افتتاحية صحيفة البناء:
لودريان والمهمة المستحيلة: لا حوار ولا جدول أعمال… وفرنسا تعيش أسوأ أيامها
السيد نصرالله: } الاغتيالات الإسرائيلية ستلقى ردا قويا } الأهالي سيمنعون اليونفيل دون الجيش/ } إذا أراد الأميركي القتال فنحن جاهزون } الحوار مع التيار جدي ونتائجه ستعرض على الآخرين
تبدو مهمة رفع العتب التي سوف يقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أقرب للمهمة المستحيلة، فموعد وصوله الى بيروت غير محدّد بعد، والمواقف من دعوته للحوار غير مبشّرة، وليس لديه جدول أعمال غير محاولة الحوار، ولا مبادرة تملك فرصة التحوّل إلى ديناميكية تحرّك الجمود الرئاسي، وتأتي المهمة في ظرف فرنسي شديد السوء حيث تتلقى فرنسا الصفعات الأفريقية، وهي تبدو عالقة في النيجر بعد طردها من مالي وبوركينا فاسو.
في ذكرى التحرير الثاني الذي تُوّج بطرد تنظيم داعش وجبهة النصرة من جرود السلسلة الشرقية، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، متناولاً قضايا الساعة المحلية والإقليمية، حيث قال للإسرائيليين إن الرهان على تمرير اغتيال قيادات فلسطينية في لبنان دون رد قويّ هو مجرد وهم، وإن قواعد الاشتباكات غير قابلة للتعديل، وتوقف أمام التفاوض الجاري في مجلس الأمن حول تفويض اليونفيل، مسانداً موقف الحكومة اللبنانية، قائلاً إن الأهالي في البلدات والقرى الجنوبية لن يسمحوا لأي دورية لليونفيل غير مصحوبة بالجيش اللبناني.
عن الحوار مع التيار الوطني الحر قال السيد نصرالله إنه يتقدم وجدّي، موضحاً أنه يحتاج وقتاً، وإن نتائجه تبقى ثنائية بين الطرفين، حتى يتم عرضها على الحلفاء والأصدقاء والآخرين، وخصص السيد نصرالله مساحة مهمة من كلمته للوضع في سورية حيث حمّل الاحتلال الأميركي ونهبه لثروات النفط والغاز وقانون قيصر مسؤولية المعاناة الاقتصادية للسوريين، مؤكداً أن محور المقاومة يقف بقوة الى جانب الدولة السورية، وسوف يلحق الهزيمة مجدداً بتنظيم داعش والميليشيات التي تقاتل الدولة السورية، متوجهاً للأميركيين، إذا أردتم أن تقاتلوا بجيوشكم، فهذا ما ننتظره وتلك هي المعركة التي سوف تغيّر المعادلات.
وأعلن السيد نصر الله في كلمة له بمناسبة ذكرى «التحرير الثاني» أن أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا أو فلسطينيًا أو سوريًا أو إيرانيًا أو غيرهم بالتأكيد سيكون له ردّ الفعل القويّ، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة.
وشدّد السيد نصر الله على أن هذه التهديدات لا تجعل المقاومة تتراجع لا التهديد ولا تنفيذ التهديد سيُضعف المقاومة بل سيزيدها عنادًا وعزمًا. وتساءل هل استطاعت الاغتيالات أن تهزّ من إرادة المقاومة بل دفعت للمزيد من الحضور في الميدان والأمل بالانتصار، وهذا ما حصل مع كل المقاومين في منطقتنا؟ وبيّن أنه يجب أن يعترف العدو بأنه في مأزق تاريخيّ ووجوديّ واستراتيجيّ ولن يجد مخرجًا لذلك.
وشدّد السيد نصرالله على أن “ما يجري في سورية اليوم هو استمرارٌ لما بدأ في العام 2011 وهو مشروع أميركي استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الإقليمية التي ساندتها بالمال والإعلام والسلاح”.
ولفت الى أنه بحجة داعش عادت القوات الأميركية الى العراق وبحجة داعش دخلت لتحتلّ شرق الفرات، إذ أنه ليست منطقة شرق الفرات مسألة داخلية بل مسألة أميركية بامتياز، فالأميركيون يسيطرون على حقول النفط في شرق الفرات وهم الذين يمنعون أن تعود هذه الحقول الى الحكومة السورية، فاليوم الكثير من الشركات في العالم ومنها الشركات الصينية والروسية لا تستثمر في سورية بسبب العقوبات.
واعتبر السيد نصر الله أن الدولة السورية وحلفاءها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات كما فعلوا في البادية، لكن شرق الفرات منطقة محتلة من قبل القوات الأميركية. فالصراع هناك صراع إقليمي ويمكن أن يجرّ الى صراع دولي، مضيفًا أننا نشهد الضغط الاميركي في شرق الفرات وتشديد العقوبات ومحاولة إحياء داعش من جديد، كما أن الأميركيين يمنعون الحل بين الأكراد والدولة في سورية وتحرير شرق الفرات. وأضاف: “إذا أراد الأميركيون أن يقاتلوا بأنفسهم فأهلاً وسهلاً وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغيّر كل المعادلات”، لافتًا الى أن “ما يُشاع أن الأميركان يريدون اغلاق الحدود السورية العراقية، فكل ذلك أوهام ولن يُسمح بذلك».
ورأى أن الدولة في سورية بذلت جهودًا كبيرة ولكن كلنا يعرف أن الأبواب سُدّت وأن الحصار أُحكم، وبمجرد أن بدا واضحًا أن الحرب العسكرية فشلت وبدأت سورية تتعافى كان قانون قيصر جاهزًا.
وأوضح السيد نصر الله أنهم يريدون من قوات “اليونفيل” أن تعمل عند الإسرائيلي وجواسيس له، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس أن توصل المطلوب تقوم بذلك كاميرات اليونيفيل، مضيفًا أنه مشكورة الحكومة اللبنانية سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرّك بدون تنسيق واذن، ونشدّ على أيدي الحكومة اللبنانية ونأمل أن تُوفق لإجراء هذا التعديل. وأضاف أنه على خلفية إجراء هذا التعديل لها علاقة بالكرامة والا هذا سيبقى حبرًا على ورق والناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية.
وفي الشأن الداخلي اللبناني أشار السيد نصر الله الى أنه في الملف الرئاسيّ قيل من قبل جهة أساسية أنهم يرفضون الحوار، متسائلاً فهل نأتي بهم الى الحوار بالقوة؟ مضيفًا: لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا فلا نخاف من الحوار وجاهزون له طبعًا لا نتسوّل الحوار من أحد. وتساءل أيضًا، الآن يستقوون على الفرنسيين ولكن لو كان المبعوث أميركيًّا هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟ وأضاف السيد نصر الله أنهم يقولون “نحن نريد رئيسًا لبناء دولة تواجه حزب الله”، فهم لا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع! قائلاً: “أنتم تخدمون هدف “اسرائيل” المعلن التي لا تريد استقلالاً لهذا البلد والأميركي والإسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله، فأقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان الى حرب أهلية”.
وقال: إنني لا أمارس حربًا نفسية على اللبنانيين ولا أهول عليهم، وإنما أقول لهم الحقائق التي يعمل عليها البعض، معتبرًا أن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، إذ أننا نعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سويًا، فنحن أمام نقاش جدّي مع التيار الوطني الحر وعميق ويحتاج الى بعض الوقت، معتبرًا أنه عُرض علينا موضوع اللامركزية الإدارية والمالية واذا اتفقنا على مسودة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء، فنحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد وهو يحتاج إلى أغلبية لإقراره في المجلس النيابي.
في غضون ذلك علمت “البناء” أن مبعوث الرئاسة الفرنسية جون إيف لودريان سيزور لبنان بعد منتصف الشهر المقبل بعد انقضاء إجازته في مطلع أيلول على أن يجري مروحة اتصالات ومشاورات مع أعضاء اللجنة الخماسية، ثم مع بعض المرجعيات اللبنانية للتمهيد للزيارة ويقرر بناء عليها الخطوات المقبلة”، مرجحة أن يعقد لودريان جولة حوار مع القوى السياسية بمن حضر في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، على أن يحمّل القوى المعارضة للحوار المسؤولية”. أما “الهدف من الحوار فهو وفق المصادر لتقريب وجهات النظر وتضييق مسافة الخلافات وتحديد مواصفات مشتركة للرئيس المقبل وبرنامج عمله”. ولفتت المصادر إلى أن مقاطعة فريق أو اثنين لن تثني لودريان عن إلغاء الحوار، بل إن الفرنسيين أكدوا خلال اتصالات مع بعض الأطراف الداخلية استمرارهم بالدور الذي يقومون به للتوفيق بين الأطراف اللبنانية والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على وضع خريطة طريق للخروج من نفق الأزمات القائمة”، كما حذّر الفرنسيون من أن التأخير بانتخاب الرئيس سيؤدي الى تفاقم الأزمات والمزيد من الانهيارات والفوضى”.
في المقابل، أشارت مصادر المعارضة لـ”البناء” إلى أننا لن نشارك في الحوار الذي سيدعو إليه لودريان. وجدّدت التأكيد على أن أيّ حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية لن يكون مجدياً وسيقيد الرئيس المقبل بجملة شروط، لافتة الى أن الحوار يجب أن يكون برئاسة رئيس الجمهورية ويتركز على سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية.
أما أوساط فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله فـ”كررت التأكيد على الانفتاح على الحوار لتذليل العقد أمام انتخاب رئيس، لكن بعض أعضاء اللجنة الخماسية فرمل المبادرة الفرنسية وطوّقها بمطالب تعجيزية، بموازاة فريق داخلي يعطل الاستحقاق من خلال شروط لوضع العصي في الدواليب خدمة لمصالح شخصية وأهداف خارجية”. وجزمت الأوساط بأننا لن نقبل برئيس للجمهورية يفرط بالإنجازات الوطنية أو يقدم للعدو الإسرائيلي هدايا مجانية وما عجز عن تحقيقه في عدوان تموز 2006.
الى ذلك يواصل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالاته في نيويورك قبيل جلسة مجلس الامن للتجديد لليونيفيل الخميس المقبل، وعلمت “البناء” من مصادر مطلعة على الملف أن هناك ضغوطاً كبيرة يتعرض لها وفد لبنان في مجلس الأمن، ويجري الربط بين ملف التجديد لليونفيل مع نقاط تتعلق بالوضع الأمني على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مشيرة الى محاولات أميركية لاستغلال هذا الاستحقاق لانتزاع مكاسب لـ”إسرائيل” تتعلق بأمنها، ولذلك تريد تحويل قوات اليونفيل الى شرطي حدود وحماية لأمنها ووحدة تجسس تخدم أهدافها الأمنية”. وأوضحت أن إلغاء التعديل على صلاحيات اليونفيل الذي حصل العام الماضي صار صعباً لأن الإلغاء يحتاج الى موافقة كل أعضاء مجلس الأمن الدولي، لكن من جهة ثانية فإن محاولة إدراج وجود القوات الدولية في الجنوب تحت الفصل السابع لن يمر لاعتراض الصين وروسيا وفرنسا. وأفيد أن فرنسا تعمل على مسودة مشروع وسطي يأخذ بعين الاعتبار المصلحة اللبنانية. لكن بكافة الأحوال وفق المصادر فإن قيادة قوات اليونفيل تدرك الوضع الميداني في الجنوب وستستمر بأعمالها وفق القرار 1701 وليس وفق تعديل العام الماضي بمنح اليونفيل صلاحيات اضافية، وتدرك بأن أي تطبيق عملي لهذا التعديل سيؤدي الى الصدام مع أهالي الجنوب ما يفقد جوهر ومعنى ودور هذه القوات.
في غضون ذلك، حط ملف التدقيق الجنائي على طاولة لجنة المال والموازنة التي انعقدت أمس، في مجلس النواب، ولفت رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان الى أن “التدقيق الجنائي يجب ان يستكمل في مصرف لبنان وان يشمل هو او من خلال شركة تدقيق دولي موجودات المصارف”، معتبراً أن “هذا ما كان يجب ان يتم منذ العام ٢٠١٩ عقب الانهيار المالي”.
وأكد كنعان، بعد جلسة لجنة المال والموازنة لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي لشركة الفاريز ومارسال في حضور وزيري المال والعدل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أنهم سيواكبون المسار القضائي في ملف التدقيق الجنائي، لافتاً إلى أنه يجب استكمال التدقيق الجنائي والمحاسبي في الوزارات وإدارات الدولة لتحديد كل المسؤوليات. وقال: “قرعنا جرس الإنذار منذ العام ٢٠١٠ من خلال الرقابة البرلمانية التي اوصلت الى ٢٧ مليار دولار من الأموال غير المعروفة كيفية صرفها، وديوان المحاسبة لم يُصدِر القرار بشأنها”. وكشف “اننا سنبدأ جلسات في الأسبوع المقبل مع مصرف لبنان والوزارات المعنية حول القوانين الإصلاحية المرتبطة بإعادة التوازن المالي وإعادة الهيكلة وحصول تدقيق محايد في حسابات المصارف والدولة”.
بدوره، اعتبر النائب علي حسن خليل بعد الجلسة أنه “لا يستقيم التدقيق الجنائي في مصرف لبنان الا اذا استكمل في تطبيق القانون الذي أقررناه في مجلس النواب وهو التدقيق الجنائي بمسألتين: التدقيق الجنائي في الوزارات التي سببت جزءاً كبيراً من هذه الفجوة الموجودة اليوم في التقرير المالي، خصوصاً ما يتصل بقطاع الكهرباء الذي حمل الخزينة هذا العبء الكبير وهذا التدقيق الجنائي بمعناه الحقيقي تحديد المسؤوليات بالأسماء، بكل الوزارات وبكل الإدارات من دون استثناء، الامر الآخر الذي نريد ان نركز عليه هو أننا اليوم سمعنا وتأكدنا من الرقم انه خلال اقل من سنتين صرفنا على الدعم اكثر من عشرة مليارات. كما تحدث سعادة الحاكم اليوم. هذه العشرة مليارات نحن في حاجة ان نضعها تحت المجهر لتحديد وتحميل المسؤوليات. هذه أكثر من الاحتياطي الموجود بين أيدينا. وبالتالي المتابعة الحقيقية ان نكمل في الوزارات وفي موضوع الدعم بالقرار السياسي وكيف طبق القرار السياسي”.
بدوره، لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن “الأهم هو الإجراءات التي سيتم اتخاذها من قبل القضاء للمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة، وأيضًا الإجراءات الواجب القيام بها من قبل المصرف المركزي وبقية جهات الدولة لمنع تكرار الارتكابات، وكذلك إقرار الإصلاحات المطلوبة، بما فيها تعديل القوانين أو إقرار قوانين جديدة”.
وأضاف: “لدى الجهات القضائية المتنوعة ملفات كاملة قدمناها منذ شباط ٢٠١٩ وهي موجودة أيضاً بحوزة المجلس النيابي، ولدى وزراء العدل المتعاقبين وعلى موقع الكتروني تتضمّن ٢٥٠٠ وثيقة رسمية فيها مخالفات هائلة وهدر بمليارات الدولارات في حسابات المالية العامة وتشمل حسابات في القروض والسلف والهبات وغيرها من حسابات الدولة، فضلًا عن عدم إقرار قطوعات الحساب، وعلى سبيل المثال جرى إنفاق هبات بـ ٣ مليارات دولار سبق إيداعها في المصرف المركزي خلافا للأصول وكذلك إنفاقها خلافاً للأصول، وقد رفض المصرف المركزي في حاكميته السابقة تزويد القضاء بكيفية إنفاقها رغم إرسال ٤ طلبات قضائية واليوم مع التغيير في إدارة المصرف أطالب مجدداً بالكشف عن هذا الملف وارساله إلى القضاء”.
وأوضح فضل الله أننا “كمجلس جهة محاسبة للحكومة، ولكن تركيبة المجلس لم تسمح بأي محاسبة فعلية للوزراء، وبعد كل هذا الانهيار وما تمّ تقديمه للقضاء من ملفات لم نجد فاسدًا كبيرًا في السجن، لأنّ السلطة القضائية فشلت وخاضعة لمصالح واعتبارات سياسية، بل بعضها متواطئ”.
على صعيد آخر، بشّر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض بالعتمة الشاملة خلال شهرين.
وكشف أنه “إذا لم نتمكن من تمويل الفيول وبقيت المشكلة نفسها بعد شهرين نحن في خطر إما إنقاص التغذية بالكهرباء أو في خطر العتمة الشاملة”. ورأى أن الحلّ السريع حالياً هو إدخال باخرة الفيول، وإيجاد طريقة لتمويلها خصوصاً أن الدفع سيكون بعد 6 أشهر وليس الآن، وهذه هي نصف الكميّة أي 29 ألف طن، فيما يمكننا تأخير الشحنة الثانية”. كما حذّر من أننا “قد نصل الى قطع الكهرباء عن مخيمات اللاجئين إذا لم يتم الدفع”.
ولفت الى أن “الحكومة وضعت لمصرف لبنان أولويات، الكهرباء ليست من ضمنها، وأولويات الحكومة هي دفع رواتب القطاع العام بالدولار، إضافة الى دعم بعض الأدوية وقوى الأمن”، مشيراً الى أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري يفكر بمعادلة حسابية صغيرة ضيّقة وهي كم لديّ الآن لكي أشتري دولارات معطياً الأولويّة لباقي القطاعات.
******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
نصرالله: أيّ عمل إسرائيلي في لبنان سنردّ عليه بقوة
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن هناك من يريد من قوات اليونيفل "أن تعمل عند الإسرائيلي وجواسيس له، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسّس أن تصل، المطلوب أن تقوم بذلك كاميرات اليونيفل". وأضاف أن الحكومة اللبنانية "مشكورة في سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفل للتحرك بدون تنسيق وإذن، ونشدّ على أيديها ونأمل أن تُوفق لإجراء هذا التعديل". ورأى، في خطاب أمس لمناسبة ذكرى التحرير الثاني، أن "إجراء هذا التعديل له علاقة بالكرامة، وإلا فإنه سيبقى حبراً على ورق"، مشدّداً على أن "الناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية".
وحول الملف الرئاسي اللبناني، أشار السيد نصرالله إلى إعلان جهة أساسية رفض الحوار، متسائلاً: "هل نأتي بهم إلى الحوار بالقوة؟"، مؤكداً "أننا لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا ولا نخاف من الحوار وجاهزون له، لكن طبعاً لا نتسوّل الحوار من أحد". وأضاف: "الآن يستقوون على الفرنسيين. ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرّأون على ذلك؟". وأضاف: "يقولون نريد رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله، ولا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع (...) أنتم تخدمون هدف إسرائيل المعلن التي لا تريد استقلالاً لهذا البلد والأميركي والإسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله، فأقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان إلى حرب أهلية".
وعن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، اعتبر السيد نصرالله أنه "بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، إذ إننا نعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سوياً". وأكّد "أننا أمام نقاش جدّي وعميق مع التيار الوطني الحر ويحتاج إلى بعض الوقت، وقد عُرض علينا موضوع اللامركزية الإدارية والمالية، وإذا اتفقنا على مسوّدة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء".
من جهة أخرى، أكّد الأمين العام لحزب الله أن "أي اغتيال إسرائيلي على الأرض اللبنانية يطاول لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سورياً أو إلى أي تابعية، سيكون له رد فعل قوي، ولا يمكن السكوت عنه ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات". ودعا العدو الإسرائيلي إلى الاعتراف بأنه "في مأزق وجودي، ولن يجد حلولاً مهما اجتمعت قيادته، ولو استشاروا كل خبراء العالم لن يستطيعوا الخروج من مأزقهم. والحل الوحيد أمام كيان العدو هو ترك فلسطين لشعبها وأهلها وأصحابها، وإلا فالقتال سيتواصل جيلاً بعد جيل".
وعن الوضع في الضفة الغربية قال السيد نصرالله إن العدو الإسرائيلي أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية هرب إلى اتهام إيران وتصوير أن ما يحصل هناك هو خطة إيرانية وأن الفلسطينيين هم أدوات، وأكّد أن المقاومة في الضفة الغربية هي "إرادة فلسطينية بحتٌ، والشعب الفلسطيني يقاتلهم منذ 75 عاماً، أي قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران. والصهاينة يريدون أن يتنكّروا لحقيقة أن هناك شعباً فلسطينياً له الحق في الوجود والحياة العزيزة والكريمة وحق استعادة أرضه ومقدّساته".
وحول ما يجري في سوريا، اعتبر نصرالله أن "هناك مشروعاً أميركياً استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الإقليمية التي ساندتها، بينما القائد الفعلي منذ اليوم الأول للحرب على سوريا كان الأميركي باعتراف السفير الأميركي في دمشق. وكان التكفيريون المسلحون مجرد أدوات غبية في المشروع الأميركي، وبحجة داعش عادت القوات الأميركية إلى العراق، وبحجّتها دخلت لتحتل شرق الفرات". ودعا الشعب السوري إلى أن يتذكر البديل الذي كان يتحضّر له، ولفت إلى أنهم عندما وجدوا أن المشروع العسكري فشل وأن سوريا بدأت بالتعافي كان قانون قيصر والعقوبات التي فرضت حصاراً قاسياً.
وإذ أوضح أن أهم حقول النفط والغاز السورية موجودة شرقَ الفرات، والأميركيون ينهبونها كل يوم ويمنعون عودتها إلى الحكومة السورية، شدّد على أن "سوريا وحلفاءها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات لكنها منطقة محتلة من قبل القوات الأميركية، فالمعركة في شرق الفرات ليست مع قسد والقتال هناك قد يتحول إلى صراع إقليمي ودولي، فإذا أراد الأميركيون أن يقاتلوا بأنفسهم، أهلاً وسهلاً، وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغيّر كل المعادلات"، لافتاً إلى أن ما يُشاع عن أن الأميركيين يريدون إغلاق الحدود السورية العراقية هو "أوهام ولن يُسمح بذلك".
*********************************
افتتاحية صحيفة النهار
ماكرون يصوب وساطته بإبراز التدخل الإيراني
فيما يسود ترقب حذر لنتيجة المواجهة التي يخوضها #لبنان الرسمي حيال الصيغة التي سيصدر بموجبها قرار التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل الخميس المقبل ، والتي تشكل #فرنسا محور الاتصالات والمشاورات الجارية بين الوفد اللبناني والدول الأساسية المعنية ، اعاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاعتبار المباشر للدور الذي تمارسه بلاده في الازمة الرئاسية اللبنانية بما عكس إصراره علي معاندة العوامل التي تسببت بتعثر واخفاق الوساطة السابقة التي قامت بها فرنسا وإبراز تصميمه على الدفع بمهمة موفده الشخصي الى لبنان جان ايف لودريان . ولعل الأهم من تخصيص الرئيس الفرنسي لبنان بفقرة خاصة من خطابه امس امام السفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم برز عبر “تخصيصه” ايران تحديدا بتوجيه سهام الاتهام الضمني والعلني اليها باعاقة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد في لبنان من خلال “تدخلها” فيه بما يشكل تطورا بارزا للغاية ولو ان هذا الاتهام جاء مكملا لتشكيك ماكرون في جدية التسوية بين ايران والمملكة العربية السعودية . وفي أي حال فان ابراز ماكرون التدخل الإيراني في لبنان وسط استعدادات موفده لودريان للعودة في زيارته الثالثة الى بيروت بعد تعيينه موفدا شخصيا لماكرون اكتسب دلالات جديدة من شأنها ان تشق مسارا مختلفا ولو غامضا اذ يتعين رصد رد الفعل الإيراني على موقف ماكرون اقله من خلال ما سيعلنه “حزب الله” او ما قد يتخذه من اتجاهات جديدة قبيل او خلال وجود لودريان مجددا في بيروت . اذ لم يخف في اعتقاد المواكبين عن كثب لتطورات الدور الفرنسي تأثير “انضواء” فرنسا ضمن المسار الذي رسمه اجتماع المجموعة الخماسية في الدوحة والذي شكل تطورا معاكسا الى حدود واسعة للمنحى المتفرد الذي كان يطبع الوساطة الفرنسية حيال الازمة الرئاسية من خلال تبنيها ترشيح سليمان فرنجية . ولعل استباق ماكرون امس لعودة موفده الى بيروت باشارته اللافتة الى التدخل الإيراني كانت العلامة الفارقة التي تعكس تبدلا ولو نسبيا في المقاربة الفرنسية .
وكان الرئيس ماكرون في خطابه صباح امس بمناسبة افتتاح مؤتمر السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم أعرب عن شكره للوزير السابق جان ايف لودريان للمهمة التي يقودها بطلب منه ورئيسة الوزراء منذ اشهر املا “ان يتوصل الى مسار سياسي على المدى القصير”. واضاف انه “يعتقد ان احد العناصر الاساسية لهذا الحل السياسي في لبنان سيمر من خلال توضيح موضوع التدخل الايراني في لبنان بالتاكيد.”
وفي هذا السياق كشف مصدر فرنسي رفيع ل”النهار” ان لودريان سيصل الى بيروت في 11 أيلول المقبل . وقال المصدر ان الاسئلة التي وجهها لودريان في رسالته الى النواب هي تثبيت رسمي لمواقف النواب حول معلومات سبق ان حصل عليها لودريان . واعرب مسؤول فرنسي رفيع آخر عن قناعته بان “فرنسا ستنجح في مسارها في لبنان وانه سيتم انتخاب رئيس” . الى ذلك سألت “النهار” المسؤول عن تمني الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه امام السفراء الفرنسيين في العالم توقف ايران عن زعزعة استقرار الامن في المنطقة واذا كان يعتقد ان ايران قد تتوقف عن ذلك في لبنان فقال المسؤول بصراحة انه “لا يعتقد انها ستتوقف عن ذلك في لبنان” .
الى ذلك أفادت معلومات ان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يصل الى بيروت غدا الأربعاء في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. وأشارت المعلومات الى ان زيارته محصورة بموضوع الحدود البرية وهو قد يزور الجنوب حيث يطلع على عمل منصة الحفر في البلوك رقم 9”.
نصرالله
وفي غضون ذلك تحدث الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الذكرى السادسة لتعزيز الجرود الشرقية فاعتبر ان : “التحرير الأول وانتصار تموز والتحرير الثاني والتحرير الثالث الذي بدأ قبل أيام في موضوع التنقيب في البلوك رقم (9) كل ذلك نتيجة معادلة جيش شعب مقاومة”، مشدداً على أن “المعادلة الاستراتيجية الوطنية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة حققت انتصارات عظيمة”. وحول التهديدات الإسرائيلية الأخيرة حذر من أن “اي إغتيال على الأراضي اللبنانية سيكون له رد فعل قوي ولن نسمح ان تفتح هذه الساحة من جديد”،
وفي الملف اللبناني، لفت نصرالله، الى أنهم “يريدون من قوات “اليونيفيل” أن تعمل عند الاسرائيلي وجواسيس عندهم، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس ان تصل المطلوب ان تقوم بذلك كاميرات اليونيفيل، ومشكورة الحكومة اللبنانية لسعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك بدون تنسيق واذن”. وأضاف “الناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية” . وفي الملف الرئاسي، قال نصرالله: “جاهزون للحوار في الملف الرئاسي بعكس بعض الأطراف الأخرى التي ترفضُ ذلك” مشيرًا إلى أن “هناك أطرافا لبنانية تستقوي على الفرنسيين بموضوع الحوار ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟” .وتابع: “لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا ولا نخاف من الحوار وجاهزون له طبعاً لا نتسوّل الحوار من أحد . يقولون إنهم يريدون رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله لا دولة لحل مشاكل الناس وأقول لهم “إذا كان فيكم ما تقصروا” وأضاف: “الحوار الوحيد المفتوح في البلد ويمكن ان يعوّل عليه هو حوار حزب الله والتيار الوطني الحر ونحن في حوار مع التيار بالنيابة عن حزب الله وليس عن بقية حلفائنا والأصدقاء”. وأردف:”لا أمارس حرباً نفسية على اللبنانيين ولا أهول عليهم وإنما أقول لهم الحقائق التي يعمل عليها البعض ونعم هناك جهات تدفع البلد إلى حرب أهلية والشواهد على ذلك كثيرة “.
سلامة مجددا
في جانب آخر بارز من المشهد الداخلي تتجه الأنظار اليوم الى قصر العدل في بيروت حيث يفترض ان يمثل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة امام التحقيق مجددا . ولوحظ عشية موعد مثوله تعليق ورقة على مدخل دائرة الهيئة الاتهامية في بيروت ممهورة بخاتم رسمي لوزارة العدل هي اشعار بتبليغ سلامة لصقا قررته هذه الهيئة يوم الجمعة الماضي بعد تعذر تبليغ سلامة شخصيا
لقرارها . وهو الانذار الاخير بوجوب حضور المدعى عليه امام الهيئة الاتهامية المقرر اليوم الثلثاء الساعة 11 قبل الظهر إيذانا بإتخاذ اجراءات بحق الحاكم السابق في حال حضوره اوعدم حضوره . وساد اعتقاد بان سلامة لن يحضر الى الموعد المضروب إنطلاقا من اعتبار انه لو اراد الحضور لكانت اوراق تبليغه عادت ممهورة بتوقيعه بعد اعلامه شخصيا بوجوب مثوله ، الامر الذي لم يحصل وهو ما يستتبع حكما صدور مذكرة غيابية بتوقيفه . ولكن معلومات إعلامية رجحت مساء ان سلامة سيحضر اليوم الى جلسة التحقيق معه .
توصيات المال
وفي سياق متصل عقدت لجنة المال والموازنة امس جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان خصصت لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي لشركة الفاريز ومارسال وانتهت الى اصدار مجموعة توصيات ابرزها :
– استكمال التدقيق الجنائي على الجوانب التي ذكرها التقرير ولكن لم يصل فيها الى خلاصات واضحة، الفجوة المالية والحوكمة لتمكين المجلس النيابي من السير بموضوع القوانين المطروحة المتصلة بالودائع.
– مواكبة عمل القضاء وتوفير الامكانات التقنية والمادية له وان لا تشكل مبرّرا لعدم الوصول الى تحديد المسؤوليات والمحاسبة مما حصل حتى الآن بالتدقيق البرلماني الذي أجرته اللجنة منذ ٢٠١٠ واحيل بنتيجته تقرير بـ٢٧ مليار دولار الى ديوان المحاسبة.
– التدقيق في حسابات المصارف والدولة بكل قطاعاتها وذلك لاستكمال مسار اقرار قانون اعادة التوازن المالي واعادة هيكلة المصارف.
– الدعوة لاجتماع الاسبوع المقبل بحضور الحاكم بالإنابة بموضوع القانونين المذكورين علماً أنّ إعادة الهيكلة سحبته الحكومة لتناقشه مع صندوق النقد ولها ملاحظات عليه.
كيوسك : هوكشتاين غدا في بيروت والانظار اليوم الى مثول سلامة امام التحقيق .
نصرالله يكرر التحذير من “حرب أهلية” ويؤكد جاهزية حزبه للحوار في الملف الرئاسي .
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصرالله يستبق قرار “اليونيفيل”: سيبقى حبراً على ورق!
هدّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنّ القرار المرتقب بتمديد ولاية «اليونيفيل» سيبقى «حبراً على ورق». وتزامن هذا الموقف مع إخفاق وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب في مهمته الحالية في نيويورك، التي هدفت الى ثني الدول الأعضاء عن إقرار التجديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تعديل النص الذي أقر العام الماضي، أي أن التمديد سيبقي على حرية الحركة لجنود «اليونيفيل» من دون التنسيق المسبق مع الجيش اللبناني.
وجاء تهديد نصرالله في الكلمة المتلفزة التي وجهها مساء عبر قناة «المنار» التابعة لـ»الحزب» لمناسبة الذكرى السادسة لـ»التحرير الثاني» أي حرب الجرود ضد تنظيم «داعش». وما قاله نصر الله «أن خلفية إجراء التعديل الذي يطالب به لبنان في قرار تمديد ولاية «اليونيفيل» لها «علاقة بالكرامة، وإلا هذا سيبقى حبراً على ورق والناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبّق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية».
وفي نيويورك، يصوّت مجلس الأمن غداً بالتوقيت المحلي هناك، على قرار التمديد لـ»اليونيفيل». وتقول المعلومات إن قراراً كهذا كتب بالحبر الأزرق تمهيداً لإقراره بالصيغة النهائية. وأفيد ليلاً، أن الوزير بوحبيب التقى أمس الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لشرح موقف لبنان من المشروع المرتقب حول تجديد ولاية «اليونيفيل».
وكان بو حبيب التقى المندوبين الدائمين لكل من غانا والغابون والموزامبيق بصفتهم أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وذلك في حضور ممثل عن الاتحاد الافريقي، للبحث في مسألة تجديد ولاية «اليونيفيل» أيضاً.
ثم اجتمع بوحبيب مع وكيل الأمين العام للشؤون الانسانية والاغاثة مارتن غريفيث لمناقشة مسألة النزوح السوري في ضوء المستجدات.
ومن موضوع «اليونيفيل»، الى الزيارة المفاجئة التي سيقوم بها اليوم الى بيروت المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين. وعلمت «نداء الوطن» أن زيارة هوكشتاين تتصل ببدء أعمال التنقيب في البحر الجنوبي التي تتولاها شركة توتال بدءاً من 23 آب الجاري. وبحسب المعلومات فإن زيارة هوكشتاين الذي وصف سابقاً بأنه مهندس الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، هي لمواكبة حدث التنقيب في الجانب اللبناني ولو جاء ذلك متأخراً.
كما علمت «نداء الوطن» ان وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان سيصل الى بيروت أيضاً خلال هذا الاسبوع في زيارة لم يعلن عنها سابقاً.
وتأتي زيارة عبد اللهيان بعد زيارته المملكة العربية السعودية في 17 آب الحالي ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والمحادثات مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان. وقد واكب «حزب الله» هذه الزيارة بتصعيد إعلامي ضد المملكة ما أثار علامات استفهام. واضطرت طهران الى أن توفد مساعد عبد اللهيان لمنطقة شمال آسيا وغرب أفريقيا مهدي شوشتري لتطلب من السيد نصرالله تهدئة الموقف من السعودية، وهكذا كان.
وتقاطعت هذه التطورات مع موقف فرنسي لافت من أوضاع لبنان في ظل الأزمة الرئاسية المستمرة، جاء على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج في قصر الاليزيه، إذ دان «أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة»، مؤكداً أنّ «إعادة الارتباط يجب أن تمر أيضاً بتوضيح سياسة إيران في ما يتعلق بجيرانها المباشرين، وفي ما يتعلق بإسرائيل وأمنها، وبلبنان واستقراره».
وشكر ماكرون، موفده الخاص الى لبنان جان – إيف لودريان على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه، والمتعلّقة بإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة الراهنة. وفي هذا الإطار، اعتبر أنه «من العناصر الأساسية للحل السياسي في لبنان هو توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران».
ومن المفارقات، أن نصرالله في كلمته مساء أمس دافع عن لودريان، عندما تساءل: «الآن يستقوون على الفرنسيين. ولكن لو كان المبعوث أميركيًاً هل كانوا يتجرأون على ذلك؟».
وأضاف أن «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو ايرانياً أو غيرهم، بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح بأن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة».
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
بيروت مربكة من قرار مجلس الأمن بشأن التمديد لـ«اليونيفيل»
فرضه تحت الفصل السابع يفتح أبواب لبنان على المخاطر
بيروت: يوسف دياب
قبل ساعات من صدور قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالتمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، تبدو الدولة اللبنانية مربكة حيال التمسّك الدولي بتوسيع مهام قواتها، ومنحها صلاحيات التحرّك من دون مواكبة من الجيش اللبناني أو التنسيق المسبق معه، لا سيما أن هذه الخطوة تشكّل استفزازاً لـ«حزب الله» المرتاب من دور قوات «اليونيفيل»، ويرى أنها تقوم بدور تجسسي، لمعرفة ما إذا كانت المنازل والأحياء في القرى الحدودية تحتوي على مخازن أسلحة تابعة له.
وتتابع المرجعيات السياسية المساعي التي يبذلها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، في نيويورك، ومحاولات إقناع دول القرار باستمرار التعاون مع الجيش اللبناني. ويؤكد مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس حكومة تصريف الأعمال «أبقى خطوطه مفتوحة مع وزير الخارجية لمواكبة آخر التطورات، وأعطى تعليمات واضحة برفض أي صيغة لا تتوافق مع الصيغة اللبنانية التي تحفظ أمن واستقرار الجنوب».
ويشير المصدر إلى أن «العودة إلى القرار الذي كان معتمداً قبل عام 2022 يشكّل ضمانة ليس للبنانيين فحسب، بل يوفّر غطاءً أمنياً لقوات (اليونيفيل) ويحدّ من الاحتكاك بينها وبين الأحزاب والمدنيين في منطقة عملها»، معتبراً أن «التلويح بتفويض قوات الطوارئ بمهام واسعة تحت الفصل السابع يأتي من قبيل الضغط على لبنان».
ويذكّر المصدر الوزاري بأن «وحدات اليونيفيل المنتشرة في الجنوب هي قوات حفظ السلام وليست قوات ردع لتفرض إرادتها على اللبنانيين».
رفض التعديل
جنود لبنانيون وآخرون من قوات «يونيفيل» ينتشرون في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل خلال تظاهرة لأبناء المنطقة ضد إسرائيل في يونيو الماضي (إ.ب.أ)
ويتفق الخبراء على أن صدور أي قرار يتعارض مع مصلحة لبنان ستكون له تداعيات سياسية وأمنية وقانونية على اللبنانيين وعلى «اليونيفيل» في الوقت نفسه.
وعدَّ الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر، أن «أي تعديل في مهام القوات الدولية سيشكل استفزازاًَ كبيراً لـ(حزب الله)، وقد يعرض عناصر اليونيفيل للخطر». ودعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» المفاوض اللبناني إلى «رفض هذا التعديل الذي يشكل مطلباً إسرائيلياً بالدرجة الأولى، لأن تفويض قوات الطوارئ بمهام واسعة سيفسّر بمثابة مهام تجسسية تنتهك حرمة المنازل وتخرق خصوصية وحرية الأفراد والجماعات». وشدد جابر على حقّ الدولة اللبنانية في فرض شروطها لكون قوات «اليونيفيل» موجودة على الأراضي اللبنانية، بدل أنى تكون موجودة أيضاً على الحدود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وقلل من أهمية دورها بالحفاظ على أمن لبنان، وقال: «قوات اليونيفيل لم تشكل يوماً ضماناً لأمن لبنان، هم موجودون في الجنوب منذ 45 عاماً، ولم يمنعوا اجتياح إسرائيل للبنان في أعوام 1978 و1982 و1996، ولم يمنعوا وقوع مجزرة قانا التي ارتكبتها إسرائيل داخل مقرّ قوات الطوارئ».
فأي تغيير يطرأ على مهمّة قوات حفظ السلام يعدّ تحدياً للمجتمع الدولي واختباراً لقدرته على التنفيذ في ظلّ رفض «حزب الله» لهكذا قرار، ولا يخفي العميد جابر أنه «إذا توسعت مهام قوات الأمم المتحدة ودخلت القرى سيقف (حزب الله) في الظلّ، ويترك للناس حرية المواجهة على الأرض» (في استعادة لحادث الاصطدام مع دورية تابعة للكتيبة الآيرلندية الذي أدى إلى مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة). ورأى أنه «إذا كان لا بد من التعديل، فعلى الدولة اللبنانية أن تطلب إضافة فقرة في البيان، يعلن عدم مسؤوليتها عن أي إشكال يقع مع عناصر اليونيفيل والأهالي».
التوجه الدولي
اعتراض لبنان على القرار المنتظر صدوره عن مجلس الأمن، لا يغيّر في التوجّه الدولي وفق تقدير الدكتور أنطوان صفير، أستاذ القانوني الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت، إذ عدَّ أنه «حتى لو رفض لبنان القرار لا يستطيع إيقاف مفاعليه، لأنه هذا القرار مرتبط بالأمن والسلام العالميين».
وأوضح صفير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «صدور القرار تحت الفصل السابع، يعني أن المجتمع الدولي شرّع لبنان على كلّ المخاطر، ووضعه أمام عواقب وخيمة»، داعياً الحكومة اللبنانية إلى «تسريع وتيرة اتصالاتها مع الدول الصديقة والمؤثرة مثل المملكة العربية السعودية وفرنسا وبريطانيا لاحتواء الموقف». وعمّا إذا كان بإمكان لبنان سحب طلب التمديد لقوات اليونيفيل، لفت صفير إلى أنه «حتى لو طلب لبنان إنهاء مهامها ومغادرتها، فهذا لا يعني أن الأمم المتحدة ستستجيب لذلك».
ويبدو أن الإجراءات الأممية الاحترازية بدأت قبل أشهر، لتشمل مؤسسات لبنانية حساسة، وكشف صفير أن «المنظمة العالمية للطيران المدني أرسلت قبل أسابيع وفداً إلى بيروت، أجرى كشفاً على مطار رفيق الحريري الدولي». وتخوّف من «صدور توصية تفيد بأن مطار بيروت لا يحوز على مقومات السلامة العامة للطيران، وأن يؤدي ذلك إلى امتناع شركات طيران عالمية عن اعتماد مطار بيروت في المرحلة المقبلة». ورأى أن «كل هذه المستجدات تدلّ على أن النظرة الدولية حيال لبنان اختلفت عنها في المرحلة السابقة».
***********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحوار الرئاسي ضبابي.. الحزب والتيار: التوافق مستبعد.. برّي: الأولوية للرئاسة
على باب الشهر الحادي عشر من الفراغ في رئاسة الجمهورية، يتوسّل اللبنانيون جواباً عن سؤال يؤرقهم: ماذا يخبّىء شهر أيلول؟ وهل يمكن ان يحمل معه الترياق لهذا البلد المسموم في كلّ مفاصله، والدواء الشافي من هذا الاكتئاب الضارب جموع اللبنانيين؟
الحدث المنتظر في أيلول، هو الحوار الرئاسي الذي يسعى الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى اطلاقه بين المكونات السياسية، بتكليف من اللجنة الخماسية، كفرصة اخيرة للبنانيين لترتيب بيتهم الداخلي، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية. واللبنانيون يريدون ان يأتيهم جواب صادق وصريح لطالما انتظروه، يزفّ اليهم البشرى بأنّ لحظة الفرج قد دنت. لكن الحلم والتمني شيء والواقع شيء آخر فكل المؤشرات السابقة لهذا الحوار لا تَشي بأي بشرى سارة.
تجربة صعبة
على طريق الفرصة الاخيرة، سيصل الموفد الفرنسي قريباً الى بيروت في زيارة ثالثة خلال ثلاثة اشهر، لعل الثالثة تكون ثابتة، ولكنّه سيحطّ على ارض يابسة سياسيا، يعرفها جيدا، وعلى ما تقول مصادر فرنسية مواكبة له لـ»الجمهورية» فإنه «يدرك سلفا انه في هذه التجربة يخوض الصّعب، مع حقل واسع من التناقضات والانقسامات التي ساهمت في تعطيل الحياة السياسية في لبنان، ومنع انتخاب رئيس الجمهورية منذ ما يقارب السنة».
هل يصلح العطار؟
واذا كانت المصادر الفرنسية المواكبة لمهمة لودريان تحاذر ان تقدم ايّ خلاصات مسبقة حول ما يمكن ان يفضي اليه «حوار ايلول» من شأنها أن تعكّر أجواء العملية الحواريّة قبل انطلاقها، الا انّ المقاربات السياسية في الداخل، لهذا الحوار، تتوزع بين ضفة اعتراضية لا ترى في هذا الحوار سوى تضييع للوقت، وبين ضفّة حذرة تقارب حوار أيلول كمحطة ضبابيّة، لا يجازف اي من اطراف هذه الضفة في افتراض ايجابيات تجافي الواقع. وضمن هذا السياق سألت «الجمهورية» مرجعا سياسيا عمّا يأمله من حوار لودريان، فقال ما حرفيته: «ما نأمله هو ان ينجح ويحقق توافقاً يخرق جدار التعطيل الرئاسي، ولكن هل يمكن للعطار ان يصلح في شهر ما افسده الدهر في بلد ملوّث سياسياً بعقليات تخطف انفاسه وبإرادات تسرّع خطاه نحو الهلاك، وتفاخر بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، واحباط كل محاولات اخراجه من أزمته»؟
بري: الأولوية للرئاسة
في موازاة هذا المشهد المربك سياسياً، والمفجوع اقتصاديا وماليا ومعيشيا وحياتيا، والمهدد امنيا وبكل عوامل الفوضى والفلتان، يبرز تحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من «أن الوقت يضيق امامنا اكثر فأكثر، وبالتالي لا بد من الخروج من دوامة التعطيل، والذهاب مباشرة الى التوافق على رئيس للجمهورية».
وابلغ بري الى «الجمهورية» قوله «الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر. فلا اولوية تعلو او تتقدم على اولوية انتخاب الرئيس، وكل ما عدا ذلك من ملفات وقضايا، مؤجّل الى ما بعد اتمام هذا الاستحقاق».
ولفت بري الى ان الحوار هو السبيل الوحيد لبناء المساحات المشتركة وفكفكة كل العقد، وقال: الخطأ الكبير الذي ارتكب بحق البلد هو رفض التلاقي والحوار. وانا على يقين اننا لو أجرَينا هذا الحوار في بدايات الفراغ الرئاسي، وجلسنا على الطاولة لأسبوع او عشرة ايام، لكنّا انتهينا من هذه المعمعة، ولم نصل الى ما وصلنا اليه، وكنا وفّرنا على البلد كل الذي حصل فيه من تداعيات وسلبيات».
وردا على سؤال عن الطروحات الأخيرة، لا سيما ما يتصل باللامركزية الموسعة، اكتفى بري بالقول: انا اوافق على كل ما ينص عليه الدستور والطائف.
وردا على سؤال آخر، كرر بري تأكيد التمسك بالطائف وتطبيقه بحذافيره، مع انفتاحه على تطويره، وهذا التطوير لا يتم من طرف واحد، بل بالنقاش والحوار والتوافق والتفاهم، يعني ان الحوار هو الاساس اولاً وأخيراً.
واذا كان بري مطئمنا للامن الداخلي بشكل عام، حيث ان الاجهزة الامنية والعسكرية تقوم بواجباتها على اكمل وجه، الا انه ما زال قلقا من تطورات الوضع في مخيم عين الحلوة، حيث ان تداعيات الاحداث الاخيرة في هذا المخيم لم يتم احتواؤها حتى الآن كما يجب.
نظرة تشكيك
واذا كانت النظرة الى حوار دوريان متوسعة بين معارضة وبين حذرة، فإنها مَشوبة بالتشكيك حيال الحوار الجاري بين «حزب الله» والتيار الوطني الحر، حيث ترى فيه الاطراف التي تسمّي نفسها معارضة سيادية وتغييرية تمهيداً لصفقة على حساب مصلحة لبنان، فيما وَصّفته مصادر نيابية وسطية لـ»الجمهورية» بحلبة مناورة لا اكثر ولا اقل، لا يمكن ان تصل الى تفاهمات». الا ان الامر يختلف لدى «حزب الله» الذي تؤكد اوساطه لـ»الجمهورية»: نحن مع كل فرصة يمكن ان تبنى من خلالها توافقات، والحوار بيننا وبين التيار جار بمسؤولية، وما نأمله هو الوصول الى خواتيم ايجابية مشتركة».
نصرالله
وفي الملف الرئاسي، قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير الثاني: “نحن جاهزون للحوار في الملف الرئاسي بعكس بعض الأطراف الأخرى التي ترفضُ ذلك”, مشيرًا إلى أن “هناك أطرافا لبنانية تستقوي على الفرنسيين بموضوع الحوار ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟”.
وأضاف: «الحوار الوحيد المفتوح في البلد، ويمكن ان يعوّل عليه هو حوار حزب الله والتيار الوطني الحر، ونحن في حوار مع التيار بالنيابة عن حزب الله وليس عن بقية حلفائنا والأصدقاء».
عون: مساران حواريان
وفي هذا الاطار قال عضو تكتل لبنان القوي النائب الان عون لـ»الجمهورية» ان «الحوار بين التيار و»حزب الله» يجري، مع وعي مشترك لدى الطرفين بأنّ اي طرف لم يعد يملك ترف الوقت، ويفترض ان تَتسارع وتيرته، وتتوسع النقاشات للبحث المعمق في التفاصيل، وذلك حتى نتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.
واذ اكد عون من جهة ثانية، مشاركة التيار الوطني الحر في حوار لودريان في ايلول المقبل، قال: هناك مساران حواريان، الاول خارجي يقود بصورة غير مباشرة نحو مرشح معين، والثاني داخلي ويتجلى في الحوار الدائر بين التيار والحزب قد يوصل بدوره الى مرشح آخر، وحتى الآن ليس معلوماً اي مسار من هذين المسارين سيصل اولاً».
حمادة: الأفق مقفل
بدوره ابلغ عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة الى «الجمهورية» قوله انه لا يرى في الافق ايجابيات، حيث ان الامور ما زالت في النقطة الضبابية، وحتى لو تقدمت المحادثات الجارية بين «حزب الله» والتيار الوطني الحر، فلن يوصل ذلك الى اي مكان، لأنّ فرض رئيس للجمهورية في ظل هذا الوضع الاقليمي والدولي، امر مستحيل حصوله.
وحول حوار لودريان لفت حمادة الى انه قبل الحديث عن مهمة الموفد الفرنسي وما يمكن ان يحمله معه في ايلول المقبل، ينبغي التوقف مليا والقراءة المعمقة لخطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (امس) في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، والذي كان الملف اللبناني غائباً فيه.
«القوات»: أعراف جديدة
وفي السياق ذاته، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ»الجمهورية» ان «الانتخابات الرئاسية تحصل في البرلمان وصندوقة الاقتراع وليس عن طريق طاولات حوار وتكريس لأعراف جديدة مخالفة للدستور».
ولفتت الى «انها انها أبلغت الموفد الرئاسي الفرنسي ان تخيير اللبنانيين بين الشغور او انتخاب مرشح الممانعة لن يمر، وان لبنان بحاجة لرئيس غير خاضع لأجندة إقليمية وان تكون أولويته لبنانية فقط ويسهر على تطبيق الدستور وليس تغطية الانقلاب على الدستور، كما أكدت رفضها اي حوار في معرض الانتخابات الرئاسية، فيما التداول يكون بإطار ثنائي، وهذا فضلاً عن نتيجة الحوار منذ العام 2006 إلى اليوم تتحدث عن نفسها، اي صفر نتيجة.
وشددت المصادر على انّ المطلوب الكَف عن التعطيل، والكف عن الرهان انه عن طريق التعطيل بإمكان الفريق المعطل ان يحقق أهدافه، فهذا الزمن ولى إلى غير رجعة، والانتخابات لا يمكن ان تتم سوى من خلال دورات متتالية.
ورأت انه لا يمكن توقّع اي شيء في ظل التعطيل المتمادي ومحاولة فرض رئيس للجمهورية بقوة التعطيل، وأكدت ان المعارضة مصممة على انتخاب الرئيس القادر على الإنقاذ وستواجه سياسيا بكل قوتها رفضاً لتكريس الواقع الانهياري والمأزوم.
..وتزور عويدات
إلى ذلك، يزور وفد نيابي من تكتل «الجمهورية القوية» مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بهدف تسليمه الإخبار الذي أعدّه التكتل حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وذلك اليوم الثلثاء 29 الجاري الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.
هوكشتاين
من جهة أخرى، علم أنّ “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يصل الى بيروت غداً الأربعاء، في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
موفد ماكرون يعود بأزمة ثقة مع إيران.. ونصر الله لمواجهة إعادة داعش إلى سوريا
جلسة الكهرباء تنفضُّ دون التفاهم مع فياض.. وسلامة في قصر العدل اليوم
فرضت باخرة الفيول الراسية في المياه الاقليمية اللبنانية، والتي اعترف وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض بـ«خطأ استقدامها» من دون موافقة اللجنة الخاصة بالكهرباء، او رئاسة الحكومة، وحتى وزارة المال، عقد جلسة لمجلس الوزراء، لم يحدّد موعدها بعد، مع مطالبة وزراء اعضاء في اللجنة بحضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري للبحث في كيفية التغطية المالية لإنهاء ذيول مشكلة بقاء الباخرة الراسية، والمكلفة يومياً مقابل بقائها في البحر، بعدما التبس على فياض ان سلفة الـ300 مليون دولار المخصصة لسلفة الكهرباء «تمس اموال المودعين».
بالتزامن، كان تقرير شركة الفاريز ومارسال المعروف بالتقرير الاولي للتدقيق الجنائي في حسابات المركزي، من دون حسم اي نقطة، باعتبار ان التقرير، وعدد صفحاته 332 صفحة، ولا يزال في اللغة الانكليزية، التي يجهلها بعض النواب الذين شاركوا في جلسة لجنة المال والموازنة، والمطالبة بترجمته الى العربية، وعبر توفر الاعتماد المالي لهذه المهمة، على ان تعاود اللجنة الاجتماع مجدداً الاثنين المقبل لمناقشة المشاريع الاصلاحية، لمناقشة اقرار قانون اعادة التوازن المالي واعادة هيكلة المصارف، على ان يشارك ايضاً في الجلسة المقبلة منصوري، لتوضيح «الفجوة المالية» واين ذهبت الخسائر وما حل مشكلة الموجودات، بما في ذلك المطالبة بتوقيع عقد التدقيق في موجودات المصارف، مع الاشارة الى ان منصوري كشف ان كلفة اعادة 100 الف دولار للمودعين هي 36 مليار دولار..
وفتحت الفجوة المالية الشهية على احياء الخلافات، فطالب النائب عن حركة امل علي حسن خليل بالتدقيق في الوزارات التي سببت الفجوة الموجودة في التقرير خصوصاً ما يتصل بقطاع الكهرباء، الذي حمّل الخزينة عبئاً كبيراً.
سياسياً، استبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيار موفده جان إيف لودريان الى بيروت، بالحديث أمام مؤتمر سفراء فرنسا عن الوضع اللبناني، فقال: أعتقد أن من العناصر»المفتاح» للحل السياسي في لبنان توضيح التدخلات الإقليمية في هذا البلد ومن ضمنها تدخل ايران.
وأدان ماكرون ما وصفه «سياسات إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار خلال الأعوام الماضية، مشددا على أن إعادة انخراط الجمهورية الإسلامية «يتطلب منها أيضا أن توضح سياستها حيال جيرانها الأقربين».
وشكر لودريان موفده لودريان «على المهمة التي يقوم بها في لبنان بطلب مني، والمتعلقة بإيجاد الطريق لحل سياسي على المدى القصير».
وفي السياق، كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اننا جاهزون للحوار في الملف الرئاسي بعكس بعض الاطراف الاخرى التي ترفض ذلك، ولكن لا نتسول الحوار من أحد.
واعتبر السيد نصر الله في كلمة له لمناسبة ذكرى التحرير الثاني (حرب الجرود) ان الحوار الوحيد المفتوح في البلد ويمكن ان يعوَّل عليه هو حوار حزب الله والتيار الوطني الحر. مشيرا الى ان «الحوار هو بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، وسنعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سويًا، وعُرض علينا موضوع اللامركزية الادارية والمالية واذا اتفقنا على مسودة ما فسنناقشها مع الأفرقاء، نحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد وهو يحتاج الى أغلبية لاقراره في المجلس النيابي».
وفي الملف الاقليمي، حذر من اعادة داعش الى سوريا، مؤكداً على عدم السماح بذلك، ومحذراً من أن اي اغتيال اسرائيلي ينفذ على الاراضي اللبنانية سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح بأن تفتح ساحة لبنان من جديد للاغتيالات.
معركة بو حبيب
وفي نيويورك، تابع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب اجتماعاته في نيويورك، وهو التقى مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش.
وحسب ما يجري تداوله من معلومات، فإن الاتصالات الدبلوماسية ترمي الى صيغة تقترح التنسيق مع الحكومة اللبنانية بدلاً من صيغة التنسيق مع الجيش فقط.
وكان بو حبيب التقى المندوبين الدائمين لكل من غانا والغابون والموزامبيق بصفتهم اعضاء غير دائمين في مجلس الامن، وذلك بحضور ممثل عن الاتحاد الافريقي، لبحث مسألة تجديد ولاية اليونيفل ايضاً.
ورأى السيد نصر الله ان مجلس الامن لا يرى ما تقوم به اسرائيل في جنوب لبنان، ونشكر الحكومة اللبنانية على محاولة تصحيح التمديد السابق الذي اعطى اليونيفيل حرية التحرك من دون سيادة الدولة اللبنانية او التنسيق مع الجيش اللبناني، معرباً عن امله في توفق الحكومة في مسعاها.. ولن يسمح في الجنوب ان يطبق قرار من غير موافقة الحكومة اللبنانية، متهماً الذين يسعون الى الفصل السابع، انهم «يريدون ان تتحول اليوينفيل في لبنان الى جواسيس للاسرائيلي».
وكشفت بعض مصادر معلومات ان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، يصل الى بيروت بعد غد الأربعاء، في زيارة يلتقي خلالها الرئيس نبيه بري، والرئيس نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب (اذا عاد الى بيروت) وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وبحسب المعلومات فإن لقاء هوكشتاين المرتقب بالعماد عون محصور بموضوع الحدود البرية الذي سيتناوله خلال لقاءاته مع المعنيين.
ورجحت مصادر مطلعة ان يزور المبعوث الأميركي الجنوب، ليتفقد اليونيفيل ويطلع على عمل منصة الحفر في البلوك رقم 9.
قضائياً، تتجه الانظار اليوم الى قصر العدل، حيث تستمع الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي ماهر شعيتو الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسط معلومات انه يتجه الى حضور الجلسة، بعد ان استأنفت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر قرار قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا تركه، بعد الاستماع اليه قيد التحقيق.
لجنة الكهرباء
حكومياً، ترأس ميقاتي إجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بقطاع الكهرباء،في حضور المدير العام لكهرباء لبنان كمال حايك، وتسرّبت معلومات مفادها ان اجتماع اللجنة انتهى من دون التوصّل الى نتيجة حول باخرة الفيول موضع الخلاف، على أن يُتخذ القرار في جلسة مجلس الوزراء المقبلة. وتركز النقاش حول ما اذا كان وزرير الطاقة وليد فياض قد تخطى اللجنة بقرار إستقدام الباخرة من عدمه.
وقد اقترح بعض الوزراء حضور الحاكم بالانابة منصوري الى الجلسة للبحث في تأمين الإعتمادات اللازمة لدفع ثمن فيول الباخرة KALLES الذي يبلغ ٢٩ مليون دولار.
وجاء في المعلومات الرسمية بعد الاجتماع: استمعت اللجنة الى عرض المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان بشأن وضعية المحروقات والوصع المالي للمؤسسة، اضافة الى وضعية الشبكة الكهربائية وتطور اسعار المحروقات ومخزونها وبرنامج دخول شحنات المحروقات واتفاقية التبادل العراقية.
وقال الوزير فياض: عرض المدير العام لموضوع مخزون المرةقات الذي تبين بإنه كاف لهذا الشهر والشهر المقبل بمعدل 4 الى 5 ساعات، وإنما في حلول شهر تشرين الأول، وإذا لم يتم ادخال الباخرة، هناك احتمال لتخفيض ساعات التغذية، فبغياب هذه الكمية يصبح المخزون في دائرة الخطر.
اضاف: وبينت مؤسسة كهرباء لبنان في الاجتماع بأنها لم تصرف من سلفة الخزينة سوى مئتي مليون دولار، ويتبقى نحو مئة مليون وممكن للشحنة ان تمول بجزء من المئة مليون، وكان الرد بأن المصرف المركزي لا يريد ان يمول من اموال المودعين، وهذا ما نريده نحن أيضا، نحن كنا نعتقد بأن سلفة الثلاثمئة مليون دولار مؤمنة ولم نكن ندري من أين مصدرها، لأن لا شفافية في وزارة المالية ومصرف لبنان.
واضاف: ان لدى كهرباء لبنان وحسب ما تم عرضه امكانية لأن تدفع من رصيدها فلديها نحو 43 مليون دولار ولكن بالليرة اللبنانية عل اساس مئة الف ليرة لسعر الدولار، ولذلك فعملية التحويل من الليرة الى الدولار مجدية للمصرف المركزي لو قرر ذلك. اننا بحاجة لتحويل هذه الأموال، ونحن لم نلجأ الى الصرافين لتحويلها لأننا نتكل على مصرف لبنان للقيام بذلك. اما المشكلة المستجدة فمتمثلة بانتقال الحاكمية من رياض سلامة الى الدكتور وسيم منصوري فلا زالت مستمرة، ولا زلنا لغاية الآن تقريبا في مكاننا، فما طلبته اللجنة اليوم هو ان نعود ونجتمع بوزير المال وحاكم مصرف لبنان بحضور رئيس الحكومة لنعرف هل بإمكان المصرف في جدول زمني معين ان يفتح خطاب الاعتماد الذي كان وافق عليه وزير المال.
ولاحقا، قال الوزير فياض لقناة تلفزيونية: يبدو أن الحكومة وضعت لمصرف لبنان أولويات، والكهرباء ليست من ضمنها. أن أولويات الحكومة دفع رواتب القطاع العام بالدولار، إضافة الى دعم بعض الأدوية وقوى الأمن.
اضاف: إن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري يفكر بمعادلة حسابية صغيرة ضيقة وهي كم لدي الآن لكي أشتري دولارات معطيا الأولوية إلى باقي القطاعات.
وإذ أكد أنه «ليس في مواجهة وسيم منصوري، مشيدا بحرصه»، قال: لكن سلم الأولويات الذي وضعوه في العلاقة بينه وبين وزارة المال، وأيضا رئيس الحكومة، يدعو إلى التساؤل.
وعن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال: على الهاتف يقول لا يوجد مال، لكننا نرى ان المال موجود لأمر ثان.
وأضاف: لا أشعر بأن الحكومة ولجنة الطاقة الوزارية تفكران استراتيجيا بأن استدامة الكهرباء هي استدامة تأمين الفيول، فلا كهرباء من دون فيول. وإذا لم نتمكن من تمويل الفيول وبقيت المشكلة نفسها بعد شهرين، فنحن في خطر إما إنقاص التغذية بالكهرباء وإما في خطر العتمة الشاملة.
وردا على سؤال عن «وجود أسباب سياسية وراء عدم اعتبار الكهرباء أولوية»، قال: لا أستطيع ان أبتعد عن إمكان أن تكون هناك أسباب سياسية وراء هذا الموضوع، فكهرباء لبنان لديها الأموال اللازمة، ومع ذلك الأموال محجوزة.
دريان متضامناً مع المقاصد بوجه التعديات!
من مستشفى المقاصد، الذي تعرَّض لاعتداء امس الاول، في اطار تعديات متكررة واستباحات دون حسيب او رقيب، أعرب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن تضامنه مع الأطباء والطاقمين التمريضي والاداري، مشدداً على أن المسّ بكرامة اي طبيب او ممرض او اي موظف اداري في حرم المستشفى هو مسّ بكل واحد منا، ودار الفتوى حريصة على جمعية المقاصد بكل مؤسساتها الطبية والاستشفائية والتعليمية والخدماتية.
وكان المفتي دريان زار امس مستشفى المقاصد متضامناً، حيث استقبله رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت الدكتور فيصل سنو والجسم الطبي والاداري ونواب من بيروت مع عدد من الشخصيات.
*********************************
افتتاحية صحيفة الديار
التخبّط في السياسة الخارجيّة الفرنسيّة يُعقد المهمّة أمام لودريان في بيروت
تعديلات قوات اليونيفيل «زوبعة في فنجان»… جنبلاط قلق على دروز المنطقة
التدقيق أمام «لجنة المال» ومنصوري يحذر من العقوبات… لا حلّ لباخرة الفيول! – ابراهيم ناصرالدين
في ظل جمود سياسي داخلي، خرقه تصعيد فرنسي على لسان الرئيس ايمانويل ماكرون تجاه طهران، وهو يطرح اكثر من علامة استفهام حول تخبط سياسة باريس الخارجية، وقدرتها على النجاح في احداث اختراق على الساحة اللبنانية، مع اقتراب موعد عودة المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان الى بيروت.
يترافق كلام الرئيس الفرنسي مع موقف متشدد في نيويورك عشية طرح التجديد لليونيفيل، حيث من المرتقب ان تنتهي «عاصفة» التجديد في «فنجان»، لان اطار التعديل لن يتجاوز ما ورد العام الماضي في متن القرار بغفلة عن الخارجية اللبنانية، ولم ينفذ على ارض الواقع ، بعدما التزمت قيادة «القبعات الزرق» بقواعد التنسيق مع الجيش اللبناني قبل تحركها على الارض، ليس احتراما للسيادة اللبنانية، وانما خوفا من تحولها الى قوات معادية للنسيج الاجتماعي في الجنوب، وهو امر لا يمكن ان تتحمل تبعاته، ولهذا فان اي كلام عن «الفصل السابع» مجرد تهويل غير جدي لا محل له من «الاعراب».
امنيا، عادت الانظار مجددا الى مخيم «عين الحلوة» حيث عاد التوتر الى الواجهة من جديد، بعد فشل الوساطات في تسليم المتورطين في جولة القتال الماضية، ما يهدد بتجدد المعارك في «بوابة» الجنوب، اذا لم ينزع «صاعق التفجير» في الساعات القليلة المقبلة. وفي ذكرى التحرير الثاني من التكفيريين، اطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سلسلة من المواقف المفصلية، اشار فيها الى ان معادلة «جيش شعب مقاومة» حققت باعتبارها «استراتيجية دفاعية» انتصارات تاريخية وعظيمة.
في هذا الوقت، ارتفع القلق لدى المختارة في ظل ارتفاع حدة التوتر في السويداء السورية، واقتراب الموقف في الجولان المحتل من الانفجار مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهما مؤشران استنفرا النائب السابق وليد جنبلاط، الذي يرى ان الدروز يمرون في اوقات صعبة جدا قد تكون مصيرية، ومن هنا كانت دعوته الى الانفتاح للحوار مع حزب الله حول الاستحقاق الرئاسي.
تصعيد ماكرون؟
وعشية عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الشهر المقبل، صعّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لهجته تجاه طهران، على خلفية ما اسماه احتجاز مواطنين فرنسيين بظروف «اعتقال سيئة»، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرة باريس على احداث اختراق جدي في الازمة الرئاسية، خصوصا ان الطرف الوحيد المتعاون مع الفرنسيين كان ايران، التي وضعها ماكرون بالامس في خانة «المعرقلين»، وهو شكر أمام مؤتمر سفراء فرنسا موفده على المهمة التي يقوم بها في لبنان، لإيجاد الطريق لحل سياسي على المدى القصير. وقال:«أعتقد أن من العناصر»المفتاح» لهذا الحل السياسي في لبنان توضيح التدخلات الإقليمية في هذا البلد ومن ضمنها تدخل ايران».
ووفقا لمصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي»، يعبر كلام ماكرون عن حال العشوائية التي تدير من خلالها فرنسا سياستها الخارجية، سواء في افريقيا او الشرق الاوسط، وهو راهنا يطلق «الرصاص على رجله» في لبنان، من خلال اتهامات واهية لا تمت الى الواقع بصلة، خصوصا ان الايرانيين عمدوا منذ اليوم الاول الى فصل ملفات العلاقة الثنائية عن الملف اللبناني، وابلغوا باريس ان حزب الله وحده المعني بتفاصيل لبنان الداخلية ، وكان التعاون مثمرا طوال فترة طرح الفرنسيين لمبادرتهم الرئاسية. ويبقى انتظار عودة لودريان الى بيروت لمعرفة خلفيات هذه التصريحات غير المسؤولة، وعما اذا كان لباريس مقاربة جديدة، وعندئذ سيبنى على الشيء مقتضاه.
اليونيفيل «زوبعة في فنجان»
دبلوماسيا، وفي وقت يواصل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالاته في نيويورك، قبيل جلسة مجلس الامن للتجديد لليونيفيل يوم الخميس المقبل، أوضح مصدر ديبلوماسي ان نقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس إلى السابع ليس على جدول أعمال مجلس الأمن، وأن مناقشات مجلس الأمن لتعديل الولاية تحتاج إلى آليات مختلفة غير مطروحة حاليا، لانها تضر بمهمة هذه القوات وتجعلها في بيئة معادية، وهذا يعني انها لن تبقى طويلا على الاراضي اللبنانية لانها لن تستطيع تحمل التبعات؟! اما ما يحصل راهنا فهو اصرار من قبل الفرنسيين ومعهم بريطانيا والولايات المتحدة ،على رفض إزالة البند الذي أقر العام الماضي حول التحرك الميداني دون التنسيق مع الجيش، وثمة مقترح يعمل عليه لإضافة عبارة منفصلة تتعلق بالتنسيق مع الجيش ، لكن الصياغة تبقى حتى الآن غامضة، وتعمل الديبلوماسية اللبنانية على ازالة الالتباس كيلا تفسر على نحو خاطىء لاحقا.
ووفقا لتلك المصادر، لا تبدو الاجواء ايجابية لجهة التعديل المطروح لبنانيا، والمرجح ان تبقى الامور على حالها دون تعديلات جوهرية، على ان يبقى التنفيذ على الارض وفق السائد حاليا، حيث تحاذر هذه القوات التحرك دون التنسيق مع قيادة الجيش.
حراك ديبلوماسي
في هذا الوقت، عقد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في نيويورك اجتماعا مع الامين العام للامم المتحدة ومع المندوب الفرنسي، وقد اطلع على مسوّدة مشروع القرار المطروحة للتمديد لليونيفيل، واثر ذلك عبّر بوحبيب بوضوح عن رفض لبنان للصيغة المتداولة، كونها لا تشير الى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية، ممثلةً بالجيش اللبناني، كما تنص اتفاقية عمل اليونيفيل المعروفة بالـ«سوفا»…
كما ذكّر بوحبيب بأن التجديد السنوي للقوة الدولية في الجنوب «يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية، كذلك شدد على رفض لبنان أن يعطي الشرعية لنقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 والداعي الى حل النزاع بالطرق السلمية، الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو الى فرض القرار بالقوة.
جنبلاط قلق : الخطر وجودي؟
في هذا الوقت، علمت «الديار» ان دعوة النائب السابق وليد جنبلاط الى الحوار مع السيد نصرالله في الملف الرئاسي، والتي اثارت القلق في اوساط المعارضة، لا ترتبط بخصوصية الملف اللبناني او الوضع المأزوم داخليا فقط، ولكنها ترتبط بوضع الدروز في المنطقة، والذي يشهد تطورات نوعية ومقلقة سواء في سوريا او الجولان المحتل، وهو ما اعتبره جنبلاط امام زواره «خطرا داهما ووجوديا» لطائفة الموحدين ، التي تمر بوضع دقيق غير مسبوق، ولهذا يسعى الى التهدئة داخليا لان الاوضاع لا تحتمل تأزما جديدا يمكن ان ينعكس سلبا على وضع الطائفة.
غموض في سوريا وانفجار في الجولان!
وبينما يبقى الغموض سيد الموقف حيال ما يمكن ان تتطور اليه الامور في سوريا، وخصوصا في السويداء، حيث يزداد قلق جنبلاط على الرغم من تأييده للحراك الشعبي هناك، الا ان الازمة في الجولان تقترب من الانفجار.
وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» الى ان الأزمة بين الطائفة الدرزية و»اسرائيل» شديدة وعميقة، وهي لا تقتصر على خلاف تجدد بسبب قضية إقامة التوربينات قرب القرى الدرزية في هضبة الجولان، فالشرخ المتفاقم يقلق القيادة الأمنية التي تخشى من ضعضعة العلاقات مع الدروز، ومن إمكان انزلاق الأمور نحو العنف الواسع.
ولفتت الصحيفة الى ان خيبة الأمل في أوساط الدروز أوسع في القضية الحالية، فهم يعترضون على قانون القومية وقضية الأراضي، وهم يشعرون بأن الدولة تقيد البناء في قراهم بشكل متعمد، وتلاحقهم بواسطة الغرامات العالية على مخالفات البناء، في الوقت الذي تسمح فيه بالبناء في المستوطنات وفي البؤر الاستيطانية داخل الضفة الغربية. وخلصت الصحيفة الى القول ان ضباطا كبارا في جهاز الأمن يدركون العاصفة المتزايدة في أوساط الدروز، ويحذرون من وصولها إلى تصادم كبير مع الدولة؟!
«غليان» في عين الحلوة؟!
امنيا، حذرت مصادر فلسطينية من عودة الاشتباكات الى مخيم عين الحلوة، وابلغت المعنيين في الجانب اللبناني ان الامور تتجه من سيىء الى اسوأ، مع انتهاء المهلة التي حددتها «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» لتسليم المطلوبين الثمانية بجريمتَي قتل العميد أبو أشرف العرموشي والمسؤول الإسلامي عبد الرحمن فرهود، من دون تسليم اي منهم.
وتتزامن هذه التحذيرات مع عمليات تسليح مشبوهة واستقدام مسلحين من خارج المخيم وتحصين وتدشيم مواقع قتالية. وقد اخفق النائب اسامة سعد امس، بعقد اجتماع بين رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب وبين مسؤولين من حركة فتح بهدف عقد مصالحة بين الطرفين.
في هذا الوقت، تقوم بعض القوى المؤثرة بالضغط على مختلف القوى المعنية لتسليم المطلوبين قبل خروج الامور عن السيطرة مجددا، خصوصا ان فتح بدأت تروج انها تستعد لعملية عسكرية لتخليص المخيم من «الارهابيين»، ووضع حد لحالة شاذة لا تتهدد المخيم فحسب بل لبنان؟!
التقرير الجنائي و«الترجمة»؟
نيابيا، ناقشت «لجنة المال والموازنة» التقريرالأوّلي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، الذي أنجزته شركة «ألفاريز أند مارسال» في حضور وزيري المال والعدل وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، الذي حذر من عدم اجراء اصلاحات ضرورية، ومنها اعادة هيكلة المصارف، ملمحا الى ان لبنان سيتعرض لعقوبات خارجية اذا لم يحصل ذلك. واللافت ان عددا كبيرا من النواب لم يطلعوا على التقرير الجنائي لانه باللغة الانكليزية، وقد اكد وزير العدل انه لا يوجد تمويل للترجمة، وتحدث عن وعد من جهات دولية لتمويل هذا الامر!
كنعان وتحديد المسؤوليات
من جهته، شدد رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان على أن التدقيق الجنائي يجب ان يستكمل في مصرف لبنان، وان يشمل شركة تدقيق دولي موجودات المصارف، معتبرا أن هذا ما كان يجب ان يتم منذ العام 2019 عقب الانهيار المالي. وأكد كنعان أنهم سيواكبون المسار القضائي في ملف التدقيق الجنائي، لافتا إلى أنه يجب استكمال التدقيق الجنائي والمحاسبي في الوزارات وادارات الدولة لتحديد كل المسؤوليات. وقال « قرعنا جرس الانذار منذ العام 2010 من خلال الرقابة البرلمانية التي اوصلت الى ٢٧ مليار دولار من الاموال غير المعروفة كيفية صرفها، وديوان المحاسبة لم يصدر القرار بشأنها». وقال» سنبدأ جلسات في الاسبوع المقبل مع مصرف لبنان والوزارات المعنية حول القوانين الاصلاحية المرتبطة بإعادة التوازن المالي، واعادة الهيكلة وحصول تدقيق محايد في حسابات المصارف والدولة»، كما شدّد على «وجوب استكمال التدقيق الجنائي والمحاسبي في الوزارات وإدارات الدولة لتحديد كلّ المسؤوليات».
اين القضاء؟
وخلال الجلسة، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»النائب حسن فضل الله، إنّ «المشكلة ليست في وجود تقارير أو نقص معطيات، بل في وجود سلطة قضائية بأغلبها خاضعة للاعتبارات السياسية، صحيح لدينا قضاة يريدون القيام بدورهم، لكنّ المنظومة القضائية تفرض المصالح السياسية على مصلحة المال العام ومصلحة البلد». وشدّد على أنّ «المطلوب بتّ الملفات الموجودة لدى القضاء، بما فيها التدقيق الجنائي واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
بدوره، أشار النائب علي حسن خليل إلى «أنّ الأمر لن يستقيم إلا إذا استكمل تطبيق القانون الذي أقررناه في مجلس النواب، وهو التدقيق الجنائي في مسألتين: التدقيق الجنائي في الوزارات التي سببت جزءاً كبيراً من هذه الفجوة الموجودة اليوم في التقرير المالي، خصوصاً ما يتصل بقطاع الكهرباء الذي حمّل الخزينة هذا العبء الكبير، وهذا التدقيق الجنائي بمعناه الحقيقي تحديد المسؤوليات بالأسماء، بكلّ الوزارات وبكلّ الإدارات من دون استثناء». وأضاف «أنّ الأمر الآخر الذي نريد أن نركّز عليه هو أنّه خلال أقل من سنتين صرفنا على الدعم أكثر من عشرة مليارات كما تحدث سعادة الحاكم «، معتبراً «أنّه يجب وضع المليارات العشرة هذه تحت المجهر لتحديد وتحميل المسؤوليات».
عقدة باخرة الفيول دون حل؟!
في هذا الوقت، انتهى الاجتماع الذي تراسه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للجنة الوزارية الخاصة بقطاع الكهرباء بعد ظهر امس في السرايا، دون ايجاد حل لباخرة الغاز اويل التي تحتاج الى 29 مليون دولار لافراغ حمولتها، على أن يُتخذ القرار في جلسة مجلس الوزراء المقبلة ، فيما اقترح بعض الوزراء حضور حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري الى الجلسة لاستكمال النقاش. مع العلم ان لبنان يدفع يوميا 18 الف دولار غرامة على التأخير. وخلال الاجتماع جددت وزارة المال «والمركزي» الاعتراض على فتح الاعتماد، وسط تساؤلات عن صلاحية وزير الطاقة في «توريط» الحكومة بهذه السفينة؟!
وقد اكد الوزير فياض خلال الاجتماع ان الفيول العراقي يكفي لشهر، وحمولة السفينة ضرورية لعدم العودة الى العتمة، مشيرا الى ان التكلفة اقل بكثير من السعر السائد في السوق اليوم، واقترح ان يدفع المبلغ من سلفة الخزينة، لكن وزارة المال رفضت كما «المركزي» ذلك. ثم اقترح فياض ان يحول «المركزي» الليرات الخاصة بمؤسسة الكهرباء الى دولارات، لكن تم رفض الطرح لانه يعتبر تدخلا في السوق، ما سيهز الوضع النقدي.
وبعد الاجتماع لفت فياض الى انه لا شفافية في وزارة المال ومصرف لبنان في ما خص سلفة الخزينة (300 مليون دولار)، وقال» بالتالي لم نكن نعلم ان مصدر هذه السلفة يمس اموال المودعين»! من جهته، اعلن مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك انه تمت جباية 655 مليار ليرة الاسبوع الماضي، وقدم خطة لدولرة الجباية كيلا تتكرر الازمة الحالية.
التسلل غير الشرعي
وفي ملف النزوح السوري، اعلنت قيادة الجيش انه في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 850 سوريًّا عند الحدود اللبنانية السورية. وفي هذا السياق، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، وتناول البحث ملف عودة النازحين السوريين، كما تطرق البحث إلى موضوع النزوح الاخير الذي يحصل عبر المعابر غير الشرعية وسبل ضبط الحدود، وسيتابع البحث في اجتماع موسع يعقد اليوم.
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ماكرون يحمّل إيران مسؤولية عرقلة الحل في لبنان
للمرة الاولى منذ دخوله على خط ازمة لبنان الرئاسية، خرج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من دائرة التحفظ والمسايرة الى معبر الجرأة في تسمية ايران بالاسم لجهة تدخلها في منع الحل السياسي في لبنان. هو شكر أمام مؤتمر سفراء فرنسا موفده جان ايف لودريان على المهمة التي يقوم بها في لبنان لإيجاد الطريق لحل سياسي على المدى القصير وقال حرفياً أعتقد أن من العناصر”المفتاح” لهذا الحل السياسي في لبنان توضيح التدخلات الإقليمية في هذا البلد ومن ضمنها تدخل ايران”. تطور لافت في مسار السعي الفرنسي لمساعدة لبنان على انجاز استحقاقه الرئاسي، بيد انه يحتاج حكما الى ترجمة عملية تتيح الرهان على انصياع طهران لرؤية الدول الخمس الانقاذية للبنان وفق ما جاء في بيان الدوحة الاخير. فهل يحمل لودريان في زيارته المتوقعة في 17 ايلول المقبل جديدا من شأنه ان يضيء بصيص نور في نفق الازمة المظلم؟
الكهرباء والمطار
في الشأن الحياتي ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بقطاع الكهرباء امس في السراي، كما بحث اوضاع المطار مع وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور علي حميه الذي قال: تمنيت على دولة الرئيس أن يكون على جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء البند المتعلق بمصلحة الملاحة الجوية وتعيين الاشخاص الذين نجحوا في امتحانات مجلس الخدمة المدنية، ونكون بذلك قد وفرنا العديد المناسب للمطار ولمصلحة الملاحة الجوية.
وفي السياق اكد المدير العام للطّيران المدني فادي الحسن، “تأمين الكهرباء في المطار على مدار السّاعة”، كاشفًا عن “تقديم أحد المستثمرين في المطار مولّدًا خاصًّا سيبدأ بالعمل قريبًا، من شأنه سدّ الحاجة عند النّقص”.
كما اكد ان مشكلة النّقص في المراقبين الجويّين في طريقها إلى الحلّ، من خلال تدريب نحو 16 مراقبًا جويًّا، إضافةً إلى تعيين النّاجحين في الامتحانات”، متحدّثًا عن إمكانيّة التّعاقد مع مراقبين بصورة موقّتة.
التدقيق الجنائي
فيما تتجه الانظار الى نيويورك لرصد الصيغة التي سيتم اعتمادها في قرار التجديد لليونيفيل الخميس، لا يزال الجمود مسيطرا على الضفة السياسية في حين يحتل صدارة الحدث. امس، شدد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع لجنة المال والموازنة امس على أن التدقيق الجنائي يجب ان يستكمل في مصرف لبنان وان يشمل هو او من خلال شركة تدقيق دولي موجودات المصارف، معتبرا أن هذا ما كان يجب ان يتم منذ العام ٢٠١٩ عقب الانهيار المالي.
التيار – الحزب
رئاسيا، وفي وقت يستمر الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط عبر “اكس”: صار واضحاً أن الصراع على السلطة المركزية في لبنان مدمّر وسبب الحروب والويلات . لنبحث معاً بكل جدية وجرأة وبعيداً عن المناكفات عن حل ثابت نهائي في صيغة لامركزية تعيد توحيد لبنان المقسّم على أرض الواقع، وتوفّر الاستقرار والأمان والنموّ . شبعنا حروباً وأزمات .
في نيويورك
من جهة ثانية، وفي وقت يواصل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالاته في نيويورك قبيل جلسة مجلس الامن للتجديد لليونيفيل الخميس، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء سابقا عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “تفعيل دور الجيش في الجنوب خطوة في هذا الملف، بوجود اليونيفيل أو عدم وجودها”. واضاف في تصريح عبر “لبنان الكبير”: من الضروري أن يكون للجيش سلطة على الأراضي اللبنانية كافة، ولسنا بحاجة الى انتظار الأمم المتحدة في هذا الأمر البديهي، ولو أن هذا الأمر منفذ لما كنا بحاجة الى البحث الآن لأن الجيش عندها يكون حكماً موجوداً في دوريات اليونيفيل، وعندما نشدد على مؤازرة الجيش كأننا نقول إن هناك مناطق لا يتواجد فيها، وهذا منافٍ لمبدأ السيادة.
النزوح
على صعيد آخر، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين في السراي. وتناول البحث ملف عودة النازحين السوريين والمهمة التي يقوم بها الوزير شرف الدين في هذا السياق بقرار من مجلس الوزراء. كما تطرق البحث إلى موضوع النزوح الاخير الذي يحصل عبر المعابر غير الشرعية وسبل ضبط الحدود، وسيتابع البحث في اجتماع موسع يعقد غدا.
توقيف متسللين
ليس بعيدا، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 850 سوريًّا عند الحدود اللبنانية السورية”.
عريضة المعتقلين
وفي سياق غير بعيد، أطلق نواب كتل الكتائب، الجمهورية القوية، اللقاء الديموقراطي و”تجدد” ونواب مستقلين خلال مؤتمر صحافي عريضة تدعو الى ضمّ ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية الى نطاق اختصاص المؤسسة المستقلة حول المفقودين في سوريا التابعة للأمم المتحدة. وتخلل المؤتمر عرض للوثيقة المقترحة وكلمات تأييد لعدد من النواب وعلي ابو دهن عن جمعية المعتقلين. وشارك ، اضافة الى النواب واهالي المفقودين، ممثلون عن البعثات الاممية التابعة للامم المتحدة وسفارات دول عربية واجنبية، وعدد من الجمعيات الحقوقية والانسانية، بينها “مكتبة أمم” ونقابة محامي بيروت وعدد من الجمعيات اللبنانية والسورية والفلسطينية الداعمة لمطلب العريضة التي وقّعها 46 نائبا حتى الآن، وستقدّم الى المفوضية السامية لحقوق الانسان في بيروت.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :