افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 30 كانون اول 2020

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 30 كانون اول 2020

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

مناورة عسكريّة في غزة تحيّة لذكرى ‏سليماني ّ وتحذير للاحتلال من المخاطرة ‏بالعدوان كلام نصرالله عن أزمة الثقة يفتح الباب لوساطات تُخرج الحكومة من عنق ‏الزجاجة / دياب يرفع الصوت بوجه التحقيق: لماذا لم يسأل العارفون بالنيترات ‏ومخاطرها وصمتوا؟

 

أحيت‎ ‎غزة‎ ‎على‎ ‎طريقتها‎ ‎ذكرى‎ ‎استشهاد‎ ‎قائد‎ ‎فيلق‎ ‎القدس‎ ‎في‎ ‎الحرس‎ ‎الثوريّ‎ ‎الإيرانيّ‎ ‎الجنرال‎ ‎قاسم‎ ‎سليماني،‎ ‎فجاءت‎ ‎المناورات‎ ‎التي‎ ‎تخللها‎ ‎إطلاق‎ ‎الصواريخ‎ ‎تعبيراً‎ ‎عن‎ ‎التحوّل‎ ‎الذي‎ ‎دخلته‎ ‎قوة‎ ‎فصائل‎ ‎المقاومة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎رعاية‎ ‎ومتابعة‎ ‎سليماني‎ ‎لبناء‎ ‎مقدرات‎ ‎تتيح‎ ‎صناعة‎ ‎الردع‎ ‎بوجه‎ ‎الاحتلال،‎ ‎وكان‎ ‎إجراء‎ ‎المناورات‎ ‎بذاته‎ ‎حدثاً‎ ‎جديداً‎ ‎ولافتاً‎ ‎تحت‎ ‎عيون‎ ‎الاحتلال‎ ‎يعبر‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎التحول،‎ ‎وقرأت‎ ‎مصادر‎ ‎قيادة‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎المناورات‎ ‎كرسالة‎ ‎مكمّلة‎ ‎لكلام‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎عن‎ ‎تنامي‎ ‎قدرات‎ ‎محور‎ ‎المقاومة،‎ ‎وتحذير‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎من‎ ‎أي‎ ‎مغامرة‎ ‎عدوانية‎.‎


لبنانياً،‎ ‎توقفت‎ ‎الأوساط‎ ‎السياسيّة‎ ‎أمام‎ ‎الكلام‎ ‎الداخلي‎ ‎للسيد‎ ‎نصرالله‎ ‎في‎ ‎توصيف‎ ‎أزمة‎ ‎الحكومة‎ ‎كحصيلة‎ ‎لتعقيدات‎ ‎داخلية‎ ‎لا‎ ‎علاقة‎ ‎لها‎ ‎بالحديث‎ ‎عن‎ ‎روابط‎ ‎بينها‎ ‎وبين‎ ‎الانتقال‎ ‎الرئاسيّ‎ ‎الأميركيّ،‎ ‎سواء‎ ‎لجهة‎ ‎الاتهامات‎ ‎بربط‎ ‎تفاوضيّ‎ ‎يريد‎ ‎الحكومة‎ ‎ورقة‎ ‎تحسّن‎ ‎موقع‎ ‎إيران‎ ‎في‎ ‎مفاوضات‎ ‎مع‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎نافياً‎ ‎وجود‎ ‎أي‎ ‎مفاوضات‎ ‎أصلاً‎ ‎حول‎ ‎الملفات‎ ‎الإقليميّة‎ ‎من‎ ‎الجانب‎ ‎الإيراني،‎ ‎أو‎ ‎لجهة‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎تريّث‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎للتحرّر‎ ‎من‎ ‎الفيتو‎ ‎الأميركي‎ ‎على‎ ‎تمثيل‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎بحيث‎ ‎تضمن‎ ‎كلام‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎عن‎ ‎البعد‎ ‎الداخلي‎ ‎تحت‎ ‎عنوان‎ ‎أزمة‎ ‎الثقة‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎إيحاء‎ ‎ضمنياً‎ ‎بعدم‎ ‎اتهام‎ ‎الحريري‎ ‎بالسلبيّة‎ ‎تجاه‎ ‎تمثيل‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎وتوقعت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للملف‎ ‎الحكوميّ‎ ‎أن‎ ‎يترجم‎ ‎كلام‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎بتحريك‎ ‎وساطات‎ ‎يكون‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بها‎ ‎قد‎ ‎يتولاها‎ ‎مجدداً‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎لإخراج‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎من‎ ‎عنق‎ ‎الزجاجة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎أن‎ ‎شوطاً‎ ‎مهماً‎ ‎قد‎ ‎تمّ‎ ‎تجاوزه‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التفاهم‎ ‎على‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎نصف‎ ‎الحكومة‎ ‎كتوزيع‎ ‎للحقائب‎ ‎ومقبوليّة‎ ‎التسمية‎ ‎والحق‎ ‎بها،‎ ‎ويمكن‎ ‎للمزيد‎ ‎من‎ ‎المساعي‎ ‎والمخارج‎ ‎التي‎ ‎تقترحها‎ ‎أن‎ ‎تنجح‎ ‎بتجاوز‎ ‎ما‎ ‎تبقى‎ ‎قبل‎ ‎حلول‎ ‎موعد‎ ‎دخول‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎الى‎ ‎البيت‎ ‎الأبيض‎.‎


على‎ ‎الصعيد‎ ‎الداخلي‎ ‎أيضاً‎ ‎كان‎ ‎حديث‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أمام‎ ‎الصحافيين‎ ‎عن‎ ‎خلفيات‎ ‎موقفه‎ ‎من‎ ‎التحقيق‎ ‎العدلي،‎ ‎محور‎ ‎اهتمام‎ ‎لجهة‎ ‎استكشاف‎ ‎الاتجاه‎ ‎الذي‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يسلكه‎ ‎المسار‎ ‎القضائي‎ ‎المتوقف‎ ‎حالياً،‎ ‎حيث‎ ‎نقل‎ ‎عن‎ ‎دياب‎ ‎قوله،‎ ‎إنه‎ ‎إضافة‎ ‎لشعوره‎ ‎بجرح‎ ‎معنويّ‎ ‎وأخلاقيّ‎ ‎بسبب‎ ‎توجيه‎ ‎الاتهام‎ ‎إليه،‎ ‎يتساءل‎ ‎مثله‎ ‎مثل‎ ‎أي‎ ‎مواطن‎ ‎لبناني،‎ ‎أين‎ ‎هم‎ ‎الذين‎ ‎كانوا‎ ‎يعرفون‎ ‎بوجود‎ ‎نيترات‎ ‎الأمونيوم‎ ‎ومخاطرها‎ ‎وصمتوا‎ ‎عليها‎ ‎لسنوات،‎ ‎وهم‎ ‎موجودون‎ ‎بين‎ ‎القضاة‎ ‎الذي‎ ‎بقي‎ ‎الملف‎ ‎بين‎ ‎أيديهم‎ ‎سنوات،‎ ‎وفي‎ ‎مجلس‎ ‎الدفاع‎ ‎الأعلى‎ ‎الذي‎ ‎عقد‎ 20 ‎اجتماعاً‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎حكومة‎ ‎دياب‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يتحدّث‎ ‎أحد‎ ‎من‎ ‎المسؤولين‎ ‎العسكريين‎ ‎والأمنيين‎ ‎عن‎ ‎الأمر،‎ ‎فيما‎ ‎وجد‎ ‎مقرّبون‎ ‎من‎ ‎دياب‎ ‎أنه‎ ‎يُستهدف‎ ‎لمواقفه‎ ‎التي‎ ‎أزعجت‎ ‎دولاً‎ ‎كبرى‎ ‎تشارك‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تحقيقاتها‎ ‎الموازية‎ ‎مع‎ ‎التحقيق‎ ‎اللبناني،‎ ‎ووجدت‎ ‎فرصتها‎ ‎للانتقام‎ ‎من‎ ‎دياب‎ ‎على‎ ‎مواقفه‎.‎
ولا‎ ‎يزال‎ ‎الجمود‎ ‎السياسيّ‎ ‎يظلل‎ ‎المشهد‎ ‎الداخلي‎ ‎وبالتالي‎ ‎ترحيل‎ ‎الملفات‎ ‎الداهمة‎ ‎الى‎ ‎العام‎ ‎المقبل‎ ‎وعلى‎ ‎رأسها‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎الذي‎ ‎ينتظر‎ ‎عودة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎لاستئناف‎ ‎المشاورات‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎.‎


وحتى‎ ‎ذلك‎ ‎الحين‎ ‎تملأ‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎الوقت‎ ‎الضائع‎ ‎بالسجالات‎ ‎والاتهامات‎ ‎المتبادلة،‎ ‎لاسيما‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎كليمنصو‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎على‎ ‎خلفية‎ ‎مواقف‎ ‎رئيس‎ ‎الاشتراكي‎ ‎النائب‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎الأخيرة‎ ‎الذي‎ ‎حمل‎ ‎خلالها‎ ‎الحريري‎ ‎مسؤولية‎ ‎تأخير‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بسبب‎ ‎فرض‎ ‎أسماء‎ ‎الوزراء‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎.‎

‎وردّ‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ "‎المستقبل‎" ‎مصطفى‎ ‎علوش‎ ‎على‎ ‎جنبلاط‎ ‎بالقول‎ ‎إن‎ "‎المشكلة‎ ‎عند‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎لا‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎". ‎ورد‎ ‎علوش‎ ‎على‎ ‎كلام‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ "‎الاشتراكي‎" ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎حول‎ ‎أخطاء‎ ‎الحريري‎ ‎بفرض‎ ‎أسماء‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎قال‎ ‎علوش‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني‎: ‎‎"‎لا‎ ‎أدري‎ ‎أين‎ ‎تذهب‎ ‎مروحة‎ ‎جنبلاط،‎ ‎إذ‎ ‎يتحدث‎ ‎حيناً‎ ‎يميناً‎ ‎ثم‎ ‎يعود‎ ‎ليتحدث‎ ‎شمالاً،‎ ‎فليقل‎ ‎لنا‎ ‎ما‎ ‎قصده‎ ‎بذلك‎ ‎وليخفف‎ "‎غلبته‎ ‎شوي‎".‎
كلام‎ ‎علوش‎ ‎استدعى‎ ‎رداً‎ ‎تصعيدياً‎ ‎من‎ ‎الاشتراكي،‎ ‎إذ‎ ‎كتب‎ ‎عضو‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎النائب‎ ‎بلال‎ ‎عبدالله‎ ‎على‎ ‎تويتر‎ ‎قائلاً‎: ‎‎"‎للمرة‎ ‎الثانية‎ ‎خلال‎ ‎شهر،‎ ‎ينبري‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل،‎ ‎مهاجماً‎ ‎ساخراً‎ ‎ومحاولاً‎ ‎استيعاب‎ ‎إشارات‎ ‎وملاحظات‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط،‎ ‎فيخفق‎ ‎في‎ ‎الرد،‎ ‎ولو‎ ‎حاول‎ ‎ارتداء‎ ‎قناع‎ ‎الصقور‎ ‎في‎ ‎تياره‎ ‎حصداً‎ ‎للشعبويّة‎. ‎لن‎ ‎نساجلك‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎الظروف،‎ ‎لأن‎ ‎فشلك‎ ‎واضح‎ ‎في‎ ‎تقمّص‎ ‎دور‎ ‎منظر‎ ‎التيار‎!".‎


وفي‎ ‎سياق‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎اتجاه‎ ‎لتفعيل‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎مطلع‎ ‎العام‎ ‎الجديد،‎ ‎برزت‎ ‎زيارة‎ ‎رئيس‎ ‎لجنة‎ ‎الصداقة‎ ‎النيابية‎ ‎اللبنانية‎ -‎‎ ‎الفرنسية‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎الفرنسي‎ ‎النائب‎ ‎الفرنسي‎ ‎لوييك‎ ‎كيرفران‎ Kervran ‎Loïc،‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا‎ ‎حيث‎ ‎التقى‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎بحضور‎ ‎النائب‎ ‎سيمون‎ ‎أبي‎ ‎رميا‎. ‎وأكد‎ ‎النائب‎ ‎الفرنسي‎ ‎التزام‎ ‎بلاده‎ "‎الوقوف‎ ‎الى‎ ‎جانب‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الظروف‎ ‎الصعبة‎ ‎التي‎ ‎يمر‎ ‎بها،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعد‎ ‎انفجار‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎وتداعيات‎ ‎جائحة‎ "‎كورونا‎".‎
ولفت‎ ‎الى‎ "‎ضرورة‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎كشرط‎ ‎أساسي‎ ‎لتنفيذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة‎ ‎والحصول‎ ‎على‎ ‎المساعدات‎ ‎الدولية‎ ‎خصوصاً‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎مؤتمر‎ "‎سيدر‎". ‎وأكد‎ ‎النائب‎ ‎الفرنسي‎ ‎أن‎ "‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎قائمة،‎ ‎وأن‎ ‎فرنسا‎ ‎لا‎ ‎تترك‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎الظروف‎ ‎وأن‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎ملتزم‎ ‎تعهداته‎ ‎تجاه‎ ‎لبنان‎".‎


كما‎ ‎أكد‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎لديه‎ ‎إرادة‎ ‎ورغبة‎ ‎بزيارة‎ ‎لبنان‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتم‎ ‎تحديد‎ ‎موعد‎ ‎جديد‎ ‎للزيارة‎ ‎وفقاً‎ ‎للظروف‎". ‎وأطلع‎ ‎النائب‎ ‎كيرفران‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎على‎ ‎عمل‎ ‎لجنة‎ ‎الصداقة‎ ‎اللبنانية‎ -‎‎ ‎الفرنسية،‎ ‎كاشفاً‎ ‎عن‎ ‎أن‎ "‎المؤسسات‎ ‎المدنيّة‎ ‎في‎ ‎فرنسا،‎ ‎كما‎ ‎البلديات‎ ‎وكذلك‎ ‎النواب‎ ‎استطاعوا‎ ‎تأمين‎ ‎مبلغ‎ 3 ‎ملايين‎ ‎أورو‎ ‎مساعدات‎ ‎للبنان‎ ‎بعد‎ ‎انفجار‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎".‎


وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للحركة‎ ‎الفرنسية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إن‎ ‎لفرنسا‎ ‎مصلحة‎ ‎استراتيجيّة‎ ‎في‎ ‎تفعيل‎ ‎حضورها‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎الذي‎ ‎يشكل‎ ‎لها‎ ‎الباب‎ ‎الرئيسي‎ ‎للدخول‎ ‎الى‎ ‎المنطقة‎ ‎وتعزيز‎ ‎نفوذها‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والسياسي،‎ ‎ولذلك‎ ‎سيستمر‎ ‎الحضور‎ ‎الفرنسي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وسيترجم‎ ‎بتجديد‎ ‎المبادرة‎ ‎التي‎ ‎أطلقها‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎"‎،‎ ‎كما‎ ‎لفتت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎لبنان‎ ‎يشكل‎ ‎البوابة‎ ‎التي‎ ‎ستدخل‎ ‎منها‎ ‎فرنسا‎ ‎الى‎ ‎سورية‎ ‎بعد‎ ‎استكمال‎ ‎التفاهمات‎ ‎الإقليميّة‎ -‎‎ ‎الدوليّة‎ ‎وإنضاج‎ ‎الحل‎ ‎السياسي‎ ‎في‎ ‎سورية‎ ‎وعودة‎ ‎الاستقرار‎ ‎إليها‎"‎،‎ ‎ورجّحت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎تجري‎ ‎فرنسا‎ "‎محادثات‎ ‎مكثفة‎ ‎مع‎ ‎الأميركيين‎ ‎فور‎ ‎تسلم‎ ‎الإدارة‎ ‎الجديدة‎ ‎وذلك‎ ‎لانتزاع‎ ‎الضوء‎ ‎الأخضر‎ ‎الأميركي‎ ‎لتسهيل‎ ‎مهمة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎بتأليف‎ ‎الحكومة‎".‎


في‎ ‎موازاة‎ ‎ذلك‎ ‎أشارت‎ ‎أوساط‎ ‎سياسية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎السبب‎ ‎الأول‎ ‎لتأخير‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎هو‎ ‎أزمة‎ ‎الثقة‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎بعد‎ ‎تراكمات‎ ‎من‎ ‎الخلافات‎ ‎والتراجع‎ ‎عن‎ ‎الوعود‎ ‎وعدم‎ ‎الالتزام‎ ‎بالاتفاقات‎". ‎أما‎ ‎السبب‎ ‎الآخر‎ ‎بحسب‎ ‎الأوساط‎ ‎فهو‎ "‎رهان‎ ‎بعض‎ ‎الأطراف‎ ‎الداخلية‎ ‎والإقليمية‎ ‎على‎ ‎أحداث‎ ‎وتطورات‎ ‎أمنية‎ -‎‎ ‎عسكرية‎ ‎كضربة‎ ‎أميركية‎ ‎على‎ ‎إيران‎ ‎قبيل‎ ‎رحيل‎ ‎إدارة‎ ‎الرئيس‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎ ‎وانعكاس‎ ‎ذلك‎ ‎على‎ ‎موازين‎ ‎القوى‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎لصالح‎ ‎حلفاء‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎ودول‎ ‎الخليج‎". ‎فيما‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎الى‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎هو‎ ‎لطالما‎ ‎كان‎ ‎المسهل‎ ‎الأول‎ ‎للمبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎ولتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎ولا‎ ‎يزال‎ ‎وسيعمل‎ ‎بقوة‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎الهدف،‎ ‎لكن‎ ‎الكرة‎ ‎في‎ ‎ملعب‎ ‎الآخرين‎"‎،‎ ‎موضحة‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎لن‎ ‎يقبل‎ ‎بأن‎ ‎تُفرض‎ ‎عليه‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎المسيحيين‎ ‎فيما‎ ‎تحتكر‎ ‎قيادات‎ ‎الطوائف‎ ‎الأخرى‎ ‎والأطراف‎ ‎السياسية‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎المحسوبين‎ ‎عليها‎"‎،‎ ‎مشددة‎ ‎على‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎يعتبر‎ ‎أن‎ ‎المعايير‎ ‎الموحّدة‎ ‎والمساواة‎ ‎بين‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎هو‎ ‎الباب‎ ‎الرئيسي‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎وبالتالي‎ ‎لن‎ ‎يوقع‎ ‎مراسيم‎ ‎حكومة‎ ‎تخالف‎ ‎الأصول‎ ‎الدستورية‎ ‎والتوازنات‎ ‎السياسية‎ ‎والطائفية‎ ‎والنيابية‎".‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎أفيد‎ ‎أن‎ ‎محكمة‎ ‎التمييز‎ ‎الجزائية‎ ‎طلبت‎ ‎من‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎في‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎ ‎القاضي‎ ‎فادي‎ ‎صوان‎ ‎عبر‎ ‎النيابة‎ ‎العامة‎ ‎التمييزية‎ ‎ملف‎ ‎التحقيقات،‎ ‎لكن‎ ‎صوان‎ ‎امتنع‎ ‎عن‎ ‎تزويدها‎ ‎بالملف‎ ‎مبرراً‎ ‎أن‎ ‎محكمة‎ ‎التمييز‎ ‎لم‎ ‎توقف‎ ‎السير‎ ‎بالتحقيقات‎.‎


وفي‎ ‎السياق‎ ‎نفسه،‎ ‎أكّد‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أنّه‎ ‎أوّل‎ ‎من‎ ‎فتح‎ ‎الباب‎ ‎للمحقق‎ ‎العدلي‎ ‎في‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎ ‎القاضي‎ ‎صوان‎. ‎وسأل‎ ‎دياب‎: ‎‎"‎هل‎ ‎لأنني‎ ‎لم‎ ‎أنزل‎ ‎الى‎ ‎المرفأ‎ ‎أصبح‎ ‎أنا‎ ‎الفاسد؟‎". ‎وقال‎ ‎في‎ ‎دردشة‎ ‎مع‎ ‎الصحافيين‎ ‎في‎ ‎السرايا‎ ‎الحكومية‎: ‎‎"‎إذا‎ ‎كان‎ ‎لدى‎ ‎القاضي‎ ‎صوان‎ ‎أي‎ ‎شيء‎ ‎ضدي‎ ‎فليرسله‎ ‎الى‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎والأمور‎ ‎تسلك‎ ‎مجراها‎ ‎وأنا‎ ‎أحتكم‎ ‎للدستور‎". ‎وسأل‎ "‎هل‎ ‎يُعقل‎ ‎أنّه‎ ‎ضمن‎ ‎ادّعاءات‎ ‎القاضي‎ ‎صوان‎ ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎اسم‎ ‎قاضٍ‎ ‎أو‎ ‎أمنيّ‎ ‎بينما‎ ‎يدّعي‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة؟‎". ‎كما‎ ‎كشف‎ ‎دياب‎ ‎سبب‎ ‎إلغاء‎ ‎زيارته‎ ‎المرفأ‎ ‎قبل‎ ‎الانفجار،‎ ‎قائلاً‎ "‎لم‎ ‎أنزل‎ ‎إلى‎ ‎المرفأ‎ ‎لأنّ‎ ‎وصلتني‎ 3 ‎معلومات‎ ‎مختلفة‎ ‎على‎ ‎مدى‎ ‎ساعتين‎ ‎وخلال‎ 20 ‎اجتماعاً‎ ‎للمجلس‎ ‎الأعلى‎ ‎للدفاع‎ ‎لم‎ ‎يرفع‎ ‎أحد‎ ‎يده‎ ‎ليُبلغ‎ ‎عن‎ ‎وجود‎ ‎النيترات‎. ‎وهم‎ ‎يعرفون‎".‎


على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎أكد‎ ‎دياب‎ "‎أننا‎ ‎ذاهبون‎ ‎إلى‎ ‎الإقفال‎ ‎إذا‎ ‎زادت‎ ‎نسب‎ ‎الإصابات‎ ‎بكورونا‎ ‎وعدم‎ ‎الالتزام،‎ ‎قائلاً‎ "‎يوم‎ ‎الاثنين‎ ‎نأخذ‎ ‎القرار‎ ‎وإلا‎ ‎هناك‎ ‎خشية‎ ‎من‎ ‎الدخول‎ ‎في‎ ‎النموذج‎ ‎الإيطالي‎"‎،‎ ‎مضيفاً‎ "‎سنزيد‎ ‎قريباً‎ 100 ‎سرير،‎ 60 ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎و‎40 ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎الحكومية‎"‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎ان‎ "‎إصابات‎ ‎كورونا‎ ‎طفيفة‎ ‎في‎ ‎المدارس‎ ‎ولا‎ ‎خوف‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎الصعيد‎".‎


وكان‎ ‎دياب‎ ‎التقى‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎الذي‎ ‎قال‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎ "‎أطلعنا‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎على‎ ‎آخر‎ ‎الاتصالات‎ ‎الجارية‎ ‎مع‎ ‎شركة‎ "‎فايزر‎". ‎حصل‎ ‎تأخير‎ ‎في‎ ‎النقاش‎ ‎حول‎ ‎بعض‎ ‎النقاط،‎ ‎لا‎ ‎سيّما‎ ‎في‎ ‎مقدمة‎ ‎العقد‎. ‎فنحن‎ ‎وشركة‎ "‎فايزر‎" ‎لدينا‎ ‎بعض‎ ‎الملاحظات‎ ‎التي‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎نأخذها‎ ‎في‎ ‎الاعتبار،‎ ‎منها‎ ‎الحصانة‎ ‎السيادية‎ ‎وعدم‎ ‎وجود‎ ‎قانون‎ ‎نافذ‎ ‎يحمي‎ ‎الشركات‎ ‎المصنّعة‎ ‎للأدوية‎ ‎واللقاحات‎ ‎لاستخدام‎ ‎المنتوجات‎ ‎بصورة‎ ‎طارئة‎. ‎وأكد‎ ‎حسن‎ ‎أن‎ "‎هذه‎ ‎الملاحظات‎ ‎لن‎ ‎تؤثر‎ ‎على‎ ‎موعد‎ ‎وصول‎ ‎اللقاح‎ ‎قبل‎ ‎منتصف‎ ‎شهر‎ ‎شباط‎ ‎المقبل‎". ‎أما‎ ‎بالنسبة‎ ‎إلى‎ ‎الجدل‎ ‎القائم‎ ‎حول‎ ‎موضوع‎ ‎إقفال‎ ‎البلد‎ ‎والمطار‎ ‎بعد‎ ‎الأعياد،‎ ‎فأوضح‎ ‎حسن‎ ‎أن‎ "‎نتيجة‎ ‎التجارب‎ ‎السابقة‎ ‎وصلنا‎ ‎لخلاصة‎ ‎تؤكد‎ ‎حتمية‎ ‎ملاحقة‎ ‎البؤر‎ ‎الوبائيّة‎ ‎في‎ ‎المناطق‎ ‎التي‎ ‎تتواجد‎ ‎فيها‎ ‎أعداد‎ ‎إصابات‎ ‎محددة،‎ ‎والعمل‎ ‎على‎ ‎تتبعها‎ ‎ومعالجتها‎ ‎أو‎ ‎إقفال‎ ‎تلك‎ ‎الأماكن،‎ ‎إلى‎ ‎جانب‎ ‎إلزامية‎ ‎وضع‎ ‎الكمامة‎ ‎والتشدد‎ ‎في‎ ‎إجراءات‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎".‎
ولفت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الـ‎ "‎كورونا‎" ‎المتحوّل‎ ‎منتشر‎ ‎في‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 12 ‎دولة‎ ‎في‎ ‎العالم،‎ ‎والإجراءات‎ ‎المتخذة‎ ‎نفسها‎ ‎المطبقة‎ ‎مع‎ ‎الكوفيد‎ -19. ‎وأضاف‎: ‎‎"‎الواضح‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎بعد‎ ‎العاشر‎ ‎من‎ ‎كانون‎ ‎الثاني‎ ‎سيسجل‎ ‎ارتفاعًا‎ ‎في‎ ‎أعداد‎ ‎الإصابات‎". ‎وأعلن‎ ‎أن‎ "‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎حوّلت‎ ‎مستحقات‎ ‎المستشفيات‎ ‎كافة،‎ ‎والمطلوب‎ ‎من‎ ‎مدراء‎ ‎المستشفيات‎ ‎الحكومية‎ ‎أن‎ ‎يلتزموا‎ ‎بمسؤولياتهم‎ ‎لنكون‎ ‎قدوة‎ ‎لإسعاف‎ ‎الناس‎".‎


وأكدت‎ ‎مصادر‎ ‎صحية‎ ‎رسمية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ ‎لا‎ ‎خطر‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎السلالة‎ ‎الجديدة‎ ‎لكورونا‎ ‎لسبب‎ ‎أنها‎ ‎سريعة‎ ‎العدوى‎ ‎لكن‎ ‎أثرها‎ ‎أقل‎ ‎فتكاً‎ ‎من‎ ‎الكورونا‎ ‎العادية،‎ ‎ولذلك‎ ‎المهم‎ ‎ليس‎ ‎سرعة‎ ‎الانتشار‎ ‎بقدر‎ ‎أثرها‎ ‎على‎ ‎المصاب‎ ‎وبالتالي‎ ‎قد‎ ‎يرتفع‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات،‎ ‎لكن‎ ‎في‎ ‎المقابل‎ ‎سترتفع‎ ‎نسبة‎ ‎الشفاء‎ ‎إلى‎ 90 ‎في‎ ‎المئة‎". ‎وقالت‎ ‎المصادر‎ ‎إن‎ "‎لبنان‎ ‎بعد‎ ‎أخذ‎ ‎اللقاح‎ ‎سيتمكن‎ ‎من‎ ‎العودة‎ ‎التدريجية‎ ‎الى‎ ‎الحياة‎ ‎الطبيعية‎ ‎في‎ ‎فصل‎ ‎الصيف‎ ‎المقبل‎ ‎مع‎ ‎سلسلة‎ ‎إجراءات‎ ‎وقائية‎ ‎ستعم‎ ‎مختلف‎ ‎المواطنين‎".‎
وكان‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎أكد‎ ‎بعد‎ ‎اجتماع‎ ‎للمراقبين‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎الصحيين‎ ‎التابعين‎ ‎للوزارة،‎ ‎أن‎ "‎الخطة‎ ‎المقبلة‎ ‎ستقوم‎ ‎على‎ ‎عزل‎ ‎بعض‎ ‎المناطق‎ ‎التي‎ ‎تشهد‎ ‎تسجيل‎ ‎بؤر‎ ‎وبائية‎ ‎محدودة‎ ‎بهدف‎ ‎محاصرتها‎ ‎بحيث‎ ‎تكون‎ ‎الفرق‎ ‎الميدانية‎ ‎المختلفة‎ ‎التابعة‎ ‎لوزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة،‎ ‎العين‎ ‎المراقبة‎ ‎التي‎ ‎تواكب‎ ‎بالتنسيق‎ ‎مع‎ ‎البلديات،‎ ‎فعالية‎ ‎الإجراءات‎ ‎المناسبة‎ ‎بهدف‎ ‎التصويب‎ ‎وتحقيق‎ ‎الأهداف‎ ‎المرجوة‎".‎


وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 2298 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎بفيروس‎ "‎كورونا‎"‎،‎ ‎رفعت‎ ‎إجمالي‎ ‎الحالات‎ ‎المثبتة‎ ‎إلى‎ 175118. ‎كذلك،‎ ‎سُجلت‎ 21 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎خلال‎ ‎الـ‎24 ‎ساعة‎ ‎الاخيرة،‎ ‎رفعت‎ ‎إجمالي‎ ‎الوفيات‎ ‎إلى‎ 1430.‎


على‎ ‎مقلب‎ ‎آخر،‎ ‎وبعدما‎ ‎أشيع‎ ‎عن‎ ‎أزمة‎ ‎محروقات‎ ‎في‎ ‎الأفق،‎ ‎طمأن‎ ‎ممثل‎ ‎موزعي‎ ‎المحروقات‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎فادي‎ ‎ابو‎ ‎شقرا‎ ‎من‎ ‎أن‎ "‎ازمة‎ ‎البنزين‎ ‎قد‎ ‎حلت،‎ ‎ومشكلة‎ ‎الاعتمادات‎ ‎في‎ ‎طريقها‎ ‎الى‎ ‎الحل،‎ ‎اذ‎ ‎بدأت‎ ‎البواخر‎ ‎بتفريغ‎ ‎حمولتها‎"‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أنه‎ "‎تم‎ ‎توزيع‎ ‎مادة‎ ‎البنزين‎ ‎اليوم‎ (‎أمس‎) ‎على‎ ‎المحطات‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يتواصل‎ ‎التوزيع‎ ‎بشكل‎ ‎أكبر‎ ‎غداً‎ (‎اليوم‎ ‎الأربعاء‎)".‎


ووقّع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ثلاثة‎ ‎قوانين‎ ‎الأول‎ ‎اعتبار‎ ‎العقد‎ ‎التشغيلي‎ ‎المتفق‎ ‎عليه‎ ‎بين‎ ‎مؤسسة‎ ‎كهرباء‎ ‎لبنان‎ ‎وشركة‎ ‎كهرباء‎ ‎زحلة‎ ‎نافذاً‎ ‎وتمديد‎ ‎العمل‎ ‎به،‎ ‎والثاني‎ ‎تمديد‎ ‎بعض‎ ‎المهل‎ ‎ومنح‎ ‎بعض‎ ‎الإعفاءات‎ ‎من‎ ‎الضرائب‎ ‎والرسوم،‎ ‎أما‎ ‎الثالث‎ ‎فيقضي‎ ‎بتعليق‎ ‎العمل‎ ‎بأحكام‎ ‎قانون‎ ‎السرية‎ ‎المصارف‎ ‎لمدة‎ ‎سنة‎ ‎واحدة‎.‎


في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك‎ ‎وبعد‎ ‎أيام‎ ‎قليلة‎ ‎على‎ ‎مواقف‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎ورسائل‎ ‎التهديد‎ ‎الردعية‎ ‎التي‎ ‎حملتها‎ ‎ضد‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎يواصل‎ ‎العدو‎ ‎التخبّط‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎والتوهم‎ ‎بوجود‎ ‎حركة‎ ‎عسكرية‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎. ‎ونشر‎ ‎المتحدث‎ ‎باسم‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎أفيخاي‎ ‎أدرعي،‎ ‎تغريدة‎ ‎على‎ ‎حسابه‎ ‎الرسمي‎ ‎على‎ "‎تويتر‎"‎،‎ ‎أكد‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎أن‎ "‎الجيش‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎رصد‎ ‎في‎ ‎وقت‎ ‎سابق‎ ‎اليوم،‎ ‎مشتبهاً‎ ‎بهم‎ ‎اقتربوا‎ ‎من‎ ‎السياج‎ ‎الأمني‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎بين‎ "‎إسرائيل‎" ‎ولبنان‎".‎

 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

استهداف "القرض الحسن": عدوان جديد على بيئة المقاومة

 

منذ فترة طويلة، صارت مؤسّسة جمعية القرض الحسن في مهداف بعض ‏الداخل والخارج. مِن الولايات المتحدة الأميركية إلى الإعلام الخليجي إلى ‏سياسيين لبنانيين، لا تتوقف محاولات ضرب واستهداف المؤسسة فعلاً ‏وقولاً، من ضمن مسار عملية استهداف المقاومة والمؤسسات التابعة لها أو ‏القريبة منها. آخرها هجوم سيبراني ضخم على بيانات المؤسسة


كان سلاح الجو الإسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2006 يُنفّذ عملية تدمير ممنهجة، هي في جزءٍ منها ‏انتقام مِن بيئة المقاومة. حينذاك، نالت فروع جمعية مؤسّسة القرض الحسن نصيبها من "الغلّ" الإسرائيلي، فأُطيح ‏بعض مبانيها أرضاً على غرار مئات الأبنية الأخرى. مع ذلك، لم يضِع حقّ أي من زبائنها والمساهمين فيها. بقيت ‏الودائع من المساهمات والذهب المرهون مؤمنة بالكامل. كانت تلك التجربة الردّ على أول تحدٍّ جدّي واجهته المؤسسة. ‏ثم تصدّت "الجمعية" لمحاولة جديدة من الاستهداف، عبر وضعها على لائحة العقوبات الأميركية، إلى أن تكشّفت ‏خلال الأزمة المالية ــــ الاقتصادية التي اشتدّت منذ نهاية عام 2019، حقيقة أن المؤسسة لم تتأثر. بل على العكس، ‏رغم كل الهجمات عليها، لم تُجمّد أي حساب من حسابات المودعين لديها، ولم تعمد الى تحديد أي سقوف مالية. الذين ‏يتعاملون مع هذه المؤسسة يؤكدون أن عمليات الصرف والإيداع استمرت بحرية تامّة، في وقت قامت فيه البنوك ‏اللبنانية بحجز أموال المودعين وتحديد سقوف للسحوبات بمبالغ محددة، وإذلال المواطنين على أبوابها. وصحيح أن ‏المؤسسة لا تندرِج ضمن سوق الصيرفة، لكنها في إطار تقديم التسهيلات للمساهمين فيها استحدثت خدمة الصراف ‏الآلي‎ "ATM" ‎في بعض فروعها، ما أصاب البعض بـ"الجنون‎".‎


ولأن للحرب وجوهاً كثيرة، ومنها الوجه الإلكتروني، تعرّضت "الجمعية" قبل يومين لهجوم سيبراني ضخم ‏جدّاً، زعم منفّذوه أنه مكّنهم من رفع السرية المالية عن آلاف المتعاملين معها، قبل نشر فيديو لمجموعة تُطلِق على ‏نفسها اسم "سبايدرز" تدّعي خرق أنظمة "القرض الحسن". كشفت المجموعة عمّا تزعم أنه شبكة واسعة من ‏الأسماء والأرقام والموازنات لأعداد المساهمين والزبائن، وتحديداً من عامي 2019 و2020، ناصحة المودعين ‏والمقترضين بـ"وقف التعامل مع الجمعية كي لا يكون مصيرهم كمصير المودعين في المصارف". وقد وعدت ‏المجموعة بنشر معلومات إضافية في الفترة المقبلة عن الجمعية وغيرها من المؤسسات التابعة لحزب الله. فيما ‏وصلت آلاف الرسائل الهاتفية و"الإيمايلات" تتضمن "لينك" لصفحة الجمعية، نشرت فيها معلومات ‏و"تهديدات" أشارت الى ارتباط حوالى 300 ألف زبون بعلاقة مالية ــــ تجارية مع جمعية القرض الحسن، ما ‏يقارب 200 ألف منهم مقترضون في مقابل نحو 100 ألف مودع‎.


وبسبب القرصنة والحصول على المعلومات، كما ورد على الصفحة "لم تعُد الجمعية سرية ولا يمكن استخدامها ‏ملجأً ماليّاً سرياً يمكن من خلاله إخفاء الأموال عن البيئة والسلطات اللبنانية، بما فيها البنوك والسلطات الضريبية ‏والجهات القانونية في البلاد. وبعملية نشر هذه التفاصيل، تكون المخالفات بأشكالها وألوانها التي ارتكبها المودعون ‏تحت جناح السرية التي تمنحها الجمعية لزبائنها، قد أصبحت مكشوفة للسلطات اللبنانية والدولية. وإذا كانت ‏أسماؤكم أو تفاصيلكم مندرجة في القوائم المسرّبة فيجب أن تعلموا أن من المتوقع أن تكونوا موضع تحقيق ‏السلطات في لبنان أو في دول أخرى، بل قد تخضعون وفقاً لوظيفتكم لفحص جهات في وزارتَي المالية والتجارة ‏الأميركية بسبب تعاملكم مع جمعية وضعت على لائحة الإرهاب منذ عام 2007‏‎".


وبينما قلّلت الجمعية من مخاطر العملية التي نفّذتها "جهات معادية"، وفق ما قالته في بيان لها، وأكدت العمل على ‏حماية الحسابات، علمت "الأخبار" من مصادر مطلعة أن "التحقيق لا يزال جارياً، فيما لم تُعرف بعد الجهة التي ‏تقِف وراء الهجوم". وفيما يُحاط مسار التحقيق بتكتّم شديد، قالت المصادر "إن الجهات المعنية تدرس احتمالين: ‏إما أن الهجوم نفذته جهات استخبارية خارجية، وإما أن يكون لموظفين سابقين بالجمعية يد بالعملية بالتعاون مع ‏قراصنة محليّين". وحتى عصر يوم أمس، كان الهجوم على نظام المؤسسة لا يزال مستمراً، ما حال دون تحديد ‏حجم الخرق والمعلومات التي أصبحت في حوزة المهاجمين. ويجري الحديث عن أن الجمعية ليست وحدها من ‏تعرضت لهجمات ومحاولات قرصنة، بل هناك عدّة مؤسسات تدور في فلك حزب الله، ما يرجّح فرضية أن ‏يكون الهجوم منسقاً من جهات استخبارية خارجية. ولفتت المصادر إلى أن "البيانات التي نُشرت ليست صحيحة ‏بالكامل، فهناك أسماء وأرقام مغلوطة"، مشيرة إلى أن "الهجمة ضخمة ومبرمجة وقد بدأت منذ يوم السبت ‏الماضي‎".


أما في الإطار السياسي، فإن الهجمة التي تعرّضت لها "مؤسسة جمعية القرض الحسن" جاءت مدجّجة ‏بالرسائل، التي دهمت المقاومة وجمهورها في لبنان. في الاحتمالات، الكفة راجحة إلى عدم إمكانية الفصل بين ما ‏حصل والعقاب الأميركي الذي طال سابقاً مصرف "جمّال ترست بنك"، بتهمة توفير خدمات مالية ومصرفية ‏لمؤسسات تابعة لحزب الله. وقد بات واضحاً أن عصا العقوبات الأميركية تتوسّع، بوجود إرادة للتمدّد إلى ‏المؤسسات المحسوبة على المقاومة بأي وسيلة لضربها، ما يرفع ــــ من وجهة نظر الإدارة الأميركية ــــ منسوب ‏تضييق الخناق على حزب الله وبيئته، من ضمن مسار المواجهة المكشوفة‎.‎

الهجمة على الجمعية لها تفسير واحد، حتى الآن: بسبب عدم إمكانية هزيمة المقاومة عسكرياً، نتيجة تعاظُم ‏قدراتها، تتوالى العقوبات والحملات على حزب الله وكل المؤسسات التابعة له أو التي تدور في فلكه، في توقيت ‏مالي ــــ اقتصادي بالغ الخطورة، يتطلّب جهداً من قبله للتقليل من تداعيات الانهيار على بيئته. ضمن هذا الإطار، ‏يأتي استهداف الجمعية، وهو في الواقع استهداف للمستفيدين من خدمات الجمعية، سواء المودعين (المشتركين) أو ‏المقترضين‎.


ولا نقاش في أن هذه الهجمة، سواء كانت هجمة استخبارية أميركية أو إسرائيلية، أو مجرّد عمل فردي داخلي ــــ ‏وهو احتمال قائم لدى المحققين ــــ قد أصابت المؤسسة بضرر، لأن الاستهداف يخدم أعداء المقاومة، كونه عدواناً ‏جديداً على بيئتها، ويتطلّب إعادة النظر في أمن مثل هذه المعلومات، علماً بأن الجمعية سبق أن اتخذت إجراءات ‏لفصل شبكاتها عن شبكة الإنترنت. وإلى حين انكشاف الصورة كاملة، يُمكن التأكيد أن مؤسّسة القرض الحسن، ‏منذ مدة، وتحديداً منذ بدء أزمة المصارف، صارت تحت المجهر أكثر فأكثر في الداخل والخارج‎.‎


من الولايات المتحدة الأميركية إلى رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، الذي صرّح مطلع الشهر ‏الحالي لـ"سكاي نيوز" بأن "المنتصر الأكبر والعامل الأقوى هو حزب الله، فهو ينتظر ويقوم بالوقت ذاته ‏بترتيباته على الأرض، حيث أصبح لمؤسسة القرض الحسن التابعة للحزب‎ ATM ‎تعطي المشتركين فيها مبلغ ‏‏5000 دولار مقابل رهن الذهب في الوقت الذي يعاني فيه المواطن اللبناني مع المصارف وأمواله المحجوزة، لذلك ‏فإن حزب الله بمأمن ومرتاح، ونحن في المأزق" (مقرّبون من جنبلاط يؤكدون أن كلامه موجّه إلى الأميركيين ‏والدول الخليجية، للتحذير من مغبة ترك لبنان ينهار). يضاف إلى ما تقدم، هجوم إعلامي مدفوع الثمن، أميركياً، ‏على الجمعية وعملها. ففي مقابل فشل المصارف اللبنانية، كانت المؤسسة في صدد توسيع دورها وحجم عملها ‏بالمرحلة المقبلة، إذ جرى الحديث عن إمكان تقديمها قروضاً تجارية وزراعية وصناعية وسكنية، ما يعني ‏مساهمتها في التخفيف من آثار الانهيار. ومن هنا، يصبح مفهوماً أكثر سبب الهجوم عليها، لمعاقبة جمهور ‏المقاومة‎.‎

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الديار :

 

فرنسا متمسكة بمبادرتها تجاه لبنان ولكن هل القوى السياسية متمسكة ‏بالمبادرة الفرنسية ؟ دياب يؤكد ان 500 طن من "النيترات" فقط انفجرت في المرفأ ويقول ‏انهم بحثوا عبر الانترنت عن ماهية المادة ! وزارة الصحة تستبدل الإقفال العام بعزل المناطق الموبؤة

 

 في وقت وجدت فيه القوى السياسية ترف الدخول في اجازة عيدي الميلاد ورأس السنة غير آبهة بالانهيار ‏السريع الحاصل على المستويات كافة، يتبين ان بعض الاطراف الدوليين هم اشد قلقا على الوضع اللبناني ‏من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم! فبعد الرسالة التحذيرية للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان ‏كوبيتش مطلع الاسبوع وحديثه عن "اهتزاز الهيكل اللبناني"، شدد رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية-‏الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوييك كيرفران ، على ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط ‏أساسي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية خصوصا من خلال مؤتمر ‏‏"سيدر". وأكد كيرفران بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "المبادرة الفرنسية لا تزال ‏قائمة، وأن فرنسا لا تترك لبنان في هذه الظروف"، مشيرا الى ان "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ‏ملتزم تعهداته تجاه لبنان".‏


لكن وبمقابل التأكيد الفرنسي على التمسك بالمبادرة الفرنسية، يبدو ان هناك قوى لبنانية تدفع للتنصل من ‏هذه المبادرة باعتبارها فشلت ولم تؤد هدفها منذ آب الماضي. وتعرب مصادر مطلعة على المفاوضات ‏الحكومية عن خشيتها من ان يكون هناك من سيعيد المشاورات بعد عطلة العيد الى نقطة الصفر داعيا ‏مجددا لحكومة من 22 وزيرا، باعتبار ان عون كما حزب الله سارا بطرح الحريري بحكومة من 18 ‏وزيرا على مضض لعلمهم ان ذلك سيحرجهم امام حلفائهم وبخاصة رئيس الحزب "الديمقراطي ‏اللبناني" النائب طلال ارسلان. وتشير المصادر الى ان "الاجواء توحي ايضا بالعودة للدفع باتجاه حكومة ‏من السياسيين خاصة اذا ما تبين ان الأميركيين سيظلون متشددين بالتعاطي مع الملف اللبناني حتى في ‏ظل الادارة الجديدة، ما يعني حرمان لبنان من اي مساعدات خارجية ومن ضمنها مساعدة صندوق النقد ‏الدولي. لذلك يعتبر عون كما حزب الله انه لن يكون عندها من المنطق الرضوخ لتعليمات خارجية ‏بخصوص شكل الحكومة او غيره طالما باريس غير قادرة على تجاوز الخطوط الحمراء الاميركية".‏


وبالتوازي مع الجمود المسيطر حكوميا نتيجة عطلة الاعياد وسفر الرئيس المكلف، تستمر المراوحة على ‏صعيد التحقيقات بانفجار المرفأ. ولفت أمس ما كشفه رئيس الحكومة المكلف حسان دياب عن انهم ‏استعلموا عن ماهية نيترات الامونيوم عبر الانترنت مؤكداً المعلومات التي تم تداولها مؤخرا عن ان ‏تحقيقات الـ ‏fbi‏ افضت الى ان 500 طن من النيترات انفجرت ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول ‏مصير الـ 2200 طن المتبقية.‏


وخلال لقاء مع عدد من الصحافيين في السراي الحكومي، أشار دياب الى ان أول تقرير رسمي وصله ‏بخصوص النيترات كان في 22 تموز، لافتا الى ان سبب عدم زيارته للمرفأ هو إبلاغه بـ3 معلومات ‏مختلفة على مدى ساعتين في 3 حزيران، الأولى وصلته من الأجهزة الأمنية بالصدفة بوجود 2000 ‏كيلوغرام من "تي أن تي" في المرفأ، "وفورًا طلبت ترتيب زيارة إلى المرفأ وأثناء التحضيرات الأمنية ‏لزيارتي تبيّن أن هناك معلومات مغايرة عن التي تبلغتها بداية، أولا أن وزنها 2500 طن وليس 2000 ‏كيلو، وثانيًا أنها ليست "تي أن تي" بل "نيترات" والتي لم نكن نعرف عنها شيئًا. وعندما بحثنا في ‏الانترنت تبين أنها سماد كيماوي، والمعلومة الثالثة أن هذه المواد موجودة في المرفأ منذ سبع سنوات ‏وليست جديدة. أبلغتهم أنه طالما أن الملف لازال قيد التحقيق وأن هناك ثلاث معلومات مختلفة، فليستكمل ‏التحقيق وينجز الملف ويرسله لي، وحينها أزور المرفأ على بيّنة. فوصلني التقرير في 22 تموز".‏


وتوجه دياب بسلسلة اسئلة يسألها اصلا اللبنانيون، قائلا : "تقرير "أف بي آي" كشف بأن الكمية التي ‏انفجرت هي 500 طن فقط، فأين ذهبت الـ 2200 طن؟ من هو صاحب السفينة؟ وكيف دخلت؟ ومن سمح ‏لها بذلك؟ ومن صمت عن ذلك كل هذه الفترة؟ هل تعرف الأجهزة الأمنية بذلك؟ لقد عقدنا 20 جلسة ‏للمجلس الأعلى للدفاع هذا العام ولم يخبرنا أحد من الأمنيين بذلك. طلبت من الأمين العام للمجلس الأعلى ‏للدفاع اللواء محمود الأسمر البحث في محاضر اجتماعات المجلس هل ذكرت كلمة "نيترات"، فمنذ ‏الـ2014 حتى الآن لم يبلغ أحد من المجلس الأعلى للدفاع رئيس الجمهورية كرئيس للمجلس بوجود هذه ‏المواد".‏
وتمنى دياب على القاضي صوان "اذا كان لديه اي شيء ضدي فليرسله الى المجلس النيابي والأمور ‏تسلك مجراها وأنا أحتكم للدستور".‏


وبانعكاس للازمات المتلاحقة، بدأت التحركات في الشارع المنتظر ان تتكثف بعد الاعياد. اذ نفذ عدد من ‏الطلاب اعتصامًا أمام الجامعة الأميركية وسط انتشار أمني كثيف احتجاجًا على رفع الأقساط واحتساب ‏سعر صرف على 3900 ليرة. وأكّد الطلاب عجزهم عن دفع أقساط الجامعات بسبب الغلاء، مشيرين إلى ‏أنّ انتقال عدوى رفع سعر الصرف الى باقي الجامعات سيؤدي حتماً الى ضرب التعليم الجامعي وضياع ‏سنوات على الكثير من الطلاب. وسجل تدافع حاد خلال الاعتصام بين الطلاب والقوى الأمنية جراء ‏محاولتهم دخول حرم الجامعة.‏


ولفت يوم امس اللقاء الذي جمع رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع بسفيرة الولايات المتحدة ‏لدى لبنان دوروثي شيا.وأكّد جعجع خلال اللقاء أن الحل برأيه يبدأ بانتخابات نيابيّة مبكرة لأن لا أمل ‏يرجى من الأكثريّة النيابيّة الحاليّة الحاكمة.وتطرّق بعدها إلى انفجار مرفأ بيروت، حيث لفت إلى أن ‏التحقيق المحلي يواجه صعوبات جمّة جراء التدخلات السياسيّة التي تحصل، مشيراً إلى أن الحل هو بلجنة ‏تقصي حقائق دوليّة.‏


وبحسب مصادر سياسية فان هناك عملا مضنيا ستتظهر نتيجته بعد الاعياد للدفع باتجاه خيار الانتخابات ‏المبكرة كحل وحيد للازمة، والا البديل سيكون دفعا دوليا لاسقاط رئيس الجمهورية في الشارع بعد رفع ‏الغطاء المسيحي عنه سواء من مختلف القوى السياسية او حتى من البطريركية المارونية.‏


على خط آخر، شهدت ازمة البنزين يوم امس انفراجا بعد ايام من شحّ المادة في الاسواق نتيجة عدم تمكّن ‏أربع بواخر نفط ترسو منذ أيام أمام الشاطئ اللبناني من تفريغ حمولتها لصالح الشركات الموزّعة بسبب ‏عدم فتح مصرف لبنان اعتمادات لها. وقد طمأن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا يوم ‏امس ان "ازمة البنزين قد حلت، ومشكلة الاعتمادات في طريقها الى الحل، اذ بدأت البواخر بتفريغ ‏حمولتها". وأكد أبو شقرا في اتصال لـ "الوكالة الوطنية للاعلام" انه "تم توزيع مادة البنزين اليوم ‏‏(أمس) على المحطات على ان يتواصل التوزيع بشكل اكبر غداً (اليوم)"، متمنيا ان "يأتي العيد ويكون ‏البنزين متوافراً في المناطق اللبنانية كافة".‏


اما على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامة يوم امس تسجيل 2298 إصابة جديدة بكورونا ‏و21 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية.‏
وكان وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن ترأس اجتماعا للمراقبين ‏الإختصاصيين الصحيين التابعين للوزارة، عرض خلاله توجيهات المرحلة المقبلة من التحدي والتي تأتي ‏تحت عنوان "تكثيف الجهود لمكافحة الوباء، وعدم التسليم بالتفشي الحاصل في معظم المناطق اللبنانية ‏بل المواظبة على العمل لكسر سلسلة العدوى".‏
وكشف حسن أن "الخطة المقبلة ستقوم على عزل بعض المناطق التي تشهد تسجيل بؤر وبائية محدودة ‏بهدف محاصرتها بحيث تكون الفرق الميدانية المختلفة التابعة لوزارة الصحة العامة، العين المراقبة التي ‏تواكب بالتنسيق مع البلديات، فعالية الإجراءات المناسبة بهدف التصويب وتحقيق الأهداف المرجوة"، ‏لافتا إلى أن "دور الوزارة يبقى أساسيا في هذا المجال"، داعيا المراقبين إلى "عدم ربط أدائهم بذهنية ‏وظيفية تركز على عدد ساعات العمل، بل تنفيذ المهام بروحية أن حماية الإنسان من الوباء تعادل حماية ‏الوطن".‏

 

***********************************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء :

 

سلطة الإخفاقات تحيل جبل الأزمات إلى عام "التسوية المستحيلة‎"‎ دياب "المجروح": لِمَ لم يدعِ صوان على قاضٍ أو أمني؟.. الاقفال لـ15 يوماً وارد بعد 4 ك2‏

 

غداً، ينقضي عام، تصح فيه كل النعوت، التي تصف الكوارث، والنكبات والمصائب، والملمات. لكن ميزته في ‏السياسة تكمن في الآتي‎:‎


‎1- ‎انفضاح أمر الطبقة السياسية، القابضة بكافة اشكال القوة، من صندوقة الاقتراع إلى القبضة على المال والأعمال، ‏والقضاء والأمن، وكل صنوف عناصر السلطة وقوتها، واتهامها لبنانياً شعبياً ووطنياً، بأنها تسببت بالكوارث المتعددة ‏التي تعصف بلبنان، من انهيار مالي، إلى انسداد اقتصادي، وبطالة فاقت كل التوقعات، وفقر مدقع اتى على الطبقة ‏الوسطى، فسحقها فكيف بالطبقات الفقيرة اصلا أو المعدمة (بين 60 و70% من الشعب اللبناني باتوا فقراء، لدرجة ‏العدم‎).‎


‎2- ‎ عجز هذه الطبقة عن معالجة أي أمر، أو مطلب، أو قضية نشأت في ضوء انتفاضة 17 ت2 (2019)، وما اعقبها ‏من تحركات وتظاهرات واعتصامات ومواجهات. فلا أموال المودعين توضحت وجهة مصيرها، أو كيفية ‏استرجاعها، ولا القوة الشرائية جرى الحد من انهيارها الصاروخي، ولا أية تشريعات صدرت تسمن أو تغني عن ‏جوع‎.‎


‎3- ‎ ولعلَّ من أخطر الفضائح، العجز المتنامي إلى درجة التعقيد، وربما الاستحالة في تأليف حكومة، أو فرصة دولية، ‏اتاحتها للبلد المهمش، والمقزم، والمفجر، المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 2 أيلول الماضي، ‏غداة الزيارة الثانية للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب‎.‎


‎ 4- ‎انقسام خطير إزاء نظام الأولويات، ففريق العهد يمعن في التوجه إلى الملفات الانتقامية، تحت شعارات محاربة ‏الفساد، والشفافية وسوى ذلك من شعارات، أظهرت التجربة المعاشة، على مدى أربع سنوات وما يقرب من ثلاثة ‏أشهر، انها بلا معنى أو مردود إيجابي، أو وطني.. جامع ومساعد على النهوض‎..‎


‎5- ‎ لا حاجة للمضي في سرد "المثالب" التي كشفت عوراتها سنة الـ2020، على ان الأخطر، ان الطبقة "الآثمة" ‏احالت إلى السنة الجديدة، كل الأزمات دفعة واحدة، في الصحة (إجراءات جديدة بعد 10 ك2، قد تؤدي إلى الاقفال ‏مجددا) في التعليم (أزمة الأقساط والتعليم عن بعد)، في العمل (امواج من المصروفين من المؤسسات المتبقية في ‏المصارف والمطاعم والفنادق)، في توفير الاحتياجات حتى الغذائية (التلويح بأزمة بنزين، وربما طحين، فضلا عن ‏الدواء العادي والمتعلق بالامراض المستعصية) إلخ‎..‎


وسط كل ذلك، يلوح في الأفق احتمال العودة بقوة إلى اقفال البلد 15 يوماً، بعد 4 ك2 المقبل نظراً لحجم الإصابات ‏المحتملة‎.‎


أسئلة مفاجئة ودالة لدياب


وكعينة على المشهد القاتم، تساءل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، من مكتبه في السراي الكبير، في لقاء ‏مع بعض الإعلاميين: إن تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قدر كمية نيترات الامونيوم، التي انفجرت داخل ‏المرفأ في 4 آب بـ500 طن، فأين 2200 طن المتبقية‎.‎


وقال: أعلنت من الصرح "أعلنت من الصرح البطريركي في 18 تموز الماضي أنني لن أستقيل لأن الانقسام السياسي ‏العامودي في لبنان لا يسمح بتشكيل حكومة أخرى وقد نبقى في تصريف أعمال لمدة طويلة، وهذه جريمة في حق ‏لبنان، لأن حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع الاجتماع واتخاذ القرارات، لكن عندما وقع إنفجار المرفأ، أخلاقيا، أي ‏حكومة في العالم يجب أن تستقيل‎.‎


اضاف: كان ممنوعا على هذه الحكومة أن تنجح. هذه الحكومة كانت فرصة لكن هناك قرار دولي اتخذ بالنسبة للبنان ‏بوقف التعاون مع البلاد بصرف النظر عن حسان دياب أو غيره‎.‎


وقال الرئيس دياب: "أنا مجروح بعمق. أتيت منذ البداية لكي أحارب الفساد "بطلع آخر شي أنا الفساد"؟! لأني لم أزر ‏المرفأ؟! وصلني التقرير في 22 تموز وحولته رأسا إلى الوزراء المختصين وصودف وجود إقفال بموجب قرار ‏التعبئة العامة بسبب وباء كورونا وعيد الأضحى وعيد الجيش. هل هذا أمر مدروس؟ هناك شيئ غير طبيعي في ‏الأمر. أنا لا أؤمن بالصدف. أنا أول رئيس فتح الباب للقاضي صوان، وعندما اتصل بي القاضي غسان عويدات وقال ‏لي "عندك مانع يشوفك القاضي صوان الثلاثاء، أي بعد خمسة أيام، فقلت له فليأت الآن، وأتى وأخبرته بكل شيء‎".‎


وسأل: هل يعقل انه ضمن ادعاءات القاضي صوان لا يوجد اسم قاضٍ أو أمني بينما يدعي على رئيس الحكومة؟ ‏وقال: لم انزل إلى المرفأ لأنه وصلتني 4 معلومات مختلفة على مدى ساعتين. وخلال 20 اجتماعا للمجلس الأعلى ‏للدفاع لم يرفع أحد يده، ليبلغ عن وجود النيترات وهم يعرفون‎.‎


وعن استقبال الرئيس دياب للرئيس سعد الحريري في السرايا الحكومية وتضامن رؤساء الحكومة السابقين والطائفة ‏السنّيّة معه، قال: انطلقت من الدستور والمادة 70، فأنا أعتبر إنني رئيس حكومة كل اللبنانيين وأحتكم إلى الدستور‎.‎


ووعما يمكن للرئيس سعد الحريري تقديمه ولم يستطع الرئيس دياب تقديمه، قال: "قبول المجتمع السياسي، لا تكفي ‏الكفاءة ونظافة الكف والوطنية للنجاح، بل يجب أن يتوافر التوافق السياسي. كنت أول رئيس حكومة يعرف أنه ‏سيكلف بتشكيل الحكومة قبل ثلاثة أيام‎".‎


والاغرب، ما تردّد عن ان حاكم مصرف لبنان يتحدث عن تأمين أموال ملياري دولار لسد فراغ الدولار في الأسواق، ‏وإعلان الرئيس دياب عدم علمه بذلك‎.‎


الحائط المسدود


حكومياً، غابت الاتصالات نهائياً حول الشأن الحكومي بسبب غياب الرئيس سعد الحريري، فيما عاد الحضور الفرنسي ‏للتذكير مجدداً ان مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون لازالت حاضرة وان الدعم الفرنسي للبنان لا زال قائماً، وذلك من ‏خلال حضور رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية - الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب الفرنسي لوييك ‏كيرفران الذي زار امس، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور النائب سيمون ابي رميا، وتناول اللقاء ‏العلاقات اللبنانية -الفرنسية والمبادرة الفرنسية وآخر تطورات الملف الحكومي‎.‎


وأكد النائب كيرفران إلتزام بلاده "الوقوف الى جانب لبنان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، لاسيما بعد انفجار ‏مرفأ بيروت وتداعيات جائحة "كورونا".مشيراً الى "ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط أساسي لتنفيذ الإصلاحات ‏المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية خصوصا من خلال مؤتمر "سيدر‎".‎


وقال النائب الفرنسي: ان "المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة، وأن فرنسا لا تترك لبنان في هذه الظروف، وإن الرئيس ‏الفرنسي ماكرون ملتزم تعهداته تجاه لبنان‎". ‎


كذلك، أكد أن الرئيس الفرنسي "لديه ارادة ورغبة بزيارة لبنان، على ان يتم تحديد موعد جديد للزيارة وفقا للظروف‎".‎


في هذه الاثناء، نُقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري (أن بي أن) امتعاضه من تأخير تشكيل الحكومة لانه كان ‏ينتظران تكون عيدية المواطنين، لتبدأ بمعالجة الأزمات ووقف الانهيار. وقال بري: انه قام بكل ما هو قادر عليه ‏لتسهيل ولادة الحكومة، إلا ان كل المساعي اصطدمت بحائط مسدود حتى الآن‎.‎


واوضحت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن الجمود الحكومي الحاصل يصعب خرقه قبل تسجيل مساع ‏أساسية وهي حتى الآن متوقفة، لافتة إلى أن الاتصالات الخارجية ولاسيما الفرنسية متوقفة وغير معروف ما إذا كانت ‏ستتحرك لاسيما على صعيد هذا الملف. وأكدت أن ما يسمعه المسؤولون اللبنانيون يقتصر على استمرار الرغبة? ‏الفرنسية في الوقوف إلى جانب لبنان، على أن أي مسعى جديد لن يتظهر قريبا لأنه متروك لزيارة الرئيس الفرنسي ‏إلى بيروت بعد تماثله للشفاء من جائحة كورونا إلا إذا بدل رأيه‎.‎


وأعلنت المصادر إن كل تأخير في الملف الحكومي له تداعياته في حين أن المساعدات الدولية المطلوبة في حال إنجازه ‏الاصلاح? ?ليس معروفا مصيرها بعد‎.‎


جلَّ ما صدر عن فريق بعبدا: ما ذكرته الـ‎ OTV، في مقدمة نشرتها المسائية: لا يزال البعض ينتظر إشارة خارجية ‏ما، مصراً على محاولة استعادة الهيمنة السابقة ولو بصيغ أخرى وتحت شعارات محدثة، مع علمه اليقين بأن ذلك ‏مستحيل‎.‎


وفي السياق، لوحظ نشوء سجال بين "المستقبل" والاشتراكي على خلفية عملية التأليف، فقد نائب رئيس تيار المستقبل ‏مصطفى علوش على كلام رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لـصحيفة "الأنباء الإلكترونية" حول أخطاء ‏الرئيس المُكلف سعد الحريري بفرض أسماء على رئيس الجمهورية ميشال عون‎.‎


وقال في حديث لقناة الـ‎"OTV": "‎لا أدري أين تذهب مروحة جنبلاط اذ يتحدث حينًا يمينًا، ثم يعود ليتحدث شمالًا ‏فليقل لنا ما قصده بذلك وليخفف غلبته شوي‎".‎


وحول من يتحمل مسؤولية عدم بت الملف الحكومي، قال جنبلاط في حديث لـ "الأنباء الإلكترونية" أمس الإثنين: ‏‏"محلياً، أحمّل مسوؤلية لهذه القوى السياسية (عون والحريري وحزب الله)، ولا ننسى أن التيار الوطني الحر فريق ‏أساسي، كما وقعت أخطاء من قبل الحريري أنه يريد أن يفرض على ميشال عون أسماء معيّنة، فهناك خلاف حول ‏الأسماء حسب الظاهر، كما هناك خلاف حول الوزارات، فالشيخ سعد بالأساس فكّر أن تشكيل الوزارة أمر سهل، كما ‏فكر بأن يأتي بإختصاصيين، لكن إختصاصي وغير مُلم بالسياسة أمر ليس بالسهل في لبنان‎".‎


ردّ النائب بلال عبدالله على نائب تيار المستقبل مصطفى علّوش في تغريدة، جاء فيها‎: ‎


‎"‎للمرة الثانية خلال شهر، ينبري نائب رئيس تيار المستقبل، مهاجما ساخرا ومحاولا أستيعاب إشارات وملاحظات ‏وليد جنبلاط، فيخفق في الرد، ولو حاول ارتداء قناع الصقور في تياره حصدا للشعبوية‎.‎


لن نساجلك في هذه الظروف،لأن فشلك واضح في تقمص دور منظر التيار‎!".‎


القرض الحسن


مالياً، برزت إلى الواجهة قضية مؤسسة "القرض الحسن" التي?خرقت مجموعة تطلق على نفسها إسم‎ "spiderz"‎،? ‏كاميراتها والـServeurs?‎الخاصة بها...ما أثار سلسلة تساؤلات حول عمل تلك المؤسسة ومصادر تمويلها وشمول ‏خدماتها، باعتبارها مؤسسة مالية لحزب الله‎.‎


فبعد تأكيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن هذه المؤسسة غير مُدرجة على لائحة المصارف والمؤسسات المالية ‏المرخص لها،. وقال مصدر مصرفي، بأن "مؤسسة "القرض الحسن" لا تملك أي حساب مالي في أي مصرف ‏تجاري لبناني على الإطلاق"، معللاً ذلك بأن "جمال تراست ?بنك" كان لديه حساب صغير لمحطات محروقات تابعة ‏لـ"حزب الله" وتم إقفاله لهذا السبب، فكيف يكون الأمر بحساب خاص بمؤسسة "القرض الحسن" الذي يُعتبر مؤسسة ‏مالية للحزب؟!".وأضاف: مَن يُطلق الشائعات من هنا وهناك بأن تلك المؤسسة لديها حسابات في المصارف اللبنانية، ‏هم من مجموعة المصطادين في الماء العَكِر التي تعمل على بَخّ سمومها يومياً لتشويه صورة القطاع المصرفي‎.‎


اشتباك قضائي‎!‎


قضائياً، دخل التجاذب القضائي فصلا جديدا بين الجهات المعنية بالتحقيق العدلي الجاري في ملف انفجار مرفأ بيروت ‏في 4 آب‎.‎


فبعد ان طلبت محكمة التمييز الجزائية من المحقق العدلي القاضي فادي صوان عبر النيابة العامة التمييزية ملف ‏التحقيقات، لكن صوان امتنع عن تزويدها بالملف، مبررا ان محكمة التمييز لم توقف السير بالتحقيقات‎.‎


مواجهة الأقساط والتهميش


واشّرت المواجهات بين القوى الطالبية والقوى الأمنية امام بوابات الجامعة الأميركية في شارع بلس في بيروت، قبل ‏أقل من يومين من نهاية سنة "المصائب والنوائب" على موسم تحرك طلابي، واسع، على خلفية قرار الجامعات ‏الكبرى رفع الأقساط، بوسائل شتى، منها اعتماد سعر المنصة (3900 ل.ل لكل دولار) ومنها رفع أسعار المقررات ‏في الفصل الدراسي الواحد، أو الإصرار على اعتماد الدولار. في استيفاء الأقساط، بداية من الفصل الدراسي الثاني، ‏العام المقبل‎.‎


فتحت راية "عدم تهميش الحكومة الطلابية" تجمعت اعداد كبيرة من الطلاب امام الجامعة الأميركية احتجاجاً على ‏رفع الأقساط وللمطالبة بالشفافية المالية، ولإجبار الجامعات على الإبقاء على سعر الصرف على أساس 1500 ل.ل‎.‎


وأكّد الطلاب عجزهم عن دفع أقساط الجامعات بسبب الغلاء، مشيرين إلى أنّ انتقال عدوى رفع سعر الصرف الى ‏باقي الجامعات سيؤدي حتماً الى ضرب التعليم الجامعي وضياع سنوات على الكثير من الطلاب‎. ‎


‎ ‎وهذه هي المرة الثانية التي تقمع القوى الامنية فيها الطلاب، بعد عشرة أيام على تحرّك أول تخلّله إطلاق القنابل ‏المسيلة للدموع والضرب بالهراوات‎.‎


‎ ‎تأخير في اللقاح وتوجه إلى الاقفال بعد 4 ك2‏


إلى ذلك، تجتمع لجنة كورونا لمتابعة التدابير بعد ظهر اليوم من أجل تقييم تطوّر الوباء، وحالات الإصابات‎.‎


وإذ توقع الرئيس دياب الذهاب إلى الإقفال إذا زادت نسب الإصابات بكورونا وعدم الالتزام، قائلا "يوم الاثنين نأخذ ‏القرار وإلا هناك خشية من الدخول في النموذج الإيطالي"، مضيفاً "سنزيد قريباً 100 سرير، 60 في المستشفيات ‏الخاصة و40 في المستشفيات الحكومية"، ومشيرا الى ان "إصابات كورونا طفيفة في المدارس ولا خوف على هذا ‏الصعيد"، التقى في السراي اليوم وزير الصحة العامة حمد حسن الذي قال بعد اللقاء "أطلعنا الرئيس دياب على آخر ‏الاتصالات الجارية مع شركة "فايزر". حصل تأخير في النقاش حول بعض النقاط، لا سيّما في مقدمة العقد. فنحن ‏وشركة "فايزر" لدينا بعض الملاحظات التي يجب أن نأخذها في الاعتبار، منها الحصانة السيادية وعدم وجود قانون ‏نافذ يحمي الشركات المصنعة للأدوية واللقاحات لاستخدام المنتوجات بصورة طارئة‎.‎


وأكد أن هذه الملاحظات لن تؤثر على موعد وصول اللقاح قبل منتصف شهر شباط المقبل". أما بالنسبة إلى الجدل ‏القائم حول موضوع إقفال البلد والمطار بعد الأعياد، فأوضح حسن أن "نتيجة التجارب السابقة وصلنا لخلاصة تؤكد ‏حتمية ملاحقة البؤر الوبائية في المناطق التي تتواجد فيها أعداد إصابات محددة، والعمل على تتبعها ومعالجتها أو ‏إقفال تلك الأماكن، إلى جانب إلزامية وضع الكمامة والتشدد في إجراءات القوى الأمنية"، لافتاً إلى أن الـ"كورونا" ‏المتحول منتشر في أكثر من 12 دولة في العالم، والإجراءات المتخذة نفسها المطبقة مع الكوفيد -19. أما ما يحكى عن ‏إقفال المطار فخارج النقاش. ما يجب اعتماده هو تطبيق الاجراءات اللازمة التي تتخذها وزارة الصحة بالنسبة إلى ‏الوافدين والمقيمين‎".‎


توقع ارتفاع اعداد الإصابات بالكورونا‎.‎


صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 2298 إصابة بالكورونا، و21 وفاة بالكورونا، في الـ24 ساعة ‏الماضية، مع ارتفاع العدد التراكمي إلى 175118 إصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2019‏‎.‎
 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة النهار :

 

عند نهايات السنة الأسوأ: لبنان الضحية القياسية‎ ‎

 

‎يبدأ #لبنان من اليوم رحلة وداع لسنة غير مأسوف على رحيلها اطلاقا كونها وان أذاقت ‏العالم كله "عدالة" مشؤومة تاريخية من خلال تعميم جائحة #كورونا، فانها "خصصت" لبنان ‏بمزيد من الكوارث والأثقال والتداعيات والأزمات التي كادت تقضي عليه كبلد قابل ‏للنهوض ثانية. واذا كان اللبنانيون لم يعودوا يقيمون وزنا منذ اكثر من سنة لكل المزاعم ‏التي يطلقها المسؤولون والسياسيون في تبرير المسارات الانهيارية التي أطبقت عليهم، ‏وحولت الأكثرية الساحقة منهم فقراء ومحتاجين ومعوزين او مهاجرين ويائسين مجددا من ‏صناعة مستقبلهم على ارض الوطن، فان الأسوأ ان يبدو البلد بلا أي غطاء مسؤول حقيقي ‏من دولة تتمتع بالحد الأدنى من تحمل مسؤولياتها حيال مشاعر الضياع والشك والخوف ‏والانطباعات الموغلة في القتامة التي تطبق على انفاس اللبنانيين في هذه الظروف. ‏عشية نهايات #السنة 2020 التي تأفل بعد 48 ساعة قد يصنف لبنان كاحد البلدان الأكثر ‏تضررا في العالم كضحية بكل معالم الانسحاق تحت وطأة الانهيارات والأزمات التي لم ‏تعرف سبيلا الى مهادنة اللبنانيين لا في السياقات الانهيارية الاقتصادية والمالية ‏والاجتماعية التي بدأ تفجرها مع نهايات السنة السابقة ولا في مسار الكارثة الوبائية لانتشار ‏فيروس كورونا والتي افتقد لبنان الكثير من القدرات الاستشفائية والطبية والصحية ‏لمواجهتها بسبب الشح المالي المطرد. واما ما يحضر بقوة الان على المسرح اللبناني، مع ‏اليومين الاخيرين من السنة 2020 وقبل التهيؤ لاستقبال السنة 2021 ، فهو المناخ الصادم ‏الذي غلف البلاد داخليا وخارجيا مع شلل غير مسبوق في الجهود السياسية لحل ازمة ‏تعطيل تأليف الحكومة الجديدة مع معرفة جميع المعنيين الرسميين والسياسيين والقادة ‏والزعماء بفداحة الواقع الذي يصدره هذا الفشل السياسي والوطني الى العالم المتفرج ‏على لبنان بنظرات الاحتقار الى سياسييه والإشفاق على شعبه. والحال ان العالم لم يعرف ‏طبقة سياسية تعرضت لإهانات دولية قياسية متعددة الاتجاه بل لتقريع وتأنيب وحملات ‏مركزة من الاتهامات بالفساد والقصور والعجز بمثل ما شهدته هذه السنة اللبنانية ‏المشارفة على رحيلها وخصوصا بعد زالزال انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي ‏الذي هز العالم بأسره على رغم انهماكه بتداعيات الجائحة الوبائية.


كان من المأمول به ان ‏ينجح آخر مسعى متقدم لاحداث خرق في جدار التعطيل المتعمد لتشكيل حكومة ‏اختصاصيين غير سياسيين اجمع عليها القادة السياسيون اللبنانيون في لقاءين مفصليين ‏جمعاهما بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر عبر زيارتيه المتعاقبتين ‏للبنان في اب وأيلول الماضيين. ولكن فريق العطيل سارع الى احباط مسعى البطريرك ‏الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ونغص عليه وعلى اللبنانيين وعد الولادة ‏الحكومية عشية عيد الميلاد ومن ثم ذهبت البلاد في غيبوبة سياسية حتى الان وبعد رأس ‏السنة وربما الى لاافق مفتوح على شتى الخطط التي يراد من خلالها اغراق لبنان مجددا في ‏تداعيات لعبة الأمم وتركه لأسوأ ازماته‎.‎
‎ ‎
منذ توقف المحركات السياسية الداخلية قبل أسبوع تماما واللبنانيون لا يملكون أي ‏معطيات دقيقة عن مآل الازمات التي تطبق على يومياتهم في وقت انزلقت فيه البلاد الى ‏متاهة الدول الأشد تعرضا للانتشار الوبائي في ظل الارتفاعات المحلقة لأعداد الإصابات ‏والوفيات بكورونا وعودة الاحتمال شبه الحتمي بعد راس السنة لإقفال البلاد للمرة الثالثة ‏في اقل من سنة. ولا يبدو المشهد السياسي مقبلا على أي تحريك او اختراق في ظل ازدياد ‏الشكوك في خطط المعطلين الداخلية والإقليمية لتوظيف مرحلة الفراغ الانتقالية الحالية ‏في خدمة أهدافهم‎.‎
‎ ‎
مع ذلك لوحظ انه في الأيام الأخيرة انتعشت بعض الامال مجددا في امكان تحريك متجدد ‏للجهود الفرنسية خصوصا اذا صحت بعض المعطيات عن اتصالات مباشرة ستجرى بين ‏المسؤولين الفرنسيين ورئيس الحكومة المكلف #سعد الحريري لدى قيامه بزيارة خاصة ‏ل#باريس في الأيام القليلة المقبلة، كما لا يستبعد ان تحرك باريس قنوات الاتصالات مع ‏مسؤولين آخرين في بيروت. والواقع ان رئيس لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس ‏النواب الفرنسي النائب لوبيك كيرفيران لمح امس خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون ‏الى تحرك فرنسي جديد حين اكد التزام فرنسا الوقوف الى جانب لبنان في ظل الظروف ‏الصعبة التي يمر بها. وإذ لفت الى ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط أساسي لتنفيذ ‏الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية، اعلن ان المبادرة الفرنسية لا ‏تزال قائمة وان الرئيس ماكرون ملتزم تعهداته تجاه لبنان وان لديه الإرادة والرغبة في زيارة ‏لبنان على ان يتم تحديد موعد جديد للزيارة وفقا للظروف‎.‎
‎ ‎
‎#‎المرفأ ودياب
وعلى خلفية تفاقم التداعيات القضائية والسياسية لقضية انفجار مرفأ بيروت بعد اكثر من ‏عشرة أيام على توقف المحقق العدلي في هذه القضية القاضي فادي صوان عن استكمال ‏تحقيقاته بسبب الطلب الذي قدمه النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر لنقل الملف من ‏يده الى قاض آخر بداعي الارتياب المشروع، طرأ تطوران بارزان عشية نهاية السنة في هذا ‏الملف الذي كان من أسوأ احداث السنة اللبنانية . التطور الأول قضائي وتمثل في ‏معلومات أفادت ان محكمة التمييز الجزائية طلبت من القاضي صوان عبر النيابة العامة ‏التمييزية ملف التحقيقات لكن صوان امتنع عن تزويدها الملف مبررا ذلك بان محكمة ‏التمييز لم توقف السير بالتحقيقات. اما التطور الاخر فسياسي وتمثل في خروج رئيس ‏حكومة تصريف الاعمال #حسان دياب مجددا عن صمته معلنا انه اذا كان هناك ادعاء ‏وملف لدى المحقق العدلي في شأنه فعليه إرساله الى مجلس النواب. وأسهب دياب في ‏كشف معطيات تسلط الضوء على إخفاء وجود أطنان من مادة نيترات الامونيوم مبررا عدم ‏زيارته لمرفأ بيروت قبل الانفجار بانه تبلغ تقارير متناقضة. كما انه ركز على نقطة مركزية ‏هي ان المجلس الأعلى للدفاع عقد عشرين جلسة هذه السنة "ولم يخبرنا احد من الأمنيين" ‏عن المادة الموجودة في المرفأ‎.‎
‎ ‎
اما في ما يتعلق بتفاقم ازمة الانتشار الوبائي، فاعلن دياب ان القرار في شأن الاقفال العام ‏للبلد سيتخذ الاثنين المقبل "وفي حال لمسنا عدم الالتزام وارتفعت الإصابات سنذهب الى ‏اقفال البلد حتما". وجاء ذلك فيما سجلت وزارة الصحة امس عددا صادما جديدا للإصابات ‏بلغ 2298 إصابة و21 حالة وفاة‎ .‎
‎ ‎
جعجع
ومساء امس كان موقف جديد لرئيس حزب "القوات اللبنانية" #سمير جعجع اعتبر فيه "انه ‏ما من شك ان الرئيس عون هو جزء كبير من المشكلة الحالية الا انه ليس المشكلة كلها ‏ولسنا ضد استقالته ولكن هذا الامر لن يحل المشكلة في الوقت الراهن لانه اذا تقدم ‏باستقالته فان الأكثرية ستجتمع لانتخاب رئيس اخر مثله او أسوأ منه". واعتبر جعجع ان ‏الشيء الوحيد المفيد القيام به اليوم هو الذهاب الى جوهر المشكلة حيث الحل يكمن في ‏الانتخابات النيابية المبكرة ". وقال "في ظل الأكثرية الحاكمة الحالية لا حل يرتجى " . وتوجه ‏الى اللبنانيين قائلا "لا لبنان ولا انتم ولا نحن ميؤوس منا جل ما في الامر اننا بحاجة ماسة ‏لتغيير في إدارة البلاد‎".‎

 

*********************************************************************

 افتتاحية صحيفة الجمهورية :

 

الحكومة أسيرة العقد الخارجية ‏والداخلية.. والحلّ ينتظر تضحيات ‏وتسهيلات متبادلة

 

تحوّلت الحكومة إلى قصة "إبريق الزيت" تُروى يومياً بطريقة مختلفة ‏عن الأخرى، لكنّ المضمون أو النتيجة هي نفسها: لا حكومة. فهناك من ‏يَعزو عدم التأليف إلى أسباب خارجية تتعلق بالنزاع الأميركي-الإيراني ‏ورفض طهران الإفراج عن الورقة الحكومية قبل ان تنتزع أثماناً أميركية، ‏وما يرجِّح هذا الاعتقاد لدى هذا البعض هو عدم تصديقهم أنّ العقدة ‏محلية وغير قابلة للحل على رغم فداحة الأزمة المالية، إذ هل يعقل، ‏في اعتقادهم، ألّا يضحّي المسؤولون بمصالحهم في سبيل الناس ‏الجائعين والفقراء والمتروكين لأقدارهم ومصيرهم؟ وفي المقابل، ‏هناك من يعتبر أنّ العقدة الحكومية محلية بامتياز، وترتبط باختلاف ‏النظرة الى الحكومة العتيدة بين الرئيسين ميشال عون وسعد ‏الحريري، إذ فيما يعتبرها رئيس الجمهورية حكومة العهد الأخيرة ولن ‏يفرِّط بحضوره داخلها، يسعى الرئيس المكلّف إلى تَجنُّب تصويرها ‏كالحكومة المستقيلة لكي يتمكن من تسويقها خليجياً وأميركياً، فضلاً ‏عن انه يريد التحرر من موازين القوى داخلها بغية إدارتها بسلاسة ‏تحقيقاً للإصلاحات المشودة. وبين من يقول انّ العقدة خارجية، وبين ‏من يعتبرها داخلية، يواصل لبنان انزلاقه من السيئ إلى الأسوأ، ‏ويقفل العام 2020 من دون حكومة. لكنّ الوضع في السنة المقبلة لن ‏يكون أفضل حالاً من العام الحالي، لأنّ الأزمات نفسها سترحل من ‏سنة إلى أخرى من دون وجود أي أفق للحلّ. أما الكلام عن انّ الأمل ‏الوحيد يكمن في دخول الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت ‏الأبيض، فوصفته أوساط ديبلوماسية بـ"المَزحة"، لأنّ لبنان لن يكون ‏على قائمة أولويات واشنطن في الأشهر الأولى للإدارة الجديدة. ‏وبالتالي، على المسؤولين أن يحزموا أمرهم بعيداً عن الاتكالية ‏والكسل السياسي، والدفع في اتجاه لبننة الاستحقاق الحكومي بدلاً ‏من تدويله من دون طائل. ويرى المراقبون انّ السنة المنصرمة قد ‏تكون من أسوأ السنوات التي مرّت على لبنان بسبب الأزمات التي لا ‏يَد له فيها، كالأزمة الصحية المتعلقة بكورونا، والأزمات التي ‏للمسؤولين اليَد الطولى في إيصال لبنان إلى ما وصلَ إليه من ‏كوارث ومآس، لكنّ الهمّ الأساسي لدى الناس يبقى في طريقة ‏التصدي للأزمة المالية من دون حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات ‏التي تفتح باب الإصلاحات.‏


مع مطلع السنة الجديدة ستبقى الأنظار مشدودة إلى عودة الرئيس ‏المكلف سعد الحريري من الخارج، ومعاودته مساعيه مع رئيس ‏الجمهورية. كذلك ستبقى مشدودة في اتجاهين: بكركي وقصر ‏الإليزيه. فعلى رغم الكلام العالي النبرة للبطريرك بشارة الراعي، إلّا ‏أنه أكد عدم تخّليه عن وساطته التي سيُعاود تفعيلها في الوقت ‏المناسب، كما انّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تعافى من ‏كورونا، سيُعاود جَدولة مواعيد زيارته للبنان في السنة الجديدة، ‏وتجديد الدفع في اتجاه توليد الحكومة.‏
‏ ‏
المأزق والعجز والخوف
وأبلغت مصادر مطلعة الى "الجمهورية" انّ المأزق الحكومي ‏المتمادي والمقفل أظهَر في وضوح حجم العجز لدى القوى السياسية، ‏التي أُسقِط في يدها وباتت تدور في دوامة عبثية.‏
ونقلت تلك المصادر، عن قيادات اساسية، إقرارها بالعجز والخوف من ‏تداعياته المحتملة، وسط خشية من ان تزداد الأمور تعقيداً وتدهوراً ‏بعد نحو شهرين، اذا بقيت المراوحة سائدة، بحيث تصبح فرصة ‏الصعود من الهاوية أضعف وأصعب.‏
واشارت إلى أنّ من يربط الإفراج عن الحكومة بتسَلّم الرئيس الأميركي ‏جو بايدن السلطة رسمياً هو مُخطئ، لأنّ لبنان ليس أولوية الإدارة ‏الجديدة التي ستكتشف انّ الرئيس دونالد ترامب ترك لها ملفات ‏ملغومة ومُلحّة، تبدأ من العلاقة المتوترة مع الصين، مروراً بتحديات ‏‏"كورونا" والاختراقات الروسية السيبرانية، وصولاً الى عدد من القضايا ‏الدولية والاقليمية التي تهم مصالح الولايات المتحدة وتسبق الملف ‏اللبناني في ترتيب الأهمية والاهتمام.‏
واعتبرت انّ المطلوب من عون والحريري والقوى الأخرى، مع بداية ‏السنة الجديدة، هو تَبادل التسهيلات والتضحيات بمعزل عمّن كان ‏ظالماً او مظلوماً في مفاوضات تشكيل الحكومة في السابق، وإلّا ‏فالج لا تعالج اذا لم يتغير أصل المقاربة.‏
‏ ‏
الحريري الى باريس
وفيما غابت النشاطات الخاصة بتأليف الحكومة، لم تلحظ المراكز ‏الرسمية اهتماماً بهذا الملف وكأنه بات على الرف، تزامناً مع تأكيد ‏دوائر القصر الجمهوري عدم حصول أي جديد. وكذلك الجمود الذي لَفّ ‏نشاط "بيت الوسط" في ظل غياب الحريري، الذي قيل انه بات في ‏الرياض بعد زيارته الامارات العربية المتحدة ليومين، وذلك قبل ان ‏ينتقل اليوم الى باريس حيث سيمضي ليلة رأس السنة الى جانب ‏عائلته.‏
‏ ‏
الموقف الفرنسي
في هذه الاثناء، برز أمس موقف فرنسي عَبّر عنه رئيس لجنة الصداقة ‏النيابية اللبنانية - الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوييك ‏كيرفران، يتلخّص في أنّ "المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة، وأنّ فرنسا لا ‏تترك لبنان في هذه الظروف"، مشيراً الى أنّ "الرئيس الفرنسي ملتزم ‏تعهداته تجاه لبنان". وقال: "هذا ما رأيناه من خلال الزيارتين ‏المتتاليتين اللتين قام بهما الى هذا البلد، وكذلك من خلال مؤتمر ‏الدعم الدولي الذي دعا إليه رؤساء الدول بِهَدف تقديم الدعم له، وقد ‏حصل لبنان من خلاله على 280 مليون دولار كمساعدات إنسانية". ‏وأكد أنّ ماكرون "لديه إرادة ورغبة في زيارة لبنان، على أن يُحدّد موعد ‏جديد للزيارة وفقاً للظروف". ولفت الى "ضرورة تأليف حكومة جديدة ‏كشرط أساس لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات ‏الدولية، خصوصاً من خلال مؤتمر "سيدر".‏
‏ ‏
موقف "حزب الله"‏
كذلك برز موقف لـ"حزب الله" عَبّر عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة ‏النائب علي فياض، في حديث تلفزيوني، فقال: "إنّ الجميع يريدنا ان ‏نضغط على حليفنا "العوني" ليتخلّى عن شروطه، لكنّ ‏المسألة ‏تتطلب تنازلات من الجميع‎.‎‏" وأكد أنه "لم يتمكّن أحد حتى ‏اللحظة من تأكيد ما قيل عن انّ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد ‏الحريري مُربَك ‏لأنّ هناك فيتو أميركياً على عدم مشاركة "حزب الله"، ‏حتى باختصاصيين، في الحكومة".‏‎
وردّ فياض على سؤال عن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة ‏بطرس الراعي عن الحليف، قائلاً: "فلنُطلق المواقف ‏بواقعية ‏ومسؤولية، والحريري يدرك انّ "حزب الله" مَرن بتشكيل ‏الحكومة، وما يتّصل بنا جَرت معالجته بهدوء"‏‎.‎‏ ورأى أنّ "التحليلات ‏التي تربط تشكيل الحكومة باستلام جو بايدن الرئاسة الأميركية غير ‏مقنعة"، مركّزا على أنّ "العقبات داخلية، ‏والحلول يجب أن تكون ‏داخلية"‏‎‏. وتوجّه إلى مَن يراهن على تشكيل الحكومة بعد تسلّم بايدن، ‏قائلاً: "ما لم تعالج العقبات الداخلية فالحكومة لن تولد قريباً، حتى لو ‏استلم بايدن الحكم".‏‎
‏ ‏
جعجع واستقالة عون
في المقابل، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "أننا نريد ‏حلاً وليس خطوات نظرية". وأشار إلى أنّه "ما من شك في أنّ رئيس ‏الجمهورية العماد عون هو جزء كبير من المشكلة الحالية إلّا انه ليس ‏المشكلة كلها. وما من شيء يمنعنا كما أننا لسنا ضد استقالته، لكنّ ‏هذا الأمر لا يحل المشكلة في الوقت الراهن. ولكي نتأكد من ذلك، ‏ليس علينا سوى أن نفترض أنه تقدّم باستقالته اليوم ونرى ماذا ‏سيحصل. الذي سيحصل هو أنّ الأكثرية ستجتمع غداً لانتخاب رئيس ‏آخر مثله أو أسوأ منه، وفي هذه الحال جُلّ ما نكون قد حققناه هو أننا ‏أضعنا مزيداً من الوقت سُدى. لذا، الامر الوحيد المفيد القيام به اليوم ‏هو الذهاب إلى جوهر المشكلة، حيث الحل يكمن في الانتخابات ‏النيابية المبكرة".‏



دياب
الى ذلك، وفي الوقت الذي لفّ الجمود معظم المواقع الرسمية، ‏لوحِظ عودة النشاط الى السرايا الحكومية، حيث عقد رئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب مجموعة اجتماعات متخصّصة بعدد من ‏الملفات الحيوية. وبرزت عودته الى السرايا قبل يومين على نهاية ‏السنة، حيث التقى للمرة الاولى منذ فترة الاعلاميين في دَردشة ‏خصّصها لتسجيل مجموعة مواقف من ملف "كورونا" وإمكان تجدد ‏العمل ببرامج الاغلاق في حال ساءت الاوضاع الصحية أكثر، ومن ملف ‏ترشيد الإنفاق الذي لم تُقاربه بعد النشاطات التي خصّصت لإعادة ‏تصنيف ما يمكن الاستمرار في دعمه من عدمه، مُكرّراً الهجوم على ‏حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومتّهماً إيّاه بحَجب الارقام الجديدة ‏عن موجودات مصرف لبنان التي يمكن استخدامها في الدعم عنه، ‏ومُستغرباً إشارته الجديدة قبل ايام قليلة الى وجود ملياري دولار يمكن ‏استخدامها في هذا المجال، ومطمئناً الى أنها تكفي، في حال اللجوء ‏الى برامج الترشيد، لـ6 أشهر إضافية. وأكد دياب أنّه "مجروح بعمق. ‏فلقد أتيتُ منذ البداية لكي أحارب الفساد "بِطلَع آخِر شي أنا الفساد"، ‏لأنني لم أزُر المرفأ؟".‏


وعن عدم زيارته للمرفأ قبل حصول الانفجار، قال: "لنفرض أنّني زرتُ ‏المرفأ في 4 حزيران الماضي وكشفتُ على العنبر 12، فإنني سأقوم ‏بإرسال كتاب إلى المسؤولين الأمنيين الذين يعرفون بالأمر أصلاً منذ 7 ‏سنوات". وسأل: "هل يعرف أحد متى فتحت الفجوة في العنبر رقم 12 ‏ومَن فتحها؟ إنّ تقرير "أف. بي. آي" كشف أنّ الكمية التي انفجرت من ‏‏"نيترات الامونيوم" هي 500 طن فقط، فأين ذهبت الـ2200 طن ‏المتبقية؟ من هو صاحب السفينة؟ وكيف دخلت؟ ومن سمح لها ‏بذلك...؟".‏


وأشار الى أنّ "التقرير وصَله في 22 تموز الماضي، فحَوّله رأساً إلى ‏الوزراء المختصّين، وصودِف وجود إقفال بموجب قرار التعبئة العامة ‏بسبب وباء "كورونا" وعيد الأضحى وعيد الجيش". مشيراً الى أنّه ‏‏"أوّل رئيس فتح الباب لصوّان، وأخبرته بكلّ شيء".‏


وعن المسار النقدي بعد رفع السرية المصرفية، قال: "تأخرنا كثيراً في ‏المزايدات والخلاف السياسي"، مشيراً الى أنّ "المصارف باعت قسماً ‏كبيراً من السندات وانخفضت النسبة إلى 58 في المئة، وبقيت ‏السيولة في الخارج، ولو أجرَينا إعادة جدولة الدين، أي تأجيل الدفع ‏لـ20 سنة، لكنّا تنفّسنا مالياً واقتصادياً لـ3 سنوات".‏
وعمّ يمكن للحريري تقديمه ولم يستطع هو تقديمه؟ قال دياب: ‏‏"قبول المجتمع السياسي، لا تكفي الكفاءة ونظافة الكف والوطنية ‏للنجاح، بل يجب أن يتوافر التوافق السياسي".‏
‏ ‏
كورونا
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي، أمس، حول ‏مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 2298 إصابة جديدة (2281 محلية ‏و17 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 175118. وكذلك تسجيل ‏‏21 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 1430.‏
‏ ‏
يَسترجِعون الشارع
من جهة ثانية، وتحت شعار "الطلاب يَسترجِعون الشارع"، ووسط ‏إجراءات أمنية مشدّدة، تجمّع طلاب الجامعة الأميركية وطالباتها في ‏شارع "بلس" أمس، محاولين اقتحام المدخل الرئيسي للجامعة، قبل أن ‏يتّجهوا الى المدخل الثاني للجامعة المعروف بمدخل الحرم الطبي، ‏حيث تكرّر مشهد الأيام العشرة الماضية. فاندلعت مواجهات بين ‏الطلاب والقوى الأمنية، وحصل ضرب بالهراوات ووقَع تَشابك بالأيدي، ‏وكان ردّ الطلاب الرشق بالحجارة وأغصان الأشجار.‏

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن :

 

دعوى الإرتياب: تسليم الملف "غير ملزم" والتمييزية بين "اجتهادَين‎"‎ ‎"‎ردّ مفصّل" من صوّان و"جواب مبكّل" من نقابة المحامين

 

 ‎... ‎وشهد شاهدٌ من أهل السلطة، متسائلاً: "أين ذهب 2200 طن" من نيترات الأمونيوم التي ‏كانت مخزّنة في العنبر رقم 12 طالما أنّ الكمية التي انفجرت في 4 آب لم تتجاوز 500 ‏طن، من أصل حمولة 2700 طن كانت قد أفرغت في مرفأ بيروت؟! خلاصة القول، إنّ ما ‏كشفه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، المدعى عليه في قضية انفجار المرفأ، إنما ‏يُشكّل مضبطة اتهام قائمة بحد ذاتها، تثبت واقعة النهب المنظّم والسرقة الموصوفة التي ‏تعرضت لها شحنة النيترات المشؤومة، مقرونة بجملة شبهات وعلامات استفهام تحوم حول ‏الجهة النافذة الفعلية التي وقفت خلف استقدام سفينة "روسوس" وأمّنت رسوها وتفريغ حمولتها ‏في مرفأ بيروت، وصولاً إلى فتح فجوة في العنبر 12 لتسريب أطنان النيترات منه‎!

تساؤلات لا تستدعي الشك والريبة بنظر القوى الحاكمة والمتحكمة بالبلاد، بل ما أثار ارتيابها ‏هو المحقق العدلي في انفجار 4 آب، فقامت قيامتها ولم تقعد في مواجهته، حتى وضعته هو ‏نفسه في قفص الاتهام أمام محكمة التمييز، طلباً لـ"كفّ يده" عن التحقيق بانفجار المرفأ رداً ‏على الادعاءات التي سطّرها في القضية. لكنّ القاضي فادي صوان، وقبيل انقضاء مهلة تقديم ‏الدفوع والردود من المعنيين بدعوى "الارتياب" المرفوعة من الوزيرين السابقين علي حسن ‏خليل وغازي زعيتر ضده، قدّم "رداً مفصلاً" إلى المحكمة التمييزية، وفق ما أكدت مصادر ‏مواكبة للقضية لـ"نداء الوطن"، وكذلك فعلت نقابة المحامين في بيروت بصفتها مدعية، ‏وبوكالتها عن 800 متضرر جراء انفجار 4 آب، فأرسلت بدورها "جواباً قانونياً مبكّلاً" من ‏‏20 صفحة طالبةً في خلاصته "ردّ دعوى خليل وزعيتر وإبقاء الملف في عهدة القاضي ‏صوان ورفض طلب نقله إلى قاض آخر‎".

وأوضحت المصادر أنه بعد مباشرة محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار ‏درس دعوى "الارتياب المشروع"، وإمهالها الأطراف المعنية 10 أيام لتقديم الردود والأجوبة ‏اللازمة، تقدمت النيابة العامة بجوابها، بينما جاء رد صوان "مستنداً إلى نصوص قانونية ‏واضحة تؤكد وجوب إبقاء الملف لديه"، مشيرةً إلى أن مضمون رد المحقق العدلي يعكس ‏تصميمه على استكمال التحقيقات "ما لم تقض محكمة التمييز بخلاف ذلك‎".

ولدى استيضاحها عن مسار دعوى الارتياب، أفادت مصادر قضائية "نداء الوطن" بعدم وجود ‏‏"مهلة زمنية محددة أمام محكمة التمييز لكي تبتّ بالدعوى، سواء لناحية إبقاء الملف لدى ‏المحقق العدلي نفسه أو إحالته الى قاض غيره"، لكنها لفتت الانتباه في المقابل إلى أنه نظراً ‏لكون "طلب المدعى عليهما خليل وزعيتر لا يستند إلى موجبات صلبة ومبررات مُحكمة ‏بالمعنى القانوني، وبما أن طلبهما هذا يستند إلى معطيات ترتكز في جوهرها إلى معلومات ‏إعلامية، فإنّ الرأي القضائي والقانوني يذهب باتجاه ترجيح كفة ردّ محكمة التمييز طلب تنحية ‏القاضي صوان عن القضية‎".

وعما تردد عن تمنّع القاضي صوان عن تزويد محكمة التمييز بملف التحقيقات بانفجار المرفأ ‏بذريعة أنها لم تقض بوقف سير التحقيقات، أجابت المصادر القضائية: "في حال رفض المحقق ‏العدلي ذلك، فلن يكون رفضه بحجة استمرار التحقيقات بل لأنّ حجته القانونية للتمنع ‏ستتمحور حول سرية التحقيقات التي تحول دون كشف ما في الملف من معطيات ووقائع لا ‏يجوز كشفها قبل انتهاء التحقيق‎".

وإذ أكدت أن "ليس في القانون ما ينصّ على أن تطلب محكمة التمييز تسليمها ملف التحقيقات ‏للنظر في دعوى الارتياب، لأن هذه الدعوى لا علاقة لها بمضمون التحقيق بل هي متصلة ‏باتهام القاضي المعني بالتحامل على المدعى عليهما"، أشارت المصادر القضائية إلى أنه ‏‏"حتى لو طلبت محكمة التمييز الملف، يبقى من حق المحقق العدلي، أي القاضي صوان في ‏القضية الماثلة راهناً، عدم تزويدها بالملف بمعنى أنه غير ملزم قانوناً بالامتثال لهذا الطلب‎".

وعن الخيارات المتاحة أمام محكمة التمييز في هذه الحال، نقلت المصادر أنّ هناك "اجتهادين" ‏إزاء كيفية التعاطي مع رفض تسليم الملف، "الأول يقول بأنّ على المحكمة التمييزية أن ‏تكتفي بجواب صوان لكي تبتّ بالدعوى، أما الرأي الآخر فيذهب إلى تأكيد وجوب تزويد ‏المحكمة بملف القضية لكي تتمكن من البت بوجود الارتياب المشروع من عدمه، ربطاً بما ‏يتضمنه من تحقيقات استند القاضي إليها لكي يسطر ادعاءه بحق مقدمي الدعوى ضده‎".

ورداً على سؤال، لم تتوانَ المصادر عن تأكيد ممارسة "ضغوط سياسية كبيرة" في هذا الملف، ‏لكنها ختمت بالتشديد على وجود "التفاف قضائي وقانوني صلب في المقابل، إلى جانب المحقق ‏العدلي دعماً لاستقلالية القضاء والقضاة في ممارسة مهامهم بعيداً من أي اعتبارات سياسية ‏وغير سياسية‎".‎

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق :

 

فرنسا متمسّكة بمبادرتها.. ودعم غربي فاتيكاني

 

يئس اللبنانيون لكن باريس لم تيأس. قطع الشعب الامل بالإنقاذ لكن الرئيس الفرنسي الصديق ايمانويل ماكرون الذي ‏عاين تكرارا بأم العين مأساته مازال يراهن على "شيء ما" لإحداث الخرق وتعبيد طريق مبادرته التي تتوسع رقعة ‏دعمها اوروبيا واحاطتها فاتيكانيا ومواكبتها اميركيا وروسيا لتشق طريقها العملي نحو تحقيق الهدف‎.‎
على المسرح الدولي تتكثف الاتصالات التي تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية انها بلغت مرحلة متقدمة منعا لسقوط ‏لبنان، فيما تنحصر الحركة الداخلية بالمناكفات والتجاذبات السياسية والقضائية والتلهي بالسجالات وتبادل الاتهامات ‏ليس الا‎.‎
‎ ‎
فرنسا باقية‎!‎
فوسط غياب اي حركة محلية على خط تأليف الحكومة، سُجّل امس اصرار فرنسي على عدم ترك بيروت ورغبة ‏باريسية بالمضي قدما في المبادرة الفرنسية، رغم التعقيدات اللبنانية. فاكد رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية-الفرنسية ‏في مجلس النواب الفرنسي النائب الفرنسي لوييك كيرفران الذي يزرو لبنان ان "المبادرة الفرنسية لاتزال قائمة، وأن ‏فرنسا لا تترك لبنان في هذه الظروف"، مشيرا الى ان "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ملتزم تعهداته تجاه لبنان‎".‎
‎ ‎
صوان لا يسلّم
وليس بعيدا من تطورات المرفأ، تطورات قضائية و"سياسية". فقد أفيد ان محكمة التمييز الجزائية طلبت من المحقق ‏العدلي في إنفجار المرفأ القاضي فادي صوان عبر النيابة العامة التمييزية ملف التحقيقات، لكن صوان إمتنع عن ‏تزويدها بالملف مبرراً أن محكمة التمييز لم توقف السير بالتحقيقات‎".‎
‎ ‎
ليرسله الى المجلس‎!‎
اما في المواقف، فقد أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أنّه أوّل من فتح الباب للمحقق العدلي في انفجار ‏المرفأ القاضي فادي صوان وقال "انا أحارب الفساد من أوّل الطريق"، سائلاً: "هل لأنني لم أنزل الى المرفأ أصبح أنا ‏الفاسد؟. وقال في دردشة مع الصحافيين: "إذا كان لدى القاضي صوان اي شيء ضدي فليرسله الى المجلس النيابي ‏والأمور تسلك مجراها وأنا أحتكم للدستور". وسأل" هل يُعقل أنّه ضمن ادّعاءات القاضي صوان لا يوجد إسم قاضٍ ‏أو أمنيّ بينما يدّعي على رئيس الحكومة؟" كما كشف دياب سبب إلغاء زيارته المرفأ قبل الإنفجار، قائلاً "لم أنزل إلى ‏المرفأ لأنّ وصلتني 3 معلومات مختلفة على مدى ساعتين وخلال 20 اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع لم يرفع أحد يده ‏ليُبلغ عن وجود النيترات وهم يعرفون‎".‎
‎ ‎
بكركي
في الغضون، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال إزاحة الستار عن تمثال المكرم البطريرك ‏الحويك في حريصا "مهما كانت الصعوبات لا يمكن أن نضحّي بوطننا الفريد من نوعه والذي يتميّز برسالته في ‏الشرق، والبطريرك الحويك ناضل في سبيل لبنان الكبير وتحمّل الكثير وأراد بذلك أن يعلّمنا كيف تكون محبّة ‏الأوطان وكيف يجب أن نناضل‎".‎

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة  الشرق الأوسط :

 

ارتباك في صفوف عملاء مؤسسة "حزب الله" المالية بعد ‏اختراقها إلكترونياً

 

 أثار الاختراق الإلكتروني لمؤسسة "القرض الحسن" المالية التابعة لـ"حزب ‏الله" في لبنان، ونشر بيانات المودعين والمقترضين، ارتباكاً في الساحة المؤيدة ‏للحزب، رغم نفي المؤسسة لأن يكون القراصنة وصلوا إلى أي من البيانات ‏الداخلية أو أرقام الحسابات العائدة للمودعين‎.


واخترقت مجموعة من المقرصنين الإلكترونيين تحمل اسم‎ spiderz ‎حسابات ‏مؤسسة "القرض الحسن" وكاميراتها في الفروع كافة، ونشرت لوائح أسماء ‏المقترضين خلال العامين 2019 و2020 في موقع إلكتروني، ووضعت ‏الروابط في صفحة خاصة في "تويتر"، مرفقة بالتفاصيل كافة المتعلقة بالزبائن‎.


ودعت مجموعة القراصنة المقترضين لعدم دفع الأقساط المتوجبة عليهم لصالح ‏المؤسسة، كما دعت المودعين إلى الإسراع بسحب ودائعهم. ووعد ‏المقرصنون، عبر الفيديو، بنشر مزيد من المعلومات في المرحلة المقبلة عن ‏جمعية القرض الحسن وسواها من المؤسسات التابعة لـ"حزب الله‎".


وأثارت العملية حالة ارتباك في صفوف العملاء، بالنظر إلى أن جميع بيانات ‏الزبائن باتت متاحة على الملأ. وجاءت العملية بعد أشهر قليلة على إطلاق ‏المؤسسة خدمة الصراف الآلي في فروعها في الضاحية الجنوبية لبيروت، ‏مركز نفوذ الحزب؛ مما شجع البعض على وضع ودائع مالية في المؤسسة غير ‏الخاضعة للنظام المصرفي اللبناني‎.‎
وقللت المؤسسة من أهمية الاختراق؛ إذ نفت أن يكون القراصنة قد استطاعوا ‏الوصول إلى أي من المعلومات الداخلية، وقال متحدث فيها، إن القرصنة طالت ‏الشبكة الخارجية ولم تطل الشبكة الداخلية التي تتضمن أرقام الودائع وقيمة ‏القروض وغيرها، مؤكداً أن "الشبكة الداخلية محصنة جيداً ومؤمّنة، ولم تُرصد ‏أي حركة عليها، ولا يمكن الوصول إليها‎".


وقال المتحدث، إنه تجري متابعة التحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف وراءها، ‏مطمئناً في الوقت نفسه زبائن المؤسسة "الى أن الخرق محدود ولا خطورة ‏على حسابات المودعين والمقترضين على حد سواء، وأن لا إمكانية للتصرف ‏بها أو تحريكها‎".


وتضمنت البيانات المنشورة للعموم، قوائم بأسماء الزبائن وأرقام حساباتهم ونوع ‏العملة التي يتعاملون فيها، كما تضمنت قائمة بأهم الزبائن، وبالمقترضين وقيمة ‏القرض ونسبة السداد ومعلومات شخصية عن الزبائن. كما كشفت عملية ‏القرصنة عن حسابات مؤسسة القرض الحسن في "جمّال ترست بنك"، الذي ‏كان قد خضع إلى العقوبات الأميركية في عام 2019 بتهمة تقديم خدمات مالية ‏لـ"حزب الله"، وجرت تصفيته في لبنان‎.


ونفى المتحدث باسم "القرض الحسن" أن تكون المعلومات المنشورة عن قوائم ‏أهم الزبائن صحيحة، قائلاً، إن المعلومات التي حصل عليها "تشبه الحصول ‏على بيانات الناخبين، ولم تطل الحسابات المالية؛ ما يدحض مزاعم القراصنة ‏حول التصنيفات". وأضاف "التصنيفات لا تستند إلى بيانات، وحتى لو وضعوا ‏أي أرقام، فإنها بالتأكيد ستكون غير صحيحة لأن البيانات المالية لم يصل إليها ‏أحد‎".


وتعتبر "القرض الحسن" إحدى أبرز المؤسسات الاقتصادية التابعة للحزب، ‏وتنتشر على مساحة 31 فرعاً، يقع معظمها في مناطق تسكنها أغلبية شيعية، ‏وبدرجة أقل في مناطق تسكنها أغلبية سنية ومسيحية. ولا يخضع للنظام ‏المصرفي اللبناني ولا قانون "النقد والتسليف" الذي يحكم علاقة المؤسسات ‏المالية بمصرف لبنان المركزي‎.


وافتتحت المؤسسة في ثمانينات القرن الماضي، حيث تم تسجيلها بصفة جمعية ‏خيرية، وتُعرف بأنها مؤسسة تكافل اجتماعي تمنح القروض من دون فوائد ‏بالدولار الأميركي حصراً، مقابل رهن الذهب. وتظهر بياناتها أنها قدمت ‏قروضاً صغيرة "لا تتخطى الـ5 آلاف دولار) بمبالغ تتخطى 3 مليارات دولار. ‏وناهز عدد المقترضين نحو 200 ألف مقترض‎.


وفي أبريل (نيسان) 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية جمعية "القرض ‏الحسن" على قائمة العقوبات (بناءً على تشريع من عام 2015). وافتتحت ‏الجمعية في أبريل 2019، حسابين لنقل التبرعات لضحايا الفيضانات في إيران ‏من قِبل الهلال الأحمر الإيراني وجمعية الإمداد التابعة لـ"حزب الله‎".‎

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram