نداء الى أبناء الحياة .. أنتم النبت الصالح في حقول البلاد

نداء الى أبناء الحياة .. أنتم النبت الصالح في حقول البلاد

 

Telegram

 

 

أيها المنشدون نشيد انتصاركم في تلك الليلة،لم تكونوا تعلمون  أنكم  حفرتم  حفرات لموتكم في الليالي السوداء القادمة،وأن من عّلمكم رقص الشماتة على مقابر الشهداء وعلّمكم أن في الخيانة مكاسب وجاهة وحجز مقاعد، لم يخبركم عن الذل والعار ، وعن العبيد والأحرار ، وعن أبناء الظلمة وأبناء الضياء ، ولم يعلمكم أن مصير الخائن لن يكون مقابر الوطن لأن التراب لا يستقبل جثامين  الخائنين والجبناء  .
ايها المقهقون في صالونات العهر حين استشهد برصاص الخيانة ، أخرجوا من قبوركم وشاهدوا ما فعلته خياناتكم ، شاهدوا أولادكم يتلظون بنار أفعالكم ، مرميين في آتون نار يحترقون فيها وهم يبتسمون ،لأنكم أورثتمونهم الذل والعار ، لأنكم أورثتمونهم أن السجود في حضرة الأجنبي صلاة ، وأن الزحفطة قدر للبقاء  على قيد الحياة ،وأن ألوان وجوههم لا تشبه لون بشرته ،ونسيتم  أن بشرته من جمر وأنتم  من رماد ، وأن  في سجوده لحظة الاستشهاد وقفة عز وفخار ، وفي شماتتكم درب الوصول الى وطن الزريبة ، وفي ابتسامته وهو يشكر القانون درب الوصول الى وطن يشتهيه الأحرار والأوفياء .
أيها المنصتون الى دقات قلبه في تلك الليلة ، والعازفون مقطوعات الشرف على  أوتار أنفاسه ، تذكروا انكم جسر العبور إلى  الوطن الذي كان يحلم به وتحلمون بوجوده، تذكروا انكم النبت الصالح في حقول الشوك ، أنكم اللون الأزرق في السماء الصافية ،أنكم الشواطي حين تهاجم العواصف المراكب ، أنكم البوصلة حين تضيع الاتجاهات .
تذكروا أن في شرايينكم من دمه ، ودمه بلون صهيل الأصايل وصفير النسور وهديل الحمام ،فلا تهدأوا قبل عودة الروح الى حزبه وعودة الحياة الى بلاده .
تذكروا انكم شظايا من روحه حيث تكونون يكون الحق والخير والجمال وتكون روح الأمة ،وتكون النهضة ، حافظوا عليهم من الصقيع الذي يحولهم الى بقايا ومن القيظ الذي يحولهم الى رماد .
تذكروا أنهم  الصراصير التي غنّت في مواسم الصيف وماتت من الجوع حين جاء البرد وجاءت العواصف ، تذكروا أن معالفهم من تبن في زريبة من طين وخشب ،تذكروا ان وطنهم للصراصير ووطنه لأبناء الحياة .  تذكروا انهم الطيور المسافرة وأنه أوكار النسور وأبراج الحمام .
تذكروا انهم الضجيج وأنتم  صوت الوتر .
تذكروا انهم عناوين الانكسار في زمن المحن وأنتم عناوين الانتصار .
أيها المكبلون بقيود الانتظام ، كسروا القيود واخرجوا الى رحاب النظام ، نظام الشكل الذي يحفظ النهج ووحدة الاتجاه .
أما أنتم أيها المكدّسون على أبواب السفارات والمُباعون بأشوال من المال ، والمتراكمون في شوارع الوطن كتراكم موجودات الحاويات المركونة في زوايا بيوت  الفقراء والأغنياء  تذكروا أنكم الضباب وهو أشعة الشمس في عصر يوم ربيعي   .
ايها المتراصفون في صفوف التلمذة الأجنبية ، والجالسون على كراسي الصف الأول تذكروا ان تحت كل كرسي خازوق مخصص للخوزقة حين يقرع جرس الاكتفاء وتنتهي مهمة  التشغيل  .


سامي سماحة 

كاتب وباحث سياسي

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram