امل الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، ان يلتقي "لقاء الاحزاب العربية"، الذي عقد اجتماعه الدوري في دمشق قبل اسبوع، واراد ان يتواصل مع الشعب العربي عبر الاحزاب التي تمثل شريحة واسعة منه، فجرى تنظيم الاجتماع معه بعد زيارته الى روسيا، وقبل ان يغادر الى الامارات العربية المتحدة، اذ جرى استقبال وفد الاحزاب العربية الذي ترأسه امينها العام قاسم صالح الذي يمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي فيه، فكانت الحفاوة بالغة الاهتمام اثناء اللقاء مع الرئيس الاسد، او مع قيادات سورية، مما اظهر الحضانة التي توليها دمشق لاجتماع الاحزاب العربية، باعتمادها وسيلة التواصل مع الرأي العام العربي، فضم الوفد 32 حزبا، وتمثل لبنان باربعة احزاب هي "حزب الله" وحركة "امل" والحزب القومي وحزب "الاتحاد"، وعن الفصائل الفلسطينية كل من: حركة "فتح" و "حماس" و "الجهاد الاسلامي" والصاعقة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.
الاجتماع الذي دام ساعتين وعشرين دقيقة، بدأه الرئيس الاسد بالترحيب الحار بالاحزاب ودورها المساند لسوريا في الحرب التي شنت عليها، وثمّن ما قامت به في اثناء تعرضها للزلزال، اذ حركت حكوماتها لتقوم بواجبها الانساني والاغاثي تجاه الشعب السوري، المحاصر من دول عديدة شاركت في المؤامرة على سوريا، فكانت الاحزاب العربية الحليفة والصادقة، احدى ادوات الضغط على الانظمة، التي بدأ بعضها يعود الى رشده القومي، ويراجع حساباته السياسية بما ارتكبه مع الشعب السوري الذي صمد الى جانب جيشه وقيادته، وربح الرهان ببقاء سوريا موحدة، وفق ما اكد الرئيس السوري امام وفد الاحزاب العربية.
فكان الاجتماع مع الرئيس الاسد، والكلمة التي توجه بها الى اعضاء الوفد، كأنه افتتاح للمؤتمر الذي عقد في 18 و19 آذار الحالي، ومشارك فيه، وشجع على ان يتسع لاحزاب اخرى، لما لها من دور في نقل مطالب الشعب، وتمثيل تحركه خير تمثيل، وهذا ما فعلته الاحزاب العربية في لعب "اللوبي الشعبي" في مواجهة انظمة دعمت "جماعات ارهابية"، حيث امل الرئيس السوري من الاحزاب العربية ان تراكم نضالها ونشاطها وتركز على الانتماء العربي الواحد.
ولم يتطرق الرئيس السوري في اثناء اللقاء الى ملفات خاصة، بل ركز حديثه على عناوين معينة كمثل ما تتعرض له سوريا من ضغوطات اقتصادية لتركع، بعد فشل الحرب العسكرية، وان صمود الشعب السوري على مدى 12 عاما بوجه الحرب الكونية عليه، والتي تشنها اميركا مع دول تابعة لها، هذا ما دفع بانظمة ان تعيد تمركزها، وبدأ حكام بمراجعة ما ارتكب في سوريا او سكتت، حيث الانفتاح العربي عاد من جديد، اي عاد العرب الى سوريا، حيث يؤكد الرئيس الاسد، ان سوريا لم تخرج من جامعة الدول العربية، بل اخرجوها منها، وهي لن تعود اليها، وكأن شيئا لم يحصل، بل لا بد من بيان يصدر عن الجامعة، يدين ما حصل لسوريا، اذ لا تكفي زيارات التضامن بعد الزلزال، وهذا عمل مشكور لكن لا بد من موقف سياسي يصدر عن انظمة اقامت خصومة مع سوريا، حيث امتلك مسؤولون الجرأة، واعلنوا انهم اخطأوا مع سوريا، واعادوا العلاقات معها.
واشار الرئيس السوري في اللقاء الى زيارته لروسيا، فوصفها بالمميزة، اذ كان يزورها بين وقت وآخر للتشاور، اما الزيارة الاخيرة فكانت زيارة دولة، وسبقه اليها وفد وزاري توصل الى عقد 45 اتفاقا مع موسكو، ستكون لها انعكاسات ايجابية، لا سيما في الشأن الاقتصادي والاعماري والخدماتي.
وكشف الرئيس الاسد، ان روسيا كانت على علم بالاتفاق السعودي – الايراني الذي رعته الصين، وهذا تطور ايجابي، ويبنى عليه للمستقبل في استقرار المنطقة، وارتفاع نموها الاقتصادي وحصول ازدهار فيها.
اما في العلاقة مع تركيا، فان الرئيس الاسد كرر امام "الوفد، ما سبق واعلنه مرارا: لا استقبال للرئيس رجب طيب اردوغان، ولا عودة للسفارات، قبل الانسحاب العسكري التركي من شمال وشرق سوريا، ووقف دعم الجماعات الارهابية، لان سوريا تنظر اليه كاحتلال.
ووصف الرئيس السوري ما يجري في اوكرانيا، بانه توأم لما حصل في سوريا، من عدوان قامت به اميركا على سوريا، بواسطة دول تابعة لها، وان روسيا ستربح المواجهة العسكرية، كما فعلت سوريا، ولن يتمكن الغرب من الانتصار على روسيا.
الرئيس الاسد ابلغ وفد الاحزاب العربية، بان اميركا ترسل رسائل الى سوريا، للتواصل معها امنيا، والتداول بملفات امنية، وان الجواب كان ان السياسة هي بوابة الامن، ولا حديث خارج ذلك، وان سوريا دولة ذات سيادة وقرار حر، ولا تخضع، فكما خسرت اميركا الحرب العسكرية، فلن تربح المعركة السياسية، وستفشل في الضغوط الاقتصادية والقوانين المخالفة لميثاق الامم المتحدة، حيث تفرض الحصار "بقانون قيصر"، الذي لا تعترف به سوريا، ولا تقبل تصنيفات اميركا عنها.
ولم يحضر لبنان في اللقاء، فلا الرئيس الاسد تطرق اليه، ولا احد من اعضاء الوفد سأل عن الازمة اللبنانية، وفق مصدر شارك في الوفد، الذي ينقل عن الرئيس السوري منهجيته في عرض الوقائع وتحليله لها وخلاصة ما جرى في سوريا، كما في المنطقة والعالم.
وبدوره تحدث الامين العام للاحزاب العربية قاسم صالح، باسم الوفد، ونقل تضامن العالم العربي مع سوريا، التي صمدت بوجه المؤامرة وانتصرت عليها، وان الاحزاب العربية تمثل الضمير العربي، وتضم 150 حزبا وتنظيما وليست مقفلة بوجه اي حزب في العالم العربي مستوف شروط حمل قضاياه، لا سيما المسألة الفلسطينية اضافة الى حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة.
وتوالى اعضاء الوفد على الكلام وكانت لديهم اسئلة تتعلق بالوضع السوري تحديدا، وما تتعرض له سوريا من حصار، حيث اكد الرئيس الاسد ان بلاده لا تتسول، فمن يقدم لها مساعدة، تقدم له الشكر، وان حلفاءها في العالم العربي والاقليم والعالم، لهم وزنهم وحضورهم وقوتهم، وان اميركا تخسر حروبها دائما، وتنتصر الشعوب.
وحضرت فلسطين التي تدفع سوريا ثمن احتضانها لمقاومتها، ولم ترضخ للاملاءات والضغوط الاميركية، منذ عقود، فكانت الى جانب شعبها المقاوم الذي يثبت انه قادر على صنع انتصارات، حيث تتقدم القضية الفلسطينية على ما عداها بعد ان حاول البعض نسيانها، والخروج عنها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :