افتتاحيات الصحف ليوم الاربعاء 9 كانون الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الاربعاء 9 كانون الأول 2020

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة  الأخبار :

 

‎ "‎مشكل" جديد بين الرئاستين الأولى والثانية: بوادر حلحلة حكومية؟

 

 أثارت الادّعاءات على موظّفين في القطاع العام حفيظة عين التينة التي ‏وضعتها في خانة استخدام القضاء لتصفية الحسابات، فانفجر من جديد ‏الصراع المكتوم بين الرئاستين الأولى والثانية صراع يندلع، فيما تخرج ‏بعض المؤشّرات على "حلحلة ما" في ملفّ تأليف الحكومة


للمرة الأولى منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، تخرج مؤشرات تدلّ على "حلحلة ما" في مشاوراته ‏مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهذه المؤشرات مبنية على معلومات عن ضغوط فرنسية، مورست على ‏الحريري، من أجل خفض مستوى شروطه التي سبق أن رفعها في وجه عون، كتقليص حصة رئيس الجمهورية ‏الوزارية إلى وزيرين اثنين لا أكثر، إضافة إلى عدم إشراكه في تسمية أي وزير آخر. وبحسب مصادر معنية، فإن ‏الفرنسيين وضعوا "ثقلهم" للضغط على الرئيس المكلف، وهو ما أدى إلى وعد من الحريري بأن يقصد بعبدا اليوم ‏بـ"روحية جديدة، ربما تشكّل خرقاً في جدار التأليف". ورفضت المصادر المطّلعة الإفصاح عن أي معلومات إضافية، ‏فيما اكتفت مصادر بعبدا بالقول إن عون سيكون "شريكاً كاملاً في التأليف، وهو ليس متلقّياً لما يقدّمه الحريري‎".‎


في هذا الوقت، اندلعت معركة جديدة في الحرب المفتوحة بين الرئاستين الأولى والثانية، بما يُنذِر بتداعيات، وسط ‏خشية مِن انفلاتها في معادلة يصعب فيها القيام بدور الوسيط، وهو ما كان يتطوّع له سابقاً حزب الله حليف ‏الطرفين. بينما يقف اليوم على الحياد في صراع واجهته كباشٌ على ملفات الفساد، فيما جوهره معركة للعهد، ‏ومعركة على العهد بمفعول رجعي‎.


من جهة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سبق أن تحدّث عن سيبة ثلاثية قِوامها هو والرئيس سعد الحريري ‏وحزب الله، وكان أقصى طموحه شطب تأثير الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط من المعادلة، يعود اليوم ‏ليتصارع مع الترويكا التي أجحفته، حيث حان وقت الانتقام ممّن "ساهموا في تدمير عهده" ووقفوا في وجه ‏محاربة الفساد‎.


أما على مقلب عين التينة، التي تخوض المعركة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن "إخوة النظام" جنبلاط ‏والحريري، فقد بدأت هجومها المضاد، رداً على سنوات مضت عمرها من عمر تسوية لم تصنعها، سبق أن أعلنَ ‏بري جهاده الأكبر ضدها‎.


انفجار الصراع المكتوم بين الرجلين، والتي دلّت عليه يوم أمس مقدمة قناة "أن بي أن" الناطقة باسم برّي، صاعقه ‏ملفات الفساد التي تٌفتَح على شاشات تلفزيونية أخرى والادعاءات التي تقوم بها أمام القضاء جهات مقربة من ‏رئيس الجمهورية وتياره، وهو ما تسبّب بغضب كبير في عين التينة التي شهدت اجتماعات مع مسؤولين في ‏الحزب الاشتراكي وآخرين كانوا محسوبين على تيار المستقبل، وخاصة بعد الادعاء على المدير العام لوزارة ‏المهجرين و16 موظفاً بناءً على قانون الإثراء غير المشروع، وفي ظل معلومات تتحدث عن ملفات ستُفتح في ‏وجه المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي‎.‎

فقد شنّت القناة هجوماً على عون الذي "دعا الى تفعيل العمل القضائي وعدم التأثر بحملات تستهدف قضاة"، ‏منتقدةً ما وصفته بـ"الازدواجية وصيف وشتاء تحت سقف واحد"، طارحة جملة تساؤلات: "مَن أول مستهدفي ‏القضاء، من عطّل التشكيلات القضائية، ما هي الأسباب ولمصلحة من"؟ "مَن يخنق التشكيلات التي هي ‏أوكسيجين الحياة الوطنية، ثم تقولون للقضاء وهو يختنق إن دوره أساسي في محاربة الفساد. العجب ممن يتحدث ‏بلغة الحريص بعدما سطّر مضبطة إعدام للقضاء‎".


تقول مصادِر مطلعة إن "برّي اشتكى من أداء عون، مستغرباً ما يحصل"، ولفتت إلى أنه "في الوقت الذي طلب ‏إليه المساعدة في تهدئة جنبلاط للمشاركة في الحكومة يفاجأ برمي الاتهامات والتشهير التي تحصل، كما في ‏الملفات التي تُفتح بشكل انتقائي وضد أشخاص محسوبين على جهات سياسية معينة، فيما يتمّ تجاهل الفساد ‏والسرقة والهدر في مؤسسات ووزارات أخرى يُسيطر عليها فريق الرئيس والمقربون". وتنقل هذه المصادر ‏‏"اتهامات ضد عون والوزير جبران باسيل بأنهما يستخدمان القضاء لتصفية الحسابات بعد العقوبات التي طالت ‏باسيل بسبب الفساد، وأنهما يحاولان ابتزاز الآخرين في معركة تأليف الحكومة وكل من يضع فيتو على توزير ‏باسيل أو من يحمّله مسؤولية عرقلة التأليف". ورأت المصادر أن "التطورات الأخيرة في ما يتعلق بملف التدقيق ‏الجنائي وما حصل في مجلس النواب بشأن هذا الأمر، وتوسيع التدقيق ليطال كل الوزارات والمؤسسات وعدم ‏حصره في المصرف المركزي كان لها دور أساسي في انفجار الصراع المكتوم بين الطرفين‎".


في المقابل، تستغرب مصادر مقربة من التيار الوطني الحر هجوم "قناة بري" على عون، وصولاً إلى تحميله ‏مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة. وهي تردّ على تهمة "الانتقائية في فتح الملفات" بالقول إن "القضاء مفتوح ‏للجميع. وببساطة، فليتقدّموا بما لديهم عن وزرائنا والموظفين المحسوبين علينا‎".‎

 

*******************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة  الديار :

 

دفع باتجاه تحميل حكومة دياب تبعات " الترشيد " والشارع قاب قوسين أو أدنى من انفجار جديد الحريري اليوم مجدداً في بعبدا حاملاً تشكيلة شبه مكتملة

 

 تقدم ملف رفع أو ترشيد الدعم في الساعات القليلة الماضية على ما عداه من ملفات وبالتحديد ‏على الملف الحكومي المفترض أن يوضع اليوم على طاولة البحث والنقاش الجدي بعد أكثر من ‏أسبوعين على حالة الجمود التام التي شهدها. وتحول السراي الحكومي يوم أمس الثلاثاء خلية ‏نحل للوصول لحلول وسط تُجنب الشارع الانفجار وبنفس الوقت تسمح بالحفاظ على المخزون ‏الاحتياطي النقدي المتبقي لفترة أطول‎.‎


ويبدو واضحا ان الدفع يتم باتجاه تحميل حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها حسان دياب مسؤولية ‏وتبعات "ترشيد الدعم" الذي بات حتميا ومن المفترض ان يقترن بخطوات عملية مطلع العام. وفي ‏هذا السياق تقول مصادر مطلعة ان كل القوى متفقة على وجوب اتخاذ هذا القرار في كنف الحكومة ‏الحالية كي لا يتم تسليم الحكومة الجديدة كرة نار تحرق يديها عند انطلاقتها، لافتة الى ان دياب ‏يدرك ذلك تماما ولذلك يحاول قدر المستطاع المماطلة في بت الموضوع ليرد لكل القوى الصاع ‏صاعين. وتضيف المصادر لـ"الديار": "رئيس حكومة تصريف الاعمال ممتعض من كل القوى دون ‏استثناء وعلى رأسها من يفترض انها كانت شريكته اي التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، باعتبار ‏انه كان يعي منذ تسلمه مهام رئاسة السلطة التنفيذية ان باقي القوى ستعمل على وضع العصي ‏في دواليبه وعلى رأسها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.. ‏اما ما لم يكن يتوقعه ان يتركه شركاؤه في منتصف الطريق، لذلك هو غير متحمس على الاطلاق ‏ليكون مرة جديدة كبش محرقة للطبقة السياسية التي تمعن بتحميل حكومته مسؤولية فساد ‏وسرقة ومحاصصة مستشرية منذ 30 عاما‎".‎


وحتى الساعة لم يتضح كيف سيتخذ قرار "ترشيد الدعم" وما اذا كان سيحصل باجتماع استثنائي ‏لحكومة تصريف الاعمال، يرفضه دياب رفضا قاطعا، او من خلال قرار يتخذه وزير الاقتصاد من خلال ‏خفض عدد السلع المدعومة. ويتقاذف دياب والوزراء المعنيون كما حاكم مصرف لبنان ورئاسة ‏الجمهورية وحتى رئيس الحكومة المكلف كرة "ترشيد الدعم" خوفا من رد فعل الشارع الذي تحرك ‏ليل الاثنين - الثلاثاء بعدما تردد عن توجه عن رفع الدعم على الطحين وغيره من المواد الاساسية. ‏وبحسب المعلومات، اتخذت القوى الامنية اجراءات جديدة تحسبا لتحركات شعبية واسعة تطال ‏المؤسسات الرسمية ومنازل وزراء حاليين وسابقين، خاصة في ظل المعطيات عن ان الشارع قاب ‏قوسين أو أدنى من انفجار جديد بعد انحدار أكثر من 60% من اللبنانيين الى ما دون خط الفقر‎.‎


وبعد سلسلة اجتماعات خصصت لمناقشة ترشيد الدعم في السراي الحكومي عرضت خلالها خطط ‏الوزارات لتنظيم كلفة الاستيراد والدعم على ان تستكمل الاجتماعات اليوم الاربعاء في اطار ورش ‏عمل تفصيلية، أكد دياب أنه "لم تكن نية حكومة تصريف الأعمال رفع الدعم بل كان توجهنا منذ ‏البداية ترشيد الدعم"، مشيراً الى أننا "نحاول ترشيد الدعم قدر الإمكان لكي نحافظ على المخزون ‏الإحتياطي النقدي المتبقي لفترة أطول". ورأى دياب أن "الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي ‏يمر بها لبنان كانت نتيجة سنوات طويلة من السياسات السيئة". وقال دياب: "نقوم بورشة ‏اجتماعات لإشراك القطاعات المعنية كافة بالتوصل للحل الأفضل لترشيد الدعم. نحن نعمل على ‏تخفيض السلة الغذائية المدعومة لكي تشمل فقط السلع والمواد التي تشكل الأولوية والأساس ‏للمواطن‎".‎


ويبدو أن كل القوى السياسية حسمت أمرها من موضوع وجوب عدم استمرار سياسة الدعم على ‏ما هي عليه، وأجمعت على السير بـ "ترشيده" لا الغائه. وفي هذا المجال، قال رئيس لجنة الاعلام ‏والاتصالات النائب حسين الحاج حسن أن "كتلة "الوفاء للمقاومة" تؤيد ترشيد الدعم وليس رفعه ‏لأن خيار رفع الدعم يعتبر مأساة للشعب اللبناني، لا سيما الطبقات الفقرة ومحدودة الدخل". كذلك ‏قال رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان ان "لا شيء اسمه رفع الدعم. وما يحكى ‏عنه هو ترشيد الدعم". واضاف: "نحن دفعنا للدعم حوالى 6 او 7 مليار في السنة، الثلث الاول ‏ذهب الى حيث يجب ان يذهب، الثلث الثاني ذهب الى حيث لا يجب ان يذهب والثلث الاخير هرب ‏الى خارج لبنان. لقد دفعنا ثلثي الدعم لغير المستحقين. التفكير اليوم هو ان الدعم يجب الا يذهب ‏الى السلعة، بل الى المواطنين الذين هم بحاجة من خلال بطاقة تموينية. وهذا الامر يتطلب دراسة ‏وتنظيم موضوعي لهؤلاء الناس‎".‎


وبالعودة الى الملف الحكومي، كشفت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري لم يقدم اي تشكيلة ‏للرئيس عون في الاجتماع الذي عقداه يوم الاثنين، لافتة الى ان عنوان اللقاء كان "كسر القطيعة". ‏وأضافت لـ "الديار":"أصلا هو لم يدم اكثر من نصف ساعة واقتصر على بعض العتاب وتم الاتفاق ‏على ان يتم البحث الجدي بالملف اليوم الاربعاء‎".‎


وأشارت المصادر الى ان لقاء اليوم سيكون مصيريا، اذ سيحدد المسار الذي ستسلكه عملية ‏التشكيل علما ان الحريري سيصعد الى بعبدا حاملا تشكيلة شبه مكتملة بعدما حصل على ‏مجموعة اسماء لوزراء شيعة من الرئيس بري وعلى اسم وزيري "المرده"، على ان يكون التحدي ‏في التوصل الى اتفاق على اسماء الوزراء المسيحيين، التي لا تزال ابرز العقد المطروحة في ظل ‏اصرار عون ومن خلفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على وجوب التزام الحريري بمبدأ ‏‏"وحدة المعايير". وبحسب المعلومات، فان تحرك الحريري مجددا باتجاه بعبدا يتم بدفع وضغط ‏فرنسي، باعتبار ان باريس تصر على حصول خرق كبير في الملف الحكومي قبل الزيارة المرتقبة ‏للرئيس ايمانويل ماكرون قبل عيد الميلاد‎.‎


وتزامنا مع متابعته ملفي الحكومة والدعم، عرض الرئيس عون يوم امس الأوضاع القضائية وعمل ‏المحاكم مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود وأعضاء المجلس‎.‎


وشدد عون خلال اللقاء، على "ضرورة تفعيل العمل القضائي والاسراع في النظر في القضايا العالقة ‏امام المحاكم"، داعيا "الجسم القضائي الى عدم التأثر بالحملات السياسية والإعلامية التي ‏تستهدف بعض القضاة، مع التشديد خصوصا على عدم حصول تجاوزات في اثناء ممارستهم لعملهم ‏وخصوصا أن دور القضاء أساسي في مكافحة الفساد وملاحقة المرتكبين بالاضافة الى كونه الملاذ ‏الأخير للمواطنين، بحثا عن العدالة واحقاقا للحق وحفظا للحقوق‎".‎


واعتبر أن الاتهامات التي توجه الى المسؤولين لا يجوز أن تبقى من دون متابعة والاستماع الى ‏مطلقي هذه الاتهامات على سبيل الشهادة على الأقل لاثبات البينات والأدلة التي في حوزتهم‎.‎

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة  اللواء :

 

عون يستفز برّي أمام القضاة.. وابتزاز باسيل يهدّد اللقاء‏ السعودية للحدّ من التأثير الإيراني في لبنان وتحقيق الإصلاح الشامل.. وورشة "التلاعب بالدعم" كسب للوقت

 

السؤال استكمالاً: ماذا لو جاءت اجابة الرئيس ميشال عون سلبية على مجموعة "النقاط الاساسية" التي ينتظر ‏الرئيس المكلف سعد الحريري سماع موقف رئيس الجمهورية منها؟


مناخ التشاؤم، طغى على الموقف العام، قبيل التوجه إلى بعبدا، من ضمن مؤشرين: الأوّل يتعلق بالهجوم الذي شنته ‏قناعة‎ "N.B.N" ‎الناطقة بلسان الرئيس نبيه برّي على عهد الرئيس ميشال عون واتهامه على نحو واضح "باعدام ‏القضاء" من خلال تأخير توقيع مرسوم التشكيلات القضائية‎..‎


وجاء في مقدمة النشرة المسائية: ".. خطوتكم بردّ التشكيلات لم تفاجئ أحداً حينها، أما اليوم فالعجب كل العجب ممن ‏يتحدث بلغة الحريص فيما هو نفسه من سطر مضبطة اعدام القضاء‎"..‎


وألمحت إلى مسؤولية رئيس الجمهورية في تعطيل عملية تشكيل الحكومة "لا سيما ان الحريري قدم كل التسهيلات ‏الممكنة لتبصر الحكومة العتيدة النور".. ونسبت إلى ما اسمته مصادر متابعة عن استياء فرنسي كبير من رئيس ‏الجمهورية.. وتساءلت: وكأن الدولة ما زالت تستطيع ان تتحمل المزيد من المغامرات.. وكأن الوطن شركة مساهمة ‏عائلية‎..‎


وربما أخطر ما جاء على لسان الرئيس عون، خلال استقباله لرئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى دعوة القضاة إلى ‏متابعة الاتهامات التي توجه إلى المسؤولين.. "ولا يجوز ان تبقى من دون متابعة، والاستماع إلى مطلقي هذه ‏الاتهامات على سبيل الشهادة، لإثبات البينات والادلة التي بحوزتهم‎".‎


ولم تتأخر‎ O.T.V ‎في الردّ على مَن وصفتهم بـ"اركان المنظومة الى مهاجمته على خلفية موقفه المعروف من ‏التشكيلات القضائية، وكأن فاعلية بعض القضاء من عدمها، أو فساد بعض القضاء من عدمه، يتوقف فقط على ‏التشكيلات الاخيرة، لا على ممارسات سيئة عمرها من عمر جمهورية الطائف‎".‎


والمؤشر الثاني: الخلفية التي عكستها دعوة تكتل لبنان القوي رئيس الحكومة المكلف إلى أخذ المبادرة، بإجراء ‏المشاورات اللازمة للإسراع بالتشكيل، مشدداً على الدور التشاركي الكامل لرئيس الجمهورية في عملية تأليف ‏الحكومة، وطالب باحترام وحدة المعايير لتشكيل ما أسماه بـ"قاعدة عادلة ومتوازنة لقيام حكومة تنفذ الإصلاحات ‏المطلوبة‎".‎


وتوقعت مصادر سياسية ان يكون اللقاء المقرر عند الرابعة بعد ظهر اليوم بين الرئيسين عون والحريري في بعبدا ‏فاصلا لجهة تحديد اتجاه عملية تشكيل الحكومة بعدما تم إعطاء الاتصالات والمشاورات بخصوصها متسعا من الوقت ‏للتفاهم بين مختلف الاطراف، في حين أن الاستمرار في طرح الشروط والتمسك بالمطالب التعجيزية من قبل الفريق ‏الرئاسي. يعني عمليا تعطيل التشكيل وادخال البلد في ازمة حكومية مفتوحة، لان الرئيس المكلف ليس في وارد ‏الاعتذار عن تشكيلها في حال رفض الرئيس عون التشكيلة الحكومية التي سيعرضها الحريري عليه. واعتبرت ‏المصادر ان كل ما يتداول من اخبار عن إصرار الفريق العوني للحصول على الثلث المعطل وحقائب وزارية محددة ‏كالطاقة مثلا، انما يندرج في اطار محاولات الابتزاز المعهودة التي تسبق التوصل للتفاهم على صيغة التشكيلة ‏الحكومية النهائية، وقد يؤدي هذا الاصرار الى تعقيد وفرملة عملية التشكيل وتعطيلها‎.‎


وعليه رجحت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن لا يخرج اللقاء اليوم بين الرئيسين عون والحريري بأتفاق على توليفة ‏حكومية إذ أن هناك اخذا وردا سيحصل لأن التحريك الذي حصل لا يزال يحتاج إلى بعض الوقت وجلسات كي يكتمل ‏المشهد لاسيما أن تعديلات تتطرأ على توزيع الحقائب كما أن هناك أسماء تطرح واخرى تتبدل‎ .‎


اما الثابت وفق ما اشارت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية مع معايير موحدة في تشكيلة يراد منها أن تلعب الدور ‏الأساسي في المرحلة المقبلة وفي الاصلاح والملفات الأخرى العالقة‎ ‎


إلى ذلك أوضحت مصادر قانونية رفيعة لـ"اللواء" أن هناك نقاطا تتصل بموضوع ترشيد الدعم تحتاج الى الحكومة ‏إنما قوة حكومة تصريف الأعمال في حال وجود حالة ملحة من العجلة الماسة تستطيع أن تتخذ قرارات والاجتهاد ‏واضح والدراسات تدل على ذلك ومن المفترض أن تتخذ الحكومة الراهنة القرارات عند الضرورة الملحة والبلد أمام ‏هذا الواقع خصوصا أن المسألة تتصل بمصالح حيوية للشعب اللبناني والدساتير تنفر من الفراغ‎.‎



الرياض للاصلاح والحدّ من التأثير الإيراني


وفي موقف، يكتسب أهمية من وزن المملكة العربية السعودية، وتوقيت هذا الموقف، تطرق مجلس الوزراء ‏السعودي، حسب وزير الإعلام السعودي ماجد القصبي، إلى تأكيد المملكة خلال مشاركتها في مؤتمر باريس لدعم ‏لبنان وشعبه، على ضرورة تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل في لبنان، والحد من التأثير الخارجي ‏لأطراف إقليمية تسعى إلى نشر الدمار وعدم الاستقرار في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط‎.‎


خارطة أوروبية


أوروبياً، مع توسع المبادرة الفرنسية لتحظى بدعم اوروبي رسم الاتحاد الاوروبي ما يُشبه خريطة طريق للسلطات ‏اللبنانية للخروج من الازمة، فرحب الاتحاد بـ"مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي نظمته الأمم المتحدة وفرنسا في 2 ‏كانون الأول، بمشاركة واسعة من المجتمع المدني والمؤسسات"، ودعا في بيان لبعثته في لبنان، "إلى تحقيق أقصى ‏قدر من الكفاية والشفافية في إيصال المساعدة الدولية وتوفير المساعدة الإنسانية بطريقة مبدئية. وأعرب عن دعمه ‏لإطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار من أجل إعادة إعمار لبنان أفضل، مسترشدا بمبادئ الشفافية، والشمولية، ‏والمساءلة‎".‎


وتابع البيان:لا بد أن يمهد هذا الدعم الطريق لتحقيق تعاف مستدام على نطاق أوسع. ففي سياق أشمل من التعافي الذي ‏يتركز على الشعب، ستبقى المساعدات الملحوظة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار لبنان ديموقراطي وشفاف ‏وشامل ومزدهر وقفا على التقدم الملموس في الإصلاحات الضرورية‎".‎


وأكد الاتحاد الاوروبي "الحاجة الملحة إلى قيام السلطات اللبنانية بتنفيذ الإصلاحات من أجل إعادة بناء ثقة المجتمع ‏الدولي وتهيئة الظروف التي ستجذب الدعم من المستثمرين‎".‎


ودعا السلطات اللبنانية إلى "تنفيذ التزاماتها السابقة، بما في ذلك تلك التي تم التعهد بها في إطار مؤتمر "سيدر" - ‏‏2018، والتي تحظى بدعم مجموعة الدعم الدولية للبنان وأعضاء المجتمع الدولي الآخرين". ودعاها ايضا إلى ‏‏"التعجيل في تنفيذ الإصلاحات القائمة على الاتفاقات التي توصل إليها القادة السياسيون في لبنان بعد تفجير 4 آب ‏‏2020 لحل الخلافات السياسية دعما للإصلاحات‎".‎


وأضاف: "يستتبع ذلك خصوصا إجراء إصلاحات مجدية وعميقة اقتصادية وعلى صعيد الحوكمة لاستعادة الاستقرار ‏الاقتصادي، وتحسين تقديم الخدمات العامة، ومعالجة مستويات الفقر المتزايدة، والحد من أوجه عدم المساواة، وجعل ‏التمويل العام مستداما، واستعادة صدقية القطاع المالي، وضمان استقلال القضاء، وضمان احترام حقوق الإنسان ‏وسيادة القانون، ومكافحة الفساد وتلبية التطلعات المشروعة التي يعبر عنها الشعب اللبناني سلميا. وإن الاتحاد ‏الأوروبي على استعداد لدعم الإصلاحات، ولكن لا بد للبنان أن يتولى بنفسه عملية الإصلاح‎".‎


وقال ايضاً: لا بد من استئناف المحادثات الفاعلة مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت. وينبغي على وجه السرعة ‏تنفيذ أولويات السياسة الرئيسية، مثل اعتماد قانون خاص بمراقبة رأس المال "كابيتال كونترول"، وإجراء تدقيق ‏جنائي سريع وشامل لمصرف لبنان، واتخاذ تدابير لضمان استقرار القطاع المصرفي بشكل طارئ. ويتعين على لبنان ‏أن يأخذ زمام المبادرة في ترتيب أولويات تدابير الحوكمة الرئيسية، بما في ذلك التنظيم الموثوق به لقطاع الكهرباء، ‏وإنشاء هيئة لمنع الفساد، ووضع نظام ملائم للمشتريات العامة، وغير ذلك من التدابير التي تكفل إدخال تغييرات ‏ملموسة وضمان الشفافية والمساءلة الكاملتين للشعب اللبناني‎.‎


وتابع: ينبغي أن تكون عملية الاصلاح شاملة وأن تشرك النساء والشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص لاستعادة ‏ثقة الشعب وأن تضمن احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية‎.‎


ورشة ترشيد أم تعقيد؟


وسط هذا التلبد في الأجواء السياسية، تركز الاهتمام امس على ورش العمل التي انطلقت في السرايا الحكومية من ‏العاشرة والنصف صباحاً وحتى الثامنة مساء، للبحث بين الحكومة وبين مختلف القطاعات في موضوع الدعم. حيث ‏شملت الاجتماعات المتخصصة قطاعات: الخبز والطحين، والمحروقات والصحة والدواء والاقتصاد والصناعة ‏والشؤون الاجتماعية بحضور الوزراء المعنيين وممثلي القطاعات المعنية. وسط معلومات انه لن يتم رفع الدعم لا عن ‏الطحين ولا عن الدواء ولا عن المنقوشة‎.‎


وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب خلال الاجتماعات: لقد أُسيء استخدام الدعم، وكنا قد طرحنا مشروع ‏البطاقة التموينية منذ حزيران الماضي ليصبح الدعم موجهاً للأشخاص المحتاجين فقط. مشددا على ان الهدف من ‏ترشيد الدعم استخدام الأموال الموجودة لمدة أطول من دون تدفيع المواطن الثمن‎.‎


أضاف: نعمل للتوصل إلى رؤية لحل أزمة الدعم بالتعاون مع مصرف لبنان واللجان النيابية لتمرير المرحلة القادمة ‏بانتظار تأليف الحكومة الجديدة‎.‎


وخلال اجتماع خطة الاقتصاد، اكد دياب أنه "لا نستطيع اتخاذ أي قرار على صعيد مجلس الوزراء لأن الدستور لا ‏يسمح باجتماع المجلس، لكن فعّلنا حركة الوزارات لمواجهة التحديات والإستحقاقات وتفاقم الأزمات لا سيما موضوع ‏الدعم‎".‎


وقال دياب خلال اجتماع خطة الشؤون الاجتماعية: هدفنا رفع عدد المستفيدين من المساعدات الاجتماعية من ‏‏230000 عائلة إلى 400000 عائلة وتأمين الحد الأدنى من الدعم. وهناك من أساء استعمال الدعم ولكننا ندرس فكرة ‏بطاقة الدعم مع الجهات المانحة‎.‎


ومساءً، ترأس الرئيس دياب في السراي الحكومي اجتماعا حضره الوزراء زينة عكر، غازي وزني، راوول نعمة، ‏عماد حب الله، رمزي المشرفية، ريمون غجر، حمد حسن وعباس مرتضى، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ‏الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب‎.‎


واستمع المجتمعون إلى عرض ملخص المناقشات التي حصلت خلال ورش العمل التي عقدها الوزراء في السراي مع ‏القطاعات المعنية، بإشراف الرئيس دياب، ومدى توافقها مع الخطط الوزارية لتنظيم كلفة الاستيراد والدعم من منطلق ‏استمرارية حماية الدعم للمواد‎ ‎


وتتضمن رؤية المجتمعين المعايير التالية‎:‎


‎- ‎عدم المساس بسعر رغيف الخبز‎.‎


‎- ‎دعم الأدوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية‎.‎


‎- ‎الإبقاء على دعم المواد الغذائية الأساسية‎.‎


‎- ‎تأمين مقومات استنهاض القطاعين الزراعي والصناعي‎.‎


‎- ‎دراسة آلية كيفية تخفيض الفاتورة النفطية‎.‎


‎- ‎تسريع دراسة بطاقة الدعم التمويلية‎.‎


وسيتم وضع صيغة متكاملة وتفصيلية لهذه الرؤية خلال مدة أسبوع‎.‎


واستبعد ممثّل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا بعد اجتماع قطاع النفط رفع الدعم عن المحروقات في وقت قريب‎.‎


كما ان وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة لن يوقع قرار رفع الدعم عن الطحين بانتظار ‏استكمال الاتصالات والمفاوضات خلال ما تبقى من الشهر الحالي‎.‎


وقال الرئيس دياب ان الهدف من ترشيد الدعم استخدام الأموال الموجودة لمدة اطول من دون تدفيع المواطن الثمن‎.‎


وقال خلال اجتماع خطة وزارة الاقتصاد، نعمل للتوصل إلى رؤية لحل أزمة الدعم بالتعاون مع مصرف لبنان ‏واللجان النيابية لتمرير المرحلة القادمة بانتظار تأليف الحكومة الجديدة‎.‎


الحراك إلى الساحات


ومع هذه الوجهة من الإجراءات القاسية، عادت الحراكات المدنية إلى الشارع، رفضا?لقرار رفع الدعم عن المواد ‏الاساسية، وعليه شهدت تجمعات وتحركات احتجاجية وقطع طرقات‎.‎


ففي صيدا، شهد تقاطع ساحة ايليا تجمعا لعدد من الشبان الغاضبين وسط الطريق رفضا للقرار وسط انتشار لعناصر ‏الجيش في المحلة‎.‎


وكان الشبان نفذوا اعتصاما امام مصرف لبنان للسبب نفسه قبل ان ينطلقوا في مسيرة باتجاه تقاطع ايليا‎.‎


وفي الهرمل قطع مجموعة من الشبان الطريق أمام السرايا الحكومية بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على رفع الدعم عن ‏السلع الإستهلاكية والأوضاع الاقتصادية المتردية‎.‎


وعمل الجيش على فتح الطريق وسير دوريات لحفظ الأمن‎.‎


ومن البقاع، أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع الطريق على جسر المديرج بالاتجاهين، من قبل محتجين، وتحدثت ‏عن ان عناصر من مفرزة سير بعبدا تعمل على تحويل السير إلى الطرقات المجاورة‎.‎



‎139135 ‎إصابة


صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1032 إصابة جديدة بفايروس كورونا إضافة إلى 21 حالة وفاة، خلال ‏الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 139135 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي 2019‏‎.‎

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة  النهار :

 

شرخ جديد في التأليف… يتسع إلى عين التينة

 

 

 اذا كانت الشكليات تملأ فراغ الساحة السياسية في انتظار الفرج الموعود في تشكيل حكومة طال ‏انتظارها وباتت البيانات الدولية على تنوعها واختلاف مصادرها تردد لازمة استعجالها اسوة بأدبيات ‏الازمات التي اعتاد اللبنانيون سماعها حتى الملل، فان حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس ‏حسان دياب كانت امس نجما غير منازع على نجوميته. ملأت اجتماعات السرايا الماراتونية طوال ‏النهار وحتى المساء المتقدم، شكلا على الأقل وفي انتظار استكشاف المضمون من القرارات، ما ‏كان ينبغي لحكومة كاملة الصلاحيات ان تتولاه لجهة بت وتقرير مسألة حيوية معيشيا وحياتيا ‏واجتماعيا واقتصاديا، وهي مسالة دعم المواد الحياتية، رفعا او ترشيدا، بما لا يفجر الواقع ‏الاجتماعي ويشعل الشارع ولا يسرع الاجهاز السريع على المتبقي من الاحتياط الإلزامي بالعملات ‏الأجنبية في مصرف لبنان. شغل يوم الدعم باجتماعاته الماراتونية في السرايا بلوغا الى توصياته ‏بترشيد الدعم المشهد الداخلي بامتياز، فيما ازدادت خلف الكواليس الشكوك في امكان ان يخرج ‏رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم من قصر بعبدا ببشرى انجاز التفاهم الصعب، وربما ‏المستحيل، مع شريكه في التاليف رئيس الجمهورية ميشال عون‎.‎


ذلك ان أي معطيات جديدة وجدية لم تبرز حيال الجزم في ان المسار المتعثر لتأليف الحكومة ‏سيتبدل بعد الاجتماع الذي سيعقد في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا بين الرئيسين ‏عون والحريري، والذي كان الرئيس المكلف لمح الاثنين الى امله في ان يتم خلاله بت "أمور ‏أساسية" من دون ان يفصح عن طبيعة هذه الأمور. ولكن المعلومات المسربة عن اللقاء الأخير وعن ‏الأجواء التي سبقت لقاء اليوم، اشارت الى ان مناخا مشدودا لا يزال يحكم المشاورات بين عون ‏والحريري لجهة التباين الواسع بينهما في شان حجم الحكومة بين 18 وزيرا كما يصر على ذلك ‏الحريري وعشرين وزيرا او اكثر كما يصر على ذلك عون. كما ان الاجتماع الأخير وان كان لم يشهد ‏نقاشا مستفيضا بدليل اقتصار مدة اللقاء على نحو 25 دقيقة فقط، فانه شهد تجدد التباين الحاد ‏حول عدد الوزراء المسيحيين الذين يطالب بهم الرئيس وفريقه أي "التيار الوطني الحر" بما يكفل ‏للفريق الرئاسي التحكم بثلث معطل لا يمكن الحريري التسليم به تحت أي مبرر. فسواء كانت ‏التركيبة من 18 وزيرا او اكثر يبدو واضحا وفق هذه المعطيات ان موضوع الثلث المعطل الرئاسي أي ‏الذي يشمل حصة الرئيس وتياره غدت اللغم الأخطر الذي يهدد الاختبار الجديد والمحاولة الأحدث ‏لإحداث خرق موعود في جدار الانسداد السياسي‎.‎
‎ ‎
هجوم مفاجئ‎
وفيما كان لوحظ في هذا السياق ان الثنائي الشيعي التزم "النأي بالنفس" عن أي محاولة لعب دور ‏بحجة عدم التدخل بين الرئيسين، برز مساء امس تطور مفاجئ تمثل بهجوم ناري حاد شنته محطة ‏‏"ان بي ان" الوثيقة الصلة برئيس مجلس النواب نبيه بري على الرئيس عون مباشرة على خلفية ‏كلامه امس امام مجلس القضاء الأعلى فسألت: من يا فخامة الرئيس عطل التشكيلات القضائية ‏ولمصلحة من ؟ من يريد ان يصيب الجسم القضائي بالشلل… العجب كل العجب ممن يتحدث بلغة ‏الحريص فيما هو نفسه من سطر مضبطة إعدام القضاء". وذهبت المحطة ابعد في الشأن الحكومي ‏متهمة رئيس الجمهورية "بالتمييع والمماطلة لتحقيق مكاسب ضيقة وكأن الناس ما زالت تستطيع ‏ان تتحمل المزيد من المغامرات‎".‎


وأشارت معلومات امس الى ان الحريري عرض في اللقاء الأخير مع عون تشكيلة موزعة على الطوائف ‏على ان يزوده اليوم أسماء الوزراء الموزعين على الحقائب ولو ان التوافق بينهما على هذا التوزيع لم ‏يتحقق بعد خلافا لما ذكر عن بعض الحقائب الأساسية كالداخلية والطاقة والاتصالات. وتضيف هذه ‏المعلومات ان ثمة شكوكا في ان يقبل رئيس الجمهورية أي تشكيلة لن تلحظ الثلث المعطل له ‏ولـ"التيار الوطني الحر" من خلال أكثرية الوزراء المسيحيين كما الحقائب التي سيتمسك بها. ولذا ‏ليس ثمة انطباعات إيجابية حيال أي اختراق إيجابي وشيك علما ان تحريك الحريري للمشاورات مع ‏عون فضلا عن اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعتزامه زيارة لبنان هذا الشهر، لا يزالان ‏يشكلان عاملي رهان لدى جهات سياسية مطلعة على ان اختراقا سيكون ممكنا قبل نهاية السنة‎.‎
‎ ‎
ورشة السرايا‎
اما في ما يتصل بملف الدعم الذي شغل المشهد الداخلي لليوم الثاني تواليا فشهدت السرايا ‏الحكومية سلسلة اجتماعات متواصلة طوال النهار امتدادا حتى الليل في ورشة شاركت فيها كل ‏الوزارات والقطاعات المعنية بالدعم على السلع والمواد الاستهلاكية الأساسية . وجاء انعقاد هذه ‏الورشة بعدما رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب تكرارا عقد جلسة لمجلس الوزراء ‏الحكومة المستقيلة تحت حجة الظروف الاستثنائية خشية تحميله والحكومة المستقيلة وزر مخالفة ‏الدستور وتبعاتها. وأوضح دياب في الاجتماعات المتلاحقة التي رأسها ان نية حكومة تصريف الاعمال ‏لم تكن رفع الدعم بل كانت منذ البداية ترشيد الدعم، وشدد على ان الأمور الحياتية الأساسية ‏للمواطن اللبناني كالدواء والطحين هي خط احمر. واختتمت الورشة باجتماع حضره الوزراء وحاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة صدرت على اثره "رؤية المجتمعين" متضمنة جملة نقاط منها: عدم المس ‏بسعر رغيف الخبز، دعم الأدوية الأساسية وادوية الأمراض المزمنة، الإبقاء على دعم المواد الغذائية ‏الأساسية، دراسة آلية تخفيض الفاتورة النفطية، تسريع دراسة بطاقة الدعم التمويلي، على ان يتم ‏وضع صيغة متكاملة خلال أسبوع‎.‎
‎ ‎
الخلاصات الأوروبية‎
وسط هذه الأجواء تلقت المبادرة الفرنسية مزيدا من الدفع الأوروبي من خلال الخلاصات التي ‏أصدرها امس مجلس الاتحاد الأوروبي في شأن لبنان. وإذ ابدى الاتحاد "قلقه المتزايد من الازمة ‏المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة التي استمرت في التفاقم"، دعا "القيادة ‏السياسية في لبنان الى الاصغاء الى الناس وهم يعبرون بوضوح عن طموحاتهم ومخاوفهم وان تنفذ ‏الإصلاحات من دون مزيد من التأخير". كما شدد في خلاصاته على ضرورة استئناف المحادثات ‏الفاعلة مع صندوق النقد الدولي في اقرب وقت وتنفيذ أولويات مثل اعتماد قانون كابيتال كونترول ‏واجراء التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. ودعا القوى السياسية اللبنانية الى "دعم التشكيل العاجل ‏لحكومة مهمة تتمتع بالصدقية وخاضعة للمساءلة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة‎".‎

 

***********************************************************************

افتتاحية صحيفة  الجمهورية :

 

لقاء الحريري عون: تأليف أو بداية ‏مخاض... و"الدعم المرشد" ينتظر ‏القرار

 

موضوعان يتصدران الأولوية في الاهتمامات: الحكومة والدعم. ‏الموضوع الأول تم تحريكه ويكثر الحديث عن اختراق محتمل قد تتظهّر ‏معالمه اليوم في اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏والرئيس المكلف سعد الحريري. والموضوع الثاني تتجاذبه 3 وجهات ‏نظر: الأولى ضد رفع الدعم في المطلق، الأمر غير الممكن وفق ‏الأرقام المالية. والثانية مع الرفع النسبي للدعم. والثالثة مع رفع ‏الدعم عن المواد والسلع لا الأشخاص، بمعنى ان يشمل الدعم فئة ‏محددة وأن لا يكون مُشرّعاً كما اليوم على التهريب.‏
والأسئلة الأساس التي تمحور حولها النقاش في الساعات الأخيرة، هي ‏الآتية: ما الأسباب الكامنة وراء تحريك الجمود الحكومي؟ وما ‏المعطيات التي استجدّت على هذا المستوى؟ وهل هذا التحريك ‏يمكن ان يصل إلى خواتيمه السعيدة بتأليف الحكومة العتيدة؟


تحدثت أوساط مطلعة لـ"الجمهورية" عن وجود فرصة حقيقية، ولكن ‏غير نهائية، لولادة الحكومة لأنّ الشياطين تكمن في التفاصيل، ولكن ‏هناك فرصة متأتية من 3 أسباب أساسية:‏


ـ السبب الأول، يتعلق بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يريد أن ‏تبصر الحكومة النور قبل زيارته الثالثة للبنان أواخر الشهر الحالي، حيث ‏أنه يريد ان يضع قدماً في لبنان قبل تَسلُّم الرئيس الأميركي الجديد ‏جو بايدن مهماته رسمياً، من أجل ان يشكّل ذلك انطلاقة ثابتة مواكبة ‏للمرحلة الأميركية الجديدة.‏


ـ السبب الثاني يتعلّق بالرئيس المكلف الذي لا يريد ان يشكل تأليف ‏الحكومة حصاراً على لبنان بدلاً من فَك الحصار عنه، ويَتّكِئ بذلك ‏على ماكرون الذي تقول المعلومات انه سيأخذ على عاتقه تجنيب ‏الحكومة الجديدة العقوبات، وسيضع كل ثقله لفتح الأبواب الدولية ‏أمامها في حال أحسنت تقديم الإصلاحات المطلوبة.‏


ـ السبب الثالث، يتعلق بالحريري والأكثرية النيابية ووصول الطرفين ‏إلى اقتناع مشترك بأنّ الحكومة لن تؤلَّف على حساب العهد أو ‏الثنائي الشيعي وفقاً لميزان القوى القائم، فيما اقتناع الأكثرية في ‏المقابل انّ الحريري هو رجل المرحلة دولياً من أجل فَرملة الانهيار، ‏وبالتالي هذا التقاطع بين الطرفين يمكن ان يولِّد حكومة.‏


لكنّ الأوساط نفسها قالت انه "لا يمكن ان نقول فول قبل ان يصير ‏بالمكيول، إلّا انّ الطبخة الحكومية استوَت، وهناك فرصة جدية للخروج ‏بحكومة بقوة دفع مزدوجة خارجية وداخلية، ولا يبدو هذه المرة انّ ‏أحداً يريد ان يفوِّت هذه الفرصة، لأنّ تفويتها يعني ترحيل التأليف ‏على ما بعد دخول بايدن إلى البيت الأبيض".‏
‏ ‏
الأنظار الى بعبدا
وفي اي حال تتجه الانظار الى اللقاء بين عون والحريري المقرر الرابعة ‏والنصف بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري، والذي يأتي بعد 48 ‏ساعة على لقاء "كسر الجليد" بينهما الإثنين الفائت، وينتظر ان تتم ‏خلاله متابعة البحث في التشكيلة الحكومية المنتظرة في ضوء ‏الملاحظات التي كان قد أبداها رئيس الجمهورية حول الصيغة التي ‏اقترحها الحريري بعد انقطاع اللقاءات بينهما لـ3 اسابيع.‏
‏ ‏
صمت الحريري
وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ توزيعة الحقائب الجديدة ‏التي طرحها الحريري لا تلحظ سوى استعادة وزارة الداخلية من حصة ‏عون وإبقاء حقيبة وزارة الطاقة ضمن هذه الحصة، ولكنها لم تغيّر في ‏الحقائب الاخرى كما كان جرى توزيعها على مختلف الطوائف ‏والمذاهب.‏
وقَلّلت مراجع مراقبة من اهمية إشارة الحريري الى اعادة النظر في ‏توزيعة الحقائب "لأنها طالما بقيت ضمن هاتين الحقيبتين، فإنها لن ‏تؤثر كثيراً على إسقاط الأسماء عليها".‏
‏ ‏
مُلك الحريري
وقالت المصادر نفسها لـ"الجمهورية" انّ المتوقع من لقاء بعبدا اليوم ‏لجهة الأسماء التي تحتويها التشكيلة الوزارية بقيَ حتى ساعة متأخرة ‏من ليل امس مُلك الحريري وحده. فهو، بحسب اوساطه، لم يفصح ‏عنها سوى لفريق مستشاريه الذي يشاركه الاتصالات خلف الكواليس.‏
‏ ‏
بعبدا تنتظر
ولفتت مصادر قصر بعبدا الى انّ عون لم يتبلّغ أي جديد منذ لقاء ‏الإثنين، وانه ينتظر ما سيطرحه الحريري اليوم من صيغة يمكن ان ‏تؤسّس لدخول جدي في التأليف للمرة الاولى منذ التكليف، وانّ هذا ‏الامر منوط بالبحث الجدي في الملاحظات التي ابداها رئيس ‏الجمهورية.‏
ورفضت المصادر تأكيد او نفي ما نشر من صيَغ وزارية، ومنها تشكيلة ‏وفق معادلة "13×5"، وأخرى وفق معادلة "13×6" للإشارة الى حصة ‏رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ‏لجهة سَعيهما للحصول على "الثلت المعطّل"، الامر الذي لا يتحقق ‏اذا لم تتكوّن حصتهما من 7 وزراء.‏
‏ ‏
الفرنسيون على الخط
وفي هذا الاطار تحدثت مصادر ديبلوماسية وسياسية لـ"الجمهورية" ‏عن نشاط ملحوظ للديبلوماسيين الفرنسيين من أعضاء فريق الأزمة ‏على خط الاتصالات بين عون والحريري وبعض المراجع المؤثرة، بغية ‏التوصّل الى صيغة حكومية قابلة للتظهير في الساعات المقبلة، الامر ‏الذي يعطي لقاء بعبدا اليوم الأهمية قياساً على تَقدّم هذه المساعي ‏التي تشدد على تأليف حكومة حيادية قدر الامكان وخالية من ‏الحزبيين.‏
وعن "الثلث المعطّل" اختلفت المصادر في حديثها الى "الجمهورية" ‏بين القول انّ الفرنسيين اقتنعوا بطرح الحريري لجهة رفضه وجود ‏‏"ثلث معطّل" لأيّ طرف في الحكومة على أساس معادلة بسيطة ‏تقول انّ "الحكومة الحيادية" لا يمكن ان يكون فيها "ثلث وزاري ‏معطّل" لأيّ طرف كان، وهو ما يعلّق الحريري عليه أهمية قصوى، ‏فيما عون لم يحسم موقفه من هذه النقطة بعد، مُصِرّاً على اعتماد ‏معايير موحدة تؤدي في النتيجة الى الهدف عينه، وان لم يتحدث ‏مباشرة عن هذا الثلث.‏
‏ ‏
هجوم على عون
واستبعدت اوساط مواكبة للملف الحكومي ان يتمكن الاجتماع اليوم ‏بين عون والحريري من انجاز التفاهم على التشكيلة الحكومية التي لا ‏تزال موضع تجاذب بين الرجلين، فيما كان لافتاً انّ محطة "ان. بي. ‏ان"، الناطقة باسم حركة "امل"، شَنّت في نشرتها الإخبارية امس ‏هجوماً حاداً على عون، ما يؤّشر الى امتعاض رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري من رئيس الجمهورية.‏
واشارت الاوساط الى "انّ اللبنانيين عالقين بين حكومة تصريف أعمال ‏غير قادرة على اتخاذ قرارات حيوية، وحكومة افتراضية لا تزال ولادتها ‏متعثرة، الأمر الذي ينعكس مزيداً من التدهور في الوضعين ‏الاقتصادي والاجتماعي". وبينما يستعد الرئيس الفرنسي لزيارة لبنان ‏مجدداً في 21 كانون الأول الحالي، علم انّ المفرزة السبّاقة وصلت ‏إلى بيروت لإتمام ترتيبات الزيارة التي يفترض ان تشكّل عاملَ ضغط ‏للتعجيل في تشكيل الحكومة، اذا اراد المسؤولون تَجنّب "بَهدلة" ‏جديدة من ماكرون".‏
‏ ‏
نصيحة روسية
وفي موازاة الحراك الفرنسي، علمت "الجمهورية" انّ موسكو نصحت ‏المسؤولين المعنيين بتأليف الحكومة بعدم إضاعة مزيد من الوقت ‏والفرَص، والعمل سريعاً على حكومة تتصدى للأزمة المتفاقمة.‏
وكشفت مصادر ديبلوماسية انّ موسكو تبلّغت إصرار عون وباسيل ‏على الحصول على 7 وزراء في الحكومة العتيدة، مع شرح للاسباب ‏الموجبة لهذا الاصرار. وبالتالي، اعتبرت مصادر متابعة "انّ أزمة ‏التأليف ستراوح مكانها، وانّ اجتماع بعبدا اليَوم بين عون والحريري لن ‏يؤدي الى نتيجة مرجوّة، لأنّ الحريري لن يقبل الاستجابة لهذا الطرح.‏
‏ ‏
عون وبري
وكان اللافت أمس عشيّة لقاء بعبدا، هجوم شَنّته قناة "إن. بي. إن" ‏على عون، جاء على خلفية لقائه أمس مع مجلس القضاء الأعلى ‏برئاسة القاضي سهيل عبود، حيث شدّد خلاله على "ضرورة تفعيل ‏العمل القضائي والاسراع في النظر في القضايا العالقة امام ‏المحاكم"، داعياً "الجسم القضائي الى عدم التأثر بالحملات السياسية ‏والإعلامية التي تستهدف بعض القضاة، مع التشديد خصوصاً على ‏عدم حصول تجاوزات في أثناء ممارستهم لعملهم". واعتبر أنّ ‏‏"الاتهامات التي تُوَجّه الى المسؤولين لا يجوز أن تبقى من دون ‏متابعة والاستماع الى مطلقي هذه الاتهامات، على سبيل الشهادة ‏على الأقل، لاثبات البَيّنات والأدلة التي في حوزتهم".‏
‏ ‏
هجوم "إن. بي.إن"‏
وقالت قناة "إن بي إن" في مقدمة نشرتها الاخبارية مساء أمس: ‏‏"يقول الخبر إنّ فخامة رئيس الجمهورية التقى مجلس القضاء الأعلى ‏ورئيس المجلس الدستوري، ودعا إلى تفعيل العمل القضائي وعدم ‏التأثر بحملات تستهدف قضاة… إلى هنا لا خلاف. الخلاف يكمن في ‏صيف وشتاء تحت سقف واحد، ما يطرح جملة تساؤلات مشروعة لا ‏تحتاج إلى الكثير من البحث والتحري". أضافت: "ولأنّ العدل أساس كل ‏عهد، نسأل: من يا فخامة الرئيس أول مُستهدفي القضاء؟ من عَطّل ‏التشكيلات القضائية؟ ما هي الأسباب الخفية لهذا التعطيل؟ ‏ولمصلحة من؟ مَن يا فخامة الرئيس يريد أن يصيب الجسم القضائي ‏بالشلل؟ وهل هكذا يتم تفعيل حصن العدالة الأول والأخير؟ من يخنق ‏التشكيلات التي تشكّل أوكسجين، ليس الحياة القضائية فحسب، بل ‏الوطنية… ثم تقولون للقضاء وهو يختنق إنّ دوره اساسي في عملية ‏مكافحة الفساد وإحقاق الحق والعدالة. خطوتكم بِرَد التشكيلات لم ‏تفاجئ أحداً حينها لأنها كانت متوقعة، أمّا اليوم فالعجب كل العجب ‏ممّن يتحدث بلغة الحريص فيما هو نفسه من سَطّر مضبطة إعدام ‏للقضاء.‏
فعلاً يحيا العدل وكان الله في عون كل مظلوم يواجه ازدواجية ‏الموقف،
هذا في القضاء، أمّا في قدر عملية التشكيل الحكومية فالوضع ليس ‏أفضل، في ظل تمييع ومماطلة لتحقيق مكاسب ضيقة، وكأنّ الناس ‏ما زالت قادرة على أن تصبر… وكأنّ الدولة ما زال باستطاعتها أن ‏تتحمل المزيد من المغامرات… وكأنّ الوطن شركة مساهمة عائلية".‏
وتحدثت ‏NBN‏ عن "استياء فرنسي كبير من رئيس الجمهورية لتعطيله ‏عملية التشكيل، لا سيما أنّ الحريري قدّم كل التسهيلات الممكنة ‏لتبصر الحكومة العتيدة النور".‏
وعلمت "الجمهورية" انّ من خلفيات هجوم "إن. بي. إن" على عون انّ ‏قناة "أو. تي. في"، القريبة من عون والناطقة باسم "التيار الوطني ‏الحر"، تواظِب منذ اسابيع على شَن حملات على بري من دون ان ‏يتدخل اي من المعنيين بها لوقف هذه الحملات التي تساهم في ‏تعطيل الحلول المطلوبة للأزمة.‏
‏ ‏
الاتحاد الاوروبي
في غضون ذلك، رأى الاتحاد الاوروبي، في بيان وزّعته بعثته الاوروبي ‏في بيروت، أنّ "الحاجة ملحّة إلى قيام السلطات اللبنانية بتنفيذ ‏الإصلاحات من أجل إعادة بناء ثقة المجتمع الدولي وتهيئة الظروف ‏التي ستجذب الدعم من المستثمرين"، ودعا السلطات اللبنانية إلى ‏‏"تنفيذ التزاماتها السابقة، بما في ذلك تلك التي تم التعهّد بها في ‏إطار مؤتمر "سيدر" - 2018، والتي تحظى بدعم مجموعة الدعم ‏الدولية للبنان وأعضاء المجتمع الدولي الآخرين". كذلك دعا إلى ‏‏"التعجيل في تنفيذ الإصلاحات القائمة على الاتفاقات التي تَوصّل ‏إليها القادة السياسيون في لبنان بعد تفجير 4 آب 2020، لحل الخلافات ‏السياسية دعماً للإصلاحات".‏


وطالبَ الاتحاد بأن "يستَتبع ذلك خصوصاً بإجراء إصلاحات مجدية ‏وعميقة اقتصادية وعلى صعيد الحوكمة لاستعادة الاستقرار ‏الاقتصادي، وتحسين تقديم الخدمات العامة، ومعالجة مستويات الفقر ‏المتزايدة، والحَد من أوجه عدم المساواة، وجعل التمويل العام ‏مستداماً، واستعادة صدقية القطاع المالي، وضمان استقلال القضاء، ‏وضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، ومكافحة الفساد وتلبية ‏التطلعات المشروعة التي يعبّر عنها الشعب اللبناني سلمياً. وإنّ ‏الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم الإصلاحات، ولكن لا بد للبنان أن ‏يتولى بنفسه عملية الإصلاح".‏


وشدد الاتحاد الاوروبي على أنه "لا بد من استئناف المحادثات الفاعلة ‏مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت، وينبغي على وجه السرعة ‏تنفيذ أولويات السياسة الرئيسية، مثل اعتماد قانون خاص بمراقبة ‏رأس المال "كابيتال كونترول"، وإجراء تدقيق جنائي سريع وشامل ‏لمصرف لبنان، واتخاذ تدابير لضمان استقرار القطاع المصرفي بشكل ‏طارئ. ويتعيّن على لبنان أن يأخذ زمام المبادرة في ترتيب أولويات ‏تدابير الحَوكمة الرئيسية، بما في ذلك التنظيم الموثوق به لقطاع ‏الكهرباء، وإنشاء هيئة لمنع الفساد، ووضع نظام ملائم للمشتريات ‏العامة، وغير ذلك من التدابير التي تكفل إدخال تغييرات ملموسة ‏وضمان الشفافية والمساءلة الكاملتين للشعب اللبناني".‏
وإذ حَضّ الاتحاد حكومة تصريف الأعمال "على العمل بسرعة وبحسم ‏ضمن حدودها الدستورية"، دعا "جميع أصحاب المصلحة والقوى ‏السياسية اللبنانية إلى دعم التأليف العاجل لحكومة مهمة تتمتع ‏بالصدقية وخاضعة للمساءلة في لبنان قادرة على تنفيذ الإصلاحات ‏اللازمة".‏
‏ ‏
ملف الدعم
وعلى صعيد موضوع رفع الدعم من عدمه، ورغم انّ السرايا الحكومية ‏بَدت أمس مثل خلية نحل، وكأنّ حكومة تصريف الاعمال استفاقت من ‏غيبوبة طويلة، الّا أنّ النتائج الملموسة لم تظهر بعد، وكاد المواطن ‏يضيع ولا يعرف ماذا يجري في كل ورش العمل التي عقدت الواحدة ‏تلو الأخرى، تحت عنوان واحد: معالجة ملف الدعم. وانتهت هذه الورش ‏الى عنوان معروف وهو الاتفاق على الترشيد، في حين انّ المشكلة ‏تكمن هنا في التفاصيل، وهي اساس نجاح خطط الترشيد الموعود او ‏فشلها.‏
ولم يخرج من السرايا الحكومية "الدخان الابيض"، بل منَح المسؤولون ‏أنفسهم فترة سماح تمتد لأسبوع لإنجاز مشروع واضح. وانتهت الورش ‏الى التوافق على مبادئ عامة هي الآتية:‏
‏- عدم المساس بسعر رغيف الخبز.‏
‏- دعم الأدوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية.‏
‏- الإبقاء على دعم المواد الغذائية الأساسية.‏
‏- تأمين مقومات استنهاض القطاعين الزراعي والصناعي.‏
‏- درس آلية طريقة خفض الفاتورة النفطية.‏
‏- تسريع درس بطاقة الدعم التمويلية.‏
‏ ‏
بلبلة حول الدواء
وبعد البلبلة التي أحدثها رفع الدعم عن الطحين، أثيرت بلبلة امس ‏حول الدواء بعد الحديث عن اقتصار الدعم على عدد محدود من ‏الادوية او احتسابه على سعر 3900 ليرة. وفي هذا السياق، شرح نقيب ‏مستوردي الادوية كريم جبارة، بعد مشاركته في لقاءات السرايا، "انّ ‏التوجّه العام هو نحو ترشيد الدعم، لأنّ لبنان لا يتحمّل رفع الدعم في ‏المطلق لِما لهذه الخطوة من تداعيات كارثية". وكشف انّ وزارة ‏الصحة قدّمت أمس خطتها لترشيد الدعم، والتي أعَدّتها بالتنسيق مع ‏اللجنة التي ألّفها رئيس مجلس الوزراء منذ نحو شهرين لدرس هذا ‏الموضوع الى كل من مصرف لبنان المركزي والجهات الضامنة ‏والنقابات المعنية بالقطاع الصحي المشارِكة في الاجتماع.‏
وفي هذه الاجواء، تبدو الايام المقبلة مليئة بالتطورات، في اعتبار انّ ‏الدولة الغائبة نجحت في وضع الناس في مواجهة بعضهم البعض، ‏فصار الجائع في مواجهة المودع الخائف على وديعته. في حين انّ ‏المطلوب هو ان تتولى الدولة المسؤولية، وتنقذ الودائع وتحجب ‏الجوع عن المحتاج.‏
‏ ‏
كورونا
وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة أمس في تقريرها ‏اليومي حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 1039 إصابة جديدة ‏‏(1026 محلية و13 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 139135. ‏وكذلك سجلت 21 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي ‏للوفيات 1136 حالة.‏

 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة  نداء الوطن :

 

وكالة التنمية الفرنسية توقف جميع تمويلاتها في لبنان ‎"‎نقّ" في بعبدا و"نقّ" في السراي... "وجهان لتفليسة ‏واحدة‎"‎

 

 

 ‎وكأنّ مفهوم الدولة تحوّل في ظل العهد العوني إلى "دار عجزة" لإيواء المسؤولين ‏العاجزين عن تحمل مسؤولياتهم، والفاقدين للإدراك والقدرة على الحركة لحلّ المشاكل ‏والتصدي للتحديات. فالسلطة في لبنان أصبحت اليوم مرادفاً لكل ما للعجز من معان وأبعاد، ‏عنواناً يُستدلّ عليه في الفشل والشلل، بيئة حاضنة للانهيار وإجهاض الحلول ووأد فرص ‏الإنقاذ. منظومة عقيمة امتهنت "صنعة" تقاذف التهم والتنصّل من المسؤوليات، يزاحم أركانها ‏الناس في الشكوى والتباكي حتى يخال المواطن نفسه أمام بؤس المسؤولين ومَكرهم أنه هو ‏المسؤول عما وصل إليه البلد. فحين يسمع اللبنانيون كلام رئيس الجمهورية ميشال عون أو ‏رئيس حكومة 8 آذار حسان دياب، لا يجدون سوى مزيد من "النق" في بعبدا و"النقّ" في ‏السراي من دون أدنى طرح أو حل، لا موضعي ولا مستدام، للأزمة‎.

وبالأمس، على الرغم من "عجقة" الاجتماعات وكثرة التصريحات الرئاسية لم تخرج الأمور ‏في نهاية المطاف عن دائرة المراوحة المعتادة في حلقة مفرغة من التنظير والمحاضرة ‏بالإصلاح. فدياب "ملأ الدنيا وشغل الناس" والشاشات باستعراضات "ترشيد الدعم" ليخلص ‏إلى "صفر نتيجة"، تاركاً فتيل القنبلة الشعبية الموقوتة مشتعلاً لتنفجر في وجه الحكومة ‏العتيدة، بينما توقفت مصادر سياسية رفيعة عند بلوغ حالة "الانفصام العوني" أوجّها أمس، ‏مستغربةً كيف أنّ رئيس الجمهورية الذي يحاصر التشكيلات القضائية "على رأس السطح"، ‏هو نفسه من يحاضر في ضرورة تفعيل العمل القضائي وأهمية دور القضاء في مكافحة ‏الفساد، وسألت: "ألهذه الدرجة بات استغباء العقول واستعداء المنطق؟‎".

وفي الإطار عينه، إسترعت الانتباه هجمة إعلامية شرسة من عين التينة على عون، شنتها قناة ‏‏"أن بي أن" مصوبةً على "ازدواجية الموقف" لديه، فحمّلته المسؤولية الأولى عن "خنق ‏الأوكسجين عن الحياة القضائية والوطنية"، واتهمته بـ"تمييع عملية التشكيل الحكومية ‏والمماطلة لتحقيق مكاسب ضيقة"، وصولاً إلى الكشف عن "استياء فرنسي كبير من رئيس ‏الجمهورية لتعطيله التشكيل، لا سيما وأنّ الرئيس المكلف سعد الحريري قدم كل التسهيلات ‏الممكنة لتبصر الحكومة العتيدة النور‎".

وعشية اللقاء الحادي عشر في قصر بعبدا بين عون والحريري، أكدت مصادر متابعة لملف ‏التأليف أنّ "ثمة شيئاً ما يتحرّك في الوعاء الحكومي" ولقاء اليوم سيحدد بشكل مبدئي هل ‏الآمال معقودة على مجرد "طبخة بحص" جديدة، مشيرةً إلى أنّ المسار سيتضح والصورة ‏ستتبلور أكثر من خلال ما ستعكسه أجواء وأجوبة رئيس الجمهورية إزاء الطرح الذي حمله ‏الرئيس المكلف نهار الاثنين الفائت‎.

ومن جهتها، لم تنف مصادر مطلعة على أجواء الرئاسة الأولى وجود مقاربات حكومية ‏مستجدة يمكن التأسيس عليها، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل بانتظار ما ستحمله ‏الساعات المقبلة من "إمكانيات لتدوير الزوايا، ومدى تجاوب الرئيس المكلف مع وجهة نظر ‏رئيس الجمهورية حيال عملية التشارك الدستورية ووحدة المعايير في التأليف". وفي هذا ‏الصدد، أفادت أوساط مواكبة عن كثب للاتصالات الحكومية، أنه بينما يطرح الرئيس المكلف ‏حصة من 5 وزراء اختصاصيين لرئيس الجمهورية مع إمكانية التشارك وإياه في تسمية ‏وزير سادس، لا يزال عون، بدفع من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، يصرّ على ‏تسمية 7 وزراء في الحكومة المؤلفة من 18 وزيراً مع ما يعنيه ذلك من استحواذ باسيل على ‏الثلث المعطل فيها، وعليه سيكون من المستبعد أن يؤدي اجتماع اليوم إلى إحداث أي خرق في ‏حال بقي الموقف العوني على حاله لأنّه "من المستحيل" أن يقبل الحريري بذلك. وكشفت في ‏هذا السياق عن اتصالات خارجية، دخل على خطها مسؤولون روس خلال الساعات الأخيرة، ‏لمحاولة حثّ عون وباسيل على خفض سقف شروطهما المانعة لتأليف حكومة إصلاحية، من ‏شأنها أن تفتح باب المساعدات الدولية للبنان، لكن هذه الاتصالات لم تفلح في تليين الموقف ‏العوني وجوبهت بالرفض‎.

تزامناً، نقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس معلومات تفيد بأنّ وكالة التنمية الفرنسية ‏أوقفت جميع تمويلاتها إلى لبنان، وهي مجموعة فرنسية وطنية مرتبطة بوزارة المالية معنية ‏بتنفيذ سياسات فرنسا للتنمية والتضامن الدولي، وكانت تعمل وتمول مشاريع في لبنان منذ ‏العام 1999. وأوضح مصدر فرنسي لـ"نداء الوطن" أنّ قرار وقف عمل الوكالة في لبنان ‏مرده إلى أنه "لم يعد بإمكانها تقديم قروض للبنان الذي عجز عن تسديد ديونه"، لافتاً إلى أنّ ‏‏"وكالة التنمية الفرنسية هي بمثابة البنوك الدولية التي لا يمكنها تقديم قروض لبلد لم يسدد ‏دينه‎".‎

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة  الشرق :

 

لقاء بعبدا الحادي عشر اليوم…هل يفرج عن الحكومة ؟

 

 

 في البلد الغارق في ارتكابات السياسيين التي اوصلت لبنان الى جهنم التي عبدّوا طريقها بفسادهم ومصالحهم العابرة ‏للوطن، لم يعد المطلوب رفع الدعم الا عن هؤلاء. الدعم الشعبي الذي يوفر لهم الاستمرار في التحكم برقاب اللبنانيين ‏في احلك الظروف الاقتصادية والمعيشية والمالية واكثرها ضراوة يفترض ان يرفع بأقصى سرعة قبل بلوغ قعر ‏الحفرة التي يستحيل الخروج منها، تماما كما يستحيل ان يصدق احد ان حكومة انقاذ في لحظات ما قبل ان يلفظ البلد ‏انفاسه لا تُشكل، لا لشيء الا لأن السياسيين انفسهم يتقاسمون جبنة المحاصصات على جسد الوطن المُنهك لكثرة ما ‏جلدوه‎.‎
‎ ‎
التأليف الى التعثر؟
فعلى رغم الظروف الاقتصادية المعيشية المالية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مع اقتراب رفع الدعم عن سلع اساسية ‏حيوية، يبدو ان المناكفات السياسية - الحكومية على حالها. فغداة زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا ‏وعشية لقاء جديد يجمعه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا يفترض ان يحمل اليه تشكيلة حكومية، افادت ‏المعلومات بأن الاجواء سلبية مرجّحة تعثر محاولات التشكيل المتجددة، مرة جديدة‎.‎
‎ ‎
التيار والثلث
فقد اشارت ام تي في الى ان الحريري عرض على عون تشكيلة موزّعة على الطوائف وسيزوّده اليوم بالأسماء. ‏واضافت "يرجّح ان يبلّغ عون الحريري باصرار التيار الوطني ورئيسه النائب جبران باسيل على الحصول على 7 ‏وزراء في الحكومة ما يعني حصوله على الثلث المعطل، الامر الذي لن يقبل به الحريري وسيعيد فرملة مشاورات ‏التأليف‎".‎
‎ ‎
ورشة تنتهي بتوصيات
في الغضون، الدعم ورفعه بقي الشغل الشاغل للبنانيين. ولتحديد الموقف الرسمي منه، عقدت في السراي الحكومي ‏امس سلسلة اجتماعات للبحث في ملف ترشيد الدعم، في ورشة عمل مكثف انتهت عند الثامنة مساء، وستصدر ‏توصيات تتمّ إحالتها على مجلس النواب لدرسها، خاصة وان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب يرفض ان ‏يجتمع مجلس الوزراء لانه في وضعية تصريف الاعمال ويرفض تحميل حكومته وزر قرار بهذا الحجم‎.‎
‎ ‎
خط أحمر
اول اجتماع تطرق الى الملف الصحي ودعم الدواء. وفي الاطار، قال دياب "لم تكن نية حكومة تصريف الأعمال رفع ‏الدعم بل كان توجهنا منذ البداية ترشيد الدعم. الأمور الحياتية الأساسية للمواطن اللبناني كالدواء والطحين خط أحمر ‏بالنسبة إلينا. الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان كانت نتيجة سنوات طويلة من السياسات ‏السيئة". واضاف "نقوم بورشة اجتماعات لإشراك كافة القطاعات المعنية بالتوصل للحل الأفضل لترشيد الدعم… ‏بدوره، قال وزير الصحة: كحكومة تصريف أعمال وكوزراء سنتحمل مسؤولية لآخر عمر الحكومة رغم التحديات ‏الصعبة. واضاف "نسعى لتأمين خيارات أمام المواطنين خصوصاً أصحاب الدخل المحدود‎".‎
‎ ‎
الشؤون الاجتماعية
ولاحقا، قال دياب خلال اجتماع خطة الشؤون الاجتماعية: هدفنا رفع عدد المستفيدين من المساعدات الاجتماعية من ‏‏230000 عائلة إلى 400000 عائلة وتأمين الحد الأدنى من الدعم. واضاف "هناك من أساء استعمال الدعم وندرس ‏فكرة بطاقة الدعم مع الجهات المانحة". وتابع "هدفنا ترشيد الدعم ووضع رؤية جديدة لتأمين استمرارية أطول". من ‏جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية: الوجود السوري وأزمة كورونا وانفجار مرفأ بيروت عوامل ‏زادت الضغط على الاقتصاد اللبناني‎.‎
‎ ‎
الصناعة
وخلال اجتماع لمناقشة خطة الصناعة في السراي، قال دياب: الصناعة أساسية وضرورية لأنها تؤمن مداخيل ‏بالعملات الصعبة إلى البلد. اما وزير الصناعة فاعلن في ورشة العمل ان: ورشتنا مستمرة حتى إيجاد الحلول لتخفيض ‏حجم الإستيراد وسنعقد اجتماعات مع مصرف لبنان‎.‎
‎ ‎
المحروقات والطحين
وقال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا بعد اجتماع قطاع النفط والطاقة في السراي ان لا رفع للدعم عن ‏المحروقات في الوقت القريب والتركيز على اقتراح ترشيد الدعم. في حين افيد ان وزير الاقتصاد في حكومة تصريف ‏الاعمال راوول نعمة لن يوقّع قرار رفع الدعم عن الطحين بانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات في الايام القليلة المقبلة‎.‎
‎ ‎
دعم الدواء
وليس بعيدا، علم ان لقاء سيعقد بين حاكم مصرف لبنان ونقيبة المستلزمات الطبية في الخامسة من عصر اليوم. وعلى ‏الخط عينه، لفت رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي إلى أن البنك الدولي رفض المساعدة بسبب عدم ‏القيام بالإصلاحات المطلوبة من قبل المعنيين. وفي تصريحٍ له من مجلس النواب قال: "قسمنا الدواء الى اقسام عدة: ‏الادوية التي لا تستعمل بشكل دائم، الادوية الملزمة، حليب الاطفال، وادوية الامراض المستعصية، منها أدوية ‏الالتهابات يكون رفع الدعم عنها من خلال استيرادها على سعر 3900". وأضاف: "من المتوقع أن نوفّر 250 مليون ‏دولار بهذه الأدوية عبر ترشيد دعمها"، لافتاً إلى أن "وزير الصحة دفع جزءاً من سعر لقاحات كوفاكس، بينما فايزر ‏ستؤمن مليون ونصف مليون لقاح بسعر 12 دولاراً للقاح وهو سعر أقلّ من الخارج بينما ستعطينا 300 ألف لقاح ‏مجاناً، وبين كوفاكس وفايزر سنؤمن حوالي مليوني لقاح للشعب اللبناني، وستعقد لجنة لتقرير من هي الفئات التي ‏ستحصل على اللقاح أوّلاً ومجّاناً‎".‎
‎ ‎
القضاء في القصر
في الاثناء، وفي وقت تحرك القضاء للتحقيق في قضايا "مصرفية" و"عسكرية"، عرض رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون قبل ظهر امس في قصر بعبدا، الأوضاع القضائية وعمل المحاكم مع رئيس مجلس القضاء الأعلى ‏القاضي سهيل عبود وأعضاء المجلس‎.‎
وشدد الرئيس عون خلال اللقاء، على ضرورة تفعيل العمل القضائي والإسراع في النظر في القضايا العالقة امام ‏المحاكم، داعيا الجسم القضائي الى عدم التأثر بالحملات السياسية والإعلامية التي تستهدف بعض القضاة‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
سفير المانيا زار السنيورة وجابر
‎ ‎
استقبل الرئيس فؤاد السنيورة أمس في مكتبه في بلس، سفير المانيا في لبنان اندرياس كيندل، وخصص الاجتماع ‏لاستعراض الاوضاع الراهنة في لبنان من مختلف جوانبها، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين‎.‎
وزار السفير الالماني رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب ياسين جابر‎.‎

 

********************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط :

 

اجتماع عون والحريري اليوم يحسم تشكيل الحكومة أو ‏عدمه

 

 

 ترفض مصادر سياسية مطلعة الدخول طرفاً في الاجتهادات والتأويلات التي ‏رافقت الاجتماع الذي عُقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف ‏بتشكيل الحكومة سعد الحريري والذي خُصّص للتشاور في عملية التأليف بعد ‏انقطاع بينهما استمر ثلاثة أسابيع، وتؤكد لـ"الشرق الأوسط" بأن كل ما قيل ‏حول الأجواء التي سادته لا يمت بصلة إلى المداولات وتبادل الآراء، كاشفة أنه ‏بقي في حدود التمهيد للاجتماع الحاسم الذي يُعقد اليوم بينهما وعلى جدول ‏أعماله بند وحيد يتعلق بالتشاور حول التشكيلة الوزارية التي أعدها الحريري ‏والتي تضم 18 وزيراً، ويتطابق اختيار الوزراء مع المواصفات التي طرحها ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان‎.


ونفت المصادر السياسية كل ما أُشيع فور انتهاء الاجتماع بينهما حول أنهما ‏تبادلا الرأي في أسماء الوزراء المرشحين لدخول الحكومة، وعزت السبب إلى ‏أن عون طلب التمهُّل لإجراء مزيد من المشاورات تمهيداً للاجتماع الحاسم اليوم ‏الذي يتعامل معه الحريري على أنه يُفترض أن يحقق نقلة نوعية باتجاه تسريع ‏ولادة الحكومة لأنه لم يعد من مبرر للانتظار في ظل الظروف الاقتصادية ‏والمالية الخانقة التي يعاني منها السواد الأعظم من اللبنانيين‎.


ويأمل الحريري - كما تقول المصادر نفسها - أن يؤدي التشاور مع عون إلى ‏تفاهم للبدء بعملية الإنقاذ من خلال تشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين ‏ومستقلين، خصوصا أنه أعد تشكيلة وزارية يُعتقد بأنها ستُحدث صدمة إيجابية ‏بين اللبنانيين تفتح الباب أمام الاستجابة لمتطلبات الحراك الشعبي وتلتقي مع ما ‏يطرحه ماكرون في هذا الخصوص‎.


كما يأمل في حال توافقه مع عون على التشكيلة الوزارية التي لا يُشتمّ منها ‏رائحة المحاصصة واقتسام الغنائم من خلال التوزيع المتوازن للحقائب على ‏الطوائف اللبنانية أن تمهّد لإخراج لبنان من التأزُّم السياسي وأن تلاقي المجتمع ‏الدولي الداعم لخريطة الطريق الفرنسية لتوفير المساعدات المالية والاقتصادية ‏التي تؤهّل لبنان للدخول في مرحلة التعافي المشروطة بتطبيق رزمة من ‏الإصلاحات‎.‎


وتلفت المصادر السياسية إلى تحرّك الحريري باتجاه عون بأنه يتلازم مع تحرُّك ‏ماكرون الذي لم ينفك عن ملاحقة الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة وحشرها ‏في الزاوية لدفعها إلى ترجمة التزاماتها بخطوات عملية تقود إلى تحقيق انفراج ‏يخفف من وطأة الأزمات قبل أن تحل الكارثة، وتقول إن الرئيس الفرنسي لم ‏يترك لحظة إلا ويضغط فيها مستفسراً عن أسباب التلكؤ في تشكيل الحكومة‎.


وتتجنّب استباق الأحكام وتفضّل التريُّث إلى ما بعد انعقاد اللقاء الحاسم اليوم ‏لتقرير مصير مشاورات التأليف التي لم تعد تحتمل التأجيل بذريعة أن هناك ‏ضرورة لتمديدها، خصوصا أن "حزب الله" لن يغيب عنها ويحضر باستمرار ‏من خلال حليفه عون، وكذلك الحال بالنسبة إلى رئيس "التيار الوطني الحر" ‏جبران باسيل‎.


فهل سيلاقي عون الحريري في منتصف الطريق ويتصاعد الدخان الأبيض من ‏مدخنة قاعة الاجتماعات بالإعلان عن التحضير العملي لولادة الحكومة لأن لا ‏مجال للتأخير في ظل تراكم الأزمات التي تحاصر المنظومة السياسية، أم أن هذا ‏اللقاء سينتهي إلى أخذ البلد للمجهول، مع أن الحريري يراهن على أن لا مجال ‏لرفض التشكيلة الوزارية باعتبار أن لا غبار على المرشحين لدخولها ويمكن أن ‏تؤسس للتصالح مع اللبنانيين المنتفضين على تردّي الأوضاع؟‎


وفي هذا السياق، يبقى السؤال عن رد فعل عون ومن خلاله باسيل، خصوصاً ‏إذا ما أصر على أن يكون له الثلث الضامن أو بالأحرى المعطل كما لمح في ‏لقائه التمهيدي مع الحريري أول من أمس وفي ظل ما يتردد بأنه لن يعدّل موقفه ‏ولن يتخلى عن مراعاته لأقصى الحدود لصهره تقيُّداً بما توصّل إليه الفريق ‏السياسي المؤيد له لجهة أن المهمة الأولى لرئيس الجمهورية تكمن في توريثه ‏الزعامة السياسية بعد أن تراجعت حظوظه السياسية، ليس بسبب العقوبات ‏الأميركية المفروضة عليه وإنما لإقحام نفسه في مسلسل من الاشتباكات طالت ‏من حين لآخر حليفه "حزب الله‎".


لذلك فإنه لا مشكلة تعيق تشكيل الحكومة إذا قرر عون عدم التقيُّد بجدول أعمال ‏باسيل وشروطه السياسية المرفوضة سلفاً من الحريري من جهة، وبالتالي بادر ‏إلى تنعيم موقف "حزب الله" الذي يتبادل وإياه المواقف وبعلم باسيل، مع أن ‏المصادر تعتبر أن الحزب لن يسلّم ما لديه من أوراق بسهولة ويربط موقفه ‏بقرار حليفه النظام الإيراني الذي يفضّل التريُّث في حسم موقفه إلى ما بعد تسلُّم ‏الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن زمام السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) ‏المقبل‎.


وعليه، فهل تضيع اليوم الفرصة التي قد تكون الأخيرة لتشكيل الحكومة، أم أن ‏عون سيعيد النظر في حساباته ويقرر ملاقاة الحريري الذي لا يربط تأليفها ‏بزيارة ماكرون الثالثة للبنان أو بتسلُّم بايدن لمقاليد السلطة في البيت الأبيض، ‏علما بأن الحريري ليس في وارد الاعتذار‎.


وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب قرر أن ‏يأخذ وقته قبل أن يحسم أمره بالنسبة إلى ترشيق الدعم لعل تريُّثه يعفيه من اتخاذ ‏قرارات صعبة في حال أن الاتصالات تسارعت لتشكيل الحكومة، إضافة إلى ‏أنه ليس في وارد التوسُّع قليلاً في تصريف الأعمال كما طالب عون في ‏الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع أو في دعوة مجلس الوزراء للاجتماع ‏في محاولة لتعويم حكومته وذلك استجابة لنصائح أُسديت له بضرورة الخروج ‏من السلطة بأقل قدر من الأضرار السياسية‎.‎

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram