افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 6 تشرين الثاني 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الإثنين 6 تشرين الثاني 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

ارتباك أميركي بين المطالبات بوقف إطلاق النار والالتزام بتغطية جرائم الكيان
الاحتلال يعترف بفشله في العمليات البرية عبر التهديد النووي ومزيد من المجازر
تصاعد المواجهة جنوباً مع استهداف المدنيين.. والمقاومة ترد بقصف المستوطنات

 

شكلت الجولة الإقليمية لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، تعبيراً دقيقاً عن المأزق الذي تعيشه السياسة الخارجية الأميركية، بعد بلوغها الطريق المسدود في رهانها على نجاح جيش الاحتلال بالفوز في الحرب البريّة التي يخوضها في غزة بوجه المقاومة، وتقديم الغطاء للفوز بهذه المعركة لأبشع الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، والتي تسببت بإطلاق موجة من الغضب في كل عواصم العالم الغربية منها والعربية، حيث سجلت واشنطن وباريس ولندن أضخم التظاهرات التي عرفتها خلال عقود ماضية. وبدا أن الحكومات القائمة تفقد شرعيتها الشعبية، وأن ثمّة حدوداً لقدرتها على مواصلة السير بالدعم الأعمى لسلوك وسياسات كيان الاحتلال. وقد وجد هذا المأزق تعبيراته في زيارة بلينكن للمنطقة، حيث كانت زيارة فاشلة بكل المعايير فعجز عن تغطية سياسة حكومته أمام أقرب الحلفاء العرب الذين اجتمعوا به في عمان، ووجدوا أنفسهم مضطرين أمام تفاقم الغضب الشعبي في شوارعهم، أنه يستحيل تحمل استمرار هذا الوضع دون وقف إطلاق نار وإفراج فوري عن المساعدات الإنسانية، حيث الوضع في غزة يقارب لحظة الانهيار الشامل والموت المحقق. وبلينكن يعلم أن هذا هو ما تطلبه الشوارع المتفجّرة غضباً في عواصم الغرب أيضاً. وبالتوازي فشل بلينكن في إقناع حكومة كيان الاحتلال بالكفّ عن منهجية القتل المفتوح والتدمير الشامل، وقد صارت هذه المنهجية بديلاً وحيداً للتستّر على الفشل الذريع في النجاح في الحرب البرية، وبدت واشنطن عالقة مع بلينكن بين ضغوط وقف إطلاق النار والتغطية العمياء التي منحتها وتمنحها لكيان الاحتلال.

الاحتلال الفاشل عسكرياً، والذي تحوّل من جيش مقاتل إلى مجرد آلة عمياء للقتل واصل المجازر التي لا يمكن تحمل استمرارها بشرياً وإنسانياً وأخلاقياً، لكن حكومة الكيان وقادة جيشه لا يأبهون لكل ذلك، بل إن أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو الآتي بأصوات اليمين المتطرّف، الذي شكل العلامة الفارقة في انتخابات الكنيست الأخيرة التي حملت نتنياهو إلى الحكم مجدداً، دعا إلى استخدام السلاح النووي للتخلص من غزة، حيث قال وزير التراث عميحاي الياهو في حوار إذاعي إن إلقاء قنبلة نووية على غزة أحد الخيارات المطروحة، كاشفاً ما يدور من نقاش في الغرف المغلقة للحكومة من جهة، وحجم المأزق الذي يواجهه الهجوم البري في غزة من جهة موازية، وإفلاس نظريات اليمين من الرهان على تسليح المستوطنين كبديل عن الجيش من جهة ثالثة، بعدما هرب المستوطنون من غلاف غزة وقالوا إنهم لن يعودوا مطلقاً.

في جبهة الحدود اللبنانية تطوّر لافت، ربما يعبر أيضاً عن المأزق الذي يواجهه جيش الاحتلال في التأقلم مع المعادلات التي فرضتها المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ردّ جيش الاحتلال على الهجمات التي تنفذها المقاومة ضد مواقعه باستهداف المدنيين مرتين يوم أمس، مرة باستهداف سيارة إسعاف عائدة لكشافة الرسالة، ومرة ثانية باستهداف سيارة مدنية ما أدى لاستشهاد ثلاثة أطفال مع جدتهم. وقد ردت المقاومة بقصف مستوطنتي المطلة وكريات شمونة بالصواريخ. وهذا يحدث للمرة الأولى منذ بدء طوفان الأقصى وقيام المقاومة بفتح جبهة الحدود الجنوبية تضامناً مع غزة، وقالت مصادر عسكرية إن احتمال توسّع دائرة التصعيد وارد إذا بقي الاحتلال يردّ على استهداف مواقعه العسكرية، باستهداف المدنيين، مذكرة بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاحتمالات المفتوحة في ضوء مراقبة سلوك الاحتلال في الجبهة الحدودية، خصوصاً تجاه المدنيين.

 

وفي تطور خطير وجديد لم تشهده الجبهة الجنوبية منذ 8 تشرين الماضي، أقدم طيران العدو الصهيوني على استهداف سيارة مدنية بين بلدتي بليدا وعيناتا أدى الى استشهاد 3 أطفال لبنانيين وجدّتهم وأصيبت الوالدة بجروح.

وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية، في بيان، أن “مسيّرة صهيونية استهدفت مساء اليوم (أمس) سيارة مدنية في بلدة عيناثا، ما أسفر عن سقوط ٣ شهداء مدنيين، وقد عملت وحدات من الدفاع المدني التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية إلى نقلهم إلى مستشفيات المنطقة”.

وبعد أقلّ من ساعتين ردت المقاومة الإسلامية في لبنان بإطلاق رشقة من الصواريخ الثقيلة على مستوطنة كريات شمونة، وأعلنت المقاومة في بيان “قصف ‏مستعمرة كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا)، ردًا على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني ‏التي استهدف بها ‏سيارةً مدنيةً عند طريق المعيصرة بين عيناتا وعيترون التي ‏أدت إلى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من ‏أحفادها”. وأكّدت المقاومة الإسلامية أنّها لن تتسامح أبدًا بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها ‏حازمًا ‏وقويًا.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية برفع درجة الاستنفار في منطقة الشمال للحالة القصوى، ولفتت الى أن صفارات الإنذار تدوّي في المطلة، كفر جلعادي، كريات شمونة في إصبع الجليل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل مستوطن صهيوني إثر إصابتها بصاروخ واحتراقها، كما أفادت عن مقتل وجرح مستوطنين آخرين.

واشتبه العدو الإسرائيلي بتحرك في وادي هونين فأطلق قنابل مضيئة وثلاث قذائف مدفعية ونفذ حملة تمشيط بالرشاشات.

وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي على المدنيين هو خرق لقواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين حتى ما قبل جريمة عيناتا، وهذا استدعى رداً سريعاً وحازماً من المقاومة. وهذا قد يوسّع منطقة العمليات وإطار المعركة بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي بحال رد جيش الاحتلال بضرب أهداف مدنية لبنانية مجدداً. لكن المصادر استبعدت أن يردّ الاحتلال على رد المقاومة التزاماً بالقرار الأميركي بعدم توسيع جبهة القتال الى لبنان والبقاء في جبهة غزة.

وذكّرت المصادر بالمعادلة التي أعلنها السيد نصرالله في خطابه الأخير، حيث حذر العدو الصهيوني من “التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان”، مؤكّدًا أنّ ذلك “سيُعيدنا إلى المدني مقابل المدني”. كما حذّرت المصادر العدو من أن المقاومة لا تخشى الحرب وتملك مقوماتها ولديها ما يكفي من بنك الأهداف التي تلحق بالكيان خسائر فادحة وكارثية واستراتيجية، مذكرة بما قاله السيد نصرالله بأنّ “كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن الذهاب إليها في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن نكون جميعًا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.

في غضون ذلك، يتحدّث السيد نصرالله السبت المقبل الساعة الثالثة بعد الظهر بمناسبة يوم شهيد حزب الله، ومن المتوقع وفق ما علمت “البناء” أن يستكمل من حيث انتهى في خطابه الأول، ويدخل في تفاصيل المعادلات العسكرية مع العدو الإسرائيلي بعدما وضع في خطابه الأول الإطار الاستراتيجي للحرب في غزة.

من جهته، ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة”، وذلك في معرض ردّه على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان.

وأضاف في مؤتمر صحافي: “فيما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استناداً إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا. سنهاجم كل من يهدّدنا”. وأردف “ندرس بالطبع جميع الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل. هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة”.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول في كيان العدو زعمه بأن احتمال حدوث غزو من الشمال تراجع وحزب الله لن يستطيع اختراق حدودنا.

وكان المقاومة الإسلامية في لبنان وجّهت سلسلة ضربات وعمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال الاسرائيلي على طول الحدود، وأعلن حزب الله في بيان “استهداف ‏موقع الضهيرة بالصواريخ وقذائف المدفعية وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة”. كما أعلن “استهداف آلية عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني في موقع ‏بياض بليدا بالصواريخ الموجهة‎ ‎ووقوع طاقمها بين قتيلٍ وجريح”. وشوهِدت سُحب الدخان الأسود ترتفع في الموقع.

كما قصفت المقاومة ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، ودمّروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية.

وفي تطوّر نوعيّ للمقاومة، أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ ارض – جو، حيث سقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة أخرى منذ ساعات الصباح فوق أجواء النبطية، حاروف، زبدين، جبشيت، الدوير، الشرقية وتول. ولوحظ أن المسيرة الثانية، حلقت لبعض دقائق بُعيد أسقاط الأولى قبل أن تنكفئ من سماء المنطقة.

وواصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على عدد من القرى الحدوديّة واستهدفت سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية، وأشارت غرفة عمليات الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، في بيان الى انه “في ساعات الفجر الأولى واثناء قيام سيارتين تابعتين للدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أطراف بلدة طير حرفا قضاء صور عمدت طائرة مسيرة تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلي الى استهداف السيارتين بشكل مباشر ما أدى الى إصابة أربعة مسعفين بجروح متوسطة نقلوا على إثرها الى أحد مستشفيات صور للمعالجة”.

ومساء أمس، أطلق جيش الاحتلال النار على محيط مركز للجيش اللبناني في رأس الناقورة.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ “حزب الله جزء من المواجهة على طريق فلسطين، وطريق فلسطين طريق التّحرير وعزَّة المنطقة وتحرير لبنان واستقلاله”، موضحًا “أنّنا لا نفصل في التّحرير بين فلسطين ولبنان والمنطقة، لأنّ “إسرائيل” محتلّة لفلسطين كركيزة، ولكنّها محتلّة للمنطقة بأشكال مختلفة على مستوى الأرض أو الثّقافة أو السّياسة أو الاقتصاد؛ وسنكون دائمًا في الميدان مؤثّرين ومعطّلين لمخطّطات “إسرائيل””.

أضاف: “أوقفوا الحرب كي لا تتوسّع، وأمّا طلبكم لعدم تدخّل “حزب الله” للاستفراد بفلسطين فلن يكون”، مشدّدًا على أنّ “أميركا شريك كامل للعدوان بل هي الّتي تديره وترفض وقف إطلاق النّار. لقد سقطت أميركا والغرب أخلاقيًّا وثقافيًّا وتربويًّا، وسقطت شعاراتهم عن الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان والاهتمام بالطّفولة وتكريم المرأة”. واعتبر أنّهم “برزوا كوحوش بشريّة، يختبئون خلف شعارات خدَّاعة فقدت صلاحيّتها في المزيد من الخداع”.

بدوره، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في كلمة له أن “قتل المدنيين لا يحقق نصراً والآن لا يوجد مخرج سياسي لهذا العدو وهو مأزوم ولا يجدوا له مخرجاً من الورطة التي أصابته وهذا مؤشر على قرب نهايته. كل ما يريد أن يفعله الأميركي حتى يهدئ من روع وجنون الإسرائيلي أنه يطلب مهلة خمس ساعات من أجل أن يطلق سراح بعض الرهائن الأميركيين المحتجزين عند حماس. هل ترون الانحياز إلى أي مدى يبلغ فيه الأميركيون في سياساتهم وتآمرهم؟ لكنهم معروفون أنهم رعاة الإسرائيليين. ما بال العرب والنظام العربي الساكت الأخرس والأبكم الذي لا يتكلم ولا يدين ولا يسمح لشارعه أن يتحرّك من أجل أن يدين الإجرام الصهيوني. الذين يطبّعون مع الكيان الصهيوني هم حثالة العرب ولو كانوا في سدة الأنظمة والتطبيع لن يغادرهم إلى شعوبهم على الإطلاق”.

وتابع: “إننا ذاهبون إلى نصر، لكن المطلوب أن نحسن إدارة النصر، لذلك يجب أن نحمد الله ونشكره ألف مرة أن من يقود مسيرة المقاومة في هذا الزمن قائد حكيم مقدام تقيّ ورع يعرف تفاصيل الأمور، ولا تحركه انفعالات ولا حسابات خاصة إنما ينظر بعين الله من أجل أن يحقق مصالح عباد الله. نعمة كبرى أن مسيرة المقاومة يقودها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله. أربعة مليار بشرّي وقفوا على إجر ونص طوال أسبوع من أجل أن ينتظروا كلمة سماحة السيد. أي عزّ هذا وأي مجد”.

ولاقت جريمة عيناتا حملة إدانة واسعة، حيث قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “آخر بنك أهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي ارتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى استشهاد امراة وثلاثة من أحفادها. ان ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن “إسرائيل” ومستوياتها العسكرية والسياسية، وإحدى عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى استخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني في غزة يمثل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى جنوب لبنان هو سياق واحد”.

وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أننا “باشرنا تحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن الدولي سنقدمها غداً رداً على جريمة “اسرائيل” في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة”.

بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، الى أن “هذه الجريمة النكراء لن تمرّ مرور الكرام وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضاً عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الإسرائيلي الى مجلس الأمن على خلفيتها. والمطلوب من دول القرار في مجلس الأمن العودة إلى تطبيق شرعة الأمم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وإنقاذ ما تبقى من إنسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبراً على ورق”.

وكان ميقاتي تنقل بين الأردن ومصر واجتمع مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في عمان، شارك فيه سفير لبنان في الأردن يوسف اميل رجي، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب رئيس موظفي وزارة الخارجية توم سوليفان.

وأكد ميقاتي خلال الاجتماع “أولوية العمل للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها “اسرائيل” باستخدام الاسلحة المحرّمة دولياً للإمعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية”. وشدّد على “أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على “إسرائيل” لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته براً وبحراً وجواً”.

بدوره شدّد وزير الخارجية الأميركية على” انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى”. ونشر بلينكن منشوراً على منصة “إكس”، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وكتب: “من المهم أن نتأكد من عدم انتشار الصراع بين “إسرائيل” وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وأعلنت الخارجية الأميركية أن “بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين “إسرائيل” وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع “إسرائيل””.

ومن الأردن، توجه ميقاتي الى مصر حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة في قصر الاتحادية، وعبر ميقاتي عن تقديره لوقوف مصر الدائم الى جانب لبنان، ودعمها له على الصعد كافة. وقال “إن مصر التي تحمل دوماً هموم العالم العربي، تبذل جهداً كبيراً لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ووقف المجازر التي ترتكب في حق الفلسطينيين. ونحن ندعم موقف الرئيس المصري برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وسعيه لإيجاد حل يبدأ بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين والعمل تالياً على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم المستقلة”.

*****************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

نصرالله يقرأ العدو ميتاً من دون حماية الغرب اللصيقة: إستعدوا لمواجهة الغزو الأميركي الواسع

 بعيداً عن الانفعالات التي رافقت القراءة الشعبية لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الجمعة الماضي، عاد أصحاب الرؤوس الباردة إلى تقييم الأمور من زاوية علاقتها بحقائق المواجهة الجارية. فحزب الله الذي يتحمّل الكثير من الضغط حيال استحقاق المواجهة مع العدو، تجاوز «قطوع» رد الفعل الشعبي، وانتقل عملياً إلى جدول أعماله الحقيقي، وهو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من المواجهة، وأبرز عناصرها تحطّم الهيبة الإسرائيلية وتحوّل العدو إلى الجنون التام، وتعاظم الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لحماية العدو من جهة، واحتمال الدخول في مواجهة مع أعداء إسرائيل من جهة ثانية.

ما صار واضحاً، منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر، يحسم عناصر عدة في النظرة إلى كيان العدو. فقد تعرّضت المؤسسات المركزية في القرار الإسرائيلي لهزّة كبيرة، وفقدت أجهزة الاستخبارات ثقة قسم كبير من الجمهور، وقسم كبير من القيادة السياسية، والأهم أن صورتها اهتزت لدى شركائها أو حلفائها في الاستخبارات الغربية، كما مستواها تدنّى درجات في عيون نظرائها من أعدائها. ومسألة الاستخبارات تمثّل نقطة مركزية في كيان يقوم استقراره على قاعدة رئيسية تتمثّل في دور قواته الأمنية والعسكرية. واهتزاز الثقة، جعل العدو يبدو، في نظر شعبه وأولياء أمره، في حال يُرثى لها. صحيح أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، تحرّك سريعاً لاحتواء الموقف، لكن ذلك حصل بالتزامن مع ارتفاع الصراخ بين قادة العدو وجمهوره. وهذه المرة الأولى التي تطلب فيها إسرائيل عوناً من هذا النوع، وهي في مواجهة مع منظّمات حزبية مقاتلة لا مع جيوش أو دول، تماماً كولد أرعن تعرّض لصفعة أفقدته وعيه، فلم يقوَ على الوقوف من دون مساعدة. إلا أنه لم يكتف بذلك، بل يطلب ممن ساعدوه أن يبقوا إلى جانبه لأنه غير واثق من عدم السقوط مجدّداً. هذه هي حال إسرائيل التي طلبت، خلال 24 ساعة، أن تأتي أميركا بكل ما يمكن لمساعدتها: مليارات الدولارات على عجل، فتح المخازن الإستراتيجية لنقل الذخيرة من دون سقف ومن دون تحديد وجهة الاستعمال، وفوق ذلك، إرسال جيوش إلى الساحل الفلسطيني لطمأنة الكيان بأنه ليس متروكاً لقدره.

ربما يقال إنه ليس من مصلحة الأميركيين والغرب انهيار إسرائيل، وخسارة هذا الاستثمار الكبير. لكن/ ينبغي التنبّه إلى أن ما يجري الآن، هو أن إسرائيل تقول لنفسها أولاً، ولرعاتها وحلفائها ثانياً، ولخصومها وأعدائها ثالثاً، إنها ليس في وضع يمكنها فيه إدارة أمورها بنفسها. وهذا يعني، عملياً، ليس فقط دخول القادة الأميركيين السياسيين

والعسكريين إلى غرف العمليات السياسية والعسكرية، بل يعني أيضاً أننا أمام اختبار نادر حيال فكرة أن إسرائيل لم تعد قادرة على الصمود من دون وجود مباشر للولايات المتحدة.

في هذا السياق، يعرف الجميع أن ما تطلبه إسرائيل من أميركا وحلفائها يتجاوز توفير الغطاء لجنونها الدموي ضد أبناء غزة، ليلامس توفير المناخ الإقليمي السياسي والعسكري الذي يتيح لها تنفيذ جريمتها من دون التعرّض لأخطار إضافية. وبهذا المعنى، وفّر الأميركيون الضغط الكبير على كل العواصم في المنطقة، ومنعوا الحكومات من الإقدام على أي خطوة تضعف الموقف الإسرائيلي، وواصلوا دعمهم للعمليات الإجرامية من دون الاهتمام بأي سردية أخرى. لكن الأهم هو أن الولايات المتحدة وجدت نفسها، للمرة الأولى، معنية بتوفير العناصر اللوجستية والعسكرية لضمان عدم توسّع الحرب. وبهذا المعنى، يُفهم بصورة جيدة أن الوجود العسكري الأميركي الحالي، وإن كانت وظيفته ردعية، إلا أن حاجة إسرائيل إلى البقاء ستحوّله إلى سلاح هجومي في لحظة معينة. أي إن أميركا تقف الآن، ليس أمام مشهد اختبار هيبتها في المنطقة، بل أمام استحقاق أن تجرّها إسرائيل، بطريقة أو بأخرى، لتكون في قلب معركة لا يمكن لأحد توقّع طبيعتها وحجمها.

والظاهر، ان الاميركيين، ادركوا ان الدفعة الاولى من التعزيزات العسكرية لم تجد نفعا في ردع محور المقاومة، فقرروا ارسال المزيد. ولم يعد الحديث يقتصر على حاملتي الطائرات «فورد» و «ايزنهاور» بل اعلن امس عن إرسال أكبر الغواصات الأميركية «أوهايو» الى الشرق الأوسط. كما اعلنت الولايات المتحدة ان قاذفة لانسر من طراز B-1 التابعة لسرب التزود بالوقود الجوي، بدأت القيام بمهامها في المنطقة. وقد صُممت هذه المهمة لتأكيد سرعة الحركة وقابلية التشغيل بين الولايات المتحدة وشركائها، مع إظهار قدرة الجيش الأميركي على الاستجابة للأزمات والطوارئ عبر مسارح العمليات.

بهذا المعنى، يجب التوقف ملياً عند التشريح السياسي الذي قدّمه نصرالله في خطابه الجمعة الماضي. وهو خطاب مدروس بعناية، لأنه يحمل عنواناً جديداً للمواجهة، يتلخّص بأن المعركة الآن باتت مركّزة أيضاً على الاحتلال الأميركي الآيل إلى التوسع في المنطقة. ففي حين كان محور المقاومة يدرس كيفية طرد ما تبقّى من قوات أميركية في سوريا والعراق، يجد نفسه الآن مضطراً للأخذ في الاعتبار أن المواجهة توسّعت لتشمل القواعد العسكرية الأميركية المتنقّلة في البحر، أو تلك التي يُتوقع أن تقام داخل كيان الاحتلال في وقت قريب. وهذا يعني أن موجبات المعركة الكبرى، وإن كانت في الأصل تضع العامل الأميركي في الحسبان، صارت مضطرة اليوم للتعامل مع هذا العامل باعتباره شريكاً فاعلاً ومباشراً في الحرب التي تشنّها إسرائيل.

بناءً عليه، فإن سياق المرحلة الجديدة التي أشار إليها السيد نصرالله يتصل بمهام متنوّعة، فيها ما هو ساخن ومتصل بما يجري في الحرب على غزة، حيث يبدو أن المقاومة في لبنان قررت تطوير نوع المواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان، وفتح الباب أمام أسلحة وتكتيكات جديدة ستظهر في الميدان، إضافة إلى الاستعداد وإظهار الجهوزية الكاملة لاحتمال تدحرج الأمور، جدياً، إلى مواجهات أوسع من تلك القائمة الآن مع قوات الاحتلال. لكن الأهم، هو إعادة تنظيم آليات عمل قوى محور المقاومة مجتمعةً، في سياق إنهاك العدو ومنعه من القضاء على المقاومة في غزة، وإشعاره بأن الدعم العسكري الأميركي لا يوفّر حماية جدية له. والأهم من ذلك هو دفع الأميركيين إلى إعادة النظر في أصل وجودهم هنا، والأخذ في الاعتبار أن ما سيتعرضون له من جانب قوى محور المقاومة، لن يكون أقل مما يفيد في طرد الاحتلال الأميركي من المنطقة.

وتنبغي الإشارة هنا إلى أن من يفكّر الآن في أن ضرب الاحتلال الأميركي يمثل بحد ذاته ضربة قاسية وربما أكثر من ذلك للعدو الإسرائيلي، عليه أن يفكر بطريقة إدارة العملية. وإذا كان القرار واضحاً، وإرادة القتال حاضرة، وربما الإمكانات كافية، إلا أن الأهم، هو وضع آلية تسمح بتنفيذ هذه المهمة الكبيرة، بأكلاف محسوبة بدقّة، وبما لا يتيح للأميركيين أن يتحولوا إلى مجانين أكثر من مجانين إسرائيل. وهذه الحسابات المطلوبة لا تعني التراجع أو الارتداع. وربما هذا ما يشكّله جوهر خطاب نصرالله الأخير، لأن من فكّر بأن حزب الله مرتدع وخائف من الدخول في مواجهة شاملة، ليس موجوداً حكماً في مركز القرار سواء في الولايات المتحدة أو في ما تبقّى من غرف قيادة إسرائيلية.

 

أما الذين كانوا ينتظرون من السيد نصرالله أن يخرج عليهم ليقول لهم: انظروا إلى حاملة الطائرات تحترق، فعليهم التروّي قليلاً، وانتظار ما سيقوله الرجل السبت المقبل. لكن الأهم، عليهم الاستعداد لجولة أقسى من الحرب المفتوحة مع الاحتلال الأميركي وكل أدواته وأذرعه العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية والمدنية، وهي أدوات عليها أن تقرر سريعاً في أي جبهة تقف، لأن معركة تحرير فلسطين لم تعد ترفاً أو خيالاً، وهي حكماً ستجرف معها الغزو الأميركي لمنطقتنا ومحو آثار احتلاله القائمة في بلادنا، على أكثر من صعيد.

*************************

افتتاحية صحيفة النهار

حماوة تصعيدية جنوباً وإسرائيل ترتكب جريمة عائلية

اتسمت الوقائع الميدانية في الجنوب وعند الحدود اللبنانية الإسرائيلية امس بخطورة عالية في ظل تطور من شأنه ان يلهب المواجهات المباشرة كما ينذر بتوسيع اطار المواجهات الصاروخية والمدفعية الى عمق يتجاوز الاطار الذي دارت فيه منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. هذا التطور تمثل في اقدام إسرائيل على استهداف مدنيين لبنانيين على دفعتين، الأولى عبر استهداف سيارة اسعاف لكشافة الرسالة وجرح أربعة مسعفين، والثانية عبر استهداف سيارة مدنية مما أدى الى ارتكاب جريمة جماعية بحق عائلة فاستشهد أربعة من افرادها ثلاث فتيات مع جدتهن.

 

هذا التصعيد الإسرائيلي في استهداف مدنيين بدا عامل اثارة للقلق من التسبب بتوسيع المواجهات، اذ بدا واضحا ان “#حزب الله” سيرد في أي لحظة على هذا التطور الذي اعتبره خروجا خطيرا على قواعد الاشتباك، علما ان هجمات الحزب يوم امس كانت كثيفة ومتتابعة ضمن نطاق المواجهات المباشرة على طول خط المواجهة، وقد استهدفت مستوطنة كريات شمونة. ورسمت هذه الجريمة العائلية أيضا معالم الخطورة المتصاعدة من عدم التحرك الدولي لردع إسرائيل عن استهداف المدنيين ولا سيما الأطفال بحيث صار معروفا وثابتا ان اكثر من أربعين في المئة من ضحايا المجازر المرتكبة في غزة هم من الأطفال والأولاد. وحصلت المجزرة عقب استهداف مسيّرة اسرائيلية عصر امس لسيارة مدنية في منطقة بين بلدتي #عيترون وعيناتا اذ بينما كان سمير عبد الحسين أيوب (صحافي من بلدة عيناتا) يقود سيارته، وتسير خلفه سيّارة أخرى تقودها هدى عبد النبي حجازي (إبنة أخت سمير، من بلدة بليدا، زوجها محمود شور من بلدة عيترون) وبرفقتها والدتها وبناتها الثلاث، استهدف القصف الإسرائيلي سيّارة هدى، ممّا أدى الى جرح سمير وهدى واستشهاد والدتها (سميرة عبد الحسين أيوب) وأولادها الثلاثة ريماس محمود شور (١٤ سنة)، تالين محمود شور (١٢ سنة)، وليان محمود شور (١٠ سنوات). وعلى الاثر قامت جمعية الرسالة بإخماد الحريق الذي شبَّ في السيارة وسحب الشهداء والجرحى من داخلها.

 

وفي اول تعليق لـ”حزب الله” على هذا الاستهداف اعتبر النائب حسن فضل الله أن “هذه الجريمة تطوّر خطير في العدوان الاسرائيلي على لبنان، والعدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين”. وأشار فضل الله إلى أنَّ “الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة بشعة ضد سيارة مدنية أدت إلى استشهاد ثلاث فتيات، أعمارهن بين 8 و14 سنة، وجدتهن، وجرح والدتهن”.

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية انه طلب من المستوطنين في القطاع الشرقي عند الحدود مع لبنان البقاء قرب الأماكن المحمية بسبب الخوف من وقوع حدث أمني كما جرى رفع درجة الإستنفار في منطقة الشمال. واطلقت فعلا صواريخ من الجنوب ليلا سقطت في كريات شمونة فيما تحدث الاعلام الإسرائيلي عن مقتل إسرائيلي. واعلن “حزب الله” لاحقا انه قصف مستعمرة كريات شمونة بعدد من الصواريخ “ردا على الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني واستهدف فيها سيارة مدنية وادت الى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال ” واكد انه “لن يتسامح ابدا بالمس والاعتداء على المدنيين وسيكون رده حازما وقويا”. وليلا تجدد القصف الصاروخي بكثافة من “حزب الله” نحو كريات شمونه .

 

وأثارت الجريمة ادانات واسعة، وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري : “آخر بنك اهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي إرتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى إستشهاد إمراة وثلاثة من أحفادها، ان ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل ومستوياتها والعسكرية والسياسية وأحد عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى إستخدام القنبلة النووية ضد الشعب ال#فلسطيني في غزة، يمثل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى #جنوب لبنان هو سياق واحد”.

 

واعتبر رئيس الحكومة نجيب #ميقاتي ان “هذه الجريمة برسم مَنْ يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق لبنان. هذه الجريمة وصمة عار جديدة برسم الضمير العالمي المتغاضي عما يفعله الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان وغزة.” واعلن ان “هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وايضا عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الاسرائيلي الى مجلس الامن على خلفيتها. والمطلوب من دول القرار في مجلس الامن العودة الى تطبيق شرعة الامم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وانقاذ ما تبقى من انسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبرا على ورق”.

 

وكانت ساعات النهار اتسمت بحماوة لافتة بحيث تكثف القصف الإسرائيلي على الكثير من اطراف قرى وبلدات جنوبية، فيما كثف “حزب الله” هجماته على المواقع الإسرائيلية فاعلن تباعا استهداف ‏موقع الضهيرة وآلية عسكرية في موقع ‏بياض بليدا وثكنة أفيفيم وموقع مسكاف عام. كما اعلن اسقاط مسيرة معادية بصاروخ ارض – جو، وسقطت اجزاء كبيرة منها فوق احياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة اخرى منذ ساعات الصباح .

 

تحرك ميقاتي

 

ووسط هذه الأجواء، مضى الرئيس ميقاتي في استكمال تحركه الديبلوماسي الخارجي الكثيف الذي سيتوجه بحضور القمة العربية الطارئة في الرياض في الحادي عشر من تشرين الثاني الحالي. وفي سياق هذا التحرك الهادف الى الانضمام الى المساعي الهادفة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وحماية لبنان من تمدد الحرب اليه، التقى ميقاتي امس ملك الأردن عبدالله الثاني في حضور ولي عهد المملكة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. ونقل عن الملك عبدالله “ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم”. وتناول اللقاء الأوضاع في لبنان، إذ أكد الملك عبدالله “دعم الأردن لجهود الأشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم”. وأشاد ميقاتي “بجهود الأردن بقيادة الملك في الدفاع عن القضايا العربية والعمل نحو السلام والاستقرار” وشدد على “ضرورة الاستمرار في الجهود لوقف الحرب في غزة والتوصل الى حل يُبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيتهم حيّة ويُصار إلى التوصّل إلى حل عادل ونهائي”.كما اجتمع ميقاتي مع رئيس الوزراء  الاردني بشر الخصاونة.

 

والسبت عقد ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن في عمان وأكد ميقاتي خلال الاجتماع “أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دوليا للامعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية”. وشدد على”أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا”.

 

وقال بلينكن عن اللقاء “من المهم أن نتأكد من عدم إنتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

 

كذلك زار ميقاتي السبت القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعبر عن “تقديره لوقوف مصر الدائم الى جانب  لبنان، ودعمها له على الصعد كافة”.وتلقى ميقاتي إتصالا هاتفيا من رئيس وزراء هولندا مارك روته وبحث معه في الوضع في لبنان وغزة والمساعي الجارية لاحلال السلام.

 

الراعي

 

في المواقف الداخلية برزت العظة الأولى للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد عودته من روما فتحدث عن بداية السنة الثانية من الفراغ الرئاسي “وما من كلام جدّي عند احد بشأن إجراء انتخاب للرئيس. وكأنّ الفراغ مقصود من أجل المضيّ في تفكيك مؤسّسات الدولة، والتلاعب في موظّفيها، وتنفيذ الزبائنيّة في إداراتها”. وقال “يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها”.

 

وعن غزة، قال: “كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار ؟. كيف يتبرّأ حكّام الدول وأمراء الحروب من جرائمهم ضدّ الإنسانيّة؟ فإنّا نناشد ضمائرهم لإيقاف النار، وتكثيف الإسعافات الطبيّة والمساعدات الغذائيّة للمشرّدين والجرحى والجائعين والعراة. أمّا ما يختصّ بالحرب البغيضة الهدّامة هناك فالحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيّين حقّهم”.والتقى الراعي، بعد الظهر قائد الجيش العماد جوزف عون في بكركي.

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

ميثاقية التمديد عند البطريرك: من المُعيب إسقاط قائد الجيش

 

بعد غياب طويل نسبياً عن لبنان، عاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليتصدر المشهد الداخلي، وتحديداً من باب تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. وأتى الموقف الحاسم الذي أعلنه الراعي في عظة الأحد، ليضع حداً لمحاولة قادها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وجاراه فيها رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لتعطيل التمديد.

 

ولإبعاد موقف البطريرك عن الشخصنة، حرص رئيس الكنيسة المارونية على إبلاغ العماد عون في أثناء لقائهما أمس على أبعاد موقفه من مسألة الفراغ. وعلمت «نداء الوطن»، أنّ البطريرك بعدما أعرب لضيفه عن إحترامه لشخصه، أثنى على «الأداء في المؤسسة العسكرية».

 

وناقش الراعي مع عون الوضع الأمني جنوباً، وملف النازحين والنشاط الذي يقوم به الجيش في هذا الإطار والإستمرار بضبط الأمن في الداخل. وأكد الراعي «دعمه المطلق لقائد الجيش، ورفضه أن يمتد الفراغ إلى منصبه، ورغبته في التمديد له وإستخدام كل الوسائل القانونية من أجل تحقيق هذا الهدف، وعدم مقايضة هذا الملف بملفات أخرى أياً يكن حجمها، إذ لا يجوز أن يمتد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية، فيما المنطقة تعيش الحرب. كما أنّ الفراغ في قيادة الجيش بالنسبة إلى بكركي هو خط أحمر. وتم الإتفاق بين الراعي والعماد عون على إستمرار التواصل في المرحلة المقبلة».

 

في أي سياق أتى موقف البطريرك في عظته، وقد جاء فيها: «من المعيب حقاً أن نسمع كلاماً على إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعامله مع الدول؟».

 

وفق المعلومات، موقف الراعي هو صدى للقاء البطريرك بباسيل عشية العظة، والذي لم يتردد في المجاهرة بموقفه الرافض التمديد لقائد الجيش، إذ قال: «إن وزراءنا ووزيري فرنجية يرفضون التمديد. وإذا ما تم تجاوزهم، فسيكون ذلك عملاً غير ميثاقي». وبدا موقف باسيل وكأنه يسعى الى إفقاد الطائفة المارونية المركز الثاني الأهم في الدولة، ألا وهو قيادة الجيش، بعدما فقدت منصب رئاسة الجمهورية منذ شغوره العام الماضي. وتفيد المعلومات أنّ الراعي أكد في عظته أن موقع قيادة الجيش يخصّ الموارنة تحديداً، وأنه في غياب رئيس الجمهورية، صارت بكركي هي المرجعية لتقرر في هذا الشأن. ويشير المتابعون الى أنّ الأنظار ستتجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل إقناع فرنجية كي يشارك وزيراه في جلسة الحكومة للتمديد، بعدما صار واضحاً أنّ التمديد منوط بمجلس الوزراء. ولفت هؤلاء الى أنّ ما سيسهل مهمة بري هو أن موافقة فرنجية مع باسيل في رفض التمديد، كان «متسرعاً ومجانياً لم تقابله تنازلات من باسيل لفرنجية رئاسياً».

 

وخلصت المصادر الى القول إنّ ما يعطي التمديد أهمية إضافية، هو أن قطر تربط المساعدات التي تقدمها للجيش حالياً بوجود جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية. وهذه المساعدات تتمثل بـ 30 مليون دولار محروقات و100 دولار شهرياً لكل فرد في المؤسسة العسكرية.

 

ومن ملف التمديد لقائد الجيش، الى ملف الجنوب، الذي كان حاضراً في جولة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم. وشملت الجولة لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية.

 

ويقول المطلعون على الاتصالات الدولية والإقليمية، أنّ هناك مساعي لتكريس وقف إطلاق النار قبيل موعد القمة العربية، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت هذه المساعي ستنتج هدنة إنسانية أم وقفاً شاملاً لإطلاق النار. ويشيرون إلى أنّ لبنان لا يزال ضمن خانة «التحييد الهش» الذي تقطعه المناوشات التي يشهدها الجنوب.

 

وربطاً بعبارة «التحييد الهش»، بدا أمس هذا التحييد أمام اختبار دقيق بعد قصف إسرائيلي أدى الى مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة، هم شقيقة الصحافي سمير أيوب، وأحفادها الثلاثة (14 و12 وعشرة أعوام). وأصيب الصحافي الذي كان يقود سيارته على طريق عيناتا –عيترون المحاذية لبنت جبيل في القطاع الأوسط. وكان أفراد من عائلة شقيقته يسيرون خلفه في سيارة أخرى.

 

وأدت جريمة مقتل أفراد من أسرة الصحافي ايوب الى موجة استنكار داخلية عارمة بينها مواقف لبري وميقاتي. وباشر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب «تحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن»، ستقدم اليوم «رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا في حق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة»، كما قال بو حبيب.

 

كما أصيب صباح أمس أربعة مسعفين في قصف إسرائيلي على سيارتي إسعاف.

 

وليلاً، أصدر «حزب الله» بياناً حول «الجريمة الوحشية البشعة»، معلناً «قصف مستعمرة كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا)».‏ وقال: «إنّ المقاومة الإسلامية تُؤكد أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردّها ‏حازماً وقوياً».

 

وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلنت وسائل الإعلام «مقتل مدني إسرائيلي في هجوم صاروخي موجّه مضاد للدبابات أطلق من لبنان على منطقة بالقرب من بلدة كيبوتس يفتاح الشمالية»، يوم أمس الأحد.

 

كذلك انفجر مساءً صاروخ أطلق من لبنان على إسرائيل في كريات شمونة، أدى إلى «اشتعال النار في سيارة، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات»، كما ذكرت هذه الوسائل.

 

ووسط هذا المشهد الجنوبي المأزوم ميدانياً، يطل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عند الثالثة عصر يوم السبت المقبل لمناسبة «يوم شهيد الحزب» التي يحييها سنوياً في مثل هذا اليوم. وفي انتظار الوقوف على مواقف نصرالله من تطورات الجبهة الجنوبية، تأتي اطلالته الجديدة بعد مرور أسبوع على الخطاب عصر الجمعة الماضي لتكريم ضحايا «الحزب» في المواجهة جنوباً المرتبطة بحرب غزة.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

مواجهة إسرائيل و«حزب الله» تهز قواعد الاشتباك

تنذر بتصعيد خطير بعد مقتل جدة وأحفادها الثلاثة بضربة مسيّرة

 

شهدت نهاية الأسبوع الثاني من المواجهات «المضبوطة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني تطوراً سلبياً مع هجمات إسرائيلية استهدفت سيارات إسعاف صباح أمس، وسيارة مدنية في المساء، قتل فيها 3 أطفال وجدتهم.

 

ووصف «حزب الله» ما حصل بأنه «تطور خطير»، ردّ عليه بإطلاق 10 صواريخ غراد على مستوطنات إسرائيلية قريبة مع الحدود، وهو سلاح يستخدمه الحزب لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات الحدودية في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى». وقال عضو كتلة الحزب البرلمانية، حسن فضل الله، لوكالة «رويترز»، إن «هذه الجريمة تطور خطير في العدوان الإسرائيلي على لبنان، والعدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين».

 

وعلى أثر هذا التطور الأمني، طلب الجيش الإسرائيلي من المواطنين في القطاع الشرقي عند الحدود مع لبنان البقاء قرب الأماكن المحمية، فيما سمعت صافرات الإنذار تدوي في مستعمرات المطلة وكفر جلعادي وكريات شمونة.

 

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة باستهداف مسيراته سيارة مدنية على طريق عيناثا – عيترون في قضاء بنت جبيل. وأوضحت أن سيارتين كانتا تسيران معاً، الأولى يقودها الصحافي سمير أيوب (مراسل قناة روسية، وهو من بلدة عيناثا)، وخلفه سيارة تقودها ابنة أخته المواطنة هدى حجازي، وبرفقتها والدتها وأولادها الثلاثة، عندما تعرضوا لغارة من مسيرة إسرائيلية، فأصيبت السيارة الثانية إصابة مباشرة، وانقلبت إلى جانب الطريق واندلعت فيها النيران. وأدت الغارة إلى مقتل كل من الجدة سميرة أيوب (شقيقة أيوب) وأحفادها الأشقاء ريماس محمود شور (14 عاماً) وتالين محمود شور (12 عاماً) وليان محمود شور (10 أعوام)، فيما أصيبت والدتهم هدى أيوب والصحافي سمير أيوب بجروح.

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

مرحلة جديدة جنوباً وفي غزة .. ولا وقف للنار قبل قمة الرياض

 

فيما دخلت الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة مرحلة جديدة بعد قطع الاتصالات والانترنت عنها للمرة الثانية ودعوة احد الوزراء الاسرائيليين الى قصفها بقنبلة نووية، دخلت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية ايضا في مرحلة جديدة عبر استهداف اسرائيل لسيارة استشهد فيها اربعة مدنيين بعد ظهر أمس، ورَدّت المقاومة بقصف اهداف مدنية في مستوطنة كريات شمونة وذلك بعد ثلاثة ايام من وضع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله معادلة «مدني مقابل مدني» في حال أقدمت اسرائيل على استهداف المدنيين اللبنانيين في الجنوب. وفي حال تطوّر هذا الامر فإنه سيؤدي الى توسّع رقعة الحرب خصوصا ان اسرائيل ما تزال ترفض وقف اطلاق النار في غزة وتؤكد مضيّها في الحرب عليها معلنة انها «طوّقت» غزة المدينة وبدأت تقصف محيط المستشفيات فيها، في تطوّر يدل الى انها قد تبدأ بقصف هذه المستشفيات مباشرة مستفيدة من التحرك الاميركي الذي يركّز على الدعوة الى اعلان «هدنة انسانية» ويستبعد الدعوة الى اعلان وقف دائم لإطلاق النار.

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية» ان كل التطورات الميدانية والتحركات الديبلوماسية الجارية في مختلف الاتجاهات لا تدل الى انها ستبلور اي اتفاق على وقف للنار في غزة كما على الجبهة الجنوبية الللبنانية أقلّه قبل انعقاد القمة العربية الطارئة المقررة في الرياض في 11 من الجاري، لأنّ اسرائيل كانت لا تزال ترفض قبول وقف اطلاق النار مستفيدة من مواقف الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية الحليفة لها الداعية الى هدنة او هدن انسانية فقط وترى ان موعد وقف النار لم يحن بعد، مُستبطنة اعطاء اسرائيل مهلة مفتوحة حتى تحقق اهدافها من الحرب على غزة وهي سحق حركة «حماس» او تقويضها، في حين انّ طيرانها الحربي وقصفها الصاروخي يرتكب مجازر يومية في حق المدنيين الفلسطينيين فيما اجتياحها البري لم يحقق أي تقدم ملموس بعد.

 

القمة الطارئة وكشفت مراجع حكومية وديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان التحضيرات انطلقت منذ أيام تحضيرا للقمة العربية الاستثنائية الطارئة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري في الرياض. ولفتت المصادر الى ان الجولة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاخيرة على عمان والقاهرة شكّلت مادة مهمة لتكوين الموقف اللبناني مما هو مطروح، خصوصا ان ميقاتي قدّم لِمَن التقاهم عناوين مبادرته للسلام في غزة التي سبق له ان ناقشها مع المسؤولين القطريين في بداية جولته العربية قبل ان تشمل عمان والقاهرة أمس وامس الاول. وفي المعلومات ان الوفد اللبناني الى القمة سيكون برئاسة ميقاتي وعضوية وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ووفد إداري استشاري وديبلوماسيين، وانّ بو حبيب سيسبق ميقاتي الى الرياض للمشاركة في الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب عشيّة موعد انعقاد القمة على مستوى الملوك والرؤساء.

مع بلينكن وفي معلومات لـ«الجمهورية» من عمان انّ اللقاء الذي جمعَ السبت وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن مع نظرائه السعودي والقطري والمصري والاردني والفلسطيني والاماراتي لم ينته الى اي خطوة ايجابية بفعل المواقف المتناقضة لجهة الصيغة التي يمكن ان تؤدي الى تقليص أجواء التوتر في القطاع والتوصّل الى وقف للنار ولو لفترة محددة للغاية، بُغية تسهيل إدخال دفعة من المساعدات المختلفة من محروقات ومواد غذائية.

وفي المعلومات ايضا انّ بلينكن كان واضحا عندما قدّم مقاربة للمخارج الممكنة والتي تلاقت مع مواقف عدد من الوزراء العرب، لكنه اضطر الى أن يكون صريحا فلفت الى انّ القيادة الاسرائيلية لم توافقه على اي من الخطوات الايجابية التي يريدها الوزراء العرب ولا المجتمع الدولي، الذي يسعى الى وقف النار والتخفيف من حدة العمليات العسكرية لتسهيل عملية تبادل محدودة بين الرهائن حاملي الجنسيتين الاسرائيلية ومن دول اخرى مختلفة وبعض الموقوفين في السجون الاسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة. واشارت المعلومات الى ان الخلاف بين بلينكن ونظرائه العرب تطور إلى درجة قادت الى صرف النظر عن مجموعة من الإقتراحات التي كان يمكن ان تشكل بيانا ختاميا للقاء. وفي جانب آخر من اللقاء، ابلغ بلينكن الى المجتمعين انه سيزور رام الله للقاء الرئيس محمود عباس وهو ما شكّل مفاجأة حقيقية راوَدت بعض المجتمعين فيما كان أحد المسؤولين على علم بالزيارة مسبقاً. وعلّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر منصّة «إكس»، على الخلاف العلني الذي وقع بين بلينكن ووزيري الخارجية الأردني ايمن الصفدي والمصري سامح شكري أثناء وجود الصحافة، فكتب قائلاً: «عظيم، وأخيراً».

صيغة سرية وعلى هامش اللقاءات المكثفة التي استضافتها الدوحة المعلن منها وغير المعلن، كشفت معلومات ديبلوماسية وصلت الى بيروت واطّلعت عليها «الجمهورية» ان هناك صيغة سرية مطروحة على عدد من زوار العاصمة القطرية تكوّنت نتيجة مجموعة من الإتصالات والزيارات المكوكية لمجموعة من الموفدين السريين من دول متعددة وعلى مستوى مواقع استخبارية وديبلوماسية رفيعة المستوى.

دعوة فرنسية الى «هدنة انسانية» وتزامناً مع دعوات مختلفة ابرزها لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى «هدنة انسانية فورية»، في اليوم الثلاثين للحرب بين اسرائيل وحركة «حماس». واعتبرت كولونا بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة امس، أنّ «هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية جداً»، مشددة على أنه «يجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار». واكدت ان «فرنسا ستبذل كل جهد ممكن لتفادي توسّع الحرب والتوصل إلى حل ديبلوماسي وسلمي»، مشددة على انه «من المهم منع توسع الحرب خصوصا في لبنان وعلى أي طرف أن لا يفكر في دخولها». واعتبرت ان «الفلسطينيين لهم الحق في العيش بسلام وندعم حقهم في دولة مستقلة».

في الجنوب شهدت جبهة الجنوب يوماً آخر من المواجهات بين «حزب الله» وقوات الاحتلال الاسرائيلي، ما أدخلَ هذه الجبهة في معادلة «مدني مقابل مدني»، اذ إستشهد بعد ظهر امس أربعة من أفراد من عائلة الصحافي سمير ايوب (الذي سقط جريحاً، وهم شقيقته وثلاثة أطفال اشقاء من احفادها، وذلك في قنبلة ألقتها على سيارتهم طائرة مسيرة إسرائيلية، فيما كانوا على طريق عيناتا ـ عيترون متوجهين الى مكان آمن اتّقاء من القصف الإسرائيلي.

إثر ذلك أعلن «حزب الله» مساء أنه أطلق صواريخ كاتيوشا على كريات شمونة في شمال إسرائيل، ردا على هذه «الجريمة الوحشية البشعة». وقال: «إن المقاومة الإسلامية تُؤكد أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها ‏حازماً وقوياً». ‏ وكان قد أعلنَ في وقت سابق امس استشهاد ثلاثة من عناصره خلال مواجهات مع الاسرائيليين، ليرتفع إجمالي مقاتليه الذين استشهدوا منذ بدء التصعيد في الثامن من تشرين الاول الفائت إلى 59 شهيدا. من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء امس أنه تم «قصف أهداف لحزب الله (…) ردا على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي»، من دون أن يحدد مكان مقتله. وأضاف أن من بين الأهداف «مركبات» بالإضافة إلى منصة إطلاق صواريخ بعيدة المدى دمّرها الطيران الإسرائيلي. وقال هاغاري في معرض رده على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان: «إن الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص كل الوقائع في لبنان بدقة». وأضاف: «بالنسبة الى ما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استنادا إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا، سنهاجم كل من يهددنا». وختم: «ندرس بالطبع كل الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل، هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة». وكان أربعة مُسعفين تابعين لجمعية «كشافة الرسالة الاسلامية» في حركة «امل» اصيبوا بجروح صباح امس في قصف إسرائيلي طاوَلَ سيارتي إسعاف تعودان إلى هذا الجمعية.

 

بري وميقاتي ودانَ رئيس مجلس النواب نبيه بري استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي المدنيين في سياراتهم مساء والمسعفين صباحاً اثناء قيامهم بواجبهم الانساني، وقال: «آخر بنك اهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي إرتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى استشهاد إمراة وثلاثة من أحفادها. انّ ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية وأحد عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى إستخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، يمثّل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى جنوب لبنان هو سياق واحد». واستنكر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي «جريمة نكراء تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال»، مؤكدا أن الضحايا تم استهدافهم بطائرات مسيّرة. وقال: «هذه الجريمة برسم مَنْ يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما يرتكبه الاحتلال من جرائم في حق لبنان. هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام وستكون مدار متابعة لدى الحكومة، عبر اتصالات دولية، وايضا عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الاسرائيلي الى مجلس الامن على خلفيتها». وبالفعل اعلن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ليل أمس «بدء التحضير للتقدم بشكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن الدولي سنقدمها غداً (اليوم) رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة». وعلم أنه سيلتقي اليوم سفراء فرنسا هيرفي ماغرو، وايران مجتبی اماني وأستراليا أندرو بارنز ونائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية عمران ريزا.

ملك الاردن وكان ميقاتي قد التقى امس في عمان ملك الاردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة، كل على حدة. وشدد ملك الاردن خلال اللقاء على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم». وأكد «دعم الأردن لجهود الأشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم». وشدد ميقاتي في المقابل على ضرورة الاستمرار في الجهود لوقف الحرب في غزة والتوصل الى حل يُبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيتهم حية ويُصار الى التوصّل الى حل عادل ونهائي».

قيام الدولتين وفي المواقف الداخلية امس قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد في بكركي، امس: «يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول». وقال: «كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار ؟!». واعتبر ان «الحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيّين حقّهم. ان كل الذين التقيناهم في روما عبّروا عن تخوّفهم من امتداد الحرب الى لبنان».

نصرالله مجدداً السبت الى ذلك دعا «حزب الله» الى حضور «مهرجان الوفاء للدماء الطاهرة» تحت عنوان «أحياء»، إحياء ليوم «شهيد حزب الله»، والذي يتحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وذلك عند الثالثة عصر السبت المقبل. ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال احتفال تكريمي لأحد شهداء الحزب في بلدة حاروف الجنوبية أن «العدو أفلَس ويتصرف تصرف المنهار، فلا يأخذنّكم جنون العدو إلى أن تستوحشوا من دمويته». وقال: «العدو الإسرائيلي كان يقتل في غزة ولم يكن يقاتل فيها. ما أسهَل من أن تأتي بطائرة وتقصف آمنين وتدمّر بيوتهم وتقتل أطفالهم ونساءهم وتدمر مستشفياتهم. هذا العمل هو تصرف الجبان. عندما بدأ القتال في غزة بدأ الصراخ، والعدو الآن يصرخ وهو ابتلع كومة شوك في جوفه لا يستطيع أن يبتلعها ولا يستطيع أن يلفظها وسيختنق بها إن شاء الله». واضاف: «قتل المدنيين لا يحقق نصراً والآن لا يوجد مخرج سياسي لهذا العدو وهو مأزوم ولن يجدوا له مخرجا من الورطة التي أصابته وهذا مؤشر على قرب نهايته. كل ما يريد أن يفعله الأميركي حتى يهدئ من رَوع وجنون الإسرائيلي أنه يطلب مهلة خمس ساعات من أجل أن يطلق سراح بعض الرهائن الأميركيين المحتجزين عند حماس». واكد «اننا ذاهبون إلى نصر لكن المطلوب أن نحسن إدارة النصر»، واعتبر ان «كلمة السيد حسن نصرالله أجابت عن أسئلة الجميع إلا أسئلة العدو، لذلك لا يزال العدو حائرا مترددا لا يعرف في أي اتجاه يمضي ولا يعرف ما يخبّئ له حسن نصرالله».

******************************

افتتاحية صحيفة اللواء

  مجزرة أطفال في عيناتا.. وقواعد اشتباك جديدة!

باسيل يستدرك «خطأه الرئاسي».. وقائد الجيش يشكو «مظالم الأقربين» للراعي

شكلت جريمة استهداف سيارة مدنية بعد ظهر امس بين عيترون وعيناتا من قِبل جيش الاحتلال الاسرائيلي عنصراً ضاعطاً على قواعد الاشتباك في الجنوب. ومع أن المقاومة سارعت الى الرد في كريات شمونة الحدودية، لكنها اكدت في بيانها لها ان جريمة قتل الاطفال واستهداف المدنيين لن تمر.

 

فيما كشف وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن المباشرة بتحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الامن الدولي، ستقدم اليوم، رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة.

 

وجاء التوجه لتقديم شكوى بعد اتصال بين الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اكد ان الجريمة لن تمر مرور الكرام، داعياً الى اعتبار هذه الجريمة برسم مَنْ يدعون الى التهدئة.

 

لقاءات ميقاتي

 

وفي التحركات، التقى الرئيس ميقاتي في الاردن الملك عبد الله الثاني، ثم وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، بمشاركة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارة ليف، قبل ان ينتقل الى مصر حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

وأكد ميقاتي خلال الاجتماع «أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دوليا للامعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية». وشدد على«أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا».

 

بلينكن

 

بدوره شدد وزير الخارجية الاميركية على انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى. ونشر بلينكن منشورا عبر حسابه على منصة «إكس»، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وفي منشوره، كتب: «من المهم أن نتأكد من عدم إنتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية»… بدورها، اعلنت الخارجية الأميركية ان بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل.

 

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة لا تزال محور تقييم في الداخل في الوقت الذي ينتظر البعض اطلالته الثانية وما إذا ستكون مستنسخة عن الأولى أم ان هناك مفاجآت معينة يعلنها مع العلم أن حزب الله يرصد ردات الفعل على كلمة السيد نصرالله.

 

وقالت هذه المصادر أنه في الوقت نفسه يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الهادفة الى إبقاء الاستقرار قائما في البلاد وأشارت إلى أن خشية اللبنانيين من اندلاع الحرب لم تتضاءل لاسيما أن التطورات قد لا تحافظ على وتيرة معينة.

 

إلى ذلك افادت أن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان يشهد تزخيما له في المرحلة المقبلة في ضوء ارتفاع المطالبة بمعالجة الشغور في قيادة الجيش والمواقف من التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

رئاسياً، برز موقف جديد لرئيس التيار الوطني الحر، بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليل امس من ان كتلته النيابية على للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور.

 

واعتبرت مصادر سياسية ان موقف باسيل جدي، ولا يدخل اطار المناورة، وهو محاولة لاستدراك خطأه الرئاسي.

 

وفي سياق سياسي متصل، اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقفاً متضامناً مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، بعدما استمع الى محاولات استبعاده عن القيادة العسكرية في هذه المرحلة البالغة الصعوبة، لا سيما في ضوء حملات النائب باسيل وفريقه السياسي والنيابي.


 

ودعا الراعي في عظة الاحد بعد لقاء عون الى انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ».

 

الوضع الميداني

 

ميدانياً، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الجنوب حيث قام مساء امس الاحد باستهداف سيارة ابنة شقيقة المصور الصحفي سمير ايوب التي استشهدت والدتها واطفالها الثلاثة ، بعد ان كانت صباح امس استهدفت سيارتي اسعاف لكشافة الرسالة والى جرح عناصرها وسقوط شهداء، وطاولت القذائف والغارات الاسرائيلي العديد من القرى اللبنانية.

 

وكان الاحتلال استهدف فجراً سيارتين تابعتين لكشافة الرسالة الاسلامية كانتا تحاولان اجلاء مصابين في اطراف بلدة طيرحرفا.

 

واعلنت المقاومة الاسلامية انها لن تتسامح ابدا بالمس والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردها حازما وقويا.

 

وقالت المقاومة الاسلامية في بيان لها رداً على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو بعد ظهر امس، وأدت الى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من أحفادها، قصف مجاهدو المقاومة مستمرة كريات شمونة بعدد من صواريخ غراد (كاتيوشا).

 

والطفلات الشهيدات هن: ريماس محمود شور ١٤ سنة، تالين محمود شور ١٢ سنة، ليان محمود شور ١٠ سنوات، أمَّا الجدة فهي سميرة عبد الحسين أيوب.

 

والسبت المقبل في 11 الجاري، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة يوم الشهيد، وسيتطرق السيد نصر الله الى استهداف المدنيين، ودخول الجنوب مرحلة جديدة، ربما من قواعد الاشتباك.

 

وفي التطورات العسكرية، ادخل حزب الله صاروخ «بركان» الى استهدافات العدو، وهو يصل مداه الى 10 كلم، ويحمل رأساً متفجراً يتراوح وزنه بين مئة وخمسمائة كلغ من المتفجرات. واعتبرت اسرائيل ادخاله تصعيداً في المواجهة.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

  وزير «إسرائيلي» يدعو لإلقاء قنبلة نوويّة على غزة… بايدن: نقترب من هدنة إنسانيّة

بابا روما: أناشدكم باسم الله أن توقفوا إطلاق النار!

الراعي يردّ على باسيل: عيب إسقاط قائد الجيش في هذه المرحلة!

ثلاثون يوما بالتمام والكمال اتمتها «الحرب الاسرائيلية» الهمجية على غزة، فواصل جيش العدو قصف المدنيين، ما ادى اقله لمجزرتين جديدتين يوم امس، إحداهما قرب ميناء غزة، والثانية في مخيم المغازي، مما رفع عدد الشهداء في القطاع الى 9770 منذ بداية العدوان.

 

وبرز يوم امس النداء العاجل الذي أطلقه بابا الفاتيكان لوقف الحرب داعيا إلى تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة المصابين من أجل تخفيف الوضع «الخطير جدا»، كما ما اعلنه الرئيس الاميركي جو بايدن عن إحراز تقدم باتجاه هدنة إنسانية في غزة، في وقت دعت حركتا الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية (حماس) الشعب الفلسطيني «البطل لمواجهة شاملة مع جيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة والقدس والداخل المحتل».

 

لا هدنة بالمدى المنظور

 

وبالرغم مما اعلنه بايدن، الا انه لا يبدو ان هناك «نية اسرائيلية» بالسير بهدنة ولو لساعات. اذ أكد رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لن يتم وقف إطلاق النار في الحرب على غزة «حتى عودة أسرانا»، وفق ما أوردت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» أمس..

 

وبحسب مصادر مطلعة «لا يزال الكباش مستمرا بين «القيادة الاسرائيلية» من جهة والادارة الاميركية من جهة اخرى حول موضوع الهدنة، علما ان هناك وجهات نظر متباينة في واشنطن، اذ يدعم قسم كبير «وجهة النظر الاسرائيلية» بوجوب عدم اعطاء وقت مستقطع لحماس لتستعيد انفاسها ، وهو ما عبر عنه صراحة وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن الذي كان قال بوضوح خلال الاجتماع مع وزراء خارجية عرب في عمان يوم السبت أن «التوصل لوقف إطلاق النار الآن سيمكّن حركة حماس من تجميع قواها، وإعادة ما قامت به في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

 

واضافت المصادر لـ»الديار»:»يبدو واضحا ان الاميركيين كما الاوروبيين لم يعودوا يستطيعون ان يغطوا الجرائم الاسرائيلية بالكامل، لذلك يتحدثون عن سعيهم لهدن بالعلن، ولكن من تحت الطاولة يؤيدون استمرار آلة القتل، ظنا انهم بذلك يعززون فرص القضاء على حماس، وهو ما يجعل اي هدنة بالمدى المنظور مستبعدة».

 

قنبلة نووية على غزة؟!

 

وانشغلت الاوساط «الاسرائيلية» في لملمة تداعيات تصريحات وزير التراث في حكومة العدو عميحاي إلياهو، الذي قال علنا ما يضمره معظم «الاسرائيليين» لجهة اعتباره ان «إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن»، مضيفا «أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه»، ورأى «أن للحرب أثمانا، متسائلا «لماذا حياة المختطفين (الاسرى لدى حماس) أغلى من حياة الجنود»؟!

 

وقد أثارت تصريحات إلياهو ردودا غاضبة داخل «إسرائيل»، إذ قال نتنياهو إن «كلام الوزير عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع»، وأضاف أن «إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي لمنع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر».

 

ونقلت القناة الـ12 «الإسرائيلية» أن نتنياهو أوقف الوزير إلياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر. وقال وزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غالانت إن تصريحات إلياهو «عديمة المسؤولية، ومن الجيد أنه ليس من المكلفين بأمن إسرائيل».

 

من جهته، طالب زعيم المعارضة يائير لبيد بإقالة إلياهو من الحكومة، ووصفه بأنه «تصريح صادم ومجنون لوزير غير مسؤول، لقد أضر بعائلات المخطوفين، وأضر بالمجتمع الإسرائيلي، وأضر بمكانتنا الدولية»، وأضاف «وجود المتطرفين في الحكومة يعرضنا للخطر».

 

ألف طن من المتفجرات يوميا

 

ميدانيا، واصلت يوم امس المقاومة التصدي لقوات العدو الإسرائيلية المتوغلة، وكبّدتها المزيد من الخسائر في الأرواح والآليات. ونشرت كتائب القسام مشاهد لتدمير «آليات إسرائيلية»، في وقت أعلن فيه «الجيش الإسرائيلي» أن خسائره منذ 7 تشرين الأول الماضي، ارتفعت إلى 341 قتيلا و260 مصابا، وأن عدد الجنود الذين قتلوا في المعارك البرية بغزة بلغ 25.

 

وبثت كتائب القسام مشاهد لمفارز قذائف الهاون التي تعتمد عليها في قصف القوات والآليات «الإسرائيلية».

 

ووفق وزارة الداخلية بغزة، ألقت «القوات الإسرائيلية» أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة، بمعدل ألف طن من المتفجرات يوميا تم إلقاؤها على قطاع غزة منذ بداية العدوان.

 

لبنان: استهداف للمدنيين

 

لبنانيا، واصل العدو استهداف المدنيين الآمنين، فبعد قصف سيارتين تابعتين للدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية صباحا ، خلال اجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في أطراف بلدة طير حرفا- قضاء صور، ما أدى الى إصابة أربعة مسعفين بجروح متوسطة، نقلوا على إثرها الى أحد مستشفيات صور للمعالجة، استهدفت مسيّراتها مساء سيارة مدنية على طريق عيناثا – عيترون في قضاء بنت جبيل، ما ادى لاستشهاد ٤ اشخاص بينهم طفلان.

 

بالمقابل، اعلن الاعلام الحربي في حزب الله تباعا عن استهداف ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة، ما ادى لتدمير قسم من تجهيزاته الفنية والتقنية. كذلك اعلن عن استهداف موقع مسكاف عام وتدمير قسم من تجهيزاته. وفي وقت لاحق افاد عن استهداف آلية عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني في موقع ‏بياض بليدا، ما ادى لوقوع طاقمها بين قتيلٍ وجريح، كما استهداف ‏موقع الضهيرة وايقاع إصابات مؤكدة.

 

وفي وقت اعلن الحزب عن اطلالة جديدة لامينه العام السيد حسن نصرالله يوم السبت المقبل في مهرجان إحياء ليوم شهيد حزب الله ، قال رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين «نحن الى اليوم لم نستخدم إلاّ القليل القليل من إمكاناتنا وقدراتنا، وعلى العدو أن يعرف أنه إذا تمادى، وإذا أراد أن يمتحن المقاومة الإسلامية في لبنان، عليه أن يحضّر نفسه لما هو أعظم بكثير مما شاهده لغاية الآن، ومما لا يمكن أن يتخيّله».

 

الراعي- باسيل

 

في هذا الوقت، تواصل الكباش السياسي الداخلي حول ملف قيادة الجيش. فلفت ما اعلنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد في بكركي، عن انه «يجب مهما كلف الامر انتخاب رئيس للجمهورية وحماية المؤسسات، بدلا من التخطيط لاسقاط هذا او ذاك او التلاعب في القيمين على هذه المؤسسة او تلك»، معتبرا انه «من المعيب ان نسمع كلاما عن اسقاط قائد الجيش في ادق مرحلة من تاريخ لبنان». ورأى الراعي ان «مثل هذا الكلام يحط من عزمة مؤسسة الجيش التي تحتاج الى مزيد من الدعم وهي منبع ثقة المواطنين واستقرارهم».

 

وجاء كلام الراعي، الذي بدا انه يتوجه به الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد لقاء جمعهما ليل السبت- الاحد. وقال الاخير في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «زرت ليلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وهنأته بسلامة العودة، واطلعته على الجولة التشاورية التي قمت بها وعلى نتائجها، وشجعني على استكمال التشاور، واتفقنا على ان انتخاب رئيس للجمهورية هو أساس إعادة تكوين السلطة، ومفتاح معالجة الأزمات ووقف تفكّك المؤسسات، وأن أي قرار يخالف الميثاق والدستور هو إمعان بضرب الدولة والشراكة الوطنية».

 

واضاف: «أكّدت للبطريرك استعدادنا للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور».

 

واعتبرت مصادر مواكبة لمشاورات الجارية بخصوص قيادة الجيش ان «كلام الراعي موجه بشكل اساسي الى باسيل، باعتباره قائد الحملة الرافضة لتمديد ولايته»، وقالت لـ «الديار» : «معظم القوى وصلت لقناعة بأن التمديد يصبح امرا ملحا طالما لا امكانية للتعيين، خاصة وان البلد في حالة حرب، وحده جبران باسيل يقارب الملف من زاوية شخصية باعتباره على خصومة كبيرة مع العماد جوراف عون. اما الاخطر بالموضوع الوصول الى مطلع كانون الثاني من دون تفاهم على من سيخلف عون، وان يقوم وزير الدفاع وبقرار من باسيل بتعيين العميد بيار صعب من دون غطاء سياسي من باقي القوى، عندها سيدخل البلد في متاهة كبرى لاننا سنكون بذلك نتعرض لآخر المؤسسات الصامدة فيه، الا وهي مؤسسة الجيش اللبناني».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

  إسرائيل تهدّد غزة بالنووي.. وتقتل الأطفال في الجنوب

شهدت المناطق الجنوبية الحدودية توترا وتطورات ميدانية منذ ساعات الصباح الاولى امس،تخللها قصف عنيف للعدو لسيارة مدنية وسيارة اسعاف ما ادى الى استشهاد ثلاثة اطفال،واصابة اربعة مسعفين بجروج في تطور  لافت لمجريات الاشتباكات على هذه الجبهة.

 

فقد قصف العدو الاسرائيلي امس منذ الصباح الباكر بالقذائف الفوسفورية والمسيرات، محيط علما الشعب والناقورة واللبونة، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي فوق أجواء صور.

 

وكان محيط عدد من البلدات (اللبونة والناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب) واطراف مروحين، الجبين وبلاط تعرضت ليل اول امس لقصف مدفعي معاد، كما اطلق العدو القنابل الحارقة على الاحراج المتاخمة للخط الازرق ، حيث قد قضت الحرائق على ثلث الاشجار المعمرة خصوصا في محيط علما الشعب، كذلك تعرضت تلة حمامص لقصف مدفعي معاد ليل امس، وطاول القصف المعادي أطراف بلدة مروحين والضهيرة وتلبسين وعلما الشعب.

 

وافيد أن مسيرة اسرائيلية استهدفت سيارتين للاسعاف الصحي في خراج طير حرفا، ما أدى الى اصابتها ووقوع جرحى.

 

وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان 4 جرحى سقطوا بالقصف المعادي الذي تعرضت له بلدة طيرحرفا، واستهدف سيارة تابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية. تراوحت الاصابات بين الطفيفة والمتوسطة.

 

وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» في النبطية، أن الدفاعات الجوية في المقاومة الاسلامية تمكنت قرابة الحادية عشرة و٣٥ دقيقة من صباح امس، من اسقاط مسيرة معادية بصاروخ ارض – جو، وسقطت اجزاء كبيرة منها فوق احياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة اخرى منذ ساعات الصباح فوق اجواء النبطية، حاروف، زبدين، جبشيت، الدوير، الشرقية وتول.

 

واعتلى مئات المواطنين سطوح المنازل في البلدات المذكورة لحظة دوي انفجار الصاروخ، وسقوط المسيرة وارتفعت هتافات التكبير.

 

كما أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي ارتكبت مجزرة مساء امس، عندما استهدفت مسيراتها سيارة مدنية على طريق عيناثا – عيترون في قضاء بنت جبيل. وفي التفاصيل ان سيارتين كانتا تسيران خلف بعضهما، الاولى يقودها الصحافي سمير عبد الحسين ايوب (مراسل قناة روسية وهو من بلدة عيناثا) وخلفه سيارة CRV تقودها المواطنة هدى عبد النبي حجازي (ابنة اخت الصحافي سمير ايوب) وبرفقتها والدتها واولادها الثلاثة، عندما تعرضوا لغارة من مسيرة معادية، فأصيبت سيارة الـCRV اصابة مباشرة وانقلبت الى جانب الطريق واندلعت فيها النيران.

 

وادت الغارة الى استشهاد كل من سميرة عبد الحسين ايوب (شقيقة الصحافي سمير ايوب) واحفادها الاشقاء ريماس محمود شور (14 عاما) تالين محمود شور (12 عاما) وليان محمود شور (10 اعوام) ووالدتهم هدى ايوب التي اصيبت بجروح مع شقيقها الصحافي سمير ايوب.

 

وعملت سيارات اسعاف تابعة لكشافة الرسالة على نقل الجرحى والجثامين الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل .

 

من جهة اخرى، اعلنت المقاومة الإسلامية في بيان: «قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بعد ظهر يوم الأحد 5/11/2023 باستهداف ‏موقع الضهيرة بالصواريخ وقذائف المدفعية وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة».

 

كما اعلن الاعلام الحربي في حزب الله ان «مجاهدي المقاومة الإسلامية قاموا عند الساعة (01:20) من يوم الأحد 5/11/2023 باستهداف آلية عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني في موقع ‏بياض بليدا بالصواريخ الموجهة‎ ‎ووقوع طاقمها بين قتيلٍ وجريح»، وعند الساعة (11:20) أقدم مجاهدو المقاومة الإسلامية على استهداف ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة، ودمروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية».

 

وفي بيان آخر اعلن الاعلام الحربي ان «مجاهدي المقاومة الإسلامية عند الساعة (12:20) من يوم الأحد 5/11/2023 باستهداف موقع مسكاف عام بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة، ودمروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية».

 

وأعلن حزب الله انه «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد ريان يوسف درويش «أبو علي» من بلدة القليلة والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».

 

وفي بيان آخر أعلن ان «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد أحمد محمد سليم «ماهر حمزة» من منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».

 

كما اعلن ان «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد قاسم إبراهيم أبو طعام «السيد رضا» من مدينة صور في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».

 

وزير إسرائيلي يدعو لقصف غزّة بالنووي

 

دانت السعودية “بأشد العبارات”، التصريحات الصادرة عن وزير إسرائيلي عبر عن انفتاحه في ما يبدو لفكرة إلقاء إسرائيل قنبلة نووية على غزة.

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، “المملكة تدين بأشد العبارات التصريحات المتطرفة الصادرة من وزير في الحكومة الإسرائيلية، في شأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر، والتي تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة”.

 

وكان  مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرر تعليق مشاركة وزير التراث أميخاي إلياهو في اجتماعات الحكومة “حتى إشعار آخر” الأحد بعد تصريح أيد فيه إلقاء قنبلة نووية على غزة.

 

وقال الوزير اليميني المتطرف لإذاعة “كول بِراما” الإسرائيلية إنه غير راض عن الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي.

 

وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، وباشرت مؤخرا عملية برية في القطاع الخاضع لحصار مطبق.

 

وردا على سؤال للصحافي عما إذا كان يدعو إلى إسقاط “نوع من القنبلة الذرية” على قطاع غزة “لقتل الجميع”، رد إلياهو “هذا أحد الخيارات”.

 

وسارع مكتب نتانياهو إلى الرد على تصريحات الوزير، واصفا إياها في بيان بأنها “بعيدة عن الواقع” ومشيراً إلى أن إسرائيل تحاول تجنب “غير المقاتلين” في قطاع غزة، علماً أن إسرائيل لم تعترف يوماً بامتلاكها السلاح النووي.

 

وبعد الضجة التي أثارتها، قال الوزير عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) إن تصريحاته كانت “مجازية”.

 

من جهته، انتقد منتدى أهالي الرهائن والمفقودين والذي يمثل أكثر من 240 رهينة في بيان تصريحات إلياهو “المتهورة والقاسية”.

 

وجاء في البيان “يحظر القانون الدولي والمبادئ الأساسية للأخلاق الإنسانية والحس السليم، بشدة استخدام أسلحة الدمار الشامل”.

 

وفي أول رد فعل على تصريحات الوزير، وصفتها حركة حماس بأنها “تعبير عن نازية الاحتلال وممارسته الإبادة الجماعية”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram