افتتاحية صحيفة النهار
مهمة لودريان: تحريك رئاسي استعداداً لمفاوضات
مر اليوم الثالث من “#هدنة غزة” بهدوء لافت شبه كامل على الحدود الجنوبية اللبنانية مع #إسرائيل بما اثبت الارتباط “الميداني” غير المعلن وغير المعترف به لا من إسرائيل ولا من “#الحزب” بالصلة المباشرة للتهدئة في الجنوب بمجريات تنفيذ مراحل الهدنة الإنسانية الموقتة في غزة .
وبدا من خلال جولة ميدانية لـ”النهار” على امتداد الحدود ان أبناء البلدات والقرى الحدودية الجنوبية امضوا عطلة نهاية الأسبوع، في سباق مع الوقت قبل 24 ساعة من موعد انتهاء الهدنة في غزة، تحسبا لاحتمال عودة السخونة الى جبهة الجنوب.
ولكن الهدوء استمر لليوم الثالث مسيطراً على جانبي الحدود، بعدما توقف تبادل كل اشكال القصف المدفعي والصاروخي، مما ساهم في عودة الحياة والحركة جزئياً إلى شرايين المنطقة. وبدت الحركة المرورية والتجارية ناشطة داخل جديدة مرجعيون مركز القضاء وعدد من قراها، على غرار مدينة بنت جبيل مركز القضاء، فيما وخلافاً لبنت جبيل، فان الهدوء الذي عاشته بعض البلدات المواجهة للمواقع الإسرائيلية ولاسيما منها مارون الراس والضهيرة وعين ابل وطير حرفا والجبين ومروحين في قضاءي بنت جبيل وصور، كان حذراً، واقتصر حضور الأهالي على تفقد بيوتهم وممتلكاتهم، ومن ثم العودة من حيث أتوا.
ومع اتجاه الأنظار الى رصد ما بعد الهدنة ميدانيا، يطل الأسبوع الجديد في الداخل على استعادة تحريك ملف الازمة الرئاسية المجمد منذ فترة طويلة نظرا الى الاستعدادات لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان الى بيروت منتصف الأسبوع سعيا إلى تحريك متجدد لمساعي بلاده في شأن الازمة اللبنانية .
وفيما بدا واضحا ان أي معطيات جادة ومثبتة حيال الأفكار الجديدة التي قد يحملها لودريان لم تتوافر بعد، فان الجديد المثبت حيال زيارته يتمثل في انه يضطلع هذه المرة بمهمة من شقين هما الشق الرئاسي الأساسي في مهمته والشق الطارئ المتصل بالضغط الفرنسي المتعاظم لمنع انزلاق لبنان نحو حرب مع إسرائيل. وهو امر سيجعل الترابط مؤكدا بين الجانبين الرئاسي والأمني
وعلمت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان سيتوجه الى السعودية قبل زيارته الى لبنان يوم الاربعاء. وقد قرر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ارسال لودريان في هذا التوقيت لانه مقتنع بان الضرورة الآن ملحة اكثر من اي وقت لكي تسرع القيادات اللبنانية الى ملء الفراغ الرئاسي لان ما بعد السابع من تشرين الاول وحرب غزة، فان الوضع القائم في #جنوب لبنان لا يمكن ان يبقى على ما هو، اي في حالة ستاتيكو وان على لبنان ان يستعد لمفاوضات ستحصل بالتأكيد على القرار 1701 ولا يمكن ان يستمر الفراغ الرئاسي . فموضوع الجنوب اللبناني سيكون في وقت قريب مطروحا مع المفاوضات على الحدود البرية وعلى القرار 1701. وثمة خطر ان تقرر اسرائيل ايجاد حل بشكل او آخر لحدودها الشمالية ، وان ذلك يعني ان على المسؤولين اللبنانيين ان يستعدوا للتحضير لذلك. وكل ذلك يتوقف على ما يحصل حيال #القضية الفلسطينية وعلى لبنان ان يستعد كي لا يكون خارج المفاوضات اذا حصلت.
الى ذلك فان فرنسا تواظب على البعث برسائل لـ”الحزب” وايران حول عدم تصعيد الحرب على الجبهة اللبنانية ولكن الجديد ان باريس تعتبر ان قضية جنوب لبنان ستطرح قريبا للتفاوض.
ويزور ماكرون المنطقة بعد زيارته الى الامارات للمشاركة في COP28 وقد يزور السعودية لاجراء محادثات مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان . وتلتقي وزيرة خارجيته كاترين كولونا مع وزيري خارجية السعودية ومصر في برشلونه غدا، وهي اجرت اتصالا برئيس الحكومة القطري للافراج عن الرهائن مع “حماس” وادخال المساعدات الانسانية الى غزة وتمديد الهدنة في غزة والعمل بالتوازي من اجل وقف اطلاق نار ولو ان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يعارض ذلك .
وفي اطار التحركات الديبلوماسية والسياسية المتصلة بالوضع على الحدود الجنوبية التقى السبت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في #إسطنبول. وتناول البحث الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا.
وأكد اردوغان “ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيدا للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام”. وقال”إن أكثر الدول تأثرا بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمنا وهادئا”.
بدوره قال الرئيس ميقاتي” إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لاحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان”.
وفي حديث لمحطة تركية قال ميقاتي”إن قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها”.
وقال”في هذه النفسية الاجرامية الموجودة لدى العدو الاسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية”.
اضاف” لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنس الأرض اللبنانية”. وقال:”نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية”.
الموقف الكنسي
اما في المواقف الداخلية البارزة فتوجه امس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس #الراعي الى السياسيين قائلا : “نحن لا نقبل، أيّها المسؤولون السياسيّون، أكنتم في الحكم أم خارجه، بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادة 49، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات، وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر، والأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية للدولة، والرياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة! فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنفوذ . لا نقبل بحرمان الدولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان… فلا نقبل، ولو ليوم واحد، بتغييب الرئيس، وبالتالي بفوضى الحكم، وكثرة الرؤوس، ومرتع النافذين” . واضاف “نحن لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، لا سيما والبلاد وأمنها على فوّهة بركان. ينصّ الدستور في المادّة 49 على أنّ “رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة”. فكيف يجتهد المجتهدون لتعيين قائد للجيش وفرضه على الرئيس العتيد؟ اذهبوا فورًا إلى الأسهل وفقًا للدستور، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة.”
وبدوره لفت ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الى حلول عيد الإستقلال “مرة أخرى فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبط في مشاكل لم يجد المعنيون لها حلولا منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحملها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد، ولا يريدها معظم اللبنانيين الذين عانوا من ويلات الحروب ودفعوا أثمانا باهظة من حياتهم وممتلكاتهم ومستقبل وطنهم، ولا يريدون أية مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت، وتبدأ عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته. عندها فقط يعود للإستقلال معناه ويشعر اللبنانيون أنهم يمسكون مصيرهم بيدهم لأن دولتهم، بكافة عناصرها، هي الحاكم الوحيد، والناطق الوحيد باسمهم، والراسم الوحيد للسياسة الداخلية والخارجية”.
وقال ” لا بد من التشديد على أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كما لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم كي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به” .
*******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي يحذّر من “رياح تضع لبنان على فوهة بركان”
لودريان يدقّ ناقوس ثلاثة أخطار… وميقاتي: لا ضمانات دولية جنوباً
ما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداة لقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حمل في طياته تحذيراً ممّا ينتظر الجنوب من أخطار. وأتى التحذير بعد موقف مماثل لاردوغان، فحواه أنّ لبنان هو من «أكثر الدول تأثراً بحرب غزة».
وجاء تحذير ميقاتي عشية وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ناقلاً، وفق تعبير مصادر ديبلوماسية لـ»نداء الوطن»، رسالة الى المسؤولين تنبّه من التورط في «حرب واسعة وشاملة تؤدي الى تدمير لبنان»، وداعياً بيروت الى «توقع الدخول في مفاوضات على وضع الجنوب سواء حصلت الحرب أم لم تحصل». وسيصل لودريان من الرياض حيث يجري محادثات مع المسؤولين السعوديين.
وجاء موقف ميقاتي في حديث بثته أمس محطة «TRT» التركية، فقال: «إنّ قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها».
وأضاف ميقاتي: «بالنفسية الاجرامية لدى العدو الاسرائيلي بِقتل الأطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تعطى، ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يومياً، ولا أحد يكترث لذلك، ولا أي ردود فعل دولية». وتابع: «لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه، لا نريد أن يدنس أحد الأرض اللبنانية».
ورداً على سؤال، قال: «نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية».
وفي سياق متصل، من المقرر أن يصل لودريان مساء غد الى بيروت في زيارة تستمر حتى الجمعة المقبل. ووفق المصادر الديبلوماسية، تحمل زيارة المسؤول الفرنسي «طابعاً تذكيرياً بأنّ فرنسا ما زالت حريصة على انتخاب رئيس للجمهورية انطلاقاً من حرصها على لبنان واللبنانيين». وستفضي الى توجيه رسالة الى من سيلتقيهم بأنّ «اهتمام باريس ينصبّ على تجنيب لبنان حرباً واسعة وشاملة تؤدي الى تدميره». وسينبّه الى أنّ «بقاء لبنان من دون انتخابات رئاسية سيعرّضه لأخطار كبرى تنسحب على كل مؤسساته وتضعف موقفه في أي بحث في ترتيبات حدودية». وسيشدد على «تجميد أي مسعى يؤدي الى المسّ بالمؤسسة العسكرية في مرحلة الشغور الرئاسي».
وترى أوساط سياسية أن أساس زيارة لودريان «رئاسي بامتياز».
وفي التفاصيل، أنّ لودريان يريد إكمال مهمته، وسيتواصل مع كل الأطراف، ومهّدت باريس لزيارته بإجراء اتصالات بالدول الخمس التي تتابع الشأن اللبناني، إضافة الى طهران، وبالتالي هناك حديث عن غطاء اقليمي ودولي للتحرك.
وتتحدث المعلومات عن «محاولة لودريان التوفيق بين القوى السياسية للاجتماع على اسم توافقي، لكن من دون تزكية أي مرشح، ولن تكرر غلطة تبنّي مرشح «الحزب» أي النائب السابق سليمان فرنجية».
وتنظر بكركي بايجابية الى التحرك الفرنسي الجديد، علماً أنّ الراعي خلال وجوده في روما قبل اسابيع، تواصل مع الفرنسيين، فحصل تنسيق ثلاثي بين بكركي والفاتيكان وباريس لتحضير الأرضية لحراك رئاسي جديد. وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من تشجيع بكركي التحرك الفرنسي والتعامل معه بايجابية، إلا أنها لا ترى أي حل في الأفق. وتصرّ على قيام النواب بواجباتهم وعقد جلسات متتالية و»عدم انتظار الخارج، لأن الدول الخارجية لديها حسابات مغايرة لحساباتنا».
وفي خلاصة هذه المعطيات «أنّ الخيار الثالث رئاسياً ما زال يصطدم بموقف «الحزب»، وأنّ لا مؤشرات الى انتخابات رئاسية قريباً»، لأنّ «الحزب» ما زال يضع اللبنانيين والفرنسيين وسائر الموفدين الخارجيين أمام المعادلة نفسها: «انتخاب مرشحه، أو لا انتخابات رئاسية». ويعتبر «حزب الله» أنه «لاحِق» على الخيار الثالث، لعل الحرب تقدّم له فرصة، علماً أنّ ميزان القوى الداخلي لم يتبدل قبل 7 تشرين الأول، ولن يتبدل بعد هذا التاريخ». وتنتهى الخلاصة الى «أنّ لودريان يأتي الى لبنان كالعادة كي يدق ناقوس الخطر في رسالة حضّ دراماتيكية للمسؤولين».
وفي الإطار نفسه، رفض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد، «مواصلة انتهاك الدستور، وتحديداً المادة 49، بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة وشهر». وقال: «إنّ الأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية الدولة، وإنّ الرياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة». ورفض الراعي «محاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، ولا سيما أنّ البلاد وأمنها على فوّهة بركان».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الراعي يرسم خطاً أحمر أمام تعيين قائد جديد للجيش اللبناني
في ظل الشغور الرئاسي
رسم البطريرك الماروني بشارة الراعي خطاً أحمر أمام مقترحات لتعيين قائد للجيش اللبناني، في ظل الشغور الرئاسي، داعياً إلى انتخاب رئيس للجمهورية فـ«تُحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة».
ويُحال قائد الجيش، العماد جوزيف عون، إلى التقاعد، في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، ويُفترض أن تُعيِّن الحكومة بديلاً عنه؛ منعاً للشغور في موقع قيادة الجيش، لكن الحكومة في هذا الوقت، هي حكومة تصريف الأعمال، ولا يحقّ لها إجراء تعيينات. ولن تكون الحكومة أصيلة إلا بعد انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.
وقال الراعي، في عظة الأحد: «نحن لا نقبل محاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره، والثقة بنفسه وبقيادته، ولا سيما والبلاد وأمنها على فوّهة بركان». وأضاف: «ينصّ الدستور في المادّة 49 على أن (رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة)، فكيف يجتهد المجتهدون لتعيين قائد للجيش وفرضه على الرئيس العتيد؟!»، وطلب الراعي من السياسيين «الذهاب فوراً إلى الأسهل، وفقاً للدستور، وانتخبوا رئيساً للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة».
ومنذ أسابيع، نشطت مقترحات سياسية لمنع الشغور في قيادة الجيش، بينها تعيين قائد جديد للجيش، ويتصدر هذا المقترح «التيار الوطني الحر»، أو التمديد له، ويتصدر هذا المقترح «القوات اللبنانية»، أو تأخير تسريحه عبر مرسوم حكومة يشمل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وتعيين مجلس عسكري، ويتصدر هذا المقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، والنواب السنة في البرلمان.
وانتقد الراعي المسؤولين اللبنانيين، وتوجّه إليهم بالقول: «ضعوا أمام أعينكم مسؤوليّة زرع الرجاء في قلوب جميع المواطنين اللبنانيّين، من خلال التجرّد من مصالحكم الشخصيّة والفئويّة والطائفيّة، فتستعيد العائلة الوطنيّة اللبنانيّة جمال عيش وحدتها في التنوّع، والعيش معاً؛ مسيحيّين ومسلمين، بالاحترام المتبادل والتعاون والاغتناء من الثقافات الخاصّة».
وقال: «نحن لا نقبل، أيّها المسؤولون السياسيّون، أكنتم في الحكم أم خارجه، بأن تتمادوا بانتزاع الرجاء من نفوس الشباب، ومن قلوب قوانا الحيّة، وإقحامهم على الهجرة كأنّكم تتفادون قيادتهم الرشيدة في المستقبل». وتابع: «لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور، وتحديداً المادة 49، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات، وأنتم لا تنتخبون عمداً رئيساً للجمهوريّة منذ سنة وشهر، والأوضاع الإقليميّة الدقيقة جداً تفرض وجود حماية للدولة، والرياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة! فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنفوذ».
المادة 49
وأكد الراعي «أننا لا نقبل بحرمان الدولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان»، موضحاً «تنصّ المادّة 49 على أنّ رئيس الجمهوريّة هو (رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن)، فلما حوّل اتفاق الطائف رئيس الجمهوريّة من رئيس للسلطة الإجرائيّة، التي أناطها بالحكومة مجتمعة، إنّما أراده رئيساً للدولة بأرضها وشعبها ومؤسّساتها، كلّ مؤسّساتها، ولا سيما المؤسّستين الأساسيّتين: مجلس النواب ومجلس الوزراء، لجهة ضبط تناسق عملهما، ولجهة مسؤوليّته عن علاقاتهما، فهما جناحا الدولة، وتناغمهما واجب وفقاً للأصول، وهو المسؤول عن هذا التناغم، والمهمّة هذه تأتي تحت باب احترام الدستور. فلا نقبل، ولو ليومٍ واحد، بتغييب الرئيس، ومن ثم بفوضى الحكم، وكثرة الرؤوس، ومرتع النافذين».
وأعرب الراعي عن سعادته بزيارة وفد «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى»، برئاسة نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، الخميس الماضي، «وعلى الأخص تصريحه بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبشأن مؤسّسة الجيش، ذلك أنّنا نتكلّم لغة واحدة؛ لأنّنا لا نتكلّم سياسيّاً بل وطنيّاً، ولأنّنا لا ندخل في تقنيّات العمل السياسي، بل في أخلاقيّته على قاعدة الفصل بين الخير والشرّ».
**********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : جولاتي لتحصين لبنان.. ولودريان يُحرّك الجمود الرئاسي
عشيّة اليوم الاخير من هدنة الايام الاربعة في غزة والمرشحة للتمديد أياماً أُخَر، سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية في اليوم الثالث للهدنة، خَرقه تحليق طائرات التجسس الاسرائيلية التي لا تفارق الأجواء الجنوبية، كذلك خرقه الجيش الاسرائيلي باستهداف «جبل بلاط» عند أطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي بـ3 قذائف مدفعية مساء امس. فيما ارتفع منسوب الاهتمام السياسي بالاستحقاقات الداخلية في ضوء زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيصل مساء غد لتحريك ملف الاستحقاق الرئاسي في اطار المهمة التي كلفته ايّاها المجموعة الخماسية المهتمة بالشأن اللبناني، والتي تضم الى فرنسا الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.
يصل لودريان الى بيروت مساء غد في زيارة تدوم الى الجمعة المقبل، ويلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الرسميين ورؤساء الكتل النيابية في محاولة لإحياء الحوار حول طروحاته السابقة في شأن الاستحقاق الرئاسي.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان لودريان أعدّ ملفا موثقا يحصي فيه مواقف القوى اللبنانية مما قالت به المبادرة الفرنسية الداعية الى حوار بين اللبنانيين توصّلاً الى التفاهم على خوض العملية الانتخابية في ظل ترشيحات متعددة بعدما تراجعَ الجانب الفرنسي عن المعادلة السابقة التي قالت بطرح موضوعي رئيس الجمهورية والحكومة سلّة واحدة، معتبراً انّ تعطيلها لا يقع على مسؤولية الجانب الفرنسي إنما هذا هو قرار أكثرية القوى اللبنانية، مؤكداً ما قاله اكثر من مسؤول فرنسي بأنه «ليس مجلس النواب الفرنسي هو من ينتخب رئيس الجمهورية».
ولفتت المصادر الى انّ لودريان متيقّن من ان الاجوبة التي نالها على اسئلته التي طرحها على النواب منتصف آب الماضي ما زالت صالحة للمناقشة، وهي كانت وستبقى بما تحدثت عنه الإصلاحات المخرج للبنان من مسلسل أزماته وان التفاهم في شأنه ورسم خريطة الطريق الى تنفيذها يستلزمان انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية قبل القيام بأي خطوة أخرى، ولذلك فهو يسعى من أجل «تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي بعد جمود مستمر منذ تشرين الثاني 2022».
لا نصاب ولا جلسة
الى ذلك وعلى رغم من عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من انقرة بعد زيارة رسمية امتدت ليومين، طار النصاب القانوني الحكومي مرة أخرى من أجل تلبية اي دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء كما كان متوقعا اليوم، والأمر يعود الى انه مقابل اكتمال عقد الوزراء منذ عطلة نهاية الأسبوع غادر وزير الصناعة جورج بوشكيان الى النمسا صباح أمس لتمثيل لبنان في الدورة العشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، فطارَ النصاب مرة أخرى.
وفي الاطار عينه نصحت مصادر وزارية بضرورة وقف الجدل الاعلامي حول مصير قيادة الجيش سواء بالنسبة الى التمديد لقائده او تعيين قائد آخر واعضاء في المجلس العسكري، فكل شيء في أوانه خصوصاً انّ هناك قراراً واضحاً على جميع المستويات بعدم المَس بالمؤسسة وأن ما يجري تداوله من سيناريوهات مختلفة لا تستند الى اي توجّه رسمي تضر بهيبتها وسمعتها، وانّ الحكومة لن تفرّط بها وتضمن لها ما تحتاجه من مقومات ومعها العالم اجمع الحريص على مساعدتها لتجاوز المرحلة الصعبة.
ميقاتي
وفي اطار جولته المتواصلة على العواصم العربية والاجنبية و»التي تصبّ في اطار تحصين الوضع في لبنان وتحقيق السلام فيه وفي المنطقة»، على حد قوله لـ«الجمهورية»، زار ميقاتي تركيا السبت والتقى في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اكد خلال الاجتماع «ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيداً للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام». وقال: «إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمنا وهادئا». وفي المقابل قال ميقاتي: «إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لإحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان».
واكد ميقاتي في حديث الى محطة «TRT» التركية «انّ قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها». واضاف: «في هذه النفسية الاجرامية الموجودة لدى العدو الاسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، أيّ ضمانات يمكن أن تعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية؟». وتابع: «لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنّس الأرض اللبنانية». وقال: «نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية».
على فوهة بركان
وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، شكرَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الاحد من بكركي، الله «على الهدنة الإنسانية في غزة»، وقال: «نرجو ونصلّي أن تصبح بهمّة أصحاب الإرادات الحسنة، وقفًا دائمًا لإطلاق النّار، وبدايةً لحل المشاكل بالتّفاوض. كما نشكر الله على وقف التوتّر في جنوب لبنان، ونصلّي من أجل أن يستعيد الجنوب هدوءه، فيكفينا قتالًا وتدميرًا وتهجيرًا». وتوجّه االى المسؤولين قائلاً: «إنّنا لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادّة 49 منه، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات. وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر، فيما الأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية للدولة بشخص الرئيس». وأكّد أنّ «الرّياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة، ولا نقبل برهن انتخاب رئيس الجمهوريّة لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنفوذ، ولا نقبل بحرمان الدولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان»، موضحًا أنّ «المادّة 49 من الدستور تنصّ على أنّ رئيس الجمهوريّة هو رئيس الدّولة ورمز وحدة الوطن. ولَمّا حوّل اتفاق الطائف رئيس الجمهوريّة من رئيس للسّلطة الإجرائية، أرادَه رئيسًا للدولة، أي للدولة بأرضها وشعبها ومؤسّساتها، لا سيّما منها المؤسّستَين الأساسيّتين مجلس النّواب ومجلس الوزراء؛ لجهة ضبط تناسق عملها».
كما شدّد على «أنّنا لا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرئيس وفوضى الحكم وكثرة الرؤوس»، جازمًا «أنّنا لا نقبل بمحاولات المَسّ بوحدة الجيش اللبناني واستقراره وثقته بنفسه وقيادته لا سيّما أنّ البلاد وأمنها على فوهة بركان». وخاطبَ المسؤولين بالقول: «إذهبوا فورًا وفقًا للدّستور، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتُحَلّ كل المشكلات السّياسيّة وتَسلم كلّ مؤسّسات الدّولة».
«الحاكم الوحيد»
ولاحظ متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، انّ عيد الإستقلال يحل مرة أخرى فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبط في مشكلات لم يجد المعنيون لها حلولا منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحمّلها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد». واكد انّ اللبنانيين «لا يريدون أي مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت، وتبدأ عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتُعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته. عندها فقط يعود للإستقلال معناه ويشعر اللبنانيون أنهم يمسكون مصيرهم بيدهم لأنّ دولتهم، بكافة عناصرها، هي الحاكم الوحيد، والناطق الوحيد باسمهم، والراسم الوحيد للسياسة الداخلية والخارجية». وشدد على «أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كذلك لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم لكي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به».
فرصة لِلم الشّمل
واكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب محمد رعد أنّ «الشّهادة فعل إيمان بالقيم، لا يدرك أبعادها إلّا من عاش الصّدق والإخلاص في إيمانه بربّه والتزامه بقضايا الأمّة والنّاس». وأشار، خلال حفل تأبيني نظّمه «الحزب» في بلدة جباع لنجله الشهيد عباس رعد الذي سقط «على طريق القدس»، إلى أنّ «أملنا أن تستنهض دماء شهداء المقاومة التي نعتزّ بمسارها وبقائدها وبسيّدها الأمين العام لـ«الحزب» السيّد حسن نصرالله، هذه الأمّة»، لافتًا إلى أنّ «العقل يقول لنا إنّ الوقت هو للعمل ولمتابعة السّير لتحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه الشّهيد وإخوانه الشّهداء». وامل في أن «تكون شهادة عباس فرصةً لِلمّ الشّمل الوطني، لتحقيق الأمن والأمان والحريّة والكرامة والسّيادة والقوّة لبلدنا».
وتحدث في الاحتفال ايضا نائب الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم، فقال: «هذه المقاومة الحاضرة بأولادها وأطفالها ونسائها وكل ما تملك لا يمكن أن تهزم». واضاف: «لن نسمح لدول الإستكبار و»إسرائيل» برسم حدود ومسار حريتنا. نريد استقلال بلدنا استقلالا كاملا وتحرير أرضنا تحريرا كاملا حتى آخر شبر وخياراتنا السياسية منسجمة مع هذا الاتجاه». واعتبر ان «الإنجاز المُزلزل في «طوفان الأقصى» سيكون مؤشراً للمستقبل أن المقاومة لا يمكن أن تهزم».
تسوية وطنية
ولفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، الى أنه «رغم الكارثة التي تضرب صميم مصالح لبنان، ما زالت القطيعة السياسية جارفة، ولا حل في هذا البلد من دون تسوية وطنية تطاول مفاتيح مصالح البلد، ورئيس الجمهورية مفتاح وطني وضرورة عليا لمصالح البلد ولا بد من تصفية اللعبة الخارجية لحماية الإستحقاق الرئاسي، والحل بطبخة داخلية فقط، ومجلس النواب ضمان سيادة وقرار وطني وحارس أوّل لقضايا السلطة والأمن، ولأنّ المنطقة على فوهة بركان نحن أمام فرصة جدية لشطب الفراغ الوطني، خصوصاً أنّ القرابين كبيرة والأثمان بحجم ذهب لبنان والمنطقة».
عودة المستوطنين
من جهة ثانية، شهدت الجبهة الجنوبية هدوءاً حذراً خَرقه تحليق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية وقصف مدفعي بثلاث قذائف لجبل بلاط في القطاع الغربي من الجنوب.
في غضون ذلك أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تقييمًا للوضع في «الفرقة 210» بمشاركة قادة في الجيش في الشمال على حدود لبنان. واطّلع «على نشاط القوات الإسرائيلية في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية والحدود السورية، وتحصيل الثمن من «الحزب» والتنظيمات الأخرى»، بحسب بيان صدر للوزارة. وقال: «لقد قتلنا أكثر من 100 عنصر من «الحزب»، ودمّرنا العشرات من نقاط المراقبة، والمستودعات، والمخابئ، والمقرات، وسَحبنا قوات «الحزب» من قطاع في الجبهة الخلفية إلى عُمق الميدان». وأضاف أنّ «الجمع بين كل هذه الإنجازات سيترجَم إلى وضع مختلف، ما سيسمح لاحقاً بعودة المستوطنين في ظل ظروف مختلفة تماماً».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
مهمة لودريان الرئاسية تبدأ من بوابة غزة إلى جبهة الجنوب
الراعي يصعّد ضد التعطيل.. وخروقات معادية لمنع عودة الأهالي
مع انكشاف أهوال الحرب الاسرائيلية على مدينة غزة وقطاعها، وبروز المخاطر الناجمة عن انعدام الحياة في منازل القطاع المدمرة أو المصابة، وظهور بوادر أزمات غذاء ومجاعة وصحة وتعليم وعمل، مضت الهدنة الإنسانية صامدة، وكذلك الهدوء على جبهة الجنوب، حيث تواصلت عودة الجنوبيين الى القرى الأمامية التي اضطروا للنزوح عنها، لزرع ما يلزم من مزروعات الخريف- الشتاء، وتفقد مواسم الزيتون التي حان وقت قطافها مع انهيار الوضع على جبهة الجنوب الحدودية، فيما كان المشهد على الجبهة المقابلة مقفراً من البشر، بانتظار أوامر القيادة العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي كان فيه جنرالات الحرب في اسرائيل يتسابقون الى التصعيد، والتوعد في المضي قدماً في تدمير ما تبقى من غزة، ومن بينهم وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالنت.
وتلقى غالنت اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأميركي لويد اوستين، ذكره فيه بأن الولايات المتحدة مهتمة بمنع توسع الصراع في غزة ليمتد الى لبنان.
وفي مهمة متعدّدة الاهداف، على صلة بتطورات الوضع في غزة، يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان الى بيروت مساء غد، لاجراء سلسلة من اللقاءات، تمتد حتى يوم الجمعة المقبل.
ويحمل لودريان الآتي من المملكة العربية السعودية الى بيروت، سلسلة دعوات ونصائح، مستفيداً من اعادة تقييم ما حصل منذ زيارته الأخيرة الى لبنان قبل أكثر من شهرين.
واستناداً الى مصادر فرنسية، فإن المفاوضات المقبلة حول مصير الأوضاع في غزة، ستشمل جنوب لبنان، وهذا الامر يستدعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون لبنان جاهزاً للجلوس الى الطاولة.
وحسب المعلومات الفرنسية، فإن الجانب الاسرائيلي، وفي اطار تنفيذ القرار 1701، لنزع الذرائع من امام الحزب، لان ما جرى في الميدان فرض ربطاً في وقائع الحرب، والاهداف البعيد، التكتيكية والاستراتيجية، في ضوء النزوع الدولي، الى المفاوضات حول ما بعد الحرب، سواء في ما خصَّ حل الدولتين، او إحياء القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، في ما خص المبادرة العربية والسلام العادل والشامل.
وتتخطى مهمة لودريان النصائح بضرورة تجنب توسيع الحرب، الى ضرورة اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس جديد للحكومة الى تشكيل حكومة تضم كافة الاطراف المعنية والممثلة في المجلس النيابي، ليتمكن لبنان من الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة لودريان تتصل بشقين الأول التأكيد على أهمية تجنيب لبنان الدخول في الحرب والثاني رئاسي واستطلاع إمكانية تحريك الملف الرئاسي في حين أن لقاءاته المرتقبة من شأنها أن تعطي الجواب عما إذا كان الأفرقاء على استعداد لأستئناف البحث بالملف والتوجه نحو الحل، مع العلم أن لودريان لا يحمل معه أي معطى جديد أو أسماء للتداول بها، في حين يبقى طرح الخيار الثالث مستندا للبحث انطلاقا مما طرحه الموفد القطري قبل تطورات غزة والجنوب.
وقالت هذه المصادر أن مهمة لودريان الجديدة ان جاز القول هي البداية وبناء على ما يسمعه يتمكن من تكوين فكرة عن مرحلة العمل المقبلة.
إلى ذلك، رأت المصادر أن الموفد الفرنسي لن يتدخل في موضوع قيادة الجيش لكنه قد يستفسر عما يجري وأكدت أن التمديد للعماد جوزف عون هو الخيار الذي يتمسك به البطريرك الماروني بعدما قال كلمته في هذا الملف.
وفي المعلومات أن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو الفهد) زار بيروت، وأجرى جولة أفق، تم عاد الى الدوحة، على أن يواصل السفير القطري في لبنان اتصالاته، تمهيداً لاستئناف الوساطة القطرية حول الرئيس العتيد.
وتتزامن عودة لودريان مع تحرك رئاسي فرنسي في الشرق الأوسط، اذ يزور الرئيس ايمانويل ماكرون دولة الامارات العربية المتحدة، ومن غير المستبعد ان تشمل الجولة المملكة العربية السعودية وقطر.
وفي اطار التشاور الفرنسي- العربي، التقت وزيرة خارجية فرنسا كولونا نظيرها المصري سامح كريم، وكذلك السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال المشاركة في المؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط في برشلونة.
وفي اطار الحركة اللبنانية، التقى الرئيس نجيب ميقاتي في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة الاربعاء المقبل، ويمكن عقد جلسة ايضاً الخميس للبحث في جدول اعمال، لا يشمل موضوع حسم وضع بقيادة الجيش.
وفهم ان موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ليس سالكاً لتاريخه، لا عبر الحكومة لا عبر مجلس النواب.
كشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية لحل مشكلة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ان عقدة رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لهذا التمديد، تراوح مكانها ولم تؤد الاتصالات الجانبية لحلحلة هذه العقدة المتبقية، بل على عكس ذلك تماما، فقد زاد الاخير من وتيرة معارضته لخيار التمديد لبقاء العماد عون في منصبه، وتمسكه بطرحه الداعي لتسلم الضابط الاقل رتبة في التراتبية العسكرية لتسلم مهمات القيادة، لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتعيين قائد للجيش، واصفا كل التبريرات والاسباب الداعية للتمديد، بأنها ليست واقعية ولا مقنعة للسير فيها.
واشارت المصادر إلى ان باسيل، أبلغ مقربين منه أنه سيستمر برفض التمديد لقائد الجيش، ولو بقي وحيدا، بالرغم من تأييد معظم الاطراف السياسيين لهذا الخيار، وتأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي ايضا، واصفا علاقته وتحالفه مع الحزب بانه ليس شاملا كل الملفات والقضايا، بل هو على القطعة كما وصفه، ولذلك فهو غير ملزم بالموافقه على التمديد لقائد الجيش، إذا سار الحزب بهذا الخيار اخيرا.
«الراعي»: حل المشاكل بانتخاب الرئيس
وفي عظة الاحد امس، اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأننا «نصلي ونشكر الله على وقف التوتر في جنوب لبنان والعودة الى الحياة الهادئة، ويكفينا قتلاً وتدميراً وتهجيراً».
وخاطب الراعي المسؤولين بلهجة حادة قائلاً: «لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديداً المادة 49، على حساب قيام الدول والمؤسسات، وأنتم لا تنتخبون عمداً رئيساً للجمهورية منذ سنة وشهر».
واكد الراعي ان «الرياح تتجه الى ترتيبات في المنطقة، فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص او المشروع او لغاية مرتبطة بالنفوذ»، مضيفاً «لا نقبل بحرمان الدول من رأسها»، مؤكدا: «فلا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرئيس، وبالتالي بفوضى الحكم، وكثرة الرؤوس، ومرتع النافذين».
وقال البطريرك الماروني: «لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، وان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة، فاذهبوا فورًا إلى الأسهل، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة».
منوهاً بزيارة وفد المجلس الشيعي الاعلى بالرئاسة نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب الخميس الماضي.
ووصف نائب الامين العام لالحزب الشيخ نعيم قاسم طوفان الاقصى بأنه كان عملاً جباراً عظيماً حفر عميقاً في الكيان الاسرائيلي وستأتي ثماره في المستقبل القريب.
وقال في حفل تكريمي للشهيد عباس محمد رعد «المقاومة لم تخدش، ولم ينقص من قوتها اي شيء، ونحن في لبنان معها اضافة الى العراق واليمن، وهذا العمل تأسيسي سينجح»، مشيراً الي انه بعد الانجاز المزلزل في طوفان الاقصى، سيكون مؤشرا للمستقبل ان المقاومة لا يمكن ان تهزم».
وجنوباً ايضاً، دعت لندن، عبر سفارتها في بيروت اليونيفيل الى وقف الاعمال العدائية عند الخط الأزرق، وحث الاطراف على تنفيذ قرار مجلس الامن ادولي الصادر عام 2006 والمعروف بالقرار 1701.
وحسب السفارة، فإن الهدوء الذي ساد منذ يوم الجمعة يوفّر الفرصة لاعادة التركيز على صياغة طويل الامد للسلام.
وميدانياً، استمر الهدوء علي الجبهة الجنوبية، مع خروقات اسرائيلية، ابتداء من كفركلا الى عيترون ووادي هونين والخيام، فضلاً عن انفجار صواريخ من مخلفات القصف.
وحسب ما لاحظ العائدون الى مارون الرأس ويارون، فإن قذيفة سقطت على كنيسة يارون وتسببت بأضرار في القاعة والمحتويات، وكذلك الحال في رميش وعيترون وبنت جبيل على قاعدة الحرص على عدم ترك القرى والمنازل حفاظاً عليها من الطامعين بها، وشدد الاهالي على استمرار الهدنة للتمكن من العودة الى أراضيهم وترميم منازلهم.
ومساء خرق الجيش الاسرائيلي الهدنة جنوب لبنان، واطلق 3 قذائف على اطراف جبل قرية بلاط في قضاء مرجعيون.
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
تكثيف الجهود الدوليّة لتمديد الهدنة في غزة
العدو الإسرائيلي يُصعّد في الضفة الغربيّة… والحوثيّون يحتجزون ناقلة نفط يملكها «إسرائيلي»
لودريان في لبنان ماذا في جَعبته؟ الآفاق مفتوحة على كلّ الاحتمالات الرئاسيّة
في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية لتمديد الهدنة في غزة، والتي يفترض ان تنتهي اليوم الاثنين، وبالتالي رفع عدد الاسرى المحررين من قبل الطرفين، واصل العدو الاسرائيلي تصعيده في الضفة الغربية فقتل 8 اشخاص بينهم طفل.
وفيما انجزت يوم امس، المرحلة الثالثة لتبادل الاسرى فتم الافراج عن 13 محتجزاً «اسرائيليا» و3 تايلانديين وآخر روسي، مقابل الافراج عن 39 اسيرا فلسطينيا معظمهم من الاطفال، نعت حماس 4 من قادتها الذين استشهدوا خلال عملية طوفان الاقصى.
الضغوط الحوثية… متواصلة
على صعيد آخر، واصل الحوثيون ضغوطهم في البحر الاحمر، واحتجزوا ناقلة نفط تديرها شركة «زودياك ماريتايم ليميتد» المملوكة «لإسرائيليين». واعلن مسؤول أميركي إنه «منالمعتقد بأن مسلحين مجهولين احتجزوا ناقلة النفط «سنترال بارك» في خليج عدن». وذكر المسؤول الدفاعي الأميركي بان القوات الأميركية وقوات التحالف موجودة عن قرب وتراقب الوضع.
واعلنت شركة الأمن البحري «إمبري أن «جهة ما» لم تحددها، صعدت على متن ناقلة النفط التابعة لشركة بريطانية مرتبطة بـ «إسرائيل» (عائلة «عوفر الإسرائيلية»)، وذلك بالقرب من السواحل اليمنية قرب عدن، ورجحت الشركة أن يكون الحادث مرتبطا بعوامل سياسية.
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع انه «وبالتوازي مع استعداد العدو الاسرائيلي لمرحلة ما بعد الهدنة ووضع الخطط والسيناريوهات، يقوم محور المقاومة من جهته باعداد مجموعة من المفاجآت للعدو وداعميه على اكثر من جبهة»، مؤكدة في حديث لـ «الديار» ان التصعيد «الاسرائيلي» سيقابله تصعيد من قبل حماس وحلفائها، مضيفا: «يخطىء من يعتقد ان حماس متروكة وحدها لمصيرها. صحيح ان المحور لا يريد الحرب المفتوحة التي تشمل المنطقة، لكنه جاهز لها في حال قررت «تل ابيب» مواصلة مجازرها في فلسطين المحتلة، كما في حال قررت العدوان الكبير على لبنان…المؤكد ان الحزب لن يُترك وحيدا، وما يحصل في اليمن وانطلاقا من العراق ليس الا غيض من فيض آت».
تصعيد في جنين
وبالعودة الى التصعيد العسكري «الاسرائيلي» في الضفة الغربية وبالتحديد في جنين، أفادت سرايا القدس – الضفّة الغربيّة، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيّة، بأنّ مقاتليها في كتيبة جنين خاضوا «بكلّ قوّة واقتدار، عمليّة تصدّ ومواجهة استمرّت ساعات عدّة، ضدّ قوّات وآليّات جيش العدو الإسرائيلي الّتي تقدّمت على عدّة محاور في مخيم جنين والبلدات المجاورة». وأشارت إلى أنّ «خلال العمليّة خاض مقاتلونا اشتباكات مباشرة، وحقّقوا الإصابات المؤكّدة في صفوف العدو، وأوقعوهم في سيل من النّار وكمائن العبوات المتفجّرة والنّاسفة، كما نفّذ المقاتلون عمليّات تفجير لآليّات عسكريّة في حارة الدمج، ما أدّى إلى إخراجها من الخدمة».
اما وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينيّة- «وفا» فأشارت الى ان «طائرة مسيّرة «إسرائيليّة» قصفت بصاروح واحد على الأقل منزلًا في حارة الدمج في مخيم جنين ، ما أدّى إلى مقتل فلسطيني وإصابة خمسة آخرين بجروح، بينهم ثلاث نساء».
من جهتها، نعت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس امس، ٤ من قادتها، وهم: عضو المجلس العسكري وقائد لواء شمال غزة أحمد الغندور، القائد وائل رجب، القائد رأفت سلمان والقائد أيمن صيام»، وقالت انهم «ارتقوا في مواقع البطولة والشّرف في معركة طوفان الأقصى».
وفي وقت لاحق، أعلنت حماس انها في إطار التهدئة الإنسانية، وسلّمت للصليب الأحمر ضمن المرحلة الثالثة للتبادل 13 محتجزاً
صهيونياً و3 محتجزين تايلانديين وآخر روسيا، واوضحت ان الافراج عن المحتجز الروسي جاء استجابة لجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جهتها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن أسماء 39 أسيرا من الدفعة الثالثة لتبادل الأسرى، الذين تم الإفراج عنهم مساء امس، وجميعهم من الأطفال ومعظمهم من القدس.
في هذا الوقت، واصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «مطار دمشق الدولي خرج عن الخدمة مجدداً امس الأحد جراء تعرضه لقصف إسرائيلي بعد ساعات من استئناف عمله».
وأوضح المرصد، أن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن بعد عصر يوم الأحد غارة جديدة استهدفت مطار دمشق الدولي حيث استهدفت مهابط المطار».
ماذا في جَعبة لودريان؟
لبنانيا، وفيما لا تزال جبهة الجنوب تشهد هدوءا حذرا، في ظل خشية من تصعيد «اسرائيلي» مع انتهاء الهدنة، عاد الحراك الدولي بمحاولة جديدة لاخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، خاصة في ظل تعثر ايجاد حل حتى الساعة للازمة المستجدة في قيادة الجيش، مع اقتراب موعد احالة العماد جوزيف عون الى التقاعد مطلع كانون الثاني المقبل.
ولا تستبعد مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» ان «تكون الآفاق مفتوحة على كلّ الاحتمالات الرئاسيّة»، وتقول المصادر «انه قد يلجأ الموفدون الدوليون الى حل ازمتي الرئاسة وقيادة الجيش باطار سلة واحدة، وبخاصة ان الاميركيين يروجون منذ فترة لحل يقول بتولي العماد عون رئاسة الجمهورية ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي قيادة الجيش». وتسأل المصادر «ماذا يمكن ان يكون في جَعبة المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان في خصوص انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ فالفرنسيون عبر مبعوثهم لودريان سيحاولون مجددا الترويج لمرشح ثالث غير سليمان فرنجية وجهاد ازعور، لكنهم سيسمعون من الحزب كلاما واضحا بخصوص عدم الاستعداد للتراجع عن خيار فرنجية لمصلحة اي مرشح آخر… ما يعني ان لودريان سيعود ادراجه وللمرة الرابعة خالي الوفاض».
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الهدنة صمدت.. واحتمالات تمديدها مرتفعة
في اليوم الثالث من الهدنة سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اللجنة الدولية للصليب الأحمر 13 أسيرا صهيونيا و3 تايلانديين وروسيا.
من ناحيته، أكد الجيش الإسرائيلي أن 14 محتجزا إسرائيليا و3 أجانب ممن تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، سلموا للصليب الأحمر.
وكانت وصلت دفعة رهائن ثانية أفرجت عنهم حركة “حماس” إلى إسرائيل، التي أطلقت بدورها سراح مجموعة ثانية من المعتقلين الفلسطينيين، السبت، في اليوم الثاني من الهدنة بعد سبعة أسابيع من حرب مدمرة.
ووفق السلطات المصرية والإسرائيلية، أطلق سراح 13 رهينة إسرائيلية في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل و”حماس”، كما أفرجت الحركة عن أربع رهائن تايلانديين. وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات قالت “حماس”، إن سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق.
كذلك، خرج من السجون الإسرائيلية 39 معتقلاً فلسطينياً من النساء والأطفال بموجب اتفاق الهدنة.).
كذلك، أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تؤدي مهمة وساطة، أنه أُفرج عن 13 إسرائيلياً هم ثمانية أطفال وخمس نساء، إضافة إلى أربعة أجانب.
وعبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، عن “ارتياح” بلادها لإطلاق حركة “حماس” سراح مجموعة ثانية من الرهائن، بينهم 4 ألمان إسرائيليين.
وأبرز المفرج عنهم هي إسراء جعابيص (38 سنة) التي دينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً.
وكانت قطر أعلنت في وقت سابق “تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية- المصرية مع الجانبين”، مشيرة إلى أن الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى والرهائن تم ليل السبت.
وتحدث القيادي في “حماس” أسامة حمدان من لبنان عن “خروق أمنية وإطلاق نار على أبناء شعبنا” وعدم التزام “عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها إلى شمال القطاع”، و”تلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن أسرى من النساء والأطفال، مما يعرض الاتفاق للخطر”.
ورفض حمدان مجدداً “أي تحرير للأسرى بالقوة”، قائلاً إن “إسرائيل لم ولن تفرج عن أحد من أسراها إلا عبر التفاوض مع مقاومتنا ودفع الأثمان اللازمة”.
وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال يومي الجمعة والسبت، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وشهد اليوم الأول للهدنة، الجمعة، إفراج حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين، إضافة إلى 10 تايلانديين وفيليبيني أفرجت عنهم الحركة الفلسطينية من خارج الاتفاق. وأطلقت إسرائيل 39 معتقلاً فلسطينياً من النساء والأطفال.
وتبدو الهدنة صامدة في يومها الثالث إذ أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع، كما أوقفت “حماس” إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) الأحد، مقتل خمسة من قادتها، بينهم “قائد لواء الشمال”، خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة رداً على عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت الكتائب في بيان، “تزف كتائب القسام ثلة من قادتها الأبطال هم القائد أحمد الغندور (أبو أنس) عضو المجلس العسكري وقائد لواء الشمال”، إضافة إلى “القادة” وائل رجب ورأفت سلمان وأيمن صيام “الذين ارتقوا في مواقع البطولة والشرف في معركة طوفان الأقصى”.
إلى ذلك أكد فرع الحركة في الضفة الغربية مقتل قيادي إضافي.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل “خمسة قادة كبار”.
ووصف الجيش الغندور بأنه “أحد قادة التخطيط والتنفيذ لعملية التسلل والمجزرة الدامية التي ارتكبتها حماس في منطقة غلاف غزة” في السابع من تشرين الثاني أكتوبر.
أما القيادي الخامس فهو فرسان خليفة، وقد وصفه بيان الجيش بأنه “رئيس لجنة طولكرم” في الضفة الغربية و”عمل معاوناً ومقرباً من مسؤولي حماس”.
وأشار بيان الجيش إلى أن الغندور وصيام وخليفة قتلوا في ضربة واحدة من دون توضيح مكان أو زمان تنفيذها.
وأدرجت الولايات المتحدة اسم الغندور عام 2017 على قائمة “الإرهاب” وفرضت عليه عقوبات اقتصادية.
*****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
أنصار الله يواصلون تحدي الردع الأميركي في البحر الأحمر والممرات المائية
استئناف الهدنة بعد تعثر يومها الثاني كشف رجحان كفة ميزان القوة للمقاومة
تجديد الهدنة والتبادل على الطاولة… وفق صيغة يوم لكل 10 و3 مقابل 1
واصلت حركة أنصار الله والجيش اليمني العمليات البحرية، التي أعلن الجيش استمرارها طالما أن وقف إطلاق نار دائم في غزة لم يتحقّق بعد، وتمّ استهداف سفينة إسرائيلية في المحيط الهنديّ بطائرة مسيّرة، كما قال الأميركيون، وإيقاف سفينة أخرى في خليج عدن، واستهداف سفينة ثالثة. والواضح أن حركة أنصار الله تخوض معركة أمن البحر الأحمر من موقعها كشريك رئيسيّ في أمنه، وفي تحدٍّ واضح للردع الأميركي الذي يتخذ من الملاحة الدولية والممرات المائية وتدفق النفط، عناوين استراتيجيته العسكرية بمعزل عما يجري في غزة، بمستوى خوضها لاستهداف السفن الإسرائيلية من موقع قرار مساندة شعب غزة وقوى المقاومة فيها.
بالشجاعة ذاتها ضربت المقاومة في غزة بيدها فوق الطاولة ملوّحة بوقف العمل باتفاق الهدنة والتبادل، واضعة شروطاً لا ترى مبرراً لاستئناف الهدنة والتبادل بدونها، وأبرزها التمسك بأسرى القدس ضمن التبادل، واعتماد الأقدميّة في إعداد لوائح الأسرى الفلسطينيين. وهذان الشرطان في عمليات التبادل يؤسسان لما هو مقبل منها، حيث الأسرى أصحاب الأقدمية وأسرى القدس ولاحقاً أبناء الأراضي المحتلة عام 1948، هم أصحاب الملفات الأشدّ تعقيداً. وبعد التهديد بالعودة للعملية البرية منتصف ليل السبت الأحد، مع حلول موعد تنفيذ الإفراج عن الدفعة الثانية من التبادل، وبعد التهديد بالعودة للقتال من جانب قوات الاحتلال، عادت حكومة الاحتلال وجيشه فقبلت شروط المقاومة، وتمّت عملية التبادل الثانية ثم الثالثة، بانتظار أن يتمّ اليوم تبادل الدفعة الرابعة.
بالتوازي تشتغل قطر ومصر وأميركا، على تمديد الهدنة والتبادل، دون وضوح مدى إمكانية الذهاب إلى العودة للحرب رغم التهديد بها، والعملية المقترحة تقوم على معادلتين: يوم إضافي لقاء كل عشرة إسرائيليين، وثلاثة أسرى فلسطينيين لقاء كل إسرائيليّ واحد.
وفيما سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية في اليوم الثالث للهدنة، خرقه تحليق لطائرات التجسس والاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي التي لم تفارق الأجواء الجنوبية ليل نهار يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ليل الثلاثاء في زيارة لم تكن متوقعة وسط الانشغال العربي والغربي بالحرب على غزة. وبحسب معلومات «البناء» من مصادر مطلعة، فإن لودريان زار قطر والسعودية قبيل زيارته المنتظرة إلى لبنان، وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين الأميركيين والمصريين، بهدف التشاور مع الدول المعنية بالأزمة في لبنان، مع ترجيح المصادر ان يحمل لودريان طروحات جديدة بعد تشاوره مع دول اللقاء الخماسي سوف يناقشها مع القيادات السياسية التي باشر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ترتيبها، بهدف إعادة إحياء ملف انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ في أسرع وقت ممكن. وتقول المصادر إن فرنسا سوف تجدّد دعوتها لبنان لعدم الانجرار إلى الحرب، وإبعاد لبنان قدر الإمكان عن التوتر، وسط تأكيد المصادر نفسها أن فرنسا ستحاول أيضاً لجم تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن حركة حماس ومواقفه من الحرب.
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الرّياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة، ولا نقبل برهن انتخاب رئيس الجمهوريّة لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنّفوذ، ولا نقبل بحرمان الدّولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان”. وشدّد الرّاعي على “أنّنا لا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرّئيس وفوضى الحكم وكثرة الرّؤوس”، جازمًا “أنّنا لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش اللبناني واستقراره وثقته بنفسه وقيادته لا سيّما أنّ البلاد وأمنها على فوهة بركان».
إلى ذلك اعتبرت مصادر مطّلعة في 8 آذار لـ”البناء” أن الترقب سيد الموقف في الساعات المقبلة الفاصلة عن انتهاء الهدنة خاصة أن هناك محاولات لتمديدها، ورأت المصادر أن على ضوء ما سيحصل فإن حزب الله يتطلّع إلى مقاربة جديدة للملفات الداخلية لا سيما أن العدوان على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب أظهرت مجدداً بعض المواقف الدولية والغربية التي دعمت المجازر الإسرائيلية وبررتها، وبالتالي فإن الحزب الذي لا يبدي ارتياحاً لما حصل من إعادة طرح الـ 1701 فإنه سيكون أكثر تشدداً في استحقاق رئاسة الجمهورية والاستحقاقات الأخرى اقتناعاً منه أن الظروف الراهنة تفرض مواقف مختلفة واستراتيجبات جديدة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: “إن قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان و”إسرائيل” تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها”.
وقال: “في هذه النفسية الإجرامية الموجودة لدى العدو الإسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تُعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية”.
أضاف: “لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنس الأرض اللبنانية”.
ورداً على سؤال قال: “نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية”.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد لقائه في برشلونة نظيره القبرصي كوستانتينوس كومبوس: “توافقنا على أهمية حلّ الدولتين لإنهاء الصراع في فلسطين وعلى مركزية القضية الفلسطينية للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، كما تبادلنا الافكار بكيفية إيجاد حل مستدام لأزمة النزوح التي نعاني منها سوياً، وضرورة العمل على مقاربة جديدة لهذا التحدّي، لا سيّما بعد تزايد الرغبة لدى النازحين الجدد بالوصول إلى أوروبا بأي ثمن والاستقرار فيها”.
ولفت رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، إلى أن “الشهادة فعل إيمان بالقيم لا يدرك أبعادها إلا من عاش الصدق والإخلاص في إيمانه بربه والتزامه بقضايا الأمة والناس”.
وخلال الاحتفال التأبيني لنجله عباس محمد رعد في بلدة جباع الجنوبية، أضاف، “العقل يقول لنا إن الوقت هو للعمل لمتابعة السير لتحقيق الهدف الذي كان يصبو اليه الشهيد واخوانه الشهداء”. وأمل أن تكون شهادة سراج فرصة للمّ الشمل الوطني لتحقيق الأمن والأمان والحرية والكرامة والسيادة والقوة لبلدنا.
ويُجري وزير الطاقة وليد فياض وأعضاء هيئة إدارة قطاع البترول اليوم مفاوضات مع شركة Total Energies تتعلق بتحسين شروط العرضين المتعلقين باستكشاف واستخراج النفط والغاز من البلوكين 8 و10.
******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
قيادة الجيش: القرار مؤجّل
لثلاث مرات، فشلت الحكومة في اتخاذ قرار يتعلق بقيادة الجيش، تمديداً أو تعييناً أو تأجيل تسريح، فيما الساعون إلى تمديد ولاية القائد الحالي العماد جوزيف عون، لم يتراجعوا، لا داخلياً ولا خارجياً، والرسائل التي ينقلها دبلوماسيون من الخارج لا تزال ترى في التمديد حلاً مناسباً في ظل الأزمة الرئاسية.وكشفت مصادر مطّلعة أن السفير السعودي في لبنان وليد البخاري التقى عون وأبلغه بأن الرياض تدعم بقاءه في منصبه، ولا تمانع وصوله إلى رئاسة الجمهورية. البخاري قال لقائد الجيش، صراحة، إن السعودية لا تزال تعمل وفق قرار عدم التورط في أي عملية سياسية لبنانية داخلية، لكنه لفت إلى أن «حلفاءنا، مثل القوات اللبنانية وغيرها، يقفون إلى جانبكم».
موقف البخاري تعكسه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بطريقة أكثر وضوحاً، إذ تصر على أن التمديد لقائد الجيش هو «الحل الأمثل في ظل الظروف الحالية، سواء المتعلقة بالوضع في المنطقة أو بالمؤسسة العسكرية نفسها». وهي لا تخفي دعم بلادها لوصول عون إلى رئاسة الجمهورية، وتمارس ضغوطاً ليس فقط على القوى الحليفة لها، بل أيضاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يؤكّد أنه لا يمانع التمديد لعون، لكن يشير إلى أن هناك حاجة إلى شبه إجماع داخلي عليه، أو إلى تخريجة قانونية غير متوفرة حتى الآن.
وسط هذا الجمود، وصل المبعوث الأمني القطري «أبو فهد» إلى بيروت. وهو بدأ لقاءاته، وأثار مع الثنائي «أمل وحزب الله»، مسألة قيادة الجيش من زاوية علاقتها بالاستحقاق الرئاسي. وقال القطريون إنهم لا يزالون عند استعدادهم لإدارة تسوية رئاسية. وأوضح أن المرشحَيْن المتنافسَيْن اليوم هما قائد الجيش ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وأن الأول تعارضه غالبية إسلامية وقوة مسيحية وازنة، بينما ترفض الثاني غالبية مسيحية مطلقة وأقلية إسلامية. وبالتالي، يجب أن يخرج الاثنان من السباق لمصلحة اسم لا يغضب الجميع، معيداً الحديث عن ترشيح المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
وفيما يقارب الموفد القطري الأمر من باب الرئاسة إلا أنه ينتهي بالاستحقاق المتعلق بقيادة الجيش بعد إحالة عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل، مشدّداً على أن وضع المؤسسة العسكرية لا يحتمل فراغاً في منصب القائد، وطالما أن هناك مشكلة سياسية أو قانونية في تعيين بديل، فإن الأفضل التمديد له، وفي هذه الحالة لن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية.القطريون يروّجون لفكرة أميركية: البيسري للرئاسة وبقاء عون في منصب القائد
الموفد القطري لم يتلقّ أجوبة من مضيفيه، لكنه سمع، هو وآخرون، بأن اقتراحه يعكس الفكرة الأميركية نفسها، وأن القطريين يخدمون عملياً الأجندة الأميركية بمحاولة «تمرير العماد عون على مرحلتين، الأولى من خلال التمديد له في قيادة الجيش، وبالتالي إبقاؤه مرشحاً قوياً للرئاسة ليخرج من يعاود خوض معركة إيصاله إلى القصر الجمهوري». ونُقل عن مسؤول بارز قوله إن «القطريين يحاولون أن يتصيّدونا مرتين، ولكن بالطعم نفسه».
وفي عودة للنقاش في المخارج، يبدو أنه تمّ استبعاد فكرة مشاركة وزير الدفاع موريس سليم في اجتماع الحكومة حاملاً مقترحاً لتشكيلات جديدة لقيادة الجيش تشمل القائد وأعضاء المجلس العسكري. وقالت مصادر معنية إن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لا يزال يعترض على حضور سليم مجلس الوزراء، وإن لدى التيار الرد القانوني على أي محاولة لتجاوز الوزير في تعيين قائد جديد أو التمديد للقائد الحالي. وأكّدت أن أي قرار يتجاوز وزير الدفاع سيتم الطعن فيه وإبطاله قانونياً، وبالتالي، لن يتعامل مع أي نتيجة لقرار حكومي يتجاوزه، وسيلجأ إلى رفض التعامل مع أي مذكّرات إدارية تصدر عن قائد ممدّد له أو قائد معيّن من دون موافقته. ولفتت مصادر قانونية رئيسَ الحكومة إلى أن هذا الأمر قد يعطّل عمل المؤسسة العسكرية.
أما بشأن الذهاب إلى مجلس النواب، فإن الرئيس نبيه بري لا يزال يرفض فكرة أن يُفرض عليه خيار كهذا، وإنه، كغيره من القوى السياسية، يعتبر أنه يجب التعامل مع الأمر كما جرى التعامل مع الشغور في منصبَي حاكم مصرف لبنان والمدير العام للأمن العام، وأنه ينبغي تعيين رئيس جديد للأركان يتولى قيادة الجيش في حالة الشغور.
ويبدو أن بري وحزب الله أقرب إلى الرأي الذي يقول إنه في حال قرّرت الحكومة تعيين قائد جديد للجيش، فهذا يفرض عليها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان ومدير عام أصيل للأمن العام، أو التعامل مع شغور قيادة الجيش كما تم التعامل مع المناصب الأخرى، واتّباع ما يفرضه القانون.
وكانت الأوساط السياسية تداولت في فكرة أن يحضر وزير الدفاع جلسة حكومية تكون مخصّصة حصراً لمناقشة ملف قيادة الجيش، وأن يعرض عدة أسماء لتعيينها بدلاً من العماد عون، بناءً على كتاب تلقّاه قبلَ حوالي شهر من رئيس الحكومة يطلب فيه رفع الأسماء للتعيين في رئاسة الأركان، ما يشكل إحراجاً لميقاتي. لكنّ مصادر سياسية بارزة أكدت لـ«الأخبار» أن الملف جرى ترحيله إلى الشهر المقبل لعدم اكتمال عناصر القبول حول أيّ من الخيارات المطروحة.
ومع مُضيّ نحو شهر ونصف شهر على تكليف ميقاتي الأمين العامّ لمجلس الوزراء محمود مكية بإعداد دراسة قانونية (جلسة 12 تشرين الأول) لملء الشغور في القيادة العسكرية، قالت مصادر مطّلعة على الدراسة التي أُنجزت إنها غير كافية لضمان عدم تقديم الطعن، وبالتالي هذا ما يجعل ميقاتي حتى الآن يربط الحل بالتوافق السياسي. مع ذلك، لم يُفتح الباب أمام الخيارات الأخرى المتوافرة. خصوصاً أن ميقاتي، أكد أنه لن يسير بفكرة «يعترض عليها المسيحيون». وقد أدّت كل هذه العناصر إلى «تعليق» البحث في ملف قيادة الجيش في الوقت الحالي، حتى ظهور معطى جديد يسمح بذلك.
من يخلف غسان عويدات؟
علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ناقش مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مسألة الشغور المتوقّع في منصب النائب العام التمييزي بعد إحالة القاضي غسان عويدات إلى التقاعد بعد مئة يوم. وقد عبّر ميقاتي عن رغبته بعدم ترك الموقع شاغراً، وسأل عن إمكانية حصول توافق على تعيين بديل منه. لكنّ بري الذي لم يمانع الخطوة، عاد إلى مربع التعامل مع الشغور وفق الطريقة نفسها التي اعتُمدت مع منصبَي حاكم مصرف لبنان والمدير العام للأمن العام. وعليه، فإن القاضي الأعلى رتبة لتولي مهام عويدات يجب أن يكون واحداً من أربعة (شيعيان ومسيحيان). وعند هذه النقطة أثار ميقاتي فكرة اختيار قاضٍ سُني لتولي المهمة، فلم يمانع بري، وقال إنه سيساعد في إقناع القاضيين علي إبراهيم وندى دكروب بعدم تولّي المهمة. إلا أن ذلك سيتسبب بمشكلة كبيرة على صعيد بقية الجسم القضائي، ما فرض على بري وميقاتي العودة إلى البحث في الأمر من زاوية مختلفة. فإما أن يصار إلى احترام القواعد التي اعتُمدت سابقاً، وبالتالي يصار إلى تكليف القاضي إبراهيم بالمهمة، أو يتم إنتاج اتفاق سياسي شامل حول تعيينات في المناصب الشاغرة في كل المؤسسات الرسمية والعامة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :