افتتاحية صحيفة البناء:
نيويورك: فلسطين والأردن وإيران لوقف المذبحة ومندوب الاحتلال كذاب ومزوِر تل أبيب تكشف موافقتها على مفاوضات تتضمن تبادل أسرى وإدخال وقود إلى غزة اليوم ثالث جمعة تضامن عربية إسلامية دولية مع غزة وتوقعات بتظاهرات مليونية
مع تواصل المذبحة المفتوحة في غزة، وتجاوز عداد الشهداء للسبعة آلاف، انعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند متحدون من أجل السلام، انطلاقاً من إخفاق مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار يضمن وقف إطلاق النار، وكانت كلمة مؤثرة لمندوب فلسطين سجلت الاستغراب لموقف الدول الغربية الداعم بصورة عمياء للوحشية الإسرائيلية، معتبراً أن مواقف دول الغرب بالحديث عن حق الدفاع عن النفس لكيان الاحتلال ليست إلا تفويضاً مفتوحاً بالقتل بحق الفلسطينيين، بينما أكد وزير الخارجية الأردني على الدعوة للتصويت على مشروع القرار العربي الذي يدعو لوقف إطلاق النار فوراً وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وكانت كلمة لوزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، حذّر فيها واشنطن من أن دعمها لجيش الاحتلال لإشعال النار في المنطقة سوف يصيبها بهذه النيران، مشيراً الى ان إيران لا تجامل ولا تتحفظ تجاه أي تهديد لأمنها، معتبراً أن جوهر القضية يكمن في أن الدعم الأميركي خصوصاً، والغربي عموماً، جعل من كيان الاحتلال حالة فوق القانون الدولي.
ثم تحدث مندوب الإحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، فرفع خلال خطابه في الجمعية العامة رمز استجابة سريعة (QR code)، زعم أنه يحوي أدلة على «جرائم حماس» التي ارتكبتها في 7 أكتوبر، وخلال ساعتين قامت قناة روسيا اليوم بمراجعة هذه الفيديوهات، ونشرت تقريراً قالت فيه، إنه اتضح أن الجانب الإسرائيلي أدرج مقطع فيديو تم تداوله على أنه «فيديو لعملية إعدام سجينين إسرائيليين، على يد مقاتلي حماس»، وبالرجوع إلى حقيقة الفيديو تبين أن «اللقطات المصورة لا علاقة لها بالأحداث في قطاع غزة ومن المرجح أن يكون قد تم تصويرها من قبل مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في سورية».
وفي ظل الخطابات النارية للمسؤولين السياسيين والعسكريين في الكيان وقرع طبول الحرب، أكدت معلومات نشرتها قنوات التلفزة الإسرائيلية أن تل أبيب وافقت على مساعٍ مصرية قطرية مدعومة من واشنطن لمفاوضات حول مقايضة إدخال الوقود وبعض المساعدات الإنسانية الجدية إلى غزة، من ضمن صفقة تبادل عدد من الأسرى والرهائن يتضمن خصوصاً النساء والأطفال لدى كيان الاحتلال وحركة حماس، ومزدوجي حملة الجنسية لدى حركة حماس، وأن المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد يشتغل على الملف. بينما قالت معلومات أخرى أن الصفقة قد تتضمن وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام أو خمسة أيام، قابلة للتمديد.
عربياً ودولياً في ظل الصمت الرسمي، ينتظر أن تشهد عشرات المدن في البلاد العربية والعالم تظاهرات حاشدة، وصفتها بعض المصادر المنظمة بالمليونية، مع حلول الجمعة الثالثة على المذبحة المفتوحة في غزة، وانتصار 7 تشرين الأول للمقاومة.
فيما تستمرّ آلة القتل والهمجية الإسرائيلية بارتكاب المجازر في قطاع غزة حاصدة المئات من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والمستشفيات والمرافق العامة، تترقّب قيادة العدو الإسرائيلي والإدارة الأميركية ردّ محور المقاومة الذي لوّحت قيادته بتوسيع الحرب بحال لم يتوقف القتل المتعمّد والتدمير الممنهج لقطاع غزة، وقد أكد وزير الخارجيّة الإيرانية حسين أمير عبداللهيان أن «الإبادة الجماعيّة الجارية ضد السكان المدنيّين في غزة، والدّعم الشّامل الّذي تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية وعدد قليل من الدّول الأوروبيّة بشكل أعمى للكيان الصّهيوني، قد وصل إلى نقطة مثيرة للقلق لجميع البلدان في المنطقة. وهناك احتمال أن تخرج السّيطرة من أيدي جميع الجهات». وسبق هذا التصريح الإيراني، اجتماع عقد بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس صالح العاروري للبحث «ما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحسّاسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشي على شعبنا المظلوم والصامد في غزة وفي الضفة الغربية»، وفق بيان المجتمعين. ما يؤشر وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء» بأن «محور المقاومة سيفتح مرحلة جديدة من الردّ والعمليّات ضد كيان الإسرائيلي من خلال استخدام حركات المقاومة في فلسطين أنواعاً جديدة من الصواريخ وتوسيع مدى إطلاقها وتكثيفها لتشمل كل نطاق تل أبيب وما بعدها، بموازاة رفع المقاومة الإسلامية في لبنان وتيرة عملياتها النوعية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة وربما يكشف عن مفاجآت جديدة قد تكون على جبهة الجولان السوري، وبالتوازي ستشدد المقاومة العراقية استهدافها للقواعد الأميركية في العراق وسورية مع إطلاق أنواع مختلفة من الصواريخ من اليمن على كيان الاحتلال أو ضرب أهداف العدو في البحر الأحمر». وتشير المصادر الى أن «لدى محور المقاومة الكثير الكثير من المفاجآت ستكشف تدريجياً طيلة المدى الزمني الحرّ ومهما طال، وستؤلم العدو في البر والبحر والجو وستدفعه للتراجع في نهاية المطاف ويرضخ لوقف إطلاق النار والتفاوض حول تبادل الأسرى ونقاط أخرى لا سيما رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الى القطاع عبر معبر رفح».
ويشير خبراء عسكريون إلى أن تأخير كيان الاحتلال للاجتياح البري لغزة يكشف عجز هذا الجيش وضعفه ومعنوياته المنهارة لا سيما أن قيادة العدو تدرك ما ينتظرها من مفاجآت في الأحياء والزواريب ومن تحت الأنقاض في غزة، ما سيكبّدها خسائر فادحة ستؤدي الى هزيمة جديدة لن يحتملها الكيان بعد ضربة 7 تشرين، ولذلك وفق ما يشير الخبراء لـ»البناء» فإن «المرجّح هو أن يشنّ جيش الاحتلال عملية برية محدودة في جيب ما لتحقيق نصر وهمي بموازاة استمرار القصف الجوي لتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية للقطاع وتهجير ما يمكن من الفلسطينيين إلى الجنوب ليسهل نقلهم الى سيناء في ما بعد، وأيضاً للضغط على بيئة المقاومة في غزة وتحميل حركات المقاومة المسؤولية»، لكن الخبراء يتوقفون أمام مخاوف قادة الاحتلال وكذلك الأميركيين الذين نصحوا الكيان بعدم المخاطرة بحرب برية، بسبب مخاوفهم من توسيع حزب الله للجبهة الشمالية وتكرار سيناريو 7 تشرين في شمال فلسطين المحتلة».
وفي سياق ذلك، رأى المراسل العسكري لموقع «واللا» الإسرائيلي أمير بوحبوط أن كلّ لحظة تمرّ، منذ أن أعلن الجيش جهوزيته الكاملة للمناورة البرية، يمكن أن تضرّ بالروح المعنوية العامة للمُقاتلين وبحافزية قوات الاحتياط الذين تركوا كل شيء وتجنّدوا وفقًا للأمر 8 للحرب الكبيرة.
ونقل بوحبوط، عن مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن «المناورة البرية في غزة هي مسألة وقت، على الرغم من الإنجازات من الجو».
ولفت المراسل الى أن «الساحة الجنوبية ترتبط أيضًا بالمعركة المحدودة للجيش الإسرائيلي ضد حزب الله. إسرائيليون على الحدود الشمالية صرّحوا أنهم لن يعودوا إلى منازلهم من دون إزالة التهديد على الحدود، حيث إن مقاتلي وحدة النخبة في حزب الله، قوة الرضوان، يجولون على طول الحدود ويخطّطون للسيطرة على المستوطنات».
ووفقًا لبوحبوط، فإن كابينت الحرب الذي كان يُفضّل في هذه المرحلة التركيز على الساحة الجنوبية، لكون لبنان ساحة ثانوية، سيكون مطالبًا قريبًا جدًا بحسم أساليب العمل لتغيير الواقع الأمني أيضًا في المنطقة الشمالية. في هذه المنطقة، هناك ثلاثة احتمالات: إما أن تظل المعركة محدودة، أو أن الجيش الإسرائيلي سيفاجِئ بهجوم واسع على تشكيلات حزب الله – أو أن حزب الله سيوسّع المعركة بنفسه وسينضم إلى الحرب. الجيش الإسرائيلي يستعد لكل السيناريوهات، بما في ذلك خيار القضاء على معظم قدرات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله.
وذكرت القناة «12» العبرية أنّ «المستوطنات خالية على بعد نحو 5 كلم من الحدود الشمالية، موضحةً أنّه جرى إخلاء 60 ألف مستوطن على الأقل من الشمال، 20 ألفًا منهم فقط من «كريات شمونة». وقالت إنّ إخلاء المستوطنين، جرى «من دون تحضير مسبق»، فيما رأت أنّه «حتى لو انتهت الحرب اليوم، لن يسارع الكثيرون للعودة إلى الشمال».
وقال مستوطن إسرائيلي للقناة «12» إنّه على المستوطنين في «كريات شمونة ومنطقة إصبع الجليل، أن يعتمدوا على الأمن الشخصي»، مضيفاً أنّه: «في حال لم يعُد الردع واضحًا في هذه المنطقة، فإن المستوطنين لن يبقوا في الشمال».
وزفّت المقاومة الإسلامية أمس الشهيد المجاهد حسين محمد علي حريري «سلمان» من مدينة النبطية في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد علي إبراهيم جواد «دماء» من بلدة لبّايا في البقاع، اللذين ارتقيا شهيدين على طريق القدس.
الى ذلك، شدد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، على أن «عمليات المقاومة الإسلامية في الجنوب أثبتت أن غزة ليست وحدها، ولن يُستفرد فيها، وأن المقاومين الشرفاء في اليمن والعراق وسورية ولبنان لم ولن يُتركوا نصرة غزة، وينتصرون لها بسلاحهم ودمائهم، وهذا ما أفشل على العدو خططه في الاستفراد بغزة».
وتوجّه لـ»دول التطبيع العربي بالسؤال، ماذا تنتظرون لتطردوا السفراء الإسرائيليين من البلاد العربية، ألا يكفي سبعة آلاف شهيد فلسطيني جلّهم من الأطفال والنساء والآلاف من الجرحى حتى تطردوا هؤلاء السفراء من بلادكم»، مؤكداً أن «رجال حزب الله النجباء هم أسود الميدان وصناع الانتصارات، وها هم يشاهدون أننا رغماً من كل الحشود العسكرية في البحر ما تركنا الواجب في نصرة غزة، ولن نبدل تبديلاً. وهذا موقفنا قبل حاملات الطائرات وبعدها». وشدّد على أنه «لو احتشدت كل أساطيل العالم، ما تركنا نصرة غزة ولا تركنا حماية أهلنا وشعبنا في لبنان».
وتراجعت حدة التوتر والاشتباكات على طول الحدود الجنوبية أمس بين المقاومة وجيش الاحتلال مع تسجيل المقاومة عدداً من العمليات التي استهدفت مواقع آليات وتحركات جيش الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مقطع فيديو للحظة استهداف عناصره وسائط الجمع الحربي في الموقع البحري للجيش الإسرائيلي في رأس الناقورة عند الحدود اللبنانية بالأسلحة المناسبة وحققوا إصابات مباشرة.
وواصل الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة عدوانه على أطراف القرى والبلدات الحدودية، وقصف بشكل عشوائي مساء أمس، المنطقة المحيطة بالناقورة وألقى القنابل الضوئية. كما اشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدّد المنازل. كما استهدفت مدفعية جيش الاحتلال خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذين يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. كما شنّت مسيرة غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبّب بخسائر بشرية.
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات في بيان، أن «عناصرها تمكنوا من إخماد النيران التي أتت على مساحات حرجية شاسعة في البلدات الحدودية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، نتيجة القصف الإسرائيلي».
واللافت وفق مصادر ميدانية أن جيش الاحتلال يتهيب استهداف منازل المدنيين في القرى والبلدات خشية ردة فعل المقاومة التي ستبادر الى قصف المدنيين في المستوطنات بالصواريخ، ويعمد العدو بالمقابل الى قصف الأحراش لإشعال الحرائق لإحراق منازل المواطنين وأرزاقهم بهدف تهجيرهم ولكي يحرق الغابات ليحول دون تخفّي المقاومين فيها.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه برّي مع الجهات المعنية العدوان الإسرائيلي على الجنوب، وأكد أنّها «سياسة الأرض المحروقة تنتهجها «إسرائيل» ومستوياتها العسكريّة والسّياسيّة، ضدّ الحجر والبشر في قطاع غزة، كما على طول خطّ الحدود اللّبنانيّة مع فلسطين المحتلّة»، مشدّدًا على أنّ «ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرّمة دوليًّا، هو برسم المجتمع الدولي وكلّ الموفدين الدّوليّين الّذين يحتشدون في المنطقة».
ولفت الرئيس بري عبر مكتبه الإعلامي إلى أنّ «لهذه الغاية، بقي بري على اتصال مع قيادة الجيش ومع أجهزة وزارة الداخلية والبلديات والدفاع المدني فيها وجهاز الإطفاء في «كشافة الرسالة الإسلامية»، من أجل المسارعة والمؤازرة في إخماد الحرائق».
بدوره، أعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، في ميرنا الشالوحي، عن «خمس أفكار يتقدم بها التيار الوطني الحر بغية التوصل الى تفاهم وطني حولها وهي:
1- الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في دولته ومقاومته في وجه آلة القتل والتدمير الاسرائيلية.
2- التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسه بوجه أي اعتداء تقوم به «اسرائيل»، وضرورة حماية لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصة لشن هجمات تجر لبنان الى الحرب، ومنع انزلاقه اليها.
3- الإسراع في إعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس إصلاحي جامع بالتفاهم والا بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية تنفذ برنامج الإصلاحات المطلوبة واللازمة وتحمي لبنان ووحدته الوطنية».
وأكد باسيل «جهوزية التيار الوطني الحر للقيام بأي جهد مطلوب لتحقيق هذا التفاهم الوطني، وهو منفتح على اي مبادرة أو حوار منتج ينهي الفراغ في المؤسسات ويعيد للدولة حضورها وهيبتها ودورها، ويوفر شروط الوحدة الوطنية كضامن أساسي في مواجهة الأحداث والأخطار من حولنا، ما يعني استعداد التيار لكسر أي حاجز والقيام بأي تحرك او اتصال او جهد من شأنه أن يجمع اللبنانيين ويوحدهم في مواجهة الحرب، ويحقق نتائج عملية أكان بموقف موحّد ومحدّد من المواضيع المطروحة او بأي عمل موحد او محدد وخاصة بموضوع الرئاسة والنزوح».
وأكد أن «الظروف مهيأة لمقاربة رئاسية جديدة، ولن يكون سهلاً على أحد أن يتحمل مسؤولية استمرار الفراغ الرئاسي الذي بات سبباً مباشراً لتفكك الدولة».
وغداة الخلاف حول ملف التعيينات في الشواغر العسكرية، استقبل الرئيس بري في عين التينة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وتداول الرئيسان كافة العناوين والقضايا والمستجدات ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية التي كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها باعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم. وأكدا على أن موضوع المؤسسة العسكرية تجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة».
وإذ علمت «البناء» أن التيار الوطني الحر يرفض التجديد لقائد الجيش، مع انفتاحه على حلول قانونية معروفة لملء الشغور في القيادة وفي رئاسة الأركان والمجلس العسكري، أفادت مصادر إعلامية أن «القوات اللبنانية أبلغت قائد الجيش جوزاف عون أن كتلة الجمهورية القوية ستحضر جلسة التمديد له شرط أن ينحصر جدول أعمالها ببند التمديد فقط». ولفتت الى أن «الأولوية هي لتعيين رئيس أركان درزي ينوب عن قائد الجيش بعد تقاعده في مجلس الوزراء، ويُعمل على تحضير الظروف المؤاتية لانعقاد الجلسة وتأمين نصابها وإجماع الحاضرين على تعيين رئيس الأركان».
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب خلال استقباله مديرة العمليات لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إيديم وسورنو، بأنه «حان وقت إجراء مراجعة من قبل مفوضية شؤون اللاجئين لطريقة عملها في ملف النزوح، حيث تفاقمت المشكلة بسبب غياب خريطة طريق لحل مستدام».
************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
إنجازات حزب الله بعد «طوفان الأقصى»: اشتباك مفتوح يروّض العدوّ ويردع الحرب على لبنان
شكّل «طوفان الأقصى» متغيّراً إستراتيجياً مفصلياً في حركة الصراع، دفع العدو إلى محاولة احتواء مفاعيله عبر شنّ حرب على قطاع غزة. وأسهبت تقارير أميركية وإسرائيلية في الإشارة إلى مداولات شهدتها مؤسسة القرار السياسي والأمني في إسرائيل، ومع واشنطن، حول إمكانية استغلال هذا الحدث لشنّ حرب على حزب الله. ومن يعرف كيان العدو والمنطق الذي يحكم خياراته فلن يُفاجأ بمثل هذا الطرح الذي يتّسق مع أولوياته بضرورة التخلص من حزب الله باعتباره التهديد الإستراتيجي الأول، بحسب التوصيف الرسمي لجيش العدو. كما أن منطق توظيف أي حدث في اتجاه ساحات أخرى، أمر مألوف لدى كل الأطراف الدولية والإقليمية.
طرح هذا الاقتراح، في هذا التوقيت، يعود إلى فكرة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وعدد من كبار ضباط الجيش والمنظومة الأمنية، باستغلال الحضور العسكري الأميركي المباشر واستعداد الجمهور الإسرائيلي لتقديم خسائر بفعل التعبئة الداخلية نتيجة التداعيات الضخمة لـ«طوفان الأقصى»، وتوظيف كل ذلك لمعالجة التهديد الذي يمثّله حزب الله، قبل الانتقال إلى المقاومة في قطاع غزة، انطلاقاً من تقديرات بأن ذلك قد يساهم في إضعاف المقاومة في فلسطين.
ويكشف هذا الطرح الذي لا يزال يتردّد صداه في الساحة الإسرائيلية أن عدم حصول توافق عليه لم يكن أمراً مسلّماً به، بل تبلور نتيجة تقديرات فرضها حضور قوة المقاومة لدى جهات القرار في تل أبيب وواشنطن، وإدراك أن خياراً كهذا سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب والتدحرج نحو مواجهة كبرى في المنطقة.
وبالتالي، فإن عدم تعرّض لبنان لهذا السيناريو في لحظة جنون إسرائيلية لم يكن ليتحقق لولا حضور قدرات المقاومة وتصميمها وإرادتها لدى الجهات المختصة في تل أبيب وواشنطن. والخصوصية الإضافية لهذا الإنجاز أنه يصبّ في معركة دعم المقاومة في فلسطين. والأهم أن المعارضة الواسعة لتوجيه ضربة وقائية إلى حزب الله في لبنان، ووصف مؤيّديها بالحماقة، يعمّقان دلالة الردع الإستراتيجي للمقاومة.
تحصين العمق الأمني
لم يقتصر ردع المقاومة، في ضوء المتغيّرات المتلاحقة التي تشهدها فلسطين، على تجنيب لبنان حرباً يبادر إليها العدو، بل فشلت رسائل الردع الأميركي والإسرائيلي أيضاً في ثنيها عن الدفاع عن أمن لبنان (بالمعنى التكتيكي) ودعم القضية الفلسطينية ونصرة المقاومة في غزة. وتجلّى ذلك أيضاً في منع العدو من إحداث تغيير في قواعد الاشتباك، إذ تمّ ردعه عن محاولة استهداف العمق اللبناني بمستوياته المتعددة، رغم الاشتباك «المفتوح» على الحدود. ولم يكن ذلك ليتحقق إلا نتيجة إدراك مؤسسات القرار السياسي والأمني الإسرائيلي أن حالة «الجنون» التدميري لن تثني حزب الله عن الرد التماثلي على أي تجاوز لخطوط محدّدة حتى لو تطوّرت إلى أخطر السيناريوهات.
بتعبير آخر، نجح حزب الله، حتى الآن، في فرض خيار عملياتي شكَّل تطوراً نوعياً تحت سقف معادلة الردع التي سبق أن أرساها، وفي الوقت نفسه حماية العمق اللبناني. ولا يعني ذلك إغفال حقيقة أن هذا الإنجاز لا يزال مفتوحاً على متغيّرات متنوّعة، كون المعركة مستمرة، إلا أن المقاومة فرضت اتجاهاً يصبّ في مصلحة لبنان وفلسطين، فكيف إذا ما اقترن ذلك بمتغيرات إقليمية تصاعدية لمصلحة محور المقاومة.
الفشل الأميركي
صحيح أن الحشد العسكري الأميركي والأطلسي المباشر هو من تداعيات «طوفان الأقصى»، إلا أنه تحوَّل أيضاً إلى متغيّر مؤثّر في مجرى الأحداث من بوابة محاولة بلورة معادلات تهدف إلى حماية الكيان الإسرائيلي، والتأثير في خارطة التحولات الإقليمية على أمل أن تكون لها تداعياتها في كل ساحة إقليمية ومن ضمنها لبنان. وفي هذا الإطار قرنت الولايات المتحدة تعزيز حضورها العسكري البحري، بتهديدات من كل الطاقم السياسي والعسكري بدءاً من الرئيس جو بايدن لأطراف محور المقاومة في حال تدخّلت في المعركة. وبذلت الإدارة الأميركية جهوداً حثيثة لانتزاع موقف من حزب الله بعدم التدخل، أو حتى استيضاح سقفه العملياتي، باءت جميعها بالفشل رغم كل الحشد الأميركي البحري.
في ضوء ذلك، شكّلت العمليات التي ينفذها حزب الله حماية للبنان ودعماً للمقاومة في غزة إسقاطاً لكل التهويل الأميركي، وأحبطت الرهان على أن يؤدي الحضور العسكري الأميركي المباشر إلى فرض معادلة في مواجهة حزب الله - وبقية أطراف محور المقاومة - بعدما ثبت عجز العدو الإسرائيلي عن ذلك. ومن أبرز دلالات هذا البعد أنه حال أيضاً دون فرض معادلة جديدة (من البوابة الأميركية) تؤدي إلى تأسيس مسار جديد في المنطقة ولبنان.
كشف أداء قيادة المقاومة في مواجهة الأميركي والإسرائيلي معاً، على وقع المتغيّرات المتتالية، عن شجاعة وحكمة في القرار والأداء. ومع الوقت سيصبح هذا البعد أكثر جلاء ووضوحاً لأن الأميركي هو الذي يدير الحرب وحدَّد أهدافها ووتيرتها وضبط ساحتها وأوضح قيودها. ومما لا يحتاج إلى استدلال أن التأسيس لتقويض المعادلة الأميركية في الساحة الإقليمية، شرط رئيسي لإسقاط أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة، ومن دونه لن يكون ذلك متاحاً.
تعزيز الردع الإقليمي
تعزيز معادلات الردع الإقليمي لمصلحة محور المقاومة، حتى الآن، هو نتيجة طبيعية لما تقدّم من إنجازات، إلا أنه يشكل أيضاً قاعدة ومنطلقاً لمزيد من الإنجازات المتصاعدة وسداً منيعاً أمام محاولات الأميركي والإسرائيلي إحداث خرق فيه. ويشكل أداء المقاومة العملياتي على الحدود مع فلسطين المحتلة، إلى جانب ما تشهده ساحات محور المقاومة في اليمن والعراق وسوريا، تأسيساً للارتقاء نحو تغيير جذري في البيئة الإقليمية، إن تطوّرت الحرب القائمة نحو سيناريوهات أكثر خطورة على المقاومة في فلسطين وغزة.
هامش عملياتي مفتوح
تعقيدات المشهد الميداني والإقليمي والتداخل بين الساحات، وتحديداً بين القضية الفلسطينية والساحة الإقليمية، كل ذلك ينطوي على فرص وتهديدات، وعلى قيود ومخاطر، تؤثر كلّها في بلورة الخيارات العملياتية لكل طرف من الأطراف. لذلك فإن نجاح المقاومة في فرض هامش عملياتي مفتوح على سقوف ومستويات متعددة، يشكل إنجازاً نوعياً ستتضح معالمه في ضوء إدراك مفاعيل هذا التداخل في اتجاه الفرص أو القيود والمخاطر. وهو أمر برز على ألسنة المعلّقين الإسرائيليين الذين اعتبروا أن حزب الله نجح في «ترويض» إسرائيل مع سقف عمليات أصبحت روتينية، بعدما كان أقل من ذلك بكثير يمكن أن يُشعل مواجهة عسكرية كبرى. وبقدر اتساع الهامش العملياتي الذي فرضه حزب الله، يتعبّد الطريق لتعاظم تأثيره في اعتبارات جهات القرار الإسرائيلي والأميركي.
حزب الله في «مجلس الحرب»
امتداداً لما تقدّم، تحوَّل إنجاز حزب الله في فرض وتوسيع هامش عملياتي متحرك، تحت سقف معادلة الردع القائمة، إلى معطى إستراتيجي فرض حضوره لدى جهات القرار في تل أبيب وواشنطن، في التخطيط للحرب على غزة. وتحوّلت جبهة لبنان وصولاً إلى اليمن، إلى أحد الكوابيس التي تحضر مع كل خيار تتم دراسته في «مجلس الحرب» الإسرائيلي الذي أصبح الأميركي شريكاً رئيسياً، بل مديراً له من الناحية العملية.
استمرار المعركة مفتوحة على متغيّرات إقليمية وميدانية يترتّب على كل منها سيناريوهات محتملة متعددة، لا يعني أنه لا يمكن الحديث عن إنجازات منذ الآن، خصوصاً أن هذه العناوين تشكل مؤشراً إلى اتجاه تعاظم هذه الإنجازات، وتشمل المزيد من العناوين الميدانية والإقليمية. يبقى أن الإنجاز الذي ينتظره المقاومون في فلسطين والمنطقة، هو أن يتحامق الإسرائيلي بشن عملية برية يتحوّل معها قطاع غزة إلى مستنقع يستنزف جيش العدو، وإمكانية أن يقترن ذلك بتطور استنزافه أيضاً على الحدود مع لبنان الذي بدأ بسقف استهداف المواقع والآليات واصطياد الجنود على الحدود، وإشغال جزء مهم من القوات العسكرية، ونزوح عشرات الآلاف من المستوطنين في اتجاه إيلات وغيرها، وتعطيل الحياة الاقتصادية... وهذا كله في ضوء السقف العملياتي القائم حتى الآن.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
ليف تزور لبنان ورصد ديبلوماسي لترابط الجبهتين
اختلطت الاهتمامات والمتابعات الرسمية والسياسية بين الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية مع #إسرائيل وعودة اثارة ملفات داخلية في مقدمها ملف ملء الشغور المحتمل في قيادة الجيش في مطلع كانون الثاني المقبل وهو الملف الذي تداخلت فيه كل عوامل التناقضات السياسية نظرا الى ارتباطه الوثيق بمعركة رئاسة الجمهورية. ومع ان أي جديد بارز لم يطرأ على المشهد الميداني جنوبا كما على المشهد السياسي داخليا، فان اوساطا ديبلوماسية معنية بمتابعة المعطيات التي يجري تداولها في شأن الوضع الناشئ على الحدود الجنوبية مع إسرائيل لفتت الى ان الأسبوع المقبل قد يحمل دلالات مهمة وبارزة لجهة تبين تطور مسار المواجهات التي تشهدها الحدود الجنوبية على امتداد الخط الأزرق بين “#حزب الله” والجيش الإسرائيلي ومدى تأثرها المباشر بحركة ديبلوماسية غير مسبوقة تضغط بكل الاتجاهات لمنع انفجار حرب واسعة على هذه الجبهة. وإذ بدت الأوساط نفسها شديدة الحذر في ايراد أي توقعات مسبقة غير مضمونة الصدقية نظرا الى استمرار الخطورة الميدانية في مستويات عالية جدا، فان ذلك لم يحجب ملاحظتها بان التاخير المتعمد الثابت في الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة يبدو عاملا مهما لتبريد ولو نسبي في المواجهات الجارية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ولو انه لا يركن لموجات التبريد والتسخين التي غالبا ما ترتبط بعوامل ميدانية. ومع ذلك تتحدث هذه الأوساط عن جلاء متوقع للغبار الميداني والديبلوماسي الكثيف المتعلق بمسار حرب غزة الأسبوع المقبل سينعكس حتما على تصويب الرؤية للمواجهات على الجبهة الجنوبية التي قد تشهد انحسارا مماثلا لما حصل امس.
في أي حال فان الحركة الديبلوماسية الساخنة المتصلة بالوضع في غزة ولبنان تبدو الى تصاعد. وفي معلومات لـ”النهار” في هذا السياق ان مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف ستزور بيروت في الأسبوع المقبل وقد ادرج على جدول لقاءاتها رئيس مجلس النواب #نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب #ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون. وعلم ان ليف ستركز على ضرورة عدم دخول لبنان في حرب مع إسرائيل مع التشديد على التزام لبنان تطبيق القرار 1701 . وتاتي زيارة ليف للبنان ضمن جولة إقليمية تشمل الامارات العربية المتحدة والأردن ومصر وإسرائيل .
الوضع جنوباً
وامس ساد هدؤ حذر الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. وحلّق الطيران الاستطلاعي والحربي الإسرائيلي لأكثر من مرة واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. وبعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية.
ومساء استهدف الجيش الاسرائيلي برج مراقبة للجيش اللبناني في رأس الناقورة بقذيفة مباشرة ما أدى إلى تدميره بالكامل .
بري وميقاتي
اما في المشهد الداخلي وغداة بروز الخلاف حول ملف التعيينات في الشواغر العسكرية، وضع هذا الملف في غرفة العناية المركزة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اللذين اجتمعا امس في عين التينة وتداولا وفق المعلومات التي وزعت عن اللقاء “كل العناوين والقضايا والمستجدات ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية التي كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها بإعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم. وأكدا أن موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة”.
وشكل موضوع تمسك لبنان بقوة “اليونيفيل” محور لقاء بين ميقاتي وسفيرة إيطاليا نيكوليتا بومباردييري التي أكدت “أن ايطاليا تدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية للحفاظ على الامن في #جنوب لبنان”. وحيّت زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب ولا سيما الى قيادة اليونيفيل، “لكونها تشكل رسالة دعم قوية لقوات الامم المتحدة”. وشددت على”أن ايطاليا حريصة على حماية قوات اليونيفيل وقيامها بالمهام المطلوبة منها”.
القوى المسيحية
وسط هذه الأجواء تصاعد “الرصد” السياسي الداخلي على مواقف القوى المسيحية سواء في ما يتصل بالمواجهات الحدودية جنوبا بحيث يرتفع صوت المعارضة بالتحذير من الانزلاق الى حرب ام بخصوص هذا الوضع والملفات الداخلية التي جاءت الجولة “المنقوصة” لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل والتي انتهت الى لقائه وخصمه الإساسي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لتعيد نفض الغبار عنها واولها ملف الشغور الرئاسي علما ان تركيزا إعلاميا وسياسيا برز على تصوير لقاء بنشعي من زاوية أساسية هي اعلاء ركنيه تأييدهما “للمقاومة والسيد حسن نصرالله”.
وغداة جولته المحدودة، طرح باسيل في مؤتمر صحافي خمسة أفكار “بغية التوصّل الى تفاهم وطني حولها” تتلخص بـ”الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقَّه في دولته ومقاومته في وجه آلة القتل والتدمير الاسرائيلية، والمطالبة بفتح تحقيق دولي حول احداث غزّة وخاصةً بمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية ، وتأكيد حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه بوجه اي اعتداء تقوم به اسرائيل، وضرورة حماية لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان الى الحرب، ومنع انزلاق لبنان اليها ، والإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية ، واعتبار ملف النزوح السوري امراً ملحّاً والتعاطي معه كعنصر تفجير للبلد خاصةً في مرحلة التوتر العالي الراهنة”. وقال أن “التيّار الوطني الحرّ مستعّد للقيام بأي جهد مطلوب لتحقيق هذا التفاهم الوطني، وهو منفتح على اي مبادرة او حوار منتج ينهي الفراغ في المؤسسات ويعيد للدولة حضورَها وهيبتَها ودورَها، ويوفّر شروط الوحدة الوطنية كضامن اساسي في مواجهة الأحداث والأخطار من حولِنا”.
في المقابل أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” #سمير جعجع أن “لا هيئات طوارئ وطنية ولا خلايا ازمات ولا اجتماعات طارئة من شأنها ان تفرمل الخطر الوجودي المُندفع بسرعة قياسية نحو لبنان، بل حل وحيد أوحد مفتاحه في يدي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ان كانا جديين في رغبتهما بتجنيب البلاد الطامة الكبرى، إقران القول بالفعل، بعدما اعلنا التزام لبنان القرار1701. فإما ان يدعو رئيس حكومة تصريف الاعمال مجلس الوزراء الى جلسة عاجلة تحت عنوان الخطر الداهم على لبنان، لتتخذ قرارا بنشر الجيش جديا على الحدود وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته ، او يوجه الرئيس بري دعوة لنواب الامة الى جلسة تخصص لاصدار توصية بالاكثرية للحكومة في هذا الخصوص ويرسلها الى الحكومة وينتشر الجيش فورا وقبل فوات الآوان”. واضاف: “غير صحيح ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يدرك حراجة الوضع وخطورته وتداعياته على لبنان كما يُشاع ، فلبنان اليوم في حالة حرب وان كانت لا تزال محصورة جنوباً. اكثر من خمسين شهيدا سقطوا. قصف متبادل يوميا وبوتيرة متصاعدة غير معروفة لحظة تمدده على مساحة الوطن. حتى الحرب المحدودة هذه، كانت لها انعكاسات خطيرة شلت البلاد على المستويات كافة، وباتت تنتظر لحظة الانفجار”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الكتائب #النائب سامي الجميّل أن” لبنان لا يملك كلمة حيال ما يجري من أحداث لأنه رهينة في يد حزب الله الذي يتلقى أوامره من إيران، وعليه فنحن ننتظر بلورة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة لمعرفة في أي اتجاه ستذهب الأمور وهذه مأساة حقيقية، لأن اللبنانيين يشعرون بعجز كلي تجاه مصيرهم، فهم أسرى ميليشيا مسلّحة تنفذ مصالحها وقد استولت على البلد”. ولفت الى أن “الأحداث محصورة على حدود لبنان الجنوبية إلى حين تقرّر إيران أو إسرائيل عكس ذلك، فنشهد عندها انزلاق لبنان إلى حرب سيدفع ثمنها اللبنانيون غاليًا والطريقة الوحيدة لمنعها هي بضغط يمارسه المجتمع الدولي على إيران لأنها هي من تدرّب وتموّل #حماس وحزب الله”.
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
جعجع يقترح توصية نيابية أو قراراً حكومياً لنشر الجيش في الجنوب
فرصة دولية لتجنيب لبنان الحرب والتمديد للقائد “ولو كرِهَ” باسيل
ما زال السعي الدولي لتحذير لبنان من الانزلاق الى الحرب مستمراً. وفي موازاته، سعيٌ داخلي لتجنيب المؤسسة العسكرية خطر الفراغ في القيادة. وبدا أنّ الواقع الميداني في منطقة «قواعد الاشتباك الجديدة» على الحدود الجنوبية، يكبّد قرى الشريط الحدودي يومياً أثماناً بشرية ومادية باهظة. وهذا ما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى إدانة «سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل» على الحدود الجنوبية إسوة بما يحصل في غزة.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنّ هناك «خطراً» يتهدّد لبنان «إذا بقي في موقع المتفرج» حيال تداعيات الحرب في غزة على الجنوب. ولفتت الى أنّ المنطقة تعيش حالياً في ظل المواقف الآتية: موقف أميركي يريد أن تبقى الحرب محصورة في غزة. وموقف ايراني غير واضح لجهة الطلب من «حزب الله» فتح جبهة الجنوب كي لا تُستفرد «حماس» في غزة. وموقف اسرائيلي ملتبس بالنسبة الى لبنان واحتمال مبادرة اسرائيل الى فتح جبهة الجنوب ضد «الحزب». وخلصت المصادر الى القول: «الحل الوحيد الذي يمثل فرصة ثمينة، هو أن يقول لبنان للأميركي والإيراني والإسرائيلي، إنّ الحدود اللبنانية صارت تحت سيطرة الشرعية، فيتم تحضير قرار لبناني لتنفيذ القرار الدولي 1701، بدلاً من أن ينتهي لبنان ساحةً، ولا يعود هناك مجال لأي قرار لبناني على الاطلاق».
وفي موازاة ذلك، بدا الاهتمام الداخلي يتصاعد من أجل معالجة أوضاع المؤسسة العسكرية التي سيكون على عاتقها تطبيق القرار 1701 جنباً الى جنب مع قوات «اليونيفيل».
وعلمت «نداء الوطن» أنّ تأكيد الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في لقائهما أمس على أنّ «موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية للوصول الى النتائج المرجوة»، لم يأتِ من فراغ، فهما يعملان على إيجاد تخريجة قانونية تتيح بقاء قائد الجيش جوزاف عون في موقعه بعد 10 كانون الثاني المقبل، تاريخ بلوغه السنّ القانونية. وفي اجتماع العمل الذي عقده ميقاتي مساء الثلثاء، صيغت المحاولة الأولى، التي تسببت بإغضاب وزير الدفاع موريس سليم بعد تسلّمه مراسلة عاجلة من رئيس الحكومة تحت عنوان «رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش»، قال عنها وزير الدفاع إنّها صيغت بأسلوب غير مألوف.
ولكن هذه المحاولة لا تزال محفوفة بالفشل، خصوصاً اذا انضم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى خيار رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل برفض التمديد، فيما لا يزال رفع السن القانونية بقانون يواجه اعتراض القوى المسيحية المقاطعة للجلسات التشريعية.
حتى الآن، لا تخريجة قانونية واضحة. وثمة من يستعيد شريط واقعة محاولة التمديد للمدير العام للأمن العام للواء عباس ابراهيم التي لم تتحقق فتقاعد، ليقول إنّ حسابات التمديد لقائد الجيش قد لا تكون مضمونة.
وفي المقابل، قالت مصادر مطلعة إن المعطيات تشير الى أن خيار التمديد لقائد الجيش يتقدم على ما عداه إنطلاقاً من ظروف داخلية وخارجية وتقاطعات تحتم التمديد. وستتضح المعطيات أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة. وكشفت هذه المصادر عن مخاطر الشغور في قيادة الجيش بعد الشغور في رئاسة الأركان، واقتراح البعض الاتكال على التراتبية فقط سيؤدي الى تشتت المؤسسة بعودة كل قائد لواء الى مرجعيته السياسية.
الى ذلك، لم يُفاجأ المقربون من الرئيس ميقاتي، من «الاسترخاء» الذي أبداه الوزراء المحسوبون على «التيار الوطني الحر» بعد مشاركتهم في اجتماع العمل الذي ترأسه ميقاتي قبل يومين، تحت عنوان الاستماع إلى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد زيارته العاصمة السورية، ذلك لأنّ الزيارة التي قام بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل للسراي في بداية جولته التشاورية، بدت بمثابة مقدمة للعودة عن قرار المقاطعة.
إلا أنّ ما تبيّن أمس هو أنّ الوزراء العونيين وضعوا سلّة شروط لعودتهم تجعل من كلّ واحد منهم «رئيساً»، سواء لجهة المشاركة في إعداد جدول الأعمال، أو تنقيحه، أو اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء بالإجماع أو توقيع المراسيم من جانب الوزراء الـ24. ويقول مقربون من ميقاتي إنّ عودة الوزراء المقاطعين، موضع بحث ونقاش جدي، لكن رئيس الحكومة لن يكرّس واقعاً جديداً ولن يعطي هؤلاء الوزراء ما رفض تكريسه منذ دخول حكومته في تصريف الأعمال.
من ناحية ثانية، كانت لافتة المواقف التي أعلنها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وجاء فيها «أن لبنان في واقع الحرب، وأن مفتاح منع تمدّدها» في يد بري وميقاتي. ورأى »أن الحل، هو بتوصية نيابية أو قرار حكومي لنشر الجيش وسحب المسلحين من الجنوب». وخلص الى القول: «إننا منكبّون على وضع إطار حل جدي يبعد الخطر عن المؤسسة العسكرية».
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
جعجع يطالب الحكومة بنشر الجيش على الحدود مع إسرائيل
نائب في «حزب الله»: مبادرة إطلاق الصواريخ اليوم بيدنا
خطا رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، في مسار سياسي جديد، بمطالبته الحكومة اللبنانية و«مجلس النواب» بنشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية وسحب المسلّحين من المنطقة، في إشارة إلى «حزب الله» وحلفائه، وتطبيق القرار 1701، وتجنب توسع الحرب إلى الداخل اللبناني؛ أسوة بما فعلته بمصر والأردن، مشيراً إلى أن لبنان، اليوم، «في حالة حرب، وإن كانت لا تزال محصورة جنوباً».
تأتي دعوة جعجع في ظل انقسام سياسي حول التطورات في الجنوب، ومعارضة قوى لبنانية من خصوم «حزب الله» انخراطه في المعارك المندلعة على الحدود الجنوبية، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما لا ينفيه الحزب، حيث أكد النائب عنه حسن فضل الله أن «المبادرة، اليوم، بيد المقاومة وبيد المقاومين الذين يبادرون ويطلقون النار والصواريخ على مواقع العدو المختبئ».
وقال جعجع، في حديث لوكالة الأنباء «المركزية»، إن «مفتاح الحل الوحيد في يديْ رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إن كانا جادّيْن في رغبتهما بتجنيب البلاد الطامّة الكبرى، وإقران القول بالفعل، بعدما أعلنا التزام لبنان بالقرار 1701».
وقال: «إما أن يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال مجلس الوزراء إلى جلسة عاجلة تحت عنوان الخطر الداهم على لبنان، لتتخذ قراراً بنشر الجيش جِدياً على الحدود، وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، أو يوجه الرئيس بري دعوة لنواب الأمة إلى جلسة تُخصَّص لإصدار توصية بالأكثرية للحكومة في هذا الخصوص ويرسلها إلى الحكومة وينتشر الجيش فوراً وقبل فوات الأوان».
وقال جعجع: «فلنرحم اللبنانيين ونوفر عليهم الخطوات الشكلية ولنصوّب نحو الهدف مباشرة، تنفيذ الـ1701 وسحب كل المسلّحين»، مشدداً على أن «خلاف ذلك مضيعة للوقت».
ويقاطع حزب «القوات اللبنانية» جلسات «مجلس النواب» في ظل الشغور الرئاسي، لكن جعجع قال: «إننا سنشارك في أية جلسة نيابية محصورة بالقضية إياها حتماً، فليوجهوا الدعوة لاتخاذ القرار».
وعن قدرات الجيش، قال جعجع إن مؤسسة الجيش «أثبتت قدرة فائقة على تحمل مسؤولياتها في أصعب الظروف، وهي حتماً قادرة على تنفيذ مهمتها في حماية الحدود؛ تجنباً للحرب»، مضيفاً: «آنذاك تصبح حال لبنان تماماً كالأردن أو مصر المحاذيتين لغزة، لكنهما لا تخشيان تمدُّد الحرب إليهما؛ لأن جيشيهما يمسكان بأمن الحدود، وما علينا إلا التمثل بهما».
وعن «حزب الله» قال جعجع: «غير صحيح أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله يدرك حراجة الوضع وخطورته وتداعياته على لبنان، كما يُشاع؛ فلبنان اليوم في حالة حرب، وإن كانت لا تزال محصورة جنوباً. أكثر من خمسين شهيداً سقطوا. قصف متبادل يومياً، وبوتيرة متصاعدة غير معروفة لحظة تمدُّده على مساحة الوطن. حتى الحرب المحدودة هذه كانت لها انعكاسات خطيرة شلّت البلاد على المستويات كافة، وباتت تنتظر لحظة الانفجار».
وتُعدّ دعوة جعجع ذروة المطالب السياسية بتحييد لبنان عن الحرب الدائرة بقطاع غزة، في وقتٍ تتواصل فيه الانتقادات لـ«حزب الله» في الحرب. ورأى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب سامي الجميّل أن لبنان لا يملك كلمة حيال ما يجري من أحداث؛ لأنه رهينة في يد «حزب الله» الذي يتلقى أوامره من إيران، وعليه فنحن ننتظر بلورة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة؛ لمعرفة في أي اتجاه ستذهب الأمور، وهذه مأساة حقيقية؛ لأن اللبنانيين يشعرون بعجز كلي تجاه مصيرهم، فهُم أسرى ميليشيا مسلّحة تنفذ مصالحها وقد استولت على البلد.
لكن «حزب الله»، في المقابل، يمضي بالمواجهات العسكرية على الحدود. وقال النائب حسن فضل الله، في تشييع مُقاتل للحزب في بلدة عيتا الشعب الحدودية: «هؤلاء الشباب يدافعون، اليوم، عن لبنان وعن الأمة، وينتصرون لغزة وللقدس». وأضاف: «صحيح أنها معركة قاسية وحامية، ولكن نحن في المقاومة لها إن شاء الله، ومهما كانت التضحيات، لا يوجد لنا خيار في لبنان إلا أن نقاتل هذا العدو الذي يمكن أن يعتدي على بلدنا في أية لحظة عندما تسنح له الفرصة، ويمكن أن يأتي إلى هنا ليكرر ما كان يفعله في الستينات والسبعينات والثمانينات».
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تجدُّد الإشتباك حول التعيينات العسكرية .. وحراك لتلافي الفراغ
عشرون يوماً على زلزال غزة ولا تزال المناخات العسكرية والسياسية نفسها، وبدأ منسوب الخوف من الدخول في الاستنزاف القاتل يرتفع في ظل العجز الدولي عن الوصول الى قرارات تفرض وقف اطلاق نار فوري، وفشل الحسم العسكري ان بالدخول البري لجيش الاحتلال او بتحقيقه اهدافاً عسكرية على حماس تجعله يوقف مجازره ضد المدنيين ويذهب الى المفاوضات. وحده عداد الشهداء يتغير بين لحظة واخرى ليتعدى الـ٧ آلاف شهيد حتى أمس بينهم عدد مخيف من الاطفال. في هذه الاثناء لا تزال جبهة الجنوب نقطة مشتعلة عى امتداد ١٢٠ كيلومتراً، وكان يوم امس هو الأهدأ نسبيًا لكنه لم يغيّر شيئا في مستوى الخوف لدى اللبنانيين من اندلاع حرب في أي لحظة.
فيما استمرّت آلة الحرب الاسرائيلية تدك غزة وتدمّرها مخلّفة الآلاف من القتلى والجرحى والدمار الشامل بالبنى التحتية والممتلكات، تواصلت المواجهات أمس على الجبهة الجنوبية اللبنانية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي بدأت تمارس سياسة الارض المحروقة بإطلاق القذائف الحارقة على خراج البلدات الحدودية حتى تنقشع لها الرؤية على ما يبدو، بعدما عطّلت لها المقاومة ودمرت كل اجهزة الرصد والتنصت والتجسس على الحدود من الناقورة صعودا حتى جبل الشيخ.
واكد مصدر سياسي مطلع عن كثب على الاتصالات الدولية مع لبنان لـ«الجمهورية» ان التهديدات لم تتراجع ولا احد يعطي تطمينات من الطرفين. وقال ان وضع لبنان اصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بما يحصل في غزة حتى ولو تَمثّل باستنتاجات غير مستندة الى معلومات دقيقة. وكرر المصدر اكثر من مرة: «عينكم على غزة خصوصاً انه من المبكر جدا الحديث عن مفاوضات… نحن ذاهبون الى مزيد الدم والكلمة للميدان»…
وعن جولة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل التشاورية وما اذا كان يمكن للبنان ان يقطف فرصة نتيجة وحدة الموقف، قال المصدر: «ان حركة باسيل فارغة ولا تصرف في اي شيء، ولا مفاعيل لها سوى انه قال انا موجود ولا زلت فاعلًا وأساسيًا».
اما ملف التمديد لقيادة الجيش فوصفه المصدر بأنه «زوبعة في فنجان ولن يتعدى الحكايا والمواقف العابرة ولن يؤخذ اي قرار في شأنه»، قائلاً: «لا تغرّنكم التصريحات حول وحدة الصف تجاه الحرب وهذا طبيعي، اما الانقسام الداخلي حول كل الملفات فلا يزال على حاله».
الفراغ العسكري
وعلى رغم الاستعدادات الجارية لمواجهة كل الاحتمالات سواء في الجنوب او على صعيد حرب غزة، ينصَبّ الاهتمام الداخلي على تلافي حصول فراغ في قيادة الجيش، حيث تنتهي ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون وخدمته في 10 كانون الثاني المقبل، ولم تَرسُ المشاورات الجارية بعد على صيغة لتلافي هذا الفراغ بتأخير تسريح قائد الجيش او تمديد ولايته، او بتعيين رئيس اركان للجيش يتولى هو القيادة خلفاً لعون الى حين تعيين قائد جديد للجيش.
وهذه الافكار كانت محور البحث في اللقاء امس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ذلك غداة رفض وزير الدفاع موريس سليم تأخير تسريح قائد الجيش.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انه يتحكم بهذا الملف خلفيات تتصل بالاستحقاق الرئاسي، فالبعض يقول ان من يؤيّد التمديد لقائد الجيش يستبطِن دعماً لترشيحه لرئاسة الجمهورية على رغم من ان هذا الامر يحتاج الى تعديل دستوري لا توافق واضحاً عليه حتى الآن، فيما الذي يعارض هذا التمديد او تأخير تسريحه لا يؤيّد ترشيحه لرئاسة الجمهورية في اعتبار ان استمراره في منصبه يُبقي باب ترشيحه للرئاسة مفتوحاً.
وثمة فريق ثالث يرى ان لا موجب للبحث في هذا الملف الآن لأنه لا يزال هناك شهرين ونصف شهر تقريباً على موعد انتهاء ولاية قائد الجيش، ومن الآن وحتى ذلك الحين يمكن ان يحصل ما يفرض انتخاب رئيس جمهورية جديد خصوصا انّ الاستحقاق الرئاسي تحرك مجددا في ضوء جولة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التشاورية على المرجعيات والقيادات السياسية، والتي كان هذا الاستحقاق من بين مواضيع البحث خلالها.
وكان وزير الدفاع موريس سليم قد اعترض على كتاب وجّهه اليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفق الاصول يطلب منه فيه تقديم اقتراحات لملء الفراغ في قيادة الجيش، واستغربت الاوساط الحكومية اعتراض سليم وانفعاله نتيجة هذا الطلب، مع العلم ان رئيس الحكومة المسؤول عن السياسة العامة للحكومة يملك صلاحية مخاطبة الوزراء والطلب منهم ان يتخذوا ما يراه من تدابير او قرارات تنسجم مع السياسة الحكومية ومصلحة لبنان واللبنانيين.
بري وميقاتي
على ان هذا الملف وملفات أخرى كانت محور بحث في اللقاء أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي. وافادت معلومات رسمية وزّعت بعد اللقاء انهما «تداولا بالعناوين والقضايا والمستجدات كافة، ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية»، واكدا انّ «كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها، في اعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم». كذلك أكدا أن «موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة إن شاء الله».
بري يُواكِب
في غضون ذلك واكبَ بري التطورات الميدانية في القرى والبلدات الحدودية في ضوء تصاعد العدوانية الاسرائيلية واستهدافها للاحياء السكنية والمدنيين اللبنانيين وإستخدام الاسلحة والذخائر المحرمة دولياً، وتحديداً القذائف الفوسفورية والإنشطارية ضد المساحات الحرجية في خراج بلدات علما الشعب، رميش، عيتا الشعب، الضهيرة، مروحين ويارون، تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.
وقال: «هي سياسة الارض المحروقة تنتهجها إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية ضد الحجر والبشر في قطاع غزة. كما على طول خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ان ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة».
جولة باسيل
وفي المواقف الداخلية أعلن باسيل في مؤتمر صحافي امس انتهاء جولته التشاورية على المرجعيات والقيادات السياسية، تحت عنوان «حماية لبنان والوحدة الوطنية»، أنه حملَ الى مَن تشاور معهم «مجموعة أفكار، وليس مبادرة».
وبعد ان عدّد هذه الافكار وفنّدها قال انه لمس ممّن تشاور معهم «ادراكا للمخاطر العالية التي تواجه لبنان وحرصا على البلد، وارتياحا وتشجيعا للخطوة التي قام بها، على الرغم من وجود اختلاف في المقاربات وفي وجهات النظر في بعض المواضيع». وشدد على أن «الجميع يسلّم بضرورة إنجازالإستحقاق الرئاسي»، لافتا الى أنه أبدى «للجميع الإستعداد للبحث بانفتاح ومرونة في أسماء شخصيات جامعة ومؤهلة لتولي المنصب، ومع احتفاظه بما سمعه من كل طرف». وأكد أن «الظروف مهيأة لمقاربة رئاسية جديدة، ولن يكون سهلاً على أحد أن يتحمل مسؤولية إستمرار الفراغ الرئاسي الذي بات سببا مباشرا لتفكك الدولة».
وعن الكلام الذي تناوله الإعلام في شأن الشغور المحتمل في قيادة الجيش، قال باسيل: «أنا لم اطرحه على أحد، إنما طُرح عليّ من بعض من التقيتهم واعطيت جوابي الواضح حول وجود حلول قانونية».
جعجع
وفي هذه الاثناء لاحظ رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع خلال الخلوة التنظيمية السنوية التي أقامتها منطقة عاليه في معراب أن «لبنان يمر في مرحلة مفصلية، وقد نشهد تصعيداً للأوضاع الأمنية وما يترتب عليها من أثمان يدفعها المواطنون نتيجة قرارات تؤخذ خارج الحدود ولا دور للبنانيين وللحكومة بها». وشدّد على أن المنطقة «لن تعرف السلام قبل إيجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية يتمثّل بحل الدولتين وفقاً لمقررات القمة العربية التي انعقدت في بيروت عام 2002». وأسِف لأن «لبنان اليوم على هامش الحلول او التسويات التي يجري البحث فيها خلال الإجتماعات المعلنة أو السرِّية، في اعتبار أن الممانعة التي تحكّمت بالبلاد على مدى السنوات المنصرمة، وما زالت حتى يومنا هذا، أنهَت مظاهر الدولة السيّدة ودمّرت المؤسسات لمصلحة الدويلة، إلى جانب حكومة عاجزة حالياً عن اتخاذ أي قرار مؤثر وفاعل في ظل تزايد المخاوف عند المواطنين من تفلّت الأوضاع وتحويل لبنان ساحة لتبادل الرسائل السياسية والأمنية الإقليميّة والدوليّة».
الوضع الميداني
على الصعيد الميداني جنوباً، استمر الوضع أمس على حاله، فسيطر الهدوء الحذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة.
الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحاً واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية التي هدّت المنازل.
واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا ومحلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون قرب الشريط الحدودي. فيما اغارت مسيرة اسرائيلية على أطراف عيتا الشعب ولم تتسبب بخسائر بشرية.
وقال الجيش الاسرائيلي انّه شنّ غارة جوّية في لبنان استهدفت موقعاً أُطلِق منه صاروخ أرض-جو في اتّجاه طائرة مسيّرة إسرائيلية.
في غضون ذلك، أعلن «حزب الله» أمس استشهاد المقاومين حسين محمد علي حريري «سلمان» وطه حسين طه من مدينة النبطية في جنوب لبنان، وعلي إبراهيم جواد «دماء» من بلدة لبّايا في البقاع. كذك أعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ فرقه نقلت منتصف ليل أمس الأوّل جثماني شهيدين و6 جرحى من محيط بلدة يارون إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي بعدما تمّ استهدافهم بالقصف الإسرائيلي.
حرب طويلة
وذكر الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس، في مؤتمر صحافي، أنّ «إعادة المختطفين جزء لا يتجزأ من جهود الحرب»، لافتًا إلى «أننا نخوض حربًا طويلة تتطلب منا الحكمة ونتوقع تحديات صعبة»، في إشارة إلى الهجمات المستمرة على قطاع غزة.
وزعم غانتس أنّ «جيشنا على الحدود الشمالية يدافع بقوة بعد أن أجلَينا السكان»، في إشارة إلى المستوطنات قرب الحدود مع لبنان. وأشار إلى أنّ «تشكيل مجلس إدارة الحرب أثبتَ جدواه في اتخاذ القرارات ومستقبل بقائي في الحكومة سيتحدد لاحقًا».
الموقف الايراني
في عضون ذلك أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في كلمة له امام الجمعية العمومية للامم المتحدة استعداد قادة حركة حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين غير العسكريين لديها، واستعداد طهران بدورها لبذل المساعي مع قطر وتركيا للإفراج عنهم. وأوضح أنّ «حماس مستعدة للإفراج عن المدنيين في مقابل 6 آلاف سجين فلسطيني».
وأكّد أمير عبد اللهيان أنّ «إيران تؤدي دوراً كبيراً في نشر السلم والأمن، وأنّ بلاده لن تقف مكتوفة اليدين إذا إستمرت عمليات إبادة الفلسطينيين». وقال إنّ إيران «تتابع الإبادة الجماعية، التي ترعاها الولايات المتحدة مُخالِفة بذلك الميثاق والقانون الدولي، وهي تساعد المحتلّ عسكرياً ومادياً». ودعا إلى «وقف القتل وإرسال الأسلحة، والتوقف عن ارتكاب الإبادة في غزة وفلسطين». وشدّد على أنّه إذا أرادت «الولايات المتحدة منع توسّع الحرب، فعليها ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف العدوان وقتل السكان وتدمير وسائل العيش، في جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية».
وأكّد أمير عبد اللهيان أنّ «أي تطبيع مع إسرائيل مَآله الفشل». وأوضح أنّ «التطورات الأخيرة في فلسطين تُبرهن على أن نتيجة التطبيع مع تل أبيب لا يمكن أن تقوم بإنكار حقوق الشعب الفلسطيني». وأشار إلى أنّه «مع استمرار العدوان على غزة لن نستطيع وقف إطلاق النار، وغرب آسيا منطقتنا، ولا نتهاون أو نتحفظ عندما يتعلق ذلك بأمننا». وأضاف: «وفقاً للقانون الدولي، فإن ما قامت به حماس أمر شرعي وحق مُتجذر بالدفاع عن النفس ضد النظام المحتل»، وأنّ «عملية طوفان الأقصى تُعَدّ رداً على جرائم الاحتلال طوال 75 عاماً». وقال إنّ «الولايات المتحدة ودولاً أوروبية تدعم قتل نحو 7 آلاف مدني في أقل من 3 أسابيع في غزة والضفة الغربية».
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي قد قال في كلمة له من مدينة مشهد الإيرانية انّ «الولايات المتحدة تُشعل الحرب في المنطقة وسياستها تهدف للحفاظ على الكيان الصهيوني». وقال: «إذا أقدم الصهاينة على هجوم بري في غزة فسيُدفنون فيها»، موضحًا أنّه «يجب أن تعلم إسرائيل أن استمرار مجازرها سيغير المعادلات وستحترق بالنار التي أشعلتها». وأشار إلى أنّ «الغرب في حالة عداء مع المنطقة ولا يمكن لمسؤوليه زيارتها إلا في الخفاء وفي الليل»، لافتًا إلى أنّ «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تلقّت أيضًا هزيمة نكراء في معركة طوفان الأقصى».
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
صمود جنوبي عند خطوط النار.. وواشنطن تتمسَّك بدور اليونيفيل
تريُّث في إجراءات منع الشغور في قيادة الجيش.. وبرِّي لا يرغب باستخدام ورقة المجلس
… وفي اليوم العشرين، خفت حدَّة المواجهات على طول الحدود المتوترة بين لبنان واسرائيل. وشهدت قرى الجنوب بعض الهدوء، الذي افسح في المجال امام حزب الله وجمهوره لتشييع الشهداء الذين سقطوا في الايام الثلاثة الماضية، على وقع اصوات القذائف القريبة والبعيدة، بما في ذلك القذائف الفوسفورية.
وعادت الحركة الطبيعية الى معظم الجنوب، على نحو افضل، وسط اصرار جنوبي على الصمود، وعدم المغادرة، على الرغم من اطلاق قوات الاحتلال، من مواقع براينت على خراج بلدة عيتا الشعب قذائف فوسفورية، ادت الى احراق عدد من الاحراج في المنطقة.
ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: «ما يحصل من حرائق تضرمها القذائف الفوسفورية الابيض المحرمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي»، واجرى اتصالات للمسارعة في اخمادها.
دبلوماسياً، طالب وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب والذي التقى عددا من السفراء (9 سفراء) وابلغهم موقف لبنان، طالبا نقله الى حكوماتهم، من انه من غير المقبول ان تستمر اسرائيل بتهديد لبنان باعادته الى العصر الحجري، معتبرا ان لبنان يرى ان وقف التوتر يبدأ بخطوة وقف النار..
وفي الاطار الجنوبي، اكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر ان الولايات المتحدة ملتزمة بمهمة القوات الدولية في جنوب لبنان.. نافيا علمه بوجود خطط لسحب قوات اليونيفيل من الجنوب.
قيادة الجيش ورئاسة الأركان
وفي الواجهة، بقي هاجس ملء الفراغ في المؤسسة العسكرية، عبر ايجاد حل لقضية قائد الجيش الذي يُحال الى التقاعد بعد شهرين ونيف، ورئيس الاركان الشاغر منصبه منذ اشهر، وهو المؤهل حسب قانون الدفاع الوطني بملء الشغور في قيادة الجيش لحين تعيين قائد جيش اصيل.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك حاجة إلى حل لموضوع الشغور في قيادة الجيش وهناك ٣ خيارات، اثنان منهما يصعب تحقيقهما الأول هو صدور التمديد من وزير الدفاع والوزير لا يقبل به كما أن قائد الجيش أبلغ المعنيين رفضه لذلك، كما كانت الحال عليه مسألة التمديد للعماد جان قهوجي ومدير المخابرات في حينه، أما الخيار الثاني فيتصل بالتعيين داخل مجلس الوزراء للاعضاء الثلاثة في المجلس العسكري أي رئيس الأركان ومدير عام الإدارة والمفتش العام، وهذا الخيار صعب بسبب مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر فضلا عن وجود طرح مقابل يقول أنه في الأمكان إنجاز ٤ تعيينات أي إضافة تعبين قائد الجيش إلى تعيينات المجلس العسكري، وهذا الطرح متداول من قبل الفريق الذي كان يعارض الفكرة ولكن ليس معلوما جدية السير به، وهناك صعوبة في إقراره نظرا إلى فرض قائد جيش على رئيس الجمهورية المقبل.
ولفتت المصادر إلى أن الاقتراح الثالث الذي يقضي باللجوء إلى مجلس النواب عبر قانون يرفع سن العمداء والضباط سنة إضافية عندها يبقى قائد الجيش الحالي في موقعه وكل العمداء وهذا يشمل جميع الاسلاك الأمنية بما في ذلك مدير عام قوى الأمن الداخلي ونائب مدير أمن الدولة، مشيرة إلى أن ما حصل بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع حول ارسال الأول الكتاب إلى الوزير سليم بشأن رفع اقتراحات وكأنه يقول بالتعيين في مجلس الوزراء وقد صدر بيان عن الوزير سليم بشأن ما جرى.
وحضر هذا الملف في الاجتماع الذي عقد في عين التينة بين الرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من زاوية انه لا يجوز ان يطال الفراغ المؤسسة العسكرية التي هي المؤسسة الوطنية الضامنة، للاستقرار والممثلة للوحدة الوطنية.
ونقل عن الرئيس ميقاتي قوله: ان موضوع قائد الجيش ورئيس الاركان يمكن ان يطبخ على نار خفيفة، لان مؤسسة الجيش لا تعني طرفاً بل تعني كل اللبنانيين.
واعاد وزير العدل هنري خوري الكتاب الذي بموضوعه رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في قيادة الجيش، معتبرا انه عند وجود الاصيل لا صلاحية على الاطلاق للوكيل في كل امر يعود امر البت به للأصل.
وحسب مصادر في كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) فإن نواب الكتلة على استعداد للمشاركة في جلسة التمديد لقائد الجيش شرط ان ينحصر جدول الاعمال ببند التمديد فقط.
ورأت المصادر ان تعيين رئيس الاركان في الواجهة اولاً، لانه بامكانه ان ينوب عن قائد الجيش اذا حصل الشغور.
وحسب معلومات «اللواء» من مصادر نيابية معنية، فإن الرئيس بري طلب من الرئيس ميقاتي التريث، وعدم الاستعجال، لئلا يؤثر الامر سلباً على محاولة التيار الوطني الحر التقارب مع الرئاستين الثانية والثالثة، على ان تبدأ الخطوة الاولى بتعيين رئيس للاركان في جلسة يتفق عليها ويشارك فيها جميع الوزراء، لتتخذ طابعاً جامعاً.
برنامج باسيل 5 نقاط تقرّبه من المحور
وقبل ان يلتقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رؤساء احزاب وكتل المعارضة، لا سيما حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، وكتل المعارضة التي تقاطع معها على تسمية الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة الاولى، عقد باسيل مؤتمرا صحافيا افرج فيه عن سلة الاقتراحات التي ناقشها مع الشخصيات الرسمية والحزبية التي التقاها وتتضمن 5 نقاط:
1- الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، والمطالبة بفتح تحقيق لمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين العزّل. والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.
2- التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان الى الحرب، ومنع انزلاق لبنان اليها.
3- الإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية..
4- التعاطي مع النزوح السوري كعنصر تفجير للبلد، واتخاذ الإجراءات لتخفيف سريع لأعداد النازحين.
5- استعادة حقوق لبنان، والتزام بالقرار 1701، وبمبادرة بيروت العربية للسلام واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلّة، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحماية كافة حقوق لبنان وموارده في المياه والغاز والنفط.
جولة حمية
ومن مطار رئيس رفيق الحريري الدولي، جال وزير الاشغال العامة علي حمية، يرافقه رئيس مجلس ادارة شركة «الميدل إيست» محمد الحوت في المطار، وتحدث عن اجراءات اتخذت لتأمين سير انتظام العمل فيه وسلامة الطيران على حد سواء.
ورداً على سؤال حول المتطلبات الدولية المتعلقة بالعوائق أمام سلامة الطيران، قال: «هذا الموضوع يجب أن نقوم به بشكل دوري، وبناء عليه فقد تم تأمين التمويل له، ونحن في القريب العاجل في صدد الإعلان عن التعاقد مع مديرية الشؤون الجغرافية للمسح الجوي فوق المطار، كي يصار إلى تحديد دقيق جدا للعوائق أمام إقلاع وهبوط الطائرات».
أما بالنسبة لشركة الـMEAS المعنية بصيانة وتشغيل المطار، فأعلن أنه «سيصار إلى تحويل مبلغ -بقرار من مجلس الوزراء- لتقوم هذه الشركة بالمهمات المنوطة بها».
وعن الـFast Track (الممر السريع)، قال: «سنستأنف العمل به عبر مجلس الإنماء والإعمار بعد توقفه منذ العام 2017، فهذا الممر يزيد القدرة الاستيعابية للمطار بحوالي 2 مليون راكب، فضلا عن أنه يساهم في تخفيف الازدحام عن الممرات العادية في المطار».
اضاف: «أما بخصوص سلك الإطفاء في المديرية العامة للطيران المدني الذي يعاني من شغور مزمن في فرقته، فسجري مباراة لتعيين 25 موظفا في السلك تطبيقا لقرار مجلس الوزراء».
وردا على سؤال عن إمكانية طلب المساعدة الدولية لحماية المطار، قال: «هذا الأمر لن يحصل أبدا، ولا يمكن أن نطلب من أحد أي مساعدة في هذا الخصوص، فالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية مولجة بهذا الأمر، وهم وحدهم المسؤولون عن حماية المطار والمرافق العامة».
عين الحلوة
وفي تطور مريب، تجددت الاشتباكات عند محور البركسات- الصفصاف، وشهد المخيم نزوحاً الى مدينة صيدا ومحيطها.
هدوء.. في الجنوب
ميدانياً ساد هدوء حذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحّا واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. قرابة الحادية عشرة، استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. بعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية.
***************************
افتتاحية صحيفة الديار
اسرائيل العاجزة عن رصد «خطوط» حزب الله «الحمراء» تنتقم بالقذائف الفوسفورية
قلق من «الرسالة» «والصورة»… وتشكيك بتقديرات الاستخبارات حول جبهة الشمال
دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تعيش قلقا من صورة التقطت في بيروت بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومسؤولين في «حماس» والجهاد»، وغرقت في تحليل مضمونها، اغرق الحدود الجنوبية بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا ما ادى الى اندلاع حرائق شاسعة في مساحات حرجية واسعة جرى السيطرة عليها ليلا. في هذا الوقت، وزير الحرب يوآف غالانت المتخبط مع رئيس حكومته في «وحول» غزة، يؤكد ان سلاح الجو مستنفر استعدادا لاحتمال تطور الوضع في الشمال، اسرائيل وجيشها تقف على «رجل واحدة» مع انعدام القدرة على التأكد من عدم فتح جبهة أخرى، هي «دولة» كاملة مشلولة تحت رعب الصواريخ وخوف لن يتلاشى عبرت عنه صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية بسؤال يختصر المشهد لسنوات قادمة « من سيعود للسكن في غلاف غزة إذا لم تبد حماس؟ ومن سيعود للسكن في بلدات الشمال في حين يقف 18 ألف مقاتل مدرب وصلب من «وحدة الرضوان» التابعة لـ «حزب الله»، على الجدار؟ في الداخل حيث الاستنفار بلغ ذروته لاعداد حالة طوارىء لمواجهة احتمال توسع الحرب، لا تزال «الحركة» السياسية دون «بركة» ولا جديد يبنى عليه لانجاز الاستحقاق الرئاسي، كما تقول مصادر سياسية بارزة، تحدثت عن ان التركيز راهنا ينصب على ايجاد حل للشغور في المؤسسة العسكرية، وفيما ابلغت القوات اللبنانية من يعنيهم الامر انها مستعدة لتغطية جلسة نيابية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، لا يزال التيار الوطني الحر على موقفه الرافض ويعمل على ايجاد مقايضة مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تنتج تعيينات في المراكز الشاغرة في المجلس العسكري وفي مقدمتها رئيس الاركان الذي يحل مكان القائد في حال الشغور؟!
الصورة «المقلقة»
لا تزال دولة الاحتلال قلقة من نوايا حزب الله، وتبحث عن اجوبة حول «الخطوط الحمراء» لدى حزب الله مرتبطة بالحرب في غزة، دون معرفة بالضبط ما هي وكيف سيقرر الحزب ان إسرائيل تجاوزتها، وقد شكلت الصورة التي جمعت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، «رسالة» بالغة الدلالة لاسرائيل،وقد رات فيها وسائل الاعلام الإسرائيلية رسالة غاية في الخطورة، وقالت انه تم تعمد نشرها من قبل حزب الله وهي ترتبط بما يقلق إسرائيل من تطبيق عملي متزايد لمبدأ وحدة الساحات.
واعتبر عدد من المعلقين الإسرائيليين على اكثر من قناة تلفزيونية وخصوصا القناة «13»ان غياب نصر الله عن القاء خطاب طوال الأيام السابقة، وتفضيله الصمت، هو متعمد لاخفاء ما ينوي عليه حزب الله، وماهي الشروط التي سوف تؤدي الى تصعيد الأمور في الشمال، وترك المشهد غير واضح بالنسبة لإسرائيل.واهتمت وسائل الاعلام الإسرائيلية بالرسالة الخطية لنصر الله لمقاتلي الحزب بدلا من القاء خطاب، وتحدث المعلقون الإسرائيليون ان مضمون رسالة نصر الله التي تطلب من وسائل الاعلام اعتبار شهداء الحزب في المعارك الدائرة في جنوب لبنان شهداء على طريق القدس، مؤشر على اتجاه الحزب ونظرته للمعركة في غزة. وان الصورة التي جمعت القادة الثلاثة إضافة الى الرسالة الخطية، يحاول من خلالها حزب الله ان يظهر ان قوى المقاومة موحدة وان الجبهات مشتركة.
تشكيك بالتقييم الاستخباراتي
في هذا الوقت سخراعلام العدو من تقييم استخباراتي مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقالت صحيفة «هآرتس» انه يجب أخذ الحذر اللازم بتصديق تلك التقييمات في ضوء فشل يوم السبت الأسود. ويشير التقييم الى ان حزب الله يساهم بنصيبه من الشمال في النضال الفلسطيني، ويستغل ضعف إسرائيل الذي ظهر في غزة من أجل زيادة قوة المواجهة على الحدود مع لبنان. ولكن لا إيران ولا حزب الله معنيان بالتضحية بالمشروع اللبناني من أجل إنقاذ المشروع الغزي الموجود -حسب رأيهما- في مكان تفضيل أقل. كما يبدو، إذا عملت إسرائيل في غزة بشكل جيد وأظهرت تصميماً في لبنان بدعم من أميركا، فثمة احتمالية معقولة لردعهما عن شن حرب إقليمية. هذا التقدير يجب التعامل معه بتشكيك تقول صحيفة «هآرتس» التي اكدت ان حزب الله حقق إنجازاً عندما تسبب في إخلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من منطقة الحدود وجذب عدداً من وحدات الاحتياط وثبتها هناك. هو قام بعدد كبير من الهجمات، التي قتل فيها ستة جنود ومواطن إسرائيلي. وإيران تستعين بمليشياتها التي تمولها من أجل تنفيذ هجمات بالمسيرات والصواريخ على القواعد الأميركية في سوريا والعراق، وتسخّن الأجواء بالتدريج في دول الخليج. تجري هنا لعبة خطيرة، التي قد تخرج بسهولة عن السيطرة حتى الآن. وهذا ما يقلق الأميركيين.
حزب الله يتصرف بمسؤولية
من جهتها لفتت الصحيفة الى ان اسرائيل تلقي المسؤولية على الحكومة حول التطورات في لبنان، وتهدد بتدمير البنى التحتية المدنية. وقالت ان السؤال الاستراتيجي يبقى: إلى أي درجة يمكن لمثل هذه التهديدات أن تؤثر على حزب الله ؟ ولفتت الى انه وبالرغم من نشاطات الحزب المتزايدة ضد إسرائيل فإنه يتصرف مثل حكومة مسؤولة عن دولة وليس كمنظمة. وما يجري اختبار صعب جداً لتوازن الردع الذي ما يزال موجوداً، وهو الذي يحد من ارتفاع شدة المواجهة في الوقت الحالي.
يوم القذائف الفوسفورية
ميدانيا، استخدمت قوات الاحتلال القذائف الفوسفورية المحرمة دوليا، وتعمدت احداث حرائق واسعة على الحدود الجنوبية، ادت الى احتراق مساحة شاسعة تقدر بـ 300 دونم، واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين المحتشدين في المنطقة.وقد استهدفت مدفعية العدو، ظهر امس، محلة غاصونا في خراج بلدة بليدا بقذيقتين من عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. كما قصف العدو محيط مواقعه في الراهب وراميا بالقذائف الفوسفورية ما تسبّب باندلاع حريق، وهرعت فرق الإطفاء من بنت جبيل ورميش لإطفائه. كذلك، طاول القصف الإسرائيلي أطراف بلدة عيترون، وحوصر عدد من العمال في مزارع المواشي بالقصف والنيران وتم اخلاؤهم بعد تدخل قوات «اليونيفيل». في هذا الوقت دمر جيش الاحتلال برج مراقبة تابع للجيش اللبناني في راس الناقورة بعد استهدافه بقذيفة مباشرة. إلى ذلك، أخفت سحب الدخان معالم بلدتي الناقورة وعلما الشعب بسبب الحريق الذي تسبّب به القصف الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية. ونجحت فرق الإطفاء على إخماده مع حلول ساعات المساء الاولى، وقد اصيب احد عناصر الدفاع المدني بلغم ارضي. في غضون ذلك،أعلن حزب الله، استشهاد المقاوميْن حسين محمد علي حريري «سلمان» من مدينة النبطية في جنوب لبنان، وعلي إبراهيم جواد «دماء» من بلدة لبّايا في البقاع. كما أعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ فرقه نقلت منتصف ليل أمس جثماني شهيدين و6 جرحى من محيط بلدة يارون إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي بعدما تمّ استهدافهم بالقصف الإسرائيلي. وقد اعلن حزب الله مساء عن استهداف وسائط الجمع الحربي في الموقع البحري الاسرائيلي في رأس الناقورة.
المقايضة؟
وسط هذه الاجواء، وغداة الخلاف حول ملف التعيينات في الشواغر العسكرية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي . وتداول الرئيسان كافة العناوين والقضايا والمستجدات ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية التي كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها بإعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم .وأكدا على أن موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان ثمة مقايضة يجري العمل عليها بين التيار الوطني الحر ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي تقوم على عودة الوزراء المحسوبين على «التيار» الى الحكومة مقابل قبوله بتوقيع 24 وزيرا، وقد كلف وزير العدل هنري الخوري التباحث مع رئيس الحكومة للتواصل الى صيغة مناسبة. واذا تم ذلك ستبدأ حلحلة الكثير من الملفات ومنها الشغور في المؤسسة العسكرية، ويميل رئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل الى القبول باستكمال التعيينات في المجلس العسكري وخصوصا رئاسة الاركان ليحل مكان قائد الجيش، عند حصول الشغور، وهو لا يزال عند موقفه الرافض للتمديد للعماد جوزاف عون سنة واحدة كما يقترح ميقاتي بالتوافق مع بري. وحول الكلام الذي تناوله الإعلام بشأن الشغور المحتمل في قيادة الجيش، قال باسيل في مؤتمر صحافي»أنا لم اطرحه على أحد، انما طُرح عليّ من بعض من التقيتهم واعطيت جوابي الواضح حول وجود حلول قانونية». في المقابل تشير المعلومات الى ان القوات اللبنانية ابلغت قائد الجيش ان نوابها سيحضرون اي جلسة نيابية للتمديد له شرط ان ينحصر جدول اعمالها ببند التمديد فقط.! ولم يعرف في هذا السياق اذا ما كان هذا الموقف نهائيا ام في اطار المزايدات على التيار الوطني الحر؟
الاتصالات وخطة الطوارىء
في هذا الوقت، أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أن «أوجيرو»، «ألفا» و»تاتش»، تقدمت بخطة طوارئ في حال نشوب حرب على لبنان»، موضحا أن «الهدف ليس تخويف الناس، إلا ان الحيطة واجب»، مشيرا الى ان «هيئة اوجيرو ستعلن عن خط ساخن يسمح للمواطنين بالمراجعة في حال حصول أي طارئ أو عطل». ولفت الى ان «الخطة تتضمن المولدات المتحركة، تعبئة مخزون المازوت بالكامل، حفظ الداتا، غرفة التحكم عن بعد بالشبكات، بالإضافة الى تأمين احتياجات السوق من بطاقات التشريج، وتأمين الحماية على مدار الساعة تحسباً لأي خرق إلكتروني، وذلك تبعاً للأولويات من وزارة الصحة والداخلية والصليب الأحمر والطواقم الطبية والصحافيين.
بري: اتقوا الله
في هذا الوقت، اطلق كل من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الكتائب سامي الجميل مواقف «متشنجة» ازاء ما يحصل جنوبا، ما زاد من بواعث القلق لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نقل عنه زواره استياءه من محاولة لافتعال توتير سياسي داخلي في توقيت حرج، ستؤدي الى ارباك الساحة الداخلية واضعافها بدل التضامن في مواجهة حالة الهيجان الاسرائيلي التي تحاول المقاومة ترويضها من خلال الرسائل النارية على طول الحدود. ويقارن بري في مجالسه بين المواقف المسؤولة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط وبين تلك المواقف المريبة التي تستدرج الداخل الى سجالات لا طائل منها فيما المنطقة برمتها تقف على «برميل بارود». وهو يخاطب هؤلاء بالقول» اتقوا الله».
ماذا يريد جعجع والجميل؟
وكان رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع اكد في طرح يحمل اكثر من «علامة استفهام» أن «لا هيئات طوارئ وطنية ولا خلايا ازمات ولا اجتماعات طارئة من شأنها ان تفرمل الخطر الوجودي المُندفع بسرعة قياسية نحو لبنان، حل وحيد أوحد مفتاحه في يدي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ان كانا جديين في رغبتهما بتجنيب البلاد الطامة الكبرى، إقران القول بالفعل، بعدما اعلنا التزام لبنان القرار1701. فإما ان يدعو رئيس حكومة تصريف الاعمال مجلس الوزراء الى جلسة عاجلة تحت عنوان الخطر الداهم على لبنان، لتتخذ قرارا بنشر الجيش جديا على الحدود وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته ، او يوجه الرئيس بري دعوة لنواب الامة الى جلسة تخصص لاصدار توصية بالاكثرية للحكومة في هذا الخصوص ويرسلها الى الحكومة وينتشر الجيش فورا وقبل فوات الآوان!
اما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل فاختار تبني السردية الغربية في مقاربة الامور معتبرا أن لبنان لا يملك كلمة حيال ما يجري من أحداث لأنه، حسب وصفه، رهينة في يد حزب الله الذي يتلقى أوامره من إيران، وعليه فنحن ننتظر بلورة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة لمعرفة في أي اتجاه ستذهب الأمور وهذه مأساة حقيقية، لأن اللبنانيين يشعرون بعجز كلي تجاه مصيرهم، فهم أسرى ميليشيا مسلّحة تنفذ مصالحها وقد استولت على البلد.. واعتبر ان الطريقة الوحيدة لمنع الحرب هي بضغط يمارسه المجتمع الدولي على إيران لأنها هي من تدرّب وتموّل حماس وحزب الله!
باسيل يرفض «العنصرية»
من جهته اعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، أنه أنهى جولة تشاورية ذات معايير معيّنة تحت عنوان حماية لبنان والوحدة الوطنية مؤكدا أن الحوار هو البداية…وأعلن باسيل عن خمس أفكار يتقدّم بها التيار الوطني الحر بغية التوصل الى تفاهم وطني. واهمها التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه بوجه اي اعتداء تقوم به اسرائيل، وضرورة حماية لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان الى الحرب، ومنع انزلاقه اليها . الإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية تنفّذ برنامج الإصلاحات المطلوبة واللازمة وتحمي لبنان ووحدتَه الوطنية. واعتبار ملف النزوح السوري امراً ملحّاً والتعاطي معه كعنصر تفجير للبلد. وفي موضوع آخر قال باسيل «بقدر ما نرفض ونشجب ممارسات قام بها بعض المتظاهرين على طريق عوكر، فإننا نرفض الردود الإنفعالية العنصرية ضد شعب أو بشرة أو عرق أو ثقافة، فهذه ليست من قيمنا الإنسانية ولا من تعاليمنا المسيحية، ومن يقوم بها لا يشبهُنا».
توتر في «عين الحلوة»؟
وفي توقيت مشبوه عاد الهدوء المشوب بالحذر الى مخيم عين الحلوة بعد الاشتباك المسلّح الذي شهده مساء امس على محور حي الصفصاف البركسات على خلفية اغتيال شقيق أحد الإسلاميين ويدعى أحمد دياب.و شهد المخيم اطلاق رصاص كثيف، تزامنا مع حركة نزوح لمواطنين من المخيم..
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الشرق: حرب الإبادة في غزة تحصد 7000 شهيد
في اليوم الـ 20 للحرب الاجرامية الدامية، تصاعدت حدة الغارات الجوية بشكل خطير جدا، وشاركت المدفعية الإسرائيلية إلى جانب الطيران الحربي النفاث في استهداف مئات المناطق في القطاع، أغلبها منازل ووحدات سكنية، فأوقعت مئات الشهداء والمصابين الجدد، ليزيد ذلك من حجم الضغط على المنظومة الصحية المنهارة، بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود لهذه المشافي.
وزادت حدة هذه الغارات والقصف المدفعي، للتغطية على عملية توغل برية محدودة نفذتها قوات الاحتلال في منطقة حدودية تقع على الحدود الشمالية لقطاع غزة.
الصحة التابعة لـ”حماس”
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح امس ، أنه استعداداً للمراحل القتالية التالية فقد دخلت قواته إلى شمال غزة، مضيفاً أن دبابات الجيش ومشاته ضربت عدداً من الخلايا المسلحة والبنية التحتية ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات. وتابع، “منذ ذلك الحين خرج الجنود من المنطقة وعادوا للأراضي الإسرائيلية.
كما شهدت الحدود الشرقية لمنطقة وسط قطاع غزة، مئات الغارات التي نفذها الطيران والمدفعية الإسرائيلية.
وشهدت تلك المنطقة أيضا اشتباكات مع نشطاء من المقاومة، وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن ناشطيها استهدفوا طائرة مروحية شرق مخيم البريج وسط القطاع بصاروخ من نوع “سام 7″، وقالت في بلاغ عسكري إن ناشطيها أكدوا إصابة تلك الطائرة
وفي السياق، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن إسرائيل تطبق تهديدها بإعادة القطاع 50 سنة إلى الوراء، وقال في تصريح صحافي إن القصف الإسرائيلي دمر نصف الوحدات السكنية في القطاع.
واتهم إسرائيل في ذات الوقت باستخدام ذخيرة تسبب دمارا هائلا في البنية التحتية، كما أشار إلى أن إسرائيل تستخدم ذخيرة جديدة تتسبب في إذابة أطراف الجرحى، وقال “هناك مؤشرات كثيرة على أن إسرائيل تستخدم ذخائر محرمة دوليا”.
كما اشتكى من آلية إدخال المساعدات، وقال إن عملية الإدخال “هزيلة ولا تتناسب مع الحاجات الهائلة للقطاع”، مؤكدا أن المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي مركز إيواء واحد لـ24 ساعة.
وجاء ذلك في الوقت الذي تعمل فيه وزارة الصحة بظروف صعبة، في ظل انهيار منظومتها الصحية، حيث تعاني المشافي من نقص حاد وكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، “لا مكان آمناً في غزة”، بسبب القصف الإسرائيلي المركز على القطاع.
وتوضح وزارة الصحة في آخر إحصائية لها، أن قوات جيش الاحتلال ارتكبت 688 مجزرة بحق العائلات، وتظهر الإحصائية الجديدة أن هناك 149 عائلة فقدت أكثر من 10 شهداء من أفرادها في المجازر.
وتؤكد أيضا أن مؤشر عدد الضحايا في قطاع غزة بات يتصاعد بشكل مطرد بعد مجزرة المستشفى المعمداني التي صمت عليها العالم.
وتشير أيضا إلى أنها تلقت 1600 بلاغ عن مفقودين منهم 900 طفل لا يزالون تحت الأنقاض، لافتة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 44 مجزرة في الساعات الماضية راح ضحيتها 756 شهيدا منهم 344 طفلاً إضافة إلى إصابة 1142 مواطنا بجراح مختلفة.
في الأثناء، تجاوزت حصيلة الشهداء في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي عتبة السبعة آلاف، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات، وفق وزارة الصحة.
وبالحديث عن المنظومة الصحية، فقد أكد الناطق باسم وزارة الصحة، أن قوات الاحتلال وخلال غاراتها الجوية استهدفت 57 مؤسسة صحية، ما أدى إلى استشهاد 73 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف المؤسسات الصحية بشكل مباشر، وعمد إلى تهديد كل المستشفيات بالقصف، موضحا أن الغارات الجوية والحرب أدت حتى اللحظة إلى إخرج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة.
وفي السياق، فقد دعت حركة حماس إلى “حراك جماهيري” فلسطيني وعربي وإسلامي للمطالبة بفتح معبر رفح، “ووقف حرب الإبادة” التي تنفذها دولة الاحتلال منذ 20 يوما.
وردا على الاستهداف الإسرائيلي المستمر للمدنيين، قصفت كتائب القسام مجددا تل أبيب برشقة صاروخية مكثفة، وذلك غداة قصفها حيفا وإيلات وأسدود، مما أسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين.
وفي الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في طوباس، في الوقت الذي نفذ الاحتلال فيه عمليات اقتحام جديدة، واعتقالات شملت في الساعات الماضية أسيرات محررات وجامعيات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :