ومن نكد الدنيا أن لا يتاح لطاغور ، كما لا يتاح لغاندي أن يرى مثاله الأعلى يتحقق ج1ص441
انطون سعادة يعاتب الدنيا لانها لم تمنح الفرصة لطاغور وغاندي أن يرايا مثالهما الاعلى يتحقق
ماذا أراد ان يقول أنطون سعادة من خلال هذا العتب ؟
يعرف سعادة ان طاغور صاحب مدرسة ورجل اصلاح ،ويعرف ان غاندي صاحب فلسفة ونظرية في بناء الدولة ،ويعرف انهما لم يعملا على انشاء مؤسات وأحزاب تحمل أفكارهما وتنشرها في المجتمع بغاية التغيير .
أراد سعادة ان يوجه رسالة الى الامة السورية يحذرها فيها من الاستهتار وعدم جدية التعامل مع ما يخطط له لبعث نهضة في المجتمع والامة .
أراد سعادة توجيه رسالة للشعب يقول فيها :
لا أريد أن اكون فيلسوفا وعالم اجتماع ومنظّر اصلاح فقط ،أريد ان أزيد على ذلك القيادة والقدوة .
لا أريد ان اكون صاحب رسالة فقط ، أريد ان اكون رجل دولة ورجل مؤسسات وقائد أمة .
انا لا أريد ان اكتب للأجيال القادمة فقط ، انا اكتب لكم لتؤمنوا بي معلما وهاديا للامة والناس ،ومخططا وبانيا للمجتمع الجديد ،وآمنت بكم أمة مثالية وهادية للأمم .
لا أريد ان اكون شبيها لعظيم من عظماء التاريخ ، أريد ان اكون انا انطون سعادة زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيم الأمة السورية .
أراد ان يقول للمقبلين على النهضة والانتماء الى الحزب ، أننا نحن سنغير وجه التاريخ وأصر بأكثر من مكان على ان النصر سيكون له في كل معاركه .
أبشع ما خسرناه من تعاليم سعادة هو حتمية ان كل واحد منا هو من جيل الانتصار ويعمل على انجاز النصر الحاصل غدا . خسرنا هذا الشرط الاساسي لاحراز الانتصار ، فخسرنا معركة الوصول الى الشعب .
خاف بعضنا من طول الطريق فخّفت الهمة ، خفّ الحماس ، شحّ الحَيل ، وقبل بما يكون .
رَكَنا الى مخرج التأجيل وكتبنا تفويضا للاجيال الآتية وقبلنا بمخرج جسر العبور فأضعنا كل الفرص المتاحة .
ومن نكد الدنيا ان يغيب سعادة غيابا قسريا استمر عشر سنوات ،وأن يُستباح الحزب وينحرف وتتعطل إرادة الزعيم المؤسس ،وتحل محلها إرادة عصافير الدوري التي أقصى أحلامها مداعبة الكرز وعناقيد العنب، وطول مداها ارتفاع شجرة التين .
عشر سنوات ،كانت كافية لتأخّر انتصار حزب سعادة وتؤجّله الى أجل غير مسمى
عشر سنوات ،كانت كافية ليتفاهم التجّار على انجاز العقود والعهود والانحراف عن الطريق .
لأنه خبر كيدهم وصبر على خزعبلاتهم قال لأتباعه :
أنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ .
من نكد الدنيا أن يكون حول سعادة مسيلمات وعشرات يهوذا الاسخريوطي
عشعشوا في صفوف الحزب حين غيابه القسري ، فصاروا العقبات الكؤود التي تظهر في كل الشرايين الاساسية ، في السياسة ، في الثقافة ، في العقيدة ، في الدستور ، وأبشع عقبة ذاك الذي تفيّش وصار كالطاووس فظّن أنه قائد وفيلسوف فهاجم ، وزعم ، وادعى ، ولم يناقش صواب الفكرة او صحة الرأي و، واتخذ من الجمود حيلة ليقول :أن الأمانة للمبادىء تستطيع أن تستمر في ضمائر الاعضاء حتى ولو كان زعيمهم قد حاد عنها . وأنها فيّ لمستمرة !.
من نكد الدنيا ان يقرأ الزعيم ما كتبه فايز صايغ :
أنكم قد انحرفتم عن مبادىء الحزب وخطته وغايته
أنكم قد حنثتم بقسمكم
أنكم ...... انكم
تخايلوا معي ،كم تألّم وكم كانت الجراح موجعة!!
آخ من زمن رفع الغانية الى مستوى القداسة !
آخ من زمن يخبرنا عن شفافية اللصوص !
آخ من زمن طال وفاضت فيه الوقاحة !!
أما حان رحيل زمن الطاوويس لتهنأ الامة وتستريح !!
لنعرف ماذا كان يريد سعادة ان يقول من حديثه عن طاغور وغاندي ، علينا ان نعرف كيف كان يتسابق مع الزمن .
لا أذكر اين قرأت .
أن الزعيم كان يمشي صامتا وفجأة صرخ بصوت عال غلبوني غلبوني ، وعندما سأله أحدهم من تقصد ؟ أجابه اقصد اليهود الصهاينة ومن يدعمهم .
من نكد الدنيا ان لا نتعرف على وجعه وألمه وما سببته له انحرافاتهم
لا يكفي ان نفهم ونعرف ، لا يكفي ان نستدل لنرى .
وكي لا نقول من نكد الدنيا ان لا يرى سعادة مثاله الاعلى يتحقق.
وحتى لا نقول ليت ، وربما ، ولو أن ، ويا ريت .
يجب ان نستكمل من حيث ترك ربما نستطيع ان نقول له :
لقد أنجزنا مثالك الأعلى فلتراه من عليائك ايها الأعلى
وسيم سعادة
4كانون اول 2020
نسخ الرابط :