افتتاحية صحيفة البناء:
بلينكن يرسل مع السوداني رسالة الى ايران حول نيات الهدنة الانسانية طالبا التهدئة
بيرنز يحمل إلى نتنياهو مشروع التوقفات التكتيكية متضمناً تبادل رهائن وأسرى
لبنان يقف وراء المقاومة للردّ على جريمة عيناتا… وصواريخ على كريات شمونة
فيما تستمر المذبحة المفتوحة في غزة ويرتفع عدد الشهداء وتنهار الأبنية السكنية ومؤسسات الخدمة الصحية والتربوية على رؤوس السكان، ومعظمهم من النازحين الذين فقدوا منازلهم أصلاً، يستمرّ جيش الاحتلال في رهانه على تحقيق إنجاز عسكري في حملته البرية، التي تراوح عند أطراف المناطق السكنية حيث يلقى صواريخ المقاومة وعبواتها، ثم يتراجع ويعود إلى القصف البري والبحري والجوي ليعاود الكرة مجدداً ليحصد الفشل مجدداً. وبينما يتباهى قادة جيش الاحتلال ووزير حربه بما يسمّونه فصل شمال غزة عن جنوبها بإنشاء لسان جغرافي بين شرق غزة وجنوبها عبر منطقة زراعية مفتوحة، يقول قادة عسكريون سابقون في جيش الاحتلال إن المقاومة لا تتأثر بهذا الفصل والحصار، لأنها تملك شبكة أنفاق تسمح بالقول إن غزة تحت الأرض بقيت متصلة ومتواصلة، بدليل إطلاق الصواريخ وظهور المواجهات التي تخوضها المقاومة بمرونة وزخم.
على خلفية هذا المشهد العسكري رغم مرور شهر كامل على بدء الحرب، بدأ الأميركي حركة سياسية في المنطقة، وقد تلقى بوضوح رسائل محور المقاومة، لجهة عدم فاعلية تهديداته وحشوده البحرية، وكان ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحده كافياً لتصل الرسالة حول لا جدوى الرهان على الاستفزاز والتهديد تحت مسمّى الردع، والقول لمن يريد التهدئة إن التهدئة والتصعيد يبدآن من غزة والعدوان عليها.
جاء التحرك الأميركي من خلال جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن خلال زيارته للعراق، وما حمله لرئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، من رسائل قالت مصادر عراقية إنه طلب إيصالها الى القيادة الإيرانية، ما استدعى زيارة عاجلة للسوداني الى طهران التقى خلالها الإمام علي الخامنئي. وتقول المصادر إن بلينكن طلب تهدئة فصائل المقاومة العراقية هجماتها على القواعد الأميركية في العراق وسورية. وجاء كلام الإمام الخامنئي في تغريدة تؤكد أن إيران لا تتدخل بعمل فصائل المقاومة، والدعوة لحل القضية التي نتج عنها التأزم وهي ما يجري في غزة من عدوان لا يمكن لأميركا أن تقف معه من موقع المساندة العمياء وتنتظر أن يتفرّج الناس عليها، بينما كان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز يزور الكيان ويلتقي قادته حاملاً تفاصيل مشروع لتهدئة مؤقتة، وصفه الناطق بلسان مجلس الأمن القومي جون كيربي بالتوقفات التكتيكية، قالت مصادر في مؤسسات الإعلام في الكيان إنها تتضمن خط مساعدات إنسانياً وإدخال وقود إلى غزة وطواقم طبية وتجهيزات وسيارات إسعاف، لكنها تتضمن تبادل رهائن وأسرى، سواء الأجانب منهم أو المدنيون من المستوطنين.
في لبنان كان الحزن والحداد مناخاً جامعاً للبنانيين مع بلدة عيناتا التي أصيبت باستشهاد سميرة عبد الحسن أيوب، وحفيداتها ريماس وتالين وايناس، إضافة إلى جرح الوالدة هدى عبد النبي حجازي، فيما كانت المقاومة تطلق صواريخها إلى كريات شمونة رداً على الجريمة، بينما قامت قوات القسام في لبنان بقصف صواريخ وصلت الى أطراف حيفا، رداً على المجازر بحق أبناء غزة، وهو ما قالت مصادر في الكيان إنه جزء من رسالة حزب الله الذي يرسم قواعد الحركة والنار من حدود لبنان الجنوبية.
وبقيت المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في عيناتا وذهبت ضحيتها ثلاث فتيات وجدتهن في واجهة المشهد الداخلي، والتي تعد تجاوزاً لقواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين الماضي بين جيش الاحتلال وحزب الله، ما يرفع وتيرة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهة ومدى وطبيعة العمليات، وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء»، مؤكدة بأن هذا العدوان لن يمر مرور الكرام وما إطلاق المقاومة للصواريخ على كريات شمونة والعمليات العسكرية ضد مواقع الاحتلال إلا الرد الأولي الذي ستتبعه ردود أخرى. وحذرت المصادر من أن «تمادي جيش الاحتلال بعدوانه الى قصف المدنيين سيدفع المقاومة الى توسيع الردّ أكثر من مساء الأحد، الى أهداف مدنية أكثر عمقاً». ولاحظت المصادر أن «جيش الاحتلال تجنب الرد على رد المقاومة بقصف أهداف مدنية لكي لا يستدرج ردة فعل إضافية من المقاومة، ما يعكس التزام جيش الاحتلال بمعادلة الردع التي فرضتها المقاومة».
على الصعيد الرسمي، تقدّم لبنان بشكوى إلى مجلس الامن الدولي حول جريمة قتل “إسرائيل” لأطفال ومدنيين. وعلى أثر تقديم الشكوى، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب “أنها جريمة حرب تعكس بوضوح سياسة “إسرائيل” باستهداف العائلات والأطفال والمسعفين والصحافيين عمداً”.
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم أن “تمسك لبنان بالقرار ١٧٠١ وحرصه على تطبيق مفاعيله بواسطة الجيش اللبناني المنتشر على الحدود، وبالتعاون مع القوات الدولية اليونيفيل، لا يعنيان بالضرورة أن الاعتداءات الإسرائيلية وقتل الآمنين في منازلهم وعلى الطرقات، يمكن أن تستمر بلا حساب لان فيها استهدافاً للسيادة الوطنية اللبنانية من جهة، وانتهاكاً للقرارات الدولية من جهة أخرى، فضلاً عن أنها تشكل تهديداً مباشراً للسلام الذي تعهدت الدول المشاركة في اليونيفيل بأن تحفظه تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وحذّر الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي من أن “احتمال خروج التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب إيقافه”.
على صعيد آخر، تسلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة العربية الطارئة “لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم السبت المقبل في الحادي عشر من الشهر الحالي في الرياض”.
وإذ توقع خبراء عسكريون توسيع المقاومة في لبنان نطاق العمليات وإطلاق الصواريخ، واصلت المقاومة عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو الحدودية وفي عمق الشريط المحتل، وأعلنت في بيان، استهداف التجهيزات الفنية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتمّ تدميرها. كما أعلنت استهداف موقعي المالكية وجل الدير بالأسلحة الصاروخية وحققت فيهما إصابات مباشرة”.
وأفيد عن إطلاق صليات صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة في القطاع الغربي ومحاولات اعتراض من القبة الحديدية.
في المقابل أغار طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب. وقصف بالمدفعية منطقة جل العلام واللبونة، كما أطراف بلدة عيتا الشعب.
إلى ذلك، لفت خبراء عسكريون لـ”البناء” الى احتمال وقوع مواجهة بين حزب الله والأميركيين، مذكرة بتركيز السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير على الدور الأميركي في الحرب على غزة ورسائل التهديد التي وجّهها الى واشنطن بأنها ستدفع ثمناً في مصالحها وقواعدها في المنطقة لا سيما في سورية والعراق والخليج وكذلك الأمر بوارجها وحاملات طائراتها ومدمراتها في البحر المتوسط التي أعدّت المقاومة لها عدتها، كما أعلن السيد نصرالله، ما يعني أنه بحال وسّع الحزب عملياته العسكرية على الجبهة الجنوبية قد تقوم البوارج بضرب أهداف للحزب في لبنان، ستدفع الحزب للردّ بقصف هذه البوارج ربما بمسيّرات متفجرة أو صواريخ أرض بحر او “طوربيدات” بحرية، وسيتكثف القصف من العراق وسورية على جميع القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة بشكل يشل الحركة الأميركية ومصالحها في الشرق الأوسط والخليج.
وكشف مسؤولون أميركيّون، أنّ إدارة الرّئيس الأميركي جو بايدن بعثت رسائل إلى كلّ من طهران و”حزب الله”، عبر شركاء إقليميّين من ضنمهم تركيا، مفادها أنّ الولايات المتحدة الأميركية عازمة على التّدخّل عسكريًّا، إذا شنّا هجمات ضدّ “إسرائيل”؛ بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركيّة.
وأوضح المسؤولون أنّ واشنطن أبلغت تلك الرسائل بشكل واضح، مؤكّدةً أنّها مستعدّة للتّدخّل عسكريًّا ضدّ كلّ من “حزب الله” وإيران وضربهما، إذا هاجما “إسرائيل”.
في المقابل أشار رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين أن “أميركا ليست قدراً لا يقاوم، وهي ليست إرادة لا تُهزم، فأميركا التي تمتلك كل السلاح في العالم المتطور والتكنولوجيا، بإمكانها أن تقتل الأطفال وتدمر البيوت وتحاصر بلداناً بأكملها وتعاقب كما تشاء، ولكنها بسلاحها وكل أساطيلها لا يمكن أن تهزم إرادة سلّمت نفسها لله رب العالمين، وجرّبت وجاهدت وقاومت وانتصرت وكسرت الإرادة الأميركية والإرادة الإسرائيلية”.
ورأى صفي الدين خلال كلمة له في الجنوب أن “ما يحصل في غزة هو مآسٍ كبيرة، وبطولات وتصدٍ لكل هذا المشروع الأميركي والإسرائيلي، ونحن على ثقة كاملة وتامة أن المقاومة في غزة قويّة ومقتدرة وباسلة، وأن الشعب في غزة قويّ ومجاهد ومعطاء وصابر ومحتسب، وأن كل مكر أميركا ومن معها وكل ضغط “إسرائيل” بالقذائف الأميركية والقتل والمجازر، لن يفيد ولن ينفع، ففي نهاية المطاف هم سيتعبون، لا سيما وأنهم يراهنون على أنه سيأتي يوم يقول مجاهدو حماس والجهاد الإسلامي وكل المقاومين أننا تعبنا، ولكن هذا اليوم لن يأتي أبداً، لأن مجاهدي المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد وكل المقاومين الأبطال، مجرّبون وأشاوس وقادرون على القتال كما شاهدناهم على شاشات التلفزة بكل قوة وقدرة وعزم وإرادة، ويقفون بوجه الدبابات ويدمّرونها، وبالتالي، هؤلاء يستحيل أن يستسلموا، فسيثبتون وسينتصرون، والذي سيتعب في نهاية المطاف هو الأميركي والإسرائيلي، وسينهزمون ويتراجعون”.
على صعيد آخر، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سلسلة مواقف بارزة، خلال افتتاح الدورة العاديّة السادسة والخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وقال: “يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الاستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات”. كما دعا المسؤولين في الدولة اللبنانية إلى العمل على “تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب، هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو أجدى. وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر “إسرائيل” وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين”.
في غضون ذلك، وبعد أكثر من عام على طلب الحكومة اللبنانية “داتا” النازحين السوريين في لبنان، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، خلال لقائه المنسق الخاص للأمم المتحدة عمران ريزا، وممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ايفو فريغسن أننا “نتطلع الى التقدّم التقني الحاصل في تسليم المفوضية داتا النازحين للأمن العام، كخطوة في الاتجاه الصحيح للتشجيع على عودة النازحين، وتعزيز الثقة والتعاون مع المفوضية”.
***********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
واشنطن لا تمانع تعيين رئيس للأركان
بات تعيين رئيس للأركان هو الخيار الأقرب إلى التحقّق لتفادي الشغور في قيادة الجيش مع إحالة العماد جوزف عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الأول المقبل، خصوصاً مع تسجيل موقف أميركي لافت خلال الاتصالات الجارية حول هذا الملف، تمثّل في عدم إظهار السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تمسّكاً كبيراً بالتمديد لعون، رغم اعتبارها ذلك «خسارة كبيرة». وقالَ مطّلعون إن «الأميركيين سيتعاملون ببراغماتية مع قيادة الجيش كما تعاطوا سابقاً مع شغور منصب حاكمية مصرف لبنان». ونقل هؤلاء عن السفيرة أن «واشنطن تفضّل التمديد للقائد الحالي أو تعيين قائد جديد، إلا أن خيار تعيين رئيس للأركان أمر غير مزعج، ويبقى أفضل من الفراغ».
الموقف الأميركي يأتي بعدما أُحبطت كل «الحيَل» للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، حتى تلك التي قُدّمت بغطاء مسيحي: أُولاها اقتراح القانون الذي تقدّمت به كتلة «الجمهورية القوية» لـ«إغراء» رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ «الميثاقية»، وثانيتُها موقف رأس الكنيسة المارونية الذي أقنعته جهات سياسية بإصدار ما يُشبه «التكليف» الذي يُلزِم القوى المسيحية المعارضة للتمديد بالرضوخ للخيار حفاظاً على «الموقع»، وثالثتُها «زنّ» رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في آذان مقرّبين من البطريرك بشارة الراعي لإقناع الأخير بإصدار موقف يكسر حدة الموقف المسيحي المعارض ويغطّي أي قرار تتخذه الحكومة في هذا الشأن.
وفيما لم يتفق معارضو التمديد بعد على بديل من الفراغ على رأس المؤسسة العسكرية، من بين خيارات ثلاثة هي تعيين رئيس للأركان، أو إبرام صفقة تعيينات أصيلة تشمل قيادة الجيش والمديرية العامة للأمن العام وقوى الأمن الداخلي، أو تولّي الضابط الأعلى رتبة القيام بأعمال القائد، يتقدّم الخيار الأول على ما عداه، خصوصاً أن المعترضين عليه قد يقبلون السير به ما دامَ الثمن مغرياً (إبعاد قائد الجيش) والظروف متاحة (تقاطع بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة، حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي). كما أن النائب السابق وليد جنبلاط الذي كانَ من بين أول مَن اقترحوا التمديد لعون يتوجّس من فكرة تحمّل ضابط درزي كرة النار الأمنية في هذا الظرف الحساس، رغم أن الضابط الدرزي الأعلى رتبة ليس محسوباً على المختارة. أضف إلى ذلك، أن الأطراف المتقاطعة على رفض التمديد لعون غير متّفقة بعد على تفسير النصّ القانوني الذي يقول إن في «إمكان رئيس الأركان أن ينوب عن القائد»، وما إذا كان ذلك يعني أن رئيس الأركان ينوب عن القائد في غيابه فقط أم في حالة الفراغ. غير أن هذا، بحسب أوساط سياسية، مما يمكن تجاوزه متى توافر القرار السياسي… الأمر الذي لم يتحقّق بعد.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
بين بكركي والسرايا: ملف “المواقع المارونية” إلى الذروة
تجاوزت تداعيات الوقوف عند مشارف الحرب والبقاء على حالة عالقة بين “معادلة المشاغلة” الميدانية و”الاحتمالات والخيارات المفتوحة” اطار ردود الفعل الداخلية والخارجية المتصلة بالخشية من انزلاق لبنان الى حرب لتنفتح في كواليس داخلية وخارجية على الغارب، ولو بشكل غير علني بالكامل، مسألة الفراغ الدستوري والمؤسساتي في لبنان في مرحلة هي الأخطر في تاريخه الحديث اقله منذ بدء عصر الطائف. ذلك انه على رغم احتلال الحدث الميداني الجنوبي الأولوية الأساسية في الاهتمامات الرسمية والسياسية ناهيك عن العسكرية والأمنية مذ صار حدثا متواصلا يرخي بظلاله وتداعياته الميدانية والأمنية وآثاره في كل الاتجاهات على الداخل اللبناني، تحركت في الفترة الأخيرة الازمة المعتملة بقوة في الواقع الداخلي أساسا وهي ازمة “المواقع المارونية” الكبيرة في الدولة انطلاقا من مجموعة معطيات ووقائع يمكن تحديدها بالاتي:
أولا : اندفعت قضية الخطر الذي يرتبه “الفراغ الثالث” في الموقع الماروني الثالث الكبير أي قيادة الجيش بعد رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان وذلك مع حيثيات استثنائية خاصة بالموقع العسكري القيادي في اخطر ظروف يجتازها لبنان واحرج أوضاع تجتازها المؤسسة العسكرية. وإذ جاءت معالم المناهضة التي تتالف حولها مكونات وقوى لاحباط التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون باعتبار التمديد افضل الحلول التي تمليها الظروف الخطيرة وفي ظل تعقيدات تعيين قائد جديد للجيش، فجر موقف البطريركية المارونية بعد عودة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مسألة التمديد لقائد الجيش بجعلها خطا احمر جديدا من مواقف بكركي وأضاف اليها مسالة الفراغات المتعاقبة في المواقع المارونية التي دفعت الى ذروة ستكون لها اثارها الوشيكة جدا على مجمل الواقع.
ثانيا: ولعل هنا الأهم والأخطر ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بدأ يثير في الكواليس الخارجية والداخلية النقطة الأشد خطورة في غياب الموقع الماروني الأول أي رئاسة الجمهورية، وهو غياب الركن المسيحي الأول عن مجريات عربية وإقليمية ودولية شديدة الأهمية وتقترب من مرحلة شبيهة بمؤتمر دولي للسلام يفترض ان يكون لبنان في كامل جهوزيته الدستورية والميثاقية والسياسية لملاقاتها وملاقاة كل تداعيات ما يجري راهنا. ويبدو ان اللقاءات التي اجراها ويجريها ميقاتي في الخارج تطرقت بقوة الى واقع الفراغ الرئاسي في لبنان ولم تقتصر على تداعيات #حرب غزة عليه من منطلق ان انتخاب الرئيس العتيد هو امر ملزم ولازم وضروري قبل أي شيء لحماية لبنان وتحصينه. بذلك قد يكون ميقاتي، امام تحرك داخلي بعد مشاركته في القمة العربية الطارئة في الرياض السبت المقبل خصوصا تجاه القيادات المارونية والمسيحية من اجل محاولة شرح الافاق البالغة الخطورة التي يواجهها لبنان ما لم يتوافق اهل البيت الماروني والمسيحي والوطني عموما على الدفع نحو انهاء الشغور الرئاسي.
في أي حال فان البطريرك الماروني عاود امس خلال افتتاح الدورة العاديّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان اثارة موضوع قيادة الجيش فقال: “يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الإستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات”. كما دعا المسؤولين في الدولة اللبنانية الى العمل على “تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب، هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو أجدى وذلك بالتمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701”.
تحذير أميركي متجدد
وفي غضون ذلك برز تجديد واشنطن التحذير من خطورة توسع الحرب الى لبنان بما ينذر بدمار “لا يمكن تصوره”. واعلن البيت الأبيض ان “تأثير توسّع النزاع إلى لبنان سيكون دماراً لا يمكن تصوّره ولا نريد حدوث ذلك”.
وتسلّم الرئيس ميقاتي امس دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة العربية الطارئة “لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزّة والتطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة يوم السبت المقبل في الحادي عشر من الشهر الحالي في الرياض.
اما في الواقع الميداني جنوبا فتقدّم لبنان امس بشكوى الى مجلس الامن الدولي حول جريمة قتل اسرائيل لاطفال ومدنيين. وعلى أثر تقديم الشكوى، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب “أنها جريمة حرب تعكس بوضوح سياسة اسرائيل بإستهداف العائلات والاطفال والمسعفين والصحافيين عمداً”.
وفي هذا السياق اوضح الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي ان “اليونيفيل شهدت بالأمس إطلاق نار كثيفا عبر الخط الأزرق”. وأضاف “سمعنا تقارير مأسوية عن مقتل أربعة مدنيين، ثلاث فتيات وامرأة، في محيط عيترون في جنوب لبنان. إن احتمال خروج التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب إيقافه. كما أن موت أي مدني هو مأساة، ولا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون”. وذكّر “جميع الأطراف المعنية بأن الهجمات ضد المدنيين تشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”، خاتما “نحض الجميع على وقف إطلاق النار الآن، لمنع تعرّض المزيد من الناس للأذى”.
ولبت إدارات المدارس والثانويات في بيروت والمناطق امس نداء وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهيدات اللواتي قضَينَ اول من امس في قصف #إسرائيلي همجي استهدف سيارتهنَّ في عيناثا وهنّ الشهيدات ريماس (14 سنة) وتالين (12 سنة) وليان (10 سنوات) اللواتي قتلن في سيارة تقودها والدتهن هدى عبد النبي حجازي زوجة محمود شور بين عيترون وعيناتا، وتوفيت التلميذات الثلاث وجدتهن سميرة عبد الحسين أيوب. ووصل والد الشهيدات محمد شور امس الى لبنان من ساحل العاج وسيقام لهن اليوم مأتم حاشد .
تصعيد حتى #حيفا
وامس سجل تطور جديد في التصعيد الميداني تجاوزت معه الصواريخ المنطلقة من جنوب لبنان خط المواجهة مع إسرائيل حتى حدود حيفا. وقد اشتدت حدة الاشتباكات بعد الظهر بين #حزب الله” و#الجيش الإسرائيلي، ودخلت “كتائب القسام في لبنان” على الخط حيث أعلنت أنها قصفت “نهاريا وجنوب حيفا بـ16 صاروخاً ردًّا على مجازر الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة”. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي “إطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتجاه شمالي إسرائيل والجيش يردّ بالمدفعية على مصادر النيران”. وافادت وسائل إعلام إسرائيلية ان الدفاعات الجوية حاولت إسقاط مسيّرتين عند الحدود الشمالية.
واعلن “حزب الله” انه “استهدف موقعي المالكية وجل الدير بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيهما إصابات مباشرة” كما اعلن انه استهدف “التجهيزات الفنية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تدميرها”. واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة مروحين في خلّة العجوز كما استهدف جبل بلاط والمنطقة الواقعة بين بيت ليف ورامية واطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي من جنوب لبنان.وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صفارات الإنذار تدوي في نهاريا وفي “كريوت” وهي أبعد من نهاريا جنوباً، واتساع رقعة القصف في الشمال للمرة الأولى، مشيرة إلى مخاوف من تسلل طائرات مسيّرة من لبنان تجاه الجليل الغربي.
واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله قصف شمال حيفا للمرة الأولى منذ 2006 واتساع رقعة القصف في الشمال.
وفي السياق اعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنّها سحبت موقّتاً بعض موظّفي السفارة البريطانية من لبنان. ونصحت البريطانيين بعدم السفر إلى لبنان بسبب الحرب بين إسرائيل و#حماس في قطاع غزة وتبادل إطلاق النار على الحدود بين إسرائيل ولبنان. كما حضّت البريطانيين في لبنان على المغادرة، في وقت لا تزال فيه الرحلات التجارية متاحة.
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“القسّام” تبنّت الصواريخ وإسرائيل اتّهمت “الحزب” بالوقوف وراءها
قواعد الاشتباك “طارت” إلى حيفا والالتزام الرسمي بالـ1701 كلام فارغ
التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية أمس أنهت عملياً ما سمّي «قواعد الاشتباك الجديدة»، التي عنت حصر المواجهات على مساحة عرضها خمسة كيلومترات على جانبي الحدود. وحلّت تالياً «قواعد جديدة» صار عرضها قرابة 60 كيلومتراً تصل الى مشارف حيفا في إسرائيل، والى قضاء جزين ومنطقة اقليم التفاح على مشارف صيدا.
وفي الموازاة، غاب كلياً الموقف الرسمي اللبناني عن السمع، فيما حذّرت قوات «اليونيفيل» من أنه صار «من الصعب استعادة الاستقرار، كما كان في جنوب لبنان»، وأعربت عن خشيتها من «وقوع الأخطاء التي تؤدي الى تصعيد أخطر في لبنان».
بداية هذه التطورات، وهي الأولى من نوعها منذ قرّر «حزب الله» فتح الجبهة في 8 تشرين الأول الماضي، كان باعلان «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» إطلاق 16 صاروخاً من الجنوب في اتجاه نهاريا وجنوب حيفا، لكن إسرائيل تعاملت مع هذه الصواريخ على أساس أنّ مطلقها هو «الحزب». وصرّح في هذا الإطار عضو حكومة الطوارئ الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان بأنّ «حزب الله» هو من «أطلق الصواريخ من لبنان وليس «حماس» ويجب عليه تحمّل العواقب». وطاولت الغارات الاسرائيلية مساء أمس جبل صافي الواقع بين قضاء جزين واقليم التفاح، أي خارج منطقة القرار 1701.
ومن الميدان الى السياسة، لم يخرج أي مسؤول لبناني ليشرح ما يجري على الحدود الجنوبية، خصوصاً أنّ توسع رقعة المواجهات يعيد الى الواجهة شبح حرب عام 2006. وبدا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العائد من جولة عربية، ولقاء وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن، وكأنه جالس في صفوف المتفرجين على ما يجري في الجنوب. وهذا الانطباع خرج به من اتصلوا بميقاتي الذي لم يقدّم جواباً عن سؤال: ماذا سيفعل لبنان كي يوضع القرار 1701 موضع التنفيذ؟ واكتفى بالقول إنه «يسعى بكل جهده للقيام باللازم»!
وفي هذا السياق، تلقى ميقاتي أمس دعوة للمشاركة في أعمال القمة العربية الطارئة السبت المقبل في الرياض، وذلك «إثر التطورات التي تشهدها دولة فلسطين»، كما جاء في نصّ الدعوة. واجتمع ميقاتي بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب من أجل «البحث في الخطوط العريضة لموقف لبنان» في القمة العربية، ثم في القمة العربية – الافريقية اللتين ستعقدان في العاصمة السعودية.
وخارج الصمت الرسمي في لبنان، تفاعلت تطورات الجنوب خارجياً. ففي واشنطن، شدد البيت الابيض على «أنّ تأثير توسع النزاع إلى لبنان سيكون دماراً لا يمكن تصوره، ولا نريد حدوث ذلك».
******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجنوب على مشارف حرب بلا قواعد.. وإتصالات لاحتواء التوتر.. و”اليونيفيل” تُحذّر
شهرٌ مضى على حرب الإبادة الشاملة التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، وليس معلوماً ما يخبئه بَعد العقل الإسرائيلي الجهنّمي لإكمال أفظع جريمة تُرتكب في تاريخ البشرية. وفي موازاة ذلك، كرة نار تتدحرج صعوداً على حدود لبنان الجنوبية، باتت مع الوقائع العسكرية المتسارعة عليها، على مشارف الدخول السريع في مدار الاحتمالات المفتوحة على وقائع حربية أوسع وأكبر تتخطّى كلّ ما تُسمّى ضوابط أو قواعد اشتباك.
الوضع على الحدود الجنوبية ما فوق التوتر الشديد، حيث يبدو مع العمليات العسكرية المتصاعدة مربوطاً بشعرة رفيعة آيلة للانقطاع في اي لحظة، بما قد يطوي مرحلة الانضباط بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006، ويفتح مرحلة جديدة بلا قواعد، تفلت فيها الامور نحو حرب أشدّ واوسع. والتطور الاخير الذي تجلّى بارتكاب العدو الاسرائيلي مجزرة بحق المدنيين اللبنانيين بين عيناتا وعيترون ذهبت ضحيتها ثلاث فتيات ريماس وتالين وليان شور، وجدّتهم سميرة عبد الحسين أيوب شهيدات وسيتم تشييعهن اليوم، وما تلاها من انتقال «حزب الله» إلى وتيرة جديدة في العمليات العسكرية بالردّ المباشر على عمق المستوطنات الاسرائيلية، خلقا وضعاً شديد التأزّم، بدا وكأنّ كرة النار قد بدأت تتدحرج بالفعل نحو إيقاظ الجحيم الكامن تحت الرماد.
محاولات احتواء على انّ اللافت في موازاة هذا التطور، هو انّ الساعات الاخيرة سجّلت سخونة ملحوظة في حركة الاتصالات، وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ مستويات ديبلوماسية غربية وغير عربية تواصلت مع مسؤولين وجهات رسمية لبنانية في محاولة لاحتواء التوتر على الجبهة الجنوبية، وتجنّب الانزلاق إلى مواجهة أكبر. وبحسب المعلومات، فإنّ هذه الاتصالات تقاطعت عند الرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، وخصوصاً على الجبهة الجنوبية، وحملت تأكيداً اميركياً متجدداً بأنّ اسرائيل ليست راغبة في الدخول في مواجهة مع «حزب الله» في لبنان. وتكشف مصادر المعلومات، انّ الجواب عن ذلك جاء ليفيد بأنّ لبنان كان ولا يزال في موقع الدفاع عن النّفس في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة التي تنفّذها على الأراضي اللبنانية، ثمّة قواعد اشتباك معمول بها، وعلى رغم سقوط عدد كبير من الشهداء لدى «حزب الله» فإنّ الحزب بقي ملتزماً بتلك القواعد، الّا أنّ اسرائيل خرقت تلك القواعد باستهداف المدنيين على طريق عيناتا – عيترون ما ادّى الى استشهاد الفتيات الثلاث وجدّتهن، وقبلها قتل الراعيين الشابين قرب الحدود، وقبلها ايضاً قتل الصحافيين. وبالتالي ما تقوم به اسرائيل يؤكّد بلا أدنى شك انّها تتعمّد أن تُدحرج كرة النّار في اتجاه الانفجار. وفي السياق ذاته، كشفت مصادر مسؤولة لـ»الجمهورية»، انّ عدداً من السفراء والديبلوماسيين تواصلوا خلال الايام الثلاثة الاخيرة من الاسبوع الماضي، مع مستويات وشخصيات لبنانية سياسية وغير سياسية، تركّزت في معظمها على خطاب الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، محاولةً الحصول على اجابات حول ما قصده بالاحتمالات والخيارات المفتوحة. ومشدّدة في الوقت نفسه على عدم توتير الجبهة الجنوبية. وفي هذا السياق كانت للمسؤول الاميركي آموس هوكشتاين اتصالات هاتفية متعددة مع عدد من المسؤولين، وبعض هذه الاتصالات جرى في ساعة متأخّرة من الليل.
جهوزية للحرب وكشفت مصادر مسؤولة حليفة لـ»حزب الله»، انّ جهات ديبلوماسية اوروبية سعت في الايام الاخيرة الى إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الحزب، في محاولة واضحة لثنيه عن الإقدام على اي خطوة من شأنها أن تمدّد ما تسمّيه «الصراع الدائر في قطاع غزة الى لبنان»، وعكست تلك الجهات خشية متزايدة لديها بانّ جبهة لبنان بلغت أقصى درجات الخطر من الانزلاق الى مواجهة واسعة، وهو الأمر الذي تسعى باريس تحديداً، الى تجنّبه، والرئيس ايمانويل ماكرون في حركة اتصالات مكثفة على اكثر من خط دولي لمنع تمدّد المواجهات الى لبنان. وبحسب المصادر، فإنّ تلك الجهات الديبلوماسية تلقّت جواباً مسبقاً حدّده السيد نصرالله في خطاب تأبين شهداء الحزب على طريق القدس يوم الجمعة الماضي.
لا مصلحة بالحرب وفي سياق متصل، كشف مصدر ديبلوماسي عربي لـ»الجمهورية»، انّ الحركة الاخيرة لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عكست تضامناً مع لبنان وتأكيداً على ضرورة الحفاظ على استقراره، وتطابقاً في وجهات النظر حيال ضرورة الوقف الفوري لحرب الإبادة التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة. الّا انّها قالت رداً على سؤال: «المنطقة باتت في وضع غاية في الخطورة، ومن هنا ومن منطلق الحرص على لبنان، لا نرى مصلحة له في ان يكون طرفاً في حرب لا مدى لها، وقد تكون لها اكلاف شديدة القسوة».
تكثيف الإتصالات اللبنانية وعلى الصعيد الدبلوماسي، أفادت مصادر وزارة الخارجية لـ «الجمهورية» أن الوزيرعبد الله بوحبيب سيواصل إتصالاته ولقاءاته مع السفراءالمعتمدين في لبنان لشرح الموقف الرسمي من الحرب الإسرائيلية على غزة، والإعتداءات على لبنان، التي يذهب ضحيتها المدنيون، وهويُبلغ من يلتقيهم أو يتواصلون معه «أن لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى اليها، وأن المطلوب من دول الغرب الضغط على إسرائيل لأنها هي من يقوم بتصعيد الأمور الى الحد الأقصى وتُهدد بتدمير لبنان وردّه الى العصر الحجري». وتوضح المصادر أن لبنان يطلب من دول الغرب وقف إطلاق النار بشكل نهائي وإدخال فوري وغير مشروط للمواد الطبية والإغاثية الى غزة، ورفض تهجير الفلسطينيين الى خارج غزة، وفي الأصل التفكيرجدياً بأسباب هذا الصراع وهي نتيجة 75سنة من الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وأن الحل هو سياسي بإنشاء الدولتين، خصوصاً أن إسرائيل لديها رغبة قوية بالإنتقام الأعمى وتمتلك «رخصة للقتل الجماعي» والتدمير الممنهج في عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني. وعن الموقف الأميركي من هذه الإتصالات، تشير المصادرالى أن الموقف الأميركي ما زال على حاله برفض وقف إطلاق النار كما أعلن وزير الخارجية بلينكن، والتوصل الى هدنة إنسانية وتحييد المدنيين.
ضدّ توسيع الحرب يُشار الى انّه بالتوازي مع الرسائل الاميركية في اتجاه لبنان لعدم فتح الجبهة الجنوبية، كشف الإعلام الاسرائيلي انّ واشنطن طلبت من اسرائيل عدم توسيع حربها على قطاع غزة الى حرب اقليمية، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة انّ وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن سعى في زيارته الاخيرة الى اسرائيل إلى التّأكّد من أنّها لن تبادر إلى مهاجمة «حزب الله»، وتعهّد في المقابل بأنّ الولايات المتحدة الأميركية ستدخل طيّارين وطائرات أميركيّة إلى الحرب، في حال بادر الحزب إلى هجوم ضدّ إسرائيل؛ وذلك في ظلّ رسو حاملتَي طائرات أميركيّتَين قبالة سواحل لبنان». الّا انّ صحيفة «هآرتس» ذكرت انّه «على الرغم من تلميح الأمين العام لـ»حزب الله» إلى أنّ وجهته ليست إلى حربٍ شاملة، فإنّ التصعيد في الجبهة الشمالية قد يتطوّر».
الوضع الميداني وكانت الجبهة الجنوبية قد شهدت امس، توتراً شديداً في ظل استمرار العمليات العسكرية، حيث اعلنت «كتائب القسام» عن استهداف مستوطنة نهاريا وجنوب حيفا بـ 16 صاروخاً، فيما استهدف «حزب الله» التجهيزات الفنية في موقع الراهب، وكذلك موقعي المالكية وجل الدير بالاسلحة الصاروخية. في وقت واصل الجيش الاسرائيلي قصفه للأراضي اللبنانية، حيث استهدف امس اطراف بلدات بليدا، محيبيب، ميس الجبل، طير حرفا ومروحين وجبل بلاط وخلّة العجوزوشيحين ورأس الناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب.
واعلن الجيش الإسرائيلي عن «إطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتجاه شمالي إسرائيل والجيش يردّ بالمدفعية على مصادر النيران»، وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي انّ «حزب الله» استهدف حيفا للمرّة الاولى منذ العام 2006، كما افادت وسائل إعلام إسرائيلية انّ الدفاعات الجوية حاولت إسقاط مسيّرتين عند الحدود الشمالية. في هذه الاجواء، أُفيد بأنّ جيش العدو اوعز لمن تبقّى من مستوطنين في المستعمرات الاسرائيلية في الجليل الأعلى وسهل الحولة، الى التزام منازلهم وملاجئهم. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أنّ هناك دعوات في مستوطنة «كريات شمونا»، للمستوطنين الذين بقوا فيها إلى الخروج منها بشكلٍ فوري في أعقاب التصعيد في الوضع الأمني وإطلاق صليات الصواريخ المتزايد». وقالت: إنّ «مستوطنات الشمال فارغة تقريباً من السكان»، مؤكّدةً أنّ كل من يريد المجيء إلى المدن الحدودية مع لبنان فهذا ليس الوقت المناسب. واشارت إلى أنّه في أعقاب إنذار من حدث أمني، يُطلب الدخول إلى الأماكن المحصّنة لغاية إشعار آخر، مضيفةً أنّه جرى إقفال مفترقات طرق واسعة في الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان خشية إطلاق صواريخ مضادة للدروع. وذكر مراسل «القناة 13» الإسرائيلية في الشمال، أنّه بحسب توجيهات الجبهة الداخلية فإنّه ممنوع على المستوطنين في الشمال التحرّك حتى مسافة 2 كيلومتر عن الحدود.
شكوى ضدّ اسرائيل وفيما قدّم لبنان شكوى إلى مجلس الامن الدولي ضدّ اسرائيل على خلفية المجزرة على طريق عيترون – عيناتا، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، انّ «اليونيفيل شهدت بالأمس إطلاق نار كثيفاً عبر الخط الأزرق، وقد سمعنا تقارير مأسوية عن مقتل أربعة مدنيين، ثلاث فتيات وامرأة، في محيط عيترون في جنوب لبنان. إنّ احتمال خروج التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب إيقافه. كما أنّ موت أي مدني هو مأساة، ولا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يُجرحون أو يُقتلون». واضاف: «نذكّر جميع الأطراف المعنية بأنّ الهجمات ضدّ المدنيين تشكّل انتهاكاً للقانون الدولي وقد ترقى إلى مستوى جرائم حرب. ونحضّ الجميع على وقف إطلاق النار الآن، لمنع تعرّض المزيد من الناس للأذى».
لا انتصارات اما في الداخل الفلسطيني، فبعد نحو شهر من القصف الاسرائيلي الجهنّمي على قطاع غزة وإبادة المدنيين فيها، لا حديث لدى المستويات السياسيّة والعسكريّة الاسرائيلية سوى عن «حرب طويلة ومؤلمة»، كما لا حديث من حلفائها سوى عن «حقّها في الدفاع عن نفسها»، ولكن في الوقت نفسه، وبرغم ما ألقته اسرائيل على غزة من قنابل يُعادل التدمير الذي احدثته قنبلتان نوويتان وفق المرصد الاورومتوسطي في جنيف، لا حديث عن انتصارات او إنجازات ميدانية ولو جزئية، تبدو معها هذه الحرب، قد مكّنت اسرائيل من إعادة اسرى عملية «طوفان الاقصى» او بعض منهم، او حدّدت على الاقل مكان احتجازهم، أو حقّقت لها ما سبق لها أن تعهّدت به، سواء بالنّسبة الى السّقف العالي الذي حدّده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسحق حركة «حماس»، او بالنسبة الى السّقف الأقل ارتفاعاً الذي نزل إليه بإضعاف قدراتها. فمقاتلو «حماس» ما زالوا يواجهون العملية البرّية للجيش الاسرائيلي في القطاع، ويواصلون استهدافهم اليومي للمستوطنات والمدن الاسرائيلية وصولاً إلى حيفا وعسقلان وتل ابيب.
أولويتان تتسابقان ضمن هذا المشهد ليس في الإمكان التكهّن بمسار الامور، ولا بالمدى الذي يمكن ان تبلغه العمليات العسكرية، خصوصاً انّ المستويات السياسية والعسكرية ترفض وقف العمليات العسكرية، وحتى هدنة انسانية مؤقتة، وما زالت تتحدث عن حرب طويلة الأمد، ولا وقف لاطلاق النار قبل اعادة الاسرى، إلّا أنّ في الجانب الآخر من المشهد الاسرائيلي، ما ينبغي التوقف عنده والتمعّن فيه، ولاسيما الاعتراضات المتزايدة لحكومة نتنياهو، وكذلك الإقرارات بما بات يعانيه الداخل الاسرائيلي على كل المستويات، اضافة الى السباق بين «أولوية حكومة نتنياهو لضرب «حماس»، وأولوية إعادة الأسرى، وفق ما ورد على لسان زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد، الذي قال بالأمس خلال زيارته لخيمة احتجاج اقامتها عائلات الاسرى: «انّ اسرائيل لم تعد مكاناً آمناً، وليست دولة اخلاقية أو قوة اقليمية، ولن تربح الحرب ما لم تُعد المخطوفين»، واشار الى انّه أبلغ نتنياهو بـ»أنّ المعارضة ستدعم أي صفقة مهما كانت بعيدة المدى ومهما كان حجمها او مدلولاتها وتداعياتها. الشيء الرئيسي المهم هو عودة المخطوفين».
خسائر العدو يُضاف الى ذلك، النقاش الذي أثاره الاعلام الاسرائيلي حول نتائج هذه الحرب، حيث أعرب مراسلون عسكريون ومسؤولون سابقون، عن «صدمتهم الكبيرة من خسائر القوات الاسرائيلية في حربها على قطاع غزة، وسط تزايد تخوفاتهم من تزايد التعاطف العالمي مع غزة».
واعتبرت المراسلة الحربية لصحيفة «يسرائيل هيوم» ليلاخ شوبيل، أنّ «الأعداد المعلنة لقتلى الجيش الاسرائيلي «لا يمكن استيعابها»، مشيرة إلى أنّها قاربت نصف القتلى في حرب عام 1967. وبينت أنّ التقديرات تشير إلى أنّه «كلما توغل الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، كانت المعارك أصعب والضحايا أكثر». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قد نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم: «إنّ الجنود الإسرائيليين يُقتلون في غزة بأكثر من ضعف معدل قتلاهم في حرب اسرائيل على غزة في العام 2014».
ضغوط لوقف النار وأحاط الإعلام الاسرائيلي «الحرب الطويلة» بتساؤلات، حيث ذكرت صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية، نقلاً عن أرقام أولية لوزارة المالية الاسرائيلية، أنّ تكلفة الحرب التي تخوضها إسرائيل أمام حركة «حماس» في قطاع غزة ستبلغ ما يصل إلى 51 مليار دولار. وكشفت صحيفة «فايننشال تايمز» انّ مئات الشركات الاسرائيلية باتت مهدّدة بالإفلاس. وفي جانب آخر، ذكرت «تايمز اوف اسرائيل» انّ «الضغوط تتزايد في واشنطن للدعوة إلى وقف إطلاق النار». واستشهدت بما نقلته شبكة «CNN» عن مسؤولين اميركيين في ادارة الرئيس جو بادين من تحذير من أنّه سيصبح من الصعب أكثر فأكثر تحقيق هدف اسرائيل المتمثل في الإطاحة بـ»حماس» في غزة، بسبب الاحتجاج الدولي، وأنّ هناك وقتاًً محدودا للقيام بذلك بدعم كامل من الولايات المتحدة». وقالت الشبكة الاميركية: «إن مستشاري بايدن المقرّبين يعتقدون أنّ المسألة مسألة أسابيع قبل أن يضطر البيت الأبيض إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار».
وفي السياق، نقلت شبكة «NBC» عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين «انّهم باتوا يشعرون بقلق متزايد من أن تصبح البلاد معزولة على المسرح العالمي، ويعربون بشكل متزايد عن تخوفهم بشأن كيفية ادارة اسرائيل للحرب».
*******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جبهة الجنوب: تعادل بين الحرب واللاحرب
اليونيفيل: اغتيال الأطفال جريمة.. ورهان لبناني على قمَّة الرياض
يتبدل الموقف جنوباً، على مرمى أيام قليلة من اطلالة جديدة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ليتحدث في يوم الشهيد، مع تسجيل سقوط شهداء جدد في ساحات الوغى، ليس فقط على طريق فلسطين، بل دفاعاً عن مصالح استراتيجية للبلد، تقضي بعدم شطب المقاومة الفلسطينية، للحؤول دون شطب القضية، وتوطين اللاجئين حيث هم.
وفي وقت، قد تصبح فيها حيفا تحت مرمى صواريخ حزب الله، قصفت حركة «حماس» – لبنان، في عملية هي الثانية مستوطنة نهاريا وجنوب حيفا بـ16 صاروخاً رداً على مجازر الاحتلال في قطاع غزة، الامر الذي حمل الوزير المتطرف في حكومة الحرب في اسرائيل، أفيغدور ليبرمان الى تحميل حزب الله المسؤولية، زاعماً ان اي اطلاق للصواريخ من جنوب لبنان، لا يمكن ان يتم من دون موافقة الامين العام لحزب الله.
وتواصلت الإدانات من مختلف المشارب والمواقع لجريمة استهداف الفتيات الثلاث وجدتهن في بلدة عيناتا الحدودية، حيث يشيعن اليوم، مع عودة والدهن الى بيروت من ساحل العاج، تقدم لبنان، بشكوى الى مجلس الامن ضد اسرائيل، وذكر الناطق بلسان «اليونيفل» في الجنوب أندريا تيننتي بأن «استهداف المدنيين انتهاك للقانون الدولي، وترقى هذه الجرائم الى جرائم حرب».
ومع بداية الشهر الثاني للعدوان الاسرائيلي على غزة، استمرت هجمات المقاومة على الاهداف العسكرية الاسرائيلية، وقصف الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الحدودية من خراج الناقورة الى اطراف اللبونة ومروحين وخلة العجوز، وبالمقابل كانت الانظار تتجه الى ما يمكن ان تسفر عنه النشاطات العربية والاسلامية والدولية على مستوى القمة العربية الاستثنائية السبت في المملكة العربية السعودية، ثم قمة منظمة التعاون الاسلامي والتي ستعقد في اليوم التالي 12 ت2..
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان لبنان يراهن على موقف عربي، يؤدي الى ردع الاحتلال، وتبريد الجبهة في غزة، مما ينعكس على لبنان، باعتبار ان جبهة الجنوب مرتبطة بداية وتطوراً بالجبهة الاصل في قطاع غزة.
وتسلّم الرئيس نجيب ميقاتي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة العربية الطارئة، السبت 11 ت2 الجاري في الرياض، والقمة «مخصصة لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة».
والدعوة الى القمة، جاءت بناءً لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس،.
تعادل بين الحرب واللا حرب
حكومياً، اعتبرت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن خطة الطوارىء التي وضعتها الحكومة في حال توسعت دائرة الحرب قائمة، وعند الضرورة يتم تفعيلها وإن الوزارات المعنية لم تتراجع عن وضع إستراتيجية من أجل التصدي لأي وضع في البلاد، وأكدت أن عددا من الأحزاب واصل اجتماعاته من أجل عملية التنسيق بين بعضهم عند الطوارىء.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن احتمال عدم قيام هذه الحرب توازي قيامها لاسيما أن كل الاحتمالات مفتوحة على أن الأطراف الإقليمية والدولية تسعى إلى ضبط الوضع، مؤكدة أن الحركة الخارجية في الأيام المقبلة قد تساهم في بلورة مسعى معين لوقف ما يجري في غزة.
داخليا، تحدثت الاوساط عن مواصلة المعارضة الضغط من خلال مواقف نوابها وبياناتهم لمنع استجرار أو انزلاق لبنان إلى حرب تدميرية تقضي على البلد وفق قولهم.
الوضع الميداني
ومع مستهل الشهر الثاني للحرب على غزة، لم تهدأ الجبهة الجنوبية مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية التي اسفرت همجتها اول امس عن مقتل 3 اطفال وجدتهم داخل سيارتهم في عيناثا، حيث وصل امس والد الاطفال الثلاثة من الخارج ليحضن اطفاله الذين حرمته اياهم العدوانية الاسرائيلية.
وشن الجيش الاسرائيلي مساء امس غارات على ما اسماه مواقع لحزب الله، رداً على قصف الحزب في المالكية والراهب.
ودعا الجيش الاسرائيلي سكان الجليل الاعلى وسهل الحولة المتاخمة للحدود مع لبنان للنزول الى الملاجئ والبقاء فيها.
الراعي على موقفه
وبقيت مسألة الفراغ في القيادة العسكرية، موضع اهتمام، اذ قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال افتتاح الدورة العاديّة السادسة والخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان : يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الإستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات». كما دعا المسؤولين في الدولة اللبنانية الى العمل على «تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب، هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو أجدى. وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر إسرائيل وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين».
بدوره طالب النائب وائل ابو فاعور بحسم موضوع القيادة، وتعيين رئيس للاركان في جلسة يعقدها مجلس الوزراء في وقت قريب.
*****************************
افتتاحية صحيفة الديار
تناقض «الرسائل» الأميركيّة يُهدّد بخروج الأمور عن «السيطرة» في لبنان والمنطقة
واشنطن تتوعّد حزب الله… أوروبا واليونيفيل يُحذران من «خطأ» يُشعل جبهة الجنوب
المقاومة تردّ على استهداف المدنيين بتوسيع نطاق العمليّات الردعيّة الى عكا وحيفا
دخلت المنطقة ولبنان في سباق مع الزمن، بانتظار تبلور الرسائل الاميركية المتناقضة حيال كيفية وقف المجرزة الدموية في غزة ، وعدم خروج الامورعن السيطرة في المنطقة. ثمة شيء ما “يطبخ” بعيدا عن الاضواء، لكن لا شيء واضح او “ناضج” حتى الآن، ما يزيد من خطورة المشهد المعقد اصلا، والذي يزداد تعقيدا بسبب غياب استراتيجية اميركية واضحة المعالم حيال التعامل مع الحدث المتفجر.
فبعد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، وصل رئيس الاستخبارات الاميركية وليام بيرنز الى دولة الاحتلال الاسرائيلي، ويستكمل اتصالاته مع نظرائه في اكثر من دولة عربية واقليمية. حتى الآن، نكثت واشنطن بوعودها بحسب وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الذي كشف عن “رسالة” اميركية غير مباشرة من واشنطن، تعهدت خلالها بوقف انساني للنار في القطاع، وهو امر لم يجد طريقه الى التنفيذ.
الادارة الاميركية تناور لمنح “اسرائيل” المزيد من الوقت لتحقيق “انتصار” على الارض! ومن الصعب الاعتقاد انها عاجزة حقا عن اقناع “الرؤوس الحامية” في “اسرائيل” بضرورة “النزول عن الشجرة”، على الرغم حديث “الاعلام الاسرائيلي” عن “حرب” ديبلوماسية تخاض حاليا مع الاميركيين. عدم التزام واشنطن انعكس تصاعدا في التوتر ميدانيا، فبعد ساعات على “رسالة” اميركية الى ايران، حملها رئيس الوزراء العراقي الى طهران، اعلنت فصائل عراقية انها استهدفت 4 قواعد أميركية في العراق وسوريا، كما اعلنت القوات اليمنية عن استهداف الاراضي الفلسطينية المحتلة بدفعة جديدة من المسيرات.
واكثر “الرسائل” المقلقة جاءت من جبهة الجنوب، بعدما تقصدت “اسرائيل” اغتيال المدنيين في سيارة بعيدة عن جبهة القتال امس الاول، في تصرف غير بريء رفع مستوى التصعيد ووسع رقعة الاشتباك، فلم يُستدرج حزب الله الى حرب مفتوحة، ولم يتم ردعه ايضا، وجاء الرد القاسي على مدار يومين باستهداف المستوطنات الشمالية ، وقد وصلت الصواريخ بالامس الى ما قبل حيفا بقليل وبعد عكا.
في هذا الوقت تقدم لبنان بشكوى رسمية الى الامم المتحدة فيما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “الغاضب” من الجريمة، لم يتلق اي جواب من السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا ، بعدما طالبها بموقف وتفسير حيال هذا الاستفزاز، بعدما طمأنه بلينكن قبل ايام بان “اسرائيل” ملتزمة قواعد الاشتباك! ولهذا بات اكثر قلقا من اي يوم مضى حيال تطورات الوضع جنوبا.
واذا كان الانقسام اللبناني حيال التعامل مع الموقف قد تجلى بالامس بصورة جلية في التناقض الواضح بين موقفي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان والبطريرك بشارة الراعي، فإن السؤال الاكثر الحاحا يبقى: الى متى سيبقى “الهامش” متاحا امام الديبلوماسية الاميركية لاثبات حسن نياتها في تحقيق هدنة انسانية في غزة، قبل خروج الامور عن “السيطرة”؟
تحذير اوروربي من “الخطأ”
وفي هذا السياق، اعرب ديبلوماسي اوروبي في بيروت عن “مغامرة” اميركية غير مضمونة النتائج من خلال الرهان على الوقت، وعبّر عن خشيته من حصول خطأ ما في هذه المواجهة اليومية على الحدود الشمالية، الآخذة في التصعيد. وقال امام زواره ان من شأنها أن تقلب الامور “رأسا على عقب”، وتجر المنطقة الى حرب شاملة، لا تريدها في هذا الوقت لا واشنطن ولا طهران.
وبرأيه فان واشنطن تبالغ في “رسائلها” الردعية لحزب الله وايران، لان هذه الرسائل ستكون دون اي معنى، اذا تدحرجت الاحداث عن سابق تصور وتصميم من قبل “اسرائيل” المتخبطة داخليا، والتي قد تجد في توسيع نطاق الصراع فرصة لتوريط واشنطن للتخلص من اعدائها، وهو الامر الذي تدركه الادارة الاميركية، لكنها لا تفعل الكثير حتى الآن لكبح جماح “اسرائيل” التي تتصرف على نحو “مجنون”، وقد تتسبب بانفجار كبير في الضفة الغربية وعلى الحدود مع لبنان، فيما تبذل واشنطن جهودا مضنية لعدم حصول ذلك!
“اليونيفيل” والخروج عن السيطرة
بدورها، اعلنت قيادة “اليونيفيل” ان لجم تبادل إطلاق النار في لبنان المستمر منذ 4 أسابيع بات مهمة صعبة، وعبّرت عن خشيتها من “وقوع الأخطاء التي تؤدي الى تصعيد أخطر في لبنان”، وزعمت أنه “لا يمكن تحديد من استهدف مراكزها في لبنان والتحقيق مستمر”. واعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي “ان احتمال خروج التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب إيقافه”.
وقد اعلنت وزارة الخارجية البريطانية امس، أنّها سحبت موقّتاً بعض موظّفي السفارة البريطانية من لبنان، ونصحت البريطانيين بعدم السفر إلى لبنان بسبب الحرب بين “إسرائيل” وحماس في قطاع غزة، وتبادل إطلاق النار على الحدود بين “إسرائيل” ولبنان. كما حضّت البريطانيين في لبنان على المغادرة، في وقت لا تزال فيه الرحلات التجارية متاحة.
تهديدات اميركية بضرب حزب الله
وفيما لا تبذل الولايات المتحدة الكثير من الجهود لردع “اسرائيل”، يستمر الضغط على ايران وحزب الله، دون ان تكون النتائج مضمونة، وفقا لكل التجارب السابقة. وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام أميركية، ان الادارة الاميركية التي اعلنت ارسال غواصة نووية الى الشرق الاوسط، بعثت مجددا برسائل إلى كل من إيران وحزب الله، عبر قنوات ديبلوماسية ودول إقليمية، أعربت فيها عن استعدادها للتدخل عسكريا إذا شنّا هجمات ضد “إسرائيل”. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلاً عن مصادر خاصة، أن المسؤولين في البيت الأبيض أبلغوا تلك الرسائل بشكل واضح، مؤكدة أن واشنطن مستعدة للتدخل عسكريا ضد كل من إيران وحزب الله وضربهما على نحو مباشر اذا هاجما “اسرائيل”.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وجّه تحذيرات خلال تصريحات له في مطار بغداد، أثناء مغادرته العراق، من أن الهجمات على القوات الأميركية والأهداف المدنية في المنطقة سيتم الرد عليها بالمثل.
وتزامنا مع التصعيد الاميركي، سربت صحيفة “اسرائيل اليوم”عن مصادر حكومية تأكيدها أن “إسرائيل” ستجد صعوبة في احتواء حزب الله لزمن طويل. ولفتت الى ان السيد نصر الله “عدو مرير وخطر ، وحزب الله لن يهزم بالنقاط، أي في حرب استنزاف، ويجب ان ننال منه بضربة واحدة، حتى لو كانت هذه الضربة تنطوي على ضربة شديدة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، وفتح جبهة حيال إيران، لكن في المحصلة سنزيل التهديد المركزي عن إسرائيل”.
توتر “اسرائيلي” – اميركي؟
وكشفت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن زيادة حدة التوتر بين “إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية، على خلفية تزايد القصف على قطاع غزة، الأمر الذي أصبح واضحًا على جميع وسائل الإعلام “الإسرائيلية”، حتى وصف بعضها العلاقة بالعداء والحرب. وأفادت صحيفة “يدعوت احرنوت” بأن الإدارة في واشنطن مخطئة في تقييم الوضع في الشرق الأوسط، وتعتقد أنها ستعزّز موقعها في المنطقة من خلال الحصول على هدنة إنسانية وتزويد القطاع بالوقود. وأوضحت الصحيفة ان “إسرائيل” بجانب قتالها في عدة جبهات في غزة والعراق واليمن ولبنان، تواجه الآن الجبهة الأميركية، والتي لا تطلق فيها النار، بل تواجه ضغوطا منها لتخفيف آثار الحرب على قطاع غزة وحماس.
وأكدت الصحيفة أن هذه الضغوط تُجبر “الجيش الإسرائيلي” على تسريع عملياته لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل، قبل فرض وقف إطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى خطورة فقدان الدعم من الحليف، إلا أنها أكدت على ضرورة الوقوف بثبات أمام جميع التحديات حتى لو كانت من واشنطن. وانتقدت الصحيفة الولايات المتحدة بالقول “أميركا تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب “إسرائيل”، حتى تتمكن من التركيز على تحقيق النصر في الصراع الروسي – الأوكراني، والتنافس مع الصين على الهيمنة، ولتستعيد مكانتها في الشرق الأوسط التي فقدتها أمام بكين، وإلى حد ما أمام موسكو. وخلصت الى القول “الحرب على الجبهة الأميركية بدأت للتو، ومن المتوقع أن تشتد”.
خلاف حول هداف الحرب
بدورها، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن وجود خلاف بين “إسرائيل” والولايات المتحدة حول أهداف الحرب في غزة، مشيرة إلى أن هناك اختلافا بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الهدف طويل الأمد ومستقبل المنطقة. وتتباين هذه الأهداف والمصالح في النزاع القائم في الشرق الأوسط. وفوق كل هذا، تنظر “إسرائيل” لحماس بأنها تهديد وجودي وتريد أن تقضي عليها، وأي شيء غير ذلك، سيكون بالنسبة لها فشلا. وقد التزمت الولايات المتحدة بمساعدة “إسرائيل” على هزيمة حماس، إلا أن الرئيس بايدن يذهب بتهديداته أبعد من حماس، وتريد إدارته أن تجعل حلفاءها موحدين ضد إيران وروسيا والصين، وهو ما تهدده هذه الحرب.
واشارت الصحيفة الى ان واشنطن تريد تجنب حرب إقليمية، لكن “إسرائيل” مستعدة لاتخاذ مخاطر في سبيل هزيمة حماس. وتعكس المحطات التي توقف فيها بلينكن، اعترافا بأن بعض الدول العربية التي تعتمد على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هي حكومات هشّة ويمكن أن يتعرّض استقرارها للخطر، لو استمرت أخبار “إسرائيل” في غارتها وغزوها البري لغزة في الصفحات الأولى للصحف وعلى شاشات التلفزة. وتخشى أميركا والدول العربية وغيرها من تداعيات الحرب الإقليمية، بحسب الصحيفة ، فالحملة “الإسرائيلية” المدمرة ضد غزة أدت إلى تظاهرات وردود في أنحاء العالم. وتواجه إدارة بايدن معضلة، لأن الغضب الشعبي كله موجه ضدها.
تدحرج الوضع جنوبا
وفيما بلغ عدد شهداء حزب الله على طريق القدس 64 شهيدا، مع نعي حزب الله للشهيدين حسين لطفي سويد ومحمد ملحم يوسف، توسعت رقعة المواجهة بالامس، وفي رد واضح على مجرزة عيناتا، وصلت الصواريخ بالامس، الى ما قبل حيفا ومحيط عكا ومستوطنة نهاريا، وهي “رسالة” واضحة الدلالة حملت توقيع كتائب القسام- لبنان، فيما شن العدو غارتين على جبل صافي الواقع بين قضاء جزين واقليم التفاح، وهذه المنطقة خارج القرار 1071 ، ويمكن القول ان دائرة المواجهة اتسعت وباتت ضمن دائرة 30 كيلومترا.
وأفادت وسائل إعلام “إسرائيلية” بأن صفارات الإنذار دوت في نهاريا وفي “كريوت”، وهي أبعد من نهاريا جنوباً، واتساع رقعة القصف في الشمال للمرة الأولى، مشيرة إلى مخاوف من تسلل طائرات مسيّرة من لبنان تجاه الجليل الغربي.
وفيما اعلنت كتائب القسام في لبنان أنها قصفت “نهاريا وجنوب حيفا بـ16 صاروخاً ردًّا على مجازر الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة، اعلنت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي أن حزب الله قصف شمال حيفا للمرة الأولى منذ 2006 ، وهو لاتساع رقعة القصف في الشمال.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي “إطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتجاه شمالي “إسرائيل”. وافادت وسائل إعلام “إسرائيلية” ان الدفاعات الجوية حاولت إسقاط مسيّرتين عند الحدود الشمالية.
وصدر عن حزب الله بيان اكد استهداف موقعي المالكية وجل الدير بالأسلحة الصاروخية وحقق فيهما إصابات مباشرة. كما اعلنت المقاومة استهداف التجهيزات الفنية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تدميرها.
في المقابل، اطلق جنود الاحتلال النار باتجاه محيط مراكز الجيش اللبناني في الناقورة. كما تعرضت “جبل بلاط” والمنطقة الواقعة بين بيت ليف ورامية واطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي لقصف مدفعي معاد. وافيد عن إطلاق صفارات الإنذار في مركز اليونيفيل في الناقورة. وقصف العدو الاسرائيلي بمدفعيته أطراف بلدتي بليدا وميس الجبل. وسمعت بعد ظهر امس أصوات انفجارات في القطاع الغربي ودوّت صفارات الإنذار في افيفيم والمالكية في الجليل الأعلى.
ايضا، استهدف قصف مدفعي “إسرائيلي” أطراف بلدة مروحين في خلّة العجوز. وكان الطيران الاستطلاعي “الإسرائيلي “حلق صباح امس فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط حتى صور وفوق مجرى نهر الليطاني صعودًا. وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان الجليل الأعلى التزام الملاجئ خشية حصول حادث أمني.
اخلاء المزيد من المستوطنين
في هذا الوقت، دعا رؤساء البلديات في مستطونات الشمال مَن تبقى من السكان الى المغادرة، وحذروهم من انتشار قوات الرضوان على الحدود، وابلغوهم ان هذا الامر قد يساهم في التصعيد.
ووفقا للاعلام “الاسرائيلي”، لا احد يدرك ما هي اهداف السيد نصرالله، لا نعلم متى يحصل هذا، لكن “اسرائيل” ستضطر الى معالجة هذا التهديد، لاننا لا نعرف متى يتحرك حزب الله. نخشى الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، وايران تعمل على تزويد حزب الله بالاسلحة النوعية، ومنها صواريخ ارض- جو. يذكر هنا ، ان رئيس الاركان ووزير الدفاع قاما بجولة لرفع معنويات الجنود، واشارا الى “ان الجيش الاسرائيلي قد ينتقل الى الهجوم”.
تناقض بين دريان والراعي!
في هذا الوقت، وفي موقفين يعكسان وجهتا نظر متناقضتين من كيفية التعامل مع التطورات الساخنة في لبنان والمنطقة، دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي ضد الأطفال في جنوب لبنان واستهداف سيارة الإسعاف وإصابة طاقمها، وأكّد أن “الدفاع عن الأرض والعرض والدم هو واجب ديني ووطني وإنساني، ولن نسمح أن يستمر الاحتلال في العدوان على أهلنا وشعبنا بشتى الطرق العسكرية والدبيلوماسية، التي لم تستطع حتى الآن ردع هذا الوحش المجرم الذي ينكل بشعب غزة وفلسطين بأبشع وسائل الإجرام الهمجي والعنصري ضد شعب بأكمله”.
من جهته، حثّ البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي مسؤولي الدولة في لبنان، على تحييد البلاد عن الحرب الدائرة في غزة. وفيما شدّد على ضرورة تنفيذ القرار 1701 “الذي يأمر إسرائيل وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين”، دعا الى “القيام بدور سياسي وديبلوماسي داعم للقضية الفلسطينية وهو أجدى”، مطالباً “بالتمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 “، وقال: “يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة”.
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
10 آلاف شهيد وغزة صامدة والعالم متآمر
أعلنت حكومة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الإثنين إعادة فتح معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر للسماح بإجلاء الأجانب ومزدوجي الجنسية العالقين في القطاع الذي تقصفه إسرائيل منذ 7 تشرين الأول) الماضي، بينما أفادت وزارة الصحة في غزة بسقوط 10022 قتيلاً بينهم 4104 أطفال منذ بدء الحرب.
وكان معبر رفح فُتح ثلاثة أيام هي الأربعاء والخميس والجمعة الأسبوع الماضي للسماح بإجلاء عشرات المصابين الفلسطينيين والمئات من حاملي الجوازات الأجنبية قبل أن يتم إغلاقه السبت والأحد بسبب خلاف على عبور سيارات الإسعاف.
ووصلت مجموعة جديدة من الجرحى من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، بحسب ما أفاد مسؤول بالجانب المصري من المعبر، بعد توقف دام يومين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في مؤتمر صحافي، إن المنظومة الصحية في غزة باتت “عاجزة” تماما مع دخول العدوان شهره الثاني، مشيرا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 192 كادرا صحيا وتدمير 192 سيارة إسعاف.
وكانت الوزارة الصحة قد أعلنت صباح امس، أن 200 شخص على الأقل استشهدوا في القصف الإسرائيلي المكثف الذي نفذته القوات الإسرائيلية خلال الليل على قطاع غزة.
وبدأت إسرائيل قصف غزة بضربات “كبيرة” الاثنين فيما اشتبك جنودها مع مقاتلي حماس في القطاع، في تجاهل لنداءات لوقف إطلاق النار وجهتها وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة التي نددت بارتفاع عدد “القتلى المدنيين” في الصراع المستمر منذ شهر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على مقر لحركة “حماس” في قطاع غزة يضم نقاط مراقبة ومناطق تدريب وأنفاقاً، مضيفاً أنه ضرب خلال الساعات الـ24 الماضية أكثر من 450 هدفاً للحركة وقتل كثيراً من عناصرها، بينما قالت وزارة الصحة التابعة للحركة في غزة إن الضربات الجوية الأحدث قتلت العشرات.
في المقابل، أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، أنها دمرت 27 آلية من الآليات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع خلال 48 ساعة.
في الأثناء أصيبت جندية إسرائيلية بجروح خطرة بعد تعرضها للطعن أمام مركز للشرطة في القدس الشرقية قرب باب العمود وتم “تحييد” المهاجم، وفق ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.
وقالت الشرطة والجيش في إسرائيل إن قوات الأمن قتلت الإثنين أربعة نشطاء فلسطينيين، وأضافتا أنهم جزء من خلية في الضفة الغربية تديرها حركة “حماس” وتقف وراء عدة هجمات إطلاق النار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :