افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 15 أيلول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 15 أيلول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء

بري يتدخّل في عين الحلوة: تخلّي فتح عن الحسم العسكري وضغط حماس لتسليم المطلوبين لودريان والبخاري يؤكدان التنسيق الفرنسي السعودي على دعم مبادرة الحوار طريقاً وحيداً لقاء النواب السنّة ميني حوار: 22 نائباً من كل الاتجاهات السياسيّة يختبرون مناقشة الخيارات

ثبت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة مع خروق محدودة، بعدما تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري لمنع تفاقم الأوضاع بعد ظهور خلاف حركة فتح وحركة حماس، وتبادل الاتهامات حول تعطيل تنفيذ الاتفاقات، حيث اعتبرت حماس أن فتح تسعى للحسم العسكري ولا تريد وقف النار، بينما اعتبرت فتح أن حماس تريد وقف النار ومنع الحسم بوجه الجماعات الإسلامية التي تحمي المطلوبين في اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، دون ربط ذلك بتسليم المطلوبين. وجاء تدخل بري على قاعدة مطالبة فتح التي استشعرت تفوّقها العسكري بالتخلي عن خيار الحسم العسكري، مقابل مطالبة حماس بوضع ثقلها للضغط لتسليم المطلوبين.
في الملف الرئاسيّ ظهر أن الحديث عن انتقال الملف من يد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى يد الموفد القطري، بدعم سعودي، مجرد شائعات لها وظيفة سياسية يرادفها الترويج لمقولة سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وفق معادلة سحب المرشحَين سليمان فرنجية وجهاد أزعور من التداول، بينما بدا في اللقاء الذي شهدته السفارة السعودية وحضره المبعوث الفرنسي بدعوة من السفير السعودي وليد البخاري وبمشاركة المفتي عبد اللطيف دريان و22 نائباً من الطائفة السنية من كل الاتجاهات السياسية، أن الموقفين الفرنسي والسعودي على توافق تام حول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار والجلسات الانتخابية، وان لا بديل عنها، وأن التشاور والحوار يجب أن يقوم لإنتاج تفاهم على اسم مرشح أو أكثر. ويؤكد مشاركون في الحوار أن اللقاء لم يشهد ذكراً لأسماء المرشحين، وأن لا صحة لما قيل عن كلام منسوب للمبعوث الفرنسي حول سقوط ترشيح فرنجية، في محاولة للإيحاء بأن كفة ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون يتقدّم. ورأت مصادر نيابية في لقاء السفارة خطوة مهمة لتظهير المواقف الخارجية والزخم الذي ظهر فرنسياً وسعودياً لصالح مبادرة الحوار من جهة، واختبار لخيار الحوار على مستوى نموذج مصغّر لتجمع نيابي يمثل كل الاتجاهات السياسية، رغم انتماء الحضور لطائفة واحدة، وقد شهد اللقاء نقاشاً بين المشاركين، وأظهر النقاش أن كفة الحوار ترجح وأن لا بدائل يمكن طرحها خارج هذه المبادرة.
وواصل الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان جولته على المسؤولين والقيادات اللبنانية، واستهلّ زياراته من بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد لضيفه أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصريّ لانتظام عمل المؤسسات الدستورية.»
كما التقى لودريان الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، حيث دار النقاش حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية. وأشار بيان للطاشناق الى أن «النقاش كان مثمرًا وإيجابيًا، حيث تمّ التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسيّ لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد».
وبعد اللقاء الذي جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بقائد الجيش العماد جوزاف عون في أحد المناسبات، الأسبوع الماضي، أفيد عن لقاء عقد في بنشعي بين النائب رعد ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، وجرى البحث بآخر المستجدات والملف الرئاسي.
ولفتت أوساط مطلعة لـ»البناء» الى أن «اللقاء جاء في إطار التنسيق بين الحزب والوزير فرنجية، وللتأكيد على تمسك حزب الله كما حركة أمل بدعم ترشيح فرنجية في ظل الحديث عن خيارات أخرى ومرشحين توافقيين كقائد الجيش لا سيما بعد لقاء الأخير مع النائب رعد، حيث جرى تحميل اللقاء أكثر مما يحتمل». وأوضحت الأوساط أن «الملف الرئاسي لا يزال يلفه الغموض بانتظار ظهور نتائج زيارة لودريان وتظهير مواقف الكتل النيابية من الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري ولقاء التقييم بين لودريان والرئيس بري، وبالتالي ظروف انتخاب رئيس الجمهورية الداخلية والخارجية لم تنضج بعد». وشدّدت على أن «زيارة لودريان لم تحمل أي جديد سوى حشد الدعم النيابي لمبادرة الرئيس بري، كما أن لودريان لم يأتِ كممثل عن اللجنة الخماسية بل هناك آراء عدة داخل اللجنة الخماسية».
وتشير أجواء عين التينة لـ»البناء» الى أن «الرئيس بري سيقيم نتائج جولة لودريان وحصيلة الاجتماعات بين الكتل النيابية والمشاورات بين القوى السياسية ويترقب بيان اللجنة الخماسية الثلاثاء المقبل ليبني على الشيء مقتضاه»، مرجّحة أن «لا تكون دعوة بري للحوار قريبة وربما تؤجل الى الشهر المقبل».
ولفت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، إلى أنني «لستُ مقتنعاً بأن الحوار قريب، وإذا لم ينعقد الحوار هذا الشهر، فالوضع يصبح بالطبع أصعب»، مشيراً الى أن «هناك نقاشاً جدياً بموضوع اللامركزية الإدارية المالية الموسّعة، ولا أعتقد أن هذه المسألة لا يمكن التفاهم عليها. فالجميع يريدها، وهناك قبول للتشاور بالموضوع من الثنائي الشيعي».
وفي حديث تلفزيونيّ إلى أنني «حاولت خلال جولتي على جميع الفرقاء أن أحثّ الجميع على الجلوس والتحاور لإيجاد السبيل نحو الحلّ ورسالة السفارة الفرنسية كانت مبهمة نوعاً ما، والفرنسيّ أخطأ من حيث الشكل بانتقاء عدد معين من الزملاء من دون سواهم»، وكشف أنّ «حالياً لا شيء جدياً بمسألة وصول قائد الجيش جوزاف عون إلى الرئاسة لسبب بسيط ان أي رئيس منتخب يجب ان يأخذ موافقة حزب الله وامل، وان يعطي ضمانات للحزب حول ما موقفه من سلاح حزب الله، كما بالبيان الوزاري والبند المتعلق بسلاح الحزب».
وأوضح أن «قائد الجيش قال لي أنا لست مرشحاً ولا أريد رئاسة الجمهورية، وبما أنه بات اليوم يريد ذلك فسأتعاطى معه كمرشح رئاسيّ وفي حال ترشح عون سأنتخب بورقة بيضاء لأنني أريد رئيساً لديه مواقف واضحة فهو مثلاً لم يضبط الحدود كما يجب وحصل تسييس بالملف».
بدوره، أشار عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، إلى أن «هناك محاولة جدية تجري لانتخاب رئيس»، آملاً في «أن تتوصل هذه المحاولة الى نتيجة»، مؤكداً أن «وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لن يدخرا جهداً في المساعدة للوصول إلى نتيجة».
وأضاف: «الكرة الآن في ملعب القوى السياسية الداخلية، فعليها أن تتواضع بعض الشيء في شروطها ومطالبها للوصول إلى انتخاب رئيس، وأن تعطي هذه المحاولة الجدية كل إمكانات النجاح للوصول، كما قلت، الى انتخاب رئيس، ثم الوصول الى خطة الإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي».
وبرزت الخلوة التي عقدت في دارة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في اليرزة وضمت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي جان ايف لودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو والسفير البخاري، دامت نصف ساعة، انتقلوا بعدها الى الصالة الكبرى، حيث كان النواب السنة بانتظارهم.
وغاب عن الاجتماع النواب: ابراهيم منيمنة، اسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور.
وفيما أكد السفير السعودي أن «اللقاء هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع»، شدّد المفتي دريان على أن «النواب المسلمين من أهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون إلى الإسراع في انتخاب رئيس جامع، وقال لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملاً، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة».
وأكد «أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وأن انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل، بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب أن ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريباً بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع». أضاف: «ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات».
بدوره دعا المبعوث الفرنسي إلى «أهمية إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي»، ورأى أن «الشغور في مؤسسات الدولة يشلّ الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يداً بيد من أجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل ان تثمر وتحقق النجاح».
في سياق ذلك، استقبل البخاري سفير قطر الجديد لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. واستعرض اللقاء آخر تطوّرات الأوضاع على الساحة اللبنانية لا سيما الملف الرئاسي اللبناني وضرورة إنجازه ليعود لبنان بلداً فاعلاً في محيطه العربي والإقليمي إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
على صعيد موازٍ، زارت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا بكركي واجتمعت الى البطريرك الراعي الذي يسافر الى اوستراليا. وقالت شيا على الأثر «إن استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد الأمور تعقيداً وخطورة».
في غضون ذلك، دخل قرار اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في مخيم عين الحلوة، والذي تم التوصل اليه في الاجتماعين اللذين عقدهما الرئيس بري مع كل من عزام الأحمد وموسى ابو مرزوق، حيز التنفيذ عند السادسة من مساء أمس.
وكان المخيم شهد هدوءاً تاماً على كافة محاور القتال، باستثناء بعض الرشقات التي سمعت أثناء تشييع ضحايا اشتباكات أمس الأول في جبانة سيروب.
وحذرت مصادر نيابية وسياسية من تمدّد المواجهات الى خارج المخيم والى المخيمات الفلسطينية لا سيما في مخيمات الشمال.
وكان الرئيس برّي استقبل في عين التينة، عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي من حركة حماس. وقال الأخير «موقفنا إدانة كل الاشتباكات ووقف إطلاق النار فوراً وتحريم الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني وأي عمل داخل الموضوع الفلسطيني يجب أن يكون بالحوار والتوافق والتفاهم». وتابع «اليوم نجمع مقاتلين من أجل أن يقتتلوا وظهورهم لفلسطين لكن وجوههم الى أين لا أدري؟ المفروض أن يتوقف هذا الأمر فوراً».
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد فقال من عين التينة: «إن مخيم عين الحلوة يتعرّض لمؤامرة».
وتفقد قائد الجيش العماد جوزف عون لواء المشاة الأول حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة. ونوّه العماد عون بـ»صمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء».
على صعيد أمني آخر، أعلنت قيادة الجيش أنه «وفي إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وبعد توافر معلومات لدى مديرية المخابرات عن قيام المواطنَين (ع.ع.) و(ق.ع.) بالتحضير لعملية تهريب أشخاص عبر البحر بواسطة مركب في مرفأ العبدة – طرابلس، دهمت دورية من المديرية منزل الأخير حيث أوقفت 48 سوريًّا كانوا يتحضرون للهجرة بطريقة غير شرعية عبر البحر. كما تمّ ضبط المركب المذكور».

***********************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

لودريان: عدنا إلى النقطة الصفر

 

 انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية الخاصة بالملف الرئاسي على ما كانت عليه منذ أشهر. إذ لا خرق حصل على أيٍّ من الجبهات. وبدا مرة جديدة أن لا تبديل في الموقف السعودي، وأن توافقه مع الجانب الفرنسي لم يتجاوز حد اعتبار أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما جعل الجميع على اقتناع بأن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مرهون بالاجتماع المقبل لممثلي اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر.

وكانت خلاصة زيارة الموفد الفرنسي، كما المداولات التي يجريها السفيران السعودي والقطري في لبنان، قد انتهت الى تثبيت مواقف الجميع. فلا أنصار السعودية وجدوا ما يدعوهم الى تغيير تحركاتهم، ولا حلفاء المرشح سليمان فرنجية يجدون أيّ سبب لتغييرات جوهرية في الموقف أو حتى في التكتيك، مع العلم أن هناك من يراهن بقوة على نتائج الحوار المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يتعلق بشكل أساسي بالملف الرئاسي.

لودريان اختتم جولته الثالثة بزيارة منزل السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، على هامش لقاء تكريمي لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، دعي إليه النواب السنّة.

 

وبدا لقاء اليرزة مع «الشرعيتين الدينية والتمثيلية» للسنّة في لبنان خطوة مقصودة للإشارة إلى تفعيل حضور المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني. وبعد خلوة لنصف ساعة، ضمّت البخاري ودريان ولودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو، انتقل الجميع الى قاعة كبيرة حيث كانَ في انتظارهم النواب السنّة (باستثناء: إبراهيم منيمنة، أسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور). وقالت مصادر نيابية إن لودريان والبخاري أوحيا بأن «انتخاب رئيس للجمهورية ليس قريباً»، كما حاول لودريان إفهام النواب بأن «الأمور عادت إلى النقطة الصفر»، لافتاً إلى «ضرورة البحث عن مرشحين توافقيين، حيث لا إمكانية لوصول أيٍّ من الأسماء المطروحة». ودعا النواب للذهاب الى الحوار قائلاً: إذا «كانت كلمة حوار مستفزة للبعض، فاعتبروه لقاء تشاورياً». أما السفير السعودي فأشار إلى أن «وجهة النظر السعودية هي التي أثبتت واقعيتها، لأن المملكة تملك خبرة كبيرة في الملف اللبناني»، لافتاً الى «أننا منذ البداية طالبنا برئيس على مسافة واحدة من الجميع ويرضي الجميع»، مشدّداً على «تطابق وجهتَي النظر السعودية والفرنسية تحت سقف موقف الخماسية».

 

وقالت مصادر نيابية، حضرت الاجتماع، إن «لودريان أكد أنه سيعود الى بيروت في جولة جديدة، وإن مهمته المقبلة في السعودية لن تشغله عن دوره في إدارة الملف اللبناني، ملمحاً الى «مبادرة جديدة».

في السياق، لفتت مصادر سياسية بارزة إلى «تناقض في المداولات التي قام بها لودريان»، كاشفة أنه «خلال لقائه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يلمّح أبداً الى انتهاء المبادرة الفرنسية، بل سأل فرنجية عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعن الضمانات التي يُمكن أن يقدّمها كرئيس مقبل»!

 

ميقاتي إلى أميركا

من جهة أخرى، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الحصول على مواعيد مع المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال زيارته المرتقبة لنيويورك لترؤس وفد لبنان الى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعدما أشيع أن ميقاتي ممنوع من دخول الولايات المتحدة، ولم يحصل على تأشيرة منذ وقت غير قصير، قالت مصادر مطلعة إنه «بحث مع وفد صندوق النقد الدولي، الذي زار بيروت قبل مدة، في توجيه دعوة إليه لعقد اجتماعات مع إدارة الصندوق في العاصمة الأميركية، وإنه يعتبر إقرار مشروع الموازنة الخاص بالعام المقبل في الموعد الدستوري إشارة إيجابية على طريقة تعامل حكومته مع طلبات الصندوق.

**********************************

افتتاحية صحيفة النهار

تصاعد “الخيار الثالث” والأزمة بين البابا وماكرون

بدا ممكنا استخلاص نهايات الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان عشية مغادرته بيروت اليوم بنتيجة يتيمة ولو انها تكتسب دلالة بارزة لجهة تبدل مسار المبادرة الفرنسية وهي “تطور” التلميح الى التصريح بضرورة الاتجاه الى “الخيار الثالث” رئاسيا او “المرشح الثالث”. لم تنه هذه الخلاصة بطبيعة الحال “معضلة” الانقسام العمودي حول “الحوار” الذي بدا لودريان مستوعبا اكثر موقف المعارضة الرافض له خصوصا بعدما عاين في دارة السفير السعودي وليد #بخاري كثيرا من مواقف النواب السنّة تماهوا في طرح التساؤلات وحتى الشكوك في جدوى الحوار ولو انهم لم يرفضوه. ولذا كانت استعارة لودريان لتعبير النقاش بدلا من الحوار اشبه بلجوء الى تدوير الزاوية علّ وعسى تنفع في استيلاد مسلك تسووي بين رفض مطلق للحوار ومسعى لتزامن جلسات تشاور محدودة في الزمن مع تحديد موعد للجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

وعلى أهمية بعض الدلالات التي اكتسبها تصاعد بروز “الخيار الثالث” خصوصا عقب اللقاء في دارة السفير السعودي وليد بخاري وما اثاره من جدل وربما من استنتاجات متعجلة الكشف عن زيارة بدت كأنها استثنائية الطابع قام بها امس رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس “تيار المردة” ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية في دارته في بنشعي من دون تسرب أي معلومات عن مضمونها ولو قيل انها مقررة منذ فترة، ستتجه الأنظار مع نهاية الجولة الثالثة للودريان في بيروت الى محطة أساسية في كشف المسار المقبل بعد هذه الجولة الى الاجتماع المقبل لممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك الثلثاء المقبل. اذ انه من المرتقب ان يكون لودريان الذي سيختم زيارته اليوم بلقاء ثان مع الرئيس نبيه بري، زود بلاده تقريرا عاجلا عن حصيلة جولته الثالثة على ممثلي القوى ال#لبنانية. وفي ظل هذا التقرير ستعقد اللجنة الخماسية اجتماعا على هامش افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة ويرجح ان تصدر بيانا جديدا ينطلق من استكمال روحية بيان الدوحة الذي أصدرته في اخر اجتماع لها.

على ان اللافت في التطورات الخارجية المتصلة بالازمة اللبنانية انه قبل ان ينهي لودريان زيارته لبيروت، اعلن مصدر رئاسي فرنسي في باريس ان البابا فرنسيس سيقوم بزيارة لمرسيليا بين 22 و 23 أيلول الحالي وسيكون له وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء يتناول خلاله الملف اللبناني من كل جوانبه. وأشار المصدر الى ان البابا والرئيس ماكرون يعتبران ان الوضع في لبنان مقلق للغاية وان البابا كان يود زيارة لبنان لكن الفراغ الرئاسي أجل هذه الزيارة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية .

 

اليوم الثالث

 

بالعودة الى وقائع اليوم الثالث من جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، فان ابرز محطاتها كان في مقر اقامة السفير السعودي في اليرزة حيث التقى 21 من اصل 27 نائبا من النواب السنّة بحضور السفير وليد بخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. والقى المفتي دريان كلمة شكر فيها السفير بخاري على دعوته وشدد على “أهمية دور المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين، واكد ان “النواب المسلمين من اهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع”، وقال: “لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة، ونؤكد أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وان انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع”. وختم: “ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات”.

 

بدوره دعا لودريان الى “أهمية إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي”، ورأى ان “الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدا بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح”.

 

ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين “ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل”، وأشادوا بـ “الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية”.

 

وكشف النائب وضاح الصادق بعد الاجتماع، ان لودريان عاد وأكّد ان جلسة 14 حزيران لم توصل اي مرشح لذلك نحن بحاجة لفتح نقاش من اجل الوصول الى مرشح آخر. من جانبه، نفى النائب عبدالعزيز الصمد الأخبار التي تحدّثت عن انسحاب تكتله والنائب كريم كبارة بعد الخطابات التي أُلقيت في السفارة السعودية، مؤكداً أنّ “الاجتماع كان قد انتهى عند مغادرتهم”. وكشف الصمد لـ”النهار”أنّ “البحث تركّز حول الحوار ومقبوليته، لكنّه لم ينتهِ إلى إجماع بحيث تمسّك كل نائب بوجهة نظره الخاصة”. وأوضح أنّ كلام المبعوث الفرنسي كان عامّاً خلال الاجتماع، وتحدّث عن أهمية انتخاب رئيس وتفادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ في لبنان، مؤكداً أنّه لم يتحدّث عن خيارات رئاسية أو عن أسماء مرشحة ومبادرة خاصة”.

 

يشار الى انه غاب عن الاجتماع النواب: ابراهيم منيمنة، اسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور.

 

وكان لودريان زار صباحا بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد لضيفه “ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية.” . كما التقى الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، كما التقى النائب غسان سكاف الذي اعلن من دار الفتوى انه قدم ورقة للوزير لو دريان “من اجل الحث على الدعوة لانتخاب رئيس جمهورية، ونحن كنا قد طلبنا من الرئيس بري ان يقوم بدعوة مع تاريخين: الدعوة الأولى للحوار الوطني بجولات حوارية متتالية لمدة سبعة أيام. والتاريخ الثاني هو دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة انتخاب ودورات متتالية. اذن جلسات حوارية متتالية لسبعة أيام، ثم جلسة في دورات متتالية الى حين انتخاب رئيس جمهورية من دون إسقاط النصاب ومهما كانت نتائج الجولات الحوارية”.

 

عين الحلوة

 

في غضون ذلك ظلت فصول “حرب مخيم عين الحلوة” في واجهة المشهد الأمني اذ تواصلت الاشتباكات بين مد وجزر. واعلن عن اتفاق جديد لوقف النار بوساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبل في عين التينة، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” الدكتور موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي ثم استقبل عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد، بحضور سفير دولة فلسطين اشرف دبور.

 

واعلن الأحمد: “آمل بالفعل ان يتم الالتزام فورا بوقف اطلاق النار واخلاء المدارس حتى يتمكن طلبة ابناء المخيم الست آلاف من استئناف الدراسة، ونحن سنساعد الاونروا بسرعة لتصليح المدارس من الاضرار التي تعرضت لها. وايضا اقول إننا مستعدون لان نساعد ونتعاون مع الدولة اللبنانية بكل اجهزتها من اجل تسلمها للمجرمين القتلة ليأخذوا جزاءهم في القضاء اللبناني.”

 

وتفقد قائد الجيش العماد جوزف عون لواء المشاة الأول حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة. ونوه العماد عون بـ”صمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء”.

 

ومساء استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط في كليمنصو عزام الأحمد يرافقه السفير أشرف دبور وأمين سر الحركة في لبنان فتحي أبو العردات، بحضور الوزير السابق غازي العريضي ومسوؤل الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم . وبعد اللقاء أكد جنبلاط أن ما يجري يستهدف كل الشعب الفلسطيني في الشتات بأن يشرّد مجدداً، وقال: “لا بد أولاً من تسليم المطلوبين بالاغتيال للمسؤول الفلسطيني في المخيم، ثم علينا أن نعود إلى الحوار اللبناني الفلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، وكُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بد من إقالة السيد باسل الحسن من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وتثبيت شخص آخر موثوق كي نعود إلى حوار جدي تتحمل فيه كل الجهات مسؤولياتها”.

***************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

النار تخمد في “عين الحلوة” ومعالجة أسباب اندلاعها لا تزال عالقة

بيروت تودِّع لودريان… وقطر تنطلق لتكوين إجماع رئاسي

 

يغادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان اليوم عائداً الى بلاده، في ختام جولة من اللقاءات والاتصالات لم تحرز أية نتيجة تتعلق بمهمته. وجرياً على المثل القائل «الثالثة ثابتة»، فإن جولة لودريان الثالثة، كانت ثابتة، ولكن من حيث إخفاق المبادرة الفرنسية التي انطلقت قبل ثمانية أشهر بتفويض من اللجنة الخماسية. والسؤال الآن: ماذا بعد إخفاق المبادرة الفرنسية؟ وبالتالي، كيف ستعالج أزمة الاستحقاق الرئاسي التي تقترب من نهاية عامها الأول؟

 

في معلومات لـ»نداء الوطن» من مصادر مواكبة لاتصالات اللجنة الخماسية أنّ الدور الفرنسي انتهى، وبدأ الدور القطري. والفارق بين الدورين، أن فرنسا لم تبدأ كدولة وسيطة تقف على مسافة واحدة من القوى السياسية، انما تبنّت ترشيحاً يرفضه فريق آخر من اللبنانيين. والخطأ الذي ارتكبته فرنسا، أنها ساهمت في تأجيج الانقسام الداخلي. وعندما فُوّضت في لقاء اللجنة الخماسية الذي انعقد في باريس، لم يصدر عنها أي بيان يشجع على التجاوب مع جهودها. وقد أعطيت فعلياً فرصة إستمرت ثمانية أشهر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي. لكنها انطلقت إما من مصالحها، وإما من فرضية تقول إن الواقع لا يسمح بوصول رئيس ضد «حزب الله»، فيما الواقع الحقيقي يفيد بأنّ أحداً لا يريد وصول رئيس ضد «حزب الله»، مثلما لا أحد يريد رئيساً يخضع له.

 

وتقول المصادر: «لا أسف على خروج فرنسا من وساطتها. فهي أخطأت في المقاربة، وفي إدارة العملية الانتخابية الرئاسية. وفي المقابل، فإن قطر وعلى رغم تأييدها مرشحاً هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، فإنّها تستند الى ورود اسمه ضمن اللائحة التوافقية. كما أن قطر تعمل وفق القاعدة التي توصلت اليها فرنسا واللجنة الخماسية، وهي: أولاً، أن في لبنان إنقساماً. ثانياً، أن ميزان القوى لا يسمح لأي فريق بانتخاب مرشحه. ثالثاً، أنّ غلبة فريق ستؤدي الى تأجيج الانقسام. رابعاً، ما سبق يستدعي الذهاب الى توافق داخلي على شخصية، وهذا التوافق المدعوم خارجياً، يؤدي الى إدخال لبنان في عملية الاستقرار المطلوبة، وهذا ما تعمل عليه قطر اليوم. وقد وضعت لنفسها مهلة غير مفتوحة للوصول الى اسم يحظى بدعم خارجي على قاعدة التوافق الداخلي».

 

وتابعت المصادر: «ماذا بعد؟ لا يكفي فقط انتخاب رئيس. إنّ لبنان في مرحلة انهيار وليس في مرحلة معارضة وموالاة. والخروج من الانهيار يتطلب توافقاً داخلياً ينتج رئاسة جمهورية ورئاسة حكومة وحكومة لإدارة مرحلة انقاذية».

 

وخلصت المصادر الى القول: «إذا دخل لبنان مرحلة جديدة للوصول الى رئاسة تمثل إجماعاً لبنانياً وتؤدي الى ردم الهوّة الوطنية بسبب أزمة السلاح، فسيؤدي ذلك الى اعادة ترميم الواقع السياسي الذي انهار منذ ثورة تشرين الأول 2019. وبالتالي تكون مناسبة لإعادة ترميم الجسور واطلاق عملية النهوض».

 

ومن أزمة الاستحقاق الرئاسي، الى أزمة مخيم عين الحلوة. فأمس دخل اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة حيّز الاختبار مجدداً، بعدما تكللت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنجاح، تتويجاً للاتصالات اللبنانية – الفلسطينية التي بلغت ذروتها في حراك سياسي بمختلف الاتجاهات السياسية والأمنية.

 

وأكدت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن»، أنّ أولى خطوات الإتفاق تثبيت وقف إطلاق النار، على أن تعقبه خطوة إخلاء مدارس وكالة «الأونروا»، لتبقى المرحلة الثالثة وهي نقطة الخلاف في آلية التعامل مع قضية المشتبه بهم في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، حيث يتوقع ان تعقد «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» اجتماعاً لاستخلاص سيناريوات مختلفة منها تسليم البعض طوعاً أو جلبهم بالقوة.

 

وحتى ساعة متأخرة من الليل كان وقف اطلاق النار صامداً بعد هدوء نهاري نسبي خرقته بين الحين والآخر قذيفة هنا أو رشقة رصاص هناك، وبدأ صباحاً بجولة ميدانية قام بها قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى ثكنة محمد زغيب في صيدا حيث لواء المشاة الأول، واجتمع بالضباط والعسكريين، منوهاً بصمودهم واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، بخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.

 

وفي جو الهدوء، خصص الرئيس بري حيزاً من وقته للملف الفلسطيني رغم انشغاله بالأزمة اللبنانية ودعوته الى الحوار، وعقد اجتماعين على حدة مع قيادتي حركة «فتح» برئاسة عضو اللجنة المركزية المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، وحركة «حماس» برئاسة نائب رئيس الحركة في الخارج موسى أبو مرزوق.

 

لكن المفاجأة جاءت من خارج الاجتماعين، إذ دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خلال استقباله الأحمد الى إقالة رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الدكتور باسل الحسن لبدء حوار جدي لبناني فلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، قائلاً: «كُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بدَّ من إقالة الحسن».

 

ومن المقرر، أن تعيد صيدا وبموقف موحد توجيه نداء لوقف إطلاق نار دائم وثابت وحقن الدماء في اللقاء الموسع الذي دعا إليه الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أُسامة سعد في منزله، بمشاركة نواب ومرجعيات دينية إسلامية ومسيحية وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية.

 

***********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لودريان يُنهي جولة جديدة من المساعي الرئاسية… وجدل حول «الخيار الثالث»

بري لـ«الشرق الأوسط»: الحوار مطلب عربي ودولي ومسار وحيد للخروج من الأزمة

 

يُنهي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مهمته في بيروت اليوم، بلقاء ثانٍ مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وسط توقعات بعودة جديدة إلى لبنان لاستكمال مهمته الرامية إلى تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد أن عجز البرلمان عن انتخاب رئيس جديد منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

 

وتوقعت مصادر لبنانية رفيعة المستوى عودة لودريان إلى بيروت مجدداً، لاستكمال مساعيه، فيما نفى الرئيس بري طرح لودريان فكرة «الاسم الثالث» مما يعني سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. وقال بري في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «الأمور ممتازة مع لودريان… ونحن على الخط نفسه». وشدد على أن الحوار «ليس مطلبه وحده، بل مطلب عربي ودولي لأنه السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة»، معلناً أنه سينتظر ما يحمله إليه لودريان بعد ختام جولته «ليبني على الشيء مقتضاه»، في وقت ترى فيه المعارضة، انطلاقاً من اللقاءات التي عقدتها مع الموفد الفرنسي، أن المبادرة الفرنسية سقطت وتحديداً لجهة دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ما يعني سقوط خيار الوزير السابق جهاد أزعور (مرشح المعارضة)، وبالتالي التوجه إلى خيار ثالث بديل.

 

وكان لودريان قد استكمل جولته اللبنانية الجديدة بلقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي ثم بلقاء مع عدد من النواب المستقلين في مقر السفارة الفرنسية، ولقاء جامع مع النواب السنة حضره مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري، في مقر الأخير شرق بيروت.

 

وعُقدت خلوة جمعت كلاً من السفير بخاري ولودريان ومفتي الجمهورية قبل الاجتماع الموسع مع النواب السنة. وفي بداية اللقاء كانت كلمات لكل من السفير السعودي ثم المفتي دريان ولودريان، حيث كان تأكيد من الجميع على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس، وتلت ذلك مداخلات من النواب الذين أكد معظمهم «ضرورة انتخاب رئيس وفق مواصفات معينة والعمل لبناء الدولة».

 

ويصف النائب أشرف ريفي اللقاء بـ«الجيد»، مشيراً إلى أنه يصبّ في خانة تسهيل عملية انتخاب الرئيس متحدثاً عن دينامية قد تؤدي إلى تسوية بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن الموفد الفرنسي كان صريحاً بقوله للنواب إنه يتفّهم حساسية الدعوة إلى الحوار بالنسبة إلى اللبنانيين نتيجة التجارب الفاشلة في هذا الإطار، لذا فهو دعاهم إلى الكلام والتواصل بعضهم مع بعض». من هنا يصف ريفي الكلام بالدبلوماسي، بحيث قد يرى الفريق الداعم للحوار أنه يدعم وجهة نظره فيما يرى فيه المعارضون خياراً آخر بديلاً عن الحوار المطروح.

 

وفي حين من المعروف أن معظم النواب السنة الذين حضروا اللقاء هم من المؤيدين للحوار، باستثناء ريفي وفؤاد مخزومي ووضاح صادق وياسين ياسين وبلال الحشيمي، إضافةً إلى كتل نيابية معظمها من الأحزاب المسيحية… يرى ريفي، وفقاً لما توفر من معلومات ومعطيات، أن التوجه هو بات للبحث عن خيار ثالث بعيداً عن فرنجية وأزعور. ويقول: «نتوقع أن يُعقد الحوار بمن حضر، ومن ثم تتم الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة لانتخاب رئيس، وهنا من المرجّح أن الخيار بات نحو قائد الجيش العماد جوزيف عون».

 

وبعد اللقاء أكد النائب فيصل كرامي أن «السعودية مع كل ما يسهّل الحل والدفع باتجاه جلسات مفتوحة أو الاتفاق على مرشح»، معتبراً أن الدول لن تقف بوجه مثل هذه المبادرات.

 

من جهته، قال النائب عبد الرحمن البزري، إن «اللجنة الخماسية تشجع أي حوار رئاسي، والمشكلات الأخرى ترحَّل إلى ما بعد انتخابات الرئيس». فيما طرح النائب وضاح الصادق أسئلة عدة حول الدعوة إلى الحوار التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري. وأضاف: «سمعنا عن الحوار في الإعلام من دون معرفة آلياته وجدول أعماله»، سائلاً: «مَن سيقود الحوار؟ وما شروطه؟ وهل من ضمانة بالذهاب إلى جلسات مفتوحة؟». ورأى أن الإيجابي في كلام المفتي تأكيده أن النواب السنة لن «يكسروا» النصاب، متمنياً أن يطبَّق هذا الكلام، وتحدث عن «إحساس أننا نتقدم نوعاً ما، لكن ما من شيء ثابت، ونحن مصرون على موقفنا بضرورة تطبيق الدستور والقانون».

 

وبعدما كان لودريان قد التقى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ومسؤولين في الحزب، يوم الأربعاء، تحدث رئيس العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية»، الوزير السابق رئيشار قيومجيان الذي كان حاضراً اللقاء مع الموفد الفرنسي، عن سقوط المبادرة الفرنسية قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «المبادرة الفرنسية سقطت وأسقطت معها خيار فرنجية مقابل أزعور، وبالتالي البحث اليوم بات خارج هذا السياق». ويضيف: «من المؤكد أن التوجه اليوم للبحث في خيار ثالث إنما من دون الدخول في أسماء حتى الساعة»، مجدداً تأكيد رفض «القوات» الحوار الذي دعا إليه رئيس البرلمان نبيه بري، على غرار كتل نيابية معارضة أخرى. ويقول: «ننتظر أن يستكمل الموفد الفرنسي لقاءاته على أن يبلغنا النتائج وما الخيارات البديلة، أو عمّا إذا كان سيكمل مبادرته أم أنها انتهت هنا».

 

وأشارت مصادر نيابية متابعة للقاءات لودريان، لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه من المتوقع أن يزور الموفد الفرنسي في ختام لقاءاته، يوم الجمعة، رئيس البرلمان نبيه بري، لإطلاعه على نتيجة لقاءاته على غرار ما قام به في زيارته السابقة إلى بيروت، ولفتت إلى أنه بناءً على هذه النتيجة سيتخذ رئيس البرلمان خياره بشأن دعوته إلى الحوار التي كان قد وعد بأن تنتهي بعقد جلسات مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية.

 

واجتمع لودريان (الخميس)، مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، والأمين العام لحزب «الطاشناق»، رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقردونيان، وعدد من النواب المستقلين، بعدما كان قد التقى (الأربعاء) عدداً من رؤساء الأحزاب وكتل نيابية. وفي بيان أشارت بكركي إلى أن الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان وضع البطريرك الراعي في أجواء نتائج اتصالاته ولقاءاته خلال زيارته الراهنة إلى لبنان، واستمع الأخير إلى وجهة نظره حول آليات تحريك الملف الرئاسي الجامد.

 

من جهته كرر البطريرك الراعي، حسب البيان، مواقفه المعلنة بشأن حرصه على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية أساسية وطبيعية للحل، مؤكداً أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها». كذلك أشار بيان «الطاشناق» إلى أن «النقاش مع بقردونيان دار حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية انتخاب رئيس للجمهورية وكان مثمراً وإيجابياً، حيث تم التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسي لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد».

 

وبعد لقائه الموفد الفرنسي، لفت النائب نعمة أفرام، إلى أنه لمس «تزاوجاً واضحاً ما بين حركة الوزير الفرنسي ومبادرة الرئيس بري للحوار»، متوقعاً أن يعود ويلتقي الرجلان، وسيتمّ البحث حول خريطة طريق للمرحلة المقبلة رئاسياً المبنيّة على إجابة الكتل التي تمثل أكثر من 90 نائباً عن الأسئلة التي كان طرحها الموفد الفرنسي. وسيشارك لودريان مع الرئيس بري العناوين حول حصيلة الأجوبة التي تلقّاها من النوّاب وهذا ما يقرّب ما بين المسارين لإنتاج رئيس بسرعة». وأضاف: «استوقفني في اللقاء إضافة موضوع الرئيس الجامع الآتي من المساحات المشتركة، وهذا يدلّ على قرب لحظة الانتخاب…». وأكد: «نحن لم نتداول بالأسماء، بل بمهام وخصائص الرئيس، بحيث يكون غير مستفزّ وله إلمام بالمواضيع الاجتماعيّة والاقتصاديّة لتكون لديه رؤية واضحة ومتكاملة ويترجم أقواله بأفعال». وتحدث النائب وليد البعريني عن سقوط خيارَي فرنجية – أزعور، قائلاً في حديث إذاعي: «تراوح الأمور مكانها وسط الاحتدام السياسي المستمر، ولو أن الموفد الفرنسي قد أسقط في لقاءاته هذه المرة خيارَي فرنجية – أزعور وطرح الذهاب نحو اسم ثالث لرئاسة الجمهورية».

 

وفي هذا الإطار، رأى النائب غسان سكاف الذي التقى (الخميس) لودريان، أن هناك حظوظاً لاختراق الأزمة الرئاسية في لبنان، وقال بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: «التقينا اليوم مبعوث الرئيس الفرنسي الوزير جان إيف لودريان، وأرى أن حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية في لبنان أصبحت أفضل بسبب التطورات الخارجية، علينا كلبنانيين أن نتحرك داخلياً، وأن نلتقط هذه الفرصة وأن نستغلّ التطورات الخارجية من أجل إنقاذ لبنان». وأضاف: «قدمنا ورقة للوزير للموفد الفرنسي من أجل الحث على الدعوة لانتخاب رئيس جمهورية، ونحن كنا قد طلبنا من رئيس البرلمان نبيه بري أن يقوم بدعوة مع تاريخين: الدعوة الأولى للحوار الوطني بجولات حوارية متتالية لمدة سبعة أيام. والتاريخ الثاني هو دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة انتخاب ودورات متتالية. ما يعني جلسات حوارية متتالية لسبعة أيام، ثم جلسة في دورات متتالية إلى حين انتخاب رئيس جمهورية من دون إسقاط النصاب ومهما كانت نتائج الجولات الحوارية».

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجمهورية : ٤ نقاط تختصر حركة لودريان.. وشيا تُحذِّر من “الأخطر”

… «وكأنه لم يَأت». هكذا وصف مرجع سياسي لـ«الجمهورية» خلاصة زيارة موفد الرئيس الفرنسي وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان للبنان وجولاته على القيادات اللبنانية المتمترسة خلف مصالحها وحساباتها الذاتية والمعطلة لانتخاب رئيس للجمهورية بدون حوار ولا أفق، علماً انّ مروحة الافرقاء المؤيّدين لمبادرة الرئيس نبيه بري بالدعوة الى الحوار ازدادت توسعاً.

ورداً على سؤال عن نتيجة اجتماعات لودريان، اجاب المرجع: لا شيء. على الارجح أنّ الموفد الفرنسي «لَحّق حاله» بعد مجيء الاميركي والايراني الى لبنان، فأتى الى بيروت قبل موعده الذي كان محدداً في آخر أيلول الجاري. وبالتالي لا يمكن وصف الزيارة بأكثر من «جولة علاقات عامة».

وكشف المرجع انّ هناك أربع نقاط تختصر حركة لودريان، وهي:

 

اولاً، تبيّن ان لا خطة فرنسية واضحة المعالم حتى الآن.

ثانياً، كرر الموفد الفرنسي انه يتحرك بتأييد من اللجنة الخماسية.

ثالثاً، أوحى بمعادلة انّ الفرصة للمرشحين الحاليين أصبحت صعبة، وسأل عن امكانية البحث عن خيار ثالث.

رابعاً، تبين انه تكلم مع كل فريق سياسي بما يحلو له أن يسمع.

 

لودريان في بكركي

 

في السياق، وعشيّة زيارته الى اوستراليا ابتداء من اليوم، كرّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مواقفه المعلنة في الحرص على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية اساسية وطبيعية للحل، مؤكداً أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها».

 

وكان الراعي قد استقبل الموفد الفرنسي الذي وضعه في اجواء لقاءاته، وأبدى رأيه في آليات تحريك الملف الرئاسي وضرورة احترام الآليات الدستورية «الضمانة الوحيدة لمنع قيام ما يؤدي الى الفوضى التي تُدار من خلال منطق فائض القوة»، بحسب ما نقل عنه.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان لودريان كان واضحا وصريحا أمام الراعي، خصوصاً عند طرحه لبعض الخلاصات الاولية التي انتهت إليها مساعي لقاءاته التي أجراها حتى الاجتماع في بكركي. وتوقف عند بعض الأفكار التي تلقاها سواء من الاجابة على مجموعة الرسائل التي وجّهها الى النواب ومختلف الافكار الأخرى، مؤكداً انه لم يَستخلص بعد كامل النقاط التي ستسمح له بأي اقتراح.

 

كما أطلع لودريان الراعي على مجموعة الاجتماعات المقررة في الايام المقبلة، لا سيما تلك التي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لممثلي الخماسية الخاصة بلبنان وما سيقوم به من اتصالات بوجوده هناك.

 

لقاء الراعي وشيا

 

وعن اللقاء الذي جمع البطريرك الراعي بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا قالت المصادر ان الراعي أبلغها بضرورة تعزيز المبادرات الايجابية التي يمكن ان تسهّل مهمة لودريان. وأكدت شيا أن بلادها «لن تألو اي جهد من أجل دعم لبنان والمساهمة في الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية»، وركّز الراعي في اسئلته على ما تتوقعه الولايات المتحدة، داعياً الى التضامن على مستوى الخماسية لمساعدة لبنان على الخروج من مأزقه وترطيب الأجواء الدولية على الاقل بالنسبة الى لبنان.

 

وعلمت «الجمهورية» ان الراعي ركّز في محادثاته على اهمية ايلاء ملف النازحين السوريين الجدد الى لبنان الاهمية القصوى لأنّ المخاطر المترتبة على الحجم المخيف تتعاظم يومياً. وتمنى الراعي لو كانت المعلومات التي تتحدث عن أعدادهم كاذبة، لكنّ الحقيقة موجعة ومقلقة. وانتهى الى القول: ان لبنان لا يستحق مثل هذه الأزمات وعلى المجتمع الدولي واجب مَد يد العون قبل ان تتعاظم المخاطر على اكثر من مستوى.

 

ولفتت شيا الى انّ بلادها ما زالت تسعى لترجمة المبادرة الفرنسية من ضمن فريق الخماسية وتتابع مع الفرنسيين والقطريين مختلف الخطوات. وقالت: «ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد الامور تعقيدا وخطورة».

 

النواب السنة والارمن

 

وعقد السفير السعودي وليد البخاري خلوة جَمعته بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والسيد لودريان بعد الظهر في دارته، قبل ان يجتمعوا بالنواب السنة. كذلك، استقبل بخاري سفير قطر الجديد لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني واستعرضا تطورات الملف الرئاسي اللبناني.

والتقى لودريان ايضاً مع الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، حيث دار النقاش حول انتخاب رئيس للجمهورية. واشار بيان للطاشناق الى انّ «النقاش كان مثمرًا وإيجابيًا، حيث تم التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسي لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد».

 

كما التقى لودريان النائب غسان سكاف الذي اعلن من دار الفتوى «انّ حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية في لبنان أصبحت افضل بسبب التطورات الخارجية… ويجب ان نلتقط هذه الفرصة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

 

رعد يزور فرنجية

 

وفي خطوة لافتة زار النائب محمد رعد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في بنشعي. وعلمت «الجمهورية» انه نقل اليه رسالة مفادها: قبل اللقاء مع (قائد الجيش العماد) جوزف عون وبعده، وقبل الحوار مع جبران (الوزير باسيل) وبعده، انت مرشحنا الوحيد.

كما علمت «الجمهورية» انّ رعد كان قد ابلغ الى قائد الجيش تقدير «حزب الله» لشخصه وللجيش، وقال له: انت ع سلامتك. وبَدنا أفضل العلاقات مع الجيش، ولكننا نفصل بين الجيش والانتخابات. عندنا كما تعلم مرشح واضح اسمه سليمان فرنجية.

 

قائد الجيش في صيدا

 

أمنياً، وفي وقت تراجعت حدة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، بعدما كانت عنيفة صباحاً تفقّد قائد الجيش العماد جوزف عون لواء المشاة الأول في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل المخيم. ونوّه العماد عون بـ»صمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء».

 

عزام الأحمد

 

عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» عزام الأحمد قال لـ«الجمهورية»: بداية النجاحات بدأت تظهر، والتزام الجميع بوقف اطلاق النار، وهذه ثلثا الطريق لتنفيذ بقية الامور كإخلاء المدارس وتسليم المطلوبين والخطوات التالية بحسب التراتبية، انما المهم تثبيت وقف اطلاق النار. وانا اتصور انّ هناك احتراماً كاملاً لهذا الموضوع وعلى الاقل يمكنني ان اضمن كحركة فتح ومنظمة تحرير الامن الوطني التزام وقف اطلاق النار.

 

سُئل ما هي الضمانات التي قدّمت هذه المرة للالتزام؟

 

اجاب: في السياسة لا يوجد شيء اسمه ضمانات، هناك اتفاقات، إما نعم او لا، نحن من جهتنا جَديين في الالتزام ولا نريد ايذاء اهلنا في المخيمات ولا في صيدا، ولا المية ومية، والغازية، لا نقبل ايذاء كل محيط صيدا.

 

سألته «الجمهورية»: لكنكم تعيشون في كيلومتر مربع وفي النهاية ستتعايشون مع هؤلاء الذين تقاتلتم معهم في الامس؟ هل سيتم سحب المسلحين وكأنّ شيئاً لم يكن؟ ام سيقسّم المخيم؟

 

اجاب: طبعاً، هناك قوة امنية مشتركة مسؤولة عن امن المخيمات، ولا يوجد شيء اسمه تقسيم، نحن في هذه الغرفة قبل سنتين او ثلاث تم تشكيل القوة الامنية بمشاركة الجميع بمن فيهم حماس، وفيها من كل الفصائل. والدولة اللبنانية هي التي كلّفتنا الاستمرار بحفظ الامن في المخيمات.

 

سئل: هل ستجلسون على طاولة واحدة معهم لضمان أمن المخيم؟

 

اجاب: ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع، الذين أصلاً تربطنا علاقة بهم لا مشكلة لدينا معهم، لكن القتلة والتكفيريين يجب ان يسلموا. وهذه النوعيات لا تربطنا بهم علاقات اطلاقاً ولا نريد علاقات معهم.

 

وقال الاحمد لـ«الجمهورية»: مهمة هذا المخيم «عاصمة الشتات» كما نسمّيه، حق العودة مربوط فيه وبالتالي يجب المحافظة عليه الى ان يعودوا الى وطنهم.

وكان الرئيس بري قد استقبل، في مقر الرئاسة الثانية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي من حركة «حماس».

***************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

إنفراجات متلازمة في الملفات الساخنة في لبنان واليمن

لقاء اليرزة يُطلق دينامية المشاركة ورعد في بنشعي.. واختبار جديد لفك الإشتباك في عين الحلوة

 

تضاعفت أمس الجهود «الخماسية» والداخلية والفلسطينية على جبهتين: الاولى: تتعلق بترتيبات وقف النار في مخيم عين الحلوة، والثانية تتعلق بترتيبات إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني على يد النواب اللبنانيين انفسهم.

وعلى كلا الجبهتين، ثمة تقاطع واضح: اللقاءان في عين التينة، وعلى طاولة الرئيس نبيه بري الذي لم يرَ الموفد الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون جان- إيف لودريان افضل منه لادارة «الحوار» المستبدل بلقاءات نيابية تحت مظلة انتخاب الرئيس في ساحة النجمة.

الواضح، من سياق المشهد الرئاسي المتغير، حسب مصادر دبلوماسية عربية، ان الوضع اللبناني دخل في لحظة الانفراجات المتلازمة في الملفات الساخنة في المنطقة ، وعدم تحويلها الى ملفات مستعصية على المعالجة، بمساعٍ عربية واقليمية ودولية.

واستناداً الى هذه المصادر، تقدم الملف الرئاسي في بيروت، نحو رئيس تسووي، ليس طرفاً في اي محور، ومقبول من العدد الاكبر من النواب الذين يشكلون المجلس النيابي، مع استبعاد فكرة النصف زائد واحداً، اي نصف المكونات+ نائب، الامر الذي لا يجعل من مهمة الرئيس العتيد سهلة، وقادرة على ان يكون انتخاب بداية حل، يحتاج لجهود كبيرة من الحكومة الى الوزراء، والاصلاحات والقوانين المطلوبة، ووضع حد للفساد والعبث بقدرات البلاد.

وبات بحكم المؤكد ان الاطراف: الفرنسي، السعودي والقطري يعملون ضمن مسار منسّق لإنهاء الشغور الرئاسي، انطلاقا من التفاهمات التي تم التوصل اليها في اجتماعات باريس بين لودريان وباتريك دوريل من الجانب الفرنسي والمستشار في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير نزار العلولا والسفير بخاري، الذي بدأ الترتيبات للقاء الذي عُقد في منزله فور عودته الى بيروت.

وقبل الاجتماع، الذي عقد امس في دارته، استقبل السفير بخاري سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، من باب التنسيق بين البلدين العضوين في اللجنة الخماسية.

وفي المعلومات ان البحث تطرق الى ضرورة انجاز الملف الرئاسي ليعود لبنان الى دوره الطبيعي في محيطه العربي.

وعلى خط اتصالات حزب الله، زار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بنشعي، والتقى النائب السابق سليمان فرنجية، والذي يدعم ترشيحه للرئاسة الاولى «الثنائي الشيعي».

وفي السياق، وبموازاة الحوار الدائر بين حزب والله والتيار الوطني، تستمر اللقاءات مع تيار المردة، ورئيسه لمواكبة ما يجري على اكثر من جهة تتعلق بالملف الرئاسي، ومنها لقاء مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيرة الى ان زيارة رعد الى بنشعي مبرمجة، بعد لقاء العماد عون.

اذاً، انهى لودريان لقاءاته مع الكتل النيابية والنواب المستقلين، وقالت مصادر نيابية التقته لـ «اللواء»: ان الجديد الذي طرحه مفاده: انه بعد لقاءاته الداخلية والخارجية لا امكانية للسير بالطروحات السابقة ولا بد من طرح جديد وهذا الامر يحتاج الى حوارات بين كل الطراف.

واوضح لودريان حسب المصادر النيابية، انه يجمع الافكار والمقترحات النيابية لنلقها الى اللجنة الخماسية العربية الدولية، وهو ابلغ النواب انه يضع «الخماسية» بكل تفاصيل ما يقوم به، وسيحصل اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس في نيويورك يوم الثلاثاء المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.

اضافت المصادر: ان تحرك لودريان بالتنسيق مع اللجنة الخماسية يفتح ثغرة واسعة في جدار الازمة  الرئاسية.

وبعد المعلومات التي تحدثت عن توجه الرئيس بري لدعوة لحوار بمن حضر الاسبوع المقبل، اكدت مصادر نيابية مطلعة، ان لا شيء محسوماً بعد بإنتظار انتهاء لقاءات لودريان وجوجلة مواقف الكتل النيابية التي التقاها، ويضع الرئيس برّي في اجوائها اليوم، ليبني على الشيء مقتضاه. على ان تتضح كل الامور الاسبوع المقبل لا سيما حول شكل الحوار، مَن سيديره، وحول شكل وطبيعة الجلسات الانتخابية التي ستليه.

واشارت بعض المصادر النيابية الى أن الموفد الفرنسي «قد أسقط في لقاءاته خياري فرنجيه - أزعور لمصلحة ترشيح اسم ثالث لرئاسة الجمهورية»، لكن ذلك لم يتأكد من مصادر اخرى.

وفي اليوم الثالث للقاءاته، إستهل لودريان جولته على المسؤولين والقيادات اللبنانية  من بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي اكد لضيفه «ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية».

والتقى الراعي الذي يسافر الى اوستراليا اليوم، السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا. والتي قالت على الاثر «ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد الامور تعقيدا وخطورة».

كما اجتمع مع الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، حيث دار النقاش حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية.

ثم التقى لودريان النائب المستقل الدكتور غسان سكاف.الذي زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مهنئاً، وقال سكاف لـ«اللواء»: قدمت ورقة للوزير لو دريان تتضمن رؤيتي للحوار، بحيث يتزامن لسبعة ايام تحدد بالتواريخ مع جلسات انتخاب الرئيس في دورة نيابية واحدة ومن دون إسقاط النصاب. وكان الموفد الفرنسي متجاوباً.

واستقبل ايضاً رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل دوري شمعون في قصر الصنوبر، واكد شمعون، بحسب بيان للحزب، حرصه على «اجراء الانتخاب بأسرع وقت ممكن ضمن الاطر الدستورية، وانه بغض النظر عن الاسم، فإن ما يهمنا هو الاتيان برئيس سيادي وإصلاحي».

والتقى ايضاً النائب فيصل كرامي في قصر الصنوبر ممثلا تكتل التوافق الوطني.

 

لقاء النواب السنّة

 

وبعد الظهر، التقى لودريان في دارة السفير السعودي في اليرزة ، 21نائباً من النواب السنّة، بحضور السفير وليد البخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. واعتذر او تغيب عن الحضور النواب الدكتور اسامة سعد وجهاد الصمد وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة، فيما لم تتم دعوة النائبين ينال الصلح، وملحم الحجيري من كتلة حزب الله. وسبق اللقاء خلوة بين دريان وبخاري ولودريان.

وحسب المعلومات اكد السفير السعودي أنّ مجموعة الدول الخمس لا تزال تدعم لبنان وتحث على الإسراع في عملية إنتخاب الرئيس، كما أنّ لودريان شدّد على أنّ لبنان بحاجة إلى إنتخاب رئيس لأن البلد ينهار ويجب تنفيذ الإصلاحات. لكن لم يحمل اللقاء اي مقترحات او افكارجديدة.

في بداية اللقاء رحب السفير بخاري بالموفد الفرنسي وهنأ المفتي دريان على تمديد ولايته متمنيا له «مزيدا من التوفيق والنجاح»، واكد ان «اللقاء اليوم هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع».

واكد المفتي دريان خلال اللقاء ان «النواب المسلمين من اهل السنّة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع»، وقال: «لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة».

وقال: نؤكد على أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وان انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع».

وختم: ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات.

ودعا الموفد الفرنسي «إلى إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، مؤكداً أن الشغور في المؤسسات الرسمية يشل الدولة».

وقال لودريان: إن انتخاب الرئيس لا يشكل حلاً بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يداً بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح.

ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين «ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل»، وأشادوا ب»الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية».

وذكرت  المعلومات أن اعضاء «كتلة الاعتدال الوطني» النواب وليد البعريني وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد وكريم غادروا الاجتماع بعد نحو ساعة ونيّف، عقب القاء كلمات بخاري ولودريان والمفتي دريان والحديث في الامور المهمة، لإرتباطهم بمواعيد مهمة، منها واجب عزاء عائلي للنائب الخير بوفاة عمه، وهو ابلغ السفير بخاري بذلك قبل اللقاء.

وسيحضر الملف الرئاسي اللبناني على جدول اعمال الرئيس ماكرون مع البابا فرنسيس، خلال اللقاء معه في مارسيليا في 22 و23 الجاري.

وليلاً، توقع نائب رئيس المجلس الياس بوصعب انه يترأس هو جلسات الحوار، باعتبار ان الرئيس بري طرفاً في الاستحقاق، وهو سينتدب النائب علي حسن خليل لتمثيل كتلة التنمية والتحرير، مستعداً ان يتم الاتفاق على اسم العماد عون للرئاسة، كاشفا انه اذا ترشح، فسيضع هو ورقة بيضاء انسجاماً مع موقف التكتل الذي ينتمي اليه.

هذا على جبهة سدّ الشغور الرئاسي، اما سد منافذ الفتنة في مخيم عين الحلوة، فشهدت محطة بارزة في عين التينة، بين الرئيس بري وكل من عزام الاحمد (فتح) وموسى ابو مرزوق (حماس)، بحثا عن غطاء سياسي يسمح بوقف النار في المخيم تمهيدا لمعالجة ميدانية لاسباب الاشتباك كاشفا منعا لتجدده (وهو تجدد فعلاً).

والابرز ميدانيا على جبهة حرب مخيم عين الحلوة المحتدمة، زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى منطقة العمليات، والاجتماع الى قيادة لواء المشاة الاول، المرابط في محيط المخيم وسط معلومات عن تعزيز الجيش نقاط تواجده في محيط المخيم، ومنطقة صيدا.

وفي الاتصالات، اعلن ابو مرزرق: ونحن واثقون بأن دولة الرئيس سوف ينجح في مسعاه ونحن تعهدنا له ان نبذل قصار جهدنا من أجل الامن والعدل وتسليم المطلوبين،وان نكون أداة خير لشعبنا وللبنان وإن شاء الله سوف ينتهي هذا الوضع كله ويعود الأمن الى لبنان كل لبنان.

اما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد فقال بعد لقاء برّي ايضا: ان مخيم عين الحلوة يتعرض لمؤامرة.

كما زار الاحمد اللواء عباس إبراهيم. وبحث المجتمعون في الأوضاع الراهنة في مخيم عين الحلوة وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجنب اللاجئين الفلسطينيين أزمة جديدة قد يكون من ورائها إضاعة حق العودة.

وزار الاحمد، في اطار جولته، النائب السابق وليد جنبلاط، الذي قال عبد اللقاء:لا بد أولاً من تسليم المطلوبين بالاغتيال المسؤول الفلسطيني في المخيم، ثم علينا أن نعود إلى الحوار اللبناني الفلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، وكُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بد من إقالة السيد باسل الحسن من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وتثبيت شخص آخر موثوق كي نعود إلى حوار جدي تتحمل فيه كل الجهات مسؤولياتها.

وعلى الارض، استمرت المعارك امس متقطعة في مخيم عين الحلوة بين مجموعات «فتح والحركات الاسلامية»، وكانت تخف حيناً وتعنف حيناً آخر، وتم الاعلان عن وقف لإطلاق النار عصراً هو الخامس او السادس. لكن اصوات الاشتباكات ظلت تسمع بين فترة واخرى الى ان دخل قرار اتفاق وقف اطلاق النار الجديد داخل مخيم عين الحلوة – صيدا، حيِّز التنفيذ عند السادسة من مساء امس، على أن يتم إخلاء مدارس «الاونروا» من المسلحين اليوم.

ونجا نجل النائب أسامة سعد، معروف سعد من رصاص طائش أصاب منزله نتيجة إشتباكات عين الحلوة حيث إخترقت الرصاصات واجهة منزله وأصابت الجدران الداخلية.

وردّ الحسن على مطالبة جنبلاط باقالته، باعلان وقف تدخل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في ملف عين الحلوة.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

سيناريوهات خطيرة رسمت لـ«عين الحلوة» وبري يُـنجز «وقف للنار» رغم الخروقات

لا خرق رئاسياً… موجات النزوح تتعاظم والمسؤولون يتقاعسون – حنا أيوب

 

لم يكن مقدر لمعارك مخيم عين الحلوة ان تخمد نيرانها بالأمس (رغم الخروقات)، فالاجندة المحلية والاقليمية التي كانت السبب الرئيسي وراء اندلاعها لم تحقق اهدافها بعد، غير ان توازن القوى بين الفريقين المتصارعين وعدم قدرة اي فريق على حسم المعركة او تسجيل تقدم على الفريق الآخر، بالاضافة الى الضغوط التي مارسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتنفيذ فوري لوقف اطلاق النار بعدما أيقن ان ما يحاك اقليمياً ودولياً لهذا المخيم سوف يؤدي الى هلاك لبنان في هذا الظرف الصعب، ما ادى في نهاية الطريق الى وقف المعارك في المخيم الفلسطيني الأكبر على الأراضـي اللـبنانية.

 

وبالأضافة الى الملف الفلسطيني المستجد، لا تزال البلاد تدور في دوامة «الجدال اللبناني» حول من يسبق من: الحوار أو انتخاب الرئيس؟ في وقت يتهدد لبنان بأخطار اجتماعية وأمنية واقتصادية جمة تبدأ بملف النزوح السوري القديم مروراً بالغلاء الفاحش وانقطاع الخدمات والتهديد بانقطاع الطحين وصولاً الى الملف الأكثر أهميةً وهو النزوح السوري المستجد والذي تتقاعس الدولة بكل أجنحتها الحكومية والعسكرية والأمنية في مواجهته، في ظل مقولة الرؤساء والمسؤولين الشهيرة «شو بهدّي الأميركيين والأوروبيين عنا» في حال أعدناهم الى سوريا.

مخيم عين الحلوة: وقف النار وما كان مرسوماً

 

هذا ونجح بالأمس الرئيس بري بانجاز اتفاق لوقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة والذي يبدو صامداً حتى اللحظة (رغم الخروقات المتقطعة)، حيث اجتمع مع عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ثم مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق، متوصلاً الى اتفاق لوقف النار دخل حيز التنفيذ عند السادسة من مساء امس.

 

هذا وكانت الهواجس لدى المرجعيات السياسية والأمنية في البلاد تتعاظم نظراً لما يمكن ان تؤول اليه الأمور في المخيم وارتداداته على المخيمات الفلسطينية الأخرى وعلى الداخل اللبناني. وفي هذا الاطار رسمت سيناريوهات عدة، يبقى الأخطر بينها، السيناريو الإسرائيلي، والذي يستفيد من اللااستقرار الأمني على الساحة اللبنانية خاصةً اذا كان في منطقة تعد الحقل الأمني لحزب الله. فالعدو الاسرائيلي يعتبر ان محور المقاومة نجح في استنهاض جبهة رابعة في مواجهته من داخل الاراضي المحتلة في الضفة الغربية في جنين ونابلس من خلال حركة حماس والجهاد الاسلامي، وبالتالي يرد الاسرائيلي عبر استثمار احداث عين الحلوة وتفجير المسرح الرئيسي للمقاومة في لبنان اي الجنوب اللبناني.

 

كما ان معارك عين الحلوة كانت مرشحة بقوة للتمدد الى بقية المخيمات الفلسطينية، ما يمثل فرصة ذهبية للعدو لتصفية حق العودة للفلسطينيين وهذا ما رأيناه منذ ايام عندما نصبت الخيم قرب ملعب صيدا البلدي. وهذه الخطوة خطيرة بدلالاتها لو لم تسارع السلطة اللبنانية الى استدراكها عبر تفكيك الخيم، اذ يمثل خروج اللاجئين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة؛ اكبر مخيم لفلسطينيي الشتات بعد مخيم اليرموك في سوريا(المدمر)؛ الى مدينة صيدا خطوة أولى نحو دمجهم بالمجتمع اللبناني وتصفية قضيتهم.

 

بالمقابل، قالت مصادر مطلعة على احداث مخيم عين الحلوة عن ان المسألة بدأت على انها صراع بين فصيل وآخر، لتنتقل فيما بعد الى من يمسك القرار الفلسطيني في المخيم وصولاً الى القرار الفلسطيني على الساحة اللبنانية. وفي هذا الاطار تؤكد المصادر نفسها انه مهما كثرت الروايات الأمنية فان الشق السياسي لا يزال هو المحرك الأساس، فحركة فتح لاحظت تعاظم قوة حماس داخل المخيم وهي اعتبرت في مكانٍ ما ان الهدف المتوسط والبعيد اضعافها ثم اخراجها على ان تتبع بقية المخيمات. وهنا تعتبر المصادر ان اي معركة مقبلة بين محور الممانعة والعدو الاسرائيلي سوف ترتكز على مبدأ وحدة الساحات بما فيها الساحة الفلسطينية الداخلية والخارجية، ما يستوجب الحسم في القرار الفلسطيني وموقعه في الحرب المقبلة، لتختم المصادر بالقول ان اتفاق وقف اطلاق النار قد يستمر لكنه لا يتضمن عناصر الاستدامة.

زيارة رعد لـ فرنجية

 

وكان استقبل أمس رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد على مأدبة الغذاء، وجرى البحث في مختلف التطورات والاوضاع الراهنة.

 

وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول في الثنائي الشيعي لـ«الديار» أن هدف زيارة رعد لفرنجية وفي هذا التوقيت بالذات جاءت لتؤكد له ان حزب الله مستمر بترشيحه وانه لا يزال «مرشحنا الأوحد» بغض النظر عن رأي الموفد الفرنسي لودريان او ما يسرب عن بعض الاجتماعات والشخصيات.

 

ويضيف المصدر نفسه، نحن مددنا يدنا للحوار لفريق المعارضة وهم قابلونا بالرفض، ولقد اصبح واضحاً للقريب والبعيد من يعرقل الحل ويبقي البلاد في دوامة الفراغ، ليختم «على هذه الحال «بيجي لودريان وبفل لودريان ولا انتخابات رئاسية، وبيرجع وبيجي وبيفل وما في انتخابات».

جولة لودريان: لا خرق

 

لليوم الثالث على التوالي، استكمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته امس، على المسؤولين والقيادات اللبنانية، في زيارته الثالثة إلى بيروت.

 

واستهل لودريان زياراته من بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد لضيفه «ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية.»

 

وبعد الظهر، عقد السفير السعودي وليد بخاري خلوة جمعته بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ولودريان في دارته، قبل ان يجتمعوا بالنواب السنة.

 

في بداية اللقاء، أكد بخاري ان «اللقاء هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع».

 

ثم القى دريان كلمة اكد فيها ان «النواب المسلمين من اهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع»، وقال: «لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة  في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة. ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا»، مضيفا «ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات».

 

بدوره، قال لودريان: «نرى ان الوضع في لبنان غير سليم ووجودي في بلدكم هو للمساعدة».

 

ورأى ان «الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدا بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح».

 

ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين «ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل»، وأشادوا بـ«الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية».

النزوح السوري المتجدد

 

وعلى صعيد النزوح السوري المتجدد والذي يأخذ الطابع الاقتصادي بعد ان كان امنياً في بداية الحرب السورية، بدا فاضحاً عجز الدولة بكل اذرعها عن الامساك في الملف بدءا بالحكومة التي لم تتواصل حتى اللحظة مع الحكومة السورية لبحث سبل ضبط الوضع على الحدود، وصولاً الى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تقوم بالحد الأدنى في ما خص مكافحة هذه الظاهرة. وفي هذا الاطار، اعتبر مصدر مطلع ان الحدود ليست بحاجة الى اعداد كبيرة من العسكر لضبطها، اذ ان التقدم التكنولوجي والتقنيات الحديثة في مراقبة الحدود تحل بنسبة لا بأس بها مكان العنصر البشري.

 

وفي السياق نفسه، تقول مصادر سياسية مطلعة ان القرار الغربي الأوروبي الأميركي في ابقاء النازحين في لبنان واضح وضوح الشمس واذا تجرأ اي جهاز امني او قامت الحكومة بأي خطوة عملية، فسوف تحصل هجمة من السفراء الغربيين على السراي واليرزة وعين التينة لثني القيادات عن الأمر.

 

هذا ويقول مسؤول امني لـ«الديار» ان موجة النازحين الجديدة تشكل خطرا امنيا كبيرا على لبنان، حيث يكشف عن القبض على مجموعة من 35 نازحا دخلوا البلاد مؤخرا عبر عكار، معظمهم من منطقة الرقة في الشرق السوري، يحملون معهم اوراقا ثبوتية صادرة عن «زمن حكم داعش»، واللافت في الأمر انهم دخلوا دون نساء وأطفال. ويضيف، هذه المجموعة تمكنا من القبض عليها، ماذا عن المجموعات الأخرى؟ ليختم بالقول «حقيقةً الخطر وجودي على البلد».

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

لودريان يُعلن الفشل من منزل السفير السعودي

 

التقى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في السفارة السعودية في بيروت، عددا من النواب السنّة بحضور السفير وليد البخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.

 

وأفادت المعلومات بأنَ أيّ جديد أو تعديل قد يضاف إلى المبادرة الفرنسيّة لم ينضج بشكل واضح حتى الساعة، والموفد الفرنسيّ يعوّل على اللقاء مع النواب السنّة الذي يعبّر بشكل دقيق عن أهمية التنسيق ما بين المملكة العربيّة السعودية وفرنسا في ما يتعلّق بالملف اللبنانيّ، حتى يتمكن من أنّ يخرج مبادرته من عنق الزجاجة».

 

وأكّد النائب وضاح الصادق بعد الاجتماع، ان لودريان عاد وأكّد ان جلسة 14 حزيران لم توصل اي مرشح لذلك نحن بحاجة لفتح نقاش من اجل الوصول الى مرشح آخر.

 

وافادت معلومات أن «النواب وليد البعريني وكريم كبارة وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد، قد انسحبوا من الاجتماع  فور نهاية الكلمات التي ألقيت، فيما واصل الباقون النقاش في المستجدات والعناوين المطروحة وأبرزها الإستحقاق الرئاسي».

 

ونفى النائب عبدالعزيز الصمد الأخبار التي تحدّثت عن انسحاب تكتله والنائب كريم كبارة بعد الخطابات التي أُلقيت في السفارة السعودية، مؤكداً أنّ «الاجتماع كان قد انتهى عند مغادرتهم».

 

وكشف الصمد «أنّ البحث تركّز حول الحوار ومقبوليته، لكنّه لم ينتهِ إلى إجماع بحيث تمسّك كل نائب بوجهة نظره الخاصة».

 

وأوضح أنّ كلام المبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان كان عامّاً خلال الاجتماع، وتحدّث عن أهمية انتخاب رئيس وتفادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ في لبنان، مؤكداً أنّه لم يتحدّث عن خيارات رئاسية أو عن أسماء مرشحة ومبادرة خاصة».

 

ولفت الصمد إلى أنّه «شخصياً لا يُحبّذ الحوارات قبل الانتخاب، بل الذهاب مباشرة إلى جلسة نيابية تُنتِج رئيساً».

 

وغاب عن الاجتماع النواب: ابراهيم منيمنة، اسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram