افتتاحية صحيفة البناء
تنسيق روسي سعودي بمواصلة خفض إنتاج النفط…وامتعاض أميركي من الرياض /
مواجهات قسد والعشائر العربية تنتقل من منطقة إلى منطقة… والمقداد: ندعم العشائر /
بري يواصل حشد التأييد النيابي لمبادرته… وفشل كتائبي قواتي في استقطاب جنبلاط /
أكد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على استمرارية العمل بقواعد التنسيق المعتمدة بين الدولتين الأكثر إنتاجاً في مجموعة أوبك بلاس، روسيا والسعودية، والذي يقضي باستمرار العمل بتخفيض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً. وجاء التأكيد عقب اتصالات أميركية حثيثة بالقيادة السعودية حملت تمنيات الرئيس جو بايدن بأن تمتنع السعودية عن السير بالتخفيض الجديد، لتسهيل مهمة إدارة الرئيس بايدن في تخفيض أسعار الوقود. وعلّق البيت الأبيض على القرار السعودي بالامتعاض، معلناً أن ذلك لن يغير من مساعي البيت الأبيض لتخفيض أسعار الوقود.
في شرق سورية تواصلت الاشتباكات بين الجماعات الكردية المسلحة العاملة تحت اسم قسد، ومسلحي العشائر العربية، رغم إعلان «قسد» الحسم العسكري في بلدة ذيبان والسيطرة عليها، ونفي العشائر لنهاية القتال والإعلان عن توسّع دائرة الاشتباكات الى مناطق جديدة، وصولاً الى منطقة حقول العمر النفطية. وقالت مصادر أمنية في العشائر العربية شرق سورية إن معارك الكر والفر بدلا من خطوط التماس الثابتة سوف تصبح هي العنوان المقبل للاشتباكات، بينما أعلن وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، أن الحكومة السورية تقف حكماً الى جانب العشائر العربية التي تمثل إرادة المواطنين السوريين في التصدي للجماعة الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي. وقال المقداد في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية، «إن ما يجري في الشرق السوري لا يحتاج إلى بيانات رسمية، لكون المواطنين السوريين يخوضون نضالًا وطنيًا باسم جميع السوريين، في معركتهم ضد الاحتلال والمسلحين الموالين له».
لبنانياً، تواصلت المواقف النيابية المؤيدة لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما حاولت القوة المناوئة متمثلة بـ تحالف حزبي القوات اللبنانية والكتائب، فك العزلة عن موقفهما، من خلال السعي لاستعادة الحزب التقدمي الاشتراكي إلى خيار مشترك، على قاعدة تحالف دعم ميشال معوّض ولاحقاً جهاد أزعور، لكن النائب تيمور جنبلاط ونواب اللقاء الديمقراطي الذين استقبلوا ممثلي القوات والكتائب أكدوا دعمهم المطلق لمبادرة بري، بينما أعلن التيار الوطني الحر أن مواقف هامة سوف يطلقها رئيس التيار النائب جبران باسيل اليوم من عشاء التيار في البترون، بحضور الرئيس السابق ميشال عون.
تترقب الأوساط السياسية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الكتل النيابية الى حوار في عين التينة وفق المبادرة التي أطلقها، إذ ينتظر الرئيس بري وفق مصادر مطلعة لـ«البناء» أن تحسم الكتل النيابية موقفها لجهة المشاركة من عدمه وما إذا كانت لديها شروط أو مطالب، وبالتوازي ينتظر رئيس المجلس عودة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت ليطلع على ما في جعبته وعلى حصيلة المشاورات التي سيجريها الأخير مع أعضاء اللجنة الخماسية قبل وصوله الى لبنان.
وأوضحت أجواء عين التينة لـ«البناء» أن «الرئيس بري في خطابه في 31 آب لم يشكل دعوة رسمية للحوار بل وضع الكرة في ملعب الكتل النيابية والقوى السياسية لكي يعلنوا موقفهم من الحوار قبل أن يبادر بري الى الدعوة اليه، لأن رئيس المجلس لن يخطو دعسة ناقصة، وهو قام بما عليه والكرة في ملعب الآخرين ويجب أن يتحملوا مسؤولياتهم بتلبية الحوار والسعي لانتخاب رئيس، لذلك فإن بري ينتظر مواقف الكتل والقوى السياسية لكي يبني على الشيء مقتضاه وإذا لمس تجاوباً من معظم الكتل، فسيدعو الى الحوار رسمياً ويحدد موعده وتفاصيله».
ونقل عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية، عن الرئيس بري قوله إنه «قصد فتح جلسة انتخابية واحدة بعد الحوار وتبقى مفتوحة بدورات متتالية ما يتيح انتخاب رئيس بـ65 صوتاً مع نصاب حضور 86 نائباً». ولفت عطية، الى أن «الفرنسيين هنأوا بري على مبادرته التي وصفوها بالسيادية واللبنانية بامتياز، وهو قد يدعو الى الحوار قبل نهاية أيلول وينطلق من نحو 80 نائباً مؤكدين وهو يريد أن يكون الحوار جامعاً ويتريث بالدعوة إليه نتيجة المواقف الرافضة من المعارضة».
وجال السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو على المسوؤلين، وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، يرافقه الملحق السياسي Quentin Jeantet والملحق السياسي والاعلامي Romain Calvary في زيارة تعارف، اثر توليه مهامه الديبلوماسية الجديدة وتحضيراً للعودة المرتقبة للودريان الى لبنان.
كما زار وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، وأكد السفير الفرنسي أن «الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يولي الملف اللبناني أهمية خاصة»، مشدداً على «استمرار الدعم الفرنسي للبنان والحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن».
في موازاة ذلك، التقى ميقاتي سفير دولة قطر الجديد في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والوزير المفوض علي بن محمد المطاوعة.
وتردّدت معلومات عن زيارة مسؤول قطري الى لبنان أواخر الشهر الحالي للبحث بالملف الرئاسي مع المسؤولين اللبنانيين، لكن مصادر «البناء» كشفت عن امتعاض سعودي من الدور القطري في لبنان الذي يسعى لتسويق قائد الجيش للرئاسة، لكن مصادر «البناء» استبعدت أن يتم التوافق على قائد الجيش لا سيما أن الملف لم يطرح ولا زال الثنائي الشيعي متمسكاً بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وبالتالي من الصعب التوافق على قائد الجيش بظل الاعتراض السياسي والتعقيدات الدستورية.
وتحدثت مصادر إعلامية عن «لقاء جمع قائد الجيش العماد جوزيف عون بالنائب محمد رعد قبل أيام وحرص الجانبان على ابقاء هذا الاجتماع سرياً بحيث أن ايّ طرف سيسرّبُ حصوله ومضامينه فللطرف الآخر حقُّ النفي»، وكشفت المصادر أن «مضمون لقاء قائد الجيش والنائب محمد رعد كان رئاسياً لكن في اطار التشاور».
جدد المطارنة الموارنة «دعوتهم النواب إلى تحمُّل مسؤولياتهم وانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية، لاكتمال السلطات الدستوريّة إنقاذًا للبلاد مما تُعانيه من انهيارٍ مالي واقتصادي، وتفكُّك للدولة، وتهديدات أمنية، ومحاولات مُتنوِّعة لوضع اليد على القرار الوطني، ونزيف شبابي إلى الخارج».
وخلال اجتماعهم الشهري في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، سجِّل المطارنة «تحفُّظهم البالغ حيال الحديث عن خطوات دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود البريّة بين لبنان و»إسرائيل» على الرغم من أنّ هذه الحدود مرسّمة ومثبتة باتفاقات دوليّة، وفيما موقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الإجرائيّة اللبنانيّة غير مكتملة الصلاحيّات، وهما المرجعيّة الصالحة الوحيدة لإدارة هذه العمليّة والإشراف على ترجمتها». وأبدوا خشيتهم من «تفلُّت السلاح غير الشرعي الذي يخلّف جرائم قتل وتعدٍّ وسرقات»، ودانوا استعماله الذي يُسقط برصاصه الطائش ضحايا بريئة، مناشدين السلطة المعنيّة ضبطه وإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلين.
وحذرت أوساط سياسية وأمنية عبر «البناء» من انعكاسات التطورات العسكرية في سورية على لبنان لا سيما في المعارك الدائرة في شرق سورية بين العشائر العربية والتنظيمات الكردية المسلحة، ما سيؤدي الى أزمة نزوح جديدة الى لبنان ويفاقم الأزمة الاقتصادية ويرتب تداعيات أمنية خطيرة. وعلمت «البناء» في هذا الصدد أن «الجيش اللبناني والإجهزة الامنية كافة اتخذت اجراءات مشددة على الحدود اللبنانية السورية البحرية والبرية لمنع اي موجات نزوح الى لبنان ويتم التنسيق مع السلطات السورية».
ويعقد مجلس الوزراء اليوم جلستين الأولى بجدول أعمال عادي، والثانية لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة. وأوضحت وزارة المالية في بيان حيال ما يتم تداوله عن فرض رسوم على النعوش التي تحمل جثثاً بشرية قادمة من الخارج والوارد في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2024، وحيال اللغط القائم والتصريحات التي أدليت بشأنه، مشيرة الى ان «ما ورد في متن مشروع الموازنة ما هو سوى اقتراح رسم من سلسلة اقتراحات رسوم مرسلة من وزارة البيئة في جدول مؤلف من 43 صفحة، ولم يكن ابداً وليد اقتراح من وزارة المالية. وبالتالي فإن الوزارة ترى في الموقف إزاء سحبه من قبل وزير البيئة بادرة حسنة ستلقى من وزارة المالية كل التجاوب».
وبقيت تصريحات نائب حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري خلال زيارته الى السعودية محل متابعة داخلية لجهة وقف تمويل مصرف لبنان للدولة وتلويحه بأزمة رواتب القطاع العام الشهر المقبل.
وأشار خبير في الشؤون المالية والاقتصادية لـ«البناء» الى أن «قانون النقد والتسليف يلزم مصرف لبنان بإقراض الدولة بالعملة الأجنبية بحال أصرت الحكومة على ذلك، لكن ضمن شروط أهمها أن تعيد الدولة المبلغ الى المصرف المركزي»، موضحاً أن القانون ومنطق الاقتصاد السياسي والأمر الواقع المتمثل بالأزمة الاقتصادية والمالية وعجز خزينة الدولة، يفرضان على الحاكم تمويل الدولة لا سيما لجهة رواتب الموظفين»، معتبراً أن رواتب الموظفين خط أحمر ولا يمكن المساس بها لأن ذلك قد ينهي آخر ما تبقى من مؤسسات وانتماء للمواطن للدولة، ولذلك على مصرف لبنان إيجاد الآلية المناسبة لتمويل الدولة للرواتب والأدوية المستعصية والقمح والكهرباء حتى تستطيع الدولة إيجاد موارد جديدة مثل توسيع مروحة المكلفين وتعزيز الجباية»، مشيرة الى أن «رفع الرسوم والضرائب لا يكفي لسد عجز الدولة وإنفاقها العام ولا من الكهرباء ولا من مصلحة تسجيل السيارات، لذلك لا بد من رفع الجمارك والأملاك البحرية وضريبة القيمة المضافة شرط ضمان أن تذهب عائداتها الى خزينة الدولة».
على صعيد آخر، وبعد الكلام المريب والمستغرب للناطق باسم اليونفيل، التقى الرئيس بري في عين التينة، قائد قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان الجنرال أرولدو لاثارو والوفد المرافق، حيث جرى عرض للوضع في الجنوب ومهام القوات الدولية.
كما زارر أرولدو لازارو الرئيس ميقاتي الذي أكد «التزام الحكومة القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي بالتمديد لولاية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان» اليونيفيل» سنة كاملة». وشدد على أن «الحكومة اللبنانية على استعداد للتعاون مع اليونيفيل، من خلال الجيش، لحفظ الأمن في جنوب لبنان». وأشاد بـ «التعاون القائم والفعال بين الجيش واليونيفيل»، داعيا القوة الدولية الى «العمل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية».
*******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
هل يسير بري بالغالبية أم يريد الإجماع؟
طرح الرئيس نبيه بري حوار الأيام السبعة تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة، اتخذ مساراً إيجابياً لجهة اتضاح مواقف الكتل النيابية التي صبّت غالبيتها لمصلحته. ومع بدء العدّ العكسي لعودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، برز السؤال عما إذا كان بري سيدعو إلى الحوار قبل وصوله أم بعد الزيارة؟ ولا سيما أن بري سأل السفير الفرنسي الجديد هيرفي ماغرو عن موعد الزيارة، فأجاب السفير بأن "لا معطيات رسمية لدينا، لكنها انطلاقاً من الحادي عشر من الشهر الجاري".
وبرز في الأيام الماضية معطى مهم تمثّل في وجود "نعم" كبيرة للحوار مقابل "لا"، باتت محصورة في حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية، ومعهما عدد من النواب المستقلين. لكن البارز أن الـ"نعم" لم تبق محصورة بالكتل النيابية، إذ كان الأهم بينها موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي دعا النواب إلى المشاركة من دون شروط، ما خلق إرباكا كبيراً لدى المعارضة التي ساق نوابها حملة ضد بكركي، ثم اضطروا إلى التراجع عنها لاحقاً. وتبين أن كلام بكركي، معطوفاً على موقف الحزب التقدمي الاشتراكي الداعم للحوار، أربك بعض النواب المستقلين الذين أجّلوا حسم موقفهم. ووفق الأرقام، جمع بري في سلّته حتى الآن حوالي 91 نائباً من الكتل المؤيدة (حزب الله، حركة أمل، المردة، الاعتدال، التوافق الوطني، التيار الوطني الحر، الاشتراكي، الطاشناق وعدد من المستقلين)، مقابل 29 نائباً معترضاً (قوات وكتائب وتجدّد) ومعهم أيضاً نواب تغيير ومستقلون.
حتى اللحظة، حسم أربعة من أصل 12 نائباً "تغييرياً" قرارهم بعدم المشاركة، وهم: وضاح الصادق، ميشال الدويهي، مارك ضو وياسين ياسين، الذي حرص على تمييز موقفه عن الثلاثة الأوائل، قائلاً لـ"الأخبار": "المقاطعة ليست في سياق الاصطفاف مع فريق في البلد ضد آخر، إنما انطلاقاً من احترام الدستور الذي لا يتحدّث عن حوار يسبق انتخاب رئيس الجمهورية". وفيما تجنّبت النائبة نجاة صليبا الإعلان عن موقفها من دعوة بري، أكد النائب إلياس جرادة دعمه مبادرة بري وحضوره لجلسات الحوار التي اعتبرها "ضرورية لمدّ الجسور بين الأفرقاء". وعُلم أن النائبين نعمت افرام وجميل عبود لم يحسما أمريهما بعد، مع الإيحاء بأن تلبية الدعوة ليست مستبعدة، انطلاقاً من "المصلحة الوطنية التي تحتّم الاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية". أما على صعيد نواب صيدا - جزين، فلم يُعرف بعد توجّه النواب: أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد.
مع ذلك، لا تزال الأجوبة عن الأسئلة غير شافية: هل يكتفي بري بالكتل المؤيدة، بمعزل عن الأطراف الأخرى، متسلّحاً بموقف البطريرك الماروني أم يتراجع عن الدعوة؟ وهل تأتي دعوته في سياق دفع كرة المسؤولية عنه ورميها في ملعب رافضي الحوار بعد تلويح الدول الخمس بفرض عقوبات على المعطلين؟ وهل الدعوة الى الحوار منسقة مع الفرنسيين، أم هي عامل داعم لمبادرتهم، وهل لديها غطاء دول اللجنة الخماسية أم لا؟
تقول مصادر مطلعة إن تأييد الغالبية النيابية للحوار، من بينها كتلة سنية واسعة أراحت رئيس المجلس وفقَ ما نُقِل عنه، يعكس وجود اعتراض خارجي على الدعوة. وقد تركت الزيارة الأخيرة للسفير السعودي وليد البخاري لبكركي انطباعاً بوجود تأييد لموقف البطريرك.
مع ذلك، تبقى هناك أسئلة حول من يترأس الحوار، علماً أن مصادر قريبة من عين التينة قالت إن بري اقترح على لودريان سابقاً أن يترأس نائبه الياس أبو صعب طاولة الحوار، باعتبار أن بري هو طرف ولن يكون حاضراً بل سينوب عنه النائب علي حسن خليل، ليفاجأ بعد ذلك بأن أبو صعب لم يكُن من الشخصيات التي شملتها دعوة لودريان الى الحوار، وهو ما استغربه بري نفسه.
**************************************
افتتاحية صحيفة النهار
حمى تصاعدية وتكثيف التنسيق الفرنسي السعودي
على رغم عدم اعلان باريس بعد رسميا موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي #جان ايف لودريان لاستئناف مهمته في #بيروت والمتوقعة في 11 أيلول الحالي كما سبق لـ”النهار” ان أوردته، بدا واضحا ان حرارة الاستعدادات لهذه العودة اتخذت طابعا تصاعديا بما يؤشر الى ارتفاع الرهانات عليها لتحقيق اختراق ما في الانسداد الذي يطبع الازمة الرئاسية ولو من دون مغالاة في تضخيم هذه الرهانات . ولعل ما ساهم في رفع وتيرة الانشداد الى مهمة لودريان في الساعات الأخيرة رصد عاملين بارزين:
العامل الأول ان الضجة الذي تصاعدت حيال اقتراح رئيس مجلس النواب #نبيه بري بعقد حوار الأيام السبعة في مجلس النواب ومن ثم عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، بدأت تنحو الى الحسابات الباردة التي تجريها مختلف القوى حيال احتمالي انعقاد هذا الحوار بمن حضر او عدم انعقاده وماذا سيترتب عليه في حال انعقاده ولم يؤد الى أي نتيجة تدفع بالازمة الى الانفراج. وهذا لا يعني ان الاقتراح رفع عن الطاولة بل انه لا يزال يشكل محور المناقشات والمواقف المتصلة بالفرز السياسي والنيابي الذي احدثه. ولكن المعطيات الواقعية المتصلة بالاقتراح خففت من الغلواء التي حاولت بعض الجهات توظيفها لتسجيل مكاسب سياسية وإعلامية على معارضي هذا الحوار. وبدا لافتا في هذا السياق ان الذين عولوا على الموقف الأخير للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبر انه تمايز فيه عن #المعارضة في موضوع الحوار لا بد ان يكونوا رصدوا دلالات عدم تطرق البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة امس برئاسة الراعي الى أي ذكر لموضوع الحوار وحصر موقف المجلس بدعوة النواب مجددا الى تحمل واجباتهم بانتخاب رئيس الجمهورية .
اما العامل الثاني، وفق المعطيات الجادة المتوافرة من كواليس الاتصالات الداخلية والديبلوماسية، فيتمثل في إعادة الأولوية في التحركات المقبلة لمهمة لودريان وتقدمها على أي تحرك محلي اخر بما فيه طرح الرئيس بري . وإذ عزا بعض المصادر ذلك الى الانطباعات والمعطيات التي استقاها المسؤولون والزعماء السياسيون من جولة السفير الفرنسي الجديد هيرفيه ماغرو عليهم بما يعكس انه ينقل معطيات جدية حيال مهمة لودريان المرتقبة، جاء ما نقل امس عن قصر الاليزيه حيال التنسيق الفرنسي السعودي على اعلى المستويات في شأن مهمة لودريان ليثبت صدقية هذه المعطيات. اذ نقل عن مصدر في قصر الاليزيه، بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان على هامش مشاركتهما في قمة العشرين في نهاية الأسبوع بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في #لبنان مع التأكيد على مواصلة #فرنسا و#السعودية العمل معاً بهذا الشأن.
تحركات رئاسية
وواصل السفير الفرنسي الجديد تحركه امس فالتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب وكانت مناسبة لتبادل الآراء والمواقف حول مختلف الأوضاع الاقليمية والدولية والمحلية ولا سيما الملف الرئاسي . كما زار السفير الفرنسي قائد الجيش العماد جوزف عون ووزير الدفاع الوطني موريس سليم حيث اكد أن” الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يولي الملف اللبناني أهمية خاصة”، مشددا على” استمرار الدعم الفرنسي للبنان والحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”.
وأفادت معلومات امس ان لقاء جمع قائد الجيش العماد جوزف عون بالنائب محمد رعد قبل ايام وحرص الطرفانِ على ابقاء هذا الاجتماع سرياً وان مضمون اللقاء كان رئاسياً لكن في اطار التشاور.
ونقل النائب سجيع عطية عن الرئيس بري “انه قصد فتح جلسة انتخابية واحدة بعد الحوار وتبقى مفتوحة بدورات متتالية ما يتيح انتخاب رئيس بـ٦٥ صوتاً مع نصاب حضور ٨٦ نائباً” وقال عطية: “ان الفرنسيين هنأوا بري على مبادرته التي وصفوها بالسيادية واللبنانية بامتياز وهو قد يدعو الى الحوار قبل نهاية أيلول وينطلق من نحو ٨٠ نائباً مؤكدين وهو يريد أن يكون الحوار جامعاً ويتريث بالدعوة اليه نتيجة المواقف الرافضة من المعارضة”.
وفي المواقف البارزة من الازمة الرئاسية جدد المطارنة الموارنة امس “دعوتهم النواب إلى تحمُّل مسؤولياتهم وانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية، لإكتمال السلطات الدستوريّة إنقاذًا للبلاد مما تُعانيه من انهيارٍ مالي واقتصادي، وتفكُّك للدولة، وتهديدات أمنية، ومحاولات مُتنوِّعة لوضع اليد على القرار الوطني، ونزيف شبابي إلى الخارج”. وسجِّلوا “تحفُّظهم البالغ حيال الحديث عن خطوات دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل على الرغم من أنّ هذه الحدود مرسّمة ومثبتة باتفاقات دوليّة، وفيما وموقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الإجرائيّة اللبنانيّة غير مكتملة الصلاحيّات، وهما المرجعيّة الصالحة الوحيدة لإدارة هذه العمليّة والإشراف على ترجمتها”. وأبدوا خشيتهم من تفلُّت السلاح غير الشرعي الذي يخلّف جرائم قتل وتعدٍّ وسرقات، ودانوا استعماله الذي يُسقط برصاصه الطائش ضحايا بريئة، مناشدين السلطة المعنيّة ضبطه وانزال أشدّ العقوبات بالفاعلين.
المعارضة وتيمور
يشار في سياق التحركات والمواقف الداخلية الى ان حركة لافتة سجلت امس بين قوى المعارضة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب #تيمور جنبلاط . فرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل زار جنبلاط مع وفد كتائبي كبير لتقديم التهنئة بانتخابه رئيساً للحزب وابدى الجميل “كل الاستعداد للتنسيق والعمل المشترك بشكل دائم حفاظاً على مقومات لبنان السيادية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية ومن أجل تحقيق حياة أفضل واستعادة كرامة الشعب اللبناني وحريته وسيادة قرار الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”.
كما استقبل جنبلاط وفدا من نواب المعارضة، ضم: غسان حاصباني، مارك ضو، أديب عبد المسيح، جورج عقيص، إلياس حنكش ووضاح الصادق، بحضور النواب: وائل أبو فاعور، أكرم شهيب، بلال عبدالله، مروان حمادة، هادي أبو الحسن وفيصل الصايغ، أمين السر العام ظافر ناصر ومستشار جنبلاط حسام حرب. وأوضح حاصباني: “قمنا بحوار مثمر جدا، حوار عن الحوارات كافة وعن المرحلة الحالية . هناك بعض النقاط التي تتطلب بعض التوضيح في المقاربة، لكن لمسنا نقاطا جوهرية وثوابت أساسية، فجميعنا متفاهمون عليها ونقاربها بطرق قد تكون نوعا ما مختلفة، لكن الأهداف مماثلة”. واكد ان “التواصل مستمر بين قوى المعارضة والحزب التقدمي الاشتراكي والتكتلات الصديقة الموجودة في مجلس النواب، التي تتفاعل مع بعضها البعض بهدف الوصول الى الحلول المرجوة وكسر الجمود. لذلك، هناك خطوات ستتبع هذه الزيارة”. وبدوره اوضح حمادة ان” كل الكلام حول الحوار هدفه الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل للخروج من الأزمة الخانقة التي طغت على الحكومة والمؤسسات وكل ما يدور ولا يدور في البلد. لذلك، تطرقنا الى أمور التشريع، وأمور المرشحين للرئاسة المحتملين، والى شكل الحوار، وإلى ضرورة استمرار التواصل مع الرئيس نبيه بري لكي تتضح لجميعنا ماهية هذا الحوار والآليات التي سيعتمدها رئيس المجلس”.
وقال: “من خلال هذه الجلسة، تبين أن هناك تقاطعات كثيرة بقيت قائمة ومستمرة في ما بيننا، وهناك نقاط يلزمها توضيح ومزيد من التشاور”.
************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
خلال لقاء رعد مع العماد عون وسط تساؤلات فرنجية وباسيل
“حزب الله” يطرح للمرة الأولى أسئلة رئاسية على قائد الجيش
في تطور رئاسي، عقد أخيراً لقاء بين رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة « النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزاف عون بقي بعيداً عن الأضواء. وأتت الزيارة بتكليف من «حزب الله» لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، وذلك للمرة الأولى، إذ إن «الحزب» كان يفصل ما بين تقديره لأداء قائد الجيش على مستوى المؤسسة العسكرية، وبين الانتخابات الرئاسية التي رفع فيها لواء ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. فهل يعني لقاء رعد وعون أنّ «الحزب» عدّل في استراتيجيته الرئاسية؟
بحسب معطيات «نداء الوطن»، أتى لقاء رعد وقائد الجيش في إطار «أول جس نبض حقيقي بين الطرفين»، إذ يمثّل العماد عون «الخطة باء بالنسبة للحزب». وعلم أنّ هذا اللقاء كان موضع متابعة حثيثة من فرنجية، ومن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، اللذين يسعيان لمعرفة مضمون اللقاء. كما علم أن اللقاء استأثر باهتمام خارجي، ولا سيما فرنسياً، إلا أن طرفي اللقاء «تفاهما بشكل صارم على منع أي تسريب»، كما ذكرت المعلومات. وسادت تكهنات أن اللقاء تضمن طرح رعد «أسئلة محددة» على العماد عون.
في الموازاة، وبعد أيام احتكر فيها الرئيس نبيه بري نجومية الساحة السياسية بمبادرة هابطة دستورياً، عادت الحركة الخارجية دولياً وعربياً الى لبنان، وهي تنتظم في إطار اللجنة الخماسية. فمع وصول الموفد القطري الأمني الى بيروت اليوم، ذكرت الأنباء، ومصدرها الرئاسة الفرنسية، أن الرئيس إيمانويل ماكرون يستعد لفتح ملف لبنان الرئاسي في لقاء يعقده السبت المقبل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على هامش قمة العشرين التي تستضيفها الهند في عطلة نهاية الأسبوع الجاري. وسيكون اللقاء الفرنسي السعودي المرتقب بمثابة تحضير لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الاثنين المقبل.
وفي انتظار ما ستؤول اليه هذه التحركات واللقاءات، بدا أن الرئيس بري ما زال يعزف منفرداً على مبادرة نهاية الشهر الماضي، ومن تنويعات هذا العزف أمس، ما نقل عن صاحب المبادرة أن ما قصده في الدعوة الى جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، كان «جلسة واحدة بدورات عدة» ما يعني التزام ما ينص عليه الدستور. لكن معلومات «نداء الوطن» رأت أن توضيح بري يعني فقط ان مثل هذه الجلسة مرتبطة بمعرفة اتجاهات التصويت، فاذا كانت تتجه لمصلحة مرشح الممانعة سليمان فرنجية فسيمضي بري في الجلسة قدماً، وإذا لم تكن في هذا الاتجاه، فسيعمد بلا إبطاء الى لعبة النصاب وتطيير الجلسة.
كيف تنظر المعارضة الى مواقف رئيس المجلس المتقلبة؟
يجيب مصدر بارز فيها عبر «نداء الوطن»، أنها تقارب مبادرة بري بالفصل ما بين الحوار والانتخابات الرئاسية، كما وردا فيها. وسأل: «لماذا يربط الرئيس بري الحوار بالدورات الانتخابية؟ وقد نقل عنه أن الحوار سيجرى بمن حضر. حسناً، فليحصل ذلك. فمن يريد أن يشارك في هذا الحوار فليشارك، لكن هناك فئة لا تريد المشاركة، لأنها تعتبره مخالفاً للدستور، وهي متمسكة به وحريصة عليه، وترفض تكريس أعراف جديدة تضاف الى الأعراف التي وثّقت، وياللأسف، منذ عام 2008 ولغاية اليوم. ومن يريد أن يشارك في الحوار فليفعل، ولينفّذ بري تهديده، ونشدّ على يديه بأن يقيم الحوار بمن حضر. لكن فليذهب بعد ذلك ليظهر أنه في صدد إجراء انتخابات رئاسية. وإلا، فلماذا يربط الأمور بعضها ببعض. وبالتالي، فليدعُ الى حوار بمن حضر، ثم يقول للبنانيين إنه حريص على إجراء انتخابات رئاسية؟ اذا ما ذهب بري الى الانتخابات الرئاسية وفق الدستور، فسيكون تصرفه عظيماً ونحن نشجعه عليه. علماً ان فريقه هو من عطّل الانتخابات والدستور منذ 10 أشهر ولغاية اليوم».
ويخلص المصدر الى القول :» فليذهب بري بعد الحوار الى جلسة واحدة بدورات انتخابية متتالية لانتخاب الرئيس. وستشارك المعارضة في الفصل الثاني من مبادرة رئيس البرلمان».
ومن المواقف الأساسية التي تحض على إجراء الانتخابات الرئاسية بلا إبطاء بعيداً عن مسرحية الحوار، ما صدر أمس عن المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إذ دعا البيان الصادر عن اللقاء النواب إلى «تحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال السلطات الدستورية إنقاذاً للبلاد مما تعانيه من انهيار مالي واقتصادي، وتفكك للدولة، وتهديدات أمنية، ومحاولات متنوعة لوضع اليد على القرار الوطني، ونزيف شبابي إلى الخارج».
بدورها ، جدّدت السفيرة الأميركية دوروثي شيا «دعوتها القادة السياسيين في لبنان لانتخاب رئيس جديد من دون أي تأخير إضافي».
**********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: مبادرة برّي: الخطوة التالية قريباً.. باريس والرياض: دعم لودريان.. واشنطن: الإستقرار
أيام قليلة ويتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويتحدد مسارها إنْ في اتجاه اكمالها وترجمتها بحوار السبعة ايام لعلّ هذا الحوار يتمكّن من اختراق جدار التعطيل الرئاسي، وبالتالي الاحتفال بانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية الشهر الجاري، وإمّا في اتجاه تعليقها وإلحاقها بما سبقها من دعوات ومبادرات حواريّة فشلتها المزايدات والمكابرات.
واذا كان الرئيس بري قد وَقّت مبادرته في لحظة يعتبرها الأخطر على مصير لبنان ووجوده، لاطلاق حوار شامل ببند وحيد هو الملف الرئاسي، يجمع كلّ الأطراف السياسيّة من دون استثناء أيّ منها، للتشارك في انقاذ الهيكل اللبناني، والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، باعتباره المدخل لاعادة انتظام الحياة في لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إلا أنّ ما قابلها من اعتراضات صريحة من اطراف تسمّي نفسها سيادية، أو اعتراضات مقنّعة من اطراف اخرى، بمواقف ملتبسة مغلفة باشتراطات ترهن مشاركتها بحوار بالقبول بشروطها، يعكس بما لا يرقى اليه الشك، إرادة بإبقاء الوضع على ما هو عليه من تأزّم وتعطيل.
الخطوة التالية قريباً
ووفق معلومات “الجمهورية” فإنه على الرغم من المواقف الاعتراضية، وكذلك المواقف التي وصفت بأنّها غير مشجعة، فإنّ الخطوة التالية للرئيس بري، المرتبطة بمبادرته، سواء لجهة تحديد موعد الحوار وتوجيهات الدعوات الى الاطراف المعنية بهذا الحوار، قد يبادر اليها رئيس المجلس خلال فترة اقصاها الاسبوع المقبل”. وعلى ما يقول معنيون بالمبادرة لـ”الجمهورية”: ما طرحه رئيس المجلس قاله بصراحة وعلناً امام الجميع في الداخل والخارج، وقدم للاطراف السياسيين فرصة اخيرة للحل الرئاسي، وليتحمّل كل طرف مسؤوليته امام اللبنانيين وكل العالم، في سلوك واحد مِن سَبيلَين، امّا الذهاب الى حوار تعقبه جلسات انتخاب متتالية ومفتوحة حتى يتصاعد الدخان الابيض وننتخب رئيس الجمهورية، وامّا الامعان في الخطيئة التي ترتكب بحق لبنان واللبنانيين”.
وتلفت المصادر الى ان حوار السبعة ايام إن انعقد، نتائجه غير محسومة سلفاً، لا لناحية فشله او نجاحه في تحقيق خرق. وقالت ان المهم والمطلوب هو جلوس الاطراف الى طاولة الحوار، ومن بعدها نذهب الى جلسات انتخاب لا بد لها في نهاية المطاف من ان تستولِد رئيساً للجمهورية، لأن الفشل هذه المرة نتيجته الحتمية الدخول في المجهول.
موسى: لا بد من الحوار
وقال النائب ميشال موسى لـ”الجمهورية”: مبادرة الرئيس بري جاءت بشكل جد مدروسة، نلبّي طلبات كل الفرقاء من ناحية الحوار والجلسات المتتابعة والمفتوحة. المطلوب اليوم هو ان نصل الى انتخاب رئيس، وبالتالي لا بد من ان يكون هناك حوار بين الفرقاء، خصوصاً ان مهلة الحوار محدودة بالزمن وليست قاطعة ان نجحت او لم تنجح، خاصة انّ جلسات الانتخاب ستليها حُكماً. فانتخاب الرئيس هو الهدف الاساس في هذه المرحلة.
وحول الاعتراضات قال: حتى الآن، يجب ان ننتظر المواقف النهائية، هناك من سارعَ الى رفض المشاركة، وهناك من هو ليس ضد الحوار، وقد يكون هناك بعض الامور التي تحتاج الى توضيح، وبالتالي لننتظر ردود الفعل النهائية للفرقاء للبناء عليها.
اضاف: اليوم، وفي ظل التخبّط السياسي الذي يعيشه البلد، اؤكد ان على جميع الاطراف ان يضحّوا ويتقدموا خطوات الى الامام من اجل الوصول الى انتخاب رئيس، وهو الامر الذي يعدّ المفتاح الاساسي لاعادة تكوين السلطة. والحوار بالتأكيد يمكن ان يبدّد كل الهواجس لدى الفرقاء ويمكن ان يخلق تفاهمات تُفضي الى انتخاب رئيس.
ورداً على سؤال في حال استمر الفشل في انتخاب رئيس، قال: المبدأ العام من لا يتقدّم يتراجع، وإن لم يبادر الى حلول فعلية، اخشى ان نذهب الى مزيد من الانهيارات.
لودريان آت
الى ذلك، وفيما تابع السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفي ماغرو زياراته امس، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اكدت مصادر سياسية مسؤولة رداً على سؤال لـ”الجمهورية” انّ موعد وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد اقترب، وربما الاسبوع المقبل، ولم نتبلّغ حتى الآن اي تغيير او تعديل في هذا الموعد”.
بدورها، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ”الجمهورية” ان لودريان سيزور بيروت في الايام القليلة المقبلة، ولا تبديل في برنامجه حتى الآن”.
وردا على سؤال عن مبادرة بري الحوارية، اكتفت المصادر بالقول: “انّ ما يعني باريس بالدرجة الاولى هو ان يتحاور القادة السياسيون ويتفقوا فيما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية”.
والبارز في هذا السياق ما أعلنه مصدر في قصر الايليزيه من أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في لبنان، مع التأكيد على مواصلة فرنسا والسعودية العمل معاً بهذا الشأن.
موقف الخماسية مُلتبس
على ان اللافت للانتباه، ما كشفه مرجع سياسي لـ”الجمهورية” حول مهمة لودريان، فقال: من الاساس لودريان يعرف ان مهمته في بيروت صعبة ولا ضمانات مسبقة لنجاحه، وقد لمس ذلك لمس اليد في التناقضات التي قابلها. الا ان الصعوبة الاكبر التي يواجهها هي أنه وحيد في مهمته، حيث ان ثمة معلومات موثوقة تؤكد انّ سائر دول اللجنة الخماسية، لكل منها نظرة مختلفة الى الحل الرئاسي في لبنان. وتكرار لودريان لكلامه ان مهمته منسّقة مع اصدقاء لبنان وشركاء لبنان في اللجنة الخماسية، لم يكن موجهاً الى الداخل اللبناني بقدر ما كان موجها الى دول الخماسية للدفع بمهمته الى الامام، خصوصاً ان أيّاً من تلك الدول لم تقدم له ما يسهّل مهمته، بل على العكس صعّبتها اكثر بانكفائها عن ممارسة اي دور ضاغط او دافع جدي لحلفائها في لبنان للتفاعل الايجابي مع العملية الحوارية التي يسعى اليها الموفد الفرنسي. ومن هنا قد تبدو مبادرة الرئيس نبيه بري كفرصة حوارية اخيرة بديلة عن تعثّر المسعى الخارجي”.
واشنطن: إستقرار لبنان
واذا كان المرجع عينه مقتنعاً بصدقية الجهد الفرنسي لبلورة حل رئاسي سريع في لبنان، الا ان قناعته اكبر في المقابل بأن السعودية منكفئة عن التدخل في الملف الرئاسي اللبناني، ما خَلا المواقف العمومية التي تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يتطور موقفها بعد في اتجاه التدخل المباشر والحاسم في هذا الملف، واكثر من ذلك ليس ما يؤشّر الى تبدّل في موقف المملكة في المدى المنظور. والامر نفسه بالنسبة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث ان الاجواء التي يعود بها زوار واشنطن، تفيد بأنّ ملف الرئاسة في لبنان خارج دائرة اهتمامات واولويات الادارة الاميركية، والاولوية الوحيدة التي توليها واشنطن للبنان هي الحفاظ على الاستقرار في لبنان وابقاء الامن تحت السيطرة، ومنع انزلاقه، خصوصاً ان بعض المستويات الامنية الاميركية تخشى من ان انفلات الوضع الامني في لبنان، قد يدفع بـ”حزب الله” الى استغلاله واحكام سيطرته على لبنان”.
المطارنة للنواب: إنتخبوا
وفي سياق مرتبط بالملف الرئاسي، لفت امس بيان مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري في الديمان امس، برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، حيث خَلا من اي اشارة الى الحوار، بل تضمن دعوة الى النواب “إلى تحمُّل مسؤولياتهم وانتخابِ رئيس جديد للجمهورية، لإكتمال السلطات الدستوريّة إنقاذًا للبلاد مما تُعانيه من انهيار مالي واقتصادي، وتفكُّك للدولة، وتهديدات أمنية، ومحاولات مُتنوِّعة لوضع اليد على القرار الوطني، ونزيف شبابي إلى الخارج”. كما ابدى المجلس “الخشية من تفلّت السلاح غير الشرعي”، و”التحفظ البالغ حيال الحديث عن خطوات دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل على الرغم من أنّ هذه الحدود مرسّمة ومثبتة باتفاقات دوليّة، فيما موقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الإجرائيّة اللبنانيّة غير مكتملة الصلاحيّات، وهما المرجعيّة الصالحة الوحيدة لإدارة هذه العمليّة والإشراف على ترجمتها”.
يُشار في سياق متصل، الى ان البطريرك الراعي سيقوم بزيارة الى منطقة الجبل، وسيعدّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط استقبالا للبطريرك في المختارة ظهر غد الجمعة.
شهيّب: تأكيد المصالحة
وقال عضو اللقاء الديموقراطي النائب اكرم شهيب لـ”الجمهورية” ان زيارة البطريرك الراعي الى الجبل هي تكريس للمصالحة التاريخية التي رعاها صاحب الغبطة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط في المختارة، وهي استمرار لعلاقة الأهل فيما بينهم، والعيش الواحد في الجبل رغم كل ما يجري في البلد من تباينات بين معظم الاطراف اللبنانيين. وبالتالي الهدوء والاستقرار في الجبل هو استقرار للوطن بكل ما تعنيه الكلمة. فهذه الزيارة هي تأكيد لكل ذلك. وتشدد على البعد الوطني خاصة انّ الجميع يسعون الى رئاسة الجمهورية واحلال الامان في لبنان، وهذا لا يتم الا بالحوار بين كافة الاطراف. والبطريرك الراعي في عظته الاخيرة اكد على اهمية الحوار. في الخلاصة زيارة البطريرك الراعي هي مباركة للجبل.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يجهد للتصدي إلى موجة هجرة سورية جديدة
عشرات يعبرون الحدود يومياً… و«الشرق الأوسط» ترصد مساراتهم وتحاورهم
لم يجد السوري فادي ش. (24 عاماً) بعد وصوله تهريباً إلى بعلبك (شرق لبنان) غير دولار واحد في جيبه، لشراء ما يسد رمقه من السوبرماركت. استنزفت رحلة نزوحه من حمص إلى البقاع اللبناني، كل إمكاناته، وأنهت الـ100 دولار التي أرسلها لها عمه ليدفعها لمهرب، كي ينقله إلى داخل لبنان. يبحث في السوبرماركت عما يأكله بـ«أقل تكلفة ريثما أجد عملاً، بدءاً من صباح الغد»، كما قال لـ«الشرق الأوسط»، حينما التقته الجمعة الماضي.
فادي واحد من عشرات السوريين الذين يعبرون إلى الأراضي اللبنانية يومياً، ضمن موجات النزوح الجديدة، هرباً من الوضع الاقتصادي في بلدهم. ينسق هؤلاء مع مهربين ينقلونهم بالخفاء عبر مسالك غير شرعية إلى داخل الأراضي اللبنانية، وهي قضية استدعت استنفاراً سياسياً وأمنياً في الداخل اللبناني، لمنع هذه الظاهرة التي تفاقمت خلال الأسابيع الأخيرة.
رحلة 13 ساعة
وصل فادي إلى بعلبك بعد رحلة شاقة، امتدت لـ13 ساعة. ويقول إنه انطلق بعد منتصف الليل من حمص عبر آلية، ثم إلى شنشار في ريف حمص بآلية أخرى، ومنها إلى بساتين حيث تمت رحلة العبور سيراً على الأقدام عبر معابر غير شرعية ومسالك وعرة، لكن تم تجاوزها بسهولة «لأن المهربين يعرفون النقاط المخفية عن أعين الأمنين السوري واللبناني».
ويسير العابرون لساعات أحياناً بين الحقول والبساتين للوصول إلى العمق اللبناني. دخل فادي من معبر غير شرعي شمال الهرمل في أقصى شمال شرقي لبنان، مع مجموعة ضمَّت 17 سورياً، معظمهم من الشباب الباحثين عن عمل. توزعوا لدى وصولهم إلى الأراضي اللبنانية؛ إذ لجأ بعضهم إلى مخيمات النزوح السوري في البقاع حيث باتوا عند أقرباء لهم، في حين لجأ آخرون إلى منازل يقطنها أقرباء لهم في قرى بعلبك.
أزمة اقتصادية
والوضع الاقتصادي هو الدافع الوحيد وراء نزوح فادي. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «هربتُ من جحيم الوضع الاقتصادي. من وحش الغلاء في سوريا الذي أصبح لا يُطاق، ولا مقدور لنا للعيش بسبب الغلاء وتراجع قيمة الليرة السورية بشكل كبير، وهو ما يهدد بفقدان الغاز ومحروقات التدفئة على أبواب الشتاء». ويضيف: «الحياة أصبحت قاسية جداً في سوريا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الواحد إلى 14 ألف ليرة سورية، بينما لا تتخطى أجرة العامل في الزراعة والبناء في سوريا الثلاثة دولارات يومياً (40 ألف ليرة سورية)»، بينما ارتفعت أسعار الغذاء، حيث «وصل سعر كيلوغرام البندورة والعنب والبطاطا إلى أكثر من 3000 ليرة، وبلغ سعر غالون الزيت 110 آلاف ليرة (8 دولارات)، وارتفع سعر كيلوغرام السكر إلى 13 ألف ليرة (نحو دولار واحد)».
ويقول فادي إن هذه الأوضاع دفعته إلى ترك عمله في حمص. ويوضح أنه لم يستطع تأمين تكلفة الهروب، فاستنجد بعمه المقيم في خارج سوريا الذي أرسل له مائة دولار دفعها لمجموعة تهريب مؤلفة من لبنانيين وسوريين، كي يتمكن من تحسين وضعه الاقتصادي والعمل في لبنان. وبالفعل، وجد ضالته في لبنان، حيث استطاع أن يجد عملاً في اليوم التالي لوصوله، حيث أشار، يوم الأربعاء، إلى أنه بدأ العمل في تلييس البناء، ويتقاضى أجراً بقيمة 8 دولارات يومياً.
وتؤكد مصادر أمنية لبنانية الرقم الذي دفعه فادي، وتلحظ من خلال التحقيقات مع موقوفين من الهاربين عبر الحدود، أرقاماً أكبر. ويشير مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» في البقاع إلى أن المبالغ التي تتقاضها عصابات التهريب عن كل فرد «تتراوح ما بين مائة دولار و600 دولار، وتتفاوت وفق قوانين الرحلة؛ سواء أكانت في قافلة، أو عمليات نقل أفراد، أو حتى في سيارة المهرب نفسه».
ويشير المصدر الأمني إلى أن بعض الذين يدخلون إلى لبنان خلسة «يستخدمون الأراضي اللبنانية ممراً للترانزيت إلى الدول الأوروبية وتركيا ومصر أو اليونان، عن طريق البحر والمطار، وتتولي أمورهم عصابات تعمل على تأمين السكن لهم في لبنان قبل ترحيلهم إلى الخارج»، لافتاً إلى أن بعضهم «وقع في قبضة الأجهزة الأمنية».
نزوح ثانٍ
غير أن الوضع الاقتصادي يبقى الدافع الأساس للنزوح إلى لبنان. وتقول سامية (32 عاماً) إنها وصلت الثلاثاء مع ولدها محمد (عامان) إلى مخيم قرب بعلبك عن طريق تهريب غير شرعي، بعدما كانت في وقت سابق قد عادت إلى سوريا لتعيش في كنف عائلتها ظناً منها أن الوضع الاقتصادي في سوريا أفضل من لبنان. وعادت مجدداً إلى لبنان قاصدة سهل البقاع هرباً من «الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءاً في سوريا»، كما تقول، لتسكن مرة أخرى مع زوجها الذي يعمل سائق شاحنة، ويحول لها الأموال من لبنان إلى سوريا.
تقيم سامية اليوم في خيمة كانت قد هجرتها إلى سوريا، لتعود إليها اليوم بعد شهرين عن نفس طريق التهريب ونفس المهربين، وتقول: «عندما غادرت إلى سوريا قبل شهرين عن طريق مهربين كي أعيش هناك مع أهلي وعائلتي، كان الوضع أفضل من اليوم، لكن الوضع الآن أصبح أكثر سوءاً؛ فالحياة أصبحت جحيماً لا يُطاق، وهذا ما دفعني كي أعود مجدداً إلى لبنان».
وتشير سامية إلى أن تكلفة الرحلة بدل الدخول من سوريا إلى لبنان هي 200 دولار أميركي تقاضاها المهربون في رحلة الذهاب كما رحلة الإياب.
تحرك أمني
وتحركت السلطات اللبنانية لإحباط محاولات العبور غير الشرعية. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان إنه «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البرية، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الماضي، محاولة تسلل نحو 1100 سوري عند الحدود اللبنانية – السورية».
وتمتد خطوط التهريب على مساحة كبير، وتبدأ من الصويري جنوباً في البقاع الغربي، إلى أقصى شمال شرقي لبنان، وعلى كامل المنطقة الحدودية في الشمال، حيث يُعدّ التهريب أسهل، بالنظر إلى الغطاء النباتي الذي يخفي المتسللين.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» في شرق لبنان إن الجيش اللبناني، ومن خلال فوج الحدود البري، وبمساعدة دوريات من المخابرات، تمكن من ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية، وأقام الحواجز الموازية للطرقات الدولية في البقاع الشمالي منعاً لدخول موجات جديدة من النازحين، بعدما شهد الأسبوع الماضي انفلاتاً أمنياً، لافتاً إلى أن الهاربين إلى لبنان هم مِن جميع المناطق السورية دون استثناء. وقال المصدر إن الأشخاص الذي يضبطهم الجيش يعيد ترحيلهم عبر الحدود مرة أخرى.
ضغوط سياسية
تتصاعد الضغوط السياسية الداخلية لوضع حد لموجة النزوح الجديدة، حيث طالبت «القوات اللبنانية» الحكومة بـ«اتخاذ كل التدابير اللازمة والضرورية والملحَّة وبكل دقة لمنع أي تسلل من سوريا وتحديداً من الجهتين الشمالية والشرقية من الدخول إلى لبنان، خصوصاً أن المطلوب من الحكومة معالجة أزمة اللاجئين القائمة وليس مفاقمة هذه الأزمة».
وقالت في بيان صادر عن دائرتها الإعلامية: «للتذكير، فإننا لم نلمس أي خطوات عملية تترجم من خلال بدء إنهاء أزمة اللجوء السوري في لبنان، بينما المطلوب بالتوازي مع منع التسلل من سوريا باتجاه لبنان، إعادة اللاجئين فوراً من لبنان باتجاه سوريا».
من جهته، أكد النائب سامي الجميل أن اللبنانيين «قدموا كثيراً من التضحيات منذ 12 سنة لتأمين ملاذ للسوريين، وهم يطالبون اليوم بوضع حد لهذه الأزمة وعودتهم إلى بلدهم أو إعادة توزيعهم على دول أخرى تشارك لبنان العبء الذي لم يعد باستطاعته أن يتحمله منفرداً».
بدوره، قال عضو «تكتل الجمهورية القوية»، النائب رازي الحاج: «لا ينفك المهربون السوريون عن الاحتيال وابتداع الوسائل كي يستطيعوا تنفيذ عمليات تهريب الأشخاص كما البضائع»، وأضاف: «لطالما طالبنا الدولة اللبنانية، واليوم أكثر من أي يوم مضى، نطالب بضبط الحدود البرية الشرعية وغير الشرعية».
وتابع الحاج: «آن الأوان لتنفيذ هذه الإجراءات واتخاذ خطوات جدية في هذا المجال. عمليات التهريب واحدة من أبرز علامات تحلل الدولة في القيام بواجبها»، سائلاً: «إلى متى سيستمر هذا التعاطي اللامسؤول مع هذا الملف، ولبنان لم يعد يتحمل هذا التدفق من السوريين، ونحن بأمسّ الحاجة لعودة مئات الآلاف القابعين هنا منذ سنوات».
سوريا… اقتصاد لا يشبه الاقتصاد وحياة لا تشبه الحياة
حين سئل الرئيس السوري بشار الأسد عن التحديات التي تواجه عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي توقفت فيها العمليات العسكرية، رد بسؤال «كيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج؟». بهذه الجملة اختزل الأسد الواقع الاقتصادي والمعيشي في المناطق التي استعادت حكومته السيطرة عليها بدعم الحليفين الروسي والإيراني، والتي تُشكل الجزء الأكبر من مساحة سوريا. فرغم توقف الحرب في هذه المناطق، فإن الحياة فيها ما زالت صعبة، بل أصعب بكثير منها زمن المعارك.
وتحمّل الحكومة السورية المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي في البلاد، وعرقلة إعادة إعمارها، للولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التي تفرض عقوبات اقتصادية خانقة على الحكومة السورية ومن يتعامل معها.
وتوقع البنك الدولي، في مارس (آذار) الماضي، أن يزداد انكماش إجمالي الناتج السوري بمقدار 2.3 نقطة مئوية، ليصل الانكماش إلى 5.5 في المائة في 2023، ما سيؤدي إلى مزيد من انكماش النمو الاقتصادي إذا استمر تباطؤ أعمال إعادة الإعمار.
في المقابل، يحمّل خبراء اقتصاد محليون جزءاً كبيراً من المسؤولية عن التضخم والانهيار الاقتصادي وتدهور قيمة العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة (14 ألف ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد) للحكومة في دمشق وإلى تخبط سياساتها الاقتصادية في إدارة الأزمات، وكذلك انتعاش اقتصاد الظل الذي تحوّل خلال الحرب إلى «اقتصاد فساد»، وفق وصفهم، أي أنه يقوم على الفساد بمفاصله كافة. وقد نجح هذا الاقتصاد بالقضاء على الزراعة والصناعة والتجارة التقليدية، حين جيّر موارد الدولة لخدمة مصالحه.
ويقول اقتصادي دمشقي لـ«الشرق الأوسط» إن «راتب الموظف بعد الزيادة التي أعلنت في أغسطس (آب) الماضي والتي بلغت 100 في المائة، لا يتجاوز 25 دولاراً، وهو مبلغ لا يغطي مصروف يوم واحد لعائلة صغيرة في ظل ارتفاع الأسعار الناجم عن رفع أسعار الكهرباء والماء والمحروقات… فمن أين يغطّي العامل في الدولة مصاريف بقية أيام الشهر؟ إذن هناك موارد أخرى أبرزها الرشوة، أو العمل الثاني، أو الكسب غير المشروع». ويتابع الاقتصادي: «هذا يحدث في قاعدة الهرم ولا نبالغ بالقول إن الفساد يزداد تغولاً صعوداً، ويتمثل بالاحتكار وتمرير الصفقات الكبرى، ورعاية غير مباشرة للتهريب وعمليات التجارة المشبوهة». ولفت الاقتصادي إلى أن «الفساد والكسب غير المشروع هما ما يجعل الدولة قائمة رغم تهالك كل مفاصلها، وانهيار الاقتصاد»، وهو ما يزيد الفجوة بين طبقة ثرية ضئيلة، وأخرى ضئيلة من بقايا الطبقة الوسطى تتدبر أمورها من المساعدات والحوالات الخارجية، وأغلبية ساحقة مسحوقة يحلم غالبيتها بالهجرة واللجوء إلى أي دولة تستقبلهم.
ووفق معطيات «برنامج الأغذية العالمي»، تعد سوريا من ستة بلدان تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم. فهناك حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي. كما أن متوسط الأجر الشهري في سوريا يغطي حالياً حوالي ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط. كما تشير بيانات «برنامج الأغذية العالمي» إلى أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع، مع وصول معدلات التقزم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة. تهدد بحصول مجاعة. ولا تلوح في الأفق أي خطط واضحة للحكومة السورية لمكافحة التضخم، وتحسين الواقع المعيشي، بل إن ما يجري هو العكس، حيث تتعمق مأساة السوريين الذين يفتقدون لأبسط مقومات المعيشة، من مواد طاقة وماء وغذاء ودواء، وهو ما يبدو أحد أسباب اندلاع احتجاجات شعبية تتركز منذ أيام في محافظة السويداء بجنوب سوريا.
*******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ماكرون لإحداث خرق.. وتناحر داخلي على «رئيس بعبدا»
مخاوف من تجدُّد اشتباكات عين الحلوة.. وإسرائيل على خط الغاز اللبناني «شريك مضارب»!
تتقدم السجالات والمناكفات عمّا عداها، إزاء كل ما يتصل بالوضع الداخلي، سواء تعلق بملء الشغور الرئاسي، او الاصلاحات، او حتى اجتماعات الحكومة، وخطط الكهرباء والمال والصحة والعودة الى المدارس الرسمية.
وتكاد الكتل النيابية كاملة الجهوز للاشتباك، او تركه لرؤساء الاحزاب والتيارات، التي غالباً ما تخرج مواقفها عن «التنافس المشروع» الى التناحر الذي يدنو من الانتحار..
وتبدو معركة مَنْ يصل الى قصر بعبدا عنوان التناحر الداخلي، بصرف النظر عن المخاطر الامنية المحدقة بالجنوب، لا سيما المخاوف من عودة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، مع قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، تكليف «القوة الامنية الفلسطينية» توقيف المطلوبين الثمانية في عملية اغتيال العميد العرموش في تعمير عين الحلوة.
وتزايد تدفق النازحين السوريين الفارين من شبح الجوع والتظاهرات والضربات شرقي الفرات وفي السويداء وغيرها..
ولا خلاف، حسب مصادر معنية، على ملء الشغور الرئاسي، وتوجه النواب الى «تحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لاستكمال السلطات الدستورية، انقاذاً للبلاد مما تعانيه من انهيار مالي واقتصادي»، وفقاً لما جاء في بيان المطارنة الموارنة بعد الاجتماع الشهري امس، بل الخلاف على كيفية ملء الفراغ، وبالشخصية القادرة على تحقيق هدف هذا الطرف او ذاك.
والبارز كان زيارة لافتة، كشف النقاب عنها ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد زار اليرزة، وعزى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث بالاستحقاق الرئاسي.
بالتزامن، كشف النقاب عن ان الرئيس ايمانويل ماكرون، يعمل لتحقيق اختراق في الملف الرئاسي، وهو سيبحث هذا الملف مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان عندما يلتقيه في وقت قريب.
ونقل عن دوائر الرئاسة الفرنسية ان ماكرون متفائل من تحقيق تقدم، خلال الزيارة المرتقبة لموفده الشخصي جان ايف لودريان الى بيروت اواخر الاسبوع المقبل.
وفي السياق، نقل النائب سجيع عطية عن مصادر لم يكشفها ان باريس مرتاحة لخطوة الرئيس نبيه بري بالدعوة الى حوار لسبعة ايام في المجلس النيابي، ثم جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك رهانا على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من أجل تزخيم دعوة الرئيس بري الى الحوار، وأوضحت أن ردود الفعل المضادة على الحوار تجعل من نتائجه غير قابلة للحياة مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن الجزم منذ الآن ان لقاءات الموفد القطري من شأنها تحريك الملف الرئاسي.
ورأت هذه المصادر أن ما من مبادرة قطرية جديدة وفي الأساس هناك مساع غير منفصلة عن العنوان العريض الذي خرج به الاجتماع الخماسي.
وعما اذا كانت قطر تسعى إلى تسويق قائد الجيش العماد حوزف عون، فإن المصادر اعتبرت أن هذا الكلام لبس بجديد إنما المسألة مرتبطة بمدى توافر الظروف المهيئة لذلك.
واليوم، يرد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بقوة على المواقف التي اطلقها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في قداس «شهداء القوات» في معراب الاسبوع الماضي، وذلك خلال عشاء يقيمه التيار الحر، في البترون مساء اليوم ويحضره الرئيس السابق ميشال عون.
واللافت، محلياً، ان المعارضة قررت البدء بإجراء حوارات ثنائية مع القوى السياسية، بديلاً او استفساراً لطرح الرئيس بري بفتح حوار السبعة ايام واستباقاً لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يوم 11 ايلول الحالي، والتي ستليها حسب معلومات مصادرنيابية زيارة لموفد قطري يوم 20 الشهر الحالي، وربما زيارة موفد سعودي ايضاً، لمواكبة نتائج زيارة لودريان، والاستماع الى جديد القوى السياسية إذا كان لديها من جديد، وطرح ما لدى هؤلاء الموفدين من اقتراحات او افكار او نصائح.
وبإنتظار زيارة لودريان افاد مصدر في قصر الاليزيه، بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان «بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في لبنان، مع التأكيد على مواصلة فرنسا والسعودية العمل معاً بهذا الشأن».
وعلمت «اللواء» من مصادرنيابية ان وفد المعارضة الذي بدأ حراكه بزيارة كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي، شرح اسباب اعتراضه الأولي على مبادرة الرئيس بري، وحاول الاستفسار عن آلية الحوار الذي طرحه، وسمع من نواب اللقاء الديموقراطي انه لا يجوز اقفال ابواب الحوار لانه لا يخدم القضية المركزية المتمثلة بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من كل الاطراف وليس مفروضاً فرضاً عل اي طرف.
اضافت المصادر: ان التقدمي «كلّف نفسه» استيضاح الرئيس بري لاحقاً عن تفاصيل آلية الحوار وكيفية الانتقال من الحوار الى جلسات الانتخاب او العكس، وعدم حصر الحوار بالتمسك بمرشح واحد لكل طرف.
واوضحت المصادر ان جولة المعارضة هي بداية لفتح الابواب امام خطوات اخرى قد تسفر عن تقاطعات برغم تمسكها هي والتقدمي حتى الان بالتقاطع على جهاد ازعور، لكن التوافقعلى غير ازعور لا يعني بالضرورة موافقة المعارضة على ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، خاصة في ظل الاجواء عن تقدم حظوظ ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وفي السياق ذاته، اوضح عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية في احاديث تلفزيونية، «ان الرئيس بري قال لنا انه قصد فتح جلسة انتخابية واحدة بعد الحوار، وتبقى مفتوحة بدورات متتالية ما يتيح انتخاب رئيس بـ٦٥ صوتاً مع نصاب حضور ٨٦ نائباً».
اضاف: الفرنسيون هنأوا بري على مبادرته التي وصفوها بالسيادية واللبنانية بامتياز، وهو قد يدعو الى الحوار قبل نهاية أيلول، وينطلق من نحو ٨٠ نائباً مؤكدين وهو يريد أن يكون الحوار جامعاً، ولكنه يتريث بالدعوة اليه نتيجة المواقف الرافضة من المعارضة.
حركة المعارضة
اما في الحركة السياسية، فزار وفد كتائبي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل امس، رئيس اللقاء الديموقراطي النيابي، النائب تيمور جنبلاط لتقديم التهنئة بانتخابه رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي. وبعد اللقاء ابدى الجميل «كل الاستعداد للتنسيق والعمل المشترك بشكل دائم حفاظاً على مقومات لبنان السيادية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية، ومن أجل تحقيق حياة أفضل واستعادة كرامة الشعب اللبناني وحريته وسيادة قرار الدولة على كامل الأراضي اللبنانية».
وقال امين سر التكتل النائب هادي بو الحسن: نأمل مع الكتائب اللبنانية ومع كل القوى اللبنانية ان نحدث خرقاً في الأزمة تعيد التقدم للبنان، وانتخاب رئيس للجمهورية، وسنستكمل هذا اللقاء المميز بسلسلة لقاءات أخرى بتنسيق مشترك ان كان على مستوى الحزب او على مستوى الكتلتين في المجلس النيابي»
كما استقبل النائب جنبلاط وفداً من نواب المعارضة ضم كل من غسان حاصباني، مارك ضو، أديب عبد المسيح، جورج عقيص، إلياس حنكش ووضاح الصادق، بحضور النواب وائل أبو فاعور، أكرم شهيب، بلال عبدالله، مروان حمادة، هادي أبو الحسن وفيصل الصايغ، وأمين السر العام ظافر ناصر ومستشار جنبلاط حسام حرب.
وقال حاصباني بعد اللقاء: لا بد من الاستمرار بهذا النقاش المفتوح والحوارات التي تحدث بين القوى السياسية التي يُمكنها أن تتحاور مع بعضها بانفتاح، لكي نصل إلى كسر الجمود القائم في الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان، انطلاقاً من المقاربة المتكاملة والبناءة لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن الثوابت الدستورية إضافةً الى التفاهم على عدد كبير من الخطوات التي من شأنها انقاذ البلد وإخراجنا من الدوامة المقفلة، وسيقى التواصل مستمر بين قوى المعارضة والحزب التقدمي الاشتراكي والتكتلات الصديقة الموجودة في المجلس النيابي التي تتفاعل مع بعضها البعض بهدف الوصول الى الحلول المرجوة وكسر الجمود، لذلك هناك خطوات ستتبع هذه الزيارة.
بدوره، قال النائب مروان حمادة: الجلسة التي أقيمت، جلسة حوارية بامتياز تدور حول الحوار، ولكن كل الكلام حول الحوار هدفه الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل للخروج من الأزمة الخانقة التي طغت على الحكومة والمؤسسات وكل ما يدور ولا يدور في البلد، لذلك تطرقنا الى أمور التشريع، وأمور المرشحين للرئاسة المحتملين، والى شكل الحوار، وإلى ضرورة استمرار التواصل مع الرئيس نبيه برّي لكي تتضح لجميعنا ماهية هذا الحوار والآليات التي سيعتمدها رئيس المجلس»، مؤكداً القيام بالخطوات اللازمة.
وتابع من خلال هذه الجلسة تبيّن أن هناك تقاطعات كثيرة بقيت قائمة ومستمرة فيما بيننا، وهناك نقاط يلزمها توضيح ومزيد من التشاور.
جولة ماغرو
وقد واصل السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو جولاته التعارفية على القوى السياسية والتحضيرية لزيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، فزار امس، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد عون، يرافقه الملحق السياسي والملحق السياسي والاعلامي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وكانت مناسبة لتبادل الآراء والمواقف حول مختلف الأوضاع الاقليمية والدولية والمحلية ولا سيما الملف الرئاسي.
ومن وزارة الدفاع قال ماغرو: أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يولي الملف اللبناني أهمية خاصة. مشددا على «استمرار الدعم الفرنسي للبنان والحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وجرى خلال اللقاء «بحث في التعاون العسكري بين لبنان وفرنسا، لا سيما دعم الطبابة العسكرية والقدرات البحرية وغيرها من مجالات التعاون. وحضر ملف النزوح السوري خصوصا المستجد منه، وأكد في هذا الإطار وزير الدفاع «خطورة هذا النزوح المستجد، إذ ان لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الأعباء الأمنية والإقتصادية والإجتماعية .
كمازار ماغرو قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي التقى ايضاً القنصل المصري المستشار محمد المشد وتناول البحث شؤونًا مختلفة.
وفي الحركة الدبلوماسية ايضا، التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى لبنان ساندرا دو وال التي قالت بعد اللقاء: عرضنا رؤية الرئيس ميقاتي لمستقبل الأوضاع السياسية في لبنان. ونأمل مع دولة الرئيس أن نشهد انتخاب رئيس للجمهورية قريبا، اضافة الى تبني القوانين الإصلاحية في لبنان التي سيكون الاتحاد الأوروبي مسرورا جدا في دعم تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ
واستقبل الرئيس ميقاتي سفير دولة قطر الجديد في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، والوزير المفوض علي بن محمد المطاوعة، ثم سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون بين بريطانيا ولبنان في ما خص الجيش اللبناني اضافة الى دعم القطاع التربوي في لبنان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند العاشرة من صباح اليوم الخميس في السرايا «لمناقشة جدول اعمال يتضمن بنودا اساسية وملحة»، كما يعقد جلسة ثانية عند الثالثة والنصف من بعد ظهر الخميس ايضا للبدء بدرس مشروع قانون الموازنة العامة للعام ٢٠٢٤. حسبما اعلن مكتب رئيس الحكومة.
المودعون أمام المصرف المركزي
مصرفياً، يتجمع عدد واسع من المودعين امام مصرف لبنان، لمطالبة الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، العائد من الرياض بالغاء التعاميم كافة التي صدرت في عهد الحاكم السابق، نظراً لارتباطها بالسحوبات من الودائع، وهي مجحفة بحقهم.
إسرائيل لحصة مالية من ايرادات بلوك 9!
نفطياً تتجه الانظار الى عمليات الحفر المتواصلة في البلوك رقم 9، لكن مخاطر طفت على السطح امس، عندما تحدث تقرير اسرائيلي عن عدم امكانية استفادة لبنان من المردود الغازي، بدون موافقة اسرائيل.
ونشر موقع اسرائيلي أمس انه في حالة العثور على الغاز بكمية قادرة على تطوير الخزان (بتعبير التقرير) عندها «سيتعين على الشركاء في التنقيب، اي شركات «توتال الفرنسية» و«إنيي الايطالية» و«قطر للطاقة» التوصل الى اتفاقيات مع حكومتي لبنان واسرائيل بشأن الاموال التي ستدفع لكلا الطرفين».
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
عبد اللهيان نقل لحارة حريك اجواء ايجابية عن لقائه بولي العهد السعودي
مبادرات وزيارة لودريان ووفد قطري في ايلول… واجتماع للمعارضة بمشاركة التيار
تعيين رئيس للاركان يتعثر… «عين الحلوة»: استنزاف الحل السلمي والاقتراب من الحل العسكري – رضوان الذيب
ايلول مزدحم بالملفات الرئاسية والمالية والتربوية والصحية والاجتماعية وكلها دسمة، خصوصا الملف الرئاسي الذي يشهد حراكا هو الاول من نوعه على هذا المستوى منذ دخول البلاد الفراغ الرئاسي قبل سنة عبر عجقة مبادرات وموفدين تبدأ بالموفد القطري وبعده الفرنسي لودريان ثم موفد سعودي في ظل معلومات مؤكدة عن وصوله بعد منتصف الشهر، والسؤال، هل حركت مبادرة بري الجمود الرئاسي وهل يخرج الدخان الابيض في ايلول، ام ما يجري ليس الا مناورات وحركة بلا بركة؟ رغم ان النواب الذين التقوا بري يوم امس الاول وتحديدا نواب تكتل الاعتدال الوطني خرجوا بانطباعات ايجابية ومرونة عند بري تجاه البحث في اسماء جديدة لرئاسة الجمهورية ودون شروط مسبقة، ونقل هؤلاء النواب عنه، انه سيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس على ان يتبعها مباشرة دورات متتاليةلانجاز الانتخاب بـ65 نائبا في الدورة الثانية مع نصاب الـ 86 نائبا، وان حوار الايام السبعة محصور بانتخاب الرئيس فقط، ودعا بري الجميع الى المشاركة بالحوار لانه في حال مقاطعة الاطراف المسيحية لا جدوى من الحوار والجلسات، رغم ان تسريبات القوى السياسية الاساسية تتقاطع على استبعاد انتخاب رئيس للجمهورية في ايلول او في الاشهر القادمة او في عهد المجلس النيابي الحالي الا اذا طرأ تطور إيجابي على الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهذا مستبعد في القريب العاجل، كون اللجنة المشتركة بين الطرفين التي تضم الان عون وانطوان قسطنطين عن التيار وعلي فياض وعبد الحليم فضل الله عن الحزب، ستبدأ دراسة الورقة التي قدمها التيار الوطني عن اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة غدا الجمعة بعد الانتهاء من دراسة الصندوق الائتماني، وحتى الان ورغم كل الأحاديث والتسريبات فان النقاش في الملف الرئاسي لم يبدأ بعد .
وفي ظل زحمة الزوار، تقدمت مبادرة بري، وقد نفى السفير الفرنسي الجديد أمام رئيس المجلس في عين التينة انها تتعارض مع مبادرة بلاده كما يتحدث العديد من القوى السياسية، لابل تكملان بعضهما البعض، وكشف بأن معظم الكتل النيابية اعلنت موافقتها على الحوار في الرد على الاسئلة التي وجهتها بلاده.
وكانت معلومات اشارت الى ان مبادرة بري «نفست» زيارة لودريان قبل حصولها وطيرتها وهذا ما اثار الرياض التي حركت البخاري في بيروت وقررت ارسال موفد لها بعد التحركات الرئاسية الأخيرة، علما ان مبادرة بري تحظى بتاييد لافت من الثنائي الشيعي وجنبلاط والاعتدال والتوافق الوطني برئاسة فيصل كرامي والمردة ونواب سنة ومسيحيين ومستقلين، فيما عارضها 31 نائبا يمثلون القوات والكتائب والتجدد والتغيريين،لكن الموقف الرمادي بقي للتيار الوطني الحر الذي وزع رسائله الايجابية على الجميع، وفيما كان باسيل يعلن استعداده للمشاركة بالحوار ضمن شروط محددة وضمانات، كان وفد من نواب التيار يعقدون اجتماعا قبل ظهر الثلاثاء الماضي في بيت الكتائب المركزي بحضور نواب من القوات والكتائب والتجدد والتغيريين، وتمت مناقشة الملف الرئاسي والتسريب بأن جهاد ازعور لم ينسحب من السباق الرئاسي وكان في بيروت منذ ايام والتقى كتلا نيابية موالية ومعارضة له، كما طرح ممثل التيار على المعارضين السير بالصندوق الائتماتي واللامركزية الادارية الموسعة وضرورة التوافق على البرنامج .
هذه الحركة الواسعة للتيار يمينا ويسارا وفي كل الاتجاهات، كانت موضع رصد من قبل الكتل النيابية، وطرح سؤال عما اذا كان حزب الله قد نجح في كسر جدار الجليد السميك بين بري وباسيل، بعد أن نقل لرئيس التيار موافقة مبدئية من رئيس المجلس على موضوع اللامركزية الادارية وهذا ما كان يريده باسيل، لكن هذا التقارب لا يعني ان ابواب بعبدا باتت معبدة والخلافات على الاسم انتهت، فالشيخ صادق النابلسي المطلع على النقاشات داخل حزب الله قال في مقابلة اعلامية امس الاول، ان «حزب الله لايطمئن لقائد الجيش»، فيما اكد وليد جنبلاط ان جبران باسيل لا يريد قائد الجيش ويعرقل وصوله، واضاف في جولة جبلية « ما في شي رئاسيا» مركزا على الوضع الاقتصادي، حتى ان النائب بلال عبدالله في كتلة جنبلاط استبعد موافقة اللقاء الديموقراطي على سليمان فرنجية مؤكدا، ان لاتغيير في موقف اللقاء حتى في حال قبول التيار الوطني برئيس المردة، لكنه رفض الاجابة على سؤال عما اذا كان اللقاء الديموقراطي سيؤمن نصاب الـ 86 صوتا للجلسة الرئاسية في حال حضور التيار لها، ثم استطرد ان «اللقاء الديموقراطي ضد التعطيل»، في حين زار وفد من نواب المعارضة كليمنصو ليلا والتقوا تيمور جنبلاط بعد التباين بين الطرفين حول حوار بري.
من هنا، فان الغموض ما زال سيد المواقف والجميع ينتظر الايام القادمة مع استبعاد تحقيق لودريان اي خرق في ظل التوتر المرتفع في العلاقات بين فرنسا وايران حول كل القضايا وعلى مختلف المستويات، ورغم الحنكة الإيرانية في التعامل الدبلوماسي والهدوء الذي أظهره عبد اللهيان في كل لقاءاته في بيروت حتى في اجوبته على المحاولات الأميركية لقطع طريق بغداد – دمشق، لكنه امتعض جدا أمام الإعلاميين عند مقاربته لمواقف ماكرون، ووجه انتقادات لاذعة له أمام كل الذين إلتقاهم في بيروت، متهما فرنسا بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وممارسة الضغوط على المسؤولين الذين يقفون في مواجهتها، في حين نقل عبد اللهيان إلى حارة حريك أجواء لقائه الجيدة جدا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي استمر لمدة 90 دقيقة، ووصف ولي العهد إلايرانيين «بالشركاء الصادقين» وانفتاحه على الحديث مع حزب الله وسوريا والمساهمة في إعادة اعمارها، كما كشف بان محمد بن سلمان تحدث عن مقاربات جديدة للمنطقة ومنها لبنان دون الكشف عن مضمونها، كما كشف عن مدى القلق السعودي من الاميركيين، ولذلك كان لافتا ما نقلته مجلة بوليتيكو الأميركية منذ ايام، ان عائلات 11 سبتمبر طالبوا بايدن الالتزام بوعوده ومحاسبة السعودية، ومتابعة قضية مقتل جمال خاشقجي وضرورة التخلي عن حماية المملكة.
تعيين رئيس للاركان
بعد ازالة الجفاء بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، تم إعادة طرح تعيين رئيس جديد للاركان في الجيش اللبناني بعد إحالة الرئيس السابق للاركان العميد امين العرم على التقاعد منذ 10 اشهر، وعلم ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور حركا هذا الملف مع بري وحزب الله والقيادات السياسية وقائد الجيش، كما شملت الاتصالات العديد من المرجعيات الروحية والتيار الوطني الحر عبر النائبين غسان عطالله وسيزار ابي خليل واصدقاء مشتركين بالإضافة الى « سعاة خير»، وعلم ان التيار الوطني الحر وتحديدا جبران باسيل رفض رفضا قاطعا التدخل بالأمر مؤكدا ان التعيين يخضع لمسار قانوني فيما رفض الرئيس ميشال عون التدخل ايضا، وكان قائد الجيش رفع مذكرة لوزير الدفاع تتضمن اقتراحا بتعيين رئيس للاركان، لكنه رفض أمضاء المذكرة متمسكا بالقانون، مع العلم ان قانون الدفاع يتضمن بندا واضحا لجهة تولي رئيس الأركان مهام قائد الجيش في حال احالته إلى التقاعد او تعثر تعيين البديل، وسيحال العماد جوزف عون إلى التقاعد في منتصف كانون الثاني 2024 ويصبح الموقع شاغرا، لكن باسيل يؤكد ان مهام القائد في هذه الحالة تذهب لأكبر الأعضاء سنا في المجلس العسكري، وما جرى في حاكمية مصرف لبنان والامن العام يطبق على قائد الجيش حتى انتخاب رئيس للجمهوري .
مجلس المطارنة الموارنة
جدد المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوتهم النواب إلى تحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لاكتمال السلطات الدستورية، وابدوا تحفظهم البالغ حيال الحديث عن خطوات دولية تهدف إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل على الرغم من ان هذه الحدود مرسمة ومثبتة باتفاقات دولية، وفيما موقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الاجرائية اللبنانية غير مكتملة الصلاحيات وهما المرجعيتان الصالحتان الوحيدتان لإدارة هذه العملية والإشراف على ترجمتها.
مخيم عين الحلوة
رفضت القوى الإسلامية المتطرفة في الصفصاف بقيادة بلال بدر وهيثم السعدي كل الاتصالات التي أجرتها اللجنة الوطنية اللبنانية الفلسطينية لتسليم المطلوبين الثمانية المتهمين باغتيال رئيس الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم العميد العمروشي واثنين من مرافقيه، ورغم تمديد المهلة للتسليم فان الجماعات الإرهابية رفضت ذلك مع انتهاء المهلة امس، وفي المعلومات ان اللجنة الوطنية اللبنانية الفلسطينية وبعد اجتماعها امس أعطت الأوامر للقوة الفلسطينية المشتركة للانتشار اليوم في عين الحلوة والتمركز حسب الخطة الموضوعة في جميع مجمعات مدارس الاونروا الثمانية في عين الحلوة، فيما بدأت القوة المشتركة التمركز عصر امس في منطقة البركسات تمهيدا لبدء الانتشار في كل المخيم وتحديدا في منطقة الصفصاف حيث يتمركز الارهابيون، وعلم ان حماس وعصبة الأنصار لن يشاركا في عملية الانتشار، كما ان جماعة هيثم السعدي وبلال بدر لن يسمحا بدخول القوة المشتركة إلى الصفصاف، فهل ينفجر الوضع العسكري اليوم؟ وقد لوحظ في الايام الماضية، ان الاطراف العسكرية في عين الحلوة يعززون مواقعهم بالاسلحة المختلفة، وكان جماعة السعدي وبدر قد سيطروا على بعض مقرات الاونروا في الصفصاف خلال الأيام الماضية وحولوها إلى ثكنات عسكرية بانتظار المعركة الفاصلة.
على صعيد آخر اعتقل الجيش اللبناني نجل المسؤول الفلسطيني في المخيم منير المقدح بناء على مذكرة توقيف سابقة، ويبقى السؤال، من سهل عودة الإرهابيين إلى عين الحلوة منذ اشهر من شمال سوريا بعد ان غادروه اثر انتهاء معركة الجرود؟ ومن يغطي رواتب الإرهابيين حيث يتقاضى المقاتل في جماعات هيثم السعدي 1000 دولار مقابل 200 دولار للمقاتل في فتح والامن الوطني وباقي الفصائل؟
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
زيارة منصوري للسعودية للتعارف .. ومنصّة “بلومبرغ” تنتظر
جعجع وماغرو
الملف الرئاسي تصدر امس الحركة السياسية والديبلوماسية. وفي السياق، وعشية عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في 11 ايلول الجاري مبدئيا، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو الذي زار ايضا قائد الجيش العماد جوزف عون، يرافقه الملحق السياسي Quentin Jeantet والملحق السياسي والاعلامي Romain Calvary في زيارة تعارف، اثر توليه مهامه الديبلوماسية الجديدة وتحضيراً للعودة المرتقبة للودريان الى لبنان، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي وطوني درويش عن جهاز العلاقات الخارجية في الحزب.
كما زار ماغرو وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم.
الاتحاد الاوروبي
في الحركة الديبلوماسية ايضا، التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى لبنان ساندرا دو وال التي قالت بعد اللقاء “عرضنا في زيارتنا اليوم رؤية الرئيس ميقاتي لمستقبل الأوضاع السياسية في لبنان. ونأمل مع دولة الرئيس أن نشهد انتخاب رئيس للجمهورية قريبا، اضافة الى تبني القوانين الإصلاحية في لبنان التي سيكون الاتحاد الأوروبي مسرورا جدا في دعم تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ”.
قطر وبريطانيا
واستقبل الرئيس ميقاتي سفير دولة قطر الجديد في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، والوزير المفوض علي بن محمد المطاوعة، ثم سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون بين بريطانيا ولبنان في ما خص الجيش اللبناني اضافة الى دعم القطاع التربوي في لبنان.
سليم وسفير فرنسا
الى ذلك، استقبل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، السفير هيرفي ماغرو في زيارة بروتوكولية يرافقه الملحق العسكري العقيد غريغوري ميدينا. وجرى خلال اللقاء عرض العلاقات اللبنانية- الفرنسية من جوانبها كافة. السفيرالفرنسي أكد أن” الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يولي الملف اللبناني أهمية خاصة”، مشددا على” استمرار الدعم الفرنسي للبنان والحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”. وفي خلال اللقاء كان بحث في التعاون العسكري بين لبنان وفرنسا لا سيما دعم الطبابة العسكرية والقدرات البحرية وغيرها من مجالات التعاون. وحضر ملف النزوح السوري خصوصا المستجد منه.
لخطوات عملية
ليس بعيدا من قضية النزوح، طالبت “القوات اللبنانية” “الحكومة باتخاذ كل التدابير اللازمة والضروريّة والملحّة وبكلّ دقّة لمنع أي تسلُّل من سوريا وتحديدًا من الجهتين الشماليّة والشرقيّة من الدخول إلى لبنان، خصوصًا أنّ المطلوب من الحكومة معالجة أزمة اللاجئين القائمة وليس مفاقمة هذه الأزمة”.الجميل
في المواقف ايضا، وجّه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل نداءً من القلب الى المجتمع الدولي والبرلمان الأوروبي وفرنسا باسم العديد من اللبنانيين الذين يعتبرون انهم وبلدهم رهينة حزب الله الذي تموله وتسلحه وتوجهه ايران، معتبراً انه من مسؤولية المجتمع الدولي مساعدة لبنان على مواجهة هذا التدخل الخارجي.
الجميّل كان يتحدث بعد لقاء النائب في البرلمان الأوروبي فرنسوا كزافييه بيلامي.
لتطبيق الدستور
وغداة اتصال بين جعجع والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب الياس اسطفان أن “البعض وقع ضحية الصحافة الصفراء التي حاولت إظهار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكأنه أصبح يؤيد الحوار مع أن حديثه واضح جداً أنه ضد أي حوار، وعظته يوم الأحد الماضي شددت على تطبيق الدستور في الدرجة الأولى، واذا عقد أي حوار، فمن الضروري أن يأخذ في الاعتبار الدستور ومواقف الأطراف كافة، وهذا غير متوافر”.
لبنان و”اليونيفيل”
الى ذلك، وغداة التجديد لليونيفيل في نيويورك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “التزام الحكومة القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي بالتمديد لولاية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” سنة كاملة”. وقال في خلال استقباله قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال أرولدو لازارو: “إن الحكومة اللبنانية على استعداد للتعاون مع اليونيفيل، من خلال الجيش، لحفظ الامن في جنوب لبنان”. وأشاد بـ”التعاون القائم والفعال بين الجيش واليونيفيل”، داعيا القوة الدولية الى “العمل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية”. وكان رئيس الحكومة إستقبل الجنرال لازارو على رأس وفد من “اليونيفيل” قبل الظهر في السراي… كما زار لازارو والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث جرى عرض للوضع في الجنوب ومهام القوات الدولية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :