على الجبهة السياسية، أجرى الموفد الرئاسي جان ايف لودريان في بيروت أمس مروحة واسعة من الاتصالات، سيستكملها اليوم، بعدما شملت أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. كما التقى لودريان رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه، في منزل نجله النائب طوني فرنجيه في بيروت. واشار بيان للمكتب الاعلامي لفرنجية انه «تمت، خلال اللقاء الذي اتسم بالوضوح والصراحة، مناقشة التطورات السياسية والأمنية والميدانية في جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأهمية الحفاظ على المؤسسة العسكرية في ضوء الظروف الحالية الضاغطة.
وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، بأنّ مهمّة لودريان في شكلها معجّلة فرنسياً، الاّ انّها في جوهرها مكرّرة لطروحات سابقة، حيث انّ الموفد الفرنسي لم يحمل فيها أي افكار نوعيّة كما لم يعرض أي اسماء لرئاسة الجمهورية، بل كانت جعبته كناية عن صياغة مكرّرة لطروحاته السابقة، لجهة الاشارة الى كونه عاملاً مساعداً للبنانيين على حسم خياراتهم والتوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن، مؤكّداً على ضرورة جديدة لهذا التعجيل فرضتها الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، ومشدّداً في الوقت نفسه على تجنّب التصعيد في الجنوب وضرورة الحفاظ على استقرار لبنان ومنع الإنزلاق نحو التصعيد والمواجهة العسكرية الواسعة. وتؤكّد المصادر، انّ لودريان اعرب عن قلق واضح. حيث اكّد لكل من التقاهم على ضرورة التنبّه والحذر الشديد من الجبهة الجنوبية، حيث انّ قيام اسرائيل بتصعيد ضدّ لبنان احتمال ما زال وارداً بشدة.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ لودريان انطلق من عرض لواقع في المنطقة اعتبره مثيراً للقلق، ليؤكّد على صعوبات أكبر يخشى ان ينحدر اليها لبنان، في حال استمر الحال فيه على ما هو عليه من دون رئيس للجمهورية. وخصوصاً انّ ظروف المنطقة في ظلّ الحرب الاخيرة تفرض على لبنان أن يكون حاضراً لتجنّب تداعياتها ومخاطرها، وهو ما يستدعي في رأيه ان تُخرج المكونات السياسية في لبنان ملف رئاسة الجمهورية من دائرة الخلاف حوله، والدخول في مشاورات في بينهم، لأنّ الوقت ينقضي بسرعة وما تبقّى منه بات يشكّل عاملاً ضاغطاً جداً على لبنان، تنبغي مجاراته بضرورة ان يتوافق اللبنانيون سريعاً على رئيس للجمهورية».
ولفتت المصادر الى أنّ طرح لودريان إجراء مشاورات بين اللبنانيين لقي تجاوباً كلياً لدى رئيس المجلس، الذي يؤيّد اي خطوة تعجّل بانتخاب رئيس الجمهورية، سواء أكانت تحت عنوان الحوار، او النقاش او التشاور، او اي صيغة، لكن المهمّ هو ان يتمكّن لودريان من حمل الأطراف على التوجّه الى ذلك. وأردفت المصادر، انّ الموفد الفرنسي، بقدر ما كان مؤكّداً على ضرورة التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، اكّد بالقدر نفسه على حسم الخلاف القائم حول قيادة الجيش، وتجنّب الشغور فيها، عاكساً بذلك دعماً فرنسياً صريحاً للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وخلال لقائه قائد الجيش، نوّه لودريان بوضوح بأداء الجيش في ظلّ التحدّيات التي يواجهها، مؤكّدًا استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية.
وخلال اللقاء مع ميقاتي، اكّد لودريان «انّ زيارته الى لبنان تهدف الى تجديد التأكيد على موقف «اللجنة الخماسية» بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والإسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية، وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار». وشدّد على انّه سيُجري لقاءات واجتماعات عدة تهدف الى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :