افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 14 أيلول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 14 أيلول 2023

 

Telegram

 


افتتاحية صحيفة البناء:

بوتين يأمر بوضع تكنولوجيا الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية بتصرف كوريا الشمالية
لودريان: مبادرة بري أو الخطر الوجودي… وجنبلاط يؤيّد… وارتباك جعجع والجميل
عين الحلوة ينفجر: عزام الأحمد: أياد خارجية… وأبو مرزوق: تدمير المخيم بذريعة الإرهاب

 

أنهى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون زيارته إلى روسيا بعشاء رسمي أقامه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شرفه ضمّ الوفدين القياديين، تحدّث خلاله كل من بوتين وكيم عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وعن الظلم اللاحق بكوريا جراء نظام العقوبات الأممي، الذي تلقت روسيا نسخة أميركية وغربية منه. وبحصيلة الزيارة حصلت كوريا الشمالية على تقنيات إطلاق الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية، في تحدٍّ روسيّ علنيّ للعقوبات المفروضة من مجلس الأمن الدولي على تزويد كوريا الشمالية بأي تقنيات ذات طابع عسكري، والمعلوم أن تقنية الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية هي ذاتها التي تستخدم في الصواريخ العابرة للقارات الحاملة للرؤوس النووية.

في لبنان تظهّرت ملامح المبادرة التي يحملها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، مع تأكيده أمام من التقاهم، أنه يتبنى باسم اللجنة الخماسيّة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن هذا التبني هو تفاهم فرنسي سعودي بصورة خاصة، وأن لا أسماء لمرشحين يحظون بالدعم، بل آليّة يجب أن تنتج رئيساً، تمثل مبادرة الرئيس بري أساسها، ونقل عدد من نواب التغيير عنه تأكيده أن لا تعطيل للنصاب في الجلسات المتتابعة وفقاً لمبادرة بري، وأن لا بديل عن المبادرة إلا الخطر الوجودي. وكانت أولى علامات التبدّل الذي أنتجه موقف لودريان في إعلان النائب السابق وليد جنبلاط بوضوح أنه يفضل وجهة نظر بري ولودريان على وجهة نظر القوات اللبنانية، وأن النائب تيمور جنبلاط كرئيس للقاء الديمقراطي سوف يشارك في تلبية دعوة بري، بينما افتقدت مواقف رئيسي حزبي القوات اللبنانية والكتائب سمير جعجع وسامي الجميل الرافضة لمبادرة بري نبرة التحدي، وبدت أقرب للتريث، مغلفة ارتباطها بنظرية ننتظر ونرى، وصولاً الى ما وصفه مصدر نيابي تابع لقاءات لودريان، بمعادلة «ببكي وبروح».

في عين الحلوة تحوّل دراماتيكي لجهة فشل خيار التعاون بين حركتي فتح وحماس في توفير آلية للسيطرة على الوضع المتفجّر، ومع عودة الاشتباكات بقوة، صدرت مواقف توحي بأن كلاً من فتح وحماس يقف على ضفة مختلفة عن الآخر، حيث أعلن القيادي في حركة فتح عزام الأحمد أن الاشتباكات تتجدّد بفعل أياد خارجية، بينما قال القيادي في حركة حماس، إن ما يجري هو تدمير المخيم تحت شعار مكافحة الإرهاب.

ولليوم الثاني على التوالي واصل الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عارضاً الاستحقاق الرئاسي وجدّد التأكيد على أهمية الحوار لإنجازه.

والتقى لودريان النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة اللقاء النائب وائل أبو فاعور، وجرى البحث في المستجدات السياسية. ووجّه جنبلاط انتقاداً لاذعاً للقوات اللبنانية بقوله إنها «تغرّد على التلال». وقال جنبلاط بعد اللقاء: «دائماً لدى حزب «القوات» وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار». ورداً على سؤال إن كان «اللقاء الديمقراطي» أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار، قال: «لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته». وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال جنبلاط: «لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء». وأشار إلى أن «بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال».

وحطّ لودريان في الضاحية الجنوبية حيث التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بحضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏

وتطرّق الحديث إلى «المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي»، وفق ما أفادت العلاقات الإعلامية في «حزب الله». واعتبر لودريان أن «طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏يصبّ في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد».‏ من جهته، شدد رعد على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏باعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي». وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

كما استكمل الديبلوماسي الفرنسي جولته بزيارة معراب حيث بحث الملف الرئاسي مع رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي لفت الى أن «الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة». ولفت جعجع، الى أن «من عطل انتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة». وأكد بانه «ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته».

ووفق معلومات «البناء» فإن لودريان لم يأت بجديد بل كان واضحاً بتبني مبادرة الرئيس بري وأكد لودريان لكل من التقاهم أهمية المبادرة كفرصة ثمينة لإنهاء الشغور الرئاسي، كما شدّد لرؤساء الكتل لا سيما تلك المعارضة على «أهمية المشاركة بالحوار ومناقشة كافة الاقتراحات».

وعلمت «البناء» أن جعجع أبلغ لودريان عدم اقتناعه بجدوى الحوار وأنه مناورة من فريق الممانعة شارحاً الأسباب التي أملت عليه موقفه.

كما التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين (بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، ياسين ياسين وابراهيم منيمنة) في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال ياسين: «حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان».

كما التقى لودريان ممثلاً عن تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني في قصر الصنوبر.

وأشارت أوساط التكتل لـ»البناء» الى أن التكتل سيشارك في الحوار.

وكشفت مصادر إعلامية أن «السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار». وأشارت الى أن «لودريان دحض كل الشائعات حول أي خلاف بين فرنسا واللجنة الخماسية او بين فرنسا والسعودية، كما تم التأكيد من لودريان للنواب أن الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة وان الموفد الفرنسي لديه ضمانات الا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية». ونقل لودريان للنواب الأربعة أجواء أن الرئيس المقبل لن يكون من بين الأسماء التي يطرحها الأفرقاء أو من بين المرشحين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور من دون أن يدركوا ما هي معطياته».

كما استقبل لودريان كتلة «تجدّد» ممثلة بالنائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر، وأشارت أجواء الكتلة الى أن «اللقاء مع لودريان إيجابي وبناء والحوار المطلوب لا يعني تشريع «الطاولات» المصادرة لدور المؤسسات».

كما اجتمع لودريان في الصيفي الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي لفت الى أن «حزب الله يستخدم منطق الفرض ويستحيل الجلوس على طاولة واحدة بالتساوي».

وإذ يعقد السفير السعودي وليد بخاري اليوم لقاء مع النواب السنة في السفارة، يزور لودريان الديمان حيث يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفق ما علمت «البناء» كما يلتقي الراعي السفيرة الأميركية في لبنان.

وأشارت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «المشهد الرئاسي لن يتضح قبل انتهاء زيارة لودريان ولقاء الختام الذي سيعقده مع الرئيس بري للتشاور وتقييم نتيجة الجولة وآراء الكتل النيابية لكي يقرّر بري بالتشاور مع لودريان الخطوة التالية»، كما يترقب الرئيس بري وفق المصادر اجتماع مجموعة الدول الخماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 الحالي.

وأفيد أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الأممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، علماً أن لودريان سيتسلم مهامه الفرنسية – السعودية مطلع تشرين الأول المقبل، من دون أن يتحدد حتى الآن ما اذا كانت تلك المهام ستنهي وظيفته اللبنانية.

ووفق مصادر «البناء» فإن الرئيس برّي وبعد تقييم الوضع سيدعو خلال الأسبوع المقبل كافة الكتل النيابية للحوار بعدما تأكد من مشاركة أغلب الكتل النيابية وتأييد دولي لمبادرته لا سيما من فرنسا والسعودية واللجنة الخماسية عموماً.

وأمل بري أن «تستجيب كافة القوى والكتل البرلمانية للمبادرة التي أطلقها في الذكرى الـ45 لإخفاء سماحة الامام السيد موسى الصدر»، لافتاً الى انه «وبالرغم من الاصوات الرافضة للحوار وان اسباب ومبررات الرفض غير مقنعة على الإطلاق وهي لا تفسر الا على وجه واحد أن أحداً في لبنان لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية»، وأشار الى أن «غالبية الكتل تنظر الى المبادرة بإيحابية ومرحبة بها»، قائلاً: «أعود وأكرر ننتظر صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين، لكن بصراحة لن ننتظرهم الى ما لا نهاية وسنبني على الشيء مقتضاه الوطني، ولن نيأس. كلنا ثقة أن لبنان في نهاية المطاف سوف ينجز هذا الاستحقاق عاجلاً وليس آجلا».

وأكد بري في حديث لصحيفة «الوفاق» الإيرانية، أن «الواقع البرلماني القائم حالياً لا يعطي لأي طرف القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده ولا يمكن إنجازه الا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري»، واعتبر أن «الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية بقدر ما هو مهم على أكثر من مستوى لا سيما سياسياً واقتصادياً وأمنياً بالنسبة للبلدين هو أيضاً بالقدر نفسه من الأهمية لكل دول المنطقة، وأن هذا الاتفاق اذا ما نفذت كل مندرجاته ويجب ان تنفذ ولا خيار أمامنا كدول وشعوب في المنطقة الا العمل بصدق من أجل تنفيذه وإنجاحه هو سوف يغير إيجاباً وجه المنطقة على مختلف الصعد لا سيما في التقدم والاستقرار»، مشيراً الى ان «إيران والسعودية دولتان مركزيتان في جغرافية المنطقة وديموغرافيتها وهما حجر الزاوية في مستقبلها. فالاتفاق والتلاقي بينهما هو القاعدة وهو القضاء والقدر والخلاف والاختلاف الذي كان وانقضى هو الاستثناء».

في غضون ذلك، وبعدما سيطر الهدوء الحذر على عين الحلوة قبل ظهر أمس، غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخّر مع تجدد الاشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وارتفع عدد القتلى في اشتباكات عين الحلوة إلى 7، وقد نقل 6 منهم إلى مستشفى الهمشري في صيدا، بينما نقل القتيل السابع إلى مستشفى الراعي وارتفع عدد الجرحى الى 24 جريحاً إصابة احدهم خطرة.

وتعرّض خالد أبو النعاج المسؤول العسكري في «تيار الإصلاح» برئاسة «اللينو»، الى كمين أدى الى مقتله، كما قتل المرافق الشخصي للعميد الفتحاوي خالد الشايب جلال عبدالله. كما تعرّضت مجموعة من فتح الى كمين آخر، ما أسفر عن سقوط قتيلين وجدا و4 جرحى على سطح أحد المباني في حي حطين في المخيم لم تستطع عناصر فتح سحبهما بسبب كثافة النيران. وعلمت «البناء» أن القتيلين هما إبن أبو حسام قائد كتيبة شاتيلا في فتح والثاني من عرب غوير.

وأدّت الاشتباكات العنيفة على مختلف محاور القتال الى موجة نزوح كثيفة من المخيم، وقد شملت مناطق للمرة الأولى نتيجة اشتداد وتيرتها والقصف العشوائي الذي طال أحياء عديدة من المخيم، فيما طال الرصاص الطائش مدينة صيدا، بدءاً من دوار العربي، سيروب، المية ومية، التعمير، الفيلات، حي الجامعة اللبنانية، حي البراد وصولا إلى دوار مرجان كما بلدة حارة صيدا وثكنة الجيش. وقطعت القوى الأمنية الطريق للقادمين من الجنوب باتجاه بيروت وجرى تحويل السير في منطقة الزهراني باتجاه الخط البحري.

سياسياً، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، اجتماعاً لبحث الوضع في المخيم، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الأحمد إنه «تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي»، وأضاف: «جهات خارجية تقدم إغراءات للأطراف المسلحة في عين الحلوة لتعم الفوضى في لبنان».

وأشارت مصادر فتح لـ»البناء» الى أن الحركة مستمرة في التقدم لاستعادة المراكز والأحياء التي احتلتها المجموعات الإرهابية ولمنع هذه المجموعات الخارجة عن القانون من السيطرة على المخيم وتحويله الى تجمع ومعقل لتنظيم داعش. مجدّدة الربط بين وقف النار وبين تسليم قتلة العرموشي. في المقابل انتشرت تسجيلات لقادة التنظيمات المتطرفة في المخيم يؤكدون خلالها أنهم لن يسلموا أنفسهم ومستمرون في القتال ولديهم القدرة على ذلك.

وكشفت أوساط فلسطينية مطلعة على الاجتماعات المكثفة التي تحصل لوقف إطلاق النار، لـ»البناء» أن لا توجه لفرض اتفاق لوقف إطلاق النار في ظل رفض المجموعات المتطرفة تسليم قتلة العرموشي، وبالتالي الوضع في المخيم فلت من أيدي القيادات وسيتجه نحو مزيد من التأزم والسخونة وقد يمتد الى بقية المخيمات في لبنان. متوقفة عند الأعداد الكبيرة من المسلحين في ظل وجود مخازن كبيرة من الأسلحة والعتاد تكفي لجولات اضافية من القتال ولوقت طويل.

ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «قراراً خارجياً وبالتحديد قرار أميركي بتنفيذ جهة عربية بإشعال المخيم لاستخدامه ورقة أمنية في المعركة السياسية على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مع وصول موفد قطري الى بيروت الأسبوع المقبل بعد مغادرة لودريان لإجراء مشاورات مع القوى السياسية واقتراح مرشحين وسطيين بهدف التشويش على مبادرة الرئيس بري وبالتالي على الدور الفرنسي والسعودي».

على صعيد آخر، وبعد قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سورية ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب اتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد واتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك، حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الأممية. وأكد وزير الخارجية السوري ترحيب بلاده بعودة جميع أبنائها النازحين إلى وطنهم وتقديمها التسهيلات اللازمة لذلك، مشيراً إلى أن ما يعيق هذه العودة هي العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلالين التركي والأميركي لأجزاء من سورية. وجدّد المقداد التأكيد أن سورية ترحّب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقدّم كلّ ما بوسعها لتسهيل عودتهم. ولفت إلى أن ما يعيق عودتهم هي العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلال التركي والأميركي لمناطق في سورية، إضافة إلى الآثار الكارثية لاستمرار تطبيق الإجراءات الاقتصادية غير الشرعية المفروضة على سورية من قبل الدول الغربية المعادية.

********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حركة لودريان بلا بركة... والسعودية تواصل حصار «الصوت السني»
مساعٍ سعودية لضمان «صوت النواب السُّنّة»: فرنسا تقترح حواراً بديلاً إذا فشلت مبادرة بري

الاشتباك الداخلي حول الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري تحوّل إلى اشتباك مع الفرنسيين أنفسهم، إذ سمع الموفد الرئاسي جان إيف لودريان اعتراضات من قوى وشخصيات معارضة لدعوة بري، طالبته بعدم التماهي مع موقف رئيس المجلس. وتردّد أن باريس، في حال لم تحصل استجابة من الأطراف المحلية لدعوة بري، قد تفكّر في دعوة توجّهها إلى القوى اللبنانية للتحاور أو التشاور حول آلية تتيح انعقاد المجلس النيابي سريعاً لأجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.

زوار العاصمة الفرنسية الذين تحدّثوا عن توافق فرنسي - سعودي حول الملف اللبناني، أشاروا إلى أن الأميركيين يضغطون للتوصل إلى اتفاق سريع، وأن هذا يصبّ في خانة الاستقرار الذي يراد أن يحصل في لبنان استعداداً لمرحلة جديدة يكون فيها الغاز والنفط المادة الرئيسية على جدول الأعمال.

لكنّ الرغبات الغربية، وسعي فرنسا إلى تحقيق نجاح واضح في لبنان، يعوّض عن خيباتها المتتالية في أفريقيا، لم ينعكسا تفاهمات واضحة في لبنان، سيّما أن الطرف السعودي حافظ على وتيرة تدخّله التي تهدف إلى إبلاغ الجميع في لبنان بأن اللجنة الخماسية فوّضت فرنسا على قاعدة الإتيان برئيس توافق عليه غالبية القوى السياسية. وهو ما فسّره البعض بأنه دعوة إلى تجاوز الترشيحات القائمة، وخصوصاً سليمان فرنجية وجهاد أزعور.

وبناءً عليه، كان الجميع مهتماً بالوقوف على نتائج الاجتماعات التي عُقدت في باريس قبل وصول لودريان، وشارك فيها المستشار السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وحضر جانباً منها ممثلون عن حلفاء السعودية في لبنان، أبرزهم النواب وائل أبو فاعور وملحم رياشي وفؤاد مخزومي. وقال هؤلاء إن «الرياض وباريس أصبحتا تتشاركان الموقف نفسه من الملف الرئاسي على عكس ما كان عليه الوضع سابقاً». علماً أن السفير السعودي دعا النواب السُّنّة إلى اجتماع اليوم يحضره لودريان.

وكان الموفد الفرنسي التقى أمس النائب محمد رعد، النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، النائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأشارت مصادر لبنانية إلى أن لودريان «لم يحمِل جديداً، بل ظهرَ وسيطاً مسوّقاً لمبادرة الرئيس بري»، وشدّد على أن «لا بديل عن الحوار»، وحاول لودريان إقناع الرافضين بالمشاركة في الحوار الذي ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة، وتحدّث عن «ضمانات لديه بأنه لن يتم تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية».

 

وبدا من التسريبات أن كلام لودريان لم يكن موحّداً مع الجميع، إذ كشفت معلومات أخرى أنه «تطرّق إلى دور فرنسي، وأشار إلى حوار برعاية فرنسية من دون تحديد ما إذا كانَ هذا الحوار سيُعقد في قصر الصنوبر». واستشفّ بعض النواب من هذا الكلام أن «الحوار برعاية فرنسية قد يكون بديلاً من الحوار الذي دعا إليه بري في حال لم يحصل، ولا سيما أن كل الوقائع تؤكد صعوبة انعقاده، خصوصاً في حال رفض التيار الوطني الحر المشاركة، وأصرّ حزبا القوات والكتائب على مقاطعته». وفي السياق، لفتت مصادر سياسية إلى أن «لقاء لودريان مع الكتائب كانَ سيئاً للغاية»، وأن «الجميل أكّد موقف حزبه بمقاطعة أي حوار إن كانَ برعاية بري أو الفرنسيين، وأصرّ على الذهاب إلى جلسات انتخاب مفتوحة، حيث لا مجال للحوار مع حزب الله». واعتبرت المصادر أن «موقف الجميل وجعجع يوجِب الانتباه وهو خطير. فهما أصرّا على رفض الحوار رغم الضمانات التي قدّمها لودريان بعقد جلسات وعدم تطيير النصاب، وإشارته إلى أن الرئيس لن يكون من أي فريق»، ما يعني أنهما «يريدان الفراغ والذهاب إلى الانهيار وصيغة جديدة مهما كلّف الأمر».

من جهة أخرى، تركّزت الأنظار على الحركة السعودية، حيث تقصّدت الرياض أن تكون في الواجهة، بعدَ أن تصدّرت سابقاً باريس في العلن والدوحة في السر مهمة «التوصل إلى حل» للأزمة، فضلاً عن إيصال الرسائل من الخارج، ومردّ ذلك إلى «ما لمسه المسؤولون السعوديون خلال اجتماعاتهم في باريس التي لم تقتصر على لودريان، بل شملت أيضاً المستشار الرئاسي الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل». وكشف مطّلعون أن «الإرباك ظهر واضحاً على المسؤولين الفرنسيين، وأن كلام دوريل كانَ مختلفاً عن كلام لودريان. فالأول لا يزال يطرح تسوية فرنجية واختيار رئيس حكومة محسوب على الطرف الآخر، بينما الثاني يؤكد أن ذلك غير وارد بسبب التعقيدات الداخلية، وكلاهما يقول بأنه هو الموكل بمتابعة الملف»!

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

“تجميع” أكثرية للحوار لا يمرر مهمة لودريان

دخلت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان في يومها الثاني امس في بيروت، مرحلة متقدمة من “التوزان السلبي” الامر الذي يضفي مزيدا من الشكوك والترقب حيال مصير الوساطة الفرنسية كما حيال الازمة الرئاسية في #لبنان. ذلك ان الشكوك التي أثيرت فور اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفا “محتفيا” بمهمة لودريان وصوّرها كأنها مبادرة “مساعدة” ودافعة له، تبين امس انها تحولت واقعيا الى منحى اخر تمثل واقعيا في السعي لـ”تجميع” أكثرية نيابية تؤيد #الحوار الذي دعا اليه بري وتبناه لودريان وربما، كما يقول بعض المطلعين، اختبأ وراءه لرصد التجربة، فاذا نجحت تشكل اختراقا معنويا يمكن المضي من خلاله الى اجتراح حل حيال انتخاب رئيس الجهورية. علما ان تجميع الأكثرية المؤيدة لن يعني ابدا خرق الازمة الانتخابية ولا سيما ان المعادلة السياسية لن تتبدل ولو ارتفع نسبيا “سكور” المؤيدين للحوار. فالمعلومات المتوافرة عن لقاءات لودريان في اليوم الثاني من مهمته تعكس واقعيا خلو جعبته من أي اقتراحات عملية جديدة بل وتركيزه امام النواب الذين التقاهم على التلميح الى “ضمانات ” في الحوار الذي يقترحه الرئيس بري ومن بينها ما نسب اليه من ان افقاد النصاب في الجلسات ما بعد الأولى لن يكون واردا ابدا. كما ان التركيز على رعاية السفير السعودي وليد بخاري بعد ظهر اليوم لقاء في دارته يضم المفتي عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي لودريان والنواب السنّة عكس السعي الى ان يكون “للكتل السنية” المشرذمة ثقل سياسي ترجيحي في مسار الازمة الرئاسية، لذا سيتم رصد ما سينتهي اليه اللقاء لجهة ما اذا كان سيبلور موقفا سنيا عريضا يجمع مختلف الأطياف السياسية في هذه الساحة، كما سيتم رصد صحة ما تردد عن ان عددا من النواب السنة سيتجهون الى تأييد الحوار. وسواء بلورت الساعات المقبلة أكثرية واضحة ام لم تبلورها حيال الحوار، فان المعنيين والمطلعين على مجريات مهمة لودريان يستبعدون ان تتجه الأمور نحو اختراق جدي للازمة علما ان موقف قوى المعارضة ورأس حربتها “القوات اللبنانية” والكتائب وحركة “تجدد” والنواب التغييريين ذهب نحو تمسك لا هوادة فيه في رفض الحوار من منطلقات دستورية وسياسية واقعية. وهذا يعني ان لودريان، الذي يعتبر بعض المراقبين انه جنح مجددا بمهمته نحو انحياز لا يساعده على النجاح، سيعود حتما الى مرجعية الازمة الرئاسية التي تتمثل بالمجموعة الخماسية ( #فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ) التي سيجتمع وزراء خارجيتها في نيويورك الثلثاء المقبل وعندها سيمكن الحكم على ما اذا كانت مهمة لودريان فتحت ثغرة ام غرقت في دوامة عقيمة. ولذا تردد ان لودريان لن يطرح الحوار رسميا في ظل الانقسام الذي واجهه مجددا.

 

من الضاحية الى #معراب

 

والواقع ان الموفد الفرنسي استكمل جولته والتقى النائب السابق وليد #جنبلاط في منزله في كليمنصو ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط . وكرر جنبلاط بعد اللقاء تاييده للحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري ولودريان وعاود انتقاد موقف “القوات اللبنانية ” فقال “دائماً لدى حزب القوات وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”. وقال: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”. وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.

والتقى لودريان رئيس كتلة”الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية ووفق ما افادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله” واعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في ‏السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”.‏ من جهته، شدد رعد على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”.

 

ثم التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في #قصر الصنوبر. وكشف النائب ياسين ياسين ان لودريان “حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به، فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان”. وافادت معلومات ان لودريان أبلغ النواب التغييريين أنّ الرئيس المقبل لن يكون من الأسماء التي طرحها الأفرقاء أي لا فرنجية ولا أزعور وأعطاهم ضمانات أن تكون جلسة انتخاب الرئيس واحدة ومفتوحة وألا يُطيّر النصاب في الدورة الثانية. ووفق معلومات أخرى ان لودريان اكد أنّ السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار ، كما أكّد لودريان للنواب أنّ “الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة” موضحًا “أنّ لديه ضمانات” ألّا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

والتقى لودريان ممثلا كتلة “تجدّد ” النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. واعلنت الكتلة أنّ اللقاء “كان إيجابياً وبناءً” وشدّدت على “الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس” واوضحت الكتلة أنّ “الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور، وصادرت المؤسسات” وجددت التأكيد على “الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة”.

 

وزار لودريان الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي شدد على ان “المؤسسات والنظام الديمقراطي في لبنان رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود نعتبر أنّ الاستحقاقات الديمقراطية مضروبة من أساساتها”. وأكد أن “أيّ حوار لا يتضمّن طمأنة للضحية هو عملية تكريس إنتصار الجلاد على ضحية العمل الانقلابي من قبل حزب الله” وأضاف: “لن نقبل أن يكون ثمن انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الاستسلام لحزب الله فهذا الثّمن لن ندفعه لا اليوم ولا غداً ولا بعد مئة سنة”.

 

ومساء التقى لودريان في معراب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص.

 

وأوضح جعجع انه سلم الى الموفد الفرنسي مذكرة من المعارضة تنص على عدم تعطيل الانتخابات الرئاسية ونرفض أي عملية الهاء وتعطيل فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية والحوار الذي يطالبون به هو لمزيد من التعطيل .وأكد” أن محور الممانعة يريد مواصلة التسلط على اللبنانيين، التي بدأها بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي “معطّلو انتخاب الرئيس محور الممانعة””.

 

وتابع جعجع: “باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟” مضيفًا: “من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت”. وأشار إلى أن “الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار “سمّ في الدسم””.

 

صندوق النقد

 

اقتصاديا، عقد لقاء في قاعة لجنة المال والموازنة في البرلمان ضم رئيسها النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع بعثة صندوق النقد الدولي . وأشار كنعان إلى أنّ “اللقاء هو مصارحة كاملة، عرضنا فيه كل شيء لاسيّما المسألة المركزية التي يتهرب منها الجميع وتعنى بالودائع”. وشدد على أنّه “يجب وضع حلول لمسألة الودائع وعملية بيع المواقف للمجتمع الدولي لكسب رضاه ليست عملنا، ولرئيس حكومة تصريف الأعمال نقول إنّ قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى مجلس النواب ويناقش بين الحكومة وصندوق النقد”.واوضح لـ”النهار” ان الاجتماع مع صندوق النقد كان بمثابة نقاش صريح وتحديدا في ملف الودائع، فهل يمكن تجاوز مئة مليار دولار من الودائع . حتى الكلام عن مئة الف دولار او غيره لا ضمانات له ولا يمكن ان يحصل من دون التدقيق في موازنات المصارف والاتفاق مع الحكومة على عدم التهرب من المسؤولية . وقال ان الاجتماع كان جيدا وبناء وستكون متابعة في موضوع التشريعات .

 

تجدد الاشتباكات

 

وفي وقت سيطر الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة قبل الظهر غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخر الهدوء مع تجدد الإشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة .

 

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رأس قبل الظهر في السرايا، اجتماعا لبحث الوضع في المخيم ، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان اشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الاحمد أنه “تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي”، مؤكدا أن “الجانب اللبناني سيجري اتصالات لوصول القرار هذا لجميع الأطراف”.

 

ولكن وتيرة الاشتباكات في عين الحلوة تصاعدت بعنف بعد الظهر ومساء واصيب 8 اشخاص على الاقل بينهم مسعفون جراء الرصاص الطائش الذي أصاب أيضا ثكنة محمد زغيب للجيش . وأفادت المعلومات ان 5 قتلى و15 جريحا كانوا حصيلة الاشتباكات العنيفة امس في عين الحلوة ما يرفع العدد الإجمالي منذ اندلاعها إلى 12 قتيلاً وأكثر من 110 جرحى .

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

إنهيار وقف النار في “عين الحلوة” و”فتح” تتشدّد في تسليم المطلوبين

لودريان يُقرّ بسقوط ورقة فرنجية: “ساعدوني لإنقاذ مبادرتي”

 

في اليوم الثاني من زيارته لبنان، خرج الموفد الرئاسي الفرنسي عن تحفظه، كما تقتضي الأدبيات الديبلوماسية، فصارح محدثيه بـ»المأزق» الذي انتهت اليه مبادرته. وهو قدّم طلب المساعدة من هؤلاء على تقديم «حل وسط» ينهي الانسداد في مسار الاستحقاق الرئاسي العالق بين ممانعة تريد الحوار قبل الانتخابات، وبين معارضة تتمسك بالدستور الذي يقتضي إجراء الانتخابات أولاً.

 

في قراءة لـ»نداء الوطن» من مصادر تابعت لقاءات لودريان أمس انتهت الى المعطيات الآتية:

 

خلال محادثات موفد الاليزيه بدا كأنه يشعر بأنه في مأزق، ولا يعرف أي اتجاه يريد أن يسلكه كي يغادر لبنان بإنجاز، لكنه أدرك أن هدفه لم يتحقق حتى الآن. وفي جلساته مع المعارضة، قال إن فريق الممانعة يتمسك بالحوار ممراً الزامياً لانتخاب رئيس الجمهورية. وفي المقابل، تتمسك المعارضة بالانتخابات الرئاسية قبل الحوار. وسأل: «ماذا نفعل؟»، وقال: «أعطوني حلاً وسطاً». واقترح البحث عن «أفكار جديدة للخروج من الاستعصاء الرئاسي، إذ لا يمكن ان نبقى على ما نحن عليه اليوم». وسمع في المقابل من المعارضين: «صحيح اننا لا نستطيع أن نبقى في الحالة الراهنة، لكن الحل سيكون في تطبيق الدستور». وشدّدت المعارضة على ان الممانعة تطرح «ما هو خارج الدستور والأصول لفرض أمر واقع غير مقبول على الاطلاق». وهنا سأل لودريان محدثيه مجدداً: «ماذا استطيع ان أفعل؟ أنا لا احمّلكم المسؤولية أو العكس»، فجاءه الجواب: «على باريس ان تتبنى تطبيق الدستور. وهناك فريق عطل الاستحقاق طوال 13 جلسة ويريد ان يفرض الحوار خارج الدستور. ونعلم الى أين أوصلتنا كل تجارب الحوار. على فرنسا أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الأمر».

 

ما هي خلاصة اليوم الثاني من اتصالات لودريان؟ تجيب المصادر ذاتها: «يدرك لودريان أين مأزقه الآن، ويتمثل بأن هناك «ستاتيكو» لا يمكّن أي طرف من أن يفرض نفسه، فيجب الذهاب الى مرحلة جديدة، وهو متيقن من ذلك. لكن من أجل الذهاب الى هذه المرحلة يريد شيئاً ما للذهاب الى جلسة بدورات متتالية. يعني أن لودريان يعتقد أن هناك خطوة تراجعية ما يجب اتخاذها من دون أن يتحمل أي فريق تبعات هذا التراجع. لكن المعارضة قالت للموفد الفرنسي، إن أي تراجع لن يفيد، بل يجب الذهاب بلا تردد الى التزام موقف تطبيق الدستور. ومرة أخرى عاد لودريان الى أنّ الممانعة لا تريد تطبيق الدستور، فأجابته المعارضة مجدداً: «هذه مشكلة الممانعة وليست مشكلتنا».

 

وتعتقد المصادر أن «مأزق» لودريان، أنه يرى بأم العين دخول الجانب القطري في «الخماسية» على الخط. كما يعلم بأن القطري قد تم تكليفه، وبتفويض من الجانب السعودي الذي كان واضحاً: «المطلوب رئيس من خارج الاصطفاف»، ما يعني أن مرشح الممانعة سليمان فرنجية لن يصل، لكن الجانب السعودي لا يريد تحدي الايراني وكسره، وفي الوقت نفسه، لا تريد السعودية إعطاء ايران انتصاراً، لذلك لن يصوّت السنة لفرنجية. ويعتبر الفرنسيون انطلاقاً من موقف الرياض، أن فرنجية فقد حظوظه، ولن يؤيده السنة والدروز وعدد من التغييريين. غير أن لودريان،لا يريد أن ينتهي دوره. وهو خائف من أن القطري يؤثّر على الايراني. وإذا ما أثّر عليه فستأتي الرئاسة عن طريق القطري، وبالتالي يكون الجهد الفرنسي راح سدى. أمام هذا المأزق بدا لودريان أمس متوتراً، ولسان حاله يقول:» إنكم تقفلون أمامي الأبواب، ولن أصل الى أي مكان». وجاءه الجواب من المعارضة مجدداً: «فكّر في ما تريد، لكننا لن نفكر في أية وسيلة خارج الدستور».

 

من السياسة الى الأمن، فقد انهار أمس اتفاق وقف إطلاق النار الهش في مخيم عين الحلوة، الذي شهد جولة قتال عنيفة وعلى مختلف محاور الاشتباك رغم كل الجهود السياسية اللبنانية والفلسطينية – الفلسطينية التي تقاطعت بين حركتي «فتح» و»حماس» في لقاء مشترك بينهما وفي جولة كل منهما على المسؤولين اللبنانيين.

 

ووفق أوساط فلسطينية لــ «نداء الوطن»، فإن الأخطر في انهيار الاتفاق، كان محاولة توسيع دائرة الاشتباك بجرّ «تيار الاصلاح الديمقراطي» لحركة «فتح» الذي يتزعمه العميد محمود عيسى «اللينو» الموالي للعميد المفصول من «فتح» محمد دحلان، حيث قتل المسؤول العسكري فيه خالد أبو النعاج الموكل الحفاظ على الأمن وتثبيت الاستقرار في منطقة صفوري.

 

وأوضح التيار في بيان «أن أبو النعاج قتل بعملية غدر من مجموعة مخترقة ومرتبطة بالمشاريع الهدامة التي تطال مخيمنا، وعملت القيادة على عودة الهدوء والاستقرار ونعاهد شهيدنا وشعبنا ومخيماتنا باننا سنبقى أوفياء لتضحياتهم ومعاناتهم ونحافظ على أمنهم برموش عيوننا وبأننا سنقتص من الشرذمة التي تسعى الى اغتيال قضيتنا والاعتداء على كوادرنا».

 

وبدأت مؤشرات انهيار الاتفاق مع الموقف الناري الذي أطلقه عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إذ تحدث عن مهل للتسليم «لقد وضعنا سقفاً زمنياً ليس طويلاً»، وعلى قاعدة «تسليم القتلة للقضاء اللبناني»، وصولاً إلى «أن كل الخيارات مطروحة أمامنا واتفقنا عليها، ونحن نفضّل خيار العقل»، وأشار إلى «الإرتباط بجهات خارجية».

 

وتعليقاً على انهيار الهدنة، علق نائب رئيس «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق عبر «تويتر»: «ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر، وحاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق، ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى».

 

وذكرت مصادر طبية لـ «نداء الوطن»، أن جولة الاشتباكات التي ‏شهدها المخيم عصراً أسفرت عن سقوط 7 قتلى، نقل 6 منهم إلى مستشفى «الهمشري» و1 الى مستشفى الراعي في صيدا، بينما أصيب نحو 24 جريحاً لترتفع حصيلة ‏الاشتباكات منذ اندلاعها الخميس الماضي إلى 14 قتيلاً وأكثر ‏من 145 جريحاً.‏

 

***********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لودريان يتحدث بإيجابية عن اللقاء السعودي-الفرنسي ودعم حوار لبناني

أكد التزام بري باستمرارية الجلسات الانتخابية وتأمين النصاب

بيروت: محمد شقير

 

أكد الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان أن الحوار النيابي يبقى الممر الإلزامي لإخراج الاستحقاق الرئاسي من دوامة المراوحة بانتخاب رئيس للجمهورية، ويبقى المخرج الوحيد لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، وأن من لديه اقتراح آخر سيكتشف لاحقاً أنه الحل الواقعي الذي لا غنى عنه لوضع لبنان على سكة التعافي، كما نقل عنه النواب الذين التقوه.

 

ولفت لودريان، بحسب النواب، إلى أنه هو الذي طرح الحوار، وهو يلتقي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الدعوة له، على أن يعقبه انعقاد البرلمان بجلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، كاشفاً أن بري تعهد أمامه بأنه سيُبقي على جلسات الانتخاب مفتوحة، وسيقوم بكل ما في وسعه لتأمين النصاب المطلوب لاستمرار الجلسات إلى حين انتخاب الرئيس، ولن يسمح بتعطيل النصاب.

 

وقال لودريان إن هناك ضرورة للتعاطي بواقعية مع الدعوة للحوار، وذلك في ردّه على النواب المنتمين إلى قوى المعارضة، ومن بينهم النواب التغييريون الذين اعتبروا أن هناك مخالفة دستورية على خلفية إعطاء الأولوية للحوار بدلاً من أن تكون لانتخاب الرئيس تطبيقاً لما ورد في الدستور.

 

وأيد لودريان مطالبة عدد من النواب بأن هناك ضرورة لاختصار المدة الزمنية التي حدّدها بري للحوار، على أن تليها جلسات متتالية لانتخاب الرئيس طالما أن الحوار لن يؤدي إلى إعادة خلط الأوراق لجهة حصول تبدّل في مواقف النواب، وبالتالي من الأفضل اختصارها للولوج فوراً إلى انتخاب الرئيس.

 

وشدد لودريان، كما نقل عنه النواب، على أن اللجنة الخماسية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تؤيد بلا شروط الدعوة للحوار، واصفاً الاجتماع الذي عُقد في باريس بين المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي نزار العَلَوْلا، والسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، وبين المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، وبمشاركته شخصياً في اللقاء، بأنه أكثر من إيجابي.

 

 

اللجنة الخماسية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تؤيد بلا شروط الدعوة للحوار بين اللبنانيين

الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان

دعوة بخاري

واعتبر لودريان أن دعوة السفير النواب السُّنّة للقاء يُعقد غداً (الخميس) في دارته في اليرزة، وبحضوره ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، تأتي في سياق التأكيد السعودي على أهمية الحوار كمدخل لانتخاب الرئيس، وهذا ما سيسمعه النواب السُّنة من السفير البخاري، كما نقل عنه النواب، للتأكيد على أن دعوته للحوار تحظى بتأييد الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية وعلى رأسها السعودية، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر وقطر.

 

ومع أن لودريان تجنّب الدخول في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، تاركاً القرار للنواب، فإنه في المقابل أكد للذين التقاهم أن الحوار لن يؤدي إلى تعطيل انتخاب الرئيس، وبالتالي لا يؤدي قول عدد من النواب، ومن بينهم التغييريون، إلى أن بري يتذرّع بالحوار لتعطيل انتخاب الرئيس. ولمح أمام النواب التغييريين إلى أن هناك أسماء متداولة لمرشحين قد تكون خارج السباق، لكن كلمة الفصل تبقى ملكاً للنواب، فيما نقل عدد آخر من النواب عن لودريان قوله: “بما أن المجلس سيعقد جلسات متتالية، فلا بد من البحث عن مرشح ثالث غير رئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، لصعوبة وصول أي منهما إلى الرئاسة وعدم تمكن أي منهما من الحصول على الأصوات الكافية لانتخابه رئيساً”.

 

ودعا لودريان النواب إلى التصرُّف بمسؤولية حيال الحوار الذي يُفترض أن يؤدي حتماً إلى انتخاب الرئيس، بذريعة أن لبنان لم يعد يحتمل الدوران في حلقة مفرغة، وأن هناك ضرورة لانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، «لأن عامل الوقت لن يكون لصالح بلدكم الذي يعاني من تراكم الأزمات، وبات عليكم إعادته وقبل فوات الأوان إلى خريطة الاهتمام الدولي».

 

ولم يُعرف حتى الساعة رد فعل المعارضة، ومعها عدد من النواب التغييريين والمستقلين، على تمسك لودريان بالحوار الذي يشكل، من وجهة نظره، خريطة الطريق للعبور بلبنان إلى مرحلة التعافي التي لن ترى النور ما لم يتوقف مسلسل تعطيل انتخاب الرئيس.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن النواب الذين كانوا سجّلوا اعتراضهم على رسالة لودريان، في مقابل إعطاء الأولوية لانتخاب الرئيس، سيجرون تقويماً للقاءاتهم بالموفد الفرنسي تمهيداً لاتخاذ موقف من دعوته للحوار.

 

وكشفت المصادر النيابية أن لقاء لودريان بالرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في حضور نجله رئيس «اللقاء الديمقراطي» تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، وإن كان انتهى إلى التوافق بلا تردد على الحوار كمدخل لانتخاب الرئيس، فإن جنبلاط الأب كرر موقفه بضرورة انتخاب رئيس لديه القدرة على جمع اللبنانيين ولا ينتمي إلى فريق سياسي معين يمكن أن يشكّل تحدّياً للآخرين، وقالت بأن المواصفات التي رسمها جنبلاط الأب للرئيس العتيد لا تنطبق إلا على شخصية توافقية وليست استفزازية.

 

نواب التغيير

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من المصادر نفسها أن النواب بولا يعقوبيان، ونجاة صليبا عون، وإبراهيم منيمنة، وياسين ياسين، كانوا التقوا لودريان وبحثوا معه الدعوة للحوار والجدوى منها.

 

وقالت المصادر النيابية بأن اللقاء اتسم بصراحة متناهية، وأن النواب الأربعة ومعهم زميلهم ملحم خلف سيجرون اتصالات بعدد من زملائهم، أكانوا من المنتمين إلى «قوى التغيير» أم الكتل النيابية والمستقلين، بغية بلورة موقف من الدعوة للحوار، وأكدت أنهم يميلون للانضمام إلى المدعوين للحوار، لكن لا يوجد شيء نهائي حتى الساعة ريثما يحصلون على بعض الاستيضاحات المتعلقة بالإطار العام للحوار، ومنها إمكانية اختصار المهلة التي حددها بري، طالما أنها لن تقدّم أو تؤخّر، لأن ما كُتب بالنسبة لخيارات النواب قد كُتب، وبالتالي لا ضرورة لاستمرار الحوار لأسبوع تليه عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس.

 

*******************************

   افتتاحية صحيفة الجمهورية  

  لودريان: حوار أو تأزُّم.. المعترضون: الممانعة تُعطِّل.. المؤيدون: لا رئيس بِلا تفاهم

 

المشهدان الرئاسي والسياسي بشكل عام، مضبوطان على دقّات السّاعات المتبقية من مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، في انتظار ما ستسفر عنه جولة النقاشات التي يجريها مع الأطراف السياسية.

 

نقاشات لودريان مع اطراف الملف الرئاسي، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، لم تحمل في يومها الثاني ما يبعث على التفاؤل في امكان تحقيق اختراق نوعي في جدار التناقضات الداخلية، بل انها ابرزت الخلاصات التالية:

 

– أولاً، تبنِّ كامل من قبل موفد الرئاسي الفرنسي للمبادرة الحوارية التي اطلقها رئيس مجلس النواب مجلس النواب نبيه بري.

 

– ثانيا، العنوان الاساس للزيارة الثالثة للودريان هو «هذا الوضع القائم في لبنان حاليا يجب ان ينتهي في اسرع وقت ممكن، وفي هذا السبيل، يجب ان يفتح باب الحوار بين الاطراف اللبنانيين بأي شكل من الاشكال حيث لا سبيل لانفراج سياسي ورئاسي سواه، ومن هنا التوجّه الجدي الى دمج مسعى لودريان بمبادرة الرئيس بري، لتحقيق هذا الهدف، لأن الوضع في لبنان كما نراه شديد التأزم، والتأخير في اعتماد هذا المسار يعني بلا أدنى شك ان وضع لبنان سيتأزم اكثر، وينزلق الى مخاطر اكبر.

 

وبرز في هذا السياق ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي، حيث دعا الكتل النيابية والنائب تيمور جنبلاط الى تلبية الدعوة الى الحوار، معلناً في هذا المجال تأييده لمبادرة الرئيس بري ومبادرة لودريان. وقال ردا على سؤال: «القوات» دائماً لديها وجهات نظر لكننا نفضّل وجهة نظر نبيه بري ولودريان من الحوار، وأدعم مبادرة بري ومبادرة لودريان». كما برز ما كشفه النائب ياسين ياسين الذي قال بعد اللقاء مع لودريان: «حاول اقناعنا بحوار بري، وقلت له شخصياً هذا الحوار غير دستوري، وهو أجابنا: لا حل الا به، فإما الحوار، وإما خطر وجودي على لبنان».

 

– ثالثا، حرص لودريان خلال نقاشاته على ان يعكس انّ مهمته ليست فرنسية فحسب، بل هي مهمّة مغطاة بدعم كامل من دول اللجنة الخماسية وكل اصدقاء لبنان. مؤكدا ان هذه اللجنة ستُبقي لبنان في عين رعايتها، والأيام القليلة المقبلة ستشهد اجتماعا مهما للجنة حول الوضع الرئاسي في لبنان.

 

– رابعا، لم يطرح لودريان أيّ اسم معيّن لرئاسة المجهورية، بل هو استعرض اسماء المرشحين بالعموميات من دون ان يزكّي اي اسم، وفي خلاصة هذا الاستعراض أُبقي الباب مفتوحا على كلّ الخيارات، واللبنانيون هم المعنيون بالتوافق على الخيار الذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة.

 

المعارضون

 

– خامسا، كررت نقاشات اليوم الثاني على مسمع لودريان المواقف السياسية ذاتها، التي سبق له ان سمعها في زيارته السابقتين، فالمعترضون عزفوا على اسطوانة رفض رئيس الممانعة، ورئيس يحكمه «حزب الله». واتهام الطرف الآخر بمخالفة الدستور واقفال المجلس النيابي وعدم عقد جلسات انتخاب حقيقية. وبرروا رفضهم لأي صيغة حوارية، بأنها مناقضة للدستور الذي ينصّ بحسب قولهم على عقد جلسة فورية ومفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، وان كان ثمة حوار مطلوب، فيمكن ان يجري بين دورة ودورة.

 

وبرز في هذا السياق ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقائه لودريان في معراب: «محور الممانعة يريد مواصلة «التسلّط على اللبنانيين، الذي بدأه بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي: «معطّلو انتخاب الرئيس هم محور الممانعة». اضاف: «باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو كانت نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات»؟ مضيفًا: «من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منّا مساعدتكم في تضييع الوقت». وقال: «الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار سمّ في الدسم».

 

موقف الحزب

 

اما موقف «حزب الله» الذي تمّ ابلاغه للموفد الرئاسي فلخّصته مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» كما يلي: نحن نؤيّد مبادرتكم الحوارية، وكذلك الامر بالنسبة الى مبادرة الرئيس بري. ولكن كما ترون الآخرون (في اشارة الى «القوات» وسائر الاطراف المعارضة للحوار) رفضوا واعترضوا على مسعاكم وعلى مبادرة الرئيس بري. ومن جهتنا نحن مع الحوار ومستعدون له، وكذلك مستعدون ان نصبر معكم لأمد طويل جداً. كما ان «حزب الله» يعتبر انّ المسألة ليست مسألة شخص او اسم سليمان فرنجية، مع التأكيد على اننا لن نتنازل عن دعمه، كونه يعني الكثير بالسنبة الينا، بل ان المسألة تتلخص في ان الآخرين يسعون لأن يأخذونا الى مكان آخر، حيث انهم يفسرون الطائف كما يريدون واكثر من ذلك يريدون أن يأخذوا الطائف الى حيث يريدون. ويريدون ان يستدرجونا لكي نؤمّن لهم النصاب الذي يمكنهم من ان ينتخبوا رئيساً للجمهورية من دون تفاهم او توافق. فلن نعطيهم ذلك، وإن كانوا يظنّون أنّ في مقدورهم تحقيق ذلك فليجربوا حظهم».

 

المهمة مستمرة

 

– سادسا، ان انتهاء مهمة لودريان الذي تردد انه سيغادر بيروت يوم غد الجمعة، لا يعني ان هذه المهمة قد انتهت، بل انها ستستمر حيث انه لا يوجد اي تعارض بين ان يستمر في هذه المهمة لاحقا، وبالتالي القيام بزيارة رابعة الى بيروت تبعا للظروف التي قد تستجد حول الملف الرئاسي، وبين تسلمه مهامه الوظيفية الجديدة نهاية الشهر الجاري (كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية في العلا (أفالولا)، المسؤولة عن التعاون مع السلطات السعودية لتطوير السياحة والثقافة في منطقة العُلا الشاسعة). وقد نقل عنه قوله ما مفاده: اننا لن نتوقف عن بذل الجهود تجاه لبنان، ولن نتعب من الصبر».

 

سابعاً، انّ خلاصة النقاشات التي اجراها لودريان مع الاطراف السياسيين، سيعرضها في لقاء ثان مع الرئيس نبيه بري، لتتحدد في ضوء هذا العرض الخطوة التالية، وليس مستبعدا في هذا السياق ان تتجلى هذه الخطوة بدعوة يوجهها رئيس المجلس الى جلسات الحوار خلال الايام القليلة المقبلة.

 

وينتظر ان يتابع لودريان نقاشاته اليوم، حيث سيلتقي ظهرا في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر النواب: جهاد الصمد، عبد الرحمن البزري، غسان السكاف وكميل شمعون.

 

النواب السنة

 

وفي سياق متصل، من المقرر ان يلتقي لودريان نحو 22 نائبا سنيا في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اليرزة، وفيما طرحت بعض الاوساط تساؤلات حول الغاية من هذا اللقاء، اكدت مصادر سياسية لـ«الجمهورية» ان «هذا اللقاء الذي سينعقد في حضور الموفد الرئاسي الفرنسي، لا يعبّر عن خطوة مكملة لمهمة لودريان فحسب، بل هو خطوة رافدة لمهمته بدعم مباشر لها من قبل المملكة العربية السعودية، خصوصا ان المملكة هي واحدة من دول اللجنة الخماسية، وعلى تواصل دائم مع الجانب الفرنسي تحديدا حول الملف الرئاسي في لبنان».

 

حوار «التيار» – «الحزب»

 

من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» ان اللجنة المشتركة بين التيار الوطني الحر و«حزب الله» قد عقدت امس جلسة العمل الاولى حول ملف اللامركزية الادارية، في مقر كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك. حضرها عن التيار: النائب الان عون، وانطوان قسطنطين وغابي ليون، وعن «حزب الله» النائب علي فياض ومدير المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق عبد الحليم فضل الله. وقالت مصادر متابعة ان النقاشات تجري بروح منفتحة، الا انها لفتت الى ان هذه المهمة تتطلب عناية ودراسة متأنية بما يخدم الهدف المرجو من هذا النقاش، واتفق في خلاصة الجلسة على ان تعقد الجلسة الثانية (ربما منتصف الاسبوع المقبل في مقر التيار في ميرنا شالوحي).

 

عين الحلوة والنازحون

 

من جهة ثانية، وفيما بقي الوضع في مخيم عين الحلوة على اشتعاله، حيث عادت الاشتباكات اليه في فترة ما بعد الظهر بعد هدوء حذر ساده قبلها، برزت متابعة الشق الامني المتعلق بالزحف السوري المتزايد تجاه لبنان. وفي هذا الاطار، وانفاذاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سوريا ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب اتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد وإتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الاممية. ورحّب وزير الخارجية السوري بزيارة بوحبيب والوفد المرافق الى دمشق مُبدياً استعداده لكل تعاون يصبّ في مصلحة البلدين.

 

دولة مستباحة بالابتزاز

 

وفي مكان آخر، تتبدى استباحة الدولة بالابتزاز، حيث انه في الوقت الذي تشهد مؤسسات الدولة شللا كاملا في كافة قطاعاتها، تبادر بعض الشركات الموكلة ادارة مرافق حيوية الى الاستقواء على الدولة، وخطف بعض مرافقها وتعطيلها عن سابق تصور وتصميم لارغامها على دفع مبالغ خيالية. على ما حصل مع شركة INKRIPT المشغلة لجهاز المعلوماتية في هيئة ادارة السير والآليات والتي تصدر دفاتر السوق ودفاتر سير المركبات واللوحات الآمنة واللاصقات الالكترونية، التي توقفت عن العمل منذ تموز الماضي. وهو الامر الذي رتب اضراراً على المواطنين وخسائر للخزينة اللبنانية.

 

عنوان هذه المشكلة هو وجود نزاع مالي بين الدولة اللبنانية والشركة المشغلة، الا ان متابعات المعنيين لجوانب هذه المشكلة بيّنت وجود ملابسات وقطب مخفية في اماكن اخرى، لا سيما العقد او الاتفاقية التي تعمل بموجبها الشركة. وبناء على ذلك، خصّصت لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية، جلسة حضرها ما يزيد عن 30 نائبا، في حضور ممثلين عن الشركة وادارة السير والنقابات. وابلغت مصادر نيابية الى «الجمهورية» قولها انّ الانطباع العام الذي كَوّنه النواب الحاضرون وفقاً لما سمعوه، اكد بما لا يرقى اليه الشك انّ هناك رائحة فساد تعتري هذا الملف، تُضاف اليها عملية ابتزاز موصوفة تمارسها الشركة المذكورة. حيث استنتج من النقاش في لجنة الاشغال انّ النزاع القائم مردّه الى الاصرار على ان تُدفع باقي مستحقات الشركة (60 مليار ليرة)، على اساس سعر صرف الدولار السابق اي ما يوازي 40 مليون دولار.

 

وبحسب المصادر النيابية، فإن هذا الانطباع بوجود رائحة فساد، تكوّن بعدما لاحظ النواب استعلاء على الدولة من قبل شركة خاصة، وسألوا عمّن او عما اعطى الشركة الحق بتعطيل مرفق عام، من دون اي اعتبار للقانون او لما يمكن ان ينتج عن هذا التعطيل من اضرار مصلحة الخزينة وبمصالح المواطنين». على ان السؤال الأهم، والذي أثار ريبة النواب هو عن العقد والاتفاقية التي تعمل بموجبها الشركة. وقالت المصادر ان اعضاء اللجنة توجّهوا بطلب مباشر الى محامي الشركة، لتزويدهم بنسخة عن العقد الذي تعمل الشركة بموجبه، فتبين ان لا وجود لعقد، بل تعمل بموجب ما يسمّى «مباشرة عمل» موقّع من هدى سلوم. وكذلك سألوا عن الكلفة الحقيقية لدفتر السوق وكم يتقاضون لقاءه من المواطنين؟ فلم يأت الجواب. الامر الذي حدا باللجنة الى التوافق على الطلب من هيئة ادارة السير بأن تقيم دعويين ضد الشركة: دعوى جزائية لتعطيلها مرفقا عاما، ودعوى لدى قاضي الامور المستعجلة لالزام الشركة بالعودة فورا الى العمل والفتح الفوري لمراكز المعاينة.

 

عطية: سنقاضي الشركة

 

وخلصت اللجنة الى تشكيل لجنة تقصي حقائق من اربعة من اعضائها برئاسة النائب ابراهيم منيمنة. وابلغ رئيس اللجنة النائب سجيع عطية الى «الجمهورية» قوله: الشركة، وبعد صدور رأي ديوان المحاسبة، عادت الى العمل، الا ان الامر لن ينتهي هنا بمجرد عودتها الى العمل، بل انّ لجنة تقصي الحقائق ستعقد اجتماعا الخميس (اليوم)، ونحن بصدد التقدم بدعوى قضائية وفتح التحقيق بكل المصارفات والاموال التي دفعت والعقود، نحن ماضون في هذا الامر الى الآخر خصوصا ان هناك مبالغ كبيرة جدا قد دفعت بنحو 124 مليون دولار، والشركة فوق ذلك تعتمد سياسة الابتزاز، ولا يمكن القبول بهذا الامر على الاطلاق.

 

تقرير ديوان المحاسبة

 

واللافت في هذا السياق، ان ديوان المحاسبة اصدر رأيه، بناء على طلب وزير الداخلية بسام مولوي، يوم الخميس الماضي 31 آب الماضي، خَلص فيه الى انّه «في ضوء الوقائع والاشكاليات (التي تعتري هذا الملف)، وامعان المتعهد شركة INKRIPT في تعطيل مصالح الدولة المالية ومصالح المواطنين يرى الديوان ضرورة اتخاذ الادارة وبدون ابطاء كل الاجراءات والتدابير التي تؤدي الى اعادة تسيير المرفق العام المتوقف بفعل المتعهد ومطالبته بالتعويضات عن كافة الخسائر اللاحقة بها كما وملاحقته جزائيا امام النيابة العامة التمييزية واحالة الاوراق الى كل من النيابة العامة لدى الديوان والغرفة القضائية المختصة لإجراء المقتضى. ويقتضي التذكير ختاماً بوجوب اطلاق مناقصة جديدة شفافة لتلزيم هذا المرفق الحيوي في اسرع وقت ممكن».

 

خواجة: سنتابع الملف

 

الى ذلك، قال مقرر اللجنة النائب محمد خواجة لـ«الجمهورية»: نحن واجبنا كنواب ان نصوّب المسار، وبالتالي نحن ماضون في هذا الملف الى الآخر لجلاء كل الملابسات المحيطة به، فهو موضوح ينطوي على هدر للمال العام، ونحن كلجنة اشغال من واجبنا ان نُسائل وان نحاسب، وضمن هذا السياق تم تشكيل لجنة تقصي حقائق. وقد انطلقنا من امر اساسي وهو اقفال مرفق عام لعدة اشهر، ترتبت عليه خسائر هائلة للمواطنين، وعلى مستوى الخزينة التي خسرت يومياً 23 مليار ليرة استناداً الى ما ورد في تقرير ديوان المحاسبة.

 

********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

آلية الجلسات: الخماسية تضمن الانتخاب ودعوات برّي في 20 الجاري

عزام الأحمد يتهم جهات خارجية بتوسيع التصادم.. وتسريبة تهزُّ اتفاق الناقورة

 

سؤال بسيط، قبل ان يُدلي الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان بدلوه حول حصيلة ما آلت اليه حركة اتصالاته، والتي تمحورت حول نقطة واحدة: تلبية الدعوة التي اطلقها الرئيس نبيه بري الى الحوار، المؤسس لجلسات متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على ان تكون شاملة لرؤساء الكتل والنواب التغييريين والمستقلين في المجلس النيابي بضمانة فرنسية أنه في حال لبيت دعوة للحوار، فهل الآلية المعلنة ستحترم لغاية صعود الدخان الابيض من ساحة النجمة.

السؤال هو هل لدى الجماعات اللبنانية ذاكرة جمعية: كان لودريان واضحاً: الحوار او الخطر الوجودي، واستطراداً هل الذاكرة الجمعية تستعيد ما قاله ريتشارد مورفي الذي فاوض الرئيس الراحل حافظ الاسد على شخصية الرئيس في لبنان واتفقا على اسم النائب والوزير السابق ميخائيل ضاهر، عندما خيّر اللبنانيين بين: ضاهر والفوضى، فاختار الفريق المسيحي الاقوى آنذاك (1988) الفوضى وهذا الفريق هو القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع..

ما اشبه اليوم بالبارحة: تتسابق القيادات المسيحية الشابة على رفض الحوار كممر الى وصول الرئيس الى قصر بعبدا، وفي مهلة زمنية لا تتعدى هذا الشهر كما بات معروفاً، مع مضي التيار الوطني الحر في التلاعب على خطوط التشاطر والتذاكي، وعدم قطع خطوط الحوار..

في هذا الوقت، كانت الاشتباكات في عين الحلوة تتخذ ابعاداً خطيرة: فمن جهة تشتد المعارك، بعد كل لقاء سياسي رسمي او امني، فتبقى القرارات حبراً على ورق.. ومن جهة ثانية دخلت اسحلة وقذائف لم تستخدم من قبل في المعارك، لا سيما على محور حطين، حيث ثقل المسلحين المحسوبين على «الشباب المسلم» وجند الشام، وغيرها من تنظيمات تقاتل حركة فتح داخل المخيم.

والبارز الموقف الضمني الرافض لاستمرار المعارك، اذ نقل عن المسؤول في حماس موسى ابو مرزوق قوله ان المخيم يدمر بذريعة محاربة الارهاب.. ولا نتائج للمعارك سوى الدمار..

والاخطر نقل ايضاً عن المسؤول البارز عزام الاحمد الذي تحدث عن ان جهات خارجية تقدم اغراءات للمسلحين، وان هناك من يريد توسيع الفوضى والتصادم، مشيراً الى ان لدى «العناصر الارهابية» المسلحة «اتصالات مع جهات اجنبية استخباراتية موثقة لدينا، والكل يعرفها».

وكشف الاحمد عن سقف زمني لتسليم القتلة للقضاء اللبناني، مشيراً الى ان كل الخيارات على الطاولة، موضحاً ان هناك تباينات مع حركة حماس، على قضايا وصفها «بالتفصيلية تتعلق بأزمة عين الحلوة».

وجاءت تلخيصات الاحمد للوضع، بعد اجتماع شارك فيه في السراي الكبير مع الرئيس نجيب ميقاتي، وبحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير عام الامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي.

وفي تطور جنوبي اخر، كاد الاجتماع الثلاثي الذي عقد في الناقورة، برئاسة القائد العام «لليونيفيل» في الجنوب ارولدو لاثارو، وحضره وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة لدى قوات الامم المتحدة العميد منير شحادة، وضباط من الجيش الاسرائيلي في مقر الامم المتحدة في الناقورة.. كاد هذا الاجتماع ان يصل الى اتفاق حول معالجة التنازع على النقاط الـ13 العالقة عند الخط الازرق..

وحسب مصادر مطلعة على اجواء حزب الله «فإن العدو الاسرائيلي وافق على فكرة استعادة لبنان للقسم الشمالي من بلدة الغجر في مقابل ازالة خيمتي الحزب في مزارع شبعا».

واوضح الناطق باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي ان المناقشات تجري بسرية وما صدر من تكهنات لا تعكس بدقة المناقشات التي جرت.

بالمقابل، نفى الجيش اللبناني المعلومات عن التوصل الى اتفاق بشأن النقاط 13 المتحفظ عليها، والتي اعتبرت خرقاً.

وسط هذه المعمعة، يؤكد نواب التقوا لودريان لـ«اللواء» انهم لمسوا جدية مختلفة عن المرات السابقة، وان معادلة جديدة قيد البلورة، بعد ان يرفع لودريان حصيلة لقاءاته وانطباعاته الى اللجنة الخماسية التي ستعقد اجتماعاً تقويمياً لها الثلاثاء المقبل (19 ايلول) في نيويورك.

وحسب معلومات «اللواء» فإن بدءاً من الاربعاء في 20 الجاري، فإن خطوت عملية ستوضع على الطاولة لا سيما لجهة توجيه الدعوات الى الحوار، بعدما انضم اليها اللقاء الديمقراطي بصورة واضحة، بعد تفضيل النائب السابق وليد جنبلاط حوار بري ولودريان على بعض التغريدات من على التلال، في اشارة الى وجهة نظر «القوات اللبنانية» المناهضة للحوار على لسان رئيسها سمير جعجع، الذي اعتبر المشاركة في الحوار مضيعة للوقت، وملهاة، وان الحل بجلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس.

في هذا الوقت، ما يزال التيار الوطني الحر يراجع حساباته في ما خص المشاركة في الحوار، تحت وطأة المخاوف من الاتفاق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، والذي تقدمت اسهمه وفقاً لما اشارت «اللواء» في عددها امس.

وعلمت «اللواء» ان لودريان ابلغ بعض النواب الذين التقاهم ان موفداً قطرياً سيتابع مهمته، بعد ان ينتهي من الجولة الحالية، والالتحاق بمركز عمله الجديد في الرياض.

وقال مصدر دبلوماسي مطلع بأن الموفد القطري سيحظى بدعم الخماسية، وان الجانب العربي لا سيما المملكة العربية السعودية، التزمت مع الجانب الفرنسي، ووصف ما يجري من تكامل في الادوار، بأنه تأمين «ممر» يحفظ ماء الوجه لفرنسا لجهة دورها في لبنان.

‎وسجلت مصادر سياسية محاولات دؤوبة يقوم بها لودريان لتحقيق اختراق ما في مهمته المكلف بها، لحل ازمة الفراغ الرئاسي وتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع استمرار كُلٌّ من الثنائي الشيعي وحلفائهما التمسك بشروطهما اجراء حوار يسبق الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية ودعم ترشيح فرنجية، ورفض المعارضة بمعظم مكوناتها، التجاوب مع مطلب اجراء الحوار، واصرارها على الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية مباشرة.

‎ واشارت المصادر الى ان لودريان يحاول التوصل إلى صيغة وسطية، تجمع بين شرط اجراء الحوار المسبق، ورفض المعارضة القبول به ، في ضوء تشبث كُلٌّ من الجهتين بمواقفه، وترتكز هذه الصيغة على الاخذ بجانب من مطالب كل جهة، فلا يتجاوز شرط اجراء الحوار، ولا يتجاهل رفض الانضمام اليه.

‎واستنادا إلى المصادر السياسية، فإن لودريان، يتجه إلى استبدال صيغة الدعوة للحوار، بدعوة رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب، الى طاولة عشاء في مقر السفارة الفرنسية ببيروت مساء اليوم، في حال وجد الاجواء مؤاتية لذلك،  واستحصل على موافقة هؤلاء ولاسيما من المعارضة، على هذه الصيغة الوسطية التي تحيي الآمال باستكمال مهمته، وإلّا لن يجازف بتوجيه اي دعوة من هذا القبيل، تجنبا لوصول مهمته إلى الحائط المسدود .

‎وتوقعت المصادر ان تتبلور الخطوة التالية التي يتخذها لودريان ، بعد انتهاء جدول لقاءاته مع جميع الاطراف والنواب المعنيين، ولاسيما بعد لقائه النواب السنّة في دارة السفير السعودي في لبنان ، لتحديد آلية التحرك المقبل.

‎والمفارقة الاهم التي سجلتها المصادر في ثنايا اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي، مع بعض مكونات المعارضة وفي معرض حديثه عن مواصفات الشخصية التي تشكل نقطة تلاقي بين اكثرية الاطراف المعنيين، تاكيده على استبعاد ترشيح اي شخصية لرئاسة الجمهورية تشكل استفزازا للاطراف الاخرين، وهو ما فسرته هذه المكونات باستبعاد ترشيح فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، والاتجاه الى ترشيح شخصية توافقية، تحظى بتاييد غالبية هذه الاطراف.

 

جولة لودريان

 

في جولته على القيادات السياسية باليوم الثاني لزيارته بيروت، زار لودريان قبل ظهر امس في كليمنصو رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط في حضور النائب وائل ابو فاعور.

وبعد اللقاء اكد وليد جنبلاط أننا ندعم مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومبادرة لودريان، المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة.

وأضاف جنبلاط: لم نتبلّغ بأي موعد لأي حوار في 21 أيلول، وادعو الكتل النيابية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط الى تلبية الدعوة للحوار.

وقال ردًّا عمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية: لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء.

ورداً على سؤال ان كان «اللقاء الديمقراطي» أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته.

وأشار إلى أن «بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً، ولنسأل الذين يغرّدون على التلال وفي الوديان».

ورأى أن لدى القوات اللبنانية وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا، ونحن نفضّل وجهة نظر برّي ولودريان والدول الراعية القائمة على الحوار.

وزار لودريان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏

وتطرق الحديث إلى «المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي»، وفق ما افادت العلاقات الاعلامية في «حزب الله».

وإعتبر لودريان أن «طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد».‏

من جهته، شدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي. وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

وكشفت معلومات أن لودريان لم يحمل الى حزب الله اي جديد يمكن البناء عليه، للخروج من الازمة، واقتصر على الدعوة الى الحوار متقاطعاً مع مبادرة الرئيس نبيه بري. وأفادت أن جولة لودريان في لبنان لن تكون الاخيرة، وسيعود بعد حوالي عشرين يوماً بعد اللقاء الخماسي للدول المعنية بالملف اللبناني، الذي سيعقد الاسبوع المقبل.

بعدها، التقى لودريان ممثلي «النواب التغييريين» بولا يعقوبيان وياسين ياسين ونجاة صليبا وابراهيم منيمنة في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم.

وعلمت «اللواء» من مصادر وفد «التغييريين» انه طرح على لودريان اسئلة تتعلق بالمبادرة الفرنسية، ولم يحمل أي جديد إلا أنه يحاول تقريب وجهات النظر وتوضيح أكثر ما يريده الرئيس بري، الذي لم يوجه دعوة رسمية بهذا الاطار ولم يشرح مضمون الحوار وآلياته.

لكن لودريان ابلغ هذا الوفد انه سيشارك (اليوم الخميس) في لقاء السفير السعودي مع النواب السنة والغداء الذي يقيمه، واكد «ان فرنسا متوافقة مع السعودية على كل التفاصيل ومنها ضرورة فتح دورات متتالية للمجلس النيابي لإنتخاب الرئيس، وأنّ السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار”.ودحض كل الشائعات عن خلافات في اللجنة الخماسية».

ورداعلى سؤال من احد النواب حول الضمانات بعد تطيير النصاب قال لودريان: ان الرئيس بري اكد له عدم وجود نية وقرار لتطيير نصاب الجلسات على الاقل من جهة كتلته النيابية وسيقى النواب في القاعة، وانه بعد الحوار ستكون هناك جلسات متتالية في دورات مفتوحة.

والمح لودريان، حسب مصادرالوفد» انه لن يكون هناك رئيس من المرشحين المطروحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور.

وحذر لودريان امام الوفد «من ان لبنان يواجه خطراً كبيراً نتيجة تحلل الدولة، وان المدخل للحل هوانتخاب رئيس»، مشير الى ان هناك توافقاً دولياً واسعاً حول هذه المبادرة .

لكن الوفد اكد موقفه بعدم ضرورة الحوار بل الذهاب مبشارة الى دورات مفتوحة لأنتخاب رئيس للجمهورية.مبدياخوفه من ان تكون الدعوة الى الحوار تهرباً من انتخاب الرئيس.

وقال النائب ياسين بعد اللقاء: حاول إقناعنا بحوار الرئيس برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري، وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان.

واستقبل لودريان ممثلا كتلة» تجدّد «النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. واعلنت كتلة «تجدد» بعد اللقاء في بيان: أن الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور. ودعت إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وعلى استمرار اليد الممدودة لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة إنقاذ بهدف استعادة السيادة والدولة والمؤسسات وحكم القانون والعدالة، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، وباسترجاع أموال المودعين”، مذكّرة بأنّ “التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية.

ثم انتقل لودريان إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء رئيس الحزب النائب سامي الجميّل.الذي قال: أن فرنسا غير مسؤولة عما يحصل في لبنان، إنما يجب ان تدرك الواقع والمسار الذي نحن فيه عندما تريد القيام بمبادرة بنية صافية، جازما عدم القبول ببقاء تسليم المؤسسات لحزب الله وأن يكون ثمن انتخاب رئيس الاستسلام لحزب الله.

وانتقل الموفد الفرنسي، الى معراب حيث استقبله الدكتورسميرجعجع، في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان.

وقال جعجع بعد اللقاء: بإسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟ من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت. والحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار «سمّ في الدسم».

 

الودائع محور مناقشات الصندوق

 

مالياً، بقي ملف الودائع العائدة للبنانيين في المصارف في مقدمة المواضيع التي بحثت بين رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان أينستو راميريز ريغو. واعتبر عدوان ان اموال المودعين ليست خسائر بل ديون، وهي حق على الدولة ومصرف لبنان والمصارف.

ورفض كنعان السير بفكرة شطب الودائع، كاشفاً ان قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى المجلس النيابي بعد.

 

إتصال بو حبيب والمقداد

 

في طور ملف النازحين السويين، وعطفا على قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سوريا ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب إتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد وإتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر الشهر الحالي، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الاممية.

وقد رحّب وزير الخارجية السوري بزيارة بوحبيب والوفد المرافق الى دمشق مبديا استعداده لكل تعاون يصبّ في مصلحة البلدين.

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الديار: لودريان يجيّر المبادرة لبرّي والرافضون للحوار: انتخاب الرئيس اولاً

النزوح السوري الى لبنان يتواصل وسط غياب القرار السياسي الحاسم

الجيش: لا اتفاق جنوباً على نقاط التحفّظ الـ 13… والإسلاميون في عين الحلوة يُنفّذون «أجندة إستخبارات دولة أجنبية»

 

 توزّعت الإهتمامات خلال الساعات الماضية على متابعة تفاصيل زيارة الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان التي طالت لأكثر من يومين، خلافاً لما كان متوقّعاً، كونها الأخيرة له، على ما أعلن شخصياً. ويستكمل لودريان لليوم الثالث على التوالي صولاته وجولاته على القادة السياسيين خلال زيارته الثالثة الى لبنان تحت سقف إجماع اللجنة الخماسية، بعد أن التقى أمس الأربعاء عدداً من القادة السياسيين. على أن يلتقي الموفد الفرنسي، السفير السعودي وليد البخاري الذي دعا النوّاب السنّة ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى لقاء يُعقد في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم الخميس في دارته في حضور لودريان.

 

أمّا ما خرج من إجتماعات لودريان ومحادثاته على مدى اليومين الماضيين، فتأكيد ما هو مؤكّد، وفق ما قالت مصادر سياسية مطّلعة لجريدة «الديار» ألا وهو أن «لا مجال لحلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، إلّا بالحوار ثمّ الحوار ثمّ الحوار»، وأنّ مبادرة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي تُشكّل المخرج لهذه الأزمة لا سيما مع انتهاء مهمّة لودريان الذي لن يعود الى لبنان. وهذا يعني بأنّ الموفد الفرنسي قام بتجيير مهمّته بعد انتقاله الى العُلا في السعودية لاستئناف عمله فيها كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية في تشرين الأول المقبل، الى برّي، إذ دعم مبادرته للحوار. كما الى الموفد القطري الذي قد يخلفه كمتحدّث باسم اللجنة الخماسية خلال المرحلة المقبلة، وذلك بعد فشله في خرق جدار الأزمة الرئاسية. وتوقّعت عدم التوصّل الى أي نتائج إيجابية وحاسمة في نهاية زيارة لودريان في ظلّ المواقف السياسية المتناقضة، وفي ظلّ الرفض المتواصل من قبل البعض للحوار من دون تقديم أي بديل عنه، في الوقت الذي تُحدث فيه « الخماسية» تطوّراً يُنتظر نتائجه من خلال اجتماعها المرتقب يوم الثلاثاء المقبل في نيويورك.

وتزامن الملف الأمني مع زيارة لودريان، وحطّ بثقله على الساحة اللبنانية من خلال 3 بوّابات: الأولى، بوّابة مخيم عين الحلوة الذي شهد هدوءاً حذراً بعد أن تواصلت الإشتباكات الأمنية فيه خلال الأيام الماضية، مع خرق جديد سجّل إطلاق طلقات نارية كثيفة. وقد تواصلت اللقاءات اللبنانية- الفلسطينية، والفلسطينية- الفلسطينية أمس بهدف تثبيت وقف إطلاق النار. فيما جرى الكشف عن جهات أجنبية إستخباراتية تستخدم المخيم لخلق الفوضى ليس فقط داخله إنّما في لبنان.

 

والثانية، بوّابة الحدود الشمالية الشرقية التي بقيت تشهد « إجتياحاً» للنازحين السوريين الى الأراضي اللبنانية يفوق الألف نازح يومياً عبر المعابر غير الشرعية والتي يصل عددها الى 160 معبراً، على ما أعلن قائد الجيش العماد جوزف عون. وإذ تمكّن الجيش من إعادة 23 ألف نازح متسلّل الى بلادهم، إلّا أن دخول 20 ألف آخرين بات أمراً مؤكّداً. وفي ظلّ غياب الحلّ السياسي والأمني الحاسم، اقترحت المصادر نفسها أن يُصار «الى تفخيخ هذه المعابر بالألغام، أو بالقنابل المسيّلة للدموع» كإجراء سريع لوقف هذا الإجتياح الخطير على أمن الداخل اللبناني، في ظلّ عدم توافر الإمكانات لدى الأجهزة الأمنية، التي تحتاج بالتالي الى قرار سياسي سريع وموحّد»..

 

والثالثة، البوّابة الجنوبية من خلال تحريك ملف»تثبيت» أو إظهار الحدود اللبنانية- الفلسطينية، في ظلّ استمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، من خلال الإجتماعات الثلاثية العسكرية التي تُعقد في الناقورة، وموافقة «الإسرائيلي»، وفق المعلومات، على سحب قوّاته من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، وربّما من الغجر بكاملها مقابل إزالة «حزب الله» للخيمتين المنصوبتين في كفرشوبا، لما يُظهرانه أمام الرأي العام الداخلي عاجزاً عن السيطرة على المنطقة المحتلّة.

محادثات لودريان: الحوار ثمّ الحوار!!

 

واتخذت لقاءات لودريان أمس طابعاً مهمّاً سيما وأنّه التقى كلّاً من رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط في كليمنصو، وعددا من نوّاب التغيير، وكتلة «تجدّد» ممثلة بالنائبين فؤاد مخزومي وميشال معوّض في قصر الصنوبر، ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، واختتمها بلقاء رئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع في معراب.

 

وتحدّثت مصادر سياسية واسعة الإطلاع لجريدة «الديار» على جولة لودريان أنّه خلال هذه المحادثات بدا مستمعاً ومناقشاً للمواقف والطروحات، غير أنّه شدّد على الحوار ثم الحوار ثمّ الحوار كمخرج للأزمة الرئاسية. وأعطى الضوء الأخضر التمهيدي لاستكمال مهمّته عبر مبادرة برّي للحوار الشبيهة لمبادرته، أولاً من خلال بقائه لمدة أسبوع في لبنان يُجري المحادثات ويتحاور مع جميع الأطراف، فيما دعا برّي الى حوار لسبعة أيّام تحت قبّة البرلمان، على أن تليها جلسات مفتوحة ومتتالية للإنتخاب، كما اقترح لودريان على النوّاب في وقت سابق. كما مهّد الطريق أمام الموفد القطري المنتظر مجيئه الى لبنان في 20 أيلول الجاري، والذي قد يخلفه في التحاور مع المسؤولين اللبنانيين باسم اللجنة الخماسية.

 

وأشارت الى أنّ لقاء لودريان بالنائب رعد كان مهمّاً جداً، شدد فيه رعد على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي». وجرت خلاله مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.غير أنّ الأهم هو معرفة الموقف الأميركي منه.

 

وفي الوقت الذي شدّد فيه جنبلاط بعد لقائه لودريان على ما جرى مناقشته خلال الإجتماع ألا وهو الحوار، مؤكّداً على التمسّك بالمبادرة الفرنسية وبمبادرة برّي. وردّاً على سؤال، قال بأنّ المبادرة الفرنسية لم تنتهِ، وأنّ هناك في الداخل مَن يريد وقف هذا الدور، رافضاً إدخاله في لعبة الأسماء التي لم يدخل فيها مع لودريان، ذكرت مصادر مقرّبة من اللقاء أنّ» جنبلاط تحدّث مع الموفد الفرنسي عن الثوابت الوطنية، أي أنّه لا يُمكن مجيء رئيس للجمهورية يُشكّل غلبة على الفريق الآخر، إنّما رئيساً توافقياً، وهذا الأخير لا يُمكن أن يتمّ التوصّل اليه من دون التفاهم والحوار». ولفتت الى أنّ جنبلاط سبق وأن توجّه الى الأميركي والإيراني محمّلاً إيّاهما مسؤولية الحسم. وقالت بأنّ الموفد القطري سيستكمل مهمّة لودريان في لبنان، وقد سبق وعبّر عما تريده بلاده، أي» رئيس لا يُشكّل تحدياً لأي طرف، أو ليس من قبول مسيحي عليه، أو أن يكون بعيداً عن الحاضنة العربية التي سترعى المنطقة في المرحلة المقبلة».

 

أمّا كتلة « تجدد» فعقدت إجتماعا في مقرها في سن الفيل، إثر لقاء ممثليها النائبين معوض ومخزومي الموفد الرئاسي الفرنسي، وتم استعراض مضمون اللقاء. واعتبرت الكتلة في بيان، أن «اللقاء كان إيجابيا وبناء، ونعول على الدور الفرنسي كوسيط نزيه لمساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، ومؤكدة على انتخاب رئيس يجسد النزاهة ويوحد الأمة، ويضع مصالح لبنان في المقام الأول». وشددت على أنّ « التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية».

 

وبعد اجتماع الجميّل مع لودريان، قال: «عبرنا للموفد الفرنسي أننا تقدمنا كمعارضة بخطوة حوارية بمجرد أننا رشحنا جهاد أزعور واتفقنا مع ميشال معوض على الانسحاب من السباق الرئاسي، ونعتبر هذه الخطوة حوارية».

 

وأردف: «نعتبر أن الحوار الذي أطلقته المعارضة هو حوار علني، وقوبلت مبادرتها برفض تام وبالتخوين والتهديد والتعطيل.. لذلك نعتبر أن من المفترض أن يلاقينا «حزب الله» الى منتصف الطريق اذا اردنا الكلام بالرئاسة. ولكن لدينا قناعة بأن لدى الحزب منطق الاستقواء والفرض والاستيلاء على المؤسسات وعلى الديموقراطية وعلى البلد». وختم: «نريد مبادرة متوازنة تعطي كل التطمينات لفريق المعارضة».

 

وفي معراب، أشار جعجع بعد اجتماعه بالموفد الفرنسي الى أن «من عطل إنتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة»، مضيفاً «من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، «فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت». وأردف، «الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار «سمّ في الدسم». وتابع، «الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».

 

وعبّر عن موقفه من دعوة برّي: « لا لجلسات متتالية، بل جلسة واحدة ودورات متتالية، ولن نشارك في الإلهاء عن الانتخابات الرئاسية». وختم، « ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته».

 

وفي السياق نفسه، دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان الى عدم رفض دعوة برّي مشيراً الى أنّ «لبنان مصلوب بالكوارث والأزمات، وخشبة خلاصه الآن تختصرها معادلة «بري- لودريان»: حوار وانتخاب. ومن يتخلّف ينحر البلد، ومن يعارض إنما يتعمد ذلك بخلفية إيعاز أو مصلحة دولية لا مصلحة وطنية».

 

خطر النازحين الجُدد

 

في الموازاة، لا يزال عدم اتخاذ أي حلّ رسمي جذري لوقف موجة النزوح الثانية التي تُشكّل خطراً وجودياً على لبنان، فضلاً عن خطر تفجير الوضع الأمني في البلاد، تقول مصادر سياسية عليمة لجريدة «الديار» بأنّ الضياع على المستوى السياسي هو الذي يؤدّي الى استكمال عبور «المجتاحين» السوريين للأراضي اللبنانية. فلا يزال لبنان يرتدي القفّازات في تعامله مع الدول الأوروبية التي تريد توطين النازحين السوريين في لبنان بأي طريقة. وبدلاً من منع النازحين الذين يلجأون الى السفر عبر الزوارق غير الشرعية نحو أوروبا، على الدولة اللبنانية تأمين مراكب شرعية لهم للذهاب الى الدول الأوروبية التي هي دول لجوء، على عكس لبنان. علماً بأنّ ثمّة إجماعا لبنانيا على رفض التوطين إن بالنسبة للاجئين الفلسطينيين أو النازحين السوريين، ولبنان لا يستطيع اليوم تحمّل موجة النزوح الثانية التي تضمّ شباباً مجنّدين ينضوون الى عصابات منظّمة، ما يجعلهم يُشكلون خطراً فعلياً على الأمن والإستقرار في البلاد. في حين أنّ المطلوب هو اتخاذ قرار سياسي جريء، وضبط المعابر من خلال التشدّد مع النازحين، ومدّ الجيش بكلّ ما يلزمه لمكافحة هذه الموجة، بل من أن يبقى «عاجزاً» لافتقاره الى العناصر والمعدّات اللوجيستية.

 

وأضافت: بعد أن تقرّر أخيراً إرسال وزير المهجّرين عصام شرف الدين على رأس وفد وزاري الى سوريا للتنسيق مع السلطات على إعادة النازحين السوريين، عاد ميقاتي وقرّر إرسال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على رأس وفد عسكري تقني الى دمشق لمناقشة هذا الموضوع. علماً بأنّ بوحبيب رفض في تمّوز الماضي ترؤس الوفد اللبناني معلّلاً رفضه بانشغالاته وأسفاره الكثيرة، متساءلة.

 

وتنفيذاً لهذه المهمّة، أجرى بو حبيب أمس إتّصالاً بنظيره السوري فيصل المقداد، وذلك عطفا على قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليفه ترؤس وفد رسمي لينتقل الى سوريا للبحث في قضية النازحين. واتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك، حيث سيشارك الى جانب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الأممية. وقد رحّب وزير الخارجية السوري بزيارة الوزير بوحبيب والوفد المرافق دمشق مبديا استعداده لكل تعاون يصبّ في مصلحة البلدين. وكان أكّد بوحبيب أن «لا مشكلة لي مع سوريا، أنا كنت قد زرت دمشف بعد زلزال 6 شباط والتقيت الرئيس السوري بشار الأسد وبحثنا بملف النازحين».

 

وتطرّق بو حبيب خلال اجتماع استضافته فيه الرابطة المارونية الى «الخطر الداهم الذي يتمثل بازدياد تدفق النازحين السوريين الى لبنان بطريقة غير شرعية»، مشيراً الى أن «الحكومة اللبنانية قررت اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة هذه المسألة». وقال: «إن وزارة الخارجية والمغتربين تتابع ازمة النزوح السوري في جميع المؤتمرات الدولية والاقليمية ومع السفراء المعتمدين في لبنان والمفوضية السامية للاجئين».

 

وأشار الى «تمسك الغرب بالسياسة الرافضة لهذه العودة بسبب عدم توافر الظروف الامنية لذلك»، لافتاً الى أنّ «السوريين بحاجة الى تطبيق خطة التعافي المبكر من اجل ضمان العودة والى ضرورة السير بعملية الخطوة مقابل خطوة».

 

وفي هذا الإطار، أعلن الجيش أمس عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه «بتاريخ 2023-9-13، أثناء محاولة عدد من السوريين التسلل إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية عند الحدود الشمالية، انفجر بهم لغمان أرضيان في الجانب السوري من الحدود، ما أدى إلى إصابة ٣ منهم. وقد تولى الصليب الأحمر اللبناني نقلهم إلى أحد المستشفيات في شمال لبنان.

 

وكتب النائب جيمي جبور على منصة «إكس»: من التقرير السري للأمن العام.. يتبيّن أن الإجراءات المتبعة حتى اليوم هي تضييع للجهد وتبديد لطاقة الجيش والقوى الأمنية. أما المطلوب : إقفال المعابر المعروفة، توقيف مشغليها المعروفين وتسليم الموقوفين عبر الامن العام للسلطات السورية.

 

الحدود البرّية ونقاط التحفّظ

 

وفيما يتعلّق بما جرى التداول به حول التوصّل الى اتفاق بين لبنان و»إسرائيل» حول التحفّظات على الحدود الجنوبية، نفت قيادة الجيش- مديرية التوجيه صحّة هذه الملعلومات المتداولة، وأعلنت في بيان لها أمس أنّه بتاريخ 2023-9-12، عقد في الناقورة اجتماع ثلاثي برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء أرولدو لاثارو، وفي حضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد منير شحادة، وذلك لبحث النقاط الـ١٣ المتحفظ عليها والتي اعتُبرت خرقًا، من دون التوصل إلى اتفاق. وقد تَقرر أن تستمر الاتصالات والاجتماعات تحت رعاية الأمم المتحدة».

 

وعن هذا الإجتماع، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أنّ «المناقشات التي تجري في الاجتماعات الثلاثية سرّية، مع الإشارة الى أن التقارير الإعلامية التي صدرت اليوم (أمس) والمستندة إلى إشاعات غير مؤكدة يمكن أن تعرّض للخطر التقدم المحرز حتى الآن لناحية الحدّ من التوترات والمضي قدما في المناقشات بشأن المسائل التي لم يتم حلّها على طول الخط الأزرق». وشدد على «العمل لمواصلة المناقشات تحت رعاية «اليونيفيل» بهدف نهائي هو معالجة جميع القضايا على طول الخط الأزرق».

 

وكان الوزير بو حبيب، الذي يعمل أيضاً على خط ملف الحدود البريّة الى جانب ملف النازحين، قد أعلن في تصريح له بأنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لم يُقدّم اقتراحاً بشأن الحدود البريّة، وأنّ لبنان مستعدّ للإنتهاء من مسألة تثبيت الحدود البريّة بوساطة أميركية ورعاية أممية». وأكّد أنّ «حزب الله» لا يرفض ترسيم الحدود البريّة مع «إسرائيل».

 

النعماني: حذارِ التخلّي عن المزارع!!

 

وفي السياق نفسه، قال السفير الدكتور بسّام النعماني المتابع لقضايا الحدود البحرية والبريّة لجريدة «الديار»: لو افترضنا بأن لبنان خلال التفاوض على الحدود البريّة سيعلن تنازله عن المطالبة بمزارع شبعا (مثلما فعل مع الخط 29 البحري)، إما لعدم إحراج الجانب السوري أو رغبة في تسهيل مهمة هوكشتاين المرتقبة، فإن «ثغرة» مزارع شبعا ستبقى ماثلة للأسباب الآتية: أولاً: إن الحدود اللبنانية-السورية في تلك المنطقة من جسر الغجر (الذي يقع على نحو 4،5 كلم جنوب البلدة) والذي يمتد إلى جبل الشيخ ليست «مرسمة» في خرائط نيوكومب-بوليه 1923 أو في هدنة 1949. وبالتالي هي غير مسجلة لدى الأمم المتحدة وغير موجودة إلا في الخرائط العسكرية اللبنانية، والسورية، والفرنسية (بل هي موجودة أيضاً في الخرائط الإسرائيلية!!!). وثانياً: إن الخط الأزرق الذي رُسم في هذه المنطقة التي تحاذي مزارع شبعا عام 2000، والذي يمتد لنحو 20 كيلومترا، لم يراع الحدود الدولية المرسمة في الخرائط اللبنانية/السورية/الفرنسية، بل رسم خطاً «جديداً» متعرجاً ومنحنياً حول التلال والوديان. ويبدو أن الأمم المتحدة هي من «رسمت» خط الإنسحاب «الجديد» لأسباب خاصة بها. ولكنها اقتطعت الكثير من الأراضي اللبنانية وضمتها إلى الجانب الإسرائيلي. وهي بالتالي مسؤولة بشكل غير مباشر عن بعض الصدامات التي تحصل بين الأهالي وقوات الإحتلال. وتبلغ مساحة هذه الأراضي بموجب بعض التقديرات نحو 10 كيلومترات مربعة، أي ما يفوق كل التحفظات اللبنانية الأخرى على الخط الأزرق. ولعل لبنان في تحفظه على حدود تلك المنطقة التي تضم مزارع شبعا رأى بأنه لو تدخل في رسم «الخط الأزرق» بين جسر الغجر وجبل الشيخ سيعني ذلك تخليه ضمنياً عن مزارع شبعا. وثالثاً: إن الجيش اللبناني قد تحفظ لاحقاً في اجتماعات الناقورة على الخط الأزرق المرسوم على ضفاف نهر الحاصباني بين جسر الغجر وبلدة الغجر، واعتبر أنها لا تتبع خط الحدود الدولية. وهذا هو التحفظ رقم 13 الذي يشار إليه بـ «تحفظ منطقة الوزاني». ولكن الوفد العسكري اللبناني لم يستكمل تحفظه على الخط الأزرق من بلدة الغجر إلى جبل الشيخ لأنه يعتبر أنه قد سبق ولا زال يطالب بإنسحاب إسرائيل من كامل هذه المنطقة.

 

ولهذا فمن المستحسن، وفق النعماني، أن لا تقوم الحكومة اللبنانية بالتخلي عن مطالبتها بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا لأن ذلك سيعني أنه سينفجر في وجهها معضلة جديدة ألا وهو كيفية تصحيح وتثبيت الحدود التي قضمتها إسرائيل في خط الإنسحاب بين جسر الغجر إلى قمة جبل الشيخ والتي لم يتم التطرق إليها بشكل مفصل. وقد يكون من الأفضل أن تحزم الحكومة اللبنانية أمرها، وتقدم إلى هوكشتاين خريطة مفصلة يتم التوافق عليها حول النطاق الجغرافي لمزارع شبعا والحد الشرقي والجنوبي لها.

 

الفوضى في المخيّم لمصلحة مَن!!!

 

على الخط الأمني، سيطر الهدوء الحذر أمس على محاور مخيم عين الحلوة. وشهد المخيم سلسلة خروق لوقف إطلاق النار تركزت قبل ظهر أمس على حي حطين حيث أدى سقوط قذيفة على أحد منازل الحي إلى اشتعال النيران فيه. كما سمع بعد الظهر دوي قذيفتين تبعهما إطلاق نار، ما لبثت أن تطورت إلى تجدد الاشتباكات بين «فتح» والإسلاميين على محور حي حطين جبل الحليب استخدمت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة، ما أدّى الى إصابة مسؤول حركة الجهاد الإسلامي معين عباس وجرح آخر. كما سجل انفجار قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا واختراق رصاص القنص مؤسسة تجارية عند كورنيش صيدا البحري. وتوسعت رقعة الاشتباكات من جبل الحليب – حطين الى محور التعمير – البركسات داخل المخيّم حيث تردّدت أصداء القذائف الصاروخية في مدينة صيدا.

 

وعلى مسار المساعي الجارية، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماعا قبل ظهر أمس في السراي، لبحث الوضع في مخيم عين الحلوة، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات. وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن.

 

وقال الأحمد بعد اللقاء: أنهت لجنة التحقيق التي شُكّلت في وقت سابق أعمالها، وحددت أسماء المتهمين بعملية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي. وكان لا بد قبل ذلك، عودة المهجرين الى منازلهم. وبالمناسبة، في تلك المرحلة وفي اليوم الخامس، لم يكن هنالك أي مهجر من المخيم، ولكن العناصر الارهابية الخارجة عن القانون بقيت مصرة على خرق وقف إطلاق النار والاستمرار باطلاق الرصاص والقصف بشكل عشوائي، ليس في المخيم فقط وفي منطقة المدارس التي تتحصن بها، بل حتى في أنحاء صيدا، فضلاً عن قصف مواقع وثكنات الجيش اللبناني، وكأن هناك من يعطيهم تعليمات لتفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة وليس في المخيم فقط بل في الجوار وفي صيدا وخارج حدود المخيمات، ما يدل على هناك مؤامرة أكبر مما يتصور البعض».

 

أضاف: «هناك جماعات لها اتصالات مع جهات أجنبية استخبارية موثقة لدينا والكل يعرفها. اتفقنا على التمسك بما قررناه وضرورة وقف حقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتورطين في جريمة اغتيال العرموشي ورفاقه وقبله عبد الرحمن الفرهود الذي اغتيل قبل اغتيال العرموشي بأيام». وقال: «يجب عدم استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية في لبنان والفراغ الموجود للعبث بأمن لبنان الشقيق».

 

وكشف عن اتصال جرى أمس من استخبارات دولة أجنبية في داخل لبنان مع هؤلاء حول الوضع، للتحريض وتقديم اغراءات خدمة للبرنامج، وإسرائيل ليست بعيدة عما يدور، وحتى الوضع الداخلي اللبناني والقوى المستفيدة من هذا الفراغ ومن الأزمة السياسية والاقتصادية أيضا لا تريد الخير للبنان بل الفوضى، ولكننا نثق بحكمة القيادة اللبنانية وقدرتها على التصدي لمثل هذه المحاولات وسنكون الى جانبها».

 

كما عقد لقاء قيادي أمس بين حركتي «حماس» و»فتح»، في السفارة الفلسطينية في بيروت للبحث في تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم. وصدر عن هذا الإجتماع بيان شدّد على نقاط عدّة أبرزها: وقف الحملات الإعلامية، وتأكيد قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالتزام تثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المطلوبين، والعمل على تسهيل عودة المهجّرين إلى منازلهم، والإسراع في إخلاء المدارس لإعادة إعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى.

 

وفي ضوء عدم استقرار الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة، مددت رئاسة الجامعة اللبنانية إغلاق كل فروعها في صيدا، كما استمرّت سرايا صيدا في إقفال إداراتها الرسمية.

 

قداديس في عيد ارتفاع الصليب

 

وبمناسبة عيد الصليب، إحتفل الأب فادي تابت في بازيليك سيدة لبنان حاريصا السادسة من مساء أمس بقدّاس من الصليب مع لفيف من الكهنة. تلاه احتفال في الباحة الخارجية مع المؤمنين، تضمّنه تطواف بالصليب المقدّس وإشعال «قبّولة» النار.

 

واحتفل راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جورج بقعوني السادسة من مساء أمس بقداس عيد الصليب، في كنيسة الصليب جعيتا. ويحتفل الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم بقداس عيد الصليب في كنيسة الصليب عين القبو – المتن.

************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

لودريان «يتسلى » بالمقابلات في الوقت الضائع

 

في ظل قناعة شبه راسخة بأن زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان الثالثة الى لبنان من دون جدوى، ما دام لا يحمل جديدا يفك أسر الرئاسة ولا هو قادر على تقريب وجهات نظر القوى السياسية الى نقطة وسط تتيح انجاز الاستحقاق، لم تعد محطات جولة لودريان في بيروت التي تواصلت امس لليوم الثاني على التوالي محط اهتمام اللبنانيين الذين يتطلعون الى موعد جديد في نيويورك مع التئام مجموعة الدول الخماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في 22 الجاري، علّها تجترح تسوية او حلا يمكن معه القفز فوق مطب الازمة بانتخاب رئيس واطلاق قطار الاصلاح. الا ان اللافت بحسب ما ابلغت مصادر غربية “المركزية” هو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الاممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، علما ان لودريان سيتسلم مهامه الفرنسية- السعودية مطلع تشرين الاول المقبل، من دون ان يتحدد حتى الان ما اذا كانت تلك المهام ستنهي وظيفته “اللبنانية”، وهو الخيار الاكثر ترجيحا نسبة لكم العمل الملقى على عاتقه.

 

وفيما لم يسجل اي جديد في لقاءات لودريان، فإن كليمنصو اطلقت جديدا بموقف جنبلاطي وجه سهامه في اتجاه معراب الرافضة للحوار حاسما خياره الى جانب عين التينة في تأييد عقد الحوار.

 

وليد جنبلاط للحوار

 

واصل المبعوث الفرنسي لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عارضا الاستحقاق الرئاسي ومشددا على اهمية الحوار لانجازه. فالتقى امس النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، في حضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة اللقاء النائب وائل أبو فاعور، للبحث في المستجدات السياسية. وقال جنبلاط بعد اللقاء “دائماً لدى حزب “القوات” وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”. ورداً على سؤال ان كان “اللقاء الديمقراطي” أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: “لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته”. وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال جنبلاط: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”. وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.

 

عند رعد

 

وكان رئيس كتلة”الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد استقبل الموفد الفرنسي  صباحا، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏

وتطرق الحديث إلى “المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي”، وفق ما افادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله”. وإعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في  ‏السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”.‏ من جهته، شدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”. وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

 

خطر وجودي

 

بعدها، التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال النائب ياسين ياسين بعد لقائه لودريان: حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان.

 

لا فيتو

 

واستقبل لودريان ممثلا كتلة” تجدّد “النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. وعصرا زار لودريان الصيفي واجتمع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وتوجه منها الى معراب حيث استقبله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتبر ان “الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”.

 

ولفت جعجع  الى ان “من عطل إنتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة”. واكد بانه “ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته”.

 

شرط مسبق

 

ليس بعيدا، اشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني الى ان لودريان لا يحمل جديداً بل الزيارة استتباع للقاءات السابقة ويحاول تقريب وجهات النظر، مضيفاً “يجب ان لا ننسى ان هناك حوارات عدة قائمة بين قوى المعارضة وقوى الاعتدال وغيرها حول الموضوع الرئاسي وبطريقة ثنائية ولكنها لا تختزل الدستور ولا تتعارض معه ولا تُشكّل شرطاً مسبقاً لإنتخاب الرئيس في مجلس النواب. وهذا ما يميزها عن الحوار الذي يدعو اليه بري والذي يبدو من حيث الشكل حوارا اما من حيث المضمون فلا يمت الى الحوار بصلة”.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram