجمعة الماضي، بالتزامن مع هدنة في قطاع غزة، توصلت إليها «حركة حماس» مع القوات الإسرائيلية، جرى خلالها تبادل الأسرى. ويقول «الحزب» إنه ملتزم بالتطورات الفلسطينية، ويعتبر أن جبهة جنوب لبنان هي «جبهة مساندة ودعم لقطاع غزة، وتسعى للضغط على إسرائيل لتخفيف حدة عملياتها في القطاع».
ومع انهيار الهدنة في غزة واستئناف الأعمال الحربية، تجدد التوتر في جنوب لبنان. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بعد ظهر الجمعة، بأن صفارات الإنذار دوّت في الجليل، فيما سمع سكان الجنوب دوي انفجارات في المنطقة، تبين لاحقاً أنها عائدة لصواريخ أطلقتها القبة الحديدية، وانفجرت فوق الأراضي اللبنانية، حسبما ظهر في مقاطع مصورة، تناقلها ناشطون من المنطقة الحدودية.
وتحدث لبنانيون عن انفجار صاروخ أطلقته القبة الحديدية في أجواء سهل الخيام ومستعمرة «المطلة» في القطاع الشرقي، فيما شوهد صاروخ آخر فوق القطاع الأوسط.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض هدف جوي «مشبوه» قادم من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية. وأضاف الجيش، عبر حسابه على «تليغرام»، أن صفارات الإنذار من الصواريخ دوت نتيجة اعتراض الهدف. كما قال إن الصفارات دوت في بلدتي كريات شمونة ومرغليوت.
وأكد «الحزب» تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل. وقال في بيان: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة».
وتجدد دوي صفارات الإنذار في «مرجليوت» في إصبع الجليل عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مساء الجمعة، من غير أن تصدر تفاصيل إضافية. وقال «الحزب»، في بيان آخر، إن مقاتليه استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة، كما قال في بيان ثالث إن مقاتليه استهدفوا نقاط انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع راميا، «وحققوا فيها إصابات مباشرة».
وقال الجيش الإسرائيلي: «استهدفنا موقعاً لخلية مسلحة تعمل في لبنان قرب منطقة زرعيت الحدودية»، كما قال: «اعترضنا قذيفتين أطلقتا من لبنان، ورددنا بقصف مواقع الإطلاق».
وردّت المدفعية الإسرائيلية باتجاه القرى اللبنانية، ما أدى إلى إصابة منزل يسكنه مدنيون في بلدة «حولا» جنوب لبنان، وأسفرت القذيفة عن مقتل مدنيين اثنين، هما أم وابنها، وذلك حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بتحليق طائرات استطلاع «معادية» في أجواء قرى وبلدات قضاء صور، فيما وردت معلومات عن غارة من مسيرة على بلدة القوزح في القطاع الغربي.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بقصف مدفعي استهدف منطقة اللبونة، جنوب الناقورة، ومنطقة «حامول» في أطرافها الشرقية، فضلاً عن أطراف عيتا الشعب وجبل البلاط. وتحدثت مصادر لبنانية ميدانية عن إطلاق الجيش الإسرائيلي لصاروخ موجه من مستعمرة «شتولا» باتجاه أحراج القوزح في القطاع الأوسط.
«الحزب»
وأعاد «الحزب» تفعيل العمليات العسكرية في جنوب لبنان، على ضوء انتهاء الهدنة في قطاع غزة. وقال النائب عن الحزب، حسن فضل الله، بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري: «نحن في لبنان في موقع الدفاع عن بلدنا، في موقع ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن شعبنا وقرانا وعن المدنيين، وأيضاً معنيون جميعاً أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأن نساند الفلسطينيين من أجل أن ينتصروا في هذه الحرب مهما بلغت التضحيات التي يقدمها هذا الشعب الذي نراه اليوم شعباً أسطورياً بكل معنى الكلمة».
وتابع: «على المستوى اللبناني نحن معنيون أن نواجه هذا التحدي وأن نكون يقظين وجاهزين لمواجهة أي احتمال وأي خطر يحدق ببلدنا»، وقال: «لا يظنن أحد أن لبنان بمنأى عن الاستهداف الإسرائيلي، وأن المجريات في غزة لا يمكن أن تؤثر على الوضع الموجود في لبنان».
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: إسرائيل تستأنف تدمير غزة والعين على الجنوب .. والداخل يتخبّط بين المطبّات والملفات
انتهت الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في 24 تشرين الثاني الماضي لمدّة 4 أيام، وجرى تمديدها مرتين، الأولى ليومين والثانية ليوم واحد، وفشل تمديدها الثالث، فاستأنفت اسرائيل حربها التدميرية بسلسلة غارات جوية على مناطق مختلفة في قطاع غزة ما أدّى الى سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
هذا التطوّر يعيد من جهة فتح باب الاحتمالات واسعاً على تطورات حربيّة بلا روادع او قيود، سواءً في قطاع غزة او على الجبهات الاخرى، وخصوصاً أن لا نيّة لدى اسرائيل لإيقاف الحرب وفق ما نقلته “القناة 12” الإسرائيلية، ومن جهة ثانية يفتح العين مجدداً على جبهة الجنوب اللبناني، التي عادت أمس الى مربّع التوتر الشديد مع تجدّد القصف الإسرائيلي في اتجاه المناطق اللبنانية، ولاسيما وادي حامول وعلما الشعب، اللبونة، الجبين، حيث أُفيد عن سقوط شهيد وثلاثة جرحى، واطراف الناقورة، عيتا الشعب وأحراج القوزح، عديسة، وادي هونين، ودير ميماس وبلدة حولا، حيث أفيد عن استشهاد سيّدة وابنها جراء اصابة منزلهما بقذيفة اسرائيلية. وانفجار صواريخ اعتراضية اسرائيلية فوق سهل الخيام وكفركلا، واطلاق النار على الرعاة في شبعا. واعلن الجيش الاسرائيلي عن استهداف خلية كانت تعمل في الاراضي اللبنانية بالقرب من منطقة زرعيت. وفي المقابل استأنف “الحزب” عملياته العسكرية، واعلن عن استهداف تجمّع للجنود الاسرائيليين في محيط موقع جل العلام وفي محيط موقع المرج وثكنة راميم، وموقع راميا. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية انّ الجيش الاسرائيلي رفع من حالة التأهّب على الحدود مع لبنان، مشيرة الى انّ الجبهة الداخلية شدّدت من توجيهاتها للسكان في الجولان وعلى طول الحدود مع لبنان.
وتأتي جولة التصعيد المتجدّدة، في وقت تتواصل فيه الاندفاعة الدولية في اتجاه لبنان للتحذير من مخاطر الإنزلاق إلى حرب لا حصر لتداعياتها وامتداداتها. وآخر فصولها كان مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي اكّد في محادثاته التي اجراها في بيروت في الايام الاخيرة على تجنّب التصعيد، وخصوصاً انّ احتمالات الحرب قائمة أكثر من أي وقت مضى.
التعجيل بوقف الحرب
وإذا كانت اسرائيل قد ارفقت استئناف حربها التدميرية على قطاع غزة بالإعلان عن الاستمرار في هذه الحرب حتى تحقيق اهدافها بالقضاء الكامل على “حماس”، فإنّ الاعلام الاسرائيلي ناقض ذلك، وبدأ يتحدث عن أفق مسدود لهذه الحرب، على ما ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية أمس، من “أنّ الحرب قد تنتهي من دون صفقة كبيرة ومن دون تقويض حركة حماس”.
وضمن هذا السياق، تتقاطع قراءات المحلّلين والمعلّقين على أنّ الحسم الذي تريده اسرائيل في هذه الحرب، أثبتت مجريات الميدان الحربي ما قبل الهدنة، صعوبته وربما استحالته، وتبعاً لذلك فإنّ الولايات المتحدة الاميركية باتت لا تحبّذ حرباً طويلة الأمد، وتتشارك مع القطريين والمصريين في جهد لفرض هدنة تدفع الى خفض سقف التصعيد وعدم استئناف الحرب الاسرائيلية على نحو ما كانت عليه قبل الهدنة. وهو ما أكّد عليه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن إلى تل ابيب، حيث كشف الاعلام الاسرائيلي “انّ بلينكن رفض قبول الطرح الإسرائيلي بشأن استمرار الحرب على غزة، كما كان الوضع قبل الهدنة، وأخبر المستوى السياسي في إسرائيل، خلال “لقاء مشحون” بانّ لديكم أسابيع، وليس أشهراً”. ولفت الاعلام الاسرائيلي، الى أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال لبلينكن: “إنّ العملية ستستغرق أشهراً”، لكنّ بلينكن ردّ عليه قائلاً: “لا أعتقد أنّ أمامك أشهراً”.
الى ذلك، أبلغ ديبلوماسي خبير في الشأن الاسرائيلي إلى “الجمهورية” قوله: “إنّه على الرغم من ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية بمواصلة الحرب للقضاء على “حماس”، فإنّ مجموعة عوامل تضغط بقوة للتعجيل في وقف لإطلاق النار في غزة، والانتقال الى مفاوضات متواصلة وصولاً الى ترتيب صفقة لتبادل الاسرى. واما ابرز تلك العوامل، فهي الوضع الاسرائيلي الداخلي، ضغط أهالي الاسرى الاسرائيليين، صعوبة الحسم وتحقيق الانتصار الذي تريده اسرائيل، المخاوف المتنامية لدى الدول الكبرى ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية، من ان تشكّل هذه الحرب تهديداً حقيقياً في ادخال منطقة الشرق في دوامة عنف وحرب واسعة النطاق. التبدّل المتسارع في المزاج الدولي الداعم لاسرائيل في هذه الحرب. ولعلّ اكثر العوامل المستجدة للتعجيل بإنهاء الحرب، هو أنّ جبهة اوكرانيا بدأت تتحرّك في الاتجاه الذي لا يخدم مصالح الدول المتحالفة ضدّ روسيا، وقد أعلن وزير الدفاع الروسي بالأمس عن انّ الجيش الروسي يتقدّم في كل الاتجاهات في اوكرانيا.
مخاوف على لبنان
أمّا لبنانياً، فإنّ الترقّب سيّد الموقف، وعلى ما قال مسؤول كبير لـ”الجمهورية”: “كنت وما زلت اؤكّد على اعلى درجات اليقظة والانتباه والجهوزية لأي طارئ، فطالما انّ الحرب الاسرائيلية على غزّة قائمة، ونتنياهو كما بات معلوماً وواضحاً، يسعى الى إطالة امدها، لأنّ نهاية الحرب تعني نهايته، فإنّني لا اخرج من حسباني احتمال أن تبادر اسرائيل بعدوان على لبنان في اي لحظة، وهو ما اكّدنا عليه امام الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وهو بصراحة شاركنا المخاوف من عدوان اسرائيلي”.
إرباك سياسي
سياسياً، بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي، عاد لبنان الى التموضع في مربّع الإرباك على كل المستويات والتخبّط بالملفات. وكما كان متوقعاً، فإنّ زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لم تحمل شيئاً، ووصفها مرجع سياسي بأنّها “زيارة لا بتقدّم ولا بتأخّر”. وقال لـ”الجمهورية”: “لم يطرح لودريان أي فكرة جديدة او جدّية مساعدة على تحريك الملف الرئاسي، حيث انّه في هذا الملف لم يخرج عمّا طرحه في زياراته السابقة، ومعنى ذلك انّ ملف رئاسة الجمهورية باقٍ على الرفّ وخارج دائرة البحث الجدّي الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً. ولكن اولويّة لودريان هذه المرّة، لم تكن رئاسة الجمهورية، بقدر ما كان التحذير من الانجرار الى حرب انطلاقاً من جبهة الجنوب، فيما الأولوية الأساس والاكبر، التي كان شديد الحماسة لها، هي محاولة إقناع مختلف الأطراف بضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. باختصار هذا هو جوهر الزيارة لا اكثر ولا أقل”.
يُشار في هذا السياق الى موقف فرنسي لافت حول الوضع اللبناني، جاء على لسان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، حيث اعتبرت انّ الوضع بين لبنان واسرائيل اخطر مما كان عليه في عام 2006، محذّرة من أنّ أي خطأ في الحسابات يمكن ان يجرّ لبنان الى تصعيد يتجاوز جنوبه”.
معركة حامية
وإذا كانت حكومة تصريف الأعمال قد مرّت بسلسلة مطبّات حالت دون تمكّنها من اتخاذ قرار في شأن التمديد لقائد الجيش او تأخير تسريحه جرّاء مداخلات سياسية منعت اتخاذ هذا القرار، وبالتالي انقضت المهلة التي منحت للحكومة في حسم هذا الملف قبل نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، ما يعني انتقال ملف قائد الجيش تلقائياً الى المجلس النيابي، للبتّ به في جلسة تشريعية، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري إنّه سيدعو اليها قبل 15 كانون الاول الجاري، بعد اجتماع سابق لها لهيئة مكتب مجلس النواب.
على انّ المطبّات السياسية التي اعترضت اتخاذ قرار بالتمديد لقائد الجيش الذي تنتهي ولايته في 10 كانون الثاني المقبل، او بتأخير تسريحه، لا يبدو وفق معلومات موثوقة “الجمهورية” أنّ مفاعيلها انتهت مع عدم اتخاذ الحكومة لهذا القرار، بل ستسحب نفسها على جلسة مجلس النواب، حيث تؤشر التوجّهات السياسية والنيابية، وكذلك المواقف المعلنة وغير المعلنة الى أنّ معركة حامية الوطيس سياسياً، تنتظر هذا الملف في الجلسة التشريعية، ما يعني انّ كل الاحتمالات واردة تجاهه، سواءً لناحية إقرار الاقتراح النيابي المقدّم من كتلة “القوات اللبنانية” في هذا الشأن او عدمه. مع أنّ مصادر نيابية تؤكّد لـ”الجمهورية” انّ الأكثرية النيابية التي يتطلّبها إقرار هذا الاقتراح متوفرة.
وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ ثمة مخارج يتمّ التداول بها عشية الجلسة المرتقبة، لقطع الطريق على اي طعن بهذا الأمر امام المجلس الدستوري، إمّا عبر دمج الإقتراح “القواتي” الذي يرمي الى التمديد سنة لمن هم برتبة عماد، بالاقتراح المقدّم من “كتلة الاعتدال” والرامي الى التمديد سنة لمن هم في رتبة عماد ولواء، او السير باقتراح جديد يتسمّ بالشمولية، بحيث يستفيد منه قادة الأجهزة الامنية وكبار الضباط.
وإذا كان التمديد لقائد الجيش يحظى بدعم مباشر من بكركي وبعض القوى السياسية في لبنان، وكذلك من جهات دولية، ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا على اعتبار انّ الظروف الحالية، وكذلك الحرص على استمرارية المؤسسة العسكرية وعدم ايقاعها في إرباك، تستوجب ذلك، فإنّ مصادر موثوقة لفتت الى لقاء الدقائق القليلة المتوترة بين الموفد الفرنسي ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل حول التمديد لقائد الجيش، لتؤكّد على مدى تصلّب النائب باسيل ومن خلفه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون تجاه هذا الامر، واشارت عبر “الجمهورية” الى أنّ تكتل لبنان القوي بصدد ان يخوض معركة قاسية ضدّ التمديد للعماد عون في الجلسة التشريعية. وانّ التكتل لن يكون وحده في هذه المعركة، ملمّحة بذلك الى احتمال أن تناصره في موقفه هذا “كتلة الوفاء للمقاومة”. من دون ان تستبعد المصادر أن يكون لـ”الحزب” دور في منع حكومة تصريف الاعمال من مقاربة حاسمة لملف التمديد.
الراعي يتابع
الى ذلك، بقي ملف قيادة الجيش محل متابعة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث عرض هذا الامر مع وزير الدفاع موريس سليم في بكركي، حيث اكّد الراعي أنّ “المنطقة تغلي ونحن بلا رأس وفي الديمان لدينا أرزة كبيرة اصابتها صاعقة فانكسر رأسها ويحاول كل غصن فيها ان يكون هو الرأس، وهكذا نحن في لبنان فكيف نحمي وطننا؟”.
وقال سليم انّه قام بكل ما في وسعه ضمن اطار قانون الدفاع وصلاحياته حول موضوع قيادة الجيش، مشيراً الى أنّ “التقاعد حكمي بموجب ما ينصّ عليه قانون الدفاع الوطني والحالات الخاصة التي ينصّ عليها القانون لا تنطبق على الاستحقاق الحالي، ومن المستحيل تخطّيها مهما كانت المبرّرات”. واشار الى أنّ “التمديد لقائد الجيش لا يسمح به قانون الدفاع، والأمر يحتاج الى تعديل القانون وهذا غير متوفر حالياً”. اضاف: “التغيير في رأس هرم السلطة العسكرية يؤدي إلى تغيير واسع على مستوى كل القيادات. والتعيين في قيادة الجيش لا ينتقص من دور رئيس الجمهورية العتيد”.
ميقاتي الى مؤتمر المناخ
من جهة ثانية، غادر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس الى دبي، حيث شارك في حفل إفتتاح “مؤتمر الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ “كوب 28”. وعلى هامش المؤتمر عقد رئيس الحكومة سلسلة لقاءات، فاجتمع مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في حضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. وتمّ خلال اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، كما جرى تبادل وجهات النظر حول أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.
كما عقد رئيس الحكومة إجتماعًا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتمّ البحث في العدوان الإسرائيلي على غزة والوضع في لبنان. واجتمع ايضاً مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز ووزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا وعدد من رؤساء الوفود العربية والأجنبية المشاركة في المؤتمر.
منصوري في البحرين
شارك حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مؤتمر “أيوفي – البنك الاسلامي للتنمية الثامن عشر للعمل المصرفي والمالي الاسلامي” المنعقد في مملكة البحرين، بعنوان “استراتيجيات الركود الاقتصادي الوشيك وعالم ما بعد النفط من خلال التنوع الاقتصادي والاستفادة من المالية الاسلامية”.
والقى منصوري كلمة ركّز فيها على اهمية التعاون المصرفي بين لبنان ومصارف الدول العربية المركزية. وأتت زيارته الى مملكة البحرين لتصبّ في هذا الاطار، حيث حلّ ضيف شرف خلال حفل تخريج دفعة معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية.
وأجرى منصوري سلسلة لقاءات مع مسؤولين ماليين، من بينهم محافظ المصرف المركزي البحريني محمد رشيد المعراج ومدير معهد الدراسات احمد عبدالحميد عبدالغني.
ويتوجّه المصرفان المركزيان اللبناني والبحريني الى تنفيذ تعاون بنّاء على اتفاقية عُقدت بين المعهد العالي للاعمال في مصرف لبنان، ومعهد البحرين المذكور. وتُعتبر مشاركة منصوري والاتفاقية مع البحرين خطوة مهمّة على صعيد الاتفاقيات المرتقبة مع دول عربية، كونها تؤدي الى تشجيع المصارف العربية والاسلامية على إعادة الانفتاح والتعاون المالي مع مصرف لبنان.
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جبهة الجنوب تشتعل.. وبكركي لم تقتنع بـ«ممانعة وزير الدفاع»
لودريان يجاهر بدعم التمديد لعون.. و3 شهداء جدد في الجنوب
تجدّد العدوان الاسرائيلي على غزة وأهلها، الذين تمسكوا بأرضهم على أنقاض منازلهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم وجامعاتهم، فضلا عن المستشفيات وآبار المياه ومولدات الكهرباء، فتجددت الاشتباكات في الجنوب بين المقاومة التي دكَّت مواقع الاحتلال في اكثر من 11 موقعاً موقعة اصابات مؤكدة في صفوف جنوده، مع تسجيل سقوط امرأة وابنها مع شهيد آخر في قصف مباشرة على بلدة حولا الحدودية المواجهة لموقع العبَّاد الاسرائيلي في الجهة المقابلة.
وفهم ان الشاب ينتمي الى الحزب، الذي نعاه لاحقاً، ويدعى محمد مزرعاني، ووالدته نصيفة مزرعاني هي أسيرة محررة.
وشمل قصف الحزب موقع جلّ العلام ومحيط موقع المرج، وثكنة راميم وموقع راميا، واستهدف رد العدوان الاسرائيلي قصف بلدات ياطر وعيتا الشعب والعديسة ودير ميماس.
بالمقابل، تراجع الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي نظراً لتشابكاته المتعددة والعجز عن تفاهم في ظل الانقسامات والتراكمات الاقليمية والدولية حول اسماء المرشحين، وتقدَّم موضوع التمديد لقائد الجيش الحالي جوزاف عون، الذي يحال الى التقاعد حكماً في 10 ك2 من العام المقبل، أي في غضون شهر وأسبوع.
وبعد أن أعلنت اللجنة الخماسية المتابعة لوضع لبنان توافقها على التمديد لعون، بصورة مباشرة، اوفد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وزير الدفاع موريس سليم (المحسوب على التيار) الى بكركي لشرح الموقف، ومعه قانون الدفاع لكن بكركي لم تقتنع حسب المعلومات، بمطالعة الوزير سليم.
ردّ سليم على ما طرحه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من أنه يؤيد التمديد لقائد الجيش، وبالتالي لا يمكن اجراء تعيين في ظل غياب رئيس الجمهورية، فقال: «في اطار صلاحياتي لا يسمح لي تأخير تسريح اي عسكري، وخصوصاً قائد الجيش»، مشيراً الى ان «مجلس النواب لا يمدِّد لقائد الجيش بل يعدل المادة التي تحدد سن التقاعد».
وذكر سليم «انني لا اريد ترك المؤسسة العسكرية بأي حالة من حالات الشغور، جزم أنّ «التمديد لقائد الجيش لا يسمح به قانون الدفاع والأمر يحتاج الى تعديل القانون وهذا غير متوفر حالياً».مشيرا الى أن: «التقاعد حكمي بموجب ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني والحالات الخاصة التي ينص عليها القانون لا تنطبق على الاستحقاق الحالي ومن المستحيل تخطيها مهما كانت المبررات».
وقال للراعي: «التعيين في موقع قياد الجيش الحساس لا ينتقص من دور رئيس الجمهورية العتيد، وان الرئيس عندما ينتخب يمكن له تعديل التعيين».
لودريان يشرح أسباب تأييد التمديد لقائد الجيش
وغادر لودريان بيروت امس، وكان التقى عدداً من الصحافيين في قصر الصنوبر، واكد امامهم ان التمديد لقائد الجيش سببه عدم تعريض المؤسسة العسكرية للاهتزاز في هذه الظروف، فضلا عن حرص فرنسا على جنودها العاملة في اطار قوة الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل).
وفي ما خص رئاسة الجمهورية، كشف لودريان، خلال اللقاء، ان اعضاء اللجنة الخماسية توافقوا على خيار المرشح الثالث للرئاسة من دون تبني اي اسم ضمن هذا الخيار.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان ليس متوقعا أن تحصل مفاجآت ما في الملف الرئاسي إذ أن البلد تدخل في اجازة الأعياد، فيما يبقى ملف تأجيل تسريح قائد الجيش محور أخذ ورد قبل أن يتحول إلى ملف ضاغط في منتصف الشهر الحالي وتصبح المهلة ملحة.
وأفادت أن تمني لودريان بشأن قيام التمديد. قد أظهر أن الرغبة لاتمام هذا الأمر تجاوزت الداخل وباتت دولية إلا ان الأمر مرهون بالمخرج المحلي والقانوني كي يتم التمدبد من دون أي أشكال مع العلم أنه طالما الإجماع متوفر على تأجيل التسريح للعماد جوزف عون فالقرار لن يتأخر في الصدور. ودعت في الوقت نفسه إلى انتظار التوليفة وما يمكن أن يرسو إليه الملف بصورته النهائية.
ويقال ان كرة ملف التمديد قذفت الى ملف رئيس المجلس، في ضوء ما سيجري من مناقشات في ضوء اقتراح قانون «القوات اللبنانية» التمديد لقائد الجيش.
ولم يخفِ لودريان دعمه التمديد لقائد الجيش، لان اللبنانيين بحاجة الى الامن، ولا يمكن استبداله في ظل غياب رئيس، فمن الضروري التمديد، وهناك وجب وطني لايجاد مخرج دستوري لهذا الوضع.
وحسب ما صرَّح به لودريان (الى L.B.C) فإن الرئيس ماكرون ارسله في مهمة كوسيط، وليس كبديل، «لأجعل اللبنانيين يحاولون معاً الخروج من المأزق لان العلاقات الداخلية مجمدة، والوضع مقلق بعد مواجهات غزة، وهذا الامر يحثنا على الاسراع في المسعى للخروج من المأزق»، وكشف ان المملكة العربية السعودية تدعم خيار المرشح الثالث.
وأعلن الوسيط الفرنسي انه بعد التحدث مع الفرقاء تبيَّن أياً من المرشحين المحتملين ما قبل 14 حزيران ليس بامكانه جمع ما يكفي من الاصوات.
لقاءات ميقاتي في الامارات
حكومياً، كان للرئيس نجيب ميقاتي لقاء عمل مع امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تناول العلاقات الثنائية والدور القطري في المساعدة على انماء الشغور الرئاسي، فضلاً عن جدول اعمال قمة تغير المناخ «كوب 28» الذي بدأ اعماله في امارة دبي في الامارات العربية المتحدة، بحضور نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
كما التقى ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي شدد على اهمية تنفيذ القرار 1701 لضمان الاستقرار في جنوب لبنان.
وكان ميقاتي وصل الى دولة الامارات على رأس وفد ضم الوزيرين ناصر ياسين ووليد فياض والوزير السابق نقولا نحاس.
الجبهة الجنوبية تتفجر مجدداً
ميدانياً، انفجرت جبهة الجنوب فجر امس الاول، ومنذ ساعات الظهر، تجدد القصف على كفركلا والعديسة والناقورة واللبونة وعيتا الشعب وراميا، واستهدف جيش الاحتلال بلدة الجبين مساء، مما ادى الى اصابات وسقوط شهيد.
وذكر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان مقاتلات الدفاع الجوي اعترضت بنجاح صاروخين في منطقة كريات شمونة.
وتبنى الحزب اطلاق النار على مواقع اسرائيلية فيها تجمعات لجيش الاحتلال في كل من محيط موقع المرج وجل العلام وثكنة راميم.
ونعت المقاومة الاسلامية الشهيد وجيه شحادة مشيك، من بلدة وادي أم علي في البقاع، فيكون عدد الشهداء امس ثلاثة، امرأة وعنصران ينتميان اليه.
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
حرب غزة جمّدت الملف الرئاسي و«الحزب» ليس مع «الخيار الثالث»
لودريان نقل نصيحة ماكرون بضرورة الحفاظ على الهدوء جنوباً – نور نعمة
استأنفت «اسرائيل» عدوانها على قطاع غزة بقصف عنيف مخلفة اكثر من 100 شهيد في ساعات معدودة فضلا عن وضع حكومة العدو خطة عسكرية برية جديدة ترتكز على هجوم بري على جنوب غزة توازيا مع عمليات في شمال القطاع وفق مسؤول عسكري «اسرائيلي» كبير افاد بذلك لصحيفة فايننشال تايمز ولجوء حكومة بنيامين نتنياهو الى خطة مختلفة عن السابقة هو تأكيد فاضح لفشل قوات الاحتلال بتحقيق اي مكسب ميداني خلال الخمسين يوما في مواجهتها البرية للمقاومة الفلسطينية وفي القصف الجوي الذي لم يتمكن من اضعاف عزيمة المقاومة واهل غزة لقتالهم الاحتلال الاسرائيلي. وعليه، تجددت الاشتباكات بين كتائب القسام والجهاد الاسلامي من جهة وقوات العدو الاسرائيلي من جهة اخرى في غزة الا ان المقاومة الفلسطينية تمكنت مرة جديدة من ايلام العدو وتكبيده خسائر في صفوف جنوده الى جانب اسقاط سرايا القدس مسيّرة اسرائيلية من طراز سكاي لارك في سماء المنطقة الوسطى. هذا وحملت حماس العدو الاسرائيلي مسؤولية انتهاء الهدنة بعد رفضه كل عروض الافراج عن محتجزين اخرين كاشفة مراوغة «اسرائيل» ونفاقها عن استعدادها لوقف اطلاق نار في حال افرجت كتائب القسام عن 10 اسرى اسرائيليين. ذلك ان حكومة بنيامين نتنياهو لا يمكن ان تستمر بالهدنة لان الفشل الاستخباراتي الذي حصل في السابع من تشرين الاول الماضي-اكتوبر يجعلها مضطرة تحت الضغوطات لتحقيق انجاز عسكري لتبييض صورتها امام شعبها ولصورتها امام العالم خاصة ان الولايات المتحدة الاميركية تعطيها الذخائر وكل الاسلحة المتطورة والمال لتسجيل «انتصار» ومع ذلك يبدو الانجاز الاسرائيلي العسكري بعيد المنال حتى اللحظة في ظل تصميم المقاومة الفلسطينية على القتال حتى الرمق الاخير.
في المقابل، لم تتوقف قطر عن مساعيها لارساء هدنة طويلة الامد هذه المرة مع التنسيق مع الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية والمصرية. ولكن هل تنجح مصر وقطر في احداث خرق جديد في الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية و«اسرائيل» اذا كانت واشنطن تدفع بتل ابيب الى المضي قدما في عدوانها؟
اما في جنوب لبنان، قصف الطيران الحربي «الاسرائيلي» في منطقة مفتوحة في محيط بلدة الناقورة (القطاع الغربي) وايضا في اطراف اللبونة وحامول والقوزح. من جهة اخرى، دوت صفارات الانذار في الجليل الاعلى مما دفع السكان للفرار بحثا عن مأوى بعد سقوط صواريخ هادفة للمقاومة هناك فضلا عن قيام الحزب باستهداف تجمع لجنود جيش الاحتلال في موقع جل العلام بالاسلحة المناسبة.
ونعى الحزب مجاهدا استشهد جراء قصف العدو الاسرائيلي لجنوب لبنان. كما استشهد شخص ووالدته في بلدة حولا الحدودية، ومواطن لبناني اخر في بلدة الجبين جراء غارة اسرائيلية.
وفي النطاق ذاته، حصل انفجار لصاروخين اعتراضيين «اسرائيليين» في اجواء سهل مرجعيون سبقهما انفجار صاروخ اعتراضي «اسرائيلي» اخر في اجواء بلدة كفرشوبا جنوب لبنان.
نزوح عدد من الفلسطينيين الى سيناء- مصر
ومع تجدد القصف العنيف على غزة، حذر المفوض العام للاونروا من ان الهجوم «الاسرائيلي» على جنوب غزة قد يدفع مليون لاجئ فلسطيني الى الحدود المصرية.
زيارة لودريان اكدت مجددا ان الامور مقفلة رئاسيا
على الصعيد اللبناني السياسي، اعتبرت اوساط سياسية مطلعة للديار ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت يصب جزء منها في سياق محاولة ترقيع صورة فرنسا من خلال لبنان بعد ان خسرت قواعدها وتراجع نفوذها في عدة دول . ذلك ان لودريان التقى بمسؤولين لبنانيين دون ان يحمل في جعبته اي خطة عملية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية بل انحصر النقاش فقط في الذهاب الى الخيار الثالث دون انتظار اي تطورات خارجية وعليه اكتفى الموفد الفرنسي بالدعوة الى الاسراع في انهاء الشغور الرئاسي.
وفي النطاق ذاته، اعتبرت اوساط سياسية بارزة ان الاوضاع في غزة جمدت الملف الرئاسي بشكل كبير واقفلت كل الابواب التي كانت ستسهل انتخاب رئيس للجمهورية. وقصارى القول، ان ما يحصل في غزة زاد من عمق الاصطفاف بين المعارضة والممانعة حيث ان قبل حصول عملية طوفان الاقصى كانت معظم القوى اللبنانية تراهن على حصول تسوية اقليمية تنعكس ايجابا على لبنان منها ايصال رئيس الى قصر بعبدا.
اما اليوم، ومع دخول الحزب في المعركة فقد تعقد المشهد وفقا لهذه الاوساط السياسية خاصة من ناحية الحزب وتيار المردة والتيار الوطني الحر بتغيير التعامل مع فرنسا نظرا لانحياز الاخيرة لـ«اسرائيل» في العدوان على غزة. وعليه، رأت الاوساط السياسية ان الحزب اليوم لن يتجاوب بمرونة مع اي طرح فرنسي ولن يرض بتاتا بوصول رئيس للجمهورية يكون بعيدا عن المقاومة مع اتضاح التوجهات الغربية بالضغط ومحاصرة محور المقاومة الذي يشكل الحزب ركيزة اساسية فيه. وانطلاقا من هذه الاجواء الاوروبية والاميركية المنحازة لـ «اسرائيل»، سيتشدد الحزب اكثر من اي وقت مضى على التمسك بمرشحه سليمان فرنجية ولن يقبل بأقل من فرنجية رئيسا.
من جهة اخرى، لفت مسؤول بارز في القوات اللبنانية للديار الى انه خلال الاجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان شرحت القوات ان المعارضة قادرة على ايصال جهاد ازعور الى رئاسة الجمهورية لو تم الالتزام بالقواعد الديمقراطية اي الذهاب الى جلسات انتخابية مفتوحة ولكن هذا الامر لم يحصل. واضاف هذا المسؤول ان القوات قالت للودريان ان فريق الممانعة متسمك بالمرشح سليمان فرنجية وبالتالي خيار المرشح الثالث ليس مدرجا في قاموسه.
وانطلاقا من ذلك، رأت القوات اللبنانية انها ليست على استعداد للبحث في اسماء جديدة لرئاسة الجمهورية طالما الثنائي الشيعي ليس بوارد التراجع عن رئيس تيار المردة ناهيك ان لودريان لم يطرح اي مرشح كخيار ثالث.
الموفد الفرنسي اتى لتسويق اقامة منطقة «جنوب الليطاني» منزوعة السلاح
الى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان هناك توجها غربيا جديدا في اقامة منطقة منزوعة السلاح تطال جنوب الليطاني وان تتولى قوات اليونيفل وحدها مسؤولية هذه المنطقة اضافة الى انتشار هذه القوات على الخط الازرق وابعاد الحزب عن هذه الحدود. وهذه الحركة الدولية التي تتزعمها اميركا حيال المشروع الخطير والمريب بحق المقاومة، اتى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لتسويقه من خلال لقاءات جمعته مع مسؤولين لبنانيين. هذا الطرح طبعا لم يتداوله لودريان مباشرة مع الحزب انما قال للمسؤولين في لبنان ان هناك مشكلة في تطبيق 1701 تتخطى ضبط القواعد التي تحكم جبهة الجنوب وهذا الامر يعود الى ما قبل حدوث 7 اكتوبر- تشرين الاول أي قبل عملية طوفان الاقصى. واشار الى ان قرار 1701 يتم خرقه باستمرار لافتا الى ان مجلس الامن عدل بقرار 1701 عام 2022 حيث اعطى لقوات اليونيفيل حرية التحرك في الجنوب من دون أي تنسيق مع الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني اضافة الى مراقبة عناصر الحزب. انما داخليا حصل تنسيق بين الجيش والمقاومة على ابقاء الامور على حالها رغم التعديلات.
واشارت هذه المصادر الديبلوماسية ان الهدف من ذلك هو تطمين المستوطنين الذين هربوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب الاشتباكات الحاصلة على الحدود والذين يشترطون العودة الى بيوتهم في حالة واحدة وهي عدم وجود الحزب على الحدود الجنوبية اللبنانية. وبمعنى اخر، تسعى واشنطن وباريس ودول اخرى الى اراحة «اسرائيل» على كل الجبهات واضعاف كل جهة او مقاومة سواء كانت لبنانية او يمنية او عراقية تشكل تهديدا للكيان الصهيوني وفي الوقت ذاته باعفاء اسرائيل من كل الجرائم الوحشية التي ارتكبتها في حق الفلسطينيين واللبنانيين.
ولكن هذا المشروع الهادف الى تعديل كبير لقرار 1701 لابعاد المقاومة يصادر القرار اللبناني وحرية الشعب اللبناني في تقرير مصير مناطقه ومن يحق له الوجود فيها. بيد ان اي مشروع يضع لبنان تحت رحمة «اسرائيل» لن يكون لصالح الشعب اللبناني الاعلم بالظلم الاسرائيلي وادراكه ان الكيان الصهيوني يضرب القانون الدولي بعرض الحائط ويفعل ما تمليه عليه مصلحته.
من هنا، قالت اوساط سياسية للديار ان آلية تنفيذ مشروع منطقة عازلة جنوب الليطاني هي صفر على ارض الواقع لان الجيش اللبناني لا يمكنه ان يطبقه ولا الحزب سيقبل به وبالتالي سيبقى حبرا على ورق.
لماذا الغرب يرفض الشغور في قيادة الجيش اللبناني؟
في هذا السياق، اوضحت مصادر وزارية للديار ان واشنطن وباريس ترى ان اقامة منطقة خالية من السلاح جنوب الليطاني تتطلب وجود ثبات في الجيش اللبناني اي عدم حصول شغور في موقع القيادة اذ في حال اصدر مجلس الامن قرارا يقضي بنشر قوات اليونيفيل فقط في جنوب الليطاني دون وجود للحزب فيجب ان يكون هناك قائد للجيش لتمرير ذلك. وتابعت المصادر الوزارية ان الغرب لا يهمه هوية او شخص قائد الجيش بل جل ما يريده ان لا يحصل فراغ لتنفيذ مبتغاه. ذلك ان التمديد هو اسهل الحلول حاليا لان تعيين قائد جيش جديد يتطلب انتخاب رئيس للجمهورية ووجود حكومة فاعلة وليس حكومة تصريف اعمال.
وعلى هذا الاساس، اعلن الموفد الفرنسي جان ايف لودريان موقفه بكل صراحة وبطريقة مباشرة للمسؤولين اللبنانيين انه من الضروري تاجيل تسريح قائد الجيش رابطا هذه المسألة على انها ترتقي الى الامن القومي الاوروبي والاميركي.
ولكن في الداخل اللبناني، رئيس التيار الوطني الحر ابدى معارضة واضحة امام لودريان حول التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون منددا بأي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية . اضف على ذلك، تعارض جهات اخرى التمديد للقيادة في الجيش لاعتبارات عدة.
قائد الجيش العماد جوزاف عون صمام امان للوطن
بمعزل عن طموحات اوروبية او اميركية في التأثير على قيادة الجيش اللبناني لتحقيق هدفه باقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني، قالت مصادر امنية ان العماد جوزاف عون لا يتأثر بأي قوى خارجية ولا ينفذ اي مشروع يضر بمصلحة لبنان. واضافت ان قائد الجيش الحالي يشكل صمام امان للبنانيين وللوطن وقد نسق الجيش اللبناني مع الحزب في الجنوب للحفاظ على سيادة لبنان رغم القرار الدولي الذي صدر عام 2022 والذي اعطى صلاحيات اضافية لقوات اليونيفيل. وهذا الامر يؤكد ان الجيش اللبناني بقيادة العماد جوزاف عون والمقاومة يتكاملان في الدفاع عن لبنان.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تستأنف المجازر في غزة وجبهة الجنوب تشتعل
اتجهت الأنظار أمس إلى جبهة الجنوب مع سقوط الهدنة في غزة صباحا.
ففي مرجعيون افيد امس بأن مدنيين اثنين استشهدا في بلدة حولا، بعد استهداف منزلهما بالقصف المعادي، منذ بعض الوقت، وهما: ناصيفة مزرعاني ونجلها محمد، كما قصفت قوات الاحتلال بلدة ديرميماس.
وطال القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدتي حولا وعديسة ووادي هونين. كما أفيد عن انفجار صاروخي باتريوت إعتراضيين في اجواء بلدة القليعة. وأفاد مواطنون في بلدة يحمر الشقيف ان دوي انفجار هز المنطقة وتبين انه لصاروخ اعتراضي معاد انفجر في سماء المنطقة الواقعة بين بلدتهم وبلدة الطيبة. واستهدف القصف المدفعي الاسرائيلي الاطراف الشرقية لبلدة الناقورة (الرويسات، حامول) ومنطقة اللبونة وأطراق عيتا الشعب والمنطقة الواقعة بين بلدة علما الشعب والناقورة. واطلقت قوات العدو الاسرائيلي النار من موقع الردار في جبل الشيخ المطل على بلدة شبعا، على رعاة ماعز من آل زهرة دون ان يسجل اصابات. في المقابل صدر عن «المقاومة الإسلامية» البيان الآتي: «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 16:40 من بعد ظهر يوم الجمعة 1-12-2023 نقاط انتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع راميا بالأسلحة المناسبة وحققوا فيها اصابات مباشرة. وجاء في بيان ثان استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 16:43 من بعد ظهر يوم الجمعة 1-12-2023 تجمعا لجنود العدو في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة». وفي بيان ثالث استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 16:43 من بعد ظهر يوم الجمعة 1-12-2023 ثكنة راميم بالأسلحة المناسبة. وفي بيان رابع استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 16:00 من بعد ظهر يوم الجمعة 1-12-2023 تجمعا لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة». وانفجرت صواريخ اعتراضية في أجواء سهل مرجعيون قبالة مستعمرة المطلة في وقت اعلن الجيش الإسرائيلي ان المنظومة الدفاعية اعترضت جسما طائرا مشبوها اخترق الحدود من جهة لبنان. كما اطلقت القوات الاسرائيلية النار من موقع الردار في جبل الشيخ المطل على بلدة شبعا. وافيد ان قصفا مدفعيا اسرائيليا استهدف منطقة «اللبونة» جنوبي الناقورة ومنطقة «حامول» في أطرافها الشرقية. وحلق الطيران الاستطلاعي في أجواء العديد من القرى والبلدات اللبنانية لاسيما تلك المتقدمة باتجاه الحدود. وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة المتوسطة لمحيط موقع الراهب قبالة بلدة عيتا الشعب .
وفيما ذكرت المعلومات أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الحدود مع لبنان، بدت حركة قوات «اليونيفيل» طبيعية وروتينية لجهة التنقلات وتنفيذ بعض المهمات اليومية والمُعتادة. ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان الجبهة الداخلية شددت من توجيهاتها للسكان في الجولان وعلى طول الحدود مع لبنان.
وكانت انتهت صباح امس، الهدنة بين إسرائيل و»حماس» في قطاع غزة التي بدأ سريانها في 24 تشرين الثاني، واستؤنف القتال بين الطرفين.
إسرائيل تنقل القتال نحو الجنوب وتقسم غزة إلى مربعات
عشرات الشهداء والجرحى في مجازر غزة بعد نهاية الهدنة
وتنديد أممي بعدوان جعل القطاع في جحيم لا يطاق
انتهت الهدنة بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة التي بدأ سريانها في 24 تشرين الثاني، صباح الجمعة، واستؤنف القتال بين الطرفين على نحو مركز في جنوب غزة واستشهد 110 فلسطينيا على الأقل في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في القطاع بعد انتهاء الهدنة .
وقبل ساعات كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن استئناف عملياته ضد حركة حماس في غزة، واتهمها بخرق شروط الهدنة وإطلاق النار باتجاه إسرائيل، في إشارة إلى إعلانه في وقت سابق عن اعتراض صاروخ أُطلق من غزة.
كما أكد أن طائراته الحربية تقصف جميع أنحاء قطاع غزة، وقد نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي رفيع قوله “عدنا إلى القتال بكل قوة ولا تُجرى أي مفاوضات لتحرير مخطوفين”، بينما قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو “مع العودة للقتال نحن ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب”.
كما أفيد م بوقوع اشتباكات بين المقاومة والقوات الاسرائيلية في محاور متعددة، أبرزها: تل الهوى، في حين كشفت مصادر إسرائيلية عن إصابة 4 جنود بجروح في معارك شمالي القطاع.
وأعلنت كتائب القسام استهداف دبابة إسرائيلية بعبوة شواظ شمال مدينة غزة، كما أعلنت قصف عسقلان وسديروت وبئر السبع وتل ابيب برشقات صاروخية ردا على استهداف المدنيين.
في الأثناء نشرت منصات إسرائيلية صورا تظهر احتراق مركبة وتصاعد الدخان منها، إثر سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
كما أظهرت صور جانبا من الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في منطقة حي الشيخ رضوان والنصر شمال غرب مدينة غزة وسط إطلاق كثيف للقنابل الدخانية للتغطية على الآليات وتحركاتها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف “أكثر من 200 هدف “في غزة منذ نهاية الهدنة. مضيفا “قامت القوات البرية والجوية والبحرية خلال الساعات القليلة الماضية بقصف أهداف إرهابية في شمال وجنوب قطاع غزة، بما في ذلك في خان يونس ورفح”.
وقالت وزارة الصحة بغزة في بيان إن نحو 109 فلسطينيين قتلوا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ انتهاء الهدنة. ومع العودة للقتال قالت مصادر أمنية ومن منظمات الإغاثة المصرية إن دخول شاحنات المساعدات والوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بين مصر وغزة توقف في أعقاب استئناف إسرائيل حملتها العسكرية بعد هدنة استمرت أسبوعاً.
ونشر الجيش الإسرائيلي الجمعة خريطة لما سماها “مناطق الإخلاء” في قطاع غزة التي يفترض بسكان قطاع غزة إخلاءها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.
وتقسم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من “إخلاء أماكن محددة حفاظاً على سلامتهم إذا لزم الأمر”.
وتم إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة الجمعة تحذر أن الجيش سيبدأ “هجوماً عسكرياً ساحقاً على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة حماس الإرهابية”.
وحثت الرسالة الناس على التحرك الفوري. وجاء فيها “من أجل سلامتك… تحرك بشكل فوري إلى المآوي المعروفة. ابتعد عن كل نشاط عسكري من كل نوع. لا تنتظر. وتحرك فوراً حتى لا يكون الوقت متأخراً أو مستحيلا. أعذر من أنذر”.
وشمل التحذير مناطق جباليا والشجاعية وزيتون والبلدة القديمة في غزة، وخربة خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ومعن، وغيرها من الأماكن.
وقال الجيش “انتهى موعد وقف إطلاق النار، الجيش سوف يضرب المنطقة بقوة شديدة. استمرار وجودكم في أماكن سكنكم خطير جداً”.
وبعد نحو 10 دقائق بدأت الانفجارات في هذه الأماكن.
وأيد إسرائيليون أجريت معهم مقابلات في شوارع تل أبيب استئناف جيشهم للقتال في قطاع غزة وأقروا بخطورة الأمر لكنهم حملوا حركة حماس مسؤولية عدم تمديد الهدنة التي استمرت أسبوعاً.
وقال دفير فيلر “لم يعيدوا جميع الرهائن. ولم يجمعوا شمل الأسر. لم يكن لدينا خيار آخر. نحن لم نختر الحرب. لا يزال يوجد 165 رهينة في قطاع غزة وهناك أطفال رضع أيضاً. نحن لا نريد هذه الحرب لكننا اضطررنا لخوضها”.
ونددت الأمم المتحدة باستئناف العمليات العسكرية في غزة ووصفت الأعمال القتالية هناك بأنها “أمر كارثي وهو جحيم” وحثت الأطراف على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار. وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني إن تجدد القتال بين حركة حماس وإسرائيل بعد هدنة استمرت أسبوعاً يعيد “الكابوس المروع إلى ما كان عليه” في قطاع غزة.
وعلى هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) في دبي، قال مارديني “الناس على حافة الانهيار، المستشفيات على حافة الانهيار، وقطاع غزة بأكمله يواجه حالة خطيرة جداً”.
وأضاف مارديني “لا يوجد مكان آمن يذهب إليه المدنيون”،
وقال مارديني “مع استئناف الحرب، من المرجح أن ينخفض حجم المساعدات. والأهم من ذلك هو أن المنظمات الإنسانية، مثل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وغيرها مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة، ستتراجع قدرتها على توصيل المساعدات إلى الناس”.
وأضاف “حتى الناس ستقل قدرتهم على الوصول إلى الأماكن التي يمكنهم تلقي المساعدات فيها”.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان الجمعة إن سوناك وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عبرا عن أسفهما العميق إزاء انهيار الهدنة الإنسانية في غزة عندما التقيا في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن “أسفه العميق” لاستئناف القتال في قطاع غزة مبدياً أمله في تجديد الهدنة.
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
فرنسا أجير قذر عند العدوّ
لم تكَد مهمة المبعوث الفرنسي إلى بيروت جان إيف لودريان تنتهي في بيروت، حتى تبيّن أن ما حمله معه ليس سوى مطالب إسرائيلية. وسرعان ما تداولت وسائل إعلام العدو بالمعلومات عن نقله رسالة تعبّر عما يُطبخ في الغرب عن المقترح الدولي الجديد حول تطبيق القرار الدولي 1701 في جنوب لبنان، أو إنشاء منطقة عازلة على الحدود «لضمان أمن إسرائيل وتوفير الاستقرار الذي يسمح بعودة سكان المستوطنات إلى بيوتهم».وكشفت صحيفة «إسرائيل هيوم» أن «فرنسا التي تتمتّع بوضع خاص في لبنان، حاولت إسرائيل تسخيرها للتحرك ضد حزب الله»، وقالت في تقرير لها يوم أمس إن «وزير الخارجية إيدي كوهين ناشد أيضاً المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، عاموس هوكشتين، للهدف نفسه وهو تعديل القرار في مجلس الأمن وفرض تطبيقه». وأضافت الصحيفة أن «لودريان الذي التقى المسؤولين في بيروت حذّر من الخطر الجسيم الذي يلوح في الأفق على لبنان، ودعا الحكومة إلى تحمّل مسؤوليتها وتنفيذ القرار 1701 كما هو مطلوب منها». وكشفت الصحيفة العبرية أن «كوهين ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولوناد اتفقا على تشكيل فريق سياسي أمني مشترك للبلدين، سيعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة الرقم 1701 أو أي شيء آخر من شأنه أن يُبقي حزب الله بعيداً عن الحدود»، لافتة إلى أن «هذا هو أول إجراء مهمّ تتخذه فرنسا ضد حزب الله». وكانت الصحيفة قد أشارت قبل ذلك إلى أن «كوهين تحدّث حتى الآن مع وزيرَي خارجية بريطانيا وفرنسا، وأجرى لقاءات مع وزيرَي خارجية ألبانيا وسويسرا»، لافتة إلى أن ذلك «يأتي بعد رسالة حادّة أرسلها قبل نحو أسبوع إلى رئيس مجلس الأمن يطالب فيها بمناقشة القرار 1701»، معتبرة أن هذا يعني أن «إسرائيل تمهّد دبلوماسياً للقتال».
وكشفت مصادر مطّلعة، أن الموفد الأميركي الخاص هوكشتين، كان أثار ملف الحدود مع الرئيس نبيه بري في آخر زيارة له، سائلاً إياه عن مدى استعداد لبنان للسير في عملية ترسيم أو تحديد للحدود البرية وإنهاء النزاع هناك. وسعى هوكشتين إلى أخذ موافقة تمنحه الغطاء للقيام بوساطة تهدف إلى «سحب الذرائع من يد حزب الله» على ما قاله أمام من التقاهم.
التمديد للقائد
من جهة أخرى، فرضت زيارة لودريان نفسها على المشهد الداخلي، وهو ما أسهم في تعديل بعض المواقف السياسية من مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. فالرجل الذي أتى حاملاً «توصية» من اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان (أميركا، السعودية، فرنسا، قطر ومصر) تُشدد على ضرورة السير بالأمر منعاً للفراغ في المؤسسة العسكرية وللضرورات التي يفرضها الوضع الأمني في المنطقة، وأدّى هذا الموقف إلى قلب التموضعات وخلق معطيات جديدة عقّدت في وضع الصيَغ التي كانت مطروحة للحل.
تقول المعلومات إنه قبلَ يوميْن من زيارة لودريان، صارَ هناك شبه قناعة لدى القوى الممثّلة في الحكومة بأن تعيين رئيس أركان أصيل ينوب عن قائد الجيش هو الحل الأمثل لتفادي الأزمة، وذلك بعد استنفاد كل السبل للتوصل إلى اتفاق حول تعيين قائد جديد أو التمديد للقائد الحالي. إلا أن لودريان أبلغ من التقاهم بضرورة التمديد، ما جعل الذين أعلنوا سابقاً تأييدهم للفكرة مثل «القوات اللبنانية» أكثر اندفاعاً للفكرة، أما الذين التزموا التروّي في حسم موقفهم، ومنهم النواب السُّنّة فقد تشجّعوا بعد كلام لودريان وأيّدوا، بحسب مصادر مطّلعة قالت إن «مردّ ذلك سببه تأكيد لودريان أن التمديد هو خيار يؤيّده أعضاء اللجنة، بمن فيهم المملكة السعودية».
لودريان يلزم «القوات» بالتشريع الموسّع لتمرير قانون التمديد لقائد الجيش في مجلس النواب
وبما أن التمديد من داخل الحكومة طريق غير متوافر، عاد الحديث عن اللجوء إلى مجلس النواب، وتتجه الأنظار إلى رئيس المجلس نبيه برّي وما إذا كان سيدعو إلى جلسة تشريعية بجدول أعمال كامل في النصف الأول من شهر كانون الأول، على أن يكون اقتراح القانون بالتمديد لقائد الجيش مطروحاً عليه.
ويقول مطّلعون على الأجواء إن «بري كان قد وعد المطالبين بجلسة قبل أسبوعين بالدعوة إليها نهاية الشهر، وهذا ما سيحصل». لكنّ الدعوة سبقتها تطورات متمثّلة بحسب مصادر سياسية في أن «القوات اللبنانية استجابت لطلب لودريان بعدم ممانعة جلسة بجدول أعمال عادي على عكس ما طالبت به سابقاً بحصر جدول أعمال الجلسة ببند وحيد هو التمديد، وكذلك سيفعل معظم النواب السُّنة».
وقالت مصادر نيابية إن «التمديد عبر اقتراح قانون ليس تعديلاً دستورياً ولا انتخابات، وبالتالي يتم التعامل معه كأي قانون يحتاج إلى حضور 65 نائباً، ولكي يصبح نافذاً يحتاج إلى 33 صوتاً»، معتبرة أنه وفقاً لحسابات المعارضين والمؤيّدين فإن «تأمين حضور الـ 65 نائباً لن يكون صعباً». واستندت المصادر إلى «مقاطعة كل من التيار الوطني الحر وحزب الله وحلفائه، مقابل حضور القوى المؤيّدة للتمديد ومعها الحزب الاشتراكي»، أما حركة أمل فـ «تُراوِح التقديرات بين المعلومات التي تحدّثت عن أن بري أكّد رغبته في أن يكون متجانساً مع الحزب في هذا الأمر وهو يُمكن أن يترأّس الجلسة من دون حضور كتلة التنمية والتحرير، وما بينَ التحليلات التي تعتبر أن الجلسة تُشكّل بالنسبة إلى رئيس المجلس إغراء لكسر قاعدة مقاطعة التشريع في ظل الفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل المجلس».
*****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو عاد إلى الحرب بدعم أميركي: التفاوض سوف يجري تحت النار
المقاومة في اليوم الأول للجولة الثانية: عمليات نوعية وقصف صاروخي مكثف
عبد اللهيان: سمعت من قادة المقاومة في بيروت أن الرد سيكون أشدّ وأقسى
لم يستطع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الجمع بين وحدة حكومته والحاجة بعد زلزال السابع من تشرين الأول لصورة التفوق العسكري من جهة، وقبول شروط المقاومة لمواصلة عمليّات تبادل الأسرى، وفق معادلة الانتقال الى صفقة شاملة أو صفقات مجزأة، تحت عنوان الكل مقابل الكل. وكما كان متوقعاً عاد الى جولة ثانية من الحرب، دون أن يمتلك وصفة تحقيق إنجاز في هذه الجولة وظروف الحرب زادت سوءاً بالقياس للجولة الأولى. ومرّة يرفع شعار إقامة حزام أمني يعلم باستحالة بقائه ويعرف أنّه بلا جدوى، كما يعلم أنه سوف يعود مجدداً إلى هدنة جديدة وصيغة للتبادل وفق شروط المقاومة، كما حدث في الجولة الأولى، عندما كان يتحدّث عن استعادة المحتجزين والأسرى بالقوة، ثم قبل بالتبادل.
واشنطن التي تدرك لا جدوى العودة للحرب، قدّمت لنتنياهو الدعم السياسي والعسكري الذي يحتاجه للجولة الجديدة، فقدّمت ذخائر تدمير وقتل جديدة، وقال مسؤولوها إنهم يتفهمون ما يسمّونه حق «إسرائيل» بالدفاع عن النفس، وهو التوصيف الأميركي لحرب الاحتلال على الأطفال.
على ضفة المقاومة في غزة حمل اليوم الأول من الجولة الثانية، عشرات العمليّات المكثفة في استهداف مواقع الاحتلال، سواء بالهجمات المباشرة أو بقذائف الهاون، أو بالطائرات المسيّرة، بينما أطلقت الصواريخ على أغلب مدن عمق الكيان، فنالت تل أبيب نصيبها عدة مرات. وقال المراسلون في قنوات التلفزة الإسرائيلية إن العديد من الصواريخ وصل وإن أصوات انفجاراتها كانت أقوى من السابق، مع التكتم على الإصابات، علماً أن جيش الاحتلال اعترف بأكثر من عشر إصابات بين جنوده شمال غزة وفي غلاف غزة.
على ضفة محور المقاومة حمل اليوم الأول من الجولة الثانية، عودة الحيويّة إلى عمليات المقاومة عبر حدود لبنان الجنوبية، وأعلنت المقاومة الإسلامية تنفيذ العديد من الهجمات على طول الخط الحدودي، واستهداف تجمعات جنود الاحتلال، واستهداف مواقع لقيادة العمليات، بينما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «خلال زيارتي الأخيرة لبيروت، سمعت من قادة المقاومة أن الرد سيكون أشد وأقسى في حال استئناف العدوان وسيجعل العدو يندم».
وفي اليوم الثاني من انتهاء الهدنة التي تمدّدت وتجدّدت مرات عدة على مدى 7 أيام، ومع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة وتجدّد القتال والمعارك العسكرية، انعكس الوضع على الجبهة الشمالية مع لبنان التي اشتعلت بعدما استهدفت المقاومة في لبنان مواقع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، فردّ العدو الإسرائيلي باستهداف عدد من القرى الحدودية، ما أدّى إلى سقوط شهيد وثلاثة جرحى في غارة استهدفت منزلاً في بلدة الجبين.
هذه التطوّرات الأمنية أمس، تؤشّر الى مرحلة جديدة من القتال سترفع نسبة الخطر من التدحرج الى حرب واسعة النطاق بين حزب الله وكيان الاحتلال وسط تحذيرات ورسائل تهديد ينقلها ديبلوماسيون غربيون وعرب إلى لبنان، وفق معلومات «البناء» بأن «إسرائيل» بصدد توجيه ضربة عسكريّة لحزب الله ولبنان في أي وقت لتغيير المعادلة والوضع الذي أنشأه حزب الله على الحدود بعد 8 تشرين الأول الماضي. وآخر هذه الرسائل حملها مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، خلال جولته على المسؤولين في اليومين الماضيين.
وأشار لودريان في حديث تلفزيوني أمس، إلى أنّ «لا شيء يمنع إمكانيّة حصول تصعيد دراماتيكي للوضع الأمني في لبنان، ونحثّ لبنان و»إسرائيل» على ضبط النّفس، لأنّ أيّ تصعيد ستكون له عواقب مأساويّة على الجميع»، مبيّنًا أنّ «فرنسا ليست منحازة لإسرائيل».
وكشف أكثر من مصدر سياسيّ وديبلوماسيّ لـ»البناء» عن مؤشرات ورسائل دبلوماسيّة تصل عبر مبعوثين وسفراء عرب وأجانب تحذّر من نية حكومة الاحتلال من شنّ ضربات قاسية استباقية لحزب الله وللبنان كاستهداف مراكز عسكريّة للحزب أو عملية اغتيال لقيادات في المقاومة أو استهداف مرافق حيوية في لبنان، لتحقيق هدفين: الأول استعادة هيبة جيش الاحتلال المنهارة بعد 7 تشرين الأول والخمسين يوماً الماضية ويستطيع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تقديمه للرأي العام الإسرائيلي كإنجاز يمكنه من خلاله استعادة الأمن الى منطقة الشمال وبالتالي تأمين عودة آمنة للمستوطنين المهجرين، والهدف الثاني توجيه رسالة الى حزب الله بأنه لا يمكنه توسيع عملياته العسكرية ضد مواقع الاحتلال وعلى المستوطنات واللعب بقواعد الاشتباك والمعادلات وأن يبقي جبهته الداخلية بمنأى عن الاستهداف. لذلك وفق المصادر يمكن أن يقوم العدو بمغامرة غير محسوبة بتوسيع الحرب ضد لبنان لتعديل القرار 1701 بما يضمن أمنه من خلال إبعاد حزب الله وفرقة الرضوان عن الحدود أو بالحد الأدنى الضغط على الحكومة اللبنانيّة لإلزام حزب الله باحترام القرار 1701».
إلا أن مصادر عليمة وعلى صلة بالمقاومة تؤكد لـ»البناء» أن ما عجز العدو عن انتزاعه وهو في ذروة قوته وهمجيّته خلال الجولة القتالية الأولى لن يأخذه خلال الجولة القتاليّة الثانية، وهو يجرّ أذيال الهزيمة والخيبة في غزة ولبنان.
وعلّق الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي على تزايد الحديث عن ضرورة تعديل قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وإنشاء منطقة عازلة، بالقول «إن مجلس الأمن الدولي هو الذي أصدر القرار، ولذلك لا يمكن بدء أي مناقشات حول مستقبله إلا من خلال مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه». وأكد تيننتي في حديث إذاعي أن «ركائز القرار 1701 لا تزال سارية»، مُشدداً على أن «الأولوية تبقى في منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان أمن حفظة السلام». ورداً على سؤال عما إذا كنا سنشهد اجتماعاً ثلاثياً قريباً في الناقورة، قال «حتى الآن لا توجد مؤشرات على اجتماعات مقبلة. ومع ذلك، فإن بعثة اليونيفيل، بقيادة الجنرال أرولدو لاثارو، تشارك بنشاط في الجهود المبذولة للحدّ من التوترات، لتجنب خطر نشوب نزاع أوسع. وقد تمّت كل هذه الجهود من خلال التواصل الثنائي مع الجانبين من دون عقد اجتماع ثلاثي».
على الصعيد الميداني، أعلنت المقاومة الإسلامية، في سلسلة بيانات متتالية، أن مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة. كما قصفوا تجمعًا آخر لجنود العدو في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة. وكذلك استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة ثكنة راميم بالأسلحة المناسبة. كما استهدفت نقاط انتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع راميا بالأسلحة المناسبة وحققوا فيها إصابات مباشرة. وموقع المرج للمرة الثانية بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة.
وزفّ حزب الله، الشهيد المجاهد وجيه شحادة مشيك «يحيى» من بلدة وادي أم علي في البقاع، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن صفارات الإنذار دوّت في معالوت ترشيحا بالجليل الغربي خشية تسلل مسيّرات. كما أفيد عن انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء مستعمرة «المطلة» وبلدة كفركلا.
وأفيد عن سقوط قذائف فوسفوريّة في كروم الزيتون في الحي الشرقي المحاذي للجدار في بلدة كفركلا.
وأكدت جهات مطلعة على مجريات الجبهة الجنوبية لـ»البناء» إلى أن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً في خطاباته بربط الوضع في جنوب لبنان بتطوّرات الميدان في غزة، ولذلك التزمت المقاومة في لبنان باتفاق الهدنة في غزة ولم تبادر إلى أي ردة فعل رغم الخروق الإسرائيلية المتعددة للهدنة، لكن مع عودة كيان الاحتلال الى عدوانه من الطبيعي عودة المقاومة الى القيام بواجبها بإسناد المقاومة في غزة باستهداف مواقع الاحتلال على طول الحدود مع فلسطين المحتلة». ولفتت إلى أن المقاومة في لبنان أعدّت لكافة السيناريوات، ومنها قيام العدو بمغامرة عدوانية كبيرة ضد لبنان. وكشفت المصادر أن عدواناً كهذا على لبنان يفجّر حرباً إقليمية، كاشفة أيضاً بأن «ردّ قوى المقاومة في مختلف الساحات سيكون أعنف من الخمسين يوماً الماضية».
وفي سياق ذلك، أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، الى أن «استئناف الكيان الإسرائيلي جرائمه الحربية بحق سكان غزة، دليل آخر على عدم اهتمامه بمطالب المجتمع الدولي والرأي العام». ولفت عبد اللهيان، الى أنه «خلال زيارتي الأخيرة لبيروت، سمعت من قادة المقاومة أن الردّ سيكون أشدّ وأقسى في حال استئناف العدوان وسيجعل العدو يندم»، مؤكداً أن «على الدول الإسلامية بذل المزيد من الجهود لوقف هذه الجرائم».
بدوره، لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، الى أنّ «العدو الصهيوني استأنف عدوانه على غزة بقرار أميركي، هذه الحرب منذ البداية هي حرب أميركا على الشعب الفلسطيني، وكل المواقف الأميركية ومجريات الأحداث كانت تدل على هذه الحقيقة، وهي أن أميركا ليست مجرد شريك بل هي صاحبة القرار في العدوان، و»إسرائيل» هي أداة تنفذ القرار الأميركي».
ولفت، خلال خطبة الجمعة إلى أنّ «المقاومة في غزة وفي كل المنطقة لن تدع الإسرائيلي يحقق أهدافه في هذه الحرب، ولن تسمح بأن تكون يد الأميركي والإسرائيلي هي العليا في المنطقة»، مؤكدًا أنّ «كل جبهة المقاومة في المنطقة مع غزة وإلى جانبها، بينما العدو مُنهك ومحبط وخائب وليس واثقًا من تحقيق أهدافه، والرأي العام العالمي بالإجمال بات ضده وضد عدوانه وعامل الوقت ليس لمصلحته، ويجب أن يعرف العدو أنّ إرادة المقاومة وإمكانية الصمود لديها هي أكبر وأقوى بكثير من إمكانية الصمود لدى جيشه المنهك والعاجز».
على صعيد آخر، انشغلت الأوساط السياسية بجولة المبعوث الفرنسيّ والأسباب التي أملت عليه العودة إلى لبنان، وبما حمله من مقترحات ورسائل.
وعلمت «البناء» من مصادر واكبت زيارة لودريان أن الأخير جاء لهدفين: الأول الضغط على الحكومة والمسؤولين اللبنانيين بضرورة تجنب التصعيد على الحدود الجنوبية وإقناع حزب الله بضرورة تفادي توسّع الحرب. والهدف الثاني هو تذكير اللبنانيين بأن فرنسا لم تنس لبنان ولا زالت حاضرة، وفي طريقه الى بيروت حمل لودريان مطلباً أميركياً لحث المسؤولين على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. إلا أن مصادر «البناء» أوضحت أن المخارج القانونية والدستورية للتمديد والتعيين لا زالت حتى الساعة مقفلة، ما يرجّح خيار تعيين رئيس للأركان ينوب عن قائد الجيش وفق ما ينصّ قانون الدفاع، أو تكليف الضابط الأعلى رتبة في الجيش اللبناني وليس في المجلس العسكري، وهو العميد زياد هيكل.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وزير الدفاع موريس سليم في بكركي. وقال البطريرك الراعي لضيفه: المنطقة تغلي ونحن بلا رأس، وفي الديمان لدينا أرزة كبيرة أصابتها صاعقة فانكسر رأسها ويحاول كل غصن فيها أن يكون هو الرأس، وهكذا نحن في لبنان فكيف نحمي وطننا؟
بعد اللقاء، أعلن سليم أن «التقاعد حكميّ بموجب ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني والحالات الخاصة التي ينص عليها القانون لا تنطبق على الاستحقاق الحالي ومن المستحيل تخطيها مهما كانت المبررات». وإذ شدّد على أنّه لا يريد ترك المؤسسة العسكرية بأي حالة من حالات الشغور، جزم أنّ «التمديد لقائد الجيش لا يسمح به قانون الدفاع والأمر يحتاج الى تعديل القانون. وهذا غير متوفر حالياً». وأضاف «التغيير في رأس هرم السلطة العسكرية يؤدي إلى تغيير واسع على مستوى كل القيادات والتعيين في قيادة الجيش لا ينتقص من دور رئيس الجمهورية العتيد». وقال: «سعيتُ مع ميقاتي لملء الشواغر في المجلس العسكري، ومصير قيادة الجيش يتوقف على خطوات الحكومة ومجلس النواب وقمت بكل ما بوسعي ضمن إطار قانون الدفاع وصلاحياتي».
وفيما علمت «البناء» أن الرئيس بري متمسك بمناقشة كامل بنود جدول الأعمال والتصويت عليها في الجلسة التشريعية المقبلة، ومن ضمن البنود بند «الكابيتال كونترول»، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى ان «رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو الى جلسة تشريعية في النصف الأول من هذا الشهر»، رافضاً ربط الدعوة بمواقف الكتل النيابية. وشدّد في حديث إذاعي، على «وجوب الحفاظ على مؤسسة الجيش»، وأوضح ان «ملفّ قيادة الجيش ومسألة تطبيق الـ 1701 هما موضوعان ملحّان طالما أن الملف الرئاسي طال أمده ولم يسجل أي تبدل في المواقف حتى اللحظة، ولذلك طرحهما المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أثناء زيارته إلى لبنان».
وجدد لودريان دعمه «التّمديد لقائد الجيش اللبناني، لأنّ اللّبنانيّين بحاجة إلى الأمن. وبما أنّه لا يمكن استبدال قائد الجيش في ظلّ غياب رئيس الجمهوريّة، فمن الضّروري في هذه المرحلة التّمديد له، وهناك واجب وطني لإيجاد مخرج دستوريّ للخروج من هذا الوضع الصّعب».
وأوضح أنّ «دور فرنسا هو تمكين اللّبنانيّين من إيجاد مرشّح توافقي، وليس اقتراح اسم، وعلى المسؤولين اللّبنانيّين أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم ويتّفقوا على اسم»، مركّزًا على أنّ «بعد التّحدّث مع الأفرقاء السّياسيّين اللّبنانيّين، تبيّن أنّ أيًّا من المرشّحين المحتملين ممّا قبل 14 حزيران الماضي، ليس بإمكانه جمع ما يكفي من الأصوات ليصبح رئيسًا». وكشف أنّ «السعودية تدعم خيار المرشّح الرّئاسي الثّالث، وهي تتحرّك مجدّدًا لإخراج لبنان من المأزق».
نسخ الرابط :