افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 25 أيلول

افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 25 أيلول

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء
ماكرون يعترف بالهزيمة في أفريقيا ويعلن قرار سحب السفير من النيجر… والدبلوماسيين والقوات / الخارجية الأميركية: لا نعتبر أن الظروف اليوم مؤاتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم/ الموفد القطري يسير على خطى لودريان: ملء الوقت الضائع بالزيارات والتداول بأسماء مرشحين /
بعد مكابرة لعدة أسابيع أعلن الرئيس الفرنسي سحب السفير الفرنسي والدبلوماسيين الفرنسيين والقوات الفرنسية من النيجر، والقرار اعتراف بالهزيمة الفرنسية المدوية في أفريقيا، من مالي إلى بوركينا فاسو وصولاً إلى النيجر، وهي نهاية حقبة من النهب والعبودية، كانت تحصل فرنسا خلالها على ثروات المستعمرات بأبخس الأسعار. ومثال يورانيوم النيجر الذي يمثل مصدر الوقود الرئيسي لمولدات الطاقة في فرنسا عبر المفاعلات النووية، يكفي للقول، إن أفريقيا كانت منهوبة، حيث كانت فرنسا تشتري اليورانيوم من النيجر بأقل من 10% من سعره في السوق.
لبنانياً، كان كلام أميركي رسمي بلسان المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، يقول فيه إن حكومته لا تعتبر أن الظروف مؤاتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، والكلام رد على طلبات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب بأخذ القلق اللبناني الوجودي من خطر النزوح، خلال اجتماع ضمّ ميقاتي وأبو حبيب ومعاونة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، والكلام برسم الحكومة، والمرجعيات الروحية والقيادات السياسية والأمنية، خصوصاً مَن يقولون بإمكانية الجمع بين صداقة واشنطن والمصالح الحيوية للبنان والشعب اللبناني، كما هو تحدٍّ للإرادة السياسية اللبنانية، وكيفية ترجمة الحكومة وقيادة الجيش لما وصفته بالخطر الوجوديّ، والطريق واضح، وهو الكفّ عن لعب دور الحارس البحري لمنع تدفق اللاجئين نحو أوروبا، فهل يتجرأ لبنان السياسي والحكومي والعسكري، وهل نسمع مواقف مندّدة بالموقف الأميركي، بما يليق بالتعامل مع ما يسمّيه اللبنانيون، بالخطر الوجودي؟
في الشأن الرئاسي، بعد فشل اجتماع اللجنة الخماسية، وغياب التوجّه الموحّد الذي كان يفترض أن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يعمل على أساسه ويقدّم المبادرات، ويقترح الحلول، صار السؤال عن مدى فرص عودة لودريان بغياب هذه التغطية، بينما قال مصدر نيابي إن جولات الموفد القطري في ظل هذا الانقسام في اللجنة يتحوّل إلى نسخة من زيارات لودريان المكوكية التي انتهت إلى لا شيء، رغم التداول بمخارج وحلول وأسماء!

بانتظار حصول الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الشهر المقبل استكمالاً لتحركه على خط الاستحقاق الرئاسي، فإن البارز على خط الرئاسة يتمثل بحراك قطري يستقطب الاهتمام رغم أنه يتّسم بالغموض. فالأسبوع الماضي انتهى على جولات استطلاعية للمبعوث القطري على الاطراف السياسية ومرشحين لرئاسة الجمهورية لم يتسرَّب عنها شيء يمكن البناء عليه، علماً أن ما رشح يشير بحسب معلومات «البناء» إلى أن الموفد القطري حمل الى المسؤولين 3 أسماء لرئاسة الجمهورية وهم: قائد الجيش العماد جوزيف عون واللواء الياس البيسري والنائب نعمة افرام.
وتشير مصادر مطلعة لـ “البناء” إلى أن الموفد القطري لا يحمل مبادرة إنما أفكاراً يطرحها على القوى السياسية ويستمع إلى مواقفها، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى خلاصة قد تبحث في اجتماع للخماسية قبل عودة لودريان الى بيروت، معتبرة أن لا خلاف أميركياً – فرنسياً قد يؤدي إلى سحب المهمة من باريس، وجل ما في الأمر أن الإدارة الأميركية لا تضع ملف الرئاسة في لبنان ضمن اهتماماتها الأساسية.
ودعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان “كل الجهات لتنفيذ إصلاحات شاملة تقود لتجاوز الأزمة”. وأكد “ضرورة بسط الدولة اللبنانية سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية”، لافتاً إلى أن “بسط الدولة اللبنانية سيطرتها سيُسهم بالتصدّي لتهريب المخدّرات”.
وشدّد السفير السعودي وليد البخاري من جهته على أنّ “السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق الازدهار في كافة البلاد العربية”، مشيرًا إلى أنّ “الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويهدد في الوصول إلى الإصلاحات، ولطالما أكدنا أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل المسؤولية”.
وأكّد بخاري أنّ “الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قادر على تحقيق ما يتأمله الشعب اللبناني”، موضحًا “أننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة”.
الى ذلك أشار المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، الى أن “اجتماع اللجنة الخماسية كان من أهم الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الأوسط ولا خلاف بين الأطراف لأننا نتفق على ضرورة المضي بالإصلاحات”.
ولفت ويربيرغ، الى أن “أميركا مستعدّة لتقديم أي مساعدة تقنية أو فنية لازمة، ولا يحق لأي بلد كان أن يفرض إرادته على المكونات السياسية اللبنانية، وسنبقى على تواصل مع كل الجهات».
كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يسجل من عكار اعتراضاً على المسؤولين السياسيين والأجهزة الأمنية الذين لا يحصّنون البلد من موجات النزوح الجديدة، فيما ترابط قوات في البحر لمنع النازحين من المغادرة الى أوروبا، بحسب قوله. وجزم باسيل أنّ “التّيّار لا يمكن أن يكون ضد الحوار المجدي والنافع، ولكن “التيّار” حريص على نجاح الحوار. نحن لم نضع شروطًا ولكن حدّدنا الظّروف الّتي تؤدّي إلى نجاح الحوار، أي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو أهم من الشخص في هذه الظروف”. ورأى أنّه “إذا أبدى التيّار الإيجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنّه ثبت أن الفرض لا ينجح معنا”، معتبرًا أنّ “كلّ ادّعاء بأنّ الجيش والأجهزة الأمنية عاجزة، هو كلام باطل ويُراد منه رئاسة. الطموح الشّخصي مسموح ولكن يتوقّف عند خطر الوجود”.
أكد نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، أن “على الحكومة اللبنانية إيجاد حلول لمسألة النزوح السوري الى لبنان وامتلاك جرأة لوضع قواعد لضبطه”. واعتبر أن “الحوار هو الطريق الذي يوصل الى المجلس النيابي، ومن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم. وبدلاً من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على تحقيق الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع”.
وأسف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد شديد الأسف لـ “عدم استجابة البعض الى الحوار الذي ندعو اليه، ويدعو له رئيس مجلس النواب نبيه بري..»
وأضاف رعد: “نحن حريصون على وثيقة الوفاق الوطني، وملتزمون الدستور نصاً وروحاً، فنحن نشكل اليوم أكثرية في مجلس الوزراء، حيث نملك النصاب، الذي يؤهل مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات، ولكن لأننا نرغب في التفاهم والحوار، ندعو الى الشراكة في حضور مجلس الوزراء، ونصبر على مَن لم ولن يشارك في مجلس الوزراء، ولا ندرج في جدول أعمال المجلس إلا ما هو ملحّ وضروري يطال الجميع. وللأسف بعض الذين يرفضون الحوار، يتوهّمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب شراكتهم معنا، وعلى حساب رأينا، يريدوننا أن نحضر الى جلسة مجلس النواب فقط، لنؤمّن لهم النصاب الانتخابي من أجل أن ينتخبوا رئيساً لهم، يراعي مصالحهم ولو على حساب مصالح الآخرين. هذا المنطق لا يستقيم في بناء دولة، ولا في حفظ استقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار، سيتوسّلونه في يوم من الأيام..»
وفيما كانت السفيرة الأميركية دوروثي شيا أبلغت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ثقتها بالجهات الأمنية اللبنانية من حيث متابعة ملابسات إطلاق النار على السفارة التي تنتظر نتيجة التحقيق، أكد المتحدث باسم السفارة الأميركية جايك نيلسون أن “موظفي السفارة لم يعتقلوا أو يحتجزوا أي شخص على صلة بحادثة إطلاق النار التي حصلت ليل الأربعاء”. في حين أكدت مصادر مطلعة لـ “البناء” أن إطلاق النار على السفارة استدعى إجراء التحقيقات التي لا تزال مستمرة، لكن ثمة اقتناعاً محلياً وأميركياً أن الحادث لا يحمل أي طابع أمني خطير وليس هناك من يريد توجيه رسائل تجاه الأميركيين.

افتتاحية صحيفة الأخبار 
أميركا للأساتذة: تعلموا كيفية الدمج
فيما الدولة المفلسة عاجزة عن الرقابة وترتيب أولوياتها، تواصل الجمعيات الدولية استباحة المدارس الرسمية وسحب «داتا» المعلمين والطلاب وبثّ مفاهيم مشبوهة على عين وزارة التربية. وكأنّ التربية قضية محايدة، «تقتحم» جمعية أميركية التعليم تحت عناوين معلنة هي التعددية والإدماج والسلام وقبول الآخر وأهداف غير مرئية مناقضة لخصوصية المجتمع الثقافية
أعطى وزير التربية، عباس الحلبي، الضوء الأخضر لجمعية أميركية هي hardwiredGlobal بـ»اقتحام» الصفوف الدراسية، لفرض برنامج لقاءات توجيهية يشارك فيه 150 أستاذاً في مادتَي التربية وعلم الاجتماع، بهدف التدرّب على تعزيز «التعددية» و»الإدماج». ومن الأهداف المعلنة للبرنامج الذي يُنظم بالتنسيق مع مديرية الإرشاد والتوجيه أنه يزوّد المرشدين والمعلمين بالقيم الرئيسية لحقوق الإنسان، واستخدام منهجيات وأدوات مبتكرة لتعليم الطلاب على التعددية، واكتساب المهارات والاستراتيجيات العملية لمواجهة تحديات التعددية في القاعات الدراسية والمجتمع، وابتكار طرق التدريس التي تعزز التفكير الناقد ومهارات التواصل الإيجابي، ونشر استخدام طرق قياس المكتسبات المفاهيمية لدى التلميذ. وتُنظم اللقاءات التوجيهية للأساتذة أيام 28 أيلول و5 و12 تشرين الأول المقبل، على أن يحضر فريق الجمعية، لمدة 4 ساعات خلال الدوام المدرسي، وبمواكبة مرشدي التربية. وكانت الجمعية تعهّدت بتأمين بدل النقل والوجبات الغذائية والأدوات المطلوبة لتطبيق البرنامج. ومن المتعارف عليه أن مثل هذه الجمعيات تدفع أيضاً بدلات مالية لحضور الأساتذة.
مفاجأة قطرية: قائد الجيش ليس مرشحنا
يمضي الملف الرئاسي، في بعديْه الداخلي والخارجي، وسط استمرار الغموض السلبي، إذ عادت تناقضات أطراف الصراع إلى البروز في انتظار اتضاح اتجاهات التسويات في المنطقة، خصوصاً بعدما تبلّغ اللاعبون الكبار في لبنان تحولاً جدياً في الموقف الأميركي – السعودي الرافض للتسوية الفرنسية الهادفة إلى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً مقابل اختيار رئيس للحكومة من حصة خصوم حزب الله.
وكعادتها، تصطاد قطر الفرص عندما يعجز المعنيون الأوائل في إنضاج حل. وتشهد بيروت جولة جديدة من الاتصالات يقوم بها موفد قطري في بيروت بحثاً عن المخارج المحتملة لانتخاب رئيس للجمهورية بـ«التراضي» بينَ كل المكوّنات السياسية. وقد وصل الموفد أبو فهد جاسم آل ثاني إلى بيروت الأسبوع الماضي، واستهلّ جولته بلقاء المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل.
وقال مطّلعون من القوى اللبنانية الرافضة لخيار فرنجية إنهم يتفهّمون حقيقة أن قطر، تريد إدارة حوار خاص مع حزب الله، وأن الدوحة أبلغت من يهمّه الأمر بأن لا إمكانية لأي اتفاق من دون تحضير الأرضية مع الحزب الذي من شأنه تسهيل المهمة.
باسيل قلق رئاسياَ... وأسئلة حول مآل حواره مع حزب الله
المتابعون للاتصالات الخاصة بالملف الرئاسي، يقفون طويلاً عند تحركات وتصريحات واتصالات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خصوصاً بعدما أنجز عملية تثبيت قيادته للتيار، وتحويل الاعتراضات إلى أفعال فردية، وسعيه إلى تأمين انضباط سياسي وتنظيميّ كبيرين. كما يرصد الجميع باسيل، وهو يستأنف حواراً مع حزب الله عنوانه الفعلي هو الاستحقاق الرئاسي، لكنه حوار يفرض على الطرفين مراجعة لتحالفهما.
يحرص باسيل، على عدم الحديث عن اتصالات كثيرة يقوم بها. حتى إنه قليل الكلام عن مضمون حواره مع حزب الله. لكنّ باسيل نجح في المرحلة الأولى من التصفيات الرئاسية، في تثبيت موقعه الأساسي متجاوزاً موجة الشيطنة التي واجهته بفعل حرب ضروس لم يبق أحد في لبنان لم يشارك فيها. وهو حقّق إنجازاً يخصّه كقوة مسيحية، بإقناعه البطريرك الماروني بشارة الراعي بمجاراته في البحث عن مرشح توافقي للرئاسة، دون الخضوع لتهويل خصوم حزب الله. وعندما فشل باسيل في إقناع الحزب بسحب دعمه للمرشح سليمان فرنجية، قاد مفاوضات دفعت بخصومه السياسيين في لبنان وحتى الخارج، إلى السير بواحد من أبرز مرشحيه للرئاسة، الوزير السابق جهاد أزعور.
المقاومة تُفشل اقتحام طولكرم
رام الله | فيما كان آلاف الفلسطينيين يشيّعون، في مدينة طولكرم، الشهيدَين أسيد فرحان وعبد الرحمن أبو دغش، اللذَين استشهدا، فجر يوم أمس، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيّم نور شمس، كان مقاومون ينفّذون، في ساعة واحدة، عدّة عمليات إطلاق نار ضدّ الاحتلال ومستوطنيه في مناطق شمال الضفة الغربية المحتلّة. وهكذا، تعرّضت دورية للجيش الإسرائيلي لإطلاق نار قرب طولكرم، بعد مهاجمة دورية حراسة قرب مستوطنة «ايفني خيفتس» في محيط المدينة، فضلاً عن هجوم ناري عنيف شنّه المقاومون مستهدفين مستوطنة «حيننيت» قرب جنين، تضرّرت على إثره منازل في المستوطنة، إضافةً إلى تعرُّض موقع عسكري للعدو قرب مستوطنة «شاكيد»، لإطلاق نار.


افتتاحية صحيفة النهار 
“بورصة” تعويم وحرق… على وقع التحرك القطري
بدت الأيام الأخيرة التي أعقبت “عاصفة الغموض” التي اكتنفت الازمة الرئاسية مع “انقطاع” المعطيات الدقيقة، غير “التسويقية”، عن مصير #الوساطة الفرنسية وتقدم الوساطة ال#قطرية وكل ما ينسج محليا حول مآل الازمة، اشبه بعملية ترويج استهلاكية على الأرجح لموجة جديدة من ذر الرماد في العيون وتضييع الرأي العام مجددا حيال كل ما يتصل بالازمة المديدة. فعند مشارف سنة كاملة على الفراغ الرئاسي يمكن رسم معالم الصورة الواسعة للازمة بانها بدأت منذ الاخفاق المحقق لاجتماع المجموعة الخماسية في نيويورك وعدم صدور موقف علني موحد عنها بالعودة الى المربع الأول ليس من باب تخلي هذا الفريق او ذاك عن مرشحه فقط ، وليس من باب عقم الجدل المتصاعد حول الحوار فحسب، بل لجهة استعادة أنماط حرق أسماء وتعويم أسماء والتلاعب بالاسماء بعيدا تماما عن كل الأصول الجادة التي كانت تفترضها عملية دستورية وفق الأصول. ما جرى منذ أيام ان موجة جديدة من التسريبات ضجت بها الأوساط الإعلامية والسياسية وعزيت الى الموفد القطري “الاولي” الذي يمهد لجولة “رسمية” لوزير الخارجية القطري في الأيام المقبلة وتناولت أسماء ثلاثة ومن ثم سواها وبدأت مجددا بورصة الأسماء “الطائرة” تتطاير في فضاء الازمة على قاعدة ان القطريين يروجون لمرشحهم الأساسي قائد الجيش العماد جوزف عون ولكن مع تلطيف وتنويع بإضافة أسمين ومن ثم تطور الامر في الساعات الأخيرة وراحت الأوساط المحلية تتداول بورصة أوسع من اطار “قدامى المرشحين” الذين انتظروا “احتراق” مرشح #الثنائي الشيعي ومرشح المعارضة بما يعني ان “موجة احراق” جديدة قد تكون بدأت .
 
والمعطيات التي سربت من أوساط قريبة من الثنائي الشيعي بدت لافتة لجهة الإيحاء ان طرفي الثنائي لم يكونا ايجابيين مع عناوين التحرك القطري. وجرى الزعم بان الموفد القطري الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ابلغ اليهما السعي الى توافق على مرشح ثالث ولكن كلا من بري ورعد ابلغاه بتمسك الثنائي بترشيح سليمان فرنجية، وهو الامر الذي يستشف منه ان الثنائي قد ينتظر وصول الموفد الرسمي القطري لاحقا وانه لن يسلم بسهولة “بنهاية” المبادرة الفرنسية لمصلحة ترخيم المبادرة القطرية. ويثير المناخ الذي يحاط به التحرك القطري تساؤلات واسعة عما اذا كانت قطر ستنجح حيث أخفقت فرنسا خصوصا ان جهات سياسية جادة شككت بعمق بالتوظيف الداخلي للتحرك القطري لكي ينسب اليه ما قد يصح ولا يصح علما ان هذه الجهات تمتلك معلومات جانحة بشدة نحو مزيد من التأزم في الملف الرئاسي بدليل الاحتدام الذي عاد يتصاعد بقوة بين افرقاء الداخل حيال مجمل الازمة وتداعياتها وهي تجزم بان موضوع الحوار “انتهى” ولن يكون متاحا اطلاقا ما دامت المعطيات التي حالت دون تحقيقه تتفاقم باطراد .
 
#واشنطن
 
وبرز كلام للمتحدث الاقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ أوضح فيه أن “اجتماع اللجنة الخماسية كان من أهم الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الاوسط، ولا أريد أن أدخل في تفاصيله، لكنها كانت فرصة مهمة أن نجتمع مع حلفاء وشركاء أميركا لمناقشة أهمية العملية السياسية في لبنان وأهمية تشكيل حكومة” جازماً بأنه “لا خلاف بين الأطراف المجتمعة لأننا نتفق على ضرورة المضي بالاصلاحات الاقتصادية المطلوبة”.
 
وعن تحديد الولايات المتحدة مدة زمنية معينة للانتخابات الرئاسية في لبنان، نفى ويربيرج في حديث لـمحطة “الجديد” ما يتم تداوله، معتبراً ذلك محاولة للتشويش على الموقف الأميركي الرامي إلى اختيار لبنان رئيسه وتشكيل حكومة في الوقت المناسب للبنانيين، وأضاف: “نحن نحث كل الأطراف اللبنانية على الاسراع بإنجاز هذا الاستحقاق لكن لا صحة لكل هذه الأكاذيب”.
 
وفي ما خص دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، لفت المتحدث الاقليمي إلى استعداد أميركا لتقديم أي مساعدة تقنية أو فنية لازمة، متابعاً: “لا يحق لأي بلدٍ أن يفرض إرادته على المكونات السياسية اللبنانية كافة، وسنبقى على تواصل مع كل الاطراف، في إشارة إلى لقاء سفيرتنا في بيروت دوروثي شيا ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ونقاشهما في هذه المواضيع”.
 
إلى ذلك، استنكر ويربيرج استهداف السفارة الأميركية في بيروت قائلاً: “ندين بشدة عملية إطلاق النار وشيا أبلغت ميقاتي عن ثقتنا بالجهات الأمنية اللبنانية من حيث متابعة ملابسات هذا الفعل، ونحن بانتظار نتيجة التحقيق، ولا تخوّف من الأمن في بيروت ونتخذ كل الاجراءات اللازمة لحماية أنفسنا ونتواصل عن كثب مع الجهات الامنية منعاً لتكرار مثل هذه الحادثة”.
 
الموقف السعودي
 
وشكل احياء العيد الوطني السعودي مناسبة لاعادة بلورة وتثبيت الموقف السعودي المبدئي على لسان السفير وليد بخاري واساسه استعجال انهاء الفراغ الرئاسي والتشديد على ان الحلول المستدامة لا تاتي الا من داخل لبنان وليس من خارجه بما يثبت سيادية هذا الاستحقاق . وكان بخاري اكد “اننا نتقاسم مسؤولية دولية مشتركة للحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته”، وشدد على أنّ “الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويُهدّد تحقيق الإصلاحات المنشودة والملحّة”. وقال “أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان وليس من خارجه والاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي”، مضيفاً: “نحن على ثقة أنّ اللبنانيين قادرون على تحمّل مسؤوليتهم وإنجاز الاستحقاق”. وأشار إلى أنّ “الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تُشدّد على ضرورة الإسراع على انتخاب رئيس قادر على تحقيق ما يتطلّع إلى الشعب”، مؤكداً أنّه “سنواصل جهودنا المشتركة لحثّ قادة لبنان على انتخاب رئيس”.
 
قوى “التقاطع”
 
في أي حال تبين من المواقف التي اطلقها اركان معارضون كما رئيس “التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل ان ما سمي ب”التقاطع” بين المعارضة و”التيار” يبدو لا يزال ساري المفعول ضمنا سواء عبر الموقف المتقارب بينهما رفضا او وضعا للشروط حيال دعوة الرئيس بري الى الحوار او من خلال عدم اعلان أي منهما التخلي عن ترشيح جهاد ازعور الذي سمي ب”مرشح التقاطع” .
 
وتندرج في هذا السياق سلسلة مواقف برزت امس اذ ان النائب باسيل وخلال الجولة التي قام بها مع الرئيس السابق العماد ميشال عون على بعض بلدات عكار اعلن ان “التيّار لا يمكن ان يكون ضد الحوار المجدي والجدّي، ولكن التيّار حريص على نجاح الحوار. ونحن لم نضع شروطا ولكن حدّدنا الظروف التي تؤدي الى نجاح الحوار اي الى انتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو اهم من الشخص في هذه الظروف. واذا التيّار ابدى الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنّه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا”.
 
في المقابل استبعد رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير #جعجع إمكان إجراء انتخابات رئاسية في الوقت القريب “رغم المساعي السعودية والقطرية لان “دود الخل منو وفيه” في إشارة الى التعطيل اللبناني الداخلي.
 
وعن مجازفته الأمنية عبر مشاركته شخصيا في احتفال العيد الوطني السعودي الـ93 في مكان عام وهل كانت مشاركته رسالة الى احد أجاب جعجع ” مش لحدا زيارتي هي لتهنئة أصدقائي باليوم الوطني السعودي”.
 
بدوره عزا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل فشل كل الوساطات الى “أن حزب الله نسف مبدأ انتخاب الرئيس مع جميع الآليات والمهل الدستورية عبر تعطيل النصاب ورفض الرئيس بري الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة إلا إذا كان ضامناً وصول مرشحه للرئاسة . ثانياً، لأنه عندما يراد انتخاب الرئيس بالتوافق ويكون الاصطفاف حاداً يُبحث عن حل وسط. والجميع قبل بالحل الوسط ما عدا حزب الله الذي يصر على فرض إرادته ولا يقبل التوافق إلا على مرشحه. لكل هذه الاسباب تفشل كل المبادرات”. وختم الجميّل، “آن الاوان أن يفهم أصدقاءنا أنّ لبنان مخطوف وأنّ أيّ مبادرةٍ إنقاذية تبدأ باستعادة الدولة لسيادتها والشعب اللبناني لقراره الحر”.
 
الرد على الراعي
 
وفي جانب اخر يعكس واقع التوتر المتصاعد بدا البيان الحاد الذي أصدره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان على البطريرك الماروني امس بمثابة رد سياسي وديني باسم “الثنائي الشيعي” . وكان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ختم زيارته لأوستراليا بقداس احتفالي حاشد في سيدني لمناسبة اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية ومما قال في عظته : “الكنيسة لن تتهاون بشأن كل الأمور السلبية في لبنان. لن تسكت عنها ولن تمل عن الإلتزام برسالتها بواسطة مؤسساتها. ولن تدع لبنان وشعبه فريسة الظلم والاهمال والإستبداد والإستكبار ولن تصمت عن التنديد بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وبتعمد تغييب رئيس البلاد المسيحي الوحيد في اسرة جامعة الدول العربية، ومعه تغييب الثقافة المسيحية التي كانت في اساس إنشاء الدولة اللبنانية الموصوفة بميزاتها وأولاها الفصل بين الدين والدولة، والمشاركة المتساوية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، التعددية الثقافية والدينية في الوحدة، وحياد لبنان الإيجابي لكي يواصل اداء رسالته الخاصة به في بيئته العربية. كلها أمور أساسية لن نسكت عن المطالبة بها” وسارع المفتي قبلان الى الرد على الراعي مباشرة معتبرا ان “القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية”.
 
 
**********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي: لن نسكت عن تعمّد تغييب الرئيس المسيحي الوحيد عربياً
“الثنائي” يدفع بالقطري إلى مصير لودريان
 
لم يخفِ الثنائي الشيعي، ولا سيما «حزب الله»، عزمه على وضع العصي في دواليب المبادرة القطرية التي انطلقت قبل أيام ساعيةً الى رفع العوائق التي وضعها الثنائي أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأدت الى تعطيل المبادرة الفرنسية التي تولاها الموفد الرئاسي جان ايف لودريان. وظهر التعطيل الجديد للمبادرة القطرية في مستهل انطلاقتها بتمسك «حزب الله» وبتشدّد أكثر بخيار ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وفي الوقت نفسه لم يأبه الثنائي لمواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المتتالية التي أطلقها من استراليا التي يزورها حالياً، ودعا خلالها الى انتخاب رئيس للجمهورية من دون إبطاء.
 
وعطفاً على نبأ استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري الجمعة الماضي الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الذي يزور لبنان منذ بداية الأسبوع الماضي، علمت «نداء الوطن» أنه التقى في الأيام الماضية رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل، الذي قال للموفد القطري: «إنّ خيارنا الرئاسي هو سليمان فرنجية أولاً، وثانياً سليمان فرنجية، وثالثاً سليمان فرنجية».
 
وبدا من سلسلة المواقف التي أطلقها قادة «الحزب» أمس أنهم عادوا الى التشدّد رئاسياً. ومن نماذج هذه المواقف، قول رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «يريدوننا أن نحضر إلى جلسة مجلس النواب فقط، لنؤمّن لهم النصاب الانتخابي من أجل أن ينتخبوا رئيساً لهم»، وقول عضو الكتلة النائب حسن فضل الله: «نسمع أحياناً البعض يقول إنّ من في اللجنة الخماسية يريد أحد الأشخاص، وهناك ضغط تمارسه الإدارة الأميركية برفض اسم أو تأييد آخر، (…) ولكنهم لا يستطيعون فرض رئيس»، كذلك قول عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق: «إن لبنان يحتاج إلى رئيس يخشاه العدو ولا يخضع للضغوط الأميركية».
 
في المقابل، استبعد جعجع إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في الوقت القريب على الرغم من المساعي السعودية والقطرية «لانو دود الخل منو وفيه»، في إشارة الى التعطيل اللبناني الداخلي.
 
وفي استراليا، قال البطريرك الراعي: «في لبنان لا تُستوفى الضرائب والرسوم من كل المواطنين، بل من منطقة دون أخرى إما عمداً أو خوفاً من فائض القوة أو إهمالاً، وبالتالي لا يؤمَّن الا الضئيل من الخدمات العامة». وشدد على أنّ «الكنيسة لن تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار، ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية».
 
 
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
 
الراعي يهاجم «حزب الله» من أستراليا: لن نسكت عن تغييب الرئيس المسيحي
المفتي قبلان طالبه بـ«الوقوف بوجه الغزو الأميركي للبنان»
 
دخلت أزمة الانتخابات الرئاسية مجدداً على خط السجال بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والمفتي الجعفري عبد الأمير قبلان، في وقت لا تزال فيه المواقف السياسية على حالها بين من يدعو إلى الحوار ومن يرفضه للتوافق حول الاستحقاق الرئاسي.
 
وكان الراعي الذي يقوم بزيارة إلى أستراليا هاجم «حزب الله» من دون أن يسميه، محذّراً من أن «الكنيسة لن تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار، ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية».
 
وقال الراعي في قداس اليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في أستراليا إن «القانون والدستور مستباحان في لبنان من قبل النافذين، ومخالفات أي عضو في أي حزب يتم طمسها من قبل الحزب نفسه الذي يحمي المرتكب»، مضيفاً: «في لبنان لا تُستوفى الضرائب والرسوم من كل المواطنين بل من منطقة دون أخرى إما عمداً أو خوفاً من فائض القوة أو إهمالاً، وبالتالي لا يؤمَّن إلا الضئيل من الخدمات العامة». وتوجّه الراعي للبنانيين في أستراليا بالقول: «سجّلوا نفوسكم في السجلات اللبنانية كي تحافظوا على وجودكم».
 
 
ورد قبلان على الراعي، قائلاً في بيان: «أقول لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج إلى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية. من هنا قلنا إن القطيعة السياسية تستبيح الدستور والقانون وتقضي على البلد…».
 
وأضاف: «اليوم البلد مستباح ممن يتنكّر لحقيقة أن لبنان يعيش لحظة مواجهة عاصفة تقودها واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية… والنافذ الذي يمارس الطغيان ويستبيح الدستور هو فقط يتخلّف عن الإنقاذ الحواري رغم شراسة الحرب التي تطحن البلد».
 
ورأى أن المطلوب «إدانة سرطان القطيعة لا إدانة مَن تاريخه تحرير ونصر ووطنية وتضحيات من أجل لبنان، والتهرب من الرسوم والضرائب نتيجة للحصار الذي تقوده واشنطن والذي يطال الدولة ويشل قدراتها، ولا منطقة ولا طائفة للتهرب الضريبي، والكل يعلم الحقيقة، ولا فائض قوة في لبنان إلا لبعض القوى التي تشارك واشنطن مشروع تدمير الدولة والبلد والشراكة الوطنية، فيما البعض الآخر حوّل حدود لبنان إلى حصن لا تطمع أي قوة في الأرض على غزوه».
 
وأكد أن «المطلوب من الكنيسة كما المسجد أن تصرخ بما يتعرض له لبنان من واشنطن ومجموعتها الغازية، ولا يجوز ترك لبنان وشعبه ودولته فريسة للغزو الأميركي للبنان. وهنا أقول لغبطته: الحوار والتضامن يساويان إنقاذ لبنان ويمنعان الكثير من الكوارث، ولهما طعمة وطنية لأنهما من أكبر ضرورات لبنان بهذه المعركة المصيرية، ولحظة المصير نحتاج رئيساً بحجم الكارثة التي تُزهق روح البلد، لذلك لحظ المشترع بالدستور اللبناني النِصاب الدستوري لانتخاب الرئيس فضلاً عن السلطة الاستنسابية لرئيس مجلس النواب تنبّهاً منه لمصالح البلد العليا على مستوى الرئاسة». وختم قبلان: «القضية ليست قضية سياسة ورئاسة بمقدار ما هي قضية وطن، ولبنان وطن عظيم يستحق التضحية من أجله».
 
مواقف سياسية
في موازاة ذلك، استمرت المواقف السياسية من الأزمة الرئاسية على حالها، مع الانقسام في مقاربتها، لا سيما لجهة دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار وهو ما ترفضه معظم القوى المسيحية.
 
وفي هذا الإطار، تحدث النائب جورج عقيص (القوات اللبنانية) في حديث إذاعي قائلاً إن «من المعيب على اللبنانيين انتظار الخارج لإنجاز الاستحقاقات الداخلية، في وقت عليهم فقط الاحتكام إلى الدستور الذي يحدد مسار وأصول أي استحقاق بعيداً من تكريس أعراف جديدة».
 
وفي حين كرر الاعتذار عن عدم تلبية الدعوة للحوار، داعياً الراغبين به إلى عقده إن أرادوا دون «القوات اللبنانية»، قال: «خدعة الحوار لا تنطلي علينا، ونتمنى ألا تنطلي على أحد، فالدستور لم يذكر أي حوار يسبق انتخاب رئيس للجمهورية وهو واضح في تحديد استشارات نيابية لرئاسة الحكومة مثلاً»، معتبراً أن «الحوار إضاعة للوقت وإمعان في تعطيل الرئاسة».
 
وعن الحديث عن تبني قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، قال عقيص: «القوات أول من طرحت اسمه ولا تمانع إذا كان مرشحاً توافقياً مع إمكانية تعديل الدستور».
 
قائد الجيش اللبناني في مرمى «التيار»
في المقابل، اتهم النائب هاني قبيسي في تكتل «التنمية والتحرير» التي يرأسه رئيس البرلمان نبيه بري، رافضي الحوار بالطائفية. وقال: «للأسف البعض يرفض الحوار ويتماهى أحدهم فيقف سياسي على منبر ويقول أنا أرفض الحوار مع لبناني آخر، متمترساً خلف عناده وطائفيته… يرفض الحوار مع شركائه في الوطن ولعله يحاور الكثير من الدول وينتظر القرارات الخارجية، بل لعله ينتظر الأموال من هذه الدول»، معتبراً أن «رفض الحوار هو تكريس للانقسام وللطائفية».
 
من جهته، أكد النائب حسن فضل الله («حزب الله») أن الخارج لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية. وقال: «هناك حركة خارجية تتعلق بالملف الرئاسي، وهناك مندوبون يأتون ويقدمون الأفكار، ولكن في نهاية المطاف، فإن الكتل النيابية هي من تحدد من تريد أن تنتخب، فالإرادة دائماً يجب أن تكون داخلية ووطنية، فالخارج أياً يكن لا يستطيع أن يفرض رئيساً على الشعب، ونسمع أحياناً البعض يقول إن من في اللجنة الخماسية يريد أحد الأشخاص، وهناك ضغط تمارسه الإدارة الأميركية برفض اسم أو تأييد آخر، فهم يستطيعون أن يضغطوا على بعض الكتل، وقد يملكون القدرة على التعطيل من خلال بعض الأدوات المحلية، ولكنهم لا يستطيعون فرض رئيس».
 
وأشار خلال لقاء نظمته وحدة المهن الحرة في «حزب الله» إلى أنه «لا أحد من التكتلات السياسية يملك الغالبية الدستورية، وقد عقدنا 12 جلسة، ولم يتم انتخاب الرئيس… نحن في البلد مختلفون ومنقسمون، وإذا لم تجلس القوى السياسية مع بعضها البعض وتتفاهم لتتوصل إلى قواسم مشتركة حول اسم معيّن لرئاسة الجمهورية، فإن الأمر سيتكرر من دون انتخاب للرئيس، وكل تجارب جلسات الانتخاب لم توصل إلى أي نتيجة، ومن يطالب بالجلسات المفتوحة، نسأله ماذا تعني الجلسات المفتوحة، وماذا سيتغيّر في الأمر، علماً بأننا خلال 12 جلسة لم ننتج رئيساً، لأن تركيبة المجلس والبلد معروفة، ولا أحد يستطيع أن يفرض رأيه على الآخر، فلا نحن ندعي أننا نستطيع أن نفرض رأينا على الآخر، ولا نقبل أن يفرض أي أحد رأيه علينا».
 
 
**********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
 
مبادرة بري تنتظر الحوار الخماسي.. والسعودية لحلّ من داخل لبنان
لا تطورات ملموسة متوقعة على جبهة الاستحقاق الرئاسي قبل مطلع الشهر المقبل، عندما يزور لبنان كلّ من الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، والموفد القطري وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي اللذان سيحملان نتائج اجتماع الخماسية العربية ـ الدولية الاخير في نيويورك الذي انعقد على مستوى الموظفين بعدما كان متوقعاً انعقاده على مستوى وزارء الخارجية، وما عكسه من انقسام في الموقف بين اطرافها حال دون صدور بيان ختامي، وأظهرَ انهم ألقوا مسؤولية انجاز الاسستحقاق الرئاسي على عاتق الافرقاء اللبنانيين المنقسمين عمودياً حوله، ولم يتوافقوا جميعاً بعد على المبادرة الحوارية ـ الانتخابية الاخيرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث ان بعضهم ما زالوا يرفضونها ويصرّون على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية الجديد قبل الشروع في أي حوار.
قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان انقسام الخمامسية في الموقف من الاستحقاق الرئاسي مردّه الى ان بعض اطرافها لا يريد استعجال حسم موقفه النهائي من الخيارات المطروحة في شأنه لأنه يرهن تحديد طبيعة الخيار الذي سيعتمده بالمفاوضات الجارية على مختلف القضايا الاقليمية في ضوء الاتفاق السعودي ـ الايراني وما سيحققه من مكاسب فيها على مستوى دوره في الاقليم، ومنه لبنان.
 
واكدت هذه المصادر ان هذا الواقع يجعل من الصعب التكهن بموعد محدد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وان كان البعض يتوقع ان يتم هذا الانجاز قبل نهاية السنة الجارية، أللهمّ الا اذا تجاوب الجميع مع مبادرة بري واتفقوا بموجبها على انتخاب رئيس او على خوض المعركة الانتخابية تنافسياً بين مرشحين اثنين او اكثر خلال جلسة انتخابية مفتوحة لا تقفل الا بانتخاب رئيس.
 
واشارت المصادر الى انّ مصير مبادرة بري سيتحدد قُبَيل عودة لودريان والموفد القطري أو بعد محادثاتهما مع الافرقاء المعنيين، مع ان البعض يُبدي شيئا من الحذر من وجود تعارض بين التحركين القطري والفرنسي، لأنّ الدخول القطري مجددا وبقوة على خط الاستحقاق الرئاسي يؤكد ان الانقسام السائد بين اركان الخماسية العربية ـ الدولية هو انقسام جديد، ولو لم يكن هذا الانقسام موجودا لكان عاد لودريان بمفرده فقط وباسم الخماسية كما في زيارته السابقة، ولما كان هناك من موجب للحراك القطري في موازاة مهمته.
 
ولفتت المصادر الى ان بري ما زال ينتظر من مختلف الافرقاء حسم مواقفهم النهائية من مبادرته، ولا سيما منهم الذين ما زالوا يرفضونها، وذلك قبل ان يبني على الشيء مقتضاه، وينتظر ان يشكل الاسبوع الطالع المساحة الزمنية الحاسمة في هذا الاتجاه، في الوقت الذي يتوقّع البعض تَبلور معطيات جديدة عن الحوار الجاري بن «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» من شأنها ان تترك انعكاساتها على مسار الاستحقاق الرئاسي.
لودريان والخليفي
وفي أي حال، وفي الوقت الذي تترقّب الاوساط النيابية والسياسية عودة لودريان الى بيروت في جولته الرابعة تتلاحق الإتصالات لاستقصاء المعلومات المحيطة باللقاء الثالث لأطراف الخماسية الخاصة بلبنان الذي انعقد في نيويورك على هامش اعمال الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للامم المتحدة وما انتهت اليه المناقشات في ظل اللغط الحاصل حولها.
 
وفي هذه الاجواء كشفت مصادر سياسية ونيابية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الجواب الشافي والكافي سيصل الى بيروت من قناتَين رسميتين تعتنيان بالوضع اللبناني، الاولى لودريان عندما سيزور بيروت ما بين نهاية الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل، والثانية زيارة الموفد القطري الرسمي وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي للبنان في الخامس من الشهر المقبل والتي يمهّد لها حالياً وفد قطري برئاسة المسؤول الامني جاسم بن فهد آل ثاني حيث يبحث مع مَن يلتقيهم في كثير من التفاصيل المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، وقيل انه التقى في خلال عطلة الاسبوع عدداً من الشخصيات ورؤساء الكتل النيابية بعيدا عن الاضواء.
 
وكانت مصادر إعلامية قد اشارت الى انه في غياب اي معلومات عن لقاء عقده آل ثاني مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنه التقى في عطلة نهاية الأسبوع كلّاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وسط توقعات بأنه سيلتقي كلّاً من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط ووالده النائب السابق وليد جنبلاط، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ورئيس كتلة «تجدد» النائب ميشال معوض.
 
 
الموقف السعودي
وكان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري قد قال في كلمة لمناسبة العيد الوطني السعودي الـ93 الذي أقامته السفارة في وسط بيروت مساء السبت: «إننا نتقاسم مسؤولية مشتركة من أجل الحفاظ على لبنان واحترام سيادته الوطنية». واضاف: «إنّ الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويهدد الجهود المبذولة لتحقيق الإصلاحات الملحّة، ولطالما أكدنا أن الحلول المستدامة تأتي من داخل لبنان وليس من خارجه والاستحقاق الرئاسي شأن سيادي يقرّره اللبنانيون بأنفسهم، ونحن على ثقة تامة بأنّ اللبنانيين قادرون على تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والتلاقي على إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وشدد على أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الإقليمية والدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس قادر على تحقيق ما يتطلّع اليه الشعب اللبناني الشقيق، وسوف نواصل جهودنا المشتركة لِحثّ قادة لبنان على انتخاب رئيس والمضي في الإصلاحات».
 
«ساكتون ومُ+سهّلون»
من جهة ثانية شهدت عطلة نهاية الاسبوع جملة مواقف من الاستحقاق الرئاسي وسواه من الملفات المطروحة. فخلال جولة له وللرئيس السابق العماد ميشال عون في عكار، قال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ان «التيّار لا يمكن أن يكون ضد الحوار المجدي والجدّي، ولكن التيّار حريص على نجاح الحوار. نحن لم نضع شروطاً ولكن حدّدنا الظروف التي تؤدّي الى نجاح الحوار اي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأنّ البرنامج هو اهم من الشخص في هذه الظروف. واذا كان التيّار قد أبدى الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفَرض، لأنّه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا». وقال: «عندنا رئيس حكومة كان موجوداً خلال موجة النزوح الأولى في 2011 وهو موجود خلال موجة النزوح الثانية في 2023 بعد 12 سنة، ولم يفعل شيئاً إلاّ الحَكي».
 
وسأل بالعامية اللبنانية: «منِرجَع منعِملو رئيس حكومة؟!». وتابع قوله بالعاميّة أيضاً: «عنّا مسؤولين سياسيين وامنيين، ساكتين ومسَهّلين لعملية النزوح. اليوم عم يتساهلوا بفتح الحدود البريّة لدخول السوريين الى لبنان، وعم يتشدّدوا بتسكير الحدود البحرية لمنع خروجهم. مِنجيب حدا منهم رئيس جمهورية؟». واعتبر ان «كل ادعاء بأنّ الجيش والأجهزة الأمنية عاجزة هو كلام باطل ويراد منه رئاسة». وتابع كلامه بالمَحكية: «بيضَحّكوني السياسيين يلّي ما هَمّهم الاّ يجيبوا رئيس نكاية فينا، مش كرمال البلد! قال شو؟ «عليّ وعلى باسيل يا ربّ»! يا حبيبي، عليك وحدك! إنتَ اصطفِل اذا بدّك تِغرق، نحنا ما رح نغرق معك. يلّي بدّو يمشي بأي تسوية خاسرة له وللبلد من دوننا، نقول له الله يوفّقك، بس رَح توقَع…». وختمَ كلامه بالقول: «التيّار سيبقى متصالحاً مع نفسه ومع كل الأوفياء في البلد، وسنكون دوماً حاضرين لإنقاذ لبنان واقتصاده».
 
لن ندع لبنان
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس احتفالي لمناسبة اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية في استراليا انّ «الكنيسة لن تتهاون في شأن كل الأمور السلبية في لبنان. لن تسكت عنها ولن تمل عن الإلتزام برسالتها بواسطة مؤسساتها. فالتزامها واجب عليها من المسيح فادي الانسان ومخلص العالم». واضاف: «لن تدع لبنان وشعبه فريسة الظلم والاهمال والإستبداد والإستكبار ولن تصمت عن التنديد بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وبتعمّد تغييب رئيس البلاد المسيحي الوحيد في أسرة جامعة الدول العربية، ومعه تغييب الثقافة المسيحية التي كانت في اساس إنشاء الدولة اللبنانية الموصوفة بميزاتها. وأولاها الفصل بين الدين والدولة، والمشاركة المتساوية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، التعددية الثقافية والدينية في الوحدة، وحياد لبنان الإيجابي لكي يواصل أداء رسالته الخاصة به في بيئته العربية. كلها أمور أساسية لن نسكت عن المطالبة بها».
 
دولة قوية
وبدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة خلال قدّاس إلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «على الجميع الاعتماد على الدولة، التي يجب أن تكون ملجأ الجميع وحاميتهم، تؤمّن حقوق جميع المواطنين وتَنشر العدالة فيما بينهم»، مشيرًا إلى أنّه «لكي نصل إلى هذا الوضع، يجب بناء دولة قويّة مكتملة العناصر، وعدم التّطاول على سيادتها وهيبة القضاء، والتوقّف عن التّنافر والتّناحر والابتعاد بالأهداف عن هدف الدولة». وركّز على أنّ «هذا الأمر يؤدّي إلى نزاعات وانشقاقات لا تُجدي ولا تنتهي إلّا بفشل الجميع وخسارتهم. والأجدى العمل السّريع على انتخاب رئيس وتكوين السّلطة، وتركها تحكم بالقانون والعدل والمساواة».
 
«حزب الله»
وقال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في احتفال تخريج طلاب «معاهد الآفاق»، انّ «لبنان قائم على التوافق والتوازن، وواجب النواب أن يهيئوا الظروف المناسبة لانطلاق المؤسسات». وأضاف «انّ الحوار هو الطريق الذي يوصِل الى المجلس النيابي، ومَن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم». وأوضح انه «بدل من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على انجاز الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع».
 
فائض القوة
من جهته، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ان «لا فائض قوة في لبنان إلا لبعض القوى التي تشارك واشنطن مشروع تدمير الدولة والبلد والشراكة الوطنية، فيما البعض الآخر حَوّل حدود لبنان إلى حصن لا تطمع أي قوة في الأرض على غزوه». واضاف: «المطلوب من الكنيسة كما المسجد أن تصرخ بما يتعرّض له لبنان من واشنطن ومجموعتها الغازية، ولا يجوز ترك لبنان وشعبه ودولته فريسةً للغزو الأميركي للبنان». وتوجّه الى البطريرك الراعي قائلاً: «الحوار والتضامن يساويان إنقاذ لبنان ويمنعان الكثير من الكوارث، ولهما طعمة وطنية لأنهما أكبر ضرورات لبنان بهذه المعركة المصيرية، ولحظة المصير نحتاج رئيساً بحجم الكارثة التي تُزهق روح البلد، لذلك لحظ المشترع بالدستور اللبناني النِصاب الدستوري لانتخاب الرئيس فضلاً عن السلطة الإستنسابية لرئيس مجلس النواب تَنبّهاً منه لمصالح البلد العليا على مستوى الرئاسة. ولبنان اليوم في قلب حرب مصيرية. والقطيعة، فيما لبنان يتعرّض لأسوأ غزو أميركي، تساوي الخيانة».
 
وقال: «الحل بالحوار الإنقاذي لأنّ البلد يحترق واللعبة الدولية تريد رأس لبنان، والإستسلام السياسي يعني نهاية لبنان، وممارسة الفضيلة تبدأ من الكنيسة والمسجد، ولنصرخ معاً لكي نسمّي الظالم وما يتعرض له لبنان من واشنطن ومجموعتها، ومن دون ذلك ستحرق الطائفية وطن الآباء، ومن يغامر سيحرق البلد، ومن يطمع بما كان له زمن الغزو الصهيوني ينتحر. وما نريده لبنان بشراكته الكاملة والمسيحية درّة التاج بهذه الشراكة، ومبدأ الجسد الواحد يفترض الحوار الإنقاذي وليس القطيعة التي تخدم العدو الغازي، والمفروض بأهل الفضيلة فضح القطيعة لا جَلد مَن يدعو للتضامن والحوار الإنقاذي».
 
جلسة حكومية
وفي ظل الأجواء التي تترقّب الجديد المنتظر على مستوى الخماسية الدولية من أجل لبنان، ينتظر ان تعود الحركة الحكومية هذا الأسبوع بعد عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من نيويورك بحيث بدأ التحضير لجدول اعمال الجلسة المقبلة التي من المتوقع ان يَستمزج رئيس الحكومة الوزراء آراءهم بجدول أعمالها وموعد انعقادها كما درجت العادة.
 
ولفتت مصادر وزارية عبر «الجمهورية» الى ان هناك بنودا عدة مؤجلة من جداول أعمال جلسات سابقة ولا بد من البَت بها قريباً نظراً للحاجة اليها، ومنها قضايا ادارية ومالية بعد البت بمشروع قانون موازنة العام 2024، وسط استبعاد البحث في اي تعيينات جديدة سواء في المؤسسة العسكرية التي تحتاج الى رئيس للاركان او في اي وزارة او مؤسسة اخرى تعاني الفراغ الاداري واشغال المراكز العليا فيها بالإنابة او بالوكالة، على رغم من المراجعات التي يجريها أكثر من وزير ومرجع سياسي وحزبي يتقدمهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ونواب من كتلة «اللقاء الديموقراطي».
 
**********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
 
4 أسماء في جعبة القطري واللقاءات تشمل رؤساء الكتل
السعودية تدعو لإصلاحات شاملة والإسراع بانتخاب الرئيس وباسيل يهاجم بري وعون
 
باتت المواقف في «الويك أند» أشبه بالنقر على «طبل مفخوت» كما يقال. فلا معنى للمواقف التي تمعن في ازدياد التباعد، والعزف على وتر «رفع المعنويات» لدى كل طرف، واعتبار خياراته، هي الأصح، من دون الالتفات الى النتائج، اذ أن البلاد اقتربت من دخول الشهر 12 من سنة أولى فراغ، ذلك لان الحسابات الشخصية والحزبية تتقدم على ما عداها، ومع تعدّد الخطابات، سواء تلك التي تدعو للحوار أو تدعو للتنصل منه، وغسل يدها من عدم الإستجابة له، فالنائب جبران باسيل اعتبر في كلمة له خلال جولة في عكار برفقة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون انهم الآن يراهنون على مين أكثر مرشح  بيضرنا.
وحسب مصادر متابعة، فإن باسيل يعرب عن ارتياحه لاسقاط مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، مرجحاً دوراً أكثر فعالية لقطر في ادارة التفاوض حول إيجاد صيغة لإنهاء الشغور الرئاسي.
وبعيداً عن الاعلام، يواصل الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو فهد) اتصالاته، بهدف تكوين نظرة تمكنه من التحرك، بعد مجيء الموفد الفرنسي جان- إيف لودريان الشهر المقبل الى بيروت، في زيارة متابعة، او مجاملة، او انهاء الدور الفرنسي لصالح الدور القطري.
وتأكد، من ان الموفد القطري يحمل اسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون واللواء الياس البيسري، اضيف اسم النائب نعمة فرام، والوزير السباق زياد بارود، وان الموفد القطري تواصل مع اللواء بيسري والتقى ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل ظهر السبت. لكن لم يتم التأكد رسميا من مصادر هذه القوى ما اذا تمت هذه اللقاءات بسبب التكتم الشديد حول حركة الموفد.
ومن المتوقع أن تشمل جولة الموفد القطري أيضا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في تمهيد للمهمة الرسمية التي سيقوم بها لاحقاً وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد الخليفي بحثا عن اسم ثالث للرئاسة يكون مقبولا من اغلبية القوى السياسية. لكن تردد ايضا من ضمن التسريبات ان ثنائي امل وحزب الله ابلغا «ابو فهد» تمسكهما مع حلفائهما بترشيح فرنجية.
وكشفت مصادر سياسية النقاب عن توجه جديد اعتمدته دول اللقاء الخماسي في اجتماعها الاخير على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتضمن الابقاء على مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان المكلف بها لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، مدعما بتحرك متزامن يتولاه الموفد القطري المكلف إجراء الاتصالات اللازمة مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وفي الوقت نفسه يتولى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الذي ابدى استعداد حكومته للمساعدة في ترسيم الحدود البرية للبنان، جنوبا وشرقا، القيام بتحركات مع الأطراف اللبنانيين المنفتحين، للمساعدة، بتقريب وجهات النظر فيما بينهم، بما يدعم  مهمة لودريان وتحرك الموفد القطري على حد سواء، في الملف الرئاسي وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
وتوقعت المصادر ان يؤدي تحرك الخماسية على هذا المستوى، الى  اعطاء اندفاعة اقوى للجهود المبذولة، لاعادة تحريك ملف الانتخابات الرئاسية،  وبوتيرة اسرع  من قبل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بدءًا من الأسبوع الراهن يتبلور المشهد بشأن المسعى القطري الجديد حول الملف الرئاسي، وأشارت إلى أنه إذا كان أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري تعليق دعوته للحوار فإنه سيصارح الجميع بذلك، معلنة أن مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل توحي بفتح باب السجالات دون معرفة ما إذا كان يريد استعادة دور التيار في مواجهة عملية اقصائه ام أنه يفعل ذلك لأهداف شعبوية.
وأعربت هذه  المصادر عن اعتقادها أن عودة حديث باسيل عن المعارضة ليس بالضرورة أن يعني أنه ينضم إلى المعارضة الراهنة إنما بقصد معارضة من نوع آخر، ولفتت إلى أن شهر أيلول شارف على الانتهاء وهناك ترقب لأية مفاجأة في الشهر المقبل لاسيما رئاسيا ام أن المراوحة ستطغى على الصورة السياسية الراهنة.
 
فرحان لتنفيذ الاصلاحات
 
ومن نيويورك، دعا وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الاطراف اللبنانيين الى تنفيذ اصلاحات شاملة تقود الى تجاوز الازمة. وأكد على ضرورة بسط الدولة اللبنانية سيطرتها على كافة الاراضي اللبنانية، لافتا الى ان «بسط الدولة اللبنانية سيطرتها سيسهم بالتصدي لتهريب المخدرات».
 
العيد الوطني
 
وفي السياق اكد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري خلال إحتفال السفارة السعودية في لبنان باليوم الوطني السعودي الـ93 في وسط بيروت، أنّ «السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق الادزهار في كافة البلاد العربية».
وقال: إننا نتقاسم مسؤولية دولية مشتركة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وحماية سيادته.  والفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ، ويهدد في الوصول إلى الاصلاحات، ولطالما أكدنا أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل المسؤولية.
وأكّد بخاري أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على تحقيق ما يتأمله الشعب اللبناني»، موضحاً:«أننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة».
المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا وفي مناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس بعثات الأمم المتحدة، قالت في حديث إذاعي: إننا نبذل جهودا عبر القنوات الدبلوماسية ونشجع حوارا على الاستراتيجية الدفاعية ومناقشة كل المجموعات التي تحمل السلاح.
وأكدت ان «الأمم المتحدة تبحث في أي فرصة للمساعدة كي تفهم كيف يمكن ان تخدم لبنان في هذه المرحلة، من دون تدخل. مشيرة الى ان اللقاء مع النواب مهم لان دور النواب أساسي في انتخاب رئيس».
وقالت: في المرحلة المقبلة نشجع على ان يتخذ اللبنانيون قراراً لأن ليس هناك أحزاب فقط بل توازنات طائفية معينة، ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان ان ينتخب رئيساً بسرعة لانه مطلوب منه عمل كثير.
 
مواقف باسيل
 
وسط ذلك،  ذهب النائب باسيل الى خط الخروج نهائيا من فكرة الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري.
وتساءل باسيل في معرض الحملة على الرئيس بري، اذا تأمّن كل شيء لمطار القليعات، من قال ما بتوقف الدفع وزارة المال مثل ما صار بمعمل دير عمار؟
واعتبر باسيل في رده على قائد الجيش: كل ادعاء بأن الجيش والأجهزة الامنية عاجزة هو كلام باطل، ويرااد منه رئاسة.
وفُهم من فقرة في خطاب باسيل انها تعني حزب الله، مش عارفين أنو التيار اذا راح على المعارضة الكاملة بيقوى، صحيح البلد بيضعف مع هيك منظومة ورئيس، ولكن التيار بيصير اقوى، وأقوى لانه لن يكون شريكاً بأي معادلة فشل.
لكن باسيل استدرك قائلاً: لا يمكن للتيار أن يكون ضد الحوار المجدي والجدّي، ولكن التيّار حريص على نجاح الحوار. نحنا ما وضعنا شروطا ولكن حدّدنا الظروف يلّي بتؤدّي لنجاح الحوار اي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو اهم من الشخص بهيدي الظروف. واذا التيّار ابدى الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنّه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا».
وأكد باسيل: «أننا لا نستطيع أن نأتي برئيس ينتهي معه لبنان، السوري يشارك اللبناني بكل المهن وفوق كل هذا يحصل على مساعدات من الامم، فلماذا يعود إلى سوريا؟ قد يفكر بالتوجه الى اوروبا ولكن يمنعونه هذا عوضا ان يكون لدينا رئيس يفتح طريق البحر». وقال: فموضوع النازحين أصبح يتعلق بحياة بشر، وهو ليس وسيلة سياسية للحصول على الرئاسة بل أصبح عملية منظمة على ايدي عصابات باتت معروفة وأولاد عكار يعرفونها، فكيف يريدوننا ان نصدق ان الأجهزة لا تعرفها، مشددا على أن لدينا بعض المسؤولين يسكتون عن أفعال الغرب لكسب الرضى وكل الكلام عن الأجهزة الأمنية انها غير قادرة يراد منها رئاسة.
وفي المواقف، رأى نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم،  أن «الحوار هو الطريق الذي يوصل الى المجلس النيابي، ومن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم. وبدلا من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على تحقيق الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع». مشدداً أن «لبنان قائم على التوافق والتوازن، وواجب النواب أن يهيئوا الظروف المناسبة لانطلاق المؤسسات».
وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، عبر حسابه عبر منصة «إكس»: يتساءل بعض الأصدقاء في لبنان والخارج لماذا لم ينتخب رئيس في لبنان وفشلت كل المبادرات الآيلة لذلك حتى الآن؟ الجواب واضح، لأن حزب الله نسف مبدأ انتخاب الرئيس مع جميع الآليات والمهل الدستورية عبر تعطيل النصاب ورفض الرئيس بري الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة إلا إذا كان ضامناً وصول مرشحه للرئاسة.
وإستبعد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في الوقت القريب برغم المساعي السعودية، والقطرية لأنو دود الخل منو وفيه»، في إشارة الى التعطيل اللبناني الداخلي.
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط قد حذّر خلل استقبالاته الأسبوعية في قصر المختارة يوم السبت، من «المسار الذي تتجه إليه الأمور في ظل التعقيدات المتراكمة، والرسائل الأمنية، والتحريض المستمر في ملفات دقيقة كملف النازحين السوريين، وهي كلها تؤشر إلى مزيد من التأزم، فيما المطلوب لمواجهة ذلك أن تذهب كل القوى المعنية إلى الحوار وانتخاب رئيس، والتوقف عن هدر الوقت الذي يزيد الانهيار المستمر في كل مجالات الحياة وقطاعات الدولة.
 
سجال الراعي قبلان
 
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: ان القانون والدستور مستباحان في لبنان من قبل النافذين، ومخالفات أي عضو في أي حزب يتم طمسها من قبل الحزب نفسه الذي يحمي المرتكب.
وأضاف الراعي من قداس اليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في استراليا امس: في لبنان لا تُستوفى الضرائب والرسوم من كل المواطنين بل من منطقة دون أخرى، إما عمداً أو خوفاً من فائض القوة أو إهمالاً وبالتالي لا يؤمَّن الا الضئيل من الخدمات العامة.
وتابع: الكنيسة لن تسكت عن كل السلبيات في لبنان، ولن تتعب في التزامها برسالتها عبر مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية.
واضاف: أن الكنيسة لم تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار، ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية.
ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان على الراعي قائلاً: لأن حجم الهجمة الأميركية يهدد وجود لبنان، ولأن المسيح ومحمد يريدان الحق فقط، أقول لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية. من هنا قلنا بأن القطيعة السياسية تستبيح الدستور والقانون وتقضي على البلد وتلعب لصالح واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية التي تريد رأس لبنان، وليس سراً أن لبنان يتعرض لأسوأ حرب ممنهجة، والعاصفة المنظمة التي تقودها واشنطن تتسبب بأسوأ كارثة تطال الدولة ومشروعها وشعبها، وعينها على تدمير أعمدة وجود لبنان، وهنا في الداخل للأسف من يشارك واشنطن هذه الحرب وتلك الواجهات المدمرة، ولا حياد في هذه الحرب لأن لبنان تحت الغزو.
مالياً، قال وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل: «نحن ندفع معاشات العسكر والمتقاعدين والموظفين في القطاع العام من دون ان نلجأ الى الاستدانة».
واشار الى اننا نسعى الى توحيد سعر الصرف، وهذا الامر جعلنا ننجز الكثير من الاشياء المهمة.
ولفت خليل الى ان هناك ارتفاعاً في الايرادات من خلال قدرتنا على الجباية، وحجم الاقتصاد تقلص من 50 مليار دولار الى 18 مليار دولار.
واشار الى ان هناك ابواباً اخرى تؤذي وزارة المالية بالاضافة الى التهرب الضريبي تتمثل بصعوبة السيطرة على الحدود والمعابر غير الشرعية.
وكشف خليل: «ان ما تبقّى من اموال حقوق السحب الخاصة للبنان عبر صندوق النقد الدولي «SDR» هو قرابة الـ50 مليون دولار من اصل 86 مليون وان معظمهم صُرف على الطاقة والادوية والقمح.
وحزم خليل ان رواتب القطاع العام موجودة ومؤمنة حتى نهاية العام الحالي.
 
 
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
 
بري يُوقف «مُحرّكاته الحواريّة»… ويترك الساحة للقطريين… باسيل يستعدّ لتسوية سياسيّة تستثنيه! – بولا مراد
 
قبل أسبوع واحد على انقضاء شهر ايلول، بات محسوما ان الملف الرئاسي رُحّل الى نهاية العام الحالي. مهل زمنية تنقضي الواحدة تلو الأخرى، تجعل اي مراقب عن كثب يُرجح فرضية تكرار تجربة الانتخابات الرئاسية الماضية، اي الفراغ الطويل الامد الذي يستمر اكثر من عامين، قبل ان تأتي تسوية داخلية او خارجية لتخرج الملف من عنق الزجاجة. الا ان عاملا اساسيا قد يحول هذه المرة دون تكرار هذه «التجربة المريرة»، الا وهو الوضع المالي والاقتصادي الذي يقف على كف عفريت، والذي يتطلب اجراءات كبيرة وكثيرة لا يمكن ان تقوم بها حكومة تصريف أعمال ومجلس نواب مشلول.
فرج مقبل !؟
 
ليس الواقع المالي الصعب وحده ما قد يساهم بحل الازمة الرئاسية قبل العام الجديد، انما وبشكل أساسي نتائج التنقيب عن النفط والغاز، والتي يفترض ان تبصر النور كحد اقصى خلال شهر تشرين الثاني. اذ تقول مصادر سياسية رفيعة انه “وفي حال كانت النتائج كما هو مأمول ايجابية، فعندها لا احد قادر ان يتصدى لضغوط دولية كبيرة لانجاز الانتخابات الرئاسية، من منطلق ان مصالح دولية كبيرة تتقاطع في هذا الملف وتقدمه ، وبدء الاستخراج عملية تستلزم وجود مجلسي نواب ووزراء يواكبانه عن كثب بالتشريعات والقرارات اللازمة».
 
وتضيف المصادر لـ «الديار»: «هناك اكثر من اشارة توحي بأن نتائج التنقيب ستكون ايجابية، ما يجعلنا نتأمل خيرا رئاسيا، وبأن يكون هناك رئيس في بعبدا مطلع العام الجديد».
 
وتشير المصادر الى انه «اذا حصل خلاف ذلك، فالرئاسة ستدخل في مجهول حقيقي، وقد نكون عندها على موعد مع اعادة نظر بالصيغة والنظام، وهو ما قد تتقاطع عليه قوى مختلفة مسيحية ومسلمة، من دون ان تتفق على الصيغة، بحيث ان كل منها تدفع باتجاه تركيبة جديدة تناسبها، وهنا خطورة الموضوع».
بري ينكفىء؟
 
في هذا الوقت، وبانتظار الفرج المنشود، يبدو ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد قرر اطفاء “محركاته الحوارية” ، بعدما أحبط رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل محاولات «عين التينة» المستجدة، اذ تشير المصادر الى ان “بري كان حاسما بأنه لن يعقد طاولة حوار، لا يكون فيها تمثيل كامل للكتل والطوائف.. وطالما احدى الكتلتين المسيحيتين الاساسيتين اي «القوات» و «التيار الوطني الحر» لن تشاركا، فهو لا شك لم يدعُ للحوار، ويترقب ما يقوم به القطريون».
 
وكعادته، يقوم الموفد القطري بجولاته بتكتم شديد وبعيدا عن الاعلام، لاعتقاده بأن ذلك مجديا اكثر. وقد كشفت معلومات «الديار» انه “وبعكس المرات السابقة، فان القطريين ما عادوا يسوّقون حصرا لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، فهم وان كانوا لا زالوا يفضلون انتخابه، ويعملون على اقناع «الثنائي الشيعي» بالسير به، الا انهم بدأوا يسعون لتحقيق تقاطع على اسم آخر، لعلمهم بأن الفراغ الرئاسي طال كثيرا، وبأن خيار جوزاف عون قد يكون صعبا تمريره، الا اذا تبلور تفاهم إيراني- اميركي قريبا بخصوصه، لكن لا توجد اي اشارات بخصوصه حتى الساعة».
 
ولا يمكن القول ان اللجنة الخماسية الدولية المعنية بالشأن اللبناني تركت الساحة الرئاسية للقطريين، اذ يفترض ان يعود المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مطلع الشهر المقبل الى بيروت، مع استبعاد ان يحمل اي شيء جدي، بعدما اقتصرت جولته السابقة على تسويق مبادرة بري. الا ان الهدف الاساسي لعودته هو عدم تظهير الفشل الفرنسي في حل الازمة، واستبدال دور باريس بدور قطري، ما سيرتد سلبا على الرئاسة الفرنسية، التي لم تستوعب بعد الصفعات المتتالية في افريقيا.
باسيل يستعد للأسوأ
 
وانطلاقا من كل ما سبق، تستعد القوى السياسية الاساسية في الداخل اللبناني للتعامل مع اكثر من سيناريو مقبل. وكانت لافتة المواقف التي أطلقها النائب جبران باسيل يوم أمس من عكار، والتي بدا فيها انه يستعد لاحتمال سير معظم القوى بتسوية سياسية تستثنيه. اذ قال: «ضحكوني السياسيين يلّي ما همّهم الاّ يجيبوا رئيس نكاية فينا، مش كرمال البلد! قال شو؟ علي وعلى باسيل يا ربّ ! يا حبيبي، عليك وحدك! انت اصطفل اذا بدّك تغرق، نحنا ما رح نغرق معك. يلّي بدّو يمشي بأي تسوية خاسرة له وللبلد من دوننا، نقول له الله يوفّقك، بس رح توقع… التيّار سيبقى متصالحا مع نفسه ومع كل الأوفياء بالبلد، وسنكون دوماً حاضرين وعاملين لإنقاذ لبنان واقتصاده».
 
واضاف: «مش عارفين انّو التيّار اذا راح على المعارضة الكاملة بيقوى؟ صحيح البلد بيضعف مع هيك منظومة ورئيس، ولكن التيّار بيصير أقوى وأقوى، لأنه لن يكون شريكا بأي معادلة فشل».
 
وتعتبر مصادر سياسية ان «حديث باسيل يوحي بأنه غير مطمئن للمسار العام الذي يسلكه الملف، وبأنه يخشى من تسوية تأتي بخصميه الاساسيين سليمان فرنجية او جوزاف عون، لذلك واصل هجومه على قائد الجيش، محملا اياه مسؤوليات كبيرة بملف النزوح»، قائلا: «الادعاء بأن الجيش والأجهزة الأمنية عاجزة، هو كلام باطل ويراد منه رئاسة، الطموح الشخصي مسموح ولكن بيوقف عند خطر الوجود».
 
واضافت المصادر: «باسيل لا يزال يعول على نجاحه باحراق ورقتي الرجلين، وبانتخاب رئيس يستطيع ان يكون هو من يتحكم به وبعهده، او بانتخابه هو رئيسا»!
 
 
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
 
التحرك القطري ينطلق.. والثنائي: مرشحنا فرنجية
 
في عطلة نهاية الاسبوع، هدأت الجبهات السياسية الساخنة وانخفض منسوب التراشق الكلامي وتبادل الاتهامات والمسؤوليات عما آلت اليه اوضاع البلاد وقد لامست الخط الاحمر الامني مع الحوادث المتنقلة والمتكررة معطوفة على موجة النزوح السوري البالغة الخطورة، في حين يبقى ملف الاستحقاق الرئاسي بعيدا، لا بل متواريا خلف الانقسام العمودي على مستوى الداخل، وفي ظل انعدام الرؤية السياسية على المستوى الاقليمي -الدولي بسبب عبق الغبار المنبعث من النزاعات المُسلحة والانهماك بالملفات النووية وتلك المتصلة ببلوغ تسويات في المنطقة تتيح الرهان على انهاء الحالات الشاذة وصولا الى كبح جماح ايران والتطبيع العربي مع اسرائيل.
 
حوار على الاستراتيجية
 
وفي وقت انبرى السياسيون الى تقديم التهنئة للمملكة العربية السعودية في عيدها الوطني، صدر موقف اممي بارز عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا في مناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس بعثات الأمم المتحدة اذ قالت في حديث لإذاعة “لبنان الحر” أننا نبذل جهودا عبر القنوات الديبلوماسية ونشجع حوارا على الاستراتيجية الدفاعية ومناقشة كل المجموعات التي تحمل السلاح. لا يمكن ان نغير الموقع التاريخي لأي دولة لان هذه قرون من الإنجاز البشري وميزة اللبنانيين انهم يحبون بلدهم ويتمسكون به وهو محرك لكل النشاطات ونلاحظ ذلك مع المغتربين الذين يدعمون لبنان ويحلمون به كنموذج”. وأكدت ان “الأمم المتحدة تبحث في أي فرصة للمساعدة كي تفهم كيف يمكن ان تخدم لبنان في هذه المرحلة من دون تدخل، مشيرة الى ان اللقاء مع النواب مهم لان دور النواب أساسي في انتخاب رئيس”. وقالت: “ في المرحلة المقبلة نشجع على ان يتخذ اللبنانيون قراراً لأن ليس هناك أحزاب فقط بل توازنات طائفية معينة ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان ان ينتخب رئيساً بسرعة لانه مطلوب منه عمل كثير”.
 
التحرك القطري
 
وامس تسرّبت معطيات إضافية عن مهمّة الموفد القطري تُظهر السعي التمهيدي للمهمة الرسمية التي سيقوم بها لاحقاً وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية في سياق التوافق على مرشح ثالث من غير المحسوم من الآن كيف سيكون تعامل القوى اللبنانية المتنازعة معه. ذلك أنّ المعطيات التي سُرّبت أمس، من أوساط قريبة من الثنائي الشيعي، بدت لافتة لجهة الإيحاء أنّ طرفَي الثنائي لم يكونا إيجابيّيَن مع عناوين التحرّك القطري. وأُفيد أنّ الموفد القطري، الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أبلغ إليهما السعي إلى توافق على مرشّح ثالث، ولكن كلّاً من بري ورعد أبلغاه تمسّك الثنائي بترشيح سليمان فرنجية، وهو الأمر الذي يُستشفّ منه أنّ الثنائي قد ينتظر وصول الموفد الرسمي القطري لاحقاً، وأنّه لن يُسلّم بسهولة “بنهاية” المبادرة الفرنسية لمصلحة تزخيم المبادرة القطرية. ويُثير المناخ الذي يحاط به التحرك القطري تساؤلات واسعة عمّا إذا كانت قطر ستنجح حيث أخفقت فرنسا، خصوصاً إذا صحّت التسريبات التي تحدّثت عن أنّ الموفد الحالي يطرح أسماء ثلاثة مرشحين في مقدّمهم قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى اسم نائب مستقلّ وشخصية أمنية.
 
بين القطريّة والفرنسيّة
 
من جهة ثانية أكّد النائب سجيع عطية أن “تأزّم الملف الرئاسي وتعقّده خارجيًا، انعكس على الحكومة داخليًا، مع التصعيد المسيحي وعدم التناغم الحاصل في تلبية دعوة الرئيس بري إلى الحوار، مع عدم اقتناع الأطراف بالجلوس معًا والتعاون لوضع خطة بديلة لحل الأزمة والتكيف معها”. وكشف أن “الإمكانيات المادية تميّز المبادرة القطرية عن الفرنسية. واعتبر أن “الحل يتطلّب الجلوس معًا والتوافق والالتقاء على رئيس لديه الإمكانية بتاريخ نظيف، لتجاوز المراحل وتحقيق النهضة”.
 
الحريص لا يرفض الحوار
 
في المقابل، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس خلال مشاركته في الذكرى السنوية لشهداء حركة “أمل”: من يدعي الحرص على الوطن والشعب اللبناني لا يرفض الحوار. فالحوار هو الطريق الاقصر للوصول الى حل وقد آن الاوان لأن نعتمد على أنفسنا، وها هو دولة الرئيس نبيه بري وفي ذكرى تغييب الامام الصدر في 31 اب دعا الى حوار غير مشروط ومن ثم الذهاب الى المجلس النيابي لعقد جلسات بدورات متتالية لإنتخاب رئيس للجمهورية، فما هو هذا السر في إعلان البعض رفض الحوار؟ هذا السؤال يحتاج الى إجابات واضحة، فالعديد من علامات الاستفهام تدور حوله، وأعتقد بان هذه الفرصة وهذه المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري ربما تكون الفرصة الاخيرة فلا تضيعوها حتى لا يضيع الوطن.
 
هجرة غير شرعية تابع
 
الى ذلك، أشارت قيادة الجيش – مديرية التوجيه إلى ان “دورية من القوات البحرية في الجيش اللبناني تمكنت بمؤازرة الدفاع المدني اللبناني من إنقاذ 27 مهاجرًا غير شرعيًّا كانوا على متن أحد الزوارق المطاطية أثناء تعرضه للغرق مقابل شاطىء شكا”. وحذرت في بيان، “من مغبة الهجرة غير الشرعية كونها تعرض حياة المهاجرين للخطر الداهم، بالإضافة إلى الملاحقة القانونية أمام المراجع المختصة، وتؤكد أن وحداتها العسكرية مستمرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها”.
 
وفي السياق، أعلنت المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي عن توقيف اللبناني  عن إحباط عملية تّهريب عدد كبير من الأشخاص السّوريين”.
 
توتر حدودي
 
وليس بعيدا من المحور الامني، ألقت القوات الإسرائيلية قنابل دخانية وصوتية على قوة من الجيش اللبناني كانت ترافق جرافة لبنانية تعمل على إزالة ردميات رمتها جرافات العدو في الأراضي المحررة من مزرعة ‫بسطرة، إحدى مزارع شبعا أثناء عمليات تجريف قامت بها قبل يومين. على الأثر قامت عناصر دورية الجيش اللبناني في المكان بإطلاق عدة قنابل دخانية باتجاه عناصر دورية العدو، فيما وصلت عناصر من الكتيبة الهندية التابعة لـ”اليونيفيل” للتهدئة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram