افتتاحية صحيفة البناء
الأوبزرفر: نهاية القرن الأميركي… وبايدن يعيش على الأوهام البائدة باستعادة السيطرة/ البريكس غدا: ولادة محور عالمي يمثل سكانيا واقتصاديا وعسكريا القوة الأولى في العالم/ فلسطين تفرض إيقاعها على المنطقة: عمليات نوعية يوميا… وآخرها عمليات حوارة
مع انعقاد قمة بريكس غداً بحضور عشرات الدول الراغبة بالانضمام إلى المجموعة التي تأسست من خمس دول هي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، يبدو مصير الدولار كعملة دولية مهيمنة على الطاولة، ذلك أن الدول التي تشكل بيئة البريكس بين عضو أصيل وعضو مراقب وطالب انضمام، قطعت أشواطاً في التموضع على قواعد جديدة في ضوء تطورات دولية عاصفة تقول إن الهيمنة الأميركية على العالم تراجعت الى حد العجز، وإن صعود أقطاب عالميين جدد بات حقيقة ثابتة، وإن النظام العالمي الذي حكم العالم مع نهاية الحرب الباردة قد ولى الى غير رجعة، كما اعترف علناً وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن. وهذا يعني أنه يكفي وقوف العالم على مسافة واحدة من معسكري الشرق والغرب، حتى تعلن خسارة الغرب، لأن الشرق ينتقل من لا شيء والغرب ينطلق من كل شيء. وبعد فشل القمة الأميركية الأفريقية، والفشل في حرب أوكرانيا، وفقاً لما قالته الواشنطن بوست عن استنفاد كل فرص وخيارات الهجوم المعاكس في أوكرانيا دون جدوى، والفشل في التشويش على الاتفاق السعودي الإيراني، تبدو الآمال التي يعقدها الرئيس الأميركي جو بايدن على استعادة دولة واحدة من دول النفوذ الأميركي التقليدية، هي السعودية، مجرد أوهام وفقاً لما تراه الأوبزرفر، التي قالت إن “الرئيس الأميركي جو بايدن واهم في اعتقاده أنه قادر على تسجيل ثلاثة أهداف دفعة واحدة، سلام إسرائيلي – سعودي، اختراق في الموضوع الفلسطيني، وتفاهم بشأن إيران، والسبب هو أن “القرن الأميركي قد مضى بلا عودة”. ولفتت الصحيفة في تقريرها، الى أنه “أمر غريب، تلك الطريقة التي يتراجع فيها التأثير الأميركي بالشرق الأوسط، وهو يسير على طريق تراجع الإمبراطورية البريطانية نفسه في المنطقة نفسها، ويبدو الأمر كما لو أن دول المنطقة بعدما تخلّت عن إمبراطورية متغطرسة ترفض واحدة أخرى. وببطء، تؤكد الأنظمة الديكتاتورية والحاكمة استقلاليتها، بعضها بطريقة ديمقراطية والمعظم بدون ذلك. وفي الوقت نفسه، تتقرّب من حلفاء جدد. ويعكس هذا تحولاً أساسياً باتجاه عالم متعدّد الأقطاب، لا تهيمن عليه قوة واحدة”.
قمة بريكس أمام جدول أعمال موسّع، لكن أهم القرارات المنتظرة تتصل بوقف التعامل بالدولار في التبادلات التجارية، وبقياس عدد السكان وحجم الاقتصاد الفعلي المبني على المواد الخام والسلع الحقيقية، وقياس القوة العسكرية المقاتلة الجاهزة لخوض الحروب، فلا جدال في أن دول البريكس تمثل القوة العالمية الأولى، ويكفي أن مجموع عدد سكانها ومساحة أراضيها أكثر من نصف مساحة وسكان العالم، وتعداد جيوشها ونوعية أسلحتها بقياس الحرب الدائرة في أوكرانيا، متفوقة على الغرب بكثير، وحجم اقتصادها بقياس حجم التبادلات يفوق حجم الاقتصاد الغربي، لكن مصدر القوة الأميركية الرئيسي المتبقي المتمثل باعتماد الدولار كعملة تبادل تجاري أولى، هو الذي يبدو على الطاولة غداً، وعندما ينتقل أكثر من نصف سكان العالم إلى خارج الدولرة، وعندما تتم المبادلات التجارية الكبرى خصوصاً النفط والغاز بعملات أخرى غير الدولار، فإن العالم الجديد يخطو خطوة هامة نحو الولادة، ويتحقق قدر نوعيّ من التوازن الذي لا تزال واشنطن تمارس حالة الإنكار في التعامل معه.
على خلفية هذا التوازن الجديد دولياً، ينشأ توازن مواز إقليمياً، حيث تعجز واشطن عن استعادة زمام المبادرة، وهي مرتبكة بسبب وضع كيان الاحتلال وأزماته، وعجزها عن مداواته، وتتقدم المقاومة في فلسطين وهي تقرأ كل المتغيرات وتبني عليها تصاعداً في حركتها، لتفرض إيقاعها على المنطقة، وتسجل كل يوم عمليات جديدة نوعية، لا يستطيع أحد ضمان عدم تحولها الى شرارة حرب إقليمية كبرى، تخشاها واشنطن وتخشى منها على مستقبل الكيان، وبالأمس كانت بلدة حوارة في محافظة نابلس تخطف الأضواء على وجهين لهذا الانزلاق إلى المواجهة المفتوحة، المقاومة من جهة، وخطر توحّش المستوطنين من جهة مقابلة.
لبنانياً، مزيد الفراغ ومزيد من الضياع ومزيد من الارتباك، ثلاثيّة تحكم المشهد الداخلي، مع بقعة ضوء دائماً محورها المقاومة، سواء عبر معادلات الردع التي تحمي ثروات النفط والغاز وقد اقترب القطاف، أو عبر ضمان عدم الانزلاق الى الحرب الأهلية، بحكمة قيادتها وروح المسؤولية عندها رغم التحريض والاستفزاز، بينما مسار الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر يبدو الباب الوحيد لفرضية إنقاذ الاستحقاق الرئاسي من المزيد من المراوحة القاتلة.
وفيما يفتح الأسبوع أيامه الأولى على أزمة كهرباء وتأمين رواتب وأجور القطاع العام نهاية الشهر الحالي، تترقب الساحة الداخلية عودة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت مطلع الشهر المقبل لإعادة تفعيل المبادرة الفرنسية والمسار الرئاسي وما يمكن أن يحمله لودريان في جعبته وما إذا كان سيغير مقاربته أو موعد زيارته بعد موقف قوى المعارضة السلبي من الحوار. لكن ما بين هذا وذاك، تتجه الأنظار الى نيويورك حيث يجتمع مجلس الأمن الدولي للتجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في ظل مخاوف من تمرير تعديلات إضافية خلسة على القرار 1701 لجهة صلاحيات اليونفيل على غرار ما حصل العام الماضي، على أن وزارة الخارجية اللبنانية ستخوض معركة ديبلوماسية لإلغاء تعديلات العام الماضي. وهذا تمّ التوافق عليه في الحكومة وبين رئيسي الحكومة والمجلس النيابي، وفق ما علمت «البناء».
ويتوجه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الى نيويورك غداً لمواكبة المشاورات الحاصلة بشأن التجديد للقوات الدولية سنة إضافية بدءاً من ١ أيلول المقبل، في محاولة لحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الأخذ بمطالب لبنان، والتي ترتكز الى العودة عن قرار التجديد المتخذ في العام ٢٠٢٢ والذي يحمل الرقم ٢٦٥٠، واعتماد الصيغة القديمة بإقران دوريات اليونيفل بمواكبة من الجيش اللبناني.
ولفتت أوساط ديبلوماسية لـ»البناء» الى أن «تعديل صلاحيات القوات الدولية مطلب إسرائيلي بهدف إعاقة حركة المقاومة في جنوب الليطاني، وبالتالي تعزيز أمن المنطقة الحدودية من أي عمليات أمنية وعسكرية قد يقوم بها حزب الله، وبمعنى آخر تريد «اسرائيل» تحويل القوات الدولية الى شرطي حدود مع فلسطين المحتلة لحماية أمنها»، مشيرة الى أن «على الديبلوماسية اللبنانية أن تتمسك بصيغة القرار 1701 بما خص صلاحيات اليونفيل التي لا تستطيع التحرك إلا بالتنسيق مع الجيش اللبناني وعدم تخطي صلاحياتها ونطاق عملها الجغرافي كما حصل في حادثة العاقبية»، وعلمت «البناء» أن «وزارة الخارجية اللبنانية وضعت السفيرين الصيني والروسي في لبنان بالتحفظات اللبنانية على قرار تعديل صلاحيات اليونفيل وتمنّت على مندوبي الدولتين في مجلس الأمن دعم صيغة المشروع اللبناني في هذا الإطار». إلا أن الأوساط رجحت أن يصار الى «التوصل الى صيغة وسطية بين مشروع القرار اللبناني والمشروع السابق».
وعشية جلسة مجلس الأمن حول قرار التجديد لليونفيل، وقع إشكال وتدافع بين عدد من الشباب وقوات اليونيفيل قرب سهل الخيام عند مفرق الوزاني، فيما عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي الى إطلاق النار في الهواء ترهيباً من موقع العباد المعادي باتجاه الأراضي اللبنانية، على خلفية قيام أحد المواطنين برمي مفرقعة نارية باتجاه داخل الأراضي المحتلة.
ودعا النائب أيوب حميد ممثلاً الرئيس نبيه بري في حفل تأبين النائب السابق حسن علوية، إلى «تصويب قرار تعديل وجهة عمل القوات الدولية وأن لا يكرر لبنان الوقوع في الخطيئة كي لا يتحول دور هذه القوات الى مسار آخر لن يكون في مصلحة الاستقرار على مستوى الجنوب وعملها في الجنوب، ويجب أن نسعى بكل جدية لاستدراك هذا الخطأ الذي يمكن أن يستغله العدو لتحقيق مآربه وعدوانيته رغم ما يعانيه من حالة التفكك التي يتابعها العالم».
بدوره، أشار عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل النائب قبلان قبلان الى انه «اما وقد بدأت رحلة التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية وبدأت المرحلة الجديدة من تاريخ لبنان الاقتصادي الواعد، ولأن البطولات الوهمية تلعلع كالرصاص الخلبي، نعيد الى الأذهان جهداً جباراً استمر عشر سنوات خاضه مجلس النواب نبيه بري بشعار لا تنازل عن كوب ماء واحد ولا عن قطرة غاز من حقوق لبنان، وهو الذي استهلك العديد من المبعوثين الأميركيين والأمميين فما لان ولا تراجع ولم يبتدع لا مرسوم ولا قانون ولا نازع على ٢٩ ولا على ٩٩ بل اصرّ على اتفاق اطار يحفظ حقوق لبنان ويتمسك بثروته دون مقايضة على موقع ولا منصب، فكان له ما أراد وكان لهم الادعاء وفقط الادعاء». ولفت قبلان في تصريح له، الى انه «من الوزاني الى اتفاق الإطار، الشعب يعرف من يحمي حقوقه ومن تتلبسه الشعارات، الف تحية وشكر لبري صمام الأمان، و»الفارغات رؤوسهن شوامخ».
الى ذلك، استقبل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران السيد مهدي شوشتري، بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني. وبحسب بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في «حزب الله» تمّ عرض آخر المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة والاتصالات السياسية الجارية إقليميًا.
على خط رئاسة الجمهورية، يجري المبعوث الرئاسي الفرنسي سلسلة اتصالات بعيداً من الأضواء، مع الخماسي الدولي المتابع للملف اللبناني، ليبني على الشيء مقتضاه لجهة زيارته الى لبنان والخطوات المقبلة.
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «مهمة لودريان دونها عقبات أساسية ومبادرته قد لا يُكتب لها النجاح في المدى المنظور، لأن نجاح الفرنسيين مرتبط بمسار الوضع في المنطقة ومتوقف عند مواقف أطراف المعارضة الذين يرفضون الحوار ويضعون لاءات ويربطون الحوار بانتخاب رئيس للجمهورية وعلى بند وحيد هو سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، ما يعكس مواقف دول الخماسية الدولية لا سيما الأميركيين والقطريين، فيما الموقف السعودي يترنح بين الأميركيين من جهة وتقدّم مسار الحوار مع الإيرانيين وإعادة تفعيل اللجنة العربية الخاصة بالوضع في سورية من جهة ثانية».
وتعمد وسائل إعلام المعارضة الى بث إشاعات لإيقاع الشرخ بين الثنائي الشيعي والوزير السابق سليمان فرنجية، كالقول إن الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله توصل إلى تفاهم على شخصية توافقية بديلة عن فرنجية، وأن الأخير يتفاوض مع حزب القوات اللبنانية عبر نجله النائب طوني فرنجية للتفاهم على مرشح مقابل، أشار المكتب الإعلامي للنائب طوني فرنجيه في بيان، الى ان «النائب طوني فرنجية يتمسك بالحوار مع مختلف الأفرقاء ويؤكد انفتاحه على الجميع، غير أن ما نشرته إحدى الصحف اليوم حول زيارةٍ قريبةٍ له الى معراب عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً».
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن «البلد بحاجة الى تضامن وطني لإنقاذه، لان الكيان كله على المذبح، فالبلد يعاني من أسوأ كارثة بتاريخه، لا يمكن إنقاذه بلعبة صوت أو صوتين. وهدم لبنان يبدأ من القطيعة السياسية لا من لعبة قمار نيابية، والصولد النيابي انتحار».
لفت قبلان إلى أن «بمعركة حماية الدولة، الشجاع من يقول لا وليس من يوزع الأوهام، وواجب القيادات الروحية والوطنية تأكيد التسوية الوطنية، لا المشاركة بأسوأ قطيعة تهدم الجمهورية، والمسؤولية هنا تاريخية وبحجم اللعبة الدولية التي تريد رأس لبنان»، مبيّنًا أنّ «الضرورة تعني إنقاذا وطنياً بحجم أزمة لبنان، لا بانتخاب ناطور أو الاتكال على ورقة يانصيب. وواقع البلد مفتوح على لعبة دولية تتوغّل بالداخل، والمطلوب اغتيال لبنان دستورياً ولن نشارك باغتياله».
من جهته، تساءل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال القدّاس السّنوي في الديمان، «ماذا يبغي أسياد تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة وفق الدستور؟ فإنّهم يدركون أنّ حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع اتخاذ قرارات إجرائيّة، ويبتكرون قضيّة الضّرورة فيما الضّرورة واحدة وأساسيّة، هي انتخاب رئيس للجمهوريّة»، مشدّدًا على أنّكم «تهدمون الجمهوريّة وتبعثرون السّلطة، فخافوا الله ولعنة التّاريخ». وأشار الرّاعي إلى أنّ «لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهوريّة».
أمنياً، رمى أحد السوريين بنفسه من الطبقة السابعة في إحدى المباني في حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتبين أن السوري يدعى وسام مازن دلة من مواليد بلدة التل العام ٢٠٠٠ وقدم الى لبنان مؤخراً ودخل بطريقة غير قانونية ومكث عند أقاربه في حي السلم.
وأشارت المعلومات إلى أن «دلة هو احد المتورطين الاساسيين في جريمة تفحير عبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق أثناء اقامة مجالس عاشوراء. وقد فر الى لبنان بعد الجريمة. وبعدما أظهرت التحقيقات التي أجراها أمن حزب الله في سورية عن علاقته بالجريمة، تمّت ملاحقته حتى عثر عليه في لبنان. وأثناء محاولة اعتقاله حيث يتواجد، شعر بالأمر وعمد الى الهروب والقى بنفسه من الشرفة ففارق الحياة بعد حين.
وتوجهت الجهات الرسمية إلى المكان وتابعت بالتعاون مع حزب الله الموضوع على الأرض، وأشارت المعلومات إلى أن «عملية الدهم مستعجلة بسبب ورود معلومات عن احتمال تحضيره لعمل أمني آخر في لبنان».
على صعيد آخر، كرّر رئيس القوات سمير جعجع اتهامه حزب الله بمقتل المسؤول القواتي الياس الحصروني، علماً أن الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية لم تنته من التحقيقات ولم تعلن نتائجها. لا سيما أن بعض المعلومات المسربة من التحقيقات تشير الى أن مقتل الحصروني يعود الى أسباب مالية وشخصية ولا خلفيات سياسية، وهذا ما أكدته عائلة الحصروني أيضاً بعد وقوع الجريمة مباشرة.
وفي سياق منفصل، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب في بلدة يونين لمناسبة أسبوع أحمد قصاص الذي قضى في الكحالة، أن «ما جرى في الكحالة لم يكن اعتداء ولا انتهاكاً لأي أحد، نحن حريصون على أهل الكحالة كحرصنا على كل اللبنانيين، والطريق العام ليس ملكاً لأحد إنما هو ملك جميع اللبنانيين». وسأل: «ما الذي جرى حتى يقوم بعض الإعلام والنواب بالتجييش والتحريض؟ إن ما حصل من تجييش ذكّر الشعب اللبناني بالماضي البغيض».
على صعيد آخر، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانيّة، أنّ «في حزيران 2021، بينما كان لبنان يعاني من أزمة ماليّة منهكة، هبط حاكم مصرف لبنان السّابق رياض سلامة في مطار لو بورجيه في باريس بطائرة خاصّة، حيث وجده مسؤولو الجمارك يحمل كميّات كبيرة من النّقود غير المصرَّح بها».
وأشارت إلى أنّ «سلامة الّذي يحمل الجنسيّة الفرنسيّة أيضًا، أَخبر ضبّاط الحدود في البداية أنّه كان يحمل 15000 يورو فقط. لكنّهم قاموا بتفتيش حقائبه، ووجدوا بدلًا من ذلك 84430 يورو و7710 دولارات. وعندما طُلب منه تبرير المبالغ غير المعلَنة، قال إنّه ببساطة «نسي» أنّ النّقود – الخاصّة به – كانت في حقيبته؛ كما تظهر سجلّات الشّرطة».
وعلمت «فايننشيال تايمز»، أنّ «مكتب المدّعي العام الأميركي في المنطقة الجنوبية من نيويورك، فتح تحقيقًا في قضيّة سلامة». وأفادت نقلًا عمن وصفته بسياسي لبناني رفيع، بأنّ «هناك «فلاش ميموري» أرسلها سلامة إلى خارج البلاد فيها أسرار عن عمله، تحسباً في حال حصل له أيّ مكروه».
************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سيناريو «تصدير الأزمة» الداخلية مستبعد وصعب: معادلة حزب الله تكبح أي مغامرة بالحرب
تتردد، بين حين وآخر، فرضية مفادها أن تفاقم الأزمة الداخلية في كيان العدو قد يدفع قيادته إلى شن حرب ضد حزب الله في لبنان، بما يحوّل الأنظار إلى الخطر الخارجي ويؤدي إلى رصّ الصفوف وتكتّل القوى السياسية الاجتماعية في مواجهته. ووفق هذا المنظور، تزيد احتمالات الحرب كلما اشتدّت الأزمة الداخلية وضاقت الخيارات أمام بنيامين نتنياهو. لكن، هل يُبادر العدو إلى خيار كهذا، وهل هناك سوابق إسرائيلية تُعزّز مثل هذا السيناريو، وهل تكبح نتائج حرب كهذه الأزمة الداخلية بالضرورة أم تُفاقمها؟ وفي ضوء كل ما تقدّم، هل تتّجه قيادة العدو نحو خيار عسكري على هذه الخلفية؟
من الواضح أن تعرّض كيان العدو لحرب يشنها حزب الله أو محور المقاومة، سيدفع كل تياراته وقواه السياسية والمجتمعية المنقسمة على نفسها إلى التكتل في وجه الخطر الخارجي، وسيفرض أولويات على الواقع الإسرائيلي مغايرة لما هو قائم حالياً. لكن، تأثير مثل هذا السيناريو على الانقسام الداخلي يبقى مرهوناً بحجم الحرب ومداها الزمني ونتائجها وتداعياتها. وهو سيكون مختلفاً في حال كانت حكومة العدو هي المُبادِرة إلى الحرب، ربطاً بمبرّراتها ودوافعها، وما إذا كانت هذه المبررات مهنية وموضوعية أم هي وسيلة للهروب من الأزمة الداخلية. وحتى لو انخرط الجميع في حرب كهذه، إلا أن تداعياتها على الداخل ستتبلور بعد توقّفها، وسيتفاقم الانقسام الداخلي حيالها إذا كانت نتائجها مدمرة للمنشآت الاستراتيجية، وحمَّل الجمهور الإسرائيلي الحكومة المسؤولية عنها.
في نظرة خاطفة الى الحروب السابقة، لم يسبق لإسرائيل أن خرجت إلى حرب نتيجة عوامل داخلية وفق نظرية "تصدير الأزمة". لا يعني ذلك النفي التام لتأثيرات العامل الداخلي على قرارات قيادات العدو، لكن قرارات بهذا الحجم تتبلور نتيجة تضافر مجموعة من العوامل، منها دوافع الحرب (أمنية أم توسعية أم وقائية)، والموقف الأميركي منها، وتقدير نتائجها. لذلك، يمكن للعامل الداخلي أن يساهم في بلورة قرار عملية عسكرية، على الأقل في توقيتها، ولكن باعتباره جزءاً من عوامل أخرى لها مبرراتها المهنية والموضوعية. ويزيد تأثير العامل الداخلي كلما بدت العملية ضرورية (وهنا يحضر موقف الجيش) وكلما كان تقدير نتائجها يميل لمصلحة إسرائيل لجهة محدودية أضرارها. وهنا، ينبغي التمييز بين استبعاد فرضية الحرب لـ "تصدير الأزمة" وبين التوظيف السياسي الداخلي لهذه الحرب لتعزيز مكانة هذا الحزب أو ذاك الزعيم، وهو أمر سائد في الساحة الإسرائيلية.
ولا يخفى أن مقاربة احتمالات اتخاذ قرار بالحرب تختلف في حال كان الأمر يتعلق بجولة عسكرية محدودة، سواء في مواجهة لبنان (إذا افترضنا أن هناك احتمالاً قائماً فعلاً لخوض أيام قتالية من دون التدحرج إلى مواجهة عسكرية فحرب) أو أي ساحة أخرى. ويعود ذلك إلى تباين نتائج كل منها، واختلافها من ساحة إلى أخرى بسبب خصوصية موازين القوى في الطرف الآخر.
مع ذلك، تبقى هناك إشكالية أن الأزمة الداخلية الحالية في إسرائيل غير مسبوقة وتشكّل خطراً كبيراً على أمنها القومي، ما يمكن أن يجعل العامل الداخلي أكثر حضوراً في قرار الحرب. إلا أن هذا لا يلغي أن الحسابات تبقى مرهونة بالموازنة بين تقدير تفاقم مخاطر الأزمة الداخلية وتقدير نتائج هذه الحرب على إسرائيل وجبهتها الداخلية.
إلى ذلك، ينبغي عدم إغفال حقيقة أنه أياً يكن السيناريو (جولة عسكرية محدودة أم حرب)، فإنه سيكون محدوداً زمنياً مهما طال، وستترتّب عليه نتائج سلبية أو إيجابية قد تحرف اهتمام الجمهور الإسرائيلي ظرفياً وتهدّئ غضبه. وسيبقى السؤال المُواكب لأي قرار في هذا الاتجاه: ماذا بعد انتهاء الحرب أو العملية العسكرية؟ إذ إن على القيادة السياسية أن تدرس أيضاً فرضية تحوّل نتائج الحرب إلى ورقة إضافية بيد المعارضين للحكومة، وعامل انقسام إضافي حول مبرر قرارها وهل كان بالإمكان تجنّبها وتفادي النتائج التي ترتّبت عليها؟
يبقى عامل أساسي ومفصلي في هذه المقاربة، وهو موقف جيش العدو من أي قرار في هذا الشأن يتخذه المجلس الوزاري المصغّر، إذ إن للجيش تأثيره الكبير على بلورة أي قرار أو كبحه استناداً إلى تقدير نتائجه والقدرة على مواجهة المخاطر التي تترتّب عليه. وترتفع حاجة المستوى السياسي إلى موافقة الجيش ودعمه لتوفير المشروعية كلّما ارتفع منسوب المخاطر وكانت التقديرات تُرجّح احتمالات تلقّي خسائر كبيرة. وفي ضوء الأزمة الداخلية الحالية، فإنّ نتنياهو أحوج ما يكون إلى مثل هذا الدعم، لعدم ثقة قطاع واسع من الجمهور الإسرائيلي بخلفية قراراته وحقيقة أهدافها. وبالتأكيد يصبح قرار الجيش أكثر محورية عندما يكون سيناريو "العودة إلى العصور الوسطى" حاضراً بقوة على طاولة القرار.
لمزيد من الدقة، يعني ما تقدم أن احتمال مبادرة العدو إلى شن حرب أو عملية عسكرية واسعة، في مواجهة حزب الله، نتيجة الأزمة الداخلية وهربا منها، أمر معقّد وصعب ومستبعد وفقاً لحسابات الكلفة والجدوى... مع عدم استبعاد نشوب مواجهة عسكرية ما، نتيجة تطور ميداني تفرضه سياقات عملياتية مُحدَّدة. كما أن احتمال سوء التقدير لدى قيادة العدو يبقى قائماً، وإن كانت احتمالاته ضئيلة جداً عندما يتعلق الأمر بسيناريو حرب ضد حزب الله، لإدراكها بأن الكيان سيجبي أثماناً هائلة في جبهته الداخلية على الصعد كافة، العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
الراعي يتقدم المعارضة: الحوار هو التصويت
مع ان تفاقم الازمات الاجتماعية والخدماتية وابرزها الاشتباك المتصاعد داخل الحكومة حول ملف #الكهرباء في ظل التجاذبات العنيفة بين #رئاسة الحكومة ووزارة الطاقة حول معركة بواخر الفيول يبدو عاملا طاغيا على الاهتمامات اليومية وحاجبا حتى للاولويات السياسية، تتجه الازمة الرئاسية الى افق تصعيدي متدحرج تحولت معه مجددا الوساطة الفرنسية مادة اذكاء للتزاع الداخلي العميق بما ينذر هذه الوساطة تكرارا بمزيد من التعثر، فيما ترتسم معالم انقسام متسع حول المرحلة التالية منها. ذلك ان معطيات ثابتة تشير الى ان فريق “الممانعة” وعلى رأسه #الثنائي الشيعي قرر مواجهة موقف نواب المعارضة الذين اعلنوا غداة توزيع رسالة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان على رؤساء الكتل النيابية والنواب المستقلين، بحيث تتحول المواقف من هذه الرسالة مادة تصعيد سياسي جديد قبيل بت مصير الفصل المقبل من مهمة لودريان. وتشير هذه المعطيات الى انه على رغم عدم اقتناع الثنائي الشيعي ولا سيما وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري بما اقدم عليه لودريان خصوصا ان الأخير “خالف” تفاهمات حصلت بينه وبين بري قبيل مغادرته لبنان في زيارته الأخيرة، فان الفريق الممانع قرر المضي قدما في تظهير موقف معاكس لنواب المعارضة بعدما بادر هؤلاء بسرعة الى اعلان رفضهم أي حوار مع “#حزب الله” ونادوا باولوية تنفيذ القرارات الدولية. وبدا واضحا انهم لن يستجيبوا لمضمون رسالة لودريان بالاجابة على السؤالين اللذين طرحهما وطلب ارسالهما الى السفارة الفرنسية قبل نهاية آب الحالي.
وتبعا لذلك من المتوقع ان ترد كتل “الممانعة” مع عدد من نواب مستقلين على الرسالة وهي كتل “أمل” و”حزب الله” ومجموعة نواب سنة ومجموعة من النواب المسيحيين في حين لم تقرر بعد كتلة نواب “اللقاء الديموقراطي” ما اذا كانت سترد على الرسالة ام تمتنع عن الرد.
وأفادت أوساط عين التينة ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا ينفك عن دعواته لسلوك طريق الحوار وكان بدأ التشديد على ذلك قبل سنة في صور في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه سيكرر كلامه في الذكرى نفسها في 31 آب الجاري على اساس ان لا مفر امام كل الافرقاء والكتل الا اتباع طريق الحوار.
واذا كان بري لا يريد التعليق على كل ما رافق رسالة لودريان لكنه ينتقد الرافضين للحوار وعدم التجاوب مع المساعي التي تبذلها باريس في هذا الخصوص.
ويتوقف بري عند الرافضين لمطلب الحوار تحت المظلة الفرنسية ويتهم هؤلاء بانهم “يهوون المعارك الخاسرة حيث يرون من وجهة نظر خاطئة ان فرنسا في وضع صعب بعد تثبتهم من ارتفاع منسوب التقارب السعودي- الايراني على أهميته”.
وينقل عن بري انه “كان من الافضل لنواب المعارضة التجاوب مع لودريان بدل المراهنة على خيارات أخرى”.
وفي غضون ذلك نقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع ان المبعوث الرئاسي الفرنسي لودريان سيزور لبنان قبل نهاية ايلول . اما بالنسبة الى الرسائل التي بعثها الى النواب فجاءت بعدما طرح الخطوة على وزراء الدول الخمسة التي شاركت في الاجتماع الخماسي في الدوحة.
والى ذلك يصل الى لبنان هذا الاسبوع رئيس قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة “توتال” لوران فيفييه بالتزامن مع وصول منصة التنقيب عن الغاز الى المياه اللبنانية. وتهدف زيارة فيفييه للتاكيد ان حفر البئر الذي سيظهر مضمون الخزان الموجود في البحر سيتم في نهاية الربع الاخير من هذه السنة اي ان لبنان لن يعرف ما اذا كان يملك مخزونا واعدا من الغاز للانتاج واذا كان موجودا بكميات كافية ليتم الانتاج قبل بضع سنوات.
موقف متقدم
في المقابل، برز امس ما يمكن ان يشكل الاسناد الأقوى لقوى المعارضة ونوابها في المضي قدما بالاصرار على مطلب انعقاد الجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية وعدم القبول بتجارب الحوار قبل الانتخاب كما في موقفها المقاطع لجلسات “تشريع الضرورة”، وذلك في موقف حاسم اتخذه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي معتبرا فيه ان الحوار هو التصويت. ومن شأن هذا الموقف ان يرد ضمنا وعلنا على محاولات تعويم الحوار قبل الانتخاب الرئاسي او كشرط له في وقت تكتمل فيه مع الأول من أيلول مدة سنة كاملة على بدء المهلة الدستورية التي تلاها بدء الفراغ الرئاسي.
وفي هذا السياق تساءل الراعي في عظته امس “ماذا يبغي أسياد تعطيل إنتخاب رئيس للجمهوريّة وفقًا للدستور منذ أحد عشر شهرًا وهم يدركون أنّهم بذلك يحوّلون المجلس النيابي من هيئة تشريعيّة إلى هيئة إنتخابيّة فقط، ويتّهمون المقاطعين بأنّهم لا يريدون انتخاب رئيس، ويعادون الطائف ؟ وهم يدركون أيضًا أنّ حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع إجراء تعيينات وإتخاذ قرارات إجرائيّة تستدعي مشاركة رئيس الجمهوريّة وتوقيعه، وينتقدون مقاطعي الجلسات حفاظًا على الدستور ويبتكرون “الضرورة” للتشريع والتعيين والإجراء! فيما “الضرورة” واحدة وأساسيّة وهي انتخاب رئيس للجمهوريّة. وهي المدخل إلى التشريع والتعيين والإجراء، لأن بوجود الرئيس يستعيد المجلس النيابي طبيعته كهيئة تشريع ومحاسبة ومساءلة، وتستعيد الحكومة كامل صلاحيّاتها الإجرائيّة. ويسلم الدستور؟ ” وأضاف “الى متى يا معطّلي انتخاب رئيس للجمهورية، تخالفون الدستور، وتهدمون الجمهوريّة، وتعطّلون الحياة الإقتصاديّة والماليّة، وتبعثرون السلطة، وتفقّرون الشعب وتهجّرونه إلى أوطان غريبة؟ خافوا الله ولعنة التاريخ! لقد شكرنا الله على عودة الممارسة الديموقراطية في اختيار الرئيس انتخابًا بين متنافسين ظهورًا جليًّا في جلسة 14 حزيران الماضي الانتخابية لكن لم نفهم لماذا بُترت الجلسة بعد دورتها الاولى الاساسية، بمخالفة واضحة للمادة 49 من الدستور وفي هذه الايام تسمعونهم يتكلمون عن سؤال وجواب ولقاء وحوار. فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون”.
وبدوره شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع على “أن ما يريده محور الممانعة إما أن يكون الرئيس له أو لا يريد رئيساً” وأكد أن “القوات اللبنانية تريد أن يكون الرئيس للبنان أو لا تريد رئيساً بكل بساطة”. واضاف “ماذا علينا أن ننتظر بعد اليوم من أجل المطالبة برئيس للبنان، فنحن لا نطالب برئيس لنا رغم أننا التكتل النيابي الأكبر والحزب المسيحي الأكبر” ولفت إلى أن “الفريق الآخر لا يملك قوّة ديمقراطيّة لإيصال مرشّحه إلى سدّة الرئاسة ويصر على وصوله وكأنه يريد منا أن نقوم بالإسهام لإيصاله “غصب عنا”، وهذا ما لن يحصل أبداً هذه المرّة”.
وعن جريمة قتل الياس الحصروني في عين ابل قال “نحن نعرف أن هذه عمليّة قتل متعمّدة، وبالرغم من أنني أفضّل ،كما دائماً،إنتظار أطول فترة ممكنة من أجل أن يكون ما نقوله مؤكداً، إلا أنه، وبكل صراحة، كل أصابع الإتهام متجهة نحو “حزب الله”، إنطلاقاً من ظروف حدوث الجريمة”.
“الحزب” و”التيار”
وسط هذه الأجواء تبين ان الحوار يمضي قدما بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بدليل ما كشفه النائب حسن فضل الله اذ قال : “إنّ انتخاب رئيس للجمهورية هو مدخل ضروري وطبيعي لإعادة انتظام مؤسسات الدولة بما فيها تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تضع خطط التعافي وتبدأ مسيرة العلاج، وحزب الله مع انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ولكن هذا يحتاج إلى تعاون مع آخرين، ولدينا مساعٍ في هذا المجال، وهناك حوار مع التيار الوطني الحر، وقد عقدت لقاءات في الأيام القليلة الماضية، ونناقش ورقة قدمها التيار، ولدينا وجهات نظر نتبادلها من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الحوار نريده أن يصل إلى نتيجة، ونسعى لكي يصل إلى نتيجة، ولدينا مرونة متبادلة في تبادل الآراء والأفكار، وقد يؤسس ذلك لأرضية مشتركة لتوفير النصاب الدستوري والقانوني لانتخاب رئيس متفاهم ومتفق عليه، وهذا يفتح الباب أمام الحلول والمعالجات في المستقبل”.
وفي اطار المواقف والتحركات ذات الصلة بالملف الرئاسي اصدر امس المكتب الاعلامي للنائب طوني فرنجيه بيانا اعلن فيه “تمسكه بالحوار مع مختلف الأفرقاء، وتأكيد انفتاحه على الجميع ” غير انه نفى ما نشره بعض الاعلام حول زيارةٍ قريبةٍ له الى معراب ووصفه بانه “عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
بداية ابتزاز بين سلامة وأطراف في المنظومة الحاكمة
“فلاش ميموري” تثير قلق سياسيين فاسدين
انشَغلت أوساط مصرفية وسياسية أمس بما نقلته صحيفة «فايننشال تايمز» عن سياسي لبناني من الصف الأول، أنّ الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وضع معلومات حساسة في «فلاش ميموري» وأودعها في الخارج، على أن تستخدم في حال تعرضه لمكروه ما. علماً أنّ «نداء الوطن» كشفت تلك المعلومة في 25 شباط الماضي.
وتساءلت مصادر مطلعة عن المعلومات التي في حوزة سلامة ضد أفراد في المنظومة السياسية والقضائية والأمنية والمصرفية. وهل يستخدمها إذا تخلّت عنه المنظومة وألقت القبض عليه للمحاكمة؟ وقالت هذه المصادر لـ»نداء الوطن» إنّ أطرافاً نافذة في منظومة الحكم متورطة الآن في كيفية التعامل مع ملف سلامة المطارد دولياً والمتهم بجرائم مالية خطيرة في لبنان وأوروبا وأميركا. وأضافت ان هناك صعوبة في استخدام تلك المعلومات محلياً، إذ دون ذلك مخاطر جمة لا يتحملها سلامة ولا المنظومة المتورطة في قضايا فساد وتبييض أموال وإثراء غير مشروع.
وأوردت المصادر جملة معلومات قد تكون في حوزة سلامة كلياً أو جزئياً، وهي:
⁃ حسابات مصرفية لأشخاص متورطين في إثراء غير مشروع وصرف نفوذ وصفقات مشبوهة.
⁃ أسماء من هرّبوا أموالاً بالمليارات عشية الأزمة وبعد اندلاعها.
⁃ ارتباط سياسيين بمصرفيين ومصارف استفادت من قروض مدعومة وهندسات بالمليارات على حساب المال العام والمودعين.
⁃ مصارف محسوبة سياسياً على هذا الطرف السياسي أو الطائفي أو ذاك، تدخّل سلامة لانقاذها من التعثر على حساب المال العام والمودعين، واستفاد من ذلك مصرفيون وسياسيون معاً.
⁃ مجموعة من الشركات وكبار التجار المرتبطين سياسياً، والذين يشكلون «كارتيلات» في تجارة المحروقات والأدوية وغيرها من القطاعات الحساسة، التي استفادت من مليارات الدعم.
⁃ دعم وسائل إعلام محسوبة على أطراف سياسية نافذة سواء بقروض مدعومة أو عقود استشارات وهمية.
⁃ آلاف القروض التي صنّفت على أنها معدومة وتعود الى سياسيين أو أشخاص متصلين بهم أو محسوبين عليهم.
⁃ معلومات عن ثروات طائلة تديرها شركات إدارة أصول يعرفها سلامة جيداً، ويعرف كيف تدار الثروات، وأين، علماً أن بعضها موجود في جنات ضريبية.
⁃ يعلم سلامة لماذا لم يعدّل مجلس النواب قانون السرية المصرفية كما طلب المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي، ويعرف من هو وراء الممانعة في التعديل المطلوب، ولماذا؟
⁃ اكتتابات في أوراق مالية وديون سيادية بفوائد باهظة أثرَت مجموعة من النافذين على حساب المال العام.
⁃ معلومات مصرفية عن شركات وجمعيات ومؤسسات باسم عدد من زوجات زعماء وسياسيين وأبنائهم.
⁃ معلومات عن كيف تتخفى ثروات السياسيين النافذين في شبكة من الشركات الوهمية و»الأوف شور» و»الهولدينغ» بحيث يصعب تقفي أثر الملاّك الحقيقيين.
الى ذلك، كشفت «الفايننشال تايمز» عن أنّ المحققين الاوروبيين حصلوا من خلال التحقيقات مع مروان خير الدين على خيوط جديدة، وتفاصيل محرجة عن مدفوعات سلامة للصحافيين والشخصيات العامة والمحامين وصديقاته. كما كشفت عن فتح تحقيق ودعوى ضد سلامة في نيويورك.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
بطريرك الموارنة يهاجم معطّلي انتخاب رئيس الجمهورية
نائب في «حزب الله» يتحدث عن مرونة متبادلة بينه وبين «التيار الوطني» لإنجاز الاستحقاق
انتقد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، معطلي انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، واتهمهم بأنهم يخالفون الدستور ويهدمون الجمهورية ويبعثرون السلطة، في وقت لم يسجّل فيه أي جديد على خط ملف الرئاسة باستثناء السجال الحاصل حيال رسالة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى برلمانيين لبنانيين وإعلان أحد نواب «حزب الله» عن مرونة متبادلة في الحوار الجاري مع «التيار الوطني الحر» لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وتحدث الراعي، في عظة الأحد، عن التعطيل المستمر في انتخابات الرئاسة، منتقداً التشريع في البرلمان في ظل الفراغ الرئاسي. وسأل: «ماذا يبغي أسياد تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة وفقاً للدستور منذ أحد عشر شهراً؟ هم يدركون أنّهم بذلك يحوّلون المجلس النيابي من هيئة تشريعيّة إلى هيئة انتخابيّة فقط، ويتّهمون المقاطعين بأنّهم لا يريدون انتخاب رئيس، ويعادون (اتفاق الطائف)! وهم يدركون أيضاً أنّ حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع إجراء تعيينات واتخاذ قرارات إجرائيّة تستدعي مشاركة رئيس الجمهوريّة وتوقيعه، وينتقدون مقاطعي الجلسات حفاظاً على الدستور ويبتكرون (مبرر) الضرورة للتشريع والتعيين والإجراء».
وأكد الراعي أن «الضرورة واحدة وأساسيّة وهي انتخاب رئيس للجمهوريّة، وهي المدخل إلى التشريع والتعيين والإجراء؛ لأن بوجود الرئيس يستعيد المجلس النيابي طبيعته كهيئة تشريع ومحاسبة ومساءلة، وتستعيد الحكومة كامل صلاحيّاتها الإجرائيّة». وسأل: «إلى متى، يا معطّلي انتخاب رئيس للجمهورية، تخالفون الدستور، وتهدمون الجمهوريّة، وتعطّلون الحياة الاقتصاديّة والماليّة، وتبعثرون السلطة، وتفقّرون الشعب وتهجّرونه إلى أوطان غريبة؟ خافوا الله ولعنة التاريخ». وأضاف: «لقد شكرنا الله على عودة الممارسة الديمقراطية في اختيار الرئيس انتخاباً بين متنافسين… في جلسة 14 يونيو (حزيران) الماضي الانتخابية. لكن لم نفهم لماذا بُترت الجلسة بعد دورتها الأولى الأساسية، بمخالفة واضحة لـ(المادة 49) من الدستور! وفي هذه الأيام تسمعونهم يتكلمون عن سؤال وجواب ولقاء وحوار. فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديمقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون».
والموضوع نفسه تحدث عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع؛ إذ قال: «الناس يعتقدون أن مسألة انتخاب رئيس جديد للبلاد معقّدة جداً، فيما هذا الأمر غير صحيح، باعتبار أن الحل بسيط؛ وهو أن يحضر النواب جلسة الانتخاب في البرلمان ويصوتوا لرئيس للجمهوريّة. ولكن سبب عدم حصول ذلك مردّه إلى أن هناك من يعطّل انتخابات الرئاسة عن سابق تصوّر وتصميم، فإما يصل مرشّحه إلى سدّة الرئاسة، أو (عمرها ما تصير انتخابات)»، في اتهام لـ«الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») بتعطيل الانتخابات حتى ضمان وصول المرشح المدعوم منهم؛ سليمان فرنجية، إلى منصب رئيس الجمهورية. وأشار جعجع إلى أن هناك «من يدير هذه المسرحيّة، ويدعو إلى جلسة الانتخاب، في حين أن نوابه هم أول من يخرجون من الجلسة لتعطيل النصاب بالشراكة مع الآخرين»، في إشارة الى رئيس البرلمان نبيه بري، وهو أيضاً زعيم «حركة أمل».
وعدّ رئيس حزب «القوات» أن ما يريده «محور الممانعة» هو إما يكون الرئيس له؛ وإما لا يريد رئيساً، مشيراً إلى أن «الفريق الآخر لا يملك قوّة ديمقراطيّة لإيصال مرشّحه إلى سدّة الرئاسة ويصر على وصوله؛ كأنه يريد منا أن نقوم بالإسهام في إيصاله غصباً منا، وهذا ما لن يحصل أبداً».
بدوره، عدّ النائب في «التيار الوطني الحر» إبراهيم كنعان أن «المطلوب الذهاب، أمس قبل اليوم، إلى خريطة طريق للرئاسة. فالرئيس يجب أن يكون باباً للحل لا لفراغ جديد وتعبئة شكلية لموقع، من دون معالجة للملفات السياسية والنقدية والمالية والاقتصادية التي نعاني منها». وأكد في حديث إذاعي أن «الحوار مطلوب، وما من جهة يمكنها الإتيان برئيس لوحدها، والحوار ليس للفرض والمقايضة؛ بل للذهاب إلى خيار وطني ومسيحي على أساس خريطة طريق يمكن تطبيقها بالتعاون مع القوى والكتل حتى لا يجابه عهده بالعرقلة. التمترس خلف المواقف هو تمديد للفراغ، بينما علينا الاتفاق على خلاص لبنان».
في موازاة ذلك، تحدث النائب في «حزب الله» حسن فضل الله عن مرونة متبادلة بين «الحزب» و«التيار الوطني الحر»، بعد استئناف الحوار بينهما وتقديم الأخير ورقة تتضمن بعض الشروط حول الرئاسة؛ منها الصندوق السيادي وتطبيق اللامركزية المالية. وقال في احتفال في جنوب لبنان إنّ «انتخاب رئيس للجمهورية هو مدخل ضروري وطبيعي لإعادة انتظام مؤسسات الدولة، بما فيها تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تضع خطط التعافي وتبدأ مسيرة العلاج، و(حزب الله) مع انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ولكن هذا يحتاج إلى تعاون مع آخرين، ولدينا مساعٍ في هذا المجال، وهناك حوار مع (التيار الوطني الحر)، وقد عُقدت لقاءات في الأيام القليلة الماضية، ونناقش ورقة قدمها (التيار)، ولدينا وجهات نظر نتبادلها من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الحوار نريده أن يصل إلى نتيجة، ولدينا مرونة متبادلة في تبادل الآراء والأفكار، وقد يؤسس ذلك لأرضية مشتركة لتوفير النصاب الدستوري والقانوني لانتخاب رئيس متفاهم ومتفق عليه، وهذا يفتح الباب أمام الحلول والمعالجات في المستقبل».
من جهة أخرى، علّق النائب ميشال موسى؛ من كتلة «التنمية والتحرير» (التي يرأسها بري)، على رسالة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بعض النواب، قائلاً: «كان من الأفضل تجنّب خطوة كهذه، ونحن بانتظار كيفية تصحيحها»، آملاً «ألا تؤثر هذه الرسالة سلباً على مجريات الحوار المرتقب في سبتمبر (أيلول) أو أن تعيقه». وإذ عدّ موسى أن «الأهم هو كل ما يؤدي الى إتمام الاستحقاق بأسرع وقت ممكن ولو بوساطة إقليمية»، سأل في حديث إذاعي: «لمَ انتظار الخارج إذا كان الداخل قادراً على حل أزماته؟».
وشدّد موسى على أن إتمام الاستحقاق الرئاسي يتطلب حواراً جدياً بين الأفرقاء اللبنانيين، مشيراً إلى مناخ عام لدى الجميع في البلاد بالعمل بعكس مقتضيات المرحلة الصعبة التي نمر بها.
وفي إطار المبادرة الفرنسية، رأى النائب غسان سكاف أن باريس لم تعد تملك زمام المبادرة الرئاسية بمفردها؛ بل أصبحت تشاركها 4 دول، مشيراً الى أنه «بسبب عدم تماسكنا داخلياً؛ وضعنا مفتاح الاستحقاق الرئاسي في جيب الراعي الإقليمي والدولي».
وقال سكاف في حديث إذاعي: «كنا نتمنى أن يعود لودريان بمشروع لتوحيد اللبنانيين والعمل على تنفيذ خطة اقتصادية إصلاحية». وسأل: «هل تريد فرنسا من الحوار المماطلة لكسب الوقت للحفاظ على ما تبقى من موقعها في المنطقة؟»، عادّاً أنه «لا يمكن حل أزمة الرئاسة اللبنانية بالمراسلات».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : أسبوع رئاسي ومالي ونفطي .. وإشتباك على باخرة “لزوم ما لا يلزم”
ينتظر أن يشهد الاسبوع الطالع مزيداً من التطورات الرئاسية والسياسية والديبلوماسية والاقتصادية والمالية والكهربائية والنفطية وغيرها، في الوقت الذي يستعد لبنان للاحتفال بعد يومين ببدء شركة «توتال اينرجيز» وشريكتيها االقطرية والايطالية الحفر في البلوك الرقم 9 في بحر لبنان الجنوبي لاستخراج الغاز والنفط المأمول منه، فيما ينتظر ان يحظى الوضع الامني بمزيد من الاجراءات في ضوء تزايد الحوادث في مختلف المناطق وازدياد جرائم القتل حيث لا يخلو من وقوع مثل هذه الحوادث لأسباب ودوافع مختلفة، بعضها يحمل بصمات الضائقة المعيشية التي يعيشها اللبنانيون.
لم تسجل عطلة نهاية الاسيوع اي تطورات ايجابية ملموسة على مستوى مصير الاستحقاقات الداخلية الماثلة، وانما حفلت بسيل من المواقف السلبية التي تعمق من عذابات اللبنانيين التوّاقين الى حلول عملية تخرجهم من الضائقة الكبرى التي أوقعتهم الطبقة السياسية فيها والمستمرة في الامعان في خلافاتها وكيدياتها بعدما أوكلت قرارها للخارج، بدل من ان تتلاقى على مساحات مشتركة وتستولد المعالجات والتوافقات التي تُفضي الى اقامة سلطة جديدة بدءاً بالاتفاق على رئيس للجمهورية.
واستغربت مصادر معنية بالاستحقاق الرئاسي الحملة التي يشنها فريق المعارضة على مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الآتي الى لبنان الشهر المقبل، من زاوية اعتبار الرسائل والاسئلة التي وجّهها الى الكتل والنواب الذين التقاهم في زيارته الاخيرة موفدا من المجموعة الخماسية التي اجتمعت في الدوحة القطرية الشهر الماضي وليس موفدا فرنسيا فقط كما جاء في زيارته الاولى. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية» ان ما حمله لودريان في زيارته الاخيرة ومن ثم الاسئلة التي وجّهها حول القضايا الاولوية التي على الرئيس المقبل معالجتها والمواصفات الواجب توافرها في هذا الرئيس هي باسم المجموعة الخماسية وليس فرنسا وحدها، فعلام ينقلب البعض على مهمة الرجل «الخماسية» اذا جاز التعبير؟ وهل ان المنقلبين ولا سيما منهم الذين يصنّفون انفسهم «سياديين» نفضوا أيديهم من المجموعة الخماسية وباتوا لا يريدون تدخلها في الاستحقاق الرئاسي؟ امّا ان وراء الاكمة ما وراءها، في ما يشير الى ان موازين القوى في الانتخابات الرئاسية بدأت تترجّح لغير مصلحتهم خصوصاً في ضوء تقدّم الحوار الجاري بين التيار الوطني الحر و»حزب الله» بما يمكن ان يعزّز فرص وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الى سدة رئاسة الجمهورية، فيما هم يعارضون ترشيحه وحاولوا وما زالوا يحاولون بمختلف الوسائل قطع الطريق أمامه.
المعارك الخاسرة
ونقلت اوساط قريبة من مرجع رسمي كبير لـ«الجمهورية» عنه تأكيده انّ المعارضة تصرّ على خوض المعارك السياسية الخاسرة، لافتاً الى انه اذا كانت هذه المعارضة تفترض ان الدور الفرنسي انتهى فهي ستكتشف انها على خطأ، واذا كانت تظن ان مفاعيل التواصل السعودي – الايراني ستكون لمصلحتها فهي ستكتشف أيضا ان حساباتها ليست في محلها، وان ما يمكن أن تكسبه من المبادرة الفرنسية لا تستطيع تحصيله عبر معادلات أخرى بل ربما تدفع ثمن تطور العلاقة بين السعودية وايران.
التمديد لـ«اليونيفيل»
على المستوى الديبلوماسي تنطلق غداً المساعي الديبلوماسية المباشرة بوصول وزير الخارجية عبد الله بوحبيب في الساعات المقبلة الى نيويورك لمواكبة قرار التمديد للقوات الدولية المعززة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) للسنة الـ17 على التوالي، المَطروح في أروقة الامم المتحدة بصيغة أثارت قلق المراجع الحكومية والسياسية والديبلوماسية اللبنانية التي أطلقت حملة واسعة منذ شهرين تقريباً بغية تعديل القرار 2650 الصادر في 31 آب من العام الماضي، والذي سمح للقوات الدولية للقيام بأعمال الدورية من دون مواكبة الجيش اللبناني والعودة الى ما كان الوضع عليه سابقاً لجهة إشراك الجيش اللبناني في دوريات «اليونيفيل» في المناطق الجنوبية.
وكان بوحبيب قد ختم مشاوراته في بيروت بسلسلة من اللقاءات جَمَعته الأسبوع الماضي بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا التي ترأس بلادها دورة مجلس الامن لهذا الشهر وكلّاً من القائم بالأعمال الفرنسي فرنسوا غيوم، سفير الصين جيان مينجيان ونائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا، وتشاور معهم في مطالب لبنان مشدداً على أهمية إجراء هذا التعديل تحت شعار تعزيز الاستقرار في الجنوب.
مطالب لبنان
وأعربت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت عبر «الجمهورية» عن قلقها من احتمال تجاهل مجلس الامن للتعديلات اللبنانية المطروحة على المجتمع الدولي. ذلك ان ما يجري على ساحته الجنوبية وخصوصا على طول الحدود الجنوبية وما شهدته مناطق عدة من لبنان من محطة مقتل الجندي الايرلندي في حادث العاقبية عشية عيد الميلاد العام الماضي» الى صواريخ «سهل القليلة» و«شويا» واخيراً في مخيم «عين الحلوة» امتداداً الى «شاحنة الكحالة»، أثارت شكوكاً بالغة لدى ممثلي هذه الدول في مجلس الأمن الدولي قياساً على حجم الخروقات التي تزايدت في الفترة الأخيرة وأثارت لغطا واسعا لما شكّلته من خروقات لقرارات الأمم المتحدة وخصوصا القرار 1701 المطروح في مشاورات هذا الشهر على خلفية استكمال تنفيذ ما قال به وما تعهّد به لبنان ولم ينفذه بعد.
تفاعلات باخرة الفيول
على صعيد آخر توقعت مصادر حكومية ان تتفاعل اليوم قضية باخرة الفيول التي سماها البعض «باخرة لزوم ما لا يلزم»، والتي استقدمتها وزارة الطاقة الى المياه الاقليمية اللبنانية قبل حجز الاعتمادات المالية الخاصة بها وهي تناهز الـ 30 مليون دولار وما أثارته الخطوة من رفض مطلق لدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والمسؤولين الجدد في مصرف لبنان بعد نهاية ولاية حاكمه رياض سلامة، ورفضهم المَس بالإحتياطي الإلزامي عدا عن الخلاف حول إمكان صرف المبالغ مما تبقى من وحدات السحب الخاصة في مصرف لبنان وعدم تحويل المليارات العائدة لمؤسسة كهرباء لبنان الى دولارات مخافة المَس بالاستقرار المحقق منذ فترة في سعر صرف الدولار في بيروت.
المواجهة ترتفع
على هذه الخلفيات يتوقع ان يرتفع مستوى الاتهامات المتبادلة بين رئاسة الحكومة ووزارة المال من جهة ووزارة الطاقة من جهة اخرى جرّاء الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى اعضاء «اللجنة الوزارية لتقييم خطة الكهرباء الوطنية» للاجتماع عند الرابعة بعد ظهر اليوم للبحث في مصير الباخرة، وما يمكن القيام به للتخفيف من أضرار الضرائب اليومية التي على لبنان دفعها عن كل يوم تأخير لمجرد وجودها في المياه الاقليمية اللبنانية من دون ان تستكمل مهمتها بتفريغ حمولتها.
فالحكومة ومعها وزارة المال ترفضان دفع المبالغ بحجّة ان خزانات المؤسسة مليئة بالفيول ولا حاجة للباخرة خصوصاً مع وصول دفعات كبيرة من الفيول العراقي خلال الشهرين المقبلين، مع استغرابها بوجود صفقة أنجزها وزير الطاقة مُتجاهلاً أصول المناقصات التي كان يجب القيام بها عبر «هيئة الشراء العام». فيما تؤكد وزارة الطاقة التزامها بهذه الآلية كاملة منذ فترة طويلة وان كلفتها محجوزة سلفاً من الدولة اللبنانية جراء تخصيص 300 مليون دولار لتنفيذ الخطة الوطنية للكهرباء وأن المؤسسة باتت قادرة على رد قسم لا يُستهان منه من هذه السلفة المالية من مردود الجباية التي تقوم بها.
مواقف
وعلى صعيد المواقف التي حفلت بها عطلة نهاية الاسبوع، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه القدّاس السّنوي لـ«كاريتاس» إقليم الجبة- بشري، في كنيسة الصّرح البطريركي في الديمان، أنّ «الممارسة السّياسيّة الخاطئة أوصلت البلد إلى تفكّك مؤسّساته». وتساءل: «ماذا يبغي أسياد تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة وفق الدستور؟ فإنّهم يدركون أنّ حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع اتخاذ قرارات إجرائيّة، ويبتكرون قضيّة الضّرورة فيما الضّرورة واحدة وأساسيّة، هي انتخاب رئيس للجمهوريّة»، مشدّدًا على «أنّكم تهدمون الجمهوريّة وتبعثرون السّلطة، فخافوا الله ولعنة التّاريخ». وأشار الرّاعي إلى أن «لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهوريّة».
من جهته شدّد متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال ترؤسه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، على أنّ «اللّبناني بحاجة إلى صبر كبير وإلى صلاة مستمرّة، لكي يحتمل صعوبة العيش في هذا البلد المفكّك الّذي لا رأس يقوده، ولا حكومة تعمل من أجل إنقاذه، ولا مجلس نواب يعي مسؤوليّته وواجبه في انتخاب رئيس من أجل بدء مسيرة الإنقاذ».
وسأل عودة: «ماذا قدّموا للشّعب؟ وأين الإصلاحات التي سئمنا تكرار الحديث عنها؟ أين الوعود؟ وكيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس، وبحكومة مستقيلة، وبمجلس نيابي مشرذم؟». وكذلك سأل: «السَّنة الدراسيّة على الأبواب، والأحمال على أكتاف الأهل ثقيلة، والوضع الاقتصادي ما زال متردّيًا، وقدرة اللبنانيّين على التحمّل أصبحت ضعيفة. هل فكّر المسؤولون بهذا الوضع؟ ألم يحن الوقت بعد لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تتولى إيجاد الحلول؟».
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «البلد في حاجة إلى تضامن وطني لإنقاذه لأنّ الكيان كله على المذبح، وهدم لبنان يبدأ من القطيعة السياسية لا من لعبة قمار نيابية، والصولد النيابي انتحار، ولبنان دولة ميثاقية وليس كازينو، والسيّد من يمنع لعبة القمار النيابية لا من يساهم بها». وقال: «واجب القيادات الروحية والوطنية تأكيد التسوية الوطنية لا المشاركة في أسوأ قطيعة تهدم الجمهورية، والمسؤولية هنا تاريخية وبحجم اللعبة الدولية التي تريد رأس لبنان، والضرورة تعني إنقاذا وطنيا بحجم أزمة لبنان لا بانتخاب ناطور أو الإتكال على ورقة يانصيب، وواقع البلد مفتوح على لعبة دولية تتوغّل بالداخل والمطلوب اغتيال لبنان دستورياً ولن نشارك باغتياله».
«فلاش ميموري»
من جهة ثانية، وعلى صعيد قضية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانيّة أنّ «سلامة غادر مكاتب المصرف المركزي للمرّة الأخيرة في تمّوز الماضي، لكنّ سمعته الآن في حالة يُرثى لها، وشُوّهت خدمته التي استمرّت ثلاثين عامًا في مصرف لبنان، باتّهامات بأنّه ساعد في قيادة البلاد في طريقها إلى الخراب». وركّزت الصحيفة على أنّه «في الوقت نفسه، سلامة هو محور تحقيقات قضائيّة في لبنان والولايات المتحدة الأميركية وسبع دول أوروبيّة على الأقلّ، تحقّق في مزاعم الجرائم الماليّة. اثنان منها، أصدرت مذكّرات توقيف بحقّه»، مبيّنةً أنّ «في 10 آب الحالي، عوقِب سلامة من قبل الولايات المتّحدة وبريطانيا وكندا».
وذكرت «فايننشيال تايمز»، أنّ «مكتب المدّعي العام الأميركي في المنطقة الجنوبية من نيويورك، فتح تحقيقًا في قضيّة سلامة». وأفادت نقلًا عمّن وصفته «سياسي لبناني رفيع»، أنّ «هناك «فلاش ميموري» أرسلها سلامة إلى خارج البلاد فيها اسرار عن عمله، تحسّباً لحصول أي مكروه له».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
هجوم كنَسِي – قواتي على الثنائي.. وحزب الله يُراهن على الحوار مع باسيل
المعارضة تتَّجه لتعويم أزعور.. وفتح تحقيق أميركي في قضية سلامة
رسائل «التراشق» من بعيد، بقيت في الواجهة مجدداً، حول انتخابات الرئاسة الأولى، وانتظام ما يُعرف بـ «عمل المؤسسات» بعد ملء الشغور الرئاسي، لتكرّ سبحة الحكومة، وجلسات الثقة، والتعيينات، والتشريع..
ولكن السؤال البدهي: كيف العبور من منطقة الفراغ، الذي «يهدم الجمهورية» حسب تعبير البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى منطقة الإمتلاء الدستوري، والمؤسساتي، الذي يعيد بناء الجمهورية ودفعها إلى الأمام؟
لاحظت مصادر سياسية انه في الوقت الذي تدور فيه التباسات حول ما اذا كان الوسيط الفرنسي جان- إيف لودريان سيأتي الى بيروت في ايلول أم أن أمراً ما طرأ على الموقف، فعدل المجيء او أقله عدَّل المهمة، التي تعرضت لممانعة مسيحية من الحوار مع حزب الله، لاحظت هذه المصادر ان الفجوة في المواقف تزداد عمقاً، مع انضمام بكركي الى مواقف التشدد النيابي لا سيما المسيحي والماروني، ويمضي حزب الله الى الرهان على مرونة لمسها مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو يبادله بمثلها، علهما يصلان في نهاية الحوار الدائر بينهما على اتفاق يقضي بتأمين النصاب الدستوري، لانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية، مقابل سلة تعهدات لا تقف عند اللامركزية المالية والادارية الموسعة..
ولئن كان الرئيس نجيب ميقاتي، يلوّح بين الفينة والأخرى بالاعتكاف، من دون ان يكون في هذا الوارد اقله قبل عودة لورديان، المرتقبة في غضون اسبوعين او ثلاثة، فإن «مبارزة الديوك» تبقى هي السائدة بين عين التينة وفريق النائب باسيل، لجهة الجهة التي لها اليد الطولى في ترقب لبنان بلد نفطي أو على السكة النفطية.
وحسب مقربين من عين التينة، فإن هذا الملف في اولويات الرئيس بري، الذي سيتناوله الى جانب ملفات اخرى في كلمة له الجمعة في 31 آب لمناسبة مرور 45 عاماً على اختفاء الامام السيد موسى الصدر في ليبيا.
التصعيد
وعلى الصعيد الرئاسي، استمرت المواقف من نواب المعارضة برفض رسالة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان شكلا ومضمونا،التي تضمنت سؤالين للقوى السياسية حول مواصفات الرئيس وبرنامجه، ووصف بعض اركان المعارضة للرسالة بأنها «سابقة دبلوماسية وتجاوز لسيادة لبنان ودستوره»، عدا رفضها فكرة الحوار او اللقاء الى طاولة عمل مع الفريق الآخر المتمسك حتى الان بترشيح سليمان فرنجية.
ولوحظ خلال الايام القليلة الماضية استعادة اركان «التقاطع» بين احزاب المعارضة المسيحية والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، لترشيح الوزير الأسبق جهاد ازعور – المبتعد – بعد جلسة الانتخاب في 14 حزيران الماضي- وذلك في تصريحات لعدد من نواب هذه القوى، منها باسيل والدكتور بلال عبد الله واديب عبد المسيح وزياد حواط وغيرهم، بعدما غاب اسمه عن التداول الفترة الماضية نتيجة مسعى مجموعة الدول الخمس لتحقيق نوع من التوافق اللبناني على اسم الرئيس العتيد للجمهورية وبرنامجه.
لذلك وحسب مصادر سياسية متابعة، تقع استعادة تأكيد ترشيح أزعور من قبيل الرد المسبق على المسعى الفرنسي الجديد، ما قد يعرقل سلفاً مهمة لودريان المقبلة في بيروت او يؤدي الى تأخير زيارته المقررة مبدئياً اوائل ايلول، لحين جوجلة الادارة الفرنسية حصيلة مواقف الاطراف المعلنة والمرتقبة من الرسالة الفرنسية.
وبرأي المصادر، فإن بيان قوى المعارضة المشترك الاخير الصادر عن نواب القوات اللبنانية والكتائب و«حركة تجدد» وبعض التغييريين والمستقلين، يعبّر فعليا عن الرد على الرسالة الفرنسية، وهو تضمن عناوين خلافية كبرى لا يمكن للموفد الفرنسي ولا «لمجموعة الخمسة» تحت اي ظرف او مبادرة ان يوفرا حولها التوافق السياسي لإنتخاب رئيس للجمهورية اذا كان شرط انتخابه تبنّي كل هذه العناوين، بخاصة ان بيان المعارضة. ومع ذلك، يبقى المهم كيف سيتعاطى الفرنسيون مع مواقف المعارضة؟ وكيف سيواصل حزب الله حواره الرئاسي مع التيار الحر وكيف سيتمكن مع حلفائه من اقناع المترددين بإنتخاب سليمان فرنجية في حال عقدت جلسة انتخابية بتدبير او صفقة ما؟
بكركي تصبُّ جام غضبها
وفي تصعيد متدرج، يتماهى مع موقف بعض الكتل المسيحية، لا سيما كتلة القوات اللبنانية، صب البطريرك الراعي جام غضبه على من وصفهم بمعطلي انتخاب الرئيس، معتبرا هذا التعطيل بأنه يخالف الدستور ويهدم الجمهورية، ويبعثر السلطة، فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون.
وتساءل الراعي من موقع الاتهام، فإلى متى يا معطلي انتخاب رئيس للجمهورية، تخالفون الدستور، وتهدمون الجمهوريّة، وتعطّلون الحياة الإقتصاديّة والماليّة، وتبعثرون السلطة، وتفقّرون الشعب وتهجّرونه إلى أوطان غريبة؟ خافوا الله ولعنة التاريخ! لقد شكرنا الله على عودة الممارسة الديموقراطية في اختيار الرئيس انتخابًا بين متنافسين ظهورًا جليًّا في جلسة 14 حزيران الماضي الانتخابية. لكن لم نفهم لماذا بُترت الجلسة بعد دورتها الاولى الاساسية، بمخالفة واضحة للمادة 49 من الدستور وفي هذه الايام تسمعونهم يتكلمون عن سؤال وجواب ولقاء وحوار. فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون».
بدوره قال رئيس حزب «القوات» سيمر جعجع «على أن ما يريده «محور الممانعة» إما أن يكون الرئيس له أو لا يريد رئيساً،أكد أن القوات اللبنانية «تريد أن يكون الرئيس للبنان أو لا تريد رئيساً بكل بساطة.» وأردف «ماذا علينا أن ننتظر بعد اليوم من أجل المطالبة برئيس للبنان، فنحن لا نطالب برئيس لنا رغم أننا التكتل النيابي الأكبر والحزب المسيحي الأكبر».ولفت إلى أن «الفريق الآخر لا يملك قوّة ديمقراطيّة لإيصال مرشّحه إلى سدّة الرئاسة ويصر على وصوله وكأنه يريد منا أن نقوم بالإسهام لإيصاله «غصب عنا»، وهذا ما لن يحصل أبداً هذه المرّة».
وعلى صعيد الاتصالات بين القوى السياسية، قال لنائب المستقل النائب الدكتور غسان سكاف لـ «اللواء»: انه يقوم باتصالات ولقاءات بعيدا عن الاضواء والاعلام مع عدد من القوى السياسية والسفراء والفعاليات لمؤثرة بهدف الوصول الى توافق داخلي على انتخاب رئيس للجمهورية وإحداث فارق مع بعض المكونات السياسية للإتفاق على مرشح او اكثر مقبول نذهب به الى جلسات الانتخاب، لأن الرهان على الخارج لا يبدو مفيداً في ظل الانشغالات الدولية عن لبنان بأمور كثيرة. فلماذا نربط انفسنا برهانات خارجية لا نرى منها نتيجة بدل ان ننصرف الى الحلول والتوافقات الداخلية؟
ورأى سكاف ان مسعى للموفد الفرنسي لودريان فشل قبل ان يبدأ نتيجة الرسالة التي ارسلها للقوى السياسية والنواب، والتي نعتبرها مرفوضة بالشكل لتجاوزها السيادة اللبنانية والدستور اللبناني، وبالمضمون لأن مواصفات الرئيس لا تأتي بالرئيس بل الظروف السياسية التي تفرض المواصفات ثم الانتخاب. وقال: لذلك نعتقد ان لو دريان قد يؤجل زيارته الى بيروت لحين نضوج الظروف التي تسمح بالوصول الى حل، كما نعتقد ان الدعوة الى الحوار فيها نوع من المماطلة الداخلية والفرنسية بإنتظار بلورة الظروف المناسبة لحل ازمة الشغور الرئاسي.
وبينما لم يُسجل اي جديد في الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله: إنّ انتخاب رئيس للجمهورية هو مدخل ضروري وطبيعي لإعادة انتظام مؤسسات الدولة بما فيها تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تضع خطط التعافي وتبدأ مسيرة العلاج، وحزب الله مع انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ولكن هذا يحتاج إلى تعاون مع آخرين، ولدينا مساعٍ في هذا المجال، وهناك حوار مع التيار الوطني الحر، وقد عقدت لقاءات في الأيام القليلة الماضية، ونناقش ورقة قدمها التيار، ولدينا وجهات نظر نتبادلها من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الحوار نريده أن يصل إلى نتيجة، ونسعى لكي يصل إلى نتيجة، ولدينا مرونة متبادلة في تبادل الآراء والأفكار، وقد يؤسس ذلك لأرضية مشتركة لتوفير النصاب الدستوري والقانوني لانتخاب رئيس متفاهم ومتفق عليه، وهذا يفتح الباب أمام الحلول والمعالجات في المستقبل.
وصدر امس، عن المكتب الاعلامي للنائب طوني فرنجيه بيان اكد فيه انه «يتمسك بالحوار مع مختلف الأفرقاء، ويؤكد انفتاحه على الجميع»، غير انه نفى ما تم نشره حول زيارةٍ قريبةٍ له الى معراب للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقال انه عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً.
أمنياً، انشغل لبنان خلال اليومين الماضيين بواقعة مداهمة حزب الله منزلاً في منطقة حي السلم يختبىء فيه ارهابي يدعى وسام مازن دلّة، شارك في التفجير الذي استهدف مقام السيدة زينب في دمشق الشهر الماضي، لكنه اقدم على القاء نفسه من الطبقة السابعة في مبنى سلامة الذي كان فيه.
وحسب آخر المعلومات، وبعد مداهمة الجيش للمبنى يوم السبت، باشر مديرية المخابرات استجواب والد القتيل عند شقيقته التي تسكن في البيت مع زورجها اللبناني اضافة الى عدد من اقربائه، لمعرفة تفاصيل اكثر عنه وعن زملاء له وما اذا كان بصدد القيام بأعمال ارهابية في لبنان كما تردد. على ان يتم لاحقا تسليم الملف الى النيابة العامة لمتابعة التحقيق والتوسع فيه.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحزب الله امس السبت: وصلت معلومات إلى الجهات المعنية في الحزب عن دخول شخص سوري خِلسة إلى لبنان، وهو المسؤول عن التفجير الذي حصل في منطقة السيدة زينب، الشهر الماضي. وخشية مبادرته إلى القيام بأي عمل أمني، تمت ملاحقته، وعندما علم عن انكشاف مكان وجوده، رمى بنفسه من الطابق السابع ليفارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى.
اما حكومياً وبإنتظار الدعوة الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء، يعقد اجتماع اللجنة الوزارية المولجة متابعة ملف الكهرباء الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم، لبحث معالجة توفير السيولة لمعامل الكهرباء والشركة المُشغلة لمعملي الزهراني ودير عمار تلافيا للعودة الى التعتيم.
وفي ظل سجال مستجد بين وزارتي الطاقة والمال حول باخرة فيول «مشبوهة» وحول تحويل الاموال، اعلن وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميه، في بيان، انه «في مجلس الوزراء تم التأكيد على أن تغذية المطار ومرفأ بيروت بالكهرباء هي من الخطوط الحمراء، التي لا يمكن التغاضي عنها أبداً، لأنهما شرايين حيوية للبلد، وكذلك الأمر في ما يتعلق بصيانة الطرقات، والتي تعد أساسية في موضوع السلامة العامة والمرورية، ومن المستحيل إنجازها باعتمادات صفرية».
تحقيق أميركي في قضية سلامة
مالياً، وفي تطور جديد، كشفت صحيفة «الفايننشال تايمز» الاميركية ان مكتب المدعي العام الاميركي في جنوب نيويورك فتح تحقيقاً في قضية الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة.
وقالت الصحيفة الاميركية ان سلامة باقٍ في لبنان لتجنب الاعتقال والمساءلة في الخارج.
وفي المسار القضائي اللبناني، ينتظر سلامة قرار الهيئة الاتهامية في بيروت، التي تعود رئاستها الى القاضي ماهر شعيتو، مع انتهاء العطلة القضائية.
وكشفت الصحيفة ان سلامة ارسل «فلاش ميموري» الى الخارج، وضع فيها اسراراً في حال حدوث شيء سيىء له.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
لودريان يخفي الأسرار… ماكرون يأخذ مُتغيّرات موازين القوى وكيف ينظر الى قوة حزب الله
وزراء «الخماسيّة» يجتمعون في نيويورك… لماذا ندم الرئيس عون على اختياره العماد جوزف عون؟
ميقاتي يرأس اليوم اللجنة الوزاريّة… هل يُفجّر قراراً مع فياض بشأن باخرة الفيول؟ – ادارة التحرير
يبدو ان مهمة المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان لم تعد مهمة بالنسبة الى عدة احزاب وكتل نيابية والتي تعتبرها انها انتهت، وترى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يعد ينظر الى حقيقة الوضع اللبناني، وخاصة الى وضع احزاب المعارضة المسيحية وحلفائها، كما ان عدداً كبيراً من المطارنة والرهبان الموارنة لا يوافقون على ما طرحه ماكرون سابقاً، حيث ان الموفد الفرنسي ابلغ القيادات اللبنانية ان باريس تؤيد وصول رئيس «تيار المردة» الوزير فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وهي تدعم ايضا السفير نواف سلام ليتسلم رئاسة مجلس الوزراء، ويعتبر هؤلاء المطارنة والرهبان ان طرح فرنسا منحاز على الساحة اللبنانية الى طرف معين.
وبالتالي، فان هذه الاحزاب، اضافة الى بعض النواب «التغييريين» ونواب آخرين، قرروا مقاطعة باريس وعدم الاجابة عن الاسئلة التي وزعتها السفارة الفرنسية نقلا عن لودريان. ورغم اعتبارهذه الاحزاب والكتل النيابية ان المبادرة الفرنسية لم تحترم بالشكل سيادة لبنان، فان رؤية هذه الاحزاب المعارضة ونواب من «التغيير» وحلفاء لها ، تعتبر ان الرئيس ماكرون انحاز الى حزب الله والثنائي الشيعي لدعم ترشيح فرنجية، وهي لن تقبل باي شكل من الاشكال ان يفرض حزب الله رؤيته من خلال المبادرة الفرنسية لايصال فرنجية الى قصر بعبدا.
رؤية باريس لمبادرة ماكرون
استندت رؤية باريس من خلال تقارير سفارتها في بيروت، ومن خلال تقارير رفعتها الاجهزة الفرنسية الهامة اليها، ومن خلال رؤية الرئاسة الفرنسية الى ان فرنسا هي دولة كبرى ليس فقط في اوروبا، بل على المستوى الدولي كله. وصحيح ان فرنسا هي عضو في الحلف الاطلسي، لكنها تتمايز في نسبة كبيرة عن موقف الولايات المتحدة ولها تقديرها للامور.
وبالتالي، فان ايفاد الرئيس الفرنسي ماكرون للوزير لودريان الى بيروت، سواء بالمبادرة السابقة ام بالرؤية الحالية، ينطلق من ان موازين القوى في لبنان تغيرت، وان فرنسا الحريصة على الوجود المسيحي في لبنان، ترى ان سياستها يجب ان تكون متفهّمة للثنائي الشيعي، وخاصة لحزب الله، حيث ان الحزب يمتلك مقاومة اصبحت قوة اقليمية في العالم العربي. وفرنسا ستستعمل عند اللزوم هذه العلاقة مع حزب الله لمصلحة المعارضة المسيحية والوجود المسيحي في لبنان، عند حصول اي تطور على الساحة اللبنانية.
اما اذا التزمت فرنسا بعلاقتها مع الاحزاب المسيحية وبعض المراجع الدينية المسيحية في لبنان، ولم تراع تطور ميزان القوى في لبنان وتفهّم حجم حزب الله، فان ذلك لن يكون مفيدا للوجود المسيحي، ولهذه المعارضة المسيحية وحلفائها. ورفضت المعارضة المسيحية مع حلفائها الرد على اسئلة لودريان، واعتبترها تعدّيا على السيادة اللبناينة، وتتعارض مع رؤيتها على الساحة اللبنانية، الا ان فرنسا تعتبر ان المعارضة وخاصة الاحزاب المسيحية لم تواكب المتغيرات التي حصلت منذ سنة 1982 وحتى سنة 2023 . هذه المعلومات ليست من السفارة الفرنسية، بل من مراجع اعلامية كبرى لها علاقات مع قصر الاليزية، حيث يدير الرئيس ماكرون السياسة الخارجية للجمهورية الفرنسية.
الانظار تتجه الى نيويورك
سواء استطاع الموفد الرئاسي الفرسي لودريان النجاح في زيارته القادمة، والتي لن تحصل في مطلع ايلول بل قد تتأخر لبضعة ايام او اسبوعين، فانه بعد زيارته لبيروت التي لن تستمر طويلا، سيقوم بكتابة تقرير شامل يقترح عبره الخطوات المقبلة على الرئيس ماكرون، ويترك له الامر لتحديد الخطة المكتملة لاحقا، حيث ان دورة الامم المتحدة السنوية التي يحضرها رؤساء الدول اجمالا، ويصل عددهم الى ما بين 80 الى 100 رئيس دولة، كما سيحضر وزراء الخارجية من كافة الدول اجمالا، وتحصل لقاءات بين رؤساء الدول ووزراء الخارجية حتما.
كما ان وزراء خارجية اللجنة الخماسية سيزورون نيويورك، وعلى الارجح سيجتمعون هناك، ويذكر ان اللجنة مؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا والممكلة السعودية ودولة قطر وجمهورية مصر. وقد يتوصل وزراء خارجية اللجنة الخماسية الى رؤية موحدة بشأن الساحة اللبنانية، وخصوصا ان الانقسام العمودي كبير ويصل الى خطر وجودي على لبنان، ونظرة كل طرف من موقعه، خصوصا عبر طرح الفيدرالية والدولة الاتحادية، وحتى التقسيم الذي بدأ بالتقسيم النفسي على مستوى المتناحرين على الساحة اللبنانية.
مواقف دول اللجنة الخماسية بشأن اسماء الرئاسة
يبدو ان فرنسا، ورغم بعض الاعلام الذي تحدث عن تراجعها عن المبادرة المؤيدة لوصول الوزير سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، فانها ما زالت مقتنعة بدعمه لرئاسة الجمهورية، وان السفير نواف سلام له الافضلية برأيها لترؤس الحكومة القادمة، ولكن المعلومات تؤكد ان لا مانع لدى قصر الاليزيه، اذا رأت الممكلة السعودية ان يتولى الوزير السابق والنائب تمام سلام رئاسة مجلس الوزراء.
وفي المقابل، يبدو ان الولايات المتحدة ودولة قطر تدعمان قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون للوصول الى رئاسة الجمهورية، وتعتبران ان وصوله الى قصر بعبدا سيُقلّص دور القيادات السياسية التي حام حولها انباء واخبار عن الفساد وغير ذلك، كما تعتبران انه كما كان دوره كبيرا كقائد للجيش، ولم يتم اتهامه باي اعمال منسوبة للفساد ايضا، سيكون دوره قويا وكبيرا عندما يصبح رئيسا للجمهورية، ولا يكون دوره مخاصما للقوى السياسية، بل سيكون على ما عرفه الجيش الاميركي من خلال تنظيمه للجيش اللبناني، الذي يضم كل الضباط والرتباء والجنود من كل الطوائف على مختلفها، وايضا من كل المناطق اللبنانية، سواء كانت مناطق مزدهرة او مناطق فقيرة، فانه استطاع الحفاظ على المؤسسة العسكرية بعيدا عن اي انقسام، وكان الجيش له دور بالحفاظ على الوحدة الوطنية، كما ان اطرافا كثيرة وقيادات تؤيد شخصية العماد جوزاف عون.
اما الممكلة العربية السعودية وجمهورية مصر، وان كانا في السابق قد ايدا العماد جوزاف عون، الا انهما حاليا تدرسان الملف الرئاسي ولا تريدان اتخاذ اي موقف لتأييد اي شخصية، ولذلك فان اجتماع وزراء الخارجية ضمن اللجنة الخماسية سيكون هاما.
والفترة الممتدة بين 10 ايلول ونهايته ستكون شبه حاسمة، الا انه لا يمكن الارتكاز على هذا المعطى، لان النتيجة في مداولاتهم ستأخذ شهرين على الاقل، وبعد ذلك يمكن طرح التسوية بشأن انتخاب رئيس جديد لرئاسة الجمهورية.
لماذا يتحفظ الوطني الحر والرئيس عون عن اسم قائد الجيش؟
في المعلومات غير الرسمية، الا انها مستقاة من ضباط متعاقدين من الجيش اللبناني، فانهم يقولون ان العماد جوزاف عون تم اختياره شخصيا من قبل الرئيس العماد ميشال عون، وهو الذي فضّله على بقية العمداء في الجيش اللبناني. وكان اسم العميد كلود حايك مطروحا جدا، كما ان اسماء كبرى كانت مطروحة، لكن الرئيس العماد ميشال عون حسم هذا الموضوع باختيار العماد جوزاف قائدا للجيش اللبناني، واذا كان اسم العماد جوزاف عون اصبح مطروحا لرئاسة الجمهورية، فهذا الامر يعود فضله للرئيس العماد ميشال عون.
وهذا الحديث يعود الى انطلاق 17 تشرين، عندما قامت جماهير «الثورة» بالتهجم على الرئيس العماد عون، فحصل اجتماع بين الرئيس ميشال عون والعماد جوزاف عون، وطلب منه رئيس الجمهورية ان يمنع الشتائم بحقه وبحق عائلته وخاصة ابنته، فذهب العماد جوزاف عون وعاد لاحقا لزيارة الرئيس العماد ميشال عون، وابلغه انه لا يستطيع تنفيذ هذا الامر لانه قد يؤدي الى جرح او مقتل احد المتظاهرين، حينها ركز الرئيس عون انه لا يطلب لا جرح ولا قتل اي متظاهر، بل يطلب منع الشتائم ضده كرئيس للجمهورية اللبنانية، وعدم توجيه الشتائم الى عائلته القريية جدا.
بعد عدة ايام ابلغ العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الولايات المتحدة هددت بفرض عقوبات عليه وعلى الجيش اللبناني، ولن تكون مستعدة لتقديم اي مساعدة للجيش اذا قام بهذه المهمة، والرئيس عون يعرف ان هنالك مساعدات عسكرية من الجيش الاميركي تدعم الجيش اللبناني، كما ان هناك مساعدات اخرى، فالعديد من الضباط اللبنانية تستقبلهم المعاهد الاميركية بدورات تدريبة على اراضي الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الوقت، استاء الرئيس العماد ميشال عون من قائد الجيش العماد جوزاف عون. وبعد انتهاء ولايته وانتقاله من قصر بعبدا الى منزله في الرابية، لم يقم قائد الجيش بزيارة الرئيس عون، وهو امر ترك آثارا سلبية في نفسية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وادى الى استياء كبير واسئلة حول موقف قائد الجيش ، ولماذا لا يقوم بزيارته.
ووفق ضباط قريبين من الرئيس عون نقلوا عنه انه كان يرغب على الاقل بان يزوره قائد الجيش ويسأله عن قوة حمايته العسكرية، واذا كان يرغب ان يتولاها احد اسماء الضباط، او اذا كان يريد زيادة او نقصان هذه القوة ، الا ان هذا الامر لم يحصل ، وفق العمداء المتقاعدين القريبين من الرئيس العماد ميشال عون.
ميقاتي يرأس اليوم اللجنة الوزراية وصدام مع وزير الطاقة
تجتمع اليوم اللجنة الوزارية في وزارة الطاقة برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وعلى جدول اعمالها بند وحيد وهو موقف اللجنة الوزراية وميقاتي من قرار اتخذه وزير الطاقة وليد فياض باستيراد مادة الفيول دون موافقة حكومة تصريف الاعمال، وهو امر لا يجب حصوله، لان مادة الفيول متوافرة في خزانات كانت مليئة بمادة الفيول، ويتطلب الامر موافقة مسبقة من الحكومة، وقد قام فياض باستيراد سفينة كاملة وثمنها 32 مليون دولار، كما اتصل بسفينة هي في عرض البحر تحتوي على مادة الفيول ، وثمن هذه المواد هو 52 مليون دولار، وليس لدى الحكومة ثمن تفريغ السفينة الاولى ولا ثمن السفينة الثانية.
وبالتالي، فان وزير الطاقة خالف قرار الحكومة، كما انه طلب عدم فحص مادة الفيول التي ستفرغها السفينة الاولى وثمنها 130 مليون دولار، وتدفع وزارة الطاقة عن كل يوم تأخير 90 الف دولار، ولاحقا تزداد الغرامة الى سعر 180 الف دولار يوميا.
سيكون اجتماع اللجنة الوزارية اليوم نقطة انطلاق لصدام كبير مع الوزير فياض. وهنا لا بد من مراجعة تصريح الرئيس ميقاتي الذي قال «ان للصبر حدود»، وقد تم سؤاله عن هذا الموقف. فهل يتخذ ميقاتي مع اللجنة الوزارية موقفا هاما تجاه وزير الطاقة وليد فياض؟
المعارضة ستصعّد… وفرنجية باقٍ خيار «الثنائي» مُفترق مالي خطر في أيلول – بولا مراد
يواصل لبنان السير بين الألغام، في ظل اكبر ازمة مالية يمر بها، بغياب اي افق للحلول، كما في ظل واحدة من اكثر الازمات السياسية تعقيدا، والتي تزداد تعقيدا مع مرور الايام، نتيجة عدم اتضاح المشهد الاقليمي، ودخول واشنطن بقوة مؤخرا على خط التصعيد.
ويحاول مختلف الفرقاء السياسيين الاستفادة راهنا مما تبقى من العطلة الصيفية، والتي يفترض ان تنتهي رسميا في منتصف شهر ايلول المقبل، مع عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الذي يعول على ان يحمل معه ما يحرك به المياه الرئاسية الراكدة.
تصعيد معارض مرتقب
وقد قررت قوى المعارضة ان تستبق هذه الزيارة باعلان سلوكها مسارا تصعيديا، بخلاف المسار الحواري الذي تدفع باتجاهه باريس، وقد ضمنت بيانها الاخير الذي حمل امضاء ٣١ نائبا اشارات واضحة، سواء لجهة قرار عدم المشاركة في أي حوار موسع، ام لجهة رفض التفاوض مع حزب الله، وربط اي عملية مماثلة بقيادتها من قبل رئيس الجمهورية المرتقب، رافضة تحميله اي التزامات مسبقة. ولعل ابرز ما لمحت اليه هذه القوى، التي تحدثت بوضوح عن «مواجهة تصاعدية ستعتمدها، هو نيتها اللجوء الى خطوات من خارج الاطار القانوني، بحديثها عن «مواجهة ضمن المسار المؤسساتي وخارجه حيث يجب».
وبحسب مصادر نيابية معارضة، فان «منطق المهادنة والرضوخ سقط كليا، وقد آن اوان المواجهة الحاسمة. فلم يعد هناك ما نخسره اكثر مما خسرناه. نحن في صدد بلد مفلس كليا وتحت السطوة الامنية والعسكرية لحزب مسلح، ما يعني ان مواصلة الرضوخ لهذا الواقع هي شراكة بالجريمة».
وتضيف المصادر لـ «الديار»:»نحن في حلقات نقاش مفتوحة وموسعة كقوى معارضة من داخل البرلمان وخارجه، للاتفاق على خطة عمل وخطوات عملية ان كانت غير قادرة على قلب الطاولة راهنا، فهي لا شك تستطيع تعطيل المشروع الآخر، وهو ما نجحنا فيه منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، سواء لجهة منعنا انتخاب مرشحهم رئيس «المردة» سليمان فرنجية، او لجهة تصدينا للتصرف بمؤسسات الدولة وكأن وجود رئيس او عدمه سيان، وبالتحديد برفضنا تغطية جلسات التشريع».
وتشير المصادر الى ان «الثنائي الشيعي» يضع جهده راهنا لـ «تجميع مزيد من الاصوات لفرنجية قي الوقت الضائع، كونه لا يزال يعول على لحظة اقليمية تسمح بانتخابه، بـ» قبة باط» سعودية، لانه يعلم ان فرضه رئيسا من دون رضا اقليمي ودولي او اقله سعودي، سيعني سقوط ما تبقى من سقف الهيكل اللبناني».
بالمقابل، يبدو واضحا ان طرفي «أمل» وحزب الله ليسا بصدد تقديم اي تنازل يُذكر في الملف الرئاسي، لقناعتهما بأن الرياح الاقليمية، وبالتحديد التقارب الايراني- السعودي، سيصب لمصلحة مرشحهما عاجلا او آجلا.
وعن هذا تقول مصادر «الثنائي» لـ» الديار»: «بعكس كل ما يتم تداوله، فان حزب الله يرفض البحث في أي اسماء للرئاسة ، لا مع جبران باسيل ولا مع سواه، وهو متمسك بسليمان فرنجية ومستعد للقيام بأي تفاوض او حوار تحت هذا السقف».
ايلول… مفترق خطر
هذا الستاتيكو الرئاسي، الذي يبدو ان لودريان لن يتمكن من انهائه بسحر ساحر، بدأ يترك تداعيات كبيرة جدا على الوضعين المالي والاقتصادي. وهو ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى رفع الصوت مؤخرا، والتنبيه الى مخاطر كبرى مقبلة. اذ تقول مصادر رسمية معنية لـ «الديار» ان «سياسة الترقيع التي انتهجت منذ اندلاع الازمة المالية لم تعد مجدية، وقد انتهت مدة صلاحياتها هذا الشهر. فبعدما نجح الحاكم بالانابة وسيم منصوري في تأمين رواتب موظفي القطاع العام ومصاريف الدولة لشهر آب، من خلال تحويل إيرادات الدولة الموجودة في وزارة المالية من الليرة اللبنانية إلى الدولار، وذلك بشرائها من السوق بشكل هادئ ومنظّم، سيقف مكتوف الايدي الشهر المقبل، وسيرمي الكرة بملعب القوى السياسية، لان حتى الاموال بالليرة لن تكون متوافرة في ايلول، ما يهدد بانفجار البركان الملتهب». وتضيف المصادر: «مفاعيل دولارات المغتربين التي دخلت في الاشهر الماضية هي الاخرى ستتلاشى قريبا، ما سيؤدي الى ارتفاع جديد بسعر الصرف».
الورقة الأمنية على الطاولة
وعلى وقع التعقيدات السياسية والامنية، يطل هاجس الامن مجددا برأسه، ليس فقط من بوابة مخيم «عين الحلوة» حيث النار لا تزال تحت الرماد والمسلحون يرابضون على اسلحتهم، انما ايضا من بوابة الاحداث الامنية المتفرقة، وآخرها عودة الحديث عن خلايا نائمة لـ» داعش» في اكثر من منطقة، وتزايد التوترات بين المجتمعات اللبنانية الطائفية بأنامل سياسية.
ولا تستبعد مصادر مطلعة ان يكون هناك من يسعى الى «لعب ورقة الامن مجددا لدفع الحلول السياسية قدما، بما يوافق اهواءه واجندته»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان الوضع الامني بات يلامس الخطر رغم تطمينات المسؤولين. فالنفوس لم تهدأ بعد حادثة الكحالة، وهناك مَن يحاول الاستثمار في ذلك. اضف الى ان الدور الاميركي في المنطقة لا يبدو دورا يدفع باتجاه الاستقرار، ويسعى الى تخريب العلاقات المستجدة الايرانية – السعودية، ولبنان ساحة مثالية لتخريب هكذا علاقة».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الرئاسة مؤجلة والأزمات المعيشية مفتوحة
لودريان يجوجل خياراته.. وبوحبيب الى نيويورك
يشبه الجو السياسي الاقتصادي الامني اللبناني كثيرا الجو المناخي المسيطر على البلاد، ضبابيا حارا رماديا. فلا معطيات تساعد على توضيح الصورة وتظهيرها لا رئاسيا ولا ماليا، بل ان التطورات والمواقف التي تُسجّل يوميا، تفاقم الغيوم والاسئلة. وفي ظل هذا المناخ الملبّد، حدث امني لافت في حي السلم، حيث افيد عن انتحار “ارهابي” سوري ضالع في تفجيرات السيدة زينب في سوريا مساء السبت، بعدما داهمه حزبُ الله، والخشيةُ كبيرة من ان يُستغلّ ما جرى في “السياسة” من قِبل الحزب، الذي مرة جديدة تحرّك في مناطق نفوذه، من دون ان يرجع الى الدولة والاجهزة الرسمية التي لم تحضر الا في اليوم التالي الى مكان الحدث.
اتصالات لودريان
رئاسيا، لا شيء محسوما بعد حيال عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. فبينما كانت مقررة مطلع ايلول، الرجل قد يرجئ الزيارة خاصة في ظل عدم حماسة القوى النيابية المعارضة للحوار الذي يعتزم الدعوة اليه. وبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية، فإن لودريان يراجع راهنا مع دوائر القرار الفرنسي، خياراته واوراقه، كما انه يجري بعيدا من الاضواء، سلسلة اتصالات مع الخماسي الدولي المتابع للملف اللبناني، ليبني على الشيء مقتضاه، خصوصا وان عدم عودته الى لبنان سيعني انتهاء الوساطة الفرنسية، وهو يجوجل الآن التوجّهات الافضل لتفادي فشل جديد لمسعاه الرئاسي التوفيقي.
لا تقدم بعد
في الاثناء، يكثّف حزب الله والتيار الوطني الحر اتصالاتهما، لكن حتى الساعة، لا تبدو الامور تتقدم نحو تحقيق اتفاق سريع، خصوصا وان المطالب التي وضعها “البرتقالي” اي اقرار قانوني اللامركزية الادارية والمالية، والصندوق الائتماني، لا يمكن للضاحية وحدها ان تؤمنها، بل تحتاج الى موافقة عين التينة ايضا، الامر المتعذّر حتى اللحظة، خصوصا غداة مقاطعة نواب “لبنان القوي” جلسة التشريع الخميس الماضي. لكن، وفق ما تقول مصادر مطّلعة فان الحوار مستمر والجانبين مصران على اعطائه كل الفرص التي يحتاج، اذ ان انتقال رئيس التيار النائب جبران باسيل الى ضفة مؤيدي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، سيقلب التوازنات على الطاولة الرئاسية لصالح محور الممانعة.
تمسك بأزعور
في الغضون، لا يزال التيار يؤكد ان مرشحه هو الوزير السابق جهاد ازعور. بدوره، أكّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد حواط أن المعارضة متمسكة بترشيح الوزير أزعور، مشيرا في حديث تلفزيوني الى أن كل القوى التي شكلت الحاضنة لأزعور ما زالت متماسكة حتى الساعة.
اما الحزب التقدمي الاشتراكي، ومع اعلانه تمسكه ايضا بأزعور، وتشجيعه للحوار، فقد اضاء على ميله الى خيارات “المعارضة”. في السياق، أعلن عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، أن الكتلة “مع حوار غير مشروط يصل إلى مرشح مقبول من كل الفرقاء وقادر على أن يعيد فتح لبنان إلى العمق العربي والدولي وقادر على المحافظة على اتفاق الطائق وهوية هذا البلد وقادر على القيام بخطوة إنقاذية اقتصادية”. وقال في حديث تلفزيوني “دعوتنا الى الحوار وموقفنا الذي يسمّى وسطيا لا يلغي أبدا أننا كنا في الموقع نفسه مع المعارضة وسنستمر. ونحن لم نبدّل موقفنا”. وأضاف “نحن في العمق في الموقع نفسه وهذا الامر ترجم بتصويتنا في 13 جلسة بداية للنائب ميشال معوض وبعدها للوزير السابق جهاد أزعور”. وشدد على أنهم ضد أي مرشح تحدي، مؤكدا أنهم حتى اللحظة ملتزمون بجهاد أزعور مع فرقاء المعارضة.
الحوار بالانتخاب
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس في عظة الاحد: لم نفهم لماذا بُترت الجلسة بعد دورتها الاولى الاساسية، بمخالفة واضحة للمادة 49 من الدستور وفي هذه الايام تسمعونهم يتكلمون عن سؤال وجواب ولقاء وحوار. فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون.
بوحبيب الى نيويورك
وعلى خط التجديد لليونيفيل، علمت “المركزية” ان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب سيتوجه الى نيويورك غدا الثلاثاء لمواكبة المشاورات الحاصلة بشأن التجديد للقوات الدولية سنة إضافية بدءا من 1 أيلول المقبل، في محاولة لحث الدول الأعضاء في مجلس الامن على الأخذ بمطالب لبنان والتي ترتكز الى العودة عن قرار التجديد المتخذ في العام 2022 والذي يحمل الرقم 2650، واعتماد الصيغة القديمة بإقران دوريات اليونيفيل بمواكبة من الجيش اللبناني.
شوشتري عند نصرالله
من جهة اخرى، استقبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران السيد مهدي شوشتري، بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني. وبحسب بيان صادر عن الدائرة الاعلامية في “حزب الله” تم عرض آخر المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة والاتصالات السياسية الجارية إقليميًا.
اعتمادات صفرية
حياتيا، وفي ظل سجال مستجد بين وزارتي الطاقة والمال حول باخرة فيول “مشبوهة” وفق مصادر السراي، الازماتُ المعيشية تتجه لتطفو مجددا على سطح المستنقع اللبناني خصوصا مع انتهاء موسم الاصطياف. فقد اشار وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، في بيان، الى انه “في مجلس الوزراء تم التأكيد على أن تغذية المطار ومرفأ بيروت بالكهرباء هي من الخطوط الحمراء، التي لا يمكن التغاضي عنها أبداً، لأنهما شرايين حيوية للبلد، وكذلك الأمر في ما يتعلق بصيانة الطرقات، والتي تعد أساسية في موضوع السلامة العامة والمرورية، ومن المستحيل إنجازها باعتمادات صفرية”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :