صباح الخير أليسار  !!

صباح الخير أليسار  !!

 

Telegram

 



صباح الخير أليسار
أعرف أني أتصل في وقت متأخر جدا  
كيفك ، منيحة ، أنت بخير  ، مشغول بالي عليك كتير ، خبروني أنك وحيدة ، 
 زوّارك كُثر ، لكنهم يخبرونني بأنك حتى عندما تكونين معهم تكونين وحيدة .
لماذا يا أليسار  ؟
لماذا تحبين الوحدة ؟
أعرف ان ضجيج المارين يؤرقك ويخيفك ، ولا تحبين الثرثرة .
أعرف أن أصوات النشاز تخدش مشاعرك الرقيقة .
أعرف أن في صمتك بلاغة ، ولكن بلاغة الصمت تفقد معناها إذا لم يقرأها الحضور الكثيف في حضرتك 
لا أعرف لماذا اخترت الحديث معك هذا الصباح 
يمكن لأنني مثلك أشعر بالوحدة ،ولا أجد من أتحدث اليه وفي داري العشرات  
لا أعرف لماذا اخترت أن أسألك عن صحتك ، يمكن لأنني أشعر أن الهموم اصبحت أكبر منك ، فضُجت وضاج الوقت من كثرة غلبة الحضور .
أعرف انك تتمنين لو أنك تفقدين حاسة السمع ولو ليلة واحدة، ربما ترتاحين من الضجيج والأصوات العالية التي تحضن أصواتا واطية .
أليسار 
أعرف كم انت محرَجة ، وكم أنت متضايقة، فأنت طفلة أنطون سعادة المهذبة التي لا تعرف خدش شعور الناس وخاصة الزوّار ،ولا تعرف الجفاصة ولا الغلاظة ، فقد ملأها الذوق الرفيع حتى ملّ منها .
أعرف كيف يتراكضون خلفك ويزعمون أنهم يريدون إصلاح حال الحزب المقهور، وقهره جاء منهم .
أعرف أنهم يحبونك ويحترمونك وهم بذلك لا يكذبون ولكنهم أيضا يحبون حالهم ويعتمدون الحزب وسيلة لتحقيق غاياتهم .
أعرف كم انت تعبانة ، وأعرف فعل التعب بالنفوس الكبيرة والحسّاسة ، وأعرف أيضا كم انت مشغولة البال على الإرث الوحيد الذي تركته لك ولضياء وصفية وراغدة ، تركت لكم الحزب إرثا ، وأعرف كم افتخرتم بهذا الارث ، وكم سبّب لكم من قهر وعذاب ، من سجن وملاحقة ، أعرف كم سبب لكم من سوء الحال والاحوال .
أعذريني يا اليسار ، لأنني كنت أعرف انهم لم يدركوا معنى الحزب ، لذلك قلت أن عقيدتي للأجيال القادمة ، ولم أتراجع واستمريت في التأسيس حتى لحظة الاستشهاد كنت أعرف انني سأسبب لكم الالم والوجع وتعب الراس ، لكن لم يكن عندي خيار آخر .
أسمعهم يقولون :
لقد استشهد واستراح ، فالموت راحة .
لا يا أليسار استشهدت ولكني لم أعرف الراحة .
أموت كل يوم ألف مرة 
من اين ستأتي الراحة ؟، ومن سيجلب لي الراحة ؟
كيف سأرتاح وأرى مسيلمة يسرح ويمرح في عقر داري 
كيف سأرتاح ويوضاس يوشي بي ليهود الداخل ويهود الخارج كل يوم وقبل صياح الديك 
كيف سأرتاح وأرى الذئاب تنهش جسدي وتأكل لحمي 
كيف سأرتاح يا أليسار ولم أر صباحي 
كيف سأرتاح يا اليسار وأرى تلاميذي يتناهشون حزبي كما تتناهش اللبوات فريسة كسبوها بعد طوال مطاردة .
أمثالي يا بنتي لا يرتاحون ولا يعرفون معنى الراحة فكما كانوا على الارض كذلك هم في السماء .
أنهم يرون كل شيء 
ماذا اخبرك ؟
لقد كان اعتزازي كبيرا بأعمال كثيرة وبطولات كبيرة، وكم فرحت وغمرتني السعادة عندما كنت أرى القوميين يتسابقون لتسجيل وقفة العز في كل المهمات التي نفذوها 
ولكن لم تكد تصل فرحتي الى قرعتي على "رأي المثل "
اليسار 
لا أريد أن ازيد همومك هموما ، فجعبتي مليئة بما يُزعج ويُتعب 
اليسار 
أعرف ان حديثي أزعجك وطيّر النوم من عينيك 
ولكن اعرف ايضا انك تعذرينني وتجدين لي ألف حجة وحجة 
فكلما أقرر الحديث أحمل هاتفي وهو يطلبك لانه اعتاد عليك ، هاتفي ذكي يعرف ما يدور في دماغي فلا يكلفني صعوبة الاختيار .
تعلمين يا اليسار، تضجرني الوحدة ، فقد كنت وحيدا، تذكرين أني قلت :
إن آلاما عظيمة ، آلاما لم يسبق لها مثيل ، تنتظر كل ذي نفس  كبيرة فينا . إذ ليس على الواحد منا أن ينكر ذاته فحسب ،  بل عليه أن يسير وحيدا بلا أمل ولا عزاء .
أذكر مرة يا اليسار أن احدهم  عجز عن كتابة العامود الثقافي في مجلة البناء فكتب هذه الجملة ووضع صورتي وأنا اسير وحيدا .
لو تعلمين كم هزتني هذه الصورة 
وكم انزعجت عندما علمت ان هذا الكاتب التحق بربعه وصار أسوأ من أسوئهم 
أليسار 
أوشك الليل على نهايته 
أوشك الفجر على الظهور 
بدأ النعس غزوة جديدة لِكُلي ، يكفي اليوم ما قلته وما سمعته ،  آمل أن تصبحين على حزب الوعي كي تصبحين على وطن مرسومة صورته بعقلك وقلبك . 
أتمنى ان يكون النعس اقترب منك .
أعذريني ان كنت أفسدت عليك ملاقاة الصباح ، لأني متأكد ان النوم سيأخذك الى ملاقاة ساعات ما بعد العصر .
وسيم سعادة 
ف2كانون الاول 2020

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram