افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 31 آب 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 31 آب 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

العشائر العربية في مواجهة قسد… تحصد التعاطف من بوابة حقول النفط ومواجهة الاحتلال
هوكشتاين يسعى لتوفير غطاء لإخراج الاحتلال من مأزق خراج الماري بالوساطة على الحدود البرية
مداولات مجلس الأمن تؤجل التصويت… وعتب على الإمارات… وانتظار لمواقف بري اليوم

 

المتغيرات المتسارعة على الساحة الدولية انطلاقاً من أفريقيا وما أظهرته الانقلابات العسكرية المحمية بدعم شعبي في مواجهة الاستعمار الفرنسي المتذرّع بالديمقراطية الشكلية التي تحمي سرقة الثروات، خطفت الأضواء أمس نحو الغابون بعد النيجر، حيث جاليات لبنانية تفرض الاهتمام، لكن تراجع فرضيات التدخلات العسكرية منح الوقت لاستكشاف طبيعة التغيير الذي سوف يحمله العسكر.

في سورية خطفت معارك العشائر العربية في الحسكة مع قوات قسد الأضواء عن مشهد السويداء، والمعارك التي بدأت على خلفية اعتقال مسؤول عسكري لميليشيا عشائرية سرعان ما تحوّلت الى معارك حسم بين قسد والعشائر، وودخلت العشائر العربية في عموم سورية الى جانب عشائر دير الزور في الموقف الإعلامي والسياسي واضعة المعركة في إطار أوسع، تحت عنوان وحدة التراب السوري ورفض الكانتونات التقسيميّة، والتمسك بتحرير التراب الوطني والثروات الوطنية من نهب الاحتلال الأميركي، ولاقى موقف العشائر ترحيباً شعبياً وسياسياً وفي عموم المحافظات السورية، مذكراً بمواقف قادة المقاومة بوجه الاحتلال الفرنسي سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي، الذين رفضوا التقسيم والمهادنة مع الاحتلال.

لبنانياً، قام الوسيط الأميركي في ملف النفط والغاز عاموس هوكشتاين بجولة سياسيّة تعدّدت عناوينها، لكن مصادر متابعة قالت إن اهتمام الوسيط الأميركي ينصب على إمكانية إيجاد إخراج لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لخراج بلدة الماري أو الجزء الشمالي من بلدة الغجر كما بات معروفاً، انطلاقاً من صعوبة الاحتفاظ به تحت الاحتلال في ظل وضوح وجوب مغادرته، كما قال رئيس الأركان السابق في جيش الاحتلال دان حالوتس، لكن دون أن يبدو الانسحاب انهزاماً أمام المقاومة التي أعلنت جاهزيتها لتحرير هذه الأرض اللبنانية التي لا تقبل جدالاً في لبنانيتها، والتي ينص القرار 1701 بوضوح على وجوب الانسحاب منها. وفي هذا السياق يرغب هوكشتاين بإطلاق وساطة لحل النزاع حول الحدود البرية ينتهي بالانسحاب من خراج الماري، ويفتح ملفات سائر النقاط.

في نيويورك أربك موقف الحكومة اللبنانية الحلف الغربي الذي يضمّ أميركا وفرنسا، حيث تقدمت فرنسا بمشروع معدل رفضته واشنطن، وسط النقاش حول الأولوية بين نص عملي قابل للتطبيق او نص كيدي لا يرى النور عملياً، وسجل لبنان عتباً على موقف دولة الإمارات التي انضمت الى الموقف التصعيدي ضد لبنان الذي تتبناه واشنطن وتل أبيب، وحتى ساعة متأخرة من الليل، حسب توقيت بيروت، لم يكن قد تم تحديد موعد التصويت على مسودة متفق عليها لقرار التجديد لليونفيل.

في بيروت انتظار للكلمة التي سوف يلقيها رئيس مجلس النواب نبيه بري في احتفال إحياء ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، الذي يتضمن عادة مواقف مفصلية لبري من القضايا الراهنة، وقد سبق وحدّد في خطاب السنة الماضية مواصفات رئاسية أوحت بالاتجاه الى تبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.

وخطفت زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين الى لبنان الأضواء من نيويورك التي تشهد مفاوضات شاقة وشرسة بشأن التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان وقواعد عملها وصلاحياتها.

وعلى فنجان قهوة ومنقوشة، التقى الضيف الأميركي مع سفيرة بلاده دوروثي شيا في أحد المطاعم في الروشة، وناقشا ملف لبنان قبل أن ينطلق كبير مستشاري الرئيس جو بايدن في جولته على القادة اللبنانيين طارحاً الوضع الحدودي وملف النفط والغاز والكهرباء وكذلك الغاز العربي. وقد أعلنت السفارة الأميركية أن زيارة هوكشتاين إلى لبنان هي لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصل اليه في تشرين الأول 2022 والبحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي.

واستهلّ المبعوث الأميركي والوفد المرافق جولته على المسؤولين من عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور السفيرة شيا، حيث جرى عرض للأوضاع العامة.

اللقاء الذي استمرّ ساعة غادر بعده هوكشتاين مكتفياً بالقول: اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ممتازاً وبناء. بدوره جدد بري شكره للجهود التي بذلها هوكشتاين وأثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9 مؤكداً أن جهود المجلس النيابي ستبقى منصبة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية واستكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدمها الصندوق السيادي كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وأكد الرئيس بري أمام الموفد الأميركي ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية «اليونيفل» منذ عام 1978 وحتى الآن، وأن لبنان حريص جداً على المحافظة على الاستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني.

ثم انتقل هوكشتاين الى السراي الحكومي للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وشارك في اللقاء شيا، المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر ومنسّق الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية «اليونفيل» العميد منير شحادة. حيث استبقى ميقاتي الدبلوماسي الأميركي إلى مائدة الغداء.

وقبل جولته، كتب هوكشتاين عبر أكس: «من الرائع العودة إلى بيروت. قهوة سريعة ومنقوشة في الفلمنكي مع المنظر الجميل المطلّ على الروشة مع السفيرة الأميركية الموهوبة دوروثي شيا». وفي زيارة لافتة توجه هوكشتاين والوفد المرافق الى قلعة بعلبك لمدة ساعةـ حيث تناول «السفيحة البعلبكية».

ومساء التقى هوكشتاين وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض في مكتبه في الوزارة. كما يلتقي المبعوث الأميركي اليوم قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة.

ويزور هوكشتاين اليوم الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة ويجول في منطقة الناقورة على أعمال التنقيب. ومن الممكن أن يزور أيضاً كيان العدو بعد زيارته لبيروت، لكن هذا الأمر لم يتقرر بشكل نهائي بعد.

ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن الهدف الرئيسي للموفد الأميركي هو مواكبة بدء أعمال الحفر والتنقيب في البلوك رقم 9 لكون بلاده وهو شخصياً رعيا اتفاقية الترسيم بين لبنان وكيان الاحتلال، وليؤكد استمرار الدور الأميركي لتحصين هذه الاتفاقية والحفاظ على الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق لضمان استمرار توريد النفط والغاز الى أوروبا في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وإذ لفتت مصادر إعلامية إلى أن قيادة الجيش لم تحضّر أي ملف عن الحدود البرية لتعرضه في لقاء قائد الجيش مع هوشكتاين وأن ملف الحدود غير مطروح بالأساس في جدول أعمال اللقاء، تشير مصادر «البناء» إلى أن «موضوع الترسيم البرّي لطالما كان هدفاً أميركياً – اسرائيلياً، لكن أصبح اليوم أكثر أولوية وإلحاحاً من السابق بسبب تصاعد وتيرة التوتر على الحدود لا سيما بعد الاعتداءات الإسرائيلية في قرية الغجر ونصب حزب الله الخيم في مزارع شبعا وتهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمناورات العسكرية التي نفّذها الحزب منذ شهرين في الجنوب، بالتزامن مع التطورات السياسية والأمنية في الكيان الإسرائيلي التي تضعه في مأزق وجودي وأزمة كيانية وتاريخية، ما يدفع الأميركيين الى تزخيم الحراك الديبلوماسي للحؤول دون وقوع حرب لتأكده من أن «اسرائيل» غير مستعدة لها».

وفي هذا السياق، أورد مـوقـع «والـلاه الـعـبـري: تقريراً أشار فيه الى أن الولايات المتحدة الأميركية، تعمل على خفض التوترات على الحدود الشمالية ومنع المواجهة العسكرية بين كيان العدو وحزب الله، حسبما صرّحت مصادر أميركية وإسرائيلية، وتعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن أي حادث على الحدود بين كيان العدو ولبنان يمكن أن يتحوّل بسرعة إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق من شأنها أن تجرّ إليها أيضاً سورية وإيران وتزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

وقال مصدر مطلع على تفاصيل زيارة المبعوث الأميركي إن الأخير سيحاول تخفيف التوتر على الحدود، والذي تصاعد بشكل كبير منذ إنشاء موقع حزب الله في الأراضي المحتلة بمزارع شبعا قبل بضعة أشهر.

وأشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في تصريح الى أن هوكشتاين سيحاول حل الخلاف بشأن سبع نقاط على الحدود البرية بين «إسرائيل» ولبنان، بل وسيزور المنطقة ليرى الأمور بأمّ عينيه. وقال بو صعب: «نأمل أنه مثلما نجح هوكشتاين في حل النزاع على الحدود البحرية، فإنه سيحلّ النزاع على الحدود البرية».

وتتجه الأنظار الى نيويورك حيث عقد مجلس الأمن الدولي جلسة للتجديد لليونفيل ويرصد اللبنانيون صيغة البيان النهائية. ولفتت مصادر «البناء» الى أن «الوفد اللبناني أصرّ خلال مناقشته لمسودة القرار على ان تكون حركة اليونفيل ومهماتها مع الجيش مسبقاً لتفادي أي اصطدام مع الاهالي». وتوقعت المصادر أن يقرّ مجلس الامن الصيغة الفرنسية مع بعض التعديلات.

وحتى منتصف ليل أمس بتوقيت بيروت لم يكن قد صدر القرار وسط معلومات عن خلاف بين الأعضاء على الصيغة النهائية.

وأعلن دبلوماسيون إن تصويتاً مزمعاً في الأمم المتحدة اليوم (امس) على تجديد الموافقة على مهمة حفظ السلام في لبنان تأجّل بسبب خلاف بين فرنسا والولايات المتحدة والإمارات حول حرية حركة قوات المنظمة الدولية.

وصاغت فرنسا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لتمديد مهمة حفظ السلام لمدة عام آخر، لكن الولايات المتحدة والإمارات تقولان إن «القرار أضعف بعضاً من الصياغة المتعلقة بقدرة قوات الأمم المتحدة على التحرك بحرية».

وذكر دبلوماسي إماراتي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، «حرية حركة اليونفيل لها أهمية قصوى في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في المنطقة إلى مستويات خطيرة».

وواصل العدو الاسرائيلي حربه النفسية على الوفد اللبناني وضغوطه على أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة في محاولة لفرض شروطه بتحويل اليونفيل الى شرطي حدود وجهاز أمني رديف للموساد للتجسّس على المقاومة وتقييد دورها وإحباط اي عمل لها على الحدود ضد الأهداف الإسرائيلية، وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء».

وكرر مندوب الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان، أنّ «إسرائيل في أقرب لحظة قد تؤدي إلى صراع عسكري مع حزب الله منذ حرب عام 2006».

إلا أن الرد على التهديدات الاسرائيلية لم يأتِ من السيد حسن نصرالله هذه المرة، بل من رئـيـس الأركان الـصـهـيـونـي الـسـابـق دان حـالـوتـس الذي أشار الى أن «كل نقطة نضع إصبعنا عليها في «إسرائيل» اليوم هي نقطة ضعف، المجتمع الإسرائيلي، الجيش، نظام التعليم، الاقتصاد، علاقات «إسرائيل» الخارجية، كل شيء، لا يوجد شيء واحد يمكن القول بأنه طبيعي». وقال: «أقترح عدم التباهي وكثرة الكلام من قبيل أننا سنعيد لبنان إلى العصر الحجري».

ووصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت أمس.

وتترقب الأوساط السياسية المواقف التي سيطلقها الرئيس بري خلال كلمته في الاحتفال الذي تقيمه حركة أمل بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في بيروت. ويتطرق الرئيس بري وفق معلومات «البناء» الى آخر المستجدات في قضية مصير الإمام الصدر ورفيقيه، ثم يعرج على مختلف الملفات الداخلية لا سيما الاستحقاق الرئاسي وعمل المؤسسات انطلاقاً من تعطيل جلسات الحكومة والمجلس النيابي. كما يتحدّث عن الأوضاع في المنطقة لا سيما في سورية والحوار السعودي – الإيراني والانفتاح العربي على دمشق، وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية وربطاً بما يجري في مخيم عين الحلوة.

على صعيد آخر، وزعت رئاسة مجلس الوزراء جدول أعمال الجلسة الحكومية المزمع عقدها بعد ظهر الأربعاء المقبل في السادس من أيلول.

*******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هوكشتين: المهمة الأولى لـ«اليونيفل»... إزالة الخيم | فرنسا تخدع حكومة وخارجية «بلا ركاب»

 

نام الجميع، أول من أمس، على حرير التعديلات الفرنسية على مسوّدة القرار الخاص بتجديد ولاية قوات اليونيفل، قبل أن يستفيقوا أمس على خدعة كبيرة، أدارتها الولايات المتحدة وبريطانيا والامارات العربية المتحدة، وأعادت فرنسا نفسها صياغتها بما يناسب المصلحة الاسرائيلية عملياً. وفيما كان وفد لبنان الى نيويورك يشهد تخبطاً وتردداً عكسا عدم قناعة لدى «البعض» بأهمية المعركة، كان العدو الاسرائيلي يرفع مستوى الضغط الى حد ارسال وزير الحرب يؤاف غالانت لـ«يقيم» في مقر الامم المتحدة، ويعقد اجتماعات مكثفة مع كل من له علاقة بالامر، حاصراً زيارته الى الولايات المتحدة بمهمة وحيدة: تعزيز قدرة ومهام قوات اليونيفل في لبنان الى حد تصبح معه قادرة على انهاء اي وجود مسلح لحزب الله جنوب نهر الليطاني، وحاملاً معه لائحة بالاهداف المدنية وشبه العسكرية وتفاصيل عما يعتبره «عملية اجهاز من حزب الله على القرار 1701».

 

قبل يومين، وعد الفرنسيون لبنان، الرسمي وغير الرسمي، بأن المشاورات التي اجرتها باريس مع الدول الاعضاء في مجلس الامن، ولا سيما اميركا وبريطانيا، أفضت الى «الاخذ بملاحظات لبنان» حيال بعض النقاط، بعدما أبلغ الرئيس نبيه بري الفرنسيين واللبنانيين: «دعوهم يعدّون هندسات لفظية، ويكفي ان يعاد الاعتبار الى أولوية التنسيق مع الجيش ولو من دون تسميته». وقد ترجم الفرنسيون ذلك بتوزيع مسودة، تبين انها غير نهائية، تضمّنت تعديلات من نوع اضافة عبارة «استمرار التنسيق بين القوات الدولية والحكومة اللبنانية»، بعد تثبيت عبارات حرية الحركة للقوات الدولية من دون اذن من احد. كما روّج الفرنسيون لما وصفوه بـ«الانجاز»، عبر إلحاق اسم بلدة الغجر بعبارة خراج بلدة الماري اللبنانية، وطالبوا القوات الاسرائيلية بالانسحاب منها، لكن من دون تسميتها بقوة احتلال.

 

غير أن الانقلاب امس باغت الجميع. إذ ان الاتصالات الاسرائيلية المباشرة مع الدول الاعضاء في مجلس الامن، بما فيها فرنسا، أدّت إلى تحول في الموقف الاميركي، انضم اليه البريطانيون والاماراتيون، مطالبين بازالة عبارات واضافة بنود وتعديل صياغات سابقة. وبعدما افترض الجميع ان النسخة الاخيرة بالحبر الازرق قد تم تبنيها وستعرض على التصويت، قدّم الفرنسيون نسخة مختلفة كرّرت ان قوات الطوارئ الدولية لا تحتاج الى اذن من احد للقيام بدوريات معلنة او غير معلنة والوصول الى حيث تريد التثبت مما تسميه خروقات للقرار 1701. وتضمّنت عبارة «استمرار التنسيق مع الحكومة اللبنانية وفق اتفاقية صوفا». علماً ان القرار الدولي 1701، بنسخته الاولى، يمثل المرجعية الرئيسية لتحركات القوات الدولية، وهو ينص صراحة على ان مهمة القوة الدولية مساعدة الجيش اللبناني على بسط سلطته، وأنها لا تتحرك الا بعد التنسيق مع الجيش.

وفي ما يتعلق بملف بلدة الغجر، أخذ الفرنسيون بالتوصية الاسرائيلية التي وردت عبر الاميركيين والبريطانيين والاماراتيين، بعدم الاشارة الى بلدة الماري بالمطلق، باعتبار ان العدو قدّم مطالعة تؤكد ان الغجر بعيدة جدا عن الماري، كما لم تسمّ المسودة القوات الاسرائيلية بالاحتلال، بل أشارت الى «الوجود الاسرائيلي»، وهو توصيف يتجاوز المسألة العسكرية، نظراً إلى أن قوات الاحتلال تعتبر السكان الموجودين في الجزء الشمالي من الغجر مواطنين يحملون الجنسية الاسرائيلية، ولا يرغبون اصلا بالانضمام الى لبنان، وان هذا الامر معروف من القوات الدولية نفسها.

 

أما الاضافة الاكثر خطورة، فتمثلت في الحديث عن مستوعبات يقول العدو انها نقاط عسكرية خاصة بالمقاومة. علما ان القوات الدولية تعاملت معها في الاعوام السابقة على انها تخص جمعية «اخضر بلا حدود». وفي هذه النقطة، أشارت المسودة الى «التأكيد على ان المستوعبات (من دون الاشارة الى جمعية اخضر بلا حدود او الى حزب الله) تعيق حرية الحركة الخاصة بقوات اليونيفل، مع الطلب الى الامين العام للامم المتحدة اعداد تقرير يربط هذه المستوعبات باعاقة حرية حركة القوات الدولية»، مع عبارة اكثر خطورة مفادها ان «وجود المستوعبات يعرض القوات الدولية وعناصرها للخطر»، وهي عبارة تستهدف فتح مرحلة جديدة من الضغوط لازالة المستوعبات ولو بالقوة.

عملياً، تبلّغ لبنان المسودة الجديدة رسمياً، وكانت ردة الفعل الاولى لدى فريق وزارة الخارجية بأن لبنان تعرض للخديعة، خصوصاً أن التعديلات الجديدة جاءت بعد عودة اعضاء الوفد الى بيروت امس، بينما ترك لبعثة لبنان لدى الامم المتحدة متابعة الاتصالات، وان على مستوى منخفص، خصوصا ان الساعات الـ 72 الماضية لم تشهد غير اللقاء البروتوكولي مع الامين العام للامم المتحدة، فيما توقفت المشاورات مع مندوبي الدول الاعضاء.

 

المهمة الاولى: ازالة الخيمة

اللافت انه في الوقت الذي كانت فرنسا تعيد صياغة المسودة وفق رغبات العدو، كان الموفد الرئاسي الاميركي الى لبنان عاموس هوكشتين يشرح خلفيات القرار الذي يريده الغربيون دعما لاسرائيل. وهو حرص على تكرار عبارات محدّدة امام كل من التقاهم امس، اذ شدد على اهمية التجديد لقوات اليونيفل، مشيراً إلى انه لا يفهم سبب طلب لبنان الغاء الفقرة التي تعطي القوة الدولية حرية الحركة. وعندما قيل له انها تتناقض مع اصل القرار وتنتهك السيادة اللبنانية، أجاب: «لسنا من كان خلف هذا الفقرة العام الماضي، بل مندوبتكم في الامم المتحدة امال مدللي هي من كان حاضرا خلال الصياغة. كما ان طلبكم بتسمية شمال الغجر بخراج بلدة الماري ليس منطقياً لان اسرائيل اكدت ان هناك مسافة جغرافية كبيرة بين المنطقتين».

وبالطبع، لم ينه هوكشتين حديثه عن الملف الحدودي جنوباً من دون التطرق الى الخطوة التي تلح اسرائيل على ان تكون اولى مهام القوة الدولية بعد التجديد لها، وهي ازالة خيمة المقاومة في مزارع شبعا. إذ شدّد الموفد الأميركي على ان هذه الخيمة يجب ان تزول، وان ذلك سيساعد على انجاز امور كثيرة من بينها معالجة نقاط الخلاف في الحدود البرية. وعندما سأله دبلوماسي مشارك في اللقاءات عن مخاطر هذه الخيمة، رد بالقول: «عسكريا لا قيمة لها، لكنها تحولت الى قضية معنوية. الجيش الاسرائيلي بات مهانا امام شعبه بسبب عجزه عن ازالة الخيمة بالقوة»!

 

اي معركة دبلوماسية؟

تطورات الساعات الماضية، وإن فاجأت البعض في لبنان، إلا أنها كانت متوقعة لمن تابع تفاصيل العمل قبل سفر الوفد اللبناني الى الامم المتحدة، والمداولات التي حصلت خلال وجوده هناك. وكان البعض اعتبر، قبل اسابيع من سفر الوفد، ان الجهوزية اللبنانية باتت مكتملة، وان التوصيات النهائية التي صدرت عن الرئيس نجيب ميقاتي وحملها الوزير عبدالله بو حبيب الى الامم المتحدة ستكون حاسمة في منع تمرير قرار مطابق لما صدر العام الماضي. لكن، تبين ان الوفد اللبناني رفض التسلح بأوراق قوة كما يفعل اي طرف في العالم. وكل ما فعله بوحبيب انه عبّر في الجلسات الاولى عن رفض لبنان لنص المسودة الاولية، واتكل على مفاوضات جرت في بيروت لادخال التعديلات بواسطة الجانب الفرنسي. ورغم أن ميقاتي وبو حبيب اكدا لحزب الله انهما سيقاتلان من اجل تعديل الصيغة، إلا أنهما فعلا ذلك كلامياً، ولم تكن هناك قناعة جدية لديهما بالعمل المباشر والمثابر. وحتى عندما طرحت فكرة ان يلوّح لبنان بسحب رسالة طلب التجديد للقوة الدولية في حال رأى أن القرار غير مناسب لمصالحه، رفضا الامر، وجهرا امام الاجانب قبل اللبنانيين بأنهما غير مقتنعين بذلك، بل أكثر من ذلك، كررا على مسامع الجميع، بأنه لا يمكن تعديل القرارات، ولم يحصل ان عاد مجلس الامن وعدل في قرار سبق ان اصدره سابقاً، اضافة الى التهويل بأن لبنان تعرض لتهديدات مباشرة من الاميركين والبريطانيين بأن الاخذ بمطالب المقاومة سيحرم الجيش والقوى الامنية من نصف مليار دولار من المساعدات المقررة للعام المقبل. ووصل التهويل حد نقل البعض عن الوزير بو حبيب ان الاميركيين حذروه من السير بمعركة التعديل، وذكّروه بأنه بعد انتهاء عمله في وزارة الخارجية، سيعود مواطناً اميركياً وسيلتحق بعائلته الموجودة في الولايات المتحدة، وصولا الى ما نقل عن السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا بأنه في حال سار بو حبيب عكس ما هو مطلوب، فانه لن يقضي تقاعداً مريحاً في واشنطن!

 

هذا الكلام تردد في اورقة الامم المتحدة نفسها،. فقد هدد المندوب البريطاني، تعليقاً على إمكان سحب لبنان رسالة طلب التجديد، بأن خروج القوات الدولية من لبنان سيفتح الباب امام اسرائيل لتوجيه ضربة مدمرة لكل لبنان، وان مجلس الامن، بوصفه ممثلا للمجتمع الدولي، يعرف بأن المواقف المعلنة لرئيس الحكومة ووزير الخارجية تطلق تجنباً لغضب حزب الله، وانه «في حال خضعت الحكومة لرغبات الحزب، سيصدر قرار عن مجلس الامن يعتبر فيه لبنان دولة مخطوفة من قبل منظمة ارهابية».

في هذه الاثناء، لم يكن التنسيق مع الجانبين الروسي والصيني بالمستوى الذي يجعلهما لاعبين فاعلين لتخفيف الضغط عن لبنان. حتى ان الصينيين الذين اعربوا عن دعمهم لموقف لبنان، لفتوا الى ان الولايات المتحدة تحاول ابتزاز بكين من خلال البند الذي يتحدث عن حاجة الجيش اللبناني الى مساعدات الامم المتحدة. علما ان الصين ابلغت لبنان رسميا انها مستعدة لتقديم مساعدة الى الجيش بأضعاف ما يحصل عليه من الامم المتحدة، والتي تقتصر على كمية محدودة من المحروقات وبعض الادوية والوجبات الغذائية، لا تتجاوز قيمتها نصف مليون دولار سنويا.

 

وبعد تطورات امس، بدأ لبنان محاولات للحصول على موقف روسي وصيني داعم في مواجهة التعديلات الجديدة، وكل ما يأمله أن تتحفظ بكين وموسكو مشروع القرار، وصولا الى عدم التصويت عليه، ما يعني صدور القرار من دون اجماع كما حصل العام الماضي. غير أن الجانبين الروسي والصيني كانا واضحين بأنه كان يفترض بلبنان ألا يقف مكتوف الايدي ازاء ما يحصل، وكان ولا يزال بمقدوره التصرف ورفع البطاقة الحمراء من خلال اعلانه عدم استعداده لقبول قرار يكسر سيادته من جهة، ويفتح الباب امام احتمال مواجهة دموية على الجبهة مع اسرائيل، وتعرض قوات اليونيفل لخطر حقيقي سبق ان جرّبته بالقصف الاسرائيلي وليس بأشجار اخضر بلا حدود!

***********************
افتتاحية صحيفة النهار

رفض التسوية الفرنسية للتمديد في مجلس الأمن

تشابكت أولويات المتابعات اللبنانية في الساعات الأخيرة في ظل اندفاعة ديبلوماسية متعددة الوجوه على خطوط دولية وأميركية وايرانية بدت بمثابة ظاهرة لافتة في تزامن محطاتها. ولكن وفيما كان كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين يدهش اللبنانيين بجولته السياحية التي طغت على لقاءاته السياسية بما انطوت عليه من رمزيات ودلالات لا تخفى على الراصدين والمتابعين خصوصا في زيارته السياحية الخاطفة لبعلبك، عادت الأنظار لترصد تطورات الساعات الأخيرة في نيويورك حيث كان يفترض ان يصدر امس قرار مجلس الامن الدولي بالتمديد مدة سنة إضافية للقوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل. ولكن الجلسة ارجئت مرة أولى قبيل موعد انعقادها الذي كان محددا في العاشرة قبل ظهر امس بتوقيت نيويورك من دون تحديد الموعد الجديد، علما ان اليوم الخميس يشكل المهلة النهائية لصدور القرار. ولم تتضح الأسباب الذي املت التأجيل فيما كشفت مصادر لبنانية معنية ومتابعة لـ”النهار” ان خلافات كانت لا تزال قائمة بين بعض الدول حيال الصيغة التي طرحها الجانب الفرنسي والتي حافظت عمليا على كل المحتوى المتشدد في منح اليونيفيل حرية الحركة واستقلاليتها في مقابل ادراج بعض التعابير المنمقة التي ترضي الجانب الرسمي اللبناني. وقد اعيد تحديد موعد الجلسة في الثالثة بعد ظهر امس بتوقيت نيويورك أي العاشرة ليلا بتوقيت بيروت. وسرعان ما طارت الجلسة الثانية أيضا وذكر ان الموعد الثالث صار في الخامسة بعد ظهر اليوم الخميس بتوقيت بيروت وذلك منعا لسقوط القرار بالتصويت لا سيما في ظل الشرخ القائم بين أعضاء مجلس الامن على مشروع القرار الذي قدمته فرنسا واخذت فيه بالمقترحات اللبنانية.

عدد من الدول يتقدمها الولايات المتحدة والامارات العربية المتحدة والبانيا اعترضت على التعديلات التي ادخلتها فرنسا على مشروع لقرار في نسخته الزرقاء من دون التشاور مع الدول الاعضاء لاسيما لجهة تقييد حركة اليونيفيل بالتنسيق المسبق مع الحكومة اللبنانية. وعلم ان قرار التأجيل جاء بعد ان بعثت الامارات برسالة صباح امس الى مجلس الأمن تقول بمعارضتها التعديلات التي ادخلت على مسودة مشروع القرار مطالبة بالعودة الى صيغة القرار كما صدر العام الماضي .

الانقسام داخل مجلس الامن واقع لاسيما بين الولايات المتحدة والامارات العربية المتحدة والبانيا من جهة في مقابل البرازيل وروسيا واليابان وسويسرا، وهذا الانقسام يهدد بإسقاط القرار بالتصويت اذا لم يتم الاتفاق المسبق على صيغته.

ومعلوم ان مشروع القرار بعد صدوره بالنسخة الزرقاء blue print لن يتغير الا اذا حصل تصويت على اقتراح تقدمه احدى الدول بتعديل شفهي oral amendment اذا تم التصويت عليه بالاكثرية وقبل هذا التعديل الشفهي يدرج عندئذ في صلب القرار الخطي والا يبقى بصيغته المقدمة من فرنسا.

فالدول المعترضة تعتبر ان قوات حفظ السلام في كل انحاء العالم تمتلك حرية التحرك من دون اي تنسيق وهي تعترض على هذا التنسيق مع الدولة اللبنانية مع العلم ان القرار يتضمن في فقرة حرية التحرك وفي فقرة اخرى ينص على التنسيق مع الجيش اللبناني.

وقالت اوساط لبنانية ان لبنان قام بواجبه وليتحمل كل طرف مسؤوليته في ما سيصدر عن مجلس الامن لاحقاً.

وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أبلغت قناة “الحرة” الأميركية إن “رفض حزب الله لتفويض اليونيفيل هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أن حزب الله مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران أكثر من اهتمامه بسلامة ورفاهية الشعب اللبناني”. وشددت على أن “الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بمهمة اليونيفيل وبسلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”. وأشارت إلى أن “استقلالية اليونيفيل وحرية حركتها هما عنصران حاسمان للغاية في قدرتها على إنجاز مهمتها، وهذا أمر منصوص عليه في اتفاقية وضع القوات بين اليونيفيل ولبنان، والمعمول بها منذ عام 1995”.وقالت المتحدثة إنه “في حين أن اللغة المضافة في تفويض عام 2022 لم تمنح اليونيفيل أي سلطات إضافية، إلا أنها أكدت التزام المجتمع الدولي بحرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق الرئيسية المثيرة للقلق وهو الأمر الذي لا يزال حاسما للتخفيف من عدم الاستقرار على طول الخط الأزرق”. وجددت “دعوة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها ومحاسبة المسؤولين عن عرقلة تنفيذ ولايتها وتهديد سلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.

وبدورها أكدت إسرائيل امس أن “فرصة الهجوم الإسرائيلي على لبنان الأقرب منذ عام 2006”.

وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، قبيل التصويت على استمرار ولاية قوة “اليونيفيل” في جنوب لبنان، إنه “لا يؤمن بقوة الأمم المتحدة لمنع ذلك الهجوم” مؤكدا في الوقت ذاته، أن “هناك آليات يمكنها تحسين الوضع” دون أن يذكرها.

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصاعد التوترات بشكل كبير، بعدما قدمت تل أبيب الشهر الماضي، شكوى رسمية ضد لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بإلزام بيروت بـ”تحرك فوري لمنع إقامة حزب الله بنى تحتية عسكرية على الحدود”، في إشارة للخيمة في منطقة مزارع شبعا المحتلة.

في المقابل، قدم لبنان، في 11 تموز الماضي، شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد إسرائيل على خلفية “تكريس” احتلالها الجزء اللبناني من بلدة الغجر الحدودية.

هوكشتاين في بيروت

اما في ما يتصل بزيارة هوكشتاين للبنان فبدا لافتا حرصه على ابراز جانب صون الاستقرار الداخلي والحدودي في ان واحد وذلك من خلال الرمزية الواضحة التي ظهرت في صورته “السياحية” مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا في احد مقاهي الروشة البحرية ومن ثم في زيارته المثيرة لقلعة بعلبك برفقة شيا أيضا.

وفي المضمون السياسي والنفطي أفادت مصادر مطلعة “النهار” ان هوكشتاين اجرى عمليا جولة افق شاملة مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وان الطابع الغالب على زيارته يبدو متصلا بملف النفط ومعاينة عملية التنقيب. وتطرق هوكشتاين الى ملف الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بشكل عام من دون طرح تفصيلي اذ شدد على ضرورة التوصل الى حل لنقاط التوتر على الحدود ووجوب الحفاظ على الهدؤ والاستقرار ولكنه لم يتجاوز ذلك الى الابعد .

وأبلغ هوكشتاين من التقاهم حرص واشنطن على استمرار الهدوء في الجنوب ومواكبة عملية الترسيم البحري من الالف الى الياء وان مهمته المفتوحة ولم تنته عند الانتهاء من ترسيم البحر مؤكدا ان الرعاية الاميركية ستتواصل الى مرحلة الاستخراج .

وفي المعلومات ان الرئيس بري ناقش جملة من النقاط على شكل سلة في ملف تثبيت الحدود مع اسرائيل تبدأ من نقطة b1 في الناقورة وصولا الى شمال بلدة الغجر السورية .وابلغ هوكشتاين ان النقاط المتنازع عليها 13 وليست 7 على ان يتم تثبيتها وفق “الحدود الاصلية” وليس على اساس الخط الأزرق .

وزار المبعوث الأميركي بري الذي استقبله في مقر الرئاسة الثانية والوفد المرافق في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا لمدة ساعة غادر بعدها هوكشتاين مكتفياً بالقول اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري “كان ممتازا وبناء”. بعدها انتقل هوكشتاين الى السرايا والتقى الرئيس ميقاتي وشارك في اللقاء شيا، المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر ومنسّق الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية”اليونيفيل” العميد منير شحادة.

وقبل جولته، نشر هوكشتاين صورته والسفيرة شيا في مقهى في منطقة الروشة وكتب عبر “اكس”: “من الرائع العودة إلى بيروت. قهوة سريعة ومنقوشة في الفلمنكي مع المنظر الجميل المطل على الروشة مع السفيرة الموهوبة دوروثي شيا”. وبعد الظهر وصل هوكشتاين وشيا، إلى مدينة بعلبك عبر مروحية عسكرية قرابة الساعة 4.10 عصراً، حيث أمضيا نحو ساعة داخل معابد قلعة بعلبك الأثرية، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش.

ومساء التقى هوكشتاين وشيا وزير الطاقة وليد فياض . ومن ثم كشفت السفارة الأميركية ان هوكشتاين “عقد عشاء عمل مثمرا مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون وشددت على “إن تفاني الجنود ذوي الكفاءة العالية أمر بالغ الأهمية لأمن لبنان واستقراره. ملتزمون بمواصلة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة ولبنان” .

*********************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

هوكشتاين يُهدّئ التوتّر… ويسوح من الروشة إلى بعلبك

فشل ليل أمس مجلس الأمن في الموافقة على قرار يمدد ولاية عمل «اليونيفيل» في جنوب لبنان عاماً اضافياً. وقرر العودة الى مناقشة الموضوع اليوم وهو الأخير في عمل القوة الدولية التي ينتهي تفويضها في نهاية آب الجاري. وكان المجلس حاول على مدى جلستين قبل الظهر وبعده بتوقيت نيويورك إقرار التمديد، لكن من دون نتيجة. وسيكون موعد الجلسة الجديدة الخامسة عصر اليوم بتوقيت بيروت. علماً أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب غادر الولايات المتحدة عائداً الى لبنان.

وليلاً، أورد موقع الاذاعة البريطانية الالكتروني باللغة العربية (بي بي سي) أن السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة جلعاد اردان، صرّح بأنّ «تل ابيب تقترب من شنّ عملية عسكرية في لبنان، وذلك بسبب تصعيد نشاط حزب الله».

ما هي المعطيات التي أرجأت جلسة مجلس الأمن خمس ساعات لبت قرار تمديد ولاية «اليونيفيل»؟

وفقاً للمعلومات التي تواترت من نيويورك، كان التركيز في أروقة مجلس الأمن على الفقرة التي وردت في قرار المجلس العام الماضي، وتنص على الآتي:»يعيد التأكيد أن القوة الموقتة بموجب الاتفاق المتعلّق بمركز قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان المبرم بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، لا تحتاج الى ترخيص أو إذن مسبق للاضطلاع بالمهمات الموكلة اليها، وأنه مأذون لها بالاضطلاع بعملياتها بصورة مستقلة». وهنا جرت محاولة إدخال تعديل على هذه الفقرة، عبر المندوب الفرنسي، بحكم أنّ فرنسا «حاملة قلم الصياغة Pen Holder»، في مجلس الأمن، بدورته الحالية. وقضى التعديل الذي اقترحه الجانب اللبناني بإضافة عبارة «مع استمرار التنسيق مع الحكومة اللبنانية». وأدت هذه الاضافة الى الانقسام في مجلس الأمن، إذ أيّد التعديل مندوبو روسيا والصين والبرازيل، بينما عارضه مندوبو الولايات المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة وبريطانيا.

وواكبت هذا الانقسام، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فقالت إنّ «رفض «حزب الله» تفويض (اليونيفيل) هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أنّ «حزب الله» مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران». واشارت الى أنّ «استقلالية «اليونيفيل» وحريّة حركتها، هما عنصران حاسمان للغاية في قدرتها على إنجاز مهمتها».

وأتت تطورات نيويورك مترافقة مع محادثات كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في بيروت، فإلى جانب لقاءات المبعوث الأميركي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فيّاض، حرص هوكشتاين على إضفاء نكهة خاصة على زيارته تمثلت بظهوره مع السفيرة دوروثي شيا في مقهى بحري في بيروت وزيارة المعالم الأثرية في بعلبك. وبدت هذه النشاطات الخاصة كأنها مرتبطة بطبيعة المهمة الموكلة الى هوكشتاين. فوفقاً لموقع «أكسيوس» الأميركي، «قال مصدر أميركي مطلع إن هوكشتاين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود بين لبنان واسرائيل». كما قال مسؤولون إسرائيليون «إنّ بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن في الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، التقيا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في نيويورك أول من أمس الثلاثاء وناقشا التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية».

والتقى المبعوث الأميركي مساء أمس وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي صرّح بأنه لمس من هوكشتاين «اهتماماً « بعملية التنقيب عن النفط في الجانب البحري اللبناني، وكذلك بمتابعة ملف استجرار الغاز المصري الى لبنان بتمويل من البنك الدولي. والتقى هوكشتاين مساء امس قائد الجيش العماد جوزاف عون الى مائدة عشاء.

وكانت السفارة الأميركية أعلنت في بيان أصدرته أنّ زيارة هوكشتاين مستمرة الى اليوم.

الى ذلك، يصل الى بيروت قبل ظهر اليوم وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان آتياً من دمشق، على أن يكون اللقاء الأول له مع الرئيس بري.

وعلمت «نداء الوطن» من مصادر مواكبة لزيارة المسؤول الايراني، أنّ المقصود من الزيارة في ما يتصل بالشأن اللبناني»القول إنّ الدور الايراني بنَّاء وليس لزعزعة الاستقرار، ويدعم الحلول المتفق عليها للملف الرئاسي التي تنبع من الداخل».

وقالت المصادر إنّ عبد اللهيان «المسؤول عن الملف النووي وتبادل الأسرى بين إيران وأميركا والعلاقات مع السعودية، سيقدّم معطيات جديدة، ولا سيما في ما يتعلق بحرب اليمن». وأضافت ان الوزير الايراني الذي التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا الشهر يجري محادثات مع «حزب الله» في شأن اليمن، «وهو آتٍ بأفكار يفترض أن يجيبه عنها «الحزب» الذي تربطه علاقة بـ»أنصار الله» في اليمن».

****************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

خلافات مجلس الأمن ترجئ التمديد للقوات الدولية في جنوب لبنان

أدت التباينات بين أعضاء مجلس الأمن إلى إرجاء التصويت الذي كان مقرراً قبل ظهر الأربعاء على مشروع قرار أعدته فرنسا لتمديد مهمة القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل»، في محاولة للتوصل إلى توافق. بينما لمّح دبلوماسيون إلى خيارات بديلة في حال استمرار الخلافات.

وفيما بدا أنه سباق مع الزمن قبل انتهاء التفويض الحالي لـ«اليونيفيل» مساء الخميس 31 أغسطس (آب)، أبلغ دبلوماسي غربي «الشرق الأوسط» أن هذه الخلافات تركزت على رفض عدد من الدول «اقتراحات قدمتها السلطات اللبنانية» بغية تعديل النص المتعلق بضرورة انسحاب إسرائيل من الشطر الشمالي لبلدة الغجر والمنطقة المحاذية لها.

واستجابت الدبلوماسية الفرنسية لهذا المطلب بفقرة تفيد بأن مجلس الأمن «يحض حكومة إسرائيل بشدة على تسريع انسحاب جيشها من شمال الغجر والمنطقة المحاذية لها شمال الخط الأزرق، في خراج بلدة الماري، من دون أي تأجيل إضافي بالتنسيق مع (اليونيفيل)، التي تنخرط بفاعلية مع إسرائيل ولبنان لتيسير انسحاب كهذا». وعلى رغم الاستجابة الضمنية من عدد من الدول الأعضاء لهذا التعديل، أبدت الولايات المتحدة اعتراضاً قوياً على ذكر بلدة الماري، نظراً إلى تداعيات محتملة تتعلق بقرار إسرائيل قبل سنوات ضم الجولان السوري، في ظل استمرار رفض سوريا لترسيم حدود هذه المنطقة مع لبنان، رغم تصريحات المسؤولين السوريين بأن منطقة مرتفعات شبعا جزء من الأراضي اللبنانية.

وشهدت ديباجة القرار المقترح تعديلاً للتعبير عن «القلق من»، إذ أزيلت عبارة «الاحتلال الإسرائيلي» واستبدل بها «الوجود الإسرائيلي شمال الغجر»، فيما «يمثل انتهاكاً متواصلاً للقرار 1701»، فيما يوضح أن «استمرار أعمال البناء في المنطقة يمضي خلافاً للانسحاب الضروري للقوات الإسرائيلية»، علماً بأنه كذلك «يعبر عن القلق بشأن بناء خيم جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، قرب بسطرة، مع أفراد يعبرون من شمال الخط الأزرق للوصول إلى هذه المنشأة».

بالإضافة إلى هذه العقدة، انضمت بريطانيا والإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة في الاعتراض على فقرة في مشروع القرار الفرنسي تتعلق بحرية حركة «اليونيفيل» في منطقة عملياتها. واعتبرت بعض هذه الدول أن التعديل «غير مقبول» بحسب ما قاله أحد الدبلوماسيين المنخرطين في المفاوضات الجارية، وتحدث شريطة عدم نشر اسمه بسبب حساسية المفاوضات الجارية بمشاركة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب الموجود في نيويورك لهذه الغاية.

وتنص الفقرة المعدلة، في المشروع الذي وضع بالحبر الأزرق مساء الثلاثاء أملاً في التصويت عليه الأربعاء، على أن مجلس الأمن: «يحض كل الأطراف على التعاون الكامل مع رئيس البعثة واليونيفيل في تنفيذ القرار 1701، وكذلك ضمان الاحترام الكامل لحرية حركة اليونيفيل في كل عملياتها ووصولها إلى الخط الأزرق في كل أجزائه. ومن دون عوائق، وفقا لولايتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها، بما في ذلك عن طريق تجنب أي مسار عمل يعرض موظفي الأمم المتحدة للخطر»، مؤكدا أنه «عملاً باتفاق وضعية القوات بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، لا تحتاج قوة اليونيفيل إلى إذن مسبق للقيام بالمهمات المنوطة بها، وأن القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان مخولة القيام بعملياتها بشكل مستقل، مع استمرارها في التنسيق مع الحكومة اللبنانية».

ورغم الاستدراك في فقرة لاحقة أن مجلس الأمن «يطالب الطرفين بوقف أي قيود وعوائق أمام حركة أفراد اليونيفيل وضمان حرية حركتها»، اعتبرت بعض الدول أن إدخال عبارة «مع استمرارها في التنسيق مع الحكومة اللبنانية» التي «يهيمن عليها حزب الله» مجرد «محاولة لإضعاف التفويض الممنوح للقوة الأممية».

وأدى استمرار الخلاف على هاتين الفقرتين إلى مواصلة المفاوضات بغية التوصل إلى «توازن صعب بين الفرقاء المختلفين»، وفقاً لدبلوماسي غربي رفيع نبه إلى أن «أحداً لا يريد أن نخسر حرية حركة اليونيفيل».

وعبر آخر عن الخشية، في حال عدم التوافق، من احتمال «تشكيل تحالف للامتناع عن التصويت» الذي صار مرجحاً بين ساعة وأخرى قبل انتهاء مهمة اليونيفيل مساء هذا الخميس بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وكان دبلوماسي آخر قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف الأسمى للمفاوضات الجارية هو منع إضعاف اليونيفيل»، رافضاً «اتخاذ خطوة إلى الوراء عن العام الماضي»، حين صدر القرار 2650 لتمديد مهمة «اليونيفيل» متضمناً لغة تكفل حريّة تحركات أفرادها في منطقة عملياتها، بعد سلسلة من الاعتداءات والحوادث التي تعرضوا لها على أيدي مناصري «حزب الله».

وجادل المفاوضون الفرنسيون والبريطانيون والأميركيون بأنهم «لا يريدون تأجيج الوضع القائم في لبنان مما قد يشكل تهديداً لحفظة السلام المنتشرين على الأرض». ورفض هؤلاء القبول بالـ«ستاتيكو»، أي الوضع القائم.

وتخللت المفاوضات اعتراضات أيضاً من كل من الصين وروسيا على مشروع القرار الفرنسي، ولا سيما بعدما طلبت دول ذكر «حزب الله» بالاسم، علماً بأن فرنسا استجابت للمطالب الروسية والصينية في هذا الشأن، وسط استمرار الضغوط من أجل الإشارة إلى جمعية «أخضر بلا حدود» التي «يستخدمها حزب الله كواجهة لنشاطاته العسكرية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية».

******************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

هوكشتاين يستعجل الرئيس.. برّي: جهودنا على الانتخاب.. مؤسسات الأمن في خطر

ما بين حل داخلي ضائع في واقع سياسي مقيم على ضفتي هوة انقسام سحيقة، منعدمة فيها إرادة التوافق على رئيس للجمهوريّة، وبين جعبة إقليمية ودولية طافحة بالتمنيات «من بعيد لبعيد» على أطراف التعطيل، بتقصير عمر الشغور الرئاسي والتسريع بانتخاب الرئيس، وخالية من أي مبادرة جديّة تكسر جدار الأزمة، وتجلب المعطّلين إلى بيت طاعة بلدهم، وطن بدأ يتحضّر فعلاً لمرحلة انتقالية من سيئ إلى أسوأ.

مع هذا الواقع المسدود، صار القلق والخوف صفتين ملازمتين للمواطن اللبناني، فالدوامة الرئاسية بلا أفق، وأطراف مأزومة تتناتش بعضها البعض وتتبارى في مَن منها الأقدر على مراكمة الحجارة في الطريق وسدّ طاقات الفرج والحلول، ناهيك عن التآكل والاهتراء المريع لكل عناصر ومقومات الحياة في هذا البلد، وتبعاً لهذا المشهد، مهما كثر الموفدون ومهما سالت تمنياتهم أكانت صادرة بلغات اللجنة الخماسية جميعها او باللغة الإيرانية، فلا تنفع حوارات اياً كان شكلها، وكل ذلك لا يغيّر في حقيقة انّ لبنان مقبل على مجهول.

صرخة الأمن

وإذا كان المسلّم به انّ الأزمة التي يعانيها لبنان أطاحت بكل شيء تقريباً، وعمّمت الإهتراء على الواقع الاقتصادي والمالي والمعيشي والكهربائي والصحّي والخدماتي بشكل عام، فكلّها مخاطر نسفت حياة اللبنانيين، الاّ انّ الخطر الأكبر يتبدّى إن سقط الأمن، فساعتئذ يتهاوى الأساس الذي لا يزال يمكّن هذا البلد من الوقوف على رجليه. وما الصرخة التي أطلقتها الأجهزة العسكرية والأمنية في جلسة لجنة الدفاع النيابية امس الأول، بأنّ أمن البلاد لا يزال ممسوكاً، والاجهزة تعاني، وتمارس دورها باللحم الحي، ولكنه مع استمرار هذه الحال، فقد نصل الى وقت يخرج فيه عن السيطرة، وهنا تكمن الكارثة.

الصمد يحذّر

في هذا الإطار، أبلغ رئيس لجنة الدفاع النائب جهاد الصمد إلى «الجمهورية» قوله: «نحن وصلنا الى مرحلة الضوء البرتقالي، فالذي يبقي البلد قائماً حتى الآن هو انّ الحدّ الأدنى من الأمن ما زال متوافراً. كل القطاعات والمؤسسات تعاني وكذلك المؤسسات الأمنية والعسكرية تعاني، ورغم ذلك تقوم بواجباتها في السهر على أمن وأمان اللبنانيين، ولكن هذا الوضع لا يمكن ان يستمر، حيث انّ ثمة احتياجات ضرورية وملحّة ينبغي تأمينها لهذه الاجهزة والقطاعات الأمنية وفي مقدّمها المؤسسة الأم اي الجيش اللبناني، وما لم نسارع الى تدارك الامر ونتجنّب الخطر، لن تكون نتيجتها سلبية على تلك المؤسسات فقط، بل انّ لبنان ككيان، ولبنان بكل اطيافه وفئاته، وجميعنا من دون استثناء في خطر».

واكّد الصمد «انّ المخرج الوحيد هو توفير الاعتمادات اللازمة لتمكين المؤسسات الامنية والعسكرية من الاستمرار في القيام بواجباتها، وهذا الامر ليس صعباً، إذ انّه في ظلّ واردات الدولة التي يُفترض انّها بدأت تتحسن بعد تعديل سعر الدولار الجمركي، وبعد الإجراءات التي اتخذتها الدولة، يمكن تأمين احتياجات هذه المؤسسات، عبر اقتراح قانون معجّل مكرّر تتبنّاه كل الكتل النيابية والتوجّهات السياسية، وتقرّه الهيئة العامة لمجلس النواب في اسرع وقت ممكن، بما يوفّر الاعتماد الإضافي اللازم لتأمين الحدّ الأدنى من الاحتياجات الضرورية لتلك المؤسسات، والحفاظ بالتالي على أمن المواطن والمجتمع. واتوجّه الى الجميع قائلاً: لم ندخل حتى الى مرحلة الخطر والأجهزة الامنية والعسكرية تقوم بواجباتها، لكنها لا تستطيع ان تستمر من دون ان تُوفّر لها احتياجاتها الضرورية. من هنا، فإنّ أمن لبنان، كل لبنان في خطر إن لم نتداركه قبل فوات الأوان».

هوكشتاين

من جهة ثانية، البارز في المشهد الداخلي، هو وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، ولقاؤه برفقة السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اضافة الى وزير الطاقة وليد فياض.

بحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ هوكشتاين لم يحمل معه أي «افكار نوعية جديدة، على صلة بأي من الملفات التي يتابعها مع الجانب اللبناني، حيث بدا انّه ينقل رسالة اميركية قديمة – جديدة، تدعو الأطراف اللبنانيين الى التسريع في حسم الملف اللبناني وانتخاب رئيس الجمهورية في اقرب وقت ممكن، مشدّداً على ان يقوم المجلس النيابي بدوره في هذا المجال، بما يعيد انتظام الحياة السياسية في لبنان، ويمكّنه من اتخاذ الاجراءات والاصلاحات التي تُخرجه من أزمته».

ومن جهة ثانية، تشير المعلومات الى انّ هوكشتاين عبّر عن سروره في بدء الخطوات التطبيقية لما بعد الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والتي تجلّت في وصول عبّارة الحفر للبدء عن التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9، والذي من شأنه ان يمدّ لبنان بما يمكّنه من تجاوز أزمته. وافيد انّ اللقاء بين هوكشتاين والرئيس ميقاتي تخللته مطالبة من الجانب اللبناني للوسيط الاميركي بتشجيع الشركات الاميركية على المشاركة في دورة التراخيص الثانية.

والى جانب هذين الأمرين، تشير المعلومات، انّ الجانب اللبناني أثار مسألة نقاط التحفّظ على الخط الازرق، حيث افيد بأنّه تمّ حسم 7 من هذه النقاط، فيما تبقى 6 نقاط عالقة، ومدار بحث فيها في الاجتماع الثلاثي في الناقورة. ونُقل عن هوكشتاين تأكيده في معرض النقاش في هذا الملف، انّ واشنطن ستواصل لعب الدور الأساس من أجل إزالة هذه التحفظات وإنهاء هذا الملف.

بري

واللافت انّ هوكشتاين وصف لقاءه بالرئيس بري بالممتاز والبنّاء، فيما برز في المقابل، ملخّص من مقرّ الرئاسة الثانية، يشير الى أنّ الرئيس بري «جدّد شكره للجهود التي بذلها هوكشتاين وأثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9، مؤكّداً أنّ جهود المجلس النيابي ستبقى منصّبة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية واستكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدّمها الصندوق السيادي، كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الإتفاق مع صندوق النقد الدولي . كما اكّد بري امام الموفد الاميركي على ضرورة وقف الإنتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701، وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» منذ عام 1978 وحتى الآن، وأنّ لبنان حريص جداً على المحافظة على الاستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني».

الحوار المُنتظر

وبعد هوكشتاين يصل إلى بيروت وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان، لإجراء محادثات مع الرئيس نبيه بري والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، وتردّد انّه سيشارك اليوم في الاحتفال الذي تقيمه حركة «أمل» في بيروت في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، والذي سيلقي فيه الرئيس بري خطاباً، وُصف بأنّه خريطة طريق للمرحلة المقبلة.

وعلى مسافة ايام قليلة، سيصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في مهمّة صعبة، لخلق توافق داخلي على رئيس للجمهورية، عبر حوار يطلقه في النصف الثاني من الشهر المقبل.

وكما بات معلوماً، فإنّ الأجواء السابقة لحوار لودريان لا تحيطه بإيجابيات، ولخّص مصدر وزاري مهمّته بقوله: «لقد سبق للودريان أن شدّد في زيارته الثانية، ما مفاده انّه سيحشد مهمّته لإطلاق العملية الحوارية، ويستنفر كلّ طاقاته لليّ ذراع التعطيل، واستيلاد صحوة لبنانية تمكّنه من ان يزرع مهمّته في تربة لبنانية خصبة لتنبت توافقاً على رئيس للجمهورية. وانا اقول انّه اذا ما نجح يكون بذلك، قد سجّل لنفسه ولفرنسا وللبنان ولزملائه في اللجنة الخماسية إنجازاً تاريخياً بإعادة نبض الحياة الى بلد بلغ قمة احتضاره. ولكن لنكن واقعيين، ونسأل كيف يمكن له ان ينجح طالما تكمن له جبهة مكشوفة بعناوين عريضة ورفيعة ترفعها مكونات تمنع الانفراج من أن يطأ ارض هذا البلد الاّ بشروطها التعطيلية ومعاييرها الصادمة للغاية التي يرجوها الموفد الفرنسي من حواره؟».

سكاف: مسعى جديد

الى ذلك، يتوالى تقديم الأجوبة عن «رسالة السؤالين» التي بعث بها لودريان الى الأطراف الـ 38، تمهيداً لحوار ايلول. وفي هذا الاطار سلّم النائب غسان سكاف السفارة الفرنسية امس، رسالة جوابية على رسالة لودريان.

على انّ اللافت ما قاله سكاف لـ»الجمهورية»، «بأنّ الحوار ليس من الضروري ان يكون على طاولة حوار، فأنا مؤمن بالمكوكية السياسية والديبلوماسية التي يمكن ان تؤدي الى تقاطع، وفق ما جرى سابقاً».

ولفت الى انّ «المعادلة الفرنسية الاولى لا تؤدي الى حل، وما قاله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اخيراً، وكذلك ما قالته وزيرة الخارجية الفرنسية يبشر بأنّ هناك تصوراً فرنسياً جديداً، وهذا هو المطلوب».

واشار سكاف الى انّه يقوم حالياً بمسعى، وستكون له زيارات عربية، موضحاً «انّ المسعى الذي اقوم به يقوم على أساس كسر الحواجز بين مكونات السياسة، مثلما استطعنا ان نكسر الحواجز بين مكونين اساسيين، ما انتج انعقاد الجلسة الانتخابية الاخيرة. فكسر الحواجز بين كل المكونات، يوصل الى تقاطع وطني وجلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، نحتكم فيها للعبة الديموقراطية والبرلمانية، فبذلك نصل الى رئيس بالانتخاب وليس الى رئيس بالتعيين».

***************

افتتاحية صحيفة اللواء

هوكشتاين يحاول تبريد التوتُّر الحدودي عشية التمديد

على أرض التعايش الإقليمي – الدولي، استمتع الوسيط في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، بيوم سياحي – سياسي، شمل منقوشة وقهوة صباحية في احد مطاعم محلة الروشة قبالة صخرتها الشهيرة، تناولها الوسيط مع سفيرة بلاده، المنتهية مهمتها في بيروت، دورثي شيا، قبل ان يستقلا مروحية تابعة للجيش اللبناني، ويزورا مدينة بعلبك، ويمضيا ساعة داخل معابد القلعة الاثرية، ضمن اجراءات امنية – سياسية، تجعل من كل المناطق مساحة حرية للموفدين او الزائرين الاميركيين.

والثابت من المعلومات التي رشحت ان هوكشتاين عرض المساعدة في ملف الترسيم البري، وحاول تبريد التوتر الحدودي بين لبنان واسرائيل، عشية التمديد لليونيفيل، حيث تأجلت جلسة التصويت في مجلس الامن الدولي الى العاشرة من صباح اليوم بتوقيت نيويورك، الخامسة بتوقيت بيروت.

وفي السياسة، مع السياحة، كان البارز وصف هوكشتاين اللقاء مع الرئيس نبيه بري بأنه كان ممتازاً، مع اشارة رئيس المجلس امام السفيرة شيا التي حضرت اللقاء بأن الاهتمام المجلسي سيبقى مركزاً على انتخاب رئيس الجمهورية والتشريعات في مجالات النفط والصندوق السيادي وانجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، قبل ان ينتقل الوسيط والسفيرة شيا الى السراي الكبير، والاجتماع مع الرئيس نجيب ميقاتي، حيث كان موضوع التجديد للطوارئ على طاولة البحث، في ظل التهديدات الاسرائيلية من عملية عسكرية واسعة ضد لبنان، بالتزامن مع الاتصالات الدبلوماسية للتجديد لقوات الامم المتحدة «اليونيفيل» ولاية جديدة، واقام الرئيس ميقاتي مأدبة غداء للزائر الاميركي.

وأشار الرئيس بري امام الموفد الاميركي إلى «ضرورة وقف الإنتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701، وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل) منذ عام 1978 وحتى الآن، وأن لبنان حريص جداً على المحافظة على الإستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني».

وذكرت المعلومات ان البحث تناول التحفظات اللبنانية على النقاط الحدودية في الجنوب التي يعتبرها لبنان داخل اراضيه وسبل استعادتها، فيما اُفيد مساء أن ادارة الرئيس جو بايدن مهتمة بترسيم الحدود البرية، فهناك رغبة اميركية بدفع لبنان نحو توقيع اتفاق ترسيم مع اسرائيل».

والتقى هوكشتاين وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في السادسة والربع مساءً في مكتبه في وزارة الطاقة والمياه.

كما زار قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة.

وقبل جولته، كتب هوكشتاين عبر منصة «اكس»: من الرائع العودة إلى بيروت. قهوة سريعة ومنقوشة في مطعم «الفلمنكي» مع المنظر الجميل المطل على الروشة مع السفيرة الأميركية الموهوبة دوروثي شيا.

قرار التجديد لليونيفيل

في هذه الاثناء، أفادت معلومات من نيويورك بأنه تم تأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي التي كانت مقررة لتمديد عمل القوات الدولية (اليونيفيل) في جنوب لبنان إلى العاشرة من ليل امس بتوقيت بيروت، في وقت يسعى لبنان لتعديل قرار التجديد لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب بعدم فرنسي، من حيث بند حرية التنقل لهذه القوات. وقد صدرت مسودة القرار الزرقاء لكن لم يتم اقرارها بعد بصورة نهائية.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لقناة»الحرة» حول موضوع التجديد: إن «رفض حزب الله لتفويض (اليونيفيل) هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أن حزب الله مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران أكثر من اهتمامه بسلامة ورفاهية الشعب اللبناني.

اضافت: أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بمهمة اليونيفيل وبسلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأن استقلالية اليونيفيل وحرية حركتها هما عنصران حاسمان للغاية في قدرتها على إنجاز مهمتها، وهذا أمر منصوص عليه في اتفاقية وضع القوات بين اليونيفيل ولبنان، والمعمول بها منذ عام 1995.

وقالت المتحدثة، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها: إنه في حين أن اللغة المضافة في تفويض عام 2022 لم تمنح اليونيفيل أي سلطات إضافية، إلا أنها أكدت التزام المجتمع الدولي بحرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق الرئيسية المثيرة للقلق، وهو الأمر الذي لا يزال حاسما للتخفيف من عدم الاستقرار على طول الخط الأزرق.

وجددت المتحدثة «دعوة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها ومحاسبة المسؤولين عن عرقلة تنفيذ ولايتها وتهديد سلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة».

وتجدر الاشارة الى ان المحادثات العسكرية اللبنانية – الاسرائيلية غير المباشرة برعاية اليونيفيل في الناقورة، بحثت في النقاط الحدودية البرية المتنازع عليها، من دون التوصل الى أي اتفاق حولها.

وكانت السفارة الاميركية وصفت زيارة هوكشتاين بأنها لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي، الذي جرى التوصل اليه في تشرين الأول 2022 والبحث، في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي، فيما يبدأ في بيروت اليوم وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان لقاءات عدد من المسؤولين اللبنانيين ومسؤولي الاحزاب السياسية وعلى رأسها حزب الله تتعلق بالتطورات في المنطقة، لا سيما مسار الحوارالسعودي- الايراني وتأثيراته الاقليمية وبخاصة على لبنان. وافادت المعلومات انه سيزور الرئيس نبيه بري في الاولى بعد ظهراليوم.

ويبقى لبنان بإنتظار وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قبيل انتهاء القوى السياسية من إنجازالردود على رسالته، وعلمت «اللواء» ان كتلة اللقاء الديموقراطي ستجتمع اليوم لإعلان الموقف. فيما ارسل كلٌّ من تكتل الاعتدال الوطني وكتلة «لبنان الجديد» المنضويات تحت اللقاء النيابي المستقل، رسالتين منفصلتين الى السفارة الفرنسية تضمنت رؤيتهما لمواصفات الرئيس والمهام المنتظرة منه لجهة « التزام اتفاق الطائف وتطبيق بنوده كافة، ورعاية حوار بين المكونات اللبنانية حول القضايا المختلف عليها، والتكامل مع الحكومة لحل الازمة الاقتصادية والمالية وفتح العلاقات مع الدول العربية والصديقة».

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، قد اكدت في كلمة أمام سفراء بلادها المجتمعين بباريس، خلال الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر سفراء فرنسا، «أن فرنسا ستظل بجانب لبنان ولن تتخلى عنه، مشيرة إلى جهود الرئيس الفرنسى وكذلك الممثل الخاص للرئيس إلى لبنان، لدفع البلاد قدما والتي تشهد أزمة سياسية واقتصادية هائلة».

وقالت قالت كولونا: إن فرنسا ستقف بجانب لبنان، حيث أنها لم تدخر أي جهد لدفع الخيارات والمضي قدما لتغيير الوضع في البلاد، وعلى هذا الأساس نواصل العمل.

وثمنت «جهود لودريان فى البلاد في إطار مهمته التي تتمثل في التسهيل والمساعي الحميدة بهدف تهيئة الأطراف المعنية ظروفًا مواتية للتوصل إلى حل توافقي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، ويعد ذلك خطوة أساسية لإعادة تفعيل المؤسسات السياسية التي يحتاج إليها لبنان من أجل النهوض بالبلاد».

وفي سياق متصل، نُقل ان البابا فرنسيس مهتم باجراء الانتخابات الرئاسية، وتقديم ما يلزم لمساعدة لبنان، داعياً للإسراع بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة، واستعداده الشخصي لزيارة لبنان من دون تأخير.

مجلس وزراء الأربعاء بهذه البنود

على الصعيد الحكومي، وزعت رئاسة مجلس الوزراء، جدول أعمال الجلسة الحكومية المزمع عقدها في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الأربعاء المقبل، في السادس من أيلول.

ويتضمن الجدول 23 بنداً، بينها بنود متعلقة بفتح الاعتمادات لشراء الغاز ايول والفيول اويل، لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، ومناقشة تجديد مضمون الاتفاق مع العراق، بشأن كميات النفط العراق. وتعيين خفراء جمركيين، وملء المراكز الشاغرة في مصلحة الملاحة الجوية من الناجحين في المباراة. وتعيين الحد الادنى للتعويض الذي يتقاضاه الموظفون المتقاعدون في جميع الاسلاك، وطلب وزارة الصحة تسديد مبلغ 35 مليون دولار شهريا لمدة ثلاثة اشهر لزوم شراء ادوية الامراض السرطانية والمستعصية ومستلزمات طبية وحليب ومواد اولية لصناعة الدواء. وطلب الموافقة على تفويض وزير المال التوقيع عل اتفاقية القرض المقدم من البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار لمشروع التمويل الاضافي لبرنامج شبكة الامان الاجتماعي وازمة الطوارىء والاستجابة الى مواجهة كوفيد 19 (كورونا)، ومشروع مرسوم لترفيع بعض افراد اساتذة الجامعة اللبنانية. واصدار مراسيم تشغيل المطامر الصحية. واصدار مراسيم وكالة عن رئيس الجمهورية. الى جانب بنود بنقل وفتح اعتمادات مالية وإجرائية اخرى.

ولاحظ وزير بارز ان الجلسة مالية، بشكل واضح، وان توفير الاعتمادات لن يكون بالامر السهل، مستبعداً اقرار كافة البنود، ومشيراً ان الموعد المعلن هو مبدئي.

سجال مالي حكومي نيابي

وعلى الصعيد المالي والاقتصادي، اعلن مكتب نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي ان «الأسباب المتداولة للتأخير في دراسة مشاريع القوانين الإصلاحية المرسلة من الحكومة إلى مجلس النواب هي، وللأسف، نوع من تقاذف المسؤوليات، ولو أنّي لست بصدد إعفاء بعض الجهات الحكومية من جزءٍ من المسؤولية».

وقال:أما التشديد على معرفة الأرقام المُدَقّقة من قِبَل شركات تدقيق قبل الشروع بِدراسة القوانين فيعود بنا بالذاكرة إلى الوراء، إلى حين تعثر الاتفاق مع الصندوق بسبب الخلاف على الأرقام. ثم إنّ التدقيق في حسابات المصارف، وهذا ما نعمل عليه الآن بعد أن أمّنا قسماً من التمويل، فلن ينجز بين ليلة وضحاها، بل قد يستغرق حوالي السنة؛ فهل لدينا رفاهية الانتظار كل هذا الوقت؟

وختم: إذا كانت القوانين المقدمة من قبل الحكومة والتي هي قوانين إصلاحية أتت من ضمن خطة التعافي بمثابة «سمك ببحر»، فكيف يجب أن نصف إعطاء قانون الصندوق السيادي هذه الأولوية؟ هل هو بيع السمك قبل اصطياده».

وردّ رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان على الشامي في بيان لمكتبه الاعلاميم مماجاء فيه: إن لجنة المال والموازنة، لا تملك المعطيات القانونية والمادية البديهية للبت بقانون استرداد الودائع هذا بمعزل عن الملاحظات الجوهرية التي لدى أعضائها حول تصنيف الاقتراح المذكور الودائع بين مؤهلة وغير مؤهلة وعدم الوضوح في كيفية تغذية صندوق الودائع. كما أن لجنة المال لم تتسلّم صيغة اقتراح جديد لقانون إعادة هيكلة المصارف الذي يتم التفاوض عليه مع صندوق النقد، وهو الذي يحتاج إلى تصنيف المصارف بين تلك القادرة على الاستمرار وغير القادرة على ذلك، وهو ما لا يتحدد إلاّ من من خلال التدقيق في التزاماتها وموجوداتها.

اضاف: فعن ماذا يتحدّث نائب رئيس الحكومة؟ وهل يجوز أن تصل الخفة بمسؤول حكومي في هذا الموقع، للخروج بمثل هكذا كلام دون احترام أو حتى معرفة بالأصول والوقائع، لا بالشكل ولا بالمضمون؟

وتابع: ونلفت إلى أن تأخير الحكومة في التدقيق بموجودات المصارف والدولة كلّف المودعين 100 مليار دولار حتى الآن، أما إقرار قانون الصندوق السيادي فلم يكلّف شيئاً، بل شكّل نموذجاً إصلاحياً وأملاً حقيقياً ممكناً للبنان، مع العلم، وخلافاً لاستنتاج الشامي فإن عقود بيع الغاز الطبيعي، وخلافاً للنفط، تتم بمجرد الاكتشاف وقبل الاستخراج ولآجال طويلة.

فتح النافعة أو القضاء

وفي الاطار النيابي أيضاً، تحولت جلسة لجنة الاشغال النيابية والنقل والطاقة والمياه إلى جلسة عاصفة في المجلس النيابي حول استمرار تعطيل مرفق النافعة.

وهاجم نواب التغيير الذين شاركوا في الجلسة شركة «أنكسريبت» التي عطلت العمل في النافعة منذ حزيران الماضي، معتبرين ان ما حصل غير مقبول، وهو يلحق الاذى والضرر بالمواطنين والدولة التي تُحرم ماليتها من الايرادات لا سيما في الظروف المالية المعروفة.

وكشف رئيس اللجنة النائب سجيع عطية ان الشركة تعمل منذ سنوات بلا مناقصة او عقد على جدول الاسعار..

وحذر عطية الشركة من عدم معاودة العمل اليوم، تحت طائلة مراجعة القضاء، والبحث عن شركة اخرى، مع تأليف لجنة تقصي حقائق برئاسة النائب ابراهيم منيمنة.

قضائياً، نُسب الى المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات انه يفكر باحالة تقرير الفايرز اند مارسال الى المجلس العدلي، من زاوية الخطورة التي تضمنها لجهة الفساد الضارب مجمل مؤسسات الدولة.

********************

افتتاحية صحيفة الديار

هوكشتاين يجسّ النبض حول «الحدود البريّة»… «عدم التوافق» يرجىء جلسة «اليونيفيل» وبري يوجه رسائل مهمة اليوم!

تصدّر الساحة اللبنانية أمس، حدثٌ ينطلق من البوّابة الجنوبية وسط ازدحام مطار بيروت بالموفدين الإقليميين والدوليين الذين يصولون ويجولون على المسؤولين اللبنانيين بحثاً عن حلول لبعض الملفات العالقة: من الحدود البريّة، الى عملية التنقيب والتفتيش عن شركات جديدة للبلوكات المتبقية، وصولاً الى المبادرات الداعية الى الحوار والتفاهم لانتخاب رئيس الجمهورية.

فمن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة العالمي آموس هوكشتاين أمس، الى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت اليوم اللتين تأتيان استباقاً للزيارة الثالثة للموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان المرتقبة الى لبنان في أيلول المقبل، تُخلط الأوراق الحدودية والتنقيبية والرئاسية مجدّداً.

ووسط معلومات عن أنّ هوكشتاين يحمل عرض وساطة جديدا لإنهاء ملف الحدود البريّة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، أعلن نائب رئيس مجلس النوّاب الياس بو صعب أنّ أحد أهداف زيارة هوكشتاين هو «العمل على ملف تثبيت النقاط السبع العالقة في الحدود البريّة، على أن يزور الأراضي المحتلّة لتسهيل عمل اللجنة التقنية بإشراف الجيش. فضلاً عن هدف ثانٍ هو المساعدة في ملف الغاز المصري»، مشيراً الى أنّ «الإدارة الأميركية ستُعطي جوابها في بداية أيلول للبنك الدولي بشأن قرض الغاز المصري للبنان بعد النقلة النوعية المشجّعة في كهرباء لبنان وتحسين الجباية فيها». فيما يُتوقّع أن تُحرّك زيارة عبد اللهيان الجمود القائم في الملف الرئاسي بعد جولته التي شملت السعودية وسوريا.

هوكشتاين وأسباب زيارته

فماذا في جَعبة هوكشتاين، وما هو موقف المسؤولين اللبنانيين من الفكرة التي سيعرضها عليهم من مسألة إنهاء ملف الحدود البريّة بين لبنان و»إسرائيل» بعد نجاحه في إنجاز ملف الترسيم البحري؟

تقول مصادر سياسية مطّلعة لجريدة «الديار» انّ هوكشتاين يقوم بزيارته الأولى الى لبنان بعد حضوره ومشاركته في توقيع «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل» في 27 تشرين الأول من العام الماضي. وثمّة أسباب رئيسية لزيارته هذه، هي: الأول، التأكيد على دوره كوسيط أميركي في مواكبة عملية الحفر والتنقيب في البلوك 9 واستمرارها. والثاني، «إظهار الحدود اللبنانية- الفلسطينية» المحتلّة، على ما يطالب لبنان، بدلاً من ترسيم الحدود المرسّمة أصلاً، أي معالجة التحفّظات اللبنانية الـ 13 عند الحدود اللبنانية التي جرى الاتفاق على 7 منها وتبقى 6 نقاط. ويجري البحث فيها خلال المحادثات العسكرية غير المباشرة الجارية في الناقورة بوساطة «اليونيفيل».

وتأتي الزيارة، على ما أضافت، في إطار جسّ نبض القوى السياسية، لمعرفة الموقف اللبناني الرسمي والى أي حدّ يمكن أن يذهب لبنان في الترسيم البرّي مع «إسرائيل»، ولو بصيغة «إظهار الحدود» بوساطة أميركية.

وتؤكّد أنّ «لبنان في موقع قوّة اليوم تجعله يستطيع أخذ كلّ ما يريده في مسألة تحديد حدود لبنان البرّية أو إظهارها، كونه يفاوض من موقع الأقوى، ويتسلّح باتفاقيات الترسيم وبالخرائط والوثائق المودعة لدى الأمم المتحدة، رغم تغيّر بعض المعالم على أرض الواقع. علماً بأنّه لا يثق بنيات «إسرائيل» والتي يحاول الأميركي تحصيلها لها لتأمين أمنها ومصالحها في لبنان والمنطقة».

ولكن بما أنّه كان هناك أكثر من اتفاق، سيجري البحث حول ملكية بلدة الغجر، وهل سيدعو الترسيم البحري «إسرائيل» الى الانسحاب من البلدات التي احتلّتها في العام 1967؟ علماً بأنّ الأميركي وخلفه «الإسرائيلي» لا يعتبرانها، في المبدأ، أراضٍي لبنانية. وفي حال وافقت «إسرائيل» على الانسحاب من شمال الغجر التي أصبح اسمها «خراج بلدة الماري»، على ما طالب لبنان في الأمم المتحدة وحصل عليه، فضلاً عن انسحابها من كفرشوبا ومزارع شبعا، عندئذٍ تكون قد طبّقت القرارات الدولية ذات الصلة من دون الحاجة الى التفاوض على مسألة الحدود البريّة.

ما أروع العودة الى بيروت!!

وكان حطّ هوكشتاين صباح أمس في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وفور وصوله، تناول الفطور مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وكتب عبر حسابه على منصة «إكس»: من الرائع العودة إلى بيروت. قهوة سريعة ومنقوشة في الفلمنكي مع المنظر الجميل المطل على الروشة مع السفيرة الأميركية الموهوبة دوروثي شيا. وأصحب تعليقه بصورة جمعته بالسفيرة شيا يوزّعان الابتسامات.

وكانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية أعلنت في بيان أنّ «كبير مستشاري الرئيس جو بايدن آموس هوكشتاين يزور لبنان من 30 إلى 31 آب، لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصّل اليه في تشرين الأول 2022، وسوف يبحث كبير المستشارين هوكشتاين في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي». واستهل الموفد الأميركي زيارته الى لبنان، والتي التقى خلالها عدداً من القادة السياسيين والعسكريين، كما عقد لقاء موسّع مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في حضور السفيرة شيا. وتخلّلته خلوة على هامش هذا الاجتماع دامت عشرين دقيقة، استثني منها الوفد المرافق. وسأل هوكشتاين خلالها عن بعض المواقف السياسية، ولا سيما عن موقف «حزب الله» من الترسيم البرّي.

وبعد اللقاء، أكّد هوكشتاين أنّ «النقاش كان جيداً وبنّاءً مع برّي»، وقال: «كان لي لقاءات عديدة معه على مدى السنوات العشر الماضية، وأقدّر له قيادته وجهوده لهذا المسار ودفعه قدماً من أجل الوصول إلى هذا التفاهم الذي سيكون مهماً جداً للشعب اللبناني وللإقتصاد اللبناني». وأشار الى أنّ «هذا التفاهم آمن ومحمي، ويجب أن يطبّقه سائر الأطراف»، لافتاً إلى أنّ «الحكومتين ملتزمتان كلّ على حدة، وبشكل منفصل لتطبيقه».

بدوره جدّد برّي شكره «للجهود التي بذلها هوكشتاين، وأثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9»، مؤكّداً «أنّ جهود المجلس النيابي ستبقى منصبة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية واستكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدمها الصندوق السيادي، كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي».

وأكّد برّي أمام الموفد الأميركي «ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» منذ العام 1978 وحتى الآن، وأنّ لبنان حريص جدّاً على المحافظة على الاستقرار كما على سيادته على كامل التراب اللبناني».

ثمّ توجّه هوكشتاين الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حضور شيا، والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر ومنسّق الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية»اليونيفيل» العميد منير شحادة. ومن ثمّ استبقى ميقاتي ضيفه والوفد المرافق على مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه.

وبدأ هوكشتاين اجتماعه بالحديث عن الطعم اللذيذ لمنقوشة الزعتر والجنبة في لبنان. ودخل الى السراي وسط العتمة إذ انقطع التيّار الكهربائي لحظة وصوله، غير أنّ محاولاته لإيجاد مخرج للحدود البريّة لم تنقطع، إذ سعى الى التوصّل الى صلة معيّنة لجسّ النبض اللبناني حول هذا الملف، والى أي حدّ يُمكن أن يذهب لبنان الى الترسيم البرّي ولو بصيغة «إظهار الحدود» بوساطة أميركية.

ولوحظ أنّ الموفد الأميركي لم يشأ صبغ زيارته الى لبنان، على أنّه رسمياً الموفد الأميركي الخاص لمسألة ترسيم الحدود البريّة مع «إسرائيل»، بل لمتابعة مجريات التنقيب البحري الذي بدأ في البلوك رقم 9 ولمناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الترسيم البرّي وانتخاب رئيس الجمهورية ومتابعة عملية استجرار الغاز المصري الى لبنان.

ومن ثمّ توجّه هوكشتاين الى قيادة الجيش للقاء قائد الجيش العماد جوزف عون. وتحدّثت المعلومات عن إعداد القيادة مسبقاً ملفاً شاملاً عن الحدود البريّة تضمّن كلّ المستندات والوثائق والخرائط اللازمة في ما يتعلّق بالحدود البريّة اللبنانية لكي يكون جاهزاً عندما يبحث هوكشتاين الأمر مع قائد الجيش. وهذا ما حصل فعلاً.

كما التقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال الدكتور وليد فياض هوكشتاين في السادسة والربع من مساء أمس في مكتبه في وزارة الطاقة والمياه. وتطرّق اللقاء الى أهمية التنقيب في البلوك 9 والى استكمال التلزيمات في البلوكات الأخرى.

د. خليفة: لتثبيت الترسيم

ويقول المؤرّخ والأكاديمي والخبير في قضايا الترسيم الحدودية الدكتور عصام خليفة لجريدة «الديار» في هذا السياق: «إنّ التصريح الذي أدلى به العميد الركن منير شحادة، (وهو منسّق الحكومة اللبنانية لدى «اليونيفيل»، وممثّل الجيش في لجنة الاتصال بين لبنان و»إسرائيل»)، هو الموقف الوطني الصحيح إذ أكّد الرفض التام لاستعمال مصطلح «ترسيم الحدود». ولفت الى أنّ «الحقيقة العلمية والوطنية تؤكّد أنّ الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة، مرسّمة في عصبة الأمم منذ العام 1923، ومثبّتة في العام 1924. ثمّ أُعيد هذا الترسيم بين لبنان و»إسرائيل» بعد «اتفاق الهدنة» الذي حصل في 23 آذار 1949 من خلال لجنة لبنانية- «إسرائيلية» مشتركة مثّل لبنان فيها الكابتن اسكندر غانم، وعن «إسرائيل» الكابتن فريد ليندر. ووُضع الاتفاق مع خريطة مرافقة بين 5 و15 كانون الأول 1949. وأُعيد إحياء النقاط الحدودية ووُضعت خريطة لذلك ومحضر موقّع من الفريقين. من هنا ضرورة عدم استعمال مصطلح «ترسيم» الحدود البريّة بين لبنان و«إسرائيل»، وإنّما مصطلح «تثبيت ترسيم الحدود».

التحفّظات… ورأس الناقورة والغجر

وفي الوقت الذي ورد فيه في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الأخيرة، مصطلح «ترسيم الحدود البريّة» بعد البحرية، وهو خطأ… شرحت أوساط ديبلوماسية متابعة لملف الترسيم لجريدة «الديار» أنّ «ترسيم الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين قام به أولاً ضبّاط إنكليز وفرنسيون، وأنّ الخرائط ثانياً يتمّ التعديل والتغيير فيها عبر فترات تاريخية مختلفة، لهذا فهي ليست المعيار الأوحد والوحيد لتعيين الحدود أو تثبيتها». وأشارت الى «أنّ تعيين الحدود يمر في مراحل عديدة هي: التخصيص، التخطيط، المسح، التعليم على الأرض، التثبيت، الترسيم، التحديد على الورق، التوثيق، ومن ثمّ إدارة الحدود، وصيانتها.

وأشارت الأوساط نفسها الى أنّ النقاط الأكثر خلافاً اليوم هي نقطة رأس الناقورة، فضلاً عن بلدة الغجر ومزارع شبعا التي لا تزال محتلّة من القوّات الإسرائيلية. ولهذا لا بدّ هنا من الإشارة الى أنّ الحدود بين لبنان وسوريا غير مرسّمة (بمعنى أنّه لم يتمّ تسجيلها في عصبة الأمم، وبقيت مرسّمة على الخرائط التي قام بها الضبّاط الفرنسيون). وبما أنّ «إسرائيل» احتلّت مزارع شبعا في حرب حزيران 1967، فهي استولت على منطقة حدودية كانت سابقاً جزءاً من الحدود اللبنانية السورية. فأضحت مزارع شبعا قضية ثلاثية الأبعاد. وهي نقطة سيعمل هوكشتاين بالطبع على التطرّق لها في حال بدأ المفاوضات غير المباشرة على تحديد الحدود البريّة.

أمّا لماذا نشأت التحفّظات اللبنانية من الأساس، فتُجيب الأوساط عينها «بسبب الأعمال التي قامت بها «إسرائيل»، وعوامل الطقس التي غيّرت المعالم، وعدم وضوح الخرائط (أنشأت «إسرائيل» خطّاً نظرياً جديداً أسمته «الخط البنفسجي» لتصحيح الحدود لأسباب عسكرية)، والتمدّد العمراني لمستعمرات مسغاف عام، منارة، وأفيفيم».

وكشفت أنّ لبنان طلب إعادة تعليم الحدود بين الأعوام 1949-1951 بناءً على «اتفاق الهدنة»، فقط الخط الواقع بين نقطة الحدود 38 وجسر الغجر كانت هنالك خلافات حدودية لم يتم الاتفاق عليها نظراً للتفاوت بين الخرائط البريطانية والفرنسية.

أمّا المساحة الإجمالية المطلوب إنسحاب «إسرائيل» منها، بحسب التحفّظات اللبنانية فتبلغ 485.039 متراً مربعاً.

مهمّة عبد اللهيان

هذا ويصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان اليوم الخميس بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الى دمشق أمس. وفور وصوله قال إنّ الهدف من زيارته إلى سوريا هو بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا وإيران، ومناقشة الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ووصفت مصادر سياسية مطّلعة لجريدة «الديار» أنّ زيارة عبد اللهيان السريعة المرتقبة الى بيروت اليوم الخميس تكتسي أهمية بالغة لا سيما أنّها تأتي بعد الجولة التي قام بها على كلّ من السعودية وسوريا، للبحث في العلاقات السياسية والديبلوماسية الإقليمية والدولية. وقالت إنّها ستُناقش الملف الرئاسي في محاولة لتحريك الجمود القائم منذ أشهر طويلة.

وكان السفير الإيراني لدى بيروت، مجتبي أماني، قد ذكر أنّ «وزير خارجية بلاده، سيقوم بزيارة سريعة إلى لبنان، للقاء المسؤولين، وأنّه «بمناقشة عدد كبير من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك»، مضيفا أنّ «تلك الزيارة ستعكس السياسة الإيرانية ودورها البناء الداعم لاستقرار لبنان وازدهاره».

قرار التجديد لليونيفيل

وفي إطار انتهاء ولاية القوّة الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، والتجديد سنة إضافية لها تبدأ في 31 آب الجاري وتنتهي في 31 آب من العام 2024، أرجأ مجلس الأمن موعد الجلسة الخاصّة التي كان يُفترض عقدها مساء أمس لمناقشة مسودة المشروع المقدّمة من قبل فرنسا والتصويت عليها، بضعة ساعات. وهذا يعني أنّ الجلسة احتاجت للمزيد من المشاورات للتوصّل الى الاتفاق على الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل. وبناء عليه، تُعقد الجلسة اليوم الخميس للتصويت على الصيغة النهائية للقرار التي لا تزال التعديلات تجري عليها حتى الساعة.

وكان أكّد لبنان، على لسان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب رفضه للصيغة المتداولة لمسودة المشروع، مبدياً اعتراضه على توسيع صلاحيات وحركة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، وذلك في مقابل تمسّك دول أعضاء في مجلس الأمن، تتقدّمها أميركا وبريطانيا وفرنسا، بتعزيز حضور «اليونيفيل» في أماكن معروف أنّها تخضع لسيطرة «حزب الله»، المصنَّف من قبل أميركا وبريطانيا تنظيماً إرهابياً.

وهذا الإرباك في أروقة الأمم المتحدة، وسط معلومات عن التراجع عن الفصل السابع، والإبقاء على أنّ «حرية حركة اليونيفيل ستبقى على ما كانت عليه في القرار السابق أي من دون أخذ أي إذن مسبق من الحكومة اللبنانية ومن دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ثمّ التأكيد على «التعاون والتنسيق مع الجيش»، تقول مصادر سياسية عليمة انّ «القرار سيأتي لمصلحة لبنان، وإذا جاء خلافاً لذلك، فهو لن يُنفّذ على غرار ما حصل خلال العام الماضي». مع العلم أنّه سيُشدّد على الحفاظ على سلامة جنود قوّات «اليونيفيل» خلال قيامه بالدوريات. كما أخذ بطلب لبنان حول تغيير اسم «القسم الشمالي من بلدة الغجر» الى «خراج بلدة الماري».

ولفت ما قاله مندوب «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، أمس، إنّ تل أبيب تقترب من شنّ عملية عسكرية في لبنان، زاعماً أنّ السبب هو «تصعيد نشاط «حزب الله» على طول الحدود». وأضاف «نحن أقرب ما نكون من حملة (عسكرية) في لبنان منذ العام 2006، لا أؤمن بقوة الأمم المتحدة لمنع ذلك، لكن هناك آليات يمكنها تحسين الوضع».

البابا فرنسيس للبنانيين: إنتخبوا رئيساً وسأكون بينكم بعد 24 ساعة!!

ولفت الخبر الذي نشره الصحافي اللبناني في «قناة سكاي نيوز -عربية» عماد الاطرش نقلاً عن البابا فرنسيس بخصوص لبنان أنّه قبل يومين، وفي اجتماع عقد في الفاتيكان لمناقشة مبادرة رأس الكنيسة الكاثوليكية للسلام العالمي، توجّه البابا فرنسيس إلى محدثه اللبناني بالقول: «كيف لي أن أساعدكم، كيف لي أن أساعد لبنان؟ قولوا لي! ، فأنا جاهز للمساعدة في أي وقت، ومستعد للقيام بأي شيء في سبيل لبنان».

وتهدّج صوت البابا وأكمل بنبرة ألم عميقة: «حزين جدّاً لعدم تمكّني من زيارة لبنان بعد، وأخشى ألّا أتمكن من زيارة هذا البلد العزيز!». ثمّ صمت لبعض الوقت ولمعت عيناه ببارقة أمل وتوجّه إلى اللبنانيين (لم يكن بين الحضور، وهم خمسة أشخاص، سوى لبناني واحد) بحزم: «إنتخبوا رئيساً وشكّلوا حكومة وبعد 24 ساعة ستجدونني بينكم في بيروت».

مهرجان ولقاء في الذكرى الـ 45 لتغييب الصدر ورفيقيه

في الذكرى الخامسة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر، أعلنت ابنة الإمام المغيّب مليحة الصدر في خبر مفاجىء أنّ المعلومات تؤكّد أنّ والدها لا يزال حيّاً في أحد السجون الليبية.

ووجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الى اللبنانيين، من مقر المجلس في الحازمية قال فيها: «إصطدم المشروع الاصلاحي للإمام الصدر بمصالح المستفيدين من هذا النظام. ولم يكن يعنيهم أبداً بناء دولة حقيقية يشعر فيها أبناؤها بأنّهم مواطنون، وإنما أبناء «مقاطعجية» لا تربطهم بوطنهم ولا بالآخرين من أبناء الطوائف الأخرى رابطة إلّا من خلال «المقاطعجية» ومصالحهم».

وأضاف: «وكانت زيارته ليبيا بدعوة من رأس النظام المجرم الذي غدر بضيوفه وأخفى أثرهم وما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم». وأكّد الخطيب «ان جريمة القذافي ونظامه المقبور كانت وما زالت جريمة ضد لبنان وشعبه ويتحمّل النظام الليبي الحالي ومسؤولوه مسؤولية الكشف عن مصيره».

هذا، ودعت «حركة أمل» الى المشاركة في مهرجان جماهيري كبير إحياء لهذه الذكرى الأليمة، السادسة من عصر اليوم الخميس في منطقة الجناح- بيروت مقابل تلفزيون الأن.بي.أن، على أن يُلقي خلاله برّي كلمة هامة ومنتظرة يتناول فيها القضية بالاضافة الى التطورات المحلية والاقليمية في ملفي الحدود والرئاسة في لبنان.

نتائج امتحانات الدورة الاستثنائية صدرت

وعلى خط تربوي، أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة للدورة الاستثنائية، سوف تصدر ابتداء من السادسة من مساء اليوم (أمس)، عبر الدخول إلى موقع الوزارةwww.mehe.gov.lb .

الجالية في الغابون بخير

هذا وتتركّز الأنظار على وضع الجالية اللبنانية في الغابون بعد الإنقلاب العسكري الذي حصل في البلاد بعد إعلان النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية السبت الماضي. وأشار رئيس الجالية اللبنانية في الغابون حسن مزهر الى أنّ جميع أبناء الجالية بخير، وأنّه على اتصال دائم مع السفيرة اللبنانية في الغابون ألين يونس.

وتتابع وزارة الخارجية والمغتربين بإهتمام كبير تطورالأوضاع في الغابون، وتدعو بعد التواصل مع سفارة لبنان في الغابون كافة اللبنانيين المقيمين الى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء في منازلهم بانتظار جلاء التطوّرات. كما يمكن للحالات الطارئة التواصل مع الرقم التالي للسفارة اللبنانية في ليبرفيل لتقديم المساعدة الممكنة ضمن الظروف الحالية: +241 66 40 13 52

«تغريد» الطيور

في إطار الحفاظ على البئية، أطلق ظهر أمس الوزيران في حكومة تصريف الاعمال الإعلام زياد المكاري والبيئة ناصر ياسين في مؤتمر صحافي جمعهما مع رئيس جمعية «حماية الطيور» مشروع»تغريد» وبرنامجاً وثائقياً لحماية الطيور المهاجرة يُبثّ يومياً الثامنة والنصف صباحاً عبر «إذاعة لبنان».

وقال الوزير المكاري: «إنّه «تغريد» من نوع آخر، لا يشبه التغريد السياسي، إنّما هو تغريد لكي نشعر بالسكينة والهدوء وجمال الطبيعة. يسعدنا اليوم (أمس) أن ندعم حملة توعية متعلقة بالبيئة، وأن تكون «إذاعة لبنان» السبّاقة في اطلاق برنامج وثائقي مخصّص للحديث عن الطيور المهاجرة والتي تتعرض للصيد الجائر».

ثم تحدّث وزير البيئة منوّهاً بحملة حماية الطيور المهاجرة من خلال تبنّي شعار: «دعوا الطيور المهاجرة تمرّ بسلام».

*********************

افتتاحية صحيفة الشرق

هوكشتاين يلتقي المسؤولين وعبد اللهيان يتبعه

على طرفي النقيض اللبناني تجتمع واشنطن وطهران. وعلى ارض الخلافات اللبنانية الخصبة حطّ المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين صباحا، ليحطّ ليلا وزير خارجية الجمهورية الاسلامية حسين امير عبداللهيان.

على فنجان قهوة ومنقوشة التقى الضيف الاميركي مع سفيرة بلاده دوروثي شيا، دردشا وناقشا ملف لبنان قبل ان ينطلق كبير مستشاري الرئيس جو بايدن في جولته على القادة اللبنانيين طارحا الوضع الحدودي، بحرا وربما برا ايضا. وقد أعلنت السفارة الأميركية أن زيارة هوكشتاين إلى لبنان هي لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصل اليه في تشرين الأول 2022 والبحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي.

انجاز التشريعات

المبعوث الأميركي زار في الحادية عشرة والنصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبله في مقر الرئاسة الثانية والوفد المرافق في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا حيث جرى عرض للأوضاع العامة. اللقاء الذي إستمر ساعة غادر بعده هوكشتاين مكتفياً بالقول اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ممتازا وبناء. بدوره جدد بري شكره للجهود التي بذلها هوكشتاين وأثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9 مؤكداً أن جهود المجلس النيابي ستبقى منصبة على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإستكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدمها الصندوق السيادي كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الإتفاق مع صندوق النقد الدولي.

الرئيس بري أكد امام الموفد الاميركي ضرورة وقف الإنتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” منذ عام 1978 وحتى الآن وأن لبنان حريص جداً على المحافظة على الإستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني.

السراي

بعدها انتقل هوكشتاين الى السراي للقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في اللقاء شيا، المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر ومنسّق الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” العميد منير شحادة.

العودة رائعة

وقبل جولته، كتب هوكشتاين عبر اكس “من الرائع العودة إلى بيروت. قهوة سريعة ومنقوشة في الفلمنكي مع المنظر الجميل المطل على الروشة مع السفيرة الأميركية الموهوبة دوروثي شيا”. والتقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض الموفد الاميركي مساء في مكتبه في الوزارة.

عبد اللهيان

رئاسيا، الترقب سيد الموقف في انتظار عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في ايلول المقبل ووصول وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الى بيروت.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram