افتتاحية صحيفة البناء
زيارة تاريخية للأسد إلى الصين… وخطة الحزام والطريق تتحرك على إيقاع تحدي الممر الهندي / جنين تسطر ملحمة جديدة وتحقق اصابات مؤكدة بعبوات استهدفت آليات الاحتلال…و3 شهداء / نيويورك: مخاطر ملف النازحين السوريين على منبر الجمعية العامة… واجتماع فاشل للخماسية /
يبدأ الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وزوجته الدكتورة أسماء زيارة رسمية الى الصين بدعوة من الرئيس الصيني جين شي بينغ، وتأتي الزيارة ترجمة لمسار متطوّر في العلاقات بين الصين وسورية، واهتمام خاص أولته السياسة الخارجية الصينية للوضع في سورية وموقعها المفصلي في جغرافيا المنطقة السياسية والاقتصادية، وكانت الصين قد لعبت دوراً فاعلاً في تذليل العقبات أمام عودة سورية إلى الجامعة العربية، وخاضت حوارات متعدّدة مع السعودية ومصر لتأكيد هذا التوجّه، وصولاً لرعايتها للاتفاق السعودي الإيراني الذي مهّد الطريق لحضور سورية في القمة العربية قبل شهور قليلة. توقيت الزيارة يضيء على نيات صينية لإطلاق مراحل جديدة في خطة الحزام والطريق، وموقع سورية فيها، خصوصاً أن المشروع الأميركي لاستهداف خطة الحزام والطريق كان واضحاً في مشروع الممرّ الهندي، الذي يمثل تحدياً صينياً يفرض إيقاعه.
في المنطقة، خطف مخيم جنين الأضواء مجدداً بتسطير المقاومة ملحمة بطولية في مواجهة قوات الاحتلال التي جردت حملة من مئات الجنود وعشرات المدرعات لاقتحام المخيم واستهداف المقاومين بفصائلهم المختلفة، وجاءت المواجهة الموحّدة للمقاومين علامة بارزة على نضج تجربتهم تتحدّى مشهد عين الحلوة المؤلم، وفيما فشل الاحتلال في اغتيال او اعتقال أي من قادة الفصائل المقاومة الذين سعى لاستهدافهم، سقط ثلاثة شهداء في مواجهات الأمس، بينما نجحت المقاومة بتفجير عدد من العبوات بآليات جيش الاحتلال، محققة إصابات مؤكدة.
في نيويورك مع افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، كلمات باهتة للرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من قادة الدول الذين تناوبوا على الحديث، في ظل وضوح حضور قضية النازحين السوريين في دول الجوار وطابعها الانفجاريّ، خصوصاً في كلمة الملك الأردني عبدالله الثاني، ومشاورات الوفدين اللبناني والتركي، بينما انعقد اجتماع اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان بمشاركة عدد من وزراء الخارجية، وانتهى الى فشل ذريع بسبب انقسام أعضاء اللجنة، خصوصاً ظهور سجال قطري فرنسي، ونهاية الاجتماع دون إصدار بيان ختامي.
بانتظار ما سينتج عن اللقاء بين ممثّلي دول الخماسية، السعودية، قطر، مصر، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في نيويورك، سواء أكان على مستوى وزراء الخارجية أم على مستوى دبلوماسيين معنيين بالشأن اللبناني، فإن الأكيد أن زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت تنتظر بلورة موقف أو مقاربة جديدة لأعضاء الخماسية تجاه حل الازمة الرئاسية في لبنان، خاصة بعد أن وصلت طروحات باريس إلى طريق مسدود، علماً أن الترقب أيضاً هو للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبابا فرنسيس في مرسيليا، حيث سيحضر الوضع في لبنان على طاولة البحث بتفاصيله كافة. وأمس اكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن الخطر أصبح محدقاً في مؤسسات الدولة في لبنان.
أضاف خلال مشاركته في أعمال قمة الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «نؤكد ضرورة إيجاد حلّ للفراغ الرئاسي». وهناك تباين بين الولايات المتحدة وفرنسا في اللجنة الخماسية حول لبنان ولم يصدر بيان عن اللقاء الذي دعت إليه فرنسا في مقر البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة. وبانتظار وصول المبعوث القطري الى بيروت في الخامس من الشهر المقبل لبحث الملف الرئاسي، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أكد استمرار الدعم القطري للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت بعد ظهر أمس بتوقيت بيروت في نيويورك. وكان ميقاتي اجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في مقرّ الأمانة العامة في نيويورك.
وفي خلال اللقاء جدّد غوتيريش «تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمرّ بدعم الشعب اللبناني»، وأعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين».
واكد انه «سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للأسر الأكثر فقراً في لبنان وحل ازمة النازحين».
اما رئيس الحكومة فدعا «الامم المتحدة الى دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته». وأعرب «عن قلق لبنان من ارتفاع أعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمل المزيد خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها».
ومن سيدني، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه «لا يوجد اي مبرر ان لا ينتخب رئيس للجمهورية منذ شهر أيلول الماضي إذا طبقنا الدستور». وعن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الراعي: «هناك لغط حول ما قلناه، وانا دائما أقول وقبل دعوة الرئيس بري إن الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم اقل انني مع الحوار، بل قلت إذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون».
وغداة استقباله وزير الداخلية بسام مولوي، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي اكد أن «المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على جهوزية دائمة في حفظ الأمن والاستقرار رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وهي في خدمة الوطن والمواطنين في كل المناطق اللبنانية، وتعمل بأجهزتها كافة بشكل منتظم دون أي خلل أو ملل».
ودعا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي «الأسرة التربوية بكل مكوناتها إلى الاستعداد للعام الدراسي الجديد، وإلى طي صفحة التعطيل القسري الذي فرضته ظروف قاسية أرخت بظلالها على العام الدراسي المنصرم». وقال الحلبي «تحسساً منا بالمستوى المتدني للرواتب، وتجاوباً مع المراجعات الكثيرة التي تمت معنا، وإظهاراً للنيات الحسنة التي تضمرها وزارة التربية نحو جميع الأساتذة والمعلمين، وضمانا لبداية عام دراسي هادئة، نعلن وقف العمل بقرارات حسم الرواتب التي اتخذت سابقاً والقرارات المحالة إلينا راهناً، على أمل أن يشكل هذا الإجراء عامل دفع جديداً لكل أفراد الهيئة التعليمية من أجل عام دراسي مكلل بالنجاح».
افتتاحية صحيفة الأخبار
فلسطين... نُذر تصعيد شامل
تبدو حالة المقاومة الممتدّة والمتصاعدة في الضفة الغربية المحتلّة، ترجمة حقيقة لتوقّعات دولة الاحتلال وإنذارات مؤسّستها الأمنية، التي ارتفعت تحذيراتها من تنفيذ عمليات فدائية خلال فترة «الأعياد اليهودية»، بنسبة 15% عمّا كانت عليه في الشهرين اللذين سبقا «الأعياد». وفي الساعات الماضية، نجحت المقاومة في تنفيذ 5 عمليات في الضفة والقدس، كان أبرزها في منطقة الأغوار، التي تحوّلت في الأشهر الماضية إلى مصيدة موت للإسرائيليين، فيما بدا لافتاً في العمليات التي شهدتها، تمكّنُ المقاومين من الانسحاب بسلام من أمكنة التنفيذ، على رغم حالة التأهب والاستنفار العسكري، على غرار ما جرى في عملية الشهيدَين حسن قطناني ومعاذ المصري، والتي قُتل فيها ثلاثة مستوطنين
انقسام في «اللقاء الخماسي» وواشنطن تفضّل الدوحة على باريس: لبنان باقٍ على «لائحة الانتظار»
كان إحجام وزراء خارجية دول «اللجنة الخماسية» عن المشاركة في الاجتماع الذي عُقد في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمس، مؤشراً إلى فشل اللقاء قبل عقده، بسبب الانقسامات بين أعضائه، على عكس ما أوحت به «حركات» السفير السعودي في بيروت وليد البخاري والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أخيراً. وأكّد هذه الانقسامات عدم صدور بيان عن الاجتماع الذي تخلّله اعتراض أميركي على الإدارة الفرنسية للملف اللبناني، وصولاً إلى المطالبة بوضع إطار زمني لمهمة لودريان، وعدم ترك المهل مفتوحة. وبحسب التسريبات الأولية التي وصلت إلى بيروت «كانَت مداولات الاجتماع مناقضة للجو السعودي الفرنسي الذي ظهر في بيروت أثناء وجود لودريان. فالتقارب الفرنسي السعودي الذي حرص لودريان والبخاري على تظهيره لم يلقَ دعماً من الأميركيين الذين من الواضح أنهم يدفعون في اتجاه تسليم المهمة لقطر». علماً أن وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، مثّل الدوحة في اللقاء. وبالتالي، فإن الموقف الأميركي يهدّد بإطاحة مهمة لودريان الذي يُتوقع أن يعود إلى بيروت الشهرَ المقبل، ولكن غير «مسلح» ببيان «خماسي» موحّد على غرار ذلك الذي حمله بعد لقاء الدوحة في تموز الماضي باتخاذ «إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدم» في الملف الرئاسي.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس، قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إنه «من المؤسف أن يطول أمد معاناة الشعب اللبناني بسبب الحسابات السياسية»، وشدّد على أن «الخطر أصبح محدقاً بمؤسسات الدولة في لبنان، ونؤكد ضرورة إيجاد حل للفراغ الرئاسي». وأكّد «ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي (في لبنان) وإيجاد الآليات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية».
الحدود البحرية: خط العوّامات خرق دائم للسيادة اللبنانية
كما على البرّ كذلك في البحر، ينتهك العدو الإسرائيلي السيادة اللبنانية باختراقه الحدود اللبنانية البحرية عبر ما يُعرف بـ«خطّ العوّامات» (9 «عوّامات» وضعها العدو بعد انسحابه من جنوب لبنان عام 2000)، الذي يمتدّ بطول نحو 5 كيلومترات غرب رأس الناقورة.
لم يكن «خط العوّامات» ناجماً عن صدفة إسرائيلية رافقت التحرير. ورغم أن العدو ادّعى في حينه أن الهدف منه منع الصيادين اللبنانيين من العبور إلى شواطئ فلسطين المحتلة، إلا أن الهدف الذي بقي مضمراً إلى حين بدء الحديث عن تحديد معالم حدود لبنان البحرية، ومحاولة تل أبيب تكريس «خط العوّامات» حدوداً بفعل الأمر الواقع، إذ تبيّن أن الغاية الإسرائيلية من «العوّامات» في الأساس هي محاولة العبث بإحداثيات الحدود البرية للبنان مع فلسطين المحتلة، خصوصاً عند النقطة «B1» البرّية التي تُشرف على نقطة رأس الناقورة، وتشكّل أساساً لإحداثيات الحدود التي تنطلق منها. هذه الأهمية الاستراتيجية لرأس الناقورة دفعت العدو إلى تحريك الـ«B1» شمالاً داخل الأراضي اللبنانية، ما شكّل أحد التحفّظات اللبنانية كونها تؤثّر على مسار خطّ تحديد الحدود، كما حصل إبّان المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية.
وداعاً حسين منذر... شيخ «العـاشقين»
ورحل أبو علي (حسين منذر ـــ 1946/ 2023)، الفلسطيني اللبناني، البعلبكي، الضفاوي، الغزي، المقدسي: كان أبو علي كل ذلك بالنسبة إلى الفلسطينيين. نجم «فرقة العاشقين»، والصوت الصادح المدهش الذي قدّم الأغنية الفلسطينية ضمن إطارٍ جديد نسبياً، بعيداً من الأغنية الوطنية/ الثورية التقليدية.
افتتاحية صحيفة النهار
“الخماسية” تتعثّر وتحذير مُتقدّم لأمير قطر
بدا كافيا عدم صدور بيان عن اجتماع ممثلي اللجنة الخماسية في نيويورك بعد أربعة أيام فقط من عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان من جولته الثالثة في #لبنان حتى تتصاعد معالم الإخفاق والتعثر التي تطارد واقع الدول المعنية بالازمة الرئاسية اللبنانية اسوة بالافرقاء اللبنانيين انفسهم . والواقع ان اوساطا ديبلوماسية فرنسية وأميركية وعربية كانت تلمح قبل اجتماع اللجنة الخماسية الى ان التوافق بين الدول الخمس الولايات المتحدة و#فرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر و#قطر على “بيان #الدوحة” الذي كان محور الموقف المبدئي للمجموعة الخماسية لا يعني بالضرورة اختفاء وتقليص التباينات بين بعض الدول حيال ترجمة البيان “وتسييله” بما يقود الى تظهير الخلاف حول الشخصية التي يتعين ان تتلاءم والمواصفات الصارمة سياديا واصلاحيا وانتخابها لرئاسة لبنان . ويبدو ان جوهر التباين هذا برز امس في الاجتماع الذي دعت اليه فرنسا في مكاتب بعثتها في الأمم المتحدة وشارك فيه ، خلافا للمعطيات الإعلامية التي عممت قبل الظهر ، مستشارون يمثلون الدول الخمس وليس وزراء خارجية هذه الدول . وبدا واضحا بعد مرور ساعات على انعقاد الاجتماع من دون صدور بيان عنه ان الاجتماع اخفق في ردم التباينات المستمرة فيما فرض كتمان شديد على مداولات الاجتماع ترجمه عدم توافر معلومات تفصيلية دقيقة عما جرى وتسرب القليل من المعطيات الإعلامية حول خلاف أميركي فرنسي حول الخطوات التالية لحمل اللبنانيين ينتخبون رئيسا للجمهورية اذ اتسم الموقف الأميركي بتشدد لم يلق تجاوبا فرنسيا ولو ان الاميركيين دعموا قيام حوار لبناني لبناني لضمان انهاء الازمة الرئاسية. كما ذكرت تقارير أخرى ان قطر ستتولى بذل جهود جديدة في الاتي من الأيام في محاولة للتوفيق بين مواقف الدول الخمس . وأشارت التقارير الى ان ممثلة الولايات المتحدة باربارا ليف طلبت من فرنسا وضع وقت محدد للفراغ الرئاسي وان ممثل المملكة السعودية أشار الى ان بلاده مستعدة لمساعدة لبنان عندما ينتخب رئيس للجمهورية وقد حضر الاجتماع لنحو ربع ساعة فقط.
واتخذ هذا الإخفاق بعدا دراماتيكيا إضافيا مع تطرق أمير دولة قطر #تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى الأزمة الرئاسية في لبنان قائلاً: “الخطر أصبح محدقاً بمؤسسات الدولة في لبنان، ونؤكد ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي في لبنان وإيجاد الاليات لعدم تكراره وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من ازماته الاقتصادية والتنموية “. الامر الذي بدا بمثابة تحذير متقدم حيال التدهور الذي يشهده لبنان .
في أي حال احتل ملف النازحين السوريين الى لبنان وتنامي الخطر الناجم عن تصاعد موجات النزوح والتسلل والتهريب أخيرا الأولوية الأساسية في مشاركة لبنان عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوفد الرسمي في اعمال الدورة العادية للأمم المتحدة . وشارك ميقاتي امس في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت بعد ظهر امس بتوقيت بيروت في نيويورك. ويضم الوفد اللبناني الى الاجتماعات وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والقائمة بأعمال بعثة لبنان لدى الامم المتحدة بالانابة جان مراد. واجتمع ميقاتي مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في مقر الامانة العامة في نيويورك حيث جدد غوتيريس “تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني”، وأعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين”. واكد انه “سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للاسر الاكثر فقرا في لبنان وحل ازمة النازحين”. بدوره شكر رئيس الحكومة غوتيريِس “على دعمه الموقف اللبناني خلال عملية التجديد لولاية اليونيفيل” وجدد” تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية”، وأعرب “عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمل المزيد خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها” .واشار ميقاتي، في حديث الى صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إلى أنّ الوضع في لبنان ليس بالمريح، مؤكدا أنّ مليوني شخص يعيشون حالة من الفقر المدقع، نصفهم لبنانيون والنصف الآخر سوريون، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة الدعم العاجل لتسوية أزمة النازحين السوريين التي تشكل خطراً على توازن لبنان الاقتصادي والاجتماعي.
الراعي :الانتخاب والحوار
وفي الملف الرئاسي اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من اوستراليا ردا على سؤال عن رسائله المستمرة و”العالية السقف الى السياسيين ولماذا لا يسمعها المعنيون” ان “لا احد أطرش، الكل يسمع ويطلب كلمتنا حرفياً من السياسيين الى سفراء الدول والاكيد ان اللبنانيين يسمعون، ونحن لن نسكت لان الكلمة لا تموت وستفعل فعلها في يوم من الايام. نحن نتحدث عن المبادئ ولا ندخل في زواريب السياسة ونخاطب ضمير رجال السياسة فنحن لا نسكت على الظلم”. وبالنسبة الى انتخابات رئاسة الجمهورية، اكد الراعي انه “لا يوجد اي مبرر ألا يكونوا قد انتخبوا رئيسا للجمهورية منذ ايلول الماضي عملاً بالماده ٧٣ من الدستور”، مجدداً دعوته للمجلس النيابي الى “عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ودون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية”، وقال: “نحن في استراليا اليوم، حيث القانون والدستور فوق كل اعتبار وفوق الجميع، اما عندنا فيتباهون بمخالفة الدستور. لذلك لا يوجد اي مبرر ان لا ينتخب رئيس للجمهورية منذ شهر ايلول الماضي اذا طبقنا الدستور”. وعن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الراعي: “هناك لغط حول ما قلناه، وانا دائما اقول وقبل دعوة الرئيس بري ان الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم اقل انني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون”.
تحرك نيابي
وطرح مجددا ملف النازحين السوريين في اجتماع لجنة الإدارة والعدل امس برئاسة رئيسها النائب جورج عدوان ، واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار انه “حتى الآن، لم يتخذ أي قرار حازم وواضح لمعالجة الملف، فهناك تراخ في تطبيق القرارات التي تتخذ ويتم التخلي عنها تباعاً” وقال “على المستوى الشخصي، فإنه يعتبر نفسه معارضا لسياسة الحكومة في هذا المجال، فالوزراء ليسوا جميعا على توافق على كيفية معالجة هذا الملف. وعلى مستوى وزارة الشؤون، يتم الآن التدقيق بالجمعيات وبعدالة المساعدات التي تقدم من قبلها. كما تم إيقاف بعض المشاريع التي تهدف إلى عملية الدمج”.
وأفاد بيان للجنة بان “النواب تناوبوا على الكلام، وذهبت الآراء في غالبيتها إلى الاستنتاج أن الحكومة غير متماسكة، بل منقسمة في هذا الملف. ولهذا الأمر، تداعيات سلبية”، مشيرا إلى أن “الخلاف على الصلاحيات وعدم التواصل مع #الحكومة السورية لن يؤديا إلى حل ملف النزوح”. ولفت إلى أن “القوى الأمنية تشكو من التراخي الحاصل على مستوى القضاء لجهة معاقبة مهربي النازحين عبر الحدود”. وقالت اللجنة في بيانها: ” لفت رأي إلى أن الملف أكبر من قدرة الدولة اللبنانية، وهو يتجاوز قدرة القوى الأمنية والوزارات. كما يتجاوز الدولة السورية. ورغم ذلك، ليس لنا إلا الركون إلى القوى الأمنية والوزارات المختصة للتخفيف من الأزمة. وفي ظل هذا الوضع، لا قيمة للبنان، فنحن شبه دولة ولا ننتظر أي تقدم قبل انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة اطلاق عمل المؤسسات. ولا حل في حال غياب هيبة الدولة التي تسمح لها بمواجهة المجتمع الدولي بما يمكن من معالجة الملف . ولفت النواب إلى ضرورة وجود خلية أزمة تضم ممثلين عن لبنان وسوريا ووكالة الغوث والاتحاد الاوروبي. كما لفت عدد من النواب إلى أنه منذ عام 2011 لم يتم التقدم في معالجة هذا الملف، مما يدعو إلى التشاؤم، فالانقسام السياسي في البلد حول هذا الملف أدى إلى ما أدى اليه، ولا حل إلا بموقف وطني جامع بعيدا من الحسابات الفئوية. نحن بحاجة الى موقف وطني جامع تجاه المجتمع الدولي ومؤسساته وكيفية التعاطي مع الحكومة السورية”.
وفي سياق متصل اعلنت قيادة الجيش ان وفداً نيابياً جال على المناطق الحدودية الشمالية برفقة ضباط من قيادة الجيش وفوج الحدود البرية الأول. وقد ترأس الوفد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب النائب فادي علامة، وضم النواب هاغوب بقرادونيان، عدنان طرابلسي، بيار بو عاصي، أديب عبد المسيح، جيمي جبور. واطّلع أعضاء الوفد على وضع التسلل غير الشرعي من قبل النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية، والإجراءات التي تتخذها وحدات الجيش للحد منه، والحاجات الضرورية لتعزيز هذه الإجراءات. ولفت النواب إلى أن الجيش يواجه صعوبات كبيرة لضبط الحدود الشمالية التي يبلغ طولها نحو ١١٠ كلم، في ظل الطبيعة الجغرافية للمنطقة ووسط نقص في العديد والعتاد، مشددين على أهمية تطوير قدراته لتمكينه من الاستمرار في أداء واجبه الوطني.
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لا مؤشرات إلى إمكان حصول خرق في الرئاسة قبل كانون
كشفت تقارير رُفعت الى اللجنة الخماسية والرئاسة الفرنسية خلال الساعات الماضية، نتيجة حركة الاتصالات الخارجية في الشأن اللبناني، أنّ مواقف القوى المحلية المعنية بإنجاز الإستحقاق، ما زالت متمترسة خلف مواقفها المتصلّبة، ولا تبدي أي استعداد للحوار والنقاش بحثاً عن حل منطقي يوقف المسلسل التدميري والإنتحاري الذي يرتكبونه في حق البلد والشعب.
كشف مرجع ديبلوماسي لـ«الجمهورية» أن ليس من مؤشرات في الوقت الحالي تدلّ إلى إمكان حصول خرق في ازمة الانتخابات الرئاسية المعطّلة، قبل كانون الاول او مطلع السنة الجديدة.
وعلمت «الجمهورية»، انّ دوائر قصر الاليزيه في باريس لم تكن مرتاحة لبعض تصريحات الموفد الرئاسي الفرنسي السيد جان ايف لودريان خلال زيارته بيروت، واعتبرت انّه «اجتهد في مكان ما، ولم يكن ذلك ما يريده الرئيس ايمانويل ماكرون». وأكّدت انّ فرنسا حريصة على الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع الجميع على رغم كل شيء.
التحرّك القطري منفرد
وأوضح المرجع لـ«الجمهورية»، انّ التحرك القطري في ملف الرئاسة اللبنانية لا يحظى بأي غطاء فرنسي أو سعودي، ولا بأي دعم من اللجنة الخماسية الدولية، خلافاً لما كان يُروّج له خلال الفترة السابقة، وانما هو حراك مستقل في حدّ ذاته، ولا يُعّول عليه منفرداً لإيجاد حل، لأنّ كلمة السرّ ستكون نتيجة تفاهم دول اللجنة الخماسية عموماً، والولايات المتحدة الاميركية خصوصاً، مع إيران.
من جهته، اّكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة له في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ 78 للأمم المتحدة في نيويوك: «في لبنان الشقيق حيث أصبح الخطر محدقاً بمؤسسات الدولة، نؤكّد على ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي وإيجاد الآليات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية، فمن المؤسف أن يطول أمد معاناة هذا الشعب الشقيق، بسبب الحسابات السياسية والشخصية».
تعديل في مواقف أميركا وفرنسا والسعودية
وعلمت «الجمهورية»، انّ الاميركي والفرنسي والسعودي تخلّوا عن فكرة السير بمرشح بارز كخيار ثالث، في المرحلة الراهنة، فيما «الثنائي الشيعي» ما زال متمسكاً بدعمه لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، مع استمرار التفاوض البطيء بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
واعتبر المصدر، أنّ «كل كلام غير ذلك يدخل في إطار التحليل غير المستند الى معلومات دقيقة».
وفي السياق، اجتمعت اللجنة الخماسية الدولية صباح امس في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد صُدمت الأوساط السياسية والديبلوماسية بما توفّر من معلومات قليلة عن الاجتماع الذي عُقد على مستوى كبار الموظفين، والتي كانت قد تمنّت عقده على مستوى وزراء الخارجية.
وقالت معلومات الوفد اللبناني في نيويورك، التي تبلّغتها «الجمهورية»، انّ الصدمة الأولى تمثلت بأنّ الاجتماع لم يدم أكثر من 35 دقيقة، والثانية تأتت من مستوى التمثيل، بحيث تمثلت الولايات المتحدة الاميركية بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وتمثلت مصر بسفيرها في الامم المتحدة وكذلك المملكة العربية السعودية بنائب سفيرها، كما تمثلت فرنسا بمديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة السابقة في لبنان آن غريو، فيما تمثلت قطر بوزير الدولة للشؤون الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي. ولم يتأكّد حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في الاجتماع.
وفي المعلومات المحدودة التي جمعها الوفد اللبناني، انّ المجتمعين استمعوا الى تقرير قدّمته الديبلوماسية الفرنسية، لما آلت إليه جهود موفد الرئيس الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، وتمّ التوافق على استكمال المساعي من ضمن هامش الحركة الذي حدّده اللقاء الثاني الذي عُقد على مستوى الوزراء في الدوحة في 17 تموز الماضي، بعدما طلبت ليف من غريو تحديد مهلة محددة لتحرّك لودريان فلا تبقى المهلة مفتوحة.
وما زاد من نسبة القلق على مصير ومهّمة الخماسية، انّها أعادت التأكيد على مسؤولية اللبنانيين في ادارة الاستحقاق الدستوري وفق الاصول الدستورية التي تقود الى انتخاب الرئيس، من دون ان ينتهي الاجتماع الى أي بيان ختامي نهائي، علماً انّ باريس كانت قد أعدّت مشروعا للبيان لكنه لم يصدر.
وفي معلومات «الجمهورية»، انّ مشروع البيان الذي جرى تعميمه على المجتمعين، أُرسل الى عواصم الاطراف الخمسة للمناقشة، على ان يُحدّد الموقف النهائي بشأن موعد صدوره من عدمه في الساعات المقبلة، ربطاً بردّات الفعل المحتملة التي طلبها المشاركون في الاجتماع من كبار المسؤولين في هذه البلدان.
وفي بيروت، قال مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، انّ «الخماسية تمخضت ولم تلد شيئاً، وبقي الضوء الذي تنتظره طاولة الحوار أصفر بانتظار عودة الموفد الفرنسي». وبحسب المصدر فإنّ مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار لا تزال تنبض فيها الحياة، ويتمّ التحضير لها سياسياً ولوجستياً، بانتظار ان تعلن قوى اساسية موقفها بشكل رسمي من المشاركة، وسيُتخذ القرار بالتنسيق والتقاطع مع اللجنة الخماسية.
واعتبر المصدر، انّه «لا يزال هناك متسع من الوقت». متأملاً ان «تعاود الاطراف الرافضة للحوار حساباتها، وتتيقن انّه اذا كانت تريد الخلاص فلا مفرّ من الحوار، وإلاّ ذاهبون الى اشتداد الانسداد الذي سينعكس مزيداً من التفكّك والتحلل للدولة ومؤسساتها».
ورأى المصدر انّ «صورة الحراك الإقليمي والدولي لم تتضح بعد. وما علينا سوى الانتظار».
الموقف الاميركي
الموقف الاميركي يُختصر، حسب مصدر ديبلوماسي لـ«الجمهورية»، في انّه «يجب أن يكف قادة لبنان عن وضع مصالحهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وانّ «الأزمات السياسية والاقتصادية يجب أن تُحل من داخل لبنان، وليس من المجتمع الدولي».
وكرّر المصدر المواصفات الاميركية للرئيس اللبناني، بأن «يكون بعيداً من الفساد، وقادراً على تمتين الوحدة الوطنية، والعمل بشفافية على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة».
موقف المعارضة
قالت مصادر المعارضة لـ«الجمهورية»، انّها أبلغت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان برسالة مثلثة الأضلع:
الضلع الأول، رفضها للحوار كمعبر للانتخابات الرئاسية التي إما ان تجري وفق صيغة العام 1970، أي جلسة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وإما من خلال إنضاج التفاهم على اسم عن طريق الكواليس السياسية، وأي مسار آخر تعتبره مخالفاً للدستور ولمنطق الانتخابات الرئاسية.
الضلع الثاني، انفتاحها على خيار رئاسي ثالث، على رغم اعتبارها انّ مرشحها الحالي جهاد أزعور ينتمي إلى فئة الخيار الثالث، والتقاطع الذي يدعم أزعور يمكن توسيعه ليتحوّل إلى تقاطع جامع لمعظم الكتل النيابية.
الضلع الثالث، تمسكها بموقفها من الحوار والانتخابات غير قابل للنقاش، لأنّ لبنان بحالة انهيار وبحاجة للإنقاذ، والانقاذ لا يتحقّق سوى من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة غير خاضعة لشروط أي فريق، بغية أن تكون قادرة على ترجمة السياسات الإصلاحية على أرض الواقع.
ورأت مصادر المعارضة، «انّ اي انتخابات رئاسية خارج ما تقدّم أعلاه يعني استمرار الانهيار فصولًا، وتمديد الواقع المزري، ولن تكون شاهد زور على واقع بحاجة للتغيير، وتغييره يخضع لشروط لها علاقة بالمواصفات والمهمّات».
وأضافت: «انّ الكرة اليوم في ملعب اللجنة الخماسية التي أصبحت على بيّنة بهوية الفريق المعطِّل الذي رفض البحث في خيار ثالث، على رغم عدم قدرته على انتخاب مرشحه، ورفضه الذهاب إلى انتخابات تحسم هوية الرئيس المقبل».
ميقاتي في الامم المتحدة
في نيويورك، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، الذي جدّد تأكيد «التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني»، وأعرب عن «تقديره لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين». واكّد انّه «سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للأسر الاكثر فقراً في لبنان وحلّ ازمة النازحين». بدوره شكر ميقاتي الامم المتحدة «على دعمها للبنان». وجدّد «تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية»، ودعا «الامم المتحدة الى دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته». وأعرب ميقاتي «عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمّل المزيد خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادّة التي يعاني منها».
وفي حديث الى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نُشر امس، طالب ميقاتي المجتمع الدولي بضرورة الدعم العاجل لتسوية أزمة النازحين السوريين التي تشكّل خطراً على توازن لبنان الاقتصادي والاجتماعي. واعتبر أنّ الدولة هي المسؤول الرئيسي عن الوضع، إضافة إلى تفشّي ثقافة الفساد والتبذير في التوظيف العمومي وعدم وجود إصلاحات شاملة.
ودعا مجلس النواب إلى تحمّل المسؤولية والإسراع في تبنّي الميزانية المقترحة قبل أسبوع، والتي تتماشى مع الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي، واعتبر ميقاتي أنّ هذه الإصلاحات حاسمة لتوقيع الاتفاقية مع الصندوق وعودة الثقة في لبنان تدريجياً، ليصبح البلد مرة أخرى مركزًا ماليًا يستقطب المستثمرين.
قيادة الجيش
وحسماً للغط والاجتهادات الخاطئة في مسألة من يحق له قانوناً تسلّم قيادة الجيش في حال شغور موقع القائد مع استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، أكّد مرجع دستوري لـ«الجمهورية»، انّ قانون الدفاع الوطني واضح وضح الشمس، في هذه الحالة، يتولّى رئيس اركان الجيش وحده دون سواه القيادة، ولا يحق لأي ضابط سواه مهما علت رتبته ان يتولّى قيادة الجيش بالإنابة.
ورداً على سؤال، ماذا في حال كان موقع رئيس الاركان شاغراً أيضاً مع انتهاء ولاية قائد الجيش في كانون الثاني المقبل، هل يستلم اللواء بيار صعب عضو المجلس العسكري القيادة؟
اجاب المرجع لـ«الجمهورية»: «انّ وزارة الدفاع تتألف من أربع مؤسسات، هي الجيش والادارة العامة والمفتشية العامة والمجلس العسكري، ولا يحق لأي ضابط قيادة الجيش، الاّ اذا كان من مؤسسة الجيش، وهذه الحالة لا تنطبق على اللواء صعب لأنّه رُقي ونُقل من الجيش الى المجلس العسكري بقرار من مجلس الوزراء، ولا يمكن اعادته الى الجيش الاّ بقرار من مجلس الوزراء وبعد خفض رتبته. وبالتالي كل الاجتهادات في هذا المجال غير قانونية. والحل هو في تعيين رئيس للاركان، لأنّ القانون منحه وحده دون سواه حق تسلّم قيادة الجيش بالإنابة».
وساطة المفتي
وفي سياق مسعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لحلّ الأزمة بين وزير الداخلية بسام مولوي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وغداة استقباله مولوي، استقبل المفتي اللواء عثمان، وأشاد «بالجهود المميزة التي يقوم بها في عمله الدؤوب واستقامته في أداء واجبه الوطني»، ونوّه بـ«الإنجازات التي تقوم بها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بكل أجهزتها لحماية السلم الأهلي ونشر الاطمئنان والأمان في لبنان».
لا أزمة خبز
اقتصادياً، أكّد وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، أن «لا قرار برفع الدعم عن ربطة الخبز لا اليوم ولا غداً»، موضحاً أنّ «الكلام عن رفع الدعم مجرد أخبار مضلّلة لخلق نوع من التوتر في البلد». كذلك أكّد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف انّ «الخبز متوافر ولا أزمة تهدّد بانقطاعه، كما ليس هناك اي تهديد بوقف الانتاج، بل نحن على تواصل دائم مع وزير الاقتصاد». وأشار الى انّ «ربطة الخبز تشكّل 90% من إنتاج الأفران، ونحن ضد التلاعب بوزن ربطة الخبز، وعلى المواطن أن يراقب».
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي يوضح: الحوار هو التصويت في المجلس النيابي
خلاف أميركي-فرنسي في “الخماسية”… وأمير قطر: الخطر مُحدق بلبنان
إختصرت مناقشات اللجنة الخماسية التي اجتمعت أمس في نيويورك، ما انتهت اليه المبادرة الفرنسية في شأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وتجلى ذلك في موقف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف التي خاطبت مديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غيغان، قائلة: «يجب أن يكون هناك وقت محدّد للمبادرة الفرنسية، ولا يمكن أن تستمر لفترة زمنية طويلة، وبالتالي، يجب تحديد الوقت أو اتخاذ إجراءات في حق المعرقلين».
وتواترت معلومات عن اجتماع اللجنة الذي دعت اليه باريس على مستوى وزراء خارجية الدول الخمس، في مقر بعثتها الدائمة في نيويورك، لكن الاجتماع عقد على مستوى موظفين كبار، وبدأ في الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك واستمر نصف ساعة فقط. ودار البحث حول نتائج مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وفق ما نقلته الديبلوماسية الفرنسية التي قالت إنه لا تزال هناك عقبات تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وخلال المناقشات التقت المداخلات، ولا سيما مداخلة المندوب السعودي، عند ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كي تنطلق عمليات المساعدات نحو لبنان.
وبينما دعت بربارة ليف الى «حوار لبناني لبناني في شأن الانتخابات الرئاسية»، أوضحت أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أن موقف المسؤولة الأميركية لا يمت بصلة الى مبادرة الرئيس نبيه بري، بل يتصل بالمواقف المبدئية الأميركية التي تحض على أن «يحسم اللبنانيون أمرهم بالعودة الى دستورهم وقوانينهم».
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يصدر بيان عن المجتمعين، وفسّر ذلك بالخلاف في وجهات النظر بين واشنطن وباريس. وعلم أنّ البيان إذا صدر عن «الخماسية» سيكون «بلا مفعول»، حسب مصادر متابعة قالت: «إن فرنسا أُفهمت أنها عجزت عن إحداث خرق فلتفسح المجال لغيرها».
وفي موازاة ذلك، أطل موقف قطري عالي النبرة في شأن الأزمة اللبنانية، وهو ذو دلالات، ففي كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «من المؤسف أن يطول أمد معاناة الشعب اللبناني بسبب الحسابات السياسية». وشدّد على أنّ «الخطر أصبح محدقاً بمؤسسات الدولة في لبنان، ونؤكد ضرورة إيجاد حل للفراغ الرئاسي».
وفيما كانت اللجنة الخماسية منهمكة بالاستحقاق الرئاسي، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال يتابع ملف النزوح السوري المتفاقم، فاجتمع بالأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي أعرب عن تقديره «لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين». فأجابه ميقاتي أنّ لبنان «قلق من ارتفاع أعداد هؤلاء النازحين في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعانيها».
كما التقى ميقاتي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكد له «ضرورة التهدئة في عين الحلوة ووضع حد للمعارك بين الفصائل، لأنّ هذا الواقع يثير استياء أهالي صيدا المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، ويجب الدفع لإنضاج المسعى التوافقي».
وعلم أنّ الوفد الفلسطيني الموجود في لبنان سيبقى أياماً إضافية لاستكمال مساعيه، وقالت المصادر إنّ المباحثات الجارية كرّست وجود «حماس» شريكاً في المخيمات الى جانب «فتح».
وفي حديث الى صحيفة «لوفيغارو» نشرته أمس، أشار ميقاتي إلى أنّ «الوضع في لبنان ليس مريحاً». وقال إنّ «مليوني شخص يعيشون حالة من الفقر المدقع نصفهم لبنانيون والنصف الآخر مهاجرون سوريون». واعتبر أنّ «الدولة هي المسؤول الرئيسي عن الوضع، إضافة إلى تفشي ثقافة الفساد والتبذير في التوظيف العام وعدم وجود إصلاحات شاملة». وأعلن أنه «سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية بانتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الأطراف من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي». وعن دور»حزب الله»، قال ميقاتي إنّه «ليس لدى الشعب اللبناني مشكلة مع البعد السياسي لـ»حزب الله»، لكن أجهزتها شبه العسكرية والأمنية، المرتبطة بدورها الإقليمي، أصبحت موضع استقطاب وانقسام ومصدر خوف للعديد من اللبنانيين».
ولم يبتعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يزور استراليا حالياً عن أزمة الاستحقاق الرئاسي، فعندما سئل عن الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، قال: «هناك لغط حول ما قلناه، وأنا دائماً أقول، وقبل دعوة الرئيس بري، إن الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وأنا لم أقل إنني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»: «حوار بري» مَخرج للجميع
حمّل القوى السياسية المسيحية مسؤولية التأخير في إقرار الإصلاحات
نيويورك: علي بردى
حمّل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، القوى السياسية المسيحية مسؤولية التأخير في تطبيق الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي و«صندوق النقد الدولي»، قائلاً إن حكومته أنجزت مشاريع القوانين الإصلاحية وأحالتها إلى مجلس النواب الذي ترفض القوى السياسية المسيحية انعقاده لتشريعها، في ظل الشغور الرئاسي، وأنها تعطي أولوية لانتخاب الرئيس على ما عداه.
وإذ شدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بوصفه «بداية الحل للأزمات»، وصف المبادرة التي أعلنها رئيس البرلمان نبيه بري لحوار تليه جلسات متتالية لانتخاب الرئيس بأنه «مَخرج للجميع»، وتمنى أن تُصدر اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبنانية نداءً للبنانيين لتلبية دعوة بري للحوار.
وقال ميقاتي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن لبنان عضو مؤسس بالأمم المتحدة ويبقى موجوداً وفاعلاً، وإذا كان ملفه لم يعد أولوية في ظل الملفات الدولية الأخرى، فإنه «بالنسبة إلينا يبقى أولوية أساسية، وسنبقى نعرض قضيته ومشكلاته أمام كل المؤتمرات التي تُعقد، ولا يمكن أن نتأخر عن الحضور»، مشدداً على أن «لبنان لن يغيب، ولا يمكن لأحد أن يُغيّبه».
ورفض ميقاتي التقديرات القائلة إن المسؤولين اللبنانيين يستجدون التدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية، قائلاً: «صحيح أن بعض اللبنانيين يستنجدون بالدول الفاعلة للضغط على الأفرقاء اللبنانيين، لكن في نفس الوقت، هم أنفسهم يقولون إن أي استحقاق لبنان داخلي يجب أن يُحلّ محلياً»، مشيراً إلى أنه «من أنصار وجوب أن يكون الحل لبنانياً، لأنه لا أحد يفهم طريقة الحل مثل اللبنانيين أنفسهم».
ولفت ميقاتي إلى أن «المعضلة الأساسية اليوم في لبنان هي انتخاب الرئيس»، وعليه أعرب عن اعتقاده أن «المسار الذي رسمه الرئيس نبيه بري في خطابه الأخير، والقائم على حوار لسبعة أيام تليه جلسات متواصلة لانتخاب رئيس، هو الحل الأفضل لأن الحوار لم يكن وفق طرح بري مشروطاً بشيء، إنما يُطلب من الجميع المجيء إلى مكان معين وأن يسلكوا طريقاً إجبارياً لانتخاب رئيس».
وإذ لفت إلى أن الدستور لا يفرض الحوار قبل انتخاب الرئيس، وأن الأمر قد يكون سابقة، قال: «عندما تبقى سدة الرئاسة شاغرة لسنة، واستُنفدت كل الحلول للوصول إلى انتخاب رئيس، يصبح الحل الذي طرحه بري منطقياً»، سائلاً: «أين الضرر في حوار غير مشروط لسبعة أيام قبل جلسات متواصلة يطالب بها الجميع لإنهاء الشغور؟».
ورأى ميقاتي أن «على الجميع أن يلبّوا نداء بري لإجراء الحوار الذي لن يرأسه ولم يفرض شروطاً مسبقة أو لاحقة فيه»، مشيراً إلى أنه «ممر أساسي وآمن لإنهاء الشغور الرئاسي».
النفوذ الإيراني
وفي ردٍّ على تقديرات المعارضة أن نفوذ إيران يمنع الوصول لانتخاب رئيس، لم ينفِ ميقاتي أن هناك دوراً لـ«حزب الله» في لبنان، لكنه سأل: «هل اجتمع اللبنانيون واتخذوا قراراً وعارض الحزب ذلك؟»، وأضاف: «من اليوم أقول: ليس بالضرورة أن يُنتج هذا الحوار اتفاقاً معيناً، ولكن كان اقتراحاً من بري للقيام بهذا الإخراج. فليكن هذا الإخراج مَخرجاً للجميع، وبعدها نرى مَن يعطل ومَن يريد انتخاب رئيس ومَن لا يريد».
ولفت إلى اجتماعات اللجنة الخماسية التي تمثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، حول الملف اللبناني، مشيراً إلى أن الدول العربية الثلاث الممثلة فيها «هم من الأصدقاء الحميمين للبنان»، وأضاف: «بالتالي آمل أن يكون نداؤهم في الجلسة القادمة لتلبية الدعوة للحوار لإنهاء الشغور».
وأشار إلى أن انتخاب الرئيس «لن يحل أزمة لبنان بالكامل، لكنه سيكون الباب أو الأمل الذي سيُفتح لهذه النافذة من أجل الوصول إلى حكومة جديدة بدم جديد، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، ولا يكون مبرراً للبرلمان الذي يقول بعض الممثلين فيه إننا لا ننظر إلى الإصلاحات في ظل الشغور الرئاسي»، وعندها «يبدأ البرلمان ورشة عمل حقيقية لإنتاج قوانين إصلاحية مطلوبة من المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي وهي في النهاية لمصلحة لبنان وانتظام الدولة اللبنانية».
ورأى ميقاتي أن انتقاد «صندوق النقد» للبنان «ناتج عن عدم اجتماع البرلمان لإنتاج القوانين المطلوبة». وأشار إلى مقاطعة قوى سياسية مسيحية، وفي مقدمها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لجلسات تشريعية في البرلمان في ظل الشغور الرئاسي، قائلاً إن انتخاب الرئيس هو الأولوية بالنسبة إليهم.
ونفى ميقاتي أي مسؤولية مترتبة على حكومته في تأخير الإصلاحات، قائلاً إنها أرسلت مشاريع القوانين إلى البرلمان لإقرارها، لكنَّ البعض يقول إنه لن يشارك قبل انتخاب رئيس، وسأل: «كيف تُحل الأزمة في ظل هذه المقاطعة؟».
وإذ شدد على أن الحل يبدأ بانتخاب رئيس، قال: «إذا لم يريدوا ذلك، عليهم النظر بالقوانين المطروحة بالمجلس النيابي من أجل إجراء الإصلاح اللازم، وتكون رسالة جدية لصندوق النقد والدول الغربية لإعادة فتح المساعدات الدولية للبنان ومن ضمنها أموال مشروع سيدر بقيمة 11 ملياراً».
وقال عن «حزب الله» إنه «متعاون وإيجابي من حيث تأييد معظم الإصلاحات المطلوبة، ولكن الفريق المسيحي لا يرى ضرورة لأي أمر ما طارئ قبل انتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف: «الموضوع غير متعلق بالحزب، بل متعلق بالشغور الرئاسي، وهو ما يريده الفريق المسيحي. هذا الفريق يطالب بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية. فلينتخبوا رئيساً اليوم».
السعودية الأم والأب
وأعرب ميقاتي عن اسفه حيال من يقول إن المملكة العربية السعودية لا ترى أن لبنان أولوية لديها. وتابع: «بالنسبة لي السعودية تبقى بكل الحالات الأم والأب والأخ بالنسبة للبنان. عندما تريد أن تستشرف المستقبل عليك أن تنظر إلى الماضي. كانت دائماً إلى جانب لبنان. أنا على يقين أن المملكة لن تتخلى عن لبنان».
وشدد ميقاتي على وجوب «أن يحصل تغيير في الذهنية اللبنانية وليس بالنصوص»، مؤكداً أن اتفاق الطائف «هو الاتفاق الصالح لهذا الزمن، ولكن تطبيقه هو المشكلة». وقال: «على الطبقة السياسية أن تجتمع وتضع لمرة واحدة نوعاً من تحليل كامل لكيفية تطبيق اتفاق الطائف. لا يمكن أن نطبق مادة دون أخرى. الموضوع متكامل، ويجب أن يطبَّق الدستور كاملاً». وأضاف: «على اللبناني أن يُصلح نفسه ويعي أنْ لا خيار له إلا الدولة القوية العادلة التي يمكن أن تحكم بين كل اللبنانيين، المشكلة أن البعض يريد الدولة على غيره وليس على نفسه»، مؤكداً أنه «لا خيار غير الدولة».
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لودريان يعود بسقف زمني.. و«الخماسية» للخيار الثالث
أمير قطر لحلول سريعة تنقذ لبنان.. وباسيل يخرج فرنجية من الحوار مع الحزب
دوامة الانتظار هي سمة المشهد الممتد من نحو 10 اشهر وثلاثة اسابيع، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.. وهذا الانتظار هو الصامد الوحيد في المشهد، على الرغم من متغيرات في الجلسات والحوارات والرهانات، والتحركات الدبلوماسية العربية والدولية..
اجتماع الخماسية
وبدأ اجتماع المجموعة الخماسية عند الثامنة والنصف (بتوقيت نيويورك) (الثالثة والنصف بتوقيت بيروت) في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الامم المتحدة، ولم يستمر اكثر من نصف ساعة ولم يستمر السفير السعودي في الاجتماع لأكثر من 15 دقيقة، مشدداً على ان بلاده ستوفر ما يلزم من دعم للبنان بعد انتخاب الرئيس الجديد.
ولم يعقد على مستوى وزراء الخارجية، كما كانت تطالب باريس، بل على مستوى السفراء، فمثلت الولايات المتحدة بربارة ليف مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ومديرة الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية والسفير السعودي في نيويورك، وكذلك السفير المصري.
اما قطر فمثَّلها وزير الدولة محمد بن عبد العزيز الخليفي، الذي يتوقع ان يزور بيروت بعد نيويورك.
ونقل ان بربارا ليف طلبت من فرنسا وضع وقت محدد للفراغ الرئاسي، وان مهمة لودريان لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الرئيس نبيه بري لتحديد خطوته المقبلة، عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك لمعرفة حقيقة ما يجري هناك في ما خص الوضع اللبناني.
وأوضحت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن المبادرة المحلية الموجودة اليوم هي دعوة الحوار لرئيس مجلس النواب نبيه بري والتي تنتظر حسم حصولها من عدمها، بعد اعتراض افرقاء عليها، وأفادت أن اجتماعات الخارج كما المواقف التي تصدر أعادت كرة المسؤولية إلى الجهات الداخلية بطريقة واضحة، معلنة أن التخبط يسود الملف الرئاسي في ظل بقاء السقوف السياسية على حالها وغياب التوافق.
ورأت أن موضوع التفاهم بين الاطراف الداخلية يتجه الى خيار ثالث للرئاسة.
والخيار الثالث، وفقاً للشروط التي حددتها المجموعة الخماسية، لجهة الشفافية ونظافة اليد، ومن خارج المنظومة السياسية، ولا يشكل تحدياً لأحد.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الموفد الفرنسي لودريان سيبقى ممسكاً بالملف الرئاسي باسم المجموعة الخماسية لحين انتخاب رئيس، لان مهمته الجديدة في السعودية لا تقتضي ان يمضي معظم وقته في المملكة.
وقالت ان لا دور لأي طرف آخر في هذه المرحلة، متوقعة عودة لودريان الى بيروت بعد اجتماع نيويورك لمواصلة مهمته المتعلقة بجمع الاطراف في لقاءات تشاورية.
واعربت المصادر عن املها في ان ينتخب رئيس للجمهورية بدءاً من الشهر المقبل، على ان لا يتجاوز نهاية السنة.
وتوقفت الاوساط السيايسة عند كلام قائد الجيش، الذي قاله امام نقابة الصحافة ان رئاسة الجمهورية لا تعنيه، وانه مهتم بالامن فقط، بأنه يصب في اطار الانسجام مع ما يجري بعد ان تمت التفاهمات على استبعاد الاسماء المتداولة للرئاسة، من مختلف الاطراف.
وكان لافتاً امس زيارة سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الى العماد عون بعد اعلان موقفه من الرئاسة الاولى.
وشدد السفير القطري على استمرار الدعم القطري للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.
يشار الى ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حذر من الخطر الذي يهدد مؤسسات الدولة في لبنان، داعياً الى حلول سريعة تنقذ البلاد من الازمة، مشدداً في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تلبية آمال الشعب اللبناني.
وشدد الامير تميم على «ضرورة ايجاد حل مستدام للفراغ السياسي في لبنان، وايجاد الآليات لعدم تكراره، والنهوض بالبلد من ازماته الاقتصادية والتنموية.
ورأت مصادر سياسية ان تخصيص أمير قطر حيِّزا من كلمته في الأمم المتحدة بالامس فيما يتعلق بأزمة انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، ودعوته لايجاد حل مستدام للفراغ السياسي، وايجاد الاليات الدستورية لعدم تكراره مستقبلا، يدل على مدى اهتمام قطر بحل مشكلة انتخابات رئاسة الجمهورية ومساعدة لبنان لتجاوز محنته من جهة، والاهم اصرارها على القيام بالدور الاساس لحل الازمة، بدلا من الجانب الفرنسي، الذي فشل في حل الازمة القائمة حتى اليوم، بالرغم من الوقت المتاح له وتأييد دول اللقاء الخماسي لمهمته.
ولاحظت المصادر ان موقف امير قطر بخصوص لبنان، وتحذيره من خطورة ازمة الفراغ الرئاسي، على مؤسسات الدولة اللبنانية، تزامن مع الزيارة التي قام بها سفير قطر في لبنان إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه بوزارة الدفاع من جهة، والاخبار التي تم تداولها في اروقة الأمم المتحدة، عن خلافات عصفت بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، خلال اجتماع ممثلي دول اللقاء الخماسي في نيويورك، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بخصوص كيفية حل الأزمة المتفاقمة في لبنان، ما أدى الى تأجيل صدور بيان كان مرتقبا عن المجتمعين من جهة ثانية.
بالمقابل، وبانتظار موقف جديد سيعلنه الاحد المقبل من عكار التي يزورها برفقة الرئيس السابق عون، صعَّد النائب جبران باسيل من موقفه، فاعتبر حسب بعض الاوساط، ان الحوار الذي يخوضه مع حزب الله، يجري تحت عنوان التفاهم على مرشح ثالث، في مقابل البت بقوانين اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني مع العهد المقبل، وليس مع المرشح سليمان فرنجية.
وافادت المعلومات مساء امس، انه لم يصدر عن الاجتماع أي بيان نظرا الى تضارب الاراء. إذ أصر مندوب الولايات المتحدة الأميركية على اصدار بيان «شديد اللهجة»، رأى الاعضاء الآخرون أن بيان الدوحة الذي صدر عن اجتماع اللجنة كافٍ.
وذكرت مصادر نيابية متابعة للحراك الحاصل لـ «اللواء»: ان الجميع ينتظر ما سيصدر عن اللجنة الخماسية، التي تلقت تقرير لو دريان عن نتائج لقاءاته في بيروت، وأن لودريان قد يشارك في اجتماع الخماسية في نيويورك، وهو ابلغ من التقاهم في زيارته الاخيرة انه سيعود الى بيروت اواخر هذا الشهر او مطلع الشهر المقبل.
وابدت المصادر «اسفها لوقف المبادرات الداخلية ووضع كل اوراقنا في يد الخارج، مع ان تحرك الداخل اسرع وأكثر فعالية من الخارج المنشغل بكثير من المشاكل الاقليمية والدولية وحركته بطيئة. مشيرة إلى ان المبادرات الداخلية التي حصلت اثمرت خرقا في جدار الازمة تمثل في جلسة مجلس النواب الانتخابية يوم 14حزيران مع انها لم تتوصل الى نتيجة بسبب رفض المبادرات التي طُرحت، وكأن هناك من لا يريد انتخاب الرئيس بالتوافق بين معظم القوى السياسية».
وسجل في الحركة الدبلوماسية امس، لقاءان عقدهما سفير جمهورية مصر العربية في لبنان ياسر، مع كلٍّ من عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون، وعضو تكتل «الاعتدال» النائب أحمد الخير.وبحث علوية خلال اللقاءين مع عون والخير بآخر التطورات السياسية وسبل تحقيق اختراق في الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها إنهاء الشغور الرئاسي.
وفي نيويورك اجتمع الرئيس ميقاتي مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في نيويورك، وناقش الأمين العام وميقاتي اوضاع لبنان وقراري مجلس الأمن 1559 و1701 ومساهمة اليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار.
وفي خلال اللقاء جدد غوتيريش «تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني»، وأعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين». واكد انه «سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للاسر الاكثر فقرا في لبنان وحل ازمة النازحين».
بدوره شكر رئيس الحكومة الامم المتحدة «على دعمها للبنان على الصعد كافة». وشكر غوتيريِش «على دعمه الموقف اللبناني خلال عملية التجديد لولاية اليونيفيل». وجدد» تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية»، ودعا «الامم المتحدة الى دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته». وأعرب «عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمل المزيد خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها».
وشارك ميقاتي بعد لقاء غوتيريش في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت بعد ظهر أمس بتوقيت بيروت في نيويورك، ويشارك في البعثة عبد الله بو حبيب والقائم باعمال بعثة لبنان لدى الامم المتحدة بالإنابة جان مراد.
ويلقي ميقاتي كلمة لبنان اليوم.
الراعي: الحوار خلال الانتخاب
وفي موقف من الملف الرئاسي، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي من اوستراليا ردا على سؤال عن رسائله المستمرة و»العالية السقف الى السياسيين ولماذا لا يسمعها المعنيون»: لا احد أطرش، الكل يسمع ويطلب كلمتنا حرفياً من السياسيين الى سفراء الدول والاكيد ان اللبنانيين يسمعون، ونحن لن نسكت لأن الكلمة لا تموت وستفعل فعلها في يوم من الايام».
واكد الراعي ان «لا يوجد اي مبرر ألا يكونوا قد انتخبوا رئيسا للجمهورية منذ ايلول الماضي عملاً بالماده ٧٣ من الدستور»، مجدداً دعوته للمجلس النيابي الى «عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ومن دون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: نحن في استراليا اليوم، حيث القانون والدستور فوق كل اعتبار وفوق الجميع، اما عندنا فيتباهون بمخالفة الدستور.
وعن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الراعي: هناك لغط حول ما قلناه، وانا دائما اقول وقبل دعوة الرئيس بري، ان الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم اقل انني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون.
تربويا، دعا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي «الأسرة التربوية بكل مكوناتها إلى الاستعداد للعام الدراسي الجديد، وإلى طي صفحة التعطيل القسري الذي فرضته ظروف قاسية أرخت بظلالها على العام الدراسي المنصرم.وقال الحلبي «تحسسا منا بالمستوى المتدني للرواتب، وتجاوبا مع المراجعات الكثيرة التي تمت معنا، وإظهارا للنوايا الحسنة التي تضمرها وزارة التربية نحو جميع الأساتذة والمعلمين، وضمانا لبداية عام دراسي هادئة، نعلن وقف العمل بقرارات حسم الرواتب التي اتخذت سابقا والقرارات المحالة إلينا راهنا، على أمل أن يشكل هذا الإجراء عامل دفع جديدا لكل أفراد الهيئة التعليمية من أجل عام دراسي مكلل بالنجاح».
وفي دار الفتوى استقبل المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي اكد أن «المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على جهوزية دائمة في حفظ الأمن والاستقرار رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وهي في خدمة الوطن والمواطنين في كل المناطق اللبنانية، وتعمل باجهزتها كافة بشكل منتظم دون أي خلل أو ملل». وأشاد المفتي دريان بـ«الجهود المميزة التي يقوم بها اللواء عثمان في عمله الدؤوب واستقامته في أداء واجبه الوطني»، ونوه بـ»الإنجازات التي تقوم بها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بكل أجهزتها لحماية السلم الأهلي ونشر الاطمئنان والأمان في لبنان».
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
اللجنة الخماسيّة تجتمع في نيويورك للمرة الثانية… ولا تُصدر بياناً
خلاف أميركي ــ قطري مع فرنسا حول الأسماء المقترحة لرئاسة الجمهوريّة – صونيا رزق
لطالما انتظر لبنان الحراك الخارجي لحل ازماته، وخصوصاً الازمة الرئاسية التي تراوح مكانها منذ 11 شهراً، وسط تناقضات وخلافات المعنيين من دون اي حل يذكر، ما يعني انّ التعويل على الداخل اللبناني بات وراءنا، ولا يمكن ان يكون له اي دور في ظل التشرذم والتشتّت حتى ضمن الفريق الواحد، لذا لا أمل في اي خطوة سياسية داخلية، لان الرد عليها يكون دائماً بالتعطيل المتبادل بين الفريقين المتنازعين على هوية الرئيس المقبل، الذي لا يبدو من اولويات عواصم القرار، على الرغم من المواقف التي تظهر إهتمام بعض الدول العربية والغربية بالملف اللبناني.
لكن وبعد تأكيدات برزت في الايام القليلة الماضية، فلا تقدّم ولا بشائر خير او ايجابية تقال على الخط الرئاسي، الذي ينتظر دائماً وعند كل استحقاق هام تصاعد الدخان الابيض من الخارج، اي كلمة السر التي سرعان ما تجمع المعنيين بالملف، وتقعدهم على طاولة الحوار التي يرفضونها اذا كانت في الداخل، اما دعوات الخارج فيلبّونها على الفور، الامر الذي يطرح تساؤلات حول التوقيت الذي يمكن ان تجتمع فيه القوى السياسية اللبنانية حول اي ملف، فكيف اذا كان الملف الرئاسي الذي يحتاج الى توافق داخلي، ورسم خطط من شأنها إنقاذ لبنان من كل انهياراته؟ لكن أين نحن اليوم من تحقيق هذا الحلم، الذي يتطلّب التخلي عن المصالح الخاصة امام مصلحة لبنان العليا؟
وإنطلاقاً من هنا ووفق المثل الشائع: «الغريق يتمسّك بالقشة»، وهذا ما ينطبق على المواطن اللبناني، لذا تبدو الانظار شاخصة على إجتماع اللجنة الخماسية، الذي انعقد امس للمرة الثانية، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولم يصدر عنه اي بيان. وقد حصل خلال الاجتماع خلاف اميركي ـ قطري مع فرنسا حول الأسماء المقترحة لرئاسة الجمهوريّة، حيث اقترحت قطر ان يكون مرشحها قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي تؤيده ايضا الولايات المتحدة الاميركية، فرفضت فرنسا ومصر الاقتراح القطري، واعلن الموفد الرئاسي جان ايف لودريان عن اسم ثالث وفق توجيهات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. اما المملكة العربيّة السعوديّة فهي تراقب الوضع، ولم تتخذ قرارها بشأن اي اسم رئاسي.
الى ذلك، شارك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في الجلسة الافتتاحية لإجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأت في نيويورك بعد ظهر امس بتوقيت بيروت، على ان يلقي كلمة لبنان اليوم، وتتضمّن مجمل شؤون وشجون لبنان، وسيعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة، ويحضر الجلسة الافتتاحية لـ»منتدى الأمم المتحدة للتنمية المستدامة» ويلقي كلمة في المنتدى.
الجدار الرئاسي مُقفل حتى إشعار آخر
بإختصار، لا يبدو اي افق إيجابي في المسألة الرئاسية، فالتشاؤم يطغى بقوة من خلال كلام اكثرية النواب، الذين ينظرون بسلبية الى الاشهر المقبلة، حيث سيراوح ملف الرئاسة مكانه، وفق ما اشار عدد من النواب خلال اتصال «الديار» بهم لمعرفة آخر الاجواء، معتبرين بأن «لا شيء يعطي بارقة أمل، خصوصاً بعد زيارة لودريان الذي غادر بيروت من دون ان يخرق ثغرة في الجدار الرئاسي المقفل حتى إشعار آخر، على الرغم من محاولته الإيحاء ببعض الايجابية، من خلال إتجاه اللجنة الخماسية الى طرح المرشح الثالث، وبأنها ستقارب الملف اللبناني بجديّة وحزم اكبر، وتحدّد الخطوات المرتقبة للحراك القطري، الذي أرجأ مهمته في بيروت الى الخامس من تشرين الاول المقبل، لكن كل هذا لا يبدو واقعياً، ولا معطيات ايجابية توحي بالخير» وفق ما قال بعض النواب.
وعلى خط الحراك القطري، كانت لافتة الزيارة التي قام بها السفير القطري في لبنان يوم امس الى اليرزة حيث التقى قائد الجيش.
ماذا قال الديبلوماسي العربي عن اجتماع «الخماسية»؟
في السياق، ينقل وزير سابق عن ديبلوماسي عربي على إطلاع بما يجري في كواليس اجتماع «الخماسية « في نيويورك لـ»الديار» بأنّ أجواء التفاؤل التي كانت سائدة قبل ايام تبدّدت سريعاً، بسبب التناقضات التي تطوّق ممثلي الدول الخمس، وبأنّ الحراك القطري في لبنان ينتظر الضوء الاخضر الاميركي الذي يبدو بعيداً، لذا علينا الانتظار لمزيد من الاشهر، لانّ الملف اللبناني ليس اولوية اليوم لدى الادارة الاميركية، لانّ المهم لديها اليوم هو الحفاظ على امن لبنان واستقراره، كما نقل الديبلوماسي وجود خلافات سياسية بين ممثلي الخماسية حيال الاستحقاق الرئاسي، واشار الى انّ البحث سيتناول الخطة «ب « اي المرشح الثالث، لكن لا يبدو ذلك سهلاً، خصوصاً بالنسبة الثنائي الشيعي الذي يخوض معركة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية حتى النهاية، ويرفض ضمنياً دعم اي مرشح آخر، وهذا الإصرار يقابل بإصرار آخر رافض لأي دعوة حوارية، كما لا يزال الرهان ينتظر فرصة خارجية، عنوانها نجاح المفاوضات الاميركية – السعودية – الايرانية خلال الاسابيع المقبلة، وإنطلاقاً من هنا سيظهر مسار الحراك القطري في لبنان في تشرين الاول المقبل، وسيكون الخرطوشة الاخيرة وإلا سنعود الى المربع الاول، اي الى نقطة الصفر وهذا يعني الارتطام الكبير.
الراعي: الحوار هو الانتخاب
في موقف مغاير برز من اوستراليا للبطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال مؤتمر صحافي عقده في سيدني، اوضح خلاله: «لم اقل انني اؤيد الحوار بل قلت إذا تمّ الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون، وأنا دائماً أقول، وقبل دعوة الرئيس بري إنّ الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي، الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب».
وأشار الراعي الى انهم يتحدثون في الكواليس عن ضرورة البحث عن مرشح ثالث، ونحن نقول لا، من أجل كرامة المرشحين فرنجية وأزعور، واحتراماً لمن رشّحهم يجب إكمال الانتخابات في دورات متتالية ويفوز مَن يفوز، وإذا لم يحقق أحد الفوز بالأكثرية نتيجة تضييع الأصوات، حينها تفضّلوا الى الحوار وتشاوروا حول شخصية جديدة.
المعارضة: «الثنائي» رافض للخيار الثالث
وعلى خط قوى المعارضة، فقد أبدت تأييداً لخيار المرشح الثالث، على الرغم من انها ترى مرشحها جهاد أزعور من ضمن الاسماء التوافقية، وتشير مصادرها لـ» الديار» الى انها ابدت تجاوباً مع الطرح الثالث، الذي وضعته اللجنة الخماسية كحل بين الفريقين بحسب ما نقل لودريان، لكن الثنائي ما زال متمسّكاً بمرشحه سليمان فرنجية، في حين سبق واعلنا كفريق بأننا بصدد سحب إسم أزعور في حال سُحب إسم فرنجية من التداول، وحينئذ نتفق على خيار جديد، فأتى الرد سلبياً، وهذا يعني انّ الثنائي رفض طرح الخماسية، وبالتالي إمكانية ان نتفق كفريقين على إسم توافقي.
وساطة لجمع بري وباسيل
وفي إطاردعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحوار، الذي لم يلقَ موافقة الفريق المعارض، كما لم يجد قبولاً لدى رئيس» التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الامر الذي دفع بالبعض للاستعانة بالوساطة لعقد لقاء يجمع بري وباسيل، وهذا ما لقي ترحيباً لدى حزب الله، وافيد وفق معلومات «الديار» انّ الطرفين لم يرفضا اللقاء، على الرغم من وجود عقبات سياسية بينهما، وملفات متباعدة من ناحية الرؤية وطريقة المعالجة، فضلاً عن الردود السياسية التي يتبادلها بري وباسيل، وفي معظم الاحيان نوابهما، من خلال المواقف التي تقف عائقاً امام التقارب.
إنقسام نيابي عوني على دعم قائد الجيش رئاسياً
وفي سياق آخر، برز خلاف سياسي داخل جدران وكواليس «التيار الوطني الحر»، منذ إعلان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، خلال مقابلة متلفزة الاسبوع الماضي عن رفضه تأييد وصول قائد الجيش العماد جوزف عون الى بعبدا، كذلك الامر بالنسبة الى رئيس «التيار» النائب باسيل الذي يكرّر ذلك دائما، ما ادى الى إنقسام نواب «التيار» بين مؤيد ومعارض للجنرال جوزف عون، وعلمت «الديار» بأنّ بعض نواب «تكتل لبنان القوي» إتصلوا بالتزامن مع عرض مقابلة بو صعب بالجنرال عون، لإعلان موقفهم المؤيد لوصوله الى الرئاسة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الأمم المتحدة والنزوح Paroles Paroles
في مقابل تقدير امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش سخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين والتزام دعم الشعب اللبناني لا سيما للأسر الاكثر فقرا، اعرب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، وعدم قدرته على تحمل المزيد خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها”. كلام اممي- لبناني معسول لكنه لا يقدم او يؤخر قيد انملة في مجال حل عمق ازمة النزوح الخطيرة والكارثية مع ارتفاع اعداد هؤلاء في شكل غير مسبوق، بفعل استمرار موجة تدفقهم غير الشرعي عبر الحدود البرية بتواطؤ سياسي امني منفعي.
والنزوح على خطورته لم يحجب الاهتمام المنصب على الملف الرئاسي مع اجتماع اللجنة الخماسية الدولية التي تتابع ملف الرئاسة اللبنانية وقد التأمت على مستوى وزراء الخارجية في الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة.
نزوح
رئيس حكومة تصريف الأعمال اجتمع مع الامين العام للامم المتحدة في نيويورك. وفي خلال اللقاء جدد غوتيريش “تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني”، وأعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين”. واكد انه “سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للاسر الاكثر فقرا في لبنان وحل ازمة النازحين”.
بدوره شكر رئيس الحكومة الامم المتحدة “على دعمها للبنان على الصعد كافة”. وشكر غوتيريِش “على دعمه الموقف اللبناني خلال عملية التجديد لولاية اليونيفيل”. وجدد” تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية”، ودعا “الامم المتحدة الى دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته”. وأعرب “عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمل المزيد خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها”.
وضع غير مريح
الى ذلك، اشار ميقاتي، في حديث الى صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إلى أنّ الوضع في لبنان ليس بالمريح، مؤكدا أنّ مليوني شخص يعيشون حالا من الفقر المدقع، نصفهم لبنانيون والنصف الآخر سوريون، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة الدعم العاجل لتسوية أزمة النازحين السوريين التي تشكل خطراً على توازن لبنان الاقتصادي والاجتماعي. واعتبر ميقاتي أنّ الدولة هي المسؤول الرئيسي عن الوضع إضافة إلى تفشي ثقافة الفساد والتبذير في التوظيف العمومي وعدم وجود إصلاحات شاملة، كما دعا مجلس النواب إلى تحمل المسؤولية والإسراع في تبني الميزانية المقترحة قبل أسبوع والتي تتماشى مع الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي، واعتبر ميقاتي أنّ هذه الإصلاحات حاسمة لتوقيع الاتفاقية مع الصندوق وعودة الثقة في لبنان تدريجياً ليصبح البلد مرة أخرى مركزًا ماليًا يستقطب المستثمرين. كما كشف أنّه سيطلب من المجتمع الدولي مساعدة لبنان في مجالات عدة، كما سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية على انتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الأفرقاء من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي.
دعم قطر للجيش
وبانتظار وصول مبعوث قطري الى بيروت لبحث الملف الرئاسي، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة سفير دولة قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أكد استمرار الدعم القطري للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة. وحمّل العماد عون السفيرَ القطري “رسالة شكر إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة على دعمه المتواصل للجيش”.
المعركة ليست رئاسية
في المواقف، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن “قائد الجيش العماد جوزاف عون يؤكد انه خارج السباق الرئاسي، وان همه الأساسي والوحيد هو المؤسسة العسكرية، وإبقاؤها بعيدا من السجالات السياسية القائمة ، لكن ذلك لا يعني انسحابه او رفضه الرئاسة”. وأشار في حديث اذاعي الى أن “لا ارتباط بين اجتماع الخماسية والحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري”، مشددا على ان “أي حوارات مباشرة او غير مباشرة، تجري بين الأفرقاء في الداخل تنتج رئيسا للجمهورية، انطلاقا من احترام الدستور، والدعوة الى جلسة بدورات متتالية، وهذا ما يدعو اليه أصدقاء لبنان”. واكد كرم “استمرار تقاطع قوى المعارضة على اسم جهاد أزعور حتى هذه اللحظة، وأوضح ان “المعركة في لبنان اليوم ليست رئاسية إنما معركة بقاء الدولة اللبنانية أو سيطرة الدويلة على الدولة”.
وقف العمل:
تربويا، دعا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي “الأسرة التربوية بكل مكوناتها إلى الاستعداد للعام الدراسي الجديد، وإلى طي صفحة التعطيل القسري الذي فرضته ظروف قاسية أرخت بظلالها على العام الدراسي المنصرم. وقال الحلبي “تحسسا منا بالمستوى المتدني للرواتب، وتجاوبا مع المراجعات الكثيرة التي تمت معنا، وإظهارا للنيات الحسنة التي تضمرها وزارة التربية نحو جميع الأساتذة والمعلمين، وضمانا لبداية عام دراسي هادئة، نعلن وقف العمل بقرارات حسم الرواتب التي اتخذت سابقا والقرارات المحالة إلينا راهنا، على أمل أن يشكل هذا الإجراء عامل دفع جديدا لكل أفراد الهيئة التعليمية من أجل عام دراسي مكلل بالنجاح”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :