افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 9 أيلول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 9 أيلول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

مخابرات الجيش تنجح بفرض وقف إطلاق النار في عين الحلوة… لكن النار تحت الرماد
باسيل ينسحب من دعم مبادرة بري… وخليل يردّ: كاد المريب في التعطيل يقول خذوني
محاولة تنسيق فرنسي سعودي… وجنبلاط يربط الرئاسة والحوار بتفاهم أميركي إيراني

 نجحت مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة بعد ظهر أمس بقي صامداً حتى ما بعد منتصف الليل، مع بعض الانتهاكات المحدودة، وذلك عبر تحميل الفصيلين الرئيسيين حركة فتح وحركة حماس مسؤولية تثبيت وقف النار، وبقيت قضية إجرائية عالقة تتصل بقدرة الفصيلين على ضمان إخلاء المدارس، التي يشكل الخروج منها نوعاً من التسليم بعدم العودة للقتال، نظراً لمواقعها المؤثرة قتالياً، أما الأمر السياسي الذي بقي عالقاً، وبقي معه الجمر تحت الرماد فهو عدم التوصل إلى حل في قضية تسليم المطلوبين. ومن المتوقع أن يشهد اليوم استمرار الاتصالات والمساعي أملاً بحلحلة القضايا العالقة، فيما قالت مصادر فلسطينية إن جدية تعاون فتح وحماس تستطيع ضمان التهدئة في المخيم.


رئاسياً وسياسياً، كان لافتاً في كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البترون عشية أول أمس انسحابه من الموقف الداعم لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسات حوار محدّدة بسبعة أيام في مجلس النواب تحت عنوان الرئاسة فقط، تليها جلسات انتخاب متتابعة، حيث علّق فور صدور المبادرة مؤيداً بقوله، هذا ما كنا ندعو إليه، وتبعه عدد من نواب التيار بمواقف التأييد. بينما جاء كلام البترون تصعيدياً دون تفسير حيث وجه باسيل سهام التشكيك لمبادرة بري، واضعاً الدعوة في كفة موازية لرفضها، وفق توصيف يقول إن الفريقين يقفان عند محاولة تمرير مقاربة فئوية للاستحقاق الرئاسي. وردّ المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل على كلام باسيل، بهجوم عنيف، تناول باسيل والرئيس السابق ميشال عون، وصولاً للقول إن ما ينطبق على قول باسيل هو كاد المريب في التعطيل أن يقول خذوني.
رئاسياً أيضاً كان كلام النائب السابق وليد جنبلاط في استقبال البطريرك الماروني بشارة الراعي، في ذكرى مصالحة الجبل، اعتبر فيه أن الرئاسة رهينة اتفاق أميركي إيراني، من خلال توجيه أسئلة للوسيط الأميركي في ملف النفط والغاز عن ترسيم حقل بعبدا الرئاسي، ومثلها لوزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عن تسهيل انتخاب الرئيس.
ولليوم الثاني على التوالي تواصلت الاشتباكات المسلحة والكرّ والفرّ بين حركة «فتح» والمجموعات المتطرّفة في مخيم عين الحلوة على محور البركسات والتعمير والطوارئ، أدّت الى عدد من الإصابات، وذلك بعد انهيار الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل الشهر الماضي.


وأدّى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه، حيث تمّ نقله الى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس.
وكانت إحدى قذائف الاشتباكات سقطت على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب بأضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا. وقد وجّه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلاً لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا.
ويشير مصدر رسمي فلسطيني مطلع يشارك في المفاوضات لوقف إطلاق النار، لـ»البناء» إلى أن عودة الاشتباكات، سببها رفض المسلحين تسليم قتلة «العرموشي». ويلفت إلى أن «المجموعات المتطرفة تلقت دعماً خارجياً للسيطرة على المخيم بعد عودة داعش إلى الواجهة في أكثر من ساحة في المنطقة، وكان الاعتقاد أن اغتيال العرموشي يضرب معنويات حركة فتح ويلغي دورها في المخيم، لكنها تفاجأت بأن الحركة استوعبت الضربة وخاضت مواجهة وصدّت المسلحين».
ويحذّر المصدر من مشروع للسيطرة على المخيم، ما يؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وينعكس على بقية المخيمات وبؤر التوتر الأمني في لبنان، لكن فتح لن تسمح بذلك وستعمل للقضاء على الحالة المتطرفة ولن تنتهي المعركة قبل تسليم المسؤولين الثلاثة المعروفين عن مقتل العرموشي». ويكشف عن دخول مسلحين وسلاح وأموال للمجموعات المتطرفة في المخيم.


وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا الالتزام في تثبيت وقف إطلاق النار. مشيرة الى أن «قرار هيئة العمل المركزية بتعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها».
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس ساد الهدوء الحذر في المخيم خرقه بعض الطلقات النارية. لكن مصادر ميدانية لفتت لـ»البناء» الى أن المعركة لم تنتهِ، وهناك جولات قتال جديدة خلال أيام قليلة. وكشفت مصادر «البناء» أن قيادة فتح أبلغت هيئة القوة المشتركة إصرارها على تسليم قتلة العرموشي حفاظاً على أمن المخيم.
وأكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال رعايته حفل إعلان جرود عرسال ورأس بعلبك خالية من مخلّفات الحرب أنّ «انتشارنا هنا على طول الحدود، تتخلّله صعوبات كثيرة، سواء طبيعة المنطقة الجغرافيّة أو نقص العديد، لكنّ عسكريّينا يبذلون قصارى جهودهم لحمايتها ومنع عمليّات التّهريب والنزوح غير الشرعي»، مبيّنًا أنّهم «يتعرّضون لشتّى أنواع الشّائعات والاتهامات بالتّقصير، فيما الحقيقة تثبتها الوقائع اليوميّة بالجهود الجبّارة الّتي تقوم بها الوحدات المنتشرة على الأرض». ودعا كلّ مشكّك إلى «زيارة الحدود والاطّلاع ميدانيًّا على الوضع الّذي ينذر بالأسوأ قريبًا. فكفى تنظيرًا واتّهامات باطلة، وليقفوا خلف الجيش، لأنّه كان صمّام الأمان للبنان وسيبقى كذلك، ولن يحيد عن قسمه وواجباته».


في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية عودة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان، على مسافة حوالي أسبوع من اجتماع اللجنة الخماسية لأجل لبنان في العشرين من الشهرِ الحالي على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك. ومن المقرّر أن يعقد لقاءاته يومي الثلاثاء والأربعاء ثم يغادر لبنان الخميس المقبل.
وينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري ما سيحمله لودريان من اقتراحات للبناء على الشيء مقتضاه، ورجحت أوساط نيابية لـ»البناء» أن يوجه الرئيس بري دعوة للكتل النيابية للحوار في مجلس النواب بعد زيارة لودريان، وبالتالي سيتأخر الحوار الى ما بعد منتصف الشهر الحالي.
وفيما علمت «البناء» أن أغلب الكتل النيابية أبلغت الرئيس بري استعدادها للمشاركة في الحوار، يصرّ حزبا القوات والكتائب اللبنانية على مقاطعة الحوار، فيما ينقسم تكتل التغيير بين المشاركة من عدمها، ولفتت أجواء حزب «القوات اللبنانية» لـ»البناء» الى أنه «لن يشارك في الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري لعدم اقتناعه بجدوى هذه الحوارات» ومشيراً الى «أن انعقاد الحوار من دون القوات والكتائب لا يشكل إحراجاً للقوات، فلكل طرف حق المشاركة لكن لن نغطي حواراً لانتخاب مرشح الممانعة».


وعن موقف «القوات» من جلسات الانتخاب ولمن ستصوّت بعد انفراط عقد فريق التقاطع على جهاد أزعور، أوضحت أن «القوات ستحدّد موقفها من أي جلسة يدعو اليها رئس المجلس لانتخاب رئيس في الوقت المحدد وقبل موعد الجلسة، لكن حتى الساعة الحزب الاشتراكي والتيار يعلنان دعم أزعور رغم الحوار مع الحزب، وأي تغيير على موقف الاشتراكي لا يلزمنا ولكن لن يؤثر على العلاقة مع القوات».
وعما اذا أدى الحوار الى التوافق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لفتت المصادر الى أننا «سنعمل أي شيء لمنع وصوله الى بعبدا بكافة الطرق الدستورية والسياسية، لكن لا يمكن أن يعطل الرئيس بري وفريق الممانعة النصاب لسنة وعندما يؤمن الأكثرية لمرشحه يدعونا الى جلسة».
وفي سياق ذلك، لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى أن «الرئيس نبيه بري شاطر في البهلوانيات، والسؤال الأساسي هو: الحوار حول ماذا؟ لبنان يعيش فراغاً في سدة الرئاسة يقترب من إنهاء عامه الأول، وهذا يعالج بالانتخاب وفق ما ينص عليه الدستور».
في المقابل اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «الشراكة بذاتها تقتضي الحوار والانفتاح والتفاهم وقبول الآخر، من منطلق الحفاظ على الشراكة والمصلحة الوطنية، بعيداً عن إملاءات وتدخلات الخارج، التي لا تتحقق معها المصلحة الوطنية والسيادة والاستقلال». وسأل «ما الذي يمنع من الاستجابة لدعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي، ويدلي كل فريق معنيّ بدلوه. اتقوا الله أيها المسؤولون بحفظ الوطن وسيادته».


في غضون ذلك، وفيما كان الرهان على نجاح الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر حول مطالب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتسويق نتائجه عند حركة أمل لجهة اللامركزية المالية الموسعة والصندوق الائتماني، انفجرت على خط أمل والتيار، الأمر الذي قد يهدّد مشاركة التيار بالحوار وبالتالي يقلص فرص انتخاب رئيس للجمهورية.
وردّ المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل على كلام باسيل خلال حفل عشاء التيار الوطني الحر، مساء أمس الأول، وأشار خليل في بيان الى أنه «بين زجل العم والصهر… وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء وآخر. ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد أن يبدل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية وينتقل الى نغمة الشروط والأولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس الا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته. وبعد أن شعر بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة والتي خلقت دينامية مؤيدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل بالأمس الى تحليل خلط فيه عن سابق تهور الامور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة، لينتقم من الإيجابيات التي تولدت في البلد. وكاد يقول كما المريب خذوني لتعطيل الحوار».


وأضاف: «ليغطي انقلابه على ما كان يفترض انها قناعاته الوطنية والسياسية وتحالفاته، الى تقاطع المصالح الضيقة التي أخّرت وعقّدت وما زالت الوصول الى انتخاب الرئيس العتيد. وعلى مقلب نشيد البطولات الوهمية الذي يكرّره بوقاحة في التدقيق الجنائي وهو الذي فضح اولاً ممارساته ومسؤوليته، وأدانه ببحر من مليارات الفساد والإدارة السيئة له ولمستشاريه من الوزراء التابعين، والعقود المشبوهة من البواخر الى الفيول وصولاً الى الهندسات التي تبنّاها زلينسكي العم واقتراحه والصهر معه خلافاً لكل الادعاءات التجديد بدلاً من التمديد لحاكم البنك المركزي والمحاضر تشهد… وللحديث تتمة».
الى ذلك، جال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أمس في الجبل، وتوج الراعي جولته هذه في قصر المختارة، حيث كان في استقباله وأبي المنى، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.


وأكد الراعي ان «هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، ولا مصالحة من دون مصارحة». وأشار إلى أن «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد أصبح غريبًا عن ذاته».
من جانبه، قال جنبلاط إن «المصالحة في الجبل تكرّست على الرغم من بعض أصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي أدبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن دون تمييز». وتوجّه للراعي بالقول «نقدر عالياً كل الجهود المحلية والعربية التي تقومون بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار». وسأل «هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين وهل يمكن تسهيل انتخاب الرئيس يا سيّد عبد اللهيان»؟.

*******************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

برّي يجمّد الحوار بانتظار لودريان

 سريعاً، تبدّدت الأجواء الإيجابية التي سادت الأسبوع الماضي حيال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حوار «الأيام السبعة» تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة. وسادت خلال الساعات الماضية الأجواء السلبية، بالتزامن مع عودة السجال والتوتر على خط العلاقة بين «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر».

 

وبدت حركة «أمل» منزعجة من ما أسمته «التصعيد الذي بادر إليه رئيس التيار النائب جبران باسيل». وقالت أوساط «أمل» إنه بعدما أعطى باسيل انطباعاً بالتجاوب مع الدعوة، أتت كلمته خلال عشاء هيئة قضاء البترون غير مطابقة لهذا الانطباع» الذي ارتاحت له عين التينة بداية. ووصفت الأوساط نفسها تصريحات باسيل بأنها «حائط سدّ» في وجه المبادرة، ما استدعى رداً من المعاون السياسي لبرّي النائب علي حسن خليل الذي اعتبر أن «باسيل انقلب على المبادرة بعدَ أن شعر بحجم التجاوب الكبير معها»، متهماً إياه بأنه «يريد تعطيل الحوار، لذا بدل ترحيبه بالمبادرة، انتقل إلى نغمة الشروط والأولويات وإثقال المهمة بنقاش عبثي».

 

أوساط قيادية في التيار استغربت قراءة «أمل» لخطاب باسيل، وقالت إن الموقف من الحوار كان دائماً إيجابياً من قبل التيار، لكنّ التيار يحتاج كما غيره من اللبنانيين إلى ضمانات بأن يقود الحوار إلى نتيجة عملانية، وأن المهم هو البحث في آلية للحوار تنتج تفاهماً على إجراء الانتخابات بعيداً عن الضغوط. وأنه يمكن للبنانيين التوصّل إلى اتفاق بمساعدة الخارج. وأضافت الأوساط القيادية في التيار أن الحوار القائم مع حزب الله يستهدف ضمناً التوصّل إلى صيغة تخصّ العنوان الرئاسي.

 

ويأتي هذا الجو ليعزز السلبية التي تعاطت بها بعض قوى المعارضة مع الدعوة، تحديداً حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، فضلاً عن انقسام التغييريين، ما دفع رئيس المجلس إلى «تجميد دعوته إلى حين وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل»، خاصة أن بري «كان يشترط مشاركة كل الكتل النيابية في الحوار حتى لا يكون مبتوراً». وقالت المصادر إن «بري كان يقصد مساعدة لودريان الذي حاول استدراج قوى المعارضة إلى الحوار كممر لجلسات الانتخابات، لكنّ مسعاه أُحبط كما حصل مع الموفد الفرنسي»، مستغربة كلام باسيل الذي ربما يكون مرتبطاً «بتباعد المواقف بينه وبين حزب الله في ما يتعلق بمناقشة مشروع اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة»، حيث إن «حزب الله الذي أبدى تأييداً للّامركزية، لديه اعتراضات كبيرة تتعلق بتقسيم الأقضية والصلاحيات المالية والأمنية التي ستُعطى لها».

*******************************

افتتاحية صحيفة النهار

الجبل يجدد مصالحته ورسالة جنبلاطية “نارية”

اذا كان السعي الأساسي من احياء ذكرى المصالحة المسيحية – الدرزية التي ولدت عام 2001 على يدي البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس #صفير والزعيم الدرزي #وليد جنبلاط، ترسيخ هذه المصالحة وتعميقها في اتجاهات تتجاوز البعد الوطني الى الاقتصادي والاجتماعي، فان يوم الجبل امس كان اختراقا لواقع سياسي ووطني يتسم بالانسداد والقتامة والتدهور واليأس. اذ ان محطات جولة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى بكل ما حفلت به ولا سيما في بعقلين والمختارة بدت بمثابة رسالة مزدوجة : الوجه الأول منها برسم أهالي الجبل للتشديد على ان المصالحة صارت فعل حياة دائمة وتحتاج الى تطوير في ظل الانهيار والفقر والبطالة والهجرة للحفاظ على الصمود الاجتماعي لأبناء المناطق. والوجه الثاني برسم جميع اللبنانيين للقول بان مصالحة الجبل هي النموذج الأكثر تألقا وتاهلا للوطن برمته خصوصا في ظل المعاناة التي يرزح تحتها جميع اللبنانيين وكل المناطق كما في ظل الازمة السياسية التي تواجه انسدادا مطبقا.

 

هذه الدلالات جعلت يوم الشوف وبالاصح يوم الجبل حدثا فريدا بذاته. لكن “فرادته” هذه اتخذت منحى أخر مخالفا حين اخترق الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط الجانب الأشد حساسية من هذا التطور بمفاجأة عبر رسالته النارية المقتضبة التي خاطب بها البطريرك الراعي من باحة المختارة التاريخية. رسالة نارية توجه بها بالانتقاد الصارم علنا الى موفدي الولايات المتحدة وايران الى لبنان كما بانتقاد قاس ضمنا الى من ساد الاعتقاد بانه يقصد به رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لموقفه الأخير من موضوع الحوار. ولعل اللافت في هذا السياق ان البطريرك الراعي الذي سمع موقف جنبلاط بانتباه تام كما قبله موقف شيخ العقل المؤيد بوضوح للحوار، تجنب في المحطتين تناول ملف الحوار وحصر مواقفه بمناسبة حضوره الى الجبل .

 

ففي محطة المختارة من يوم الجبل خاطب جنبلاط البطريرك قائلا أنَّ “المصالحة تكرّست بالرغم من أصوات النشاز من هنا وهناك، والتي تصرّ على نبش القبور وتنسى صفحات العيش المشترك المجيدة للجبل والوطن”، وأضاف: “في أدبياتنا، كلّ الشهداء هم شهداء الوطن دون تمييز من أي جهة كانت، وفي ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف لكن أخطر ممن ينادون بالفراغ، ولا يسهّلون موضوع الانتخابات الرئاسية”. وقال: “في نسخة أخرى من النظريات حول ما يسمى مواصفات الرئيس، وكأنَّ المطلوب أن يتعلّم المجلس النيابي دروساً في النحت أو الخياطة، فعندما تريد الدول حلّ الأمور تحلّها” ولفتَ إلى أنَّ “يأتينا وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل “الترسيم” آموس هوكشتاين وكليهما صرّحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟، فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيّد هوكشتاين وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيّد عبداللهيان؟ وتحديد الصندوق السيادي الجديد مع الدول المعنية والقادة المحليين، سؤال مجدداً من مراقب بعيد”.

 

بدوره، أكّد الراعي أنَّ”هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، ولا مصالحة من دون مصارحة” وأشار إلى أنه “لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد أصبح غريبًا عن ذاته، ولم نهتد حتى الآن إلى حلول وطنية وبذلك فالأمور تتفاقم” متوجّهاً لجنبلاط بالقول: “أنت حامي هذا التاريخ مع نجلك وتحافظ عليه وعلينا أن نحمل هذا الهم، والمسيرة بدأناها معاً ونكملها يداً بيد للعمل معاً من أجل وحدة الوطن وشفائه والمصالحة أن تشمل كلّ لبنان”.

 

وكانت الجولة بدأت في دارة شيخ العقل في شانيه، وشملت بلدة الباروك ثم المكتبة الوطنية في بعقلين حيث توجه أبي المنى للبطريرك الراعي بالقول: “زيارتكم اليوم خطوة مباركة إذ إنّها زيارة تأكيد على نهج المصالحة وتجديد لمسيرة العمل المشترك من أجل نهضة الجبل وتطلّعات الوطن في ظلّ التحديات الكثيرة .مصالحة الجبل التاريخيّة لم تكن ورقة تفاهم موقّعة من زعيم وبطريرك وشيخ وشهود بل كانت عهد الحكماء والأبطال الرجال وكانت عهداً من القلب إلى القلب يقول إنّ الجبل تاريخ والتاريخ لا يُمحى بحادثة هنا ومواجهة هناك”، سائلاً: “لماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة… ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟”.

 

وفي ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ “الحوار سبيل وليس غاية فلماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعياً إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟”.

 

بدوره، أشارَ الراعي إلى أنَّ “الأساس في لبنان هو الوحدة في التنوّع فنحن معاً نشخّص مشكلتنا، ونبحث عن العلاج لمَا نُعانيه وهذا ما نصبو إليه مع شيخ العقل وذوي الإرادة الحسنة، ولن نتراجع عن هذا العمل لأنّه واجبٌ وطنيّ علينا”، مضيفاً “صحّة لبنان من صحّة الجبل وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً كلمة مصالحة تتطلّب أعمالاً ومبادرات وعلى عاتقنا مسؤوليّة مشتركة لنعمل معاً من أجل وحدة شعبنا وهذا لن أتراجع عنه”.

 

#فرنسا و#السعودية

 

في غضون ذلك أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين انه من المتوقع ان يعقد الفريق السعودي الموجود في باريس المؤلف من مستشار ولي العهد السعودي نزار العلولا والمدير في الخارجية السعودية بندر قطان والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري اجتماعات في قصر الاليزيه مع باتريك دوريل المستشار الرئاسي لشؤون الشرق الاوسط والوزير السابق جان ايف لودريان المبعوث الرئاسي للبنان قبل توجه الاخير الى لبنان وبعد محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الهند مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مساء اليوم السبت . وبحسب مصدر فرنسي رفيع لن ينعقد اللقاء بين الفريق السعودي والمسؤولين الفرنسيين الا بعد ان يتم اللقاء السعودي الفرنسي في الهند الذي أعلنت الرئاسة الفرنسية انه سيعقد ظهر اليوم بتوقيت بيروت على هامش قمة العشرين في الهند.

 

نيران #عين الحلوة

 

في غضون ذلك لم يقتصر المشهد الداخلي على مجريات يوم الجبل، بل انشغلت الأوساط الأمنية والسياسية والديبلوماسية بتقصي الدلالات التي يترجمها الانفجار الحاد المتجدد للقتال في مخيم عين الحلوة حيث صار مؤكدا ان الجماعات الأصولية المتشددة تقف وراء تفجير الاشتباكات لمجموعة اهداف تتصل بمن يحرك هذه الجماعات من داخل الحدود كما من ورائها. وكما كان متوقعا، فان الضالعين في اغتيال القيادي الفتحاوي العميد ابو اشرف العرموشي لم يتم تسليمهم الى العدالة، واندلعت منذ مساء الخميس جولة قتال جديدة في عين الحلوة، وتصاعدت امس الاشتباكات المسلحة بين حركة “فتح” والجماعات الأصولية على محور البركسات التعمير الطوارئ، وقد خفت حدتها حيناً واشتدت أحياناً، حاصدة اكثر من أربعين جريحا. وأدى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا خلال الجولة الثانية من الإشتباكات في المخيم، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه. وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب باضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا .وقد وجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا .

 

واشارت حركة “فتح” الى أنّ” الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تجري مع جماعات تكفيرية” لافتةً الى أنّ “هناك محاولات لحث المسلحين على تسليم أنفسهم”. واوضحت “فتح” أنّ لجنة التحقيق بالاشتباكات “لديها أسماء معروفة” كاشفةً أنّ “المسلحين في المخيم ليسوا فلسطينيين فقط وبينهم جنسيات أخرى”.

 

وبدوره أكد المسؤول الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت، وسام أبو زيد، أنه “من الضروري رفع الغطاء عن التكفيريين ووقف الحملات التي تعطيهم أي نوع من الأحقية بمحاولة الهجوم على مكونات الشعب الفلسطيني، وأي فصيل داخل مخيم عين الحلوة”. وقال “هناك إجماع فلسطيني ولبناني رسمي وحزبي وشعبي بأن هذه الحالة تشكل عبئا على الأمن اللبناني والفلسطيني، وهناك علاقات بين الشرعيتين والشعب اللبناني والفلسطيني والقوى بين البلدين، والكل حريص على أمن المخيم والجوار، بالتالي المطلوب رفع الغطاء عن هذه المجموعات التكفيرية فهم يستهدفون الوجود الفلسطيني بشكل أساسي بهدف إنهاء القضية الفلسطينية والمخيم والوجود الفلسطيني، وهناك إجماع حتى من قبل القوى الإسلامية داخل المخيم التي أدانت الاغتيالات التي ارتكبتها المجموعات التكفيرية”.

 

وجرت اتصالات كثيفة لاعلان وتثبيت وقف النار اعتبارا من ساعات المساء حيث تراجعت الاشتباكات ولكن وسط حذر شديد خشية خرق وقف النار في أي لحظة .

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الراعي في الجبل وجنبلاط يُطالب بترسيم أميركي-إيراني لـ«حقل بعبدا»

“القائد” خيار “الخماسية” وقطر مفوَّضة تظهيره مع طهران

 

هبت رياح عربية ودولية لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية. ووفق معلومات «نداء الوطن»، فإنّ اللجنة الخماسية لأجل لبنان تتوجه لتبني ترشيح قائد الجيش، على أن تتولى قطر تظهيره مع ايران بفضل العلاقات بين البلدين. وأتت هذه المعلومات قبيل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الإثنين المقبل في وقت بدت مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية الرئاسية تترنح على وقع سجال نشب أمس بين أوساط بري وبين «التيار الوطني الحر» الذي بدا مؤيداً لهذه المبادرة.

 

ماذا عن تفاصيل هذا التطور في موقف «الخماسية»؟ وفق أوساط وثيقة الصلة باللجنة تحدثت الى «نداء الوطن»، فإن «الخماسية» اصبحت بكاملها الآن في مرحلة الذهاب الى فرصة ثانية في السباق الرئاسي «واعتماد مرشح جديد، من دون أن يعني مسبقاً أنّ هذه الفرصة ستنجح. لكن كل التركيز منصب الآن على الفرصة المرتبطة بقائد الجيش، وهي ستمارس كل الضغط اللازم في هذا الاتجاه. وهذا الضغط قد يترجم ايجاباً وقد لا يترجم كذلك اذا ظهرت عراقيل داخلية».

 

وتضيف الأوساط: «دخلنا الآن جدياً مرحلة قائد الجيش. وهناك ضغط ودفع في هذا الاتجاه. وقد تم تكليف قطر تولّي هذا الأمر، داخلياً ومع إيران في محاولة لدفع هذه المرحلة نحو خيار القائد. أما إذا وصلت الأمور الى حائط مسدود، فسيتم النظر في خيار آخر. لكن هناك قناعة تامة في لبنان بأنه لا يمكن ان يكون هناك رئيس للجمهورية، إلا ضمن المساحة التوافقية بين اللبنانيين، ما يشكل المدخل لإعادة الاستقرار والانتظام المؤسساتي المطلوب». وخلصت الى القول: «ستكون زيارة لودريان المرتقبة للبنان، هي الأخيرة له، قبل أن تتسلم قطر المهمة من الجانب الفرنسي، وذلك انطلاقاً من علاقة الدوحة بايران وسائر الأطراف بتفويض من «الخماسية». وستمضي قطر نحو العمل على الفرصة الثانية للاستحقاق الرئاسي، بعد فراغ ممتد منذ نهاية تشرين الأول الماضي».

 

وفي سياق متصل، أطلّ الاستحقاق الرئاسي في موقف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في أثناء استقباله أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المختارة. فهو قال: «يأتينا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل «الترسيم» آموس هوكشتاين، وكلاهما صرحا بتأييدهما إنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟».

 

وجاءت زيارة البطريرك الراعي للمختارة في إطار زيارة للجبل، بدعوة من شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، لتثبيت المصالحة التي تمّت بين البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير والنائب السابق وليد جنبلاط منذ 22 سنة.

 

وفي قراءة المراقبين لزيارة البطريرك الراعي، أنّ مصالحة الجبل التي هي عنوان الزيارة، تمثل ذكرى «إنتفاضة الاستقلال» عام 2005 التي «أعادت مدّ الجسور التي منع نظام الاحتلال السوري قيامها بين اللبنانيين عندما كان وصياً على لبنان حتى ذلك التاريخ». وقال هؤلاء «إنّ انتفاضة الاستقلال التاريخية أتت بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، وموت الرئيس حافظ الأسد في ذلك العام، وموقف النائب جنبلاط المشهود آنذاك في البرلمان. وكذلك أتت الانتفاضة بعد البيان الشهير الذي أصدره مجلس المطارنة وولادة قرنة شهوان». وتابع المراقبون : «كان هناك مسار على مستوى وحدة اللبنانيين، وهذا ما كان يجب أن يحصل بعد نهاية الحرب اللبنانية عام 1989، ولم يحصل نتيجة منع النظام السوري الاجتماع السياسي اللبناني وتخويف اللبنانيين منه». وخلصوا الى القول:» زيارة البطريرك الراعي اليوم للجبل هي تكريس هذه المصالحة والوحدة المجتمعية اللبنانية والرؤية المشتركة للبنان».

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الجيش اللبناني: الوضع على الحدود مع سوريا «ينذر بالأسوأ»

 

قال قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، الجمعة، إن الجيش يبذل قصارى جهده لمنع التهريب والنزوح غير الشرعي على الحدود، وإن الوضع «ينذر بالأسوأ قريباً»؛ في إشارة، على ما يبدو، إلى الحدود مع سوريا، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

 

ونقل بيان للجيش عن عون قوله، في حفل بمنطقة جرود عرسال، شمال شرقي البلاد: «انتشارنا هنا على طول الحدود تتخلله صعوبات كثيرة، سواء طبيعة المنطقة الجغرافية أم نقص الكثير، لكن عسكريينا يبذلون قصارى جهودهم لحمايتها ومنع عمليات التهريب والنزوح غير الشرعي».

 

وأضاف عون: «مِن هنا أدعو كل مشكك، لزيارة الحدود، والاطلاع ميدانياً على الوضع الذي ينذر بالأسوأ قريباً». وقال وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، في وقت سابق، اليوم، إن ما يجري، اليوم، من عمليات عبور غير شرعي للحدود من سوريا هو نزوح اقتصادي بأعداد «كبيرة جداً». وأضاف أنه «جرى توقيف نحو 8 آلاف سوري حاولوا دخول الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية، وهناك غيرهم كثيرون الذين دخلوا ولا نعرف أعدادهم الحقيقية».

 

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية : لودريان أمام أسبوع الحسم و”الخماسية” تواكـب.. سِهام على مبادرة بري.. والراعي للحوار

لن يكون اللبنانيون في حاجة الى منجّمين ليتنبّأوا بما ستنتهي إليه المبادرات الحوارية. فالواقع الداخلي المنقلب والمنقسم على ذاته، والمفروز بين مكوّنات سياسية تعاكسها، وأخرى تعتبرها فرصةً أخيرة لبلورة حل رئاسي، حَسَم فشلها مسبقاً. الاّ إذا حدثت معجزة خالفت كل التوقعات، وكسرت منطق التعطيل، وجرّت المعطّلين رغماً عنهم إلى صندوقة الاقتراع الرئاسية، وهذا ما باتت تتمنّاه الأكثرية السّاحقة من اللبنانيين الرافضين أن يُختزَلوا أو يُصادَروا من قِبل مكوّنات او أحزاب أو حالات نيابيّة مراهقة، باحثة عن موقع ودور، ولا تستحوذ حتى على مرقد عنزة في عالم السياسة.

الأسبوع المقبل هو اسبوع مفصلي، حيث يشكّل محطة الحسم التي ستتحدّد خلالها الوجهة النهائية لمسار الأزمة الرئاسية، إن في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، أو في الاتجاه الذي يُسقط في أيدي الجميع، ويُخضع لبنان واللبنانيين لسيناريوهات ما فوق الكارثية، تلوح في الأفق.

على انّ الأجواء السائدة داخلياً، بتناقضاتها العميقة، ورؤاها المتصادمة، لا تشجّع على افتراض إيجابيات او اختراقات في الجدار الحواري او الرئاسي. وفي هذه الأجواء، سيدخل لودريان الاسبوع المقبل، مرّة جديدة الى مسرح العبث السياسي، وثمة من افترض انّه سيقارع أبطال الرواية الرئاسية، لعلّه يكسب الرهان ويزيل العوائق من أمام ما سمّاها العملية الحوارية التي يسعى لاطلاقها. الاّ انّ للمطلعين من كثب على جوهر مهمّته وما يحمله معه رأياً آخر، حيث يعتبرون انّ من السذاجة الاعتقاد أنّ مهمّته مفروشة بالآمال، والمعلومات الموثوقة التي في حوزتهم تؤكّد انّ الرجل ليس آتياً بعصا سحرية، بل لا يملك اكثر من أجوبة متناقضة تلقّاها على رسالته إلى الاطراف النيابية، سيكرّر في ضوئها تمنياته على تلك الاطراف للدخول في حوار رئاسي، وبالتالي فإنّ مهمّته على أهميتها بالنسبة اليه، لا تتسمّ بصفة الإلزام لأي طرف بالانصياع لها والتجاوب مع الهدف الذي ترمي اليه.

 

وبحسب هذه المعلومات، فإنّ الحوار الشامل الذي يريده لودريان مستبعد، كما انّ المبادرة الى الدعوة الى حوار بمن حضر، اكثر من مستبعدة، وذلك ربطاً بالمواقف الاعتراضية التي اعلنتها بعض الاطراف، وتحديداً «القوات اللبنانية» وبعض الأطراف السياسية والنيابية المنضوية تحت ما يُسمّى العنوان السيادي، وكذلك التحفّظات والاشتراطات التي أبدتها اطراف اخرى مثل «التيار الوطني الحر»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفرض أن يعتمد لودريان مساراً حوارياً آخر، بحيث قد يتدرّج من الحوار الشامل إلى حوارات ثنائية مع جميع الأطراف، لن تخرج بالتأكيد بما يحقق الغاية المنشودة من مهمّة لودريان.

 

ماكرون وبن سلمان

 

وعلى الرغم من هذه الصورة التشاؤمية التي تفترض الفشل المسبق لمهمّة لودريان، فإنّ مصادر سياسيّة مسؤولة تتريث في إبداء موقف حاسم، وإن كانت في طيات موقفها تضع هذا الفشل كأقوى الاحتمالات. وقالت لـ«الجمهورية»: «صحيح انّ مواقف بعض الاطراف لا تبشّر، ولكن ما علينا سوى ان ننتظر ما سيطرحه لودريان، فأنا على يقين انّه لم يأتِ ليفشل، أو ليغادر لبنان خالي الوفاض، والّا لما كان حضر اصلاً، وخصوصاً انّه يلقى دفعاً مباشراً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، فلا اعتقد انّ هذا الدفع هو في اتجاه الفشل».

 

ترقّبوا «الخماسية»

 

ما يسترعي التوقف عنده في هذا السياق، هو ما كشفته مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، بأنّ اللجنة الخماسيّة تواكب ما وصفتها «مبادرتها» التي يقودها لودريان في بيروت، مشيرة في هذا الصدد الى انّ الملف الرئاسي في لبنان سيكون بنداً اساسياً في اجتماع تعقده اللجنة الخماسية على مستوى وزراء الخارجية على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، وبناءً على ما ستؤول اليه هذه المبادرة في بيروت، ستحدّد خطوتها التالية، حيث انّ نجاحها في تحقيق الغاية المرجوة سيدفع باللجنة الى الثناء على الإيجابية والدفع الى إيجابيات اكبر وتأكيد الاستعداد الكامل للشراكة المباشرة في ما يمكن أن يعجّل بخروج لبنان من أزمته. واما في حال تعثّرها، فستنحى اللجنة في اتجاه رفع يدها نهائياً عن الملف اللبناني، وتحميل الأطراف المعطّلين مسؤولية ما سيتمّ اتخاذه من خطوات وإجراءات قاسية بوتيرة متسارعة وعاجلة بحقهم.

 

أين مبادرة بري؟

 

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو انّ احتمالات الفشل التي تحوم حول مهمّة لودريان، توازيها محاولات جديدة لتعطيل مبادرة الرئيس بري الحوارية. بدءاً من الحملة الاعتراضية عليها التي قادتها «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع، وصولاً الى الشراكة المباشرة فيها من قِبل «التيار الوطني الحر»، الذي تثار تساؤلات جدّية في الاوساط السياسية حول موجبات تدرّج موقفه من الترحيب السريع بها لحظة اطلاقها، الى الاشتراطات ومن ثمّ إطلاق السهام عليها وعلى رئيس المجلس.

 

وقالت مصادر معنية بالمبادرة لـ«الجمهورية»: «انّ المبادرة قائمة، ولن تتأثر بالقصف المتزايد عليها، إنما المؤسف هو المنحى الذي تسلكه اطراف لم يعد ممكناً لأحد أن ينكر بأنّ دم رئاسة الجمهورية مسفوك على مذبح مغامراتها ومزايداتها على بعضها البعض، وأدائها المتسم بالعبث والصبيانية، وفي لحظة شعبوية مستعدة لأن تشطب البلد».

 

ولفتت المصادر الى «اننا حتى الآن ما زلنا نؤكّد أن لا مفرّ من حوار تليه جلسات متتالية ومفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية. لأنّ بديل ذلك فقدان كل عوامل الاطمئنان، وسيادة كل عوامل التوتير والتصعيد، التي إن تفاقمت فلن نترحم على رئاسة الجمهورية بل على الجمهورية».

 

خليل وباسيل

 

إلى ذلك، ردّ المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وقال في بيان: «بين زجل العم والصّهر وجولات الأُنْس، تتبدّل المواقف بين عشاء وآخر. ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد ان يبدّل ترحيبه بمبادرة الرئيس بري الحوارية، وينتقل الى نغمة الشروط والأولويات، وإثقال المهمّة بنقاش عبثي ليس الاّ لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته. وبعد أن شعر بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة التي خلقت دينامية مؤيّدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل بالأمس الى تحليل خلط فيه عن سابق تهوّر، الامور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة، لينتقم من الايجابيات التي تولّدت في البلد. وكاد يقول كما المريب خذوني لتعطيل الحوار… وليغطّي انقلابه على ما كان يفترض انّها قناعاته الوطنية والسياسية وتحالفاته، إلى تقاطع المصالح الضيّقة التي أخّرت وعقّدت وما زالت الوصول الى انتخاب الرئيس العتيد».

 

الراعي في الجبل

في هذه الجواء، تصدّرت المشهد الداخلي زيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى منطقة الجبل، حيث جال على عدد من بلداتها، واستقبله النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط في قصر المختارة. وكانت للراعي سلسلة مواقف، اكّد فيها انّه «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة، وقد بات غريباً عن ذاته»، وقال: «نحن اليوم نعمل لتكون مصالحة صريحة، لأنّه لا مصالحة من دون مصارحة. المؤسف اننا اليوم نخاف ان نقف امام ذواتنا ونخاف ان نشخّص مشكلتنا. وهذا السبب الأساسي لتفاقم مشكلتنا».

 

وقال: «لبنان بحاجة إلى الوحدة. وعلينا ان نبني الوحدة الداخلية في لبنان الغني بالقيم، ونحن من حيث لا ندري نُسقط هذه القيم لتموت. نحن دولة التلاقي والحوار والانفتاح، وهذا ما يُسمّى الحياد اللبناني الايجابي الذي هو من صميم وهوية وطبيعة لبنان، ومن دونه يفقد لبنان دوره ورسالته التي ذكرها القديس البابا يوحنا بولس الثاني. لا يمكن أن يكون لبنان أرض التنوع والحوار إن لم يكن حيادياً، وإلاّ فقد رسالته، ومن هذا البيت الكريم نتطلّع اليوم إلى هويتنا الحقيقية».

 

وفي موقف لافت له، قال وليد جنبلاط: «يأتينا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل «الترسيم» آموس هوكشتاين، وكلاهما صرّحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟».

 

نار المخيم…

 

وفي موازاة المشهد السياسي الملبّد، تتلاحق الصواعق المهدّدة لأمن البلد واستقرارة، بدءاً بملف النازحين السوريين الذي يشهد زحفاً غير مسبوق لأعداد هائلة للسوريين عبر المعابر غير الشرعية، وهو الامر الذي يفاقم المخاطر على نسيج البلد، وصولاً الى الصاعق المشبوه الذي يتبدّى بإشعال النار في مخيم عين الحلوة، مع ما قد يرافق ذلك من شرارات تنذر بمخاطر، ليس على المخيم بل على سائر المناطق اللبنانية المحيطة بالمخيمات.

 

فقد شهد المخيم جولة جديدة من الاشتباكات بين حركة «فتح» و«الاسلاميين» على محور البركسات التعمير الطوارئ، حاصدة إصابات وجرحى. وطال الرصاص الطائش بعض أحياء مدينة صيدا ما ادّى الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه، حيث تمّ نقله الى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس. وكانت إحدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحاً على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها، ما تسبّب بأضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطّم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا.

 

وقد تكثفت الاتصالات على اكثر من مستوى لبناني وفلسطيني لاحتواء الموقف، الاّ انّ الاجواء لا تشي بأي تقدّم في هذا الاتجاه، فيما التوتر لا يزال قائماً، ويُنذر باشتعال الوضع في اي لحظة، وخصوصاً في ظلّ عدم تسليم المشاركين في اغتيال القيادي في حركة «فتح» العميد ابو اشرف العرموشي.

*******************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الراعي في جبل المصالحة.. وجنبلاط لترسيم أميركي – إيراني «لحقل بعبدا»

المعارضة تبلِّغ لودريان الثلاثاء استعدادها لرئيس تسوية.. ونار عين الحلوة تُشعل القلق

 

على بُعد كيلومترات قليلة، بين مخيم عين الحلوة، حيث يدور حوار المدافع والنار، مؤذناً بعدم الاستقرار في هذه البقعة المضطربة مع سقوط 40 جريحاً، والمختارة وبعقلين وجبل الشوف، حيث تجددت المصالحة في الجبل، مع الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي امس، واكد فيها على اهمية «اليوم التاريخي» قبل 22 سنة عندما حصلت مصالحة الجبل بين جنبلاط والبطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير.

وعلى سمع من الراعي الذي وصف جنبلاط بأنه يشكل موضوع امان عند اللبنانيين الذين ينتظرون مواقفه، مشددا على ان «لا مصالحة من دون مصارحة» رد جنبلاط بحضور نجله تيمور وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى، وحضور ممثل لدار الفتوى، هو القاضي الشيخ احمد الجوزو، وممثل للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى القاضي الشيخ حسن عبد الله، بوصفه «مراقب من بعيد» بانتقاد واضح لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون ان يسميه، لجهة ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف، لكن أخطر ممن ينادون بالفراغ ولا يسهلون موضوع الانتخابات الرئاسية»، ولم يوفر جنبلاط ايضا رئيس التيار الوطني الحر، لجهة «النظريات حول مواصفات الرئيس» متهكماً من ذلك بقوله: «وكأن المطلوب أن يتعلم المجلس النيابي دروسا في النحت أو الخياطة».. مطالبا بالكف عن «وضع العراقيل لتغييب الانتخابات» مثمناً ترحيب البطريرك بالحوار.

وفي السياق، طالب جنبلاط وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان، ورجل الترسيم آموس هوكشتاين بترسيم حقل بعبدا، في ما يتعلق بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية.

وقال جنبلاط: «كلاهما صرحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟ وتحديد الصندوق السيادي الجديد مع الدول المعنية والقادة المحليين، سؤال مجددا من مراقب بعيد».

وبالفعل، وجِّهت الدعوات للقاء لودريان الثلثاء في السفارة الفرنسية في بيروت، بعد الحصول على الاجابات الخطية من الكتل والنواب التغييريين، الذين وصلتهم الرسالة الفرنسي، التي بعث بها لودريان، عبر السفارة الفرنسية للنواب.

وكشفت مصادر المعلومات ان المعارضة، على الرغم من ان بعض اطرافها امتنعت عن الاجابة على السؤالين اللذين وجههما لودريان حول الحوار ومواصفات الرئيس، ستحضر، من دوان يكون اللقاء شاملا، بل ثنائيا، ولابلاغ الموفد الفرنسي شرطين الاول مع رئيس تسوية (وسطي) وثانياً عدم انتخاب مرشح الممانع سليمان فرنجية.

والاثنين، يُعقد في باريس اجتماع، يضم الوسيط لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وسفير المملكة في لبنان وليد بخاري.

وعلى هذا الغليان السياسي الامني، يصل الى بيروت الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان ما لم يطرأ ما يؤخر الخطة المعلن عنها، ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن متابعة ما يسرب بشأن الحراك الرئاسي اعطت انطباعا أن الملف انتقل إلى مرحلة جديدة في حين أن الصورة تتضح أكثر بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان إلى بيروت والحوار الذي يعقد.

ولفتت هذه المصادر إلى أنه ليس مؤكدا ماهية النتيجة التي تخرج منها اللقاءات المتصلة بهذا الملف، وأوضحت  أن الشهر الجاري يشهد تحريكا  واسع النطاق للاستحقاق الرئاسي  دون الحسم ما اذا كان يثمر حلا ام لا، ملاحظة أن ذلك يتظهر مع الوقت علما ان هذه الاجتماعات قد تضع خارطة طريق محددة.

وفي سياق آخر اعتبرت مصادر وزارية عبر  «اللواء» أن  ملف النازحين سيخضع للتشريح المفصل في مجلس الوزراء وإن حضور قائد الجيش والمعنيين يعني أن هذه الجلسة ستخرج بقرارات تنفيذية.

وفي سياق ما يصدر من مواقف، كشف مصدر نيابي في المعارضة انها تفصل ما بين دعوة بري للحوار وجلسات الانتخاب المتتاية، اذ هي تشارك فيها، بصرف النظر عن موقفها من الحوار، حسبما اكد النائب جورج عدوان الذي قال: فلتتم غداً صباحا الدعوة لجلسات انتخاب متتالية وسنحضر أكيد، لافتاً إلى أن «الكلام عن العرقلة بعيد عنا كل البُعد». وسأل عدوان: هل من الممكن ان يكون من يحضر جميع الجلسات ويبقى فيها هو المعرقل؟

في المقابل، تساءل رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك: ما الذي يمنع من الاستجابة لدعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي، ويدلي كل فريق معني بدلوه؟. اتقوا الله أيها المسؤولون بحفظ الوطن وسيادته.

ولم يمرّ كلام النائب جبران باسيل في عشاء البترون ليل امس الاول مرور الكرام، لجهة اتهام بري بالسعي الى نسف مبادرته بالتنسيق مع القوات، فبادر النائب علي حسن خليل الى اطلاق بيان قال: بين زجل العم والصهر… وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء واخر. ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد، ان يُبدّل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية، وينتقل الى نغمة الشروط والاولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس الا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته.

اضاف: وبعد أن شعر بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة، والتي خلقت دينامية مؤيدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل بالامس الى تحليلٍ خلط فيه عن سابق تهور الامور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة ، لينتقم من الايجابيات التي تولدت في البلد.

 

جولة الراعي

 

وكان البطريرك الراعي استهل جولته في الجبل، بزيارة إلى شانيه حيث كان في استقباله شيخ عقل طائفة الموحّدين  ونواب من كتلة اللقاء الديموقراطي وفعاليات مسيحية ودرزية.

وقال الشيخ أبي المنى مرحّباً بالبطريرك الراعي: في حضوركم رسالة محبّة وأخوّة وترسيخ للمصالحة ورسالة العيش معاً، وهي تعبّر عن حقيقة الجبل الواحد الموحّد.

من جهته، توجّه البطريرك الراعي للشيخ أبي المنى بالقول: في قلبك همّ وحدة اللبنانيين، وأعرب عن فرحتي وشكري لهذا اليوم الذي يجمعنا، ومن خلال هذه الزيارة أعبّر عن روابط المحبّة والصّداقة التي تجمعنا.

مضيفاً: «صحّة لبنان من صحّة الجبل وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً. كلمة مصالحة تتطلّب أعمالاً ومبادرات وعلى عاتقنا مسؤوليّة مشتركة لنعمل معاً من أجل وحدة شعبنا وهذا لن أتراجع عنه.

بدوره، قال أبي المنى: مصالحة الجبل التاريخيّة لم تكن ورقة تفاهم موقّعة من زعيم وبطريرك وشيخ وشهود، بل كانت عهد الحكماء والأبطال الرجال وكانت عهداً من القلب إلى القلب يقول إنّ الجبل تاريخ والتاريخ لا يُمحى بحادثة هنا ومواجهة هناك».

وسأل: لماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة… ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟.

وفي ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ «الحوار سبيل وليس غاية فلماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعياً إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟».

ومن بعقلين انتقل ابي المنى والراعي الى قصر المختارة، حيث كان في استقبالهما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط وسط حشد سياسي وديني وشعبي كبير. وفي المناسية، اكد الراعي، ان «هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، نحن اليوم نعمل لتكون مصالحة صريحة لانه لا مصالحة من دون مصارحة. المؤسف اننا اليوم نخاف ان نقف امام ذواتنا ونخاف ان نشخص مشكلتنا وهذا السبب الاساسي لتفاقم مشكلتنا. ومرضنا بات كالسرطان يفتك رويدا ليأكل الجسم».(تفاصيل ص 3)

 

قائد الجيش: لا للتشكيك

 

على صعيد آخر، أعلن قائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال احتفال أقيم في رأس بعلبك لإعلان جرود عرسال ورأس بعلبك خالية من مخلفات الحروب، أن «انتشارنا هنا على طول الحدود تتخلله صعوبات كثيرة سواء طبيعة المنطقة الجغرافية أو نقص العديد، لكنّ عسكريينا يبذلون قصارى جهودهم لحمايتها ومنع عمليات التهريب والنزوح غير الشرعي. ويتعرّضون لشتّى أنواع الشائعات والاتهامات بالتقصير، فيما الحقيقة تثبتها الوقائع اليومية بالجهود الجبّارة التي تقوم بها الوحدات المنتشرة على الأرض.

مؤكدا: كفى تنظيراً واتهامات باطلة وليقفوا خلف الجيش، لانه صمام الامان للبنان.

 

معارك عين الحلوة

 

أمنياً، تجددت مساء امس الاول ونهار امس، جولة قتال جديدة في عين الحلوة، بين حركة «فتح» و«الاسلاميين» على محور البركسات التعمير الطوارئ، وسقط نتيجتها حتى عصر امس 39 جريحا، وإصابة أعضاء لجنة حطين داخل المخيم أثناء مساعيهم لوقف إطلاق النار. مع موجة نزوح كبيرة للسكان.

وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب باضرار جسيمة في سطح المبنى وفي ألواح الطاقة الشمسية. وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا. وسُجل سقوط ثلاث قذائف طالت مخيم المية ومية وحي الفيلات. كما تم قطع السير عند الاتوستراد الشرقي صيدا والغازية من جانب سوق الحسبة وتحويله إلى الطريق البحرية جراء الرصاص الطائش.

وعلى رغم المساعي والحديث عن اتفاق لوقف اطلاق النار، إلّا ان التوتر استمر مع استمرار الاشتباكات المتقطعة، التي ارتفعت حدتها بعد الظهر. وانتقلت الاشتباكات قبيل الغروب بين «فتح والإسلاميين» من داخل عين الحلوة الى محور حطين جبل الحليب.

وأفادت المعلومات مساء أمس، أن الاتصالات التي جرت على اعلى المستويات اللبنانية والفلسطينية، اثمرت اتفاقا على وقف اطلاق النار عند السابعة مساء في مخيم عين الحلوة. لكن بالرغم من وقف اطلاق النار ظل يُسمع بين الحين ولاخر رصاص قنص متقطع.

وقد وجّه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا التي تحصن فيها المسلحون الاسلاميون اضافة الى بيوت تركها اصحابها هربا من المعارك.

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

النصف الثاني من أيلول ستظهر فيه اشارات لحسم الشغور الرئاسي لاحقاً

الراعي: لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد بات غريباً عن ذاته

الاشتراكي: زيارة البطريرك للجبل صفحة بيضاء في السواد المهيمن على لبنان – نور نعمة

 

بدأ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي امس زيارته الى الجبل في ذكرى المصالحة رافقه فيها على مدى ساعات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى. اول بلدة شانيه زارها الراعي وبعدها الباروك ثم بيت الدين وخاصة بعقلين وصولا الى المختارة حيث اقام النائب السابق وليد جنبلاط مأدبة غذاء على شرف البطريرك الماروني.

 

واعلن الراعي من المختارة ان هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين ولا مصالحة من دون مصارحة، كما أكّد الراعي انه «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد بات غريبا عن ذاته وهو مريض يجب تشخيص مرضه ومعالجته بالمصالحة الصريحة بين جميع اطيافه».

 

اما وليد جنبلاط فصرح ان المصالحة تكرّست على الرغم من بعض اصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي ادبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن دون تمييز من اي جهة. وفي تلبية مأدبة الغذاء في قصر المختارة، اثنى البطريرك الراعي على «الجهود المحلية والعربية التي تقوم بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار».

 

وفي هذا السياق، قال النائب وائل ابو فاعور للديار ان جولة البطريرك الراعي الى الشوف تشكل صفحة بيضاء في ظل السواد الذي يهيمن على لبنان كما انه يجسد مشهدا وطنيا جامعا وسط ارتفاع اصوات تطالب بالانقسام والشرذمة مشددا انه ليس لدينا مسار الا الوحدة والتفاهم .

 

والحال ان البطريرك الراعي بات لا يستطيع الانتظار الى ما لا افق له من موعد انتخاب رئيس للجمهورية جديد وهو ايضا متخوف من سلسلة الشواغر في المراكز المارونية في البلاد بدءا من رئاسة الجمهورية الى حاكم مصرف لبنان ويمكن ان يلحق بهما موقع قائد الجيش اللبناني في كانون الثاني المقبل موعد وصول قائد الجيش جوزاف عون الى السن القانونية للتقاعد. وتضيف المصادر ان البطريرك ينظر الى النزوح السوري بأنه مخطط يشجع السوريين بدخول لبنان فيما يفترض بهذه الجهات الدولية تحديدا ان تحمي لبنان وصيغة العيش فيه والوجود المسيحي على وجه التحديد.

 

اما عن الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري يظل الوسيلة الافضل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث رحب وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط بموقف الراعي المؤيد للحوار.

 

في غضون ذلك، تقول اوساط سياسية رفيعة المستوى ان دولة قطر سعت الى حصول الاجتماع بين قائد الجيش جوزاف عون والنائب محمد رعد وعليه تعمل الدوحة حاليا على فتح قنوات اتصال بين العماد جوزاف عون والايرانيين. واشارت الى ان هذا الاجتماع كان ايجابيا الا ان موضوع رئاسة الجمهورية بقي شأنا من شؤون بحثها الطرفان. وتابعت هذه الاوساط عبر الديار بالقول ان حزب لله يسعى لمعالجة الشغور الرئاسي بطرق عملية وبراغماتية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية خاصة في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والكياني الحاصل في البلد. وترى الاوساط السياسية رفيعة المستوى ان حزب الله اصبح لديه قناعة ان ترشيح رئيس تيار المردة لرئاسة الجمهورية لن يكتب له النجاح على ارض الواقع انما هذه المعطيات لا تعني ان حزب الله تخلى عن مرشحه فرنجية حتى اللحظة.

 

وفي سياق متصل، يأتي الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الاثنين المقبل تزامنا مع حركة موفدين قطريين وسعوديين.

 

حتى اللحظة، لا يبدو ان هناك جدول اعمال واضحا وعلى الارجح ان لودريان سيقوم بلقاءات ثنائية في حين كشفت اوساط عين التينة للديار ان 85 نائبا سيلبون الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري.

 

من جهة اخرى، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال كلمته في البترون ان بري قدم صيغة حوار ملتبسة متوجسا من ان هناك «ميل» الى تطيير الفرصة بالدعوة الى جلسات انتخابية مفتوحة في ظل تمسك المعارضة برفضها المطلق للحوار.

القوات اللبنانية: من يلبي حوار بري يمعن في تعطيل الانتخابات الرئاسية

 

من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية للديار ان هناك تعارضا كبيرا مع دعوة الرئيس بري الى الحوار حيث تعتبر المعارضة من القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين والتغييريين ان اي تلبية لحوار بري تشكل امعانا في ضرب الانتخابات الرئاسية وانقلابا على الدستور ونسفا لمجلس النواب وضربة لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة كما انها تزرع اليأس في قلوب الناس من اجل ان لا تذهب الى صناديق الاقتراع مرة اخرى بما ان الحوار يلغي دور البرلمان واللعبة الديمقراطية.

 

وردا على ما قاله النائب جبران باسيل ان المعارضة تقدم هدية مجانية للرئيس بري بتطيير جلسات انتخابية مفتوحة، رأت المصادر القواتية ان موقف المعارضة من الحوار ليس وجهة نظر سياسية بل ينطلق من احترامها للدستور الذي ينص على دعوة لجلسة انتخابية واحدة ودورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

مخيم عين الحلوة: من يفجر الوضع فيه؟

 

الى ذلك، تفجر الوضع من جديد في مخيم عين الحلوة وعادت الاشتبكات العنيفة بين حركة فتح والمجموعات الفلسطينية الاسلامية وقد قال شهود عيان ان متفجرات ثقيلة واسلحة متطورة يتم استخدامها في القتال وهذا الامر يطرح الكثير من الاسئلة عن كيفية حصول المقاتلين على هذه الاسلحة وكيفية دخولها الى المخيم فضلا عن مصدر التمويل و المحرضين الذين يقفون وراء جولات العنف التي تحصل في مخيم عين الحلوة. وفي تحليل لبعض القيادات في مخيم عين الحلوة فان ما تقوم به المنظمات التكفيرية هو لاضعاف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. واضافت ان هذا المخطط لن يمر وحركة فتح والمنظمات الفلسطينية ستحسم الامر لتأمين الاستقرار والامن في المخيم.

موجة النزوح السوري الى لبنان وهجرة اللبنانيين من بلدهم

 

الى ذلك، يشهد لبنان موجة نزوح للسوريين بشكل كثيف وقد شكل هذا الامر خضة سياسة واجتماعية على المشهد اللبناني بما ان الدولة اللبنانية غير قادرة على تحمل اعباء النازحين السوريين الذين اتوا في بداية الحرب السورية وقد ادى النزوح الى تداعيات خطيرة على الاقتصاد اللبناني وعلى الحياة المعيشية للبنانيين فكيف سيكون الوضع اليوم مع نزوح جديد من سوريا الى لبنان؟ ببساطة، ان موجة النزوح للسوريين الاخيرة هي كارثية على الصيغة اللبنانية حيث يشكل خطرا على التوزانات القائمة في نسيج المجتمع اللبناني. علاوة على ذلك، هذا النزوح الجديد للسوريين يرهق اقتصاد لبنان المنهك اصلا من بنى تحتية وطبابة وكهرباء.في المقابل، يشهد لبنان هجرة ابنائه بوتيرة عالية تحولت الى نزيف داخلي اذ تفككت العائلات اللبنانية بنسبة كبيرة جراء الهجرة حيث تراجع عدد اللبنانيين في لبنان بشكل كبير في وقت يزداد عدد النازحين السوريين.

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

تكريس مصالحة الجبل.. جنبلاط يناشد هوكشتاين وعبد اللهيان ترسيم «حقل بعبدا »  

 

يوم تاريخي جديد اضيف الى سجلات مصالحة الجبل الثابتة ثبات ارادة مريديها. يوم آخر جدد فيه اللبناني المسيحي واخوه الدرزي في المواطنة عهد الـ»نعم» لعيش مشترك في واحة مصالحة وسلام بعيدا من لغة الحديد والنار. حمل سيد بكركي ارث سلفه البطريرك نصرالله صفير  وجال به في مناطق الجبل متقاطعا مع شيخ العقل في رغبة تكريس مصالحة عمرها 20 عاما.

 

لكن على الضفة المقابلة وعلى ارض الوطن نفسه، لا رغبة بالمصالحة ولا بالمصارحة بل عنف وجولات قتال ومزيد من الدماء. في تلك البقعة الجنوبية حيث استوطن الفلسطينيون صراع محلي- اقليمي يتفجر مجددا حينما تقتضي مصالح الرعاة الاقليميين فيدفع سكان عين الحلوة والجوار الثمن غاليا عند كل جولة قتال.

 

لبنان اصبح غريبا

 

بين الجبل وعين الحلوة اذا توزع الحدث المحلي امس. فقد جال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى امس في الجبل، وتوج الراعي جولته هذه في قصر المختارة، حيث كان في استقباله وابي المنى، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط . في المناسبة، اكد  الراعي ان «هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، ولا مصالحة من دون مصارحة». واشار الى أنه «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحال وقد أصبح غريبًا عن ذاته».

 

حقل بعبدا

 

من جانبه، قال جنبلاط ان «المصالحة في الجبل تكرّست على الرغم من بعض اصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي ادبياتنا. الشهداء كلهم شهداء الوطن من دون تمييز «. وتوجه للراعي بالقول «نقدر عالياً كل الجهود المحلية والعربية التي تقومون بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار». وسأل «هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين وهل يمكن تسهيل انتخاب الرئيس يا سيّد عبد اللهيان»؟

 

مَن المعرقل؟

 

من جانبه، أكد عضو تكتّل «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان، من الجبل ايضا أن، البطريرك الراعي، «لم يربط الحوار بالبرلمان ولا بالجلسات المتتالية»، مشيراً إلى»استمرار التنسيق مع غبطته». أضاف: فلتتم غداً صباحاً الدعوة لجلسات انتخاب متتالية وسنحضر أكيد، لافتاً إلى أن «الكلام عن العرقلة بعيد عنا كل البُعد». وسأل عدوان: هل من الممكن ان يكون من يحضر جميع الجلسات ويبقى فيها هو المعرقل؟

 

جعجع

 

ليس بعيدا من الشأن الرئاسي، وفي وقت قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «الرئيس نبيه بري شاطر في البهلوانيات، والسؤال الأساسي هو: الحوار حول ماذا؟ لبنان يعيش فراغا في سدة الرئاسة يقترب من إنهاء عامه الأول، وهذا يعالج بالانتخاب وفق ما ينص عليه الدستور» وكان جعجع قد عرض، في المقر العام للحزب في معراب، مع السفير المصري لدى لبنان ياسر علوي، لتطورات الإستحقاق الرئاسي.

 

للحوار

 

في المقابل، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك ان «الشراكة بذاتها تقتضي الحوار والإنفتاح والتفاهم وقبول الآخر، من منطلق الحفاظ على الشراكة والمصلحة الوطنية، بعيدا عن إملاءات وتدخلات الخارج، التي لا تتحقق معها المصلحة الوطنية والسيادة والاستقلال». وسأل «ما الذي يمنع من الاستجابة لدعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي، ويدلي كل فريق معني بدلوه. اتقوا الله أيها المسؤولون بحفظ الوطن وسيادته».

 

بين العم والصهر

 

في الاثناء، وتعليقاً على الكلام الصادر خلال حفل عشاء التيار الوطني الحر مساء أول من أمس، صدر عن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل البيان الآتي «بين زجل العم والصهر… وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء واخر. ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد ان يبدل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية وينتقل الى نغمة الشروط والاولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس الا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته.

 

عين الحلوة

 

امنيا، كما كان متوقعا، وبما ان الضالعين في اغتيال القيادي الفتحاوي العميد ابو اشرف العرموشي لم يتم تسليمهم الى العدالة، اندلعت مساء اول امس، جولة قتال جديدة في عين الحلوة، واستمرت اليوم الاشتباكات المسلحة بين حركة «فتح» و»الاسلاميين» على محور البركسات التعمير الطوارئ، وقد خفت حدتها حيناً واشتدت أحياناً، حاصدة اصابات وجرحى. وأدى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا خلال الجولة الثانية من الإشتباكات في المخيم، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه حيث تم نقله الى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس. وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب باضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا. وقد وجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا.

 

يوم تاريخي جديد اضيف الى سجلات مصالحة الجبل الثابتة ثبات ارادة مريديها. يوم آخر جدد فيه اللبناني المسيحي واخوه الدرزي في المواطنة عهد الـ»نعم» لعيش مشترك في واحة مصالحة وسلام بعيدا من لغة الحديد والنار. حمل سيد بكركي ارث سلفه البطريرك نصرالله صفير  وجال به في مناطق الجبل متقاطعا مع شيخ العقل في رغبة تكريس مصالحة عمرها 20 عاما.

 

لكن على الضفة المقابلة وعلى ارض الوطن نفسه، لا رغبة بالمصالحة ولا بالمصارحة بل عنف وجولات قتال ومزيد من الدماء. في تلك البقعة الجنوبية حيث استوطن الفلسطينيون صراع محلي- اقليمي يتفجر مجددا حينما تقتضي مصالح الرعاة الاقليميين فيدفع سكان عين الحلوة والجوار الثمن غاليا عند كل جولة قتال.

 قائد الجيش: الوضع ينذر بالأسوأ

 

وكفى تنظيراً واتّهامات باطلة

 

أقيم في رأس بعلبك حفل إعلان جرود عرسال ورأس بعلبك خالية من مخلفات الحروب برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، في حضور سفراء الولايات المتحدة الأميركية Dorothy Shea واليابان Magoshi Masayuki  وهولندا Hans Peter Van Der Woude وكوريا الجنوبية Park IL، ومحافظ البقاع بشير خضر، ومدير برامج المجموعة الاستشارية للألغام MAG السيد Greg Crowther، ومدير المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد الركن جهاد البشعلاني، إضافة إلى ممثلين عن الدول المانحة.

 

وألقى العماد عون كلمة اعتبر فيها «أن التزام الجيش تجاه الأهالي في عرسال ورأس بعلبك والقاع يترجَم بتسليمهم أراضيهم خالية من مخلفات الحروب، بعدما حررها الجيش من التنظيمات الإرهابية في معركة فجر الجرود»، مؤكدًا «استمرار المؤسسة العسكرية في تنظيف بقية الأراضي اللبنانية». وقال: «إن وقوف الدول الصديقة إلى جانبنا، وكذلك المنظّمات غير الحكومية بمختلف إمكاناتها، ساعدنا بشكل ملحوظ في إنجاز المهمّة (…)».

 

ولفت الى «ان انتشارنا على طول الحدود تتخلله صعوبات كثيرة سواء طبيعة المنطقة الجغرافية أو نقص العديد، لكنّ عسكريينا يبذلون قصارى جهودهم لحمايتها ومنع عمليات التهريب والنزوح غير الشرعي. ويتعرّضون لشتّى أنواع الشائعات والاتهامات بالتقصير فيما الحقيقة تثبتها الوقائع اليومية بالجهود الجبّارة التي تقوم بها الوحدات المنتشرة على الأرض. من هنا أدعو كلّ مشكّك لزيارة الحدود والاطّلاع ميدانيًّا على الوضع الذي ينذر بالأسوأ قريبًا. فكفى تنظيرًا واتّهامات باطلة وليقفوا خلف الجيش، لأنه كان صمّام الأمان للبنان وسيبقى كذلك، ولن يحيد عن قسمه وواجباته».

 

وكانت كلمات لكل من مدير برامج MAG  ومحافظ البقاع  والسفراء المشاركون الذين أكدوا استمرار سلطات بلادهم في الوقوف إلى جانب لبنان خلال المرحلة الراهنة الحافلة  بالصعوبات، ودعم الجيش اللبناني (…)».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram