افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 25 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 25 آذار 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

عبداللهيان: على باريس التوقف عن العنف وانتهاك حقوق الإنسان في مواجهة الاحتجاجات

اعتراف أميركي بعملية استهداف ناجحة في دير الزور… وإعلان عدم رغبة بالتصعيد

ليف تخاطب الرياض من بيروت: لن نترك لبنان لكم بعد التفاهم مع طهران برعاية بكين

 

لم تمر مشاهد باريس الدموية، والتي أظهرت حجم الوحشيّة في تعامل الشرطة مع المتظاهرين، دون تعليق أو ردّ، وقد اعتاد الغرب أن يرتكب الجرائم ويقدم العظات والتوجيهات حول كيفية احترام حقوق الإنسان، وها هي المحكمة الدولية التي تعامت عن جرائم أميركا في العراق وأفغانستان، وتتعامى عن الجرائم الإسرائيلية المستمرة والمتمادية بحق الشعب الفلسطيني، قامت بسرعة قياسية بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بذريعة الدفاع عن حقوق الطفل. وفي هذا السياق جاء موقف وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، الداعي الحكومة الفرنسية لوقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في التعامل مع الاحتجاجات التي تملأ شوارع فرنسا ويسقط فيها عشرات الجرحى كل يوم على مدى أسابيع. وكلام عبد اللهيان يأتي بعدما نجحت إيران في احتواء الاحتجاجات السلمية والسيطرة على أعمال الشغب والاستهداف الأمني الموجّهة من الخارج، وبعد التفاهم مع السعودية التي كان يشكل الخلاف معها مصدراً تتغذى منه الأحداث داخل إيران، وكانت باريس كل يوم تخرج ببيان يتهم السلطات الإيرانية بانتهاك حقوق الإنسان وتدعو لوقف العنف.

في المشهد الإقليمي تصدّر الإعلان الأميركي عن نجاح عملية استهداف القواعد الأميركية في منطقة شرق سورية بإلحاق خسائر بشرية كناية عن قتيل وخمسة جرحى، مع الإعلان عن ردّ أميركي باستهداف قواعد لقوى المقاومة في المنطقة، مع التأكيد بعدم وجود نية أميركية بالتصعيد، ومعلوم وفقاً للبيانات الأميركية والإسرائيلية والدراسات الصادرة في واشنطن وتل أبيب أن العملية وما سبقها من عمليات مشابهة وما سيليها، تأتي رداً على الغارات الإسرائيلية داخل سورية، في جانب منها، ورفضاً للاحتلال الأميركي في الجانب الآخر، وفيما واشنطن تشجع الاسرائيليين على مواصلة غاراتها، وتتمسك ببقاء احتلالها، لا يمكن لها أن تتوقع وقف العمليات ضدها، بينما وضعت مصادر سياسية البيان الأميركي محاولة لتحويل العملية التقليدية الى منصة سياسية لإيصال رسالة مضمونها النية الأميركية بالمشاغبة على مناخات إيجابية تجاه سورية سواء من تركيا او من دول الخليج، تتمة لما سبق وقاله رئيس أركان الجيوش الأميركية مارك ميلي في زيارته لمنطقة شرق سورية وتأكيد بقاء قواته فيها، رغم عدم وجود أي صيغة قانونية وشرعية تبرر تمركز قواته في سورية.

في لبنان رسالة مشابهة حملتها جولة معاونة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف، في جولة على المنطقة هي الأولى بعد إعلان الاتفاق الثلاثي الصيني السعودي الإيراني، لم تحمل أي مضامين جديدة سياسياً او اقتصادياً، وليف صاحبة وصايا الفوضى والمزيد من الانهيار أملاً بتغيير المعادلة بوجه المقاومة، تبدو زيارتها وفقاً للمصادر السياسية المتابعة نوعاً من الرسالة الضمنية للسعودية تقول إن واشنطن لن تترك لبنان للسياسات السعودية كما كان الحال قبل الاتفاق السعودي الإيراني، وإن ما كان قبل الاتفاق غير ما بعده.

 

وفيما لم يحمل المشهد السياسي تطوّرات جديدة بظل استمرار المراوحة بالملف الرئاسي، خطفت زيارة مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف لبيروت الأضواء.

واستهلّت ليف جولتها ترافقها السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، بزيارة رئيسَ الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كلمنصو، فاستقبلها بحضور رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، والنائب راجي السعد، حيث كان عرض لمجمل الأوضاع والتطورات السياسية. بعدها انتقلت الى عين التينة واجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن تحط في وزارة الخارجية للقاء الوزير عبدالله بوحبيب وتمّ البحث في التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان وما يجري في المنطقة من تحوّلات لا سيما انعكاسات الاتفاق السعودي – الإيراني والصراع اليمني والأزمة السورية.

وأكدت خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب أن “لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن”. ونقلت مصادر عن ليف قولها إن الولايات المتحدة ستتعامل مع أي رئيس ينتخب في لبنان وفق السياسات المتبعة في بلادها.

وبحث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع ليف في دارته، الأوضاع الراهنة في لبنان والعلاقات الثنائية، ونتائج جولة ليف على عدد من دول المنطقة. وقد استبقاها والوفد الأميركي إلى مائدة الإفطار.

ووضعت أوساط سياسية زيارة ليف الى لبنان في إطار استطلاع الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية عن كثب لتحديد كيفية التعامل مع الملف اللبناني في ضوء المتغيرات الإقليمية لا سيما الاتفاق الإيراني السعودي والانفتاح العربي الخليجي على سورية واحتمالات انعكاساتها على لبنان بالتوصل الى تسوية رئاسية، لا سيما في ظل وصول سياسة العقوبات والحصار الاقتصادي منذ 4 سنوات إلى طريق مسدود. ولفتت الأوساط لـ”البناء” الى أن الأميركيين مستمرّون بسياسة العقوبات والحصار على لبنان لإخضاع لبنان لمشروعهم في المنطقة وتنفيذ إملاءاتهم تحت ذريعة التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ شروطه التي تنطوي على شروط سياسية واقتصادية أميركية غربية تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتقييد سلاح المقاومة وتقديم ضمانات أمنية لـ”إسرائيل” والتوطين والتقسيم واستيعاب اللاجئين السوريين، متسائلة عن أسباب عرقلة الأميركيين لمشروع تفعيل خط الغاز العربي الى لبنان تحت حجة رفض البنك الدولي تمويله مالياً لعدم تنفيذ لبنان الإصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء لا سيما تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء ورفع الجباية. واعتبرت الأوساط أن الأميركيين يريدون رئيسين للجمهورية والحكومة ينفذان إملاءاتهم ويلجمان الاندفاعة اللبنانية باتجاه اعادة تصحيح العلاقات مع سورية والانفتاح على الشرق لا سيما الصين.

وكان لافتاً أن جدول زيارة ليف لم يشمل المرجعيات المسيحية السياسية والدينية، لا سيما رئيس القوات ورئيس الكتائب ولا منظمات المجتمع المدني كما درجت العادة، ما يُخفي برودة ما في العلاقة بين الأميركيين وحلفائهم في لبنان، وتجاهل واشنطن للملف الرئاسي.

وأشار رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، أنّه “لا شك في أنّ الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية هو أمر مهم، لكنه يتطلب مقاربة موضوعية بعيدة عن كل التهويل الخارجي وعن كل المصالح الخارجية، من أجل تحقيق مستلزمات الشراكة الوطنية الصحيحة بين جميع أبناء البلد”.

واعتبر خلال خطبة الجمعة، أنّه «ما لم تكن هناك مقاربة جديدة من قبل البعض بعيدًا عن الخارج، لن يصل لبنان الى مرحلة الإنقاذ، أو إلى مرحلة بداية الإنقاذ، هذا الأمر محسوم ولا بد منه. ويجب أن نعرف أن المشكلة الاقتصادية في أساسها وفي أصولها الذي اوجدها هو هذا الخارج، فكيف نتوسّل الخارج لحل مشكلتنا هو الذي يتوغل وهو الذي يمعن في إذلال اللبنانيين وهو الذي يمعن في منع الحلول عن اللبنانيين».

وشدّد صفي الدين، على أنّ «ما نشر بالأمس أصبح واضحاً جداً لكل اللبنانيين، أن قضية الكهرباء والبنك الدولي كانت بلا أساس، وعبّر البعض أنها كانت كذبة كبيرة على مدى سنة ونصف أو أكثر، وهم يقولون إن البنك الدولي يضع شروطاً واللبنانيون يجب ان يلتزموا بالشروط، والحكومة حكومة تصريف الأعمال مسكينة تلهف وراء تحقيق هذه الشروط، ولن تتمكن من تحقيق كل هذه الشروط، فيتبين بالتالي أن هذه الوعود كلها وعود واهية».

ولفت إلى أنّ ذلك يعني «السفارة الأميركية وبعض الدول وبعض المسؤولين الذين يقولون تحدثنا مع الأميركيين وتحدثنا مع الامم المتحدة، هم يمارسون الكذب والخداع والنفاق. هذا هو الخارج الذي تراهنون عليه. لقد جرب لبنان الاقتصاد المبني على الارتباط بالغرب فقط. هنا حقيقة يجب ان تقال ويجب ان يعرفها الجميع ان الانهيار الاقتصادي، هو إحدى نتائج ارتباط اقتصاد لبنان بالغرب فقط».

وعلى صعيد الملف الرئاسي، أفيد أن الوزير السابق جهاد أزعور زار الضاحية واجتمع مع مسؤولين في حزب الله عارضاً ترشيحه للرئاسة مع ضمانات بعدم فتح ملف سلاح الحزب والاستراتيجية الدفاعية وعدم طعن ظهر المقاومة وحصر اهتماماته بمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية، إلا أن حزب الله اعتبر أن الألوية في المرحلة الراهنة هي سياسية وإن كانت الأولوية الاقتصادية هامة، وجدّد تمسكه بترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية.

ولفتت أوساط الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ”البناء” الى أن الحملات السياسية علينا تدفعنا للتمسك أكثر بترشيح فرنجية لأسباب عدة أولها أنه ليس مرشحاً جديداً بل سبق وتم ترشيحه قبل انتخاب ميشال عون رئيساً في العام 2016 في اجتماع الأقطاب المسيحيين في بكركي، وثانياً أنه ليس مرشح تحدٍ بل توافقي ويملك علاقات سياسية مع مختلف الأطراف في الداخل والخارج، وثالثاً أنه يحظى بدعم كتل نيابية وازنة تصل الى 50 نائباً وليس بعيداً أن يصل الى 65 نائباً، ورابعاً وهو الأهم فشل أطراف المعارضة على الاتفاق على مرشح ينافس فرنجية، وبالتالي الأخير هو الأقرب إلى الفوز وإلا تكون المعارضة تأخذ البلد الى الفراغ كما بشّر سمير جعجع اللبنانيين.

وكان الشارع شهد جولة مواجهة ساخنة أمام مصرف لبنان في الحمرا، حيث اعتصمت “صرخة المودعين” وأطلقت المفرقعات النارية في اتجاه المركزي، وأشعل البعض من المعتصمين الإطارات امامه. وتدخلت عناصر من مكافحة الشغب لمنع المتظاهرين من اقتحام مصرف “سوسيتيه جنرال” المحاذي لمصرف لبنان. وانتقل مودعون الى مصرفي “بيروت والبلاد العربية” و”الموارد” الكائنين في الحمرا، وحاولوا تحطيم ما أمكن بسبب التحصينات لواجهات المصرفين المقفلين. واستقدم الجيش تعزيزات إضافية وفرقة مكافحة الشغب الى مصرف لبنان ومحيطه. كما نشر تعزيزات إضافية امام مصارف أخرى في منطقة الحمرا.

وتتجه الأنظار الى الاثنين الذي سيحمل جملة تطورات واستحقاقات أبرزها جلسة لمجلس الوزراء ستعقد على وقع تحركات شعبية دعا اليها العسكريون المتقاعدون وقطاعات وظيفية عدة منهم الأساتذة.

وعشية جلسة الحكومة ستبحث في زيادة على رواتب موظفي القطاعين العام والخاص، رفع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى رئاسة مجلس الوزراء مسودة مشروعي المرسومين التي أعدتهما الدوائر المعنية في وزارة المال، ويتضمن الأول تعويض إنتاجية لموظفي الإدارات وسائر المؤسسات العامة ومقدمي الخدمات الفنية والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلي، ويعطى وفق سعر منصة “صيرفة” للدولار الأميركي، لاحظاً تدابير بشأن معاشات المتقاعدين. والثاني يتعلق بتعديل بدل النقل الذي يحتسب بليترات البنزين وفق معدل وسطي لسعر يحدّد بقرار يصدر عن وزير الطاقة شهرياً. على أن تُعرض مسودة المشروعين على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الإثنين المقبل لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه.

 

وبحث رئيس حكومة تصريف الأعمال في اجتماعين عقدهما في السرايا مطالب أساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية. وفي هذا الإطار اجتمع مع رئيس الجامعة بسام بدران ووفد من الاساتذة. واجتمع أيضاً، في حضور بدران ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، مع وفد من لجنة الموظفين في الجامعة.

 

وكان قرار الرئيسين بري وميقاتي بتأجيل تقديم الساعة الى نيسان المقبل، اتخذ بعداً طائفياً في ظل تقاطع القوى المسيحية على رفضه ومطالبة ميقاتي بالعودة عنه، فبعد تغريدة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل النارية ضد بري وميقاتي، دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر حسابه على تويتر، الحكومة “الى العودة عن قرارها قبل فوات الآوان، وقبل أن تضع الكثير من قطاع الأعمال في لبنان، أمام مصاعب إضافية جمّة”. ووجّه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، باسم كتلة نواب الكتائب، كتاباً لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي دعاه فيه للرجوع عن قرار تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام، لما لذلك من تبعات سلبية على الشركات والأفراد وعملهم وحركة الملاحة والسفر والتجارة”.

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

ليف: للإسراع في الاتفاق مع صندوق النقد… تحرك شارعي يدفع المصارف للإقفال مجددا؟

 

تزامنا مع الحراك الديبلوماسي الذي تمثل في اليومين الاخيرين بوصول مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، ومغادرة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران كمال خرازي، وايضا وفد #صندوق النقد الدولي الذي غادر محذرا ومؤنباً وآسفاً لمضي لبنان في الاصلاحات ببطء شديد، لا جديد في الداخل سوى مزيد من التأزيم على وقع احتدام المطالب بتحسين الاوضاع المعيشية وزيادة التقديمات التي سيقدم عليها مجلس الوزراء الاثنين المقبل، في خطوة قد تؤدي الى تجنب الشارع، لكنها تؤدي حتما الى مزيد من التضخم، وتؤثر سلبا على سعر صرف الليرة.

 

هذه الحركة ترافقت امس مع تحرك مشبوه في توقيته، لمجموعات تنادي بحق استعادة الودائع، لكنها غابت عن ممارسة الضغوط عند اقفال #المصارف، والارتفاع القياسي بسعر الصرف، لتتحرك امس باتجاه مصرف لبنان والمصارف وايضا منازل بعض اصحابها، كأنها تدفع بجمعية المصارف الى قرار الاقفال مجددا، وتعطيل منصة “صيرفة” ومضاعفة خسائر المواطنين المستفيدين منها.

 

وقد سألت مصادر مصرفية عن توقيت الهجوم على المصارف وتحطيم واجهاتها وماكينات السحب الآلي، وتهديد سلامة الموظفين والزبائن في آن واحد؟ وإذ سألت عما اذا كان المطلوب اقصاء المصارف عن المشهد، لإتمام اعمال “صيرفة” خارج المصارف حيث الرقابة معدومة على حركة شراء الدولار من مصرف لبنان، وتصبح عمليات التبييض والمضاربات على الليرة مباحة من دون الحد الأدنى من الحوكمة والشفافية.

 

وهذا الامر ان تفشى، فانه يؤدي بلبنان الى تصنيفات سلبية وعقوبات تزيد من الخناق عليه، وفق ما اشارت اليه “النهار” امس، من امكان تصنيف لبنان في “المنطقة الرمادية”.

 

باربرا ليف

 

في السياسة تركزت الانظار على المحطة اللبنانية الخاطفة من جولة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في المنطقة ولبنان. فالديبلوماسية الأميركية زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ورئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتناولت الافطار في دارة الرئيس نجيب ميقاتي.

 

.وبحثت في التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة في لبنان وما يجري في المنطقة من تحولات، ولاسيما منها إنعكاسات الإتفاق السعودي – الايراني والصراع اليمني والأزمة السوري.

 

واكدت ليف خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب أن “لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور. ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن”.

 

وترافق التصريح مع تغريدة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي كررت النداء نفسه تقريبا اذ غردت عبر “تويتر” كاتبة: بعد مرور ثلاث سنوات على اعلان لبنان تعليق سداد ديونه السيادية، لا يزال اللبنانيون يتطلعون الى تحرك قادتهم لإنقاذ البلد. الناس يشعرون بالغضب لرؤية رواتبهم تفقد قيمتها نتيجة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية. لقد باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية.

 

مشروعان للتعويض من وزير المال

 

حياتيا، وفي خطوة تريح موظفي الادارات العامة، رفع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال #يوسف الخليل إلى رئاسة مجلس الوزراء مسودة مشروعي المرسومين التي اعدتهما الدوائر المعنية في وزارة المال، ويتضمن الأول تعويض انتاجية لموظفي الإدارات وسائر المؤسسات العامة ومقدمي الخدمات الفنية والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلي، ويعطى وفق سعر منصة “صيرفة” للدولار الأميركي، لاحظاً تدابير بشأن معاشات المتقاعدين.والثاني يتعلق بتعديل بدل النقل الذي يحتسب بليترات البنزين وفق معدل وسطي لسعر يحدّد بقرار يصدر عن وزير الطاقة شهرياً. على أن تُعرض مسودة المشروعين على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الإثنين المقبل لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه.

 

وكان الخليل أعطى موافقة استثنائية لإعداد مشروع مرسوم يلبّي عدداً من مطالب عمّال وموظفي “أوجيرو” لعرض المشروع أيضاً في جلسة الإثنين لمجلس الوزراء.

 

ويقول البروفسور مارون خاطر الكاتب والباحث في الشؤون الماليَّة والاقتصاديَّة لـ”النهار” انه قبل الحديث عن زيادة الحد الأدنى للأجور، لا بد من الإشارة إلى أن موازنة 2022 وكل ما تلاها من مساعدات للقطاع العام لم ترتكز على رؤية اقتصادية واضحة تؤمن التوازن بين الإيرادات المتهاوية والنفقات المتزايدة.

 

ويضيف: في ظروف طبيعية، تؤدي زيادة الأجور إلى رفع مستوى التضخم والأكلاف مما يرفع أسعار السلع ويدفع بالرواتب إلى الارتفاع مجدداً بما يشبه دوامة أو حلقة مفرغة يتلقى عليها اسم : Price Wage Spiral. كيف إذاً حين تكون الظروف “غير مسبوقة”؟ الكلام عن زيادة الحد الأدنى للأجور في هذا التوقيت الدقيق جنوح خطير وتهور لا بُدَّ أن يُسَرّع وتيرة الانهيار بدلاً من لجمه استعداداً للنهوض مجدَّداً”.

 

وفي اسوأ التداعيات الاجتماعية للوضع الاقتصادي امس، اعلان متعهدي تقديم المواد الغذائية للسجون في بيان أنهم “سيتوقفون عن تسليم الطعام للسجون بدءًا من 4 نيسان”، بسبب عدم قبض مستحقاتهم كاملة، واحتساب الاسعار وفق جدول قديم لا يناسب ما بلغه سعر صرف الدولار.

 

********************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“حزب الله” يهاجم الموفدة الأميركية: أتَت لتُعكّر تقاربات المنطقة

 

صفقة المطار: شبهات وشكوك حول “تهريبة” حميّة!

 

رغم “اجتهاداته القانونية” والتلطي خلف عباءة التنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم ينجح وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في إقناع الرأي العام والجهات الرقابية بما قام به لتلزيم توسعة المطار، من دون المرور بهيئة الشراء العام.

 

وفي حمأة الشكوك المتعاظمة على عدة مستويات، أرسل ديوان المحاسبة مذكّرة إلى حمية طلب فيها معلومات بشأن حقيقة تلزيم تشييد مبنى في المطار من دون اتباع الإجراءات القانونيّة ذات الصلة. وأعلن رئيس هيئة الشراء العام جان العلية أنّ “ملف المطار سيكون في بداية الأسبوع المقبل بين أيدي الجهات الرقابية المعنية المختصة قانوناً لإبداء الرأي القانوني فيه”. وفي السياق نفسه قال عليّة إنه “طلب من وزير الأشغال العامة والنقل مستندات لتبيان الحقائق، ومعرفة ما إذا كان ثمة أي نص قانوني استندت إليه اتفاقية تلزيم مبنى مسافرين 2 في مطار رفيق الحريري الدولي”.

 

وكان حمية برر ما قام به انه استناداً الى أحكام قانون رسوم المطارات الصادر في العام 1947 وتعديلاته بشأن إشغال الأراضي المكشوفة من شركات النقل الجوي وإقامة إنشاءات ومبانٍ على نفقتها الخاصة. وأشار إلى أن المادة 25 من قانون رسوم المطارات تاريخ 19 آذار 1947 ميّزت بين ثلاث فئات من المساحات في مطار بيروت على الشكل التالي:

 

الأولى: المكاتب (في مبنى المطار أو قاعة المسافرين أو خارج المبنى) والحظائر والمستودعات التي تؤجر من شركات النقل الجوي أو وكلائها لأعمالها الخاصة.

 

الثانية: الأراضي التي تشغلها شركات النقل الجوي وشركات بيع الوقود لأعمالها الخاصة.

 

الثالثة: سائر المباني والأراضي التي تشغل لغايات أخرى، وهي تؤجر بالمزاد العلني وفقاً لأحكام القرار 275 تاريخ 25-5-1926.

 

غير أنّ مصادر متابعة أكدت أنّ المطالعة التي قدمها حمية وعودته الى قانون عمره 76 عاماً تثبتان أنّ “في الأمر ما يثير الريبة، حيث كان بإمكان الوزير اعتماد طرح العرض عبر هيئة الشراء العام، بكل بساطة و درءًا لأي شبهة. اما نفضه الغبار عن قانون منذ القرن الماضي فيطرح أسئلة كثيرة مشروعة”.

 

وأضافت: “إذا سلمنا جدلاً أن هناك قانوناً قديماً صالحاً لتلزيم عقود منشآت في المطار، فهذا يصلح لمكاتب وخدمات مساندة، ولا يصلح لإقامة مطار جديد يتسع لـ 3.5 ملايين مسافر. فما اقدم عليه حمية مختلف تماماً عما قامت به حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري في التسعينات لتحديث المطار وتوسعته”. وما يثير الشكوك أكثر، وفق المصادر عينها، أنّ “إعلان التلزيم ظهر فجأة ومن دون اعلان مسبق يوضح على الملأ كيف ستتم توسعة المطار، ووفقاً لأي آليات وقوانين مرعية الأجراء. لذا بدا الأمر كأنه تهريبة”.

 

وكشفت مصادر أخرى لـ”نداء الوطن” أنّ أحد الوسطاء بين الشركات، ويدعى علي مهنا “هو من يقف خلف الإتيان بالشركة التي ستتولى الأشغال في المبنى الجديد. وهو نفسه الذي حاول سابقاً الفوز بالتزام السوق الحرّة”. ويتردد أنّه كان الوسيط لإحدى الشركات التي شاركت مرة في مزايدة السوق الحرة، وقد “تمّ رفضها لعدم تطابقها مع الشروط المفروضة”، وأنّه “يعمل بمثابة سمسار يتواصل مع الشركات العاملة في هذا الشأن لتأمين العقود لا أكثر”.

 

إلى ذلك، أكدت مصادر مهنية أنّ “في العقد مخالفة صريحة لكونه عقد استثمار وليس عقد ايجار. لأن القانون الذي استند اليه الوزير حمية يحكم علاقة الايجار بين المطار والشركات العاملة لتحديد الرسوم لا للاستثمار فيه. كما ان الشركة الفائزة بالعقد هي شركة صغيرة تعمل في المطار ولا تتمتع بالكفاءة التي تتيح لها القيام بأعمال التوسعة”.

 

وفي المقابل، يبدي حمية إصراراً على ما قام به، مؤكداً الشبه مع عقود سابقة من أيام وزراء أشغال سابقين (نجيب ميقاتي وغازي العريضي وميشال نجار..) و انه سيكرر ما قام به بعقد مماثل لتجمع شركات البريد (ارامكس، فيدكس، يو بي اس ونت غلوبل)، وسيتم وضع حجر الأساس خلال الأسابيع المقبلة.

 

أما في مستجدات المشهد السياسي العام، فقد توقف المراقبون عند الرسائل التي حملتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى المسؤولين في لبنان حيث نقلت أوساط مواكبة للزيارة أنها عكست “قلقاً دولياً متصاعداً من اتساع رقعة تصدعات الانهيار اللبناني على أرضية الدولة اللبنانية ومؤسساتها”، مشيرةً إلى أنّ ليف “عبّرت بشكل واضح عن هذا القلق وكررت التحذيرات الأميركية نفسها لجهة ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي والشروع فوراً في إنجاز الإصلاحات الهيكلية والبنيوية المطلوبة لإنقاذ لبنان وانتشاله من أزمته”.

 

لكنّ زيارة الموفدة الأميركية لم ترق لقيادة “حزب الله” فقابلها بهجوم إعلامي صارم اختزن في مدلولاته توجّس “الحزب” من إقدام واشنطن على محاولة “خربطة” الاتفاق الإيراني مع المملكة العربية السعودية، فاعتبر في مقدمة نشرة “المنار” المسائية أنّ ليف “تحلّ ضيفة ثقيلة على اللبنانيين متنقلة بين المقرات ومستمرة بالتهديد والوعيد من الانهيار التام”، مع التصويب بشكل مباشر على كونها “أتت لتُعكّر الأجواء الإيجابية المرتجاة من التطورات والتقاربات التي تعيشها المنطقة”، في إشارة واضحة إلى اتهام الإدارة الأميركية بأنها تعمل على تقويض التقارب السعودي – الإيراني.

 

*********************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

المعارضة تسعى لتأمين «الثلث الضامن» بحثاً عن تسوية رئاسية

 

غريو: باريس لا تفرض رئيساً وتبحث عن الحل الأنسب للبنان

 

  محمد شقير

 

كشفت مصادر نيابية متعددة الاتجاهات بأن السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو استبعدت أن يكون لدى باريس نية لفرض رئيس جمهورية للبنان؛ لأن انتخابه يبقى أولاً وأخيراً بعهدة البرلمان اللبناني، ونحن نحترم خياره، ونقلت عنها قولها أمام الذين التقتهم: «نحن نبحث عن الحل الأنسب والأفضل لوقف التمادي في الشغور الرئاسي الذي يأخذ البلد من سيئ إلى أسوأ».

 

وأكدت المصادر النيابية لـ«لشرق الأوسط» أن غريو أبلغتهم أن باريس تبحث عن خلق الأجواء السياسية التي تؤمّن الحل السريع للبلد، وقالت إن طرحها لاسم رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً والسفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة، يأتي في سياق استمزاج الآراء وتحريك الملف الرئاسي؛ لأن بقاء البلد بلا رئيس يعني تمديد الأزمة التي بلغت ذروتها وليس في مقدور أحد السيطرة عليها. ونفت أن يكون طرحها لاسم فرنجية يأتي بتفويض من الولايات المتحدة الأميركية، وقالت، بحسب المصادر النيابية، إن أحداً لا يفوّض الآخر، فكيف إذا كان الأمر يتعلق برئاسة الجمهورية؟

 

وكشفت أن غريو بحثت في اجتماعها، أمس، مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضرورة الدعوة لعقد جلسة لانتخاب الرئيس، وكان جوابه بأنه سيدعو لجلسة فور انتهاء شهر رمضان، وقالت إنها استمعت جيداً إلى تعليق بعض القوى السياسية على ترشيح فرنجية، خصوصاً لجهة قولهم لها بصريح العبارة بأنه لا يستطيع أن يملأ الفراغ كونه يشكّل تحدّياً لفريق وازن في البلد.

 

لذلك فإن التسوية التي طرحتها باريس بإتمام مقايضة تجمع بين رئاستي الجمهورية والحكومة تواجه صعوبة في تسويقها، ولم تعد مطروحة كما كانت عليه في الأسابيع الأولى من طرحها، وبالتالي لا بد من الانتقال بالملف الرئاسي إلى الخطة «ب»، وهذا يتوقف على مدى قناعة الثنائي الشيعي بوجوب السير فيها اليوم قبل الغد؛ لأن أحداً لا يستطيع تأمين النصاب لانعقاد الجلسة واقتراع 65 نائباً لأي مرشح يصنّف على خانة التحدّي.

 

وعلى صعيد آخر، يولي عدد من النواب المنتمين إلى المعارضة اهتماماً في تجميع صفوفهم في مسعى يراد منه في المدى المنظور تأمين الثلث الضامن في البرلمان الذي يحول دون انعقاد الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية ما لم يؤخذ برأيهم، مع أن الدعوة لانعقادها ما زالت بعيدة المنال حتى إشعار آخر في ظل الانقسام العمودي بداخل البرلمان الذي أدى إلى تعطيل الجلسات السابقة، بسبب لجوء النواب المحسوبين على محور الممانعة إلى تطيير النصاب بمقاطعتهم للدورة الثانية لانتخابه.

 

ويلفت مصدر نيابي في المعارضة إلى أن المشاورات بدأت تقتصر حالياً على النواب الذين التقوا مؤخراً بدعوة من رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل وأجمعوا على مقاطعتهم للجلسات التشريعية وحصرها بانتخاب رئيس للجمهورية؛ كونه الممر الإلزامي لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية.

 

ويؤكد المصدر النيابي لـ«الشرق الأوسط» أنه لا مشكلة في تأمين أكثرية الثلث النيابي في البرلمان، أي 43 نائباً، ما يعيق تأمين النصاب لاستئناف الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس، ويقول إن عدد النواب وصل إلى 40 نائباً وهو قابل للزيادة، ويقتصر حالياً على النواب المنتمين إلى حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وكتلة «التجدد النيابي» وآخرين من المستقلين والأعضاء في تكتل «القوى التغييرية».

 

ويضيف أن التواصل لم ينقطع مع النواب الأعضاء في «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور وليد جنبلاط، وإن كانوا حتى الساعة ليسوا في وارد مقاطعة الجلسات، لكنهم لا يؤيدون انتخاب فرنجية، ويقول إن الموقف نفسه ينسحب على كتلة «الاعتدال النيابي» التي تنأى بنفسها عن الدخول في كباش نيابي مع الرئيس بري، وإن كانوا يميلون لتأييد مرشح توافقي.

 

ويؤكد المصدر نفسه أن نواباً من «قوى التغيير» يتواصلون مع زملائهم في تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل للتشاور معهم في إمكانية الانضمام إليهم لتأمين رافعة نيابية تضغط للتوافق على رئيس من خارج الاصطفافات السياسية، ما يؤدي إلى استبعاد فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون رغم أنه لم يعلن ترشحه.

 

وفي هذا السياق، يرى عدد من النواب المستقلين المنتمين إلى المعارضة أن الأولوية يجب أن تتمحور حول تكثيف الجهود لتوحيد المعارضة لصفوفها إلى جانب مرشح واحد، وهذا ما يدعو له نائب البقاع الغربي الدكتور غسان سكاف الذي التقى مطولاً، أمس، السفيرة غريو انطلاقاً، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، من رفضه لتعطيل جلسات الانتخاب؛ لأن ما نرفضه لمحور الممانعة من غير الجائز أن نسمح لأنفسنا به كون البلد لم يعد يحتمل الانحدار بسرعة نحو الانهيار الشامل.

 

ويؤكد سكاف أن الأولويات على جدول أعمال قوى المعارضة يجب أن تبقى محصورة في توحيد نوابها وجمع كلمتهم حول مرشح واحد، وبموافقة النائب ميشال معوض؛ لأن ما يهمنا هو توسيع مروحة النواب المؤيدين للمرشح الرئاسي الذي يُفترض أن نتوافق عليه في مواجهة المرشح المدعوم من محور الممانعة.

 

********************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 “الجمهورية”: واشنطن لا تزكّي مرشحين.. باريس على جهودها.. وتشديد فاتيكاني على التوافق

 

لم يكن لبنان في حاجة إلى شهادة جديدة من صندوق النقد او غيره من المؤسسات المالية العربية او الدولية، تؤكّد أنّ وضعه مهترئ وفي أعلى درجات الخطر. كما لم يكن في حاجة إلى التذكير بعجز وتقاعس الطبقة السياسية المتحكّمة به، وعدم إيفاء الجهات الرسمية بالحدّ الأدنى من التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، بالشروع بالإصلاحات الضرورية والملحّة التي تستوجب الأزمة استعجالها وتنفيذها من دون أي إبطاء.

 

قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي كلمته وغادر مثقلاً بخيبة متوقعة. قال إنّ لبنان في خطر كبير، مفترضاً أنّه يخاطب نخبة سياسية يغمرها الحرص الحقيقي على هذا البلد، لعلّه يجد من بينها من ينتصر للبنان ويرأف بشعبٍ يعاني.

 

ربما بالغ هذا المسؤول الدولي في اعتقاده بأنّه في تذكيره بحجم الكارثة ومخاطرها، قد يحثّ على صحوة مفقودة في زمن الانحطاط السياسي الذي يعصف بهذا البلد، ولكن على ما هو مؤكّد، فقد رمى سنارته في مستنقع فجور سياسي آسن، بات مدمناً على التخريب والتعطيل واستنزاف اقتصاد البلد واستقراره وإهدار فرص الإنقاذ.

 

وعلى رغم الخيبة، فإنّ صندوق النقد ما زال يعتقد انّ فرصة إعادة إنعاش لبنان لم تنعدم نهائياً، حيث انّها ما زالت قائمة، انما ليس بذات القوة التي كان يمكن ان تكون عليها، لو انّ هذه الفرصة استُغلت قبل ان تبلغ الأزمة في لبنان هذا الحدّ من الانهيار. الاّ انّ ما يثير القلق على أي فرصة إنعاش، هو انّ القادة السياسيين في لبنان يتعاملون مع الواقع اللبناني بتجاهل غير مسبوق لمنزلقات الكارثة التي حلّت ببلدهم، وهو الامر الذي دفع بأحد كبار المسؤولين في الصندوق إلى التصريح بشكل مباشر، بمحاسبة هؤلاء. مضيفاً «اننا نعرف التفاصيل الدقيقة حول وضع لبنان، ولسنا نقتنع بأي تبريرات نسمعها من بعض المستويات اللبنانية. ولقد اكّدنا للعديد من المسؤولين في لبنان بأنكم تهدرون وقت بلدكم، وحذّرنا من جديد من أنّ الانهيارات المتتالية التي شهدها لبنان في الآونة الاخيرة، فرضت وقائع صعبة جداً على لبنان، واكّدنا انّ هذه الوقائع توجب احتواءً سريعاً لها، عبر خطوات حكومية مستعجلة، والّا فإنّ اللبنانيين مقبلون على وضع سيُصعقون فيه من هول ما هو آتٍ عليهم، من ضغوطات وصعوبات».

 

فرونتيسكا

 

ولفتت في هذا السياق، تغريدة للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على حسابها عبر «تويتر»، قالت فيها: «بعد مرور ثلاث سنوات على اعلان لبنان تعليق سداد ديونه السيادية، لا يزال اللبنانيون يتطلعون الى تحرّك قادتهم لإنقاذ البلد. الناس يشعرون بالغضب لرؤية رواتبهم تفقد قيمتها نتيجة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية. لقد باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية».

 

لا اكتراث

 

على انّ في موازاة ذلك، تتبدّى حقيقة انّ المناخ السياسي القائم حالياً، لا يأخذ في حسبانه المدى الذي بلغه انهيار البلد مالياً واقتصادياً ومعيشياً، بل انّ الاولوية التي تحكمه تبدأ وتنتهي عند الاستسلام الكلي للنزوات والحسابات والأجندات المنظورة وغير المنظورة، وهو ما يجعل المشهد الداخلي مسرحاً لمناكفات ومكايدات سياسية قديمة ومتجدّدة، لتبقي لبنان في الدائرة المفرغة التي يدور فيها.

 

وفي هذا الجو، يرسم مسؤول كبير صورة بالغة القلق حيال المستقبل، وقال لـ»الجمهورية»: «محطات توتر سياسياً وغير سياسي شهدناها في الماضي، ولكنها لم تلامس حدود ما نعيشه في هذه المرحلة، التي اشعر فيها بخوف حقيقي اكثر من أي وقت مضى. لا خلاف على انّ الحل السياسي هو مفتاح الانفراج الاقتصادي والمالي، ومع ذلك ثمة من يعقّد الحل السياسي لاسباب واقعية وغير واقعية، ظناً منه انّه قد يحقق مكتسبات».

 

ولفت المسؤول عينه إلى «أنّ النحّر المتواصل لأي حلول او فرص تفاهمات، نشهده منذ بدايات الأزمة، وصار يقرّبني أكثر من أن أسلّم للفرضية التي تقول انّ الواقع السياسي بالشكل الذي يسير فيه بين التناقضات ومؤسسات دستورية معطّلة عمداً، ومع مكونات رافضة لبعضها البعض، يُخشى انّه لن يطول به الأمر ليجعل من النظام السياسي القائم، نظاماً منتهي الصلاحية بالكامل».

 

وإذ اكّد المسؤول «انّ الجهات الرافضة للتوافق الداخلي على انتخاب رئيس للجمهورية، بما يعيد انتظام الحياة السياسية في لبنان، تسعى جهدها بشكل علني لإسقاط البلد في المجهول»، أوضح «انّ الأداء السياسي القائم حالياً بتعطيل المؤسسات وتدمير فرص الإنقاذ، وشل رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، هو عبث مقصود او غير مقصود بأسس البلد، ويشكّل الوصفة الخبيثة لتهديد الداخل وتخريبه، واكثر من ذلك، تهديد اتفاق الطائف بنسفه. هنا اريد أن أسأل: من هو صاحب المصلحة بوصول الامور في لبنان إلى هذا الحدّ؟.. من هو الخاسر الأكبر من نسف الطائف والنظام؟.. في ظل هذا التشتت الذي نعيشه، وفي ظلّ هذا التخلّع البنيوي سياسياً واقتصادياً ومالياً، هل في امكاننا في لبنان أن نغيّر فنعيد تشكيل النظام اللبناني على نحو مغاير تماماً لما هو قائم عليه؟ وقبل ان نسأل أي نظام يمكن الوصول اليه، يجب ان نسأل، هل نصدّق انفسنا بأنّ في ايدينا ان نغيّر ما صنعه الكبار، ونؤسس لنظام جديد؟».

 

حراك فاتيكاني وفرنسي

 

وفي غضون ذلك، برزت امس زيارة السّفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعكست اجواء اللقاء بحسب معلومات موثوقة، حزناً فاتيكانياً على ما آل اليه الحال في لبنان، وتشديداً من الكرسي الرسولي على كل ما يجمع بين كل مكونات لبنان السياسية وعائلاته الروحية، وما يمكن السياسيين من تجاوز اي خلافات في ما بينهم، وانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن».

 

وفي السياق ذاته، اندرجت زيارة السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو إلى الرئيس بري. وبحسب المعلومات، فإنّ السفيرة وضعت رئيس المجلس في اجواء الاجتماع الفرنسي – السعودي في باريس الاسبوع الماضي. وأكّدت المعلومات، انّ الجانبين الفرنسي والسعودي متفقان على العجلة في انجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان، الّا انّهما متباينان في النظرة إلى بعض التفاصيل، وبالتالي لم يتوصلا إلى اتفاق حاسم بينهما حول الرئيس الجديد. وتشير المعلومات، إلى انّ المشاورات لن تُقفل وستبقى قائمة في الايام المقبلة، وسط حديث فرنسي متزايد عن انّ المدى الزمني للفراغ في سدّة الرئاسة اللبنانية يجب الّا يتعدّى بداية الصيف المقبل. وحتى الآن يمكن القول إنّ كل الاحتمالات ما زالت واردة.

 

استطلاع اميركي

 

في هذا الوقت، أجرت مساعدة وزير الخارجية الاميركية بربارا ليف، محادثات في بيروت، مع رئيس المجلس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ولخّصت مصادر مطلعة على اجواء محادثات المسؤولة الاميركية، كما يلي:

 

– اولاً، الزيارة استطلاعية.

 

– ثانياً، لم تحمل ليف اي فكرة اميركية جديدة مرتبطة بالملف الرئاسي.

 

– ثالثاً، اكّدت أن ليس في الأفق اي مبادرة اميركية أحادية الجانب، في خصوص رئاسة الجمهورية في لبنان.

 

– رابعاً، اكّدت انّ واشنطن، ليست طرفاً في أي جدالات او نقاشات تدور حول اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان. وكما سبق لها واكّدت انّها لن تنوب عن اللبنانيين في اختياراتهم. وربطاً بذلك، فإنّ الإدارة الاميركية ستتعامل مع اي رئيس للجمهورية في لبنان يُنتخب وفق الاصول الدستورية، بمعزل عمّن هو هذا الرئيس.

 

– خامساً، اكّدت على مسؤولية اللبنانيين في التعجيل في إنجاز استحقاقاتهم الدستورية، ما يوجب ان يبادر مجلس النواب اللبناني، ومن دون إبطاء، إلى اختيار رئيس الجمهورية يتحلّى بالمواصفات التي تلبّي تطلعات الشعب اللبناني. ومن ثم تشكيل حكومة تنفّذ أجندة الاصلاحات المطلوبة كشروط لنيل لبنان المساعدات من المجتمع الدولي، إضافة إلى توقيع برنامج التعاون بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي.

 

– سادساً، عبّرت عن تعاطف الإدارة الاميركية مع الشعب اللبناني في معاناته جراء الأزمة الصعبة، واكّدت على العلاجات السريعة لهذه الأزمة، حيث انّها بلغت مستويات شديدة الخطورة، وشدّدت على وجوب ان يتجاوز الشعب اللبناني هذه المحنة، حيث لا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه من تراجع وتأزّم تستفحل معهما الأزمة أكثر فأكثر.

 

(يُشار في هذا السياق، إلى «انّ ليف تعدّ صاحبة اكثر نظرة سوداوية تجاه الوضع اللبناني، حيث انّها سبق ان حذّرت منذ أشهر من أنّ «الفشل في انتخاب الرئيس من شأنه أن يؤدي بلبنان إلى فراغ سياسي غير مسبوق، ما يُنذر بانهيار الدولة مجتمعياً).

 

– سابعاً، أعادت تأكيد المسلّمات الاميركية تجاه لبنان، ولاسيما لجهة الدعم المتواصل للجيش اللبناني، والحفاظ على الاستقرار في لبنان.

 

– ثامناً، ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل كان من ضمن النقاط التي تمّ استعراضها، حيث أعادت تكرار الموقف الاميركي الذي يعتبر هذا الاتفاق مصلحة للبنان واسرائيل ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

– تاسعاً، التطورات الاقلمية لُحِظت في مباحثات ليف، التي قاربت الاتفاق السعودي- الايراني بترحيب حذر، مشيرة الى انّ واشنطن شجّعت السعودية على المضي بهذا الاتفاق.

 

لا توازن

 

وتزامنت زيارة المسؤولة الاميركية، مع حالة الجمود السياسي في مربّع السلبية، الذي يبدو فيه اطراف الأزمة الداخلية كامنين لبعضهم البعض حتى على ابسط تفصيل، على ما حصل في الساعات الماضية، حول قرار تأخير الساعة، الذي وصفه اطراف بأنّه قرار جيد، وتقديم او تأخير الساعة لا لزوم لهما على الإطلاق، فيما استغرب اطراف آخرون تأخير العمل به، معتبرين انّ لذلك انعكاسات سلبية على اكثر من قطاع.

 

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في تغريدة على حسابه على «تويتر»، كاتبًا: «أستغرب قرار الحكومة بعدم اتباع التقليد المُّتبع في لبنان منذ عشرات السنين بتقديم الساعة ساعة واحدة في آذار من كل عام، والذي ما زال حتى الساعة، معتمداً في معظم دول العالم. إنّ هذا التدبير الذي اتخذته الحكومة سيعرقل الكثير من الأعمال، خصوصًا على مستوى حركة الطيران والشركات العالمية التي لها علاقة مع الشركات اللبنانية والأسواق وسواها من القطاعات. إنّ الحكومة مدعوة إلى العودة عن قرارها قبل فوات الأوان، أي قبل مساء الغد، وقبل أن تضع الكثير من قطاع الأعمال في لبنان، أمام مصاعب إضافية جمّة».

 

تأرجح

 

وفي الجانب المعيشي، كان الوضع المالي يراوح في نقطة اللاتوازن، وهو الامر الذي تجلّى في عدم ثبات سعر الدولار على رقم معيّن، بل استمر في تأرجح متواصل على مدى يوم امس بين 103000- ليرة و108000 ليرة للدولار الواحد.

 

من جهة ثانية، وفي خطوة وصفت بأنّها تريح موظفي الادارات العامة، رفع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى رئاسة مجلس الوزراء مسودتي مشروعي المرسومين اللذين اعدّتهما الدوائر المعنية في وزارة المال، ويتضمن الأول، تعويض انتاجية لموظفي الإدارات وسائر المؤسسات العامة ومقدّمي الخدمات الفنية والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلي، ويُعطى وفق سعر منصة «صيرفة» للدولار الأميركي، لاحظاً تدابير بشأن معاشات المتقاعدين.

 

واما الثاني، فيتعلق بتعديل بدل النقل الذي يُحتسب بليترات البنزين وفق معدل وسطي لسعر يُحدّد بقرار يصدر عن وزير الطاقة شهرياً. على أن تُعرض مسودة المشروعين على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الإثنين المقبل لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه.

 

المودعون

 

سُجّل امس اعتصام لـ”صرخة المودعين” امام مصرف لبنان في الحمرا، وأُطلقت المفرقعات النارية في اتجاه المركزي، وأشعل البعض من المعتصمين الإطارات امامه. وتدخّلت عناصر من مكافحة الشغب لمنع المتظاهرين من اقتحام مصرف «سوسيتيه جنرال» المحاذي لمصرف لبنان. وانتقل مودعون إلى مصرفي “بيروت والبلاد العربية” و”الموارد” الكائنين في الحمرا، وحاولوا تحطيم ما أمكن بسبب التحصينات لواجهات المصرفين المقفلين. واستقدم الجيش تعزيزات اضافية وفرقة مكافحة الشغب إلى مصرف لبنان ومحيطه. كما نشر تعزيزات اضافية امام مصارف اخرى في منطقة الحمرا.

 

*******************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

ليف تبحث عن موقع لبنان بربطه بصندوق النقد ولا فيتو على فرنجية

 

باسيل يهاجم تغيير الساعة ويتوعد الحاكم والمنظومة.. واحتواء التوتر بين المصارف والمودعين

 

ما لمسه مسؤولون كبار أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، جاءت الى لبنان في محاولة لعدم تأثر المصالح المباشرة للولايات المتحدة بعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في ضوء تبدل المواقف، بعد الاتفاق السعودي – الايراني، ولقطع الطريق على أي تقارب جديد بين بيروت ودمشق، مع نقل رسالة واضحة انها تدعم اي مرشح يُنتخب رئيساً للجمهورية.

 

نقطة الثقل، حسب مصادر دبلوماسية، كانت في اللقاء الأول مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط للوقوف على رؤيته لوضعية لبنان بعد الانفراجات الحاصلة في العلاقات الاقليمية – العربية، أما اللقاء الثاني الأكثر اهمية فتمثل باللقاء مع الرئيس نبيه بري، حيث ابلغته ما سبق للسفيرة الاميركية دورثي شيا ان ابلغته اياه من ان بلادها تراقب مسار ما يجري، لجهة عدم الاطمئنان الى «استمرار الوضع على ما هو عليه لمدة طويلة، واعلان تأييدها لما انتهت اليه بعثة صندوق النقد الدولي لجهة تحذير المسؤولين من مخاطر التلاعب بالوقت على حساب الاصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي».

 

وسط ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»ان زيارة المسؤولة الاميركية الى لبنان أتت في سياق الاستطلاع وبالتالي لم تحمل معها اية مبادرات، على ان الموقف الذي كررته في لقاءاتها يتصل بضرورة التفاهم على انتخاب رئيس جديد للبلاد والعمل على صون المؤسسات وتطبيق الاصلاحات المطلوبة.

 

وفي الاطار المحلي، قالت المصادر أن مجلس الوزراء يخوض في تفاصيل الوضع المالي في البلاد وانعكاسه على جميع القطاعات في ما خص الرواتب والأجور فضلا عن عرض وزير العمل لهذا الانعكاس على المستخدمين الخاضعين لقانون وزارة العمل ، على أن هذه الدراسة تلحظ بدل إنتاجية وفق الإمكانات المتاحة للدولة اللبنانية واعتبرت أن هذا الإجراء من شأنه اما أن يعالج أوضاع القطاع العام أو أن يلقى اعتراض منهم وذلك انطلاقا مما قد ينص عليه.

 

إلى ذلك أكدت المصادر أن زوبعة تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي قد تأخذ مداها دون معرفة ما إذا كان سيصار إلى التراجع عن هذا القرار ام لا.

 

وكان لبنان انشغل بزيارة ليف، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل لدرس كيفية تلبية مطالب موظفي القطاع العام، فيما انشغل بعض اركان المعارضة بالاعتراض على قرار الحكومة تأخير التوقيت الصيفي حتى آخر سبت من نيسان، بعدما مرّت زيارة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامة الايرانية كمال خرازي بهدوء مع انها حملت الكثير من المواقف ولو انها كانت من قبيل الاستطلاع، كما زيارة ليف.حيث انهما حسب معلومات «اللواء» استمعا من المسؤولين اللبنانيين «الى وجهة نظرهم حول التطورات الحاصلة في المنطقة لا سيما الاتفاق – السعودي – الايراني وانعكاساته المرتقبة على مجمل اوضاع المنطقة ومنها لبنان، وحول الوضع في سوريا وملف النازحين السوريين، واكدا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة من دون تدخلات خارجية باعتبارالموضوع شأن لبناني داخلي، لكن ليف ركزت ايضاً على وجوب تحقيق الاصلاحات البنوية الاقتصادية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي.لكن خرازي وليف لم يقاربا الموضوع الرئاسي بتفاصيله بل بشكل عام، ولم يطرحا اي اسماء اومقترحات.

 

وفيما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس برّي، أنّ اجتماع اللجان النيابية المشتركة تمّ إرجاؤه من يوم الإثنين في 27 آذار 2023 إلى يوم الثلاثاء 28 آذار الجاري. وتمهيداً لجلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الاثنين المقبل، رفع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى رئاسة مجلس الوزراء مسودة مشروعي المرسومين التي اعدتهما الدوائر المعنية في وزارة المال، ويتضمن الأول تعويض انتاجية لموظفي الإدارات وسائر المؤسسات العامة ومقدمي الخدمات الفنية والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلي، ويعطى وفق سعر منصة «صيرفة» للدولار الأميركي، لاحظاً تدابير بشأن معاشات المتقاعدين.

 

والثاني يتعلق بتعديل بدل النقل الذي يحتسب بليترات البنزين وفق معدل وسطي لسعر يحدّد بقرار يصدر عن وزير الطاقة شهرياً. على أن تُعرض مسودة المشروعين على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الإثنين المقبل لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه.

 

وكان الخليل قد أعطى أمس الاول موافقة استثنائية لإعداد مشروع مرسوم يلبّي عدداً من مطالب عمّال وموظفي «أوجيرو» لعرض المشروع أيضاً في جلسة الإثنين لمجلس الوزراء.

 

نيابياً، قدم النائب علي حسن خليل اقتراح قانون الى الهيئة العامة لمجلس النواب لفتح اعتماد بقيمة 1500 مليار ليرة لتغطية نفقات الانتخابات النيابية، على ان تبحثه اللجان المشتركة وتقره الثلاثاء تمهيداً لإحالته الى الهيئة العامة لاقراره.

 

جولة ليف

 

باشرت مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف، ترافقها السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، جولتها بزيارة جنبلاط في كلمنصو وقد استقبلها في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، والنائب راجي السعد، حيث كان عرض لمجمل الأوضاع والتطورات السياسية.

 

بعدها انتقلت الى عين التينة حيث اسقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكدت ليف خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب أن «لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة»، بحسب ما افادت بعض المعلومات. كما اشارت ليف الى أنّ «الوضع الاقتصادي متدهور ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن».

 

ومن ثمّ توجهت ليف وشيا والوفد المرافق الى وزارة الخارجية حيث التقت الوزير عبدالله بوحبيب، وتمّ البحث بآخر التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان وما يجري في المنطقة من تحوّلات، لا سيما إنعكاسات الإتفاق السعودي-الايراني والصراع اليمني والأزمة السورية.

 

ومساء زارت ليف الرئيس ميقاتي في دارته تافقها السفيرة شيا، وجرى خلال اللقاء بحث الاوضاع الراهنة في لبنان والعلاقات الثنائية ، ونتائج جولة السيدة ليف على عدد من دول المنطقة.

 

وقد إستبقى الرئيس ميقاتي الوفد الاميركي الى مائدة الافطار.

 

وفي سياق الحراك الدبلوماسي، التقى الرئيس بري السّفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا. ثم السفيرة الفرنسية آن غريو، التي وضعته في أجواء الاجتماع الفرنسي – السعودي الأخير، وعدم الاتفاق على تسوية فرنجية سلام بين الرياض وفرنسا.

 

وفي المواقف الخارجية، غردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر» قائلة : بعد مرور ثلاث سنوات على اعلان لبنان تعليق سداد ديونه السيادية، لازال اللبنانيون يتطلعون الى تحرك قادتهم لإنقاذ البلد. الناس يشعرون بالغضب لرؤية رواتبهم تفقد قيمتها نتيجة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية. لقد باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية».

 

باسيل يتوعد

 

سياسياً، توعد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من اسماه «المنظومة» بأن أيامها معدودة، وهي التي تحمي حاكم مصرف لبنان او ما وصفه «بالبنكجي الكبير»، معتبراً ان لهذا لا يقر قانون الكابيتال كونترول.

 

وطالب برئيس يواجه المنظومة، ويخلي لبنان هو المحور مش كل محاور دول، وبيعرف ان الرئاسة مسؤولية، وفهم للملفات كلها: مال واقتصاد وسياسة وقانون.

 

وقال: نريد رئيس اذا انتخبناه نعرف نجاوب لماذا انتخبناه أمام اولادنا، وانه شريك في الحكم.

 

اضاف: بدولار 20 الفاً اعتبروا عهده جهنم (في اشارة الى الرئيس القوي اي العماد ميشال عون)، كيف بعهد المائة الف ليرة؟

 

وهاجم البرلمان والحكومة والمصرف المركزي واعتبر ان صندوق النقد وسيلة ضغط للاصلاحات، مشيراً الى ان المنظمة كلها لا تريد صندوق النقد، واصفاً التعميمات والمراسيم الصادرة عن الحاكم رياض سلامة ومراسيم الحكومة.

 

وانتقد ما وصفه بتغيير الساعة والوقت كدليل على ادارة البلد.

 

وقال: السلطة التنفيذية ذابت في السلطة التشريعية.. معلناً رفض تقسيم لبنان الكبير، محذراً من اي محاولة تقسيم يفكر بها البعض، رافضا ان يكون المسيحيون حقل تجارب معلناً التصدي له، مشدداً على اللامركزية الادارية الموسعة.

 

واتهم اعلاميين بالتغطية على الحاكم مقابل حوالات تدفع بالدولار في الخارج، بوصفه حوالة جاهزة.

 

وقال في كلمة له أمام «العشاء التمويلي» للتيار الوطني الحر ليل امس: لبنان سيبقى وطن حرية، وما حدا في يحولنا منطقة عبيد.

 

انتفاضة المودعين

 

وعلى الارض، تصاعدَت حدّة التوترات في محيط مصرف لبنان وسط الاعتصام الذي نفذته جمعية «صرخة المودعين»، امس الجمعة، للمطالبة بإعادة الودائع إلى أصحابها.

 

وبعد استهداف مبنى البنك المركزيّ بالمفرقعات الناريّة من قبل متظاهرين واشعل البعض منهم الاطارات امامه، ووصلت تعزيزاتٌ كبيرة من الجيش وفرقة مكافحة الشغب إلى مصرف لبنان ومحيطه، حيثُ جرى ضرب طوق أمني هناك لمنع تطور الأوضاع.

 

وفي ظلّ ذلك، حاول مُعتصمون تحطيم واجهات مصرفي بيروت والبلاد العربية» و «الموارد» في الحمرا، في حين حاول آخرون أيضاً اقتحام مصرف سوسيتيه جنرال» المُحاذي لمصرف لبنان، إلا أنّ عناصر فرقة مكافحة الشغب تدخلت فوراً وأبعدت المتظاهرين عن المصارف المذكورة.

 

وتزامناً مع التحركات التي شهدتها الحمرا، أفادت المعلومات بأنّ عدداً من المودعين نفذوا اعتصاماً قبالة منزل السيّد نديم القصار(فرنسا بنك) في محلة الجناح.

 

وكانت مطالب اساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية موضع متابعة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في اجتماعين عقدهما. وفي هذا الاطار اجتمع مع رئيس الجامعة بسام بدران ووفد من الاساتذة. وإجتمع ايضا، في حضور بدران ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، مع وفد من لجنة الموظفين في الجامعة.

 

واستقبل رئيس الحكومة وزير الاقتصاد امين سلام الذي قال بعد اللقاء قدمنا التهنئة للرئيس ميقاتي بحلول شهر رمضان وطمأناه الى العمل الذي نقوم به لناحية استقرار اسعار الخبز بالرغم من الظروف الصعبة وعدم استقرار سعر الدولار، وبأننا خلال شهر رمضان المبارك وفترة الاعياد سنكثف الجولات الرقابية، لأن السوق يفرض علينا واقعاً يحتاج الى ضبط وسنتابع العمل، ليس في هذه الفترة فقط، انما هناك مرحلة انتقالية نعمل عليها على امل ان يلتزم جميع التجار بضبط الأسعار بما يمثل هذا الشهر من قيم ونتمنى عليهم ان يرحموا الناس ويخافوا الله.

 

في غضون ذلك، سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء مساء امس، ارتفاعاً طفيفاً فسجل تسعيرة تتراوح ما بين 109000 و109500 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركيّ. وكان قد سجّل عصراً تسعيرة تراوحت ما بين 108000 و108500 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركيّ.

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة 97 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1234125 كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة.

 

********************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

واشنطن تريد لبنان في عنق زجاجة مُحاصراً… وتحرمه تلقف التهدئة الحاصلة في المنطقة

 

 تحسّس المسيحيين من إخراجهم من الحكم: ميقاتي وبري يُديران الدولة وحدهما – نور نعمة

 

في وقت تتجه المنطقة الى التهدئة، والمزيد من التعاون بين دول كانت متخاصمة، ابرزها ايران والسعودية، فضلا عن الانفتاح الكبير التي تقوده السعودية تجاه سوريا، يسير لبنان الى فوضى اكبر وازمات وانفجارات معيشية، بدأت تطل برأسها عبر غضب الناس في مناطق متعددة، وآخرها تظاهرات العسكريين المتقاعدين في وجه السلطة السياسية. فلماذا لبنان لم يتلقف او بالاحرى، لماذا لم يُسمح له بتلقف التغيير الايجابي الذي يحصل في الشرق الاوسط ؟ ولماذا لم ينعكس القليل من الهدوء عليه جراء التقارب بين طهران والرياض، خاصة ان ما يحصل ليس محطات سياسية متفرقة، بل جميعها تصب في رسم طريق جديد للمنطقة. ولماذا يبقى لبنان خارج اطار الساعة الاقليمية، الساعة الصينية – السعودية – الايرانية، وما زال الانهيار يتفاقم اكثر فاكثر؟

 

يقول مصدر ديبلوماسي بارز لـ «الديار» ان اجواء المنطقة باتت مستقرة جدا برعاية صينية، وهي حتما تدخل عصرا جديدا، فالمصالحة السعودية- الايرانية ممتازة، وسيزور الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي السعودية قريبا، كما ان الرئيس السوري بشار الاسد قام بزيارة الى الامارات عبّرت عن حسن العلاقة الجيدة بين الدولتين، كما ان المصالحة المصرية – التركية اكتملت بزيارة وزير الخارجية التركي للقاهرة، اضافة الى العراق الذي يسير نحو الهدوء، حيث انحسرت الاعمال التفجيرية والشغب في اراضيه.

 

فلماذا لم تنعكس هذه الاجواء على لبنان في الداخل؟ يجيب المصدر الديبلوماسي ان لبنان الديموقراطي لا يناسب الدول العربية كما هي الآن، فضلاعن ان الولايات المتحدة لا تريد ان ينفتح لبنان على الدول العربية، خاصة على سوريا، والدليل على ذلك ان واشنطن منعت جر الغاز من مصر عبر سوريا الى لبنان، كما منعت امداد لبنان بالكهرباء من الاردن عن طريق سوريا، وهذا ما جعل الازمة في لبنان تزداد وتكبر.

 

ويؤكد المصدر الديبلوماسي ان الولايات المتحدة ارتكزت على حجة ان سوريا قد تستفيد من الغاز المصري على اراضيها والمد الاردني عبر سوريا، ويضيف انها تعترض على العلاقات الممتازة بين الامارات وسوريا، خاصة ان دولة الامارات تدور في الفلك الاميركي، كما ان السعودية قررت فتح قنصليتها في دمشق، وسيزور سوريا وزير خارجية السعودية ويجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد.

 

فلماذا لا تعترض واشنطن على تعزيز العلاقات السعودية- السورية؟ فيما تعترض على تعزيز علاقة لبنان مع سوريا وعلى اي علاقة يقيمها لبنان مع دول تقيم علاقات جيدة مع السعودية؟ المصدر الديبلوماسي يؤكد ان الولايات المتحدة لا تريد لبنان بلدا ديموقراطيا منفتحا على جواره، بل تريده مخنوقا في عنق الزجاجة، محاصرا لا يخرج منها، وهي تستمر في ايلامه دائما، وربما زيارة نائب وزير الخارجية الاميركي بربرا ليفي الى بيروت، جاءت لترى بام العين التدهور المستمر في بلدنا المطوق.

 

وفي الاطار ذاته، اعتبرت مصادر عربية رفيعة المستوى ، ان السعودية لا تريد للبنان ان يدخل في المرحلة الجديدة على وقع وصول رئيس تابع لفريق الممانع، وبالتالي مقرب من ايران، وهذا ما يفسر «الفيتو» السعودي على المرشح سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. واكدت المصادر ان السعودية تريد ان يبدأ التغيير في لبنان بدءا من رئاسة الجمهورية واعادة انتاج السلطات كلها، حيث ان الرياض اسقطت المقايضة الفرنسية القائمة على رئيس للجمهورية من الفريق الممانع ورئيس حكومة لـ14 اذار اذا جاز التعبير.

 

وتستطرد المصادر العربية الرفيعة المستوى بالقول: ان السلطات الدستورية متكاملة ومتجانسة وليس متصادمة ومتواجهة. في المقابل، يتمسك حزب الله بالمرشح سليمان فرنجية بهذا القدر، مدركا ان المنطقة دخلت في مرحلة تحولات كبيرة. وعليه، يبدو ان هناك توجها لوقف بث محطة المسيرة التابعة للحوثيين، والتي تبث من الضاحية وتستهدف السعودية، وبالتالي يقوم حزب الله بتموضع صغير من منطلق قوة، ويحصن نفسه بما انه قارئ ذكي للمستجدات التي تطرق باب المنطقة حديثا. من هنا، لن يتراجع حزب الله عن فرنجية، ويريد رئيسا على غرار اميل لحود لا يبدل موقفه السياسي، رغم تبدل الظروف السياسية في عهده مع خروج الجيش السوري من لبنان آنذاك.

 

اتهام بري للمسيحيين بالتعطيل يتفاعل

 

داخليا، احدث اتهام الرئيس نبيه بري للقوى المسيحية بتعطيل الانتخابات الرئاسية تفاعلا كبيرا، حيث ذكرت اوساط مسيحية لـ «الديار» انه اتهام ظالم جدا، في حين أن التعطيل آت من الثنائي الشيعي، الذي اعتاد تجميد انتخابات رئاسة الجمهورية على قاعدة «هذا المرشح المسيحي او لا احد»، كما فعل في انتخابات رئاسة الجمهورية للعماد ميشال عون، عندما عطل الانتخابات لسنتين واربعة اشهر. واليوم يكرر بري المشهد ذاته، اذ يعلن ان المرشح المقبول الذي يريده هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، والا فلا انتخابات رئاسية. والدليل على ذلك ان بري كرئيس لمجلس النواب عطل جلسات البرلمان، ولم يعد يدعو الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، ما دامت الاكثرية الساحقة من المسيحيين لا تؤيد فرنجية على مستوى النواب والكتل النيابية.

 

وسألت الاوساط المسيحية الرئيس بري كيف يمكنه ان يتهم المسيحيين بتعطيل الانتخابات، وهو لا يقبل ان يعارض ترشيحه نائب شيعي واحد، ويرفض هذا الحق على المسيحيين اذا عارضوا مرشحه فرنجية ؟ اضافت المصادر: ان لعبة بري اصبحت مكشوفة، ويحاول للمرة الثانية فرض على اللبنانيين رئيس من الطائفة المسيحية، ولا يقبل ان تحصل معارضة مسيحية لذلك؟

 

ملاقاة القوى السياسية للتغيير الايجابي الحاصل في المنطقة

 

وبمعزل ان كان نائب الامين العام حزب الله الشيخ نعيم قاسم من دعا الى اتخاذ السلطة اللبنانية قرارات سيادية ورفع الصغط الاميركي – الاوروبي، وما يثيره من حساسية لدى الاحزاب المعارضة لحزب الله، انما كلام قاسم هو كلام سيادي، يجب ان يردده اي مواطن لبناني، وهو كلام يجب ان يجتمع عليه اللبنانيون جميعا من مختلف الاحزاب، خاصة ان المنطقة تلمس التهدئة، في حين ان لبنان لا يزال غارقا في ازماته وكوارثه المعيشية، وفق اوساط وزارية لبنانية. وقد اصبح واضحا للجميع وللمعارضة وللفريق الممانع، ان ما من دولة ستأتي لتنقذ لبنان، بل الدولة وحدها والشعب وحده سينقذ نفسه من هذا الجحيم. وطالبت المصادر الوزارية بتلقف كلام الشيخ قاسم دون وضعه في خانة انه كلام تابع لحزب واحد، بل كلام انقاذي من كل المآسي والاوجاع التي يشهدها الشعب اللبناني. فمتى فعلا يتمرد لبنان، وقد رأى بأم العين تخلي الجميع عنه في اقسى ظروف يمر بها؟

 

«التيار الوطني الحر»: التراكمات في تهميش المسيحيين في الحكم هي التي اغضبت باسيل

 

بدورها، قالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الديار» ان النائب جبران باسيل ما كان ليعلق على تأجيل التوقيت الصيفي، لولا التراكمات التي حصلت وتحصل في الخروج عن الدستور، وحكم البلد من قبل الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، واتخاذهما كافة الاجراءات التي تتعلق بالدولة. ذلك ان مجلس الوزراء عقد في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية، وفي ذلك اهانة للمسيحيين، ورغم ذلك لم يبال احد بموقف الكتل المسيحية، ثم توقيع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نيابة عن رئيس الجمهورية وهو مخالفة دستورية، ولم يسأل احد عن موقف ال 24 وزيرا ومن بينهم الوزراء المسيحيون. وتابعت المصادر ان بري لا يدعو الى جلسات نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية متمسكا بمرشح واحد، ومن ثم يحصل تلزيم المطار دون مناقصة، ويتم البت بالمشروع ب122 مليون دولار دون المرور بمجلس وزراء ولا هيئة الشراء. فكل هذه الاعمال التي تتعارض مع منطق الدولة والقانون، الى جانب محاولة عزل المسيحيين عن الحكم وتهميش دورهم هو امر غير مقبول، حتى وصل الامر بان يتخذ بري وميقاتي القرار بالتوقيت الصيفي، وكأنهما يتحكمان ايضا بصيفنا.

 

وعن اتهام بري لكتل مسيحية بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، استغربت مصادر «التيار الوطني الحر» هذا الاتهام، وردت:»ماذا يجب على المسيحيين القيام باكثر مما يقومون به… اذا كان يوجد، فليقلها لنا بري». واعتبرت المصادر ان التيار الوطني الحر اعرب عن استعداده للحوار وللنقاش حول اسماء لرئاسة الجمهورية، في حين انه يتمسك بمرشح واحد، ولكنه لا يمد اليد للآخرين لمعرفة عدد الاصوات التي ستؤيد مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وبالتالي اذا لم يتوافر النصاب المطلوب لانتخاب فرنجية، عندئذ يجب الانفتاح على الآخرين والنقاش والتحاور معهم.

 

وعن بعض الاحزاب المسيحية التي ترفض الحوار، لفتت المصادر الى ان هذا الرفض سيكون مؤقتا، مشيرة الى ان هذه الاحزاب ستقبل الحوار في نهاية المطاف.

 

«القوات»: مصدر تعطيل الانتخابات الرئاسية هو الفريق الممانع

 

من جهتها، اوضحت مصادر «القوات اللبنانية» لـ «الديار» ان حزبها رفض الحوارات الوطنية والمسيحية في معرض انتخابات رئاسية، حيث اعتبرت ان الانتخابات تجري في البرلمان ضمن آلية انتخابية واضحة المعالم، ولا لزوم لحوارات يراد منها تحميلها مسؤولية عدم انتخاب رئيس، فيما المسؤولية تتحملها الكتل الممانعة، ورفض رئيس مجلس النواب الدعوة لجلسات انتخابية متتالية. وتؤكد المصادر ان هناك محاولات دائمة لرمي مسؤوليات الشغور الرئاسي على المسيحيين، بان عدم اتفاقهم ادى ويؤدي الى الفراغ في موقع رئيس الجمهورية، فيما يعلم القاصي والداني ان الفريق الممانع يعطل كل استحقاق رئاسي بهدف ايصال مرشحه الممانع، لافتة الى ان اي حوار مسيحي- مسيحي كمن ينقل كرة التعطيل والشغور الى ملعب المسيحيين ،في حين ان الازمة الرئاسية ليست عندهم.

 

واضافت المصادر «القواتية» ان الفريق الآخر لا يملك اساسا 65 صوتا لمرشحه، ولذلك يعطل الانتخابات، ونتحداه بالنزول الى مجلس النواب في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لتظهر الامور على حقيقتها، كما انه لا يمكن للفريق الآخر ان يعطل على مدى اشهر وسنوات، ثم عندما يتمكن بنتيجة وضعية معينة، فتأتي المعارضة لتنتخب مرشح فريق الممانع. وهنا قالت المصادر: «لقد دخلنا في الغباء السياسي وليس في الديموقراطية السياسية.» واستندت المصادر الى كلام سمير جعجع الذي قال: انه بين انتخاب رئيس ممانع يبقي الازمة على ما هي عليه، وبين فرصة امل لانتخاب رئيس سيادي اصلاحي ، من الافضل الذهاب الى الرئيس الاصلاحي ضمن التوقيت المناسب.

 

خبير اقتصادي: على السلطة تطبيق الاصلاحات والا لبنان على مشارف الانحلال التام

 

على الصعيد الاقتصادي، توجه الخبير الاقتصادي سامي نادر من خلال «الديار» الى السلطة السياسية، مطالبا اياها بتطبيق لائحة الاصلاحات ضمن الاتفاق الذي عقد مع صندوق النقد الدولي في نيسان الماضي، خاصة بعد الانذار الخطر الذي «دقه» الصندوق، بأن الامور في لبنان على مشارف التفكك والانحلال التام.

 

وحول قانون السرية المصرفية، رأى ان هذا القانون لا يناسب المعايير، وتتخلله ثُغر عديدة، كما انه لا يساعد على اعادة هيكلة المصارف بطريقة سليمة. وعن موضوع «الكابيتال كونترول» اعرب نادر عن اسفه لعدم صدوره حتى اللحظة، مشيرا الى انه امر ضروري، الا ان مسودة مشروع القانون لا تجاري المعايير المطلوبة.

 

واعتبر الخبير الاقتصادي انه حان الوقت لتتحمل المصارف اللبنانية وتعترف بخسارتها، حيث لا يمكن التعويل على الدولة، التي اظهرت عجزها في الدفع وانقاذ لبنان من الخسائر، وبالتالي وقع الانهيار فقط على المواطن. من هنا، المطلوب من المصارف التي حققت ارباحا كثيرة خلال السنين الماضية، ان تسدد الخسارة وتحمي صغار المودعين لرفع الانهيار عن «رؤوس الناس»، ولكي يعاد بناء القطاع المصرفي.

 

اما عن المالية العامة، فقد شدد نادر على ضرورة توحيد سعر الصرف، نظرا الى وجود ثمانية اسعار للصرف، لان تعدد سعر الصرف يفتح المجال للمضاربة والربح السريع غير العادل.

 

السعودية أراحت اميركا بـ 100,000 وظيفة جديدة

 

على صعيد اخر، وتزامنا مع التواصل الصيني – السعودي، ابرمت المملكة العربية السعودية صفقة مع الولايات المتحدة في موضوع طائرات «البوينغ»، حيث اعلن البيت الابيض ان هذه الصفقة ستسمح بمئة الف وظيفة جديدة لاميركا، وتكون السعودية أراحت الاميركيين نيتجة هذه الصفقة.

 

الازمة في «اسرائيل» تتواصل…فهل تنعكس على لبنان؟

 

في سياق متصل، قال موقع «واي نت العبري» إن الخشية تكمن في وجود علاقة بين هذه الساحات والخوف في المؤسسة الأمنية من توحدها في مواجهة شاملة. وأضاف الموقع ان الوضع في بداية شهر رمضان هو كالاتي: القيادة في إيران مقتنعة بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي يتجه نحو توجيه ضربة عسكرية لها، ولذلك هناك خشية لدى أجهزة الأمن الصهيونية من اندامج عدة ساحات محيطة بكيان الاحتلال، وهي غزة والضفة وإيران ولبنان في مواجهة واحدة وشاملة.

 

وفي الازمة الصهيونية الداخلية، قالت اذاعة جيش العدو الإسرائيلي ان عشرات من طياري الاحتياط بسلاح الجو اعلنوا توقفهم عن تقديم تقارير لوحداتهم. وانطلاقا من هذه المعلومات، هل ينقل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ازمة كيان الدولة العبرية الى ساحة اخرى؟

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

منسوب التحذيرات الغربية للبنان يرتفع

 

«شغب» وتصعيد امام مصرف لبنان

 

مع أن زيارة مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف لبيروت  امس واليوم ستشكل «خرقا» للمناخ الداخلي، إذ من شأنها ان تضع لبنان الرسمي أمام آفاق المرحلة اقليميا ودوليا ولا سيما رؤية واشنطن للاتفاق الايراني- السعودي وموقفها منه، والدخول الصيني على خط احلال السلام بين روسيا واوكرانيا، الا انها لن تحجب مضاعفات الخلل السياسي الداخلي الذي لم تظهر بعد أي ملامح جدية لمعالجته، برغم بروز مؤشرات طفيفة من جانب المحور الممانع تجاه المملكة العربية السعودية ودورها في لبنان، بعدما كانت حتى يوم 9 اذار، العدو اللدود والخائن وكل ما الى ذلك من صفات ينعتها بها القادة الممانعون.

 

ليف زارت في اول محطة لها، ترافقها السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، رئيسَ الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، فاستقبلها في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي « النائب تيمور جنبلاط، والنائب راجي السعد، حيث كان عرض لمجمل الأوضاع والتطورات السياسية. بعدها انتقلت الى عين التينة واجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ان تحط في وزارة الخارجية للقاء الوزير عبدالله بوحبيب وتمّ البحث في التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان وما يجري في المنطقة من تحوّلات لا سيما إنعكاسات الإتفاق السعودي-الايراني والصراع اليمني والأزمة السورية،

 

كما استقبلها رئيس حكومة تصريف الاعمال واقام افطارا على شرفها في دارته. وأكدت خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب أن «لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن».

 

فرونتسكا: واذا كانت المسؤولة الاميركية تحمل حثا على اجراء الانتخابات الرئاسية وعلى الاصلاحات قبل سقوط لبنان في المحظور، فإن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا كررت النداء نفسه تقريبا امس، حيث غردت عبر «تويتر» كاتبة: بعد مرور ثلاث سنوات على اعلان لبنان تعليق سداد ديونه السيادية، لازال اللبنانيون يتطلعون الى تحرك قادتهم لإنقاذ البلد. الناس يشعرون بالغضب لرؤية رواتبهم تفقد قيمتها نتيجة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية. لقد باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية.

 

الفاتيكان وباريس: ليس بعيدا من الاهتمام الخارجي بالأزمة اللبنانية، التقى بري في عين التينة السّفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا. كما استقبل السفيرة الفرنسية آن غريو.

 

نشاط ميقاتي: الى ذلك، وعشية جلسة لمجلس الوزراء الاثنين ستبحث في زيادة على رواتب موظفي القطاعين العام والخاص، بحث رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اجتماعين عقدهما في السراي امس مطالب اساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية.  وفي هذا الاطار اجتمع مع رئيس الجامعة بسام بدران ووفد من الاساتذة. وإجتمع ايضا، في حضور بدران ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، مع وفد من لجنة الموظفين في الجامعة.

 

تصعيد: ليس بعيدا من الامن الاجتماعي، وبينما الدولار مستقر عند سقف الـ108 الاف ليرة للدولار وتراجعت اسعار المحروقات، اعتصمت «صرخة المودعين» امام مصرف لبنان في الحمرا، واطلقت المفرقعات النارية في اتجاه المركزي، واشعل البعض من المعتصمين الاطارات امامه. وتدخلت عناصر من مكافحة الشغب لمنع المتظاهرين من اقتحام مصرف «سوسيتيه جنرال» المحاذي لمصرف لبنان. وانتقل مودعون الى مصرفي «بيروت والبلاد العربية» و»الموارد» الكائنين في الحمرا،  وحاولوا تحطيم ما أمكن بسبب التحصينات لواجهات المصرفين المقفلين . وا ستقدم الجيش تعزيزات اضافية وفرقة مكافحة الشغب الى مصرف لبنان ومحيطه.

 

العلية: على صعيد آخر، اعلن رئيس هيئة الشراء العام جان العلية، في بيان، أنّ «ملف مزايدة المطار سيكون في بداية الأسبوع المقبل بين أيدي الجهات الرقابية المعنية المختصة قانوناً لإبداء الرأي القانوني فيه، وأي كلام من خارج هذا الإطار يضلل الرأي العام ولا يفيد بشيء».

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram