سطعت سماء الفن عربي بالعديد من النجوم التي أنارت ساحة الطرب العربي، إلا أنه يبقى هناك علامات وطفرات تنفرد من بين هؤلاء النجوم بطابعها الخاص، وأسلوبها الفني المختلف، وهو ما ينطبق على الفنانة اللبنانية نجوى كرم، صاحبة الصوت الجبلي القوي، الذي أسرت به قلوب عشاق اللون الشعبي اللبناني ، لتبدع العديد من الأغاني والألبومات التي لاقت انتشاراً ونجاحاً كبيرين، مثل "عالعلالي" و"شمس الغنية" و"عيون قلبي" و "مني إلك" وغيرها.
كرم، أو "شمس الأغنية" كما يطلق عليها جمهورها، عادت أخيراً إلى استئناف نشاطها الفني الجماهيري، بحفل فني استضافته دبي، هو الأول لها، منذ بداية أزمة كورونا، التي أكدت أنها أرهقتها، كما أرهقت الجميع نفسياً، ليأتي هذا الحفل بالنسبة لها، بمثابة عودة الحياة، والروح، معا، مؤكدة أن الإمارات دائماً موطن الكرم والترحاب بالجميع، على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم.
"الرؤية" التقت الفنانة اللبنانية نجوى كرم، في حوار كشفت خلاله الكثير من التفاصيل المرتبطة بتلك العودة، وتعاطيها مع التطورات الأخيرة في لبنان، وموقفها من العروض السينمائية التي تقدم لها، فضلاً عن الكثير من آرائها وخياراتها الفنية.
أولاً حدثينا عن حفلك الأخير بدبي ، والذي جاء عقب توقف دام لمدة عام..ماذا يمثل لك؟
شعرت بأن روحي قد عادت لي مجدداً، فطالما كنت متعطشة لملاقاة جمهوري الذي اجد نفسي عندما ألتقي به، وزاد سروري بأن ذلك الحفل كان على أرض الإمارات الحبيبة التي تحتضن كل شعوب الأرض بحب وترحاب، وحرصت على تقديم أكبر قدر من اغنياتي القديمة والحديثة لأرضاء كافة الأزواق، ففترة التوقف التي تسببت بها أزمة كورونا، جعلتني اشعر أن تلك الحفلة هي الأولى لي.
حملت حفلتك شعار "كامل العدد" ماذا يعني ذلك، في ظل تلك الأزمة؟
يعني لي الكثير فهو بمثابة برهان أن هدفي من إقامة الحفل قد تحقق، وهو الشعور بالحرية وحب الحياة ، وتوقع الجمهور بأن القادم أفضل ، وتفاجأت قبل الحفل بساعات قليلة برفع شعار "كامل العدد" وهو ما أدخل السرور لقلبي، لأننا جميعاً بحاجة للتنفس مجدداً بعد فترة أهلكتنا فيها الكورونا نفسياًـ ودائماً ما أرى أن تحقيق الحرية والفرح والبهجة خدمة أساسية تتسبب في تواجدي على الساحة الفنية.
أطللتِ على جمهورك بلوك أبيض مبهج .. هل هذا الأختيار جاء بمحض الصدفة أم أنه له رسالة ما؟
بالطبع هي رسالة واضحة ومباشرة، وهي الدعوة للتفاؤول والبهجة.
معروف عنك شغفك وتمسكك بلإنطلاق والحرية .. كيف قضيتي تلك الفترة العصيبة، المرتبطة بتداعيات أزمة كورونا؟
في بداية الأمر تأزمت كثيراً كحال كل العالم، ومن بعدها نظرت للأمر بنظرة أكثر إيجابية فقد تسببت تلك الفترة بتوطيد العلاقات بالأهل والأقارب الذي كان يشغلني عنهم العمل بعض الشئ، كما أنني قدمت إبداعات مطبخية كثيرة، فقد امضيت ساعات طويلة داخل الطبخ ومارست هوايتي المحببة، وحمداً لله فبيتي يطل على حديقة، ووجودي إلى جانب الطبيعة جعل وطئة شعوري بالحجر قليلة.
هل أثرت تلك الفترة والأكلات المتنوعة على رشاقتك؟
بالطبع لا .. فأنا دائماُ ما أرود نفسي بتلك الجانب لعشقي للرشاقة، وحتى أطل على جمهوري بأفضل صورة، لأن تلك الفترة سيأتي يوماً وتنتهي ونعودا مجدداً لملاقاة الجمهور، الذي يجب أن نكون قدوة حسنة له دائماً.
ربما يتساءل جمهورك عن سر تجددك واحتفاظك دائماً بأناقتك وإطلالتك المميزة، ماذا تقولين بهذا الصدد؟
كل إنسان يمكنه أن يكون أيقونة بالجمال والاناقة، بشرط واحد وبسيط للغاية، وهو أن يظهر بحقيقته التي فطره الله عليها، فكلنا متساوون في الأخلاق والشفافيه والخصال الربانية، فمن عمل على المحافظة عليهم سيكون أفضل إنسان.
شهدت الفترة الماضية بلبنان فترة عصيبة وإنقسامات عديدة.. هل تجدين أن لبنان في خطر أم انه يستطيع الصمود مجدداُ؟
لم أخف يوماً على لبنان لإيماني القوي بقوتها وجدارتها على تخطي الصعاب، فكم من أزمة مرت بها لبنان ومن بعدها تقوى وترجع، فابالرغم من الإنتهاكات التي تمر بها لبنان في الوقت الحالي إلا أن الشعب المحب والعاشق لبلده قادر على الاتحاد ، فالشعب اللبناني شعب واعي ومثقف ولديه من الجلد والإصرار ما يكفي العالم بأجمعه.
ذا فويس سينيور تجربة مختلفة تقدم للمرة الأولى ببرامج المواهب..حدثيني عن تلك التجربة؟
من أفضل التجارب التي أستمتعت بها في حياتي على المستوي الشخصي، فبجانب المواهب المحنكة التي وجدناها بالبرنامج ، فهو بمثابة دليل أن الفن والتعبير عن المواهب لا يحكمه عمر أو فترة، فالفن غريزة قوية ، تلح على الإنسان طيلة حياته.
شهدت كواليس البرنامج أجواء مرحة وممبارزات مبهجة ..حدثيني عنها؟
كانت كواليس ممتعة للغاية فالكيمياء التي حدثت بيننا كانت قوية للغاية، قدائماً ما كنت استمتع بعمل مقالب ونكايت بالفنانة الكبيرة سميرة سعيد، لروحها المبهجة وطفولتها التي تتمتع بها حتى الأن، وخفة الظل الكبيرة التي يتمتع بها الفنان الكبير هاني شاكر، والفنان ملحم زين، الذين اضفوا أجواء حماسية للبرنامج.
عروض سينمائية متعددة تعرض عليك، هل من الممكن أن تقدمين على تجربة تمثيلية يوما ما؟
لا من المستحيل، فأنا بعيدة كل البعد عن ذلك المجال ولا أحب التمثيل، وأنا لا أحب أن أخوض تجارب لم أكن على قدر تحقيقها.
معظم فناني لبنان قدموا أغنيات باللهجة المصرية وحققوا بها نجاحاُ كبيراُ.. لماذا لم تخض نجوى كرم تلك التجربة ؟
مع الأسف لم يحالفني الحظ في تقديم تلك التجربة التي لا امانع أبداً من خوضها، فاللهجة المصرية هي المحببة إلى قلبي، ولكني أرى أن المصريين هم الأجدر بلغتهم ، وأنا دائماً ما أحب أن أتقن الشئ الذي أقدمه، ولكني في انتظار عمل مصري قوي أستطيع أن أقدمه.
وما رأيك في أغاني المهرجانات؟
أحبها .. فأنا مع كل شئ يستطيع أن يدخل السرور إلى القلب.
هل تعيش نجوى كرم حالة حب في الوقت الحالي؟
أنا دائماً ما أعيش حالة حب، فهي السبب في إقبالي على الحياة وتقديم أغنيات تدعو للحب والفرح، ولا يشترط أن تكون تلك الحالة ارتباط اًعاطفياً.
نسخ الرابط :