بعد فشل أيلول و”جاره” تشرين في استنباط الحلول لمشكلة الفراغ القاطن في قصر بعبدا منذ عشرة أشهر كاملة، هل ستستطيع “كوانين” انتشال ذلك “الزير” الرئاسي من بئر التجاذبات المحلية والإقليمية.. وحتى الدولية؟
كل التوقعات المستندة إلى سلسلة من المعطيات، تشير الى أن الثلاثة أشهر الفاصلة عن رأس السنة، ستكون واعدة في نسج العباءة الرئاسية، متكئة على ما يلي: أن فرنسا، ذات التاريخ العريق على الساحة اللبنانية، لن تسلّم بسهولة بالخروج من هذه “الجنّة الاستعمارية”، ارتباطاً بالثروة الواعدة في المياه الإقليمية اللبنانية.
لذلك لوحظ أن الموفد الرئاسي جان إيف لودريان الذي كُلّف بمهمة استثمارية في المملكة العربية السعودية، لم يشأ إدارة الظهر لما يجري في لبنان، على الرغم من إلقائه حمل الحوار على ظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري ومبادرته، وقرّر، بالتنسيق مع إدارته التي كانت قد بدأت بالتفكير في إلقاء أعباء المهمة على باتريك دوريل أحد زملائه في فريق الرئيس ايمانويل ماكرون، تمديد مهمته في بيروت، لأن ما ينتظره في المدينة السعودية “نيوم” يحتمل التأجيل، في حين أن التسليم بالخروج من لبنان لن يكون بالأمر السهل العودة إليه، لاسيما وأن هناك “على الكتف حمّال” متمثل بدور قطري واعد، ومدعوم بقوة من الإدارة الأميركية التي ترسّخ إمساكها بكل الملفات الشرق أوسطية المرتبطة، بشكل أو بآخر بالكيان الاسرائيلي ومصالحه الاستراتيجية، والاستحقاق الرئاسي في لبنان له دور محوري في السجادة التي تتم حياكتها لأنظمة المنطقة.
وعلى خطٍ موازٍ، فإن كل الدلائل تشير إلى أن تيسير الأمور على الساحة اللبنانية، بات مرتبطاً بفعالية بالتقارب السعودي ـ الإيراني المتصل بمستجدات الوضع اليمني، المتجه نحو تسجيل خطوات حوارية مشجعة، قد تصل مفاعيلها إلى الضاحية الجنوبية من بيروت بعد تسع سنوات من التشنج، وذلك يتطلب بضعة أشهر من الانتظار لجلاء الصورة الانفتاحية.
وبين هذه وتلك، تقف الثروات النفطية والغازية في البحر اللبناني، التي ستتكشف كمياتها في شهر تشرين الثاني المقبل، محفزاً لانتظار أشهر قليلة، بينما الوضع اللبناني بكل تعقيداته سيكون في وقت لاحق على طاولة البحث الجدي بين باريس والفاتيكان الذي بات مرجحاً لكفة التوجّه الأميركي ـ السعودي، الأمر الذي لن يريح الفرنسي الذي يعوّل على التشبث بآخر نقطة شرق المتوسط.
هذه الأجواء ستُلقى على مسامع البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي سينتقل الأسبوع المقبل من أستراليا إلى حاضرة الفاتيكان، للمكوث حوالي شهر مشاركاً في اجتماعات روحية، وفي باله مشاكل الأفرقاء المسيحيين المتوغلة في التعقيد بعيداً عن أية حلحلة، فيما البلد يغرق في جهنمه، نتيجة التناحر على من سيصل من الموارنة إلى بعبدا!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :