افتتاحية صحيفة البناء:
مفاوضات الدوحة لتبادل أسرى ووقود… ونيويورك: 120 نعم على هدنة إنسانية
مكتب نتنياهو يعلن بدء الهجوم البري: سترون غضبنا …
والجيش: عملية جزئية القسام: نتصدى لمحاولات توغل بري في عدة جبهات شمال غرب وشرق غزة
فيما كشفت مصادر دبلوماسية قطرية عن تقدم نوعي في المفاوضات الدائرة حول تبادل الأسرى بدفعة أولى مقابل دفعة أولى، بين كيان الاحتلال وقوات القسام ووصل دفعات من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخصوصاً إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات كهرباء المستشفيات، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار العربي لهدنة إنسانية في غزة، الذي يدعو إلى «هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية». ويطالب جميع الأطراف بالامتثال الفوري والكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتمكين وتسهيل الوصول الإنساني للإمدادات والخدمات الأساسية إلى جميع المدنيين المحتاجين في قطاع غزة. ويرفض القرار بشدة «أية محاولات للترحيل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين». ويدعو إلى إلغاء الأمر الذي أصدرته «إسرائيل» للمدنيين الفلسطينيين وموظفي الأمم المتحدة، فضلاً عن العاملين في المجال الإنساني والطبي، بإخلاء جميع المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة والانتقال إلى جنوب القطاع.
ويدعو أيضاً إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط» عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، ويطالب بسلامتهم ورفاههم ومعاملتهم بشكل إنساني امتثالاً للقانون الدولي. ويؤكد على الحاجة إلى إنشاء آلية على وجه السرعة لضمان حماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وآلية أخرى للإخطار الإنساني لضمان حماية مرافق الأمم المتحدة وجميع المنشآت الإنسانية، ولضمان حركة قوافل المساعدات دون عوائق. وينطوي القرار على إدانة جميع أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك «جميع أعمال الإرهاب والهجمات العشوائية، فضلاً عن جميع أعمال الاستفزاز والتحريض والتدمير».
ورغم ما تضمّنه القرار من تلميحات ونصوص لإدانة حماس بصورة ضمنية تحت شعار إدانة أعمال العنف بحق المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الدول الغربية التي تحدثت بلسانها كندا رفضت التعديلات التي أدخلت على المشروع لاسترضائها وكسب تأييدها، وأصرّت على توصيف حماس بالتنظيم الإرهابي وتأييد ما تسميه بحق الدفاع عن النفس لكيان الاحتلال، وصوّتت بالحصيلة ضد المشروع، لكن الغالبية الممثلة بـ 120 صوتاً كانت كافية لإقرار المشروع وصدور القرار.
في الميدان شنّ جيش الاحتلال هجمات برية على أطراف قطاع غزة الشمالية والشرقية، آملاً إحداث اختراق يفتح له باب الاجتياح الجزئي أو الكلي بعد إنهاك القطاع بالقصف الجوي والبري والبحري التدميري، وبلوغ الشهداء رقم الـ 7500 شهيد، وفيما أعلن المتحدث بلسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن بدء الهجوم البري لجيش الاحتلال، مضيفاً عن لسان نتنياهو، سترون غضبنا الليلة، قال الناطق بلسان جيش الاحتلال إن الحركة البرية على أطراف قطاع غزة ليست هي الهجوم البري الواسع، بل هي مجرد توسيع للعمليات البرية، بينما قالت قوات القسام إنها تصدّت لمحاولات توغل برية على عدة محاور شمال وشرق قطاع غزة، والمعارك كانت مستمرة حتى منتصف الليل دون أن يتمكّن جيش الاحتلال من تحقيق أي تقدّم.
وفيما تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وصف بالأعنف والأقسى منذ بدء العدوان كمرحلة تمهيدية للدخول البري، سادت حالة من الترقب والقلق في المشهد الداخلي اللبناني حيال ردة فعل محور المقاومة بحال واصل جيش الاحتلال التقدم البري والتدمير الجوي، وأشارت مصادر مطّلعة لـ»البناء» إلى أن «محور المقاومة رفع درجة الجهوزية والاستنفار وأن التواصل لا يزال قائماً بين المقاومة في فلسطين وقيادة محور المقاومة عبر غرفة العمليات المشتركة رغم القصف وقطع الاتصالات، وتجري مراقبة ومتابعة حدود الدخول الإسرائيلي والمجريات الميدانية وتدرس كافة الخيارات وسيتمّ اتخاذ الخطوات اللازمة في اللحظة المناسبة». وشدّدت المصادر على أن «محور المقاومة هو في قلب المعركة وجزء من إدارة الحرب الى جانب حركات المقاومة الفلسطينية، ويوسّع دخوله وفق مقتضيات المعركة الميدانية والمصلحة ولن يوفر وسيلة لدعم المقاومة والشعب في فلسطين وغزة تحديداً». ولفتت المصادر الى أن «المقاومة في فلسطين مستعدة وقادرة على الدفاع عن غزة وتكبيد العدو خسائر كبيرة لمنعه من الدخول الى القطاع».
ومساء أمس، كشف وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، ردًا على سؤال حول حلفاء و»حزب الله»، أنّهم «يضعون إصبعهم على الزناد»، مشيرًا إلى أنّ أفعالهم ستكون «أكثر قوة وأعمق مما شهدتموه».
وفي إطار المعركة الديبلوماسية التي تقودها إيران لوقف الحرب على غزة، حطّ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية في ايران إبراهيم عزيزي في لبنان على رأس وفد برلماني وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وفي عين التينة استقبل الرئيس بري عزيزي على رأس الوفد البرلماني بحضور السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى اماني، وقال المسؤول الإيراني: «انطلاقاً من السعي الديبلوماسي والبرلماني الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المجال أتينا اليوم كوفد برلماني في زيارة إقليمية بدأت امس في العاصمة العراقية بغداد وتستمر اليوم في بيروت وسنتجه غداً الى العاصمة السورية دمشق».
وتابع: «الوفد البرلماني الموجود حالياً في بيروت أمضى اليومين الماضيين في العاصمة العراقية بغداد وكانت له هناك سلسلة من اللقاءات السياسية التي أجريناها مع المسؤولين العراقيين المحترمين، حيث قدمنا لهم الرسائل الموجهة لهم من قبل المراجع السياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكان انطباعنا ايجابياً للغاية، وشعرنا ولمسنا ان الشعب العراقي والحكومة العراقية مثل كل الدول والشعوب الاسلامية والعربية الأبية لديها الاستعداد الكامل للتضامن مع المقاومين في غزة ومن أجل التصدي للإرهاب الإسرائيلي الذي يمارس هناك». وأضاف: «وكانت هناك رسائل تطرح علينا أنه اذا استمرت هذه العمليات الارهابية الاجرامية الاسرائيلية بحق الآمنين في غزة ما الذي سيحصل يا ترى؟ وكان جوابنا الواضح والقاطع في هذا المجال انه امام الاستمرار في هذا الاجرام الاسرائيلي وهذا الارهاب الصهيوني فلا بد لكل الشعوب العربية والاسلامية لا بل لكل الشعوب الحرة والابية في هذه المنطقة أن تهب هبة رجل واحد من اجل الصمود والتصدي والوقوف الى جانب الشعب الفسطيني ومن أجل التصدي أمام هذا الإرهاب الإسرائيلي».
وخلال استقباله الوفد الإيراني، قال نائب الأمين العام لـ»حزب الله»: «كشف طوفان الأقصى المؤيدين لفلسطين من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه. وقد أثبت ميدان المواجهة في غزة نبل الأداء المقاوم ووحشية «إسرائيل» وأميركا ومحورها».
ولفت الى أن «طوفان الأقصى خسارة كبيرة محقَّقة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين المقاومين المجاهدين». وقال: «صورة الميدان تردد إسرائيلي، وخوف من المعركة البرية، في المقابل ثبات المقاومين واستمرار الصواريخ على الكيان ومواجهة للمواقع المقابلة لجنوب لبنان، كل ذلك بثقة واعتقاد بالنصر. لا يعلم الأميركي والإسرائيلي ما تخبئه الأيام إذا استمر العدوان».
في المقابل، تزور مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف المنطقة، وحطت في قطر حيث تشارك وفق معلومات «البناء» بالمفاوضات التي تقودها قطر بين حركة حماس وكيان الاحتلال حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الى غزة عبر معبر رفح.
ومن المتوقع أن تزور الديبلوماسية الأميركية مصر والأردن ولبنان، حيث تجتمع الى كبار المسؤولين لحثهم على تنفيذ القرار 1701 وضبط الوضع جنوباً.
وعلمت «البناء» أن الضغوط الدبلوماسية تشتدّ على لبنان كل يوم لدفع الحكومة اللبنانية الى ثني حزب الله عن توسيع الحرب على «إسرائيل»، وتسعى الدبلوماسية الأميركية الى إقناع الحكومة لإصدار موقف رسمي من الحكومة بالطلب من كل المنظمات المسلحة الفلسطينية واللبنانية بمغادرة جنوب الليطاني أي منطقة الـ 1701 وتكليف قوات اليونفيل والجيش اللبناني ضبط الأمن على كامل الخط الأزرق. إلا أن رئيس الحكومة والمسؤولين المعنيين لم يتجاوبوا مع هذه الضغوط باعتبار أن القوات الدولية والجيش اللبناني يقومون بواجبهم في الجنوب والعدو الإسرائيلي هو الذي يوسع القصف، والحل وما يجري على الحدود من اشتباكات هو أمر واقع ونتيجة للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وتوقعت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» أن تحمل باربرا ليف في جعبتها رسائل تهديد جديدة للبنان وتكراراً للرسائل التي حملتها السفيرة الأميركية في بيروت ووزيرة الخارجية الفرنسية والمسؤولين الألمان والبريطانيين.
وفي سياق ذلك، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تم خلاله البحث في التطورات الراهنة في غزة وجنوب لبنان. وجدّد رئيس الحكومة مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على «اسرائيل» لوقف عدوانها والتوصّل الى وقف لإطلاق النار في غزة.
وحذّر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، من أنّه إذا لم يتوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فالحرب لن تتوقف وستصبح إقليمية.
على الصعيد الميداني، واصلت المقاومة في لبنان عمليتها النوعية ضد جيش الاحتلال، وهاجمت أمس موقع الصدح الصهيوني بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة ودمّروا أجزاء كبيرة من منشآته وتجهيزاته وأوقعوا إصابات مؤكدة بين أفراد حاميته. كما هاجمت موقع «مسكاف عام» بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة ودمّروا قسماً من تجهيزاته الفنية، وأيضاً موقع الرادار في مزارع شبعا، كما استهدفت موقع «ابو دجاج» بالأسلحة المناسبة ودمّروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية. وهاجمت بالصواريخ الموجهة مواقع رويسات العلم، السماقة وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
ونشر الإعلام الحربي فيديو يجيب على سؤال لماذا استهدفت المقاومة الإسلامية وسائط الجمع الحربي في مواقع العدو الإسرائيلي عند الحافة الأمامية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية؟!
وأطلقت صواريخ مساء أمس باتجاه الجولان. وطلبت الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال من سكان المنارة عند الحدود مع لبنان التزام الملاجئ بسبب حدث أمني.
واستمر العدوان الاسرائيلي على القرى الحدودية، ولم يوفر الجيش اللبناني حيث تعرّض موكب عسكري للجيش اللبناني لإطلاق رصاص مصدره العدو الإسرائيلي في أطراف بلدة عيترون من دون تسجيل إصابات. وسقطت قذائف ضمن رقعة تدخل عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني أثناء إخماد حريق حرج في اللبونة/علما الشعب – صور، ما اضطرهم الى الانسحاب فوراً إلى مكان آمن لحين توقف القصف. كما سقطت ثلاث قذائف مدفعية بين أطراف بلدتي علما الشعب والضهيرة. وتعرّضت أيضاً معاد في محيط اللبونة قرب بلدة الناقورة للقصف الاسرائيلي. فيما انفجر صاروخ اعتراض باتريوت أطلق من داخل «إسرائيل» في أجواء بلدتي العديسة ورب ثلاثين. في المقابل، تعرّض موقع «مسكاف عام» مقابل العديسة للاستهداف، من الجانب اللبناني فأطلق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة على أطراف العديسة، وسجّلت رشقات رشاشة إسرائيلية بإتجاه منطقة «كروم الشراقي» شرقي ميس الجبل. ومساء أمس ألقى جيش الاحتلال قنابل مضيئة في أجواء الحدود عند كروم الشراقي في ميس الجبل.
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
«صفقة ثلاثية» لملء الشواغر في المراكز الأمنية
رغم أن لا صوتَ يعلو على صوت الميدان، وترقّب التطورات على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة وما يُمكن أن ينتج عن التطورات في قطاع عزة من تداعيات على الساحة اللبنانية، يشكّل التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أو تعيين قائد جديد مادة سجال في المشهد السياسي في بيروت، حيث تفرض الظروف عدم الاستسلام لشلّ عمل المؤسسة العسكرية ودخولها في ما يشبه الموت السريري. فمنذ أسبوع بدأ الحراك الجدّي لإيجاد حل للشواغر الأمنية ولا سيما في قيادة الجيش، عشية انتهاء ولاية عون الذي يُحال إلى التقاعد بداية العام الجديد. واصطدم الحراك منذ يومين بالمراسلة العاجلة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى وزيرَي الدفاع موريس سليم والعدل هنري خوري وقيادة الجيش، ما دفع بالوزير سليم إلى إبداء اعتراضه على المراسلة مؤكداً استعداده لتقديم الاقتراحات المتكاملة عندما يحين موعد طرحه. كلام وزير الدفاع له معنى واحد، وهو أن محاولات الوصول إلى اتفاق بشأن هذا الأمر لم تصل إلى خواتيمها المرجوّة، وأن الحراك الذي قاده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل أيام في اتجاه القوى السياسية واستبطن البحث في مصير قيادة المؤسسة العسكرية لم يسلك طريقَيْه السياسي والإداري. فإقرار التمديد في مجلس النواب باقتراح قانون يتعلّق برفع سن التقاعد مدة سنة واحدة للضباط من كلّ الرتب (عندها يبقى قائد الجيش الحالي في موقعه وكل العمداء وهذا يشمل جميع الأسلاك الأمنية بمن في ذلك المدير العام لقوى الأمن الداخلي ونائب مدير أمن الدولة) غير قابل للتطبيق بسبب مقاطعة الكتل المسيحية، إذ تؤكد مصادر مطّلعة أن «تسريب كتلة القوات اللبنانية أجواء عن أنها ستحضر جلسة تشريعية ببند واحد هو التمديد لقائد الجيش الحالي غير صحيح، فضلاً عن أن هناك توافقاً وتقاطعاً بين باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية على رفض التمديد لعون».
الاتفاق يصطدم بإصرار باسيل على مرسوم حكومي ممهور بتواقيع كل الوزراء
وعليه تكشف المصادر عن «صفقة ثلاثية» بدأ الهمس بها، تتضمّن تعيينات جديدة في ثلاثة مراكز هي: قيادة الجيش، المديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وهو أمر لا يمانعه باسيل الذي يريد تسمية القائد الجديد، كما لا يمانعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يزكّي اسم رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود ليحل مكان اللواء عماد عثمان. ويُحكى في هذا الإطار، أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قد يطالب بتعيين رئيس للأركان يكون مقرّباً منه، بعدما كان أبدى استعداداً للقبول بقائد اللواء الحادي عشر العميد حسان عودة، الذي تربطه علاقة قوية بالعونيين. إلا أن تخريجة هذه الصفقة لم تُحدد بعد، خصوصاً أن كلاً من القوى السياسية تريدها أن تسلك طريقاً محدداً.
فرئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري يفضّلان التمهل، والمباشرة بملء الشغور تدريجياً بدءاً من رئيس الأركان في جلسة لمجلس الوزراء، لن يقاطعها حزب الله، بينما يجهد باسيل للتوسّع باتّجاه ملء الشغور في مجلس القيادة وفي المجلس العسكري، ولا يبدي ممانعة في أن تطاول التعيينات المواقع الأمنية الأخرى، شرطَ أن تقوم الحكومة بالتعيينات وفقَ الصيغة التي كانت سائدة في حكومة الرئيس تمام سلام بصدور المراسيم ممهورة بتوقيع جميع الوزراء، لتثبيت أن أي قرار لا يمكن أن يمر دون تواقيع كل الوزراء أي بحضور وزراء التيار. إلا أن أياً من الأحزاب السياسية «لا يبدو أنه مستعدّ للتجاوب مع مطلب باسيل، والقبول بمعادلات سياسية جديدة تحت ضغط الحرب».
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
الديبلوماسية الساخنة: الستاتيكو الميداني الجنوبي كم “يصمد”؟
ارتفع منسوب التحركات والاتصالات الديبلوماسية في اتجاه #لبنان على نحو لافت في انعكاس مباشر لاحتدام المواقف الدولية والإقليمية من مجريات #حرب غزة التي شهدت تصعيدا #إسرائيليا جديدا مساء امس والمواجهات الميدانية عند الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب . وإذ لا تزال الصورة شديدة الضبابية لجهة اسباغ أي توقعات متسرعة حيال ما يمكن ان تتطور اليه الأوضاع الميدانية على الجبهة الجنوبية المرتبطة بمجريات حرب غزة، كانت ثمة معطيات لدى الاوساط الرسمية السياسية والامنية المعنية برصد التطورات الميدانية جنوبا مفادها ان “الستاتيكو” الميداني السائد منذ نحو ثلاثة أسابيع مرشح لان يستمر من دون تبديلات كبيرة وجذرية ما دامت المعطيات الطارئة او الجديدة المتصلة بمسار حرب غزة بدأت تتسع للمحاولات والجهود الآيلة الى اطلاق مسارات من مثل الكلام عن توسيط قطر في صفقة تبادل اسرى بين إسرائيل و”حماس” شرط الا تتفجر الأوضاع مجددا كما بدأ يحصل مساء امس. وإذ لوحظ انخفاض ولو نسبي ومحدود في حدة المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية فان ذلك دفع الأوساط نفسها الى اعتبار ان الحركة الديبلوماسية الكثيفة المتعددة الاتجاهات والمركزة في شأن لبنان تهدف على الأقل وفي ادنى الطموحات الى انتزاع مواقف ومعطيات تثبت هذا الواقع ولا تجنح به الى مواجهة حربية واسعة تنزلق بلبنان الى حرب شاملة في حال تصاعد الهجمات البرية الإسرائيلية على غزة. علما ان ثمة وجها اخر من هذه الحركة يعكس الاحتدام الديبلوماسي المتصل بالصراعات التي ترتبط بالوضع المتفجر في المنطقة وهو ما ترجمه حضور وفد برلماني إيراني امس الى بيروت مسابقا ومستبقا زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف لبيروت الأسبوع المقبل ولو ان زيارته تأتي ضمن جولة على “دول النفوذ الإيراني” العراق ولبنان وسوريا.
كما انه وسط المساعي المحلية والخارجية لتجنيب لبنان الانخراط في الصراع، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تم خلاله البحث في التطورات الراهنة في غزة و#جنوب لبنان. وجدد رئيس الحكومة مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.
وفد إيراني
وفي غضون ذلك حطّ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة #الخارجية الإيرانية في مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية في ايران إبراهيم عزيزي على رأس وفد برلماني في بيروت وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب الامين العام ل#حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وأوضح عزيزي انه “استنكاراً وادانةً للمجازر الصهيونية الوحشية وعملية الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الآمنيين والأبرياء والمدنيين العزل في قطاع غزة رأت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان هناك واجباً انسانياً وسياسياً ملقى على عاتقها من اجل التحرك على كل المستويات المتاحة نصرة للشعب ال#فلسطيني المجاهد وإنطلاقاً من السعي الديبلوماسي والبرلماني الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال أتينا اليوم كوفد برلماني في زيارة اقليمية بدأت في العاصمة العراقية بغداد وتستمر اليوم في بيروت وسنتجه غداً الى العاصمة السورية دمشق”. واشار الى انه “كانت هناك رسائل تطرح علينا اذا إستمرت هذه العمليات الارهابية الاجرامية الاسرائيلية بحق الامنيين في غزة ما الذي سيحصل يا ترى وكان جوابنا الواضح والقاطع في هذا المجال انه امام الاستمرار في هذا الاجرام الاسرائيلي وهذا الارهاب الصهيوني فلا بد لكل الشعوب العربية والاسلامية لا بل لكل الشعوب الحرة والابية في هذه المنطقة ان تهب هبة رجل واحد من اجل الصمود والتصدي والوقوف الى جانب الشعب الفسطيني ومن اجل التصدي امام هذا الارهاب الاسرائيلي”.
وخلال استقباله الوفد الايراني، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله”: “كشف طوفان الأقصى المؤيدين لفلسطين من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه. وقد أثبت ميدان المواجهة في غزة نبل الأداء المقاوم ووحشية إسرائيل وأميركا ومحورها” . واعتبر ان “طوفان الأقصى خسارة كبيرة محقَّقة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين المقاومين المجاهدين . صورة الميدان تردد إسرائيلي، وخوف من المعركة البرية، في المقابل ثبات المقاومين واستمرار الصواريخ على الكيان ومواجهة للمواقع المقابلة لجنوب لبنان، كل ذلك بثقة واعتقاد بالنصر. لا يعلم الأميركي والإسرائيلي ما تخبئه الأيام إذا استمر العدوان”.
في المقابل التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وأفاد بيان ان “الجانبين توافقا على أولوية تجنيب لبنان خطر الانزلاق نحو الحرب وضرورة بذل كل الجهود الممكنة للحؤول دون ذلك، كما أكَدا الأهمية القصوى لتحصين المؤسسات الوطنيّة والدستورية من أجل مواجهة الأخطار الداهمة ولا سيّما مؤسسة الجيش اللبناني . وشدّدا على متابعة السعي بغية إيجاد الحلول الناجعة للأزمات الداخليّة العالقة على المستويين السياسي والاقتصادي رغم صعوبة الأمر”. وابلغ جعجع السفير الفرنسي موقفه من أن “منع اندلاع الحرب في لبنان هو في يدي الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري من خلال توصية نيابيّة أو قرار حكومي لنشر الجيش اللبناني على كامل الحدود الجنوبية وسحب المسلّحين اللبنانيين والفلسطينيين من جنوب الليطاني انفاذاً للقرار 1701 بالتعاون مع قوات اليونيفيل”.
خطة الطوارئ والوضع الميداني
الى ذلك دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري معظم اللجان النيابية إلى عقد جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الثلثاء المقبل وذلك “لمناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي”.
اما على الصعيد الميداني فاعلن “حزب الله” امس عن سلسلة هجمات شنها على مواقع الجيش الإسرائيلي فاعلن أن عناصره استهدفوا بالصواريخ الموجهة مواقع رويسات العلم السماقة وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، كما اعلن عن هجوم على موقع الصدح بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة وتدمير أجزاء كبيرة من منشآته وتجهيزاته وسقوط إصابات مؤكّدة بين أفراد حاميته ، كما أعلن عن هجوم على موقع “مسكاف عام” بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة وتدمير قسماً من تجهيزاته الفنية.
في المقابل حصل قصف إسرائيلي على منطقة رباع التبن قرب مزرعة بسطرة وقصف مماثل على محيط كفرشوبا .
وتعرض موكب عسكري للجيش اللبناني بعد ظهر امس لإطلاق رصاص من موقع إسرائيلي في أطراف بلدة عيترون من دون تسجيل إصابات. وفيما استمر القصف الاسرائيلي على القرى الحدودية ، سقطت قذائف ضمن رقعة تدخل عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني أثناء إخماد حريق حرج في اللبونة – علما الشعب – صور، ما اضطرهم الى الانسحاب فوراً الى مكان آمن الى حين توقف القصف.كما سقطت قذائف مدفعية بين أطراف بلدتي علما الشعب والضهيرة. وتعرضت أيضاً معاد في محيط اللبونة قرب بلدة الناقورة للقصف الاسرائيلي. فيما انفجر صاروخ اعتراض باتريوت أطلق من داخل إسرائيل في أجواء بلدتي العديسة ورب ثلاثين.
وصباحاً، وبعدما خرق الهدوء الحذر الذي ساد الجبهة الجنوبية ليلا، إطلاق صاروخ موجه من لبنان تجاه مستوطنة المنارة، طلبت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي من سكان المنارة عند الحدود مع لبنان التزام الملاجئ “بسبب حدث أمني” في حين قامت “اليونيفيل” بجولات مكثفة على طول الحدود مع اسرائيل.
يشار الى ان الأمم المتحدة قدرت بان نحو 29 الف نزحوا من جنوب لبنان جراء التصعيد في المنطقة الحدودية .
*********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
التعيينات العسكرية على نار حامية والتمديد للقائد يتصدّر
الجنوب يتدهور وبري “يستشعر الخطر”.. واشنطن لـ”الحزب”: لا تفكروا في الحرب
مع تصاعد لهيب الحرب في غزة أمس، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تدهوراً لافتاً. وسجّلت بيانات «حزب الله» المتتالية، حجم العمليات القتالية على تلك الحدود. وفي الوقت نفسه، كانت الحرائق تندلع في خراج بلدات القطاع الأوسط والغربي بفعل القصف الإسرائيلي، وتخطت قدرات الأجهزة المعنية على إطفائها.
وفي موازاة ذلك، وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة الى اللجان النيابية المشتركة للانعقاد الثلاثاء المقبل، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ امتداد تداعيات حرب غزة الى الحدود الجنوبية. واعتبرت أوساط نيابية خطوة بري بأنها «إستشعار بالخطر» الذي يتهدّد لبنان إنطلاقاً من الجنوب، وهدف الدعوة «مناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي».
وفي هذا السياق، أفادت أمس المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ نحو 29 ألف شخص في لبنان نزحوا جراء التصعيد العسكري بين «حزب الله» وإسرائيل في المنطقة الحدودية. وتبيّن تقارير المنظمة عن حركة النزوح ازدياده تدريجاً مع استمرار التصعيد، وسبق لها أن أفادت الإثنين الماضي بارتفاع النزوح بنسبة 37 في المئة مقارنة بتقريرها قبل ثلاثة أيام الذي أشارت فيه الى 21 ألف نازح.
في هذا الوقت، تفقّد مدير العمليات في الجيش العميد الركن جان نهرا الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية، حيث جال في مراكزها وأطلع على الإجراءات المتخذة في «مواجهة الأخطار والتحديات نتيجة استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته»، وفق بيان رسمي.
وفي ظل هذه التطورات، شدّد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرغ على أنّ بلاده لا توجّه أي تحذير إلى لبنان أو الشعب اللبناني، حول الدخول في الحرب بين اسرائيل وحركة «حماس». وأوضح أنّ التحذير موجّه إلى «حزب الله» وإيران والى أي من الوكلاء المموّلين من إيران في المنطقة. ويشير في مقابلة خاصة لـ»نداء الوطن» (ص 2)، إلى «أنّنا نوجّه رسالة واضحة إلى إيران و»حزب الله» أو أي طرف من الأطراف التي تفكر في الدخول في هذا الصراع، انّنا ضد ذلك وسنتخذ كلّ الإجراءات لمنع توسيع هذه الحرب».
وأكد أنّ «الولايات المتحدة لديها الإمكانية للدفاع عن النفس وعن حلفائها وشركائها في المنطقة. ونحن واضحون مع «حزب الله» أو أي طرف من الأطراف التي تفكر في التدخل في هذا الصراع، ونقول: لا تفكروا في ذلك، لأنّنا لا نريد أي توسيع لهذه الحرب في هذه اللحظة الصعبة».
كذلك يؤكد ويربيرغ أنّه «ليس هناك أي مفاوضات أو مناقشات بين الولايات المتحدة وإيران حول ما قامت به «حماس» وما يحصل في المنطقة الآن».
ومن تطورات الجنوب، الى مستجدات العمل الحكومي، أفادت مصادر وزارية أن هناك موضوعين مطروحين للنقاش حالياً، هما: معاودة الحكومة اجتماعاتها في حضور كامل الوزراء، والتعيينات في المجلس العسكري مع التمديد لقائد الجيش. وأوضحت المصادر أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال لقائهما، أن يحضر وزراء «التيار» جلسات الحكومة، فوافقه باسيل على حضور «الاجتماعات التشاورية»، لكنه رفض، بالمطلق، التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. كما رفض التعيينات في المجلس العسكري. ودعا الى اعتماد الصيغة التي اعتمدت في التعيينات الأمنية السابقة. لكن مصادر وزارية قالت «إنّ التعيينات على نار حامية وقد تكون ضمن سلة متكاملة بعد التوافق بين باسيل وبري وميقاتي».
وكشفت المصادر أنّ ميقاتي الراغب بشدة في عودة اجتماعات الحكومة بكامل أعضائها، تلقّى طلباً أميركياً في هذا الشأن، وليتحمل كل وزير مسؤولياته.
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
قطاع غزة في جحيم الدمار.. اللبنانيون خائفون من الحرب.. والجنوب على نار الإحتمالات
الوضع في غزة بات خارج القدرة على توصيفه، في ظلّ حرب الدّمار الشّامل التي تشنّها اسرائيل على المدنيين في القطاع. التي أخذت مساء امس، منحى في منتهى القسوة والعنف، ترجمه العدو بغارات جوية كثيفة وقصف صاروخي شديد العنف على الجانب الشمالي من القطاع، ترافقت مع تحركات عسكريّة اسرائيلية بريّة اوحى وكأنّ إسرائيل قد اتخذت قرارها باجتياح قطاع غزة.
تزامناً مع القصف العنيف، قطعت الإتصالات وشبكة الإنترنت في غزة، فيما طلب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيادة الضغط على حماس، حيث نقلت وكالات الأنباء عن مسؤول أميركي قوله «إن الإسرائيليين يقومون بتوغّل محدود في غزة ووافقوا على دخول دعم إنساني بالتزامن مع العملية»، فيما أعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي «ان العمليات الموسعة الجارية في غزة الآن (مساء امس) ليست الغزو البري الرسمي، وإن سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم بشكل واسع في غزّة، والقوات البرية توسع عملياتها هذه الليلة» فيما أعلنت حركة «حماس» إستعدادها لمواجهة العدوان، وكثفت قصفها الصاروخي لمستوطنات غلاف غزة وصولاً الى تل أبيب واسدود وعسقلان وسديروت». وتزامناً مع ذلك أيضاً، أعلن وزير الخارجية الأردني أن اسرائيل بدأت للتو عملية برية في غزة، وستكون نتيجتها كارثة إنسانية لسنوات طويلة.
يشار في هذا السياق الى أن تقديرات متتالية سبقت التصعيد الإسرائيلي على غزة ليل أمس، افترضت أن العملية البرية لا تبدو ميسرة، وعلى ما بيّن استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن نسبة الإسرائيليين المؤيدين لشن هجوم بري على غزة تراجعت من 65 في المئة قبل عشرة أيام الى 49 في المئة يوم أمس. وعلى ما ذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية، فإن المسؤولين الأميركيين نصحوا الجيش الإسرائيلي بإلغاء فكرة الإجتياح، خوفاً من تعريض الرهائن والمدنيين للخطر، وزيادة تأجيج التوترات في المنطقة، فيما لفت ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» في الساعات الماضية نقلاً عن سبعة ضباط كبار وثلاثة مسؤولين، بأن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين لم يقرروا بعد كيف ومتى أو ما إذا كانوا سينفذون عملية برية في قطاع غزة. وقالت إن القادة الإسرائيليين، الذين تعهدوا بالإنتقام من «حماس» لم يتفقوا بعد على كيفية القيام بذلك».
عشرون يوماً دموية
ويأتي هذا التطور بعد اكثر من عشرين يوما من التصعيد بوتيرة عالية من القصف الجوّي والصّاروخي المجنون المغطّى بأوسع دعم غربي معزّز بمقولة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبأساطيل في البحر، وبشحنات هائلة من السلاح والذخائر لتمكينها من الصعود الى السقف العالي الذي رفعته في بداية الحرب بسحق حركة «حماس». وأمّا النتيجة فأحياء تباد، ومستشفيات ومراكز صحية تسوّى بالأرض، وآلاف البيوت وعشرات دور العبادة الإسلامية والمسيحية ركام يتكوّم فوق ركام، والأرواح المدنيّة تُزهق بالمئات والجرحى بالآلاف ومشرّدون بمئات الآلاف من دون حد أدنى من مقومات الحياة والخدمات الأساسية. وتقارير الأمم المتحدة والأونروا باتت تركز على فاجعة حلّت بغزة، ووفق ما قال المفوض العام لـ»الأونروا» فيليب لازاريني «لا يموت الناس في غزة من القصف فحسب، بل سيموت العديد من الأشخاص قريباً أيضاً جراء تداعيات الحصار المفروض على القطاع».
وعلى ما تلحظ التقارير الأمنية، فإن التصعيد العنيف والتدمير الممنهج لقطاع غزة، لم يقرّب اسرائيل، من تحقيق هدفها، والمستوى الحاكم فيها، يغطي ذلك بمقولة انّ الحرب طويلة، والمتحدث العسكري بإسم الجيش الإسرائيلي يتوعّد بأنّ الآتي أعظم وتصفية «حماس» نتيجة حتمية للعملية البرية، إلّا انّ من يتابع الإعلام الإسرائيلي يقف على تشكيك المحللين السياسيّين والعسكريين بجدوى الحرب البرية على غزة، وإستطلاعات تبيّن تراجع نسبة المؤيدين لهذه الحرب داخل المجتمع، وعلى تساؤلات كثيرة يطرحونها حول أفق هذه الحرب، عن المدى المحدد لهذه الحرب، وما اذا كان هدفها المعلن قابلاً للتحقيق فعلاً، خصوصاً أنّ القصف العنيف استطاع أن يدمّر البنى التحتية في غزة ويجعل جزءاً كبيراً منها غير صالح للسكن والحياة فيه، لكنّه لم يرجِع الأسرى الإسرائيليين، والجيش الإسرائيلي أعلن بالأمس انّ عددهم هو 224 أسيراً، كما انّه لم يلحق الضرر الكبير بـ«حماس» ولم يضعف قدرتها على المواجهة، ولم يعطل منصّات الصواريخ التي ما زالت تطلق بوتيرة عنيفة ومتصاعدة على المدن والبلدات الإسرائيلية.
رصد وتحذير
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ هذه الحرب مستمرّة بوتيرتها ما فوق العنيفة على قطاع غزة، والمستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية ما زالت تتحدّث عن حرب طويلة، وبالتالي لا يمكن التكهن بنهاية وشيكة لها، وخصوصا ان اسرائيل لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ما تعتبره انجازا في الميدان العسكري بحجم عملية «حماس» في مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الجاري. وهو الامر الذي من شأنه ان يبقي باب الاحتمالات مشرّعاً على مصراعيه في ظل اعلان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني عن مفاجآت ليس في امكان أحد ان يتصورها.
واذا كانت الدول الداعمة لاسرائيل في حربها تترك لها حرية أن تقوم بكلّ ما يمكنها من تحقيق انجاز سريع ضد «حماس»، دون ان تعترضها اية معوّقات تؤخرها او ارباكات تشغلها او تصعّب عليها تحقيق هذا الهدف، على شاكلة فتح جبهة حرب ثانية، إلّا انّ مخاوف تلك الدول تبدو متزايدة في المقلب الآخر، وهذا ما يفسر التحذير الغربي والاميركي تحديدا لايران و«محور الممانعة»، والضغط المتزايد في اتجاه لبنان، ووفق معلومات «الجمهورية» فإنّ ما نقله الموفدون الغربيّون اكد بوضوح انّ تلك الدول ومن ضمنها واشنطن لا ترغب في فتح جبهات جديدة، الا انها لم تخرج من حساباتها إمكان مبادرة «حزب الله» الى توسيع دائرة الحرب واشعال ما تسمى الجبهة الشمالية لاسرائيل، ومن هنا جاء تأكيد الموفدين على المسؤولين اللبنانيين تجنيب لبنان ما سمّوها حرباً مدمّرة ومخيفة، وتحذيراتهم المباشرة الى الحزب من مغامرة السقوط في خطأ الانخراط في هذه الحرب».
وضمن هذا السياق يندرج اتصال وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي امس برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي اعلن مكتبه انه اجدد خلال الاتصال بالوزير البريطاني مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة».
توتير وتهويل
وتزامناً، فإن المشهد اللبناني بصورة عامة، ثابت منذ بداية الحرب على غزة، في نقطة الرصد لمجرياتها، تتجاذبه مخاوف كبرى من أن تتمدّد هذه الحرب الى لبنان. وخصوصا مع تصاعد التوتر والتراشق الصاروخي والمدفعي على الحدود الجنوبية، والتهويل الاسرائيلي بحرب غير مسبوقة في قساوتها على لبنان، في مقابل تكثيف «حزب الله» لعملياته العسكرية ضد مواقع جيش العدو، وتأكيده على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم امس، بان الاميركي والاسرائيلي لا يعلمان ما تخبئه الايام المقبلة».
وكان يوم امس، قد شهد توترا ملحوظا على امتداد الحدود ترافق مع سلسلة عمليات نفذها «حزب الله» ضد عدد من المواقع العسكرية الاسرائيلية، حيث اعلن الحزب عن استهداف موقع الصدح وتدمير اجزاء كبيرة من منشآته وايقاع اصابات بين افراد حاميته، وكذلك مهاجمة موقع مسكفعام بالصواريخ وتدمير قسم من تجهيزاته، ومهاجمة موقع «ابو دجاج» بالاسلحة المناسبة وتدمير جزء من تجهيزاته الفنية والتقنية. وايضا مهاجمة مواقع رويسات العلم، السماقة وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بالصواريخ الموجهة. فيما اعلن الجيش الاسرائيلي عن الرد على مصادر النار من الجانب اللبناني، وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي عبر منصة «X» انه تمّ رصد إطلاق عدة قذائف صاروخية من داخل لبنان نحو إسرائيل لكنها سقطت داخل سوريا. وكشفت الإذاعة الاسرائيلية عن إطلاق وابل من الصواريخ من لبنان تجاه هضبة الجولان .فيما واصل العدو الاسرائيلي قصفه لمحيط عدد من البلدات الجنوبية وخصوصا خراج اللبونة واطراف العديسة وعلما الشعب والضهيرة ومنطقة «كروم الشرقي» شرقي ميس الجبل. كما استهدف العدو موكبا للجيش اللبناني على طريق عيترون من دون ان يؤدي ذلك الى وقوع إصابات.
مخاوف .. وموانع
على ان المخاوف الداخلية، ترافقت مع نزوح كثيف للمواطنين اللبنانيين من منطقة الجنوب الى مناطق لبنانية اخرى يعتبرونها اكثر امانا، وبعض القرى الجنوبية باتت شبه خالية من سكانها، وذلك خشية من تدهور الاوضاع، فالناس معذورة ربطا بالعديد من التجارب السابقة التي مرت بها. وفي موازاة هذه المخاوف تتبدّى حالة رافضة للدخول في حرب، ليست محصورة بفئة معينة من اللبنانيين، بل هي شاملة غالبيّة الشّعب اللبناني بكلّ فئاته.
تلك المخاوف يضاف اليها الرفض للحرب، تجمع المقاربات والقراءات السياسية والامنية على اعتبارها مبررة تبعا للتجارب الحربية السابقة ونتائجها المدمرة. الا ان اللافت للانتباه في هذا السياق ان القراءات التي غلّبت في بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، احتمال اشتعال جبهة الجنوب اللبناني، فرضت عليها الوقائع العسكرية التي شهدتها جبهة الحدود من مزارع شبعا الى رأس الناقورة، التدرّج العكسي في موقفها بحيث باتت تنظر الى اشتعال هذه الجبهة كاحتمال ضعيف. مستندة بذلك الى مجموعة اسباب:
أولا، إعلان اسرائيل منذ بداية الحرب، وعلى لسان مستوياتها السياسية والعسكرية انها لا تريد مواجهة مع لبنان. وينبغي هنا لحظ ان اسرائيل بادرت في إجراء احترازي الى اخلاء مستوطناتها على الحدود، تجنّبا لوقوع اصابات بينهم تضطرها الى الرد على مناطق آهلة بالسكان في الجانب اللبناني، ما يدفع «حزب الله الى الرد. وتطوّر الامور
ثانيا، الاندفاعة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية لمنع اشتعال جبهة الجنوب. ويبرز هنا ما كشفته وكالة «تسنيم» الايرانية في الساعات الماضية من ان جهات في محور المقاومة تسلمت رسالة اميركية تؤكّد ان لا نية لواشنطن بفتح جبهات جديدة.
ثالثا، موقف الدولة اللبنانية ومستوياتها السياسية التي اكدت الالتزام بالقرار 1701، وضرورة الحفاظ على الاستقرار على الحدود. وان خطر اندلاع الحرب هصدره اسرائيل وليس لبنان.
رابعا، لا اجماع لبنانيا على الحرب، والمنطق الغالب هو ان لبنان في وضع كارثي على كل المستويات، ولا يحتمل اي ضرر اضافي ولا قدرة له على مجاراة اي حرب او دفع اي ثمن فيها حتى ولو كان متواضعا.
خامسا، إنّ «حزب الله» دخل في الحرب من دون ان يدخلها، بحيث انه وازن بين ما يسميه واجبه بنصرة المقاومة الفلسطينية في غزة، وبين قراره غير المعلن بعدم توتير الداخل اللبناني وعدم التسبب بأيّ ضرر فيه، حيث انّه منذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، رسّم حدود مواجهته مع اسرائيل بعمليات مدروسة ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها من دون توسيع نطاقها. بدليل انّه يقوم بعمليّاته من ضمن ما تسمّى المناطق المفتوحة، واستهداف المواقع العسكرية، وهو امر كلّفه سقوط العديد الكبير من الشهداء، متجنبا بذلك عدم تعرض المدنيين للقصف الاسرائيلي. اذ كان في مقدوره أن يطلق صواريخه ويقوم بعملياته من داخل القرى او من بعد قريب منها، ويحتمي بالابنية ما يجنبه سقوط الشهداء في صفوفه، الا ان ذلك سيدفع العدو الاسرائيلي الى استهداف المناطق المأهولة بالقصف ما سيؤدي الى سقوط مدنيين، وهو الامر الذي يستلزم ردا من قبل الحزب، بحجم القصف الاسرائيلي، ليس على المستعمرات القريبة من الحدود التي اخلتها اسرائيل، بل على المستعمرات في العمق الاسرائيلي، الامر الذي سيفتح سجالا ناريا قابلاً لأن يتطور الى حرب اوسع بين الجانبين.
نوبة الحراك
من جهة ثانية، بقي الداخل اللبناني في حال جمود سياسي غير محدد بسقف زمني، فيما بدا ان نوبة الحراك التي ضربت الواقع السياسي في الأيام الاخيرة، قد عبرت الاجواء الداخلية دون ان تترك اي اثر، وعادت بعدهالا كل الاطراف الى التموضع في دائرة الخلاف حول كل الاولويات والملفات الداخلية، من دون ان تتمكن من توجيه البوصلة الداخلي نحو حلحلة الضروري والملح من تلك الملفات، وخصوصا في ما يتعلق بالملف الرئاسي الذي مازال مربوطا بالعقد ذاتها التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، وكذلك في ما يتعلق بتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون وتعيين رئيس للاركان. حيث بينت مقاربة هذه المسألة في الفترة الاخيرة أنها باتت شديدة التعقيد. وهو الامر الذي يتطلب، في رأي مصادر مطلعة على خفايا هذه الازمة، المزيد من المشاورات العقيمة في اتجاه صياغة واحد من مخرجين: تعيين قائد جديد للجيش في مجلس الوزراء وكذلك تعيين رئيس للاركان، او تأخير تسريح قائد الجيش بناء على اقتراح قانون يقره مجلس النواب.
***************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان في مهبّ المفاجآت مع تجاهل دولي للإعتداءات الإسرائيلية
لم تنتهِ الحرب بعد، ومع ذلك، فإن الجسم الحربي في اسرائيل، بالعاملين في الميدان او الموضوعين على لائحة الاحتياط، يعكف عن مناقشة مسائل بالغة الخطورة، لا تتعلق بالفشل الميداني، وخسارة حرب الاستخبارات التي كانت دولة الاحتلال تتباهى بها، بل بالتقنيات العسكرية والتدريبات، والقدرة على ادارة مواجهة بالغة التعقيد. كما تعكف قيادات المقاومة في لبنان وفلسطين على تدارس ما يحدث، لا سيما لجهة الاسلحة بالغة الدقة التي زودت بها الولايات المتحدة الاميركية اسرائيل، وتمكنت من تحقيق اهداف بين المقاومين على نحو غير مسبوق.
وفيما لم يعرف اذا كان لبنان على جدول زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف الى الشرق الاوسط، فإن عمليات المقاومة على خط المواقع بين لبنان واسرائيل عادت الى الواجهة، بدءاً من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، من دون ان تتوقف صفارات الانذار على الجهة المقابلة، لا سيما في المنارة، وكذلك دوريات «اليونيفيل» على طول الحدود.
وبقي الاهتمام الدبلوماسي الغربي والاوروبي على وجه الخصوص في الواجهة.. فأجرى وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي اتصالا مع الرئيس نجيب ميقاتي، في اطار الدعوات لعدم تمكين اي طرف من جر لبنان الى الحرب، على نطاق واسع.
ولاحظت مصادر لبنانية معنية ان الحركة الدبلوماسية الدولية، سواء عبر وزراء الخارجية او السفراء في بيروت، لا تعير اهتماماً للاستفزازات الاسرائيلية بل تقتصير النصائح التحذيرية على لبنان فقط.
وفي حين ان لبنان، كجزء مما يجري في المنطقة، دخل في اسبوع المفاجآت مع اشتداد الضغط الاسرائيلي على غزة المدمرة، بهدف اخضاع «حماس»، قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امام وفد ايران: «لا يعلم الاميركي والاسرائيلي ما تخبئه الايام اذا استمر العدوان».
وفي اطار بلورة عملية لخطة الطوارئ لمواجهة أية تطورات امنية، وفي اطار التنسيق مع منظمات الامم المتحدة، ترأس ميقاتي اجتماعا في السراي الكبير للجنة تنسيق خطة الطوارئ مع منظمات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وجرى التداول في الموارد المتوافرة وامكانية احتواء تداعيات اي عدوان ونزوح من الوجهة الانسانية.
نيابياً، دعا الرئيس نبيه بري اللجان المشتركة عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الثلاثاء المقبل، لمناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي.
اهتزاز حركة باسيل
سياسياً، اهتزت حركة «الانفتاح العوني» على بعض القيادات الرسمية، بتأثير من الاشتباك الذي طرأ على جبهة ملء الفراغ المحتمل في القيادة العسكرية، في ضوء رغبة الرئيس نجيب ميقاتي الاسراع بهذه الخطوة، اقله خلال ت2 المقبل، وممانعة وزير الدفاع موريس سليم المقرَّب من التيار الوطني الحر من الاقدام على خطوة، تبقي قائد الجيش العماد جوزاف عون في قيادة المؤسسة العسكرية.
ولم تتأخر قيادة «القوات اللبنانية» على رفض مبادرة باسيل، التي اعلن عنها، ورفضت معراب استقباله، بحجة انه لم يطلب رسميا الموعد من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بل من شخصيات ونواب في المعارضة.
وأوضحت مصادر في «القوات اللبنانية» لـ «اللواء» أن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اعتبر أن ما من مبادرة يحملها النائب جبران باسيل الذي يتحرك وفقا لمصالحه.
ولفتت إلى أن باسيل لم يطلب موعدا لزيارة معراب ولاحظت أنه لم يبتعد خطوة واحدة عن حزب الله.
إلى ذلك رأت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أن باسيل لم يلتق احدا من افرقاء المعارضة وانه لم يقدم طرحا محددا وما قاله في مؤتمره الأخير هو مجموعة مواقف أطلقها في لقاءاته على أن تتظهر الأهداف الحقيقية وراء هذه اللقاءات قريبا .
وعلمت «اللواء» أن موضوع الاشكال بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم قد يشق طريقه نحو المعالجة بعدما كان الاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على التروي في موضوع الشغور في قيادة الجيش.
جولة التغييريين على السفراء
وجال وفد يمثل مجموعات التغيير في المجلس النيابي، على سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، ودولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني وجمهورية مصر العربية ياسر علوي والمملكة الاردنية وليد الحديد ودولة فلسطين اشرف دبور، مطالباً بالضغط لوقف اطلاق النار، مشددا على ضرورة تدخل المجتمعين العربي والدولي لمنع توسيع دائرة العنف وإبعاد الحرب عن لبنان، والتشدد في تطبيق القرار 1701، ودعم الدولة اللبنانية لاستعادة قرار الحرب والسلم.
بالمقابل، كانت حركة لافتة لنائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية الايرانية في مجلس الشورى الايراني ابراهيم عزيزي مع وفد نيابي، اذ زار الرئيس بري واستقبله من حزب الله نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم.
وبيروت من ضمن عواصم ثلاث تشملهم زيارة عزيزي، وكانت المحطة الثانية بعد بغداد على ان يتوجه الى دمشق.
الجنوب في اليوم الـ21
وفي التطورات الميدانية، هاجمت المقاومة الاسلامية عصر امس بالصواريخ الموجهة مواقع رويسات العلم- السماقة وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة. كما هاجمت المقاومة بالاسلحة المناسبة موقع ابو دجاج بالاسلحة المناسبة، ودمرت قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية.
وكانت قوات الاحتلال، تدخلت بالقصف باتجاه فرق الدفاع المدني التي حاولت اطفاء الحرائق الفوسفورية.
وعلى الرغم من استمرار القصف الاسرائيلي، وطلعات الـ«MK» (طائرة استطلاع اسرائيلية) شيع حزب الله شهداءه في النبطية ولبايا وغيرها، في وقت شهدت منطقة ساحل الزهراني في قضاء صيدا اقبالاً من النازحين من المناطق الحدودية، وقد نزح اليها نحو 600 اسرة توزعت على 18 قرية ضمن قرى بلديات ساحل الزهراني.
تضامن في بيروت والمحافظات
وسارت في شوارع بيروت تظاهرة حاشدة دعماً للمقاومة في غزة، وتنديداً بالقصف الاسرائيلي التدميري، والذي يستهدف الاطفال والنساء والكنائس والجوامع والمستشفيات ودور التعليم ومؤسسات الأونروا.
وفي يوم الجمعة، امتدت الاعتصامات والتظاهرات والوقفات التضامنية مع غزة من بيروت الى طرابلس وصيدا الى تجمعات النقابية والتعليمية والطلابية، وصولاً الي الجبل والبقاع، وسائر المناطق اللبنانية.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
حرب ابادة بشرية تشنها الولايات المتحدة و«اسرائيل» على الشعب الفلسطيني في غزة
قطع كل الاتصالات عن القطاع وقصف جوي وصاروخي ومدفعي غير مسبوق والمقاومة تتصدى
مواجهة اميركية ــ ايرانية مباشرة في سوريا ومخازن «الحرس الثوري» الهدف – شارل أيوب
حتى كتابة هذه الاسطر في ليل يوم الجمعة ـ السبت، بدأ عدوان بري (محدود حتى الان) من قبل جيش العدو الاسرائيلي وجيش الولايات المتحدة الاميركية والذي يعتبر حرب ابادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي مخالفة للولايات المتحدة التي وقعت سنة 1961 في جنيف في سويسرا على اتفاق عدم قصف المدنيين في اي حرب تنشأ. فان الجيش الاميركي يدعم جيش العدو الاسرائيلي بكل الوسائل، حيث يتم قتل المدنيين من النساء والاطفال والعائلات بقصف جوي غير مسبوق وغير مقبول، وفي حرب اقل ما يمكن تسميتها حرب ابادة ضد المدنيين.
بعد انقطاع الاتصال مع قطاع غزة هنالك وسيلة واحدة لم يتم استعمالها للاسف، وهي ما قام به صاحب موقع اكس وشركة ستارلينك باعطاء السماح عبر الاقمار الصناعية لكتابة معلومات على هذا الموقع، كما فعل ايلون ماسك في اوكرانيا. واستطاعت وسائل الاعلام كلها بث الاخبار عن الحرب الاوكرانية رغم ما حصل من قطع اتصالات، سواء من قبل قوات الحلف الاطلسي او الجيش الاميركي، كذلك الجيش الروسي حيث قام الجميع بقطع الاتصالات عن اوكرانيا. لكن الانترنت التي يملكها ماسك عمل على استعمال الاقمار الصناعية لاعطاء الفرصة للجميع لنشر معلوماتهم والتواصل عبر الانترنت.
على كل حال سيأتي الصباح وستظهر المعلومات، حيث ان المقاومة في قطاع غزة لديها القدرة الكبيرة بشجاعتها وايمان المقاومين فيها على صد العدوان الاميركي والاسرائيلي. ووفق المعلومات التي كانت سائدة سابقا، فان جيش العدو الاسرائيلي قد حشد حوالى 250 الف ضابط وجندي لاقتحام قطاع غزة برا وبحرا، اضافة الى قصف جوي بواسطة كامل سلاح الجو العدو الاسرائيلي، اضافة الى الطائرات التي تنطلق من حاملات الطائرات الاميركية، وهي حاملة طائرات جيرالد فورد وحاملة طائرات ايزنهاور. ومع ان وسائل اعلام انقطعت عن اعطاء المعلومات من داخل قطاع غزة، فان الصورايخ ما زالت تنهمر على تل ابيب والمستوطنات الفلسطينىة، اضافة الى انقطاع العمل في مطار بن غوريون وتوقف الطيران المدني في اكبر مطار مدني في الكيان الصهيوني.
لقد دخلت المنطقة من الشرق الاوسط مرحلة جديدة هي اخطر ما يمكن من حروب 1948 وحتى عام 2023. فيبدو ان قوات المقاومة في العراق تحركت، وهي تقصف قاعدتين اميركيتين في العراق. كذلك قصفت المقاومة في العراق قاعدة جوية حربية كبيرة في اقليم كردستان قرب العاصمة اربيل. كما ان هنالك استنفارا عسكريا في منطقة اليمن حيث يوجد الحوثيون، ولديهم صواريخ بعيدة المدى. اما الغليان في الضفة الغربية من رام الله الى نابلس الى الخليل وكامل الضفة الغربية، فهذا الغليان يشتعل بقوة. ويبدو ان هنالك مقاومين يقومون بعمليات ضد جيش الاحتلال، لكن جيش الاحتلال الاسرائيلي لا يعلن عنها. اما بالنسبة للجنوب اللبناني، فكل الانظار تترقب ما الذي سيحصل، لكن قيادة حزب الله التي لديها غرفة عمليات مشتركة مع حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وقيادة حزب الله تتابع الوضع عن كثب، وهي التي تتخذ القرار ما اذا كان يجب التدخل في الحرب الدائرة ام ان مقاومة حماس والجهاد الاسلامي سيبلغان قيادة حزب الله عن التطورات. وما داموا صامدين في وجه الحرب الوحشية الاميركية الاسرائيلية، فلا احد يعرف موقف قيادة حزب الله، لان تلك الساعة التي سيتقرر فيها الدخول في حرب ضد الكيان الصهيوني ستكون ساعة الانتظار التي يقررها حزب الله وقيادته وكامل المقاومين الذين في صفوفه، وهم بمئات الالاف. والمعروف ان حزب الله لا يتخذ قرارات انفعالية او عاطفية، بل ان الحرب عنده هي حرب انتصار بكل معنى الكلمة، وهو قرار حرب لنجدة اهالي قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
جولة أميركية… أية اهداف؟
سياسيًا، تقوم مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى «باربرا ليف» بجولة صنّفها بيان الخارجية الأميركية الصادر منذ ثلاثة أيام، بجولة «التشاور مع الشركاء الإقليميين وتعزيز الجهود الرامية إلى منع انتشار الصراع فى الشرق الأوسط». وبحسب محلّلين سياسيين، تهدف هذه الجولة إلى إيصال رسالة واضحة من قبل الإدارة الأميركية إلى الداخل اللبناني تُحذّره فيها من الدخول في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولكن أيضًا لرصّ الصفوف مع بعض الدول العربية، خصوصًا أن ما يحصل في غزّة من جرائم بحاجة إلى «غطاء» من بعض الدول. الجدير ذكره أن كُلًا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وجّهت رسائل إلى لبنان عبر القنوات الرسمية تُحذّره فيها من الدخول في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتُهدّد بعدم المساهمة في إعادة الإعمار في حال دمّرت «إسرائيل» بنى تحتية في لبنان.
على كلٍ، جرائم الكيان الصهيوني في غزّة لم تعد خفيّة على أحد في العالم. أكثر من ذلك، دان العديد من المشاهير في العالم هذه الجرائم، حتى ان المغرّدين على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يستخدمون تعبيرًا جديدًا «Israeled» وذلك للحديث عن شخص يسرق شيئا ليس من حقّه ويدّعي أحقيّته فيه بكل وقاحة.
الوضع الداخلي وتفعيل الحكومة
على الصعيد الداخلي، دعت الجماعة الإسلامية وحركة حماس إلى تظاهرة مركزية نهار غدٍ الأحد عند الثانية والنصف بعد الظهر، وذلك تحت شعار «طوفان الأقصى.. لبنان يلبّي» في ساحة العازرية وسط بيروت. وتتخوّف جهات أمنية من وجود طابور خامس قد يسعى خلال المظاهرة إلى نشر الفوضى في وسط بيروت.
وبعد وضع الحكومة لخطة طوارئ لمواجهة أي حرب محتملة، سألت «الديار» أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية البروفسور جاسم عجاقة عن البعد الاقتصادي في هذه الخطّة وما إذا كانت صالحة لمواجهة مع العدو الإسرائيلي. يجيب عجاقة ان الدولة لا تملك المال ومؤسساتها تعمل بشكل جزئي، لذا فإن هذه الخطة محدودة الفعل، خصوصًا أنها تعتمد بشكلٍ كبير على الخارج الذي يُحذّر لبنان من الدخول في الصراع. أضف إلى ذلك، أن العدو الإسرائيلي سيقوم بضرب المنشآت الحيوية وطرق الإمدادات، وهو ما سيؤدّي إلى كارثة على صعيد الغذاء والأدوية والمحروقات – بحسب عجاقة. ويُضيف: انهيار مبنى في المنصورية، تطلّب أيامًا قبل رفع الضحايا، فكيف الحال إذا قام العدو بضرب مبانٍ على شكل واسع؟ وإذ شكّك عجاقة في فعّالية الخطّة، دعا إلى ضرورة إعادة تكوين السلطة التنفيذية لأخذ القرارات الاقتصادية والمالية والنقدية الملائمة لوضعنا، خصوصًا أن الحكومة معطّلة من قبل مكوناتها، وبالتالي هي غير قادرة على مواجهة تداعيات حرب.
أمّا في ما يخص خطّة مصرف لبنان لمواجهة الأحداث، فيقول عجاقة إن المصرف المركزي لا يملك مالًا خاصًا يكفي لمواجهة استحقاقات الدولة، وحتى الاحتياطي الإلزامي لا يمكنه المسّ به. لذلك، هناك اختلاف جوهري بين ما حصل من عدوان في العام 2006 وبين اليوم من ناحية ملاءة المصرف المركزي.
وعن ارتفاع الأسعار في هذه المرحلة يقول عجاقة، في غياب رقابة صارمة ومحاسبة متشدّدة، يمكن للتاجر أن يرفع الأسعار بألف حجّة وحجة. وإذ اعترف عجاقة أن قسمًا من الارتفاع آتٍ من ارتفاع أسعار النفط وأسعار التأمين، يُشدّد على ضرورة أن تعمد وزارة الاقتصاد والتجارة إلى زيادة الرقابة على السوبرماركات وعلى الصيدليات وذلك لردّعهم عن التلاعب بالأسعار.
إلى هذا، لا تزال المخاوف من حصول مواجهة مع العدو تُلقي بثقلها على الواقع الاقتصادي والمعيشي، حيث قامت شركة الطيران اللبنانية – ميدل إيست – بنقل قسم كبير من طائراتها إلى قبرص وتركيا وألغت العديد من الرحلات، مما سيؤدّي إلى خسائر مالية قد تصل إلى عشرات ملايين الدولارات إذا طال أمد التوتر. كذلك علّقت شركة «لوفتهانزا» الألمانية رحلاتها من وإلى بيروت، وذلك حتى نهاية تشرين الثاني المقبل بسبب الوضع الأمني، كما ورد في بيان الشركة.
مواجهة اميركية – ايرانية مباشرة ومخازن «الحرس» الهدف
وفي تطور لافت يرفع من حدة التوتر في المنطقة، ومن منسوب احتمال اتساع الصراع، في ظل تهديد الرئيس الاميركي جو بايدن لطهران، تزامنا مع تنفيذ الجيش الاميركي ضربات مباشرة، استهدفت منشاتان للحرس الثوري شرقي سوريا، وسط تأكيد موسكو انها لن تنجر الى أي مواجهة على خلفية تلك الضربات.
صحيح انها ليست المرة الاولى التي قد تكون حصلت فيها هجمات المماثلة، الا انها من المرات القليلة التي تعلن فيها واشنطن عن قصفها لاهداف «ايرانية» في سوريا، خصوصا في ظل الحديث عن ان الغارات الاخيرة التي استهدفت سوريا نفذتها طائرات اميركية انطلقت من البحر.
في غضون ذلك، تابعت المقاومة العراقية استهدافها للقوات الأميركية في قاعدة عين الأسد غرب العراق بطائرة مسيرة وتحقيق إصابة مؤكدة، كما افيد بأنّ القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شمال شرق دير الزور استُهدفت بـ6 صواريخ أُطلقت من البادية بين مدينتي الميادين والبوكمال.
فقد قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن القوات والمنشآت الأميركية في سوريا تعرضت لهجمات صاروخية من جماعات مدعومة من إيران، وإن الجيش الأميركي نفذ ضربات مضادة دفاعا عن النفس. وأضاف- في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية- أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بما يجب لحماية نفسها إذا قررت إيران الرد.
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن الرئيس جو بايدن أمر بتوجيه ضربات على منشآت تابعة لإيران في سوريا، «ردا على سلسلة من الهجمات» استهدفت القوات المسلحة الأميركية. وجاء في بيان لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: « بناءً على توجيهات الرئيس بايدن، نفذت القوات العسكرية الأميركية ضربات دفاع عن النفس على منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له». وأضاف أوستن «هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 أكتوبر».
وأشار أوستن إلى أنه «نتيجة لهذه الهجمات، توفي متعاقد أميركي بسبب أزمة قلبية أثناء الاحتماء، وأصيب 21 فردًا أميركيًا بإصابات طفيفة، لكنهم عادوا جميعًا إلى الخدمة منذ ذلك الحين». وشدد وزير الدفاع الأميركي على أنه «ليس لدى الرئيس أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأميركيين، وقد وجه بالتحرك اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات وستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها».
وأكد أوستن أنه «إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأميركية، فلن نتردد في اتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لحماية شعبنا»، لافتا إلى أن بلاده «لا تسعى إلى الصراع وليس لديها نية أو رغبة في الانخراط في المزيد من الأعمال العدائية، لكن هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة ويجب أن تتوقف «. وأوضح أن هذه الضربات التي شنها الجيش الأميركي «منفصلة وغير مرتبطة بالصراع الدائر بين «إسرائيل» وحماس، ولا تشكل تحولاً في نهجنا تجاه الصراع بين «إسرائيل» وحماس».
ووقعت الضربات فجر الجمعة بالقرب من مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق، ونفذتها طائرتان مقاتلتان من طراز «إف-16» باستخدام ذخائر دقيقة، استهدفت مخزنين للأسلحة والذخيرة.
في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن أوصل رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للتحذير من استهداف الجنود الأميركيين في المنطقة، وذلك بعد تعرض قوات أميركية للهجوم في العراق وسوريا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي «نُقلت الرسالة مباشرة» لكنه لم يتطرق إلى مزيد من التفاصيل.
الى ذلك، أفادت المقاومة العراقية باستهداف القوات الأميركية في قاعدة «عين الأسد» غربي العراق بطائرة مسيرة، مؤكدة تحقيق إصابة مباشرة. وكشفت المصادر أنّ القاعدة استُهدفت بـ6 صواريخ أُطلقت من البادية بين مدينتي الميادين والبوكمال.
كما افيد بأنّ قصفاً بالصواريخ استهدف القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شمال شرق دير الزور شرقي سوريا.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
قصف غير مسبوق براً وبحراً وجواً على غزة .. وانهيار منظومة الإتصالات
في اليوم الـ 21 من الحرب على غزة، أوقعت موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية المزيد من الشهداء في مناطق مختلفة بينها خان يونس ومخيم جباليا، ودمرت المزيد من المنازل والمساجد في القطاع المحاصر.
وبينما تحدث الجيش الإسرائيلي عن توغل جديد لقواته في غزة لساعات عدة، أكدت مصادر فلسطينية حدوث توغل محدود جدا.
وارتفع عدد شهداء المجازر الإسرائيلية في غزة إلى 7326 شهيدا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات وفتيات، ونحو 18 ألفا و500 مصاب، بالإضافة إلى 1650 مفقودا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي نشرت قائمة بأسماء جميع الشهداء ردا على تشكيك واشنطن في أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي.
وفي الضفة الغربية، استشهد 4 فلسطينيين خلال توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين ومخيمها وفي قلقيلية، مما يرفع الحصيلة منذ بدء معركة طوفان الأقصى إلى 111 شهيدا.
ميدانيا أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة أنها أحبطت محاولة إنزال قوات إسرائيلية على شاطئ رفح جنوبي قطاع غزة، ووجهت ضربات صاروخية إلى تل أبيب خلفت 3 جرحى إسرائيليين.
ويأتي بيان القسام بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قام بتوغل جديد في قطاع غزة الليلة ما قبل الماضية.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن قوات مشتركة للجيش الإسرائيلي نفذت مداهمة داخل غزة، انتهت بنجاح.
وأضاف هاغاري أن الجيش يحافظ على جاهزية عالية للتعامل مع كل طارئ، على حد تعبيره.
وقبل ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه إن قوات من المشاة ووحدتي الهندسة والمدرعات بقيادة تشكيل “غاعاش 36” شاركت في العملية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة ومروحيات عسكرية.
وأضاف جيش الاحتلال أن قواته هاجمت خلال عملية التوغل جوا وبالمدفعية حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بالإضافة إلى منصات لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع التابعة لكتائب القسام، وغرف قيادةٍ وتحكم.
في المقابل، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال توغلت بشكل محدود جدا ليلا في أطراف بلدة بيت حانون (شمال) ومخيم البريج (وسط).
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب بدفعتين من الصواريخ ردا على المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.
وأظهرت صور إصابة مبنى في المدينة وتصاعد الدخان منه.
كما أفيد بسقوط صاروخ بين يافا وتل أبيب من دفعة الصواريخ الثانية التي أُطلقت من قطاع غزة.
وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قصفت عسقلان المحتلة برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين.
وبينما تستمر المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، أكدت منظمات الأمم المتحدة أن غزة تتعرض لعقاب جماعي وكارثة إنسانية، وعدّت ذلك جريمة.
في موازاة ذلك نقلت شبكة “آي بي سي” عن مسؤول أميركي أن واشنطن أبلغت الإسرائيليين بعدم اقتناعها بوجود خطة جيدة لما يريدون القيام به في غزة.
وأضاف المسؤول أن واشنطن طلبت من إسرائيل التعامل بشكل أفضل مع قضية الرهائن والوضع الإنساني في غزة.
وجاء في حديث المسؤول أن “واشنطن طلبت من إسرائيل السماح بنشر قواتها قبل أن تشن إسرائيل غزوا بريا”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :