معظم الناس لا يفكرون بصحة الكليتين إلى أن تتوقف عن عملها. لحسن الحظ، عند العمل على خفض خطر الإصابة بمرض القلب، فإن ذلك سوف يساعد على إبقاء الكليتين بصحة جيدة.
يعد التدخين وقلة النشاط البدني والإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والبدانة، عوامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية؛ إذ قد تساعد السيطرة على هذه العوامل على منع حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية المهددة للحياة، إضافة إلى ذلك قد تساعد أيضًا في منع تلف الكلى الناتج عن العملية المسببة للمرض نفسها.
وفقًا لمايكل ليوديس الاختصاصي في أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم في كليفلاند كلينيك: «إن آلية عمل تلك الأعضاء مترابطة فيما بينها، لذا فإن ما يفيد القلب يفيد الكلى، والعكس صحيح».
آلية عمل الكليتين:
على الرغم من أن حجم الكليتين صغير -بحجم قبضة اليد تقريبًا- لكنها أعضاء قوية؛ إذ تؤدي دورًا في تنقية الدم والتخلص من الفضلات مثل البول، فضلًا عن تنظيم الشوارد التي تعد مواد كيميائية ناقلة للكهرباء الضرورية لعمل العضلات والخلايا العصبية، إضافة إلى أنها توازن مستويات الصوديوم والسوائل في الجسم وتنتج الهرمونات التي تتحكم في ضغط الدم.
في حين أن كلًا من ارتفاع ضغط الدم المستمر وارتفاع مستويات السكر في الدم على مر السنين تؤدي إلى إتلاف الشرايين التاجية، فإنها تلحق الضرر أيضًا بالأوعية الدموية في الكلى.
عند بدء فشل أوعية الرشح الدموية الدقيقة، تتراكم النفايات في مجرى الدم وقد يتسرب البروتين والسكر إلى البول ويحبس الجسم السوائل.
يؤدي انخفاض وظائف الكلى إلى قيمة معينة عن الحد الطبيعي إلى إجراء غسيل الكلى لإزالة النفايات من الجسم. على الرغم من أنّ غسيل الكلى هو المنقذ، فإنه لا يفعل ما قد تفعله الكلى. يقول الدكتور ليوديس: «فكر في الأمر بأنه شكل مؤقت من أشكال دعم الحياة حتى حين إجراء عملية زرع الكلى».
ولهذا السبب فإن الحفاظ على صحة جيدة للكلية أمر بالغ الأهمية.
هل نحن في خطر؟
لا تعني الإصابة بأمراض القلب بالضرورة تطور أمراض كلوية، لكنها قد تزيد من خطر الإصابة بها؛ إذ إنه من بين عوامل الخطر المشتركة جميعها فإن ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه وارتفاع مستويات السكر في الدم على مر السنين يُشكلان الخطر الأعظم، وقد تبدأ وظائف الكلى بالتدهور من دون إدراك ذلك.
بحسب الدكتور ليوديس: «الأعراض نادرة، فقد يشعر الشخص أنه بخير، لكن لا يعني هذا بالضرورة أن كليتيه بخير. وإلى أن تُظهر نتائج اختبارات الدم والبول التغيرات في وظائف الكلى، تكون صحة هذه الأعضاء قد تدهورت على نحو ملحوظ».
يعد فشل القلب إضافة إلى انخفاض الكسر القذفي من مسببات الإصابة بأمراض الكلى؛ فعند انخفاض قدرة القلب على ضخ الدم تنخفض كمية الدم التي تخرج مع كل عملية انقباض، ما يؤدي إلى تقليل كمية الدم التي تمر من خلال الكلى الأمر الذي يسبب انخفاضًا في إنتاج البول والفضلات.
نظرًا لعدم طرح الملح بصورة جيدة فقد تتراكم السوائل ما يُفاقم الفشل القلبي.
ما الإجراءات المتبعة؟
عند الإصابة بأحد أمراض القلب، سيقوم طبيب القلب والأوعية بمراقبة صحة القلب وعوامل الخطر بانتظام. لكن هذا الإجراء غير كافٍ؛ إذ يجب أيضًا مراجعة مقدم الرعاية الأولية لإجراء اختبارات صحية روتينية مرة واحدة على الأقل سنويًا.
إضافةً إلى ما سبق، سيتعين على الأطباء إجراء اختبارات البول والدم للكشف عن المشاكل الطبية غير المعروفة وتوفير لقاحات الالتهاب الرئوي والإنفلونزا، ثم إحالة المريض إلى متخصصين آخرين عند الحاجة إليهم.
أكد الدكتور ليوديس على ما يأتي: «إن إجراء تلك الفحوصات تعد الطريقة الفُضلى لتحديد أمراض الكلى في المراحل المبكرة منها».
وننوّه بدورنا إلى أن أي خطوة يتخذها الشخص في سبيل الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب ستصبّ في مصلحة الكلى وآلية عمل الأعضاء الأخرى المرتبطة بها.
أضاف الدكتور ليوديس: «يجب الحفاظ على المستويات الطبيعية لكل من ضغط الدم، والسكر في الدم، والكوليسترول، والاستعانة بمقدمي الرعاية الأولية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، فضلًا عن اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة بعض التمارين الرياضية للحفاظ على حجم طبيعي للجسم، إضافة إلى أن تحقيق الاستقرار في حالة الجسم قدر المستطاع بمتابعة الحالة الصحية للجسم مع الطبيب المختص، فإن ذلك سيزيد من فرص البقاء بصحة جيدة والتمتع بحياة صحية جيدة أيضًا».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :