افتتاحية صحيفة البناء:
ماكرون وأوروبا إلى بكين… وزيلينسكي يمهد للانسحاب من باخموت بعد التقدم الروسي
بوتين: سورية حليفنا الموثوق وشريكنا العربي… ولافروف إلى أنقرة لبيان سياسي للرباعية
فلسطين تنتفض للأقصى… والعدوان مستمر… واحتمالات الانفجار تقترب… والمقاومة مستعدة
على جبهة أوكرانيا تطورات عسكرية مهمة تمثلت باجتياز القوات الروسية للحاجز الطبيعي الذي يمثله نهر باخموت، وخط سكة الحديد، ومحاصرة القوات الأوكرانية في جيوب غرب المدينة، ما يفسّر الكلام الصادر عن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن طرق أخرى لحماية القوات الأوكرانية، وهو ما فسّرته الوكالات الغربية بالتمهيد للانسحاب من المدينة الاستراتيجية، رغم كلام سابق له عن أن الانسحاب يعني هزيمة استراتيجية لا يمكن للقوات الأوكرانية امتلاك الروح القتالية بعدها. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى بكين، ويتبعه مفوّض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل ورئيسة حكومة إيطاليا جورجيا ميلوني، وسط خطاب أوروبي يدعو الصين لمواصلة طرح مبادرتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي وصفتها واشنطن بأنها إضفاء للشرعية على الحرب الروسية. ووفق مصادر تتابع مسار الحرب في أوكرانيا وتداعيات المشهد السياسي والاقتصادي الأوروبي فإن التموضع الأوروبي هو تعبير عن مسار الحرب التي نجحت فيها روسيا باحتواء العقوبات وإعادة تصديرها أزمات طاقة وتضخم الى أوروبا، بينما استثمرت واشنطن لتحقيق مكاسب من الأزمات الأوروبية، ما يعني أن وضعاً دولياً جديداً بدأت ترتسم ملامحه سوف يتبلور بوضوح أكبر مع الصيف المقبل، لصالح المسعى الروسي الصيني لعالم متعدّد الأقطاب لا تستطيع فيه واشنطن التحكم والهيمنة.
في موسكو التي انتهى فيها أمس، اجتماع الرباعية الروسية الايرانية التركية السورية على مستوى نواب وزراء الخارجية، دون التوصل إلى صيغة بيان سياسي سعت موسكو وطهران مع دمشق لتخفيض سقفه أملاً باجتذاب أنقرة لقبوله، دون التخلّي عن مبدأ انسحاب القوات الأجنبية من سورية بما فيها القوات التركية، يستعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتوجّه الى أنقرة لمواصلة هذه المساعي مع القيادة التركية، في ظل تفاهم روسي سوري إيراني على أن لقاء القمة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب أردوغان الذي يمثل حاجة انتخابية لأردوغان لا يمكن أن ينعقد دون موقف تركي واضح لجهة الالتزام بالانسحاب من سورية، وتأكيداً على المكانة السورية في عيون موسكو كان الكلام الذي قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تسلّم أوراق اعتماد السفير السوري فوق العادة بشار الجعفري، حيث قال إن سورية هي شريك روسيا في العالم العربي وهي حليف روسيا الموثوق، مؤكداً الوقوف الى جانب سورية في ما وصفه بعملية إعادة الإعمار السياسي ومواصلة تقديم المساعدات لها في مواجهة آثار الزلزال.
الحدث الإقليمي الأبرز كان انفجار الموقف في القدس مع الاقتحامات المتكررة لجيش الاحتلال لباحات وقاعات المسجد الأقصى، واعتقال المئات من المصلين، وإطلاق الرصاص المطاطي صباحاً وليلاً على المصلين والمعتكفين في المسجد وهم بالآلاف، وكان يوم أمس حافلاً بالأنشطة التضامنية مع الأقصى والمعتكفين فيه على مساحة فلسطين كلها، في الأراضي المحتلة عام 1948 وفي الضفة الغربية، وصولاً إلى تحرك فصائل المقاومة في غزة التي أطلقت صواريخها على مستوطنات غلاف غزة، بينما كانت حكومة بنيامين نتنياهو التي تضمّ بين صفوفها قادة الجماعات المتطرفة التي تقود اقتحامات المستوطنين، تحاول الإيحاء بسعيها للتهدئة، وكان لافتاً أن الذي اقتحم المسجد ليلاً كان جيش الاحتلال وليس المستوطنين والمتطرفين الدينيين، ما يعني أن نتنياهو هو صاحب قرار الاقتحام. وهذا ما قالت مصادر فلسطينية في غزة إنه يهدّد بانفجار الموقف، وإن المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات، مشيرة الى أن الرد من غزة سيتصاعد بالتناسب مع تصاعد العدوان، دون وجود خطوط حمراء تمنع الذهاب الى أعلى مراتب التصعيد واستهداف العمق الإسرائيلي في مناطق فلسطين المحتلة كما جرى في معركة سيف القدس. وأضافت المصادر أن المشهد المتصاعد حتى يوم القدس الجمعة في 13 نيسان بعد أقل من عشرة أيام، مفتوح على كل الاحتمالات.
ولاقى اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى ردود فعل مستنكرة رسمية وغير رسمية، حيث اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن هذه الاعتداءات «تشكّل اعتداء صارخًا وتجاوزًا لكل المحرّمات، ما يستصرخ الضمائر للتدخل لوقف ما يحصل، خصوصًا في هذا الشهر الفضيل». وشدّد في بيان، على أنّ «قلوبنا مع المصلّين من أبناء الشعب الفلسطيني، المتمسك بحقّه في أرضه ومقدساته، مهما طال العدوان وبطش المعتدي. إن للباطل جولة وللحق جولات».
بدورها دانت وزارة الخارجية والمغتربين بأقسى العبارات، ورأت أن «استسهال المسؤولين الإسرائيليين استباحة الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في فلسطين المحتلة والتمادي في الاعتداء على بيوتهم وممتلكاتهم وأراضيهم، هو نتيجة لإفلات «إسرائيل» المتكرر من العقاب». ودعت في بيان، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات وتحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الجرائم التي ترتكبها والنتائج المترتبة عليها.
وبالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية سجل اتخاذ العدو إجراءات أمنية احترازية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، تحسباً لردات فعل من لبنان على غرار العملية الأمنية الأخيرة التي قال العدو إنها انطلقت من لبنان، ما يعكس وفق الخبراء العسكريين حالة الرعب التي يعيشها الاحتلال من ردة فعل المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وأفادت وسائل إعلام الاحتلال، عن توجيه «تعليمات لسكان الجليل الأعلى بالتزام الملاجئ، عقب سماع انفجارات على الحدود مع لبنان». كشفت القناة 13 الإسرائيلية، عن اعتراض «مسيّرة بعد الاشتباه باختراقها الحدود الإسرائيلية اللبنانية، من جهة بلدة المطلة».
وفي سياق ذلك، أفادت قناة «المنار»، بأنّ جيش الاحتلال أقفل المزيد على نفسه، على الحدود مع لبنان، بالبلوكات الإسمنتية المرتفعة في محيط الموقع العسكري، في العباد، مقابل بلدة حولا.
وتوقع خبراء لـ«البناء» أن تتطوّر الأوضاع الأمنية في فلسطين المحتلة الى مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال قد تجر الى انتفاضة شعبية في مناطق فلسطينية عدة تبلغ ذروتها في إحياء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان والمرتقب أن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذه المناسبة ليطلق مواقف هامة وتصعيدية في هذا الإطار. ويلفت الخبراء الى أن المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية لا سيما فرض الصين دورها الدولي والمصالحة الإيرانية السعودية والانفتاح العربي على سورية، ستضعف من النفوذ الأميركي في العالم وفي المنطقة وكسر الأحادية الأميركية. وبالتالي سينعكس ضعفاً على «إسرائيل» بطبيعة الحال، وثانياً تخفيف التوترات المذهبية في العالم والتوحّد خلف القضية الفلسطينية، فضلاً عن توحّد حركات المقاومة في المنطقة وعودة سورية للعب دورها كمحور العلاقات العربية العربية عبر جامعة الدول العربية التي من المرتقب عودتها إليها قريباً.
الى ذلك لم يسجل المشهد الداخلي أي جديد في ظل دخول البلاد عطلة الأعياد بدءاً من الغد والتي استهلت بالخلوة الروحية النيابية المسيحية التي عقدت في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
واشارت مصادر مشاركة في الخلوة لـ«البناء» الى ان الخلوة لم تتطرق الى الشؤون السياسية ولا الى الملف الرئاسي بل اقتصرت النقاشات على الجانب الروحي وعلى القيم التي تدعو اليها التعاليم المسيحية.
وشارك في الخلوة 53 نائباً جلسوا على طاولة مستطيلة ثم ترأس الراعي القداس الإلهي وألقى كلمة لم تخل من الرسائل السياسية وقال «نرفع ذبيحة الشكر لله وقد خاطب كل واحد منكم من موقعه فقد استجاب لصلواتنا وعبّر الشعب عن فرحته عن هذه المبادرة وعلق عليها آمالاً كبيرة».
وشدّد على أن «السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالآخرين فتسحق الفقراء وتستغل الأرض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور». وأضاف «يقول البابا فرنسيس أن «السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة، أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة». وسأل: بماذا جعلتم الشعب يتقدّم، أي قوى إيجابية حررتم، ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية؟».
وتغيّب عن الخلوة كل من النواب: سينتيا زرازير – ميشال معوض – بولا يعقوبيان – ملحم خلف – نجاة صليبا – أسعد درغام – الياس بو صعب – سامر التوم – ميشال الدويهي – ميشال الياس المر.
وأفيد أن «النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا اتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلثاء وتمنيا مشاركته الصلاة من قاعة مجلس النواب استكمالًا لاعتصامهما منذ ٧٧ يومًا. وقد أبدى الراعي تفهمًا إيجابيًا لموقفهما». أمّا النائبة بولا يعقوبيان فبرّرت غيابها عن خلوة البطريرك الراعي، قائلة «لا أشارك بأي نشاط فيه فرز طائفي وقد سألت البطريرك بواسطة أصحاب الدعوة «كيف بدنا نقول نجنا من الشرير والشرير واقف حدك وما في خلاص بلبنان إلا ما نخلص منن كلن سوا».
ولفتت مصادر نيابية لـ«البناء» إلى أن الخلوة المسيحية هي رمزية وصورية فقط ولن تتعدّى الجانب الروحي ولن تدفع خطوة باتجاه حث القوى المسيحية على الحوار والتوافق لانتخاب رئيس لكون كل طرف يتمسك بمواقفه ومصالحه وحجم مشاركته وحصته في أي تسوية مقبلة.
وفي سياق ذلك لفتت مصادر «البناء» إلى أن السعودية طلبت خلال المشاورات مع الفرنسيين سلة ضمانات لانتخاب أي رئيس يأتي به اللبنانيون وهي لم تزكّ أي مرشح كما لم تضع فيتو على آخر، وتركز على مواصفات الرئيس ورؤيته السياسية والاقتصادية.
وتلخص المصادر هذه الالتزامات بالنقاط التالية:
تغليب المصلحة العربية على أي دولة أو محور.
حماية أمن المملكة وأمن الخليج وأن لا يكون لبنان منطلقاً لأي تهديد.
إنجاز الإصلاحات واستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وتغيير في أداء المنظومة السياسية كسياسات الحكومة وتغيير النهج الاقتصادي القائم المبني على الفساد والمحاصصة والهدر والتهريب.
وعلمت «البناء» أن فرنسا تجري اتصالات مكثفة لمحاولة حل الأزمة اللبنانية في أقرب وقت ممكن من منطلق رعايتها للبنان أولاً ولتعزيز نفوذها الاقتصادي لا سيما في قطاع النفط وهي شريكة في كونسورسيوم النفط والغاز وهي بصدد التحضير لمشاريع واستثمارات ضخمة في البلوكات النفطية والغازية في الجنوب وفي المطار والمرفأ ومؤسسات أخرى من ضمنها حاكمية مصرف لبنان.
كما علمت «البناء» أنه يجري التحضير لمؤتمر سياسي في الخارج قد يُعقد في قطر يجمع القيادات السياسيّة اللبنانية لإنتاج تسوية سياسية جديدة ستكون أكثر من دوحة وأقل من الطائف.
واشارت أوساط مطلعة على تطورات المنطقة لـ«البناء» الى ان مفاجآت ستشهدها المنطقة ستتدحرج باتجاه لبنان بإنجاز تسوية سياسية قد تطول بانتظار استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الإيراني السعودي في الصين والذي يشهد خطوة إضافية باجتماع وزيري خارجية البلدين الإيراني والسعودي في بكين للتحضير لزيارة الرئيس الإيراني الى المملكة العربية السعودية على أن تجري متابعة تنفيذ بنود الاتفاق، وهي:
تفعيل العلاقات الديبلوماسية.
تعزيز التعاون الاقتصادي.
التفاهم المشترك على حل أزمات المنطقة بدءاً من اليمن فسورية ولبنان.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنه سيتم تعيين سفراء لدى الدولتين إيران والسعودية بعد عيد الفطر.
في المواقف السياسية أشار المجلس السياسي في التيار الوطني الحر في اجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة النائب جبران باسيل الى أن «في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أن هذا الاستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً. فمع شكر الدول المهتمة إلاّ أن المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بانتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه. وفي هذا الإطار تمنى التيار الوطني الحر أن «يفضي لقاء التأمل في بيت عنيا الى تنبيه النواب المسيحيين الى المخاطر الوجودية على لبنان وما يتوجب القيام به لحماية الوطن».
واستغرب التيار «تجاهل رئيس الحكومة ما ورد في بيان صندوق النقد حول «مرور لبنان بلحظة خطرة للغاية، وبأنه سيدخل في أزمة لا نهاية لها». إن هذا السكوت واللامبالاة معطوف على التلاعب المستمر بسعر صرف الليرة هبوطاً وصعوداً يدلّ على ما هو أبعد من الإهمال وقد يصحّ فيه توصيف ارتكاب الجرم بحق الشعب عن إهمال متعمّد وامتناع مقصود عن العمل أي «اللاعمل».
وعلمت «البناء» باتفاق بين المرجعيات السياسية على تأجيل الملفات المتفجرة كأزمة المصارف والرواتب وجلسات مجلس الوزراء والملفات القضائية كاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكذلك استدعاء القاضية غادة عون لأخذ افادتها بدعوى الرئيس نجيب ميقاتي الى ما بعد عيدي الفصح والفطر.
وفي ظل استقرار سعر صرف الدولار تحت سقف الـ100 الف ليرة، أعلنت وزارة المال مجدداً أنها سدّدت كامل رواتب الشهر الحالي على سعر صرف صيرفة 60 ألف ليرة. ويشمل ذلك رواتب القضاة والعسكريين وموظفي الوزارات والإدارات العامة والمؤسسات العامة لا سيما اوجيرو وكهرباء لبنان والمستشفيات الحكومية وتعاونية موظفي الدولة وغيرهم، إضافة الى معاشات المتقاعدين من القطاع العام. ونفت الوزارة في بيان، أي تمييز يين موظفي القطاع العام، وان سعر 60 الف ليرة تم اعتماده للرواتب والمعاشات دون أي استثناء. اما بخصوص الذين قبضوا رواتبهم او معاشاتهم على سعر 90 الف ليرة، فإنه سيتم دفع الفارق المستحق لهم خلال الايام القليلة المقبلة من خلال مصرفه المعني بذلك».
وكشف وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، في تصريح من بلدتي بسابا وكفرشيما، إلى أنه «من المتوقع أن تصل إيرادات المرافق التابعة للوزارة إلى ما يفوق 300 مليون دولار للعام 2023، مع العلم بأن موازنتها تبلغ فقط 2 مليون دولار، في حين أن صيانة الطرق وحدها بحاجة الى 105 ملايين دولار».
واكد أن «العمل على زيادة موازنة الوزارة وفقًا للأطر الدستورية، أكثر من ضرورة.
******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
قناعة فرنسية بتسوية تحمله إلى بعبدا وسلام إلى السراي | باريس لفرنجية: لم نسمع بفيتو سعودي
تكشّفت خلال الساعات الماضية تفاصيل الزيارة التي قام بها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى باريس مطلع الشهر الجاري. وأظهرت المعطيات أن الزيارة التي تمّت بدعوة فرنسية نقلها المستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل إلى فرنجية، شهدت لقاءات عدة بين فرنجية ومسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى، إلا أن الطرفين رفضا تأكيد ما إذا كان أحد هذه اللقاءات جمع بين رئيس تيار المردة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبحسب المصادر، فإن الفرنسيين وسّعوا دائرة النقاش حول ما يمكن تحقيقه من خطوات سياسية وإصلاحية في حال وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. وتمت مراجعة نتائج لقاءات اليوم الأول في اجتماع صباحي بين دوريل وفرنجية قبل أن يعود الأخير إلى بيروت حيث أطلع حلفاءه في حزب الله وحركة أمل على نتائج الزيارة.
وعلمت «الأخبار» أن الفرنسيين حرصوا قبل الزيارة وخلالها على إضفاء طابع رسمي على الاجتماعات، وقالوا صراحة إنهم يفكرون في تسوية تشمل موقعي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، من ضمن تسوية شاملة تتعلق بالمرحلة المقبلة وخطة الحكم الجديد في لبنان لمواجهة استحقاقات مختلفة، في السياسة والأمن والعلاقات الخارجية، مع التوقف مليّاً عند الخطوات الإصلاحية التي ينبغي القيام بها سريعاً.
وبحسب المعلومات، فقد أطلع الفرنسيون ضيفهم على نتائج الجولة الأولى من الاتصالات التي أجراها ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأبلغوه بأن الرئيس الفرنسي سيعاود الاتصال بالأمير السعودي قريباً. وبدا أن المسؤولين الفرنسيين محيطون بمواقف كل الأطراف اللبنانية، ومدركون بأن بعض التعقيدات التي تظهرها مواقف بعض القوى الأساسية، ترتبط إلى حد بعيد بالموقف السعودي. كما أكّدوا أن باريس لم تسمع من أي مسؤول سعودي وجود «فيتو» على ترشيح فرنجية. لكنهم أوضحوا أن لدى الرياض وأطراف أخرى كثيراً من الهواجس والأسئلة التي تحتاج إلى شروحات وتوضيحات من قبله، وأن الأمر رهن التفاهم على هذه الأمور قبل السير في التسوية.
وبحسب المعلومات، فإن فرنجية كان شديد الصراحة مع الفرنسيين، وتحدث بوضوح تام حول علاقاته الداخلية والخارجية، وقال إنه حليف لحزب الله الذي يعتبر قوة مركزية في لبنان لا يمكن لأحد تجاوزها، وإن فرنسا تحاور الحزب في كل ما يتعلق بلبنان، وإن علاقته مع الرئيس السوري بشار الأسد ليست مستجدّة، و«سأعمل على تفعيل هذه العلاقة بما يخدم مصلحة لبنان في مجالات كثيرة».
كذلك طرح الفرنسيون على الزائر اللبناني جملة من الأسئلة تتعلق بالحكومة المقبلة وآلية عملها وضمان وحدتها وآلية إقرار الإصلاحات وملف مصرف لبنان ومنصب الحاكمية، فأكد فرنجية أن لبنان يحتاج إلى الإصلاحات من دون أن يطلبها منه أحد. لكن هذه الملفات التي نوقشت وتناقش بين الجميع الآن، سيكون على الحكومة المقبلة اتخاذ القرارات بشأنها لأن القرار في النهاية هو لمجلس الوزراء.
وعلمت «الأخبار» أن الفرنسيين جددوا طرحهم بأن يكون السفير نواف سلام هو مرشح التسوية لرئاسة أولى حكومات العهد الجديد، ولم يبد فرنجية اعتراضاً على الأمر. لكنه أشار إلى أن في لبنان آلية لاختيار رئيس الحكومة من قبل النواب قبل أن يكلفه رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة. وأكد أن حلفاءه يدعمون كل الخطوات الضرورية التي توقف الانهيار في لبنان، وأنه لا يتوقع بروز مشكلات جدية في مسألة تأليف الحكومة.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
الشلل السياسي مجدداً تحت وطأة “الرهانات”
بعد أسبوع من “التحركات الطارئة” التي اثارت الكثير من الحيوية في المشهد السياسي، يستعيد الواقع الداخلي ما يشبه الشلل التام وكأن المعادلة التي تحكم ازمة الفراغ الرئاسي لم تشهد أي متغيرات جوهرية وحقيقية على رغم كل ما واكب التحركات التي حصلت ما بين باريس وبيروت من احتدام وارتفاع وهبوط في الرهانات على اختراق الانسداد في الازمة الرئاسية. وبدا واضحا بما لا يقبل جدلا ان مجمل الأوساط السياسية الداخلية لا تزال تدور في حلقة الغموض الكبير الذي يطبع الرهانات او الحسابات المتصلة بمواقف دول الخماسي الدولي التي باتت اشبه بمرجعية خارجية مسلم بها للتعامل مع ازمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان وان كل ما حصل من لقاءات وتحركات ومشاورات في باريس، ومن ثم في بيروت، في الأيام الأخيرة، قد انتهى الى خلاصة لم تتقدم معها ولم تتراجع صورة المأزق ولو انها اثارت الكثير من الاضطراب السياسي في الداخل. ولم يعد خافيا، وفق حصيلة المعطيات التي نتجت أولا عن زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لباريس، ومن ثم جولة الموفد القطري في بيروت، وما بينهما من تحركات بين الافرقاء الداخليين، ان مرحلة انتظار التطورات الخارجية المتصلة بالازمة الرئاسية ولا سيما بين دول الخماسي، فرنسا و#الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، قد مددت وطغت على كل اعتبار داخلي بحيث بدا العامل الداخلي اضعف الحلقات امام معادلة الانتظار خصوصا مع تعاظم رهانات افرقاء كثيرين على تسوية او افاق حل يأتي عقب بلورة الاتفاق السعودي – الإيراني الذي يشهد اليوم تحديدا حلقة تنفيذية مهمة من خلال لقاء وزيري الخارجية السعودي والإيراني في بكين استكمالا لفصول الاتفاق الثلاثي الذي جرى التوصل اليه أخيرا. ولذا سيبقى الوضع الداخلي عرضة لموجات المد والجزر التي لا تؤدي الى تبديل في المعادلات حتى تبرز معالم تفصيلية في توافقات دول الخماسي حيال لبنان وهو امر ليس مرتقبا في وقت قريب.
خلوة بيت عنيا
وسط هذه المناخات والأجواء لم تتجاوز الخلوة الروحية النيابية المسيحية التي عقدت امس في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار #بشارة بطرس الراعي الاطار الذي رسم لها اذ خلت واقعيا من أي مداولات في السياسة واقتصرت النقاشات التي شارك فيها 53 نائبا وراء طاولة مستطيلة على الشق الروحي المسيحي وعلى القيم التي تدعو اليها الكنيسة، والتي يجب ان تحكم عملَ المعنيين بالشأن العام، لناحية المحبة والخدمة والحوار والتواصل.
وفي الاطار العلني لم يكن بعد الخلوة وخلال القداس سوى عظة البطريرك الراعي التي ضمنها القليل من الابعاد السياسية ولم تخلُ من بعض الادانة غير المباشرة للنواب. وقد شدد البطريرك الراعي على ان “السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور”. وأضاف “يقول البابا فرنسيس أن “السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة”. على ضوء هذين الوجهين وفي ختام هذه الخلوة الروحيّة، فليطرح كلّ واحد منا، بل كل سياسيّ صالح هذه الأسئلة على نفسه:
بماذا جعلت الشعب يتقدّم؟ أيّ طابع تركت في حياة المجتمع؟ أي روابط حقيقيّة بنيت؟ أي قوى إيجابيّة حرّرت؟ كم سلام إجتماعي زرعت؟ ماذا انتجت في المسؤوليّة التي أُسندت إليّ؟ (البابا فرنسيس: “كلّنا إخوة”، 197). ماذا فعلت لتسهيل انتخاب رئيس الجمهوريّة، وإحياء المؤسّسات الدستوريّة بعد خمسة أشهر من الفراغ الرئاسيّ ودمار شعبنا؟”
وبعد انتهاء الخلوة وقبيل بدء القداس في كنيسة سيدة لورد، التقطت الصور للبطريرك الماروني برفقة النواب المشاركين من أمام تمثال سيدة لبنان. وتغيّب عن الخلوة كل من النواب سينتيا زرازير، ميشال معوض، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، نجاة صليبا، أسعد درغام، الياس بو صعب، سامر التوم، ميشال الدويهي، ميشال المر. وافيد أن النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا إتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلثاء وتمنيا مشاركته الصلاة من قاعة مجلس النواب إستكمالًا لإعتصامهما منذ 77 يومًا وقد أبدى الراعي تفهمًا إيجابيًا لموقفهما.
واشنطن
وعلى وقع اعلان وزارة الخزانة الأميركية اول من امس فرض عقوبات على الاخوين ريمون وتيدي رحمة المقربين من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، نفى امس نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات براين نلسون أي صلة سياسية بهذا الاجراء. وأوضح في لقاء صحافي عبر تقنية “زوم” ان لا علاقة بين العقوبات الأخيرة والاستحقاق الرئاسي في لبنان داعيا الى انتخاب رئيس والشروع في الإصلاحات. وشدد نلسون على “اننا سنلاحق النخب الفاسدة” لافتا الى ان “العقوبات هي رسالة اليها وتحذير واذا استمر الفساد سنقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة”. وإذ شدد على ان واشنطن قلقة من الاثار المدمرة للفساد في لبنان قال ان لا معلومات عن علاقات الاخوين رحمة بالسياسيين وادراجهما على لائحة العقوبات كان بسبب الفساد حصرا علما اننا استغرقنا وقتا لبناء الأدلة والقرائن”. ولفت الى ان الاخوين رحمة يستغلان النفوذ للفساد في قطاع النفط وهما روجا النفط الفاسد ما الحق ضررا بقطاع الكهرباء. ولعل اللافت في كلامه انه كشف ان المصارف اللبنانية سمحت بتهريب 456 مليون دولار منذ احتجاجات 2019.
مواقف
اما في المواقف السياسية فبرز ما أكده النائب اللواء #أشرف ريفي من “أن المشروع الإيراني سيدفع ثمن التبدلات في المنطقة، لأن مشروعه غير قابل للحياة. فالشعب الإيراني انتفض على هذا المشروع، والوضع الإيراني مأزوم في العراق وسوريا واليمن ولبنان”. وقال: “كمجتمع تعددي في لبنان لا يمكن أن تُفرض عليه أي مشاريع غريبة عنه بقوة السلاح، ولا ترى فيه المكونات اللبنانية أي مستقبل لأبنائها”.
وفي حديث لبرنامج “حوار النهار”، جدد ريفي التأكيد أن “قوى المعارضة متشبثة بضرورة ان يكون هناك رئيس إنقاذي سيادي ولن نكرر خطيئة ان نأتي بميشال عون 2، مشدداً على ضرورة الانتقال إلى بناء الدولة، والتطورات الإقليمية لصالح المعارضة”. وأضاف: “لن ننتخب مرشح ايران في لبنان مهما كلّف الأمر، لن نعيد خطيئة السنوات الست السابقة، وما أضمنه أنه لن يكون هناك رئيس على شاكلة ميشال عون. مصرون على إيصال رئيس جمهورية إنقاذي سيادي وهو ما سيكون بداية التحول من قبضة إيران المحكمة، إلى الدولة ورفع اليد الإيرانية عن البلد”.
في هذا السياق، اعتبر عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب فادي كرم ان “مواصفات رئيس مجلس النواب نبيه برّي الرئاسية هي: رئيس يُعيد لبنان الى ما قبل 2005، فاستمرار لدولة المُحاصصات. رئيس من دون قاعدة شعبية، فأجهزته الأمنية والقضائية تكفي، رئيس يحصل على رضى حزب الله، ويُرضيه، رئيس يُجيد التكلّم مع النظام السوري، ولا تتكلّم معه دول العالم، ولا ترتاح له الرياض”.
من جانبه، أشار المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” في إجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة النائب جبران باسيل الى ان “في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أن هذا الإستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً، فمع شكر الدول المهتمة، الاّ ان المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بإنتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه. وفي هذا الإطار تمنى التيار الوطني الحر أن يفضي لقاء التأمل في بيت عنيا الى تنبيه النواب المسيحيين الى المخاطر الوجودية على لبنان وما يتوجب القيام به لحماية الوطن”. استغرب التيار “تجاهل رئيس الحكومة ما ورد في بيان صندوق النقد حول “مرور لبنان بلحظة خطرة للغاية، وبأنه سيدخل في أزمة لا نهاية لها”. معتبرا إن “هذا السكوت واللامبالاة معطوفاً على التلاعب المستمر بسعر صرف الليرة هبوطاً وصعوداً يدل على ما هو أبعد من الإهمال وقد يصحّ فيه توصيف إرتكاب الجرم بحق الشعب عن إهمال متعمّد وامتناع مقصود عن العمل اي “اللاعمل” بحسب كلام صندوق النقد الدولي”.
*********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عظة البطريرك في الخلوة: الزمن العصيب يحتاج إلى شهود أبطال
“الوعد الكاذب” لم يقطع في “الخماسية”: فرنجية يلتزم لباريس “صندوقاً” ينكره “الحزب”
لم تحتج دوائر اللقاء الخماسي الذي انعقد اوائل الشهر الماضي في باريس للبحث في الملف اللبناني، ومن بين اوراقه الاستحقاق الرئاسي، الى جهاز فحص الكذب للتأكد من صحة الوعد الذي رفعه الجانب الفرنسي الى هذه الدوائر، ويتعلق بالتزام مرشح “المنظومة” الوزير السابق سليمان فرنجية، إنجاز اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وبينما لفظت هذه الدوائر حكمها على “الوعد الكاذب” إستناداً الى ملف المواقف الموثقة التي تؤكد عكس هذا الوعد والصادرة عن الثنائي الشيعي، وآخرها موقف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الرافض للاتفاق مع الصندوق، كانت العقوبات الاميركية الصادرة اول من امس بحق الاخوين ريمون وتيدي رحمة ، وهما من أركان تمويل فرنجية، تؤكد ان الاخير غير مطابق للمواصفات الوطنية والعربية والدولية على الرغم من خروقات ما زال يسجلها الجانب الفرنسي المستمر في تأييده لمرشح “حزب الله” وحلفائه.
وصرّح نائب وزير الخزانة الأميركية براين نلسون ان “واشنطن قلقة من الآثار المدمرة للفساد في لبنان.” أضاف: “سنُلاحق “النخب” الفاسدة والعقوبات رسالة لها وتحذير، واذا استمر الفساد سنقوم باتخاذ اجراءات مناسبة”. وقال: “لا علاقة بين العقوبات الأخيرة والاستحقاق الرئاسي وندعو لانتخاب رئيس والشروع بالاصلاحات”.
وأشار نلسون الى انه “منذ 17 تشرين سمحت البنوك اللبنانية بتحويل 460 مليون دولار لعدد من زبائنها”. وأكد ان الولايات المتحدة “تعطي الأولوية للمساءلة وسيادة القانون في لبنان بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني”.
في أي حال، فإن حبل الوعود الواهية قصير. فباريس التي سمسرت لـ”الضمانات” التي قيل ان رئيس “تيار المردة” حملها اخيراً الى مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في قصر الإليزيه، دفعت بهذه “الضمانات” الى الخماسية التي وجدت تناقضاً شديد الوضوح بين وعد فرنجية بالصندوق ورفض “حزب الله” المطلق له.
وتضم الخماسية الى فرنسا، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر .
وأكدت آخر التطورات ان ملف لبنان يمسك به فعلياً في الاليزيه حالياً إيمانويل بون وبرنارد إيمييه المثابران على دعم ترشيح فرنجية بالرغم من كل الانهيارات التي تلاحقت على صعيد هذا الترشيح. وسبق للسفيريَن بون وإيمييه ان خدما على رأس سفارة فرنسا في لبنان منذ العام 2004، ويتوليان في الوقت نفسه ادواراً مختلفة في العلاقات مع إيران وذراعها القوي في لبنان “حزب الله”. وهنا يعود الى الاذهان إتصال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في العام 2015 بترتيبٍ من السفير بون مع فرنجية “مباركاً”، عندما كان الاخير مطروحاً كمرشح في زمن الفراغ الرئاسي متمتعاً بغطاء من “حزب الله” ومؤيَّداً من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، لكن الفوز بالمنصب كان من نصيب الجنرال ميشال عون بإصرار من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
ونقلت امس صحيفة “الشرق الاوسط” عن ديبلوماسي عربي رفيع ان الرياض لا تمتلك مرشحين مفضلين (في الانتخابات الرئاسية ورئاسة الحكومة)، مؤكّداً لـلصحيفة أنَّ المهم بالنسبة لها هو تقييم البرنامج والنهج اللذين سيسير عليهما لبنان في المرحلة المقبلة. وجزم بأنَّ المملكة “تحرص بشكل لا لبس فيه على أن أي اتفاق مع إيران – مهما كانت أبعاده – لا يمكن أن يبنى على أنقاض مصالح الدول العربية الأخرى”. ورفض التعليق على الأخبار التي تتحدث عن مبادرة فرنسية تقضي بوصول رئيس من قوى 8 آذار ورئيس حكومة من المعارضة الحالية، مبرراً ذلك بأنَّ “قضية الانتخابات الرئاسية في لبنان، لا تشكل سوى قمة رأس جبل الجليد لمشكلات البلاد المتعددة والمتفاقمة منذ سنوات”. ورأى “أنَّ المعارضة اللبنانية تكاد تضيع من يدها فرصة تاريخية للتغيير”.
في “بيت عنيا” أو “بيت البؤس” كما ورد معناها في التسمية الآرامية، حيث أراد السيّد المسيح اجتراح معجزة الرجاء والحياة قبل أسبوع من آلامه وموته وقيامته، فنادى القبر بصيغة الأمر قائلاً لصديقه لعازر: “أُخرج”، اختارت البطريركية المارونية “عليّة” بيت عنيا في حريصا، لعقد خلوة روحية للنواب المسيحيين في “أربعاء أيوب”، فلبّى 53 نائباً دعوة البطريرك بشارة الرّاعي. وكشف مصدر كنسي لـ”نداء الوطن” أن الملف الرئاسي غاب كليّاً عن مداولات النوّاب في أوقات الاستراحة، فيما علم أنّ خلوة جمعت الراعي برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. ولفت المرجع إلى أنّ البطريرك الراعي سيسعى إلى استثمار الخلوة “لتعزيز التعاون والتواصل”.
وفي عظة القدّاس الختامي، قال البطريرك الراعي: “ليطرح كلّ واحد منّا وكلّ سياسيّ صالح هذه الأسئلة على نفسه: بماذا جعلت الشعب يتقدّم؟ أيّ طابع تركت في حياة المجتمع؟ أي روابط حقيقيّة بنيت؟ أي قوى إيجابيّة حرّرت؟ كم سلاماً إجتماعياً زرعت؟ ماذا أنتجت في المسؤوليّة التي أُسندت إليّ؟ ماذا فعلت لتسهيل انتخاب رئيس الجمهوريّة، وإحياء المؤسّسات الدستوريّة بعد خمسة أشهر من الفراغ الرئاسيّ ودمار شعبنا؟”. واعتبر الراعي أن “الزمن العصيب يحتاج إلى شهود أبطال للحقيقة والعدالة ولسموّ الله فوق أي اعتبار”.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
باريس تطالب فرنجية بضمانات والجواب عند «حزب الله»
قطر تتمايز عن فرنسا في الملف الرئاسي
محمد شقير
تأتي اللقاءات التي عقدها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي في جولته على القيادات الروحية والسياسية المعنية بالملف الرئاسي، لتؤكد التمايز بين قطر وفرنسا في مقاربتهما لانتخاب رئيس للجمهورية من جهة، وتركيزها على المواصفات التي يُفترض أن يتمتع بها الرئيس العتيد من دون دخولها في الأسماء بتفضيلها مرشحاً دون آخر.
فباريس، كما تقول مصادر مواكبة للأجواء التي سادت الجولة الاستطلاعية التي قام بها الوزير القطري على المرجعيات اللبنانية، تبدو كأنها وحيدة في تسويقها زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية في إطار تسوية تشمل تكليف السفير السابق نواف سلام برئاسة الحكومة وتعيين مسؤول صندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وأفريقيا الوزير السابق جهاد أزعور حاكماً لمصرف لبنان خلفاً لرياض سلامة، برغم أنه استبق إنضاج التسوية باعتذاره عن عدم تولي هذه المسؤولية.
وتلفت المصادر المواكبة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التسوية الفرنسية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم لم تكن مدرجة على جدول أعمال لقاءات الوزير القطري في بيروت كونه حصر مهمته باستطلاع آراء المعنيين بالملف الرئاسي، داعياً إياهم للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية من ناحية، وللوقوف على الأسباب التي تعوق انتخابه، وأن ما يهم قطر هو الحفاظ على الاستقرار في لبنان وتوحيد الجهود الخارجية لمساعدته للنهوض من أزماته.
وتؤكد أن الوزير القطري لم يحضر إلى بيروت لتسويق اسم أي مرشح لرئاسة الجمهورية، وتقول إنه شدد على توافق قطر مع السعودية في مقاربتهما للملف الرئاسي، وأن لا مساعدة دولية وإقليمية للبنان ما لم ينتخب رئيساً يشكل نقطة ارتكاز للانطلاق في حوار لبناني – لبناني يتبنى الإصلاحات المطلوبة من لبنان ويتمتع بالمواصفات الجامعة للبنانيين وألا يكون محسوباً على فريق دون آخر.
وتنقل المصادر نفسها عن الوزير القطري استعداد بلاده لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية كونها تقف على مسافة واحدة من الجميع، وتنفي أن يكون قد طرح رغبة قطر في استضافة مؤتمر للحوار على غرار المؤتمر الذي رعته في مايو (أيار) 2008.
ويشدّد أيضاً على أن الحل في لبنان يبدأ بانتخاب رئيس يتمتع بالمواصفات التي أجمع عليها المجتمع الدولي، ويفتح الباب أمام تشكيل حكومة منسجمة للبدء بتنفيذ الإصلاحات، ويرى أن التقدّم داخل اللجنة الخماسية من أجل لبنان يتوقف على إطلاق الحوار بين القوى السياسية لأنه من غير الجائز تغييبه في حين البلد يتدحرج من سيئ إلى أسوأ.
وتؤكد المصادر أنه من السابق لأوانه أن تؤدي الزيارة الاستطلاعية للوزير القطري إلى نتائج ملموسة ما لم تبادر القوى السياسية إلى التواصل لتفكيك الاصطفافات الداخلية. وتقول إنه أجرى قراءة للمشهد السياسي، مبدياً استعداد اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان شرط أن يبادر أهله إلى مساعدة أنفسهم.
ولم تستبعد أن تبادر اللجنة الخماسية، في ضوء الأسئلة التي طرحها الوزير القطري، إلى التداول في مجموعة من الأفكار تفتح الباب أمام التحضير لمناخ سياسي أفضل، شرط أن يتلازم مع استعداد القوى السياسية للخروج من الانقسامات التي تعطل انتخاب الرئيس.
لذلك، فإن الحضور القطري في لبنان جاء لجهة توقيته، في حين تراقب الولايات المتحدة ما ستؤول إليه الرغبة الفرنسية في تسويق انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وإن كانت تعتقد أن «الثنائي الشيعي» هو من أوحى لباريس بتبنّي المقايضة بذريعة أنها تسهّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وعليه، فإن باريس تعطي لنفسها فرصة لتسويق فرنجية رئاسياً، انطلاقاً من أنه لا يمكن انتخاب رئيس بلا موافقة «حزب الله»، رغم تأكيد خصومه أنه لا يستطيع التفرّد بانتخاب الرئيس.
ومع أن باريس لم تعطِ لفرنجية وعداً بدعم ترشيحه إلى ما لا نهاية، وأوعزت إليه بالتحرك محلياً وخارجياً لتفكيك الاعتراضات التي يصطدم بها، فإن فرنجية عاد مرتاحاً من اجتماعه بالمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، وهذا ما أبلغه إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقيادة «حزب الله» بعد أن أوفد إليهما الوزير السابق يوسف فنيانوس لاطلاعهما على أجواء اللقاء والضمانات التي قدّمها لتذليل العقد التي تعوق انتخابه.
ويبقى السؤال، بحسب المصادر، من يضمن الضمانات التي أودعها فرنجية لدى درويل؟ وهل حصل على موافقة مسبقة من حليفه «حزب الله»؟ لأن الضمانات مطلوبة منه كونه يملك فائض القوة الذي استخدمه سابقاً لمنع تنفيذ ما تقرر في مؤتمرات الحوار أو في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة. فـ«حزب الله»، كما تقول المصادر، هو من يتحكّم بالضمانات، وبالتالي أين يقف فرنجية من اعتراض رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد على التفاوض مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته في معرض تلويحه بوضع «فيتو» على ترشيح من يملك رؤية اقتصادية، في إشارة غير مباشرة إلى رفضه ترشيح أزعور؟ وهل يؤيد فرنجية التفاوض مع صندوق النقد بخلاف إرادة «حزب الله»؟
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : خلوة بكركي تجمع الأضداد ولا تقرّبهم.. ديبلوماسية الخارج مستنفرة لكسر التعطيل
سيدخل الملف الرئاسي في الآتي من الأيام في استراحة عيد الفصح لدى المسيحيين، وعيد الفطر لدى المسلمين، ولعلها مصادفة جديرة بالتأمّل والتعمق في معناه وما تشكّله من فرصة للتلاقي والاجتماع تحت عنوان وحيد: مصلحة لبنان واللبنانيين.
على انّ الاعياد هذه السنة تحل كئيبة، وفاقدة لبهجتها، فلبنان تحت أنقاض التناقضات السياسية، وليس من يبشّر اللبنانيين بالقيامة، ويخلّصهم من مكونات العبث السياسي المحكومة بنزعة الانتقام من هذا البلد، والتي بدل ان تزرع في التربة اللبنانية نبتة الانفراج، زرعتها سموماً واحقاداً وسياسات خرقاء وكمائن على الطريق الرئاسي، ووسّعت فجوة الانقسام فيما بينها الى حدود كسرت كل المحاولات العقلانية والصديقة والشقيقة لتضييقها.
هي بالتأكيد استراحة مفلسين في الوقت الضائع، لا تعني أبداً أن تمنح تلك المكونات نفسها فرصة لأن تنتمي ولو لمرة واحدة الى المسؤولية، وتقتطف لحظة للتفكير العقلاني بما آل إليه حال لبنان واللبنانيين، كما لا تعني ابداً انّ ما بعد تلك الاستراحة غير ما قبلها، فتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وما يليه من خطوات لإعادة انتظام الدولة ومؤسساتها وسلطاتها، إنجاز وقح لتلك المكونات، ابتلع حتى الآن خمسة اشهر من عمر البلد، وها هي مكونات التعطيل قد بدأت في ابتلاع الشهر السادس.
المسار المدمِّر
في هذا الجو السائد في الداخل، ينعدم الامل نهائياً في أنّ إمكان ان يُبعث حلّ من الداخل، بل العكس فالداخل محكوم بفئة ولّادة لشتى أنواع وألوان التعقيدات والفروقات، وخوف اللبنانيين يتعاظم من هذا المسار المدمّر، الذي كما هو مؤكد، يَنساق بغايات دفينة واهداف لعينة مستوطنة في نفوس تلك المكونات التي لا تريد التوافق في الداخل على رئيس للجمهورية، ولا ان تتجاوب مع جهود الاصدقاء والاشقاء في الخارج لِحث اللبنانيين على هذا التوافق وانتخاب رئيس الجمهورية.
… لن يكمّل
الّا انّ هذه الصورة تعاكسها قراءات سياسية، تقارب الملف الرئاسي المعقد بحجمه الطبيعي، وكذلك إمكانات وقدرات مكونات التعطيل، من دون ان تنساق الى تضخيم الصورة والمبالغة في تكبير الاحجام.
وفي هذا السياق، أبلغَ مرجع سياسي الى «الجمهورية» قوله: ان التموضعات السياسية بالشكل الموزّعة فيه على ضفتي ملف رئاسة الجمهورية، وبالشكل التي تتعامل وتتفاعل فيه مع بعضها البعض، تؤكد بما لا يرقى اليه الشك انها تموضعات متعادية، ولغة التخاطب فيما بينها، هي اللغة الحربية والالغائية التي لا يستقيم معها اي تقارب او توافق. وبالتالي في هذا الجو، يصبح تحقيق أي خرق إيجابي في الملف الرئاسي من سابع المستحيلات.
وسأل المرجع عينه «هل هذا الامر غريب عن لبنان»؟ وأجاب: «أبداً، هذا الجو العدائي ليس مستجداً على هذا البلد، بل بالعكس، هو مسار اشتباكي طويل يمتد الى سنوات طويلة، خبر فيها اللبنانيون صولات وجولات مماثلة «على الفاضي وعلى المليان»، مع ذات المكونات التي تتواجَه بذات الادوات وبذات الانقسامات وبذات الخطابات وبذات الشعارات، وبذات الرهانات، وبذات العصبيات وبذات العنتريات النافخة لعضلات فارغة الّا من إرادة التعطيل وقدرة التفريق والتحريض الطائفي والمذهبي. امّا النتيجة فلن تكون خارج سياق ما شهدناه في الماضي، حيث انه عند ساعة الجد، يأخذ كل طرف حجمه وتنتهي وظيفته المحددة له في مرحلة التأزيم، وتصبح الكلمة الفصل لـ«التسوية» التي لا بد ان تُصاغ، ولا اعتقد انها بعيدة. وبالتالي، تصبح الاولوية القصوى لدى ايّ من اطراف الاشتباك هي ان يبحث عمّا يمكنه من أن يحجز مقعداً له في هذه التسوية او على ضفافها».
خلاصة الامر، يلفت المرجع عينه الى انه «رغم الانسداد الظاهر فأنا لستُ متشائما، مع يقيني الكلّي بأنّ هذا المسار المدمّر لن يكمل، وقناعتي راسخة بأنّ الوضع الراهن سينتهي الى حلّ رئاسي في المدى المنظور».
وردا على سؤال قال: الحل الرئاسي اكثر من وارد في المدى المنظور، ربطاً بما يحصل من حولنا من تطورات كاسرة لكل التوترات في المنطقة، واندفاعات تقارب وتوفيق بين من كانوا في الامس أعداء، فهل يمكن ان تهدأ المنطقة ويترك لبنان متوتراً ونقطة متفجرة؟ فضلاً عن اننا لمسنا بكل وضوح وجدية، إرادة صديقة وشقيقة بحسم الامر في لبنان وتمكينه من انتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك لا اعتقد انّ المسألة ستطول اكثر من اسابيع قليلة، ولن يكون احد قادراً على نسف الحل لأن كلّ الاطراف يَدّعون القوة قولاً، الا انهم في حقيقة امرهم ضعفاء».
إستنفار ديبلوماسي
الى ذلك، كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» عما سمّته «استنفارا ديبلوماسيا عربيا وفرنسيا، لحسم سريع للملف الرئاسي، وثمة خطوات ستتتابع في القريب العاجل من ضمن سياق الجهد الفرنسي السعودي».
وأدرجت المصادر في هذا السياق، زيارة الموفد القطري الاخيرة الى بيروت، وقالت: خلافاً للتشويش الذي رافقها، وقارَبها بكونها زيارة عابرة جاءت من خارج سياق الاحداث، وانها مُزاحِمة لبعض الدول المعنية بالملف اللبناني وتحديدا السعودية، او انّ أقصى ما قدّمته هو مجاملات وحلقات علاقات عامة في لبنان، وعلى ما عكسته أجواء المحادثات الواسعة التي أجراها الموفد القطري، فقد كانت زيارة على جانب كبير من الاهمية، وسيكون لها ما يكملها في المدى المنظور، ربما عبر موفدين آخرين عرب او اجانب الى بيروت، علماً ان الايام القليلة المقبلة قد تشهد زيارة لموفد سعودي الى بيروت مرتبطة بشكل اساسي بالقمة العربية التي ستعقد في السعودية قبل نهاية الشهر الجاري.
فرصة مهمة
بدورها، اكدت مصادر ديبلوماسية عربية على «الزخم الديبلوماسي العربي والدولي الملحوظ تجاه أزمة لبنان، وقالت لـ«الجمهورية»: ان الملف اللبناني مُحاط بمتابعة عربية ودولية، وبرغبة اكيدة تمتد من واشنطن الى باريس الى كل الدول العربية، في إخماد التوتر السياسي القائم في لبنان وإنهاضه من ازمته».
ولفتت المصادر الى «اننا نرى في الافق اللبناني مساحة انفراج يجري التأسيس لها، ما يعني انّ لبنان يقترب من سلوك مسار اكيد نحو إتمام انتخاب رئيس الجمهورية، حيث ان الدول المعنية بملف لبنان، وخصوصا دول الاجتماع الخماسي في باريس، متفقة على خلق فرصة مهمة امام لبنان لتجاوز أزمته وانتخاب رئيس بِمعزل عن اسمه، وثمة معطيات تؤكد ان باب الانفراج قد فتح امام لبنان، ولذلك لا بد بالتالي للبنانيين من ان يستثمروا على هذه الفرصة، لأنها اذا ما فوّتت، فمثلها قد لا يتعوّض او يتوفّر، كما انّ دولاً صديقة او شقيقة متحمسة لمساعدة لبنان اليوم، قد تصبح في حِلّ من اي التزام، او اي حماسة».
ورداً على سؤال قالت المصادر: العرب مع لبنان، الاتفاق الايراني السعودي لعله الحدث الاهم في المنطقة، والاكثر تأثيراً في مجموعة ملفات، ومن ضمنها لبنان، لذلك هو يصبّ في مصلحة لبنان على مستويات مختلفة. كما انّ كل ما يجري في المنطقة من تطورات انفتاحية يصب في مصلحة لبنان، فهل يعقل ان يبقى لبنان متخلفاً عن هذه القافلة؟
على انّ المصادر الديبلوماسية عينها تشير الى ما وصفتها «مفارقة طريفة إنما غير مفهومة، وتتجلى في انّ السعودية وايران توصّلا الى اتفاق للتفاهم والتقارب واعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد فترة طويلة من الخصومة والعداء، ويسود بينهما لغة تقريب ووئام غير مسبوقة، الا انّ ما يثير التساؤل والاستغراب هو انّ السعودية وايران تتفقان، فيما حلفاؤهما في لبنان على درجة عالية من الخصومة والعداء، فعلاً الأمر محيّر»؟.
خلوة بكركي
الى ذلك، وفي الوقت الذي تسيطر فيه اجواء التخبّط لدى بعض الاطراف التي تصنف نفسها سيادية، والذي يعبّر عن نفسه بهجومات متتالية على الجهود الفرنسية وما أحاط الزيارة الاخيرة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس، وآخرها الهجوم المباشر على مستشار الرئيس الفرنسي بارتريك دوريل، وكذلك اتهام فرنسا بأنها «لا ترى في لبنان سوى مصالح وصفقات على حساب مصلحة اللبنانيين»، انعقدت في بكركي الخلوة الروحية للنواب المسيحيين برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
شارك في الخلوة 53 نائباً، يمثّلون التوجهات المسيحية على اختلافها، حيث كانت الخلوة بمثابة تجمع للاضداد، من دون ان تفضي الى اجوبة حاسمة حول مآل الملف الرئاسي، كيفية تجاوز حلقة التعطيل التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية، بل ان البطريرك الراعي أودَع النواب مجموعة من الاسئلة، التي تعبّر عن غضب بكركي من استمرار الوضع الشاذ والفراغ في رئاسة الجمهورية، وتنطوي في بعضها على مآخذ ارتدَت في بعض مفاصلها طابع التقريع المبطن.
عقدت الخلوة في بيت عنيا – حريصا، واستهلّت بحديث روحي للنائب البطريركي المطران أنطوان عوكر تحت عنوان «الخلاص بين عمل الله وأعمال المؤمن». والنقاش الذي دار فيها تمحور حول المشهد العام، ترأس في نهايتها البطريرك الراعي قداساً استهلّ كلمته فيه قائلاً: «نرفع ذبيحة الشكر لله وقد خاطبَ كل واحد منكم من موقعه فقد استجاب لصلواتنا وعبّر الشعب عن فرحته عن هذه المبادرة وعلّق عليها آمالا كبيرة».
وشدد على ان «السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور».
وأضاف: «يقول البابا فرنسيس ان «السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة». وتوجّه الى النواب الحاضرين قائلاً: بماذا جعلتم الشعب يتقدم، اي قوى ايجابية حررتم؟ ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية»؟.
ودعا الراعي النواب الى «التحلّي بصفات القديس توماس مور شفيع المسؤولين السياسيين واتّباع مقولته «أنا خادم الملك الأمين ولكن خادم الله أولاً».
قبلان يرحّب
الى ذلك، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان انّ «استحضار تعاليم الرب بالخلوة الروحية للنواب المسيحيين في حريصا ضرورة ماسّة لتأكيد طائفة الإنسان التي تجمع كل اللبنانيين، وطائفة الإنسان هي طائفة الرب، والكنيسة ضرورة المسجد لقيام لبنان، ولبنان لا يقوم بالاصطفاف الطائفي والسياسي بل بطائفة الرب التي تجمع كل الأديان، والضرورة الدينية والوطنية تلزمنا القيام بخطوة كبيرة لانتشال لبنان من أسوأ فراغ رئاسي وسط أخطر مرحلة تهدّد قيامة لبنان، والمسافة بين الرب والإنسان قريبة والمطلوب جرس كنيسة ومؤذن جامع بالمعنى الوطني، والصلاة للعذراء ضرورة وطنية لإنقاذ بلد كل الأديان، ولا أخشى على لبنان من دين الكنيسة والمسجد بل من دنيا الطوائف السياسية والقطيعة الوطنية، وخشبة خلاصنا تسوية وطنية تجمع وتنقذ بلد الأديان بمجلس النواب».
التيار يهاجم ميقاتي
من جهة ثانية، اعلن المجلس السياسي في التيار الوطني الحر في اجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة النائب جبران باسيل انه «في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أنّ هذا الإستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً، فمع شكر الدول المهتمة الاّ ان المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بانتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه».
وتوقّف التيار عند ما سمّاها «خطورة سلوك رئيس الحكومة المستقيلة الذي كشفت مسألة تغيير الوقت أنه يرتكب معصية في الدستور بتوقيعه منفرداً على موافقات استثنائية يتطلب إصدارها عادةً، وإذا كانت طارئة، توقيع رئيس الجمهورية وإذا كان غائباً والحكومة مستقيلة يلزم وضع تواقيع جميع الوزراء نيابة عن رئيس الجمهورية هذا مع عدم التسليم ببدعة الموافقات الاستثنائية، وفي أحدث مخالفات الرئيس ميقاتي موافقة استثنائية وقّعها منفرداً لاستيراد البطاطا من الخارج وخارج الروزنامة الزراعية على أن يُعرض الموضوع لاحقاً على مجلس الوزراء للتسوية وهذه مخالفة تلزم الحكومة المقبلة، وتُسيء في هذا الوقت الى مزارعي البطاطا اللبنانيين. ناهيك عن توقيعه عشرات الموافقات الاستثنائية خلافًا للدستور والقانون والله وحده يعلم ما فيها».
واستغرب التيار «تجاهل رئيس الحكومة ما ورد في بيان صندوق النقد حول «مرور لبنان بلحظة خطرة للغاية، وبأنه سيدخل في أزمة لا نهاية لها». إنّ هذا السكوت واللامبالاة معطوفاً على التلاعب المستمر بسعر صرف الليرة هبوطاً وصعوداً يدلّ على ما هو أبعد من الإهمال، وقد يصحّ فيه توصيف ارتكاب الجرم بحق الشعب عن إهمال متعمّد وامتناع مقصود عن العمل اي «اللاعمل» بحسب كلام صندوق النقد الدولي».
وسأل التيار الحكومة ووزير الداخلية «هل توفّر التمويل المطلوب لإجراء الإنتخابات البلدية، وهل استطلع وزير الداخلية رأي وزير التربية والتعليم العالي حول جهوزية الأساتذة للمشاركة وتأمين رئاسة أقلام الإقتراع في ضوء إضراب المعلمين في المدارس الرسمية، ورأي وزير العدل حول جهوزية القضاة في لجان القيد؟ وهل استطلع رأي المحافظين والقائمقامين؟ وهل ستتوفّر لجميع المرشحين المعاملات المطلوبة؟ وكيف ستتأمّن الظروف الضرورية لإجراء الإنتخابات طالما أن معظم الدوائر معطّلة عدّة أيام في الأسبوع؟».
********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الخزانة الأميركية تضع «الملاحقة الجرمية» للأخوين رحمة بعهدة القضاء
اعتراض سنّي على صيغة فرنجية – سلام .. وتأنيب الراعي الحاضر الأكبر في «الخلوة الروحية»
بعناية مدروسة، ولكن غلب عليها طابع العفوية، شارك 53 نائباً مسيحياً (وغاب 11 نائباً) في الخلوة الروحية، التي دعت اليها بكركي على نيّة الصلاة من اجل إلهام النواب العمل والتواصل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ولم تخلُ من السياسة، سواء عبر كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال القداس الإلهي الذي أعقب الخلوة التي عقدت امس في بيت عنيا في حريصا، غلب عليها طابع التساؤل بعد استعادة كنسية لمفهوم السياسة، بما هي خدمة للشعب، بقوله: «ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية»، ودعا النواب الى التحلي بصفات القديس توماس مور شفيع المسؤولين السياسيين واتباع مقولته «أنا خادم الملك الأمين ولكن خادم الله أولاً». أو عبر رهان النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الذي شارك الى جانب ممثلة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع النائب ستريدا جعجع بالتقاط الصورة التذكارية مع الكاردينال الراعي، على إحداث تقارب يتخطى ما تحقق من اتفاق ضمني على مواجهة المرشح سليمان فرنجية، بوصفه مرشح حزب الله والثنائي الشيعي (الحزب وأمل)، والمفروض فرضاً، ولا يتمتع بمواصفات يريدها باسيل او تريدها «القوات اللبنانية».
وفي شأن رئاسي متصل، وعلى الرغم من عدم ربط وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية، برايان نيلسون «بالانتخابات الرئاسية» داعياً المسؤولين الى إنهاء الجمود السياسي وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتمكينها والقيام بالاصلاحات اللازمة لتمهيد الطريق امام تعافي الاقتصاد، تخوفت مصادر دبلوماسية من شمول العقوبات قوى نافذة داخل الطبقة السياسية، من زاوية «مواصلة حكومة الولايات المتحدة محاسبة اولئك الذين ينخرطون في ممارسات فاسدة على حساب الشعب اللبناني».
وحضّ وكيل الخزانة السلطات القضائية بتقرير ما «يجب ان يواجه الاخوان رحمة من تبعات قانونية على افعالهم، وما يترتب عليها من عواقب بموجب القانون اللبناني». (التفاصيل في مكان آخر).
وفي اطار تقويم مهمة الموفد القطري في بيروت، فقد اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها، بأن كل ما يتم استخلاصه من نتائج زيارة الموفد القطري الى لبنان، ولا سيما منها مايتعلق بامكانية عقد مؤتمر دوحة جديد لحل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية والاتفاق على تركيبة سلطوية جديدة، انما يندرج في اطار التحليلات والاستنتاجات للبعض، الا ان الثابت في هذه الزيارة، هو الوقوف على اراء وتوجهات، جميع الاطراف السياسيين من دون استثناء احد، ايا كان، لاجل استخلاص مايجمع بين هذه الافكار، وما يفرقها، وكيفية صياغة قواسم مشتركة، تشكل اساس حل الأزمة المتفاقمة.
وقالت المصادر ان ما يتم تداوله عن سلة متكاملة لحل الازمة، بالاتفاق مسبقا، على اسم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة وشكلها وتركيبتها، بلقاءات باريس ومع المعنيين من الزعامات والمسؤولين، ليس دقيقا، ولا سيما ما تردد عن التفاهم الاولي على اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، لم يطرح كصيغة متكاملة على كل الاطراف السياسيين، بل تم الاستئناس بتداوله في المجالس الضيقة والترويج له في وسائل الإعلام من بعض الجهات الحزبيةالمعروفة، التي تسعى لتكريس هكذا صيغة غير متوازنة تمثيليا وسياسيا، لتامين انتخاب فرنجية للرئاسة لصالحها، ولتقصي ردود الفعل السياسية عليها، ووضعها في البازار السياسي والبناء عليه.
وتكشف المصادر ان هذا الطرح لم يلق القبول وسقط من التداول، بعدما ابلغ اكثر من وسيط عربي وفرنسي، ان الاتفاق على اي طرح او صيغة لحل متكامل، لا تبحث او تبت، استنادا لمصلحة من يروج لها او لمن يراها تصب بمصلحته، بل تتطلب موافقة الاطراف التي يمثلها رئيس الحكومة، ايا كان، لكي تنجح، والا ستسقط سريعا، وهذا لن يكون بمصلحة الحل المطلوب للازمة.
واشارت المصادر إلى ان الاستمرار بدعم وصول فرنجية للرئاسة من قبل حلفائه، حال دون توفير التأييد العربي والخارجي له، وهذا لم يتحقق بعد، وقد يكون صعبا في ظل الرفض غير المعلن لاكثرية دول اللقاء الخماسي له حتى اليوم، سيقابل بأن يكون رئيس الحكومة المقبل باطار سلة متكاملة للحل، ضمن عدة اسماء، لها اوزانها التمثيلية، ومقبولة من طائفتها، وفي مقدمتهم الرئيس تمام سلام، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي.
وفي سياق التحركات امس حركة للسفير المصري الدكتور ياسر علوي، باتجاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزاف عون حيث رافقه الى اليرزة الملحق العسكري المصري العميد أحمد محمد حسني علي عبد المقصود، في الوقت الذي التقت فيه السفيرة الفرنسية في بيروت آن غاريو النائب باسيل للتباحث بمستجدات الاتصالات الرئاسية.
خلوة حريصا:
اسئلة الراعي
بدأت الخلوة الروحية للنواب المسيحيين بدعوة من البطريرك الراعي في بيت عنيا – حريصا بمشاركة ٥٣ نائباً توزعوا على طالو الخلوة عشوائياً ومن دون اصطفاف سياسي.
وتغيّب عن الخلوة كل من النواب: سينتيا زرازير – ميشال معوض – بولا يعقوبيان – ملحم خلف – نجاة صليبا – أسعد درغام – الياس بو صعب – جهاد بقرادوني – سامر التوم – ميشال الدويهي – ميشال الياس المر. وكشفت النائبة بولا يعقوبيان أنها أبلغت البطريرك الراعي سبب عدم مشاركتها في خلوة بيت عنيا بالقول: كيف نقول نجنا من الشرير والاشرار وجميعهم مدعوون؟ ونحن بحاجة لمقاربة جامعة لحلّ الازمة الرئاسية.
وافيد أن «النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا إتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلاثاء، وتمنيا مشاركته الصلاة من قاعة مجلس النواب إستكمالًا لإعتصامهما منذ ٧٧ يوماً، وقد أبدى الراعي تفهماً لموقفهما».
وترأس البطريرك الراعي قداساً عند الظهر حضره النواب المشاركون في الخلوة، ومما قاله: إن السياسة التي تمارس السلطة بطريقةٍ خاطئة غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور.
وبعد القداس تناول الحضور الغداء الى مائدة الراعي، وجرت خلاله دردشات عامة. وانتهت الخلوة من دون اي بيان او تصريح. لكن مصادرنيابية شاركت في الخلوة قالت لـ«اللواء» انه لم يكن من كلام سياسي، لاعلى مستوى رئاسة الجمهورية ولا عمل الحكومة اومجلس النواب، وفعلاً كان يوم صلاة وتأمل. «وغير هيك ولاشي»! واوضحت المصادر: انه جرى اثناء الغداء كلام ديني كمثل «ان شاء الله الروح القدس تهبط وتساعد في إجراء الانتخابات». كما جرى كلام حول جمالية دير مار عنيا ومن المسؤول عنه وكيف يعمل؟
وفي المواقف، قال المجلس السياسي في التيار الوطني الحر في إجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة النائب جبران باسيل: ان في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية، يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أن هذا الإستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً، فمع شكر الدول المهتمة الاّ ان المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بإنتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه. وفي هذا الإطار تمنى التيار الوطني الحر أن يفضي لقاء التأمل في بيت عنيا الى تنبيه النواب المسيحيين الى المخاطر الوجودية على لبنان وما يتوجب القيام به لحماية الوطن.
المالية: سعر موحّد للكل
في الشان المعيشي، صدر عن وزارة المالية بيان جاء فيه، «تفيد وزارة المالية مجددا انها سددت كامل رواتب الشهر الحالي على سعر صرف صيرفة 60 الف ليرة».
وأضاف البيان: ويشمل ذلك رواتب القضاة والعسكريين وموظفي الوزارات والادارات العامة والمؤسسات العامة لا سيما اوجيرو وكهرباء لبنان والمستشفيات الحكومية وتعاونية موظفي الدولة وغيرهم، اضافة الى معاشات المتقاعدين من القطاع العام.
وتابع: وتنفي الوزارة اي تمييز بين موظفي القطاع العام، وان سعر 60 الف ليرة تم اعتماده للرواتب والمعاشات من دون اي استثناء.
وختم البيان: اما بخصوص الذين قبضوا رواتبهم او معاشاتهم على سعر 90 الف ليرة، فانه سيتم دفع الفارق المستحق له خلال الايام القليلة المقبلة من خلال مصرفه المعني بذلك.
وتطرق وزير الدفاع الوطني موريس سليم أمام زواره الى «واقع القطاع العام وتقلص قيمة مداخيل العاملين فيه، ووجوب معالجة هذا الخلل والحرص على مبدأ العدالة والمساواة بين الأسلاك المدنية والعسكرية، كما بين من هم في الخدمة الفعلية والمتقاعدين، وعدم إعتماد أي معايير تشكل التفافاً على حقوق هؤلاء المالية، لا سيما في ظل انهيار القدرة الشرائية للعملة الوطنية»، وفق ما اعلن مكتبه الاعلامي.
صحياً، اصيب 81 شخصاً بفايروس كورونا، وسجلت حالة وفاة واحدة.
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
خلوة مسيحية تكسر الجمود الرئاسي… الراعي: ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية
مواصفات سعودية أميركية للـ«رئيس» وسفير سعودي جديد لمواكبة «المتغيرات»
الاوضاع المالية لامست الخطوط الحمراء وهامش المعالجات ضاق جدا – رضوان الذيب
شكلت الخلوة الروحية التي دعا اليها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بيت عنيا – حريصا، خرقا للجمود في الملف الرئاسي، وبابا للضوء في العتمة القاتلة، وعامل حض للنواب للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بعد ان تضمنت عظته مواقف عالية السقف في وجه النواب وتحميلهم مسؤولية فشلهم في انتخاب رئيس للجمهورية عبر مخاطبتهم بلهجة صارمة «ماذا فعلتم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية واحياء مؤسسات الدولة بعد ٥ اشهر من الفراغ». وتابع الراعي «السياسة التي تمارس بطريقة خاطئة تسحق الفقراء وتستغل الارض، لا تعرف كيف تحاور» وخاطب النواب ايضا «اسألوا انفسكم، بماذا جعلتم الشعب يتقدم، اي روابط حقيقية بنيتم»؟
الخلوة التي حضرها ٥٣ نائبا يمثلون مختلف الكتل المسيحية والمستقلين تركت ارتياحا شعبيا واعطاها الاعلام العربي والدولي حيزا لافتا، وهذا ما اشار اليه الراعي بالقول: «لشعب عبر عن فرحته عن هذه المبادرة، وعلق عليها امالا كبيرة» فيما تمنى العديد من النواب ان تشكل كسرا للجليد بين القوى المسيحية، مع استبعاد ان تؤدي الى اي خرق في الملف الرئاسي في ظل المواقف المتباعدة والمعروفة للاطراف المسيحية، والسؤال، هل قصد الراعي من خلال دعوته، ان يقول للنواب المسيحيين «يا رب اشهد انني قد بلغت» في حال عدم التجاوب معها ورمي الكرة في ملعب القيادات السياسية المسيحية وجميع القوى اللبنانية اذا طال امد الفراغ وتفاقمت الامور، وقد ابلغ البطريك الحاضرين انه لن يالوا جهدا حتى الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. وعلم ان البطريرك الراعي اوفد الى الضاحية الجنوبية احد مستشاريه الذي تبلغ دعم الثنائي الشيعي لسليمان فرنجية بعد عرض موفد الراعي على حزب الله لائحة المرشحين التي نتجت عن جولات المطران ابي نجم على القيادات السياسية.
القلق السعودي من فرنجية
هل هناك قرار عربي ودولي بتغطية الانهيار في لبنان في ظل القناعة السعودية-الاميركية باستحالة بناء الدولة مع الطاقم السياسي الذي حكم منذ الطائف؟ هذا الاتجاه المح اليه الزوار الأجانب ويؤكدون، ان الرفض السعودي لفرنجية ليس بسبب علاقاته مع سوريا وايران ومحور المقاومة بل كونه جزءا اساسيا من الطاقم الذي حكم البلد واوصل الامور الى ما وصلت اليه، هذا الطرح تدعمه واشنطن والرياض، وكذلك فرنسا التي تختلف معهما بالاسلوب وليس بالمبدأ، ففرنسا مع رئيس تيار المردة شرط الالتزام بخارطة طريق عناوينها: الاصلاح – مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وبناء الدولة الحديثة، فيما السعودية واميركا متمسكتان بالخيار الثالث ووصول شخصية ليست على عداء مع حزب الله وسوريا وايران، لكن الاساس عندهما ، شخصية اكاديمية تملك رؤى مالية واقتصادية واصلاحية لعودة التعافي ومواكبة التسويات في سوريا والعراق واليمن والسعودية.
هذا هو جوهر الخلاف الاساسي حسب المطلعين على اجواء الاتصالات، ولا علاقة للرفض السعودي بمواقف فرنجية السياسية في ظل» الدفراسوار» الذي فتحته الرياض في علاقاتها مع دول الممانعة.
سفير سعودي جديد
هذه الاجواء والسياسات الجديدة فرضت تغييرات شاملة في طاقم السفارة السعودية في بيروت، وابلغ السفير السعودي وليد البخاري اعلاميين قرار بلاده بمغادرته بيروت، عازيا الاسباب الى المتغيرات في المنطقة التي تتطلب سفيرا جديدا، لكنه لم يكشف عن اسم السفير الجديد، وحسب المعطيات، فان الكفاءة التي يتمتع بها البخاري لا غبار عليها، وموضع اجماع كل اللبنانيين، لكن اتفاق بكين يتطلب سفيرا جديدا في ساحة اساسية كانت معقلا للخلافات الايرانية السعودية، وقادرا على التسويق للتفاهمات الجديدة وصولا الى امكانية الحوار المباشر مع حزب الله حول بعض الملفات وتصفير الخلافات وتجاوز سلبيات المرحلة الماضية، ووقف الحملات الاعلامية وربما نقل المحطات الاعلامية التي تبث من الضاحية وتهاجم الرياض ودول الخليج كالمسيرة والساحات اليمنية واللؤلؤة البحرينية والنبا للمعارضة السعودية بقرار ذاتي من ادارات هذه المحطات.
وحسب المراجع العليمة، تكمن مشكلة الرياض في لبنان في عدم وجود حلفاء داخليين لها قادرين على ادارة التفاهمات مع حزب الله بعد خروج سعد الحريري من الحياة السياسية، بالاضافة الى الخلافات المسيحية وعدم امتلاك جنبلاط الغطاء المسيحي الذي يعطيه حرية الحركة رئاسيا، فيما طهران ودمشق موقفهما ثابت وواضح لجهة تسليم الملف الرئاسي وكل تفاصيل الحياة اللبنانية الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبالتالي فان الرياض مضطرة الى التدخل المباشر في الملفات الداخلية، وظهر هذا الامر بوضوح في الفترة الاخيرة من خلال الجولات المكوكية للسفير السعودي مقابل انكفاء كامل للسفير الايراني عن الملف الرئاسي وكل الملفات الداخلية. هذا الامر اظهر السعودية وكانها فريق داخلي مع ١٤ آذار ضد ٨ اذار فيما التسويات الكبرى تتطلب مسارات مختلفة وحوارات مع الجميع، وصولا الى فتح ابواب السفارة السعودية امام حزب الله وفتح ابواب حارة حريك امام المسؤولين السعوديين وصولا الى افطارات متبادلة بمشاركة السفيرين الايراني والسعودي مع مسؤولين في حزب الله، وفتح صفحة جديدة.
وتنصح المراجع العليمة العديد من القيادات السياسية، قراءة المتغيرات الكبرى بشكل واضح وسليم، وعدم الوقوع في اخطاء او التقليل من حجم ما يحصل من تفاهمات بين الصين والسعودية وايران، وظهر ذلك في التوافق على تخفيض انتاج النفط والغضب الاميركي من القرار. ولذلك تؤكد المراجع العليمة، ان الاستحقاق الرئاسي تفصيل صغير، مع تاكيدها بان الرياض لن تعطي باريس ورقة فرنجية في لبنان، وانه في حال حصل تبدل، فلماذا لا تسلفها مباشرة لدمشق وطهران عندما يوضع الملف الرئاسي على الطاولة خصوصا ان الرياض تاخذ الهواجس السورية الامنية في لبنان في عين الاعتبار.
وتشير المراجع العليمة، ان الملف الرئاسي سيحسم في النهاية على الطاولة السعودية السورية خلال القمة العربية في الرياض، ولا جديد رئاسيا الان، والموفد القطري اكد خلال جولاته، ان بلاده تعمل بالتنسيق مع الرياض في لبنان، وزيارتنا استطلاعية، لمعرفة كل الاراء قبل اجتماع اللجنة الخماسية التي لم تدخل في اجتماعها السابق في باريس بالاسماء، ولم تضع فيتو على اي اسم، لكنه سأل من التقاهم من ٨ اذار «لماذا سليمان فرنجية»؟ وسمع الاجوبة دون اي تعليق منه، مع التاكيد على استعداد فرنجية على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والحوار بشانها ولا مشكلة عند حزب الله في الموضوع، كما اكد الموفد القطري ايضا، ان بلاده لن تسمح «بسقوط « لبنان وهذا قرار عربي، واشار الى عمق واهمية ما حصل بين السعودية وايران مع تبنيه انضمام طهران الى اللجنة الخماسية.
الملفات المعيشية
الاوضاع الاقتصادية حسب المتابعين، لامست الخطوط الحمراء، وهامش الحلول ضاق جدا، ولا امكانية لتلبية مطالب الناس الحياتية، ولا قدرة لحاكم مصرف لبنان على التدخل بالاسواق المالية ولجم الدولار الذي سيعاود ارتفاعه الجنوني، وهذا ما ادى الى تاجيل جلسة مجلس الوزراء الى الاسبوع القادم نتيجة عدم الانتهاء من تقدير حجم الكلفة المالية للزيادات في القطاع العام، وهناك شكوك كبيرة في تنفيذ الوعود بدفع بدلات الانتاج، لكن الامور لن تخرج عن السيطرة في ظل قدرة القوى على منع السقوط الكبير، والامور ستبقى على حالها والمعالجات على القطعة حتى انجاز الاستحقاق الرئاسي. وما على اللبنانيين الا الصبر.
الاتتخابات البلدية
رفع وزير المالية يوسف الخليل الى رئاسة مجلس الوزراء مشروع مرسوم بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة للعام ٢٠٢٣ الى موازنة وزارة الداخلية لتتمكن من اجراء الانتخابات البلدية، ورعم ذلك ما زال الغموض يلف مصير حصول الاستحقاق البلدي نتيجة الشلل في كل مرافق الدولة واداراتها وعدم القدرة على مواكبة الاستحقاق خصوصا لجهة الحصول على اخراجات القيد وتامين الكهرباء واللوازم اللوجيستية وغيرها.
ميقاتي مرتاح للحفاوة السعودية
ابدى الرئيس نجيب ميقاتي ارتياحه للحفاوة السعودية التي استقبل بها من قبل كبار المسؤولين السعوديين اثناء اداء مناسك العمرة مع عائلته في مكة المكرمة، وقد حظي ميقاتي بالاستقبال والرعاية كما اقام في «المضافات» السعودية الرسمية بدلا من احد الفنادق، واجرى بعض اللقاءات البعيدة عن الاضواء.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الموفد القطري غادر «بصمت » والراعي للنواب المسيحيين: ماذا فعلتم لانتخاب رئيس ؟
في مربعهم، تحرك الساسة المسيحيون اليوم. فالمنكوبون والفقراء الجدد هم من «ابناء رعيتهم» ايضا. ونكبتهم مزدوجة، نكبة العوز والبؤس واليأس من منظومة سياسية أمعنت في قهرهم وسلبهم جنى العمر، ونكبة المصير المجهول، في ضوء استمرارها متحكمة بهم غير آبهة بالتحذيرات المنهمرة من كل حدب وصوب للشروع في الاصلاح قبل فوات الاوان. 53 نائبا مسيحيا صلوا في بكركي، في اربعاء ايوب لدى الطائفة المارونية، وقد بات اللبنانيون بمجملهم ايوب، لكثرة ما صبروا وتحملوا من منظومة الفساد القابضة على حيواتهم، لكن الصلاة وحدها قد لا تكفي، في وقت يتقدم اللبنانيون كل يوم خطوة اضافية على درب الجلجلة.
فالخلوة الروحية النيابية المسيحية التي عقدت امس في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلت من اي حديث في السياسة واقتصرت النقاشات التي شارك فيها 53 نائبا – جلسوا «عشوائيا لا «سياسيا»، على طاولة مستطيلة – على الشق الروحاني المسيحي وعلى القيم التي تدعو اليها الكنيسة، والتي يجب ان تحكم عملَ المعنيين بالشأن العام، لناحية المحبة والخدمة والحوار والتواصل…
ماذا فعلتم ؟
اما بعد الخلوة، وخلال القداس الالهي، فكانت للراعي بعض المواقف الروحية لكن السياسية الابعاد اذ لم تخلُ من بعض التأنيب غير المباشر. واستهل البطريرك الراعي كلمته في القداس قائلاً «نرفع ذبيحة الشكر لله وقد خاطب كل واحد منكم من موقعه فقد استجاب لصلواتنا وعبر الشعب عن فرحته عن هذه المبادرة وعلق عليها امالا كبيرة». وشدد على ان «السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور». وأضاف «يقول البابا فرنسيس أن «السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة». وسأل: بماذا جعلتم الشعب يتقدم، اي قوى ايجابية حررتم، ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية؟” داعيا النواب الى «التحلّي بصفات القديس توماس مور شفيع المسؤولين السياسيين واتباع مقولته «أنا خادم الملك الأمين ولكن خادم الله اولاً».
غياب.. وصورة
وبعد انتهاء الخلوة وقبيل بدء القداس الإلهي في كنيسة سيدة لورد، التقطت الصور للبطريرك الماروني برفقة النواب المسيحيين من أمام مزار سيدة لبنان. وتغيّب عن الخلوة كل من النواب: سينتيا زرازير – ميشال معوض – بولا يعقوبيان – ملحم خلف – نجاة صليبا – أسعد درغام – الياس بو صعب – سامر التوم – ميشال الدويهي – ميشال الياس المر… وافيد أن «النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا إتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلاثاء وتمنيا مشاركته الصلاة من قاعة مجلس النواب إستكمالًا لإعتصامهما منذ ٧٧ يومًا وقد أبدى الراعي تفهمًا إيجابيًا لموقفهما». أمّا النائبة بولا يعقوبيان فبررّت غيابها عن خلوة البطريرك الراعي، قائلة «لا أشارك بأي نشاط فيه فرز طائفي وقد سألت البطريرك بواسطة أصحاب الدعوة «كيف بدنا نقول نجنا من الشرير والشرير واقف حدك وما في خلاص بلبنان إلا ما نخلص منن كلن سوا».
التموضعات على حالها
في الاثناء، وغداة مغادرة الموفد القطري بيروت على وقع عقوبات اميركية على الاخوين ريمون وتيدي رحمة المقربين من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم يُسجّل اي جديد رئاسيا في الداخل وبقيت التموضعات على حالها. في السياق، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، عبر تويتر «مواصفات رئيس مجلس النواب نبيه برّي الرئاسية هي: رئيس يُعيد لبنان الى ما قبل 2005، فاستمرار لدولة المُحاصصات. رئيس من دون قاعدة شعبية، فأجهزته الأمنية والقضائية تكفي، رئيس يحصل على رضى حزب الله، ويُرضيه، رئيس يُجيد التكلّم مع النظام السوري، ولا تتكلّم معه دول العالم، ولا ترتاح له الرياض».
الاستحقاق لبناني اولا
من جانبه، أشار المجلس السياسي في التيار الوطني الحر في إجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة النائب جبران باسيل الى ان «في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أن هذا الإستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً، فمع شكر الدول المهتمة الاّ ان المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بإنتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه. وفي هذا الإطار تمنى التيار الوطني الحر أن يفضي لقاء التأمل في بيت عنيا الى تنبيه النواب المسيحيين الى المخاطر الوجودية على لبنان وما يتوجب القيام به لحماية الوطن».
التيار يستغرب
من جهة ثانية، استغرب التيار «تجاهل رئيس الحكومة ما ورد في بيان صندوق النقد حول «مرور لبنان بلحظة خطرة للغاية، وبأنه سيدخل في أزمة لا نهاية لها». إن هذا السكوت واللامبالاة معطوفاً على التلاعب المستمر بسعر صرف الليرة هبوطاً وصعوداً يدل على ما هو أبعد من الإهمال وقد يصحّ فيه توصيف إرتكاب الجرم بحق الشعب عن إهمال متعمّد وامتناع مقصود عن العمل اي «اللاعمل» بحسب كلام صندوق النقد الدولي».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :