افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 7 نيسان 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 7 نيسان 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء 

واشنطن تعطّل إدانة الكيان في مجلس الأمن… وتدعو إلى التهدئة وضمان أمن الأماكن الدينية صواريخ على الجليل الغربي من الجنوب رداً على الاعتداءات على الأقصى تحمي المصلين ليلاً الكيان لتوزيع الرد بين لبنان وغزة… وتفادي معادلة الردع… والمقاومة في أعلى جهوزية
 

 

حضرت القدس وحضرت فلسطين وحضر الأقصى، على حساب كل ما سواها، رغم أهمية الأحداث الجارية دولياً وإقليمياً، خصوصاً اللقاء السعودي الإيراني على مستوى وزراء الخارجية وانطلاق مسار التطبيع بين الدولتين بعدما كانت التوقعات الإسرائيلية بأن يكون مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي هو العنوان.
حضور فلسطين والقدس والأقصى كان مخيباً في المنابر الدولية والعربية، حيث كلام بكلام. فالجامعة العربية تبدي القلق الشديد والأمين العام للأمم المتحدة يعبّر عن الذهول، ومجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مخصصة لما تشهده القدس والأقصى، فشل في إصدار بيان بسبب الفيتو الأميركي، وواشنطن تحاول التبرؤ من تغطية الاعتداءات الإسرائيلية ببيان يدعو للتهدئة وضمان أمن الأماكن الدينية وأمن المصلين في الأقصى، خصوصاً بعدما ترتب على العدوان المتوحّش على المسجد الأقصى تصعيد عبر الحدود اللبنانية تمثل بإطلاق 34 صاروخاً من منطقة القليلة جنوب صور نحو الجليل الغربي، سقط منها تسعة صواريخ وفقاً للإعلام الإسرائيلي أدت الى اصابة ثلاثة مستوطنين بجروح، واحتراق محطة بنزين وأضرار مادية أخرى.
حكومة بنيامين نتنياهو التي حاولت استجماع ما بقي من شتات قوتها للتصرّف على طريقة الطرف القوي، اكتشفت أنها عاجزة عن المخاطرة، فمصطلح تجنب الانزلاق إلى الحرب تكرر على ألسنة العسكريين والأمنيين، وصولاً الى التعبير الصريح قبل اجتماعات أمنية وعسكرية ووزارية وبعدها، وهم يؤكدون يجب تفادي الاصطدام مع حزب الله ومعادلات الردع.
ما توصل إليه قادة الكيان وفقاً لإذاعة جيش الاحتلال قبل منتصف الليل هو توزيع الرد بين لبنان وغزة، والمقصود في لبنان مناطق يمكن أن لا يستدرج استهدافها رداً من المقاومة الإسلامية، وفي غزة مواقع عسكرية وقيادية لحركة حماس التي حمّلها جيش الاحتلال مسؤولية الصواريخ، واللافت قبل الرد المفترض أن المصلين في المسجد الأقصى تمكّنوا ليلة أمس، بخلاف الليلتين الماضيتين من إكمال صلواتهم دون التعرّض لأي اقتحامات كنتيجة فورية لسقوط الصواريخ على الجليل الغربي، وفي لبنان حيث الترقب سيد الموقف أكدت مصادر متابعة أن المقاومة في أعلى درجات الجهوزية تتابع عن كثب ما سوف يقوم به الاحتلال ومعادلاتها واضحة، أي استهداف لأي موقع أو شخصية في لبنان، والمقصود واضح، استهداف مواقع وشخصيات لبنانية أو فلسطينية، سوف يعني استدراج الرد السريع والقوي.
وإذ سيطرت حالة من الاسترخاء السياسي على المشهد الداخلي وأرجأت الملفات الى ما بعد عطلة الأعياد، خيّم التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة بعد إطلاق صواريخ على كيان الاحتلال مصدرها لبنان، وفق ما قالت حكومة العدو.
وأعلنت القناة 14 في تلفزة الاحتلال الإسرائيلي أنّ 100 صاروخ أطلقت من لبنان خلال 10 دقائق على مستوطنات وبلدات شمالي «إسرائيل». وطلبت سلطات الاحتلال من سكان المناطق الحدودية مع لبنان دخول الملاجئ وقد دوّت صفارات الإنذار بشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّه تمّ إخلاء شواطئ نهاريا، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن «تقديرات تشير إلى إطلاق 15 صاروخاً من لبنان باتجاه «إسرائيل»»، مؤكدة «إصابة شخصين بشظايا صاروخية جراء القصف».
وسارع جيش الاحتلال إلى الرد على إطلاق الصواريخ بقصف بالمدفعيّة الثّقيلة أطراف بلدة القليلة في جنوب لبنان. وذكر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، أنّ «الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية، عندما أطلق من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو «إسرائيل». إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثًا خطيرًا». وزعم في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ «الجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية من لبنان، هي حماس في لبنان»، مشيرًا إلى «أننا نفحص أيضًا إمكانية تورّط إيران، في اطلاق القذائف الصاروخية من لبنان».
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، بأنّ «التقييم الأولي هو أنّ هجومًا في غزة ولبنان سيحدث الليلة» (أمس).
ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أنّه «من المتوقع أن يكون هناك رد قاس ضد حركة «حماس» الفلسطينية في غزة».
وعلى مقلب آخر، نفذ الجيش اللبناني انتشاراً مكثفاً وواسعاً على الحدود مع فلسطين المحتلة، لتحديد موقع إطلاق الصواريخ. وأعلن الجيش أنّ «بتاريخ 6 نيسان، أُطلِق عدد من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. يقوم الجيش اللبناني بتسيير دوريات في المنطقة، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان».
وبدوره فتح لبنان تحقيقاً بالتعاون مع اليونيفيل لمعرفة الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.
وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية، تعليقًا على حادثة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، أنّ «لبنان مستعدّ للتعاون مع اليونيفل، واتخاذ الإجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار».
وحذرت من «نيات إسرائيل التصعيدية، التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين»، مؤكدة أنّ حرص لبنان على «الهدوء والاستقرار، ويدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد».
وجاء البيان بعد اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب.
من جهته، أعلن نائب مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس آرديل، أنّه «تمّ إطلاق عدّة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه «إسرائيل»، بعد ظهر اليوم (أمس) وأَبلغ الجيش الإسرائيلي، «اليونيفيل» أنّه فعّل نظام القبّة الحديديّة الدّفاعي ردًّا على ذلك». وأوضح في بيان، أنّ «رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللّواء أرولدو لازارو، على اتصال بالسّلطات على جانبَي الخط الأزرق»، مشدّدًا على أنّ «الوضع الحالي خطير للغاية، و»اليونيفيل» تحثّ على ضبط النّفس وتجنّب المزيد من التّصعيد».
وليل أمس، عقد المجلس الأمني المصغر في كيان الاحتلال اجتماعاً برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال «إننا سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمناً لعدوانهم»، مشيرًا إلى أنّه «ليس لدينا رغبة في تغيير الوضع الراهن للأماكن المقدسة، في القدس».
ودعا إلى «تهدئة التوترات وسنعمل بحزم ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف»، لافتًا إلى أنّ «الخلافات الداخلية لن تمنعنا من مواجهة أعدائنا، على كل الجبهات».
وشددت مصادر «البناء» على أن حزب الله لم يطلق أي صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كيان الاحتلال بل إن مصادر الصواريخ هو منظمات فلسطينية»، مستبعدة «توسع نطاق التوتر وتدحرج الأمور الى حرب عسكرية»، متوقعة أن تتراجع «إسرائيل» عن تهديداتها لأسباب عدة أهمها انشغالها بالانقسام الداخلي والانكفاء الأميركي عن ملفات المنطقة وتوحّد جبهات المقاومة من لبنان الى سورية الى فلسطين والقرار المتخذ من حركات ودول محور المقاومة بتوحيد الجبهات ضد اي حرب تشنها «اسرائيل»».
ويعتقد خبراء عسكريون أن من مصلحة «اسرائيل» نقل المعركة من داخل الكيان الى ساحات أخرى من ضمنها لبنان لاستدراج التدخل الدولي لفرض معادلة أمنية جديدة مع لبنان تضمن لها مصالحها الأمنية لسنوات عدة، لكنها تخشى ردة فعل المقاومات في المنطقة ولا تضمن أن تحسم أي حرب تشنها على أي دولة في المنطقة»، ولا يستبعد الخبراء أن تكون الصواريخ إشارة من محور المقاومة ومن حركات المقاومة لـ»اسرائيل» بأن الحرب لم تعد بعيدة واننا سنخوض الحرب من جبهات متعددة ولن تستطع «إسرائيل» أخذ هذا المحور فرادى».
في المقابل أكد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين، أنه «إذا كان الصهاينة يعتقدون أن بإمكانهم أن يدنسوا المسجد الأقصى عليهم أن يعرفوا أن السعي لتحقيق أهدافهم باستهداف المقدسات أو استهداف المسجد الأقصى لهدمه أو إحراقه أو النيل من كل مقدساتنا فإنه سوف يلهب المنطقة بأكملها». وأضاف «لذا اليوم الموقف هو أن كل من سار بركب التطبيع والمهادنة وبركب الخداعة والكذب على أمتنا الإسلامية والعربية، على هؤلاء أن يعيدوا النظر في سياساتهم».
واعتبر صفي الدين، أن «الشعوب ستلفظهم لأن الشعوب الإسلامية والعربية مع الأقصى ومع القدس، إن هؤلاء الذين أعطوا بعض الطمأنينة للصهاينة مما شجعهم لأن يتجرأوا على المسجد الأقصى وعلى المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى، عليهم أن يعرفوا أن من يعطي بعض الطمأنينة للعدو في عدوانه هو شريكه في هذا العدوان ويتحمل المسؤولية وسيحاسب بين يدي الله». وأمل أن «تكون هذه الأحداث فرصة ومناسبة لإعادة التأكيد على الخيار المقاوم الذي تحتاجه أمتنا، نحتاجه في فلسطين ونحتاجه في لبنان، ونحتاجه في كل مواقع المواجهة مع الأعداء من أجل أن تبقى أمتنا الأمة القوية والمقتدرة والصابرة والتي تصنع مستقبلها بنفسها».
بدوره، وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى، بأنّه إرهاب موصوف، وذكر أن الإدانة والاستنكار والشجب والتنديد بما يقوم به العدو الإسرائيلي في المسجد الأقصى لم يعُد يُجدي نفعاً، انطلاقاً من ذلك ندعو المجتمع الدولي الى اتخاذ إجراءات عملية بتنفيذ القرارات الدولية التي تحفظ حق الفلسطينيين بأرضهم ومقدساتهم وبإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، ومحاسبة كل معتد على المسجد الأقصى والمعتكفين والمرابطين فيه، وإلا سنشهد المزيد من الاعتداءات والغطرسة وانتهاك كل مقومات حقوق الإنسان والمحرمات من المغتصبين الإسرائيليين الذين يستبيحون فلسطين وأهلها.
وبعدما حدّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي مواعيد الانتخابات البلدية في أيار المقبل، طرحت تساؤلات حول السيناريوات الموجودة في هذا الملف ما بين إجراء الانتخابات وتأمين التمويل اللازم لها أو التمديد للمجالس البلدية أو الذهاب الى تكليف وزير الداخلية للمجالس البلدية بتصريف الأعمال ريثما تتم الانتخابات.
ويشير خبراء قانونيون ودستوريون لـ»البناء» الى أن «حكومة تصريف الأعمال تستطيع إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في ظل الفراغ الرئاسيّ، وهناك سابقة إذ أجرت حكومة الرئيس تمام سلام الانتخابات البلدية في العام 2016 وفي ظل الفراغ الرئاسيّ لكون هذا الأمر يدخل في إطار الأعمال الضرورية واستمرارية تسيير المرافق العامة»، وأوضح الخبراء لـ»البناء» إلى أن «مهمة تأمين التمويل للانتخابات هي مهمة الحكومة وتحديداً وزير الداخلية، لكن هناك ثلاث عقبات أساسية أمام إنجاز الاستحقاق:
*التمويل في ظل تعطل المؤسسات الدستورية.
*عدم جهوزية الجهاز البشري من قوى أمنية وقضاة وأساتذة في ظل الإضرابات التي تشمل أغلب قطاعات ومؤسسات الدولة.
*عائق لوجستي، هناك 1057 بلدية في لبنان، والحد الأدنى لأعضاء المجالس 10 في كل بلدية وبالتالي انتخاب 10 آلاف عضو بلدي إضافة الى المخاتير، أي أن هناك أكثر من مئة ألف طلب ترشيح، وبالتالي مئة ألف طلب الى الداخلية عليها تنظيمها من التدقيق في المستندات – إخراج قيد وسجل عدلي وغيره في مدة زمنية قصيرة وفي ظل الإضرابات بالمؤسسات».
ويفرق الخبراء بين إجراء البلدية وتلك الانتخابات النيابية التي حصلت العام الماضي، حيث حصلت بوجود رئيس جمهورية وحكومة فاعلة وسعر صرف الدولار كان في حدود معقولة ولم تتصاعد وتيرة الإضرابات في الأسلاك الإدارية والقضائية.
ويوضح الخبراء أن «تمويل الانتخابات يكون إما فتح اعتماد بقانون في المجلس النيابي وهذا متعذر لوجود فريق نيابي واسع يعارض الجلسات التشريعية في ظل الفراغ الرئاسي، والخيار الثاني مراسيم تتخذ في مجلس الوزراء من حقوق السحب الخاصة للبنان من صندوق النقد الدولي، ويمكن للحكومة الذهاب الى هذا الخيار لا سيما أنه سبق وتمّ اعتماده في تمويل القمح والفيول وجوازات السفر بقيمة 13 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة».
كما يشير الخبراء الى أنه «بالمبدأ لا يمكن التمديد للمجالس البلدية والاختيارية إلا بقانون في مجلس النواب، لكن الخطر يكمن فيما لو وصلنا الى 31 أيار ولم يكن هناك قانون قد أرجأ الانتخابات أو قد مدد للمجالس البلدية والاختيارية الحالية».
وأشارت مصادر نيابية الى أن مختلف الأطراف تدرك بأن الانتخابات البلدية لن تُجرى، لكن لا أحد يريد تحمل مسؤولية تأجيلها أو إلغائها، فالحكومة ترمي الكرة الى المجلس النيابي والعكس أيضاً، وضمن إطار حالة التخبط فهناك استحالة لإجراء الانتخابات. مرجحة تأجيل الانتخابات والتمديد للمجالس الحالية.
على صعيد آخر، أرجأ قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، النظر في ادعاء النيابة العامة في بيروت، ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك الى ١٨ أيار المقبل. وذلك بعد تقديم وكلاء المدعى عليهم مذكرة اعترضوا فيها على الدعوى المقدّمة من هيئة القضايا في وزارة العدل ضد موكليهم من دون الحصول على اذن من وزير المال، وطلبوا إخراج هذه الدعوى من الملف… الى ذلك، افيد عن تسلم القضاء اللبناني استنابة قضائية فرنسية بوجوب حضور حاكم مصرف لبنان جلسة تحقيق له امام القضاء الفرنسي في ١٦ ايار المقبل.

********************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

الانتهاك الأخطر منذ 2006 وإسرائيل تتوعّد

 

في ما شكل التصعيد الأخطر والاوسع منذ الحرب ال#إسرائيلية على لبنان عام 2006 ، وبما يشكل تاليا الانتهاك الأخطر للقرار1701 ، والتحدي الأشد خطورة لسلطة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني ولقوات اليونيفيل، وفي استباحة تضع لبنان في فوهة خطر انفجار مواجهة عسكرية مع إسرائيل على وقع التوتر الشديد المتصاعد بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس الذي اثار ترددات غاضبة عالمية، وبالتزامن مع وجود رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية في بيروت التي وصلها اول من امس، حصل التطور البالغ الخطورة بعد ظهر امس باطلاق صليات بعشرات الصواريخ من سهل القليلة على الجليل الغربي في إسرائيل متسببا بوضع يهدد لبنان برد انتقامي إسرائيلي بما قد يستدرج مواجهة واسعة. ومع اتهام الجيش الإسرائيلي لحركة حماس بهذا التصعيد لم تبق الأنظار محصورة بما كان يسمى غالبا بالصواريخ اللقيطة التي تطلقها فصائل #فلسطينية “غير منضبطة” ومتفلتة في منطقة الجنوب، اذ يصعب تصور اطلاق ما قدرته وسائل اعلام إسرائيلية بنحو مئة صاروخ في اقل من عشر دقائق بما يعني امتلاك الجهة القاصفة قدرات صاروخية “مرموقة” وكبيرة على يد فصائل صغيرة ومن دون تغطية ضمنية ومقصودة من القوة الميدانية الأبرز في المنطقة أي “حزب الله”. وقادت هذه التقديرات تاليا الى الافتراض ان ثمة عملا عسكريا منسقا ربما جاء بقرار إقليمي أيضا وراء هذا التطور بدليل وجود الزيارة المتزامنة مع هذا التطور لاسماعيل هنية في بيروت. ولكن هل يعني ذلك ان إسرائيل سترد بما يفجر حربا ؟ وهل “حزب الله” انخرط مسبقا في الاستعدادات لهذا الخطر؟ وأين كانت “الدولة” اللبنانية من كل هذه الاخطار فيما ثبت تكرارا انها كانت الزوج المخدوع من مجريات هذا التدهور المفاجئ ؟

 

سباق مع التدهور

 

السباق المحموم بين الاحتواء والتصعيد برز بقوة اذ استبق الإعلام الإسرائيلي الاجتماع الأمني الطارئ لرئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو مع رئاسة اركان الجيش الإسرائيلي لدرس الرد على القصف الصاروخي من لبنان الذي عقد مساء، كما اجتماع الحكومة الأمنية، بكشفه ان إسرائيل اوعزت لسفرائها بإخطار الدول العاملين فيها بأنها ستردّ على القصف من لبنان . كما ان وسائل اعلام اسرائيلية قالت ان رد الجيش الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية من المتوقع أن يكون في لبنان وغزة في شكل متزامن فيما أفادت القناة 14 الإسرائيلية ان نتنياهو وكبار المسؤولين في الدفاع والأجهزة الأمنية قرروا طبيعة الرد وموقعه. ونقل عن الجيش الإسرائيلي ان “التقويم الأمني الأولي هو ان هجوما في غزة ولبنان سينفذ الليلة (امس) من دون الانزلاق الى حرب “. وفي تصريح له بعد الاجتماع ليلا هدد نتنياهو “بضرب اعدائنا الذين سيدفعون ثمن اعتداءاتهم “ولكنه دعا أيضا الى “تهدئة التوترات” وقال “سنعمل بحزم ضد المتطرفين والخلافات الداخلية لن تمنعنا من مواجهة اعدائنا على كل الجبهات”. ولفتت هيئة البث الإسرائيلية الى ان نتنياهو لم يوجه الاتهام لاحد في كلمته وهذا امر لافت.

 

وفي الجانب الرسمي اللبناني، سارع رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي الى الاجتماع بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب وإصدار بيان وفيه الى انه “بناء على المشاورات والاتصالات السياسة المحلية والدولية التي تم إجراؤها صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان التالي: يؤكد لبنان مجددا على كامل احترامه والتزامه بقرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، وحرص لبنان على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان ويدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد. يبدي لبنان إستعداده للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان واتخاذ الاجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار ويحذر من نوايا اسرائيل التصعيدية التي تهدد السلم والامن الاقليميين والدوليين”.

 

واتخذت ردود الفعل الدولية على التصعيد دلالات مقلقة اذ اعتبرت الخارجية الأميركية في معرض ادانتها لاطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل ان للاخيرة “الحق في الدفاع عن نفسها” كما ان البيت الأبيض اعتبر ان “من يستخدم أراضي لبنان قاعدة اطلاق للصواريخ على إسرائيل يعرض الشعب اللبناني للخطر”.

 

ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك تنديدها بإطلاق الصواريخ من لبنان وحضّها الأطراف جميعهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

 

واكد دوجاريك أنّ “قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان لا تزال على اتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق”، مضيفاً: “نحضّ الأطراف على الاتصال بقوات حفظ السلام لدينا وتجنّب أيّ عمل أحاديّ من شأنه أن يزيد من تصعيد الموقف”.

 

الصواريخ

 

وكانت طلائع التدهور المفاجئ بدأت مع اعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي إطلاق 34 صاروخاً من جنوب لبنان، 5 منها سقطت في مناطق مأهولة وتم اعتراض أكثر من 20 صاروخاً. وعن هوية مطلقي الصواريخ، نقلت “رويترز” عن ثلاثة مصادر أمنية أن “فصائل فلسطينية مسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل وليس حزب الله”. وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن “التقييم الأمني هو وقوف فصائل فلسطينية وراء إطلاق الصواريخ”.

 

في هذا الإطار، لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن “التقييم الأمني يؤكّد أن إطلاق الصواريخ لا يتم إلّا بموافقة حزب الله”.

 

وتم على الأثر إغلاق المجال الجوي من حيفا وحتى الحدود مع لبنان، ودعت السلطات الإسرائيلية المتنزهين إلى عدم الوصول إلى منطقة الشمال. وأفاد مراسل “النهار” أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدة القليلة الجنوبية.

 

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير سيرأس اجتماعاً أمنياً عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان، وذلك لمتابعة التطورات واتخاذ قرارات حازمة ، ويأتي ذلك بعد نحو شهرين، لم ينعقد خلالهما اجتماع للكابينيت. كما وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت رئيس أركان الجيش والأجهزة الأمنية بشأن آلية التعامل مع إطلاق الصواريخ.

 

واعلن رئيس الوزراء السابق يائير لابيد ان المعارضة الإسرائيلية ستمنح الحكومة الدعم الكامل لرد قاس على إطلاق الصواريخ من لبنان.

 

وجاء هذا التطور الأمني بالتوازي مع تصاعد حدّة العنف في القدس و#المسجد الأقصى، على خلفية الممارسات العنيفة التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية مع المصلّين.

 

واعلنت القناة 14 في التلفزة الإسرائيلية أنّ 100 صاروخ أطلقت من لبنان خلال 10 دقائق على مستوطنات وبلدات شمالي إسرائيل. وطلبت السلطات الإسرائيلية من سكان المناطق الحدودية مع لبنان دخول الملاجئ وقد دوّت صفارات الإنذاربشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي.ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ تمّ إخلاء شواطئ نهاريا، فيما اعلنت هيئة البث الإسرائيلية، إصابة شخصين بشظايا صاروخية جراء القصف.

 

وفي السياق، وقبل عودة الهدوء، نفذ الجيش اللبناني انتشارا مكثفا وواسعا على الحدود مع إسرائيل، لتحديد موقع إطلاق الصواريخ التي عثر عليها لاحقا. وفتح تحقيق مشترك بين الجيش وقوات الطوارئ الدولية للكشف عن الجهة التي تقف خلف إطلاق الصواريخ. وسيرت قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان دوريات مؤهلة في المناطق الحدودية، وتم رصد تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية بأجواء جنوب لبنان. وصدر عن نائب مدير مكتب “اليونيفيل” الإعلامي كانديس آرديل بيان، أشار الى انه “تم إطلاق صواريخ عدة من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل .وأبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أنه فعل نظام القبة الحديدية الدفاعي ردا على ذلك”.

 

واوضح البيان ان “رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو على اتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق”. ولفت آرديل الى ان “الوضع الحالي خطير للغاية، واليونيفيل تحث على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد”.

 

ومساءً أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية ان إطلاق قذائف هاون جديدة حصل على بلدة المطلة في شمال إسرائيل .

 

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الصواريخ مجهولة معلومة وإسرائيل تتوعد بردّ يستمر أياماً

 

الجنوب ساحة مستباحة بعد الترسيم وبكين

 

إذا كان من أمر يتباهى به “حزب الله”، فهو ان شعرة لا تسقط في جنوب لبنان إلا بعلمه. فهل من مبالغة في القول، ان الصواريخ التي سقطت في شمال إسرائيل بعد ظهر امس ومصدرها الجنوب هي بعلمه وربما أكثر؟

 

فجأة، عاد مشهد النيران التي تندلع من الاماكن التي قصفتها إسرائيل في الجنوب يتصدر واجهة الاحداث، كما لو ان هذا الجزء من لبنان، الذي لم يعرف السلام منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 ما زال على هذه الحال، على الرغم من التغييرات الهائلة في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً.

 

لم يجف بعد الحبر الذي وثق اتفاق الترسيم البحري بين لبنان والدولة العبرية، وسط معطيات تؤكد ان هذا الترسيم ما كان ليبصر النور لولا الضوء الاخضر من “حزب الله” ومن خلفه إيران. وقد أشاع هذا الاتفاق ولا يزال ان لبنان دخل مرحلة سلام من بوابة الطاقة ما يعطيه قريباً بطاقة عضوية في نادي الدول المنتجة للنفط والغاز.

 

أما في بكين، فقد انقلبت فيها إيران في الاتفاق مع المملكة العربية السعودية في العاشر من آذار الماضي، الى داعية علاقات حسن جوار، كما انها ووفق البيان المشترك الصادر عن وزيري خارجية البلدين في العاصمة الصينية امس، بَصمت على عبارة تقول إن “طهران والرياض تؤكدان تعزيز التعاون السياسي والأمني لخدمة مصالح المنطقة”.

 

بعد ظهر امس، سقط القناع في جنوب لبنان، ولا تنفع مع سقوطه كل مساحيق التبريرات التي تقول إن حركة “حماس” وليس “حزب الله” من أطلق الصواريخ ثأراً لما يتعرض له المسجد الاقصى. وهنا، يصبح “الحزب” بفضل هذا التبرير الذي تبنته إسرائيل خارج المساءلة. أما “حماس” التي يدخل قادتها الى لبنان، كما حال إسماعيل هنية من دون تأشيرات دخول من السلطات اللبنانية (وهي مسؤولة بالاسم فقط)، كما يفعل الحوثيون وسائر أذرع إيران، فهي لم تكتف بساحتها في غزة، بل وسَّعت أعمالها لتشمل لبنان برعاية “حزب الله” وراعيهما الايراني.

 

أما المسجد الاقصى، فهو عملياً في أقاصي حسابات لعبة الامم التي تعود نشيطة الى الساحة اللبنانية. ففي هذه اللعبة لا يسأل اللاعبون في لبنان: لماذا لا تطلق الصواريخ من سوريا حيث هناك ساحة اخرى لإيران وذراعها الاقوى “حزب الله؟”.

 

ماذا عن لبنان الرسمي؟ بفضل محفوظات رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، تمّت الاستعانة ببيان تكرر مراراً منذ اعوام طويلة، فصدر امس بعد إجتماع الرئيس ميقاتي مع الوزير عبدالله بو حبيب، وهو: “يؤكد لبنان مجدداً كامل احترامه والتزامه بقرار مجلس الامن 1701، وحرص لبنان على الهدوء والاستقرار في الجنوب ويدعو المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف التصعيد”.

 

وماذا عن قوات حفظ السلام (اليونيفيل) التي قال بيان ميقاتي- بو حبيب ان لبنان “يبدي استعداده للتعاون” معها؟ الجواب جاء في معلومات رسمية “ان الجيش اللبناني يقوم بتسيير دوريات في المنطقة بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان”. لكن أين كانت هذه القوات لتقوم بما يتوجب عليها في القرار الرقم 1701 عندما تمّ نصب قاعدة إطلاق 34 صاروخاً، فسقط 5 منها في مناطق مأهولة وتمّ اعتراض أكثر من 20، وفق ما جاء في بيان الجيش الاسرائيلي؟ وأين كانت هذه القوات عندما وصلت الى مكان إطلاق الصواريخ في سهل القليلة سيارتا جيب واحدة لونها اسود والثانية فضية، ما يعني ان ملكيتهما تعود الى من هو أكثر يسراً من “حماس؟”.

 

في إسرائيل، وزع الجيش انه “سارع إلى الرد على إطلاق الصواريخ بقصف بالمدفعيّة الثّقيلة أطراف بلدة القليلة في جنوب لبنان، كما فعّل القبة الحديدية مجدّداً، لاعتراض دفعة جديدة من الصواريخ مجهولة المصدر، التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه مستعمرة شلومي في الجليل الغربي”.

 

وليلاً، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الدولة العبرية تتأهّب لأيام عدّة من القتال في لبنان وقطاع غزة، مشيرةً إلى أن إسرائيل أكدت أنها ستردّ على الرشقات الصاروخية من جنوب لبنان، في وقت أفادت تقارير إعلامية بأنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية أمرت سفراءها بنقل رسالة إلى الحكومات المضيفة مفادها أن إسرائيل ستردّ على إطلاق الصواريخ. وبالتوازي، شدّد رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة يائير لابيد على أن “المعارضة الإسرائيلية ستمنح الحكومة الدعم الكامل لردّ قاس”. وذكرت مصادر اسرائيلية أن الرد الاسرائيلي سيحيِّد “حزب الله” تجنباً لنشوب نزاع خطير.

 

الاسئلة في ختام اليوم الامني امس، عدة، ومن بينها: كيف يمكن للبنان احتمال مخاطر حرب جديدة فيما الانهيار الداخلي يشمل الدولة والأفراد وكل القطاعات، وفيما الاتكال اليوم يقتصرعلى مواسم واعدة في شهر الاعياد الحالي وفي شهور الاصطياف المقبلة؟ وكيف يتمّ جرّ لبنان الى نزاع يدفع ثمنه الجميع لحساب آخرين؟ ما يجيب جزئياً على هذه الاسئلة ان اللاعبين على طرفي الحدود يتبادلان الرسائل كي تبقى الساحة مضبوطة على إيقاعهما. أما ردود الفعل الدولية لا سيما الفرنسية فهي تستنكر، لكنها لا تقول لماذا تستبيح الاستحقاق الرئاسي بتأييد مرشح الممانعة الذي يضع سلاح “حزب الله” وحلفائه خارج المساءلة؟

 

في زمن الفصح، المطلوب المزيد من الافصاح عن هذا الفصل المأسوي الجديد على طريق جلجلة لبنان.

 

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

جهود دولية للجم التدهور على الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية

 

«حزب الله» ينفي مسؤوليته… وحكومة تل أبيب «لرد مدمّر» على مواقعه

 

تل أبيب: نظير مجلي

 

في أعقاب إطلاق 34 قذيفة صاروخية من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، بدأت اتصالات دولية لمنع التدهور إلى حرب شاملة. وحرص «حزب الله» على بث رسائل يقول فيها إنه لا يقف وراء هذا القصف، وإن جهات مجهولة ربما فلسطينية في لبنان تولت هذا الإطلاق للتعبير عن غضبها من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى. ودخلت القيادة الإسرائيلية في مداولات على مختلف المستويات، تجلت فيها خلافات حول شكل الرد على القصف.

 

وبدا أن اليمين المتطرف المشارك في الحكومة يسعى إلى التصعيد، خصوصا الوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموترتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير اللذين طالبا بالرد بغارات مدمرة على مواقع «حزب الله»، مؤكدين أنه هو المسؤول عن هذا القصف، وأنه لا يمكن أن يكون هناك من يجرؤ على إطلاق كمية كهذه من الصواريخ من لبنان من دون موافقته، مشيرين إلى أن رئيس المكتب السياسي في «حماس»، إسماعيل هنية، موجود في لبنان واجتمع مؤخرا مع أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، وأن ذلك يعد تنسيقا لمهاجمة إسرائيل.

 

ولكن، من جهته، يرى الجيش الإسرائيلي أنه يجب أن يكون هناك رد، ولكن هناك حاجة إلى التروي وتأجيل الرد حتى تتضح الصورة وإفساح المجال لأن يكون الرد على طريقته «بشكل موجع ولكن بلا هستيريا». ولمح جنرالات في جيش الاحتياط بأن لدى الجيش أساليب عمل أخرى ناجعة أكثر.

 

ويرى مراقبون أن الجيش غير معني للخروج إلى حرب حاليا، لأن حربا كهذه تلحق ضررا في الداخل الإسرائيلي، وتوجه ضربة لحملة الاحتجاج الشعبي ضد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف القضاء، ويتيح بالتالي للحكومة الاستمرار في تنفيذ هذه الخطة.

 

ويعتبر اليمين هذا الموقف محاولة تهرب، تدل على أن الجيش يتجه لاستيعاب الحدث كما حصل في شهر أغسطس (آب) 2021، حين أطلقت 20 قذيفة من لبنان ورد عليها الجيش بقصف مدفعي محدود وانتهى الأمر. وراحوا يهاجمونه على ذلك بالشبكات الاجتماعية ويتهمون قادته بالجبن وبفقدان عقيدته القتالية. وانتقل هذا الخلاف إلى جلسة «الكابينيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية)، مساء الخميس، التي تم فيها التداول في الأحداث ولم يفصح عن قراراته.

 

وكانت قذائف صاروخية من طراز كاتيوشا قد أطلقت من ثلاثة مواقع في الجنوب اللبناني، على مقربة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين القريبة من مدينة صور، وتصدت لها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية التي وضعت في حالة تأهب قصوى.

 

لكنها فشلت في السيطرة عليها جميعا. وحسب بيان للجيش الإسرائيلي فإن القبة الحديدية تمكنت من تدمير غالبية القذائف، لكن خمسا منها سقطت في مواقع قريبة جدا من القرى والمدن في الجليل.

 

وأصيب ثلاثة مواطنين بشظايا، بينهم شاب عربي من كسرى وامرأة عربية من قرية فسوطة. واشتعلت النيران في مخازن داخل بلدة شلومي اليهودية الحدودية. وتم على الفور إطلاق طائرات إسرائيلية مقاتلة وطائرات مسيرة إلى سماء الجنوب اللبناني، وتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الطيران المدني، من حيفا شمالا، وأطلقت صفارات الإنذار في أكثر من 30 بلدة في الجليل الغربي وطلب إلى المواطنين البقاء في الزوايا الآمنة في بيوتهم وأماكن وجودهم، وفتحت البلديات الملاجئ وعاد عشرات الألوف من المواطنين الذين قدموا للاستجمام في بلدات الشمال بمناسبة عيد الفصح العبري إلى بيوتهم في الجنوب والمركز.

 

وسارع «حزب الله» إلى التوضيح، من خلال القنوات السرية مع «اليونيفيل» (قوات الأمم المتحدة المرابطة في جنوب لبنان)، وكذلك من خلال النشر الإعلامي، أنه ليس مسؤولا عن القصف من لبنان.

 

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: توتر جنوباً في زمن إتفاق الرياض ــ طهران .. ونتنياهو يتوعّد

 

في زمن الاتفاق السعودي ـ الايراني، وبينما كانت الانظار متّجهة إلى بكين لرصد خطوات الاتفاق التدريجية، تقدّمت الجبهة الجنوبية اللبنانية إلى الواجهة، وحملت رشقات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان في اتجاه بعض المستعمرات الاسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، والتي اكّد «حزب الله» عدم مسؤوليته عنها، رسائل عدة. وقالت مصادر حكومية لـ»الجمهورية»، انّ «الضربة الاسرائيلية للشام معطوفة على التطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، عوامل ولّدت تشنجات كبيرة في المنطقة، وزادها تشنجاً موقف مجلس الأمن المنحاز لاسرائيل. كل هذا استجلب وسيستجلب ردّات فعل في غياب الشرعية الدولية». ورأت المصادر، «انّ الواقع في لبنان الذي يتسبب به المجتمع الدولي الداعم لإسرائيل سيولّد تحلّلاً على مدى قدرة الدولة في بسط سيطرتها الكاملة على الارض».

 

قفزت الجبهة الجنوبية إلى الواجهة فجأة امس على إثر اطلاق صواريخ على مستعمرات اسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، ما جعل الوضع في الجنوب امام احتمالات شتى، في ظلّ توعد اسرائيلي بالردّ على القصف الذي إن حصل قد يدحرج الوضع إلى مواجهة مفتوحة لا يمكن التهكن بمداها.

 

واكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال لقائه وزيرالدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو مساء امس، فور وصوله إلى لبنان في زيارة لتفقّد قوات بلاده العاملة في اطار «اليونيفيل»، «إدانة لبنان وشجبه عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان»، مشدّداً «على أنّ الجيش وقوات «اليونيفيل» يكثفان تحقيقاتهما لكشف ملابسات العملية وتوقيف الفاعلين». كذلك شدّد على «انّ لبنان يرفض مطلقاً اي تصعيد عسكري ينطلق من ارضه، واستخدام الاراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب في زعزعة الاستقرار القائم». وكرّر «تأكيد التزام لبنان القرار الأممي 1701، والتنسيق الوطيد بين الجيش واليونيفيل».

 

وأبلغ ميقاتي إلى كروزيتو «أنّ كل القوى الفاعلة في الجنوب أبلغت الحكومة ادانتها هذه العملية وشجبها لأي تصعيد، لا سيما في هذا الظرف الدقيق». وتمنّى عليه «الضغط على اسرائيل لوقف اي عمليات تؤدي إلى مزيد من التوتر في الجنوب».

 

الثوابت الرسمية اللبنانية

 

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ الاتصالات شدّدت على تفسير موقف لبنان الرسمي على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والديبلوماسية، وإصراره على أهمية فهمه للظروف الاستثنائية التي تمرّ فيها المنطقة، وما انتهت إليه اجراءات الحكومة الاسرائيلية التي فجّرت الوضع في الداخل الفلسطيني، للتغطية على الآثار الخطيرة التي تسبب بها النزاع على مستوى المؤسسات الدستورية في اسرائيل. فبات اي تطور او اعتداء على فلسطينيي الداخل ودول الجوار الاسرائيلي، وارداً في اي لحظة، للخروج من المآزق الداخلية. كذلك شدّدت الاتصالات على تأكيد التزام لبنان مقتضيات القرارات الدولية، ولاسيما منها القرار 1701، وهو لن يوفّر فرصة للتعاون مع القوات الدولية لتنفيذ هذه القرارات.

 

ولذلك، اكّد الجانب اللبناني رفض الحكومة ان يكون لبنان أو جنوبه منصة تهديد على يد أي طرف، وترك التحقيقات الجارية مع «اليونيفيل» تأخذ مجراها حتى النهاية التي يطلبها دعاة السلام في المنطقة الجنوبية.

 

مروحة مشاورات

 

على انّ الاتصالات شملت مختلف الاطراف ولم تستثن احداً من المعنيين. وهي حملة ديبلوماسية تقاطعت مع مجموعة الاتصالات التي أجرتها قيادة قوات «اليونيفيل»، التي بقيت على تواصل عبر ضباط الارتباط بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، تزامناً مع لجنة التحقيق المشتركة التي شكّلتها «اليونيفيل» والجيش اللبناني، وأثمرت وضع اليد على مجموعة المنصات التي استُخدمت في القصف، وهي تقع عند مثلث قرى القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي المنطقة التي اعتادت مجموعات مسلحة فلسطينية على استخدامها لسنوات عدة أكثر من مرة.

 

وجاء ذلك قبل ان تنطلق مجموعة قذائف اخرى بعد بداية الليل من سهل مرجعيون في اتجاه الجليل الأعلى ومستوطنة المطلة المواجهة لها. وترافق ذلك مع اطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق المطلة، بالتزامن مع إطلاق صافرات الإنذار من حين لآخر، في ظلّ تحليق للطيران التجسّسي في سماء المنطقة.

 

الإنفجار لم يكن مفاجئاً

 

تزامناً، كشفت مراجع ديبلوماسية محلية واجنبية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية»، انّ بعض المسؤولين اللبنانيين تبلّغوا قبل ايام عن احتمال ان تقوم مجموعات مسلحة بعمليات قصف من جنوب لبنان، معطوفة على الخوف من تطورات الوضع الداخلي في فلسطين المحتلة.

 

ولفتت المراجع إلى انّ المعلومات استندت إلى حاجة رئيس الحكومة الاسرائيلية إلى منفذ يُخرج حكومته من المستنقع الفلسطيني الداخلي في المواجهة المفتوحة في غزة والضفة الغربية، قبل ان تندلع المواجهة الأصعب في الحرم القدسي وما انتهت إليه المواجهات الحامية في المنطقة، وخصوصاً انّ اي عملية أبعد من الحدود الجغرافية الداخلية لاسرائيل والساحة السورية التي استهدفها نتنياهو بمجموعة من العمليات العسكرية شبه اليومية، والتي انتهت إلى مقتل اثنين من المستشارين الايرانيين وعدد من المسلحين والجنود من الجيش السوري عقب عملية «مجدو» التي ما زالت اسرائيل تبحث في مزيد من الإشارات حول تأكيد ما توافر لديها من معطيات وضعت العملية في يد مجموعات تديرها طهران.

 

إستيعاب المواجهة

 

وكان ميقاتي عرض مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لنتائج الاتصالات التي اجراها المسؤولون اللبنانيون مع مراجع ديبلوماسية في الداخل والخارج بغية استيعاب الوضع الطارئ. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان: «يؤكّد لبنان مجدداً على كامل احترامه والتزامه بقرار مجلس الامن الدولي 1701، وحرص لبنان على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان. ويدعو المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف التصعيد. ويبدي لبنان استعداده للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان واتخاذ الإجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار، ويحذّر من نوايا اسرائيل التصعيدية التي تهدّد السلم والأمن الاقليميين والدوليين».

 

«لا نريد حرباً»

 

وإلى ذلك، قال وزير الثقافة محمد وسام المرتضى لـ«الجمهورية»: «نحن في لبنان لا نريد حرباً، لكن ممنوع التعدّي علينا. وإذا كان هناك من سيحمّلنا مسؤولية تسلّل مجموعة اطلقت الصواريخ في اتجاه العدو، فليسأل نفسه لماذا هذه الأحداث؟ أوليست وليدة العنف الخطير الذي تمارسه اسرائيل في حق الفلسطينيين… نحن لا ننبطح، والموقف الذي ادّعى انّه رسمي ينطق باسم لبنان، سيجعل العدو يسيء الفهم والتقدير. والكلام الذي يجب ان يسمعه عدونا هو انّه إذا حاول التطاول والاعتداء علينا سيرى تداعيات لا قدرة له على تحمّلها… وايّاك والتهور». واضاف: «انّ الخطر الاساسي على إسرائيل هو من جنوب لبنان، وعليها ان تضبط نفسها وتلملم الوضع الداخلي وتكف عن الظلم، فحالة التفلّت جنوباً هي انعكاس لكل واقع الدولة نتيجة الحصار الاقتصادي عليها، ولا يمكن أخذ ما حصل ذريعة للاعتداء علينا». ورأى «انّ المقاومة منضبطة وانضباطها هو فعل ذاتي منها. اما اذا كانت هناك جهات اخرى تلجأ إلى ردّات فعل فعليها معالجة هذا الامر بنفسها ومراجعة سياستها. فلبنان لا يريد الحرب لكنه ليس لقمة سائغة»…

 

الموقف الاسرائيلي

 

في غضون ذلك، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء المصغر (الكابينت): «أننا سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمناً لعدوانهم»، مشيرًا إلى أنّه «ليس لدينا رغبة في تغيير الوضع الراهن للأماكن المقدسة، في القدس». وأوضح: «اننا ندعو إلى تهدئة التوترات وسنعمل بحزم ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف»، لافتًا إلى أنّ «الخلافات الداخلية لن تمنعنا من مواجهة أعدائنا، على كل الجبهات».

 

وتحدثت القناة 14 الإسرائيلية، عن «تعزيزات عسكرية في الشمال عند الحدود مع لبنان، بما فيها القبة الحديدية، ولا تعليمات باستثناء فتح الملاجئ»، وذكرت انّ نتنياهو وكبار المسؤولين في الدفاع والأجهزة الأمنية قرّروا طبيعة الردّ على إطلاق الصواريخ من لبنان. كذلك قرّروا موقع الردّ.

 

لكن هيئة البث الإسرائيلية قالت إنّ «نتنياهو لم يوجّه في خطابه أي اتهام لجهة في قضية إطلاق الصواريخ من لبنان»، موضحة أنّ «هذا الأمر لافت جداً». وأفادت أنّ «السفارة الأميركية تطلب من موظفيها الابتعاد عن الحدود الشمالية، بسبب الأوضاع الأمنية».

 

وإلى ذلك، أعلنت قيادة قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب في بيان، أنّ جنودها يواصلون أداء واجباتهم، و«يبذلون كل ما في وسعهم خلال هذا اليوم المتمثل بالوضع المتفجّر والخطر. ووفقاً للبروتوكول المتبع، تمّ اصدار أوامر إلى الموظفين المدنيين والعسكريين باللجوء الى الملاجئ داخل قواعدهم». وشدّدت على «أننا نواصل مراقبة الوضع ونقوم باستخدام كل آليات التنسيق والاتصال لدينا للتوصل إلى حل سريع وسلمي».

 

وقال المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي الكولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين: «نعلم علم اليقين بأنّ هذه نيران فلسطينية. قد يكون من أطلقها «حماس»، أو «الجهاد الإسلامي». ما زلنا نحاول التوصّل إلى نتيجة نهائية في شأن هذه النقطة، لكنّه لم يكن «حزب الله» اللبناني. وأضاف: «ننطلق من مبدأ أنّ «حزب الله» كان على الأرجح يعلم بأمر هذا القصف، وبأنّ لبنان يتحمّل قسماً من المسؤولية» عن إطلاق هذه الصواريخ. وتابع: «نحن نحقّق أيضاً في تورّط إيراني محتمل» في هذا الهجوم الصاروخي الذي أوقع جريحاً وتسبّب بأضرار مادّية.

 

هنية والفصائل

 

وقد تزامن اطلاق الصواريخ مع وجود رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في لبنان، حيث اكّد أنّ الفصائل الفلسطينية لن تقف «مكتوفة الأيدي» إزاء «العدوان» الإسرائيلي على المسجد الأقصى. وقال هنية في بيان عقب لقائه الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيروت: «نحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا يجري من عدوان وحشي على المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين والمعتكفين فيه». وأضاف: «نؤكّد أنّ شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان الغاشم».

 

ودعا هنية الذي كان وصل إلى بيروت امس الاول، في زيارة تأتي في توقيت ذي دلالات وتستمر لأيام عدة، «فصائل المقاومة الفلسطينية كافة إلى توحيد صفوفها وتصعيد مقاومتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني».

 

مواقف دولية

 

ولاقى اطلاق الصواريخ ردود فعل دولية. فاعتبر البيت الأبيض، أنّ «من يستخدم أراضي لبنان قاعدة إطلاق للصواريخ على إسرائيل، يعرّض الشعب اللبناني للخطر»، لافتاً إلى أنّ «الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع على الأحداث. والسفير الأميركي ومسؤولون بارزون في الإدارة على تواصل مع إسرائيل». وشدّد على أنّ «الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ونعترف بحقها في حماية مواطنيها وأراضيها من أي عدوان».

 

بدورها، دانت وزارة الخارجية الأميركية، «إطلاق الصواريخ من لبنان وغزة ضد إسرائيل»، مشدّدة على أنّ «موقفنا واضح بأنّ لدى إسرائيل مخاوف أمنية مشروعة، ولها الحق في الدفاع عن نفسها».

 

وندّد المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك، بـ»إطلاق صواريخ من لبنان على اسرائيل»، داعياً «جميع الاطراف إلى أكبر مقدار من ضبط النفس»، مشدّداً على ضرورة «تجنّب أي فعل احادي الجانب قد يؤدي الى تصعيد جديد للوضع».

 

ودان مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما «إطلاق صواريخ في شكل عشوائي، استهدفت الأراضي الإسرائيلية إنطلاقاً من غزة وجنوب لبنان»، وقال: «في هذه الفترة من الأعياد الدينية، تدعو فرنسا جميع الأطراف الى أقصى قدر من ضبط النفس وتجنّب أيّ عمل من شأنه تأجيج تصاعد العنف».

 

وأشار وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، في حديث لـ«سي إن إن»، إلى «اننا في مرحلة خطيرة، وما يحدث على الحدود اللبنانية ردّ فعل لما شهدناه في الأقصى».

 

الاستحقاق الرئاسي

 

من جهة ثانية، وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي، يدخل لبنان اعتباراً من اليوم في عطل عدة نتيجة اعياد مسيحية ـ اسلامية، ولكن هذا لا يعني ولا يعفي من أنّ هناك شيئاً ما يتحّرك، والملاحظ ايضاً في هذا المناخ عودة اسماء المرشحين غير المحسوبين على اي فريق سياسي إلى البروز، في ظل مؤشرات تدلّ إلى أنّ موازين القوى الخارحية والداخلية تدفع في اتجاه انتخابات رئاسية تشكّل مدخلاً الى ترتيب البيت اللبناني بالتزامن مع ترتيب المنزل الكبير في المنطقة. وبالتالي فإنّ الانظار تترقّب من الآن فصاعداً، ماهية الخطوة القطرية التالية، كذلك تترقب ايضاً ما قد ينجم عن الترجمات العملية للاتفاق السعودي ـ الايراني في ساحات النزاع. ووسط كل هذا فإنّ القوى السياسية في لبنان ما زالت على موقفها، ولكن الحراك الخارجي في اتجاه لبنان يتكثف، وكأنّ هناك ارادة لتسريع وتيرة الانتخابات الرئاسية في لبنان.

 

وفي هذا الإطار، توقفت اوساط سياسية امام 3 تطورات حصلت هذا الاسبوع يمكن ان تشكّل دفعاً للاستحقاق الرئاسي:

 

ـ التطور الاول، هو دخول قطر على الخط الرئاسي السياسي في لبنان من باب التنسيق الكامل مع المملكة العربية السعودية، في محاولة لاستجماع مواقف القوى السياسية وتلخيصها وغربلتها، من اجل محاولة البحث عن مساحات مشتركة للدخول منها نحو مقاربة رئاسية جديدة.

 

ـ التطور الثاني، هو مشهد الخلوة الروحية في بيت عنيا، حيث نجح البطريرك الماروني في جمع النواب المسيحيين في مشهدية واحدة قد تؤدي إلى كسر حدّة الانقسام وقد تخلق دينامية معينة لا تنتهي مع انتهاء الخلوة الروحية.

 

ـ التطور الثالث، هو مزيد من ترسيخ الاتفاق السعودي ـ الايراني عبر لقاء وزيري خارجية البلدين في بكين الدولة الراعية، إذ من الواضح انّها تصرّ على دفع الامور قدماً وتسريع وتيرة العلاقة والتواصل بين الجانبين السعودي والايراني، وهذا يعني انّ الامور ذاهبة اكثر فأكثر نحو تسريع الخطوات على مستوى المنطقة، بما ينعكس على الواقع السياسي اللبناني.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

انقسام في إسرائيل حول مغامرة الرد على الكاتيوشا.. وعدوان على غزة ليلاً

 

لبنان ينشط لنزع ذرائع التصعيد.. والبيت الأبيض يضغط لعدم تكرار القصف

 

بين لبنان الرسمي الذي أبدى استعداده للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، واتخاذ ما يلزم من اجراءات لعودة الهدوء والاستقرار الى المنطقة، بعد الدوريات التي سيّرها الجيش اللبناني على طول حدود القرى التي قيل بأن صواريخ الكاتيوشا الـ30 انطلقت منها بين زبقين والقليلة في قضاء صور عند محاذاة الحدود القريبة مع اسرائيل، وصمت المقاومة التي اعتبرت نفسها معنية بالتهديدات، بعد دخول البيت الابيض على خط التحذير من اطلاق الصواريخ على اسرائيل وتبرير اي عمل عدواني قد تقدم عليه، اضيف الى الهموم اللبنانية هم جديد، يتعلق بالمخاوف من مغامرة خارج فلسطين، تحتاجها حكومة بنيامين نتنياهو للخروج من الازمة الكيانية الكبرى التي تواجهها سواء على صعيد الانقسام داخل مجتمع الاحتلال او لجهة المواجهات البطولية مع الفلسطينيين من مرابطين في المسجد الاقصى الى مقاومين لتجمعات العدو ومستوطنات البشرية، وذلك بالدفع الى مواجهة واسعة تشمل فلسطين وسوريا ولبنان، فضلا عن دول اخرى في المنطقة.

 

ولئن كانت الاجراءات اللبنانية بشقها الدبلوماسي وشقها العسكري بالقرار الهام، شكلت تعرية لأي عدوان محتمل، تزايدت مخاطره في الساعات الماضية، فإنه بالمقابل تجري اتصالات مع العواصم المعنية، لا سيما الدول الاعضاء في مجلس الامن لكبح جماح المغامرة الاسرائيلية القائمة..

 

وعقب اجتماع الكابينيت الإسرائيلي المصغر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيدعو إلى تهدئة التوتر على الحدود في خطوة تراجعية واضحة خوفا على ما يبدو من مغامرة عسكرية غير محسوبة العواقب من شأنها أن تعمق جرحه الداخلي وتقلب الطاولة على حكومته المهزوزة داخليا حيث تصاعدت حدة التمرد في صفوف الجنود الاحتياط  ردا على انقلاب حكومة اليمين المتطرف على القضاء. لكن نتنياهو أشار من جهة أخرى     إلى أنه سيتعامل بحزم ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف.

 

وعن الوضع في القدس قال نتنياهو “ليس لدينا رغبة في تغيير الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس”.

 

وكانت القناة الإسرائيلية 12 قد نقلت عن مصادر أمنية قبيل اجتماع “الكابينت” قولها أن الرد على الصواريخ من جنوب لبنان سيكون ضد “حماس”.

 

وقال نتنياهو إن حكومته ستتصرف بحزم ردا على وابل من الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها إسرائيل أمس من جنوب لبنان.

 

وأضاف في خطاب تلفزيوني “سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمن كل أعمال العدوان”.

 

وفي وقت لاحق قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التقييم الأولي هو أن الرد سيحدث الليلة.

 

وعند منتصف الليل، نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانا على قطاع غزة بسلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع.

 

بدورها، ردت الفصائل الفلسطينية في غزة باطلاق صواريخ ارض جو باتجاه طيران الاحتلال في سماء القطاع.

 

وفي تطور عسكري لافت، أطلق من الجنوب اللبناني أمس عدد من الصواريخ باتجاه الجليل الغربي.

 

وبعدما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق نحو 100 صاروخ دوت لها صفارات الإنذار ودفعت الإسرائيليين إلى الملاجئ، تبين لاحقا أن العدد الفعلي لا يتجاوز 39 صاروخا، اعترضت منها القبة الحديدية نحو 20 صاروخا بدائيا من نوعي الكاتيوشا وغراد.

 

وقال متحدث عسكري إسرائيلي على تويتر إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسؤولة عن الهجمات .

 

وأضاف أن إسرائيل تحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية الصواريخ التي انطلقت من أراضيها.

 

وقال أفيخاي ادرعي “الجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية من لبنان هي حماس في لبنان”.

 

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف الصاروخي، غير أن وكالة “رويترز” نقلت عن 3 مصادر أمنية أن فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل، وليس حزب الله.

 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان هي من طرازي “كاتيوشا” و”غراد”، وذكرت فرق الإسعاف الإسرائيلية أن 3 إسرائيليين أصيبوا جراء القصف الصاروخي، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يجري إخلاء الشواطئ في مدينة نهاريا.

 

وقصفت إسرائيل أطراف بلدتين في جنوب لبنان بالمدفعية الثقيلة، وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، رداً على استهدافها بقذائف صاروخية أطلقها مجهولون من المنطقة ذاتها.

 

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن «مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة (…) أطراف بلدتي القليلة والمعلية في قضاء صور»، بعدما شهدت المنطقة «إطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا» باتجاه إسرائيل.

 

وفي أعقاب ضربات أمس أظهرت لقطات تلفزيونية سحبا كثيفة من الدخان تتصاعد فوق بلدة شلومي الحدودية شمال إسرائيل وسيارات محطمة في الشوارع. وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إنها أغلقت المطارات الشمالية في حيفا وروش بينا.

 

وقالت ليات بيركوفيتش كرافيتز للقناة 12 الإسرائيلية، متحدثة من غرفة محصنة بمنزلها في شلومي “أرتجف، أنا مصدومة”. سمعت دويا، بدا الأمر كما لو أن شيئا انفجر داخل الغرفة”.

 

وفي بيان مكتوب، وصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الوضع بأنه “خطير للغاية” ودعت إلى ضبط النفس.

 

وقالت إن رئيس القوة أرولدو لاثارو على اتصال بالسلطات من الجانبين.

 

ووسط مخاوف من احتمال تصاعد المواجهة أكثر، بعد عام من تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا لمناقشة الأزمة.

 

ووصف روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية، الوضع في الشرق الأوسط بأنه خطير قائلا إنه ينبغي ألا يتفاقم التوتر.

 

وأضاف للصحفيين وهو في طريقه لاجتماع مجلس الأمن “سيكون من المهم للجميع أن يفعلوا ما في وسعهم لتهدئة التوتر”.

 

وجاء الهجوم الصاروخي أمس في أعقاب ضربات من غزة بعد عملية اقتحام الشرطة للمسجد الأقصى.

 

بدورها، ندّدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس بإطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة على إسرائيل  وكرّرت دعمها «الراسخ» للدولة العبرية.

 

وصرّح المتحدث باسم الخارجية فيدانت باتيل للصحافيين: «ندين إطلاق صواريخ من لبنان وغزة على إسرائيل».

 

وشدّد المتحدّث على التزام الولايات المتحدة «الراسخ» في ما يتعلّق بأمن إسرائيل، مضيفا: «نقرّ بحقّ إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها ضدّ أيّ شكل من أشكال العدوان».

 

من جهتها، ندّدت فرنسا ﺑ«إطلاق صواريخ في شكل عشوائي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من غزة وجنوب لبنان».

 

وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما: «في هذه الفترة من الأعياد الدينية، تدعو فرنسا جميع الأطراف إلى أقصى قدر من ضبط النفس وتجنّب أيّ عمل من شأنه تأجيج تصاعد العنف».

 

وفي القدس المحتلة تكررت عملية اقتحام قوات الاحتلال لباحة المسجد الأقصى فيما عرقلت واشنطن بيانا في مجلس الأمن يدين العنف ضدّ المدنيين.

 

وذكرت شرطة الاحتلال أنه سيتم نشر أكثر من 2300 شرطي في القدس المحتلة، استعدادا لصلاة الجمعة اليوم.

 

وأمس قال مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي للجزيرة إن الولايات المتحدة عرقلت إصدار بيان يدين العنف ضد المدنيين، واستهداف المواقع المقدسة، ويدعو إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط.

 

زيادات القطاع العام شاملة أو لا تكون

 

يمضي الوضع الداخلي، في وقائعه اليومية من الانتظار رئاسياً، الى الترقب جنوباً، والسعي لاحتواء حركة الشارع من خلال اضافات مالية على المعاشات والرواتب المتهالكة للقطاع العام بمدنييه وعسكرييه في الخدمة والتقاعد، يصفها المجلس التنسيقي للمتقاعدين بأنها زيادات وهمية لا تسمن ولا تغنى من جوع.

 

وعلى جبهة السياسة والرئاسة، امتد السجال بين الرئيس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية الى حدّ جعل الحزب التقدمي الاشتراكي يعلن عن عدم ارتياحه لمسار التصعيد الداخلي، في وقت مضت فيه حركة السفراء، سواء الفرنسية آن غريو التي التقت رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والسفير المصري ياسر العلوي الذي زار الرئيس بري في اطار المواكبة المصرية للمساعي والمشاورات الجارية على الخط الرئاسي.

 

وسط ذلك، اعتبرت مصادر سياسية ان حادث اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية تجاه إسرائيل، خطيراً جدا،كونه حصل في مرحلة سياسية حرجة بالداخل،جراء أزمة  الفراغ الرئاسي وعدم وجود رئيس للجمهورية، وتآكل معظم مؤسسات الدولة واداراتها،  واقليميا  في غمرة الاشتباك الحاصل بين إسرائيل وايران، ويرمي إلى ادخال لبنان قسرا في هذا الاشتباك،بالرغم من رفض اللبنانيين بمعظمم لزج  وطنهم بالصراعات الجارية لمصالح خارجية تضر بالوطن كله لحساب الخارج.

 

وقالت المصادر  ان التوتر الحاصل وردود الفعل المتوقعة عليه، تؤشر بوضوح الى تداعيات ونتائج غير محمودة، لاسيما اذا كان الرد عليه حصل داخل الاراضي اللبنانية وليس خارجها.

 

واشارت المصادر إلى ان التصعيد الحاصل،زاد من حدة الاشتباك السياسي الداخلي القائم بين اللبنانيين حول الانتخابات الرئاسية، وقد يعيد الامور إلى نقط الصفر، اذا  زادت الاوضاع سوءا عما قبل، وتدهورت الاوضاع نحو الأسوأ خلال الأيام القادمة.

 

ومن وجهة نظر المصادر السياسية فإن ما حصل، وجه صفعة لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقلص حظوظه  في الاندفاع قدما بترشيحه إلى الامام، بعدما سقطت كل همروجة الضمانات المطلوب ان يقدمها للغرب والعرب المعترضين على ترشحه المدعوم بتأييد فاقع من حليفه حزب الله، بعدما تبين جليا، انه  لا يملك اي منها،و كلها في يد الحزب ولمصلحة ايران على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية.

 

وفي اعتقاد المصادر فإن التصعيد الحاصل اعاد خلط الاوراق على صعيد الانتخابات الرئاسية من جديد،واضعف كثيرا أوراق التحرك الفرنسي، للسير قدما بترشيح فرنجية، واعطى الافضلية للتحرك القطري المدعوم سعوديا ومصريا واميركيا.

 

على صعيد آخر، كشفت المصادر عن معلومات بغاية الأهمية تبلغها المسؤولون  اللبنانيون في الأيام الماضية عبر الاقنية الديبلوماسية العربية،  يحذرون فيها من نوايا وتوجهات تصعيدية إسرائيلية، قد تطال لبنان اذا انطلقت اي عمليات من اراضيه ضد  إسرائيل، بعد تصاعد المواجهة والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع للحرس الثوري الايراني وحزب الله  على الاراضي السورية ودون توقف، وادت إلى خسائر كبيرة في صفوف الطرفين، وما يمكن ان ينجم عنها من ردود فعل ،قد تكون الاراضي اللبنانية منطلقا لها.

 

واشارت المصادر إلى ان المعلومات عن امكانية توسع الاعتداءات الإسرائيلية،استندت الى عاملين اثنين تدفعان إسرائيل للقيام بها،اولها  محاولة إسرائيل التعبير عن رفض  الاتفاق السعودي الايراني بتصعيد الاوضاع والالتفاف عليه لاعادة عقارب الساعة الى الوراء،ومنع تنفيذه ،وثانيا حاجة رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لاحباط النقمة الشعبية العارمة ضده،بتكبير حجم المخاطر والتهديد ات الخارجية ولاسيما من الجانب الايراني وحزب الله.

 

ورجحت مصادر سياسية ان يكون الاستحقاق الرئاسي الحاضر في المواقف، ثم ترحيله الى ما بعد عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الغربية، وربما ابعد من الفصح الشرقي في الأحد الذي  يلي الحد المقبل.

 

وقالت المصادر لـ «اللواء» ان وضعية لبنان ستكون على الطاولة، على الرغم من الاشغال الاقليمي الدولي بمتابعة إنجاز الاتفاقات بين المملكة السعودية وايران، وعلى موضوع استعادة سوريا مقعدها في مجلس جامعة الدول العربية، وترتيب العلاقات الدولية بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الصين امس، للبحث في سبل وقف الحرب في اوكرانيا، حيث ترعى بكين الكثيرمن الترتيبات.

 

وقال مصدر نيابي من «مجموعة التغيير» لـ «اللواء»: ان الوضع متأزم جداً ولا خطوة او تطورات جدية تحصل لا سيما واننا دخلنا فترة الاعياد ولذلك كل هذا الشهر لن يحصل اي تطور اوتقدم، باستثناء تصريح من هنا ورد من هناك.

 

على صعيد معالجة الازمات المعيشية، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي  اجتماعا ل» اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام»، وانتهى اجتماع اللجنة من دون اتخاذ اي قرار. وقررت اللجنة عقد اجتماع اخر يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل لاستكمال البحث.

 

وعلمت «اللواء» ان البحث تركز على سبل توفير كلفة زيادات ودعم رواتب الموظفين والبالغة نحو 20 مليون دولار من حساب الخزينة وليس من مصرف لبنان، وتبين وجود فوارق كبيرة بين الايرادات والانفاق على دعم الزيادات، ما يفرض مزيد من البحث في كل زيادة على حدى لتلافي حصول مزيد من التضخم ولكن بمايكفل تلبية مطالب الموظفين، علماً ان بعض المعلومات تحدث عن توفير جزء من المبلغ وقد اصبحت النقاشات في نهايتها، حيث يفترض البت بالموضوع في الاسبوع المقبل قبل عيد الفصح وتعيين جلسة لمجلس الوزراء لإقرار الزيادات.

 

واوضح وزير العمل مصطفى بيرم فيما خص الزيادات للقطاع الخاص، انه تم استرداد مشاريع القوانين من مجلس شورى الدولة وسيتم اقرارها في اول جلسة لمجلس الوزراء.

 

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن موعد.جلسة مجلس الوزراء ينتظر استكمال البحث في موضوع معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق الغام وقالت ان المشاركين في اجتماع اللجنة الوزارية فندوا سلبيات وايجابيات أية زيادات أو حوافز للقطاع العام في الوقت الذي تعاني فيه ميزانية الدولة اللبنانية من عجز مالي.

 

وقالت المصادر أن  منح زيادات إضافية تحت أي مسمى لقطاع دون الآخر سيؤدي إلى إشكالية ، ولفتت إلى أن ملف الانتخابات البلدية قد يصبح ضاغطا على الحكومة لبت مصيره ومصير التمويل لأجراء هذه الأنتخابات.

 

ورأت أن عودة الحكومة الى الأجتماع لا تعني تغييرا في مسار عملها أي  تصريف الأعمال بالمعنى الضيق.

 

وفي التحركات، نفذ المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام في لبنان، إعتصاما في ساحة رياض الصلح-بيروت، تحت عنوان «استعادة الرواتب والأجور قدرتها الشرائية»، شارك فيه جامعيون متقاعدون أساتذة الجامعة اللبنانية، اساتذة الثانوي، اساتذة الاساسي، قدامى العسكريين، وحشد من الموظفين والمتقاعدين.

 

وحمل المعتصمون لافتة كتب عليها: «لا لمساعدات وهمية تموه جريمة انهيار القدرة الشرائية لليرة اللبنانية. نعم لسعر ثابت للدولار على صيرفة 28500 للمعاشات والرواتب في القطاع العام. نعم لدعم تعاونية موظفي الدولة وتعاضد أساتذة الجامعة اللبنانية وطبابة العسكريين».

 

وألقى منسق المجلس التنسيقي المدير العام المتقاعد محمد الخطيب كلمة توجه فيها الى المعتصمين قائلاً: «تعطي الدولة مساعدات إجتماعية للمتقاعدين وللموظفين بيد وتأخذ أكثر مما تعطي باليد الأخرى: تدفع بالليرة فتزداد الكتلة النقدية ويزداد التضخم وتتراجع قيمة الليرة أمام الدولار دون ضوابط وتزداد الأسعار بشكل متوحش وكذلك الرسوم وثمن خدمات الكهرباء والاتصالات والمواصلات حدث ولا حرج. وهكذا تزداد المعاناة. بربكم من يأتي المتقاعد بهذا كله؟».

 

واضاف: «مطالبنا الاساسية التي تبقي للمعاشات والرواتب بعض قيمتها والتي لا غنى عنها، هي: ان تثبيت سعر صيرفة على 28,500 ل ل للمتقاعدين والموظفين المدخل لإعطاء الزيادات المقترحة جميعا معناها شبه المقبول هذا التثبيت هو المطلب الأساسي لتحركنا اليوم وفي الايام و الاسابيع و الشهور القادمة حتى تستعيد معاشاتنا تدريجيا قدرتها الشرائية الحقيقية.

 

الى ذلك، وجه ميقاتي كتابا الى وزير المالية حول موضوع تلزيم العاب الميسر عبر الانترنت من قبل شركة كازينو لبنان، وطلب فيه عرضه بتفاصيله ومستنداته كافة على ديوان المحاسبة وعلى هيئة الشراء العام، كل بحسب اختصاصه، لابداء الرأي القانوني بشأنه، لا سيما حول طريقة التعاقد ومضمونه، وتعليق العمل بالتلزيم برمته لحين ورود الآراء المطلوبة».

 

ارجاء لبناني ودعوى فرنسية

 

قضائياً أرجأ قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، النظر في ادعاء النيابة العامة في بيروت، ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك الى ١٨ أيار المقبل.

 

وذلك بعد تقديم وكلاء المدعى عليهم مذكرة اعترضوا فيها على الدعوى المقدمة من هيئة القضايا في وزارة العدل ضد موكليهم من دون الحصول على اذن من وزير المال، وطلبوا إخراج هذه الدعوى من الملف.

 

الى ذلك، تسلم القضاء اللبناني استنابة قضائية فرنسية بوجوب حضور حاكم مصرف لبنان جلسة تحقيق له امام القضاء الفرنسي في ١٦ ايار المقبل.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

صواريخ تستهدف المستوطنات ردًا على اقتحام الاقصى واسرائيل «تهول» برد قاس

 

خشية اسرائيلية من «تشبيك الجبهات» وتحذيرات غربية من تدهور خطر للأحداث

 

 خطوات لتعزيز الثقة بين طهران والرياض و«ضبابية» البخاري تثير قلق جعجع – ابراهيم ناصرالدين

 

هل يخرج التوتر المفاجىء على الحدود الجنوبية عن السيطرة بعد الصواريخ «اللقيطة» التي اطلقت على المستوطنات؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل محاولات اسرائيلية واضحة لاستغلال الموقف لتنفيس الوضع الداخلي المتازم، والتغطية على التصعيد الاسرائيلي الذي وصل الى ذروته في القدس المحتلة، وتجاوز كل «الخطوط الحمراء» التي تهدد باشعال المنطقة برمتها. فقد اهتزت «قواعد الاشتباك» التي أفرزتها حرب تموز في العام 2006 ولم تقع بالامس، على خلفية سقوط عدة صواريخ في المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وفيما حذرت قوات «اليونيفيل» من خطورة الوضع مع تقاطع المعلومات حول مسؤولية فصائل فلسطينية عن اطلاق نحو 30 صاروخا، ساد الارباك على الجانب الاسرائيلي الذي رد بشكل مدروس بقصف مدفعي محدود، فيما تضاربت التسريبات حول «الخطوة» التالية. فثمة خشية اسرائيلية من توسيع رقعة الاعتداءات على لبنان، ما سيؤدي الى حرب حتمية لا تريدها مع حزب الله، فيما يجري البحث عن رد يقلل من تضرر صورة الردع الاسرائيلية، وهو ما بحثه رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مع قيادة الاركان الاسرائيلية واعضاء الحكومة الامنية حيث يتعاظم القلق في «اسرائيل» من رد يؤدي الى «توحيد الجبهات» واشتعالها دفعة واحدة. وبين تحميل مصادر امنية حركة حماس المسؤولية، وبين تحميل وزير الدفاع الاسرائيلي الحكومة اللبنانية المسؤولية، ومنح واشنطن اسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، يبقى السؤال عن حجم الرد ومكانه وزمانه؟ في غزة او في لبنان؟ هل ستؤدي الاتصالات على اعلى المستويات المحلية والدولية الى منع الانزلاق الى الاسوأ ولجم التصعيد؟ ام ان حكومة المتطرفين الاسرائيليين ستدخل في مغامرة غير محسوبة تؤدي الى مواجهة شاملة؟ داخليا، ملأ السجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حالة الفراغ في الملف الرئاسي المسدود، بعد ساعات على انتهاء خلوة بيت عنيا الروحية التي لم تبدّل في مقاربة القوى المسيحية للاستحقاق الذي يدور في حلقة مفرغة، وسط قلق «قواتي» من صفقة تتجاوز مصالح «المعارضة»، بينما تتعزز الثقة المتبادلة بين طهران والرياض حيث انتهى اجتماع بكين بين وزيري خارجية البلدين الى اتفاق على تسريع خطوات استعادة العلاقات الثنائية على كافة الاصعدة.

 

التطورات الامنية 

 

بدات الاحداث مع اطلاق صليات من نحو 34 صاروخا من نوعي «الكاتيوشا» «وغراد» من منطقة المعلية جنوب مدينة صور باتجاه فلسطين المحتلة. وانطلقت الصواريخ على دفعات عديدة وعبرت معظمها الحدود اللبنانية الفلسطينية. وبعد عدة دقائق، قصفت مدفعية العدو الإسرائيلي وادي زبقين وسهل المعلية ولم يفد عن وقوع إصابات. وفي السياق عينه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، وقوع هجوم صاروخي مصدره الأراضي اللبنانية، استهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال جيش الاحتلال إنّ صافرات الإنذار دوّت في مواقع عديدة في الشمال. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّه تمّ رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخيّة من الأراضي اللّبنانيّة باتجاه الأراضي الإسرائيليّة، حيث تمّ اعتراض 25 منها من قبل الدّفاعات الجويّة، فيما سقطت 5 قذائف في «البلدات الاسرائيلية»، أمّا الصواريخ الأربعة الأخرى فسقطت في مناطف مفتوحة. إلى ذلك، أعلنت سلطة المطارات والمعابر الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي من حيفا وحتى الحدود مع لبنان. كما دعت سلطات الاحتلال المتنزهين إلى عدم الوصول إلى منطقة الشمال. وفي ساعات المساء، اعلنت «اسرائيل» عن سقوط اربع قذائف هاون في مستوطنة المطلة، ودعت المستوطنين الى البقاء في الملاجىء. وأفاد إعلام العدو بأن القصف الصاروخي على مناطق الشمال تسبّب بإصابة 3 أشخاص، بينما عمل رجال الإطفاء على إهماد الحرائق التي اندلعت إثر اطلاق الصواريخ على المستوطنات. وإثر ذلك، أغلق العدو الإسرائيلي المجال الجوي شمالاً وفتح الملاجئ في المنطقة المتاخمة للحدود مع لبنان، ونقل إعلامه تقييم المؤسسة الأمنية بأن القصف هو «رد فعل على الأحداث في الأقصى». وشهدت الأيام الأخيرة تصاعداً للأحداث في أعقاب اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي والاعتداء على المصلين الذين كانوا بداخله قبل اعتقال المئات ممن تحصنوا في داخله، كما شهدت سوريا سلسلة من الغارات الجوية والقصف الصاروخي الاسرائيلي.

 

الرد في لبنان وغزة؟

 

في هذا الوقت، رفعت اسرائيل من سقف تهديداتها، واكدت الاذاعة الإسرائيلية، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اقترح تعزيز خيارات الرد على إطلاق النار من لبنان لعرضها على مجلس الوزراء. وكشفت أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي أصدر تعليمات للجيش بالتحضير لخيارات الرد على لبنان، إثر الهجوم الصاروخي، واشارت الى ان الجيش الإسرائيلي سيرد على الهجمات الصاروخية في لبنان وغزة. من جهته اكد زعيم المعارضة يائير لابيد انه يمنح الحكومة الدعم الكامل لرد قاس على إطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية. اما القناة 12 الإسرائيلية فاشارت الى ان هناك توجها لدى «الكابينت» بتوجيه ضربة باتجاه غزة ولبنان بشكل متزامن؟!

 

واشنطن تدعم وحماس تنفي

 

وردا على تحميل «اسرائيل» حركة حماس مسؤولية اطلاق الصواريخ، اكد ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، ان لا معلومات لدى الحركة عن إطلاق الصواريخ. وكان الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي قد اكد ان الجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية من لبنان هي حركة حماس، وقال ان الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية. في هذا الوقت، عمدت «اسرائيل» الى استغلال الحادثة ديبلوماسيا، واوعزت لسفرائها بإخطار الدول العاملين فيها بأنها ستردّ على القصف من لبنان. وفي المقابل، استنفرت واشنطن ديبلوماسيا لدعم الموقف الاسرائيلي، وفيما دعت الولايات المتحدة كل الأطراف إلى تفادي المزيد من التصعيد، مؤكدة التزامها بأمن «إسرائيل»، دانت الخارجية الأميركية إطلاق صواريخ على «إسرائيل» وقالت ان لها الحق في الدفاع عن نفسها، كما عبر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض عن قلق الولايات المتحدة من التصعيد في لبنان والقدس وغزة، وأشارت إلى أنها تعترف بحق «إسرائيل» المشروع في حماية مواطنيها وأراضيها من أي نوع من العدوان، معتبرة أن من يستخدم لبنان قاعدة لإطلاق الصواريخ على «إسرائيل» يعرض الشعب اللبناني للخطر ويزيد من احتمالات زعزعة الاستقرار في البلاد. من جهته، قال وزير الخارجية الأردني ان بلاده قلقة جدًا من التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

 

«تهويل» ديبلوماسي؟

 

في هذا الوقت، علمت «الديار» ان الجهات الرسمية اللبنانية تلقت تحذيرات جدية من سفراء غربيين من وجود نيات اسرائيلية تصعيدية، دون معرفة حدود هذا التصعيد ومكانه، لكن الاجواء حتى ساعات متقدمة من مساء امس كانت ضبابية ومقلقة ويمكن القول انها «تهويلية» من قبل عدد من السفراء، تزامنا مع مساع لمحاولة لجم اي تصعيد وحصره ضمن حدود «مقبولة». وهو امر لم يحصل احد في الداخل والخارج على ضمانات حوله من حزب الله الذي سبق واعلن في مناسبات عديدة انه لن يسمح للاسرائيليين بتغيير «قواعد الاشتباك»، فيما يتحمل وحده مسؤولية التصعيد الخطر على كامل الجبهات في ظل حكومة يمينية متطرفة تتجاوز «الخطوط الحمراء» كل يوم.

 

التزام بالـ «1701»

 

واثرهذه التطورات المتلاحقة، اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، وبناء على المشاورات والاتصالات السياسة المحلية والدولية التي تم إجراؤها صدر عن وزارة الخارجية بيان اكد على كامل احترام لبنان والتزامه بقرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، وحرصه على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان، ودعا المجتمع الدولي للضغط على «إسرائيل» لوقف التصعيد. كما ابدى البيان استعداد لبنان للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان واتخاذ الاجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار وحذر من نيات اسرائيل التصعيدية التي تهدد السلم والامن الاقليميين والدوليين.

 

من يصب «الزيت على النار»؟

 

هذه التطورات انعكست ارباكا في الداخل الاسرائيلي في ظل اتهامات لحكومة نتانياهو بتعمد التصعيد، وفيما دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست داني دانون لردّ غير متناسب على الصواريخ من لبنان، رفض انتقادات إعلامية إسرائيلية بأن اقتحام الأقصى كان عملاً مستفزاً زائداً. وانتقدت محللة عسكرية إسرائيلية الحكومة الاسرائيلية التي سمحت باقتحام المستوطنين للأقصى ومحاولة تدنيسه بقرابين سبّبت حالة غليان فلسطينية وعربية، وتصبّ المزيد من الزيت وعيدان الثقاب على النار المشتعلة أصلاً. وقالت كرميلا منيشيه، المحللة العسكرية للإذاعة العبرية العامة، ان الصواريخ تأتي نتيجة حدث استثنائي وسط محاولة استغلال الأحداث في الحرم القدسي الشريف، واستغلال الانقسامات الإسرائيلية الداخلية، التي يعتبرها «أعداء» «إسرائيل» دليلاً على ضعفها، وتبرر تجرؤهم الواضح في هذه الهجمة الصاروخية الخطرة. وترجّح أيضاً ألا تكتفي «إسرائيل» برد مدفعي فوري على مواقع لبنانية، وقالت إن المجلس الوزاري المصغر سيقرر طبيعة هذا الرد المتوقع، لكنها أشارت الى أن حالة الاحتقان كانت قائمة، وسبق أن حذرت جهات إسرائيلية منها، ومن التصعيد في الجبهة الفلسطينية خاصة في رمضان. ووجهت كرميلا انتقادات شبه مباشرة لجهات إسرائيلية سمحت باقتحام المستوطنين للأقصى ومحاولة تدنيسه بقرابين سبّبت حالة غليان فلسطينية وعربية، وتصب المزيد من الزيت وعيدان الثقاب على النار المشتعلة أصلاً.

 

ما الذي يقلق «اسرائيل»؟

 

من جهته تحفظ عوزي رابي، الخبير في شؤون لبنان وحزب الله، ورئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، عن تسمية ما حصل بـ «صواريخ تضامنية»، لأن هذا مصطلح يقلل برايه من خطورة الهجمة الصاروخية التي ينبغي رؤيتها ضمن صورة أوسع، بتنسيق إيران التي تعتبر أن «إسرائيل» في حالة تراجع وتفكّك. وقال إنه لا يمكن لأي جهة في لبنان إطلاق صواريخ على شمال البلاد دون ضوء أخضر من حزب الله مدعيّاً أن هناك رغبة بتفجير الأوضاع في عدة جبهات.  وتوقع ان ترد «إسرائيل» برد قوي جداً، وليس بالضرورة فوراً، ولكن ينبغي أن تكون ضربة تبدد الاعتقاد بأن «إسرائيل» ضعفت وتوضح للأعداء أن هذا مجرد وهم، لأنها ما زالت قوية ومقتدرة. وقال «ان اسرائيل أمام وضع صعب الآن لأن هناك من يحاول إشعال وتشبيك عدة جبهات». بدورها، تساءلت إذاعة جيش الاحتلال عمّا إذا كانت هناك علاقة بين وجود رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في زيارة في لبنان وإطلاق هذه الصواريخ. وأشارت إلى أن منطقة صور مأهولة بالكثير من اللاجئين الفلسطينيين، ورجحت أن تكون منظمات فلسطينية، وربما حماس هي التي تقف خلف الهجمة الصاروخية، وليس حزب الله.

 

مزاعم اسرائيلية! 

 

في هذا الوقت، وفيما اعلن رئيس اركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ان «إسرائيل» قادرة ومستعدة لمهاجمة ايران وحدها، ودون مساعدة الولايات المتحدة، نقل المحلل العسكريّ الإسرائيليّ رون بن يشاي، في موقع»اي نت» الإخباريّ-العبريّ، عن مصادر امنية اسرائيلية واسعة الاطلاع زعمها ان وتيرة الهجمات على أهدافٍ إيرانيّةٍ في سورية، والمنسوبة إلى «إسرائيل»، في الأسبوع الماضي، كانت غيرَ مسبوقةٍ من حيث حجمها وكثافتها وقوتها لانها كانت تهدف الى منع هجومٍ إيرانيّ بواسطة المسيّرات، خطّط له الحرس الثوريّ الإيرانيّ، بمساعدة حزب الله. ولفت الى انه عندما تكون المسيّرة مزودة بالذخيرة، فإنها تصبح تهديدًا جديًا للغاية، ذلك أنّه على الرغم من أنّ الرأس المتفجِّر الذي تحمله صغير نسبيًا، فإنّه شديد الدقة، ويصيب النقطة الحساسة في البنية التحتية بدقة ويشلّها. وأكّد أنّه بالإضافة إلى ذلك، كلّما كان مدى تحليق المسيّرة قصيرًا، كلما كان من الصعب كشفها وتحديدها واعتراضها، لذلك، يمكن التقدير أنّ الإيرانيين قرروا مهاجمة أهدافٍ في عمق الأراضي الإسرائيليّة من سوريا، من أجل تقليص المسافة.

 

تعزيز الثقة بين طهران والرياض

 

على صعيد متصل بالتطورات الاقليمية، صدر بيان مشترك وقّعته السعودية وإيران، اثر لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس، وتضمن البيان اعلان عن اعادة فتح الممثليّات الديبلوماسية خلال فترة الشهرين المنصوص عليهما في اتفاق تمّ بوساطة الصين في آذار. وذكر البيان أن البلدين ناقشا استئناف الرحلات الجوية والزيارات الثنائية للوفود الرسمية ووفود القطاع الخاص، بالإضافة إلى تسهيل تأشيرات الدخول للمواطنين. وشدد البيان الثلاثي الموقع مع الجانب الصيني على تفعيل جميع الاتفاقيات المشتركة بين السعودية وإيران، ومنها اتفاقية التعاون الأمني، واتفاقية التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.

 

ما سر توتر جعجع؟

 

هذا التطور الاقليمي الايجابي لم ينعكس على الساحة اللبنانية التي لا تزال قواها السياسية تتبادل الاتهامات بتعطيل الاستحقاق الرئاسي. وفيما واصلت السفيرة الفرنسية آن غريو تحركها لشرح موقف بلادها من الملف الرئاسي، والتقت بالامس رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، تواصل السجال بالامس بين «معراب» «وعين التينة»، فغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على «تويتر» مستعيداً كلام بري حوله كاتباً: جعجع ليس صديقاً ولا عزيزا… لن أستطيع النوم الليلة. وبدا لافتاً منذ عودة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى باريس ولقائه مسؤولين فرنسيين، التصعيد في مواقف جعجع، الذي أكد العمل على بذل كل الجهود لمنع أي مرشّح أو ممثل لمحور «الممانعة» من الوصول إلى سدّة الرئاسة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان هذا التصعيد ياتي على خلفية مؤشرات مقلقة وصلت الى «معراب» تفيد بوجود «صفقة» ما يعمل عليها بعيدا عن الاضواء، ولا تزال مختلف القوى المسيحية بعيدة عن اجوائها، فاضافة الى عدم اكتراث الاميركيين للمواقف المسيحية المعترضة على انتخاب فرنجية، والتواطوء الفرنسي لتسويق هذه التسوية، فان «الصمت» السعودي وعدم الوضوح في مقاربات السفير الوليد البخاري للملف، وابقاء الموضوع ضبابيا وغير محسوم لجهة «الفيتو» السعودي على فرنجية، زاد من منسوب التوتر المتصاعد على وقع التقارب السعودي –السوري، والسعودي الايراني.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

اقتحام «الأقصى » يحرّك الصواريخ من لبنان إلى إسرائيل

 

نتانياهو يتوعّد بالردّ ب «يد ثقيلة » وواشنطن تمنحه الضوء الأخضر

 

على وقع التوتر المتصاعد بعد اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى في القدس، وفيما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في بيروت التي وصلها اول امس، عادت الصواريخ المجهولة المعلومة الهوية والهدف في لحظات مجهولة من واقع لبنان ووضع المنطقة رسائل صاروخية تحمل توقيعا صريحا،خرقت الافق الجنوبي باتجاه اسرائيل التي استنفرت وردت بقصف بالمدفعية الثقيلة استهدف اطراف بلدة القليلة الجنوبية، الا ان الاتصالات على اعلى المستويات المحلية والدولية نجحت في منع الانزلاق الى الاسوأ ولجمت التصعيد.

 

صليات من الصواريخ انطلقت من جنوب دولة لبنان اعترضتها القبة الحديدية الاسرائيلية، وسط تساؤلات عن الجهة التي ما زالت تبيح لنفسها اصدار الاوامر لفصائل فلسطينية مسلحة ، بهز الامن اللبناني ساعة تشاء وحينما تقتضي مصالحها، متجاهلة ومتجاوزة الدولة وجيشها الشرعي وقرار الحرب والسلم. وهي الجهة نفسها التي منعت انهاء هذا السلاح خارج المخيمات ثم في داخله ولمصلحة من؟

 

في التفاصيل، وقرابة الثانية والنصف بعد الظهر، اعلنت القناة 14 في التلفزة الإسرائيلية أنّ 100 صاروخ أطلقت من لبنان خلال 10 دقائق على مستوطنات وبلدات شمالي إسرائيل. وطلبت السلطات الإسرائيلية من سكان المناطق الحدودية مع لبنان دخول الملاجئ وقد دوّت صفارات الإنذار بشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي.ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ تمّ إخلاء شواطئ نهاريا، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن «تقديرات تشير إلى إطلاق 15 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل»، مؤكدة «إصابة شخصين بشظايا صاروخية جراء القصف». وتعليقًا على الأوضاع، غرّد سابقاً المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر «تويتر»، كاتبًا: «رصد إطلاق قذيفة صاروخية من لبنان اتجاه اسرائيل وتم اعتراضها بنجاح من قبل الدفاعات الجوية».

 

الجيش الإسرائيلي سارع إلى الرد على إطلاق الصواريخ بقصف بالمدفعيّة الثّقيلة أطراف بلدة القليلة في جنوب لبنان، فيما تحدثت المعلومات عن أنّ «الجيش الإسرائيلي فعّل القبة الحديدية مجدّدًا، لاعتراض دفعة جديدة من الصواريخ مجهولة المصدر، التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه مستعمرة شلومي في الجليل الغربي».

 

اجتماع امني

 

وفي السياق، وقبل عودة الهدوء، نفذ الجيش اللبناني انتشارا مكثفا وواسعا على الحدود مع إسرائيل، لتحديد موقع إطلاق الصواريخ.

 

وغرد الجيش عبر تويتر: «بتاريخ ٦/٤/ ٢٠٢٣، أطلق عدد من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. يقوم الجيش اللبناني بتسيير دوريات في المنطقة، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان».

 

كما أعلن أن «وحدة من الجيش عثرت على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة، ويجري العمل على تفكيكها».

 

في المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتانياهو سيرأس اجتماعاً أمنياً عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان. كما تحدثت المعلومات عن أن نتانياهو يجتمع بوزير الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية في مقر وزارة الدفاع لبحث الرد على التصعيد على الحدود اللبنانية. من جهته فتح لبنان تحقيقاً بالتعاون مع اليونيفيل لمعرفة الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.

 

القرار ١٧٠١

 

وإجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، وبناء على المشاورات والاتصالات السياسة المحلية والدولية التي تم إجراؤها، صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان التالي: «يؤكد لبنان مجددا على كامل إحترامه والتزامه بقرار مجلس الامن الدولي 1701، وحرص لبنان على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان ويدعو المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف التصعيد.

 

يبدي لبنان إستعداده للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان وإتخاذ الاجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار، ويحذر من نوايا اسرائيل التصعيدة التي تهدد السلم والامن الاقليميين والدوليين».

 

لا تبدّل

 

اما في الداخل فبقي المشهد الرئاسي على حاله. المواقف ذاتها من دون تبدل، ويبدو ان اي خرق جدي بات ينتظر مبادرة ما من الخارج، في ظل عجز الثنائي الشيعي عن اقناع معارضيه بالتصويت لمرشحه من جهة، وعدم تحقيق خلوة بيت عنيا الروحية امس اس تبدّل في مقاربة المسيحيين للاستحقاق.

 

لن استطيع النوم

 

في الاثناء، الشرخ بين القوى المحلية يتسع. في هذا الاطار، رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر»، على قول رئيس مجلس النواب نبيه بري «جعجع ليس صديقا ولا عزيزا»، قائلا «لن أستطيع النوم الليلة».

 

لا قرارات: هذا سياسيا. اما على الخط الاقتصادي فاستقرار الدولار مستمر وسط عجز رسمي عن ايجاد اي حلول للازمات المعيشية. فقد رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا لـ»اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام». وقد انتهى اللقاء من دون الخروج بأي مقررات. وافيد ان ثمة اتجاها لتحديد جلسة اخرى للجنة يوم الثلاثاء للبحث في تداعيات الازمة الما لية على القطاع العام والمرجح الدعوة الى الجلسة الحكومية الخميس.

 

المكاري: لتتوخ وسائل الاعلام الدقة

 

غرد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري عبر حسابه على «تويتر»: «على وقع التطور الامني في الجنوب، ادعو وسائل الاعلام الى توخي الدقة وعدم التسرع في بث اخبار غير مؤكدة، علما ان المصدر الوحيد الرسمي  لتلقي المعلومات الدقيقة والصحيحة في هذا المجال هو مديرية التوجيه في الجيش اللبناني».

 

كلمات مفتاحية:

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram