افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 5 كانون الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 5 كانون الثاني 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

إيران تحتجز ناقلة كوريّة وترفع ‏التخصيب … وترامب محاصَر في ‏الكونغرس والمحكمة العليا لبنان إلى الإقفال حتى مطلع شباط... وتدابير بحقّ المستشفيات غير المشاركة / ‏السفير الإيرانيّ وصفي الدين وخليل: محور المقاومة أقوى بدماء سليمانيّ ‏والمهندس

 

من‎ ‎المفترض‎ ‎أن‎ ‎يحسم‎ ‎الكونغرس‎ ‎الأميركيّ‎ ‎غداً‎ ‎مصير‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسيّة‎ ‎الأميركيّة،‎ ‎حيث‎ ‎يشكل‎ ‎تصديقه‎ ‎عليها‎ ‎آخر‎ ‎المحطات‎ ‎الدستورية‎ ‎قبل‎ ‎دخول‎ ‎الرئيس‎ ‎المنتخب‎ ‎الى‎ ‎البيت‎ ‎الأبيض،‎ ‎ووفقاً‎ ‎لآخر‎ ‎المعلومات‎ ‎فإن‎ ‎التصويت‎ ‎سيكون‎ ‎محسوماً‎ ‎لصالح‎ ‎تأكيد‎ ‎فوز‎ ‎الرئيس‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎بعدما‎ ‎فشلت‎ ‎محاولات‎ ‎الرئيس‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎ ‎ونائبه‎ ‎مايك‎ ‎بنس‎ ‎في‎ ‎جمع‎ ‎الأغلبية‎ ‎الجمهورية‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎موحّد‎ ‎بالدعوة‎ ‎لتحقيق‎ ‎يشرف‎ ‎عليه‎ ‎نائب‎ ‎الرئيس‎ ‎قبل‎ ‎التصديق‎ ‎على‎ ‎النتائج،‎ ‎بينما‎ ‎بدأت‎ ‎ولاية‎ ‎جورجيا‎ ‎انتخاباتها‎ ‎لعضوين‎ ‎من‎ ‎الكونغرس‎ ‎خلفاً‎ ‎لنائبين‎ ‎جمهوريين،‎ ‎بخبر‎ ‎فضائحيّ‎ ‎عن‎ ‎تسريب‎ ‎تسجيل‎ ‎صوتيّ‎ ‎لترامب‎ ‎الى‎ ‎حاكم‎ ‎جورجيا‎ ‎يدعوه‎ ‎فيها‎ ‎الى‎ ‎تأمين‎ ‎تصويت‎ ‎يحسم‎ ‎النتيجة‎ ‎لصالح‎ ‎مرشحي‎ ‎الحزب‎ ‎الجمهوري،‎ ‎بعدما‎ ‎فاز‎ ‎بايدن‎ ‎بتصويت‎ ‎الولاية‎ ‎في‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية،‎ ‎ولا‎ ‎يزال‎ ‎حاكم‎ ‎الولاية‎ ‎الجمهوري‎ ‎موالياً‎ ‎لترامب‎.‎


في‎ ‎مقابل‎ ‎الارتباك‎ ‎في‎ ‎معسكر‎ ‎ترامب،‎ ‎والقلق‎ ‎من‎ ‎إقدامه‎ ‎على‎ ‎مغامرة‎ ‎عسكريّة‎ ‎بالتعاون‎ ‎مع‎ ‎حليفه‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎بنيامين‎ ‎نتنياهو،‎ ‎في‎ ‎محاولة‎ ‎لقلب‎ ‎الطاولة‎ ‎وتعطيل‎ ‎مسار‎ ‎رئاسة‎ ‎بايدن،‎ ‎أقدمت‎ ‎إيران‎ ‎على‎ ‎جملة‎ ‎خطوات‎ ‎دفعة‎ ‎واحدة‎ ‎بدت‎ ‎فيها‎ ‎تُمسك‎ ‎بزمام‎ ‎المبادرة‎ ‎في‎ ‎الخليج،‎ ‎بعد‎ ‎احتجازها‎ ‎لناقلة‎ ‎كورية‎ ‎جنوبية‎ ‎بتهمة‎ ‎تلويث‎ ‎مياه‎ ‎الخليج،‎ ‎وبدئها‎ ‎مناورات‎ ‎عسكريّة‎ ‎لسلاحها‎ ‎الجويّ‎ ‎وخصوصاً‎ ‎الطائرات‎ ‎المسيّرة،‎ ‎وإعلانها‎ ‎البدء‎ ‎بالتخصيب‎ ‎المرتفع‎ ‎لليورانيوم‎ ‎في‎ ‎مفاعل‎ ‎فوردو‎ ‎الشديد‎ ‎التحصين‎ ‎الذي‎ ‎انتقلت‎ ‎إليه‎ ‎العمليات‎ ‎النوويّة‎ ‎المهمّة‎ ‎وغير‎ ‎التقليدية‎.‎
في‎ ‎لبنان،‎ ‎أحيت‎ ‎السفارة‎ ‎الإيرانية‎ ‎الذكرى‎ ‎السنوية‎ ‎لاغتيال‎ ‎قائد‎ ‎فيلق‎ ‎القدس‎ ‎في‎ ‎الحرس‎ ‎الثوري‎ ‎الإيراني‎ ‎الجنرال‎ ‎قاسم‎ ‎سليماني‎ ‎ونائب‎ ‎رئيس‎ ‎هيئة‎ ‎الحشد‎ ‎الشعبي‎ ‎أبي‎ ‎مهدي‎ ‎المهندس،‎ ‎في‎ ‎احتفال‎ ‎تكلّم‎ ‎خلاله‎ ‎السفير‎ ‎محمد‎ ‎جواد‎ ‎فيروزنيا‎ ‎ورئيس‎ ‎المجلس‎ ‎التنفيذي‎ ‎في‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎هاشم‎ ‎صفي‎ ‎الدين‎ ‎والمعاون‎ ‎السياسيّ‎ ‎لرئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل،‎ ‎ورئيس‎ ‎هيئة‎ ‎علماء‎ ‎المقاومة‎ ‎الشيخ‎ ‎ماهر‎ ‎حمود‎ ‎وممثل‎ ‎حركة‎ ‎حماس‎ ‎أسامة‎ ‎حمدان،‎ ‎وقد‎ ‎أكدت‎ ‎الكلمات‎ ‎على‎ ‎معاني‎ ‎وأبعاد‎ ‎عملية‎ ‎الاغتيال‎ ‎كتعبير‎ ‎عن‎ ‎الضيق‎ ‎الأميركي‎ ‎من‎ ‎انتصارات‎ ‎محور‎ ‎المقاومة،‎ ‎وعلى‎ ‎الثقة‎ ‎بأن‎ ‎محور‎ ‎المقاومة‎ ‎يزداد‎ ‎قوة‎ ‎وقدرة‎ ‎على‎ ‎مواصلة‎ ‎طريق‎ ‎الانتصارات‎ ‎التي‎ ‎ترجمها‎ ‎الشهيدان‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎تنظيم‎ ‎داعش،‎ ‎وفي‎ ‎دعم‎ ‎حركات‎ ‎المقاومة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وفلسطين‎.‎


في‎ ‎الشأن‎ ‎اللبناني‎ ‎الداخلي‎ ‎كان‎ ‎تفشي‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎محور‎ ‎الاهتمام‎ ‎مع‎ ‎انعقاد‎ ‎جلسات‎ ‎متعدّدة‎ ‎للجان‎ ‎الحكوميّة‎ ‎المعنية‎ ‎بالمواجهة،‎ ‎والتي‎ ‎تقرّر‎ ‎بنهايتها‎ ‎السير‎ ‎بقرار‎ ‎الإقفال‎ ‎العام‎ ‎من‎ ‎يوم‎ ‎الخميس‎ ‎حتى‎ ‎مطلع‎ ‎شهر‎ ‎شباط‎ ‎المقبل،‎ ‎واتخاذ‎ ‎تدابير‎ ‎مشددة‎ ‎بحق‎ ‎المستشفيات‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎ترفض‎ ‎الانخراط‎ ‎في‎ ‎خطة‎ ‎المواجهة‎ ‎مع‎ ‎كورونا،‎ ‎وبحق‎ ‎المخالفين‎ ‎للإجراءات‎ ‎الحكوميّة‎.‎


الإقفال‎ ‎التامّ‎ ‎حتى‎ ‎مطلع‎ ‎شباط
فيما‎ ‎بقي‎ ‎الملف‎ ‎الحكوميّ‎ ‎في‎ ‎دائرة‎ ‎الجمود‎ ‎بانتظار‎ ‎الحراك‎ ‎الفرنسيّ‎ ‎المرتقب‎ ‎وعودة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎المقبلة،‎ ‎تصدَّر‎ ‎الملف‎ ‎الصحي‎ ‎واجهة‎ ‎المشهد‎ ‎الداخلي‎ ‎والرسمي‎ ‎خصوصاً‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎انتشار‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎بشكل‎ ‎مخيف‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎ ‎وارتفاع‎ ‎قياسي‎ ‎بأعداد‎ ‎الإصابات‎ ‎الذي‎ ‎من‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يبلغ‎ 3000 ‎إصابة‎ ‎يومياً،‎ ‎بحسب‎ ‎ما‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎صحية‎ ‎رسمية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎".‎


هذا‎ ‎الخطر‎ ‎الوبائيّ‎ ‎الكبير‎ ‎كان‎ ‎محور‎ ‎الاجتماعات‎ ‎الماراتونيّة‎ ‎التي‎ ‎عقدت‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎برئاسة‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎الدكتور‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎والتي‎ ‎أفضت‎ ‎الى‎ ‎قرار‎ ‎بالإقفال‎ ‎العام‎ ‎والتام‎ ‎في‎ ‎البلد‎ ‎الى‎ ‎مطلع‎ ‎شهر‎ ‎شباط‎ ‎المقبل‎ ‎مع‎ ‎استثناءات‎ ‎في‎ ‎بعض‎ ‎القطاعات‎ ‎الحيوية‎ ‎والخدميّة‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎إجراءات‎ ‎أمنية‎ ‎وقانونية‎ ‎صارمة‎ ‎سيكشف‎ ‎عن‎ ‎تفاصيلها‎ ‎عبر‎ ‎تعاميم‎ ‎تصدر‎ ‎من‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎اليوم‎ ‎أهمها‎ ‎فرض‎ ‎عقوبة‎ ‎السجن‎ ‎على‎ ‎المخالفين‎ ‎لقرار‎ ‎الإقفال،‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎".‎


وكان‎ ‎اليوم‎ ‎الماراتوني‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎بدأ‎ ‎باجتماع‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎ووزير‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎محمد‎ ‎فهمي،‎ ‎ثم‎ ‎ترأس‎ ‎دياب‎ ‎اجتماع‎ ‎اللجنة‎ ‎الوزاريّة،‎ ‎لكنها‎ ‎لم‎ ‎تتمكن‎ ‎من‎ ‎اتخاذ‎ ‎القرار‎ ‎النهائي‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎وجهات‎ ‎نظر‎ ‎مختلفة‎ ‎بين‎ ‎اللجنة‎ ‎الوزارية‎ ‎وبين‎ ‎اللجنة‎ ‎العلميّة‎ ‎في‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎. ‎وقد‎ ‎دار‎ ‎نقاش‎ ‎حول‎ ‎الإقفال‎ ‎التدريجي،‎ ‎أي‎ ‎تطبيق‎ ‎إجراءات‎ ‎أكثر‎ ‎تشدّداً‎ ‎بدءاً‎ ‎من‎ ‎الأربعاء‎ ‎تمهيداً‎ ‎للإقفال‎ ‎الاثنين‎ ‎المقبل‎. ‎فيما‎ ‎فضل‎ ‎البعض‎ ‎البدء‎ ‎من‎ ‎يوم‎ ‎الاثنين‎ ‎وأما‎ ‎البعض‎ ‎الآخر‎ ‎فطرح‎ ‎الخميس‎ ‎فاستقر‎ ‎الرأي‎ ‎على‎ ‎ذلك‎ ‎في‎ ‎نهاية‎ ‎المطاف‎.‎


واقترح‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎الإقفال‎ ‎الجزئي‎ ‎مع‎ ‎تطبيق‎ ‎تدريجي‎ ‎للإجراءات‎ ‎الأمنية‎. ‎وطرح‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎إشكالية‎ ‎تواجه‎ ‎العناصر‎ ‎الأمنية‎ ‎في‎ ‎تطبيق‎ ‎الإجراءات‎ ‎على‎ ‎الأرض‎ ‎وتحديد‎ ‎الصلاحيات‎ ‎الممنوحة‎ ‎لهم‎ ‎والتنسيق‎ ‎مع‎ ‎الأجهزة‎ ‎القضائيّة‎. ‎كما‎ ‎طرح‎ ‎بعض‎ ‎الوزراء‎ ‎تحديد‎ ‎آليات‎ ‎واضحة‎ ‎لتطبيق‎ ‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎وتوضيح‎ ‎مدى‎ ‎قدرة‎ ‎الأجهزة‎ ‎على‎ ‎تطبيقه‎. ‎ولذلك‎ ‎قرّرت‎ ‎اللجنة‎ ‎انتظار‎ ‎توصيات‎ ‎الاجتماع‎ ‎الأمني‎ ‎للبناء‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎.‎


قال‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎بعد‎ ‎الاجتماع‎ ‎الصباحي‎ "‎إن‎ ‎الهدف‎ ‎الأساسي‎ ‎من‎ ‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎هو‎ ‎تعزيز‎ ‎قدرات‎ ‎وإمكانات‎ ‎القطاع‎ ‎الصحي‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎لجهة‎ ‎رفع‎ ‎عدد‎ ‎أسرة‎ ‎العناية‎ ‎الفائقة‎. ‎والهدف‎ ‎الثاني‎ ‎تخفيض‎ ‎عدد‎ ‎الحالات‎ ‎الإيجابية‎"‎،‎ ‎وشدّد‎ ‎على‎ ‎أن‎ "‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎يتوقف‎ ‎على‎ ‎نسبة‎ ‎التزام‎ ‎المواطنين‎ ‎ومدى‎ ‎قدرة‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎على‎ ‎تطبيقه‎ ‎والتنسيق‎ ‎مع‎ ‎المستشفيات‎ ‎الحكومية‎ ‎والخاصة‎". ‎وأضاف‎: ‎‎"‎سنقفل‎ ‎البلد‎ ‎لمدة‎ ‎ثلاثة‎ ‎أسابيع‎ ‎وسنترقب‎ ‎النتائج‎ ‎بعد‎ ‎مدة‎ ‎تتراوح‎ ‎بين‎ ‎عشرة‎ ‎أيام‎ -‎‎ ‎وأسبوعين،‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎تحقق‎ ‎الهدف‎ ‎المرجو‎ ‎منه‎ ‎سنتجه‎ ‎إلى‎ ‎تخفيض‎ ‎مدة‎ ‎الإقفال‎ ‎وإذا‎ ‎لم‎ ‎تتحقق‎ ‎الأهداف‎ ‎سنبقي‎ ‎على‎ ‎مدة‎ ‎الإقفال‎ ‎أو‎ ‎ربما‎ ‎نمدّدها‎".‎


إجراءات‎ ‎صارمة
وأُتبِع‎ ‎اجتماع‎ ‎اللجنة‎ ‎الوزارية‎ ‎باجتماع‎ ‎أمني‎ ‎برئاسة‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎جرى‎ ‎خلاله‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎الإجراءات‎ ‎الأمنية‎ ‎خلال‎ ‎مدة‎ ‎الإقفال‎ ‎والتنسيق‎ ‎بين‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎لتطبيقها‎.‎


وبحسب‎ ‎ما‎ ‎علمت‎ "‎البناء‎"‎،‎ ‎فقد‎ ‎جرى‎ ‎البحث‎ ‎بتسطير‎ ‎محاضر‎ ‎ضبط‎ ‎تصل‎ ‎قيمتها‎ ‎إلى‎ 60000‎‎0 ‎ل‎.‎ل‎ ‎وفرض‎ ‎إجراءات‎ ‎قانونية‎ ‎بحق‎ ‎المخالفين‎ ‎وإدراج‎ ‎كل‎ ‎مخالف‎ ‎للإجراءات‎ ‎الوقائية‎ ‎والتعاميم‎ ‎الصادرة‎ ‎عن‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎الجناية،‎ ‎أي‎ ‎تعريض‎ ‎صحة‎ ‎وحياة‎ ‎الآخرين‎ ‎للخطر‎ ‎وبالتالي‎ ‎تصل‎ ‎العقوبة‎ ‎إلى‎ ‎السجن‎.‎
كما‎ ‎جرى‎ ‎البحث‎ ‎مع‎ ‎المديرية‎ ‎العامة‎ ‎لقوى‎ ‎الأمن‎ ‎الداخلي‎ ‎حول‎ ‎المواد‎ ‎القانونيّة‎ ‎التي‎ ‎ترعى‎ ‎هذه‎ ‎المخالفات،‎ ‎لكن‎ ‎ظهرت‎ ‎وجهتا‎ ‎نظر‎ ‎بين‎ ‎المعنيين‎ ‎بالملف‎ ‎القانونيّ‎ ‎والعسكريّ‎ ‎والأمنيّ‎ ‎إزاء‎ ‎هذه‎ ‎النقطة‎. ‎فبعض‎ ‎القادة‎ ‎الأمنيين‎ ‎طالب‎ ‎بإجراءات‎ ‎قانونيّة‎ ‎صارمة‎ ‎لضبط‎ ‎المخالفين‎ ‎وفرض‎ ‎هيبة‎ ‎رجل‎ ‎الأمن‎ ‎على‎ ‎الطرقات‎. ‎فيما‎ ‎عارض‎ ‎آخرون‎ ‎لكون‎ ‎إجراء‎ ‎كهذا‎ ‎سيلقى‎ ‎اعتراضات‎ ‎شعبية‎ ‎عنيفة،‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أنه‎ ‎سيرهق‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎المكلفة‎ ‎بمهمات‎ ‎متعددة‎. ‎كما‎ ‎أنه‎ ‎يفسح‎ ‎المجال‎ ‎لتدخل‎ ‎الوساطات‎ ‎وانتقائية‎ ‎رجال‎ ‎الأمن‎ ‎في‎ ‎تطبيقه‎ ‎ما‎ ‎سيخلق‎ ‎إشكالات‎ ‎مع‎ ‎المواطنين‎. ‎فيما‎ ‎دعا‎ ‎بعض‎ ‎المسؤولين‎ ‎إلى‎ ‎فرض‎ ‎غرامات‎ ‎قاسية‎ ‎وتطبيقها‎ ‎بدقة‎ ‎من‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎وإحالتها‎ ‎للقضاء‎ ‎الذي‎ ‎لديه‎ ‎الحق‎ ‎بالاستنساب‎ ‎في‎ ‎تحديد‎ ‎قيمة‎ ‎المحضر‎ ‎وشكل‎ ‎العقوبة‎ ‎القانونية‎.‎


ولفتت‎ ‎مصادر‎ ‎وزارية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎يقترن‎ ‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎بسلة‎ ‎إجراءات‎ ‎صارمة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎فرض‎ ‎غرامات‎ ‎وعقوبات‎ ‎قانونية،‎ ‎فلن‎ ‎يأتي‎ ‎بنتائج‎ ‎عملية‎ ‎وسيكون‎ ‎الإقفال‎ ‎عبثياً‎".‎
دياب‎: ‎المرحلة‎ ‎صعبة‎ ‎جداً


وفي‎ ‎بداية‎ ‎الاجتماع‎ ‎الوزاري،‎ ‎أعلن‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ "‎أننا‎ ‎طبقنا‎ ‎الإجراءات‎ ‎الممكنة‎ ‎كافة‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎الدولة،‎ ‎لكن‎ ‎التزام‎ ‎الناس‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎إيجابياً،‎ ‎للأسف‎ ‎هناك‎ ‎مواطنون‎ ‎غير‎ ‎مقتنعين‎ ‎حتى‎ ‎اليوم‎ ‎بخطر‎ ‎هذا‎ ‎الوباء‎". ‎وأكد‎ ‎دياب‎ ‎ان‎ "‎مواجهة‎ ‎كورونا‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تطبق‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تدابير‎ ‎نظرية‎ ‎وإجراءات‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎فقط،‎ ‎ونستطيع‎ ‎إقفال‎ ‎البلد‎ ‎ونستطيع‎ ‎أن‎ ‎نفرض‎ ‎حظر‎ ‎التجول‎ ‎لكن‎ ‎لا‎ ‎قدرة‎ ‎لنا‎ ‎أن‎ ‎نلاحق‎ ‎كل‎ ‎شخص‎". ‎وقال‎: ‎‎"‎أصبحنا‎ ‎في‎ ‎موقع‎ ‎مختلف،‎ ‎في‎ ‎البداية‎ ‎كان‎ ‎هناك‎ ‎تناغم‎ ‎بين‎ ‎إجراءات‎ ‎الدولة‎ ‎وبين‎ ‎تجاوب‎ ‎المواطنين‎ ‎مع‎ ‎التدابير،‎ ‎أما‎ ‎اليوم‎ ‎فالوضع‎ ‎مختلف‎ ‎تماماً‎". ‎وأشار‎ ‎الى‎ ‎ان‎ "‎لا‎ ‎أسرّة‎ ‎شاغرة‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎غرف‎ ‎العناية‎ ‎الفائقة،‎ ‎وبالتالي‎ ‎نحن‎ ‎أمام‎ ‎حالة‎ ‎صعبة‎ ‎جداً‎ ‎ونحتاج‎ ‎إلى‎ ‎إجراءات‎ ‎استثنائية‎ ‎وصارمة‎ ‎وتشدد‎ ‎بتنفيذ‎ ‎التدابير‎"‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ "‎مواجهة‎ ‎هذا‎ ‎الوباء‎ ‎تحتاج‎ ‎إلى‎ ‎وعي‎ ‎مجتمعي‎ ‎يتفاعل‎ ‎ويتجاوب‎ ‎مع‎ ‎التدابير‎ ‎والإجراءات‎".‎


وزير‎ ‎الداخلية
وأعلنت‎ ‎اللجنة‎ ‎الوزارية‎ ‎الإقفال‎ ‎التام‎ ‎ابتداءً‎ ‎من‎ ‎الخميس‎ ‎المقبل‎ ‎الى‎ ‎الاول‎ ‎من‎ ‎شباط‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يكون‎ ‎حظر‎ ‎التجوّل‎ ‎من‎ ‎الساعة‎ ‎السادسة‎ ‎مساء‎ ‎حتى‎ ‎الساعة‎ ‎الخامسة‎ ‎صباحاً‎.‎
ويُستثنى‎ ‎من‎ ‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎التام‎ ‎المصانع‎ ‎والوزارات‎ ‎والمطابع‎ ‎والمصارف‎ ‎ودوائر‎ ‎الدولة،‎ ‎بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎القطاع‎ ‎الطبي‎ ‎والعسكريين‎ ‎والصحافيين‎ ‎والصليب‎ ‎الأحمر‎ ‎والصيدليات‎ ‎والأفران‎ ‎والسوبرماركت،‎ ‎شركات‎ ‎الأمن‎ ‎والفنادق،‎ ‎محطات‎ ‎المحروقات‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎خدمة‎ ‎غسيل‎ ‎السيارات،‎ ‎فرق‎ ‎صيانة‎ ‎الإنترنت‎ ‎ومحال‎ ‎الميكانيك‎ ‎وستكون‎ ‎نسب‎ ‎الإشغال‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎القطاعات‎ ‎بين‎ 25 ‎و‎30 ‎في‎ ‎المئة‎.‎


وأكد‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎محمد‎ ‎فهمي‎ ‎في‎ ‎مؤتمر‎ ‎صحافي‎ ‎مشترك‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎بعد‎ ‎اجتماع‎ ‎اللجنة‎ ‎أن‎ "‎قرار‎ ‎المفرد‎ ‎والمزدوج‎ ‎المتعلق‎ ‎بسير‎ ‎الآليات‎ ‎سيتم‎ ‎تطبيقه،‎ ‎وتمنى‎ ‎على‎ ‎كل‎ ‎مواطن‎ ‎ان‎ ‎ينفذ‎ ‎التعليمات‎ ‎ومساعدة‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎تنفيذ‎ ‎هذه‎ ‎التعليمات‎ ‎لمواجهة‎ ‎تفشي‎ ‎الوباء‎". ‎وأوضح‎ ‎أنه‎ "‎سيتم‎ ‎تقليص‎ ‎نسبة‎ ‎الوافدين‎ ‎عبر‎ ‎مطار‎ ‎بيروت‎ ‎خلال‎ ‎فترة‎ ‎الإقفال‎". ‎وأشار‎ ‎فهمي‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ "‎سيصدر‎ ‎غداً‎ (‎اليوم‎) ‎تعميم‎ ‎كامل‎ ‎عن‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎يتعلق‎ ‎بتفاصيل‎ ‎الإقفال‎".‎


وزير‎ ‎الصحة
بدوره،‎ ‎أشار‎ ‎الوزير‎ ‎حسن‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎اتخذ‎ ‎بالإجماع‎ ‎ورئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎خاض‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎اجتماع‎ ‎على‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مستوى‎ ‎لتوحيد‎ ‎الآراء‎ ‎بقرار‎ ‎واحد‎". ‎ولفت‎ ‎حسن‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ "‎بات‎ ‎واضحاً‎ ‎أن‎ ‎التحدي‎ ‎الوبائي‎ ‎وصل‎ ‎إلى‎ ‎مكان‎ ‎يشكل‎ ‎خطراً‎ ‎على‎ ‎حياة‎ ‎اللبنانيين‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎عدم‎ ‎قدرة‎ ‎المستشفيات‎ ‎على‎ ‎تأمين‎ ‎أسرّة‎". ‎وأعلن‎ ‎حسن‎ ‎أنه‎ "‎سيتمّ‎ ‎رفع‎ ‎عدد‎ ‎الأسرّة‎ ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎وعليها‎ ‎أن‎ ‎تلتزم‎ ‎بالعدد‎ ‎المطلوب‎ ‎ولنا‎ ‎واجب‎ ‎وطني‎ ‎وأخلاقي‎". ‎وتابع‎: ‎‎"‎سنلجأ‎ ‎إلى‎ ‎تطبيق‎ ‎إجراءات‎ ‎قانونية‎ ‎بحق‎ ‎المخالفين‎ ‎لقرار‎ ‎الإقفال‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎الاكتفاء‎ ‎بمحاضر‎ ‎الضبط‎".‎


نقيب‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة
وفيما‎ ‎دعا‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎إلى‎ ‎رفع‎ ‎عدد‎ ‎الأسّرة‎ ‎داعياً‎ ‎إياها‎ ‎إلى‎ ‎تحمل‎ ‎مسؤوليتها‎ ‎بشكل‎ ‎كامل‎ ‎كواجب‎ ‎وطني‎ ‎وأخلاقي‎. ‎أكد‎ ‎نقيب‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎الدكتور‎ ‎سليمان‎ ‎هارون‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎مستعدّة‎ ‎للتعاون‎ ‎والانخراط‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المعركة‎". ‎وقال‎: ‎‎"‎نستطيع‎ ‎استقبال‎ ‎مرضى‎ ‎الكورونا‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎المستشفيات،‎ ‎لكن‎ ‎في‎ ‎المقابل‎ ‎هذه‎ ‎المهمة‎ ‎تحتاج‎ ‎إلى‎ ‎أكلاف‎ ‎مادية‎. ‎لا‎ ‎نتحدث‎ ‎عن‎ ‎هبات‎ ‎ومساعدات‎ ‎بل‎ ‎تسديد‎ ‎الدولة‎ ‎دفعات‎ ‎من‎ ‎المستحقات‎ ‎لكي‎ ‎تستعد‎ ‎كامل‎ ‎المستشفيات‎ ‎لاستقبال‎ ‎مرضى‎ ‎كورونا،‎ ‎وزيادة‎ ‎الطاقة‎ ‎الاستيعابية‎ ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎الجاهزة‎".‎
ورد‎ ‎هارون‎ ‎على‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎بالإشارة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎هناك‎ 60 ‎مستشفى‎ ‎حالياً‎ ‎يستقبل‎ ‎حالات‎ ‎كورونا،‎ ‎وهذا‎ ‎يؤكد‎ ‎تعاوننا‎". ‎وأضاف‎: ‎‎"‎الطاقة‎ ‎الاستيعابية‎ ‎في‎ ‎قطاع‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ 300 ‎سرير‎ ‎عناية‎ ‎فائقة‎ ‎و‎550 ‎سريراً‎ ‎عادياً،‎ ‎أي‎ 850 ‎سريراً‎ ‎مخصصاً‎ ‎للكورونا،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎أجهزة‎ ‎التنفس‎ ‎التي‎ ‎عملنا‎ ‎على‎ ‎تأمينها‎ ‎بأعداد‎ ‎كبيرة‎".‎


لكن‎ ‎هارون‎ ‎حذّر‎ ‎من‎ ‎أن‎ "‎المستشفيات‎ ‎وصلت‎ ‎إلى‎ ‎الطاقة‎ ‎الاستيعابية‎ ‎القصوى‎ ‎وباتت‎ ‎عاجزة‎ ‎عن‎ ‎استقبال‎ ‎مرضى‎ ‎كورونا،‎ ‎وعملياً‎ ‎كل‎ ‎الأسرة‎ ‎مشغولة‎ ‎والحالات‎ ‎الإضافية‎ ‎التي‎ ‎تصل‎ ‎إلى‎ ‎المستشفيات‎ ‎نضعها‎ ‎مؤقتاً‎ ‎في‎ ‎قسم‎ ‎الطوارئ‎ ‎ونقدّم‎ ‎لها‎ ‎خدمات‎ ‎العناية‎ ‎الأولية‎ ‎إلى‎ ‎حين‎ ‎تأمين‎ ‎أسرة،‎ ‎وأحيانا‎ ‎يبقى‎ ‎المريض‎ ‎في‎ ‎الطوارئ‎ 4 ‎أيام‎ ‎وأكثر،‎ ‎لأن‎ ‎مريض‎ ‎الكورونا‎ ‎يحتاج‎ ‎للبقاء‎ ‎مدة‎ ‎طويلة‎ ‎في‎ ‎المستشفى‎ ‎تصل‎ ‎إلى‎ ‎أسبوعين‎ ‎وليس‎ ‎كالمريض‎ ‎العادي‎. ‎وأحياناً‎ ‎نطلب‎ ‎من‎ ‎المرضى‎ ‎البقاء‎ ‎في‎ ‎منازلهم‎ ‎ريثما‎ ‎يتم‎ ‎تأمين‎ ‎أسرة‎".‎


وأوضح‎ ‎نقيب‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎أن‎ "‎زيادة‎ ‎عدد‎ ‎الأسرّة‎ ‎لن‎ ‎يأتي‎ ‎بنتيجة‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎يلتزم‎ ‎المواطنون‎ ‎بالإجراءات‎ ‎الوقائية‎. ‎فلا‎ ‎يمكن‎ ‎تأمين‎ ‎مئات‎ ‎الأسرة‎ ‎يكفي‎ ‎لجميع‎ ‎المصابين‎ ‎الذين‎ ‎ينقلون‎ ‎إلى‎ ‎المستشفيات‎ ‎ويحتاجون‎ ‎إلى‎ ‎خدمات‎ ‎ومعدات‎ ‎وأجهزة‎ ‎تنفس‎ ‎وغيرها‎". ‎لكن‎ ‎هارون‎ ‎أشار‎ ‎إلى‎ ‎مشكلة‎ ‎أساسية‎ ‎تعترض‎ ‎القطاع‎ ‎الاستشفائي‎ ‎وهي‎ ‎النقص‎ ‎في‎ ‎الطواقم‎ ‎الطبية‎ ‎بسبب‎ ‎الإصابات‎ ‎التي‎ ‎لحقت‎ ‎بهذا‎ ‎القطاع‎ ‎وإضافة‎ ‎إلى‎ ‎الخوف‎ ‎من‎ ‎العمل‎ ‎في‎ ‎قسم‎ ‎الكورونا‎".‎
وعن‎ ‎توقعه‎ ‎لنسبة‎ ‎الإصابات‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎المقبلة،‎ ‎قال‎ ‎هارون‎: ‎‎"‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎توقع‎ ‎عدد‎ ‎محدد‎ ‎للإصابات،‎ ‎لكن‎ ‎بحسب‎ ‎نسبة‎ ‎الفحوصات‎ ‎التي‎ ‎زادت‎ ‎بعد‎ ‎الأعياد‎ ‎بشكل‎ ‎كبير‎ ‎نتوقع‎ ‎زيادة‎ ‎الإصابات‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 3000 ‎يومياً‎".‎


وقال‎ ‎أحد‎ ‎الوزراء‎ ‎المشاركين‎ ‎في‎ ‎اجتماعات‎ ‎السراي‎ ‎لـ‎"‎البناء‎": ‎‎"‎إذا‎ ‎أصِبت‎ ‎بوباء‎ ‎الكورونا‎ ‎فلن‎ ‎أجد‎ ‎سريراً‎ ‎ولن‎ ‎يستقبلني‎ ‎مستشفى‎ ‎وأنا‎ ‎وزير،‎ ‎فكيف‎ ‎بالمواطن‎ ‎العادي؟‎". ‎ولفت‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ "‎يجري‎ ‎تحميل‎ ‎المسؤولية‎ ‎للحكومة‎ ‎التي‎ ‎ورثت‎ ‎تراكمات‎ ‎طويلة‎ ‎من‎ ‎الأزمات‎ ‎والمشاكل‎ ‎التي‎ ‎يصعب‎ ‎حلها‎ ‎وعلى‎ ‎رأسها‎ ‎كورونا‎".‎
الجانب‎ ‎الاجتماعيّ‎ ‎لقرار‎ ‎الإقفال


وفي‎ ‎موازاة‎ ‎قرار‎ ‎إقفال‎ ‎البلد،‎ ‎طرح‎ ‎وزراء‎ ‎الاقتصاد‎ ‎والصناعة‎ ‎والشؤون‎ ‎الاجتماعية‎ ‎الجانب‎ ‎الاجتماعي‎ ‎للقرار،‎ ‎وكيفية‎ ‎إعانة‎ ‎المواطنين‎ ‎من‎ ‎ذوي‎ ‎الدخل‎ ‎المحدود‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎العاملين‎ ‎المياومين‎. ‎ودعا‎ ‎هؤلاء‎ ‎الوزراء‎ ‎إلى‎ ‎تأمين‎ ‎مقوّمات‎ ‎الحياة‎ ‎للمواطنين‎ ‎الفقراء‎ ‎سواء‎ ‎المواد‎ ‎الغذائيّة‎ ‎أو‎ ‎الأدويّة‎ ‎أو‎ ‎سيكون‎ ‎الإقفال‎ ‎مستحيلاً‎. ‎لذلك‎ ‎يجب‎ ‎التوفيق‎ ‎بين‎ ‎الحاجات‎ ‎الأساسية‎ ‎للعائلات‎ ‎الفقيرة‎ ‎وبين‎ ‎الضرورة‎ ‎الصحيّة‎.‎


وبحسب‎ ‎المعلومات،‎ ‎فإن‎ ‎الحكومة‎ ‎ستتخذ‎ ‎بعض‎ ‎القرارات‎ ‎لدعم‎ ‎العائلات‎ ‎الفقيرة،‎ ‎فيما‎ ‎أشارت‎ ‎مصادر‎ ‎الهيئة‎ ‎العليا‎ ‎للإغاثة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أنها‎ ‎مستمرة‎ ‎بتقديم‎ ‎مساعدة‎ ‎الـ‎400 ‎ألف‎ ‎ليرة‎ ‎للعائلات‎ ‎الفقيرة،‎ ‎لكنها‎ ‎لفتت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الأموال‎ ‎المرصودة‎ ‎في‎ ‎الهيئة‎ ‎غير‎ ‎كافية‎ ‎لتوسيع‎ ‎مروحة‎ ‎المساعدات‎ ‎لتشمل‎ ‎أكبر‎ ‎عدد‎ ‎ممكن‎ ‎من‎ ‎العائلات‎.‎


وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 2861 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎بفيروس‎ ‎كورونا،‎ ‎رفعت‎ ‎العدد‎ ‎الاجمالي‎ ‎للحالات‎ ‎المثبتة‎ ‎إلى‎ 192139. ‎كذلك،‎ ‎سُجلت‎ 13 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎جديدة،‎ ‎رفعت‎ ‎الإجمالي‎ ‎إلى‎ 1499.‎
الحكومة‎ ‎بانتظار‎ ‎عودة‎ ‎الحريري


على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎لم‎ ‎تبرز‎ ‎أية‎ ‎معطيات‎ ‎جديدة‎ ‎تغير‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي،‎ ‎إذ‎ ‎غابت‎ ‎الاتصالات‎ ‎واللقاءات‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎بعبدا‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎بانتظار‎ ‎عودة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بيروت،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎تنقل‎ ‎خلال‎ ‎إجازته‎ ‎بين‎ ‎الإمارات‎ ‎وفرنسا‎ ‎بحسب‎ ‎المعلومات،‎ ‎لكن‎ ‎لم‎ ‎تؤكد‎ ‎المعلومات‎ ‎زيارته‎ ‎الى‎ ‎السعودية‎.‎
وأكدت‎ ‎أوساط‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ ‎مهمة‎ ‎الحريري‎ ‎زادت‎ ‎صعوبة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎القطيعة‎ ‎التي‎ ‎دامت‎ ‎لأسبوعين‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎وبعد‎ ‎تصاعد‎ ‎حدّة‎ ‎المواقف‎ ‎على‎ ‎مختلف‎ ‎المحاور‎ ‎السياسية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعبدا‎ - ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎وبعبدا‎ -‎‎ ‎كليمنصو‎ ‎علاوة‎ ‎على‎ ‎الموقف‎ ‎القديم‎ ‎المستجدّ‎ ‎لرئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الديمقراطي‎ ‎النائب‎ ‎طلال‎ ‎أرسلان‎ ‎خلال‎ ‎لقائه‎ ‎الأخير‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والذي‎ ‎طالب‎ ‎برفع‎ ‎عدد‎ ‎الوزراء‎ ‎الى‎ 20 ‎لتمثيل‎ ‎أفضل‎ ‎للطائفة‎ ‎الدرزية‎"‎،‎ ‎وخلصت‎ ‎الأوساط‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎الحريري‎ ‎سيبدأ‎ ‎المفاوضات‎ ‎من‎ ‎نقطة‎ ‎الصفر‎ ‎وبالتالي‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بات‎ ‎يتطلب‎ ‎جهوداً‎ ‎خارجية‎ ‎بعد‎ ‎وصول‎ ‎المساعي‎ ‎الداخلية‎ ‎الى‎ ‎طريق‎ ‎مسدود‎".‎


وعشية‎ ‎عودة‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎لاستئناف‎ ‎المشاورات‎ ‎الحكومية،‎ ‎شنّ‎ ‎عضو‎ ‎نادي‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎فؤاد‎ ‎السنيورة‎ ‎أمس‎ ‎هجوماً‎ ‎عنيفاً‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎متهماً‎ ‎اياه‎ ‎بخرق‎ ‎الدستور‎ ‎وأنه‎ ‎يحاول‎ ‎تحقيق‎ ‎بعض‎ ‎المصالح‎ ‎والأهداف‎ ‎الشخصية‎.‎


ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يصل‎ ‎وفد‎ ‎من‎ ‎لجنة‎ ‎الصداقة‎ ‎اللبنانية‎ ‎الفرنسية‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎الشيوخ‎ ‎الفرنسي‎ ‎إلى‎ ‎بيروت‎ ‎يوم‎ ‎غدٍ،‎ ‎في‎ ‎زيارة‎ ‎تمتد‎ ‎حتى‎ ‎الاثنين‎. ‎وأكدت‎ ‎مصادر‎ ‎ديبلوماسية‎ ‎فرنسية‎ ‎أن‎ ‎برنامج‎ ‎اللقاءات‎ ‎يشتمل‎ ‎على‎ ‎اجتماعات‎ ‎مع‎ ‎أغلبية‎ ‎رؤساء‎ ‎الكتل‎ ‎والأحزاب،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎لقاء‎ ‎مع‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي،‎ ‎ومجموعات‎ ‎من‎ ‎المجتمع‎ ‎المدني‎. ‎وأكدت‎ ‎أن‎ ‎الزيارة‎ ‎لا‎ ‎تهدف‎ ‎إلى‎ ‎إعادة‎ ‎ضخ‎ ‎الحياة‎ ‎في‎ ‎عروق‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة،‎ ‎في‎ ‎جانبها‎ ‎السياسي‎. ‎لأنها‎ ‎لن‎ ‎تتم‎ ‎بناء‎ ‎على‎ ‎رغبة‎ ‎الرئيس‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون،‎ ‎وذلك‎ ‎عملاً‎ ‎بمبدأ‎ ‎فصل‎ ‎السلطات‎ ‎المعمول‎ ‎به‎ ‎في‎ ‎باريس‎.‎
وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك‎ ‎أوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابيّة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ ‎الوفد‎ ‎الفرنسي‎ "‎لا‎ ‎يحمل‎ ‎أي‎ ‎مبادرة‎ ‎حكومية،‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎وفد‎ ‎لجنة‎ ‎الصداقة‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎الشيوخ‎ ‎الفرنسيّ‎ ‎سيجتمع‎ ‎مع‎ ‎لجنة‎ ‎الصداقة‎ ‎البرلمانية‎ ‎اللبنانية‎ ‎وبالتالي‎ ‎لا‎ ‎دور‎ ‎لها‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎".‎
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎تعقد‎ ‎لجنة‎ ‎المال‎ ‎والموازنة‎ ‎برئاسة‎ ‎النائب‎ ‎إبراهيم‎ ‎كنعان‎ ‎جلسة،‎ ‎قبل‎ ‎ظهر‎ ‎الخميس‎ ‎المقبل‎ ‎وعلى‎ ‎جدول‎ ‎أعمالها‎ ‎ 4‏‎ ‎قوانين‎ ‎هامة،‎ ‎على‎ ‎صعد‎ ‎المالية‎ ‎العامة‎ ‎ومكافحة‎ ‎الفساد‎ ‎والاوضاع‎ ‎الاجتماعية‎.‎

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

إعملوا أو استقيلوا من تصريف الأعمال

 

 حسناً، قررت القوى السياسية الكبرى رفع الغطاء، فقرر رئيس الحكومة الاستقالة. وكان في خلفية من رفع الغطاء أو ‏قبِل فخاف واستقال، أن هناك قراراً كبيراً، في البلاد وخارجها، بأن زمن الحكومة الحالية انتهى، وأن حكومة جديدة ‏ستبصر النور خلال أيام. وترافق ذلك مع بروباغندا سياسية من قبل القوى النافذة، منها أن الخلاص سيكون على يد ‏سعد الحريري وفريق يأتي مقنّعاً بلباس الاختصاصيين. لكن العاقل كان يعرف أن كل هذا الكلام لا معنى له‎.


مرت أسابيع وليس هناك من مؤشر على تغيير كبير. لكن المشكلة الأساسية بقيت وتفاقمت أكثر ممّا كانت عليه. ‏والمشكلة لم تعد حصراً في كون القائمين على السلطة غير قادرين على مواجهة انهيار شامل يصيب كل شيء في ‏الدولة، بل في كون من هم اليوم في سدة المسؤولية عاجزون عن اتخاذ خطوات عادية وبسيطة تتعلق بحياة الناس ‏في مواجهة الوباء الكبير وتداعياته‎.


ألا يوجد في هذه الحكومة من يعرف معنى كلمة إغلاق؟ ماذا يعني الإغلاق مع هذا الكم من الاستثناءات التي تجعل ‏البلاد على طريقة صاحب الدكان الذي يتحايل على قرار منع التجول، فيترك باب محله موارباً فيسمح لمن يريد ‏بالدخول ويقفل ساعة سماعه "زمّور" سيارة الشرطة؟‎


ماذا يعني أن لا يشمل الإغلاق التام مؤسسات تجارية متوسطة وكبيرة تكمن فيها مشكلة التجمع والاختلاط ‏المؤدي الى انتشار أسرع وأكبر للوباء؟ وهل كلفة التغطية الصحية القائمة اليوم، تقل عن كلفة الخسائر الاقتصادية ‏التي يتذرع الرافضون للإغلاق التام بها؟‎


ماذا يعني أن تفرض منعاً للتجوال بعد ساعات طويلة من الانتشار الواسع والتفاعل غير العادي بين الناس بحجة ‏التجارة وتسيير الأمور اليومية؟ وهل هذا اسمه إغلاق تلجأ اليه الدول لمواجهة وباء يهدد صحة عشرات الآلاف ‏من المواطنين، وسط مؤشرات للإصابات اليومية تنذر بارتفاع عدد المصابين بالكورونا إلى أكثر من مئة ألف في ‏غضون ثلاثة أسابيع؟‎


ماذا تفعل حكومة لا تقدر على توقيع عقود لشراء اللقاحات بانتظار رأي قانوني، وهي تعرف أن الشركات ‏المصنّعة للقاحات انتزعت موافقات استثنائية من حكومات بلادها لكونها تحتاج الى سنوات حتى تتثبت من سلامة ‏لقاحها؟ هل حكومات العالم الكبرى متخلفة لكونها سمحت بلقاح مع تحمل المسؤولية القانونية عن مضاعفاته، بينما ‏يظهر لبنان تحفّظاً علمياً وسط انتشار الخرافات مثل الوباء أو أكثر؟ هل يعرف المسؤولون ماذا يعني تأخر ‏وصول اللقاحات أسبوعاً أو عشرة أيام أو أسبوعين بسبب آراء قانونية لا مكان لها اليوم؟‎


من يجرؤ منكم على مطالبة القوى الأمنية بكل مصائبها، بقمع المخالفات وأنتم تفتحون الأبواب أمام استثناءات ‏تجعل البلاد مفتوحة فعلياً ومغلقة فقط في بيانات رسمية؟ وكيف يمكن المساواة بين المطالبة بفتح مؤسسة لن يؤثر ‏توقفها عن العمل لأسابيع على دورة الحياة، بينما يطالب في الوقت نفسه بتعطيل عمل القضاء وترك الناس رهن ‏مزاجية مخفر هنا أو عسكري هناك؟

كيف يمكن تجاوز مطالبة البلديات بتحمّل مسؤولياتها في إقفال القرى والبلدات وابتداع آليات يعمل بها في كل العالم ‏اليوم، لتسيير أمور الناس حتى يمكن تجاوز الأزمة؟‎


هذه الحكومة، اليتيمة والمستقيلة، صارت مسؤولة عن كل ما يجري الآن في ما خصّ مواجهة وباء كورونا، وهي ‏مهمة تخصّها ولا علاقة للآخرين بها، ولا يمكن لرئيسها أو الوزراء فيها إلقاء اللوم على القوى السياسية وعلى ‏الآخرين وعلى التدخلات الخارجية. حتى القروض الدولية التي يمكن استعمالها لمواجهة كورونا يختلفون على ‏طريقة التعامل معها‎...


ليس أمام هذه الحكومة إلا أن تستقيل من مهمة تصريف الأعمال، ويعلن رئيسها كما الوزراء إقفال أبواب منازلهم ‏على أنفسهم، وإجبار القوى السياسية على إيجاد الحل السياسي السريع، أو أن تواجه الحقيقة الخاصة بمعركة ‏الوباء، من دون الوقوف على خاطر مواطن أو سياسي أو تاجر أو حتى قانون‎!


لبنان يحتاج اليوم الى إغلاق تام، يرافقه تغيير حقيقي في يوميات الناس، وتوقف المسؤولين في أي موقع كانوا فيه ‏عن مزاولة حياتهم بشكل طبيعي، وغير ذلك، يصبح الجميع شريكاً في الجريمة الكبرى التي تصيب الناس، من ‏دون تفريق أو تمييز جندري أو طبقي أو طائفي أو مذهبي‎.


اعملوا، أو استقيلوا من تصريف الأعمال وارحلوا‎!‎

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الديار :

 

عودة لـ "نفق" الاقفال دون ضمانات بالنجاح ومواجهة مع المستشفيات ‏‏"المتمردة" وثيقة "عوكر" عن استراتيجية بايدن تكشف خلفية التصعيد ضد طهران ‏وحزب الله باريس غائبة حكوميا وتضغط "غازيا": شركة توتال ترضخ للتهديدات ‏الاسرائيلية؟

 

كما كان متوقعا، عادت البلاد الى "نفق" الاقفال، وهذه المرة لثلاثة اسابيع، تخبّط السلطة السياسة، ‏وغياب القيادة المتجانسة، والصارمة في ادارة المعركة ضد وباء "كورونا"، وسط غياب الوعي ‏الاجتماعي، وتفشي "الجهل" في المجتمع اللبناني، لا يبشر بنجاح الخطة الجديدة- القديمة والتي اثبتت ‏فشلها الذريع، وقربت لبنان من "النموذج" الايطالي، فالرهان على قرب وصول اللقاح لن ينقذ الوضع ‏الصحي في ظل تعذر الوصول مبكرا الى "مناعة " جماعية، والرهان على اجراءات قضائية تضاف الى ‏العقوبات المادية، لا يبدو مبشرا من خلال التجارب السابقة في اكثر من ملف حيوي في بلد تبدو قواه ‏السياسية مستقيلة عن انجاز حكومة انقاذية لا تزال اسيرة التوتر الاقليمي والدولي بانتظار خروج الرئيس ‏الاميركي دونالد ترامب من البيت الابيض في 20 الجاري، وقد كشفت وثيقة اميركية يتداولها زوار ‏السفارة الاميركية في بيروت، عن حقيقة القلق السائد لدى حلفاء واشنطن من استراتيجية ادارة الرئيس جو ‏بايدن، ما يفسر الحملة الداخلية والخارجية على طهران وحزب الله، فيما تواكب باريس الغائبة عن ‏‏"السمع" حكوميا، هذه الضغوط "غازيا" من خلال رضوخ شركة "توتال" الفرنسية لضغوط اسرائيل، ‏عبر الامتناع عن التنقيب في "البلوك 9" دون تقديم اي مبررات منطقية للدولة اللبنانية.‏

جمود سياسي ‏
سياسيا، يغيب المشهد الحكومي عن الاهتمام، ومن "شرب البحر لن يغص بالساقية" كما تقول اوساط ‏سياسية بارزة في لحظة اقليمية متوترة وفي انتظار نهاية ولاية دونالد ترامب في 20 الجاري، حيث لن ‏يخاطر الرئيس المكلف سعد الحريري بالقيام باي خطوة جدية تسمح "بولادة" الحكومة العتيدة، وفيما ‏التوتر على اشده في المنطقة مع اعلان ايران زيادة تخصيب اليورانيوم الى 20 بالمئة والتهديدات ‏الاسرائيلية ردا على هذه الخطوة التي تراها مصادر دبلوماسية انها "ذكية" في توقيتها لانها تسمح ‏لطهران بامتلاك "ورقة" تفاوض جديدة على "الطاولة" بعد استلام جو بايدن مقاليد الرئاسة الاميركية، ‏فان الاجوبة حول ردود الفعل على الكلام الايراني المجتزأ عن دور الصواريخ في لبنان، لم تتأخر الا ‏بضع ساعات، فبعدما كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن "تحوير" مقصود لهذه ‏التصريحات، كشفت مصادر دبلوماسية "للديار" عن الخلفيات الحقيقية لهذه الحملة والتي وقعت ‏‏"ضحيتها" رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر،في موقفهما غير الموفق اتجاه دولة صديقة يعرفان ‏جيدا انها لم تقصر ابدا اتجاههما في "السراء والضراء"، لا ماديا ولا معنويا،منذ ان كان الرئيس ميشال ‏عون في الرابية.‏


ووفقا لتلك الاوساط، تعد المواقف اللبنانية المتشنجة، جزءا من حملة تقودها ادارة الرئيس دونالد ترامب ‏عبر السفارة الاميركية في بيروت، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية التي جندت وسائل اعلامها، ‏والشخصيات السياسية التي تدور في فلكها، لشن حملة مضادة على حزب الله في لبنان، وقد تظهر ذلك بما ‏حصل مع مؤسسة القرض الحسن، فضلا عن استغلال الكلام الايراني الاخير والذي اخرج من سياقه عن ‏سابق تصور وتصميم.

‏ "وثيقة" عوكر. ‏
اما الاسباب الدافعة لهذه الحملة فوثيقة تم تسريبها عبر السفارة الاميركية في عوكر وفيها تقييم شبه رسمي ‏لكيفية تعامل الادارة الاميركية الجديدة مع لبنان والمنطقة، وهذه التوجيهات التي وضعها الطاقم السياسي ‏الذي سيتولى المناصب الرئيسية في مجلس الامن القومي ويشير هؤلاء الى ان الادارة الديموقراطية ‏ستعيد اميركا الى قيادة العالم بدل الانكفاء،من خلال إعادة بناء النظام الدولي الليبرالي - الديمقراطي، ‏الذي بنته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية؛ وتعزيز الديمقراطية في أرجاء العالم "من هونغ ‏كونغ حتى السودان، ومن تشيلي حتى لبنان"؛ والانتصار في المنافسة الدولية حيال الصين وروسيا،لكن ‏الولايات المتحدة ستسعى الى مزيد من التوازن بين مستوى التزامها بالاستقرار والحرية والأمن في ‏المنطقة وبين الغرق في المواجهات التي لا يمكن الانتصار فيها والتي تقضم من القوة الاميركية.‏

الواقعية السياسية ‏
ووفقا للوثيقة، سينتهج بايدن الواقعية السياسية في السياسة الخارجية،وبين الدبلوماسية واستخدام الأدوات ‏العسكرية يعلن بايدن بأن الدبلوماسية ستكون الأداة المركزية في السياسة الخارجية الأميركية، وستعمل ‏الإدارة على تقليص حجم القوات الأميركية،وستكون إيران في سلم الأولويات، وستسعى الإدارة لاستئناف ‏الدبلوماسية، وعدم التصعيد، وإلى حوار إقليمي مع طهران. وإذا عادت إيران إلى الالتزام التام بالاتفاق ‏النووي، ستنضم إليه الولايات المتحدة مجدداً، وسترفع العقوبات ضمناً. وبعد ذلك، ستدير الإدارة مع إيران ‏مفاوضات حول المسائل الاخرى في المنطقة (النفوذ والصواريخ).‏


تعزيز مكانة ايران ‏
وبحسب تلك المصادر، فان التزام بايدن، بإسرائيل قوية وفي حدود آمنة، ليس كافيا للاسرائيليين، لانه ‏يشترط مقابل ذلك وجود دولة فلسطينية قابلة للعيش. وهذا يعني ان الادارة الجديدة تعارض الخطوات من ‏طرف واحد مثل ضم وتوسيع المستوطنات، وفي المقابل ترى اسرائيل بان العودة إلى الاتفاق النووي مع ‏رفع العقوبات والامتناع عن التهديد العسكري، خطوات تعزز مكانة إيران في المنطقة.وحيال دول الخليج ‏ستكون هناك "إعادة فحص" للعلاقات، ولن تعطي واشنطن "شيكاً مفتوحاً" لقمع حقوق الإنسان،مصر، ‏تركيا، السعودية، ولحروب "كارثية" وفي مقدمتها الحرب في اليمن.‏

تخفيف الضغط لبنانيا؟ ‏
هذا التحول في السياسة الخارجية الاميركية،اذا ما حصل، سيكون استدارة كبيرة في التعامل مع الملفات ‏الساخنة، وهو امر يقلق حلفاء واشنطن في المنطقة ولبنان، وبحسب الوثيقة فان بايدن يريد ايضا بذل جهد ‏دبلوماسي لحل سياسي للأزمة السورية، والتقدم في إصلاح سياسي واقتصادي في لبنان، وهذا يعني ‏دبلوماسيا تخفيف الضغط الهائل على الساحة اللبنانية، والعودة الى التعايش مع الواقع بعيدا عن السقوف ‏المرتفعة في مواجهة حزب الله.‏


‏ "ضحية الشعبوية" ‏
طبعا، هذه الخلاصات الاميركية لا تزال "حبرا على ورق"، وليس مؤكدا بعد انها ستتحول الى امر واقع، ‏لكن المتضررين في المنطقة ولبنان، بالتعاون مع الادارة الاميركية الحالية، يحاولون استغلال ما تبقى من ‏وقت لتخريب الملفات، وتعقيدها امام بايدن، وفي هذا السياق، تلفت اوساط سياسية معنية بالملف الى ان ‏الرئاسة الاولى والتيار الوطني الحر وقعا ضحية "شعبوية" ليست في مكانها الصحيح،فالموقف لا يمكن ‏صرفه سياسيا مع الادارة الاميركية الجديدة، والادارة الراحلة سبق وقطعت "شعرة معاوية" مع "التيار ‏البرتقالي"، وليس مفهوما الاسباب الموجبة لتوتير العلاقة مع حزب الله، والجمهورية الاسلامية في توقيت ‏شديد الحساسية، مع الاستمرار في الرهان على حكمة السيد نصرالله في تفهم ظروف الحليف الذي يتخبط ‏بمواقفه!‏


‏"شد حبال"ام حرب؟ ‏
وفي السياق نفسه، فان هذا التوتر لدى حلفاء واشنطن سببه تراجع احتمالات حصول ضربة اميركية ‏لايران حيث يتبقى للرئيس ترمب 15 يوماً يصعب أن تسمح بعمل عسكري كبير أو محدود، تكون له ‏تداعيات خطيرة اقليميا أو دوليا،كما ان كبار القادة العسكريين ليسوا متحمسين لخطوة كهذه تحت قيادة ‏رئيس منتهية ولايته، والبلاد في حال انقسام جراء انتخابات رئاسية غير مسبوقة.وهذا يرجح البقاء في ‏مرحلة شد الحبال، لكن ثمة رهان واضح لدى هؤلاء بحصول سوء تقدير يؤدي الى اشتعال المنطقة،. في ‏ظل مناخ سياسي يشجع على العمل العسكري؛ لا سيما مع تلاقي الإرادات الأميركية والإسرائيلية ‏والإقليمية على الإفادة مما تبقى من عمر الادارة الحالية ، لتوجيه ضربة إلى إيران، واكثر المتحمسين ‏رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يعتقد أن عملاً عسكرياً مشتركاً مع الاميركيين ، يخدمه ‏سياسيا قبيل الانتخابات التشريعية الصعبة في ربيع 2021 .‏

ضغوط فرنسية عبر "الغاز" ؟ ‏
في هذا الوقت، وفيما يصل وفد من لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي الى بيروت ‏الأربعاء المقبل، في زيارة تمتد حتى الاثنين المقبل،لا موعد جديدا لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون، اي لا ‏جديد على خط تحريك الملف الحكومي فرنسيا، واذا كانت الجولة بحسب المصادر الفرنسية تهدف إلى ‏تعزيز التعاون في تنفيذ المشاريع الحيوية والحياتية التي تعمل فرنسا عليها لمساعدة الشعب اللبناني، فان ‏الاتجاه الرسمي لاثارة عملية حيوية للبنان تتمثل في تمنع شركة "توتال" عن استئناف عملية التنقيب عن ‏الغاز في البلوك رقم "9" والذي كان مقررا في نهاية 2020، وقد سبق لادارة قطاع البترول إلى ‏الاتصال بشركة "توتال" لاستيضاحها سبب التأخير دون الحصول على جواب مقنع،على رغم أن النقطة ‏التي حددتها سابقا لهذه الغاية تقع في شمال البلوك 9 لا جنوبه أي تبعد 25 كلم عن حدود لبنان مع شمال ‏فلسطين المحتلة، ولا علاقة للامر بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية.ووفقا لمصادر مطلعة بات واضحا ان ‏شركة "توتال" رضخت للضغوط الاسرائيلية حيث طلبت اسرائيل من الشركة عدم البدء باي اعمال حفر ‏في سياق رفع نسق الضغوط على لبنان لتليين موقفه في المفاوضات...! ووفقا لتلك الاوساط ثمة عتب ‏رسمي لبناني على باريس بسبب عدم تعاونها في ملف تفجير المرفأ ورفضها تسليم صور الاقمار ‏الاصطناعية، وتماهي شركة توتال مع الضغوط الاسرائيلية، وهو امر ستتم اثارته مع وفد مجلس الشيوخ ‏الفرنسي لما لهاتين القضيتين من اهمية في هذه الظروف الدقيقة.‏

عودة الى "الاقفال" ‏
على وقع تسجيل 2861اصابة جديدة و13 حالة وفاة "بكورونا"، اعلن وزيرا الصحة والداخلية الاقفال ‏التام ابتداء من الخميس المقبل 7 كانون الثاني 2020، حتى الاثنين في الاول من شباط. كما تقرر فرض ‏حظر للتجوال ابتداء من الساعة 6 مساء وحتى الساعة 5صباحاً. واثر انتهاء اللجنة الوزارية الخاصة ‏بفيروس كورونا اعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، أن قرار الإقفال اتخذ بإجماع ‏اللجنة الوزارية، مشيرا الى أنه "بات واضحا أن التحدي الوبائي وصل إلى مكان يشكل خطرا على حياة ‏اللبنانيين في ظل عدم قدرة المستشفيات على تأمين أسرة.‏
وفيما سيصدر اليوم تعميم مفصل من الداخلية عن الاقفال، بات مؤكدا ان الاستثناء سيطال المؤسسات ‏العسكرية، والصحية والاعلامية، والافران، ومحطات الوقود، والصيدليات، وسينظم فتح باقي القطاعات، ‏وفق مواقيت، لتحديد مدة الفتح والاقفال، اما بالنسبة الى المطار فسيكون هناك تشدد وتم الاتفاق على ‏خفض نسبة القادمين يوميا إلى 20 في المئة شرط الخضوع لفحوصات الـ "بي سي آر" قبل دخول ‏بيروت وإجبارهم على البقاء في فنادق على حسابهم الخاص لمدة يومين ولن يستطيعوا الخروج قبل ‏الحصول على نتيجة سلبيّة للفحص، على ان تتم اعادته بعد خمسة ايام بعد حجر منزلي تراقبه البلديات.‏


‏ "ضغوط" على المستشفيات الخاصة ؟
وأوضح الوزير حسن أن هناك مستشفيات خاصة تواكبنا وبالتالي كنا نعطي أياما للمواطنين كي لا يحصل ‏الإكتظاظ أمام التعاونيات، وكي لا يتكرر مشهد اكتظاظ على ادوية الأمراض المستعصية كي لا تعتبر ‏ثغرة بالإنضباط العام، وعلم في هذا السياق، ان وزير الصحة اقترح بدء الاقفال يوم الاثنين المقبل، لكن ‏اقتراحه سقط.‏
والجديد في هذا السياق، بحسب اوساط مطلعة،اتخذ قرار حاسم للضغط على المستشفيات الخاصة ‏لاجبارها على استقبال مرضى كورونا، وسيعقد في هذا الصدد اجتماع في وزارة الدفاع مع الجهات ‏الضامنة، وثمة توجه بمنحها مهل محددة للاستجابة للقرارات الحكومية والا سيتخذ قرار بالتوقف عن ‏التعامل معها من قبل الجهات الضامنة.‏


‏ "الداخلية" وعبء الاقفال!‏
من جانبه أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي أن "قرار المفرد والمزدوج ‏المتعلق بسير الآليات سيتم تطبيقه خلال فترة الاقفال المقبلة". وتمنى على "كل مواطن ان ينفذ التعليمات ‏ومساعدة القوى الامنية لتنفيذ هذه التعليمات لمواجهة تفشي الوباء"، مشيرا الى انه "سيتم تقليص عدد ‏الوافدين من خلال آلية معينة". وعن عدم فعالية قرار "المفرد والمزدوج" أوضح فهمي أنه "كنا نفضل ‏لو طبق المواطن التوجيهات المعطاة له بهذا الخصوص، عندها كان القرار قد أعطى نتيجة أفضل.‏


ووفقا للمعلومات، كان وزير الداخلية صريحا خلال الاجتماع من خلال رفضه تحميل وزارة الداخلية ‏‏"عبء" الاقفال، وطالب بان تشارك كل القوى الامنية بالتطبيق الصارم لهذه الاجراءات والا الامور ‏ستذهب الى فشل جديد.وبعد الاجتماع الوزراي، عُقد آخر أمني في السراي، حضره قادة الاجهزة للبحث ‏في الملف عينه اي اجراءات مكافحة كورونا وجاهزية الاجهزة لمواكبة عملية الاقفال التام. وقد افيد انه ‏جرى خلال الاجتماع الحديث عن إجراءات مشدّدة لمدّة 4 أسابيع وكل الاجهزة والبلديات ستكون معنية ‏وتتعاون لتطبيق الاقفال.‏

تشكيك بالنجاح ‏
وفي بداية الاجتماع الوزراي، شكك رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بنجاح الخطة وقال ‏‏"طبقنا الإجراءات الممكنة كافة على مستوى الدولة، لكن التزام الناس لم يكن إيجابيا، للأسف هناك ‏مواطنون غير مقتنعين حتى اليوم بخطر هذا الوباء". واكد دياب ان "مواجهة كورونا لا يمكن ان تطبق ‏من خلال تدابير نظرية وإجراءات في الشارع فقط، ونستطيع إقفال البلد ونستطيع أن نفرض حظر التجول ‏لكن لا قدرة لنا أن نلاحق كل شخص". وأشار الى ان "لا أسرة شاغرة في عدد من غرف العناية الفائقة، ‏وبالتالي نحن أمام حالة صعبة جدا ونحتاج إلى إجراءات استثنائية وصارمة وتشدد بتنفيذ التدابير"، مؤكدا ‏ان "مواجهة هذا الوباء تحتاج إلى وعي مجتمعي يتفاعل ويتجاوب مع التدابير والإجراءات.‏

 

***********************************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء :

 

إجراءات الإقفال تسابق إنهيار المنظومة الصحية.. بانتظار اللقاح‎!‎ الحريري لن يرضخ للشروط العونية.. و"حرق صور" بين الضاحية ونهر الكلب يربك الإستقرار

 

 اتخذ القرار المنتظر‎...‎
‎من الخميس في 7 ك2 إلى الأوّل من شباط قرار بإقفال البلد لمواجهة جائحة كورونا، التي استعصت على المعالجة، ‏وتحورت دولياً، وتفشت لبنانياً على نحو خطير‎..‎


هذه الصورة التي رست عليها اتصالات الساعات 72 الماضية، على وقع استفحال الداء، واستعصاء الدواء، في ظل ‏انشداد دولي - إقليمي خطير على جبهة الحشود الأميركية - الإيرانية في الخليج، الذي خطا بوساطة كويتية خطوة ‏ناجحة باتجاه رأب الصدع بين المملكة العربية السعودية وقطر (الخبر في مكان آخر)، في وقت كادت فيه مساعي ‏الانفراج السياسي تختفي بالكامل، وكأن لا حاجة لتأليف حكومة، تتصدى لجبل الأزمات، الذي يسجل صعوداً باتجاه ‏الصعوبة بالمعالجة، من المال، إلى الأعمال، والأجور والاسعار وتأمين السلع والحاجات والأدوية‎...‎


ومع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من زيارة عائلية خاصة إلى الخارج المتوقعة بين وقت وآخر، لم يسجل أي ‏جديد كلياً، وكأنه "أصبح في خبر كان"، حسب مصدر متابع للملف الحكومي‎..‎


لكن المصدر قال لـ"اللواء" من غير المستبعد ان يتحرك الملف في أي وقت، ولو بخجل‎..‎


وكشفت مصادر قريبة ان الرئيس الحريري لن يرضخ للشروط التي يقترحها الفريق العوني، ولن يسير الا وفقاً ‏لمندرجات المبادرة الفرنسية، مهما طال الوقت أو قصر‎..‎


وهكذا، في حين استمر الجمود الحكومي عند تقاطع الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف ‏الحريري حول حقائب الداخلية والعدل، يُرتقب عقد اللقاء بين الرئيسين بعد عودة الحريري من السفر، وإنشغلت الدولة ‏بكل قطاعاتها الرسمية بالبحث عن حلٍّ لتفشي وباء كورونا في المجتع كالنار في الهشيم، عبر اجتماعين للجنة الوازرية ‏المكلفة متابعة المعالجة تقرر خلالهما الاقفال التام الشامل في البلاد وسط انقسام الاراء حول موعد البدء بالإقفال، لكن ‏اللجنة الوزارية اعلنت في نهاية الاجتماع الثاني الاقفال التام ابتداءً من الخميس المقبل الى الاول من شباط، على ان ‏يكون حظر التجوّل من الساعة 6 مساء حتى الساعة 5 صباحاً ويوم الاحد منع تام للتجول‎.‎


وأُفيد أنه?سيتم تطبيق قرار المفرد والمزدوج لسير السيارات خلال فترة الاقفال، على أن يبدأ تطبيقه يوم الاربعاء ومنع ‏تجول تام الاحد‎.‎


على ان قرار الإقفال التام يستثني الأطباء والعسكريين والصحافيين والمصانع والوزارات والمطابع والمصارف ‏ودوائر الدولة، على ان تكون نسب الإشغال على الشكل الآتي‎:‎


المصانع : 30 بالمئة


الوزارات: 25 بالمئة


المطابع: 30 بالمئة


المصارف: 20 بالمئة


الدوائر الرسمية: 25 بالمئة


وسيصدر اليوم عن وزير الداخلية قرار مفصل بالإقفال والاستثناءات.وكذلك بالنسبة لحركة المطار، التي سيتم خفض ‏عدد الوافدين خلالها‎.‎


وذكرت المعلومات ان سجالاً حاداً حصل بين وزير الصحة حمد حسن من جهة، ومستشارة رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال للشؤون الصحية بترا خوري حول الاقفال العام خلال الاجتماع الاول للجنة الوزارية ، حيث ترى خوري ‏ضرورة اعتماد يوم الاربعاء للاقفال في حين يشدد حسن على العمل به يوم الاثنين، وهذا ما دفع خوري الى التغيب ‏عن حضور الاجتماع الثاني بعد الظهر‎.‎


وفي بداية الاجتماع الذي بدأ قرابة العاشرة والنصف من قبل الظهر،أعلن دياب "اننا طبقنا الإجراءات الممكنة كافة ‏على مستوى الدولة، لكن التزام الناس لم يكن إيجابيا، للأسف هناك مواطنون غير مقتنعين حتى اليوم بخطر هذا ‏الوباء‎".‎


واكد دياب ان "مواجهة كورونا لا يمكن ان تطبق من خلال تدابير نظرية وإجراءات في الشارع فقط، ونستطيع إقفال ‏البلد ونستطيع أن نفرض حظر التجول لكن لا قدرة لنا أن نلاحق كل شخص‎".‎


وقال: "أصبحنا في موقع مختلف، في البداية كان هناك تناغم بين اجراءات الدولة وبين تجاوب المواطنين مع ‏التدابير، أما اليوم فالوضع مختلف تماما‎".‎


وأشار الى ان "لا أسرة شاغرة في عدد من غرف العناية الفائقة، وبالتالي نحن أمام حالة صعبة جدا ونحتاج إلى ‏إجراءات استثنائية وصارمة وتشدد بتنفيذ التدابير"، مؤكدا ان "مواجهة هذا الوباء تحتاج إلى وعي مجتمعي يتفاعل ‏ويتجاوب مع التدابير والإجراءات‎".‎


وبعد الاجتماع الوزراي الاول، عُقد اجتماع أمني في السراي، برئاسة دياب، حضره قادة الاجهزة للبحث في إجراءات ‏مكافحة كورونا وجاهزية?القوى العسكرية والامنية لمواكبة عملية الاقفال التام ودور كلّ من الجيش وقوى الامن ‏الداخلي والقوى الامنية الاخرى. وقد افيد أنه جرى خلال الاجتماع الحديث عن إجراءات مشدّدة لمدّة 4 أسابيع تتراوح ‏بين الاقفال التام والجزئي. واشارت المعلومات الى ان التدابير الأمنية التي ستتخذ خلال فترة الإقفال ستكون على مدى ‏‏4 أسابيع وكل الاجهزة والبلديات ستكون معنية وتتعاون لتطبيق الاقفال‎.‎


وكان حسن اقترح البدء بإقفال البلد بدءاً من الاثنين المقبل ولمدّة أسبوعين لإعطاء فرصة للمواطنين للتموّن قبل الإقفال ‏وتحاشيا للزحمة في السوبرماركات. وانه?اقترح أيضاً أن تعمل المستشفيات الخاصة على استقبال مرضى كورونا على ‏حساب وزارة الصحة. وتابعت:?وزير الصحة قال إنّ اللقاح سيصل في 4 شباط المقبل على الأرجح وإنّ لبنان سيوقع ‏مع شركة "فايزر" للحصول عليه. واشارت المعلومات ايضا الى ان المطار لن يُقفل إنّما هناك تشدد في موضوع ‏القادمين إليه وتقترح اللجنة الوزارية خفض نسبة القادمين يوميا إلى 20 في المئة شرط الخضوع لفحوصات ‏الـPCR?‎قبل دخول بيروت وإجبارهم على البقاء في فنادق على حسابهم الخاص ولن يستطيعوا الخروج قبل الحصول ‏على نتيجة سلبيّة للفحص‎.‎


وقال رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ"اللواء" أن إقفال البلد يجب أن يكون جديا كي يأتي بنتيجة ‏فلا يكون كما الأقفال السابق معلنا أن القرار الذي اتخذ يجب أن يترافق مع زيادة اسرة العناية الفائقة في المستشفيات ‏والا فنحن نتجه نحو كارثة صحية‎.?‎


وفي سياق متصل اعتبرت مصادر طبية عبر "اللواء" أنه إذا طبق الأقفال بشكل جيد ولم تكن هناك من استثناءات من ‏هنا وهناك فيكون القرار من دون ذي فائدة والمهم الالتزام ووعي الجميع. ودعت إلى ترقب ما قد يصدر من تعميم ‏حول الأقفال وتردد أن هناك اجتماعا يعقد اليوم بين لجنة كورونا المعنيين بالقطاع الطبي ولجنة الصحة النيابية‎.‎


وكتب مدير مستشفى الحريري الجامعي د. فراس الابيض: "في الآونة الأخيرة، تجاوز الارتفاع في اعداد حالات ‏الكورونا الزيادة في اعداد أسرة العناية‎".‎


وفد الشيوخ الفرنسيين


فرنسياً، يصل غداً إلى بيروت وفد من لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي، في زيارة تمتد حتى ‏الاثنين .و أعلنت المصادر أن برنامج اللقاءات يشتمل على اجتماعات مع أغلبية رؤساء الكتل والأحزاب، إضافة إلى ‏لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومجموعات من المجتمع المدني‎.‎


وحسب مصدر دبلوماسي فأن الجولة ترمي أولا إلى تعزيز التعاون في تنفيذ المشاريع الحيوية والحياتية التي تعمل ‏فرنسا عليها لمساعدة الشعب اللبناني مباشرة‎.‎


حرق صور


وامتداداً للأخذ والرد، في ما خص تصريحات قائد الوحدة الجوية في الحرس الثوري حاجي زادة، فقد بقيت مدار أخذ ‏ورد فغرّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا عبر "تويتر"،متوجها إلى عون: "فخامة الرئيس: مع ‏كامل الإحترام، رئيس الجمهورية لا يغرد في الأمور السيادية، رئيس الجمهورية يتخذ قرارات وإجراءات. مع كامل ‏الإحترام". وردا على قاطيشا، غرد عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود عبر تويتر أيضا، فخاطب قاطيشا ‏بالعامية: "ربما لو ما غردتو بالطائف ومع السوري والسعودي سنة 1990 كان الرئيس بعد عندو صلاحيات ياخد ‏قرارات... يا وهبه عزيزي مواقفكم بس للتمريك وبلا ذاكرة سياسية ومتكلين على وجع الناس حتى تمحو ‏الخطايا،...انتو اكثر من عجيبة‎".‎


وعلى الأرض، سادت أجواء من القلق، على الاستقرار الأمني، بعد تبادل حرق صور بين ناشطين في نهر الكلب لقائد ‏الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أميركية على موكبه برفقة نائب الحشد الشعبي أبو مهدي ‏المهندس مساء أمس، ومسارعة ناشطين على الخط الفاصل بين الشياح وعين التينة لحرق صور لمؤسس الكتائب ‏الشيخ بيار الجميل، والنائب السابق نجل الرئيس أمين الجميل بيار الجميل‎..‎


وعلى الأثر، قام الجيش اللبناني بنشر وحدات على مداخل عين الرمانة لمنع أي احتكاك مباشر بين أنصار الجميل ‏والجهات المؤيدة لإيران‎..‎


تحقيقات المرفأ


وعلى الأرض، تلا أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، بيانا، اعتبروا فيه أنه "من المعيب بجريمة بحجم تفجير مرفأ ‏بيروت التلطي خلف الحصانات التي سنسحقها تحت أقدام عوائل شهدائنا"، و"لا يحسبن أحد التلاعب بطمس الحقيقة ‏فلا ارتياب مشروع غير ارتيابنا نحن بتاريخ السياسيين الأسود‎".‎


وتوجهوا للسياسيين بالقول "نحذر من أي تسريب قد يخلّ بالتحقيقات وقد بدأ العد التنازلي بنفاذ صبرنا والزمن قد تغير ‏فأحسنوا قراءة ما بين السطور ونعول على مناصريكم ليقفوا معنا وقفة حق‎".‎


وأكد أهالي ضحايا انفجار المرفأ، أنه "سنكون وقود ثورة حقيقية لا تستطيعون تفريقها وسنقتلع كل شيء"، وأضافوا ‏في بيانهم "إني أرى رؤوسا قد أينعت واقترب وقت حصادها‎".‎


‎192139 ‎إصابة


صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 2861 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و13 حالة وفاة، ليرتفع العدد إلى ‏‏192139 إصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2021‏‎.‎

 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة النهار :

 

الاقفال الرابع: تخبط الدولة الفاشلة

 

 ‎ثمة سوابق لا تحصى حول نماذج صارخة من تخبط الدولة اللبنانية التي استحقت بامتياز ‏تصنيفها ضمن مجموعات الدول الفاشلة . ولكن العرض الأسوأ عن تخبطها امس تجاوز كل ‏السوابق واتخذ أبعادا اشد سلبية وخطورة لان الدولة التي كانت ممثلة بالحكومة وبكل ‏المؤسسات الإدارية والصحية والأمنية في الاجتماعات الماراتونية التي عقدت امس في ‏السرايا الحكومية كانت امام اخطر "تسونامي" وبائية تجتاح لبنان ورغم ذلك استهلك القرار ‏الذي وصلت اليه نحو تسع ساعات من المماحكات والتجاذبات وعروض التباينات في عز ‏بلوغ العاصفة الوبائية ذروتها . اتخذ القرار بالإقفال العام للمرة الرابعة منذ آذار 2020 من ‏الخميس في السابع من كانون الثاني الحالي الى الاثنين في الأول من شباط المقبل وربما ‏يكون الأقرب الى الاقفال الأول في آذار 2020 عندما بدأ انتشار فيروس كورونا في لبنان ، ‏ولكن بعدما اثبتت تطورات الكارثة الوبائية في الأسبوعين الأخيرين ،وهما أسبوعا عيدي ‏الميلاد ورأس السنة ، بان فرض الإجراءات المتشددة على المواطنين كان يجب ان يسبق ‏العاصفة لا ان يعقبها مهما كلف الثمن . ولكن العودة السريعة الى تصريحات المسؤولين ‏والوزراء والسلطات المعنية عشية الأعياد تثبت بما لا يقبل جدلا ان التخبط نفسه الذي ‏تسبب في حيز كبير منه في التفشي الوبائي الواسع بعد الأعياد تجدد امس وكاد يطيح ‏امكان التوصل الى قرار إجماعي نهائي لولا الخشية من تفلت مخيف لا احد يدري الى اين ‏يمكن ان يودي بالبلاد‎ .‎
‎ ‎
ومع ذلك فان الشكوك سابقت القرار النهائي حول المدى الحقيقي للحزم الواجب ان يترافق ‏مع تنفيذ الإجراءات الجديدة للإقفال اذا كانت الإجراءات ستبقى متسمة بالإجتزاء وعدم ‏التزام المعايير الصارمة الموحدة لتنفيذها والسبل التي ستتخذ لضمان تحقيق الأهداف ‏الأساسية للإقفال واولها خفض الحجم المتعاظم للاصابات والانتشار الوبائي وبدء تخفيف ‏الاكتظاظ والاختناق في المستشفيات لا سيما منها الحكومية التي لم تعد قادرة على ‏الاستيعاب . كما ان الشك الكبير واكب التساؤلات عما اذا كانت وزارة الصحة والحكومة كلا ‏ستتمكن من حل أسوأ ظاهرة شهدها بلد في العالم وتمثلت في امتناع معظم ‏المستشفيات الخاصة عن فتح أقسام لمصابي كورونا منذ انتشار هذا الوباء في لبنان قبل ‏عشرة اشهر .وقد اتخذت هذه الازمة الفضائحية أسوأ ابعاده ودلالاتها في الأيام الأخيرة مع ‏اقدام وزارة الصحة للمرة الأولى على نشر لائحة اسمية مفصلة بكل المستشفيات تكشف ‏فيها تلك التي لا تستقبل المصابين بكورونا او تستقبل عددا محدودا جدا منهم الامر الذي ‏شكل فعلا فضيحة غير مسبوقة في القطاع الصحي الخاص وعلاقته بالدولة‎ .‎
‎ ‎
الصراع مع المستشفيات
واذا كانت "المعارك" الجانبية التي خيضت امس داخل اللجنة الوزارية الخاصة بمتابعة ازمة ‏كورونا بين السلطات السياسية والصحية والأمنية شكلت انكشافا متجددا لانعدام وحدة ‏الحال داخل الدولة كلا ، وليس فقط داخل حكومة تصريف الاعمال ، فان كثرا استوقفهم ‏اصدار وزير المال امس بيانا يكشف فيه ان الوزارة سددت مبلغ 555'7 مليار ليرة للقطاع ‏الاستشفائي كافة بما يوجب التوقف طويلا عند المماحكات المالية التي تتخذ ستارا للكثير ‏من الالتباسات المتحكمة بالملف الصحي فيما لبنان يكابد أسوأ المخاوف من نماذج كارثية ‏عرفتها دول أوروبية تحت وطأة الانتشار الوبائي مضافا الى ذلك كوارثه الخاصة المالية ‏والاقتصادية والاجتماعية التي ستتفاقم على نحو خطير إضافي تحت وطأة الاقفال الجديد . ‏وأفادت معلومات في هذا السياق ان اجتماعا سيعقد صباح اليوم في وزارة الدفاع مع ‏الجهات الضامنة الرسمية والخاصة لتوحيد الموقف في التعامل مع المستشفيات الخاصة . ‏وحتى بعد اجتماعات السرايا وصدور بيان الاقفال العام لم يبت نهائيا الجدول التفصيلي ‏للقرار في ما يتصل بالقطاعات التي ستستثنى من الاقفال ضمن مواقيت محددة علما ان ‏المعلومات التي تسربت عن اجتماع اللجنة اشارت الى استثناءات واسعة جرى تداولها ولكن ‏تقرر لاحقا إعادة تحجيمها وتحديدها على ان يصدر التعميم النهائي حول الاقفال اليوم عن ‏وزارة الداخلية . وسيواكب الاقفال العام فرض حظر التجول ابتداءاً من الساعة 6 مساء ‏وحتى الساعة 5صباحاً‎.‎
‎ ‎
واعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن اثر انتهاء اجتماع اللجنة الوزارية، ‏ان "أن قرار الإقفال اتخذ بإجماع اللجنة ورئيس الحكومة حسان دياب جمع كل الآراء ووحدها ‏بقرار الإقفال العام من صباح الخميس حتى صباح الأول من شباط 2021، مشيرا الى أنه ‏‏"بات واضحا أن التحدي الوبائي وصل إلى مكان يشكل خطرا على حياة اللبنانيين في ظل ‏عدم قدرة المستشفيات على تأمين أسرة". وأوضح أن "اللجنة العلمية أوصت بإقفال ‏أسبوعين قابلة للتجديد، لكن بعد النقاش الذي حصل تم توحيد الموقف، هناك مستشفيات ‏خاصة تواكبنا وبالتالي كنا نعطي أياما للمواطنين كي لا يحصل الإكتظاظ أمام التعاونيات، ‏وكي لا يتكرر مشهد اكتظاظ على ادوية الأمراض المستعصية كي لا تعتبر ثغرة بالإنضباط ‏العام‎".‎
‎ ‎
من جانبه أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي أن "قرار ‏المفرد والمزدوج المتعلق بسير الآليات سيتم تطبيقه خلال فترة الاقفال المقبلة". وتمنى ‏على "كل مواطن ان ينفذ التعليمات ومساعدة القوى الامنية لتنفيذ هذه التعليمات ‏لمواجهة تفشي الوباء"، مشيرا الى انه "سيتم تقليص عدد الوافدين من خلال آلية معينة". ‏وعن عدم فعالية قرار "المفرد والمزدوج" أوضح فهمي أنه "كنا نفضل لو طبق المواطن ‏التوجيهات المعطاة له بهذا الخصوص، عندها كان القرار قد أعطى نتيجة أفضل". وقال ‏‏"الدولة مسؤولة والمواطن مسؤول أيضا، والمسؤولية تقع على المواطن أكثر مما تقع ‏على الدولة، فالقوى الأمنية لديها مهام عملانية أخرى ومهمة. أتمنى أن يطبق المواطن ‏التعليمات والإرشادات المعطاة إليه وأن يساعد القوى الأمنية على تطبيقها لمنع تفشي ‏الوباء وتخطي الأزمة. قرار الإقفال سيكون أكثر تشددا وسنعلن عن تفاصيله غدا (اليوم‎ )".‎
‎ ‎
وأفادت المعلومات أن وزير الصحة حمد حسن وصل متأخراً ساعة إلى اجتماع اللجنة ‏الوزارية بعد الظهر ، وعندما سئل عن السبب قال: "لأنو هلّق بلّشوا بحث الوضع الصحي‎".‎
‎ ‎
وكان الاجتماع الأول برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسن دياب انتهى قرابة الثانية ‏عشرة والربع ثم تلاه اجتماع آخر أمني في السرايا، حضره قادة الاجهزة للبحث في الملف ‏عينه اي اجراءات مكافحة كورونا وجاهزية الاجهزة لمواكبة عملية الاقفال التام. وقد افيد ان ‏جرى خلال الاجتماع الحديث عن إجراءات مشدّدة لمدّة 4 أسابيع تتراوح بين الاقفال التام ‏والجزئي.واشارت المعلومات الى ان التدابير الأمنية التي ستتخذ خلال فترة الإقفال ستكون ‏على مدى 4 أسابيع وكل الاجهزة والبلديات ستكون معنية وتتعاون لتطبيق الاقفال‎.‎

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية :

 

تجربة جديدة للإقفال.. الحكومة: نصيحة ‏فرنسية وقلق عربي.. المنطقة: أجواء ‏حربيّة

 

بديهي القول مع سلطة متخبّطة إنّها ستنتهي الى الفشل مع أيّ ‏إجراء تتخذه، أو أي خطوة تقوم بها حتى ولو كانت سطحيّة، على أنّ ‏الطامة الكبرى في أنّ فشلها لا تحصده هي وحدها كما يفترض، بل ‏يحصده كل البلد، على ما حصل في الإجراءات المرتبكة التي اتخذتها ‏منذ بدء ظهور "كورونا" وحتى اليوم، وساهمت فيها في تفاقم هذه ‏الجائعة الى الحَد المُرعب الذي بلغته، وجعل اللبنانيين جميعهم أهدافاً ‏سهلة لهذا الفيروس الذي صار يسجل يومياً أرقاماً قياسية بالآلاف ‏لعدد الحالات.‏
‏ ‏
واذا كانت السلطة تحاول ان تعالج مشكلة كبرى بإجراءات ثبت أنّها ‏قاصرة صادرة عن عقليّة مراهقة أمام خطرٍ في منتهى الجدية لا يرتبط ‏فقط بحياة اللبنانيين بل بمصير البلد، فها هي اليوم تحاول أن تبدو ‏وكأنها شَمّرت عن سواعدها لدخول معركة قاسية مع الوباء، وكذلك ‏مع المستهترين من المواطنين أمامه، وهو "تشمير" لطالما خَبره ‏اللبنانيون في المحطات السابقة لقرارات الاقفال المتتالية، وكانت ‏نتيجته الخيبة والإحباط، بعدما يتبيّن للبنانيين أنّ هذه "النخوة" على ‏الفيروس ما كانت سوى عراضة تمهّد لإجراءات فولكلورية وقرارات ‏استنسابية فارغة، والسلطة أوّل الهاربين من تنفيذها كما يجب. وتِبعاً ‏لذلك، فإنّ ما يخشى منه مع القرارات الجديدة التي أوصت بها السلطة ‏بإقفال البلد لـ3 اسابيع، هو أن تعود هذه السلطة الى استنساخ ‏نفسها، او بالأحرى فشلها، وتكرار الفشل معناه المزيد من الوهن في ‏الجسم اللبناني، والمزيد من المناعة للفيروس والدفع به للفتك أكثر ‏باللبنانيين.‏
‏ ‏
إجتماع السرايا
وعلى وَقع تزايد عدد الاصابات بكورونا الذي سجّل أمس 2861، ‏اجتمعت اللجنة الوزارية الخاصة بـ" كورونا" في السرايا الحكومية ‏برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، واتخذت قراراً ‏بالاقفال التام لـ3 اسابيع، بدءاً من يوم بعد غد الخميس ولغاية 1 ‏شباط المقبل، على ان يترافق مع حظر للتجول اعتباراً من السادسة ‏مساء وحتى الخامسة فجراً.‏
وأعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد ‏فهمي، بعد اجتماع، أنّ قرار المفرد والمزوج المتعلق بسير الآليات ‏سيتم تطبيقه خلال فترة الاقفال المقبلة.‏
وتمنى على كل مواطن أن ينفذ التعليمات ومساعدة القوى الامنية ‏لتنفيذ هذه التعليمات لمواجهة تفشي الوباء، مشيراً الى انه سيتم ‏تقليص عدد الوافدين من خلال آلية معينة.‏
وعن عدم فعالية قرار المفرد والمزوج، أوضح فهمي أنه كان من ‏الأفضل لو طبّق المواطن التوجيهات المعطاة له بهذا الخصوص، ‏عندها كان القرار قد أعطى نتيجة أفضل.‏
‏ ‏
رصد 20 كانون
في الجانب الآخر للصورة اللبنانية، يتبدّى التمَوضع السياسي العام ‏في مواقع الرصد لمحطة 20 كانون الثاني الجاري، ومدى انعكاس ‏
حفل التسليم والتسلّم بين إدارة اميركية راحلة وإدارة جديدة آتية، على ‏الوضع اللبناني، خصوصاً انّ بعض الاطراف المعنيين بالملف ‏الحكومي قد منّوا أنفسهم بأنّ لعملية الانتقال بين الإدارتين الأثر ‏المباشر على لبنان سواء أكان ايجابياً او سلبياً، وعلى أساس الايجابية ‏او السلبية تتحرّك عجلة تأليف الحكومة في هذا الاتجاه او ذاك.‏
على أنّ الجواب المُسبق لهذا الرصد، تقدّمه مصادر ديبلوماسية خبيرة ‏في السياسة الأميركية، وفيه "انّ المشهد اللبناني أفرز حقيقة لا يَرقى ‏إليها الشك، بأنّ ذهنيّات تعطيل الحياة في لبنان سياسياً وحكومياً ‏واقتصادياً ومالياً ونقدياً واجتماعياً ومعيشياً، قد هربت من خوائها ‏وعجزها، الى الشراكة كلّ بحسب رغباته، في إدخال لبنان أقلّه حتى ‏الـ20 من الشهر الجاري، في جمود أشبَه بالموت السريري، مُستجيبة ‏بذلك الى نصائح القارئين في فناجين الخفّة السياسيّة، التي أوهَمت ‏متلقّي النصيحة بأنّ للبنان مكاناً في الاستحقاق الأميركي".‏
وتؤكد المصادر على "انّ ما يجب ان يضعه اللبنانيون في حسابهم، أنّ ‏محطة 20 كانون الثاني لن يكون لبنان حاضراً فيها لا من قريب ولا من ‏بعيد، ومن الخفة الاعتقاد انّ هذا التاريخ سيحمل سلبيات الى لبنان، ‏وقمة الخفة هي اعتبار انّ انتقال السلطة من دونالد ترامب الى جو ‏بايدن سيكبس زر انتقال لبنان من حال انفجار شامل لكل مستوياته ‏وقطاعاته الى الإنفراج. فكلا الأمرين يجافيان كل الوقائع والدلائل ‏
والحقائق التي تؤكد أنّ لبنان بالكمّ الهائل لأزماته يكاد لا يُرى بالعين ‏المجرّدة الأميركيّة لا السابقة ولا الجديدة، ولا مكان له في أجندة ‏أولويات الادارة الاميركية الجديدة على الاطلاق، وثمّة إشارات كثيرة ‏بهذا المعنى وردت الى أكثر من مسؤول لبناني من جهات غربية ‏وحتى أميركية ديبلوماسية واستخباراتية".‏
‏ ‏
برميل بارود
عملياً، صار حدث الانتقال بين إدارتين أميركيتين على مسافة أسبوعين، ‏وعلى ما تؤكد مصادر في لجنة الشؤون الخارجية النيابية "أنها فترة لا ‏مكان للعمل السياسي فيها، ولبنان كما هو واضح قد دخل مع بداية ‏السنة الجديدة في مرحلة انعدام الرؤية، في ظل مشهد ضبابي خانق ‏يغطي المنطقة بأسرها يُخشى من استبطانها سيناريوهات مدمّرة تُنذِر ‏بها "حرب التهديدات" التي تقرع طبول الحرب العسكرية من الولايات ‏المتحدة الى ايران والخليج، وكذلك التقارير السياسية والديبلوماسية ‏الدولية التي تتحدث عن تطورات واحتمالات شديدة الخطورة".‏


وتُبدي المصادر قلقاً بالغاً من تطوّر الامور التي قد لا يبقى فيها لبنان ‏ساحة لتلقّي الارتدادات، بل قد تحوّله الى ساحة مواجهة مباشرة. ‏وقالت: كل المنطقة قد دخلت في منطقة القلق الكبير قابعة فوق ‏برميل بارود، الولايات المتحدة تهدد، ايران تعلن البدء بتخصيب ‏اليورانيوم، اسرائيل تستدعي الاحتياط وتهدد لبنان كما تهدد بمنع ايران ‏من إكمال برنامجها النووي، الأوروبيون قلقون، والوضع بشكل عام ‏مفخّخ بجَمر حارق تحت الرماد، وثمّة خوف من انفجار في أي لحظة ‏وسط استنفار قائم، التهديدات المتبادلة والاستعدادات العسكرية ‏تتأهّب لحدثٍ ما، من ايران الى العراق الى الخليج وصولاً الى لبنان ‏حيث تؤكد تقارير دوليّة أنّ حال الجهوزية والاستعدادات للمواجهات لم ‏تعد خافية على جانبَي الحدود الجنوبية بين الجيش الاسرائيلي و"حزب ‏الله".‏


سياسياً، لا مجال على الاطلاق لحصر العقد والتباينات، واذا كان ‏اللبنانيون قد التقوا في نهاية السنة الماضية على الدعاء والابتهال ‏ومُناجاة الرسل والانبياء والأولياء وحتى الروح القدس، بأن تكون السنة ‏الجديدة أرحَم عليهم من السنة الماضية، الّا انّ واقع الحال اللبناني قد ‏سبق كل الأدعية والابتهالات ودوّر كل الأزمات ومآسيها الى السنة ‏الجديدة، ودوّر معها كل التعقيدات المفاقمة لها، وكلّ الأسباب المانعة ‏لتشكيل الحكومة. والفضل في ذلك يعود بالتأكيد الى طبقة الحكام ‏التي قدّمت أسوأ نموذج في الحكم، بأداءٍ انعدمت فيه المسؤولية ‏والاخلاق السياسية بالكامل، و"استرخَص" البلد وأهله، ودأب على ‏محاولة اغتياله.‏
‏ ‏
الحريري - باسيل
حكومياً، حتى الآن ليس في اليد عنصر إيجابي يمكن البناء عليه ‏لافتراض أنّ المسار الحكومي المعطّل سيشهد في المدى المنظور ‏انحرافاً من الاختلاف الى التفاهم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون والرئيس المكلّف سعد الحريري على شكل حكومة الثلث الثالث ‏من الولاية الرئاسية، ومضمونها، وحجمها، وحصصهما فيها وسلسلة ‏اللقاءات التي عقدت بينهما خَلصت الى افتراق كلّي في النظرة الى ‏الحكومة الجديدة، وتَمترس كلّ منهما خلف طروحات يعتبرها الآخر ‏تعجيزيّة وغير قابلة للصرف.‏


واذا كان الجمود هو سيّد الموقف على الحلبة الداخلية، إلّا أنّ الفترة ‏الاخيرة، وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، شهدت حركة ‏مشاورات خارجية بهدف إنقاذ ملف تأليف الحكومة، أفضَت في ‏خلاصتها الى اقتراح فرنسي متجدد، على شكل نصيحة للرئيس المكلف ‏بعقد لقاء بينه وبين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ‏للوصول الى تفاهمات مشتركة تُعجّل في تشكيل الحكومة.‏
وبحسب المعلومات، انّ الاقتراح الفرنسي لا يفرّق بين أن يعقد اللقاء ‏بين الحريري وباسيل بصورة علنية او بعيدة عن الاضواء، المهم ان ‏يحصل اللقاء لحل الخلافات وصولاً الى تشكيل حكومة.‏


وفي المعلومات المحيطة بهذا الاقتراح انه يأتي في ظل انكفاء ‏فرنسي عن تأدية أيّ دور مباشر حول الملف الحكومي في المرحلة ‏الراهنة، ربطاً بالتطورات الفرنسية التي أخذت طابع الاولوية على ما ‏عداها في الايليزيه.‏
ويتقاطَع ذلك مع ما أكدته لـ"الجمهورية" مصادر ديبلوماسية من ‏باريس، التي نقلت من العاصمة الفرنسية أجواء تفيد بأنّ باريس ‏منكفئة عن الملف اللبناني حالياً، وقد يطول انكفاؤها لأنّ الايليزيه ‏وصل الى قناعة انّ اللبنانيين ليسوا جَديّين في التعاطي بمسؤولية ‏مع ملفات الازمة اللبنانية. فضلاً عن أنّ عاملاً جديداً فرضَ الانكفاء ‏الفرنسي، وهو أولوية مواجهة كورونا الذي يضغط بثقل كبير جداً على ‏الادارة الفرنسية. والوضع نفسه ينطبق على كل دول الاتحاد الاوروبي، ‏التي تؤكد على أولوية مواجهة كورونا، فيما الملف اللبناني، وإن كان ‏ضمن جدول اهتماماتها، الّا انه أصبح خارج نطاق الاولويات.‏
‏ ‏
تشاؤم عربي وغربي
وفي سياق متصل كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" أنّ ‏‏"تواصلاً جرى بين مسؤول غربي كبير ومسؤول لبناني، خلال فترة ‏الاعياد، عكسَ نظرة تشاؤمية حيال مستقبل الوضع في لبنان، ولوماً ‏شديداً لِما سمّاه عدم مصداقية اللبنانيين وتخلّفهم عن تَحمّل ‏مسؤولياتهم تجاه لبنان، وتضييع الفرصة التي أتاحتها المبادرة ‏الفرنسية، والتي بدأ بعض القادة في لبنان يَتعاطون معها وكأنها قد ‏انتهت، من دون أن يكون في أيديهم بديل عنها.‏
هذه الصورة التشاؤمية أشارت اليها أيضاً الأجواء في جامعة الدول ‏العربية، حيث كشفت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" انّ أحد السفراء ‏العرب نقل الى كبار المسؤولين في لبنان انّ المداولات التي أعقبت ‏زيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الى ‏بيروت لم تكن مريحة تجاه الوضع في لبنان، وانّ الخلاصة التي تَلقّتها ‏الجامعة لم تكن مشجّعة بل مُقلقة، إذ تَبدّت أمام زكي الفروقات ‏الشاسعة بين اللبنانيين، وصعوبة الوصول الى تشكيل حكومة، بل انه ‏لم يسمع سوى كلام عام، امّا في التفاصيل فالفروقات عميقة جداً.‏
‏ ‏
أمر معيب
حيال هذه الأجواء سألت "الجمهورية" أحد كبار المسؤولين المعنيين ‏بملف التأليف: فقال: "صرنا نستحي من أنفسنا، ولم يبق لدينا ما ‏نقوله، وإن حكينا "يزعلون"، فليزعلوا... لا احد منهم يشعر بوَخزة ضمير ‏حيال هذا التعطيل فيما عمر البلد يقصر يوماً بعد يوم، واحتياطنا ينفد ‏ولن يدوم لاسابيع قليلة إن لم تتشكّل حكومة تباشر البحث عن مخارج ‏للأزمة، ووضع البلد بشكل عام كأنه يتحَضّر لأن يدخل الى الفرن ‏ليُشوى! ومع ذلك، لا احد يتكلم مع احد، ولا احد يبادر تجاه أحد، هذا ‏معطّل في الداخل، وذاك معطّل في الخارج، ولا احد يملك اي فكرة ‏عما قد يحصل. أنا أصبحتُ على يقين بأن الحكومة لن تتشكّل".‏
ويضيف: "منذ اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ‏الذي عُقد قبل عيد الميلاد، لم يتحرّك ملف التأليف على الاطلاق، من ‏دون أن يقدم أيّ من الرئيسين تفسيراً لهذا التجميد المتعمّد الذي هو ‏قمة في الهروب من المسؤولية وقمة التعالي على البلد وأهله ، فما ‏يحصل في ملف التأليف أمر معيب، وجريمة بحد ذاتها أن تتعطّل ‏حكومة يُراد لها ان تكون إنقاذية لواقع لبناني مرير، بأسباب وشروط ‏ومصالح شخصية، وجريمة أيضاً أن ينكفىء المسؤول عن واجبه، ‏ويتشَبّث بصَغائره، فهل يعلم معطّلو الحكومة انّ المواطن قد قرفَ ‏من هذا المَنحى، واشمأزّ من هذه السياسات، ولا تعنيه لا صلاحيات ‏ولا ‏بُكائيات على الدستور والمعايير، بل يعنيه أمر وحيد فقط وهو متى ‏سيصبح المسؤولون مسؤولين بالفِعل يؤمن لهم في إدارة شؤون ‏الدولة.‏
وخَلص المسؤول الى القول: لن أتفاجأ أبداً إن عاد الشارع الى ‏الاشتعال، لا بل أكثر من ذلك أنا أتوقّع تحرّكات على الارض قد لا ‏تقتصر على فئة المحتجّين الذي نزلوا الى الشارع في 17 تشرين 2019 ‏بل ستشمل فئات أخرى، وسيكون لها حضور فاعل في الشارع الذي قد ‏يأخذ مساراً آخر في الاحتجاج اذا استمر الحال على ما هو عليه.‏
‏ ‏
مخالفة الدستور
ويلفت المسؤول عينه الى أنهم يَتباكون على الدستور، فيما هم ‏يخالفونه جهاراً نهاراً، والمِثال صارخ أمام الجميع في عدم انتخاب ‏بدائل عن النواب الثمانية المستقيلين الذين تُليت استقالاتهم في ‏المجلس الينابي في 13 آب الماضي وصارت نافذة منذ ذلك التاريخ، ‏ومع ذلك يتم التعاطي مع هذا الانتخاب بتَجاهل كلّي في مخالفة ‏صريحة للدستور المادة 41 التي تنصّ على ما حرفيّته "إذا خَلا مقعد ‏في المجلس يجب الشروع في انتخاب الخلف خلال شهرين"، علماً أنه ‏قد مضى شغور مراكز النواب المستقيلين حتى الآن نحو 4 أشهر.‏

 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن :

 

شهرياً... خسارة التجارة 375 مليون دولار والسياحة 600‏ إجراءات "كورونا": إلى الوراء درّ

 

 فيما بدأت دول عربية مشوار التلقيح لمواطنيها والتعافي التدريجي من وباء "كورونا"، يعود ‏لبنان إلى آخر طابور الانتظار، ويستعد للدخول في متاهة إقفال جديدة، تبدأ الخميس وتنتهي ‏في الأول من شباط ولا يعلم احد الى اين ستؤدي‎.

رحلة إقفال مصحوبة، بـ"المفرد والمجوز" واستثناءات في الدوائر الرسمية والمصانع ‏والمصارف تنزع صفة "الاقفال التام"، وجديدها عقوبات قانونية وتبعات قضائية لمخالفي ‏الاجراءات، لتبدأ بعدها أيام انتظار حصة لبنان من لقاح يفترض وصوله قبل منتصف شباط ‏المقبل، على حد قول وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الذي تهرّب من ‏كامل مسؤولياته في معالجة الأزمة ورماها على المواطن... فبأي حال عدت يا إقفال وما حجم ‏الأمل باستيراد اللقاح؟‎

وبانتظار خروج تفاصيل الاجراءات عن وزارة الداخلية اليوم، أعلنت أمس اللجنة الوزارية ‏الخاصة بفيروس "كورونا" موعد الاقفال "على أن يكون حظر التجوال من الساعة 6 مساء ‏حتى الساعة 5 صباحاً". واعتبر حسن في مؤتمر مشترك مع الوزير محمد فهمي، بعد اجتماع ‏اللجنة الوزارية أنّ "المسؤولية تقع على المواطن أكثر مما تقع على الدولة، فالقوى الأمنية ‏لديها مهام عملانية أخرى". بدوره تحدث فهمي عن نسبة الإشغال للقطاع الوظيفي في ‏الإدارات الرسمية اذ قال: "على المؤسسات العامة الالتزام بقدرة استيعابية نسبتها 25 بالمئة. ‏وفي ما يتعلق بمطار بيروت، سيتم تقليص عدد الوافدين بنسبة معينة مقارنة مع العام ‏الماضي‎".

أما في شأن النتائج العملية لاعتماد "المفرد والمجوز"، فقال فهمي: "لم يعط في السابق النسبة ‏الإيجابية المرجوة لأن المواطن لم يلتزم بالإجراءات. أما بالنسبة إلى الاستثناءات، فقد أعطيت ‏في إطار عيدي الميلاد ورأس السنة. اليوم نتجه إلى التشدد أكثر. وسيتم تسطير محاضر ضبط ‏بحق جميع المخالفين، على أن يحدد المبلغ القاضي المختص‎".

في المقابل، لم يعد التجّار ورجال الأعمال والمؤسسات السياحية، يخشون الخسارة الإقتصادية ‏الناجمة عن إقفال البلاد لفترة أسابيع طوال. فحياة الأفراد باتت في ظلّ الوضع الصحّي الخطير ‏الذي نتخبّط فيه جراء تفشّي وباء "كورونا"، أولوية‎.

ويوضح رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شمّاس لـ"نداء الوطن" أن "القطاعات الأكثر تأثّراً ‏من إقفال البلاد بشكل تام هي المؤسسات التي تبيع السلع المعمّرة من سيارات وأثاث منزلي ‏والكترونيات، وتلك التي تبيع الكماليات مثل الألبسة..."، لافتاً الى أن "حصة القطاع التجاري ‏لا تقلّ عن نسبة 20% من إجمالي الناتج المحلي وقد تصل الى 25% منه أي بقيمة تتراوح ‏بين 300 و375 مليون دولار شهرياً‎".

ويؤكّد شمّاس انه نظراً الى دور التجارة الإلكترونية "الضعيف" فلن يعوّض سوى جزء بسيط ‏من الدخل الفائت جراء الإقفال العام، والخسارة ستكون هائلة على القطاع التجاري وخصوصاً ‏على القطاعات التي لا تدخل ضمن السلّة الغذائية والإستهلاك اليومي‎.

أما بالنسبة الى قطاع الأعمال الذي يضمّ مؤسسات، فإن الكلفة ستكون كبيرة عليها خصوصاً ‏تلك غير القادرة على العمل الكترونياً من المنزل، ما سينعكس انخفاضاً في قيمة الرواتب ‏الشهرية للموظفين‎.

ويوضح رئيس تجمّع رجال الأعمال فؤاد رحمة لـ"نداء الوطن": "ثبت أن الإدارة كانت فاشلة ‏في معالجة وباء "كورونا"، يضاف الى ذلك عدم التزام اللبنانيين بالوقاية، وتخطت المسألة ‏حجم الإقتصاد، وبات الإقفال ضرورة لإراحة الجهاز الطبي"، مشيراً الى أن "كل مؤسسة ‏ستتعامل مع الخسارة حسب قدرتها على التحمّل‎".

أما بالنسبة الى المؤسسات السياحية والمطاعم، فإن كلفة الإقفال ستكون كبيرة، ويشير رئيس ‏نقابة أصحاب المطاعم طوني الرامي لـ"نداء الوطن" الى أن "القطاع السياحي في حالة موت ‏سريري. واستناداً الى ارقام العام 2018 حيث سجلت السياحة وقتها مبيعات بقيمة 7.2 ‏مليارات دولار سنوياً، تكون الخسارة الشهرية للإقفال العام بقيمة 600 مليون دولار شهرياً"، ‏لافتاً الى أن القطاع السياحي خسر 100 ألف وظيفة منذ العام 2017‏‎".‎

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق :

 

الإقفال التام على الأبواب… نقاش ونظريات متضاربة‎ ‎ ‎السياسة في إجازة ووفد فرنسي في بيروت غداً

 

 ‎لا نبأ مفرحا ولا ما يحمل على الفرح في بلد النكبات المتتالية والازمات المتناسلة. وكما في الـ2020 كذلك في ‏الـ2021، كل يوم مصيبة وكل ساعة نبأ مشؤوم ولا من يسعى الى تغيير الواقع حيث مصالح المنظومة الحاكمة ‏تتناسب وتتطابق الى الحدود القصوى. فلمَ التغيير ولمَ السعي لبناء الدولة القوية اذا كانت الدويلة ومن يديرها من ‏خلف البحار يملك ورقة قوة يستخدمها للضغط في تحصيل مكاسب اقليمية ودولية. اما من يسعون، فلا حول ولا ‏قدرة لهم‎.‎
‎ ‎
السياسة مجمدة في نفق مظلم لا بوادر امل بالخروج منه لا بتشكيل حكومة ولا بالشروع بالاصلاحات ولا بأي ‏خطوة قد تضع المبادرة الفرنسية على سكة الانطلاق فالقرار اللبناني خارج الخدمة راهنا، فيما لا موعد جديدا ‏لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون لبيروت. الصحة في اسوأ حال واجراس الخطر الحقيقي تقرع بقوة مستدعية ‏الاقفال الشامل قبل الوقوع في محظورٍ ما زال اهل الحل والربط يتعاطون معه بمقياس المصالح السياسية ‏والحسابات الخاصة فيما الجائحة العالمية تفتك كل يوم بالالاف، وآخر ضحاياها امس آخر ثالوث الرحابنة ، ‏المؤلف والملحن والموزع الموسيقي الكبير الياس الرحباني ليطوي بغيابه آخر صفحات بقيت في ذاكرة اللبنانيين ‏من زمن لبنان الجميل، زمن لبنان العز والعنفوان زمن الكبار الكبار‎…‎
‎ ‎
نحو الاقفال مجددا
‎ ‎
في ظل شلل سياسي شبه تام، احتل كورونا وتفشّيه المخيف فوق الاراضي اللبنانية، صدارة الاهتمامات الشعبية ‏والرسمية امس، مع اقتراب دخول البلاد مرحلة اقفال تام جديدة… فقد عقدت سلسلة اجتماعات في ‏السراي، خصصت للبحث في توصيات اللجنة الفنية ولاتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة تفشي وباء كورونا‎.‎
‎ ‎
وافادت المعلومات ان التوجه خلال الاجتماع الوزاري ذهب نحو الاقفال لكن ثمة وجهات نظر متضاربة في شأن ‏تاريخ بدء هذا الاقفال، وانه لم يبتّ بعد‎.‎
‎ ‎
دياب
‎ ‎
في الغضون، وفي بداية الاجتماع الوزراي، أعلن دياب "اننا طبقنا الإجراءات الممكنة كافة على مستوى الدولة، ‏لكن التزام الناس لم يكن إيجابيا، للأسف هناك مواطنون غير مقتنعين حتى اليوم بخطر هذا الوباء". واكد دياب ان ‏‏"مواجهة كورونا لا يمكن ان تطبق من خلال تدابير نظرية وإجراءات في الشارع فقط، ونستطيع إقفال البلد ‏ونستطيع أن نفرض حظر التجول لكن لا قدرة لنا أن نلاحق كل شخص". وقال: "أصبحنا في موقع مختلف، في ‏البداية كان هناك تناغم بين اجراءات الدولة وبين تجاوب المواطنين مع التدابير، أما اليوم فالوضع مختلف تماما". ‏وأشار الى ان "لا أسرة شاغرة في عدد من غرف العناية الفائقة، وبالتالي نحن أمام حالة صعبة جدا ونحتاج إلى ‏إجراءات استثنائية وصارمة وتشدد بتنفيذ التدابير"، مؤكدا ان "مواجهة هذا الوباء تحتاج إلى وعي مجتمعي ‏يتفاعل ويتجاوب مع التدابير والإجراءات‎".‎
‎ ‎
وفد فرنسي
‎ ‎
وعلى خلاف الفيروس الناشط محليا، جمود سياسي - حكومي، ربما في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد ‏الحريري من الخارج في الساعات القليلة المقبلة. رغم هذا الواقع، فرنسا على اهتمامها بالملف اللبناني. وفي ‏السياق، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ"المركزية" أن وفدا من لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس ‏الشيوخ الفرنسي يصل إلى بيروت غدا الأربعاء، في زيارة تمتد حتى الاثنين المقبل. وأعلنت المصادر أن برنامج ‏اللقاءات يشتمل على اجتماعات مع أغلبية رؤساء الكتل والأحزاب، إضافة إلى لقاء مع البطريرك الماروني ‏الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومجموعات من المجتمع المدني. وإذا كان هذان اللقاءان مع سيد بكركي ‏والمجموعات المدنية يعكسان تأييد باريس، وإن بشكل ضمني، للثورة وطروحات البطريرك الراعي، فإن ‏المصادر ترفض الدخول في هذه التفاصيل. غير أنها تبدو شديدة الحرص على تأكيد أن الزيارة لا تهدف إلى إعادة ‏ضخ الحياة في عروق المبادرة الفرنسية، في جانبها السياسي. ذلك أنها لن تتم بناء على رغبة الرئيس ماكرون، ‏وذلك عملا بمبدأ فصل السلطات المعمول به في باريس. غير أن الجولة ترمي أولا إلى تعزيز التعاون في تنفيذ ‏المشاريع الحيوية والحياتية التي تعمل فرنسا عليها لمساعدة الشعب اللبناني حصرا‎.‎
‎ ‎
أخذ ورد
‎ ‎
من جهة ثانية، بقي الموقف الايراني الخارق للسيادة اللبنانية، كما الطيران الاسرائيلي الذي لا يغيب عن الاجواء، ‏مدار اخذ ورد. فتعليقا على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من التصريحات الايرانية، حيث أعلن ‏عبر "تويتر" أن "لا شريك للبنانيين في الحفاظ على سيادتهم"، غرّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي ‏قاطيشا عبر "تويتر"،متوجها إلى عون: "فخامة الرئيس: مع كامل الإحترام، رئيس الجمهورية لا يغرد في ‏الأمور السيادية، رئيس الجمهورية يتخذ قرارات وإجراءات. مع كامل الإحترام". وردا على قاطيشا، غرد عضو ‏تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود عبر تويتر أيضا، فخاطب قاطيشا بالعامية: "ربما لو ما غردتو بالطائف ومع ‏السوري والسعودي سنة 1990 كان الرئيس بعد عندو صلاحيات ياخد قرارات… يا وهبه عزيزي مواقفكم بس ‏للتمريك وبلا ذاكرة سياسية ومتكلين على وجع الناس حتى تمحو الخطايا… انتو اكثر من عجيبة‎".‎

 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط :

 

لبنان يعود إلى إقفال تام وحظر ليلي للتجول ‎

 

 بعد ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا إلى مستويات غير مسبوقة أنهكت النظام الصحي، اتخذ لبنان قرار الإقفال ‏التام لمدة ثلاثة أسابيع ابتداء من يوم الخميس المقبل حتى الأول من فبراير (شباط)، مع حظر للتجول من الساعة 6 ‏مساء حتى الساعة 5 صباحاً‎.‎
‎ ‎
وأوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بعد اجتماع للجنة الوزاريّة، أنّ قرار الإقفال اتخذ ‏بالإجماع، ولا سيّما أنّه "بات واضحاً أن التحدي الوبائي وصل إلى مكان يشكل خطراً على حياة اللبنانيين في ظل ‏عدم قدرة المستشفيات على تأمين أسرّة"، مؤكدا أنّ الإقفال هذه المرة سيتخلّله إجراءات قانونية وليس فقط مادية ‏بحق المخالفين‎.‎
‎ ‎
بدوره أعلن وزير الداخلية محمد فهمي أنّه لن يتم إقفال المطار ولكن سيتم تقليص نسبة الوافدين خلال فترة الإقفال. ‏وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أعرب عن قلقه إزاء الوضع الوبائي في لبنان في ظل تفشي ‏كورونا وعدم وجود أسرة شاغرة في المستشفيات، موضحا أنّ الدولة "طبّقت كافة الإجراءات الممكنة، لكن التزام ‏الناس لم يكن إيجابيا، للأسف فهناك مواطنون غير مقتنعين حتى اليوم بخطر هذا الوباء‎".‎
‎ ‎
واعتبر دياب أنّه "في البداية كان هناك تناغم بين إجراءات الدولة وبين تجاوب المواطنين مع التدابير، أما اليوم ‏فالوضع بات مختلفا تماما". بدوره، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أن "الإقفال يجب ‏أن يكون جدياً وفي حال لم ينجح فلبنان مقبل على كارثة صحية كبيرة"، معتبرا أنّه "لا يمكن وضع عسكري ‏وراء كل مواطن، بل يجب أن يتحمّل المواطن المسؤولية ويلتزم بقرار الإقفال". وتجاوز عداد كورونا الإجمالي ‏في لبنان 189000، بينما تجاوز عدد الوفيات الـ 1400‏‎.‎

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram