افتتاحية جريدة البناء
بوتين يردّ أردوغان خائباً من سوتشي ويوبّخه على تجميل مواقف الغرب وأوكرانيا من صفقة الحبوب مبادرة بري على الطاولة برسم بكركي واللجنة الخماسية لضمان المشاركة الجامعة نحو انتخاب رئيس الناطق بلسان اليونيفيل يتجاهل عدم الانسحاب من شمال الغجر ويتحدّث عن الخيمة في المزارع
} كتب المحرّر السياسيّ
استقطبت زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأضواء بعدما توقفت صفقة الحبوب التي ترعاها تركيا بين روسيا وأوكرانيا وتشارك الأمم المتحدة في الرعاية. وبعد مرور عشرة شهور على آخر لقاء بين الرئيسين، ومرور شهور على طلب أردوغان للقاء القمة، جاءت القمة مخيّبة لأردوغان، حيث رفض الرئيس بوتين العودة الى صفقة الحبوب مقابل العرض التركي القطري بشراء مليون طن من القمح الروسي بتمويل قطري وطحنه في تركيا وإرساله الى الدول الأفريقية، حيث قال بوتين بوضوح إن تلبية حقوق روسيا شرط مسبق لأي عودة للعمل بالصفقة، وإن روسيا ستقوم بتصدير 60 مليون طن هذا العام، وإنها تقبل صفقة المليون طن كصفقة بديلة وليس كجزء من صفقة الحبوب مع أوكرانيا، موبّخاً الرئيس التركي على محاولة تجميله للموقف الأوكراني والتعطيل الغربي للصفقة. وتحدّث بوتين بالتفصيل عن استغلال أوكرانيا للمرات المعتمدة للصفقة من أجل أعمال حربية منها استهداف أنبوب غاز السيل التركي، انطلقت من موانئ تصدير الحبوب، كما أنه رفض عروض تركيا للوساطة السياسية في الحرب، مذكراً أن اتفاقاً تمّ التوصل إليه مع أوكرانيا برعاية تركية انقلبت عليه أوكرانيا، وأن لا جدوى من مبادرات التفاوض، مذكراً أردوغان بمكاسب بلاده من العلاقة مع روسيا، داعياً إلى التقيد بمضمون اتفاق أستانة حول سورية وسلامة ووحدة اراضيها وسيادتها عليها.
لبنانياً، بقيت التفاعلات حول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري هي مضمون الحراك السياسي، حيث تكفّلت المبادرة بتقديم عرض لا يمكن لمرجعيتين فاعلتين في الملف الرئاسيّ تجاهله، هما بكركي واللجنة الخماسية، حيث سقطت فرصة تموضع هاتين المرجعيتين وراء موقف حزبي القوات اللبنانية والكتائب، وفق الذريعة السابقة وهي أن الفريق الذي يقوده رئيس المجلس النيابي يطرح الحوار بديلاً للانتخاب بهدف تسويق مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وأنه لن يذهب الى الانتخابات دون ضمان فوز هذا المرشح، وتتخذ من تعطيل النصاب في الدورة الثانية للانتخابات دليلاً على ذلك، فجاءت مبادرة بري لتقول إن الحوار محدد المهلة بسبعة أيام، سواء نجح أم لم ينجح. فالأكيد أن جلسات الانتخاب سوف تليه، وأن النجاح في الحوار ليس بالضرورة اتفاق على مرشح واحد، بل ربما على مرشحين أو أكثر تدور بينهم المنافسة، وأن المنافسة سوف تدور في جلسات متتابعة حتى ينتخب رئيس، بلا تعطيل نصاب، ما اضطر حزبي القوات والكتائب الى كشف موقفهما الفعلي، لا رئاسة ونعم للفراغ الرئاسي. وقالت مصادر سياسية متابعة إنه لا يمكن للرئيس بري أن يحدد تفاصيل ومواعيد مبادرته قبل أن تصدر مبادرات داعمة من كل من بكركي واللجنة الخماسية، كي يضمن أن تكون لمبادرته المفاعيل المرجوّة بالوصول إلى إنهاء الشغور الرئاسي، وقالت إن المؤشرات حتى الآن إيجابية.
في شأن ما بعد التجديد لقوات اليونيفيل برز موقف مثير للانتباه عن الناطق بلسان القوات اندريا تينينتي قال فيه إن الخيمة التي يقيمها حزب الله في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مخالفة للقرار 1701 وإن اليونيفيل تعمل على إزالتها، متجاهلاً مصير الاحتلال المتمادي لمنطقة شمال بلدة الغجر في خراج بلدة الماري، وصمت قوات اليونيفيل عنه، علماً أنها مكلفة بالتنفيذ وفق القرار 1701، بينما في ملف مزارع شبعا نصُّ القرار يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم مشروع حل خلال ثلاثين يوماً مضت عليها سبعة عشر عاماً؟
ولا تزال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري محل رصد ودراسة لدى الأوساط السياسية في لبنان وعواصم القرار المؤثرة في الساحة الداخلية وسط ترقب لتفاصيلها لا سيما موعد أولى جلسات الحوار وجدول أعماله وما إذا كان البديل عن المبادرة الفرنسية، مع توجّه أغلب الكتل النيابية للإعلان عن المشاركة في الحوار، مقابل توجّه حزبي القوات والكتائب اللبنانية الى مقاطعة الحوار وتريث كتلة التغييريين عن إعلان الموقف النهائي بانتظار دراسة تفاصيل المبادرة، وفق ما أشارت أوساط التغييرين لـ»البناء»، إلا أن نواباً من التغييريين سيشاركون في الحوار، اضافة الى النواب المستقلين، ما يرفع عدد النواب المشاركين الى الـ 90 ما يؤمن انعقاداً مريحاً للحوار ويرفع فرص نجاحه في توفير الأجواء الملائمة لإنضاج تسوية داخلية تلاقي أي انفراج خارجي، بحسب ما تشير أوساط سياسية لـ»البناء».
وتوقفت الأوساط عند موقف البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الأحد بتأييده العلني للحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، ما يعكس تنسيقاً ما بين الديمان وعين التينة، وما يوفر غطاء مسيحياً للحوار بالإضافة الى موقف التيار الوطني الحر الذي سارع إلى ملاقاة رئيس المجلس بالترحيب بالحوار والمشاركة فيه. ولفتت الأوساط لـ»البناء» الى أن «مقاطعة القوات والكتائب وبعض التغييريين لن تغيّر شيئاً، طالما أن الكتل النيابية الكبرى ستحضر إضافة إلى الغطاء المسيحي». ولفتت الأوساط الى أن موقف رئيس القوات سمير جعجع التصعيدي بوجه الجميع بمن فيهم الكنيسة، يعكس حالة التوتر التي يعيشها بعد المستجدات والظروف الداخلية والخارجية التي تصبّ ضد مصلحته وتوجهاته، فهو صوّب على حزب الله وعلى الرئيس بري وعلى التيار الوطني الحر ولم يوفر قوى التغيير، وربما شعر جعجع بوجود معطيات داخلية ومؤشرات خارجية تصبّ في اتجاه عقد الحوار والتمهيد لانتخاب رئيس للجمهورية من خارج توجهاته السياسية، لذلك يرسل رسائله بالتهديد والوعيد في محاولة للتأثير بقرار كتل نيابية أو نواب ما».
في المقابل أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى أنه «طالما أن الأفق السياسي مقفل ولا حلول، وطالما أن أي خيار صداميّ سيأخذنا إلى مآسٍ جديدة وبعدها سنعود للحوار الذي لا بديل عنه، الأفضل إذاً وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب لحوارٍ جاد للخروج من الأزمة».
وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل الى ان «الحوار له أركانه وعلى الناس أن تتحاور مع بعضها البعض»، متسائلاً: «ما البديل عن الحوار لفكّ الانسداد السياسي؟».
وعن إمكانيّة إقامة حوار من دون قوى المعارضة، لفت خليل في حديث تلفزيوني الى أنه «لدى إعلان مواقف الكتل يُحدّد القرار النهائي حول الحوار، والمطلوب من القوى المعارضة إبداء الإيجابية في هذا الخصوص».
وإذ من المتوقع أن يصل مبعوث الرئاسة الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت خلال الأسبوع المقبل، استقبل الرئيس بري في عين التينة السفير الفرنسي الجديد إيرفيه ماغرو في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه الدبلوماسية كسفير لبلاده لدى لبنان، وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. كما استقبل بري السفير القطري الجديد الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه كسفير فوق العادة ومفوض لدى لبنان، وتمّ البحث بالمستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين.
بالتوازي، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في الديمان، السفير السعودي لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري. وكان اللقاء وفق بيان عن السفارة السعودية «مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بخاصة الاستحقاق الرئاسي، وضرورة إنجازه في أسرع وقت ليسهم في إنقاذ لبنان، ويكون جامعاً لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي.
وأشار المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض الى أن اللقاء المطوّل الذي استمرّ نحو ساعة، بحث في موضوع الساعة وهو انتخاب رئيس للجمهورية، والمساعي التي تقوم بها المملكة داخلياً ودولياً وبخاصة مع الفرنسيين والدفع لانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن. وقال «أبدى السفير بخاري خلال اللقاء كل التمني والحرص باسم المملكة على الاستقرار في لبنان وحماية الدستور وحماية اتفاق الطائف، وضرورة أن لا يملي أحد شروطاً على اللبنانيين، مؤكداً ان المملكة تحترم ارادة اللبنانيين ومتعاونة مع اي قرار يتخذونه».
الى ذلك واصل حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لقاءاته في السعودية خلال زيارة رسمية إلى المملكة للمشاركة في مؤتمر اتحاد المصارف العربية.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن الدعوة وجّهت الى منصوري من اتحاد المصارف العربية حيث يدعى الى هذا المؤتمر حكام المصارف المركزية العربية، ولم توجه الدعوة من السعودية»، موضحة أن منصوري تبلغ بعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين لمناقشة ملفات ذات اهتمام مشترك، كاشفة عن ودائع خليجية محتجزة في المصارف اللبنانية بقيمة 12 مليار دولار تعود لمودعين سعوديين وإماراتيين وكويتيين ستكون مادة للبحث بين المسؤولين السعوديين ومنصوري.
وأكد منصوري في حديث لقناة لـ»العربية» أن «قرارنا نهائي بعدم تمويل الدولة لا بالليرة ولا بالدولار وعلى الدولة إيجاد وسائل لتمويل عجز ميزانيتها»، مشدداً على أن «إعادة أموال المودعين ليس أمراً مستحيلاً وسنعمل على وضع إطار قانوني لها في أسرع وقت»، معتبراً أنه «لا يمكن اعادة الثقة بالقطاع المصرفي اذا لم تتم إعادة أموال المودعين».
ولفت منصوري الى ان «ستكون لي مجموعة لقاءات على هامش المؤتمر في الرياض، ومن المعروف ان العلاقات اللبنانية السعودية تاريخية، ولا بد من الحفاظ عليها وتطويرها».
وأبدى منصوري اعتقاده ان «السعودية ستلعب دوراً إيجابياً في حل الأزمة المالية في لبنان واعتقد ان اساس حل الازمة يأتي من لبنان وعلينا مساعدة انفسنا وان نبدأ بمشروع الإصلاحات، وهناك إمكانية فعلية للخروج من الازمة ولكن يجب ان يبدأ الحل من لبنان اولاً».
إلا أن مصدراً وزارياً شدد لـ»البناء» على أن منصوري «لا يمكنه وقف تمويل الدولة بشكل مفاجئ، وقانون النقد والتسليف ينص على أن المصرف المركزي يقرض الدولة بحالات معينة وبشروط، لا سيما أن الدولة تعاني من أزمة مالية وعجز مستمر ومتفاقم في الخزينة، وبالتالي لا خيار لتأمين مصادر لتمويل الإنفاق العام سوى الاستقراض من مصرف لبنان». وأوضح المصدر أنه «ورغم رفع الرسوم والجباية لم تستطع الدولة تأمين الأموال الكافية لتمويل إنفاقها وبالتالي لا بدّ من الاستقراض من مصرف لبنان بالحد الأدنى خلال الأشهر الثلاثة المقبلة حتى انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة ووضع خطة اقتصادية لإخراج البلد من أزمته المالية والاقتصادية والنقدية».
على صعيد آخر، تترقب الأوساط الرسمية وأهالي الجنوب وحزب الله كيفية تطبيق قوات اليونفيل لقرار مجلس الأمن المتعلق بالتجديد للقوات اليونفيل، وأكّد الناطق الرسميّ باسم قوّات اليونيفيل اندريا تينينتي أن شيئاً لن يتغيّر في عمل قوّات الطوارئ الدولية على الأرض بعد التمديد لمهمّتهم، فالشراكة مع الجيش اللبناني سوف تبقى والتنسيق الذي بدأ عام 2006 لن يتغير وسوف يبقى.
وعن المستوعبات والخيمة على الحدود اللبنانية، رأى تينينتي أن الأمر مقلق لنا وللقرار 1701، وأضاف «الخيم هي انتهاك ونحن نعمل على إزالتها»، مشيراً الى أن «الأمر الأساسي هو القيام بمراقبة الخط الأزرق والحد من التوتر والتصعيد كما نفعل في كفرشوبا».
افتتاحية جريدة الأخبار
إسرائيل عالقة بعُقدة جنين
مرّة أخرى، يخوض مخيم جنين معركة جديدة ضدّ جيش الاحتلال، لن تكون الأخيرة طالما بقيت المقاومة بخير وأكثر قوة ممّا كانت عليه، وطالما ظلّت بنادقها بوصلة للاشتباك الممتدّ في الضفة الغربية المحتلّة. على حين غرّة، تسلّلت قوات خاصة من وحدات «الكوماندوز» الإسرائيلية، صباح أمس، إلى محيط مخيم جنين، جرى اكتشافها من المقاومة، لتُفعّل صفارات الإنذار، وتندلع اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال التي هرعت من حاجز الجلمة وحاجز سالم وشارع الناصرة إلى المخيم، مدعومةً بطائرات مسيّرة، وجرافات عسكرية، ومصفّحات. وتُعدّ هذه العملية، التي قالت مصادر عبرية ابتداءً إنها تستهدف منفّذ عملية حوارة (20 آب) أسامة بني فضل، الأولى من نوعها منذ الاجتياح الكبير لمخيم جنين في تموز الماضي والذي استمرّ 3 أيام.
القوات والكتائب يقودان حملة على الراعي
وقائِع الأيام والأسابيع الأخيرة تفرض أسئلة كثيرة حول ما إذا كان الخلاف هو فعلاً على رئاسة الجمهورية، إذ تبيّن من أداء «أهل المعارضة» أن الأزمة في غير مكان، وإلا لما كان بعضهم يدفع نحو حافة الاقتتال الأهلي. حيث تطوّر خطاب يتجاوز الخلاف على الموقع المسيحي الأول، بل صار الهدف بحدّه الأدنى هو الكيانات الذاتية والانفصال والطلاق مع المكوّنات الأخرى، ما يعني أن الصراع بالنسبة إلى هؤلاء بات على هُوية البلد.
وفي هذا السياق، يمكن تفسير رفض فريق المعارضة أي دعوة للحوار والنقاش، كالتي أعلنها الرئيس نبيه بري، وهو موقف يطابق مع فعله الفريق نفسه مع مبادرة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي طرح فكرة إجراء حوار عام أو حوارات ثنائية بين المكوّنات اللبنانية.
في هذه الأثناء، وصل سفير فرنسا الجديد إيرفيه ماغرو إلى بيروت، بعد مشاركته في مؤتمر سفراء فرنسا في العالم، ودشّن لقاءاته اللبنانية بزيارة الرئيس بري. وتطرّق البحث إلى الزيارة المرتقبة للودريان إلى بيروت المتوقّعة مطلع الأسبوع المقبل
الأمراض الجلدية تهدّد البقاعيين
ستة آلاف إصابة بالتهابات جلدية، من بينها الجرب، وأكثر من 1300 إصابة بإسهال مائي حادّ منذ حزيران الماضي في المنطقة الممتدّة من عرسال إلى الهرمل، بحسب منظّمة أطباء بلا حدود. الشهر الماضي، عالجت الفرق الطبية التابعة للمنظمة التهابات جلديّة لدى 138 أسرة في المنطقة ذاتها، و172 حالة إسهال مائي شديد (كوليرا)، بزيادة 21% عن الأسابيع الأولى من العام الجاري. انتشار الأمراض الجلديّة ليس إلا إشارة أولى إلى تداعيات «الجور الصحية» المكشوفة والمياه الآسنة التي تُرمى في حفر فوق مجاري المياه الطبيعية.
انتخابات لجنة جبران: 22% قالوا لا لستريدا | «انتصار» قواتي بطعم الهزيمة
قبل أسبوع، نشرت النائبة ستريدا جعجع فيديو على صفحتها على «فايسبوك» بعنوان «حلوة الديمقراطية ببشري… عقبال كل لبنان»، وفيه تظهر زوجة رئيس القوات اللبنانية تتوسّط عدداً من البشراويين وسط الطريق في انتظار إعلان نتيجة انتخابات لجنة جبران خليل جبران الوطنية التي فازت بها لائحة «… ليبقى جبران» القواتية
قبيل صدور النتائج الرسمية للانتخابات النيابية، في أيار 2022، انتشر فيديو آخر لنائبة بشري وهي تحتفل بالفوز قبل إعلان المفاجأة التي صعقت القوات اللبنانية يومها عندما خسرت، للمرة الأولى، مقعداً نيابياً في معقلها «التاريخي». طعم الخسارة المرّ شكّل دافعاً إضافياً للتعامل مع انتخاب هيئة إدارية جديدة للجنة جبران (وهي جمعية خيرية أُسست منذ أكثر من 100 عام عملاً بوصية جبران خليل جبران بتخصيص إيرادات كتبه ولوحاته والمتحف الخاص به لخدمة طلاب بشري وفقراء المدينة)، كما تتعامل مع الاستحقاقات النيابية والبلدية. الحاجة إلى انتصار لإعادة التأكيد أن بشري ثابتة تحت عباءة القوات، دفعت بستريدا إلى نشر دعوة باسمها للمشاركة في انتخابات لجنة جمعية خيرية، وإلى استنفار القوات ماكينة الحزب الانتخابية واستقدام ناخبين غير مقيمين في المدينة بواسطة باصات أو بونات بنزين، وسط حشد وتعبئة غير مسبوقيْن وتعيين مندوبين مدفوعي الأجر، وصولاً إلى قيام ستريدا جعجع بجولة على أقلام الاقتراع، فضلاً عن استقبال أعضاء اللائحة في معراب وإعلان دعم القوات لهم... كل هذا الاستنفار في وجه لائحة «كاملة رحمة» (والدة جبران) التي تضم مستقلين غير مدعومين من أي حزب أو سياسي (أعلن النائب وليم طوق مقاطعته للانتخابات)، ولا تمتلك 1% من قدرات القوات، على صعيد التنظيم أو المال أو الماكينة. رغم ذلك، اجتذبت اللائحة 22% من أصوات المقترعين (621 صوتاً) مقابل 78% للائحة القواتية (2189 صوتاً). بعيداً عن تهليل ستريدا للعرس الديمقراطي، يشير التدقيق في النتائج وفي النسبة التي نالتها القوات، بوضوح، إلى مشكلة فعلية تعانيها القوات (وتحديداً ستريدا) في بشري، بدأت تطل برأسها مع الانتخابات النيابية الماضية، ولا يبدو أن القوات تمكّنت من معالجتها، بل ثمة مؤشرات إلى أن نتائج الانتخابات الماضية لن تكون غيمة صيف عابرة، وأن الانتخابات المقبلة لن تكون نزهة في ربوع بشري..
افتتاحية صحيفة النهار
تشابك محتدم حول “الحوارين” يسابق لودريان
قبل أسبوع من موعد بدء الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان لبيروت في 11 أيلول الحالي، بدا المسرح السياسي والديبلوماسي الداخلي عرضة لحركة مشاورات واتصالات كثيفة تواكب مناخا سياسيا محتدما ومقبلا على مزيد من الاحتدام خصوصا في ملف الحوار المطروح في ملف الاستحقاق الرئاسي وازمته المتمادية. ذلك انه غداة الدوي الحاد الذي احدثته مواقف القوِى المعارضة المسيحية بلسان كل من رئيس حزب “القوات ال#لبنانية ” سمير جعجع في مهرجان معراب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل في حديث تلفزيوني، بدا واضحا ان الفرز السياسي العريض في البلاد بات يقف عند “اشتباك ” غير مسبوق على خلفية تحديد الكتل النيابية والقوى السياسية مواقفها من “ازدواجية” في الحوار المطروح ما بين “حوار محلي” اطلق الدعوة اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حوار فرنسي ” اطلق الدعوة اليه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وليس من الثابت او المؤكد بعد ما اذا كان طرح الحوار الثاني يحظى فعلا وجديا بدعم مجموعة الدول الخماسية التي أصدرت بيان جدة الأخير. ولذا ستتسم الأيام المقبلة التي ستسبق وصول لودريان الى بيروت بحيوية سياسية تصاعدية اذ انطلق كل من الفريقين العريضين المتصارعين في معترك الازمة الرئاسية لتحصين أوراقه ومواقفه الحاسمة من ملف “الحوارين”، وينتظر من الان حتى موعد زيارة لودريان ان ينهي عدد وافر من النواب المستقلين او المحايدين وقوفهم عند ضفة المتفرجين لان الضغط السياسي التصاعدي سيبلغ ذروته مع وصول لودريان تحسبا للاحتمالات التي تنتظر مصير مبادرته ولو ان المؤشرات الحالية تنذر باخفاق دعوته الى الحوار مثلما سيكون عليه مصير دعوة الرئيس بري أيضا ما لم تحصل مفاجآت غير محسوبة اطلاقا. وقد اثارت اهتمام القوى السياسية بداية تحركات لعدد من سفراء الدول المنخرطة في مساعي الحل للازمة الرئاسية اذ ينتظر ان تتكثف زيارات السفراء للمراجع السياسية في الاتي من الأيام بما قد تتكشف معه بعض خيوط الاتجاهات الخارجية في شأن لبنان قبيل استئناف التحرك الفرنسي في اتجاه محاولة انهاء الشغور الرئاسي في الأسابيع المقبلة .
ولعل اللافت في المواقف البارزة التي سجلت غداة اعلان مواقف كل من جعجع والجميل كان في اتساع التمايز بين قوى المعارضة والحزب التقدمي الاشتراكي في ملف الحوار تحديدا. فقد كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط عبر صفحته على احد مواقع التواصل الاجتماعي امس: “طالما أن الأفق السياسي مقفل ولا حلول، وطالما أن أي خيار صدامي سيأخذنا إلى مآس جديدة، وبعدها سنعود إلى الحوار الذي لا بديل عنه، الأفضل إذا وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب إلى حوار جاد للخروج من الأزمة”. وأضاف: “تحية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على موقفه الحكيم، معه نؤكد الحوار والمصالحة”. ويشار في هذا السياق الى ان الاستعدادات جارية لقيام البطريرك الراعي بزيارة لمنطقة الشوف في الثامن من أيلول لتأكيد المصالحة التاريخية.
حركة السفراء
وفي اطار الحركة الديبلوماسية الناشطة التي تسجل داخليا، التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة السفير الفرنسي الجديد إيرفيه ماغرو في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه الدبلوماسية كسفير لبلاده لدى لبنان، الزيارة كانت مناسبة جرى خلالها عرض للاوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان و#فرنسا والاستعدادات لعودة لودريان الى بيروت. كما التقى بري السفير القطري الجديد الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني وكان اللقاء مناسبة جرى خلالها عرض للمستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين .
بدوره التقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في الديمان، السفير السعودي وليد بخاري. وكان اللقاء وفق بيان عن السفارة السعودية “مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية ، بخاصة الاستحقاق الرئاسي، وضرورة انجازه في اسرع وقت ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي . كما جرى خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام”. واشار المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض الى ان اللقاء المطول الذي استمر نحو ساعة، “بحث في موضوع الساعة وهو انتخاب رئيس للجمهورية، والمساعي التي تقوم بها المملكة داخلياً ودولياً وبخاصة مع الفرنسيين والدفع لانتخاب رئيس باسرع وقت ممكن”. وقال “ابدى السفير بخاري خلال اللقاء كل التمني والحرص باسم المملكة على الاستقرار في لبنان وحماية الدستور وحماية #اتفاق الطائف، وضرورة ان لا يملي احد شروطاً على اللبنانيين، مؤكدا ان المملكة تحترم ارادة اللبنانيين ومتعاونة مع اي قرار يتخذونه”. واكتفى السفير بخاري بعد اللقاء بالقول “الزيارة تأتي في اطار التواصل الدائم مع غبطة البطريرك”.
ملفات الازمات
وسط هذه الأجواء المفعمة بالغموض حيال الازمة الرئاسية والسياسية لا يبدو غريبا تفاقم الازمات ذات الصلة بالأوضاع الاجتماعية بدءا بتنامي اخطار التهريب عند الحدود الشرقية حيث يخوض الجيش جهودا مريرة وقاسية على امتداد حدود مترامية لمكافحة التهريب ومنع تسلل السوريين. ويلاحظ ارتفاع اعداد المتسللين أسبوعا بعد أسبوع اذ اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه امس انه “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 1100 سوري عند الحدود اللبنانية السورية”.
اما في اطار الازمات الخدماتية فعاد هاجس العتمة يظلل تطورات ازمة تمويل الكهرباء اذ أبلغت امس وزارة الطاقة والمياه المعنيين من خلال كتاب رسميّ الغاء عقد الشراء الموقع مع شركة coral energy dmcc المتعلق بشراء شحنة الغاز اويل، “وذلك اثر عدم وجود امكانية فتح الاعتماد المطلوب لتغطية ثمن الشحنة”. ونبهت الوزارة الى “ان وضعية المخزون قد تصل الى مستوى حرج مع شهر تشرين الاول، ما يؤدي الى احتمال انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وشامل علما أن الناقلة البحرية ARDMORE قد غادرت المياه الاقليمية اللبنانية بتاريخ 1 ايلول، دون ان يترتب على الدولة اي غرامات او تكاليف عالية”.
وتزامن ذلك مع مواقف جديدة لحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري اعلنها خلال زيارته للرياض حيث يشارك في اجتماعات المؤتمر المصرفي العربي اذ اعلن أن “قرارنا نهائي بعدم تمويل الدولة لا بالليرة ولا بالدولار”، وقال “على الدولة إيجاد وسائل لتمويل عجز ميزانيتها”.
واعتبر أن “إعادة الأموال للمودعين ليست مستحيلة”، مشيراً إلى أنه “لا ينبغي أن ينتظر المودعون لفترة أكثر”. وقال أن البنك المركزي ينوي توفير منصّة تداول جديدة من خلال “بلومبرغ”.
وأفاد المكتب الإعلامي لمنصوري ان اجتماعه مع محافظ المصرف المركزي السعودي تضمّن طلباً لبنانياً للحصول على مؤازرة سعودية، وتنشيط الاستثمارات المالية المشتركة. “وفيما رفض الجانبان الحديث عن التفاصيل، يُنتظر ان تتضح في الاسابيع المقبلة نتائج زيارة منصوري الى المملكة، خصوصاً ان الايجابية تظهّرت في لقاءاته مع مسؤولي صندوق النقد العربي وحكّام المصارف العربية الذين ابدوا اهتماماً بمسار لبنان المصرفي والمالي”. وأضاف “ان زيارات ستحصل الى لبنان في الاسابيع المقبلة، واتفاقات اولية لعقد مؤتمرات مالية في بيروت في المرحلة المقبلة من شأنها مؤازرة المصرف المركزي اللبناني في خطواته لاستعادة الثقة الداخلية والعربية بالمسار المالي اللبناني الذي اصيب بأزمة حادة منذ سنوات، ويحتاج الى انعاش يبدأ بإقرار قوانين اصلاحية. كما تبين ان منصوري سيبقى في المملكة ليومين اضافيين بعد انتهاء المؤتمر العربي، لعقد لقاءات من بينها مع مستثمرين سعوديين”.
وفي السياق المالي طالب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم #كنعان الحكومة “بارسال التدقيق في حسابات المصارف وموجوداتها لنتأكد مما لديها، ونسأل لماذا لم يحصل ذلك حتى الآن؟ فلا ثقة لدينا لا بحسابات الدولة ولا المصارف بعد الانهيار، ما لم يحصل فيها تدقيق محايد”. وشدد كنعان بعد اجتماع للجنة المال امس على أن اللجنة “لن توقع شيكاً على بياض للحكومة، ولن تحمّل ضميرها بالموافقة على قانون اطار للودائع من دون تدقيق محايد بالأصول والموجودات، فسيضاف الى عشرات القوانين غير المنفّذة بانتظار المراسيم التطبيقية لسنوات لا بل عقود”.
********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الجلسات المتتالية” هرطقة دستورية ودوران في حلقة مفرغة
تحرّك دولي في الإستحقاق الرئاسي وفريق “الممانعة” يستبقه بمبادرة بري
بعدما انقضت خمسة أيام من أيلول الحالي، بدا واضحاً أنّ الانقضاض على فرصة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في عملية دستورية، انطلق بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تقدم مصالح فريق الممانعة على التزام الدستور. ثم أتت زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان في اليوم التالي لتقول إن طهران تضع ثقلها في «وحدة الساحات» وليس في وحدة اللبنانيين لإنجاز هذا الاستحقاق. فكيف تبدو آفاق المرحلة المقبلة، خصوصاً في ضوء موقف المعارضة الذي رفض أي تهاون أمام مناورات فريق الممانعة للالتفاف على الدستور؟
تجيب عن هذا السؤال أوساط بارزة في المعارضة عبر «نداء الوطن»، فتقول: «هناك حراك دولي كبير في الموضوع الرئاسي، وهذا من الأسباب التي دفعت بري الى مبادرة أيلول كي يجنّب نفسه تجرّع الكأس المرّة على هذا الصعيد. كما أنّ هناك حراكاً قطرياً وأميركياً وسعودياً، نقل المبادرة من اليد الفرنسية الى مكان آخر. وبالتالي، هناك ضغط كبير من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، في مرحلة تشدد ديبلوماسي ظهر في أكثر من مكان وآخره في قرار التمديد لـ»اليونيفيل»، وقبل ذلك في اجتماع اللجنة الخماسية، وهو يظهر حالياً في الوضع السوري وفي انهيار الليرة والموقف الواضح لحاكم مصرف لبنان بالإنابة. وبالتالي، ما بين مطرقة الانهيار وسندان الضغط الدولي والاميركي تحديداً، والمبادرات القطرية بالتواصل مع السعودية والتشديد على المسائل الأساسية، تشعر جماعة الممانعة أن «لا شيء ماشي».
ولفتت الى أنّ الرئيس بري «يحاول الذهاب الى وضعية لا يكون معها فريق الممانعة قدم تنازلاً كاملاً، بل تراجع مثلاً 90 درجة بدلاً من 180 في محاولة لفتح أفق ما، لكن المعارضة تقفل الطريق أمام هذه المحاولة برفض الذهاب الى أي وضعية غير دستورية لانتخاب رئيس للجمهورية» .
وخلصت الأوساط الى القول: «هناك شيء ما يحصل. ومن ذلك، موجة ضد الممانعة غير قادرة على الالتفاف عليها ما يعيدها الى المربع الأول».
وكان لافتاً تحرك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان، حيث شدّد على الأولويات التي تضمّنها البيان الشهير للجنة الخماسية لأجل لبنان في تموز الماضي. وفي مقدم هذه الأولويات «إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت»، كما جاء في بيان السفارة السعودية بعد استقبال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي السفير.
وفي انتظار وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في 11 الجاري، علمت «نداء الوطن» أن الموفد الأمني القطري سيزور لبنان في العشرين من الجاري لإجراء اتصالات بالمسؤولين والقيادات السياسية تتناول تطورات الاستحقاق الرئاسي.
في المقابل، لا يزال الرئيس بري يحاول تسويق مبادرة «الحوار لأسبوع» و»الجلسات المتتالية « لانتخاب رئيس الجمهورية هذا الشهر.
وسألت «نداء الوطن» النائب ملحم خلف، وهو نقيب سابق للمحامين في بيروت عن اقتراح «الجلسات المفتوحة»، كما طرحه بري؟ أجاب: «إنّ المادة 49 من الدستور واضحة وجليّة، إذ تدعو إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية، إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية بغالبية تتألف من ثلثي مجموع أعضاء مجلس النواب، أي 86 في الدورة الأولى بينما يتمّ الإكتفاء بالغالبية المطلقة من أعضاء مجلس النوّاب في الدورة الثانية، كما حصل مع الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون الذي انتخب في الدورة الرابعة من جلسة الإنتخاب. وتجدر الإشارة إلى أنّ المادة المذكورة تتحدث عن أكثرية الثلثين وليس النصاب في الدورة الأولى وعن أكثرية مطلقة، أي 65 نائباً، في الدورة الثانية والتي تليها. ثمّ أن المادة 74 تشدّد على أنّه إذا خلت سدّة الرئاسة فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون».
وهل هناك خفايا أو خبايا أو»أرانب» في دعوة برّي إلى «جلسات مفتوحة»؟ قال خلف: «إسألوا برّي».
وفي خلاصة هذا المشهد، فإن الدستور يقول فقط بجلسة واحدة مفتوحة بدورات عدة وليس في «جلسات» التي تعني هرطقة دستورية بامتياز، والدوران في حلقة مفرغة.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : الرئاسة بعيدة… مخاوف من زحف النازحين… منصوري: إعادة أموال المودعين ليست مستحيلة
مع سريان لغة التصعيد والتهديد والوعيد، تسقط لغة التبريد، ويحوم في اجواء هذا البلد نذير شؤم يُبقي الازمة قائمة بكل بلاويها على لبنان واللبنانيين الى أمد بعيد.
تلك هي الخلاصة التي تقرأ مع البداية الساخنة للشهر الحادي عشر من الفراغ الرئاسي، واذا كانت الدعوات الى الحوار والتلاقي والتوافق على حسم الملف الرئاسي قد علّقت آمال اللبنانيين على مقولة «ايلول بالحلول مبلول»، الا أنّ الصوت العالي ابتلع تلك الحلول، وضبط الواقع اللبناني برمّته على إيقاع مقولة «كل الاحتمالات السلبية واردة في ايلول وما بعده».
غيوم سوداء
واذا كانت الجهود الرامية الى إطلاق حوار رئاسي، بدءاً بالمسعى الذي يقوده الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان باسم اللجنة الخماسية، وصولا الى الدعوة الاخيرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى حوار رئاسي لسبعة ايام تليه جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، قد انطوت على تمنيات بتصاعد الدخان الابيض في الاجواء الرئاسية، إلّا أنّ الفرز المتجدّد على ضفتي الملف الرئاسي، وعلى ما تقول مصادر سياسية مسؤولة لـ»الجمهورية» فتح الافق اللبناني على مصراعيه امام تكوّن غيوم سوداء من شأنها ان تسد الافق السياسي الرئاسي اكثر فأكثر، وربما بشكل نهائي».
المبادرة قائمة
ووفق معلومات «الجمهورية»، فإنّ ما استجد على هذا الصعيد، لا سيما لجهة المواقف العالية النبرة التي اطلقها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لم يكن مفاجئا للطرف الآخر. بل كان متوقعا وبالحدود التي صدرت فيها تلك المواقف. وخلافاً لما تردّد في اوساط الاطراف التي تسمّي نفسها سيادية عن ان مبادرة بري فاشلة في توقيتها وشكلها ومضمونها، فإنّ المؤيدين لهذه المبادرة اعتبروا انها «عَرّت المعطلين، وكشفت من يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية، ومن يريد للبلد ان يبقى مأزوماً، ويُخاصم كل من يدعو الى الحوار والتوافق، على ما جرى في المواقف الاعتراضية على الموقف الأخير للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي». (يشار في هذا السياق الى الزيارة اللافتة في توقيتها، التي قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى البطريرك الراعي في الديمان، حيث جرى بحث الاستحقاق الرئاسي، وضرورة إنجازه في اسرع وقت ممكن ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين، ويعمل على تمتين العلاقات مع محيطه).
وفي السياق، اكدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أن مبادرة بري، وعلى رغم التشنّج الذي أبداه حزب «القوات اللبنانية» وبعض اطراف ما يسمّى الفريق السيادي، ما زالت قائمة والايام القليلة المقبلة ستشهد بالتأكيد الخطوة التالية للرئيس بري، ربطاً بمبادرته».
خطران
وعلى الضفة المقابلة للازمة الرئاسية، يتموضَع همّان آخران يشغلان بال اللبنانيين، يتبدّى الاول في الخطر الكامن في المخيمات الفلسطينية، لا سيما في مخيم عين الحلوة، الذي ابلغت مصادر امنية مسؤولة الى «الجمهورية» ان «المؤشرات غير مطمئنة، حيث ان ذيول التوترات الاخيرة لم تتبدّد بعد في ظل المماطلة الحاصلة على هذا الصعيد، ما يُبقي الوضع في المخيم أشبه بالاصبع على الزناد».
وأما الهمّ الثاني، فيتبدّى في ما سمّته المصادر عينها «زحف النازحين السوريين في اتجاه لبنان». وهو الامر الذي يُفاقم من مخاطر هذه القنبلة الموقوتة التي تهدد كيان لبنان».
واكدت المصادر انه لا بد من اتخاذ اجراءات صارمة من قبل لبنان وسوريا لمنع هذا النزوح الخطير، مشيرة في هذا السياق الى بيانات الجيش الاخيرة التي اشارت الى احباط آلاف محاولات التسلل لسوريين في اتجاه لبنان. وقالت: اذا كانت آلاف المحاولات قد احبطت، فكم هو عدد المحاولات التي نجحت؟ لا نستبعد ان تكون بالآلاف ايضاً».
وزير المهجرين
الى ذلك، وحول موضوع النزوح المستجد، قال وزير المهجرين عصام شرف الدين لـ«الجمهورية»: نحن كحكومة لبنانية متلكئون عن إيجاد الحل الجذري وهذا الحل يكون بذهاب وفد رسمي الى سوريا مرة ومرتين وثلاث مرات، واجراء بروتوكول وتوقيع بنود عودة وحماية للحدود وضبطها. اما الاجراءات التي حصلت الاسبوع الماضي فهي اجراءات امنية لأنه كان هناك نزوح جديد لا مبرر له، وهو نزوح خطير ومخيف لا يمكن التساهل به والّا سيدخل اكثر من مليون نازح جديد، من هنا كان اللقاء مع الرئيس نجيب ميقاتي وامين عام المجلس الاعلى للدفاع ومدير عام الامن العام بالانابة واقترحتُ ضبط الحدود، وفك الشبكات التي تتاجر بالهجرة والتهريب، وابلاغ كل لبناني يؤوي نازحا جديدا غير شرعي بأنه سيتعرض لعقوبات.
وحول الجهة التي تتحمل المسؤولية قال شرف الدين: المسؤولية تقع على الشبكات المنظمة، وقبل كل شيء نحتاج الى قرار سياسي جدي وتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية وتواصل مباشر على اعلى المستويات.
وختم شرف الدين قائلاً: الجيش يقوم بواجباته لكن لا بد من اتخاذ قرار جذري.
إنزعاج الصيارفة من إجراءات المركزي
من جهة ثانية، بَدا جلياً منذ تسلّم الدكتور وسيم منصوري حاكمية مصرف لبنان بالانابة، انّ نقلة نوعية تَبدّت في الاداء، ومقاربة الملفات المالية والنقدية في البلد، وكذلك في الضوابط المشددة التي فرضها منصوري، لحفظ ما تبقى من احتياط.
وقد سجل في هذا الاطار، انزعاج واضح للصيارفة من الاجراءات المشددة التي فرضها مصرف لبنان المركزي على عملية الحصول على الدولار من السوق.
واذا كان المصرف المركزي لا يحصل الا على كميّات ضئيلة نسبياً من الدولار لتأمين رواتب موظفي القطاع العام واحتياجات المؤسسات الامنية والعسكرية وحالات طارئة، فإنه لا يقبل الحصول على دولار الّا بكشف مساره ومصدره وهويات اصحابه، كما يمنع الحصول على دولار من قوى حزبية.
لبنان على الخريطة المالية
في هذه الاثناء، شارك الدكتور منصوري في مؤتمر المصارف العربية المنعقد في الرياض، وألقى كلمة في حفل الافتتاح تحدثَ فيها عن الاصلاحات التي يطالب بها المصرف اللبناني لإعادة لبنان الى السكّة المالية الطبيعية، واكد ان خطواته تصبّ في اطار حَثّ القوى السياسية على اطلاق عجلة الاصلاحات عبر تشريعات ضرورية لاعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني.
واللافت كان الاهتمام العربي بأداء منصوري، الذي حظي باستقبال سعودي مميّز وحفاوة عبّر عنها محافظ المصرف المركزي السعودي الذي عقد والحاكم بالإنابة لقاء لم تُعرف تفاصيله، وقد يكون شهد طلب منصوري دعماً مالياً للمؤسسات الامنية والعسكرية اللبنانية.
كما جاءت لقاءات منصوري مع مسؤولي صندوق النقد العربي وحكّام المصارف العرب لتعكس بأن لبنان موضوع على الجدول العربي، وظهر ذلك في استعداد مسؤولين ماليين عرب لزيارة لبنان في الاسابيع المقبلة وعقد مؤتمرات مالية عربية في بيروت لاحقاً.
وعلم انّ منصوري يبقى في السعودية ليومين اضافيين بعد انتهاء المؤتمر المصرفي العربي لعقد لقاءات مع شخصيات استثمارية عربية.
وكان منصوري قد أطلّ عبر وسائل إعلام سعودية واعلن أن إعادة أموال المودعين ليست أمرا مستحيلا، لذلك سيُصار الى وضع إطار قانوني لها في أسرع وقت، مركّزاً على قراره بترك لبنان سوق الكاش والإنسجام مع المسار المالي الدولي.
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سفراء «الخماسية» يملأون الفراغ وسط سباق بين برّي ولودريان
كتلة جنبلاط إلى الحوار.. ومحادثات واعدة لمنصوري في الرياض
لن يمرَّ الاسبوع الطالع، إلا وتتوضح اكثر فأكثر وجهة الدعوة الى «حوار الأسبوع» النيابي، بصرف النظر عمّن يشارك او يقاطع، اذا ما توافرت تغطية لكتل من طوائف او مجموعات وازنة، فالدعوة لن تتأخر، وسط اسئلة تفرض نفسها، كمثل تزامن الدعوة مع عودة الوسيط الفرنسي جان إيف لودريان، او قبلها، وهو الامر الذي ربما يكون تطرق اليه الرئيس نبيه بري مع سفير فرنسا الجديد في لبنان هيرفي ماغرو، على الرغم من ان الزيارة بروتوكولية وللتعارف.
وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة للحركة الفرنسية ان لا شيء جديداً لديها حتى الآن بإنتظار ما سيحمله لو دريان، وان جولة السفير الفرنسي الجديد هي للتعارف والاستماع الى ما لدى القوى السياسية وابلاغ ادارته بنتائجها.
وفي السياق، المتصل باستحقاق ايلول الحواري، وربما الرئاسي، تخطت زيارة السفير القطري الجديد الشيخ سعود عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني طابع الزيارة البروتوكولية الى عين التينة، لمناسبة توليه مهامه كسفير لبلاده فوق العادة ومفوضاً في لبنان، المناسبة الى التطرق الى الظروف المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، وصعوبات التواصل بين الاطراف اللبنانية.
وتحدثت بعض المصادر عن وصول موفد قطري قبل مجيء لودريان او بالتزامن مع زيارته.
بخاري عند الراعي: لا إملاءات
وفي الحراك الدبلوماسي ايضا، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن بخاري. وكان اللقاء وفق بيان عن السفارة السعودية «مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بخاصة الاستحقاق الرئاسي، وضرورة انجازه في اسرع وقت ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي. كما جرى خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام».
وكشف المسؤول الاعلامي في الصرح البطريريكي وليد غياض، ان اللقاء المطول الذي استمر نحو ساعة، بحث في موضوع الساعة وهو انتخاب رئيس للجمهورية، والمساعي التي تقوم بها المملكة داخلياً ودولياً وبخاصة مع الفرنسيين، والدفع لانتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت ممكن.
وحسب ما اعلن سفير المملكة فالزيارة تأتي في اطار التواصل مع البطريرك الراعي.
وأدرجت مصادر سياسية حركة السفراء بأنها تزخيم للقاءات الدبلوماسية العربية والفرنسية قبيل ايام من عودة الموفد جان إيف لودريان في جولة جديدة يستطلع خلالها ماتراكم من افكار ومقترحات جديدة لدى القوى السياسية اللبنانية ردا على رسالته الشهيرة التي ضمنّها السؤالين الشهيرين مواصفات الرئيس وبرنامجه وقدرته على التنفيذ. فيما ذكرت مصادر مسؤولة لـ «اللواء» ان اي إجراء حول تثبيت الحدود البرية وفق عرض الموفد الاميركي آموس هوكشتاين بالمساعدة في هذا الملف، لن يتم قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي لا يُتوقع انتظار اي تحرك اميركي جديد في هذا الملف نظراً لضرورة وجود رئيس للبلاد يتولى عقد المعاهدات والاتفاقات وفق الدستور.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأسبوع الراهن قد لا يحسم مصير الحوار الذي يريده رئيس المجلس واعتبرت أن الاشتباك قد يزداد بين معارضي ومؤيدي الحوار نفسه.وقالت أن المعطيات الرئاسية على حالها وقد تبقى على هذا المنوال لفترة من الوقت في حين أن موقف البطريرك الراعي منه هذه المرة يقتضي التوقف عنده دون معرفة ما إذا كان هناك من اتصالات سيقوم بها من أجل تليين ردود الفعل المتصلبة بشأنه.
إلى ذلك رأت أن ما من مناخ سياسي يمهد لهذا الحوار وبالتالي فإن المرحلة مقبلة على سيناريوهات أولها وليس آخرها إطالة الأزمة إلا إذا برز ما قد يدفع إلى التفاؤل بإجراء الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور.
وفي حين، اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ان لا بديل من الحوار الجاد، وعلينا ان نذهب اليه للخروج من الازمة، موجهاً تحية للبطريرك الراعي، كشفت مصادر قريبة من الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر عن تشكيل لجنة مشتركة لدرس اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، في ظل تشكيك من قبل التيار العوني بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري.
منصوري: محادثات واعدة في الرياض
مالياً، كشفت مصادر المعلومات عن محادثات «واعدة» اجراها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، لا سيما مع محافظ المصرف المركزي السعودي.
وعُلم أنّ اجتماع منصوري مع محافظ المصرف المركزي السعودي تضمّن طلباً لبنانياً للحصول على مؤازرة سعودية، وتنشيط الاستثمارات المالية المشتركة. وفيما رفض الجانبان الحديث عن التفاصيل، يُنتظر أن تتّضح في الأسابيع المقبلة نتائج زيارة منصوري إلى المملكة، خصوصاً أنّ الإيجابية تظهّرت في لقاءاته مع مسؤولي صندوق النقد العربي وحكّام المصارف العربية الذين أبدوا اهتماماً بمسار لبنان المصرفي والمالي.
وعُلم أنّ زيارات ستحصل إلى لبنان في الأسابيع المقبلة، واتّفاقات أوليّة لعقد مؤتمرات ماليّة في بيروت في المرحلة المقبلة من شأنها مؤازرة المصرف المركزي اللبناني في خطواته لاستعادة الثقة الداخلية والعربية بالمسار المالي اللبناني الذي أُصيب بأزمة حادّة منذ سنوات، ويحتاج إلى انعاش يبدأ بإقرار قوانين إصلاحية.
واوضح أن «إعادة الأموال للمودعين ليست مستحيلة»، مشيراً إلى أنه «لا ينبغي أن ينتظر المودعون لفترة أكثر».داعيا الى الاسراع في اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف بعد اعادة تقييم اوضاعها، لإستعادة الثقة بالقطاع المصرفي.
وكشف أن «حجم الاقتصاد اللبناني تراجع من حوالي 55 مليار دولار إلى نحو 20 ملياراً»، مشيراً إلى أن «الأزمة لا يمكن حلها إلا بكثير من التكامل بين الجهات الفنية والقانونية والسياسية».
وأعلن منصوري أن البنك المركزي ينوي توفير منصّة تداول جديدة من خلال «بلومبرغ».وسيكون هذا الموضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء المقبل هذا الاسبوع. وهذه المنصة تُسهّل تحويل الليرات الى دولار.
واكد رداً على سؤال ان السعودية تلعب دوماً دوراً إيجابياً في حل الازمة المالية اللبنانية، لكنه اعتبر ان اساس حل الازمة هو من لبنان.ويجب ان ينهي لبنان مشروع الاصلاحات في اقرب فرصة ممكنة.
وقال منصوري لـ «اللواء» في اتصال، انه سيعود الى بيروت يوم الخميس المقبل، وان لقاءاته حتى الآن مع المسؤولين السعوديين عن القطاع المالي جيدة جداً.
الموازنات
على الصعيد المالي أيضاً، انتهت وزارة المالية من اجراء التعديلات كافة التى أقرها مجلس الوزراء على مشروع قانون الموازنة العامة 2023، وأرسلت (الصيغة) الصيغة النهائية لمشروع القانون الى الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء التي ستحيله الى مجلس النواب لمناقشته و إقراره.
وفي حين تأجل انعقاد مجلس الوزراء هذا الاسبوع الى يوم الخميس، للبدء بدرس مشروع موازنة 2024، التأمت جلسة لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، وحضور وزير المال يوسف الخليل، لمتابعة المستجدات حول اقتراح قانون إطار لإعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان، واقتراح القانون الرامي إلى معالجة أوضاع المصارف في لبنان.
وقال كنعان بعد الاجتماع: لن نوقع شيكاً على بياض للحكومة، ولن نحمّل ضميرنا بالموافقة على قانون اطار غير مضمون بمعالجة الفجوة المالية وردّ الودائع للناس.
وأضاف: أرسلوا لنا التدقيق في حسابات المصارف وموجوداتها لنتأكد مما لديها ولماذا لم يحصل ذلك حتى الآن؟ فلا ثقة لدينا لا بحسابات الدولة ولا المصارف بعد الانهيار، ما لم يحصل تدقيق محايد.
اليونيفيل: التنسيق مستمر مع الجيش
على صعيد الوضع الجنوبي، أكد الناطق الرسميّ باسم قوّات اليونيفيل اندريا تننتي أن شيئاً لن يتغيّر في عمل قوّات الطوارىء الدولية على الأرض بعد التمديد لمهمّتهم، فالشراكة مع الجيش اللبناني سوف تبقى والتنسيق الذي بدأ عام 2006 لن يتغير وسوف يبقى.
وفي حديث الى برنامج «المشهد اللبناني على قناة الحرّة»، اشار تننتي الى أن مجلس الأمن مدّد مهمّة اليونيفيل، ولكنهم سيعملون وفق المبادىء نفسها للقرار 1701 قائلاً: لم يتغير شيء، لا زلنا نكمل تعاوننا وتنسيقنا مع الحكومة اللبنانية ومع الجيش اللبناني، ولا أعتقد أن مهمتنا قد تغيرت في الجنوب، اللغة التي استخدمت عام 2006 هي نفسها التي استُخدمت هذا العام في التمديد.
تيننتي اضاف: أن كل جريمة ضد عناصر حفظ السلام هي جريمة ضد الأمم المتحدة، معتباً أن قوات الطوارئ تعمل في منطقة غير آمنة بنسبة 100% ولهذا نحن هنا ونريد أن نكمل ونستمر بعملنا وحرية الحركة يجب أن تضمنها الحكومة اللبنانية، وقال: «سنكمل بالرغم من الجرائم الفظيعة التي تم ارتكابها ضد عناصرنا.
********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
حراك ديبلوماسي لاستطلاع الحوار: إستفسار قطري… دعم فرنسي وحذر سعودي
منصّة جديدة… تهديد بالعتمة الشاملة… و«اليونيفيل» تختار العقلانيّة: لا شيء سيتغيّر – ابراهيم ناصرالدين
لم يتغير المشهد السياسي مع بدايــة ايلول، وقـد لا يتبدل مع نهايته، واذا كان «المكـــتوب يقرأ من عنوانه»، فلا تبدو الاجواء مشجـــعة على ترقب حصول اي اختراق في الازمة الرئاسية المستعصية على الحل، بغياب الزخم الخارجي المطلوب لتحريك «المياه الراكدة».
المشهد الديبلوماسي تحرك بالامس من خلال ترحيب السفير الفرنسي الجديد ايرفيه ماغرو، واستطلاع السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني خلفيات دعوة الرئيس نبيه بري الحواري في عين التينة، حيث سمع كلاما فرنسيا ايجابيا حول طرحه، ووعد بموقف قطري عبر مبعوث يصل قريبا، فيما ارتأى السفير السعودي الوليد البخاري ان يكون حذرا في التعامل مع الدعوة الى الحوار، من خلال ابلاغ البطريرك بشارة الراعي «استغراب» بلاده لتأييده الحوار دون شروط، في موقف يفسر اسباب رفض المعارضة للمبادرة. وهو ما دفع مصادر ديبلوماسية الى ترجيح استمرار المراوحة على الرغم من المحاولات القطرية لوراثة الدور الفرنسي مطلع تشرين المقبل.
في هذا الوقت، تقدم الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر «خطوة الى الامام» عبر تشكيل لجنة مشتركة لدراسة قانون اللامركزية الموسعة، على ان تنجزه في اقرب وقت ممكن.
ماليا، اعلن حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، الذي حظي بترحيب لافت في السعودية، عن منصة جديدة ستحل مكان «صيرفة» يوم الاربعاء، مجددا رفض تمويل الحكومة من «المركزي»، دون ان يعرف بعد كيفية تأمين الدولة للدولارات نهاية شهر ايلول.
في هذا الوقت يهدد «النكد» السياسي بعودة «العتمة» الشاملة الى البلاد مجددا، حيث اكدت وزارة الطاقة عن نقص حاد في الفيول، محملة الحكومة المسؤولية بسبب الاستغناء عن الباخرة التي غادرت الشواطىء اللبنانية.
جنوبا، اختار المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» اندريا تننتي العقلانية والواقعية في مقاربة الامور، بعد ازمة مشروع قرار التمديد «لليونيفيل»، مؤكدا ان شيئاً لن يتغير على الارض، وسيبقى التنسيق مع الجيش اللبناني على حاله.
وراثة الدور الفرنسي
رئاسيا، لم تلمس مصادر ديبلوماسية وجود مؤشرات ايجابية لحل قريب للازمة، خصوصا ان الامور ستعود الى «نقطة البداية»، مع سعي قطر «لوراثة» الدور الفرنسي في تشرين المقبل، بعد قناعة واضحة بحتمية فشل زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. وهو امر اوحى به السفير القطري الجديد خلال زيارته الى «عين التينة» بالامس، متحدثا عن دخول قطري قريب على الخط، لجوجلة موقف اوضح من الحوار. فيما ابلغ الرئيس نبيه بري السفير الفرنسي الجديد انه يسعى الى دمج اقتراحه بالمبادرة الفرنسية، وهو يرحب بحضورالمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الحوار، اذا قيّد له ان يلتئم. وسيُتخذ القرار الفرنسي خلال الساعات القليلة المقبلة، في اجتماع سيعقد في الايليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومبعوثه الى بيروت. علما ان باريس وجدت في دعوة بري «نافذة» تساعد على تعبيد الطريق امام مبادرتها، ولم تجد فيها اي محاولة لعرقلة مساعيها، كما فهم بري من «الرسائل» الفرنسية.
متى تفويض الدوحة؟
ووفقا لتلك المصادر، يفترض ان يتم تفويض الدوحة بالمهمة خلال لقاء مرتقب لوزراء خارجية دول «الخماسية»، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. واذا كانت الدوحة تعوّل على دورها السابق في انتاج اتفاق «الدوحة في العام 2008 ، الا ان الظروف اليوم تغيرت كثيرا، فالمملكة العربية السعودية تخوض غمار حوارات مفتوحة مع الجانب الايراني، ولن تحتاج الى وسيط كي يبرم اتفاقات عنها في اي من الساحات في المنطقة، ولهذا لن تسمح لقطر بان «تقطف» اي جهد دبيلوماسي على حسابها.
ولهذا، عندما تنضج الظروف للتسوية، ستتقدم الرياض الصفوف وتبرم مع الايرانيين تسوية تتضمن ملفات اخرى، والى ان تنضج الظروف سيكون الهامش متاحا لحركة ديبلوماسية قطرية، لن تقدم او تؤخر شيئا في المشهد المعقد على الساحة اللبنانية. فالدوحة لن تتحرك جديا، الا بعد ان ينتقل لودريان في نهاية الجاري الى السعودية لتسلم مهامه الجديدة في مؤسسة تطوير العلاقات بين باريس والرياض، بعد ذلك ستعود الى طرح قديم – جديد تفترض انه يشكل تسوية متقدمة على غيره من الاسماء، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو طرح معقد للغاية وغير قابل للصرف في الظروف الراهنة. اما الجديد هذه المرة، فسيكون ربط هذه التسوية بتعهد»سخي»، بتقديم مشاريع اقتصادية استثمارية تواكب العهد الجديد وحكومة الانقاذ الوطني!.
البخاري في الديمان
في هذا الوقت، زار السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري امس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، ووفقا للمعلومات، فان الديبلوماسي السعودي استفسر من الراعي عن اسباب موقفه الاخير يوم الاحد، والذي دعا فيه النواب الى القبول بدعوة الحوار التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ووفقا لمصادر مطلعة، حاول الديبلوماسي استطلاع الخلفيات وراء هذا الموقف المستجد من قبل سيد بكركي، الذي اوضح ان البلاد لم تعد تتحمل المزيد من الفراغ، ولا بد من التمسك باي فكرة يمكن ان تؤدي الى احداث خرق في الازمة، ولن يكون هناك اي ضرر من حشر اصحاب الفكرة في «الزاوية» وكشف حقيقة النوايا، بدل الاكتفاء بالرفض وابقاء الامور على حالها.
وعلم في هذا السياق، ان البخاري اوحى للراعي بان بلاده لا ترى جدية في الطرح، وانما مناورة مهمتها كسر موقف المعارضة وتشتيتها، ولا بد من التمعن اكثر في ظروف الحوار وتفاصيله، مذكرا ان الالتزام باتفاق الطائف ونصوصه الدستورية لا يشترط حصول حوار قبل الذهاب الى جلسة الانتخاب، والمملكة لا تستطيع ان تشجع على اعراف ستكون مقدمة لتعديلات في الطائف!.
لا للشروط؟
من جهتها، اعلنت السفارة السعودية في بيان ان اللقاء كان مناسبة جرى خلالها البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بخاصة الاستحقاق الرئاسي، وضرورة إنجازه في أسرع وقت ليسهم في إنقاذ لبنان، ويكون جامعاً لكلّ اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي. بدوره، أشار المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، إلى أنّ اللقاء المطوّل الذي استمرّ نحو ساعة، بحث في المساعي التي تقوم بها المملكة داخلياً ودولياً، وبخاصة مع الفرنسيين والدفع بانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن . وقال إنّ البخاري أبدى خلال اللقاء كل التمنّي والحرص باسم المملكة على الاستقرار في لبنان وحماية الدستور وحماية اتفاق الطائف، وضرورة أن لا يملي أحد شروطاً على اللبنانيين، مؤكداً أنّ المملكة تحترم إرادة اللبنانيين ومتعاونة مع أيّ قرار يتخذونه.
«القوات» والعلاقة مع الراعي؟
في هذا الوقت، وفيما اثنى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» تيمور جنبلاط على مواقف البطريرك الراعي حول الحوار، لا يزال التوتر سيد الموقف في «معراب» ازاء ما تراه «القوات اللبنانية» انقلابا في مواقف البطريرك الراعي، وبعد ساعات على تغريدة نائب البترون غياث يزبك المنتقدة لمواقفه، دخل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني على الخط، وغرد عبر منصة «إكس» قائلا : وضع البطريرك الراعي مقتضيات للحوار البناء «إذا حصل» على حد تعبيره، للأسف غير متوافرة في دعوة رئيس مجلس النواب الأخيرة، وتساءل هل سيحدث حوار بالمواصفات التي وضعها صاحب الغبطة، ام سيكون لقاء خارج الدستور لفرض المشاريع والأفكار ومن دون نتائج إيجابية؟
عتب في الديمان!
ووفقا لمصادر مقربة من بكركي، لم تكن هذه التغريدة كافية لتخفيف العتب في الديمان، على الحملة الممنهجة على سيد بكركي الذي لا يقبل ان يتعامل معه البعض وفقا لما يستهويه في السياسة، فالبطريرك لديه وجهة نظر واقعية لمحاولة اخراج البلاد من ازمتها، ولا يمكن الاخذ بما يناسب البعض من بكركي، ويهاجمها حين تعطي رأيها الحر. ووفقا للمعلومات، طلب نواب في «الجمهورية القوية» موعدا لزيارة الديمان لمحاولة اصلاح الاهتزاز في العلاقة، على خلفية الخلاف حول الدعوة الى الحوار.
«عقلانية» قيادة «اليونيفيل»
في هذا الوقت، نسف الناطق الرسميّ باسم قوّات «اليونيفيل» اندريا تننتي عمليا ما ورد في نص مشروع التمديد للقوات الدولية في الجنوب، وفي موقف يتماهى مع ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان القرار سيكون «حبرا على ورق»، قال تننتي أن شيئاً لن يتغيّر في عمل قوّات الطوارىء الدولية على الأرض بعد التمديد لمهمّتهم، مؤكدا «ان الشراكة مع الجيش اللبناني سوف تبقى، والتنسيق الذي بدأ عام 2006 لن يتغير وسوف يبقى».
واشار تننتي الى أن مجلس الأمن مدّد مهمّة اليونيفيل، ولكنهم سيعملون وفق المبادىء نفسها للقرار 1701 قائلاً: لم يتغير شيء، لا زلنا نكمل تعاوننا وتنسيقنا مع الحكومة اللبنانية ومع الجيش اللبناني، ولا أعتقد أن مهمتنا قد تغيرت في الجنوب، اللغة التي استخدمت عام 2006 هي نفسها التي استُخدمت هذا العام في التمديد.
وعن المستوعبات والخيمة على الحدود اللبنانية، رأى تننتي أن الأمر مقلق لنا وللقرار 1701 ، واضاف «الخيم هي انتهاك ونحن نعمل على إزالتها» ، مشيراً الى «أن الأمر الأساسي هو القيام بمراقبة الخط الأزرق والحد من التوتر والتصعيد كما نفعل في كفرشوبا».
التسلل عبر الحدود شمالا؟
في هذا الوقت، لا تزال موجة النزوح الجديدة من سوريا تثير القلق على اكثر من صعيد سياسي وامني، خصوصا انها لا تزال مستمرة على وتيرة عالية، وقد اعلنت قيادة الجيش انه في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 1100 سوري عند الحدود اللبنانية السورية، وقد حضرت هذه التطورات خلال لقاء وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، كما جرى خلال اللقاء الحديث عن دور الجيش في قطاع جنوب الليطاني في ارساء الاستقرار والطمأنينة في المنطقة.
ووفقا لمصادر مطلعة فان اغلب عمليات التسلل تحصل عبر 40 معبرا في الشمال، تستخدمها مافيات للتهريب والعبور غير الشرعي، وهي تكلف مئة دولار بدل العبور فقط، دون احتساب بدل النقل الى الحدود من الاراضي السورية التي تصل الى نحو 300 دولار اضافي.
العودة الى العتمة؟
في هذا الوقت، بشّرت وزارة الطاقة اللبنانيين باحتمال عودة البلاد الى العتمة ، من خلال كتاب رسميّ اعلنت الغاء عقد الشراء الموقع مع شركة»كورال»، المتعلق بشراء شحنة الغاز اويل، وذلك اثر عدم وجود امكانية فتح الاعتماد المطلوب لتغطية ثمن الشحنة. ونبهت الوزارة بأن وضعية المخزون قد تصل الى مستوى حرج مع شهر تشرين الاول المقبل، ما يؤدي الى احتمال انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وشامل. علما أن الناقلة البحرية «اردمور» قد غادرت المياه اللبنانية دون ان ترتب على الدولة اي غرامات او تكاليف عالية!.
منصة جديدة بدل «صيرفة»
اقتصاديا، أعلن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أنّ المصرف يعتزم توفير منصة تبادل جديدة عبر «بلومبرغ» يوم الأربعاء المقبل بناء على طلب مصرف لبنان، وسيكون ذلك مدرجاً على جلسة مجلس الوزراء ، وأوضح أنّ هذه المنصة ستسهّل التداول وقلب الليرات إلى دولار، ما يعني أنّه يصبح بإمكان الدولة دفع كلّ التزاماتها بالليرة ولجوء من يريد قبضها إلى هذه المنصة. وأكد منصوري أنّ قرار المصرف المركزي عدم تمويل الدولة اللبنانية بالليرة أو بالدولار هو «نهائي لا رجوع عنه»، مشيراً إلى أنّ ذلك مقبول حتى من الحكومة اللبنانية، والجميع يعلم أنّه لم يعد بالإمكان الاستمرار في السياسات السابقة.
ما هي الحلول؟
ووفقا لمصادر مالية، فان الحلول ثلاثة لا غير، وهي حتى الآن غير واضحة تماما، فعملية تبديل الليرة بالدولار توقفت، والازمة ستطل برأسها بعد شهر ايلول لتغطية الرواتب وتكلفتها 85 مليون دولار، وكذلك 35 مليون دولار للأدوية المستعصية، ونفقات اخرى بنحو 65 مليون دولار، اما الحلول فهي ستكون اما عبر شراء «المركزي» الدولار من السوق، واذا كان متوافرا فلا ازمة، او لجوء «المركزي» الى شراء الدولار من السوق في ظل وجود شح ما يعني ارتفاع سعره. والحل الثالث هو التوقف عن التمويل نهائيا، وعلى الدولة البحث عن مخارج لا تبدو انها واضحة حتى الآن. علما ان عودة انتظام مصلحة تسجيل السيارات تضخ اموالا طائلة، ومنها على سبيل المثال 45 مليار ليرة يوميا في الدكوانة فقط!
اعادة اموال المودعين
من جهة اخرى، اعتبر منصوري أنّ التأخير في إقرار القوانين الإصلاحية يعرّض لبنان لمخاطر عزله عن النظام المالي الدولي. وأكد أنّ إعادة الأموال للمودعين ليست مستحيلة. يُشار إلى أنّ منصوري يزور حالياً الرياض على رأس وفد يضمّ سفير لبنان لدى المملكة فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، حيث حظي المصرف المركزي على دعم من الشخصيات الرفيعة التي شاركت في هذا المؤتمر، في ظل ادارته الجديدة، كما تم التأكيد على دعم المصارف اللبنانية. ووفقا للمعلومات، اتسمت لقاءات منصوري في المملكة بالايجابية.
كنعان: لا توقيع على بياض
في غضون ذلك، وبينما لا معطيات مؤكدة حيال انعقاد مجلس الوزراء هذا الاسبوع، للبدء بدرس مشروع موازنة 2024، التأمت جلسة «لجنة المال والموازنة» برئاسة النائب ابراهيم كنعان ، وحضور وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل، لمتابعة المستجدات حول اقتراح قانون إطار لإعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان، واقتراح القانون الرامي إلى معالجة أوضاع المصارف في لبنان. وقال كنعان بعد الاجتماع: لن نوقع شيكاً على بياض للحكومة ولن نحمل ضميرنا بالموافقة على قانون اطار غير مضمون بمعالجة الفجوة المالية وردّ الودائع للناس.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بري يراهن على الحوار .. ومنصوري: «دبّروا راسكن لا دولار ولا ليرة »
في الوضع اللبناني وسباقه الرئاسي، مواقف نارية مناوئة لفريق الممانعة تصدر من ضفة المعارضين لا سيما من رئيسي حزبي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب النائب سامي الجميل، ودينامية ديبلوماسية داخلية معطوفة على ترقب لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الاسبوع المقبل.
وفي الوضع المالي وعقباته المتعاظمة، قرار “مركزي” نهائي بعدم تمويل الدولة لا بالليرة ولا بالدولار…وعلى الدولة إيجاد وسائل لتمويل عجز ميزانيتها”، وإعلان عن “أن البنك المركزي ينوي توفير منصّة تداول جديدة من خلال “بلومبرغ”، على ذمة الحاكم بالانابة وسيم منصوري. اما في الوضع العلائقي، فتحسن تدريجي بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون بعد موجة مناكفات عالية لم تعد خافية على احد، ونقاش في دور الجيش في قطاع جنوب الليطاني في ارساء الاستقرار والطمأنينة في المنطقة، في اعقاب قرار مجلس الامن للتمديد لليونيفل وما رافقه من اشكاليات وتباينات لبنانية – اممية.
ماغرو وسفير قطر
ديبلوماسيا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير الفرنسي الجديد إيرفيه ماغرو في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه الديبلوماسية كسفير لبلاده لدى لبنان، الزيارة كانت مناسبة جرى خلالها عرض للاوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا . كما استقبل بري السفير القطري الجديد الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه كسفير فوق العادة ومفوضاً لدى لبنان، اللقاء كان مناسبة جرى خلالها عرض للمستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين . وبعد الظهر عرض رئيس المجلس الاوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي.
السفير السعودي
الى ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري. وكان اللقاء وفق بيان عن السفارة السعودية “مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية ، خصوصا الاستحقاق الرئاسي، وضرورة انجازه في اسرع وقت ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي.
غير متوافرة
وسط هذه الاجواء، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني على منصة إكس”: وضع البطريرك الراعي مقتضيات للحوار البناء “إذا حصل” على حد تعبيره، للأسف غير متوافرة في دعوة رئيس مجلس النواب الأخيرة، ومنها: 1- “المجيء إليه من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون عمل أي حساب للآخرين”. وهذا غير متوافر في ظل الإصرار على ترشيح الوزير فرنجية وفرض مشاريع أخرى. ٢- “اعتماد الدستور وعَدِّه الطريق الوحيدة الواجب سلوكها”، وهذا يعني التئام المجلس فورا وانتخاب رئيس ولا بديل دستوريًا عن ذلك، وهو شرط يتناقض مع اي نقاش خارجه. فهل سيحدث حوار بالمواصفات التي وضعها صاحب الغبطة ام سيكون لقاء خارج الدستور لفرض المشاريع والأفكار ومن دون نتائج إيجابية؟
قرار نهائي:
اقتصاديا وماليا، اتجهت الانظار الى الرياض التي وصل اليها امس حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، الذي قال امس في حديث تلفزيوني ان “قرارنا نهائي بعدم تمويل الدولة لا بالليرة ولا بالدولار”، واضاف “على الدولة إيجاد وسائل لتمويل عجز ميزانيتها”. وأعلن أن البنك المركزي ينوي توفير منصّة تداول جديدة من خلال “بلومبرغ”.
الموازنة لم تصل
وكان ابراهيم كنعان قد اشار تعليقا على خبر ورد على مواقع الكتروني بعنوان “لجنة المال تقطع الطريق على الموازنة”، الى ان “من جملة حملة التشويش على لجنة المال والموازنة لتحميلها مسؤولية تقصير حكومة تصريف الاعمال وفشلها، اتصلت فوراً بأمين عام مجلس النواب للتأكد، فكان الجواب ان موازنة 2023 لم تصل بعد ليس الى لجنة المال فحسب انما بالمطلق الى المجلس النيابي!”. واضاف، “برسم الرأي العام الذي لا يزال يصدّق مسلسل الحكومة التهرّب من المسؤولية ولا يسعني في هذا المجال الا ان اردد مع اللبنانيين : انتم سعادتنا”.
الموازنة الى المجلس
وفي وقت لاحق، أعلن المكتب الاعلامي في وزارة المالية في بيان أنه “بعدما انتهت وزارة المالية من اجراء التعديلات كافة التى أقرها مجلس الوزراء على مشروع قانون الموازنة العامة 2023، ارسلت اليوم الصيغة النهائية لمشروع القانون الى الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء التي ستحيله الى مجلس النواب لمناقشته و إقراره”.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عظة الراعي لا تثني الأحزاب المسيحية عن رفض «حوار بري»
بيروت: كارولين عاكوم
لم يبدل موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي المؤيد للحوار الذي دعا إليه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري للتوصل إلى توافق يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، من مواقف الأحزاب المسيحية الرافضة لتلبية هذه الدعوة.
وطرح موقف الراعي الذي جاء في عظة الأحد، علامة استفهام، لا سيما أنه أبدى تأييداً منه لدعوة بري عبر حثّه النواب على الذهاب إلى الحوار «بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض الأفكار والمشاريع»، في حين سبق للأحزاب المسيحية المعارضة أن أعلنت رفضها المطلق له منعاً لتكريس أي أعراف مخالفة للدستور.
وموقف الراعي لا يبدو أنه سيغيّر شيئاً من مقاربة الأحزاب المسيحية الرافضة له والقبول بأي خطوة تسبق انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو ما يعبّر عنه كل من حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية»، في حين سبق لـ«التيار الوطني الحر» أن أعلن مراراً عدم معارضته للحوار.
وبعد ساعات على موقف الراعي، شن رئيس «القوات» سمير جعجع، هجوماً على «فريق الممانعة» (حزب الله وحلفائه) والدعوة للحوار قائلاً: «يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك ويجبروك كي تفعل ما يريدون».
من جانبه، سأل رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل: «هل آتي إلى الحوار كخروف ذاهب إلى الذبح؟».
ورأى الجميل، في حديث تلفزيوني، ليل الأحد، أن خطر انتخاب مرشح «فريق الممانعة» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية «موجود بحيث إنهم قد يؤمنون النصاب له بصفقة معينة وعندها يقرر بري فتح البرلمان…»، وقال: «طالما أن هناك ميليشيا مسلحة، فالمشكلة ستبقى قائمة. إذا أتوا برئيسهم فسيكون لعبة وإذا أتينا برئيسنا فسيقتلونه».
مصادر «الكتائب» تؤكد على موقفها السابق الرافض للشروط المسبقة لفتح البرلمان وعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، بحيث تبقى الأولوية دائماً لإنجاز الاستحقاق، فيما ترفض مصادر «القوات» تكريس أعراف جديدة، وتؤكد أيضاً على أن الأولوية لإنجاز الانتخابات. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الراعي يأخذ بكل وجهات النظر ولا يتبنى وجهة نظر واحدة، وهو إضافة إلى ذلك ربط إنجاز الاستحقاق بضرورة تطبيق الدستور»، مضيفة: «لذلك بما يعنينا نحن متمسكون بموقفنا من هذه الزاوية، أي أننا لا يمكن أن نذهب لأي خطوة تكرس أعرافاً جديدة مخالفة للدستور إلى جانب أسباب أخرى لها علاقة بغياب الثقة وخلفية المناورين، وأن طاولة الحوار لم تحقق شيئاً تاريخياً». وتشدد المصادر على أنه هناك «مخاوف جدية من أنه إذا سبق الحوار الانتخابات الرئاسية يعني أنه قبل كل استحقاق يجب أن نذهب لحوار، وهذا يعني أننا نعطل دور البرلمان ونعطل ميزان القوى داخل المجلس ونتائج الانتخابات، ونفرض بذلك واقعاً جديداً عبر تحويل المجلس إلى مصادق على ما تتوصل إليه طاولة الحوار». وفي حين ترى المصادر أنه يمكن البحث بإمكانية «أن يكون الحوار خلال دورات الانتخاب وهو ما يمكن بحثه»، تؤكد: «موقفنا لا عودة عنه والأولوية تبقى للانتخابات».
وبعدما استغرب عضو كتلة «القوات» النائب غياث يزبك، دعوة الراعي النواب لتلبية الحوار، عدَّ زميله في الكتلة (نائب رئيس الحكومة السابق) غسان حاصباني، أن «الراعي وضع مقتضيات للحوار وهي غير متوافرة في دعوة بري».
وكتب حاصباني على حسابه في منصة «إكس»: «وضع البطريرك الراعي مقتضيات للحوار البناء (إذا حصل)، على حد تعبيره، للأسف غير متوافرة في دعوة رئيس مجلس النواب الأخيرة، ومنها المجيء إليه دون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون عمل أي حساب للآخرين».
وأضاف: «هذا غير متوافر في ظل الإصرار على ترشيح الوزير فرنجية وفرض مشاريع أخرى». وأضاف: «ثانياً اعتماد الدستور وعَدِّه الطريق الوحيدة الواجب سلوكها، وهذا يعني التئام المجلس فوراً وانتخاب رئيس ولا بديل دستورياً عن ذلك، وهو شرط يتناقض مع أي نقاش خارجه»، من هنا سأل حاصباني: «فهل سيحدث حوار بالمواصفات التي وضعها صاحب الغبطة أم سيكون لقاء خارج الدستور لفرض المشاريع والأفكار ومن دون نتائج إيجابية؟».
«سيدة الجبل»
من جهته، عدَّ «لقاء سيدة الجبل» أن لا جدوى من أي حوار إلا بمشاركة ممثلي دول المجموعة الخماسية، تليها جلسات متتالية لانتخاب رئيس. وقال في بيان له بعد اجتماعه الدوري: «لا جدوى من أي حوار داخلي لإخراج لبنان من أزمته الرئاسية إلا إذا كان بمشاركة ممثلين عن دول المجموعة الخماسية المعنية بلبنان إلى جانب ممثلي الكتل النيابية والأحزاب، وذلك لإجراء توازن مع (حزب الله) المدعوم من إيران وضمان الالتزام بالقرارات، وذلك في جلسةٍ واحدةٍ، على أن تلي الجلسة المذكورة مباشرةً الدورات المتتالية لانتخاب رئيس، بحيث تكون هناك جلسة واحدة لدورات متتالية وليس جلسات متتالية، كما في السابق، بل تليها مباشرة دورة ثانية ودورات أخرى متتالية حكماً حتى انتخاب رئيس للجمهورية حسب أحكام الدستور».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :