افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

واشنطن تسعى لقبض ثمن الوعد بالهدنة مزيداً من الوقت لنتنياهو لارتكاب المزيد
قوات القسام تحرق دبابات الاحتلال شمال بيت لهيا… والصواريخ على تل أبيب
هوكشتاين في بيروت قلقا من التدحرج… بين الدعوة للتهدئة والتحذير من التصعيد

 

 تكشّفت جولة كل من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ومدير الوكالة المركزية للمخابرات الأميركية (CIA) وليم بيرنز، عن مشروع مزدوج جوهره شراء الوقت لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لارتكاب المزيد من المجازر في غزة وتدمير ما تبقى من مبانٍ ومنشآت فيها، أملاً بأن يحقق جيشه إنجازاً يبرر به القبول بالهدنة الإنسانية التي تتبناها إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن. وزار بلينكن العواصم العربية، بينما اكتفى بيرنز بزيارة تل أبيب. وبينما كان بلينكن ينجح بإقناع حكام الدول العربية المطلة على البحر الأحمر بالتصدّي للصواريخ التي يطلقها أنصار الله من اليمن على عمق الكيان، لأن هذا سوف يساعد في إقناع نتنياهو للقبول بالهدنة الإنسانية. ثم حاول في العراق، لكنه فشل، شراء الأمن للقواعد الأميركية من قوى المقاومة لقاء وعده بالسعي لإقناع نتنياهو بالهدنة الإنسانية ومنح العراق أبوتها. وحمل بلينكن لقيادة حماس عرضاً بالهدنة الإنسانية مطالباً بثمن هو إطلاق الرهائن حاملي الجنسيات الأجنبية وغير العسكريين من الرهائن، ليلقى من حماس جواباً يقول إن مدة الهدنة لا تكفي لترتيب وضع الرهائن وإحصائهم، وان الإفراج عن النساء والأطفال مقابل الإفراج عن النساء والأطفال الأسرى في سجون الاحتلال. وبالتوازي كان بيرنز يدعو نتنياهو للتعامل بانفتاح مع مشروع الهدنة، وأن يستفيد من الوقت الذي يسبقها لتحقيق إنجاز عسكري، ويستفيد منها لاحقاً باستثمار الافراج عن الرهائن سياسيا وتقييم وإعادة ترتيب أوضاع جيشه عسكرياً.
في الميدان، كان يوم أمس لقوات القسام، رغم الغارات والقصف المدفعي الكثيف، حيث قامت قوات القسام بشن هجمات معاكسة على رؤوس الجسور التي استند إليها جيش الاحتلال في التقدم على محاور شمال غرب بيت لهيا، وشمال مدينة غزة ومنطقة مخيم الشاطئ، وقدرت مصادر عسكرية قريبة من قوات القسام مجموع خسائر جيش الاحتلال بتدمير أكثر من عشرين آلية بين دبابة وناقلة جند وجرافة، وعشرات الضباط والجنود بين قتيل وجريح.
في لبنان، حيث التوتر يخيّم على جبهة الجنوب، وسط الردّ المتواصل للمقاومة على جريمة عيناتا، بينما الاحتلال يواصل اعتداءاته، ومعادلة الاحتمالات المفتوحة تحكم المشهد من زاوية المقاومة، حطّ في بيروت المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتاين، حاملاً القلق من تدحرج الأوضاع على الحدود وخروجها عن السيطرة، جامعاً بين الدعوة للتهدئة والتحذير من التصعيد، بينما كان الجواب اللبناني بأن وقف التصعيد يبدأ من الضغط الأميركي على جيش الاحتلال، سواء على جبهة لبنان أو جبهة غزة.
على وقع وصول كبير مستشاري الإدارة الأميركية لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت، شهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً واسعاً تعدّى قواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين الأول بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وبعد وصول الصواريخ من لبنان إلى نهاريا وعكا وحيفا رداً على جريمة عيناتا، وسّع جيش الاحتلال قصفه حتى جبل الريحان أمس، وسط تحذير من توسيع نطاق العمليات والقصف إلى مديات أكبر، ما قد يؤدي الى تدحرج الوضع الى حرب تشمل أهدافاً مدنية وربما مرافق حيوية. إلا أن مصادر مطلعة لـ»البناء» لفتت الى أنه وبعد جريمة عيناتا وردّ المقاومة القوي، تكثفت الجهود الديبلوماسية الأميركية والأوروبية لاحتواء الموقف وضبط التوتر لعدم الانزلاق الى حرب شاملة بين لبنان و»إسرائيل»، وزيارة هوكشتاين المفاجئة تصبّ في هذا الاتجاه. وأوضحت المصادر أنه وعلى الرغم من التصعيد الإسرائيلي الأحد الماضي وما تبعه من ردة فعل المقاومة، لا تزال الأمور مضبوطة لجهة تجنب استهداف المدنيين لتجنب الطرفين الدخول بحرب شاملة. لكن مع التنبه الى احتمال جنوح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب في «إسرائيل» لاستدراج حزب الله الى حرب واسعة النطاق لتوريط الأميركيين فيها، علماً أن الإدارة الأميركية تمارس الضغوط على نتنياهو لعدم السير بخيار جنوني كهذا يأخذ المنطقة الى حرب إقليمية لا تريدها أميركا.
وشهدت الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي سخونة لافتة، مع تأكيد أوساط مواكبة للوضع الميداني، لـ”البناء” أن المقاومة رفعت من مستوى التصعيد العسكري خلال اليومين الماضيين ارتباطاً بأمرين: مجزرة عيناتا والتصعيد الإسرائيلي في غزة، مرجحة أن يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه السبت معادلات ميدانية جديدة لردع الهمجية والوحشية الإسرائيلية في جنوب لبنان وفي غزة.
وأعلنت المقاومة الإسلامية، في بيان، أنّ مجاهديها استهدفوا، ‌مرابض مدفعية العدو في فلسطين ‏المحتلة، ردًا على قيام العدو الصهيوني بقصف إحدى نقاط المقاومة الإسلامية في ‏إقليم ‏التفاح ليل الإثنين الماضي. كما استهدف حزب الله موقع بركة ريشا الاسرائيلي. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق نار وقذائف هاون باتجاه عرب العرامشة في القطاع الغربي قرب الحدود مع لبنان. كما اعلنت اعتراض الدفاعات الجوية مسيرة قرب الحدود اللبنانية. ولفتت إذاعة جيش الاحتلال الى انه “تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على شومرا في الجليل الغربي وقد ردّ الجيش على مصدر النيران”.
في المقابل قصف جيش الاحتلال بشكل عشواي وعنيف أطراف الناقورة في اللبونة، كما قصف 4 قذائف مقابل مروحين في بركة ريشا، ونفذ غارتين على أطراف عيتا الشعب، كما استهدف أطراف كفركلا ومرتفعات شبعا.
وأغار طيران الاحتلال الحربي على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة في حين حلّق الطيران الاستطلاعي فوق قضاء صور والساحل البحري. كما سجل قصف مدفعي إسرائيلي على اللبونة وعلى أطراف الناقورة، ونفذ أربع غارات على عيتا الشعب وغارة على بلدة محيبيب.
وادّعى نتنياهو “أننا نقوم في الجبهة الشمالية بعمليات دفاعية وهجومية وهاجمنا أهدافاً عدة لحزب الله”، معتبرًا أنّه “إذا اختار حزب الله الدخول في الحرب فسيكون قد ارتكب خطأ عمره”.
وزعم وزير الدفاع في حكومة الاحتلال بأننا “لسنا معنيين بفتح جبهة حرب مع حزب الله، لكن إذا أخطأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كما فعل السنوار بغزة، فـ”إسرائيل” ستحسم مصير لبنان”.
في المقابل أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح لـ”إن بي سي”، الى أنه “إذا استمرّت “إسرائيل” وأميركا في عدوانهما فسيؤدي ذلك لمواجهة شاملة”، ولفت الى أن “حزب الله يشارك من أجل تخفيف الضغط على غزة”، وأوضح بأن “هجماتنا المتزايدة رسالة بأنه إذا توسّعت “إسرائيل” فستكون هناك عواقب وخيمة”.
بدوره، رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن “الأهداف كبيرة بالنسبة إلى العدو والمعركة تحتاج إلى نفس طويل، والتعاطي مع هذه المعركة يجب أن يكون بنفس طويل. فهذا النمط من المعارك لا يمكن أن نصل فيه إلى انتصار بسرعة بسبب طبيعة المعركة. وقد يتطلب الأمر في لحظة من اللحظات أن تُفتح هذه المعركة حينئذ أنت كمحور ومقاومة وشعب مقاوم تحدد الظرف والخيار، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار”.
وخلال لقاء نظمه “تجمع العلماء المسلمين” تضامنًا مع صمود غزة المحاصرة قال صفي الدين: “إذا تمكنا كمحور مقاومة، وتمكنت المقاومة في فلسطين وتمكن أهل غزة من إنهاء هذه المعركة دون أن نحقق أغراض نتنياهو فهذا هو المطلوب، وهذا هو الانتصار الأصفى والأنقى. أما في غير هذه الحالة، فنحن سنأخذ الأمور إلى وضع آخر، لكل وضع حساباته، كما أشار سماحة السيد”.
في غضون ذلك، حط آموس هوكشتاين في عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة.
وبعد اللقاء قال هوكشتاين: “حضرت الى لبنان لأن الولايات المتحدة الأميركية تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة”. وأضاف: “نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، واستمعت لوجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعته على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان”. وشدد على أن “المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية، وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان و”إسرائيل” هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم”.
وأبلغ الموفد الأميركي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه به في السراي الحكومي، أنّه “يزور لبنان موفدًا من الرئيس الاميركي جو بايدن، لبحث الوضع في جنوب لبنان، وأنّه لمس من خلال محادثاته أن لبنان و”إسرائيل” لا يرغبان بتصعيد الوضع”. ودعا هوكشتاين جميع الجهات إلى “احترام القرار الأممي الرقم 1701 وتنفيذه كاملًا”، كما أكد مجدداً “دعم الجيش لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها”.
وبحث نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وهوكشتاين، التطورات الأخيرة جراء الحرب على غزة والاعتداءات الأخيرة على جنوب لبنان وانعكاسات ذلك على المنطقة. وخلال اللقاء بينهما في مكتبه في المجلس النيابي، أكّد بو صعب أنّ “الحل يجب أن يبدأ بوقف سريع لإطلاق النار واحترام القوانين الدولية ووقف قتل المدنيين والأطفال”.
من جهته، أكّد هوكشتاين “ضرورة إبعاد الحرب عن لبنان والحفاظ على الاستقرار والأمن”.
وأشارت أوساط مطلعة لـ”البناء” الى أن زيارة هوكشتاين الى لبنان تأتي في إطار سلسلة الزيارات للدبلوماسيين الأميركيين والأوروبين والعرب لنقل رسائل تهديد للبنان من مخاطر توسيع حزب الله للعمليات العسكرية ضد “إسرائيل”، لا سيما عقب ارتفاع وتيرة التوتر على الحدود إثر استهداف قوات الاحتلال لسيارة مدنيّة ما أدى الى استشهاد أربعة أشخاص، حيث شعر الأميركيون أن إطلاق صواريخ من لبنان على كريات شمونة وحيفا يعني أن حزب الله سيوسع قواعد الإشتباك الى حد كبير قد يستدرج ردود فعل اسرائيلية كبيرة أيضاً تتدحرج إلى حرب واسعة.
ومساء أمس، وزعت السفارة الاميركية في بيروت بياناً، كرر ما صرّح به الدبلوماسي الأميركي في عين التينة والسراي الحكومي، وأشارت السفارة إلى أن “كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، أعرب عن اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب”. وعبر عن “خالص التعازي لحياة المدنيين التي فقدت”. واستمع إلى “مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها”. وأكد مجدداً أن “الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدد”، وشدد على أن “استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان و”إسرائيل””.
وذكر “جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف”، ودعا إلى “تنفيذه بالكامل”.
وكان الرئيس بري تابع تطورات الأوضاع في الجنوب في ضوء تصاعد العدوانية الإسرائيلية وآخرها الجريمة التي استهدفت المدنيين والاطفال على طريق عيترون عيناتا والمسعفين في منطقة طيرحرفا اضافة الى المستجدات السياسية، وذلك خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وحول تعيين جلسة للحكومة للتمديد لقائد الجيش، قال ميقاتي: “أنا والرئيس بري حريصان كل الحرص على المؤسسة العسكرية وحتماً في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”.
وفي سياق ذلك، أبدى تكتل “لبنان القوي” في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، استغرابه حيال “الضجة المثارة حول ملف قيادة الجيش وسط حملة مشبوهة للتمديد لقائد الجيش خلافاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء، والتهويل المبرمج حول انقسام الجيش أو وقف المساعدات له في حال عدم التمديد، وهي كلّها ذات خلفية سياسية محضة لا علاقة لها بمصلحة المؤسسة العسكرية التي تتأمن بإبعادها عن السياسة وليس باستخدامها في سياسة خاصة وضيقة”.
وأكد التكتل تمسكه “برفض التمديد في أي موقع من مواقع السلطة والإدارة ورفض التشريع خلافاً لمبدأ الشمولية”، مشيراً الى أن هناك “حلولاً قانونية عدة متوفرة لتفادي وقوع الفراغ في قيادة الجيش وأن هذا الفراغ لن يحصل وهو غير وارد أصلا في المؤسسات ذات التراتبية العسكرية. كما أن حملات المزايدة علينا في محبة الجيش معروفة الأسباب، فالتاريخ والحاضر يشهدان من هم المحبّون الفعليون للجيش”.
ولفتت مصادر نيابية لـ”البناء” الى أن خيار التمديد لقائد الجيش يتراجع بسبب رفض قوى عدة، لا سيما التيار الوطني الحر، ورفض الرئيس بري انتقائية القوات اللبنانية بعقد جلسات تشريعية”، مشيرة الى أن “خيار تسلم الضابط الأعلى رتبة لصلاحيات قائد الجيش بعد شغور المنصب أيضاً ليس خياراً سليماً”، ورجحت أن تتجه الأمور الى خيار تعيين رئيس للأركان في مجلس الوزراء، وهذا الحل الوحيد والمتاح، لأن رئيس الأركان يحلّ مكان قائد الجيش في غيابه، لكن المصادر لفتت الى أن “ملف قيادة الجيش لن يبت في الوقت الحالي، وهناك متسع من الوقت قبل إحالة القائد الحالي على التقاعد”.

*******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

أميركا تضغط لهدنة… و«القسام» ترفض تقديم «هدايا مجانية»: هوكشتين في «مهمة خاصّة»

 تحدّثت مصادر فلسطينية مطّلعة عن معلومات نقلتها عواصم عربية وإقليمية، أن الولايات المتحدة وعدت بإقناع حكومة العدو بالموافقة على هدنة إنسانية قصيرة، وأن البحث جارٍ حول ما يمكن القيام به خلالها. وأشارت المصادر إلى أن البحث يتركّز على مقايضة غير كاملة بين محتجزين مدنيين لدى قوى المقاومة في غزة، وإدخال كمية كبيرة من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك الوقود، والمساعدة على معالجة ملف العالقين تحت الأنقاض.

وقالت المصادر إن قيادة كتائب عز الدين القسام أبلغت القيادة السياسية للحركة وآخرين بأنها لن تطلق سراح أي عسكري من الأسرى لديها إلا مقابل إطلاق سراح معتقلين من السجون الإسرائيلية، وأنها مستعدّة، الآن، لإنجاز صفقة شاملة إذا أُطلق سراح جميع المعتقلين.

وكان لافتاً أمس ما نقله موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن حثّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على «وقف القتال 3 أيام للتقدّم في إطلاق سراح رهائن»، وأن هناك «نقاشاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر لمناقشة اقتراح تطلق بموجبه حماس سراح 10 إلى 15 رهينة، على أن تُستغل الهدنة للتحقّق من هُويات جميع الرهائن وتقديم قائمة بهم».

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن حماس تحتجز نحو 180 أسيراً بينما تحتجز حركة الجهاد الإسلامي نحو 40، فيما يحتجز آخرون نحو 20 آخرين. وقال الموقع إن نتنياهو أبلغ بايدن «تخوّفه من فقدان الدعم الدولي إذا توقف القتال 3 أيام، وأنه لا يثق بنوايا حماس أو قبولها بصفقة بشأن الرهائن». ونقلت قناة CNN عن «كبير مستشاري نتنياهو» أن «أفضل طريقة لضمان إطلاق الرهائن هي زيادة الضغط على حماس».

من جهتها، كرّرت المصادر الفلسطينية أن العدو يريد هدنة لساعات لا تتجاوز اليوم الواحد، وأنه يريد إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى مقابل المساعدات فقط، وأن هذا الأمر غير مقبول من جانب المقاومة، لأن إطلاق أي إسرائيلي مدني أو عسكري يجب أن يكون مقابل أسرى فلسطينيين، وأن فترة الساعات الـ 24 ليست كافية أصلاً لضمان عملية الإحصاء، إضافة إلى أن عدداً من الأسرى الذين قُتلوا لا يزالون تحت الأنقاض، وأن عمليات البحث عنهم تحتاج إلى وقت غير قصير. كما أن حماس تريد إدخال فرق طبية تساعد على معالجة الجرحى داخل القطاع، وليس موادّ طبية فقط.

في هذه الأثناء، وصل إلى بيروت فجأة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين، وعقد سلسلة لقاءات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب واللواء عباس إبراهيم، كما أجرى اتصالاً هاتفياً بالمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وصرّح هوكشتين أنه جاء لدعوة لبنان إلى عدم التورط في الحرب والضغط على حزب الله من أجل ذلك.

وعلمت «الأخبار» من مصادر واسعة الاطّلاع أن زيارة هوكشتين ليست لها علاقة بكل ما صرّح به، ولا بما نقله عنه زواره، وأنه وصل إلى بيروت ضمن مهمة خاصة، كُلف بها من قبل الإدارة الأميركية، تتعلق بملفات متصلة بما يجري في قطاع غزة. ورفضت المصادر الحديث عن تفاصيل هذه المهمة، لكنها أشارت إلى أنها جزء من عملية كبيرة تجري بين واشنطن وعواصم أخرى معنيّة بالصراع الدائر.

مع ذلك، نقلت مصادر عن الذين اجتمع بهم الزائر الأميركي معطيات من نوع أنه «كرّر الكلام نفسه الذي قالته السفيرة الأميركية دوروثي شيا، كما كل السفراء الذين زاروا لبنان»، مشيرة إلى أنه «لقي الجواب نفسه وهو أن على إسرائيل أن تتوقف عن اعتداءاتها وأن لا أحد في لبنان قادر أن يعطي جواباً بالنيابة عن حزب الله». وأوضحت المصادر أن هوكشتين كرّر تحذيرات من أن انخراط لبنان في الحرب ضد إسرائيل «ستكون له نتائج تدميرية على البلدين». وهو سأل في بعض اللقاءات عما يمكن أن يحول دون تصعيد الوضع في لبنان، فقيل له إن ذلك في «أيدي أصحابكم في إسرائيل». ولدى سؤاله عما يحول دون انخراط حزب الله في الحرب، جاءه الجواب: «وقف إطلاق النار في غزة». غير أن المصادر نفسها لاحظت أن الموقف الأميركي «بات أطرى مما كان عليه سابقاً»، لافتة إلى أنه يبدو أن هناك ما يشبه التباين داخل فريق الإدارة الأميركية حول المقاربة الأفضل للتطورات المتسارعة في المنطقة.

****************************

افتتاحية صحيفة النهار

الرسالة الخاطفة لهوكشتاين: تجنبوا تمدد غزّة إلى لبنان

استعادت الزيارة المفاجئة غير المعلن عنها سابقا والخاطفة لكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين، المهندس والعراب لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، لبيروت امس، الوجه “التقليدي” القديم لزيارات كبار الموفدين الأجانب للبنان في حقبات الحرب حين كانت تواكب حضورهم ومهماتهم جولات التصعيد الحربي القتالي ! ومع ان اوساطا عدة أبدت تقديرات “إيجابية” لتعمد الرئيس الأميركي جو بايدن ايفاد هوكشتاين موفدا له الى بيروت نظرا الى مراسه وخبرته مع الافرقاء اللبنانيين ونجاح تجربته في الترسيم البحري، بما يعني ان طبيعة الرسالة التي اوصلها لجهة التشديد على تحييد لبنان عن نيران تمدد الحرب من غزة اليه، بدا واضحا انه من الصعوبة التعويل على “ضمانات” او معالم طمأنة بعد، ولو ان هوكشتاين تعمد بالكلام المقتضب الذي اعلنه ان يؤكد عدم رغبة لبنان وإسرائيل في تصعيد الوضع.

 

غير ان اللافت في زيارة هوكشتاين انها الى جانب الرسالة الأميركية الواضحة التي نقلها حيال التشديد على تجنيب لبنان محاذير تمدد الحرب اليه والدعوة الى عودة الالتزام فعلا بالقرار الدولي 1701، اوحت زيارته للواء عباس إبراهيم بانه يعمل على مسألة مبادلة الاسرى بين إسرائيل وحركة “حماس” تبعا لما كان نقل سابقا عن انخراط إبراهيم مع هوكشتاين في جهود الأخير حيال ملف الاسرى. ولكن التطور المفاجئ تمثل في ان حركة “حماس” سارعت الى اصدار نفي بتكليف مدير عام الأمن العام السابق عباس إبراهيم التفاوض باسمها بشأن الأسرى.

 

هوكشتاين اجرى جولة لقاءاته السريعة بعد ظهر امس ترافقه السفيرة الاميركية دوروثي شيا بدءا بلقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري وشدد على الأثر بان “الولايات المتحدة تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخصوصا في هذه الأيام الصعبة” وأوضح انه اطلع بري “على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان” واكد “إن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك يجب ان يكون بالنسبه للبنان وإسرائيل هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم”.

 

وفي السرايا ابلغ هوكشتاين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه يزور لبنان موفدا من الرئيس الاميركي “لبحث الوضع في جنوب لبنان، وانه لمس من خلال محادثاته ان لبنان واسرائيل لا يرغبان بتصعيد الوضع”. ودعا جميع الاطراف الى احترام القرار الاممي  الرقم 1701 وتنفيذه كاملا، كما أكد مجددا دعم الجيش لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها. ثم زار قائد الجيش العماد جوزف عون ومن ثم اللواء عباس إبراهيم . وافيد انه اجرى اتصالا بالمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري “ونقل اشادة من البيت الأبيض على دور الامن العام اللبناني على اكثر من صعيد”. كما التقى لاحقا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

 

وعلمت “النهار” انه في لقاء بري وهوكشتاين شدد الثاني على ضرورة عدم توسع المواجهات العسكرية في الجنوب وعدم دخول لبنان في الحرب الدائرة. اما بري فحذر من توسيع اسرائيل ضرباتها واستهدافاتها، ولا سيما بعدما اقدمت على جرح اربعة مسعفين من عناصر كشافة الرسالة الاسلامية وقتل ثلاث فتيات وجدتهن. ونبه بري من اخطار تدحرج الامور وتدهورها جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة في غزة وجنوب لبنان. وطلب من هوكشتاين الطلب من اسرائيل وقف عدوانها ضد غزة وتحميلها مسؤولية كل ما يحصل. وسأله ايضا عن اسباب حضور كل هذا الحشد من الاسطول الاميركي والغربي الى المتوسط.

 

وابلغ هوكشتاين رئيس المجلس ان واشنطن على استعداد فور الانتهاء من المعارك وتهدئة الاوضاع في الجنوب البت في نقاط الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل. ولم يتم التطرق بين بري وهوكشتاين الى موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. واكتفى بر ي في رد على سؤال ان ” هذا الموضوع عند الحكومة. وكلامي واضح في هذا الخصوص منذ البداية”. وفي اللقاء بين هوكشتاين وميقاتي بدا لافتا ان هوكشتاين تعمد التنويه بانه حضر الى بيروت بتكليف من الرئيس جو بايدن .

 

واصدرت السّفارة الأميركيّة بيانا عن الزيارة أفادت فيه ان هوكشتاين “اعرب خلال زيارته عن اهتمام الولايات المُتّحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب. وأعرب عن خالص تعازينا لحياة المدنيين التي فقدت. واستمع إلى مخاوف المسؤولين اللبنانيّين وأبلغهم بما تقومُ به الولايات المُتّحدة لمعالجتها. وأكّد مُجدّداً أنّ الولايات المتّحدة لا تريد أن ترى الصّراع في غزّة يتمدّد، وشدّد على أنّ استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبيّة يجب أن تكون الأولوية القصوى لكلٍ من لبنان وإسرائيل. وذكّر جميع المُحاورين بأنّ قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف ودعا إلى تنفيذه بالكامل”.

 

تصعيد وحرب تهديدات

 

في غضون ذلك شيعت بلدة بليدا الجنوبية في وداع مؤثر الشقيقات الثلاث: ريماس وليان وتالين شور مع جدتهن سميرة أيوب اللواتي سقطن يوم الأحد جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهن في بلدة عيناتا، في حضور حشد كبير من اهالي البلدة والجوار ووفود من المناطق . واستمر التوتر عند الحدود الجنوبية بعدما أطلقت صواريخ عدة من الجنوب سقطت على الحدود اللبنانية -الإسرائيلية. وفيما ذكرت معلومات انه تم إطلاق ٨ صواريخ من القطاع الشرقي في اتجاه إسرائيل، أفادت معلومات أخرى انه تم إطلاق 20 صاروخًا باتجاه الجليل والجولان.

 

وأعلن المتحدث باسم #الجيش الإسرائيلي أنه عقب دوي صفارات الإنذار شمالي الجولان والجليل الأعلى تم رصد إطلاق صواريخ من لبنان.

 

وأفيد عن استهداف مرابض الجيش الاسرائيلي في الجولان بالصواريخ وأن القبة الحديد نفذت عمليات اعتراض في أجواء المنطقة في القطاع الشرقي. في المقابل استهدف الجيش الإسرائيلي مواقع في الجنوب وتعرضت منطقة مزارع شبعا ومناطق مفتوحة في القطاع الشرقي لقصف مدفعي إسرائيلي.وطاول قصف إسرائيلي محيط علما الشعب والناقورة. وشنت الطائرات الإسرائيلية ليلا سلسلة غارات على اطراف الناقورة وسهل الخيام وياطر ومرتفعات شبعا .

 

وتصاعدت التهديدات الكلامية فقال نائب الأمين العام لـ”#حزب الله” الشيخ نعيم قاسم لشبكة “إن بي سي” الأميركية: “إذا استمرت إسرائيل وأميركا في عدوانهما فسيؤدي ذلك لمواجهة شاملة”، ولفت الى ان “حزب الله يشارك من أجل تخفيف الضغط على غزة”. وحذر من أن “هجماتنا المتزايدة رسالة بأنه إذا توسعت إسرائيل فستكون هناك عواقب وخيمة”.

 

في المقابل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه إذا اختار حزب الله الانضمام إلى الحرب فسوف يرتكب خطأ كبيرًا. وقال نتنياهو: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات حزب الله وهذا سيكون خطأ حياتيا بالنسبة لهم”.

 

كما ان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قال انه “إذا أخطأ الامين العام لحزب الله حسن #نصرالله كما فعل السنوار بغزة، فإسرائيل ستحسم مصير لبنان”. وقال أن “لا نية لدينا لخوض حرب مع حزب الله، ولكن إذا أقدم نصرالله على ارتكاب خطأ فسيقضي على لبنان”.

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

جبهة الجنوب لم تهدأ… ونتنياهو يُحذّر “حزب الله” من “ارتكاب خطأ عمره”

هوكشتاين رسول بايدن بلّغ ومشى: إحترموا الـ1701 ولا تُغطّوا “حماس” عربياً

 

على طريقة «وما على الرسول إلا البلاغ»، زار لبنان أمس فجأة آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس بايدن، حيث أبلغ الى المسؤولين، حرص البيت الأبيض على تحييد لبنان عن حرب غزة، كما تمنى «تحييد» لبنان في «الحرب» الديبلوماسية الناشبة حول القرار العربي الذي سيصدر عن القمة العربية الاستثنائية السبت المقبل. وعلمت «نداء الوطن» أنّ هوكشتاين أبدى اهتماماً بما سيكون عليه الموقف الرسمي اللبناني في هذه القمة، وضرورة «ألا يكون الى جانب تغطية حماس». وبدا من محادثات الموفد الأميركي، أنّ عناوين المرحلة الراهنة تتمثل بالسعي الى «فتح الممر الانساني الى غزة بعد الاتفاق على التهدئة» التي يتهددها القرار الاسرائيلي الرافض لها.

 

وأبلغ هوكشتاين مضيفيه أيضاً أنّ «البحث جارٍ للتوصل إلى هدنة في الجنوب مشابهة لهدنة غزة الجاري البحث في شأنها».

 

وفي المعلومات، أن إحدى الشخصيات التي التقت هوكشتاين، قالت له إن «ما يحصل في جنوب لبنان هو في الأساس نتيجة القرار الاسرائيلي بشن الحرب على غزة، وعلى عاتق واشنطن اقناع حليفها بوقف هذه الحرب لكي يهدأ التوتر في كل مكان». ولم يعلّق هوكشتاين، بل اكتفى بالاستماع.

 

وليلاً، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنّ هوكشتاين أعرب في لقاءاته عن «اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب»، وعبّر عن «خالص تعازينا لحياة المدنيين التي فقدت»، واستمع إلى «مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها». وأكد مجدداً أنّ «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدّد»، وشدد على أن «استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».

 

وذكّر «جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف»، ودعا إلى «تنفيذه بالكامل». كما أكد على دعم الجيش اللبناني وضرورة منع إطلاق الصواريخ من منطقة عمل القوة الدولية.

 

في موازاة ذلك، بقيت الجبهة الجنوبية على سخونتها، وتميّزت أمس بغارات للطيران الاسرائيلي في مناطق عدة على امتداد هذه الجبهة من الناقورة غرباً الى شبعا شرقاً مروراً بالقطاع الأوسط.

 

وأعلنت «المقاومة الاسلامية» الجناح العسكري لـ»حزب الله» في بيان، أنه رداً على استهداف «إحدى نقاط المقاومة الاسلامية في ‏إقليم ‏التفاح ليل الإثنين الماضي»، استهدفت أمس «مرابض مدفعية العدو في فلسطين ‏المحتلة».

 

وفي هذا السياق، حضّ قائد قوات «اليونيفيل» في لبنان الجنرال اندريا تيننتي، مجدداً «الجميع على وقف إطلاق النار، والامتناع عن أي أعمال قد تعرّض المدنيين أو أفراد الأمم المتحدة للخطر أو تدفع المنطقة إلى الصراع». واعتبر أنّ «احتمال خروج الوضع على طول الخط الأزرق عن السيطرة قائم».

 

وفي تل ابيب، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة: «إذا قرر «حزب الله» الانضمام الى الحرب، فسيكون قد ارتكب خطأ عمره»، على حد تعبيره.

 

باسيل عرَضَ على ميقاتي “انقلاباً” على الجيش بغطاء “الحزب”

لم يعجب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل اعلان البطريرك الراعي في عظة الأحد وعقب استقباله ان التمديد لقائد الجيش جوزاف عون مسألة ضرورية، وأن اسقاط التمديد يعتبر إمعاناً في تفريغ المواقع المارونية لمصلحة مجهول.

 

أتى الرد الباسيلي سريعاً. أرسل وزير دفاعه موريس سليم الى رئيس حكومة «تصريف الأعمال» نجيب ميقاتي ليبلغه بأن «التيار» حاضر للعودة الى مجلس الوزراء وطي صفحة المواقف «المبدئية» الرافضة تسيير أعمال السلطة التنفيذية في غياب رئيس للجمهورية، إذا جاراه ميقاتي في سلة تعيينات أهمها تعيين مجلس عسكري وقائد جديد. وفي هذا الإطار أورد ثلاثة اسماء لقيادة الجيش هي ايلي عقل ومارون قبياتي وطوني قهوجي.

 

وحين استفسر ميقاتي عن التوافق المسيحي في شأن اسم القائد ومجمل المجلس العسكري، جاءه الرد بأن غطاء «التيار» كاف خصوصاً أنه يتدثّر حتماً بغطاء «حزب الله» والرئيس نبيه بري بالمعيّة.

 

وبرر سليم خطوة باسيل بالحاجة الى مواكبة مرحلة حرب غزة، فيما فُهم ان باسيل وفريق الممانعة يريدان «اقتناص» الظرف الاستثنائي الجنوبي والاقليمي لإحداث «انقلاب» كامل في الجيش يجعل من كل قياداته متناغمة مع هذا التوجه السياسي، خشية ان تفرض ترتيبات ما بعد الحرب معادلات تحتاج قيادات متوازنة مثل جوزاف عون، مجربة ولها علاقات محلية ودولية وقادرة على إمساك العصا من وسطها. أما دافع باسيل الأساسي فهو حتماً إبعاد عون عن القيادة لتقليص حظوظه في رئاسة الجمهورية.

 

واعتبر مراقبون أن تحقيق رغبة باسيل التي وقف منها الرئيس ميقاتي موقفاً رمادياً، سيؤدي الى فقدان الجيش الدعم المادي والمعنوي الذي يحظى به من واشنطن والدول الخليجية عموماً، كما سيفقده ثقة جزء كبير من الشعب اللبناني الذي يعتبره مؤسسة جامعة تمثل كل اللبنانيين ووحدة النسيج الأجتماعي، ويرفض أن يتحول أداة في يد أصحاب المشاريع الاقليمية أو الهموم الرئاسية الصغيرة.

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

لبنان طلب من أميركا ردع إسرائيل .. وبايدن طلب وقف النار ونتنياهو رفض

بَدا أمس أنّ الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة والمواجهات والتراشق بين المقاومة وقوات الاحتلال اسرائيلي على الجبهة الجنوبية اللبنانية في سباق مع الوقت عشيّة القمتين العربية والاسلامية المقررتين في الرياض السبت والاحد المقبلين، حيث تسعى واشنطن الى فَرض هدنة وقف نار موقّت تحت العنوان الانساني، لشعورها بتعاظم نقمة الشارع العربي والرأي العام الدولي نتيجة المجازر التي ترتكبها اسرائيل يومياً في غزة، بما يهدّد مصالحها من جهة ويعكس مدى الفشل الاسرائيلي ومخالفة اسرائيل للقوانين الدولية وحقوق الانسان، فأوفدَ الرئيس الاميركي جو بايدن مستشاره اموس هوكشتاين الى لبنان حاملاً رسالة تؤكد «انّ الولايات المتحدة لا تريد أن ترى النزاع في غزة يتمدّد، وتشدّد على أنّ استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل». فيما يعمل البيت الابيض في الموازاة على إقناع إسرائيل بوقف نار موقت «لأسباب انسانية»، ولكنها رفضت مُشترطة أن تُطلق حركة «حماس» الأسرى الاسرائيليين لديها قبل البحث في اي هدنة او وقف للنار، ما دَلّ الى خلاف بدأ يعصف بين واشنطن وتل أبيب.

أعلنت وزارة الخارجية السعودية أمس تأجيل القمة العربية – الإفريقية الخامسة التي كان مقرراً عقدها السبت المقبل إلى موعد يُحدد لاحقاً.

 

وقالت الوزارة في بيان مقتضب انّ هذا التأجيل تقرر بعد التنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الإتحاد الإفريقي، مؤكدة أن سبب التأجيل هو الحرص على أن لا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية – الإفريقية التي ترتكز على البُعد التنموي الاقتصادي.

 

ومن المقرر أن تستضيف الرياض السبت القمة العربية الطارئة في شأن غزة على ان تليها في اليوم التالي قمة منظمة التعاون الإسلامي التي سيشارك فيها الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى جانب ملوك ورؤساء الدول الإسلامية.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ إلغاء القمة العربية ـ الافريقية كان بهدف استبدالها بالقمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي بعدما دُعي إليها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي وبقية رؤساء الدول الإسلامية المنضوية تحتها.

 

وانتهت المصادر الى القول انه من المستحيل ترتيب أعمال ثلاثة قمم في يومين، ذلك انّ معظم رؤساء الدول المشاركين في القمتين العربية والاسلامية يشكلون أعضاء القمة العربية ـ الافريقية ضمناً وهي خطوة عبرت عن الإهتمام السعودي بالضيف الايراني في هذه المرحلة بالذات.

 

مجلس الأمن يفشل مجدداً

 

وفي هذه الأجواء فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار لوقف النار إثر احاطة أُجريت في مجلس الأمن بعد اجتماع مغلق حول غزة بناء على طلب الصين ودولة الامارات العربية المتحدة، اللتين أعدّتا المشروع وقد نال موافقة عشرة من اعضاء مجلس الامن غير الدائمين، لكنّ مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا أبطلا مفاعيله باستخدامهما حق النقض «الفيتو».

 

وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية» ان نهاية الاقتراح المشترك كانت حتمية. لأنّ الاجواء التي تسود أروقة مجلس الأمن لم تتبدل منذ اكثر من اسبوعين تقريباً وسقطت خلالها مجموعة من المشاريع المتناقضة. ولفتت إلى انّ الفيتو الاميركي ما زال يتربّص لأي اقتراح لا يدين حركة «حماس» ويتجاهل الدعوة الى وقف شامل للنار، وهو ما حصل أمس.

 

وموقف أميركي حاد

 

وفي الموازاة نقلت شبكة «CNN» الاميركية عن نائب مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة روبرت وود قوله «لا اتفاق في هذه المرحلة».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد حَضّ أمس الأول على وقف إطلاق النار، محذّراً من أن القطاع يتحوّل «مقبرة للأطفال». وقال إن «الكارثة التي تتكشّف فصولها تجعل وقف إطلاق النار لدواع إنسانية أكثر إلحاحاً على مَر الساعات». وأضاف أن «الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية. إنها أزمة للبشرية».

 

وشدّد على «أن المساعدات الإنسانية التي تعبر رفح نحو القطاع المحاصر غير كافية. ففي أسبوعين عبرت 400 شاحنة، مقابل 500 كانت تعبر يومياً، وقد شدّد على أنّها لا تلبّي على الإطلاق الحاجات الكبرى».

 

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ما لم تُفرج حركة «حماس» عن المحتجزين لديها منذ شهر.

 

هوكشتاين موفد رئاسي

 

وفي هذه الاجواء زار هوكشتاين لبنان أمس موفداً للرئيس الاميركي وناقلاً منه رسالة للمسؤولين اللبنانيين تحذّر من تمدّد النزاع في غزة الى لبنان وتدعو الى «التطبيق الكامل» للقرار الدولي 1701. فالتقى تباعاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، كذلك التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، والمدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم واتصل بالمديرالعام للامن العام بالانابة الياس البيسري. وقال في تصريحات له بعد هذه اللقاءات «إنّ المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية، وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل. هذا ما ينصّ عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صُمّم».

 

وأبلغ هوكشتاين الى رئيس الحكومة أنه يزور لبنان موفداً من الرئيس الأميركي جو بايدن، لبحث الوضع في جنوب لبنان، وانه لمسَ من خلال محادثاته ان لبنان واسرائيل لا يرغبان بتصعيد الوضع.

 

وعلمت «الجمهورية» انّ البحث بين هوكشتاين واللواء ابراهيم تناول ما انتهت إليه الإتصالات الجارية لترتيب عملية تبادل الاسرى من حاملي الجنسيتين الاسرائيلية ومن دول مختلفة لدى «حماس» و»الجهاد الاسلامي» في إطار الإتصالات المفتوحة بين الرجلين منذ فترة، وسطَ رواية تحدثت عن وجودهما معاً في قطر قبل زيارته الى بيروت.

 

زيارة ضمن حراك

 

وأوضحت مصادر رسمية تابعَت عن قرب لقاءات الموفد الاميركي هوكشتاين لـ«الجمهورية» انّ زيارته لبنان تأتي من ضمن الحراك الاميركي في المنطقة الذي قام به عدد من المسؤولين الاميركيين الكبار واستثنى لبنان، فزار هوكشتاين بيروت ليبقى لبنان على خريطة الاتصالات. وانّ هدف الزيارة الاساسي هو تهدئة الوضع على جبهة الجنوب ومنع توسّع الحرب والتصعيد، وشرحَ ما تقوم به الادارة الاميركية من اتصالات ومَساعٍ مع اسرائيل وغيرها لوقف الحرب على غزة ولو مؤقتاً وتحقيق هدنة انسانية تتيح إدخال مواد الاغاثة الى القطاع.

 

ولدى السؤال اذا كان هوكشتاين قد عرض تفاصيل ما تقوم به الادارة الاميركية؟ أجابت المصادر: «لم يدخل المسؤولون اللبنانيون في التفاصل ولا هو دخلَ فيها، بل عرضَ العناوين العامة للخطوات الاميركية لتخفيف حدة النزاع في المنطقة. وقد طلب الرئيسان بري وميقاتي من الموفد الاميركي ان تعمل الولايات المتحدة الاميركية على وضع حد لتصعيد اسرائيل سواء في غزة او في لبنان، «فليس نحن من نبادر الى التصعيد بل اسرائيل».

 

ولاحظَت المصادر انّ اللهجة الاميركية والاسرائيلية حيال لبنان «تغيّرت من التهديد والوعيد الى لهجة أهدأ وتقديم تطمينات»، ودعت الى مراجعة موقف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الذي قال مساء امس ان «لا نية لدينا لخوض حرب مع «حزب الله»، ولكن إذا أقدمَ نصرالله على ارتكاب خطأ فسيقضي على لبنان». وهذا معناه عدم الرغبة الاميركية والاسرائيلية في الذهاب بالمواجهات العسكرية الى ما هو أوسع وأخطر.

 

لكن المصادر اكدت انه صحيح انّ المواجهات ما زالت ضمن الحد الادنى من قواعد الاشتباك على رغم من بعض الخروقات التي حصلت هنا وهناك، لكن الامور يمكن ان تنفلت وتتصاعد في اي لحظة وبسبب اي خطأ. لذلك، فالحل هو ما يطلبه لبنان بوقف إطلاق النار في شكل تام عبر الحل السياسي لأنّ اساس المشكلة هو احتلال فلسطين وما يجري فيها.

 

السفارة الاميركية

 

وليلاً اضاءت السفارة الاميركية على زيارة هوكشتاين ببيان قالت فيه «انّ كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكستين زار لبنان اليوم (أمس) والتقى عددا من القادة الكبار. وأعربَ عن اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب». وأضاف البيان: «أعربَ هوكشتاين عن خالص تعازينا لحياة المدنيين التي فُقدت. واستمع إلى مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها. وأكد مجددا أن اميركا لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدّد، وشدّد على أنّ استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل. وذكّر جميع المحاورين بأنّ قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف ودعا إلى تنفيذه بالكامل».

 

وكان بري وميقاتي قد التقيا في عين التينة قبل وصول هوكشتاين، وعرضا لتطورات الأوضاع في الجنوب في ضوء تصاعد العدوانية الإسرائيلية، وصاغا الموقف الذي أبلغاه الى الموفد الاميركي، وهو كما لخصه ميقاتي بقوله: وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، ووقف نزيف الدم الذي يحصل، والضغط على إسرائيل لوقف استفزازاتها في الجنوب اللبناني وآخرها التعرّض للمدنيين».

 

جنوباً


في الجنوب اللبناني، تواصلت المواجهات على الجبهة بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وتصاعَدت على وَتيرة استمرار الاسرائيليين في إطلاق التهديد والوعيد ضد لبنان و«حزب الله».

 

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس «إننا نقوم في الجبهة الشمالية بعمليات دفاعية وهجومية وهاجَمنا أهدافاً عدة لـ«حزب الله»، معتبرًا أنّه «إذا اختار «حزب الله» الدخول في الحرب فسيكون قد ارتكب خطأ عمره». ولفت إلى أنّه «لن نُوقف إطلاق النار ولن نُدخِل الوقود الى غزة قبل إطلاق الأسرى»، زاعمًا الوصول إلى «أماكن لم تتوقع حماس أن نصل إليها».

 

فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: «لسنا معنيين بفتح جبهة حرب مع «حزب الله» وإذا اقترف (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله خطأ فإنه سيورّط لبنان وسيدفع ثمنًا باهظًا». وأشار إلى «أننا نستهدف قادة حركة حماس بكل مستوياتها بدءا من (رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيي) السنوار»، لافتًا إلى أنّ «حركة حماس لن تحكم غزة بعد الحرب».

 

في المقابل، اشار نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لـ«إن بي سي»، الى انه «إذا استمرت إسرائيل وأميركا في عدوانهما فسيؤدي ذلك الى مواجهة شاملة»، ولفت الى ان «حزب الله يشارك من أجل تخفيف الضغط على غزة». واوضح انّ «هجماتنا المتزايدة هي رسالة بأنه إذا توسّعت إسرائيل فستكون هناك عواقب وخيمة».

 

الى ذلك دانَ تكتل «لبنان القوي» في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، «استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة وسط صمت دولي ثقيل وأفق مسدود باتجاه الحل». كذلك دان «العدوان الذي أودى بحياة أربعة مدنيين في بلدة عيناثا في جنوب لبنان، وفي الحالين فإنّ ما تقوم به اسرائيل هو جرائم حرب». ورفض «الخطاب الإسرائيلي المُتزايد باعتبار لبنان جزءاً من أرض إسرائيل»، معتبراً ذلك «تزويراً للحقائق وللتاريخ ويدلّ على نيّة إسرائيل التوسعية وانخراطها في سردية خطيرة تحوّل الصراع حول الأرض الى صراع ديني حضاري لا تُحمد نتائجه. وهي بذلك تكون نقيض فكرة لبنان التنوّع والتسامح وتَعايش الحضارات وحوارها».

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

رسالة أميركية عاجلة مع هوكشتاين: هدوء الجنوب مصلحة مشتركة

تنازع مسيحي حول التمديد لعون.. وتريُّث بتعيين رئيس الأركان في مجلس الوزراء

 

ودَّع الجنوب، من بنت جبيل الى عيناتا وعيترون وبليدا الجدة سميرة ايوب والفتيات الثلاث من آل شور، اللواتي سقطن في السيارة التي استهدفها جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهن في الطريق لمغادرة بلدة الجدة عيناتا، في وقت كانت فيه الاشتباكات تتوسع في المواقع الامامية وصولاً الى بلدة مجدل شمص في الجولان السوري المحتل..

وعلى مسمع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بقي الموقف الميداني على حاله: اعتداءات اسرائيلية وردّ للمقاومة على هذه الاستهدافات، وهو الموضوع الذي حضر على طاولة اللقاء بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة.

 

واشار ميقاتي بعد اللقاء ان موقفي رئيس المجلس والحكومة واحد لجهة ان الاولوية لوقف النار، وعدم قصف المدنيين والابرياء والاطفال في غزة، كذلك في جنوب لبنان، بعد مجزرة الجدة والفتيات الثلاث.

وفي ما خصَّ ايجاد حل يمنع الفراغ في قيادة الجيش، ورداً على سؤال حول تعيين جلسة لمجلس الوزراء للتمديد لقائد الجيش، قال ميقاتي: «انا والرئيس بري حريصان على المؤسسة العسكرية، وحتماً في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة».

وفي السياق، تردد أن التحضير لجلسة لمجلس الوزراء يتم قريبا لكن المصادر نفسها  أشارت  إلى أن إدراج بند تعيين رئيس الأركان على المجلس لم ينضج بعد في حين أن البطريرك الراعي يقود معركة التمديد لقائد الجيش وسبق أن دعا إلى عدم المس بقيادة الجيش إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية، داعياً إلى تبلور مواقف القوى السياسية في القريب العاجل.

 

وحول زيارة هوكشتاين المفاجئة، كشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن زيارة الموفد الرئاسي الأميركي هاكشتين  لم تخرج عن الدعوة الأميركية بتجنيب لبنان الدخول في الحرب في حين أن  إنجاز  ترسيم الحدود دخل مرحلة الخطر بفعل التطورات الحاصلة   وهذا ما ابلغه المسؤول الأميركي إلى المعنيين.

‎ولفتت المصادر إلى أن ما من مبادرة معينة يحملها هوكشتاين إلا أنه تحدث عن ان لبنان بغنى عن  الدخول في أي صراع .

وذكرت الخارجية الاميركية ان هوكشتاين حمل رسالة تحض على عدم توسيع الحرب، وانجرار لبنان اليها، بطلب من الرئيس الاميركي بايدن.

هوكشتاين في بيروت

والتقى الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الذي وصل فجأة الى بيروت كلاً من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزان عون، والمدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم.

وشدد بري امام هوكشتاين على ان تبادر الادارة الاميركية الى الضغط على اسرائيل، لان التصعيد الذي تفتعله يجر لبنان الى الحرب، مستشهداً بخرقها لقواعد الاشتباك، من خلال قصف طاقم كشافة الرسالة الذي يتولى نقل المصابين الى المستشفيات فضلاً عن قصف الفتيات الثلاث.

 

وقال رئيس المجلس لهوكشتاين ان قصف جبل الريحان واقليم التفاح ومناطق اخرى خارج ولاية القرار 1701، هو اعتداء وخرق واضح لهذا القرار.

وكشف اللواء عباس ابراهيم انه قال لهوكشتاين: عليكم ان تلجموا اسرائيل، ووضع حد لاعتداءاتها على لبنان.

وعلمت «اللواء» ان البحث تناول ايضاً موضوع الرهائن الأمريكيين في غزة وامكانية مساعدة اللواء إبراهيم في هذا الملف.

ومن عين التينة، اعلن هوكشتاين: «حضرت الى لبنان اليوم لأن الولايات المتحدة الاميركية تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة».

وأضاف:«نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، وإستمعت لوجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعته على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان». وختم: «إن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم».

أعلنت السفارة الأميركية في بيروت في بيان، أن «كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكستين، قام بزيارة لبنان اليوم والتقى بعدد من كبار القادة».

وأعرب عن «اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب». وعبّر عن «خالص التعازي لحياة المدنيين التي فقدت». واستمع إلى «مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها». وأكد مجدداً أن «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدد». وشدّد على أن «استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».

وذكّر «جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف»، داعياً إلى «تنفيذه بالكامل».

وعلى صعيد متصل نفت حركة «حماس» تكليف مدير الأمن العام اللبناني السابق اللواء عباس ابراهيم التفاوض باسمها بشأن الأسرى.

وتواصل ابراهيم مع قيادة حماس عارضاً عليها التوسّط في ملفّ الأسرى، وفق ما أفادت قناة «الحدث»

التيار ضد التمديد وتحرُّك قواتي باتجاه الكتل

سياسياً، وفي رد غير مباشر على القوات اللبنانية، وبالتزامن مع اعلان النائب جورج عدوان عن جولة لفريقه النيابي على الكتل النيابية لشرح فكرة التمديد لقائد الجيش، استغرب تكتل لبنان القوي الضجة المثارة حول ملف قيادة الجيش، واصفاً الحملة للتمديد بأنها «مشبوهة» ومخالفة للدستور والقوانين المرعية، مجدداً تمسكه برفض التمديد لأي موقع في الدولة او الادارة، متحدثاً عن حلول قانونية متوافرة لتفادي وقوع الفراغ.

يوم الغارات وردّ المقاومة

وتميز اليوم الاول، من الشهر الثاني من حرب غزة، بأنه يوم الغارات من الصباح الى المساء وحلول الليل، مع رد مباشر من المقاومة الاسلامية، فقد أغار الطيران الحربي الاسرائيلي أمس على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة في حين حلق الطيران الاستطلاعي فوق قضاء صور والساحل البحري. كما سجل قصف مدفعي اسرائيلي على اللبونة وعلى أطراف الناقورة. في المقابل، استهدف حزب الله موقع بركة ريشا الاسرائيلي. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق نار وقذائف هاون باتجاه عرب العرامشة في القطاع الغربي قرب الحدود مع لبنان. كما اعلنت اعتراض الدفاعات الجوية مسيَّرة قرب الحدود اللبنانية. ولفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى انه تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على شومرا في الجليل الغربي وقد رد الجيش على مصدر النيران. كما اعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه خلية كانت تحاول إطلاق صاروخ مضاد للدروع على شتولا من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه: قواتنا استهدفت نقطة مراقبة لحزب الله قرب الحدود.

وليلاً، شنت اسرائيل غرتين في محيط بلدتي كفركلا وشبعا في القطاع الشرقي، وغارة على اللبوة في القطاع الغربي وشمل القصف اطراف بلدات عيتا الشعب والناقورة ورميش.

وفي المعلومات ان غارة اسرائيلية استهدفت احد المنازل الخالية بالقرب من بلدة كفرا.

كما اغار الطيران الاسرائيلي على منزل مواطن من ياطر، من دون وقوع اصابات.

وكرر رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو تحذيراته لحزب الله، وقال: اذا اختار حزب الله الدخول في الحرب، فسيكون قد ارتكب خطأ عمره.

وليس بعيداً عن التحذيرات المتمادية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: إذا أخطأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كما فعل السنوار بغزة، فإسرائيل ستحسم مصير لبنان.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

هوكشتاين فجأة في بيروت حاملاً رسالتين: لا للتصعيد جنوبا… ونعم لتنفيذ الـ 1701

توسّع العمليات العسكرية خارج قواعد الإشتباك الحدودي… والمقاومة تتوّعد بردّ قاس

 بكركي مستاءة من الإنقسام المسيحي حول التمديد لقائد الجيش…الفراغ الثالث ممنوع! – صونيا رزق

 

تؤكد التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية، بأنّ قواعد الاشتباك تخطّت ما كان معهوداً، بعد رد المقاومة على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، وقصفها للمناطق الآمنة وإسقاطها الضحايا، وآخرهم الفتيات الشهيدات الثلاث وجدتهن، هذه الجريمة التي هزّت العالم بأسره ولم تهز الطغاة في «اسرائيل»، الذين يواصلون إجتياح غزة وسط القتل والدمار والخراب وضرب المستشفيات والملاجئ، وسقوط الآف الضحايا، وفي الامس اقتحم الجيش «الإسرائيلي» مدينة جنين ومخيمها، ودارت مواجهات مع المقاومة الفلسطينية، وافيد بأنّ جيش الاحتلال نشر القناصة على أسطح المباني، ودفع بتعزيزات جديدة من قواته، التي قامت بجرف الطرقات على مخيم جنين، ولاحقاً إنسحبت من المخيم.

 

كما شهدت غزة قصفاً مدفعياُ وجوياً عنيفاُ، ودارت اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين الجنود «الإسرائيليين» ومقاتلي حماس، أعنفها في شمال القطاع حيث مدينة غزة المحاصرة، وتمركزت دبابات إسرائيلية وسط غزة، وافيد بأنّ زوارق حربية «إسرائيلية» قصفت مخيم الشاطئ ومحيط منطقة الميناء غرب المدينة ، وأن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومين الفلسطينيين والقوات» الإسرائيلية « التي حاولت التوغل على محور تل الهوا جنوب غزة.

 

الى ذلك زار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بيروت امس بصورة مفاجئة، للإطلاع على الوضع في الجنوب، وللتشديد على ضروة ضبط النفس ودعوة لبنان و»إسرائيل» الى عدم التصعيد على جبهة الجنوب ، ونقل المخاوف الاميركية من اي تصعيد جديد على الحدود، وعلمت» الديار» بأنه لم يبحث ملف الاسرى كما اشيع، ولم يتحدث عن وساطة مرتقبة مع حركة «حماس» من خلال وسيط لتحرير الاسرى، وبدورها نفت «حماس» كل ما قيل في هذا الاطار.

 

هوكشتاين التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث اعلن انّ واشنطن لا تريد ان يتمدّد الصراع في غزة نحو لبنان، ودعا الى التطبيق الكلي للقرار 1701، كما زار ايضاً السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بحضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروتي شيا. وأبلغ ميقاتي أنه يزور لبنان موفداً من الرئيس بايدن لبحث الوضع في جنوب لبنان، كما التقى نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وغادر بيروت ليلاً.

 

هوكشتاين الذي يكرّر دعوته في كل مرة الى تطبيق القرار 1701، الذي أنهى حرب العام 2006، يبدو مهدّداً بعد العمليات العسكرية والاعتداءات التي تحصل يومياً في الجنوب اللبناني، ومنذ الثامن من تشرين الأول الماضي، فيما نصّ القرار المذكور على وقف المعارك ، ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة للمراقبة، وإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني يتواجد فيها الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، لكن ومع الخروقات « الاسرائيلية» التي تحدث يومياً، ثمة مراقبون عسكريون يسألون:» ماذا بقي من ذلك القرار؟، هل ما زال فاعلاً عملياً ونافذاً وما هو مصيره؟، فيأتي الجواب من قبل المراقبين بأنّ القرار 1701 ما زال نافذاً ولم يسقط في الاطار القانوني، لذا يبقى ملزماً من قبل الطرفين.

الاعتداءات الاسرائيلية تتواصل يومياً في الجنوب

 

في يوميات الجنوب الصامد، تكرّرت الاعتداءات الاسرائيلية والغارات على المناطق الجنوبية الحدودية والقريبة، وامس سجّلت اربع غارات على عيتا الشعب وغارة على بلدة محيبيب، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية الضهيرة وعيتا الشعب، وردّت المقاومة بإطلاق صواريخ من القطاع الشرقي من لبنان، باتجاه شمال اسرائيل، وتوعدت برد قاس، كما اطلقت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى وشمال الجولان.

 

وعصراً تم قطع طريق عام ‎النبطية – ‎مرجعيون في محلة ‎الخردلي من قبل الجيش اللبناني بسبب الاوضاع الامنية الراهنة، وفي ساعات المساء حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء العاصمة بيروت وضواحيها.

تشييع الشهيدات الاربع

 

تواصلت الإدانات لجريمة استهداف الشهيدات الاربع، السيدة سميرة عبد الحسين أيوب والأطفال: ريماس، تالين، وليان شور في بلدة عيناتا الحدودية، حيث شيعن يوم امس ، مع عودة والدهن الى بيروت من ساحل العاج، وسط حالة من الحزن الشديد على فتيات بعمر الورود قتلوا من دون سبب. ومرّ موكب التشييع في قرى وبلدات جنوبية عدّة، حيث تمّ استقباله بالزغاريد ونثر الأرز والورود.

 

وفي هذا الاطار قال الناطق بإسم قوات «اليونيفل» في الجنوب أندريا تيننتي، بأن استهداف المدنيين انتهاك للقانون الدولي، وهذه الجرائم ترقى الى جرائم حرب».

 

في السياق وبناءً على اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي وإعداده، وبعد اطلاع الوزراء وموافقة الرئيس ميقاتي، صدر بيان عن الامانة العامة لمجلس الوزراء حمل عنوان:» البراءة تذبح في فلسطين»، تضمنت رسالة الى صنّاع القرار في العالم ودعته الى حماية أطفال فلسطين، والدفاع عن الأرواح البريئة، وسأل البيان:» إن لم توقظ الصور الصادمة القادمة من غزة الرحمة في القلوب والضمائر في الأنفس، فمن سيفعل ذلك؟.

 

وناشد البيان صناّع القرار في هذا العالم، بالقيام بكل ما يلزم من أجل وقف المجازر فوراً، حفاظاً على ما تبقى من أرواح بريئة، وأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل إيجاد حل يمنح الفلسطينيين حقوقهم وحاجاتهم الأساسية.

إطلالة للسيّد نصرالله هذا السبت وتطورات مفاجئة

 

في غضون ذلك اشار مصدر سياسي مقرّب من حزب الله لـ» الديار» الى انّ الإعلان عن إطلالة ثانية للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله يوم السبت المقبل، يعني وجود مفاجآة جديدة وتطوّرات تتعلق بحدث امني مرتقب، لذا إستعدوا لسماع خطاب جديد.

مقاتلو « أمل» ينتشرون في الجنوب

 

كما علمت « الديار» بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، عقدَ سلسلة إجتماعات على مستوى قيادة حركة أمل، التي نشرت عناصرها بشكل واسع في قرى الجنوب بالتنسيق مع حزب الله، لتنضم الى صفوف المقاومين، الذين باتوا يشملون احزاباً من مختلف الافرقاء المؤيدين للخط المقاوم.

الراعي مستاء من التشرذم المسيحي

 

وإنطلاقاً من مخاوف حدوث الفراغ في الموقع الماروني الثالث، بعد الرئاسة وحاكمية مصرف لبنان، اي قيادة الجيش، في اخطر ظروف يجتازها لبنان، وبدل التوافق اللبناني، والمسيحي بصورة خاصة على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ووسط ما يجري من سيناريوهات مسيحية لعدم التمديد لعون، أثار البطريرك الماروني بشارة الراعي هذه المسألة، فور عودته الى لبنان، وضمن عظة الاحد التي تناولت ملف التمديد لقائد الجيش، لانه افضل الحلول التي تمليها الظروف الخطرة، وكلمة « من المعيب» التي قالها الراعي عن الذين يرفضون التمديد للعماد عون، أكدت ما يريده سيّد بكركي، وفي هذا الاطار علمت « الديار» بأنّ الزيارة التي قام بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مساء السبت الماضي الى بكركي، للقاء البطريرك الماروني لم تحمل الايجابيات، بل سادها التوتر على خلفية رفض رئيس «التيار» التمديد لقائد الجيش ، على الرغم من وصف باسيل للقاء بالايجابي، لانّ البطريرك الراعي بدا مستاءً جداً مما يُحضّر من قبل باسيل، خصوصاً بعد زيارته بنشعي بهدف توحيد كلمته حول هذه المسألة مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الامر الذي يضع الموقع الماروني الثالث في مهب الريح، ويطلق المخاوف من فراغ جديد، لانّ باسيل ووفق المعلومات لم يكن متجاوباً مع طلب الراعي.

 

وفي السياق اشار مصدر كنسي ليلاً لـ» الديار» الى انّ المساعي قائمة بهدف التمديد للجنرال عون، لانّ الاوضاع الامنية تتطلّب ذلك ، مؤكدة رفضها للانقسام المسيحي حول هذه المسألة، وتشديدها على ضروة التوافق الذي تجهد لتحقيقه لانّ البلد لا يحتمل.

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

32 يوماً من التدمير الوحشي على غزة وأهلها… دون حسم  

 

في اليوم الـ32 من الحرب على غزة، تواصلت الغارات المكثفة على القطاع، وارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة في دير البلح ومخيمي المغازي والشاطئ وفي حي الزيتون، كما استهدفت بالقصف مبنى تابعا لمستشفى الشفاء ومحيط المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

 

وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 10 آلاف و300، وتنتشر جثامين عشرات الشهداء في شوارع مدينة غزة في ظل تحذيرات من كارثة صحية.

 

ونددت منظمات دولية وأممية بقصف قوات الاحتلال خزانات مياه ومخابز وألواح الطاقة الشمسية، وحذرت من حرمان سكان غزة من ضروريات الحياة.

 

في غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تدمير أكثر من 10 دبابات إسرائيلية وآليات أخرى على مدار يوم امس، كما بثت مشاهد لاشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا.

 

وفي المقابل منحت إسرائيل المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل مدينة غزة مهلة لمدة أربع ساعات للمغادرةامس  وقال سكان فارون إنهم مروا بدبابات تتخذ وضع الاستعداد لاجتياح محتمل للمدينة.

 

وتقول إسرائيل إن قواتها تحاصر مدينة غزة، التي يسكنها ثلث سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتستعد لاجتياحها قريباً في حملتها للقضاء على حركة “حماس” التي هاجمت بلدات إسرائيلية قبل شهر بالضبط.

 

من ناحية أخرى، شهدت الساعات الماضية سقوط 8 شهداء في طولكرم والقدس وجنوب الخليل وبيت لحم، مما يرفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 163 منذ شهر.

 

و مع دخول الحرب شهرها الثاني، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجدداً وقف إطلاق النار في غزة التي أصبحت “مقبرة للأطفال”، بحسب الأمم المتحدة، مؤكداً أن إسرائيل ستتولى “المسؤولية الأمنية العامة” في القطاع بعد الحرب.

 

وأكد نتانياهو خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه محطة “أي بي سي نيوز” الأميركية، “لن يكون هناك وقف إطلاق نار -وقف إطلاق نار شامل- في غزة من دون إطلاق سراح رهائننا”. وأضاف “إسرائيل ستتولى، لفترة غير محددة، المسؤولية الأمنية الشاملة” في غزة “فعندما لا نتولى هذه

 

وأتى كلام نتانياهو بعدما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجدداً بـ”وقف إطلاق نار إنساني يزداد إلحاحاً ساعة بعد ساعة”

 

وإزاء الأوضاع في غزة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش، الإثنين، مع نتانياهو إمكان التوصل إلى “هدنات تكتيكية توفر للمدنيين فرصاً لمغادرة المناطق التي يدور فيها القتال بشكل آمن، ولضمان وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها، وإفساح المجال لإطلاق سراح محتمل للرهائن”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram