افتتاحية صحيفة البناء:
نهاية غامضة لقائد فاغنر بريغوجين… اتهامات روسية لأوكرانيا… وبايدن يتهم بوتين
التحقيقات في التدقيق الجنائي وملفات سلامة تشبه الحديث عن استحالة تبليغه بالمواعيد
ضابطان شهيدان للجيش بسقوط مروحية… ولقاء إعلاميّ موسّع لمواجهة الفتنة
انشغل العالم مساء أمس، بنبأ تحطّم الطائرة الخاصة التي كانت تنقل قيادة قوات مجموعة فاغنر ومن بينهم رئيس الشركة يفغيني بريغوجين، والإعلان قبيل منتصف الليل عن التحقق من مقتل بريغوجين. وبقيت ظروف الحادث غامضة كما تاريخ قائد فاغنر الذي لم يعرف أحد بصورة يقينية ما إذا كانت حركته الانقلابية مسرحيّة منسقة مع الرئيس فلاديمير بوتين، ما يجعل بريغوجين قد نصب كميناً للاستخبارات الغربية ساهمت بكشف المتعاملين ضد الرئيس الروسي عند وصول قوات فاغنر الى أطراف موسكو، ويصبح هدفاً أكيداً لها، أم أن استقباله من قبل الرئيس بوتين بعد الانقلاب كان مسرحية أراد عبرها بوتين إزالة أي مناخات توحي بالغضب مما فعله بريغوجين، علماً أن فعله إذا كان عملاً انقلابياً يجعله هدفاً للاستخبارات الروسية؛ وفيما لم يصدر بيان رسمي يعلن مقتل بريغوجين ويقدّم رواية عن الحادث، توجّهت شخصيات روسية بالاتهام الى الاستخبارات الأوكرانية والغربية، بينما اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتل بريغوجين، بقوله إنه لم يتفاجأ، وإن لا شيء يحدث دون بوتين.
لبنانياً، تعثّر مجدداً ملف التحقيقات القضائية في الجرائم المالية التي أشار إليها تقرير التدقيق الجنائي في وضع مصرف لبنان، بعد الإحالة التي وجّهها النائب العام التمييزي غسان عويدات، ومرة ثانية تنحّى القاضي زياد أبو حيدر عن المهمة، بصورة لافتة أعادت التذكير بـ التأجيل المستمرّ لمواعيد استجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، بذريعة استحالة تبليغه مواعيد الاستجواب، بصورة أثارت سخرية اللبنانيين وأسئلتهم عن جدّية الملاحقة القضائية.
أمنياً، خسر الجيش اللبناني ضابطين سقطا شهيدين بتحطم مروحيتهما في منطقة بحمدون، وقد تلقى قائد الجيش العماد جوزف عون التعازي من القيادات السياسية والمرجعيات الروحية التي أكدت على التمسك بالجيش وموقعه في وجدان اللبنانيين ومكانته الوطنية في حماية لبنان من المخاطر.
إعلامياً، عُقد لقاء موسّع في فندق ريفييرا بدعوة من اللقاء الإعلامي الوطني، تحت عنوان مواجهة خطر الفتنة، وتحدثت في اللقاء شخصيات إعلاميّة بعدما افتتحه الإعلامي روني ألفا، وألقت المحامية سندريلا مرهج كلمة اللقاء، وتحدّث رئيس تحرير صحيفة الجمهورية جورج سولاج، المستشار الإعلامي للرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الإعلامي أنطوان قسطنطين، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، عضو مجلس نقابة المحرّرين الصحافي غسان ريفي، وكانت الكلمة الختامية لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي الذي خاطب المسؤولين سائلاً إلى أين تريدون أن تأخذونا وتأخذوا البلد، فنحن ليس لنا بلد سواه؟
فيما انشغل لبنان الرسمي والشعبي بإنجاز انطلاق أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في حقل قانا، تقدّم بالموازاة ملف تقرير التدقيق الجنائي ومسار الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في ظل محاولة لتمييع التقرير واحتواء آثاره القانونية من خلال تعدّد الجهات القضائية التي ستتسلم ملف التحقيقات، وتنحّي بعض القضاة عن الملف.
وأفيد أمس، أنّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر تنحّى عن ملف التدقيق الجنائي الذي حوله مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات رافضًا تسلمه والتحقيق مع سلامة لوجود خصومة بينهما. ولفتت المعلومات إلى أنّه “بعد تنحّي القاضي أبوحيدر سيتم تحويل ملف التدقيق الجنائي الى القاضي رجا حاموش».
وتشير مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “تشعيب الملف وتنحّي القضاة عن الملف يعقد المسار القضائي ويطول أمد إجراء التحقيقات اللازمة مع سلامة وبعض أفراد عائلته ومعاونيه وكل الذين ذكرت أسماؤهم في التقرير ومواجهتهم بالأدلة”، موضحة أن “التقرير حمل أدلة واضحة على أعمال فساد ومخالفة لقانون النقد والتسليف واستخدام الاحتياطات الإلزامية للمصارف والتي هي جزء من الودائع، رغم تستر التقرير على جوانب فساد كثيرة كالصفقات والسمسرات التي تدخل في سياق عمليات تحويل الأموال الى الخارج عبر حسابات وشركات وهميّة تعود لمقرّبين من سلامة”.
ولا تتوقع المصادر “أن يصل مسار التحقيق الى خواتيم إيجابية في وقت قريب لوجود تعقيدات قضائية وسياسية وتشعب في المتورطين مع سلامة من سياسيين ومصرفيين ورجال أعمال وقضاة وضباط وإعلاميين وصحافيين”، وتتساءل عن سبب تخلف سلامة عن الحضور الى جلسات التحقيق بذريعة تعذر تبليغه وكأن الأجهزة الأمنية والقضائية لا تعرف منزله أو مكان إقامته! وتتوقف المصادر عند إرسال سلامة “فلاش ميمور” بثلاث نسخ الى ثلاث جهات مقربة منه في الداخل والخارج وتتضمّن معلومات واسعة وأسماء تشمل كل المرحلة السابقة، وما إذا كانت رسالة ابتزاز وتهديد لكل من يريد تحويل سلامة الى كبش محرقة.
إلى ذلك، دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان اللجنة الى جلسة تعقد الإثنين المقبل، لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أنجزته شركة الفاريز ومارسال. وكان كنعان وجّه كتابين لوزير المال في حزيران وتموز الماضيين، للحصول على التقرير والمستندات المرتبطة به لعرضه على لجنة المال للمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة.
على خط موازٍ، يعقد حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري مؤتمراً صحافياً في مصرف لبنان غداً، ومن المتوقع أن يتحدث عن حصيلة المشاورات السياسية منذ تسلمه حول العلاقة بين المصرف والحكومة ووزارة المالية، وسيجدّد منصوري رفضه تمويل الدولة من مصرف لبنان خاصة من دون تشريعات وقوانين تخوله ذلك. كما سيتوسع منصوري بالحديث عن ملف تمويل بواخر الكهرباء ومطالبة المصرف المركزي بتحويل ليرات مؤسسة كهرباء لبنان الى دولارات لتمويل بواخر الفيول الراسية على الشواطئ لتشغيل معملي الزهراني ودير عمار.
على خط رئاسة الجمهورية، لم تعلن أي جهة موعداً رسمياً لزيارة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت، ومردّ هذا التأخير بالإعلان وفق مصادر “البناء” يعود الى موقف قوى المعارضة وتأخر النواب بالرد على رسالة لودريان، فضلاً عن تريثه بتحديد موعد الزيارة قبل إجراء جولة مشاورات مع أعضاء اللجنة الخماسيّة لتكوين رؤية عن الخطوات التي سيقرّرها خلال زيارته. علماً أن مصادر حزبية تؤكد لـ”البناء” أن زيارة لودريان تأجلت حتى إشعار آخر، ولن تحصل قبل منتصف أيلول إن حصلت.
وعلاوة على ذلك فإن لودريان يستطلع نتائج حوار التيار الوطني الحر وحزب الله لكي يبني على الشيء مقتضاه، ولذلك هو ينتظر حصيلة هذا الحوار قبل تحديد موعد رسمي للزيارة.
وأفادت مصادر إعلامية أن النقاش الجدي بين التيار والحزب يدور حول بنود عدة أبرزها تتعلق بتحديد الوحدات الإدارية إما بحسب تقسيم الأقضية الحالية أو وحدات إدارية جديدة هي أكبر من قضاء وأصغر من محافظة.
وأشارت أوساط مطلعة في التيار الوطني الحر لـ”البناء” إلى أن “الحوار مع الحزب مستمرّ ولن يتوقف، لكنه لم يؤدِ الى نتائج نهائية حتى الساعة وهو يحتاج للمزيد من الوقت لكي تتوضّح صورته”، ولفتت الى أن “التيار أرسل ما طلبه الحزب من ورقة خطية تفصيلية لكل رؤيته للمرحلة المقبلة والمطالب الإصلاحية التي يرى أنها في صلب البرنامج لأي رئيس للجمهورية”، وأضافت: “لا نعتقد بوجود مانع لدى الحزب بمعظم بنود الورقة لكن ليس لديه القدرة على إقناع الآخرين لا سيما حركة أمل فضلاً عن مستلزمات وظروف تنفيذ الورقة قبل انتخاب رئيس للجمهورية”. وكشفت أن “النائب جبران باسيل ينتظر جواباً واضحاً من الحزب في المسائل الماليّة ليبنى على الشيء مقتضاه في الملف الرئاسي ولا تسوية رئاسية من دون الوصول إلى نتائج عملية في البنود العالقة”.
وأوضحت الأوساط أن “مطلبنا باللامركزية والصندوق الإئتماني ليس مصلحة للتيار فحسب بل للمصلحة الوطنية، ولذلك نعوّل على الحزب لإقناع حلفائه لتسهيل إقرار هذه الإصلاحات الإدارية والمالية وبالتالي تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية”. ولفتت الى أن “اللامركزية لا تستهدف أي فريق أو حزب بل مصلحة لكافة الطوائف وتسهل عمل الأقضية وتخلق تنافساً بين الأقضية وحتى بين البلديات على الإنماء والتطوير حتى داخل القضاء الواحد مثلاً بين كسروان وجبيل”.
في ملف التنقيب في حقل قانا، أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض “بدء التنقيب في البلوك رقم 9 اليوم وأنه ستصل عملية الحفر إلى عمق 1700م والنتائج الأولية بعد 67 يوماً، واهتمام الشركاء يشي أنّ نتائج التنقيب ستكون إيجابية”. ولفت فياض في حديث تلفزيوني، الى أن “الكونسورتيوم كان يفضّل منذ الأساس التنقيب في البلوك رقم 9، ولكنه كان يخشى قبل الترسيم”، وذكر بأن “البلوك رقم 8 تحرّر وبات بالإمكان مسحه”، مؤكداً بأننا “سنستفيد من الغاز إذا وجد انطلاقاً من العام المقبل”.
أمنياً، وفي ظروف غامضة سقطت طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني بالقرب من ثكنة بحمدون. وأعلنت قيادة الجيش، “عن تحطّم طوافة تابعة للقوات الجوية في منطقة حمانا أثناء تنفيذ طيران تدريبيّ ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة آخر”.
وأفادت مصادر “البناء” أن شهداء الجيش هم: النقيب ج. ح والملازم أول ر. ص. أما الجريح فهو المعاون أ.ص.
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون مستفسراً عن تفاصيل الحادث الذي أدى الى سقوط طائرة مروحية للجيش، كما قدم له التعازي بالضابطين الشهيدين متمنياً للرتيب الجريح الشفاء العاجل.
وليس بعيداً، أعلنت القيادة في بيان آخر، “إحباط محاولة تسلل نحو 700 سوريّ عند الحدود اللبنانية السورية بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم”.
***************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
معارضو فرنجية يواصلون حملتهم على لودريان
ينخفض يوماً بعد يوم سقف التوقّعات حيال زيارة المبعوث الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، خصوصاً بعدَ الرسالة الفرنسية التي تسلّمها 38 نائباً (رؤساء كتل ومستقلّون) تطلب منهم الإجابة خطياً قبل نهاية الشهر الجاري عن سؤالين حول مواصفات رئيس الجمهورية وأولويات عهده الجديد.
ولا تزال ردود فعل قوى «المعارضة» تتوالى على الرسالة التي تمثل «انتهاكاً لسيادة البلد». وكان لافتاً انخراط البطريرك مار بشارة الراعي في الحملة خلال عظة الأحد الأخيرة، إذ تهكّم على طريقة عمل الفرنسيين بالهجوم على الأسئلة الفرنسية. وهو ما عزّز الانطباع بأن زيارة الموفد الفرنسي المتوقّعة قبل نهاية أيلول لن تحدث أي تبديل في الوقائع البالغة السلبية التي تحيط بالملف الرئاسي، ولا سيما أن الفريق المعارض للدور الفرنسي في لبنان وجدَ في الرسالة الفرنسية «حجة قوية للتنصّل من موضوع الحوار» .
مع ذلك أنجزت بعض الكتل النيابية أجوبتها على الأسئلة، مثل كتلة «التنمية والتحرير». بينما تتحضر كتل أخرى لإرسال جواب خطي إلى السفارة الفرنسية مثل التيار الوطني الحر والمردة وكتلة الاعتدال. أما الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد علمت «الأخبار» أنه «سيعقد اجتماعاً الإثنين المقبل لاتخاذ القرار»، مع إشارة مصادره إلى «ميله بالإجابة عن الأسئلة ولن تكون في صف المعارضة، حيث هناك حرص على عدم زعزعة العلاقة مع الفرنسيين على الرغم من وجود ملاحظات كثيرة على أداء باريس في ما خصّ الملف الرئاسي».
وعلى ضفة المعارضة، فقد رفعت من سقف اعتراضها بسبب «معلومات تتحدث عن دور أكبر ستقوم به اللجنة الخماسية، وأن لودريان قد لا يكون وحيداً في زيارته المقبلة، وأن موفدين عن هذه الدول سيرافقونه أو سيزورون لبنان في الفترة نفسها». وأكّدت مصادر هذه القوى أنّ «الاتفاق مع لودريان كان على اجتماعات عمل ثنائية في أيلول نقدّم خلالها ما نراه مطلوباً من مواصفات في الرئيس المقبل وكذلك برنامج عمله، ولم يكن الاتفاق بتاتاً على رسائل وأجوبة خطّية».
من جهتهم، لا يزال نواب «التغيير» يدرسون خياراتهم حيال رسالة لودريان بين الرد الخطي وعدمه، وما إذا كان رداً موحّداً أم لا. وحده النائب الياس جرادة سجّل خرقاً واتّخذ قراره الفردي بالرد على لودريان، وهو بصدد تحضير إجابته.
**********************************
افتتاحية صحيفة النهار
ارتدادات التدقيق الجنائي… إلى داخل القضاء
لم يعد مستغربا الانحسار الواسع في الفترة الأخيرة لمناخات الانشداد الى الملف الرئاسي وتحديدا مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي الى #لبنان جان ايف #لودريان بعدما تبين ان حظوظ اختراق الازمة الرئاسية صارت في ادنى مستوياتها حتى في ظل انفلاش رعاية مجموعة الدول الخماسية ، الولايات المتحدة و#فرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ، التي على رغم “قوة” بيانها الصادر عقب اجتماع ممثليها الأخير في الدوحة فان التاثيرات العملية لقوة دفع البيان الخماسي ظلت قاصرة عن ارغام المعطلين والفريق الذي يوظف الفراغ الرئاسي لخدمة محوره الإقليمي عن التراجع . وفيما يقترب شهر آب من نهايته بما يعنيه التهيب امام حلول أيلول الاستحقاقات المتشابكة لا يبدو ان العد العكسي المبدئي للزيارة الثالثة التي يفترض ان يقوم بها لودريان لبيروت قد بدأ يبلور وقائع جديدة او احتمالات نشؤ مناخ متبادل نحو تسوية ما هذا في حال لم تتبدل اجندة الموفد الفرنسي اذ ان المعطيات الجدية التي تتداولها أوساط على صلة ببعض عواصم المجموعة الخماسية لا تبشر باختراق وشيك او باجواء تشجع على توقع اختراق في الازمة في المدى المنظور .
وما يثير مزيدا من الأجواء الملبدة لدى هذه الأوساط ما كشفته من ان الرهانات التي تزايدت على تحصين التقارب السعودي الإيراني عله يدفع برياح التسوية في لبنان لم تكن في محلها اذ ان تموجات العلاقة الملتبسة بين السعودية وايران لا تزال تبقي لبنان في واقع الانتظار وربما لوقت أطول مما يعتقده كثيرون من الجهات اللبنانية المختلفة .
وفي ظل هذه المناخات والأجواء الثقيلة والملبدة تتوقع الأوساط المعنية ان تتصاعد حماوة الاستحقاقات الداخلية من اقتصادية ومالية واجتماعية مع الاقتراب من أيلول اذ ان “الفترة الانتقالية” التي عاشها لبنان في شهري تموز وآب وسط فورة سياحية ملموسة اقتربت من نهايتها والتأثيرات الإيجابية لموسم الاصطياف لن تصمد طويلا ما دام لا وضع سياسيا مستقرا يعيد توظيف الإيجابيات في الحد الأدنى الممكن .
ولم يكن اكثر دلالة على اشتداد وطأة الاستحقاقات التي تواجهها البلاد من كشف قيادة الجيش احباط دخول 700 سوري في أسبوع واحد بما يشكل مؤشرا خطيرا على ازدياد حركة تهريب الأشخاص عبر الحدود السورية اللبنانية والجهود المتعاظمة التي يبذلها الجيش لمكافحتها . وقد أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في هذا السياق بيانا جاء فيه : ” في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدة من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 700 سوري عند الحدود اللبنانية السورية”.
ترددات التقرير
وفي ظل هذا المناخ بدا لافتا ان ترددات تقرير التدقيق الجنائي لمؤسسة “الفاريز اند مارسال” تصاعدت بقوة عقب إحالة النيابية العامة التمييزية للتقرير على القضاء على رغم الانتقادات التي وجهت الى النيابة العامة لتوزيعها الملف وعدم حصره بجهة قضائية واحدة . والارتدادات هذه دخلت مجددا الى البيت القضائي نفسه اذ افيد امس انّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر تنحى عن ملف التدقيق الجنائي الذي حوله مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات رافضًا تسلمه والتحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة لوجود خصومة بينهما. ولفتت المعلومات إلى أنّه بعد تنحي القاضي ابوحيدر سيتم تحويل ملف التدقيق الجنائي الى القاضي رجا حاموش .
وبالتزامن مع تصاعد هذه الترددات لم تكن اوراق تبليغ الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة حتى يوم البارحة قد عادت من قوى الامن الداخلي الى الهيئة الاتهامية في بيروت للجلسة المقررة امامها بعد خمسة ايام ليمثل امامها سلامة الثلثاء المقبل وتقرير مسألة توقيفه بعد موافقتها على طلب رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر الذي قدمته اثر ترك سلامة بعد الجلسة الثالثة لاستجوابه امام قاضي التحقيق الاول في بيروت بالانابة شربل ابو سمرا في دعوى الحق للعام عليه وعلى شقيقه رجا سلامه ومساعدته ماريان الحويك بجرم الاثراء غير المشروع واختلاس اموال عامة وتبييض اموال وتزوير واستعماله.
وبدا من عدم اعادة اوراق تبليغ الحاكم السابق حتى البارحة للمثول في جلسة مقررة منذ اسبوعين بسبب “تعذر التبليغ” كما حصل في الجلسة السابقة التي كانت حددتها الهيئة الاتهامية في بيروت في التاسع من آب الجاري ان ثمة احتمالا متكررا لعدم مثول سلامة مجددا اذ وفق المعطيات تبين ان هناك عنوانا جديدا اتبع الى عنواني منزليه في الرابية والصفرا في سبيل اتمام هذا التبليغ . ولكن تؤكد المعطيات المتوافرة ل”النهار” انه سواء تبلغ الحاكم السابق او لم يعثر عليه فإن الاجراءات القضائية ستنتهي في نهاية المطاف الى اصدار مذكرة توقيف بحقه سواء كانت هذه المذكرة وجاهية او غيابية ، بحسب مصادر قضائية تبعا للملف الذي بات في عهدة الهيئة الاتهامية منذ اسبوعين .
وعلى صعيد المفاعيل النيابية لتقرير التدقيق الجنائي دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اللجنة الى جلسة تعقد العاشرة والنصف قبل ظهر الإثنين المقبل، وتخصص لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أنجزته شركة “الفاريز اند مارسال “. وكان كنعان وجّه كتابين لوزير المال في حزيران وتموز الماضيين، للحصول على التقرير والمستندات المرتبطة به لعرضه على لجنة المال للمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة.
من جانبه، يعقد “تكتل الجمهورية القوية” مؤتمراً صحافياً يتناول فيه الخطوات القانونية والإجراءات العملية التي ينوي التكتل اتخاذها انطلاقاً من المعطيات والوقائع الواردة في تقرير “ألفاريز أند مارسال” عند الثانية عشرة ظهر اليوم الخميس في مجلس النواب وسيسلّط المؤتمر الضوء على العناوين الأساسية في التقرير وخريطة طريق متابعتها قانونيا وقضائياً.
وفي سياق متصل بالازمات المالية علمت “النهار” أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقع الاعتمادات المطلوبة لحاجات القوى العسكرية والأمنية وفي مقدمها المحروقات. وفيما تقدرّ حاجة مؤسسة الجيش نحو 8 مليون دولار لهذا الشهر، أكدت مصادر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أنه كان قد أبلغ الى القيادات الأمنية أن الأمن في البلاد خط أحمر بالنسبة الى مصرف لبنان، وهي من بين الأولويات التي سيعمل جاهداً لتأمين الدولارات لها، وذلك وفق الاعتمادات التي ستفتحها الحكومة.
وسيعقد منصوري مؤتمراً صحافياً غدا الجمعة، لإطلاع الرأي العام على كل المستجدات التي حصلت خلال شهر من تسلمه مهامه وخصوصاً حيال تأمين الرواتب للقطاع العام والاصلاحات المطلوب تنفيذها من الدولة.
الرئاسة
على صعيد المواقف من التطورات الأخيرة دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مجدداً المسؤولين الذين “من اجل التمادي في هذه الحال، يُعطلون بما لهم من نفوذ، الى انتخاب رئيس للجمهورية يَضع البلاد على الخطّ السليم، فيما تراهم يتستّرون وراء الحوار والتوافق”، مشدداً على أن “الحلّ واحد ودستوري وهو الدخول الى قاعة المجلس النيابي واجراء الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الذين باتوا معروفين،فتكون كلمة الفصل في التصويت وفقًا للمادة 49 من الدستور. وهكذا يضعون حدًّا للمهزلة التي شوّهت وجه لبنان الديموقراطي البرلماني الحضاري”. وجاء كلام الراعي جاء في عظة لدى ترؤسه قداسا احتفاليا على مذبح كنيسة دير يسوع الملك في زوق مصبح، لمناسبة تدشين الكنيسة بعد ترميمها وإضاءة التمثال الذي رفعه الاب يعقوب الكبوشي في حياته الرهبانية .
بعيدا من الأجواء السياسية قام وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي بجولة على مراكز الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامّة – دورتها الاستثنائيّة، فزار ثانوية “ابتهاج قدورة” الرسميّة، ضمن مجمع المدارس في بئر حسن، حيث كان في عداد المرشّحين سيّدة تبلغ من العمر 56 عاماً.
************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
شهيدان وجريح في سقوط طوافة للجيش
كتلة بري تجيب عن سؤالَي لودريان وبو حبيب يحذّر من التوتر جنوباً
في تطور مأسوي، أعلنت قيادة الجيش سقوط طوافة عسكرية واستشهاد ضابطين وإصابة معاون، ووقع الحادث خلال تنفيذ الطوافة طيراناً تدريبياً في منطقة حمانا. وعلم أنّ الشهيدين هما: النقيب جوزف حنا والملازم أول ريشار صعب، أما المصاب فهو المعاون أول أحمد صيدح. ولم يوضح بيان القيادة أسباب الحادث. فيما ذكرت معلومات أن سبب تحطم الطوافة سوء الرؤية والضباب وارتطامها بأشجار الصنوبر في بلدة حمانا.
وفور وقوع الحادث أذاعت قيادة الجيش النبأ على حسابها على منصة «اكس».
من جهة أخرى، وعلى صعيد متصل بعمل الجيش في الجنوب، شرح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب لـ»نداء الوطن» ما سيسعى اليه في محادثاته في نيويورك التي توجه اليها أمس. وهل يحمل صيغة مقترحة لعمل «اليونيفيل»؟، أجاب: «لا أذهب إلى نيويورك كي أتحدّى أحداً أو لأكون سبباً في عرقلة أي اتفاق يتعلّق بالتمديد للقوة الدولية، ما يهمّ لبنان هو تخفيف بؤرة التوتّر الناجم أحياناً عن الاشتباك بين بعض الأهالي وعناصر «اليونيفيل»، والتوتّر الذي تتسبّب به إسرائيل».
وأضاف: «إن معالجة هذين الأمرين ستخفّف احتمالات الحرب وانعكاساتها إقليمياً وتؤمّن الاستقرار للبنان مع بدء استخراج ثروته من الغاز من المياه الإقليمية. هذه هي رسالتنا في نيويورك وليست رسالة تحدٍّ للأميركيين أو لغيرهم، وإذا رفضها مجلس الأمن يتحمّل مسؤولية تردّي الوضع الأمني جنوباً، ولهذا السبب سأعقد اجتماعات مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومع الأمين العام للأمم المتحدة لأنقل هذه الرسالة».
وتابع: «لا يقتصر الموضوع على التمديد لـ»اليونيفيل» وتعديل البند المتعلّق بعملها، بل بأمور أخرى كالحدود وضمان الأمن والاستقرار. وقد اقتنع الأميركيون بأن نبدأ مفاوضات ثلاثية مع «اليونيفيل» كي نكمل إظهار الحدود التي سبق ورسمت عام 1923 وتم تثبيتها عام 1949 وسنكمل مشوار التأكيد عليها». وأوضح أنّ «المسألة لا علاقة لها بـ»حزب الله»، بل بآلية عمل «اليونيفيل» بما يجنّبها التصادم مع الأهالي، وتثبيت الحدود مع إسرائيل».
وعن الصيغة التي تقدّم بها الفرنسيون، قال بو حبيب: «الفرنسيون في حذر دائم وفي تقديرهم أنّ لا قضية في الجنوب غير التمديد لمهام «اليونيفيل»، ونحن نقول أجل هناك قضايا أخرى هي تثبيت الحدود وضمان الاستقرار، وهو ما سبق أن أبلغته الى سفيرة فرنسا السابقة، كما الى سفيري أميركا وبريطانيا، والى سفيري روسيا والصين اللذين جزما بوقوف بلديهما إلى جانب لبنان».
سياسياً، أودعت امس كتلة «التنمية والتحرير» النيابية التي يترأسها الرئيس نبيه بري السفارة الفرنسية في بيروت جوابها عن السؤالين اللذين وجههما الموفد جان ايف لودريان، ويتعلقان بمواصفات الرئيس الجديد للجمهورية وبرنامج عمله. وتعتبر الكتلة أول طرف نيابي أجاب عن سؤالي الموفد الفرنسي الذي طلب انجاز الاجابات قبل نهاية الشهر الجاري، أي قبل عودته مجدداً الشهر المقبل الى لبنان.
وعلمت «نداء الوطن» أنّ ورقة كتلة «التنمية والتحرير» تضمنت الاجابة الآتية:
«في الأولويات، يطلب من الرئيس ترميم العلاقات الداخلية بين المكونات السياسية وإدارة حوار مستدام لمنع الانقسامات والعمل على ترسيخ التوافقات الوطنية بالارتكاز إلى اتفاق الطائف وتحت سقف الدستور بما فيها الاستراتيجية الدفاعية، بناء ثقة العالم والعرب وتجاوز مرحلة القطيعة والعودة الى قواعد حماية المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول. وإقرار الخطة الاصلاحية بالتعاون مع الحكومة والمجلس النيابي (إعادة التوازن المالي وهيكلة المصارف…).
استكمال تطبيق بنود «اتفاق الطائف» لجهة اللامركزية الادارية ومجلس الشيوخ واستقلالية القضاء وتنفيذ قوانين مكافحة الفساد (…) وحل ملف النازحين…».
أما في المواصفات، فعلى الرئيس «أن يكون صاحب حيثية وطنية وحاضراً في الحياة السياسية وله تجربة في العمل الحكومي والإداري، وأن يحسن إدارة التواصل في الداخل والخارج، وأن يلتزم اتفاق الطائف والدستور، وأن يكون مؤمناً بالثوابت الوطنية ويترفّع عن الحسابات الخاصة والأحقاد الشخصية، ومؤمناً بالحوار وحق الاختلاف وعدم جعله سبباً للقطيعة بين الأفرقاء السياسيين، ويقدّم المصلحة العامة على الخاصة».
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مدير «الأمن الداخلي» اللبناني: نحن مستهدفون وهناك من يريد الفوضى لا الاستقرار
اللواء عماد عثمان لـ«الشرق الأوسط»: بعض السياسيين يتعاطون بخفة مع موضوع الأمن
بيروت: ثائر عباس
بعد أقل من تسعة أشهر، وإذا استمرت المراوحة السياسية الحالية في لبنان، سوف تنتقل إدارة قوى الأمن الداخلي، القطاع الأمني الأساسي في البلاد إلى إدارة بالوكالة، على غرار الكثير من المؤسسات الرسمية الأخرى المتأثرة بالفراغ الرئاسي الحاصل، ورفض قوى مسيحية أساسية إجراء تعيينات في غياب رئيس الجمهورية.
بعد تسعة أشهر، تنقص أسبوعا أو تزيد، يبلغ المدير العام لقوى الأمن الداخلي في لبنان اللواء عماد عثمان سن التقاعد. الفراغ غير موجود في قاموس الأمن، فثمة تدابير «ترقيعية» تلجأ إليها المؤسسات لملئه، لكن هذا لا يعني أن الأمور ستسير على طبيعتها الكاملة بعد هذا التاريخ رغم محاولة اللواء عثمان بث روح من الاطمئنان. ويقول: «المؤسسة قادرة على الاستمرار في مهامها، وهي تعج بالكفاءات».
في عقل اللواء عثمان ثمة قناعة بأن القوى الأمنية قادرة على الاستمرار بحكم العقلية التي تحكم أبناءها والانضباطية التي تربيهم عليها. أما لسانه فيقول: «هناك إحساس عال بالمسؤولية، وهذا وحده يبرر استمرار القوى الأمنية في العمل رغم كل الصعاب التي مرت على لبنان منذ عام 2019 في إشارة إلى الأزمة المالية التي تضرب البلاد وأطاحت بسعر صرف العملة الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة، وبالتالي أثرت على القدرة الشرائية لرواتب العسكريين عموما. أما الحافز الأقوى للاستمرار فهو «وجود قناعة لدى القوى الأمنية أن ثمة من يريد الحلول مكانها، وأن ثمة من يريد الفوضى بدلا من الاستقرار». ويضيف: «حياتنا مبنية على الحذر من المجهول».
بعد 40 سنة من الخدمة العسكرية سيخرج اللواء عثمان بتعويض مالي بات لا يذكر بسب هبوط قيمة الليرة اللبنانية، لكنه سيحمل معه «الكثير من الذكريات الجميلة والاعتزاز بإنجازات قوى الأمن التي انتقلت من حال إلى حال، وصمدت رغم الصعاب الكبيرة». لا يسعى اللواء عثمان إلى تمديد ولايته استثنائيا، رغم أنه لن يتهرب من واجبه إذا توصلت الإدارة السياسية إلى مخرج ما يتيح له الاستمرار. أما بعد التقاعد فلا مشاريع واضحة: «سأرتاح قليلا، وأريد أن أكتشف الحياة من وجهة نظر مختلفة عن الحياة العسكرية التي انخرطت فيها منذ أن بلغت 18 عاما». لا تراود اللواء عثمان «أحلام مستحيلة» على غرار بعض القيادات اللبنانية التي «تستثمر وظيفتها لأدوار مستقبلية كبيرة وبعيدة المنال». يقول: «أنا عسكري أقوم بواجبي».
العلاقة مع وزير الداخلية
ورغم كل ما نشر وتردد في الأروقة السياسية ووسائل الإعلام عن خلاف بينه وبين وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، يرفض اللواء عثمان الخوض في تفاصيل العلاقة التي يقال إنها متوترة مع وزير الداخلية. ويقول: «ليست هناك أي مشكلة شخصية، فالعلاقة جيدة».
في عام 2019 ضربت قوى الأمن، كغيرها من مؤسسات الدولة، «لكننا كنا مؤسسين، وبنينا مؤسسة فعالة مختلفة عما كانت عليه سابقا». يقول: «قبل عام 2005 (تاريخ الانسحاب السوري من لبنان) كانت قوى الأمن مكبلة بفعل الأمر الواقع، وتكاد تكون غير قادرة إلا على ضبط حركة السير، لكن بعد ذلك كانت نهضة كبرى قادها أشخاص كاللواء وسام الحسن وغيره من الضباط الأكفاء. أرسلنا ضباطا للتدرب في باريس وغيرها، أنشأنا شعبة المعلومات التي باتت العماد الرئيسي لمحاربة الجريمة والإرهاب. طورنا أنفسنا تقنيا وصار لدينا قوى عسكرية مدربة ومجهزة للعمليات المحدودة يعتمد عليها، وبتنا قادرين على متابعة الوضع الأمني بكل دقة في كل البلاد». ويتابع شارحا كيف تخطى دور قوى الأمن الداخل اللبناني لتصل إنجازاتها إلى الخارج: «فقد حاربنا الإرهاب في دول أخرى وزودناها بالمعلومات والمعطيات التي توفرت لدينا وأثمر هذا عن توقيفات كثيرة وكبيرة في تركيا ودول الخليج العربي وغيرها… ونحن منفتحون على التعاون مع الجميع، إلا إسرائيل العدو الأكبر والخط الأحمر، التي حاربنا خلاياها التجسسية وأسقطنا الكثير الكثير منها، بينها ما هو معلن، وبينها ما بقي قيد الكتمان».
قرار مركزي للأمن
أنشأت قوى الأمن إدارة مركزية للقرار الأمني، فأنشأت القوى السيارة لمواجهة أعمال الشغب والقوى العسكرية للتدخل الأمني وشعبة المعلومات للتدخل التقني والعسكري معا، فيما تقوم المخافر الصغيرة المنتشرة في أرجاء البلاد بدور العين، كما بتلقي الشكاوى تهيئة للتعامل معها.
استهداف للدور
يبدي اللواء عثمان خشيته الكبيرة على وضع قوى الأمن لجهة وجود «استهداف واضح». لا يعطي الكثير من التفاصيل، لكنه يقول: «أحس بوجود خطر على المؤسسة. هناك من يستهدفها لأنها تمسك بالأمن في البلد. لا أريد أن أدخل في التفاصيل، لكن هناك استهداف مباشر لقوى الأمن وغير مبرر. لكن هذه مؤسسة عمرها أكثر من 160 سنة وليس من السهل إنهاء دورها».
منذ «الانهيار الكبير» في عام 2019، لم تحظ قوى الأمن الداخلي بالكثير من المساعدات الخارجية. حظيت بمنحة مائة دولار لكل عنصر لمدة ستة أشهر من الولايات المتحدة الأميركية ومساعدة تقنية من بعض السفارات الغربية، كما بعض المساعدات العينية. لكن المؤسسة تركت وحدها تتدبر أمرها. يسخر اللواء عثمان من مقارنة أجرتها شخصية سياسية، يلمح إلى أنها وزير حالي، بين ما يحصل عليه الجيش اللبناني من مساعدات خارجية وما لا تحصل عليه قوى الأمن، وطرحه سؤال «لماذا لا يجلب اللواء عثمان مساعدات؟»، يقول عثمان: «ليس دوري استجلاب المساعدات. أنا أدير مؤسسة، وأسعى بكل جهدي للحفاظ على حياة الناس، لكن ثمة من لا يريد أن يحافظ على حياة العسكريين».
نقص مساعدات الخارج، يعوض عنه مساعدات الداخل المخصصة لطبابة العسكريين وعائلاتهم في ظل انهيار نظام الأمان الصحي. أنشأت قوى الأمن صندوقا يتلقى التبرعات الداخلية، تدير من خلاله تمويل طبابة العسكريين وعائلاتهم. يصرف الصندوق ما لا يقل عن 20 ألف دولار يوميا، ومداخيله تتفاوت، لكنها تساعد كثيرا في هذا المجال.
الوضع الأمني تحت السيطرة
يجزم اللواء عثمان بأن الوضع الأمني تحت السيطرة. ويذهب إلى أبعد من ذلك، ويؤكد أن الوضع الأمني «مستقر». ويقول: «نحن نلاحق الجريمة وقادرون على ضبطها» لكن ثمة مشكلات أخرى مختلفة الطبيعة، كالبؤر الأمنية التي تنتشر في بعض المناطق والتي تأخذ طابعا عسكريا، كالمخيمات الفلسطينية والقتال الذي يحدث فيها بين فترة وأخرى». إضافة إلى ذلك، يشير اللواء عثمان إلى ملف لا يقل خطرا على الأمن وهو النزوح السوري مع خشية من «أن تتطور المخاوف الأمنية بسببه». ويقول: «هناك جرائم كثيرة ترتبط بالوجود السوري. وهذا يشكل ضغطا على القوى الأمنية وعلى البنية التحتية للسجون في لبنان، إذ إن عدد السجناء السوريين بات يقارب ثلث عدد السجناء في لبنان. وهناك 17.8 في المائة من المحكومين هم من السوريين و43 في المائة من الموقوفين».
باختصار، يؤكد اللواء عثمان أن السيطرة على الجريمة جيدة جدا، لكن الخطر هو انعكاس السياسة على الأمن. من الصعب أن يتحدث رجل الأمن بصراحة في السياسة عادة، لكن الانطباع الذي يخرج به زوار اللواء عثمان يوحي باستياء بالغ من «الخفة» التي يتعاطى بها بعض السياسيين بالموضوع الأمني وعدم حرصهم على تجنب «الخطوط الحمر» ما دام الأمر يفيدهم.
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لا صحة ولا دواء ولا قمح .. وكورونا تعود.. والرئيس مفقود.. ولودريان أمام خيارين
خمسة أيّام متبقية من المهلة التي حدّد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سقفها نهاية آب الجاري، لتقدّم الأطراف السياسيّة والنيابيّة الـ 38، أجوبتها حول مواصفات رئيس الجمهورية ورؤية كلّ طرف لأولويات العهد الرئاسي الجديد.
لودريان عكس في رسالته انّه يعوّل على أجوبة الاطراف اللبنانية، لتشكّل اساساً لإطلاقه حواراً للتنقيب عن توافق على رئيس للجمهورية. ولكن في موازاة هذه الحماسة التي أبداها الموفد الفرنسي لصياغة توافق رئاسي، تسود لغة أخرى في الداخل اللبناني متبادلة بين ضفّةّ قابلة للمشاركة في حوار ايلول، وضفة ضدّ هذا الحوار، وتؤكّد بما لا يقبل أدنى شك أنّ ورود تلك الأجوبة او عدمه، لا يغيّران في واقع الرئاسة المسدود شيئاً، كما لا يدفعان إلى المجازفة في افتراض ايجابيات او حصول اختراقات غير متوقعة، لا في ايلول ولا حتى ما بعد مدى زمني طويل.
إبرة تحفر جبلاً
وعلى ما يقول مواكبون للمسعى الفرنسي لـ«الجمهورية»، فإنّ «مهمّة الموفد الفرنسي من أساسها اشبه ما تكون بإبرة يحفر فيها لودريان جبل التعقيدات وصخور التناقضات، وخصوصاً انّ هذه المهمّة تعتريها نقاط ضعف جوهرية:
اولاً، لأنّها لم تنطلق من الأساس على أرضية صلبة، يفترض ان توفّرها لها اللجنة الخماسية.
ثانياً، لأنّها ليست محصّنة بمبادرة خارجية جدّية لحل رئاسي، لا من اللجنة السداسية ولا من اي طرف دولي آخر.
ثالثاً، لأنّها من لحظة انطلاقتها مصطدمة بحاجز صدّ لبناني صلب مانع لنجاحها، وتفتقد إلى الحدّ الأدنى من القدرة على تغيير واقع لبناني منقسم على ذاته سياسيّاً ورئاسيّاً، ولم ينفع معه ترغيب او ترهيب، والتنقيب على توافق رئاسي بين مكوناته، امر مستحيل.
خياران
هذه الصورة التشاؤميّة تطبع المشهد الداخلي حالياً، والأوساط السياسية على اختلافها تجمع على انّها لا تؤسس لا إلى حوار جدّي ومجدٍ، ولا الى انفراج في ايلول، بل ربما تفتح على مجالات اكثر سواداً، وعينها على لودريان، ترقباً للخطوة التالية التي سيُقدم عليها في ايلول. وفي هذا الإطار قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ «شهر ايلول المقبل يشكّل خط النهاية للمسعى الخارجي، ولا يبدو في الأفق ما يؤشر الى أي اختراقات. وحتى ولو وضعت سلبيات الواقع اللبناني لودريان امام خيار من اثنين؛ إمّا أن يعلن لودريان استسلامه وينعى مهّمته، او ان يقرّر أن يردّ الكرة الى ملعب المعطّلين ويتجاوز اعتراضاتهم ويكمّل في اتجاه اطلاق حوار بمن حضر، وليتحمّل المعترضون مسؤولياتهم. فكلا الخيارين يؤديان إلى النتيجة ذاتها اي إلى الفشل، فشل المهمّة من أساسها، وفشل الحوار بمن حضر في تحقيق اي خرق. والنتيجة الأهم لهذا الفشل انّ لودريان سيترك اللبنانيين يتخبّطون في فشلهم، ويغادر هو في إجازة قبل الالتحاق بموقعه الوظيفي الجديد كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية في العلا (أفالولا)، المسؤولة عن التعاون مع السلطات السعودية لتطوير السياحة والثقافة في منطقة العُلا».
فرصة إضافية!
وفي سياق متصل، اكّدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ«الجمهورية»، انّ لودريان سيكون في بيروت في بدايات شهر أيلول، وعلى الأرجح خلال الاسبوع الثاني منه، ولم يطرأ اي تعديل في شأن برنامج الزيارة حتى الآن. الاّ انّ المصادر عينها، لم تجزم بانعقاد الحوار الرئاسي الذي يسعى اليه الموفد الفرنسي، بل انّها اكتفت بالقول: «في برنامج السيد لودريان جولة مشاورات يجريها مع الأطراف اللبنانيين، وبناءً على الخلاصات التي يصل اليها خلالها، وكذلك على الخلاصات التي سيكوّنها من الاجوبة عن رسالته، سيقرّر ما إذا كان سيمضي في الحوار، او لمنح فرصة اضافية للبنانيين.
تحرّك نوعي
إلى ذلك، وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ الاطراف التي تسمّي نفسها معارضة سيادية وتغييريّة واستقلالية، تحضّر نفسها لما سمّته مصادرها «تحركاً نوعياً في ايلول، للتصدّي لأي محاولة سواء بالحوار او غير الحوار، تمكّن «حزب الله» من خطف البلد».
وأدرجت المصادر عدم المشاركة في الحوار الذي يحضّر له لودريان في سياق تموضعها على الخط النقيض لـ«حزب الله»، وكذلك على خط المواجهة لأي تسوية رئاسية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية يحكّم الممانعة بلبنان، وكشفت عن اتصالات تجري على اكثر من صعيد لجذب سائر التوجّهات السياسية والنيابية، لقطع الطريق على اي تسوية او اي صفقة، كمثل التي يُعمل عليها في ما يسمّى الحوار الجاري بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
الحزب والتيار
على أنّ معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» تخالف كل الفرضيات التي تحدثت عن تقدّم نوعي في المحادثات الجارية بين الحزب والتيار، وبحسب مطلعين من كثب على أجواء الطرفين، «فإنّ النقاش يدور في أجواء موضوعية وصريحة، ولكن لا شيء نوعياً حتى الآن، لا نقول انّ أفق التفاهم مسدود، بل انّ المسار طويل».
مثلث الحل
في هذه الأجواء تبرز قراءة مرجع مسؤول، حيث اكّد لـ«الجمهورية»، انّ «الحوار الداخلي على أهميته وضرورته، سواء أكان ثنائياً بين اطراف معينين او شاملاً بين كل الاطراف، يبقى بلا اي معنى وبلا اي نتيجة، إن لم يكن مرفودا، ليس بدعم كلامي كالذي سمعناه من اللجنة الخماسية، بل بدعم جدّي جداً من «مثلث الحل» الاميركي – السعودي – الايراني، فحتى الآن أضلع هذا المثلث لم تلتق او تتقاطع على حل لبناني. وفي انتظار ان تلتقي تلك الاضلع سنبقى نراوح مكاننا، علماً انّ في الأفق بعض المؤشرات المشجعة، التي تبدّت اخيراً بين الايرانيين والاميركيين في الإفراج عن الأرصدة والاسرى، وايضاً بين الايرانيين والسعوديين والخطوات التقاربية اللافتة. وضمن هذا السياق، ينبغي التعمّق ملياً في البيان الصادر قبل يومين عن مجلس الوزراء السعودي، وما فيه من ايجابيات تعني الطرفين وكل ما يتعلق بهما».
الاّ انّ قراءة المرجع عينه لم تخل من قلق وخوف من عاملين، «الاول العامل الاسرائيلي، وسط الحديث المتزايد في المستويات السياسية والأمنية الاسرائيلية عن قرب المواجهة العسكرية مع «حزب الله»، والثاني هو العامل الفلسطيني وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، حيث انّ ذيول المعارك الاخيرة التي شهدها المخيم لم تنتهِ بعد، بما ينذر باشتعال فتيل المخيم من جديد في اي لحظة، الاّ اذا نجحت الاتصالات الجارية في الاتفاق على تسليم المطلوبين المسؤولين عن اغتيال القيادي في حركة «فتح» ابو اشرف العرموشي».
أزمات
إلى ذلك، وفي موازاة هذه الصورة السياسية الملبّدة، عاد لبنان ليتخبّط في بحر هائج بالأزمات، فمن الأمن المهزوز في البلد وتفلّت السلاح والزعران، الى فلتان الأمن الغذائي، وتفلّت الاسواق بالمواد التموينية والغذائية الفاسدة والسلع المهرّبة، الى تفلّت الاحتكار واختلاق الأزمات كأزمة الطحين والخبز التي بدأت تلوح في الأفق جراء الشح في مخزون القمح والحبوب، الى انعدام الأمن الصحي، وأخطر ما فيه إخفاء الادوية، ولاسيما ادوية السرطان، ورفع اسعارها إلى ارقام خيالية. والأخطر ايضاً في هذا المجال، هو عودة فيروس كورونا ليحلّ ضيفاً ثقيلاً على اللبنانيين، ويضعهم جميعاً كأهداف سهلة لضربهم.
الابيض يحذّر
في هذا الإطار، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض الذي قال: «تناول الإجتماع الوضع الوبائي في لبنان وخصوصاً وباء كورونا، فهناك تزايد في أعداد الإصابات، وهذا الأمر نشهده عادة في موسم الصيف، وتقوم وزارة الصحة بترصّد الحالات في المستشفيات وخارجها، وحالياً تفيد الأرقام التي لدينا، بأنّ هناك تزايداً في الحالات، ولكن الوضع في المستشفيات تحت السيطرة، وهناك حالات قليلة جداً تحتاج للعناية المركّزة، ولذلك نكّرر تشديدنا على الوقاية، ونحن ننصح المرضى الذين يعانون من امراض مصاحبة، والأكثر عرضة للإصابة بأن يأخذوا اللقاح لحماية انفسهم. كما ننصح من لديهم عوارض بتجنّب المخالطة، وكل من لديهم مشاكل في المناعة بأن يستعملوا وسائل الحماية الشخصية كالكمامة وغيرها. وإنّ وزارة الصحة ستطلع المواطنين على اي جديد حول هذا الموضوع».
أضاف: «اما بالنسبة الى أدوية السرطان والأمراض المستعصية، فهذا الأمر خط أحمر، موضوع الدعم مستمر والتمويل موجود، وهذا سيكون محور اللقاء بين رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري للاستمرار بالآلية المتبعة لتأمين هذه الأدوية للشعب اللبناني».
مؤتمر منصوري
مالياً، فيما يعقد حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري مؤتمراً صحافياً في الحادية عشرة من قبل ظهر غد الجمعة، لوحظ انّ تقرير «الفاريز اند مارسال»، بدأ يتفاعل قضائياً وسياسياً. حيث اعلن النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر تنّحيه عن ملف التدقيق الجنائي الذي حوله مدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، رافضًا تسلّمه والتحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة لوجود خصومة بينهما. وقد أفيد بأنّ هذا الملف سيتمّ تحويله الى القاضي رجا حاموش.
وفيما تقرّر عقد جلسة للجنة والمال والموازنة النيابية الاثنين المقبل لمناقشة التقرير، يعقد تكتل «الجمهورية القوية» مؤتمراً صحافياً اليوم، يتناول فيه الخطوات القانونية والإجراءات العملية التي ينوي التكتل اتخاذها انطلاقاً من المعطيات والوقائع الواردة في تقرير «ألفاريز أند مارسال».
عين ابل
على الصعيد الأمني، وفيما يُنتظر جلاء التحقيقات في حادث انقلاب شاحنة «حزب الله» في الكحالة، زار وفد من بلدة عين ابل الجنوبية امس وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، وضمّ الوفد عائلة الياس الحصروني وكاهن رعية كنيسة السيّدة في عين إبل الأب حنا سليمان ورئيس بلدية عين إبل عماد اللوس.
وقال اللوس بعد اللقاء: «تحدثنا بموضوع الشهيد الياس الحصروني ولنا ملء الثقة بمعالي الوزير، نظراً لاهتمامه المستمر بسير التحقيقات التي تأخذ منحى صحيحاً بمتابعة منه يوماً بيوم، ولقد طمأننا الوزير مولوي انّ التحقيقات ستصل إلى خواتيمها، وأكّد لنا انّه يتابع التحقيق بكل شفافية وجدّية»، وامل اللوس ان «تظهر كل المعطيات ليُعرض الملف على القضاء المختص في أقرب وقت ممكن».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تحوُّل في حاكمية المركزي: إنتهى زمن القروض بين الدولة والمصرف
المعارضة تتفكَّك واللامركزية ترفع أسهم فرنجية.. واستشهاد ضابطين بتحطم مروحية
اليوم 24 آب، سيدخل تاريخ تحوّل لبنان الى بلد نفطي، اذ ستبدأ منصة الحفر في البلوك رقم 9 عمليات الحفر المفترض ان تستمر ما لا يقل عن 100 يوم، لتبيُّن الخيط الابيض من الاسود، في ما خص تأكيد النفط والغاز، والامكانيات الممكنة لاستخراجه في غضون السنوات القليلة المقبلة.
بالتزامن كان الحاكم بالإنابة لمصرف لبنان وسيم منصوري يجمع المجلس المركزي في اجتماعه الاسبوعي، للبحث في الوضع المالي واحتمالاته، في ضوء الضغوطات المحدقة، والطلبات المتعددة على العملة الصعبة، مع تشدّد الحاكم الجديد بعدم المسّ تحت اي اعتبار، بالاحتياطي الالزامي لدى المركزي، وذلك لأول مرة بعد مغادرة الحاكم السابق رياض سلامة.
وفي المعلومات ان منصوري سيعقد مؤتمراً صحفياً عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد في مقر المصرف، يتحدث فيه عن كيفية تعامل المركزي مع عدد من المستحقات الملحة.. ومنها رواتب العاملين في القطاع العام «بالفريش» دولار.
وسيتناول منصوري طريقة عمل المصرف لجهة الشفافية واعطاء ارقام دقيقة، فضلاً عن الموجودات الخارجية لدى «المركزي».
وكان منصوري اكد انه على استعداد للتعاون مع الاجهزة القضائية، وتزويدها بكل ما تحتاج اليه، فضلاً عن توفير ما يلزم لجهة رفع السرية، او ما تحتاج اليه الاجهزة الامنية.
وحسب معلومات «اللواء» سيتناول منصوري الوضع النقدي العام للمصرف المركزي والعلاقة بين المصرف و الدولة، لكنه سيؤكد موقفه بعدم تمويل الدولة من الاحتياطي الإلزامي.
والتقى منصوري امس، النواب مارك ضو و وضاح الصادق وميشال الدويهي بحضور نائبي الحاكم بشير يقظان وسليم شاهين، وتمحور اللقاء حسب بيان للنواب «حول سياسات مصرف لبنان الحالية التي تهدف إلى الاستقرار المالي وحفظ أموال المودعين وما تبقى من احتياطي لدى مصرف لبنان. وتمت مناقشة الخطوات اللازمة لتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وضرورة تفعيل المحاسبة خاصة بعد تقرير «ألفاريز ومارسال» حيث أيّد النواب استقلالية مصرف لبنان والتقيّد بقانون النقد والتسليف وضرورة عدم إقراض الحكومة أو أي من مؤسسات الدولة».
وفي البيان ايضاً: واقى النواب رداً ايجابياً على مطلبهم من قبل الحاكم بالانابة ونواب الحاكم، الذين أشاروا الى استعدادهم للطلب مباشرة من «ألفاريز ومارسال» استكمال التدقيق الجنائي، وتقديم كافة المعلومات التي ذكر انها منقوصة في التقرير، كما التعاون الكامل بما فيه مقابلة موظفين من المصرف المركزي. وأبلغ ممثلو مصرف لبنان النواب انهم أوقفوا العقد والدفعات للشركة الفرنسية التي استأجرت الشقة باسم والدة ابنة رياض سلامة، وسيتخذوا الإجراءات اللازمة للادعاء على الشركة لتحصيل التسديدات غير المبرّرة التي أعطيت لها.
اضاف: اعترض النواب على طلب عقد الإقراض بقيمة مليار و200 مليون الذي تقدم به ممثلو مصرف لبنان من لجنة الإدارة والعدل، حيث أكد الحاكم بالانابة ان «العرض لم يعد قائماً والتوجّه حالياً الى رفض أي عقود للقروض ما بين الدولة اللبنانية ومصرف لبنان».
وسط الاستعصاء السياسي، وانقطاع اواصر الاتصال والحوار بين المكونات اللبنانية، وهواجس الاعتكاف لدى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، تفاقمت المشكلات الحياتية والصحية، وحتى الغذائية. وكشف النقاب عن فساد في الغذاء، عبر ادخال ما اسماه «مافيات منظمة عبر شركات واشخاص ادخال ادوية زراعية سامة الى الاسواق، يديرها شخص سوري»، داعياً الرئيس ميقاتي لعقد اجتماع طارئ مع وزراء الصحة والبيئة والزراعة والعدل لرفع الضرر عن المواطن، كاشفاً عن عزمه تقديم إخبار للنيابة العامة التمييزية، داعياً القضاء الى التدخل بسرعة، مع عودة المخاوف من موجة جديدة من موجات انفلات فايروس كورونا، بعد الذي اعلنه وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض عن الاصابات بالمتحور الجديد للفايروس، داعياً الى «الحيطة والحذر».
انتهاء تمويل سفر أبو حبيب
انتهت الاشكالات المالية التي اخّرت سفر وزيرالخاريجة عبد الله بوحبيب الى نيويورك لمواكبة الاتصالات الجارية بين اعضاء مجلس الامن الدولي بشأن التجديد لقوات اليونيفيل نهاية هذا الشهر، وغادر الوزيربيروت عصر امس، وسط اجواء اوساطه مفادها انه سيقوم بواجبه وبدوره مع الدول المعنية بهدف إدخال التعديلات التي يطلبها لبنان على قرار التجديد اياً تكن الاجواء الدولية المُسرّبة حول الموضوع.
وحول الموضوع ذاته، أصدر المكتب الإعلامي في وزارة المالية بياناً «توضيحاً للّغط الحاصل حول تمويل سفر وزير الخارجية والوفد المرافق إلى نيويورك»، قالت فيه: ان التأخير الذي حصل لا تتحمل مسؤوليته وزارة المالية، لأن هذا التأخير في تأمين كلفة التغطية ناتج عن اغفال في لحظ الاعتماد المتوجب العمل على إعداده من قبل الجهات الإدارية في وزارة الخارجية وحتى عن متابعة معاملاتها، التي على اساسها يتسنى لوزارة المالية صرف المبلغ المطلوب، علما أن مديرية المالية العامة قد وقعت قرارا أجازت فيه لمديرية الخزينة دفع سلفة طارئة قدرها مليار ليرة لبنانية في 18 تموز 2023 وهي سلفة قادرة على تغطية كلفة السفر البالغة 9.092 دولار أميركي.
تمويل النفقات الأخرى؟
وبقيت الاشكالات المالية الاخرى العالقة حول نفقات الدولة لتشغيل الكهرباء والتعليم الرسمي قبيل انطلاق العام الدراسي ودفع الرواتب والمستحقات بالدولار، وحيث تفيد معلومات «اللواء» ان مصرف لبنان المركزي على موقفه بعدم المسّ بالاحتياطي ولتنفق الحكومة من ايراداتها، وهو يعتبر انه لم يكن من داعٍ لإستيراد باخرتين من شركة خاصة (كورال) لزوم الكهرباء فالخزانات مليئة والجباية تحسنت كثيرا في مؤسسة كهرباء باعترافها حيث اعلت أنها للمرة الاولى حققت توازنا بين النفقات والجبايات ويمكنها تسديد نفقاتها من مواردها.
التدقيق الجنائي يتفاعل
وفي الاطار المالي ايضا، افيد انّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر تنحى عن ملف التدقيق الجنائي الذي حوله القاضي غسان عويدات رافضاً تسلمه والتحقيق مع رياض سلامة لوجود خصومة بينهما. وسيتم تحويل ملف التدقيق الجنائي الى القاضي رجا حاموش.
ودعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اللجنة الى جلسة تعقد العاشرة والنصف قبل ظهر الإثنين المقبل، وتخصص لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أنجزته شركة الفاريز ومارسال.
وكان كنعان وجّه كتابين لوزير المال في حزيران وتموز الماضيين، للحصول على التقرير والمستندات المرتبطة به لعرضه على لجنة المال للمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة.
واعلن عضو مجموعة نواب «التغيير» النائب ابراهيم منيمنة عبر منصة «اكس»، انه تقدّم امس والنائبين ياسين ياسين وفراس حمدان، بطلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، واعطائها بعض صلاحيات قضاة التحقيق حول موضوع التجاوزات التي حصلت في مصرف لبنان بعد نشر تقرير التدقيق الجنائي من قبل شركة «الفاريز آند مارسيل».
ويعقد تكتل الجمهورية القوية مؤتمراً صحافياً عند الثانية عشرة ظهراليوم الخميس في مجلس النواب. يتناول فيه الخطوات القانونية والإجراءات العملية التي ينوي التكتل اتخاذها انطلاقاً من المعطيات والوقائع الواردة في تقرير التدقيق الجنائي، وسيسلّط المؤتمر الضوء على العناوين الأساسية في التقرير وخريطة طريق متابعتها قانونيا وقضائياً.
فياض يعلن المسح بالبلوك 8
بإنتظار بدء شركة توتال الحفر في البلوك رقم 9 اليوم، يعقد وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض مؤتمرا صحافيا في الثانية عشرة من ظهر اليوم الخميس ايضافي مبنى الوزارة في كورنيش النهر في بيروت، يعلن فيه منح رخصة استطلاع للقيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في الرقعة رقم 8 في المياه البحرية اللبنانية وذلك تأكيدا لسيادة لبنان على هذه المياه بعد انجاز الترسيم الحدودي.
رئاسيات
على صعيد الاستحقاق الرئاسي، لازال انتظار انهاء الكتل النيابية اجوبتها على مراسلة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيد الموقف، على ان تتسلمها السفارة الفرنسية نهاية هذا الشهر، فتخضع للجوجلة الفرنسية ويحملها لودريان الى مجموعة الدول الخمس لتبني عليها المبادرة اوالخطوة المقبلة التي ستقوده مجددا الى بيروت.
ووضعت كتلة التنمية والتحرير جوابها على رسالة لودريان، مشيرة الى ان لا تغيير في المواصفات التي اعلنها الرئيس بري ، لجهة الحيثية المسيحية والوطنية، والايمان بالحوار والتواصل بين المكونات مع احترام الطائف والدستور.
ورصدت مصادر سياسية على هامش الاتصالات الجارية لملاقاة موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان الشهر المقبل، تباينا بين بعض مكونات المعارضة ولاسيما منهم النواب التغييرين، في كيفية مقاربة هذه المهمة، استنادا إلى ماورد في البيان الصادر عنها الاسبوع الماضي، والذي يوصف من قبل بعضهم، بالتعاطي السلبي اومايشبه باقفال الباب امامها نهائيا، وهو ما يضر بمصلحة المعارضة ويضعف موقفها، بينما يتطلب الامر الانفتاح والتعاطي الايجابي وإبلاغ موقف المعارضة وجها لوجه للموفد الفرنسي.
ولاحظت المصادر ان هذا التباين انعكس بقوة على وحدة وتضامن المعارضة فيما بينها، وقد يؤدي في حال استمراره إلى تقلص عدد مكونات المعارضة إلى مادون الثلاثين نائبا، في المواجهة الحاصلة، لانتخاب رئيس الجمهورية، وخلل في موازين القوى السياسية، لصالح الثنائي الشيعي وحلفائهما، اذا توصلت الاتصالات والمساعي المبذولة لإعادة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى بيت طاعة التحالف مع حليفه الوحيد حزب الله، تحت عناوين الاستجابة لما يمكن من مطالبه المغلفة بطابع الاصلاح المزيف، ويفتح الطريق لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، لاسيما وان الاتصالات الجارية سجلت تواصلا للعديد من النواب المعترضين على موقف المعارضة المغلق، مع الديبلوماسية الفرنسية مباشرة اوبالواسطة بعيدا عن الاعلام، لتوضيح مواقفهم، وإبداء نيتهم بالتعاطي المنفتح مع مهمة لودريان واظهار الرغبة بتسهيل هذه المهمة.
وفي المقابل نشطت الاتصالات والمشاورات بين نواب وشخصيات من الثنائي الشيعي ونواب مستقلين، لاقناعهم بالتعاطي الايجابي وباتخاذ مواقف مؤيدة لانتخاب فرنجية للرئاسة، ما يدفع عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية قدما إلى الأمام.
واعتبرت المصادر ان التحدي الذي يواجه مكونات المعارضة، هو الحفاظ على تضامنها ووحدتها الذي ظهرت فيه بمواجهة مرشح الثنائي الشيعي فرنجية او رفضها لعقد جلسات تشريعية لمجلس النواب مؤخرا، وعدم الانجرار لمغريات وهمية، ان كان من الجانب الفرنسي او الثنائي الشيعي، الذي يجهد لشرذمة واضعاف المعارضة لتمهيد الطريق لانتخاب فرنجية للرئاسة، مع العلم ان صعوبات وعقبات محلية واقليمية ودولية لم تتخذ حتى تاريخه.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي تقدم في الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر لا يزال يسير في خطى بطيئة ولا يمكن أن يخرج بالنتيجة سريعا لاسيما أن نقاط البحث بين الفريقين لا تقتصر على الملف الرئاسي وأشارت إلى أن ما قاله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في رفض فرض رئيس ماروني على التيار خارج عن تمثيله وقناعاته يعني أن أي مقايضة في الاستحقاق الرئاسي لم تنضج بعد.
ولفتت إلى أن ما من اتفاق بينهما بعد على المرشح الرئاسي وفي الأصل لم تصل المفاوضات بينهما إلى هذه التقطة وأكدت أن النائب باسيل متمسك بمبدأ اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة انما لا تزال تشكل محور رفض الحزب، مشيرة إلى أنه عندما يحين موعد التفاهم بينهما فإن الأمور تبقى قابلة للحل.
وفي السياق، كشف رئيس «تيار الكرامة» وعضو تكتل «التوافق الوطني» النائب فيصل كرامي ان الرسالة الفرنسية وصلته، وان مشكلة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية هي مشكلة سياسية وليست مشكلة برلمانية. وقرأتها مرة ومرتين، وإني ارى ان لودريان اخطأ في المضمون حول السؤالين اللذين طلب جواباً مكتوباً عليهما، والسؤالان يتعلقان بمواصفات ومهام رئيس الجمهورية العتيد، لذلك علينا ان نوضح للسيد لودريان بأن لا احد في لبنان يمكنه ان يحدد لرئيس الجمهورية مهمات بشكل مسبق.
ورحب كرامي بالحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر واستطرد قائلاً:»لكني اقول بكل صراحة بأن اي شيء ينتج عن تفاهم الحزب والتيار هو غير ملزم إلّا لهما، وبالتالي لا قيمة قانونية لأي تفاهمات تتعلق بشكل ومسارات وسياسات الدولة اللبنانية، خصوصا اذا كانت تخالف اتفاق الطائف والدستور اللبناني، اقول ذلك بوضوح ومحبة خصوصا ان الطرفين تربطنا بهما علاقات جيدة.
وأعلن عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله ان «تكتل اللقاء الديموقراطي لم يحسم قراره بعد حول الرد على الاسئلة الفرنسية»، موضحاً ان «القرار يعود لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط الذي تسلم الرسالة، وبعد انتهاء المشاورات داخل التكتل .
وفي موقف جديد، قال رئيس حزب الوطنيين الاحرار وعضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون: لمسنا في اللقاء بيننا وبين النائب طوني فرنجية تأييده للامركزية الادارية التي نعول عليها كمشروع ممكن ان يشكل حلا للازمة اللبنانيية. وانا كنت قد اعلنت سابقا عن استعدادي لانتخاب المرشح فرنجية للرئاسة في حال التزامه بالدستور وبتطبيق اللامركزية الادارية والمالية. حتى اننا مع التيار الوطني الحر اذا ما دفع حزب الله الى القبول باللامركزية الموسعة.
سقوط طوافة و3 شهداء للجيش
الى ذلك، سقطت امس طوافة تابعة للجيش اللبناني، في منطقة حمانا اثناء مهمة تدريبية، واستشهد من جراء ذلك النقيب جوزف حنا، والملازم اول ريشار صعب، واصيب الرتيب محمد صيدح بجروح.
********************************
افتتاحية صحيفة الديار
لبنان يُكثّف جهوده عشية قرار «التمديد» الأممي والتعديلات تتعدى «حرية حركة اليونيفيل»
مأساة جوية عسكرية وسقوط شهيدين للجيش – دوللي بشعلاني
يبدو أنّ أيلول سيكون باستحقاقات عدّة مبلول، مع عدم حصول اي إنفراج في آب الذي يُشرف على نهايته باستثناء محطّة تاريخية ستُسجّل في عُمر الوطن، إن كُتب له تدفّق الثروة النفطية من أعماق مياهه الجنوبية التي يُعوّل عليها لحلّ أزماته وسدّ ديونه. فاليوم في 24 آب 2023، تبدأ عملية حفر البئر الأولى الإستكشافية في حقل “قانا” في البلوك 9 الجنوبي.
أمّا الإستحقاقات التي يُواجهها لبنان، فأوّلها ديبلوماسي في الأمم المتحدة عشية التجديد لقوة الأمم المتحدة “اليونيفيل” الخميس المقبل، وتأمل أوساط ديبلوماسية واسعة الإطلاع أن يتمكّن من تمرير هذا الأمر مع التعديلات التي يُطالب بها لبنان حول مواكبة الجيش اللبناني لقوّات “اليونيفيل” في دورياتها في منطقة عملها في الجنوب، وشطب الفقرة المتعلّقة بأنّ «اليونيفيل لا تحتاج الى إذن مسبق للإضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وأنّه يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقلّ». فضلاً عن «دعوة الأطراف الى ضمان حرية حركة «اليونيفيل»، بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المُعلن عنها».
وثانيها، رئاسي لا سيما مع انتظار الزيارة الثالثة للموفد الشخصي للرئيس الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان المرتقبة في أيلول المقبل، والتي لم يُحدّد موعدها بعد، بعد الزيارتين اللتين قام بهما في حزيران وتمّوز الفائتين. وتأتي في ظلّ إمكانية حصول التفاهم المرتقب بين «التيّار الوطني الحرّ» و»حزب الله»، علّه يُسهّل عملية انتخاب رئيس الجمهورية التي باتت أكثر من ملحّة.
وثالثها ورابعها وخامسها واللائحة تطول، يتعلّق بحياة المواطن اليومية على أبواب موسم الخريف، من العام الدراسي، الى الأوضاع الصحيّة مع عودة وباء «كورونا» وصولاً الى توقّع غلاء السلع والمواد الغذائية وارتفاع بأسعار الوقود والمازوت المستمرّ وغير ذلك.
هذا ويعقد يعقد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، مؤتمراً صحافياً في الطابق السابع من مبنى مصرف لبنان، في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد الجمعة لشرح القرارات المتخذة فيما يتعلّق بالصرف وعدم المساس بالإحتياطي في المصرف المركزي.
بدء الحفر اليوم
بداية، مع الخبر الإيجابي الذي يُشكّل بقعة ضوء في العتمة التي يعيشها اللبنانيون منذ سنوات، وهو انطلاق عملية الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط اليوم الخميس في حقل «قانا» في البلوك 9. على أنّ موعد إعلان نتيجة التنقيب فيه سيحصل بعد 67 يوماً أي في أواخر تشرين الأول المقبل، على ما أعلن وزير الطاقة وليد فيّاض، ويتزامن مع مرور عام على الشغور الرئاسي، فيما لم تُفلح القوى والأحزاب السياسية حتى اليوم في تنقيبها في الداخل، ولا مع دول الخارج في اكتشاف إسم رئيس الجمهورية الجديد للبنان.
وتقول أوساط ديبلوماسية مطّلعة لجريدة «الديار» بأنّ «التفاؤل عن وجود كميات تجارية في الموقع الذي سيبدأ فيه الحفر اليوم، قائم بدرجة كبيرة لأنّ المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية قد أظهرت إمكانية عالية لوجود إكتشافات لا سيما في البلوكين 8 و9. على أمل أن تكون التقديرات صحيحة وفي مكانها، لا أن تأتي كلفة التنقيب والاستكشاف أعلى من المردود المرتقب».
وإذ يأمل لبنان بسمع خبر مفرح من شركة «توتال» بعد نحو شهرين، تجد بأنّ التنقيب في البلوك 9 يأتي تزامناً مع حرب أوكرانيا وحاجة القارّة الأوروبية الى الغاز، وفي إطار «استفادة إسرائيل» كونها موقّعة على عقود مع الشركات النفطية الدولية.. وهذه العوامل من شأنها تسهيل العملية، وليس عرقلتها، فضلاً عن موقف المقاومة إذ أصرّت على أنّ العدو لا يُمكنه أن يُنتج إلّا إذا رُفع الحظر بالتنقيب عن لبنان، ما يعني أنّ القوّة الردعية أعطت ثمارها. الى جانب إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بداية عهده على إصدار مراسيم التلزيم، على ما ذكّر أخيراً، الأمر الذي أوصلنا الى هذا اليوم. ولأنّ الأميركي لا يهمّه سوى مصلحة «إسرائيل» سارع الى توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية عبر وساطته.
وأضافت الأوساط نفسها بأنّه صحيح أنّ المردود المالي لن يحصل عليه لبنان قبل 6 أو 7 سنوات من الآن، غير أنّه بمجرّد الإعلان عن اكتشاف الكميات التجارية، ونأمل ذلك، يدخل لبنان عندها في نادي الدول النفطية، وتقوم دول الخارج بمدّ يدها له مُجدّداً على مختلف الصعد. ولفتت الى أنّها لا تريد التفكير بما يقوله البعض عن أنّ «توتال» ستُعلن عن عدم وجود كميات، على غرار ما حصل في البلوك 4، لأنّ ذلك سيفتح الباب على أمور خطيرة تُترك لأوانها.
التجديد لليونيفيل
وفي موضوع التجديد لقوّة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفيل» المرتقب مناقشته في مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، يوم الخميس المقبل في 31 آب الجاري، على أنّ تجديد ولايتها يتمّ سنوياً بناءً على طلب الحكومة اللبنانية، فقد غادر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب بيروت بعد ظهر يوم أمس، بعد حصوله على سلفة خزينة لتغطية تكاليف السفر، متوجّهاً الى نيويورك على رأس وفد ديبلوماسي لمواكبة المفاوضات حول قرار تمديد ولاية اليونيفيل الجديد.
فما الذي حقّقه المفاوض اللبناني في مسار التفاوض حول قرار التمديد لليونيفيل؟ تقول أوساط ديبلوماسية واسعة الإطلاع لجريدة «الديار» إنّ «مسار التفاوض مستمرّ حتى الساعة، وقد بدأنا فيه منذ حزيران الفائت من قبل بعثة لبنان الدائمة في نيويورك، ولا يزال مستمرّاً». أمّا المقترحات التي قدّمها لبنان فقد جرى اعتمادها بعد أن شرّحت البعثة مسودة مشروع القرار ولا يزال يسير بها. والمسار التفاوضي طويل ومستمرّ وأبوابه لا تزال مفتوحة حتى الرمق الأخير». وأكّدت أنّ المفاوضات تشتدّ في الفصل الأخير أي في الأمتار المئة الأخيرة، والجهود تتكثّف جدّاً، واللقاءات الثنائية كثيرة. واللعبة الديبلوماسية، بحسب قولها، لا تُلعب في الأسبوع الأخير من اعتماد القرار أبداً. فالمفاوضات عملية تراكمية وصيرورة طويلة، وقد اشتدت الأمور منذ بداية آب الجاري.
وفيما يتعلّق بالتعديلات، أوضحت الأوساط أنّه لا يُمكنها إماطة اللثام عنها، لأنّها مستمرّة. ولكن تستطيع القول بأنّ ثمّة تعديلات جيدة قد أُدخلت في النص، وهناك أخرى يتمّ المقايضة عليها ولكن ليس على حساب المصلحة والأولوية اللبنانية. وشدّدت على أنّ «التفاوض هو عملية أخذ وعطاء، وثمّة أمور تتعدّى عملية «حرية حركة اليونيفيل»، وأمور أخرى استجدّت هذا العام (بعد مقتل الجندي الإيرلندي في كانون الأول الماضي والأحداث الأخيرة)، والبعثة متربّصة لها». وقالت «نحن نعتبر كلّ دولة شريك أساسي لنا ولسان حال في مجلس الأمن، ونعمل مع كلّ دولة ضمن مقاربة أنّ كلّ منها تستطيع أن تُقدّم لنا شيئاً أو تساعدنا بشيء». وهذا يعني بأنّ «المفاوضات التي حصلت أخيراً والتي سيستكملها الوزير بوحبيب فور وصوله اليوم الى نيويورك استطاعت حتى الآن تحقيق تعديلات كثيرة في مسودة المشروع، وستظهر لاحقاً في قرار مجلس الأمن في الجلسة المرتقبة».
وتقول مصادر سياسية عليمة بأنّ «موقف لبنان الرسمي واضح، وهو العودة الى ما قبل العام الماضي. فالتعديل الذي حصل في القرار 2650 لم يكن سريّاً، وهو مُكلف للولايات المتحدة الأميركية ويؤمّن مصلحة «إسرائيل»، الأمر الذي يرفضه لبنان. كما أنّه يورّط قوّات «اليونيفيل» بالتالي بدلاً من أن يحفظ سلامتها كونها لا تقوم بالدوريات بمفردها منذ أن جرى توسيع ولايتها في القرار 1701 الصادر بعد حرب تمّوز- آب 2006 بين حزب الله و»إسرائيل». فعندما تقوم «اليونيفيل» بدورية ما تطمئن أكثر لوجود عناصر الجيش اللبناني الى جانبها لمعرفتها بطبيعة القرى الجنوبية، ولأنّها هي التي تتصدّى في حال حصول أي طارىء أمني». ولهذا يُطالب لبنان، على ما أوضحت، بالتشديد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق الدائم مع الجيش اللبناني لإنجاح مهمّة القوة الدولية في لبنان. كما بشطب فقرة أنّ «اليونيفيل لا تحتاج الى إذن مسبق أو إذن من شخص للإضطلاع بالمهام الموكلة إليها». فضلاً عن «دعوة الأطراف الى ضمان حرية حركتها، بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المُعلن عنها».
ويُعوّل لبنان، بحسب رأيها، على أن تستخدم الصين أو روسيا حقّ النقضّ «الفيتو» في وجه الولايات المتحدة في مشروع القرار الجديد، وذلك خلافاً لما حصل في العام الماضي عندما صوّت مجلس الأمن بإجماع أعضائه الـ 15 على مشروع القرار الذي قدّمته فرنسا، من دون أن تُشهر لا الصين ولا روسيا حقّ النقض في وجه قرار التعديل. فقد كانت روسيا آنذاك ممتعضة من موقف لبنان الذي أدان الحرب الروسية على أوكرانيا، فيما لم يتجاوب لبنان مع فرص التعاون الإقتصادي التي قدّمتها له الصين. وهذا يعني بأنّ لبنان لم يُسلّف هاتين الدولتين «الحليفتين» له في مجلس الأمن، على ما يُفترض، لكي تقف إحداهما الى جانبه في جلسة التمديد المرتقبة؟!.
فما الذي سيدفع الصين أو روسيا لإشهار حقّ النقض ضدّ مشروع القرار إذاً، تشير الى أنّ ثمّة متغيّرا في الوضع الدولي، والضغط الأميركي المرتبط باشتداد المواجهة معهما بات أكبر من ذي قبل. الأمر الذي يجعل من هاتين الدولتين لا تسيران مع الولايات المتحدة، رغم أنّ موقف لبنان لم يتغيّر تجاه كلّ منهما. لهذا يؤمل أن ترفع إحداهما حقّ النقض ما يجعل قرار التمديد لا يمرّ على النحو الذي تريده الولايات المتحدة، وكلّاً من فرنسا وبريطانيا.
وفيما يتعلّق بطلب مجلس الأمن من «اليونيفيل» اتخاذ «تدابير مؤقّتة وخاصّة» لمساعدة القوّات المسلّحة اللبنانية في الغذاء والوقود والأدوية والدعم اللوجيستي الذي اتُخذ في القرار 2591 (في العام 2021)، وجرى تمديد هذا الدعم لمدّة ستّة أشهر أخرى في قرار العام الماضي، تقول بأنّ الصين قد رفضت في جلسة تحضيرية سابقة طلب تزويد الجيش اللبناني بالمحروقات، لكي لا تُصبح هذه السابقة، مطلباً لكلّ دولة تعمل القوة الدولية لديها.
وعن اللغط الذي حصل حول تمويل سفر وزير الخارجية والوفد المُرافق الى نيويورك، أصدر المكتب الإعلامي في وزارة المالية بياناً جاء فيه: «إنّ التأخير الذي حصل لا تتحمّل مسؤوليته وزارة المالية.. علماً أنّ مديرية المالية العامة قد وقّعت قراراً أجازت فيه لمديرية الخزينة دفع سلفة طارئة قدرها مليار ليرة لبنانية في 18 تموز 2023 وهي سلفة قادرة على تغطية كلفة السفر البالغة 9.092 دولار أميركي. لذا اقتضى التوضيح».
عون وباسيل كلّ منهما في مكان؟!
على الخط الرئاسي، لم يظهر أي جديد على صعيد زيارة الموفد الرئاسي لودريان الى بيروت حتى الساعة. وبرز موقف لافت لرئيس «تيار الكرامة» وعضو تكتل «التوافق الوطني» النائب فيصل كرامي الذي قال إنّه «علينا ان نوضح للسيد لودريان بأن لا أحد في لبنان يُمكنه أن يُحدّد لرئيس الجمهورية مهمات بشكل مسبق، لأن في ذلك مخالفة واضحة لاتفاق الطائف وللدستور اللبناني». وأكّد أنّه «المهم في رسالة لودريان هو وصول المبادرة الفرنسية الى مرحلة الدعوة الى حوار وطني بين اللبنانيين للبحث عن سبل التوافق السياسي الذي يؤدي الى انتخاب سريع لرئيس الجمهورية». كما أنّه قطع الطريق على تفاهم «الوطني الحرّ» و»حزب الله» بالقول: «إنّ أي شيء ينتج عن تفاهمهما هو غير ملزم إلّا لهما».
غير أنّ ما أعلنه رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل خلال العشاء السنوي لـ «هيئة قضاء كسروان- الفتوح» الذي أقيم مساء الثلاثاء الفائت في حضور الرئيس عون، قد أظهر، بحسب مصادر سياسية عليمة لجريدة «الديار» بأنّ باسيل يغمز من عين انتخاب مرشّح «الثنائي الشيعي» رئيس «تيّار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية»، ويُحاول إقناع مناصريه من جهة، واللبنانيين، وتحديداً المسيحيين، من جهة ثانية، بهذا الأمر. وتساءلت إذا ما كان «حزب الله» سيستجيب سريعاً لهذه اللفتة، أو إذا ما كان التفاهم قد حصل فعلاً، ويبقى إقناع الآخرين به؟!
وتقول بأنّ ما ذكره باسيل عن أنه «لن يقبل اليوم أن يفرض أحدٌ عليه وعلى المسيحيين رئيساً مارونياً خارجاً عن تمثيله ووجدانه وقناعاته، فإمّا أن يأتي رئيس من عمق وجداننا وقناعتنا، أو أن تسنّ قوانين وإصلاحات أهمّ منه»، بالإشارة الى اللامركزية الموسّعة والصندوق الإئتماني، يعني أنّ باسيل يُجيب المقاومة على أنّه سيصوّت لفرنجية إذا جرت الموافقة على «المقايضة» التي يتفاوض معها حولها. وعلى هذا الأساس فإنّ التفاهم سائر على الطريق الصحيح لكنه لا يزال يحتاج الى إقناع الأطراف الأخرى به قبل عودة لودريان المرتقبة.
الراعي: يتستّرون وراء الحوار
وفي إطار متصل، تطرّق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن المماطلة في انتخاب رئيس الجمهورية في عظته الأخيرة خلال ترؤسه قدّاساً إحتفالياً مساء الثلاثاء على مذبح دير يسوع الملك في زوق مصبح لمناسبة تدشين الكنيسة بعد ترميمها وإضاءة التمثال الذي رفعه الأب يعقوب الكبّوشي في حياته الرهبانية. فقال: «يُعطّل المسؤولون بما لهم من نفوذ، انتخاب رئيس للجمهورية يَضع البلاد على الخطّ السليم. وتراهم يتستّرون وراء الحوار والتوافق، فيما الحلّ واحد ودستوري وهو الدخول الى قاعة المجلس النيابي وإجراء الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الذين باتوا معروفين. فتكون كلمة الفصل في التصويت وفقاً للمادة 49 من الدستور. وهكذا يضعون حدّاً للمهزلة التي شوّهت وجه لبنان الديموقراطي البرلماني الحضاري».
وأضاف: «أيّها المسيح الملك، أنتَ وحدك سيّد العالم، وسيّد وطننا لبنان وشعبه. فلا تدعه فريسة أطماع الطامعين والاشرار، نجّه من شرّهم، ومسّ ضمائر معطلّي انتخاب رئيس للدولة من أجل مطامعهم الشخصية والفئوية والطائفية».
وذكرت مصادر كنسية مطّلعة لجريدة «الديار» في هذا السياق بأنّ «كلام البطريرك الراعي قد فهمه البعض على أنّه يرفض الحوار، غير أنّه في الواقع عكس ذلك. فغبطته يُشجّع عليه، شرط عدم إضاعة الوقت هباء والتذرّع بانتظاره. لهذا كرّر دعوته للمسؤولين بتحمّل المسؤولية والذهاب الى مجلس النوّاب والقيام بواجبهم وانتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن من بين الأسماء المطروحة للرئاسة بدلاً من التلكوء والمماطلة وإطالة معاناة الشعب اللبناني».
هذا وفي 23 آب من كلّ عام، يستذكر اللبنانيون انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم يدخل الى قصر بعبدا أي الرئيس الشهيد بشير الجميّل الذي امتلك أحلاماً كثيرة ووعد اللبنانيين بجعل لبنان في مصاف الدول الكبرى.
الجيش: استشهاد طيارين وإصابة آخر في تحطم طوافة في حمانا
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، عن تحطم طوافة تابعة للقوات الجوية في منطقة حمانا أثناء تنفيذ طيران تدريبي ما أدى إلى استشهاد طيارين وإصابة آخر.
وفي التفاصيل، تحطمت مساء امس طائرة مروحية تابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني في منطقة حرجية قرب موقع حمانا العسكري، ما ادى الى استشهاد طيارين واصابة آخر بجروح بليغة واندلاع حريق في المكان، علما ان الطوافة يتألف طاقمها من ثلاث عسكريين، طيارين وفني واحد، وهي من نوع “اي يو اتش اي 2” كانت في مهمة تدريبية أثناء الطيران الليلي، كانت متجهة على الارجح باتجاه قاعدة رياق الجوية في البقاع.
على الفور، توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى موقع سقوط الطوافة.
العام الدراسي والتحديات!!
على الصعيد التربوي، لا يزال العام الدراسي «مهدّداً» ويحتاج الى معالجات مالية. فقد أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحلبي بعد اجتماعه برئيس مجلس النوّاب نبيه برّي عن أنّه بحث معه في كيفية توفير المقوّمات لانطلاق العام الدراسي الجديد، وفي موضوع صرف السلفة التي أقرها مجلس الوزراء لمصلحة الهيئات التعليمية في المدارس الرسمية وكيفية إنجاز هذا الأمر بما يوفّر الوسائل اللازمة لإنطلاق العام الدراسي. وقال: «أجرينا إتصالاً مع سعادة حاكم مصرف لبنان بالانابة الذي سأتوجه الى زيارته في اليومين المقبلين».
التدقيق الجنائي على طاولة لجنة المال
هذا ودعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اللجنة الى جلسة تعقد العاشرة والنصف قبل ظهر الإثنين المقبل، وتخصص لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أنجزته شركة الفاريز ومارسال.
وكان كنعان وجّه كتابين لوزير المال في حزيران وتموز الماضيين، للحصول على التقرير والمستندات المرتبطة به لعرضه على لجنة المال للمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة.
إطلاق سلاحف بحرية
في إطار بيئي، شهد شاطىء حمى المنصوري جنوب مدينة صور، مساء أول أمس إحتفالية بإطلاق صغار سلاحف بحرية ضخمة الرأس، بدعوة من الناشطة البيئية والخبيرة في مجال حماية السلاحف البحرية فاديا جمعة، وذلك ضمن مشروع «صور الزرقاء» (بلوتير)، وهو شراكة محليّة من أجل التنمية البحرية والساحلية المستدامة بين بلدية «تريكازي» الإيطالية وبلدية صور اللبنانية المموّل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون وبالتعاون مع كشاف الرسالة في المنصوري.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الأزمات تتفاقم .. ولا رئيس من دون موافقة إيران
وسط عواصف المنطقة ورياح التغيير التي تلفحها، لا يخلو الهدوء المخيم على المناخ السياسي اللبناني سياسيا ورئاسيا من غبار زوابع محلية بعضها سياسي وجلها حياتي وخدماتي تنشط حكومة تصريف الاعمال في محاولة تبديده بصعوبة، فيما يتفاعل تقرير الفاريز اند مارسال قضائيا وسياسيا.
تنحي ابو حيدر
في السياق، افيد انّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر تنحى عن ملف التدقيق الجنائي الذي حوله مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات رافضًا تسلمه والتحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة لوجود خصومة بينهما. ولفتت المعلومات إلى أنّه “بعد تنحي القاضي ابوحيدر سيتم تحويل ملف التدقيق الجنائي الى القاضي رجا حاموش”.
لجنة المال
الى ذلك، دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اللجنة الى جلسة تعقد العاشرة والنصف قبل ظهر الإثنين المقبل، 28-8-2023، وتخصص لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أنجزته شركة الفاريز ومارسال. وكان كنعان وجّه كتابين لوزير المال في حزيران وتموز الماضيين، للحصول على التقرير والمستندات المرتبطة به لعرضه على لجنة المال للمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة.
الجمهورية القوية
من جانبه، يعقد تكتل “الجمهورية القوية” مؤتمراً صحافياً يتناول فيه الخطوات القانونية والإجراءات العملية التي ينوي التكتل اتخاذها انطلاقاً من المعطيات والوقائع الواردة في تقرير “ألفاريز أند مارسال”، عند الثانية عشرة ظهر اليوم الخميس في مجلس النواب. وسيسلّط المؤتمر الضوء على العناوين الأساسية في التقرير وخريطة طريق متابعتها قانونيا وقضائياً.
مؤتمر منصوري
ماليا ايضا، يعقد حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري مؤتمراً صحافياً في الطابق السابع من مبنى مصرف لبنان في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر غد الجمعة الواقع في ٢٥ آب ٢٠٢٣
ازمة قمح
وسط هذه الاجواء، ملامح الانهيار الحياتي المعيشي بدأت تلوح في الافق من جديد. فقد أعلن رئيس نقابة الأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور في حديث تلفزيوني ان لبنان لا يملك مخزوناً من القمح والحبوب لأكثر من شهرين. وناشد المعنيين إيجاد الحلّ اللازم وبناء اهراءات في مرفأ الشمال
الواقع الصحي
في هذا الاطار، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في السراي . وصرح الابيض بعد اللقاء: “تناول الإجتماع مع الرئيس ميقاتي الوضع الوبائي في لبنان خصوصا وباء كورونا، وكما قالت الوزارة في السابق، هناك تزايد في اعداد الإصابات وهذا الأمر نشهده عادة في موسم الصيف، وتقوم وزارة الصحة بترصد الحالات في المستشفيات وخارجها، وحاليا تفيد الأرقام التي لدينا، بأن هناك تزايدا في الحالات ولكن الوضع في المستشفيات تحت السيطرة، وهناك حالات قليلة جدا تحتاج للعناية المركزة، ولذلك نكرر تشديدنا على الوقاية، ونحن ننصح المرضى الذين يعانون من امراض مصاحبة، والأكثر عرضة للإصابة بأن يأخذوا اللقاح لحماية انفسهم. كما ننصح من لديهم عوارض بتجنب المخالطة، وكل من لديهم مشاكل في المناعة بأن يستعملوا وسائل الحماية الشخصية كالكمامة وغيرها. وإن وزارة الصحة ستطلع المواطنين على اي جديد حول هذا الموضوع”. أضاف: “اما الموضوع الثاني الذي تحدثنا عنه فهو أدوية السرطان والأمراض المستعصية، وأذكر باللقاء السابق لنا ورئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله وأعضاء اللجنة مع دولة الرئيس ميقاتي حيث تم التأكيد بأن هذا الأمر خط أحمر، فموضوع الدعم مستمر والتمويل موجود، وهذا سيكون محور اللقاء بين رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري للاستمرار بالآلية المتبعة لتأمين هذه الأدوية للشعب اللبناني، وهذا الأمر كما قلت هو خط أحمر بالنسبة للحكومة اللبنانية.
ثقة بالوزير
على الصعيد الامني، استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه عائلة الياس الحصروني يرافقهم كاهن رعية كنيسة السيّدة في عين إبل الأب حنا سليمان ورئيس بلدية عين إبل عماد اللوس. وقال اللوس بعد الاجتماع “عقدنا اجتماعا مع معالي الوزير وتحدثنا بموضوع الشهيد الياس الحصروني ولنا ملء الثقة بمعالي الوزير نظرا لاهتمامه المستمر بسير التحقيقات التي تأخذ منحى صحيحا بمتابعة من معاليه يوما بيوم”. واضاف “لقد طمأننا معاليه ان التحقيقات ستصل الى خواتيمها، وأكد لنا انه يتابع التحقيق بكل شفافية وجدية. وأمل اللوس ان “تظهر كل المعطيات ليعرض الملف على القضاء المختص بأقرب وقت ممكن”.
المال والخارجية
من جهة ثانية، وفي وقت يغادر وزير الخارجية الى نيويورك لمتابعة لملف التجديد لليونيفيل، أصدر المكتب الإعلامي في وزارة المالية البيان الآتي:
“توضيحا للغط الحاصل حول تمويل سفر وزير الخارجية والوفد المرافق إلى نيويورك، ان التأخير الذي حصل لا تتحمل مسؤوليته وزارة المالية، لأن هذا التأخير في تأمين كلفة التغطية ناتج عن اغفال في لحظ الاعتماد المتوجب العمل على إعداده من قبل الجهات الإدارية في وزارة الخارجية وحتى عن متابعة معاملاتها التي على اساسها يتسنى لوزارة المالية صرف المبلغ المطلوب، علما أن مديرية المالية العامة قد وقعت قرارا أجازت فيه لمديرية الخزينة دفع سلفة طارئة قدرها مليار ليرة لبنانية في 18 تموز 2023 وهي سلفة قادرة على تغطية كلفة السفر البالغة 9.092 دولار أميركي. لذا اقتضى التوضيح”.
اتفاق فلسطيني
في المقلب الفلسطيني ، وبعد البيان الذي صدر اول امس في اعقاب الاجتماع في سفارة فلسطين، علمت “المركزية” ان اتفاقا تم على تسليم عدد من المطلوبين على دفعات على ان يصار الى تسوية اوضاع بعض الفلسطينيين قانونيا، والبدء بازالة الدشم والتحصينات وتسيير دوريات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :