شيعت "المقاومة الاسلامية" الشهداء حسين محمد علي حريري (سلمان)، الحاج محمود احمد درويش ( ابو احمد) ، وطه حسين طه ( ابو علي هادي ) الذين ارتقوا على " طريق القدس" وذلك في موكب مهيب بعد ظهر اليوم في مدينة النبطية.
وأحتشد المشيعون في الباحة قرب المدرسة الانجيلية في النبطية ، حيث سجيت النعوش الثلاثة وقد لفت برايات المقاومة ، وأقيمت لهم مراسيم تكريمية خاصة بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ، والنواب هاني قبيسي، ناصر جابر وحسن عزالدين، مسؤول منطقة جبل عامل الثانية علي ضعون، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل ، وممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية ، وعلماء دين .
وعزفت الفرقة الموسيقية لكشاف الامام المهدي لحن الشهادة ، وأدت ثلة من المجاهدين قسم الولاء للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله .
ثم ألقى رعد كلمة قال فيها: "نحن في محضر الشهداء حسين محمد علي حريري، الحاج محمود احمد درويش ، وطه حسين طه، وامثالهم من الشهداء هم معالم في درب الانتصار الذي نراه قريبا جدا " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " ، واذا كنا في هذا الطريق نؤلم، نجرح ونكد ونتعب فانهم يألمون ، لكن نرجو من الله ما لا يرجون، نحن نرجو من الله ان يمكننا من النصر المؤزر واي نصر، ان يعيش الانسان حريته وكرامته وعزته، وان يعود الى وطنه، كريما، عزيزا، حرا، وسيدا ، والعدو الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويعمل على ابادة غزة ، وعلى تدمير احيائها، وبيوتها، ومتاجرها ومستشفياتها ومدارسها، ويعمل على قتل اطفالها ونسائها وانسانها ومدنييها، هذا العدو لا يستحق ان يكون بين الناس وبين البشر، وكيانه لا يستحق ان يكون عضوا في الامم المتحدة، وثمة جريمة ترتكب بحق الانسانية حين يبقى هذا الكيان عضوا في هيئة الامم المتحدة، يجب ان يخرج ويجب ان تسقط شرعيته، وعار على الانسانية ان تقبل بوجود مثل هذا الكيان ، الغاصب والمحتل والذي يقوم على اغتصاب حقوق الغير وارض الغير بالقوة ، الصورة التي دأب الغرب على تسويقها عن حضارية الصهاينة، هذه الصورة تبدو بكامل وحشيتها فيما نشهده يوميا، من تدمير وابادة واستهداف وحشي وهمجي للانسان ، للاطفال وللنساء وللمستشفيات ، والاوحش من ذلك والاكثر همجية هو الذي يروج ويصفق لهذا الوحش الكاسر، والان يتحرك كما قال احدهم ك "الدب الاطرش" ، فهو يدمر كل ما حوله ولا يسمع ، لا نصحا ولا توجيها، حتى الذين يرعونه ويمولونه ويحمونه ويدعمونه ويحرسون مصالحه، حتى هؤلاء لم يعد يسمع لهم، لان هذا العدو قد فقد كل اعصابه وارتج دماغه وهو لم يعد قادرا للحياة".
واضاف: "ما نشهده من العدو اليوم في غزة، هو نزع موت وليس مؤشر حياة ولذلك استبشروا ايها الاهل والاخوات والاباء ان النصر آت وقريب وما نفعله اليوم في مقاومتنا الاسلامية نصرة لغزة هو في الحقيقة دفاع عن شعبنا ودفاع عن بلدنا ، وحماية لأمننا ، هو تدريع لبلدنا من ان يستخف او ان يتطاول عليه عدو، وقد فقد اعصابه وجن جنونه ، ولا ندري ان كان يتصرف بدعم وبتوجيه او لا ينتبه لتوجيه ولا لدعم بل يتحرك بفعل غريزته المتوحشة التي تحرك وتنظم كل اهدافه والسقوف التي رسمها تبين كم هو فاقد لاعصابه".
وتابع: "نحن في مرحلة كشفنا فيها كل الزيف عن الصورة المهابة والمتفوقة للاسرائيلي وفضحناه، فبدا اليوم على حقيقته ، هو وحش كاسر متحول يعيش بين الناس، لا مكان له ، لا في ارضنا ولا في منطقتنا، ومن يحبه ويحتضنه ويرعاه فليأخذه حيث يريد، لكن لا مكان للعيش مع الصهاينة في منطقتنا ، هذا ما نستخلصه مما يجري من حرب ابادة يمارسها العدو الصهيوني في غزة".
واردف: "تحيتنا للمقاومين الابطال المجاهدين في بلدنا وفي غزة وفي فلسطين وعلى درب القدس، تحية للمقاومة بكل فصائلها التي تتصدى ببسالة لاحباط اهداف العدو الصهيوني ولمنع مشروعه من ان يتحقق ، تحية لحركة حماس وللجهاد الاسلامي ولابطالنا على الثغور الذين يحموننا ويحمون بلدنا ويحمون دولتنا ويحمون حتى الثرثارين الذين ينتظرون من الغرب ان يأتيهم بالمساعدات وبالنعيم وبالسطلة وبالدعم ، نحن نقول في هذه اللحظة تعالوا نستجمع موقفنا الوطني من اجل ان نجعل بلدنا قادرا على مواجهة الصعاب ، نحن نتحمل مسؤوليتنا من اجل الدفاع عن وطننا وعلى الجميع ان يشاركنا في تحمل المسؤولية من اجل ان ننهض بدولة محترمة تليق باللبنانيين وتليق بكرامة اللبنانيين وتستجيب لحقوق اللبنانيين وترعى مصالحهم، دعوتنا مفتوحة للجميع ونراهن على المخلصين الذين يشاركوننا هذا الهم" .
وختم : "هنيئا للشهداء الابطال على درب القدس ، وهنيئا لمجاهدي المقاومة الاسلامية ، هنيئا لعوائل الشهداء الذين بلغوا اعلى مراتب البر حين أنفقوا ممن يحبون ، وليس هناك اعز واحب على أم وعلى أب من فلذة كبدها، حين تقدم فلذة كبدها وتنفقه وتنفق دمه في سبيل الله فقد يبلغ اعلى مراتب البر " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " هنيئا لكم وعهدا للشهداء ان نثبت على نهجهم وان ننتصر لاهدافهم ، والله ناصرنا انه نعم المولى ونعم الوكيل والحمدلله رب العالمين" .
بعد ذلك حُملت نعوش الشهداء حريري ، درويش وطه على أكف المشيعين الذين انتظموا في مأتم مهيب جاب شوارع النبطية التي غصت بالحشود ، وتقدم موكب التشييع حملة الاعلام اللبنانية، الاعلام الفلسطينية ، ورايات المقاومة والفرقة الموسيقية لكشاف الامام المهدي وفرق كشفية من الاشبال ، وحملة الاكاليل وصور للامام القائد علي الخامنئي والامام المغيب موسى الصدر ، والسيد حسن نصرالله وصور لشهداء في المقاومة ، وصورة عملاقة للشهداء الثلاثة كتب تحتها " وقوافل الشهداء تصنع النصر" ، وردد خلاله المشيعون هتافات " الموت لاسرائيل" ، واللطميات الحسينية ،وصولا الى باحة النادي الحسيني، حيث أمّ امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الصلاة على الجثامين الثلاثة ليوارى الشهيدان حريري وطه في روضة النبطية ، فيما ووري الشهيد درويش في روضة بلدة عربصاليم حسب وصيته.
نسخ الرابط :