تقرير لـ"The Guardian": لحلفاء أوكرانيا دور حاسم بعد الهجوم المضاد

تقرير لـ

 

Telegram

 

من الواضح الآن أن أوكرانيا لن تحقق مكاسب كاسحة في هجومها المضاد الذي تشنه ضد الغزو الروسي. ورغم أنها لم تفشل بعد، فإن تقدمها لم يحقق النصر الذي كان المتفائلون يأملون في تحقيقه.
وبحسب صحيفة "The Guardian" البريطانية، "لا ينبغي أن يشكل هذا مفاجأة كبيرة. وفي الواقع، أقرّ المسؤولون الغربيون الآن أنه لن يكون هناك اختراق للخطوط الروسية في أي وقت قريب. ويواجه الأوكرانيون أيضًا تهديدًا متطورًا في الشرق، مع تقدم الروس باتجاه كوبيانسك، ويوصف الوضع حالياً هناك بالـ "معقد". ونتيجة لذلك، بدأ الأوكرانيون وحلفاؤهم يمارسون لعبة تبادل اللوم، ويشير الأوكرانيون إلى أن حصولهم على المزيد من المعدات الغربية ربما كان من الممكن أن يحدث فرقًا حاسمًا".
وتابعت الصحيفة، "نظراً لوجود الآلاف من الدبابات والمركبات المدرعة وأنظمة المدفعية الموجودة حالياً في مخازن الولايات المتحدة والتي من غير المرجح أن تشق طريقها شرقاً، فإنهم على حق. ويقول أصدقاء أوكرانيا إن الأوكرانيين لو استخدموا تكتيكات "الأسلحة المشتركة" التي تدربوا عليها لفترة وجيزة للغاية، ونشروا قواتهم بشكل مختلف، لكان من الممكن تحقيق المزيد من التقدم. بطبيعة الحال، فإن الافتراض الأساسي وراء حرب الأسلحة المشتركة هو أن إحدى "الأسلحة"المعنية هي القوة الجوية، وهو ما يفتقر إليه الأوكرانيون حالياً. إن التصريحات المختلفة المتعلقة بطائرات إف-16 المتجهة نحو أوكرانيا تخفي حقيقة مفادها أنه لن يتم نشرها حقاً حتى نهاية العام المقبل".
وأضافت الصحيفة، "الوقت بدأ ينفد. في الواقع، إن الوعد الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم أوكرانيا "بقدر ما يتطلب الأمر" هو جيد، باستثناء أنه حتى اللحظة ما من فكرة واضحة عن المعنى الحقيقي لكلمة "بقدر". لا نستطيع لوم الأوكرانيين لاعتقادهم أن كلمة "بقدر" تعني "إلى حين تحقيق أهدافنا الحربية"، والتي تم التعبير عنها بوضوح شديد في خطة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمكونة من عشر نقاط، والتي تنص أيضاً على استعادة كل الأراضي القانونية لأوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي وصفها القائد العسكري العام في أوكرانيا بأنها "مركز ثقلها" وهدفها الرئيسي. ونظراً لخطر التصعيد النووي الروسي، فإن الرغبة في مساعدة أوكرانيا في استعادة شبه جزيرة القرم ضئيلة للغاية، إن وجدت، في الدوائر الحكومية العليا في الولايات المتحدة. لذا، يبدو أن كلمة "بقدر" لا تتضمن الهدف الأساسي لحرب أوكرانيا".
وبحسب الصحيفة، "إذا افترضنا بأن الحرب من المرجح أن تستمر إلى ما بعد عام 2024، فهناك مسألتان أخريان أكثر إلحاحاً والتي يجب أن تكون في مقدمة اهتمامات الاستراتيجيين الغربيين، خاصة الأوروبيين. المسألة الأولى هي أمر لا مفر منه، أما الثانية فهي محتملة للغاية. بالنسبة للأولى، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ستحاول إدارة بايدن المنتهية ولايتها معاينة مستوى الدعم ومخاطر التصعيد التي سيقبلها سكان الولايات المتحدة المتشككون بشكل متزايد. ومن الممكن بطبيعة الحال أن يتمكن الرئيس الجديد من تغيير المشهد الاستراتيجي بالكامل".
وتابعت الصحيفة، "أما الثانية، فتتعلق بعلاقة تايوان ومنطقة غرب المحيط الهادئ الأوسع بأوكرانيا. وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، في عام 2019 أن الجهد الرئيسي للجيش الأميركي سيكون غرب المحيط الهادئ. وكان المسؤولون العسكريون الأميركيون ثابتين على أن التهديد الصيني لتايوان سيصبح "واضحًا" قبل عام 2027. أضف إلى ذلك امكانية تعرض بحر الصين الجنوبي للهجوم. حينها، إذا كانت الحرب في أوروبا لا تزال مستعرة، فسوف يُنظر إليها ويتم التعامل معها على أنها عرض جانبي، وستتحمل أوروبا إدارة الحرب هناك. وفي ظل الظروف الراهنة فإن هذا قد يحكم على أوكرانيا بالهزيمة".
وأضافت الصحيفة، "يحتاج الغرب، أكثر من أي وقت مضى، إلى التوحد حول خطة طويلة المدى قابلة للتنفيذ والتوصل إلى وضع نهائي قابل للتحقيق. ومع احتمال أن تستمر الحرب إلى ما هو أبعد من العام المقبل، فيتعين على الغرب أن يكون له نظرة ثاقبة إلى ما سيحدث غضون عامين أو ثلاثة أو عشرة أعوام".

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram