افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 30 تشرين الثاني 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الخميس 30 تشرين الثاني 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة النهار

لودريان: حوار رئاسي، التمديد للقائد، الـ 1701

لم يحمل ما تداوله الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية والحزبية في يومه الأول من زيارته امس مفاجآت لمن التقاهم بمقدار ما أضاء على نقاط الاهتمام والرصد والتركيز والتحذير لدى #فرنسا في الملف اللبناني وتاليا، الى حد كبير، لدى المجموعة الخماسية المعنية بالملف اللبناني أي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر . اذ انه يمكن تحديد الخطوط العريضة الأساسية التي يركز عليها لودريان مشاوراته وأحاديثه مع المسؤولين الرسميين والسياسيين بثلاثة :

أولا، التشديد “البديهي” المتكرر على الطابع الملح والمصيري لانتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام المؤسسات خصوصا مع تعاظم الاخطار الإقليمية راهنا. ولم يطرح لودريان هنا أي أسماء لمرشحين لكنه أشار بوضوح الى تفضيل التوافق على “الخيار الثالث” لانتخاب رئيس من دون ان يلمح او يفصح عن أي اسم محدد. كما انه، طبقا لما اشارت اليه “النهار” امس، طرح فكرة اللقاء التشاوري الجامع للقوى والكتل او الاحتكام الى جلسة انتخابية مفتوحة من دون توقف حتى انتخاب رئيس.

 

ثانيا، التنبيه تكراراً من محاذير انزلاق الوضع في الجنوب الى مواجهة واسعة او حرب بين “الحزب” وإسرائيل ودعوة الافرقاء اللبنانيين ولا سيما الحكومة الى تحمل مسؤولياتهم في إعادة الاعتبار الى الواقع الدولي – اللبناني الذي يجسده القرار 1701 ويرعى الوضع بما يمنع أي انزلاق نحو الحرب.

 

ثالثا، انطلاقا من الواقع الخطير إياه الذي يجتازه لبنان في مواجهة التطورات الأمنية والعسكرية على الحدود ناهيك عن اخطار اتساع الفراغات في المؤسسات وخصوصا في مؤسسة الجيش، بدا لافتا ان موضوع التمديد ل#قائد الجيش العماد جوزف عون حضر ملفا ثالثا في المشاورات بما أوحى بوضوح بتأييد الفرنسيين لخيار التمديد.

 

وتاليا فان خلاصة مواقف لودريان لدى القوى التي زارها تلخصت بالاتي :

1- تأييد فرنسا عملية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون من باب الحفاظ على سيرورة عمل المؤسسة العسكرية. ولم يتطرق لودريان الى اخراج هذا التمديد عن طريق الحكومة او عبر مجلس النواب. وكرر في الوقت نفسه استمرار دعم بلاده الجيش.

 

2 – في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية قال ان باريس ستواصل مساعيها لانتخاب رئيس للجمهورية والحد من ايام الشغور المفتوحة التي تنعكس سلبا على كل المؤسسات في لبنان. وعاد الى التشديد على موضوع الحوار بين الافرقاء والكتل النيابية. وسمع من الرئيس نبيه بري انه “منذ اليوم الاول وهو يدعو الى مثل هذا الطرح ولتتم تسميته حوارا او تشاورا شرط ان يؤدي الى انتخاب رئيس”. ودعاه الى لقاء الجميع لبلورة مخرج حواري يساعد في تعبيد الطريق الى اتمام الاستحقاق الرئاسي.

 

3 – كان لودريان حذرا في معرض كلامه حيال التهديدات الاسرائيلية للبنان لكنه لم يصل الى حدود الرسالة التي نقلتها وزير خارجية بلاده كاترين كولانا عند حضورها الى بيروت، ولو ان لودريان لم يدخل في طمأنة لبنان انه لن يتعرض لضربة اسرائيلية على ان تكون كل هذه الامور رهن تطور الاحداث في غزة. وتلقى لودريان بعض انتقادات على اداء فرنسا ووقوفها في هذا الشكل المنحاز لمصلحة بنيامين نتنياهو الذي ينفذ جيشه مجازر ضد الفلسطنيين. وسأل بري لودريان عن “القيم الفرنسية التي سقطت في امتحان غزة” وذكر ان الخروق ضد القرار 1701 اول ما جاءت من اسرائيل قبل حرب غزة.

 

وكشف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لـ”النهار” انه اكد للموفد الفرنسي ضرورة السير في التمديد للعماد جوزف عون ، انطلاقاً من الحرص على عدم الوصول بالمؤسسة العسكرية إلى شغور قيادتها، فضلاً عن الاخذ في الاعتبار موقف البطريرك الماروني الذي يرفض اي تعيين في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. واكد جنبلاط ان موقفه ثابت في هذا الشأن، لأن الخيار الآخر يقضي بتعيين رئيس للأركان ولكنه ليس الخيار الأمثل لأن المؤسسة العسكرية لا يجب ان تكون قيادتها بالوكالة او الإنابة او التكليف.

 

وثمة معلومات أكدت ان اللقاءين بين لودريان وكل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تناولا في العمق ملف الجيش إلى جانب التشديد على اعتماد حل واحد وحيد لانهاء ازمة الرئاسة هو عقد جلسة انتخابية مفتوحة وليفز فيها من يفوز من المرشحين المتنافسين .

 

الجولة

 

وكان لودريان استهل جولته برفقة السفير الفرنسي على المسؤولين من السرايا حيث إستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وشدد الموفد الفرنسي على ان زيارته الى لبنان تهدف الى تجديد التأكيد على موقف اللجنة الخماسية بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والاسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية،وابداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الاطار. وشدد على انه سيجري لقاءات واجتماعات عدة تهدف الى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة. ثم زار اليرزة حيث التقى العماد جوزف عون ونوّه بأداء الجيش في ظلّ التحديات التي يواجهها مؤكدًا استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية.

 

ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه بري وقالت مصادر عين التينة ان لودريان شدد على أهمية إنتخاب رئيس في هذه المرحلة وعلى تجنب الشغور في قيادة الجيش، ولم يطرح أي أسماء لها علاقة ب#الإستحقاق الرئاسي .

 

والتقى لودريان رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط في قصر الصنوبر إلى طاولة غداء وزار بعدها البطريرك الماروني في بكركي، ثم رئيس حزب القوات اللبنانية في معراب في حضور رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون .

 

جعجع

 

عقب اللقاء جدد جعجع التأكيد ان “موقف “القوات اللبنانية” كان واضحا فهي جاهزة للمشاركة في اي لحظة يدعو فيها رئيس مجلس النواب الى جلسة نيابية من دون ان يعطلها محور الممانعة، رغم عدم الوثوق بنتيجة هذه الجلسة، باعتبار ان “القوات” صادقة ومنسجمة مع نفسها”. واذ ذكّر ان “الانتخابات الرئاسية معطلة لأنه لا يتم الدعوة الى عقد جلسة وفي حال حصلت يغادر نواب محور الممانعة من الدورة الثانية”، اشار الى انه “بات الجميع يعلم انه في ظل الجو غير المنسجم في البلد لا يمكن انتخاب الرئيس الا بعد عقد الدورة الثانية او اكثر”.

 

اما في يتعلق بمسألة قيادة الجيش، فرأى انه” في خضم الظروف الحالية من الجنون ترك المؤسسة العسكرية تحت اهواء مختلفة وطروحات غريبة و”نتحزّر” لما يجب القيام به، ولا سيما ان الحل الأبسط بين ايدينا يكمن في التمديد سنة واحدة لقائد الجيش الذي يمارس مهامه منذ 6 سنوات”.

 

اما عن طبيعة زيارة لودريان فاوضح جعجع ان “الضيف الفرنسي حذّر بشكل اساسي من الخطر الجدي على لبنان من هذا المنطلق دعا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها وتطبيق القرار 1701 كما يجب”.

 

والقى لودريان مساء رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت .

 

مجلس الوزراء

 

في سياق متصل تحدث الرئيس ميقاتي في جلسة لمجلس الوزراء امس عن حصيلة اللقاءات والإتصالات التي أجراها فقال انها “تؤشر إلى ان الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حل على اساس قيام الدولتين ونظام العدالة الإنسانية”. وقال “ان الموفدين، من الأشقاء العرب واصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وارساء قواعد السلام، مشكورون على مساعيهم الهادفة إلى الحض على الاسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات اسرائيلية وسقوط ضحايا. وهذا الوضع ابلغته الى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وأكدت أن الاولوية هي لوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وغزة. نحن في الحكومة نتابع تحمل مسؤولياتنا ونعمل جاهدين لتوفير الخدمات لأهلنا في الجنوب رغم صعوبة الظروف و نقدر صمودهم وتضحياتهم”.

 

وأرجأ مجلس الوزراء البند المتعلق باعادة تنظيم وهيكلة المصارف لمزيد من الدرس وابداء الملاحظات ومن المتوقع أن تعقد جلسة خاصة لهذا الموضوع علما ان نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي كان اشار الى ضرورة اقراره قريباً. وأكّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، عدم طرح موضوع قيادة الجيش في الجلسة.

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

دعم دولي للجيش لتنفيذ القرار 1701 وعدم المساس بالمؤسسة العسكرية

عرض لودريان الباهت: تشاور لـ”الخيار الثالث”

 

احتلت محادثات الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المشهد الداخلي، لأنها حرّكت ملفي الرئاسة الأولى والقرار 1701 في آن معاً. ففي الملف الأول، حاول لودريان الامساك بالعصا من وسطها، فأعطى فريق الممانعة فكرة الحوار ولو تحت مسمى جديد، هو «التشاور»، مقابل اعطاء المعارضة «الخيار الرئاسي». لكن سرعان ما تبيّن، من خلال ما كشفه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ان الطريق الى هذا الخيار دونه تمسّك «الحزب» بمرشحه أي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وهو «ما ترفضه المعارضة، لأننا نريد رئيساً للدولة»، كما قال جعجع.

 

أما في ملف القرار 1701، فإنّ لودريان نقل تحذيراً من مغبة عدم تنفيذ القرار الذي يتحمل لبنان منه الجزء المتعلق بانتشار الجيش وغياب سلاح «الحزب».

 

كيف ستكون خاتمة محادثات موفد الرئيس الفرنسي الذي أعلن انه أتى الى بيروت ممثلاً للجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر، إضافة الى فرنسا؟

 

المعلومات التي توافرت لـ»نداء الوطن» حول محادثات لودريان امس تفيد بأن ما طرحه رئاسياً وجنوبياً، يحتاج الى ظروف مؤاتية كي يبصر النور، ومثل هذه الظروف ما زالت غير مرئية.

 

أما المعلومات المستقاة من اوساط عدد ممن التقاهم لودريان فجاءت على النحو الآتي:

 

اولا، بالنسبة للقرار 1701، شدد موفد الاليزيه على ضرورة التزام القرار، وهذا ما بحثه مع السلطة السياسية المتمثلة بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي اللذين «اكدا الالتزام التام بالقرار مع الطلب بالزام اسرائيل بتنفيذه». أما في الخلوة التي عقدها لودريان مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، فتركّز الحديث على «اهمية استمرار الجيش في الامساك بالوضع الامني وعدم زعزعة الاستقرار»، كما تناول القرار 1701 من زاوية «استعداد المجتمع الدولي لمساعدة الجيش في كل ما يطلبه لتعزيز حضوره في منطقة جنوب الليطاني». ولفت لودريان الى «ضرورة العودة الى الاجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة، لان هذه الاجتماعات لها دور ايجابي في تهدئة التوتر على طول الحدود وتسهل عمل «اليونيفيل». وتحدث لودريان عن «حرص المجتمع الدولي على عدم المساس بوضعية الجيش في ظل الشغور الرئاسي».

 

ثانياً، بعدما حط لودريان في بكركي، كشفت المعلومات ان المسؤول الفرنسي اكد على «الاحترام الذي تكنه بلاده للبطريرك الراعي وللدور التاريخي للصرح البطريركي».

 

وفي الملف الرئاسي، اكد لودريان «اهمية انتخاب رئيس في أسرع وقت، لكنه لم يطرح اي اسماء مرشحة، كما انه لم يطلب من البطريرك لائحة مرشحين، بل تحدث مجدداً عن ضرورة الذهاب الى الخيار الثالث وعدم ترك البلاد من دون رئيس في وقت قد تشهد المنطقة حرباً شاملة او تسوية كبرى».

 

ثالثاً، أفادت المعلومات ان لودريان وفي كل لقاءاته التي عقدها تحدث عن امكانية عقد «لقاء تشاوري او حواري للتوصل الى انتخاب رئيس». وهنا سمع الموفد الفرنسي مرات من محاوريه سواء في بكركي او المعارضة «ان مسألة الانتخاب تتطلب أمراً واحداً، الا وهو وقف التعطيل وفرط النصاب واحترام المؤسسات ونزول النواب الى المجلس وعقد جلسات متتالية، وعدم تضييع الوقت وانتظار كلمة سر من الخارج».

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 لودريان: تهدئة الجنوب ودعم “التمديد”.. بري لـ”الجمهورية”: إنتخاب الرئيس اليوم قبل الغد

المشهد في غزة، كناية عن سباق محموم بين محاولات لتمديدات إضافية للهدنة، تمهّد لوقف نهائي لإطلاق النار، وبين التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة بجولة ثانية من الحرب اقسى مما شهدته فترة ما قبل الهدنة الأولى.

 

اما المشهد اللبناني، فيتحرّك في اتجاهات متعددة، بين المطبّات التي تعترض حسم ملف رئاسة الجمهورية، وبين الإشكالات التي تعترض حسم ملف قيادة الجيش وتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون، وبين الجبهة الجنوبية التي تسيطر عليها اجواء الحرب، وصولاً الى الملف الاقتصادي والالتباسات التي تحيط موازنة العام 2024، والكمّ الهائل من الاعتراضات عليها.

فعلى الجبهة السياسية، أجرى الموفد الرئاسي جان ايف لودريان في بيروت أمس مروحة واسعة من الاتصالات، سيستكملها اليوم، بعدما شملت أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

كما التقى لودريان رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه، في منزل نجله النائب طوني فرنجيه في بيروت. واشار بيان للمكتب الاعلامي لفرنجية انه «تمت، خلال اللقاء الذي اتسم بالوضوح والصراحة، مناقشة التطورات السياسية والأمنية والميدانية في جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأهمية الحفاظ على المؤسسة العسكرية في ضوء الظروف الحالية الضاغطة.

 

وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، بأنّ مهمّة لودريان في شكلها معجّلة فرنسياً، الاّ انّها في جوهرها مكرّرة لطروحات سابقة، حيث انّ الموفد الفرنسي لم يحمل فيها أي افكار نوعيّة كما لم يعرض أي اسماء لرئاسة الجمهورية، بل كانت جعبته كناية عن صياغة مكرّرة لطروحاته السابقة، لجهة الاشارة الى كونه عاملاً مساعداً للبنانيين على حسم خياراتهم والتوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن، مؤكّداً على ضرورة جديدة لهذا التعجيل فرضتها الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، ومشدّداً في الوقت نفسه على تجنّب التصعيد في الجنوب وضرورة الحفاظ على استقرار لبنان ومنع الإنزلاق نحو التصعيد والمواجهة العسكرية الواسعة. وتؤكّد المصادر، انّ لودريان اعرب عن قلق واضح. حيث اكّد لكل من التقاهم على ضرورة التنبّه والحذر الشديد من الجبهة الجنوبية، حيث انّ قيام اسرائيل بتصعيد ضدّ لبنان احتمال ما زال وارداً بشدة.

وبحسب المصادر عينها، فإنّ لودريان انطلق من عرض لواقع في المنطقة اعتبره مثيراً للقلق، ليؤكّد على صعوبات أكبر يخشى ان ينحدر اليها لبنان، في حال استمر الحال فيه على ما هو عليه من دون رئيس للجمهورية. وخصوصاً انّ ظروف المنطقة في ظلّ الحرب الاخيرة تفرض على لبنان أن يكون حاضراً لتجنّب تداعياتها ومخاطرها، وهو ما يستدعي في رأيه ان تُخرج المكونات السياسية في لبنان ملف رئاسة الجمهورية من دائرة الخلاف حوله، والدخول في مشاورات في بينهم، لأنّ الوقت ينقضي بسرعة وما تبقّى منه بات يشكّل عاملاً ضاغطاً جداً على لبنان، تنبغي مجاراته بضرورة ان يتوافق اللبنانيون سريعاً على رئيس للجمهورية».

 

ولفتت المصادر الى أنّ طرح لودريان إجراء مشاورات بين اللبنانيين لقي تجاوباً كلياً لدى رئيس المجلس، الذي يؤيّد اي خطوة تعجّل بانتخاب رئيس الجمهورية، سواء أكانت تحت عنوان الحوار، او النقاش او التشاور، او اي صيغة، لكن المهمّ هو ان يتمكّن لودريان من حمل الأطراف على التوجّه الى ذلك. وأردفت المصادر، انّ الموفد الفرنسي، بقدر ما كان مؤكّداً على ضرورة التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، اكّد بالقدر نفسه على حسم الخلاف القائم حول قيادة الجيش، وتجنّب الشغور فيها، عاكساً بذلك دعماً فرنسياً صريحاً للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وخلال لقائه قائد الجيش، نوّه لودريان بوضوح بأداء الجيش في ظلّ التحدّيات التي يواجهها، مؤكّدًا استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية.

 

وخلال اللقاء مع ميقاتي، اكّد لودريان «انّ زيارته الى لبنان تهدف الى تجديد التأكيد على موقف «اللجنة الخماسية» بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والإسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية، وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار». وشدّد على انّه سيُجري لقاءات واجتماعات عدة تهدف الى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.

 

فيما قال ميقاتي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء امس، التي غاب عنها موضوع قيادة الجيش: «مروحة اللقاءات والإتصالات التي أجريتها، تؤشر إلى انّ الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حلّ على أساس «قيام الدولتين» ونظام العدالة الانسانية. الموفدون، من الأشقاء العرب واصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وأرساء قواعد السلام، مشكورون على مساعيهم الهادفة إلى الحضّ على الإسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات اسرائيلية وسقوط ضحايا. وهذا الوضع أبلغته اليوم الى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وأكّدت أنّ الأولوية هي لوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وغزة. نحن في الحكومة نتابع تحمّل مسؤولياتنا ونعمل جاهدين لتوفير الخدمات لأهلنا في الجنوب رغم صعوبة الظروف ونقدّر صمودهم وتضحياتهم».

أموال المودعين واللولار

 

وعلى الجبهة المالية، فإنّ اللافت للانتباه هو عودة قضية الودائع الى الواجهة بالتزامن مع مسار ملف الموازنة التي يلحظ مشروعها تحديد سعر سحوبات دولار الإيداعات على اساس سعر السوق 89000 ليرة. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ طي عنوان اللولار وإقرار السحب بسعر السوق هو حق طبيعي للمودعين، وانّ حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لن يُصدر اي تعميم يحدّ من فاعلية مضمونه، بل سيكون الالتزام بما تتضمنه الموازنة المالية.

 

ورداً على سؤال حول وجود مطبّات في التنفيذ، بشأن تأمين المصارف السيولة المالية لزوم مستحقات المودعين، قالت المصادر ذاتها «إنّ المطلوب تشريع خطة اصلاحية متكاملة وشاملة، سبق وحثّ منصوري القوى السياسية على إقرارها في المجلس النيابي منذ استلام الحاكم بالإنابة مهامه في مطلع شهر آب الماضي، وكرّر المطالبة بها خلال إطلالاته الاعلامية».

 

لذلك، فإنّ الخطّة الإصلاحية المطلوبة التي تتضمن الكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف وتحديد مسار اعادة أموال المودعين، هي التي تجنّب لبنان الازمة، علماً انّ المصرف المركزي كان أبدى استعداده لمساعدة النواب في الورشة التشريعية المرتقبة.

حذر جنوباً

 

وأما على الجبهة العسكرية، فتبدو كفّة الهدنة الإضافية في قطاع غزة، هي الراجحة حتى الآن، ولكن في انتظار ما ستؤول اليه الجهود الرامية الى تمديدها، تبقى الأنظار مشدودة الى الميدان العسكري وما قد يشهده من تطورات، تؤشر الى أنّه معلّق على ما تبدو انّها شعرة رفيعة فاصلة ما بين التبريد والتصعيد. وهذا الوضع منسحب على حدود لبنان الجنوبية، التي تشهد هدوءاً حذراً، تخرقه اعتداءات اسرائيلية، على ما جرى في الساعات الاخيرة باستهداف الجيش الاسرائيلي المتمركز في موقع العباد لآلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني كانت تقوم بدورية قرب موقع لقوات «اليونيفيل» في منطقة حولا، من دون ان تسجّل اي اصابات. وكذلك على قوة من الجيش اللبناني بالقرب من تلة هرمون في خراج بلدة يارون.

 

نقاش حول الـ1701

 

في هذه الأجواء، وبالتوازي مع التحرّك الغربي الأممي الذي تكثف في الآونة الاخيرة تجاه المسؤولين اللبنانيين للالتزام بالقرار 1701، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» عن نقاش دائر في بعض الأوساط الدولية حول القرار المذكور، من زاوية تعديله في الاتجاه الذي يتلاءم مع التطورات الاخيرة التي شهدتها الجبهة الجنوبية.

 

واللافت في ما كشفته تلك المصادر، انّ في بعض زوايا هذا النقاش تكشفت نوايا لدى بعض الجهات الغربية بإعادة النظر في القرار 1701، بذريعة انّ العمليّات العسكرية التي شهدتها منطقة الحدود الدولية من الناقورة الى مزارع شبعا وجبل الشيخ، تجاوزت القرار المذكور، وأبرزت الحاجة الى تعديل مندرجاته. وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ جهات اوروبية طرحت هذه المسألة مع بعض المسؤولين، وقوبل ما طرحته تلك الجهات بالرفض، والتمسّك بالقرار على ما هو عليه، برغم التحفّظ على التعديل الذي أُضيف اليه لناحية اعطاء «اليونيفيل» حق القيام بدوريات في الجنوب بمعزل عن الجيش اللبناني.

 

وفي الإطار ذاته، لفتت مصادر سياسيّة الى أنّ المطالبة بتعديل مندرجات القرار 1710، هي مطالبة اسرائيلية قبل ان تكون مطالبة لدى بعض الدول الداعمة لها، سواء الغربية او غير الغربية، ملاحظة تزامن الحديث الذي بدأ يتسرّب الى العلن عّما تُسمّى تعديلات ضرورية للقرار 1701، مع الكلام الاسرائيلي المتصاعد حول مستوطنات الشمال، وقلق المستوطنين من العودة اليها، في ظل وجود «الحزب» على الجبهة المقابلة.

 

وآخر ما نُشر في اسرائيل حول هذا الأمر، ما اشار اليه الإعلام الاسرائيلي في الساعات الماضية، بأنّ المستوطنين قلقون من العودة الى بيوتهم. واشار هذا الإعلام الى رسالة وجّهها رئيس مستوطنة كريات شمونة فيحاي شتيرن، دعا فيها المستوطنين الاّ يعودوا إليها، وقال: «لا يتوجب على سكان كريات شمونة العودة طالما لم يتغيّر الواقع على الحدود الشمالية». ووفق صحيفة «معاريف» فإنّ الكثير من رؤساء المجالس والكثير من السكان في الشمال، قلقون من أنّ وقف إطلاق النار سينهي الحرب في الشمال، لكنه لن يُحلّ ما أسموه «تهديد الحزب بشكل دائم».

بري: متمسّكون بالقرار

 

الى ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الجمهورية»: «نحن كنا وما زلنا على تمسّكنا بالقرار 1701 وملتزمون بتنفيذه، واسرائيل خرقت هذا القرار آلاف المرات».

 

ورفض بري أي تعديل لهذا القرار، وقال: «لا أحد يستطيع ان يضع على لبنان شروطاً او يفرض تعديلات او ترتيبات جديدة عليه، واي خطوة في هذا الاتجاه غير مقبولة من قِبلنا وسنواجهها. المطلوب فقط هو أن يطبّقوا القرار ولا شيء آخر».

 

ولفت بري الى أنّ «كل من أثار او يثير معنا هذا الموضوع فإنّ جوابنا واضح لا لبس فيه، وهو أنّ الحدود الدولية معروفة وواضحة، هناك 13 نقطة حُسم بعضها وتبقى نقاط اخرى يجب ان تُحسم، وصولاً الى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، تُضاف الى ذلك نقطة الـ«B1». (يُشار الى النقالط التي اشار اليها بري، قال الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين قبل ايام قليلة انّها ستكون محل متابعة لحسمها في وقت قريب).

 

من جهة ثانية، اكّد بري انّه «على رغم المساعي الجارية لتمديد الهدنة في غزة، فإنّ المطلوب هو التنبّه مما تبيّته اسرائيل من نوايا عدوانيّة، سواء في غزة، أو ضدّ لبنان، وهو ما سبق وقلناه لكل الموفدين الذين التقينا بهم واكّدنا لهم انّ الخطر على لبنان وكل المنطقة مصدره اسرائيل».

واشار بري رداً على سؤال يتعلق بموضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون: «انا تدخّلي الفاعل في هذا الملف يبدأ اعتباراً من 1 كانون الاول المقبل، حيث إنني سأدعو الى جلسة تشريعية قبل 15 كانون، بعد اجتماع يسبقها لهيئة مكتب مجلس النواب، وثمّة مشاريع قوانين عديدة محالة من الحكومة الى جانب عدد من اقتراحات القوانين المعجّلة المكرّرة، من ضمنها اقتراح يتعلق بالتمديد سنة لمن هم في رتبة عماد، ستُدرج فيها، للبت فيها في تلك الجلسة».

 

ورداً على سؤال عمّا اذا كان يشعر بأنّ ثمة تحريكاً جّدياً لملف رئاسة الجمهورية، قال بري: «لا ضرورة تتقدّم على ضرورة حسم هذا الموضوع، يجب ان ننتخب رئيساً للجمهورية الأمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد. واكّدت قبل فترة بأنّ ثمة فرصة امامنا لانتخاب الرئيس فهل نتلقفها، وخصوصاً أنّ الوقت اصبح ضيّقاً جداً الى حدّ يكاد يسبقنا، وبالتالي لم يعد جائزاً التأخير في انتخاب الرئيس. ولكن كما سبق وقلت، فإنّ ما يؤخّر ذلك هو الخلاف الماروني الماروني ( في اشارة الى «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»)، مع الأسف «يزعلون» إن اشرت الى ذلك، مع أنّ هذه هي حقيقة الخلاف لا اكثر ولا أقل، فليحسموا خياراتهم ويتخذوا قرارهم، ولننزل الى المجلس النيابي وننتخب الرئيس. ودون ذلك سنبقى ندور مكاننا».

4 ملايين دولار

 

من جهة ثانية، اعلنت الامم المتحدة عن تخصيص 4 ملايين دولار لمساعدة النازحين اللبنانيين.

 

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إنّه «حتى 21 تشرين الثاني، نزح 55,491 فرداً (52% إناث) من جنوب لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة على طول الخط الأزرق. كما أبلغت وزارة الصحة عن مقتل 85 شخصاً وإصابة 357 شخصاً بجروح نتيجة الاشتباكات المسلحة على الحدود مع إسرائيل. ويشمل هذا العدد كلاً من المقاتلين والمدنيين الذين تأكّد مقتل ما لا يقلّ عن 13 مدنياً».

 

ولفت إلى أنّ «الأسبوع الماضي شهد تصعيداً ملحوظاً في الأعمال العدائية على طول خط الحدود في جنوب لبنان، ما جعله الفترة التي شهدت أعنف تبادل لإطلاق النار منذ بداية الاشتباكات المسلحة»، معلنا أنّه «لدعم الاستجابة الإنسانية، أطلق صندوق لبنان الإنساني (LHF) أول تخصيص احتياطي له لعام 2023 والذي يتضمن ما يصل إلى 4 ملايين دولار لدعم الشركاء للتخزين المسبق والاستجابة لاحتياجات النازحين أو الباقين في مناطق النزاع».

 

وأوضح أنّ «حوالى 71% من النازحين داخلياً يعيشون حالياً مع أسر مضيفة، بينما يستأجر 23% منهم منازل. وانتقل 3% آخرين إلى مساكن ثانوية. ويقيم حوالى 2% منهم في ملاجئ جماعية، بينما أفادت التقارير أنّ 1% آخرين يقيمون في مبانٍ غير مكتملة».

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء

لودريان لا جديد: لغة مشبعة بأجواء غزَّة وكلام لبناني يرسخ الانقسام!

مجلس الوزراء بين التأجيل والوعود.. والمصارف مصممة على إسقاط مشروع الحكومة

 

عود على بدء، جولة جديدة هي الرابعة، للموفد الفرنسي الرئاسي ولمجموعة الخمسة التي اصدرت قبل نهاية ولاية الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون بياناً بمثابة خارطة طريق رئاسية للبنان في ايلول من العام 2022، ولكن هذه المرة من باب «هدنة الجنوب» غير المعلنة بين اسرائيل والحزب، والتقييم الخماسي لما حصل، وما يتعين القيام به لجهة وضع القرار 1701 موضع التنفيذ الجدي، ومن باب التحذير من مخاطر الفراغ في قيادة الجيش، وصولاً الى الحاجة الملحة لإنهاء الشغور في الملف الرئاسي، الذي تجاوز عاماً وشهراً كاملاً.

ونقل لودريان الى مَنْ التقاهم، حسب المعلومات انه يتحدث ليس باسم فرنسا وحسب، بل ايضاً باسم المجموعة الخماسية، داعياً لتوحيد كلمة اللبنانيين من اجل الاتفاق على ملء الشغور الرئاسي اولاً، ثم تأليف حكومة، واجراء التعيينات اللازمة في المراكز الامنية العسكرية والادارية، واعادة تفعيل عمل الدولة والمؤسسات.

و‎تنقل مصادر سياسية عن اكثر من مسؤول وطرف سياسي التقاه الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بالامس، ان زيارته الرابعة للبنان وان كانت ضمن مهمته للمساعدة في حل أزمة الانتخابات الرئاسية المتعثرة، الا ان ما ميزها عن الزيارات السابقة، تصدر الالحاح الفرنسي على ضرورة التزام لبنان بتنفيذ القرار ١٧٠١، وتسلم الجيش اللبناني مهمات حفظ الامن والاستقرار في المنطقة بالتعاون مع قوات الامم المتحدة المنتشرة هناك، تفاديا لتصعيد الموقف وتوسع نطاق الحرب الى مناطق بالداخل اللبناني، ما يهدد الامن والاستقرار في لبنان والمنطقة.

‎واشارت المصادر الى انه يمكن وصف لقاءات لودريان مع الذين التقاهم بالاستكشافية، وتقصي مواقف الاطراف اللبنانيين من الأفكار والطروحات التي سبق وتم البحث فيها بخصوص انتخابات رئاسةالجمهورية، مشددا على ضرورة تسريع الخطى لانتخاب رئيس الجمهورية، لانه من الخطورة بمكان بقاء لبنان من دون رئيس للجمهورية، في ضوء مايحدث في غزة، وماهو مقبل على المنطقة ككل في الايام المقبلة، ومؤكدا على ان فرنسا هي مع وحدة لبنان واستقراره وسلامته.

‎ونفت المصادر ان يكون الموفد الرئاسي الفرنسي قد حمل اية مقترحات اومبادرات جديدة، او حتى افكار يمكن ان تخرج الانتخابات الرئاسية من دوامة التعطيل، وانما أصر خلال نقاشاته على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، لتحصين لبنان من تداعيات مايحصل حاليا في قطاع غزة، والاهم في نظره عدم مبادرة الحزب او اي طرف آخر من توتير الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لتفادي ردات الفعل من الجانب الاسرائيلي، وما قدينجم عندها من ردات فعل، وتسخين عسكري عل طول الحدود اللبنانية الجنوبية.

وفي مستهل لقاءات اليوم الأول، التقى لودريان كُلاً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ثم قائد الجيش العماد جوزاف عون، وفي قصر الصنوبر التقى النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، بعد ذلك، زار لودريان بكركي والتقى الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من دون الادلاء بأي تصريح لدى مغادرته، حيث توجه الى معراب للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث التقاه بحضور رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون.

وسمع من جعجع الكلام نفسه من ان الحزب يعطل الجلسات والمشكلة ليست عند الموارنة، والمرشح هو الى أجل غير مسمى جهاد ازعور، والحزب يريد رئيساً له ونحن «نريد رئيساً للبنان».

وبعد ذلك، التقى الموفد الفرنسي رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.

وكشف ميقاتي في مجلس الوزراء انه ابلغ لودريان ان الاولوية الآن هي لوقف العدوان الاسرائيلي على الجنوب ولبنان.

وحسب ما رشح من عين التينة، فإن لودريان ابلغ من التقاهم ان لا وقت كافٍ للبنان، واذا بقي بلا رئيس سيذهب الى وضع صعب جداً.

واثار الموفد الفرنسي مع بري ضرورة الحفاظ على الهدوء في الجنوب، فرد رئيس المجلس ان الكرة في ملعب اسرائيل، والضغط يجب ان يكون عليها، والمقاومة ملتزمة الدفاع عن لبنان.

ولمس من التقى لودريان ان الفرنسيين والاميركيين يرغبون بتمديد ولاية قائد الجيش سنة واحدة.

وقال لودريان لمحدثيه: لا شيء يمنع حدوث خرق رئاسي في ظل الضبابية التي تحكم المشهد الاقليمي.

ويلتقي لودريان ظهر اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

وحسب مصادر التيار فإن باسيل سيرحّب بالمسعى القائم او اي مسعى آخر، وان الحاجة الوطنية والاقليمية باتت اكثر الحاحاً لانتخاب رئيس جمهورية، يمثل لبنان في اي مفاوضات قد تعقد حول مرحلة ما بعد حرب غزة.

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي نتيجة للقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودربان تتظهر في ختامها إذ أنه في حصيلة هذه اللقاءات يصدر بيان عن لودريان يعكس بوضوح بعض المعطيات مع العلم أن ما سرب من تفاصيل رسمية توقف عند حرص لودريان على انتخاب رئيس الجمهورية والحث على تطبيق القرار ١٧٠١.

‎وقالت هذه المصادر أن المعلومات التي يتم تداولها بشأن السير بهذا الاسم أو ذاك ليست دقيقة، لأن هدف الزيارة هو التأكيد على إتمام الاستحقاق الرئاسي وإمكانية مساعدة فرنسا في هذا المجال بعدما حكي أن دورها في لبنان تراجع، بالإضافة إلى التشديد غلى التهدئة في الجنوب. واعتبرت ان الترويج لفكرة لقاء تشاوري برعاية فرنسية يتبلور في ختام الجولة مع العلم ان المواقف أو المقاربات المحلية للفوى السياسية في ملف إلى الرئاسة لم تتبدل.

مجلس الوزراء: تأجيل ووعود

حكومياً، طغى على جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الكبير بعد ظهر امس برئاسة الرئيس ميقاتي طابع التأجيل للدراسة والتريث بانتظار الاستشارات في ما خص مراسيم تتعلق باعطاء «زيادات لا تفرع التضخم» للعاملين في القطاع والاجهزة الامنية والعسكرية، واعتبار موظفي الادارة العامة من دون جدوى.

ولم يتطرق المجلس الى مسألة الشغور القريب والبعيد في المؤسسات العسكرية والامنية، فلم يطرح موضوع التمديد لقائد الجيش، وتقرر ايضاً تأجيل البت «بالاطار التجاري لعمل شركة ستارلينك»، لاجراء دراسات بالتنسيق مع الجهات الامنية.

والاهم ان موضوع اعادة تنظيم المصارف، طرح في الجلسة، وجرى مناقشة طرح في الجلسة، وجرت مناقشة مستفيضة له، ولم يحسم الجدل، فأرجئ البحث الى جلسة خاصة، يتفق على موعدها، بعد تحقيق تفاهم بين الحكومة وجمعية المصارف ومصرف لبنان.

و‎استبعدت مصادر اقتصادية عبر «اللواء» أن يمر مشروع هيكلة المصارف لاسيما في مجلس النواب، وقالت أن إعادة الهيكلة تستدعي انتظاما ماليا وسألت كيف للحكومة أن تتنصل من ديونها للمصارف والتي بلغت ٩٣ مليار دولار.

وفي ما خص التعويضات على الاضرات التي اصابت الممتلكات والبنى التحتية في القرى الامامية، طرح هذا الموضوع، وتقرر تكليف هيئات الاغاثة عملية الاحصاء، تمهيداً للتعويض.

نيابياً، عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة برئاسة نائب الرئيس الياس بو صعب، الذي اعتبر  ان التمديد يكون بتعديل القانون في المجلس النيابي، ويسري بالتالي على الكل، اما موضوع التعيينات، حسب قوله، فهو يتقرر «عندما نرى ما هي المصلحة» داعياً قائد الجيش لابعاد نفسه عن الخلافات السياسية.

والابرز في جلسة اللجان تعديل بعض احكام قانون الضمان الاجتماعي، وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، وهو مطروح منذ عشرين سنة.

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لودريان يكرر رسائله للبنانيين: توافقوا وانتخبوا رئيساً

حذّر من انعكاس الفراغ سلباً على لبنان

 

لم يحمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أي طرح جديد إلى السياسيين اللبنانيين خلال جولتهم الرابعة عليهم، حيث التقى الأربعاء عددا منهم، وجدّد التأكيد على الرسالة نفسها وهي المرتبطة بضرورة التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية، كما نوّه بأداء الجيش مؤكداً استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية.

 

واستهل لودريان لقاءاته بالاجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومن ثم رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

 

وشدد الموفد الفرنسي خلال لقائه ميقاتي على أن زيارته إلى لبنان تهدف إلى تجديد التأكيد على موقف «اللجنة الخماسية» بدعوة اللبنانيين إلى توحيد الموقف والإسراع في إنجاز الانتخابات الرئاسية، والاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار، مشددا على أنه سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف إلى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.

 

وخلال لقائه قائد الجيش، نوّه لودريان بأداء الجيش في ظلّ التحديات التي يواجهها مؤكداً استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية. ومن جهته، شكر العماد عون فرنسا على اهتمامها الدائم بالجيش وإرسالها المساعدات له بصورة متواصلة وآخرها المساعدات الطبية.

 

وفيما لم يدل لودريان بعد لقائه بري بأي تصريح، لفتت مصادر مطلعة على لقاءاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الموفد الفرنسي جدد التأكيد على أهمية انتخاب رئيس وإنهاء الشغور الرئاسي من دون الدخول في أي أسماء، لكنه شدد على ضرورة التوافق بعيدا عن التصلب في المواقف، ما رأت فيه المعارضة أنه دعوة متجددة للذهاب إلى خيار ثالث، بعيدا عن مرشحي «الحزب» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، والمعارضة، الوزير السابق جهاد أزعور.

 

وفيما حذّر لودريان من امتداد هذا الفراغ إلى قيادة الجيش لا سيما في هذه المرحلة، جدد أمام من التقاهم، بحسب المصادر، إمكانية العمل على عقد اجتماع تشاوري يجمع فيه المسؤولين اللبنانيين للتوافق على رئيس، مشددا على أن بقاء الفراغ في رئاسة الجمهورية من شأنه أن ينعكس سلبا على لبنان خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة وما ستشهده في مرحلة ما بعد حرب غزة، لا سيما لجهة المفاوضات.

 

وبعد لقائه الموفد الفرنسي، قال جعجع: «لودريان أكّد وجود خطرِ جدّي على لبنان واعتبر أنّ على الحكومة تَحمُّل مسؤوليّاتها وتطبيق القرار 1701 وسحب الميليشيات من الجنوب وطَرَح الذهاب إلى خيار ثالث في ملف الرئاسة».

 

وانتقد جعجع مطالبة «الحزب» الحكومة بالتعويض عن الأضرار التي نتجت عن القصف الإسرائيلي، قائلا «من تَسبَّب بهجرة أهالي الجنوب فليُعوِّض عليهم لأنه ليست الدولة هي التي اتّخذت قراراً بشنّ العمليات». ورأى أنه «من الجنون ترك قيادة الجيش تحت أهواء مختلفة والحلّ الأبسط هو التمديد لقائد الجيش الحالي لسنة واحدة».

 

وعن الاستحقاق الرئاسي قال «نريد رئيساً للدّولة و«الحزب» يُريد رئيساً له ويجب الاحتكام للمجلس النيابي لكن مُشكلة الرئاسة ليست عند الموارنة ومعطل الانتخابات هو محور الممانعة».

 

وتأتي زيارة لودريان إلى بيروت، بعد ساعات على تلقي ميقاتي رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محذرا فيها من امتداد الصراع إلى لبنان وبأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على البلد وعلى الشعب.

 

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة «كل الاهتمام الذي نوليه لبلدكم وأعربت له عن قلقي إزاء مخاطر التصعيد وامتداد الصراع إلى لبنان».

 

وفيما تتجه الأنظار إلى ما ستنتهي إليه زيارة الموفد الفرنسي، تحذّر المعارضة من استغلال فريق الممانعة الحرب على غزة، وضرورة أن يكون لبنان مفاوِضا على الطاولة في مرحلة ما بعد حرب غزة.

 

وربط النائب في كتلة حزب «القوات» غياث يزبك زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت بالحرب في غزة. وقال في حديث إذاعي «الدول الأوروبية وشركاؤنا العرب يريدون حلّاً في لبنان وإذا اتجهت الأمور في المنطقة إلى التسوية، فإن لبنان يجب أن يكون مفاوِضا على الطاولة، خاصة أنّ مرحلة ما بعد حرب غزة بدأت تطل، وفرنسا لمحت إلى أنه سيحصل ضغط كبير على لبنان من خلال إصرار إسرائيل وأميركا من خلفها على تطبيق 1701 بحذافيره، وعدم إبقاء لبنان نقطة تقلق إسرائيل في حال استمر عدم الالتزام اللبناني بالقرار الأممي».

 

من جهته، اعتبر النائب غسان سكاف أن على لودريان إقناع الفريق الممانع بمرشح ثالث حيادي، سائلا «هل سيقبل هذا الفريق أم أنه سيبقي الأمور مرتبطة بما سيحدث في غزة؟».

 

وأكد «ضرورة الاحتكام إلى الدستور وإلى موازين القوى التي أنتجتها الانتخابات النيابية الأخيرة. ويجب ألا يكون الرهان على بعض المتغيرات الخارجية بما فيها غزة، لاستدراج عروض رئاسية. نحن ننتظر زيارة لودريان ولكن نعرف أن الإخفاقات الفرنسية المتراكمة في إدارة الأزمة الرئاسية تطرح علامات استفهام حول الجدوى من زيارة لودريان الرابعة ونترقب ما سينتج عنها»، مبديا في الوقت نفسه تخوفه من «فشل هذه الزيارة بسبب تصلب مواقف القوى السياسية أكثر مما كانت عليه قبل حرب غزة».

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  اجتماعات مباشرة في الدوحة ومناقشة مسودة اتفاق لوقف النار؟

زيارة لودريان استطلاعية… وجنبلاط: لننتخب اي كان ونخرج من الدوامة

صمدت حماس، وتبدلت معادلات الشرق الاوسط، حتى لو سقطت الهدنة واستانف نتنياهو حرب الابادة والتهجير، لن يحقق اية نتائج ميدانية او تبدلات في المسار العسكري، والشيء الوحيد القادر على انجازه هو المزيد من القتل والدمار فقط، هذا النهج الاسرائيلي الوحشي بدا يقابل بردود فعل شعبية رافضة وغاضبة في الولايات المتحدة وتحديدا في اوساط بعض النخب داخل الحزب الديموقراطي الذين يقودون التظاهرات المتعاطفة مع الفلسطينيين امام البيت الابيض ومعهم الاميركيون العرب والجاليات الاسلامية، وهؤلاء امنوا وصول بايدن الى رئاسة اميركا ويهددون اليوم بعدم انتخابه لولاية ثانية ومنع وصول الديموقراطيين الى البيت الابيض، واشارت اخر الاستطلاعات الى تدني شعبية بايدن الى 36٪، فيما بلغت نسبة المعارضين لسياساته الشرق اوسطية الى 64 ٪، وهذا ما ادى الى تبدل في الموقف الاميركي وتبني تمديد الهدنة في غزة وصولا الى وقف النار، رغم ان كل المسؤولين الاميركيين حضروا الى تل ابيب بداية الحرب وقادوا المعارك وهم اول من طرحوا سحق حماس، هذا التوجه الاميركي الجديد نوعا ما، يعارضه بشدة مسؤول الموساد المتواجد في قطر المتمسك باستئناف العملية العسكرية.

 

وفي معلومات مؤكدة، ان اتصالات مباشرة تجري في قطر بين معاوني وزير الخارجية الاميركي بلينكن ومسؤول الموساد الاسرائيلي ووزير الخارجية القطري وبشكل غير مباشر مع مسؤولي حماس، ووضعت مسودة اتفاق لمناقشتها، واولى بنودها وقف اطلاق النار، لكن المسؤول الاسرائيلي ما زال يعارض الامر، وقام وزير الخارجية القطري بوضع المسؤولين العرب في تفاصيلها وربما عرضها ايضا على وزير الخارجية الايراني، هذه المعلومات لم تنفها مصادر فلسطينية في بيروت لكنها رفضت التعليق، علما ان السلطات القطرية عززت اجراءات الحماية حول مقرات مسؤولي حماس وكذلك اثناء تنقلاتهم في الدوحة بعد ان رفضت الاستجابة لطلب اميركي اسرائيلي بابعاد بعض مسؤولي حماس عن اراضيها.

 

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان اسرائيل ستقبل عاجلا ام اجلا بوقف اطلاق النار، لان السيطرة الكاملة على غزة والقضاء على قادتها يتطلب اعواما وحرب استنزاف طويلة، وسها عن بال نتنياهو ان حماس تمثل 80٪ من الشعب الفلسطيني حاليا، وهي الاقوى في الضفة والقطاع باعتراف نبيل ابو ردينة مستشار محمود عباس، وحماس تمثل حالة مقاومة متجذرة في الشعب الفلسطيني لايمكن الغائها، وهذا يتطلب الاسراع بالتفتيش عن مخارج وحلول سياسية متوازنة، وقد بدا درس مرحلة ما بعد نتنياهو وليس مرحلة ما بعد حماس.

 

وتضيف المصادر الفلسطينية في بيروت، الكيان الاسرائيلي مطوق بسلسلة من الازمات الكبرى اهمها الازمة المالية، وكشف البنك المركزي الاسرائيلي، ان تكاليف الحرب الاجمالية وصلت الى 198 مليار شيكل، اي ما يعادل 63 مليار دولار، وحجم التكاليف التي قسمت على انفاق دفاعي وصل الى 107 مليار شيكل ما يعادل 28,8مليار دولار، كما يعاني كيان الاحتلال من هجرة اكثر من 100 الف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة الى الداخل، واكثر من 300 الف مستوطن من غلاف غزة الى ايلات وتل ابيب وهؤلاء يرفضون العودة بعد طوفان الاقصى.

 

وقف الملاحة في البحر الاحمر

 

وفي المعلومات من قيادات فلسطينية، ان قيادة محور المقاومة تقود المعركة بكفاءة، ووجهت رسالة واضحة للاميركيين عبر الالتزام بالهدنة ليس في غزة فقط بل من لبنان واليمن والعراق وسوريا ووقف الغارات على القواعد الاميركية في البلدين، هذه الرسالة الايجابية قابلها في نفس التوقيت رسالة ثانية بسقوف عالية فحواها، اذا تم استئناف القتال في غزة فان «بيكار» الحرب سيتوسع وصولا الى وقف الملاحة الدولية في البحر الاحمر واغلاق باب المندب وضرب ناقلات النفط وانتشار الفوضى في هذه المنطقة، مع تسريبات، بان قراصنة صوماليين هم من اعترضوا بعض السفن التجارية الدولية وسيطروا عليها، وربما تدحرجت الامور الى الفوضى الشاملة ووقف العمل بالطريق الهندي الى ايلات الذي اعلن عنه بايدن في الاجتماع الاخير في نيودلهي، وصولا الى وقف الطموحات السعودية بـ «اكسبو 30» و وتحويل المنطقة الى فيتنام ثانية.

 

تبادل الاسرى

 

وفي المعلومات ايضا من القيادات نفسها، ان حماس والفصائل الفلسطينية نجحوا في ادارة معركة الاسرى بكفاءة عالية و كسب التعاطف العالمي معهم، وتحديدا في الشارعين الاميركي والاوروبي، بعد احاديث الاسرى المدنيين الاسرائيليين عن المعاملة الجيدة والاخلاقية والانسانية التي تلقوها من مقاتلي حماس خلال فترة اسرهم وحصولهم على «لبن العصفور» رغم اوضاع المسلحين الصعبة، حتى ان الاسرى ارتبطوا بصداقات مع المقاتلين اذهلت العالم، بينما قام جنود العدو بممارسات دنيئة ترفضها كل المواثيق الدولية.

 

وحسب القيادات الفلسطينية، راهن الاميركيون والفرنسيون والاسرائيليون على عدم قدرة حماس على الالتزام بشروط الهدنة بعد 45 يوما من الحرب المجنونة و امكانية فقدان الاتصال بالاسرى وعدم وجود لوائح دقيقة بالاسماء والاعداد، وجاءت عملية التبادل لتدحض كل التحليلات الاسرائيلية والاميركية والدولية، وتؤكد على القدرة العالية لقيادات حماس في التحكم بكل تفاصيل الملف وادارة المفاوضات وصولا الى اطلاق الاسرى المدنيين من شمال غزة وتحديدا من المناطق التي اعلنت اسرائيل السيطرة عليها، حتى ان اسرائيل طالبت باضافة بند على ملف تبادل الاسرى يقضي باعادة حماس الوثائق والاسلحة والاجهزة والتقنيات التي استولت عليها في طوفان الاقصى وعدم نقلها الى دولة اخرى وتحديدا ايران، مقابل الافراج عن المزيد من الاسرى الفلسطينيين، هذا الامر لم يتم التوصل الى الاتفاق بشانه رغم الخوف الاسرائيلي من كمية المعلومات التي حصلت عليها حماس من غلاف غزة ومن كبار الضباط الاسرى.

 

وحسب القيادات الفلسطينية، حماس مستعدة لصفقة تبادل شاملة «الكل مقابل الكل» تطال العسكريين والاجانب، مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين وعربا وامميين واسلاميين في مقدمهم مروان البرغوتي واحمد سعدات والعشرات من القيادات الذين وجهوا عشرات الضربات لجيش العدو، وهذا يفرض وقفا شاملا لاطلاق النار كون الامر يتطلب مباحثات مضنية، لكن حكومة العدو تدرس امكانية توجيه ضربة ثانية للفلسطينيين لتحقيق مكاسب تجعل حماس تتنازل عن بعض شروطها.

 

زيارة لودريان استطلاعية

 

اما في الموضوع اللبناني، فان البعض وللاسف ما زال يتعاطى مع الاحداث بمنطق ما قبل 7 تشرين وانتصار غزة، وحسب مصادر بارزة في بيروت، فان فرنسا ما قبل 7 تشرين لبنانيا ليست كما بعدها مطلقا، وستدفع ثمن موقفها المنحاز الى اسرائيل ولن يتم تسليفها اي ورقة بعد الان، وكما جاء لودريان سيذهب خالي الوفاض والزيارة استطلاعية رئاسيا وانسانية عمليا، وحسب معلومات مؤكدة، طلب لودريان مساعدة لبنانية لتامين لقاء له مع قيادات من حماس في بيروت للبحث في ملف الاسرى الفرنسيين وامكانية اطلاق سراحهم، وهل حماس ادرجت في مطالبها الافراج عن المعتقل اللبناني جورج ابراهيم عبدالله مقابل الافراج عن الاسرى الفرنسيين، هذا الملف سياخذ حيزا من النقاشات والوقت، والموفد الفرنسي يدرك جيدا ان الملف الرئاسي عاد الى نقطة الصفر بعد احداث غزة ودخلت عليه عوامل جديدة لكنه ينتظر لقاء محمد رعد اليوم، بعد ان التقى بري وميقاتي والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي و»الجنبلاطين» وقائد الجيش وجعجع وسليمان فرنجية وحضهم على الاسراع بانتخاب الرئيس وان يكون لبنان حاضرا للترتيبات الجديدة في المنطقة والا  فانه سيفقد دوره كليا، وتبين من خلال اللقاءات ان الضيف الفرنسي لا يحمل اية مبادرات جديدة ولم يتم طرح اي اسم رئاسي.

 

جنبلاط وانتخاب الرئيس

 

في المقابل، واصل الر ئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جولاته الجبلية على كبار مشايخ الطائفة الدرزية مطلقا المزيد من المواقف الداعية للهدوء ووحدة الصف في مواجهة اسرائيل، كما واصل اطلاق المزيد من المواقف الايجابية تجاه الحزب  وكان اخرها مع تلفزيون «ثورة تي _ ف « الذي اجرى المقابلة الاولى منذ تأسيسه مع قيادي غير محسوب على التغيريين، بمشاركة ناشطين من لبنان وواشنطن وقال جنبلاط «الحزب عناصره لبنانيون وساهموا في حماية الجنوب في مواجهة اسرائيل، مع القوات الدولية معنويا والجيش اللبناني الذي يمارس دوره على اكمل وجه، لكن اهل الجنوب يعرفون الاسرائيلي جيدا وعاشوا ممارساته واعتداءاته، ويعتقدون انالحزب  يحميهم، امس سقط 5 شهداء واكثر من 80 شهيدا في مواجهة اسرائيل، عناصر الحزب  ليسوا غرباء عن البلد، يواجهون الاعتداءات، لكن للاسف هناك اناس يرفضون ويعيشون في عالم اخر» وعن معادلة الجيش والشعب والمقاومة قال جنبلاط «نحن مشاركون في حكومة بيانها الوزاري يتضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ونحن مشاركون على هذا الاساس»، وابدى تخوفه على الكيان اللبناني متسائلا «اين اصبح العراق وسوريا» لم يبق الا مصر «الله يعينها» ودول الخليج موجودة، مشيدا بدور الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز الذي قطع النفط عن اميركا خلال حرب تشرين واشار الى ان بعض الادبيات غير مناسبة امام «الهول» الذي يجري في فلسطين، وهو اكبر من لبنان والدول العربية، وسأل «السيادة على معبر رفح للمصريين لكن القرار عمليا لساترفليد، واستطرد «ليس عندنا اي خيار الا خيار تحصين بلدنا من خلال الحوار الداخلي، والانتهاء من الازمة المستعصية الرئاسية، ولننتخب اي كان للحفاظ على الحد الادنى من الوجود؟ اي كان؟ هل من المعقول ان نبقى حتى الان من دون تمديد لقائد الجيش الحالي، ولا نستطيع الاتفاق على التمديد لان البعض في الداخل لايريد ذلك لحسابات انتخابية اذا بقي هناك انتخابات». ووصف حماس بانها ثورة فلسطينية وانتقد الدور الفرنسي «المنصاع الى الناتو والاميركيين، وباتت سياساتها لاتقدم ولاتؤخر» مؤكدا على استحالة حل الدولتين.

 

مجلس الوزراء

 

استكمل الرئيس نجيب ميقاتي زياراته الخارجية إلى الإمارات العربية المتحدة، بعد ان اجل مجلس الوزراء البنود الخلافية واولها التمديد لقائد الجيش وقال ميقاتي: «بعد بكير، بعد في وقت» كما تم تأجيل بند إعادة هيكلة المصارف وسط تباينات واسعة بين الوزراء مما اثار غضب نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، واجل البند المتعلق ايضا بوزارة الاتصالات، فيما اقرت الحكومة التعويض على المتضررين في الجنوب من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة وعلى المعلمين.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

خلافات على تمديد الهدنة وإسرائيل تقتل الأطفال في الضفة  

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الظروف الصحية في ملاجئ غزة مفزعة، وإن أكثر من 14 ألف شخص قتلوا في القطاع منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية.

 

وأضاف غوتيريش -في جلسة لمجلس الأمن الدولي على المستوى الوزراي لمناقشة الوضع في غزة- أنه في أسابيع قتل عدد من الأطفال بغزة أكثر من أي نزاع آخر منذ عينت أمينا عاما.

 

وأكد أن سكان قطاع غزة يعيشون “كارثة إنسانية هائلة على مرأى من العالم، رغم “بارقة الأمل” التي شكلتها الهدنة بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مطالبا بوقف دائم لإطلاق النار.

 

وشدد غوتيريش على أن استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة المدمرة في المناطق المأهولة أثر بشكل كبير على المدنيين في غزة، مؤكدا أن 80% من سكان القطاع طردوا من منازلهم ويتم الدفع بهم نحو الجنوب.

 

وأشار إلى أن 111 من العاملين في الأمم المتحدة قتلوا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذه أكبر خسارة في تاريخ المنظمة الدولية.

 

بدوره، طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن تتحول الهدنة الجارية إلى وقف لإطلاق النار، وأن تنتهي المجازر الإسرائيلية في غزة، موجها الشكر لقطر ومصر على الجهود التي أدت إلى الهدنة.

 

ودعا المالكي مجلس الأمن لوقف الحصار على القطاع والسماح للسكان بالعودة إلى ديارهم.

 

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يواجه تهديدا وجوديا، ولا حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام شعب تحتله وتقتله.

 

في المقابل، قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إن الهدنة في غزة مهمة لكن استمرارها يعني استمرار حماس.

 

كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن الدول العربية تريد وقفا لإطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن قرار مجلس الأمن بشأن دخول المساعدات لم يطبق.

 

وقال إن الهدنة في غزة غير كافية وما نريده هو وقف لإطلاق النار، وعلى المجتمع الدولي وقف القتل والحصار وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

كما وصف وزير الدولة الإماراتي خليفة بن شاهين المر، مشاهد الدمار الكامل في غزة بالمفزعة.

 

وأضاف أن أبو ظبي تدين سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، مشدد على أن قرار مستقبل غزة يجب أن يبقى بيد الشعب الفلسطيني.

 

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وملحمة تختبر ضمائرنا، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حقيقية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة.

 

وأضاف يجب أن تكون الهدنة فاتحة خير لبدء التفاوض بشأن وقف دائم لإطلاق النار، مشددا على أن استئناف القتال في غزة سيؤدي إلى نكبة.

 

وجدد اعتراض بكين على العقاب الجماعي الذي يطاول شعب غزة وعمليات التهجير القسري لسكانها.

 

من جانبه، اعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط طارق أحمد، أن إيران تشكل تهديدا غير مقبول بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، داعيا جميع الأطراف للالتزام بالتوصل إلى سلام مستدام.

 

أما المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، فأكدت أن الهدنة ما كان لها أن تتحقق لولا جهود قطر ومصر والولايات المتحدة.

 

وشددت على أنها مكنت من إيصال الغذاء والماء والضروريات إلى جنوب غزة وشمالها، مؤكدة أن واشنطن قامت بحث إسرائيل على اتخاذ التدابير من أجل منع وقوع خسائر بين المدنيين.

 

وأضافت أن حل الدولتين هو الضامن الوحيد الذي يوقف حلقة العنف بشكل نهائي.

 

بلينكن: سأعمل في إسرائيل على تمديد الهدنة

و”حماس” وتل ابيب تتبادلان مزيدا من الاسرى

 

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه سيعمل مع الإسرائيليين خلال زيارة إلى إسرائيل في الأيام المقبلة لتحديد ما إذا كان من الممكن تمديد وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم تطبيقه وسمح بالإفراج عن رهائن احتجزتهم حركة حماس.

 

وفي حديثه في مؤتمر صحافي في بروكسل عقب اجتماع لحلف شمال الأطلسي، أضاف بلينكن أن استمرار الهدنة سيعني إطلاق سراح المزيد من الرهائن ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

 

وقال “من الواضح أن هذا شيء نريده. وأعتقد أنه شيء تريده إسرائيل أيضاً”.

 

وأبلغت حركة “حماس”، في وقت سابق الأربعاء، استعدادها لتمديد الهدنة السارية مع إسرائيل حتى صباح  الخميس، لأربعة أيام إضافية، فيما يكثف الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

 

وفي اليوم السادس من الهدنة التي أتاحت إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المدمر والمحاصر، من المتوقع، إطلاق سراح رهائن إضافيين محتجزين لدى “حماس” لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون الدولة العبرية.

 

ويفترض حصول عملية تبادل جديدة تسمح بالإفراج عن نحو 20 رهينة و60 معتقلاً فلسطينياً إضافياً.

 

وأفاد مصدر مطلع ، بأن “حماس” “أبلغت الوسطاء بموافقة المقاومة على تمديد الهدنة لأربعة أيام”.

 

وقال المصدر، إن “لدى الحركة ما يمكنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجزين لديها، ولدى فصائل المقاومة، وجهات أخرى مختلفة، خلال هذه الفترة، ضمن الآلية المتبعة وبنفس الشروط”.

 

وفي خامس أيام الهدنة الممتدة لستة أيام في حرب غزة أطلقت حركة “حماس” سراح 12 رهينة أخرى مقابل إفراج إسرائيل عن 30 أسيراً فلسطينياً، أمس الثلاثاء.

 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 12 رهينة نقلوا من غزة في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته الخاصة رافقت المواطنين الإسرائيليين الـ10 واثنين من الرعايا الأجانب إلى الأراضي الإسرائيلية.

 

والرهائن الـ12 المفرج عنهم هم 10 إسرائيليات وتايلانديان، بحسب إسرائيل وقطر، و”سينقلون إلى مستشفيات إسرائيلية، حيث سيلتقون عائلاتهم مجدداً”، وفق ما أعلن الجيش الذي أكد وصولهم إلى إسرائيل.

 

في المقابل، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح 30 من السجناء الفلسطينيين، هم نساء وشبان تقل أعمارهم عن 19 سنة.

 

وجلبت الهدنة حتى الآن أول فترة راحة لقطاع غزة من القصف الإسرائيلي الذي استمر سبعة أسابيع على مساحات شاسعة منه، خصوصاً في شماله الذي تقع به مدينة غزة. وقرر الجانبان تمديد الهدنة للسماح بإطلاق سراح مزيد من الرهائن والأسرى.

 

وقالت إسرائيل إن الهدنة قد تمتد إلى أجل غير مسمى ما دامت “حماس” مستمرة في إطلاق سراح ما لا يقل عن 10 من الرهائن يومياً، ولكن مع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، فإن تمديد وقف إطلاق النار لما بعد الأربعاء ربما يتطلب التفاوض لإطلاق سراح بعض الرجال الإسرائيليين في الأقل للمرة الأولى.

 

وفي اليوم الخامس من الهدنة لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتعرض لضغوط قوية من الرأي العام المصدوم من هجمات “حماس”، والذي يطالب بعودة الرهائن.

 

وقال نتانياهو “سنحرر كل الرهائن”، وتابع “سندمر هذه المنظمة الإرهابية (حماس)، وسنحرص على ألا تشكل غزة مجدداً تهديداً لدولة إسرائيل”.

 

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن “الجيش الإسرائيلي مستعد لاستئناف القتال”، مؤكداً الاستفادة من الهدنة الموقتة “لتعزيز استعداداتنا والمصادقة على خطط مستقبلية للعمليات”.

 

في المقابل، سعت “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، الثلاثاء، لإظهار وحدتهما عبر مشاركة مقاتلين منهما معاً في عملية تسليم الرهائن المفرج عنهم للصليب الأحمر.

 

من جانبه، قال البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن المسؤولين الأميركيين لا يرون أية مؤشرات إلى أن مسلحي حركة “حماس” يرفضون إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة لاستخدامهم وسيلة ضغط.

 

خلال لقائه شتاينماير.. أمير قطر يدعو

 

إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة

 

أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.

 

وشدد أمير قطر خلال مباحثات أجراهاالأربعاء مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الدوحة على ضرورة إيجاد حلول تضمن قيام الدولتين وفق القرارات الدولية والأممية.

 

وبحث الشيخ تميم وشتاينماير أبرز القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية الراهنة وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها.

 

وعقب المباحثات، قال أمير دولة قطر -عبر موقع إكس- إن مباحثاته مع الرئيس الألماني “تمحورت حول تعاون بلدينا في الاستثمار والطاقة”، مؤكدا أنه وشتاينماير شددا على ضرورة استئناف مسار السلام الشامل في الشرق الأوسط وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

********************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بيرنز يهندس تمديد الهدنة لبلورة جدولة للتبادل الأوسع للرجال والعسكريين
بايدن يتراجع عن اعتبار وقف النار نصراً لحماس ويقول إن الحرب مطلبها
حشود سياسية وشعبية في تعزية رعد… وحمدان لـ«الميادين»: اهتمام بجورج عبدالله

 

 تواصلت في الدوحة الاجتماعات المكثفة التي يعقدها مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز مع مدير المخابرات المصرية ورئيس الموساد الإسرائيلي برعاية رئيس حكومة قطر، بحثاً عن مخارج من الحرب، وقد استهلك تمديد الهدنة جهداً ووقتاً لتذليل العقبات أمام التمديد، تمهيداً لتمديد يعتقد أن يكون الأخير قبل الإعلان عن صيغة جديدة لهدنة مديدة قد تمتدّ لشهر، أي إلى ما بعد نهاية العام وتتضمّن تبادل الرجال والعسكريين، بعدما تمّ توزيعهم إلى فئات، مجندات وجنود عاملين وجنود احتياط وغير العسكريين، والضباط، مقابل فئات الأسرى الفلسطينيين، المرضى والمسنين، وأصحاب الأحكام التي تنتهي خلال أقل من سنتين، والمحتجزين الإداريين دون تهم أو محاكمات، وأصحاب الأحكام المؤبدة، والقادة الرموز. ويسعى بيرنز لإتمام جدولة متقابلة تتيح التبادل السلس لإنهاء ملف الأسرى، فيما يجري التحضير لورشة سياسية تحاول إيجاد إطار دولي إقليمي يعلن وقف الحرب وفتح الباب لعنوان فضفاض تحت شعار حل الدولتين، يحاول بيرنز تركه عنواناً لا يدخل في الأسئلة الجدية التي تتكفل بتفجيره، وأهمها الاستيطان والقدس، ليتسنى البحث بصيغة تتيح هدنة مديدة تحت عنوان وقف دائم لإطلاق النار، يبحث بيرنز لربطها بحكومة فلسطينية موحّدة ترتضيها حماس وسلطة رام الله، تتشكل في ظلها قوة أمنية مشتركة تتسلّم الأمن في قطاع غزة، مع دراسة إمكانية نشر وحدات تشبه اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، مكان قوات الاحتلال في المناطق التي دخلت إليها في قطاع غزة، بموجب قرار يشبه القرار 1701، يتضمن وقف إطلاق النار.
بالتوازي، كان الرئيس الأميركي يعلن كما نقلت عنه وكالة رويترز التراجع عن كلامه السابق بأن وقف الحرب يعتبر نصراً لحركة حماس، ليقول إن الفصائل الفلسطينية لها مصلحة باستمرار الحرب وتسعى إلى ذلك، وهذا ما لن نسمح به أبداً، موفداً وزير خارجيته أنتوني بلينكن الى تل أبيب لنقل رسالة بأولويّة وقف الحرب إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتوفير التغطية للجهود التي يبذلها بيرنز.
في بيروت استقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد المعزين باستشهاد نجله عباس في مواجهات جبهة الجنوب مع جيش الاحتلال، وقد غصّ مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية حيث تقديم التعازي بالوفود السياسية والدبلوماسية والشعبية، وكان أهمها حضور السفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي معزياً باسم الرئيس السوري بشار الأسد.
في بيروت أيضاً كشف القيادي في حركة حماس أسامة حمدان لقناة «الميادين» عن اهتمام قيادة الحركة بالمناشدات التي تلقّتها لضم قضيّة حرية المناضل جورج عبدالله الأسير في السجون الفرنسية بطلب إسرائيلي، بقوله إنه من الطبيعي أن ننظر في أن يشمل التبادل المقبل المناضلين في العالم كالمناضل جورج إبراهيم عبد الله.
وفيما لا يزال الهدوء الحذر يُخيّم على الحدود مع فلسطين المحتلة في ظل الهدنة في غزة التي مُدّدت لأيام إضافية، تترقب الساحة الداخليّة مرحلة ما بعد الهدنة، وما إذا كان العدو «الإسرائيلي» سيستأنف عدوانه على غزة وتشتعل الجبهة الجنوبية أم ستنجح الضغوط الأميركية بتدجين الحكومة الإسرائيلية ولجم اندفاعتها نحو جولة قتالية جديدة في غزة تعيد مشهد التصعيد في لبنان والمنطقة كما كان قبل وقف إطلاق النار.
وبعد إعلان حزب الله نيته التعويض المادي على المتضررين من أهالي الجنوب خلال الحرب الأخيرة، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أن «الصندوق الإنساني للبنان خصص 4 ملايين دولار للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للمواطنين النازحين أو الباقين في مناطق النزاع في جنوب لبنان».
وسُجل أمس، خرق للهدنة غير المعلنة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، حيث أفيد أنه أثناء تواجد دورية لمخابرات الجيش اللبناني قرب «تلة هرمون» خراج بلدة يارون بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة، أقدم العدو الصهيوني على اطلاق رشقات نارية فوق الدورية لترهيبهم وإبعادهم.
وشدّدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن المقاومة على أهبة الاستعداد للعودة الى الميدان والقيام بعمليات عسكرية جديدة ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، بحال استأنف عدوانه على غزة»، لافتة الى أن «لدى المقاومة أوراقاً كثيرة على كافة الصعد ستظهر خلال جولة المواجهة الجديدة إذا أقدم العدو على ارتكاب حماقة باتجاه لبنان»، مشيرة الى أن «غزة لن تترك وحدها، وحركة حماس وغزة خط أحمر لن يسمح محور المقاومة بسقوطهما، كما أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه الأول خلال فترة الحرب».
وفي سياق ذلك، أكد الإمام الخامنئي أنّ المشروع الأميركي فشل في لبنان، قائلًا: «الأميركيون أرادوا أن يقضوا على حزب الله، لكنهم فشلوا، وحزب الله اليوم أقوى بعشرة أضعاف عما كان عليه في السنوات الماضية».
وواصل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تقبل التعازي والتبريكات باستشهاد نجله الشهيد عباس رعد خلال استهداف قوات العدو الإسرائيلي لمجموعة لقوة الرضوان في حزب الله الأسبوع الماضي. وأمّت مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية حشود شعبية وشخصيات سياسية ونيابية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية، بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ورئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد وعدد من أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة ومسؤول العلاقات العربية والدولية في الحزب السيد عمار الموسوي.
وتقدّم المباركون رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، النائب السابق وليد جنبلاط، ووفد من التيار الوطني الحر برئاسة النائب والوزير السابق جبران باسيل، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ونجله النائب طوني فرنجية، قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، فضلاً عن وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، والنواب جهاد الصمد وحليمة قعقور ومحمد خواجة.
وقال النائب باسيل من مجمع المجتبى في الضاحية: «عندما يقدم المسؤول ابنه دفاعًا عن الوطن لا يمكن الكلام هنا إلا عن القدوة.. وبهذا الثبات وبهذا العناد يتم إحقاق الحق.. وعلينا كلبنانيين أن نحترم شهداء بعضنا البعض».
في غضون ذلك، حلّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ضيفاً ثقيلاً على اللبنانيين في زيارة هي الرابعة لبيروت، ولم يحمل أي مبادرة أو اقتراحات جديدة على الصعيد الرئاسي عن تلك التي عرضها خلال زيارته الماضية، أي المرشح الثالث، وفق معلومات «البناء»، والتي أشارت الى أن لودريان جاء برسالة تحذير للمسؤولين بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء التعيينات في المواقع القيادية الأساسية لمواكبة التطورات في غزة والمفاوضات المقبلة حول مصير القطاع والحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة. إلا أن لودريان وفق المصادر تلقى رسائل عتاب شديدة من المسؤولين اللبنانيين لا سيما في عين التينة والسراي الحكومي حيال موقف فرنسا الأخير من الحرب على غزة ووقوفها مع «إسرائيل» ما أسقط منطق الحياد الذي انتهجته فرنسا حيال القضية الفلسطينية لا سيما أن لبنان تعرّض لعدوان إسرائيلي ظالم. وشوهد لودريان متجهّم الوجه عند خروجه من السرايا الحكومي حيث رفض اللقاء بالصحافيين مسرعاً إلى موكبه من دون أن يودّع حتى البروتوكول في القصر الحكومي.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إلى أنّ «الموفد الرئاسي موجود في لبنان من أجل المساعدة بانتخاب الرئيس، وأرى أنّه لا يوجد طرح بأي اسم، وأعتقد أن زيارته استكشافية على ضوء ما حصل في قطاع غزة، وهل أصبح هناك أي تغيير بين اللبنانيين، وهو يريد أن يرى إنْ تغير موقف اللبنانيين».
إلا أن مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله تشدد لـ»البناء» على أن «مرشحه للرئاسة كان ولا يزال الوزير السابق سليمان فرنجية، وبات أكثر تمسكاً به بعد العدوان الاسرائيلي – الأميركي على غزة»، مشيرة الى استعداد الثنائي للحوار ولمناقشة كافة الخيارات.
واستهلّ الموفد الفرنسي جولته على المسؤولين من السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وشارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفيه غارو ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وخلال الاجتماع شدّد لودريان على أن زيارته الى لبنان تهدف الى تجديد التأكيد على موقف «اللجنة الخماسية» بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والإسراع في إنجاز الانتخابات الرئاسية، وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار. وشدد على انه سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف الى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.
وأشارت المعلومات الى أن لودريان «لا يحمل طرحاً رئاسياً إنما هو يحضّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في التوافق على رئيس للجمهورية وخصوصاً مع حرب غزة، وقال لهم «لم يعد لديكم الوقت وإذا بقي لبنان بلا رئيس فإن البلد سيذهب إلى وضع صعب جداً يجب ألا يبقى ملف الرئاسة موضع خلاف في ما بينكم»، ولفتت الى ان «لودريان عاد وطرح على من التقاهم اليوم فكرة عقد اجتماع تشاوري يجمع فيه المسؤولين اللبنانيين للتشاور في الملف الرئاسي».
وتوجه لودريان إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر في عين التينة إن لودريان شدّد على أهمية انتخاب رئيس في هذه المرحلة وعلى تجنب الشغور في قيادة الجيش ولم يطرح أي أسماء لها علاقة بالاستحقاق الرئاسي.
ومساء أمس، استقبل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت، لودريان يرافقه السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، بحضور النائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي.
وخلال اللقاء الذي اتّسم بالوضوح والصراحة، تمت مناقشة التطورات السياسية والأمنية والميدانية في جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأهمية المحافظة على المؤسسة العسكرية في ضوء الظروف الحالية الضاغطة.
والتقى لودريان رئيس الحزب الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في قصر الصنوبر إلى طاولة غداء وزار بعدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي.
وكان الموفد الفرنسيّ زار اليرزة، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون بحضور السفير الفرنسي وتناول البحث الوضع العام في لبنان والتطورات في الجنوب. ونوّه لودريان بأداء الجيش في ظلّ التحديات التي يواجهها، مؤكدًا استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية. من جهته شكر العماد عون دولة فرنسا على اهتمامها الدائم بالجيش وإرسالها المساعدات له بصورة متواصلة وآخرها المساعدات الطبية.
كما التقى لودريان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لفت إلى أنه «لا ممانعة بالمطلق لدى القوات إذا كان هناك خيار ثالث ولكن حتى اللحظة الفريق الثاني ليس بوارد التخلي عن مرشحه بل هو مصرٌّ أكثر من قبل على إيصاله، وفي هذه الحالة نحن متمسكون بالمرشح جهاد أزعور».
اما في يتعلق بمسألة قيادة الجيش، فرأى جعجع أنه «في خضم الظروف الحالية من الجنون ترك المؤسسة العسكرية تحت أهواء مختلفة وطروحات غريبة ونتحزّر ما يجب القيام به، ولا سيما ان الحل الأبسط بين أيدينا يكمن في التمديد سنة واحدة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يمارس مهامه منذ 6 سنوات «ت كنا شفنا كيف الله بدو يفرجا علينا، وتكانوا وقفوا التعطيل بانتحابات الرئاسة».
إلى ذلك، لم تسجل أزمة قيادة الجيش أي مستجدّ في ظل استمرار المواقف على حالها، بغياب التوافق على الحل، وترجم ذلك بعدم إدراج ملف قيادة الجيش على طاولة مجلس الوزراء في جلسته أمس.
ورأى النائب جهاد الصمد أنّ «الحل الأفضل هو انتخاب رئيس للجمهورية بسرعة، لكن الحل المتاح هو امّا تعيينات في كل الشواغر وامّا التمديد لجميع الضباط. وأنّ الحل لن يطول وقد يحصل قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة».
وأضاف: «الأصَحّ أن يمشي الجميع بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية لأنه الأنسب والأفضل، وبِلا نكد سياسي، وإلّا يكون المسيحيون كمَن يذهب تلقائياً الى انتحار جماعي بخروجهم من تركيبة النظام إذا استمر الشغور في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان»…
بدوره، لفت نائب رئيس المجلس الياس بوصعب خلال ترؤسه جلسة للجان المشتركة في ساحة النجمة إلى أن «القانون واضح، هناك طريقتان لحل الأزمة، التمديد له بقانون في المجلس. والقانون الذي اقترح وضع ليكون شاملاً لكل الأشخاص الذين تطبق عليهم هذه الحالة، لان لا احد يشرع على قياس شخص. واذا هناك أي تمديد او رفع سن التقاعد فإن الطريقة الوحيدة هي تعديل القانون في المجلس النيابي. وهذا التعديل يجب ان يسري على الكل. وعندما نسمع أن مجلس الوزراء ليس لديه قانونية تأجيل تسريح قائد الجيش والبعض يقول بنعملها ولو مخالفة ولو ضد الدستور والطائف، ولو طعنوا بها نكون مررنا عدة أشهر. من يفكر بذلك يعني انه لا يريد دولة وينسف ما تبقى».
وكان الرئيس ميقاتي رأس جلسة لمجلس الوزراء قال في مستهلها: «مروحة اللقاءات والاتصالات التي أجريتها، تؤشر إلى ان الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حل على اساس «قيام الدولتين» ونظام العدالة الإنسانية. الموفدون، من الأشقاء العرب وأصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وإرساء قواعد السلام، مشكورون على مساعيهم الهادفة إلى الحضّ على الإسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات إسرائيلية وسقوط ضحايا. وهذا الوضع ابلغته اليوم الى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وأكدت أن الأولوية هي لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة. نحن في الحكومة نتابع تحمّل مسؤولياتنا ونعمل جاهدين لتوفير الخدمات لأهلنا في الجنوب رغم صعوبة الظروف ونقدر صمودهم وتضحياتهم».
وأرجأ مجلس الوزراء البند المتعلق بإعادة تنظيم وهيكلة المصارف لمزيد من الدرس وإبداء الملاحظات ومن المتوقع أن تعقد جلسة خاصة لهذا الموضوع علماً أن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي كان أشار الى ضرورة إقراره قريباً. وأكّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، عدم طرح موضوع قيادة الجيش في الجلسة.

********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ضغط غربي لتعديل الـ 1701
زيارة لودريان: ضغط غربي لإقامة «منطقة عازلة» جنوب الليطاني

 

بينَ الهُدن الممدّدة في غزة، استعادت بيروت بعضاً مِن الدينامية السياسية، مع عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان مساء الثلاثاء الماضي، قادماً من المملكة العربية السعودية، حيث التقى المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي المسؤول عن الملف اللبناني، نزار العلولا. كلّ التسريبات التي سبقت الزيارة تقاطعت حول خلوّ سلة الزائر الفرنسي من أي مبادرة جدية من شأنها إحداث خرق في الجدار الرئاسي الذي ازداد سماكة بعد عملية «طوفان الأقصى». لذلك، بدا أن استئناف البحث في الملف الرئاسي هو العنوان العريض لجولة الزائر الفرنسي أمس على الرئيسيْن نجيب ميقاتي ونبيه برّي وقائد الجيش جوزف عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورؤساء أحزاب القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل والتقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط وعدد من رؤساء الكتل النيابية وممثّلين عنها. غير أن جوهر الزيارة يتمحور حول الوضع في الجنوب. ففي سياق التشديد على «ضرورة تثبيت الهدوء ومنع تصاعد المواجهات» في الجنوب، عبّر لودريان، وفق مصادر متابعة، عن الرغبة الغربية في الضغط على حزب الله لـ «الالتزام بتطبيق القرار 1701» وليس فقط ضبط القواعد التي كانت تحكم الجبهة الجنوبية قبل 7 تشرين الأول الماضي. ويأتي ذلك مصاحباً لموجة دولية تدفع منذ أكثر من عام باتجاه تعديل القرار 1701 في ما يتعلق بصلاحيات قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل)، وقد توسّعت هذه الموجة الآن إلى الحديث عن إخلاء القرى الحدودية. ولفتت المصادر إلى أن دعوة جعجع بعدَ لقائه لودريان الحكومة إلى «تحمّل مسؤولياتها وتطبيق القرار 1701 وسحب الميليشيات من الجنوب»، تعبّر عما يحاك في الخارج بالتنسيق مع قوى محلية. وقالت المصادر إن «مرجعية سياسية لبنانية تبلّغت من جهات غربية بأن العدو الإسرائيلي يواجه معضلة رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة إليها بسبب وجود حزب الله على الحدود، وأن إسرائيل بحثت مع دول غربية وعربية في الضغط على لبنان لإقامة منطقة عازلة داخل حدوده بما يسمح بإعادة المستوطنين». وأضافت أن الدول الغربية التي استجابت للرغبة الإسرائيلية «عدّلت في الاقتراح معتبرة أن المنطقة العازلة يجب أن تكون من الجانبيْن وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن». ورغم ذلك، بدأ الكلام مع القوى السياسية اللبنانية، وفي مقدّمها الحكومة، على العمل لـ«إنشاء منطقة عازلة جنوب الليطاني وإبعاد قوة النخبة في حزب الله عنها»، فيما طُلب من خصوم الحزب المحليين إطلاق حملة سياسية وإعلامية موازية للعمل الدبلوماسي في هذا السياق.واستعادت المصادر المداولات التي سبقت وقف العمليات الحربية بعد عدوان تموز 2006، عندما كان إنشاء منطقة عازلة واحداً من الشروط التي أصرّ عليها العدو الإسرائيلي ونقلتها إلى بيروت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي دعت إلى «إنهاء كل أشكال الوجود العسكري والمدني والمؤسساتي لحزب الله جنوب نهر الليطاني».
وفي هذا الإطار، اعتبرت أوساط سياسية بارزة أن اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان تريد الالتفاف على النتائج السياسية لـ«طوفان الأقصى» على لبنان، وهي بدأت حرباً استباقية ضد حزب الله الذي نُقِل عنه أنه سيكون أكثر تمسّكاً بمواقفه في عدد من الملفات ولا سيما الانتخابات الرئاسية، وأن كل النشاط المباشر والمكثّف الذي يجريه السفراء الغربيون وعلى رأسهم السفيرة الأميركية في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية (التي تشكل النقطة المشتركة الوحيدة بينَ أعضاء اللجنة الخماسية) لن ينتج عنه شيء، باستثناء الضجيج الذي سيتراجع عند بدء البحث الجدي في الملف اللبناني.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن باريس استبقت زيارة لودريان بمحاولة جسّ نبض الأطراف السياسية وما إذا كان أيّ منها قد عدّل في مواقفه بعد تطورات الشهرين الماضيين، إذ إن تواصلاً فرنسياً جرى قبلَ أسبوعيْن مع الرئيس بري لإبلاغه بزيارة لودريان من دون إعطاء أيّ تفاصيل، قبل أن يزور السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو عين التينة. وبحسب المعلومات، فقد سأل ماغرو رئيس مجلس النواب عمّا إذا كانت الفرصة سانحة لاستئناف الجهود الفرنسية بشأن الملف الرئاسي، وما إذا كانت القوى السياسية لا تزال على ثوابتها. لكن ما أثار بعض الريبة من كلام السفير الفرنسي، هو سؤاله عن قائد الجيش العماد جوزف عون، ليس من باب التمديد له في قيادة الجيش، وإنما ربطاً بالملف الرئاسي، إذ استفسر السفير الفرنسي، بحسب مصادر مطّلعة، حول ما إذا كانت الظروف الحالية تسمح بانتخاب عون رئيساً، وهل يسير الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وحلفاؤه في هذا الخيار في حال وجدوا أن هناك غالبية يمكن أن تمنحه أصواتها. ولمّح ماغرو، في اللقاء مع بري، إلى أن عون هو مرشح المملكة العربية السعودية وأن الكتلة السنية ستقف إلى جانبه، ولفت إلى أن لودريان قد يستأنف مساعيه ويدعو مجدّداً إلى الحوار.

وعلمت «الأخبار» أن «لودريان زار الرياض قادماً من الدوحة في محاولة منه للتنسيق مع الدول الخمس المعنيّة بالملف اللبناني»، وأن ما حمله إلى بيروت كانَ معدّلاً بعض الشيء عمّا مهّد له السفير الفرنسي. فهو تحدّث مع المسؤولين اللبنانيين «في عناوين عريضة متصلة بالملف الرئاسي، وتطرّق إلى الخيار الثالث التوافقي بدلاً من المرشحيْن الحالييْن (سليمان فرنجية وجوزف عون) اللذين لم يستطع أيّ منهما أن يحظى بإجماع حوله، ولم يغِب عن حديثه اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري المدعوم من الدوحة».

المنظمات الدولية ترفض التعاون
لمسح المواقع المستهدفة بالفوسفوري
لم تتمكن وزارتا البيئة والزراعة من الحصول على دعم دولي لمسح المواقع المستهدفة بالقذائف الفوسفورية والمضيئة عند الحدود الجنوبية ومعالجة أضرارها. فالأمم المتحدة واليونيفل وغالبية المنظمات الدولية التي أقرت بتعرض الجنوب للقصف الفوسفوري، لم تحسم بأن العدو الإسرائيلي هو الفاعل!
وعلمت «الأخبار» أن اجتماعا جمع أمس ممثلين عن الوزارات المعنية وممثلين عن الصليب الأحمر الدولي ومنظمات دولية، لم يسفر عن وعد أممي بدعم لبنان في مواجهة العدوان الفوسفوري. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تلك الوزارات ستعتمد على إمكانياتها الخاصة وعلى الجيش اللبناني لتنفيذ المسح وفحص عينات من التربة والمياه والمزروعات.
وكانت وزاراتا الزراعة والبيئة بالتعاون مع الدفاع المدني اللبناني وهيئات محلية، قد أجرتا مسحا أوليا لبلدات القطاع الغربي من اللبونة في خراج الناقورة وعلما الشعب إلى مروحين مروراً بشيحين والبستان والزلوطية ويارين والضهيرة وطيرحرفا، في الأسابيع الأولى للعدوان حتى مطلع تشرين الثاني الجاري. وأظهر المسح بأن حوالي ٤٦٠ هكتاراً من أشجار الزيتون والصنوبر والبلوط والأشجار والأعشاب البرية، قد احترقت. في حين أحصت وزارة الزراعة احتراق حوالي ٤٠ الف شجرة زيتون على طول الحدود.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram