افتتاحية صحيفة البناء:
الخطاب الذي انتظره العالم رسم معالم المرحلة المقبلة وأبقى العطش للمعادلات
نصرالله: لوقف العدوان وانتصار حماس في حرب غزة… وكل الاحتمالات مفتوحة
الأميركي صاحب الحرب وإذا أراد المواجهة فليعلم أننا أعددنا للحاملات عدتها
حضر خطابَه الفلسطينيون في غزة والمستوطنون في كيان الاحتلال، فقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لكليهما أهم ما في خطابه، وانتظره العرب والعالم، ولذلك رسم لهم معادلات نصفها واضح، مبقياً في الغموض سرّ الاحتمالات المفتوحة، ومَن أراد الاطمئنان بأنه لن يعلن حرباً مفتوحة نام مطمئناً، ومن أراد حرباً مفتوحة لم يقطع الأمل بالخيارات كلها فهي مطروحة وفي أي وقت. قال للفلسطينيين إن حربهم هي حرب محور المقاومة ولن تترك غزة ومقاومتها وحدهما، وإن النصر أكيد لكنه يحتاج المزيد من الصبر، لأن الحرب على الكيان تُربح بالنقاط لا بالضربة القاضية، وإن ما يجري على جبهة لبنان استثنائي، كما أن ما جرى في طوفان الأقصى تاريخي. وقال للمستوطنين إن حكومتهم واهمة ومنفصلة عن الواقع وتورّطهم بأكاذيب ووعود غير قابلة للتحقيق، وإن هزيمة طوفان الأقصى التي أصابتهم سوف تلحق بها هزيمتهم الأصعب والأعقد في غزة، وإن الأميركي الذي يعتمدون عليه كي يرد قوى المقاومة هو المردوع والعاجز عن خوض حرب، وإذا توهّم أنه يستطيع ذلك واختبر قوة المقاومة، فقد أعدّت المقاومة لحاملات الطائرات والبوارج والمدمّرات عدتها.
رسم السيد نصرالله الإطار الذي سوف تتحرّك الحرب ضمن معادلاته، ووضع معادلات التعامل مع التحديات. فالهدف هو انتصار المقاومة ووقف العدوان على غزة، وهذا يعني نجاح المقاومة في المواجهة البرية، وهذا يتحقق، والضغط على الأميركي ليوقف العدوان لأن الكيان مجرد أداة وقرار الحرب في البيت الأبيض، وهذا طريقه ما بدأته المقاومة العراقية في العراق وسورية، وما قد يتوسّع ليشمل مناطق أخرى ومواقع مختلفة للانتشار الأميركي في مرمى نيران قوى المقاومة، والمقاومة بدأت وهي مستعدّة للذهاب الى الأبعد، وقد أعدّت العدة لذلك.
لم يرتوِ عطش المنتظرين لمعادلات اعتادوا عليها من السيد نصرالله، كمثل إذا فعلتم كذا سوف نفعل كذا، والبعض كان ينتظر إعلان إطلاق الصواريخ على الهواء، لكن السيد نصرالله الذي قال إن «إسرائيل» هُزمت كقوة عسكريّة، لكنها لا زالت خطرة كقوة نارية، يريد أن يستنزف ما تبقى من قوتها العسكرية دون أن تستطيع استعمال فائض قوتها النارية للقتل والتدمير في المنطقة تعميماً لنموذج غزة، والطريق هو إجبار الأميركي صاحب الحرب على وقف العدوان على غزة؛ أما إذا اقتضى الأمر للذهاب بعيداً لضمان وقف العدوان، فيجب التمعن بمعنى الاحتمالات المفتوحة.
وأعلن السيد نصر الله، أن «تصاعد جبهة الجنوب وتطوّرها مرهونان بأحد أمرين أساسيين، الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة، والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان»، محذّرًا «العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان، وهذا سيعيدنا إلى المدني مقابل المدني».
وأضاف: «بكل شفافية وغموض بنّاء أن كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وأن كل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعًا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة».
وتوجّه للأميركيين بالقول: «أساطيلكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تهددون بها لقد أعددنا لها عدتها أيضًا». وأضاف «الذين هزموكم في بداية الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم».
وأشار إلى أن «مَن يريد منع قيام حرب أميركية يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة، وإذا حصلت الحرب في المنطقة فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع». وأضاف متوجهًا للأميركيين «في حال أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر».
وأوضح أن «جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، وأن جزءًا مهمًا من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة، ونصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا». وقال: «ربع القوات الجوية مسخّرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجّه باتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات. وهذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضًا لدى الأميركيين». ونوّه إلى أن «العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، وعلى العدو أن يحسب له الحساب».
ولفت إلى أن «هذا الحضور في الجبهة وهذا العمل اليوميّ يجعل العدو مردوعًا»، مشيرًا إلى أن «عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية إنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك».
«لقد دخلنا معركة «طوفان الأقصى» منذ 8 تشرين الأول، مضيفًا «أخذنا علمًا بعملية «طوفان الأقصى» كما كل العالم، وسريعًا انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة»، ولفت إلى أن «ما يجري على جبهتنا مهم ومؤثر جدًا وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتمّ الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال».
وأضاف: «المقاومة الإسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها».
كما أكد أن «انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصًا دول الجوار»، كما أن «انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية».
وشدد السيد نصرالله على أن «المسؤولية على الجميع في كل العالم، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تعمل على وقف العدوان على غزة»، مشيرًا إلى أن «البيانات والتنديدات لا تكفي، وفي الوقت نفسه يتم إرسال النفط والغذاء إلى «إسرائيل»»، لافتًا إلى أن «على الحكومات العربية والإسلامية العمل من أجل وقف إطلاق النار وقطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل»».
وأشار إلى أنه «بالرغم من كل التهديدات قام الشعب اليمني بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيّراته حتى لو أسقطوها، لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيّرات إلى إيلات وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية في جنوب فلسطين».
كما توجّه للشعب الفلسطيني ولكل المقاومين الشرفاء في المنطقة بالقول «ما زلنا نحتاج إلى وقت ولكننا ننتصر بالنقاط، وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزة، وهكذا حققت المقاومة في الضفة إنجازات».
وأضاف: «المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمّل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، ونحن جميعًا يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة وتنتصر المقاومة في غزة.. وأنا شخصيًا ومن موقع التجربة الشخصية مع الإمام الخامنئي الذي كرّر يقينه وإيمانه أن غزة ستنتصر وأن فلسطين ستنتصر، وهو الذي قال لنا ذلك في الأيام الأولى في عدوان تموز»، وختم بالقول «غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر وسنلتقي قريبًا للاحتفال بذلك».
وأشار خبراء ومحللون في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء» إلى أن السيد نصرالله رسم معادلات عدة وخطوطاً حمراً مع الأميركيين قبل الإسرائيليين لكون الولايات المتحدة هي التي قررت الحرب على غزة وتدير هذه الحرب وتشارك فيها في الميدان على كافة الصعد، وهي منحت «إسرائيل» الضوء الأخضر لارتكاب المجازر وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وتمنع صدور قرار في مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب وإدانة «إسرائيل»، لذلك الرسائل التي وجهها السيد للأميركيين كانت قاسية وشديدة الأهمية ونقلت الحرب بين محور المقاومة و»إسرائيل» إلى «إسرائيل» وأميركا معاً، وبالتالي باتت الكرة في ملعب واشنطن، وطبيعة قرارها ووجهتها تفجّر جبهة الجنوب على نطاق واسع وتأخذ حزب الله ومحور المقاومة الى إقليمية كبيرة وشاملة وتخاطر بكل مصالحها في المنطقة، أم تأخذ المنطقة الى التهدئة، وهذا مدخله الوحيد وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية».
وتوقع الخبراء تصعيداً كبيراً من محور المقاومة في مختلف الساحات بدءاً من اليوم ويأخذ منحًى تدريجياً ويزيد مستوى الحرب وتحوّلها الى إقليمية متفجرة كلما طالت الحرب على غزة. ويؤكد الخبراء بأن الأميركيين سيحللون خطاب السيد نصرالله بدقة ويستخرجون المعادلات والرسائل ويدرسون الخيارات وقد يُسرّعون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويطلبون من حكومة الاحتلال الحد من المجازر تمهيداً لاحتواء ردات فعل محور المقاومة تجاه «إسرائيل» ولتجنب الحرب الإقليمية واستهداف المصالح والقواعد الأميركية في المنطقة، والتي ليست مصلحة أميركية، لا سيما على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وترك السيد نصرالله الاحتمالات مفتوحة منها توسيع جبهة الجنوب وانخراط المحور بالحرب الإقليمية الشاملة، إذا فرضت عليه، وربط ذلك بأمرين الأول عدوان إسرائيلي استباقي على لبنان، والثاني مجريات الميدان في غزة، أي بمدى ذهاب حكومة نتنياهو بالحرب على غزة، وفي المقابل بمدى صمود المقاومة والشعب في غزة وفلسطين. أما الرسالة الأهم فهي للأساطيل الأميركية في البحر المتوسط بإرساء معادلة ردع جديدة بأن المقاومة ستردّ بقصف البوارج والمدمرات الأميركية في المتوسط بحال قصفت لبنان، وهذا يشكل مظلة حماية إضافية للبنان، ويتيح لحزب الله توسيع الانخراط بالحرب ضد «إسرائيل» من الجنوب بعيداً عن التهديدات الأميركية.
وفي أول رد إسرائيلي على الخطاب، أشار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، الى أنني «أقول لأعدائنا على الجبهة الشمالية لا تخطئوا تجاهنا لأن ذلك سيكلفكم غالياً ولا يمكنكم حتى أن تتخيلوه».
من جهته، رد البيت الأبيض على السيد نصرالله، أنّ «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع بين حماس و»إسرائيل» يتوسّع إلى لبنان»، مشيرة إلى أنّه «لا يُمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحلّ بلبنان وشعبه في حال توسّع الصراع ويجب تجنب ذلك». وأكّد «الاطلاع على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».
وذكر متحدث باسم البيت الأبيض، أنّ «على حزب الله ألا يحاول استغلال الصراع الدائر في غزة»، مدّعيًا أنّ «الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان».
أما لجهة ساحات محور المقاومة، فوجّه الأمين العام لحركة «النجباء» في العراق الشيخ أكرم الكعبي، شكره للسيد نصرالله على خطابه الأخير، معتبرًا أنّه «وضع الأمور في موازينها».
ولفت، في بيان، إلى «أننا نطمئن الإخوة في فلسطين ولبنان أن إخوتهم في العراق الذين دخلوا معهم منذ اليوم التالي قلب المعركة، على جهوزية كاملة وقدرة مستدامة للمطاولة وتسلط واسع على كل مساحة المعركة».
في المواقف الداخلية، وصف الرئيس السابق لـ»الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في تصريحات متتالية إطلالة السيد نصرالله بالـ»موزونة جدًا وواقعية».
وعن مسارعة الأميركيين بإطلاق موقف بأنهم لا يريدون أن تتوسّع الحرب وتشمل لبنان، لفت الى أنني «لم أسمع الاشارة، مشكورون على كرم أخلاقهم وليتفضلوا ويطبقوا وقف إطلاق النار في غزة وليفكوا الحصار وليفتحوا معبر الذل الذي اسمه رفح».
وأضاف: «حماس تقاتل عن العرب لأن غالبية العرب ضد الحركة باعتبارها إخوان مسلمين. فحماس فلسطينية قبل أن تكون اخوان مسلمين»، مؤكداً أن «كل الاحتمالات مفتوحة ولا نعرف ماذا في النيات العدوانية عند «إسرائيل»».
وحجبت مواقف السيد نصرالله الأضواء عن كل الملفات الداخلية، وجال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو على المسؤولين اللبنانيين في محاولة للجم أي تصعيد عسكري على الحدود. واستهل لقاءاته من السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد المرافق للوزير. وخلال الاجتماع «تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة إرساء الهدوء على طول الخط الأزرق». وشدد لوكورنو «على اهمية أن تتحلى كل الأطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الأمور نحو التصعيد والتدهور». وأبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن «فرنسا قررت إرسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وأدوية».
كما زار المسؤول الفرنسي عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. ثم التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون.
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
هدف محور المقاومة وقف الحرب وضمان انتصار حماس | نصر الله للأميركيين: أعددنا العدّة لأساطيلكم
رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه لن «تكون هناك معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال الصهاينة»، وأن «هذه المعركة هي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله».
وفي كلمته خلال الاحتفال التكريمي الذي نظّمه حزب الله لشهداء الحزب وكتائب القسام وسرايا القدس والمدنيين الذين سقطوا في جنوب لبنان، قال إن «المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمّل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، ونحن جميعاً يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة وأن تنتصر المقاومة فيها». وتناول نصر الله معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً، قائلاً إن «أوضاع السنوات الأخيرة كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع هذه الحكومة الحمقاء والغبيّة والمتوحشة والمتطرفة التي عمدت الى التشديد على الأسرى ما جعل الوضع الإنساني سيئاً جداً».
ولفت إلى أن «عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة، وأن سرّيّة العملية المطلقة هي التي ضمنت نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة». وأكد أن «هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة»، كما أن «هذا الأداء من الإخوة في حماس ثبّت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء لأن يزيّفوا، وخصوصاً عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الإقليمية». ورأى أن «عدم علم أحد بمعركة طوفان الأقصى يثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين»، مشدداً على أن «ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة».
ولفت إلى أن «العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى إلى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني، أمني وسياسي ونفسي ومعنوي، وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبله. ومهما فعلت حكومة العدو فلن تستطيع أن تغيّر من آثار طوفان الأقصى الاستراتيجية على هذا الكيان»، وأضاف إن «العملية كشفت عن الوهن والضعف في الكيان، وإنه بحقّ أوهن من بيت العنكبوت».
وشدد على أن «هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف أن التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان هي تضحيات مستحقة، وأن هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر، لذلك كان الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات».
ورأى نصر الله أن «ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمّي ونوعي، وأن من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها». ولفت إلى أن «حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق، وخصوصاً في حروبه مع المقاومة في فلسطين ولبنان»، مؤكداً أن «العدو لن يتمكن على الإطلاق من تحرير أسراه بدون عمليات تبادل».
وأضاف نصر الله: «عام 2006 وضعوا هدفاً يتمثل في سحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرَين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يوماً لم يحققوا أهدافهم، واليوم في غزة الوضع نفسه، لكن مع حجم أكبر من الجرائم والمجازر»، مشيراً إلى أن «يقوم به الإسرائيلي هو قتل الناس في غزة وتدمير الأحياء»، قائلاً «كلنا شاهدنا بأمّ العين بطولات المقاومين في غزة، فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة، فكيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع»؟
عملية «طوفان الأقصى» فلسطينية مئة بالمئة، وإخفاؤها عن الجميع كان ضرورياً لنجاحها وهي أحدثت زلزالاً لإسرائيل
وأضاف نصر الله إن «أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار، والأميركي هو الذي يدير الحرب، لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا، وهو قرار حكيم وشجاع».
وتوجّه نصر الله إلى الأميركيين، بالقول: «أساطيلكم في البحر المتوسط لا تُخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تُهدّدون بها، لقد أعددنا لها عُدّتها أيضاً. فالذين هزموكم في بداية الثمانينيات في لبنان لا يزالون على قيد الحياة، ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم».
وأكد أن «ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن «هناك هدفين يجب العمل عليهما: وقف العدوان على غزة أولاً، والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزة. فانتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصاً دول الجوار»، كما أن «انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية، وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية».
وأشار نصر الله إلى أن «المقاومة في لبنان دخلت معركة طوفان الأقصى منذ 8 تشرين الأول، وما يجري على الجبهة الجنوبية مهم ومؤثر جداً وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال». ولفت إلى أن «الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخّر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا، ولو كان موقفنا التضامن سياسياً والتظاهر لكان الإسرائيلي مرتاحاً عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب إلى غزة».
وتابع أن «جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، وأن جزءاً مهماً من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة، ونصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا، وربع القوات الجوية مسخّرة باتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجّه باتجاه جبهة لبنان، ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات، وهذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضاً لدى الأميركيين». وأكد أن «العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو أن تتدحرج إلى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، وعلى العدو أن يحسب له الحساب»، مضيفاً «بكل شفافية وغموض بنّاء، إنّ كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وإنّ كل الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المُقبلة».
الضاحية لغزة: حربك حربنا
وكانت جماهير المقاومة حبست أنفاسها منذ الإعلان قبل أيام عن موعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس. كثرة التحليلات والتكهنات لم تمنع أهل الضاحية من إفراغ الشوارع بشكل شبه تام والانتقال باكراً نحو «باحة عاشوراء». الساحة امتلأت باكراً قبل موعد الكلمة بساعات، وتظلّل الحضور بالأعلام للاحتماء من حرّ الشمس التي «لا يعدّ لهيبها شيئاً أمام ما يقع على غزة من أهوال». أما من لم يصل إلى الساحة، فقصد المقاهي الكثيرة في الشوارع المحيطة للاستماع إلى الخطاب. الإجراءات الأمنية التي ترافق احتفالات الحزب هي نفسها، من تفتيش وتوجيه لآلاف الزاحفين الى الساحة بأعلام فلسطين، فـ«المعركة معركتنا، ولن نترك فلسطين.
نحن والفلسطينيون معاناتنا واحدة، وعمليات المقاومة في غزة تذكّرنا بمشاهد تدمير الدبابات في وادي الحجير عام 2006»، يقول أحدهم. مشاعر مختلطة تخيم على الحاضرين. مزيج من قلق من القادم، والحزن على معاناة أهالي غزة، والفرح بإطلالة انتظروها بفارغ الصبر منذ السابع من الشهر الماضي، لأن «وحده السيد من يجعلنا نطمئن، فلا تعود تعني شيئاً الحشود العسكرية وحاملات الطائرات والتهديدات». «لن تعود النيوجيرسي»، قالها بثقة «الختيار»، بحسب ما عرّف عن نفسه مع دخول خطاب السيد نصر الله ربع الساعة الأخير، وإطلاقه تهديداً ضد البوارج الأميركية في البحر المتوسط. «الختيار»، يذكر تماماً أصوات مدافعها التي دكّت بيروت عام 83. ولكن، «تغيّر الزمن كثيراً، لن يقتربوا من شواطئنا وسيبقون في الأفق»،
«المعركة في غزة معركتنا». هذا ما أجمع عليه عدد من الحاضرين، و«النصر فيها محتوم، ولا نقاش فيه، وإلا فتكون مقدمةً لتصفية المقاومة في لبنان». ومع نهاية خطاب الأمين العام لحزب الله حسمت الضاحية نصرها في الحرب النفسية، فـ«مصيرنا المواجهة من دون شك، وننتظر الحرب ولا نخشاها»، و«الشهداء الـ 57 هم الطليعة فقط».
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
نصرالله يضبط الجبهة على”المشاغلة” وتحذير أميركي من دمار لبنان
قد تكون السمة الأكثر بروزا في الكلمة التي القاها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن #نصرالله عصر امس، انها جادت مصداقا للتوقعات التي سبقتها بانها ستكرس المعادلة الميدانية التي انبرى اليها الحزب غداة عملية “#طوفان الأقصى” أي في الثامن من تشرين الأول الماضي على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل ولو أضاف اليها معادلة التهديد بالاحتمالات والخيارات المفتوحة على إيقاع حرب إسرائيل على غزة. هذه الخلاصة كانت واقعيا هي الأكثر “توقعا”، ولم يبتعد عنها ابدا السيد نصرالله الذي خصص اطلالته الأولى منذ عملية حليفته “#حماس” في غلاف غزة، للكلام المسهب عن أهمية هذه العملية استرتيجيا والتشديد القاطع على طابعها الفلسطيني الخالص تخطيطا وتنفيذا ونفي ان يكون الحزب او أي طرف اخر حتي في غزة قد علم بها مسبقا، خلص في الجزء اللبناني من انخراط الحزب في جبهة مساندة ودعم “حماس” وغزة ضد إسرائيل الى جملة خلاصات أساسية. ابرز هذه الخلاصات ان نصرالله اخذ جمهوره أولا الى الناحية الأساسية التي أراد من خلالها تكريس مفهوم المعادلة الميدانية الجديدة المختلفة تماما عن كل التجارب الحربية السابقة مع إسرائيل من خلال القتال المباشر والهجمات المباشرة على جبهة خطوط التماس على طول خط الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي حيز جغرافي محدد وليس مفتوحا “بعد” على الأعماق. والخلاصة الثانية البارزة تمثلت في ان نصرالله طرح نسبا رقمية محددة كاهداف محققة لمعادلة المشاغلة الميدانية للقوات الاسرائيلية تخفيفا للضغط على غزة وايراده رقم ثلث القوات الإسرائيلية حشد في مواجهة الجبهة اللبنانية الامر الذي عكس ان هذه هي حدود معادلة المساندة ل “حماس” والمشاغلة لإسرائيل في موازاة حرب غزة ما دامت إسرائيل لا تفتح الحرب الشاملة او ترتكب “الحماقة الكبرى” في لبنان كما حذرها منها نصرالله. اما الدلالة الثالثة البارزة فتمثلت في انه الى جانب تكريسه معادلة المشاغلة أراد نصرالله ان يخصص تهديده للاساطيل الأميركية وتذكيره بالهجمات على الاميركيين في بيروت في الثمانينات ليوحي بان حركة الاساطيل تستهدف “حزب الله” .
في أي حال رأى العديد من المحللين أن الخطاب الذي ألقاه نصر الله يظهر أن الحزب لا يريد توسيع نطاق الاشتباك في الجبهة مع إسرائيل، على الأقل في المرحلة الحالية، وذلك لأسباب تتصل بإيران وحساباتها، أو بحسابات أخرى تعمل على إشغال إسرائيل دون الدخول في حرب واسعة.
اما في الردود على الكلمة فبدا لافتا ان المتحدث باسم البيت الأبيض سارع الى التعليق على كلمة نصرالله بالقول أنه “على حزب الله ألا يحاول استغلال الصراع الدائر في غزة، والولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان”. ولفت الى انه “لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع ويجب تجنب ذلك”.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد مرتين قبل الكلمة وبعدها . فكرر قبل الظهر تهديده لبنان قائلاً: “أنصح أعداءنا في الشمال بألّا يجربوننا وسيدفعون الثمن غاليًا”. ثم رد على خطاب نصر الله فقال: “أي خطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله.”
اذن تضمنت كلمة نصرالله في القسم الاوسع منها شرحا لما حصل منذ عملية “طوفان الأقصى” واعتبر ان “المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول، تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها”، مؤكدا ان “الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا”. وقال :”ما يجري على جبهتنا اللبنانية عند الحدود مهم ومؤثر جدا ولم يتم الاكتفاء به على كل حال وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان” .
ولفت الى انه “لو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الاسرائيلي مرتاحا عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب الى غزة”.وقال :”جبهة لبنان استطاعت ان تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان وجزء مهم من القوات الصهيونية التي ذهبت الى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة ونصف القدرات البحرية الاسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا ، وربع القوات الجوية مسخرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه باتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”.وأكد ان “هذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضا لدى الأميركيين”. وقال :”العدو يقلق من امكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد اضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له الحساب. حضورنا في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعا. وعمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”.
أضاف: هذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم . قيل لنا منذ اليوم الأول اذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الاميركي سوف يقصفكم لكن هذا التهديد لم يغير من موقفنا أبدا”. وتابع :”بدأنا العمل بهذه الجبهة في الجنوب وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان”. وحذر “العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني”. وقال: “أقول بكل شفافية وغموض بناء ان كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وان كل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة.
مساعدات فرنسية للجيش
وفي اطار التحركات المتصلة بالوضع عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، جال امس وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو على المسؤولين اللبنانيين في محاولة للجم اي تصعيد عسكري. والتقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب #ميقاتي حيث “تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة ارساء الهدوء على طول الخط الازرق”. وشدد لوكورنو “على اهمية أن تتحلى كل الاطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الامور نحو التصعيد والتدهور”. وأكد” ضرورة ايجاد حل عاجل لقضية الرهائن في غزة والبحث في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية”. وأبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن “فرنسا قررت ارسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وأدوية”. كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون.
التصعيد جنوباً
اما على الصعيد الميداني فاستمر التصعيد ولو بنسبة اخف من اليوم السابق. وتعرض الوادي الواقع بين بلدتي طيرحرفا والجبين وأطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب والجبين منذ الصباح لقصف مدفعي اسرائيلي. كما طال القصف منطقة الصالحاني بلاط جبل باسيل في القطاع الغربي ومحيط بلدة رامية وأطراف عيتا الشعب والقوزح. وقصف الطيران الاسرائيلي مشروع الطاقة الشمسية في بلدة طيرحرفا ، والذي يغذي بئر المياه العام بالطاقة الكهربائية، وتقدر كلفة المشروع ب ٣٠٠ الف دولار. وبعد الظهر افيد عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى، فردت مدفعيته على مصدر اطلاق النار. كما سمعت انفجارات في محيط موقع هرمون على أطراف بلدة رميش وسجل قصف مدفعي اسرائيلي في محيط تلال كفرشوبا وشبعا.
وفي انعكاسات هذا الواقع ديبلوماسيا أعلنت سفارة السويد في لبنان أن “الحكومة السويدية تنصح بعدم السفر إلى لبنان، وتحث جميع السويديين على مغادرة البلاد”. واكدت أهمية “مغادرة السويديين لبنان الآن، في حين لا تزال هناك رحلات جوية تجارية متاحة، وذلك لن يكون متاحا إذا تدهور الوضع الأمني. وسيتعين على السويديين الذين يختارون السفر إلى لبنان أو البقاء فيه -على الرغم من دعوة الحكومة الواضحة بالمغادرة- أن يتحملوا مسؤولية شخصية كبيرة”.وأوضحت أنه “في حال نشوب نزاع مسلح أو اضطرابات خطيرة، سيكون لدى الحكومة السويدية والسفارة في بيروت إمكانيات محدودة للغاية لمساعدة السويديين في لبنان، من هنا ننصح بمغادرة البلاد الآن بينما لا يزال ذلك ممكنا”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
واشنطن ونتنياهو حذّرا نصرالله من “التدمير وخسائر لا يمكن تخيّلها”
“المحور” يعتمد الجنوب “جبهة مساندة”… والقرار 1701 “في خبر كان”
تحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله امس باسم «محور المقاومة» كله. فنفى علم ايران وحلفائها بعملية «طوفان الأقصى» لكنه امتدحها، وانتهى الى تثبيت جبهة القتال التي فتحها «الحزب» بدءاً من الثامن من الشهر الفائت. وحدد نصرالله وظيفة هذه الجبهة، وهي من اجل مساندة حركة «حماس» التي تخوض حربها ضد اسرائيل. ولم يسقط من الحسبان ان جبهة الجنوب مفتوحة على كل الاحتمالات مشيراً الى «إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو حرب كاملة أو تتدحرج إلى حرب واسعة».
الدولة اللبنانية جيشاً ومؤسسات لم ترد على لسان نصرالله، علماً أنها المرجعية امام المجتمع الدولي في ما يتعلق بالمنطقة التي قرر فيها جبهة مواجهات مع اسرائيل. وهذه المنطقة الحدودية خاضعة لقرار مجلس الامن الرقم 1701. وبموجبه ينتشر آلاف الجنود التابعين لقوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل». كما لم يتوقف نصرالله عند الخسائر المباشرة التي يتكبّدها سكان منطقة المواجهات على امتداد 100 كيلومتر من ساحل البحر في منطقة الناقورة غربا وصولاً الى مرتفعات شبعا المحتلة شرقاً.
وهذه الخسائر في اقل من شهر، طاولت عشرات الالوف من المواطنين وتسببت بمقتل وجرح العشرات وبتدمير ممتلكات وحرق آلاف الدونمات من الاراضي الزراعية لا سيما حقول الزيتون . وتبعا لهذا التجاهل لم ترد أية اشارة الى الخسائر الهائلة التي اصابت الاقتصاد اللبناني.
وأطلق الأمين العام لـ»حزب الله»، تهديدات مباشرة ضد الولايات المتحدة. واستعاد ما حصل في الثمانينات من القرن الماضي، وان «الذين هزموكم ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم». وفي المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أن على «حزب الله» الا «يستغل» الحرب بين اسرائيل و»حماس». وقال متحدث باسم مجلس الامن القومي «نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله واطراف آخرين، سواء كانوا دولاً أو لا، ألا يحاولوا استغلال النزاع القائم».
وعن تهديد نصرالله واشنطن التي حمّلها «المسؤولية الكاملة» عن الحرب في غزة باستهداف أساطيلها في المتوسط، قال المتحدث «لن ندخل في حرب كلامية».
وأكد ان «الولايات المتحدة لا تسعى الى تصعيد او الى توسيع رقعة النزاع» المستمر في غزة .
وخلص المتحدث باسم مجلس الامن القومي الى القول: «قد يتحول الامر الى حرب بين اسرائيل ولبنان أكثر دموية من حرب 2006. لا تريد الولايات المتحدة أن ترى هذا النزاع يتسع الى لبنان. إن التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره، ويمكن تجنبه».
وهدد نصرالله اسرائيل، فأشار الى أن «عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك». وحذّر «العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا إلى المدني مقابل المدني».
وجاء الرد على نصرالله من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ففي ما يتعلق بالجبهة الشمالية مع «الحزب» قال: «أكرر لأعدائنا: لا تخطئوا معنا. سوف تدفعون ثمناً باهظاً (…) الخطأ سيتسبب في خسائر لا يمكنكم حتى تخيلها» .
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
نتنياهو يُهدّد .. وواشنطن لا تريد توسيع الصراع .. وتوتر على الحدود الجنوبية
فاجأ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله الداخل والخارج، فلم يعلن صراحة فتح جبهة حرب ثانية وواسعة ضدّ إسرائيل على ما توقّع كثيرون، فالحزب في قلب الحرب ودخلها فعلاً في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى»، اي اعتباراً من يوم الأحد في الثامن من تشرين الاول الماضي.
ما من شك أنّ خطاب السيد نصرالله في احتفال تأبين «الشهداء على طريق القدس» الذي اقامه «حزب الله» امس، حظي بمتابعة غير مسبوقة في الداخل والخارج، وما قاله فيه حرّك منصّات وحلقات التحليل والتقييم والتقدير والتنجيم، لقراءة مضمون الخطاب وسبر أغواره، وبالتأكيد ستنضح المخيلات بتحليلات واقعية وغير واقعية. لكن بمعزل عن كل ذلك، فإنّ الجوهر الأساس لخطاب نصرالله، هو أنّه اكّد من جهة الواجب بنصرة غزة والمقاومة الفلسطينية في وجه حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على القطاع، ولكنه من جهة ثانية رسّم حدود انخراطه في هذه الحرب حصراً بالجبهة الجنوبية، عبر عمليات عسكرية ستتواصل ضدّ المواقع العسكرية الإسرائيلية، وذلك وفق معادلة مفادها انّ يد «حزب الله» على الزناد ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها مع العدو، وأما تدحرج الامور الى حرب اكبر وأوسع فهو مسار وتطور الأحداث في غزة، وسلوك العدو تجاه لبنان. ومن هنا جاء تحذيره للعدو من أنّ تجاوز هذه القواعد والتمادي الذي طال المدنيين في لبنان كما فعل العدو بالأمس باستهداف بعض القرى الجنوبية، سيعيدنا الى معادلة المدني مقابل المدني».
كل الإحتمالات مفتوحة نبرة خطاب نصرالله، كانت ذروة في الحدّة تجاه العدو الاسرائيلي والدول التي أجازت لاسرائيل ما اعتبرته حقها في الدفاع عن نفسها، وأطلقت يدها لتدمير غزة والقتل الجماعي لأهلها ودفن أطفالها تحت ركامها. إلّا أنّه، وكما كان متوقعاً، تعمّد أن يُبقي الغموض مُسدلاً على ما يخبئه الحزب، لم يقدّم ايّ اشارة تُخرج جبهة لبنان مع اسرائيل من دائرة الإحتمالات والسيناريوهات الحربية، بل ترك لتطورات الحرب على غزة، وكذلك للتطورات العسكرية المتصاعدة على الحدود الجنوبية، ان تحدّد المدى الذي قد تتدحرج اليه كرة النار المشتعلة على الجبهة الجنوبية، سواءً لجهة إبقائها ضمن حدود حرب محدودة ومنخفضة السّقف ومضبوطة بقواعد الاشتباك، أو في اتجاه تجاوز هذه الحدود والدفع في اتجاه حرب مفتوحة، وقد تتمدّد الى جبهات اوسع في المنطقة. ومن هنا جاء قوله: «بكل شفافية وغموض بنّاء اقول، انّ كل الاحتمالات مفتوحة في جبهتنا اللبنانية، وكل الخيارات مطروحة يمكن أن نذهب اليها في أي وقت من الاوقات. يجب أن نكون جميعاً مهيئين لكل الفرضيات المقبلة».
تهديدات مقابل تهديدات وفي سياق هذا الغموض، ردّ نصرالله على تهديدات تلك الدول الغربية وفي مقدّمها الولايات المتحدة الاميركية، باستهداف «حزب الله» إذا ما انخرط في الحرب وأشعل ما تعتبرها اسرائيل جبهتها الشمالية، بتهديدات من جانبه بإعداد العدّة لأساطيلها في البحر قبالتنا ووضعها في مرمى الاستهداف. وقال: «اساطيلكم في البحر لا تخيفنا، ولم تخفنا في يوم من الايام. واقول لكم اساطيلكم التي تهدّدون بها لقد اعددنا لها عدّتها ايضاً».
نصرالله وقال نصرالله: إنّ «معركة «طوفان الأقصى» أصبحت ممتدّة في أكثر من جبهة وساحة»،لافتاً الى انّ «هذه العملية العظيمة والمباركة كان قرارها فلسطينيًا مئة في المئة وتنفيذها فلسطينيًا مئة في المئة، ولا علاقة لها بأي ملف دولي أو إقليمي، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة، فضلاً عن بقية دول وحركات محور المقاومة؛ وهذا ضَمَن سرّيتها المطلقة»، منوّهًا إلى أنّ «هذه السرّية ضمنت نجاح العملية الباهر، من خلال عامل المفاجأة المذهلة. وهذا الإخفاء لم يزعج أحداً في محور المقاومة، بل أثنينا عليه جميعاً، وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة». واشار الى انّ «معركة «طوفان الأقصى» كشفت الضعف والهوان، وأنّ إسرائيل هي بحق أوهن من بيت العنكبوت. وقد سارعت الإدارة الاميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها للإمساك بالكيان الذي كان يهتز ويتزلزل، من أجل ان يستعيد أنفاسه ووعيه ويقف على قدميه من جديد ويستعيد زمام المبادرة، لكنه لم يتمكن حتى الآن من استعادتها». وذكر أنّ «في عام 2006، وضعوا هدفًا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يومًا لم يحققوا أهدافهم، واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر». وقال: «أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة واسرائيل هي أداة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف اطلاق النار».
وقال: «إننا منذ 8 تشرين الأول، نخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الّا مَن هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية، وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها»، مؤكّداً انّ «الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستُسخّر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا». واشار الى أنّ «هذه العمليات على الحدود أوجدت حالةً من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضاً لدى الأميركيين». وقال: «العدو يقلق من إمكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد اضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل، وعلى العدو ان يحسب له الحساب. حضورنا في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعاً. وعمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك». وتوجّه الى الأميركيين قائلاً: «من يريد منع قيام حرب يجب ان يسارع الى وقف العدوان على غزة. واذا ما حصلت الحرب في المنطقة فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع. وفي حال أيّ حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحيّة والخاسر الأكبر».
نتنياهو يهدّد وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى التعليق على خطاب نصرالله، وقال متوجّهاً الى امين عام «حزب الله»: «أيّ خطأ سيكلّفك ثمناً لا يمكنك حتى تخيّله. وانصح أعداءنا في الشمال الا يجرّبونا».
واشنطن و«الحزب» وفي موقف لافت، صادر عن البيت الابيض الاميركي، مفاده انّ على «حزب الله» الاّ يحاول الاستفادة من الصراع الدائر في غزة، والولايات المتحدة لا تريد ان يتوسع الصراع ليشمل لبنان». اضاف: «لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحلّ بلبنان وشعبه في حال توسّع الصراع، ويجب تجنّب ذلك». وكان المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد اشار الى أنّه لا يوجد ما يشير إلى أنّ «حزب الله» مستعد «للدخول بكامل قوته» في الصراع الحالي ضدّ إسرائيل. وقال: «نحن، والإسرائيليون أيضاً، قلقون من الهجمات المستمرة على القوات الإسرائيلية في الشمال، لكنني أعتقد أننا لم نر بعد أي مؤشر محدّد إلى أنّ «حزب الله» مستعد للدخول بكامل قوته» في الصراع. واشار الى أنّ البيت الأبيض «يشعر بالقلق» من الهجمات التي يشنّها الحزب على القوات الإسرائيلية مع تبادل إطلاق النار وتصاعد أعمال العنف على الحدود اللبنانية. وسبق ذلك ما نقلته شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي، حيث كشف أنّ تقييم الاستخبارات الأميركية يشير إلى أنّ إيران ووكلاءها بمن فيهم «حزب الله» يسعون لتجنّب حرب أوسع مع إسرائيل».
الغرب خائف على إسرائيل
الى ذلك، قال مصدر سياسي عامل على خط الاتصالات والمساعي الخارجية لـ«الجمهورية»: «انّ التهديدات الخارجية متواصلة بشكل شبه يومي عبر القنوات الديبلوماسية، وكذلك عبر الموفدين الغربيين الى لبنان الذين يزوروننا محاولين إيهامنا بحرص ظاهري على لبنان، وخوف من نتائج مدمّرة ومخيفة للبنان في حال انخرط في الحرب،. فيما الحقيقة انّه حرص وهمي، مبطّن بترهيب بعدم الزجّ بلبنان في هذه الحرب، ومنع «حزب الله» من جرّه اليها». ولفت المصدر عينه الى «انّ هذه الاندفاعة الغربية في اتجاهنا، ليست من باب الحرص والقلق على لبنان، بل هي من باب الشراكة الكاملة مع اسرائيل في حربها، والحرص عليها وعلى عدم إشغال جيشها وإرباك تركيزه على غزة بإشعال جبهة حرب ثانية ضدّ اسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان». وتوازياً مع الحراك الدولي، أعلنت وزارة الخارجية الاردنية عن اجتماع استثنائي يعقد في عمان اليوم السبت لوزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات وقطر ومصر وفلسطين مع وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن.
«يرديوننا أن نعين القاتل» بدوره اكّد مسؤول كبير لـ«الجمهورية»: «الاميركيون والفرنسيون والبريطانيون والالمان وكل السفراء من دون استثناء، يطلبون منا ان نثني «حزب الله» عن القيام بتوسيع رقعة الحرب، يريدوننا بذلك ان نعين القاتل على الضحية، بحيث تُترك اسرائيل حرّة ومرتاحة في حربها الانتقامية التي تشنّها على قطاع غزة. الاسرائيليون انفسهم قالوا اليوم غزة، وبعد غزة سيأتي دور «حزب الله»، ففي هذه الحالة ماذا تنتظرون من الحزب؟».
ورداً على سؤال قال: «قادة العدو أفصحوا عن الهدف الأساسي لهذه الحرب وهو تغيير وجه الشرق الاوسط، الذي تتبدّى مرحلته الاولى بإفراغ غزة ودفع اهلها في اتجاه سيناء، والمرحلة الثانية الضفة الغربية وتفريغها وتهجير اهلها في اتجاه الاردن. الّا انّ هذا الهدف مستحيل التحقيق، كان يمكن ان يكون سهلاً لو انّ اسرائيل تمكنت من توجيه ضربة قاضية لحركة «حماس»، وفقاً للهدف الذي حدّده قادة العدو بسحقها، الاّ انّهم اصطدموا ببأس «حماس» واستحالة تحقيق هذا الهدف، فتدرجوا به الى «إضعاف قدراتها»، وهو امر لا يقلّ استحالة عن الهدف الاول، والشواهد كثيرة في العملية البرية التي اعترف العدو بدفعه ثمناً باهظاً جداً من القتلى في صفوف جنوده. وهذا لا نقوله وحدنا بل الاميركيون الذين يغطّون حرب اسرائيل على غزة بالكامل، الّا انّ موقفهم بدأ يتدرّج نزولًا عمّا كان عليه بعد عملية حركة «حماس» في 7 تشرين الاول الماضي. وخصوصاً انّهم لا يستطيعون ان يكابروا طويلًا ويتغاضوا عن حجم الإجرام الذي تمارسه اسرائيل في غزة، وكذلك عن حجم الاحتجاجات التي تحصل. وينبغي التمعن هنا بما ذكرته شبكة «CNN» الاميركية قبل ساعات من انّ الرئيس الاميركي جو بايدن وكبار مستشاريه حذّروا اسرائيل من صعوبة تحقيق أهدافها العسكرية مع اشتداد الغضب العالمي».
فَقَد أعز ما يملك
وإذا كان الإعلام الاسرائيلي منحازاً بكامله مع الحرب التدميرية على غزة، ولم يتوان الكثير من المعلّقين والمحلّلين السياسيين في الدعوة الى الإبادة الشاملة لقطاع غزة، الاّ انّ ذلك لم يغط على تحليلات بعض كبار رجال الاعلام الاسرائيليين، التي تعكس ما تسمّيه «دخول اسرائيل في واقع شديد الصعوبة والحرج عليها»، حيث تؤكّد انّ عملية «طوفان الاقصى» أفقدت الجيش أعز ما يملك، اي قدرته على ان يشكّل عامل اطمئنان للشعب الاسرائيلي. وتتقاطع تلك التحليلات عند الخطر المصيري الذي بات يحدق بإسرائيل، فهي الآن تخوض ثلاث حروب في وقت واحد، الاولى في غزة التي تكون الحرب الأسهل عليها رغم صعوباتها وأكلافها الباهظة التي يدفعها الجيش الاسرائيلي، والثانية هي حرب الشمال الأكثر صعوبة التي يقبع فيها «حزب الله» العدو الأشرس لإسرائيل، الذي يملك قدرات تسليحية هائلة وخبرات قتالية أضعاف ما تملكه «حماس». واما الحرب الثالثة والتي تُعتبر الأشدّ صعوبة فهي حرب الداخل الاسرائيلي الذي يعاني ارباكاً سياسياً غير مسبوق، واقتصاداً يتداعى والخسائر اليومية بمئات ملايين الدولارات، يُضاف الى ذلك التراجع الحاد في ثقة المواطنين الاسرائيليين بالجيش والنفور العام من حكومة بنيامين نتنياهو. ويُضاف الى ذلك ايضاً الجبهة القاسية في وجه الحكومة الاسرائيلية، التي شكّلها أهالي الأسرى الاسرائيليين لدى «حماس». وباتت أشبه بقنبلة موقوتة تزداد اشتعالاً كلما تأخّرت إعادة هؤلاء الأسرى.
المشهد الميداني على الصعيد الميداني، لازم التوتر الشديد الحدود الجنوبية من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا امتداداً حتى رأس الناقورة، طيلة يوم امس، حيث استمر العدو الاسرائيلي في اعتداءاته على المناطق اللبنانية، الذي طال امس اطراف بلدات علما الشعب، رميش، اللبونة، بركة ريشا وراس الناقورة، ومنطقة غاصونة والجميلة على اطراف بليدا، وبلدة طير حرفا التي استهدف العدو مشروع الطاقة الشمسية لتغذية البلدة بالمياه. وفيما اعلن المتحدث العسكري الاسرائيلي «انّ الجيش على أهبة الاستعداد على الحدود الشمالية، وقد نفّذ ضربات قوية ضدّ «حزب الله»، اعلن «حزب الله»عن استهداف تجمّع للجنود الاسرائيليين قرب موقع ميتات، وحقق فيه اصابات مباشرة.
المشهد السياسي سياسياً، برزت في المشهد السياسي أمس، زيارة سريعة قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى عمّان، حيث التقى وزير الخارجية الاردني، وجرى بحث في مستجدات الوضع في غزة. وسبق ذلك استقبال ميقاتي لوزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكرنو، الذي زار ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولفت في هذا السياق ما كتبه الوزير الفرنسي على منصّة «إكس»، متوجّهاً الى الرئيس ميقاتي: «عزيزي، انّ لبنان يمكنه ان يعتمد على صداقة فرنسا. اننا نقدّم وسنبقى نقدّم دعمنا للقوات المسلحة اللبنانية وقوات «اليونيفيل»، لأنّ استقرار لبنان أساسي للبلد وللمنطقة».
في هذه الأثناء، زارت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، الذي اكّد امامها «انّ الولايات المتحدة هي الأقدر على عقلنة اسرائيل، ولديها القدرة والدفع بمفاوضات تؤدي الى حل منصف وعادل وشامل للقضية الفلسطينية».
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
البيت الأبيض: على «حزب الله» ألا يستغل الصراع بين إسرائيل و«حماس»
حذرت الولايات المتحدة اليوم (الجمعة) «حزب الله» من «استغلال» الحرب بين إسرائيل و«حماس» بعدما أعلن الأمين العام للحزب أن احتمالات توسع هذه الحرب ضد إسرائيل «مفتوحة».
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: «نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولا أو لا، ألا يحاولوا استغلال النزاع القائم».
وهدّد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله الجمعة الولايات المتحدة التي حمّلها «المسؤولية الكاملة» عن الحرب في غزة باستهداف أساطيلها في المتوسط، مؤكداً أن احتمالات توسّع الحرب إقليميا ضد إسرائيل «مفتوحة».
وتعليقا على هذا الموقف، قال المتحدث: «لن ندخل في حرب كلامية».
وأكد أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى تصعيد أو إلى توسيع رقعة النزاع» المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس».
وتابع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «قد يتحول الأمر إلى حرب بين إسرائيل ولبنان أكثر دموية من حرب 2006. لا تريد الولايات المتحدة أن ترى هذا النزاع يتسع إلى لبنان. إن التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره ويمكن تجنبه».
***************************
افتتاحية صحيفة اللواء
نصر الله: لبنان جبهة مساندة ولن نكتفي بـ«حرب المواقع»
نتنياهو يتوعد والبيت الأبيض يحذّر.. وجنبلاط يصف الخطاب بالواقعي
الكلمة للميدان، وكل الاحتمالات مفتوحة، في ما خصَّ جبهة الجنوب اللبناني مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث تدخل الحرب عتبة الشهر (29 يوماً)، ولم يوفّر فيها القصف مستشفى أو مدرسة أو مؤسسة إنسانية.
شكلت كلمة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في مناسبة تكريم شهداء الحزب على طريق القدس (57 شهيداً) محطة بارزة أمس، لجهة الرسائل التي تضمنتها والمسار المنتظر للمواجهة، وذلك على مدى ساعة وربع الساعة.
وكشف نصر الله معلومات عن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس انطلاقاً من غزة، بأنها كانت قراراً فلسطينياً محضاً، ولم يطلع احد عليه، حتى هو شخصياً، قبل حصول العملية، حرصاً على نجاحها، مؤكدا ان ما حدث كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية اولى في العالم، مشيرا الى آلاف الاسرى الفلسطينيين، في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة، كذلك الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وأشار نصر الله الى ان ما يتحكم بجبهتنا امران: الأول هو مسار تطور الاحداث في غزة، والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان، وهنا احذره من التمادي الذي يطال بعض المدنيين، وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل مدني، وكل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة.
وقال: يمكن ان تتدحرج الجبهة على الحدود الجنوبية والعدو يعلم ذلك، واضاف: عمليات المقاومة في الجنوب ودماء الشهداء تقول للعدو انك سترتكب اكبر حماقة في تاريخك ووجودك، مشيرا الى انه يجب ان نكون جميعاً مهيئين وجاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات والفرضيات المقبلة.
وخاطب الأميركيين، الذين اتهمهم بإدارة المعركة في غزة: اساطيلكم التي تهددون بها، لقد اعددنا لها عدتها ايضاً.
ووصفت مصادر سياسية مواقف نصر الله بأنها بعثت رسالة الى الداخل، ان حزب الله قوة مساندة للفلسطينيين، وان المعركة الفعلية هي في غزة، وقللت من الاشارات المعلنة حول احتمالات توسع الحرب، معتبرة ان حزب الله يدرك خطورة ما يحل، وليس من السهل فتح جبهتين، وتدمير الضاحية او بيروت او مناطق اخرى، في وقت يدمر فيه قطاع غزة.
ووصفت مصادر سياسية الظهور الاول للسيد نصرالله بعد قرابة الشهر من تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس الفلسطينية، بما واكبها من تحضيرات استباقية وحملات دعائية وبث شائعات وتهويل في اوساط اللبنانيين والخارج، بالمواقف التي سيعلنها، ولاسيما انخراط الحزب بالحرب الواسعة ضد إسرائيل بانه يهدف إلى تحقيق امور اساسية منها: نفي اي علاقة للنظام الايراني والحزب بعملية طوفان الأقصى،وحصرها بحركة حماس،لإبقاء هامش المناورة وتحرك طهران بمعزل عن آية تداعيات سلبية تضر مصالح ايران مع الغرب عموما، وابقاء قرار احتمال مشاركة حزب الله بالحرب ضد إسرائيل بشكل موسع، معلقا ومرتبطا بمسار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزّة، ما يعني ضمنا، ان لا قرار ايرانيا لتوسيع نطاق الحرب حاليا ، وابقاء حدود تحرك الحزب بالمناوشات وتبادل اطلاق الصواريخ والنار بالمناطق الساخنة على الحدود اللبنانية الجنوبية، كما يجري حاليا ،واظهار مع استثناءات محدودة جدا، وتجنب الانخراط بالحرب بشكل موسع بالوقت الحاضر.
ومن الاهداف: الاصرار على مكانة ودور حركة حماس في أي حلول مطروحة على الطاولة، لانهاء الحرب والبحث عن الصيغة المستقبلية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ورفض كل ما يروج من سيناريوهات للقضاء عسكريا على الحركة وابعادها من قطاع غزة الى الخارج،على غرار ما حصل بإخراج منظمة التحرير الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية من بيروت بعد الاجتياح العسكري الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية في صيف العام ١٩٨٢، واشراك قوى فلسطينة اخرى مكانها ، مثل السلطة الفلسطينية، وبعبارة اوضح حجز مكانة ايران على طاولة التفاوض التي يجري التحضير لها بشكل اساسي حول مستقبل الوضع الفلسطيني، من خلال حركة حماس او مباشرة.
وفي اسرائيل، حسب الاعلام الاسرائيلي، فإن الاجهزة الامنية واعضاء الكابينت، وشعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية استمعوا باهتمام لخطاب نصر الله.
وهدد رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو السيد نصر الله، وقال: سيدفع ثمناً لا يمكن تخيله في حال خوضه حرباً مع اسرائيل.
وقال البيت الابيض: لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع، ويجب تجنب ذلك.
يشار الى ان سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا التقت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، الذي اعلن ان اميركا هي الأقدر على عقلنة اسرائيل، ولديها القدر على الدفاع المفاوضات تؤدي الى حل منصف وعادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وفي المواقف المحلية، وصف النائب السابق وليد جنبلاط خطاب نصر الله: «بالكلمة الموزونة جدا، وواقعية».
لوكورنو
وموقع لبنان في الحرب الدائرة في غزة، استمع وزير الجيوش الفرنسية سبستيان لوكورنو الى كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وقد استهل لقاءاته من السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد المرافق للوزير. خلال الاجتماع «تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة ارساء الهدوء على طول الخط الازرق». وشدد لوكورنو «على اهمية أن تتحلى كل الاطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الامور نحو التصعيد والتدهور». وأكد» ضرورة ايجاد حل عاجل لقضية الرهائن في غزة والبحث في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية».
وأبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن «فرنسا قررت ارسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وأدوية»… من السراي، انتقل المسؤول الفرنسي الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ثم انتقل الى اليرزة حيث اجتمع الى العماد عون.
وفي اطار تلبية طلبات الرعايا الاجانب بمغادرة لبنان، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء قرارا يحمل الرقم 141/2023، تحت عنوان «تشكيل لحنة لدراسة طلبات إجلاء الرعايا الاجانب وما يستتبع ذلك من تدابير» تتعلق باجلاء الرعايا الاجانب، وطلبات تحليق الطائرات العسكرية الاجنبية في الاجواء اللبنانية والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي.
الوضع الميداني
وعلى الأرض، استمر التصعيد العسكري عند الحدود وتعرض الوادي الواقع بين بلدتي طيرحرفا والجبين وأطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب والجبين منذ الصباح لقصف مدفعي اسرائيلي. كما طال القصف الإسرائيلي المدفعي منطقة الصالحاني بلاط جبل باسيل في القطاع الغربي ومحيط بلدة رامية وأطراف عيتا الشعب والقوزح. وقبل الظهر، قصف الطيران الاسرائيلي مشروع الطاقة الشمسية في بلدة طيرحرفا ، والذي يغذي بئر المياه العام بالطاقة الكهربائية، وتقدر كلفة المشروع ب ٣٠٠ الف دولار. في ساعات بعد الظهر، افيد عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى، فردت مدفعيته على مصدر اطلاق النار. الى ذلك، قصف الجيش الاسرائيلي محيط بلدة البستان وبركة ريشة . كما سمعت انفجارات في محيط موقع هرمون على أطراف بلدة رميش. وسمع قصف مدفعي اسرائيلي في محيط تلال كفرشوبا وشبعا.
وليلا، اجلى الصليب الاحمر اللبناني باشراف الجيش اللبناني وبالتعاون مع اليونيفيل شهيدا (حسين علي سرور) من خراج عيتا الشعب.
******************************
افتتاحية صحيفة الديار
السيد نصرالله: همجية الكيان الصهيوني ووحشيته تدلان على ارباكه وعجزه وانه اوهن من بيت العنكبوت العمليات بدأت في 8 تشرين الاول وتزداد قوة وقد تكون متدحرجة واي تصعيد من «اسرئيل» يؤدي الى حرب شاملة قائد المقاومة: حرب غزة حرب اميركية بالاسلحة والاموال والتهديدات التي وصلتنا لا تخيفنا واعددنا العدة للاس – شارل أيوب
في خطاب كان ينتظره الكثيرون بان سماحة السيد حسن نصرالله سيعلن فيه الحرب دعما لغزة لكن قيادة حزب الله تملك المعلومات وسماحته يملك المعلومات شخصيا ان قطاع غزة قادر على الدفاع عن نفسه وضد جيش العدو الاسرائيلي لمدة تتراوح بين 4 الى 6 اشهر. لذلك فمن كان ينتظر اعلان الحرب فان هذه الساعة تقررها قيادة حزب الله وبالتحديد سماحة السيد نصرالله وفق تطورات الاوضاع العسكرية ووفق ضرورة الحاق الهزيمة بجيش العدو الاسرائيلي اذا ما قام بعمليات وحشية كبيرة وهمجية قد تؤدي الى قلب المعادلة في غزة بسبب الدمار الشامل والدعم الاميركي المطلق لجيش الكيان الصهيوني.
قال سماحة السيد نصرالله ان المقاومة في جنوب لبنان بدأت عملياتها في 8 تشرين الاول اي في اليوم الثاني لعملية طوفان القدس وان هذه العمليات هي قاسية جدا على العدو الاسرائىلي وجعلته يسحب ثلث جيشه من الضفة الغربية ومحيط غزة الى الحدود مع لبنان كما ان جيش العدو الاسرائىلي اضطر لسحب منظومات الدفاع ضد الصواريخ من القبة الحديدية الى منظومة باتريوت الى مقلاع داوود وغيرها لانه يخشى كليا من خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها المقاومة باشتعال حرب شاملة وعندها ستنطلق الصواريخ بعشرات الالاف على الكيان الصهيوني.
لقد كان واضحا جدا خطاب السيد نصرالله وكان في كلامه كل الصدق في وصف معركة غزة وطوفان القدس، وان عملية طوفان القدس كانت ضرورية بعد الحصار الشامل على قطاع غزة وحرمانهم من الادوية والاغذية والوقود والمواد المعيشية وجعل قطاع غزة الذي مساحته قليلة جدا في اسوأ احواله، وان عملية طوفان القدس كانت اكثر من ضرورية لقطاع عاش منذ سنة 1948 حتى اليوم بحالة مزرية.
وكان لا بد من هذه العملية التي قامت بها كتائب القسام التابعة لحركة حماس دون التشاور مع اي منظمة مقاومة اخرى وبالتحديد مع حزب الله وايضا كليا مع ايران بل ابقت هذه العملية سرية وهذا ما جعلها تنجح وتضرب المستوطنات المحيطة بغلاف غزة وان الجيش الاسرائيلي عندما اصابه الهلع والخوف هو الذي قام باطلاق النيران على المستوطنين في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وهو الذي قتل النساء والاطفال وانه قام بتزوير الصور والاحداث والصقها بحركة حماس لان العدو الاسرائيلي اصيب بهلع كبير، واكد نصرالله ان هذه العملية تؤكد مجددا انها عملية اخلاقية وعسكرية ودينية وانسانية وخلقت ذعرا كبيرا حتى وصل الى شعور الكيان الصهيوني بخطر وجوده.
وفي كل كلمة القاها سماحة السيد نصرالله كان يتمتع بالصدق الكبير وبوصف ما حصل بدقة كبيرة كشفت للعالم كذب جيش العدو الاسرائيلي عن انه تم قطع رؤوس الاطفال والنساء من قبل كتائب القسام بل على العكس فان الجيش الاسرائيلي الذي اصيب بالارباك هو الذي وصل الى المستوطنات وكانوا داخلها وقد استطاعوا اجتياحها والسيطرة عليها لانه كان يوم السبت وهم في عطلة سواء في غلاف غزة ام تل ابيب ام غير اماكن.
هنالك اعلام متآمر اعلن ان الولايات المتحدة هددت ايران وهددت حزب الله بحرب شاملة اذا قام بأي اشتراك بعملية دعم المقاومين في غزة وهذه كذبة كبرى ذلك ان قائد المقاومة السيد نصرالله اعلن ان المقاومة الاسلامية لا تخاف من الاساطيل الاميركية وقد هزمتهما سنة 1985 كما هزمت العدو الاسرائيلي سنة 2000 وسنة 2006 وان الاميركيين يعرفون خسائر سنة 1985 وخسائرهم في افغانستان والعراق واشاد السيد نصرالله بالمقاومة الاسلامية في العراق واليمن وبخطوة سحب السفراء من الكيان الصهيوني من عدة دول عربية لكنه اكد ان العمليات العسكرية التي تقوم بها المقاومة الاسلامية التابعة لحزب الله ستزداد عنفا وانه في الماضي كان الجيش الاسرائىلبي يرسل طائراته الحربية عند اول حادثة تحصل اما اليوم فان الجيش الاسرائيلي يخاف ولا يتجرأ على ارسال طائرة حربية لقصف منطقة في جنوب لنبان على الحدود رغم انه يتلقى ضربات مكثفة تصيبه بالخسائر في الدبابات والاليات وبجنوده كما ان العدو الاسرائيلي قام باخلاء المستوطنات المجاورة للحدود اللبنانية الفلسطينية ولم يبق فيها عدد من السكان بل عدد من الجنود وهو عدد محدود. وهذا يدل على ارباك الجيش الصهيوني وقوة المقاومة التي اجبرته على اخلاء المستوطنات وان العمليات العسكرية للمقاومة استطاعت اطفاء عيونه الالكترونية ومراكز عسكرية وان الاف المستوطنين هجروا الحدود في شمال فلسطين ونزحوا الى مناطق اخرى كما قام جيش الكيان الصهيوني باخلائهم ونقلهم الى مناطق اخرى.
سماحة السيد نصرالله اهم ما قاله انه نقل الصراع من عملية طوفان القدس الى عملية ضد الكيان الصهيوني وقال لو ان الانتصار الكبير ليس زمانه الان لكن ما يحصل بيننا وبين الكيان الصهيوني هو معركة صراع كبرى ولن نتراجع عنها وستستمر ووضع الصراع بعد عملية طوفان القدس ما بين المقاومة في غزة والمقاومة على الحدود مع فلسطين المحتلة الى الحرب في وجه الاساطيل للحلف الاطلسي وخاصة حشود الاساطيل الاميركية وقال اعددنا العدة لمجابهة الاساطيل الاميركية وكل حرب استباقية رغم التهديدات التي ارسلتها الولايات المتحدة وتستمر في ارسالها فاي حرب استباقية ستجعل المنطقة في حرب شاملة.
ان قائد المقاومة السيد حسن نصرالله قال الكلام بصدق ووصف المعركة الحاصلة سواء في غزة ام على الحدود وصفا متواضعا لكن بسخرية كبيرة تجاه جيش العدو الاسرائيلي وبسخرية الكبرياء وبسخرية الثقة بالنفس ضد الكيان الصهيوني الذي تلقى اكبر ضربة وجودية منذ فترة طويلة.
كما اشاد سماحة السيد نصرالله بالمقاومين في الضفة الغربية وادان القمع الاسرائيلي الوحشي ضد المقاومين في مدن الضفة الغربية ثم انتقل الى الحديث عن ما يقوله جيش العدو الاسرائيلي عن ان العملية البرية تريد فك احتجاز الاسرى الاسرائيليين وقام بذكر ما حصل في الماضي عندما لم يحصل اطلاق اي اسير الا مقابل فك اسرى بالمئات من السجون الاسرائيلية.
وقال كيف يمكن السكوت عن وجود عشرات الالاف من السجناء الفلسطينيين ومنهم من هو معرض للموت بسبب المرض ومنهم من مضى عليه عشرات السنوات ولا يمكن ان نسكت عن هذا الوضع لكنه لم يدخل في عملية الاسرى تاركا الامر لحركة حماس وهذه هي الاخلاق العالية التي يتمع بها سماحة السيد نصرالله عندما ترك الامور لحركة حماس ولا يتدخل بموضوع الاسرى مباشرة.
لقد جاء خطاب سماحة السيد نصرالله على انه وعد الهي بالانتصار وقال: عندما نعمل وفق ارادة الله ونصبر ونقدم الشهداء ونرى النساء والاطفال اشلاء نتيجة القصف الاسرائيلي فان الله سينصرنا ضد الكيان الصهيوني.
اخيرا يمكن بالتحليل وليس وفق معلومات ان الحرب لن تقع خلال ايام على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لكن العمليات المتدحرجة للمقاومة قد تؤدي لنشوب حرب اذا قام جيش العدو الاسرائيلي بارسال طائراته الحربية وقصف مواقع على الاراضي اللبنانية بطائرات اف 16 واف 15 وعندها ستنطلق الصواريخ الدقيقة والصواريخ البعيدة المدى من قبل المقاومة الاسلامية التابعة لحزب الله ولا احد يعرف هذا التوقيت لكن عمليات المقاومة ستستمر ضد كامل المواقع العسكرية الاسرائيلية داخل فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان.
اما السؤال الاخير الباقي فهو موجه الى الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة وانهم بدعمهم للصهيونية ينسون تماما انه هنالك اكثر من 75 مليون مواطن من الطائفة الاسلامية يعيشون على اراضيهم وان هذا الدعم من قبل الاتحاد الاوروبي للصهيونية يشعل مشاعر المسلمين في اوروبا.
فهل سيبقى هؤلاء صامتين في اوروبا ام سيشكلون بعد اشهر او سنوات مشكلة كبيرة للدعم الاوروبي للجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني رغم اننا نعتبر ان فلسطين قضية قومية وفيها مسيحيون ومسلمون لكن عندما تتخلى عن اكثر من 70بالمئة من الطائفة الاسلامية في اوروبا يجب ان تفكر المجتمعات الاوروبية في شعور هؤلاء المواطنين الذين يحملون جنسيتها لكنهم ما زالوا يشعرون بايمانهم بدينهم وما استباحة المسجد الاقصى حتى كنيسة القيامة ومسجد القبة الصفراء والمراكز الاسلامية في فلسطين المحتلة خير شاهد على ذلك وانه سيأتي يوم ما بالويل على المجتمعات الاوروبية ان اكملت دعمها للكيان الصهيوني.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بلينكن لا يلجم الجنون وإسرائيل تقصف قوافل الجرحى
واشنطن تريد وقف مؤقت للحرب خشية العزلة عالمياً
شدد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ضرورة تمكين الجيش الإسرائيلي من هزيمة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، مشددا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأوضح بلينكن خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب أن حماية المدنيين يجب ألا تكون في قطاع غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضا.
وإزاء الحظر المفروض على قطاع غزة ومنع الكهرباء والماء والطعام والوقود، قال بلينكن إنه تم تحديد آليات لتمكين وصول الوقود إلى المستشفيات في غزة، مشيرا إلى أنه تحدث مع القيادات الإسرائيلية بشأن خطوات ملموسة لزيادة التوصيل المستدام للأغذية والمياه والأدوية.
وقال إنه بحث مع المسؤولين الإسرائيليين “الهدنة الإنسانية” في غزة، معتبرا أنها “تحتاج إلى وقت”، لافتا إلى أن الصحافيين بحاجة إلى “الحماية” في غزة.
وخلال حديثه أكد وزير الخارجية الأميركي أن المسار الأفضل والوحيد لحل أزمة الشرق الأوسط هو حل الدولتين، من خلال مفاوضات سلمية. وقال إن بلاده ستواصل إجراء مناقشات مع الشركاء في المنطقة وخارجها حول ما يجب أن يتبع الحرب في غزة.
وعن مخاوف باتساع النزاع الحالي ليشمل جبهات أخرى، قال بلينكن إن بلاده حريصة على ألا تكون هناك جبهة ثانية أو ثالثة في هذا الصراع.
وخلال لقائه في وقت سابق مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب اعتبر بلينكن “هذه الأيام صعبة، ولكننا هنا مثلما كنا وما زلنا متضامنين مع إسرائيل”.
وأضاف “ندعم بقوة مسألة أنه ليس لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها فحسب ولكنه أيضا لزاما عليها”.
وزيارة بلينكن الحالية لإسرائيل هي الثالثة منذ عملية طوفان الأقصى، يقول الأميركيون إنها تهدف للضغط على القادة الإسرائيليين لاتخاذ خطوات ملموسة للحد من الأضرار التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن بلينكن سيحث إسرائيل على الموافقة على سلسلة من الوقف القصير والمؤقت للعمليات العسكرية، وذلك من أجل السماح بإطلاق سراح المحتجزين وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وأكد مسؤولو البيت الأبيض للصحيفة أن طلب التوقف المؤقت عن إطلاق النار مختلف عن وقف شامل لإطلاق النار، الذي ترفضه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وتعتقد أنه سيفيد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) ويمنع إسرائيل من الرد اللازم على عملية طوفان الأقصى.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع بات رايدر “لا نؤيد وقفا لإطلاق النار لأنه يمنح حماس الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشن هجمات جديدة على المواطنين الإسرائيليين، ندعم هدنا إنسانية مؤقتة لتمكين المساعدات الإنسانية من الدخول وكذلك لخروج الرهائن والمحتجزين”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :